Professional Documents
Culture Documents
تستدعي العملية التعليمية التعلمية اإلحاطة بخصوصيات هذه العملية وما يحيط بها من علوم التربية والبيداغوجيا
والديداكتيك ولعل هذا األخير يكتسي أهمية بالغة في العملية التعليمية اذ انه مرتبط بالجانب التطبيقي من هذه العميلة
فيمكن القول بأن الديداكتيك يشكل ضرورة ملحة بالنسبة لعملية التدريس باعتباره يساهم في تمكين األطر التربوية
من أداء أدوارها بشكل فعال وذلك من خالل التوفيق بين المناهج والبرامج مع وضعيات التدريس و كذا اإلسهام في
حل مجموعة من المشاكل المرتبطة بالت دريس بانفتاحه على عدة علوم من؛ سيكولوجيا ،سوسيولوجيا،
اإلبستمولوجيا وغيرها من العلوم اذ يتم استثمار جل معطياتها مما يضفي على العملية التعليمية التعلمية طابع الدقة
علم التدريس وهو الدراسة العلمية لمحتويات وطرق التدريس وتقنياته وكذا النشاط المدرس والمتعلمين ومدى
تفاعلهم قصد تحقيق أهداف مسطرة فهو يهتم من جهة بالمادة الدراسية وما يطرحه تقديمها من صعوبات وبالمتعلم
من خالل اقتراح وضعيات تكسبه قدرات ومعارف ومهارات وبالمدرس من خالل دوره في توجيه وتسير العلمية
1
تتجلى أهمية الديداكتيك في العملية التعليمية التعلمية؛ في:
تمكين المدرسين من فهم طبيعة أدوارهم و تفعيل عملية تدخلهم فيما يتعلق بتشخيص الصعوبات التي
يضبط عملية الحوار بين كل طرف في العملية التعليمية في ظل تعدد اشكاله الحوارية التي تضفي على
أنواع الديداكتيك:
:يهتم الديداكتيك األساسية :جزء من الديداكتيك يتضمن مجموع النقط النظرية واألسس العامة الديداكيتك العام
بالقوانين العامة لترين بغض النظر عن طبيعة المادة وما يطرحه تقديمها من صعوبات.
الديداكتيك الخاص :يهتم بالتنشيط التعليمي داخل القسم في ارتباطه بالمادة الدراسية
تأبى علوم التربية حتى في تسميتها أن تكون في صيغة المفرد ،فهي علوم التربية وليست علم التربية ،وصيغة
الجمع هذه يتعذر تغييرها على رأي Reboulفالتربوي يتلقى تكوينا مخالفا لكل التخصصات ،ذلك أن بضاعته
المعرفية تجول بين العلوم النظرية والتطبيقية من فلسفة وبيولوج يا وعلم النفس ،وعلم االجتماع ،وأنثربولوجيا،
وتاريخ األفكار ،...فالطبيعة الموسوعية لعلوم التربية تجعل أهلها دائما أمام تحديات معرفية وأخرى واقعية ،كما
تجعلهم أقرب المختصين إلى فهم اإلنسان نظرا لتعدد مداخل النظر التي يعتمدونها.
وعلوم التربية مصطلح يطلق باألس اس على الحقل المعرفي ،الذي يتناول بالدرس والبحث والتحليل أسئلة تطور
الفرد في كل أبعاده تأسيسا وتعليال وفهما أو تفسيرا ،أي أنها تنظر لصيرورة الزيادة والنماء التي يعرفها الفرد.
إذن فعلوم التربية هي ذلك العلم الذي يتناول صيرورة التربية والتكوين والتعلم والتنشئة بمناهج علمية الفهمها
وتفسيرها والتنبؤ بها قصد تطوير الفعل التربوي ،سواء على المستوى النظري أو التطبيقي وسواء تعلق األمر
باألفراد أو بالمؤسسات والشروط العامة الخاصة التي تمارس في إطارها عملية التربية .
2
عالقة الديداكتيك بعلوم التربية
يعتبر الديداكتيك من المصطلحات المركزية والمفاهيم المفتاحية في علوم التربية ،فهو حقل ينتمي إلى علوم التربية،
فإذا كانت علوم التربية هي العلم الذي نعمل من خالله على التأسيس والفهم والتنظيم والتفسير والتنبؤ الفعل التربوي
عامة داخل المؤسسات ،فإن الديداكتيك هو الذراع األيمن لعلوم التربية المأسسة وفهم وتطويع وتنظيم المعرفة وفق
إذن الديداكتيك هو جزء وفرع من علوم التربية الذي يهتم فقط بالدرس ومتعلقاته ذات الطابع المعرفي خصوصا،
ومنه فالديداكتيك أخص وعلوم التربية أعم ،وعلوم التربية تتجاوز ا لفعل في القسم وتفكيك المعرفة وتنظيم
المضامين إلى تقديم االستشارات والحلول لألفراد والمؤسسات التعليمية وغير التعليمية داخل وخارج القسم ،وعندما
تريد إيصال مضامين معينة هنا تتسلح بذراعها األيمن أي الديداكتيك لتطويع المعرفة .وقد ال تحتاجه عندما ال تركز
على مضا مين من أجل التعليم ،فكل التدخالت البيداغوجية في االستشارات التربوية ،وفي المنازعات ،وتطوير الحلول
لبعض القضايا المؤسساتية وغير المؤسساتية يستغني البيداغوجي فيها عن الديداكتيك كصناعة ،ويتسلح بالتواصل
وعليه يمكن القول أن العالقة بين الديداكتيك و علوم التربية عالقة تكاملية ،يتم فيها استثمار مجموعة من المعطيات
من حيث الموضوع فعلم النفس علم قديم ،أما مسمى علم النفس بمفهومه المعاصر فهو حديث ألن اسمه القديم كان
هو :المعرفة الروحية ،أو معرفة الروح أو علم الروح .أصل انتمائه فيعود إلى الفلسفة اليونانية والمشرقية ،كما أن
وعلم ا لنفس أو السيكولوجيا علم يهتم باألساس بدراسة السلوك ومكونات النفس وما تشتمل عليه ،وكذا سيرورات
تطورها وما تكابده موضوعا لدراسته العلمية .ويمكن التمييز فيه بين الفروع النظرية (علم النفس العام ،علم النفس
3
الفارقي ،علم نفس النمو ،علم النفس االجتماعي) ،والتطبيقي ة (علم النفس التربوي،علم النفس الصناعي ،علم
ومن هنا فعلم السيكولوجيا له دور في معرفة سلوك المتعلمين وخصائصهم ،فهو يهتم بدراسة مختلف جوانب حياتهم
(السلوك ،النمو ،التفكير ،التعلم ،التواصل بين أفراد جماعة القسم ،)...والتنبؤ كذلك بما سيكون عليه السلوك وضبط
و الباحث الديداكتيكي يدرس ميول و خصائص و مؤهالت المتعلم و قابليته النفسية و العقلية ،و انعكاس ذلك على
استعداده للتعلم ،و هنا تتبدى لنا ضرورة االستعانة بعلم النفس ألخذ المعطيات السيكولوجية الخاصة بالمتعلمين.
زيادة على هذا استثمار و توظيف معطيات علم النفس بشكل منظم يراعي نمو المتعلم الجسمي و العقلي ،كما أن
الديداكتيك يهتم بمشاكل التعلم ،و ال يمكن التغلب عليها إال بمعرفة تخريجاتها السيكولوجية.
تعددت اصطالحات الفالسفة حول كلمة ابستيمولوجيا ،حيث يعرفها الالند La Landeبقوله ":هي فلسفة العلوم
لكن بمعنى أكثر دقة ،فال يخص فقط دراسة المناهج العلمية التي هي موضوع الميتودولوجيا methodologieوالتي
تعد جزءا من المنطق ،كما أنها ليست تركيبا أو توقعا حدسيا للقوانين العلمية على الطريقة الوضعية أو التطورية،
إنها في جوهرها الدراسة النقدية لمبادي وفرضيات ونتائج مختلف العلوم ،الهادفة إلى تحديد أصلها المنطقي ال
من هذا التعريف يظهر لنا أن الالند يحصر مهمة اإلبستمولوجيا في البحث عن المبادئ واألسس التي تقوم عليها
مختلف العلوم ،وفحص الفرضيات التي تضعها الستخالص نتائجها ،فهي دراسة نقدية تبين مدى صحة النتائج
وتماسكها ،أي البحث في موضوعيتها وقيمتها العلمية بغض النظر عن أصولها النفسية ،فاالبستيمولوجيا دراسة
4
وما جعل الديداكتيك يرتبط باإلبستيمولوجيا هو بالذات حاجة الباحثين في هذا المجال إلى التعرف على البنيات
الداخلية للمعارف العلمية والوسائل الموظفة في إنتاجها والكيفية التي تتطور وفقها مفاهيمها ومناهجها ،والحاجة
إلى ذلك نابعة من ضرورة وضع وتجريب نماذج وبرامج وطرق تدريس تستند إلى تحليل ابستيمولوجي غير قابل
وعلى العموم تبقى اإلبستيمولوجية بأطروحاتها المختلفة من بين أهم العلوم التي مارست تأثيرا على مختلف بحوث
العلوم الحديثة ،وذلك من خالل استلهام م فاهيمها وتكوين أطروحاتها المختلفة ،ويأتي هذا االرتباط من كون الباحث
الديداكتيكي يجد نفسه مجبرا حين الحديث عن المادة المدرسة ،مدعوا بل مجبرا على تحليل ابستيمولوجي لطبيعة
تلك المادة ولنمط تكوينها وتطور مفاهيمها .وقد بلغ األمر ببعض الباحثين إلى حد القول بأن وظيفة الديداكتيك في
العلوم ال تخرج عن كونها محاولة لالنتقال بالمعرفة العالمية إلى المعرفة الملقنة بكل ما تقتضيه هذه األخيرة من
جاء في قاموس التربية وعلوم التربية تحت اشراف كاسترون مياالري أنها تهتم بدراسة األشكال المؤسساتية
للنشاط التربوي مدارس ،مدرسون ،إداريون و تالميذ بقصد وصف طبيعة العالقات واألنشطة القابلة للتحليل .كما
تهتم بدراسة العالقات بين المؤسسات التربوية وغيرها من المؤسسات األسرة والمجتمع ...وكذلك بين المؤسسات
التربوية والشروط التي تحيي داخلها هذه المؤسسات سواء اقتصادية ،سياسية ...في حين يرى ريمون بودون
واخرون في القاموس الذي أعدوه للسوسيولوجية أن سوسيولوجية التربية تهم العلوم االجتماعية عامة
والسوسيولوجية خاصة .ذلك يرى أن الثقافة تنقل عبر وساطة المؤسسات ،وهذه األخيرة يتباين حولها االخصائيون
االنثربولوجيون و علماء النفس االجتماعي يهتمون باليات هذا النقل وتأثيراتها على الفرد ،بمعني كيف يتم نقل
انطالقا من مفهوم سوسيولوجية التربية وبما ان الديداكتيك يرتبط بمنهجيات تدريس مادة او تخصص معين ،كما
يفيد التفاعالت التي قد تتحقق في وضعية تعليمية تعلمية بين معرفة محددة ومدرس تلك المعرفة وتهتم الديداكتيك
5
بالوضعيات التدريسية ،والتي يجب أن يلعب فيها المتعلم دورا أساسيا وينحصر دور المدرس في تسهيل عملية التعلم
،بتصنيف المادة الدراسية تصنيفا يتالءم مع حاجات هذا المتعلم وتحديد الطريقة المالئمة لتعلمه وتنظيم مجال
وفضاء التعلم لذلك ترتبط الديداكتيك في دراستها بعلم النفس ونظريات التعلم وكذلك سوسيولوجيا التربية وذلك من
اجل ادراك ووعي البعد االجتماعي الذي يتحكم العملية التعليمية التعلمية ومختلف التأثيرات التي يحدثها فيها .
التعليم :يعتبر التعليم من أهم المقومات التي تساهم في قيام أي مجتمع ،وتقاس قوة و تقدم هذا األخير بالمستوى
التعليمي به .ادن هو فعل بيداغوجي يثيه المدرس أو المتعلم بناء على صيرورة منظمة للعملية التعليمية ،وغالبا
التعليم والتعلم :هناك تداخال كبيرا بينهما من حيث المفهوم فيهما الكثير من التبادل والتفاعل كما اشرنا آنقأ فإن
التعلم في بعض تعريفاته هو عملية تغير وتعديل في السلوك يتصف بنوع ما من االستمرارية كل هذا يوضح لنا أن
عملية التعلم تمثل م هارة تطبيق المعرفة والخبرات والمبادئ العلمية التي تساعد في إنشاء بيئة مناسبة لتسهيل
عملية التعلم .وبذلك فإن التعليم عملية تبدو أكثر تحديدا من عملية التعلم ،خاصة في بيئة التعليم المدرسي ،فالتعليم
يأخذ شكال من التدريب الواعي والمنظم يؤدي إلى إنشاء بيئة مشتركة بين المعلم والمتعلم.
التربية :هي األفعال المقصودة و الهادفة و المنظمة و االيجابية و االختزالية و االنتقائية ،التي يهدف من خاللها
المربون الى التأثير على شخصية الطفل قصد تأهيله للعيش المسؤول في المجتمع ،لذا فكل فعل غير مقصود ،غير
هادف ،غير منظم ،سلب ي ،فعل ال تربوي و ال يدخل تحت مسمى التربية تقوم التربية بعدة وظائف منها؛ نقل التراث
الثقافي وتعديله ،بإضافة ما هو مفيد ،أو ترك غير المفيد ثم تعديل سلوك األفراد وجعلها بمستوى أفضل و تنوير
األفكار القديمة وجعلها أفكار حديثة وجيدة بالتالي إكساب الفرد خبرات اجتماعية متمثلة في العادات ،والقيم،
التدريس :يعتبر التدريس نشاطا مهنيا يؤديه المدرس من خالل عمليات أساسية ورئيسية ،والهدف منه مساعدة
المتعلمين على حسن التعلم والتعليم ،فهو من األعمال التي يمكن الحكم عليها ،وعلى جودتها ،وإتقانها من خالل
الذي يربط بين النظرية والتطبيق؛ وهذه المهارات هي :التخطيط ،التدبير والتقويم.
الييداغوجيا :من ح يت اإلشتقاق اللغوي تتكون كلمة بيداغوجيا في األصل اليوناني من شقين هما :
وكان البيداغوجي Pedagogueفي العهد اليوناني القديم هو الشخص (العبد) المكلف بمراقبة األطفال ومرافقتهم
في خروجهم للتكوين أو النزهة .أما من حيث اإلصطالح فغالبا في إستعمالتنا التربوية ما يتم الخلط أو عدم التمييز
بين مفهوم التربية ومفهوم البيداغوغوجيا ولمالمسة الفرق الداللي بينهما إليكم بعض التعاريف لمفهوم البيداغوجيا
بحيت :يعتبر Horionأن اليداغوجيا علم للتربية سواء كانت جسدية أو عقلية أو أخالقية ويرى أن عليها أن
تستفيد من معطيات وحقول معرفية أخرى تهتم بالطفل ،ويرى آخرون أن البيداغوجيا أو علم التربية ذات بعد نظري
وتهدف إلى تحقيق تراكم معرفي أي تجميع الحقائق حول المناهج والتقنيات والظواهر التربوية .فتتحدد على
المستوى التطبيقي ألنها تهتم قبل كل شيء بالنشاط العملي الذي يهدف إلى تنشئة األطفال وتكوينهم .
من خالل كل هاته النظريات يتبين لنا أن مفهوم البيداغوجيا يعبر عن مجمل الطرق النظرية في التربية والتدريس
التي تأخذ بعين اإلعتبار الخصائص السيكولوجة والفزيولوجية للفرد -الطفل المتعلم أو ما يسمى بالذات المتعلمة
-الكفاية :قرات متكاملة من المهارات المعرفية والمنهجية والوجدانية يكتسبها المتعلم بتأطير من المدرس ويقوم
بتوظيفها خالل وضعيات ومسائل داخل حجرة الدرس وفضاءات المؤسسة التربوية اليتمكن بعد التخرج من
-أهداف التعلم :هي آلية لبناء الكفاية عبر مراحل ،وتعني ممارسة قدرة على محتوى معين.
-المهارة :هي مجموع من األداءات واإلنجازات التي تساهم في تجلي القدرة ،تؤشر على األداء المتقن القائم على
الفهم
7
-الموارد :تعني المعارف المفاهيمية والمهارات المنهجية الفكرية والعلمية ،فهي كل ما إكتسبه الفرد عن طريق
التعلم
-اإلستعداد :قوة داخلية تجعل الفرد قابال لإلستجابة ألداء معين بناء على ما اكتسبه ،منها القدرة على اإلنجاز
-الوضعية :سياق خاص يتم فيه التعلم لتعبئة موارد حول موضوع ما ،ويقسمها البعض إلى نوعين :
-وضعية ديداكتيكية :تهدف تنمية تعلمات جديدة وإكتساب موارد متنوعة . .
النشاط :ال توضع الكفاية رهن اشارة المتعلم لتملكها جاهزة بشكل مباشر ،إنما يتم بناؤها من خالل عدة أنشطة،
المهام :الكفاية قدرة على أداء مهمات محددة ،فمفهوم المهمة أساسي لإلحاطة بمدلول الكفاية
والمهمة تتحقق عبر مجموعة من األعمال واإلنجازات يقوم بها المدرس والمتعلم.. .
اإلنجاز :يعتبر مؤشرا داال على درجة تحقق الكفاية ،ويقصد به آداء مهام في إطار أنشطة أوسلوكات آنية ومحددة،
الدعامات :مختلف أنواع الوثائق ( صور -رسوم خطاطات جداول – نصوص )....ويجب مراعات خصوصية كل
الوسائل ( :السبورة -المسالط -الحاسوب -السبورة التفاعلية )....التي يتم إعتمادها خالاللوضعيات واألنشطة
التعليمية .
-التخطيط :عملية وضع خطة شاملة لدرس أو نشاط أو وضعية (تعليمية أو تقويمية ) ،ويستضهرالمدرس خاللها
األطر المرجعية ،والدالئل والتوجيهات التربوية ،وخصوصيات المادة الدراسية ،والقدرات المستهدفة ،ومميزات
الفنية المعنية من المتعلمين ،وزمن التعلم ،كما يحدد الدعامات والوسائل التي سيوظفها .
التدبير :خطوات إجرائية يقوم بها المدرس تنفيدا لخطته (جذاذة الدرس مثال) ،قصد تأطير وتوجيه
8
المتعلمين لبلوغ القدرات التعلمية المتوخات من الحصة الدراسية . .
التقويم :نشاط يستهدف تشخيص أو قياس مدى تحقق قدرات وأهداف تعلمية لدى المتعلمين ،ويوضع فيه المتعلم
إما خالل بداية الحصة الموسم الدراسي اي (تقويم تشخيصي) ،أوبعد نهاية الحصة النشاط /مقطع اي (تقويم
تكويني) ،أو بعد نهاية الدرس المحور الدورة /الموسم اي (تقويم إجمالي). .
الدعم :تدخل المدرس إلعطاء المتعلم فرصة أخرى من أجل إكتساب وترسيخ المعارف والمهارات
التي تم التوصل إليها خالل وضعيات تعليمية تعلمية سابقة ،ويتم التخطيط والتدبير لهذه العملية بعد تحليل نتائج
التقويم
تعريف المثلث الديداكتيكي :يمثل طبيعة العالقة التي تربط بين أهم عناصر عملية التدريس (المتعلم -المادة الدراسية
-المدرس ) إد تجمع بين المدرس والمتعلم عالقة تبادلية تقوم على التعليم والتعلم وفق (تعاقد ديداكتيكي) وتشكل
المادة الدراسية للمدرس مادة علمية يخضعها للنقل الديداكتيكي ،لجعلها في متناول القدرات اإلدراكية للمتعلم في
حين أن المتعلم بدوره يعطي مجموعة من التمثالت حول معارف ومهارات مسبقة إما صحيحة أو خاطئة حول المادة
الدراسية
بالنسبة لهذه العالقة تمكن المتعلم من التكوين وهي تغرز عدة قضايا أهمها :قضية العالقة البيداغوجية بين
الطرفين.
هذه العالقة تقتضي من المدرس معرفة المبادئ األساسية لعلم النفس التربوي والبيداغوجيا وخصائص المتعلمين
النفسية وقدراتهم العقلية واإلدراكية ورغباتهم وحاجاتهم ...مع ترجمة ذلك إلى إجراءات عملية كفيلة ب:
ويمكن تنظيم هذه العالقة في إطار العد الديداكتيكي ،عبر ثالث مراحل أساسية وهي:
يهتم هذا المحور باليات اكتساب التلميد للمعرفة وما قد يحول دون هذا اإلكتساب من عوائق وصعوبات ،كيف يبنى
التلميذ تعلماته؟ كيف يعيد استعمالها؟ وكيف يوظفها؟
مجال البحث على مستوي هذا المحور يهتم أيضا بتمثالت المتعلمين عن مختلف المعارف وما ينتج عنها من صراع
معرفي اعقلي لحظة بناء تعلمات جديدة.
يعتبر هذا المحور هو المجال المفضل للبحث الديداكتيكي ،اذ يتم االهتمام على هذا المستوي بالمعرفة التي ينبغي
تدريسها ،مفاهيمها ،مواضيعها ،مرجعيتها ،تنظيم عملية تدريسها ..بعبارة أشمل كيفية إعادة بناء المعرفة العالمة
وتقديمها في شكل مناهج وبرامج ما أسهم في انتاج جهاز مفاهيمي من قبيل النقل الديداكتيكي
التعاقد الديداكتيكی
1تعريفه:
استعمل بروسو مفهوم العقد الديداكتيكي الذي يدل على كل التفاعالت الواعية والالواعية التي تحدث بين المدرس
والمتعلمين حول اكتساب المعرفة .وهو يري أنه يهتم بسلوكات المدرس المتوقعة من طرف المتعلمين وكذا سلوكات
المتعلمين المتوقعة من طرف المدرس ،وعالقة اإلثنين بالمعرفة.
حسب P . ASTOLFIET M . DEVELAYهو مجموع القواعد الضمنية التي تحكم في في إطار المنظومة
المشكلة من المدرس والتلميذ وموضوع التعلم ،وتوزيع أدوار و واجبات كل طرف والتي يعتبر مسؤوال عنها أمام
الطرف األخر ،من أجل توفير فترات إيجابية للتعلم.
يستند التعاقد الديداكتيكي على عدة أسس لخصها الباحثون التربيون في :
الحرية
التفاوض
اإللتزام
10
عموما التعاقد الديداكتيكي يهدف عقلنة العمل التربوي من خالل:
استبعاد مفجأة المتعلم بالدرس ،باالنطالق مما يعرفه للوصول إلى ما ينبغي معرفته ( رصد التمثالت
وتصحيحها لبناء المعرف )
تبني طرائق تدريس فعالة تركز على التعلم الذاتي ،تنطلق من كون المتعلم عنصرفاعل
وضوح العالقة بين المدرس والمتعلم ،والحد من السلطة المطلقة لألستاذ ذاخل الفصل
النقل الديداكتيكي
يشير النقل الديداكتيكي في احدى معانيه األساسية الى العمل الضروري الذي يقضي بإعادة ترتيب وتنظيم وهيكلة
المحتويات الدراسية المستقلة من التخصصات العلمية
تتحكم في النقل الديداكتيكي عدة مبادئ وشروط منها :مبدأ االنتقائية :انتقاء المضامين والمحتويات بكيفية تتوافق
وغايات المنهاج الدراسي وأهداف المنظومة التعليمية ومستوى نمو المتعلمين؛ ,مبدأ التبسيط المعرفي :تبسيط
النظريات /المفاهيم /التصورات ا ...الخ ،وجعلها قابلة للتعليم والتعلم , .مبدأ الوظيفية التربوية :أن تمكن المتعلمين
من اكتساب معارف جديدة وقابليتها ألن تندمج هذه المعرفة في وضعيات تعليمية – تعلمية.
أما بالنسبة لشروط النقل الديداكتيكي هي على الشكل التالي :فعل التعليم والتعلم
العائق:
11
تعريف :العائق في اللغة هو الحاجز أو المانع ،وفلسفيا العائق هو كل متغير يؤدي إلى تراجع المعرفة وعدم حصول
تقدمها .إن العوائق اإلبستمولوجية ،بحسب باشالر ،هي صيغة للتعبير عن مشكلة المعرفة العلمية في حاالت معينة
وهذه الصيغة ليست خارجة عن العلم ،بل هي داخلية ،إذن إن العائق مكون من مكونات المعرفة العلمية ومنبثق من
صميمها وتربويا العائق هو كل ما يساهم في التعثر ،ويحول دون الوصول إلى الهدف
أنواع العوائق :يمكن أن نميز بين أنواع كثيرة من العوائق و نقترح ما يلي :
-العوائق السيكولوجية :تسمى كذلك العوائق العضوية و ال نهائية وتظهر على المستويات العقلية والوجدانية
/العاطفية ومن المؤشرات الدالة عليها صعوبة اإلستدالل و التعميم والبرهنة والحجاج ،وكذلك الفشل ببعض
المهارات العقلية واإلستراتيجيات المعرفية التي سبق الحديث عنها كما يتمظهر هذا النوع من العوائق في تمثالت
العوائق اإلجتماعية واأليديولوجية :تتكون هذه العوائق من التمثالت اإلجتماعية والثقافية والسياسية ،ذلك أن
تنشئة الفرد على قيم محددة أو إكتسابه لثقافة معينة أو تشبعه بإيديولوجية ما ،كلها عوامل تساعد على تعلمه إذا
كانت متالئمة مع المعرفة العل مية والمدرسية ،وتعرقل تعلمه إذا كانت غير متالئمة .وكلنا نتذكر ما أحددته العوائق
اإلجتماعية في العصر الوسيط حول كروية األرض ودورانها ،كما أن بعض المتعلمين ال يفهمون الدرس ألنه
العوائق البيداغوجية الديداكتيكية :تنتج هذ ه العوائق عن غموض في الوسائل الديداكتيكية ،الشيء الذي يؤدي إلى
غموض في المفاهيم وطرائق التدريس والمحتويات والوسائل التعليمية والتقويم .وليس العائق البيداغوجي نقصا
في المعرفة ،بل إنه عبارة عن معارف خاطئة أو غير مكتملة ،إنه (معرفة تتألف من موضوعات وعالقات وطرائق
وتوقعات ،وبديهيات ونتائج ثم نسيانها وتشعبات غير متوقعة إنه يصمد أمام أي إقصاء ).
الصراع السوسيو معرفي هو أد اة لتعبي عن أهمية التفاعل اإلجتماعي بين المتعلمين في عملية بناء المعرفة ،فهو
يتجسد في ما يواجه المتعلم من تحديات تمكنه من إكتساب معارف جديدة ،فمردودية الصراع المعرفي تزداد إذا كان
إن التفاعل اإلجتماعي آلية لإلشتغال تمكن المتعلمين من إنجاز مهمات ال يستطعون القيام بها بمفردهم.
12
صياغة المفهوم :المفهوم معلومة منظمة غير تابعة مباشرة للمذي اإلدراكي وقابلة للتسمية ،وحسب هذا التعريف
يشكل المفهوم مجموعة من الخصائص التابئة التي تميز شيئا عن اآلخر والمجردة التي ترتبط بكلمة معينة وتتعلق
المفاهيم باألشياء واألحداث واألفعال وحتى بالعالقات ،هذا النوع األخير أصعب في تكونها وتعلمها ألنها التعرف
بالخصائص التابثة ،بل عالقاتها بمفاهيم أخرى مما يجعلها أكثر تجريدا وتعقيدا من غيرها ويقربها من المفاهيم
النموذج الديداكتيكي :عبارة عن نموذج شكلي ،أو قالب نظري ،هدفه توصيف العملية التعليمية التعلمية واستجالء
طرائق بناء التعلمات فهما وتفسيرا وإستكشافا .ويعد النموذج او النمط الديداكتيكي مقولة وصفية عامة ومجردة
تساعدنا على فهم مجموعة من الظواهر التربوية والديداكتيكية وتفسيرها والتنظير لها ،وليس من الضروري أن
تكون خصائص هذا النمط متوفرة دائما وبشكل جيد في الظواهر المالحظة والمدركة ،ومن ثم فهدف النموذج هو
يحتل الديداكتي ك مكانة مهمة في العملية التعليمية التعلمية ،نظرا لما ينطوي عليه من طرائق وتقنيات وأساليب
تهدف باألساس إلى تجويد عملية التدريس ،وهي العملية التي تركز على المتعلم بالدرجة األولى ،وتجعله مشاركا في
بناء التعلمات ،بتوجيه من المدرس ،وباالعتماد على مجموعة من المعارف المخصصة لهذا الغرض ،وهنا تتجلى
أهمية الديداكتيك ،هذا األخير ال يسير بمعزل عن علوم التربية والبيداغوجيا ،باعتبارهما يمهدان ويسهالن الطريق
13