You are on page 1of 13

‫تقديم‪:‬‬

‫تستدعي العملية التعليمية التعلمية اإلحاطة بخصوصيات هذه العملية وما يحيط بها من علوم التربية والبيداغوجيا‬

‫والديداكتيك ولعل هذا األخير يكتسي أهمية بالغة في العملية التعليمية اذ انه مرتبط بالجانب التطبيقي من هذه العميلة‬

‫فيمكن القول بأن الديداكتيك يشكل ضرورة ملحة بالنسبة لعملية التدريس باعتباره يساهم في تمكين األطر التربوية‬

‫من أداء أدوارها بشكل فعال وذلك من خالل التوفيق بين المناهج والبرامج مع وضعيات التدريس و كذا اإلسهام في‬

‫حل مجموعة من المشاكل المرتبطة بالت دريس بانفتاحه على عدة علوم من؛ سيكولوجيا‪ ،‬سوسيولوجيا‪،‬‬

‫اإلبستمولوجيا وغيرها من العلوم اذ يتم استثمار جل معطياتها مما يضفي على العملية التعليمية التعلمية طابع الدقة‬

‫والوضوح في تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫علم التدريس وهو الدراسة العلمية لمحتويات وطرق التدريس وتقنياته وكذا النشاط المدرس والمتعلمين ومدى‬

‫تفاعلهم قصد تحقيق أهداف مسطرة فهو يهتم من جهة بالمادة الدراسية وما يطرحه تقديمها من صعوبات وبالمتعلم‬

‫من خالل اقتراح وضعيات تكسبه قدرات ومعارف ومهارات وبالمدرس من خالل دوره في توجيه وتسير العلمية‬

‫التعليمية او في عملية التعليم والتحصيل الدراسي‪.‬‬

‫أهميته في العملية التعليمية التعليمة‬

‫‪1‬‬
‫تتجلى أهمية الديداكتيك في العملية التعليمية التعلمية؛ في‪:‬‬

‫تمكين المدرسين من فهم طبيعة أدوارهم و تفعيل عملية تدخلهم فيما يتعلق بتشخيص الصعوبات التي‬ ‫‪‬‬

‫تستدعي عالجات ضرورية من أجل تصحيح مختلف وضعيات التعلم وتقويمها‪.‬‬

‫‪ ‬يسهل عميلة النقل الديداكتيكي‬

‫يضبط عملية الحوار بين كل طرف في العملية التعليمية في ظل تعدد اشكاله الحوارية التي تضفي على‬ ‫‪‬‬

‫العملية التعليمية التعلمية طابع الدقة والوضوح‬

‫أنواع الديداكتيك‪:‬‬

‫‪ :‬يهتم‬ ‫‪ ‬الديداكتيك األساسية‪ :‬جزء من الديداكتيك يتضمن مجموع النقط النظرية واألسس العامة الديداكيتك العام‬

‫بالقوانين العامة لترين بغض النظر عن طبيعة المادة وما يطرحه تقديمها من صعوبات‪.‬‬

‫الديداكتيك الخاص‪ :‬يهتم بالتنشيط التعليمي داخل القسم في ارتباطه بالمادة الدراسية‬ ‫‪‬‬

‫تأبى علوم التربية حتى في تسميتها أن تكون في صيغة المفرد‪ ،‬فهي علوم التربية وليست علم التربية‪ ،‬وصيغة‬

‫الجمع هذه يتعذر تغييرها على رأي ‪ Reboul‬فالتربوي يتلقى تكوينا مخالفا لكل التخصصات‪ ،‬ذلك أن بضاعته‬

‫المعرفية تجول بين العلوم النظرية والتطبيقية من فلسفة وبيولوج يا وعلم النفس‪ ،‬وعلم االجتماع‪ ،‬وأنثربولوجيا‪،‬‬

‫وتاريخ األفكار‪ ،...‬فالطبيعة الموسوعية لعلوم التربية تجعل أهلها دائما أمام تحديات معرفية وأخرى واقعية‪ ،‬كما‬

‫تجعلهم أقرب المختصين إلى فهم اإلنسان نظرا لتعدد مداخل النظر التي يعتمدونها‪.‬‬

‫وعلوم التربية مصطلح يطلق باألس اس على الحقل المعرفي‪ ،‬الذي يتناول بالدرس والبحث والتحليل أسئلة تطور‬

‫الفرد في كل أبعاده تأسيسا وتعليال وفهما أو تفسيرا‪ ،‬أي أنها تنظر لصيرورة الزيادة والنماء التي يعرفها الفرد‪.‬‬

‫إذن فعلوم التربية هي ذلك العلم الذي يتناول صيرورة التربية والتكوين والتعلم والتنشئة بمناهج علمية الفهمها‬

‫وتفسيرها والتنبؤ بها قصد تطوير الفعل التربوي‪ ،‬سواء على المستوى النظري أو التطبيقي وسواء تعلق األمر‬

‫باألفراد أو بالمؤسسات والشروط العامة الخاصة التي تمارس في إطارها عملية التربية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عالقة الديداكتيك بعلوم التربية‬

‫يعتبر الديداكتيك من المصطلحات المركزية والمفاهيم المفتاحية في علوم التربية‪ ،‬فهو حقل ينتمي إلى علوم التربية‪،‬‬

‫فإذا كانت علوم التربية هي العلم الذي نعمل من خالله على التأسيس والفهم والتنظيم والتفسير والتنبؤ الفعل التربوي‬

‫عامة داخل المؤسسات‪ ،‬فإن الديداكتيك هو الذراع األيمن لعلوم التربية المأسسة وفهم وتطويع وتنظيم المعرفة وفق‬

‫خطوات منهجية دقيقة لجعلها في متناول المتعلم‪.‬‬

‫إذن الديداكتيك هو جزء وفرع من علوم التربية الذي يهتم فقط بالدرس ومتعلقاته ذات الطابع المعرفي خصوصا‪،‬‬

‫ومنه فالديداكتيك أخص وعلوم التربية أعم‪ ،‬وعلوم التربية تتجاوز ا لفعل في القسم وتفكيك المعرفة وتنظيم‬

‫المضامين إلى تقديم االستشارات والحلول لألفراد والمؤسسات التعليمية وغير التعليمية داخل وخارج القسم‪ ،‬وعندما‬

‫تريد إيصال مضامين معينة هنا تتسلح بذراعها األيمن أي الديداكتيك لتطويع المعرفة‪ .‬وقد ال تحتاجه عندما ال تركز‬

‫على مضا مين من أجل التعليم‪ ،‬فكل التدخالت البيداغوجية في االستشارات التربوية‪ ،‬وفي المنازعات‪ ،‬وتطوير الحلول‬

‫لبعض القضايا المؤسساتية وغير المؤسساتية يستغني البيداغوجي فيها عن الديداكتيك كصناعة‪ ،‬ويتسلح بالتواصل‬

‫أو غيره من العلوم‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن العالقة بين الديداكتيك و علوم التربية عالقة تكاملية‪ ،‬يتم فيها استثمار مجموعة من المعطيات‬

‫التي تروم إلى خدمة العملية التعليمية التعلمية‪.‬‬

‫عالقة الديداكتيك بالسيكولوجيا‬

‫مفهوم السيكولوجيا أو علم النفس‪:‬‬

‫من حيث الموضوع فعلم النفس علم قديم‪ ،‬أما مسمى علم النفس بمفهومه المعاصر فهو حديث ألن اسمه القديم كان‬

‫هو‪ :‬المعرفة الروحية‪ ،‬أو معرفة الروح أو علم الروح‪ .‬أصل انتمائه فيعود إلى الفلسفة اليونانية والمشرقية‪ ،‬كما أن‬

‫للفلسفة اإلسالمية نظرات سيكولوجية خاصة‪.‬‬

‫وعلم ا لنفس أو السيكولوجيا علم يهتم باألساس بدراسة السلوك ومكونات النفس وما تشتمل عليه‪ ،‬وكذا سيرورات‬

‫تطورها وما تكابده موضوعا لدراسته العلمية‪ .‬ويمكن التمييز فيه بين الفروع النظرية (علم النفس العام‪ ،‬علم النفس‬

‫‪3‬‬
‫الفارقي‪ ،‬علم نفس النمو‪ ،‬علم النفس االجتماعي)‪ ،‬والتطبيقي ة (علم النفس التربوي‪،‬علم النفس الصناعي‪ ،‬علم‬

‫النفس الجنائي‪ ،‬علم النفس العسكري‪.)...‬‬

‫ومن هنا فعلم السيكولوجيا له دور في معرفة سلوك المتعلمين وخصائصهم‪ ،‬فهو يهتم بدراسة مختلف جوانب حياتهم‬

‫(السلوك‪ ،‬النمو‪ ،‬التفكير‪ ،‬التعلم‪ ،‬التواصل بين أفراد جماعة القسم‪ ،)...‬والتنبؤ كذلك بما سيكون عليه السلوك وضبط‬

‫السلوك والتحكم فيه بتعديله وتحسينه‪.‬‬

‫و الباحث الديداكتيكي يدرس ميول و خصائص و مؤهالت المتعلم و قابليته النفسية و العقلية‪ ،‬و انعكاس ذلك على‬

‫استعداده للتعلم‪ ،‬و هنا تتبدى لنا ضرورة االستعانة بعلم النفس ألخذ المعطيات السيكولوجية الخاصة بالمتعلمين‪.‬‬

‫زيادة على هذا استثمار و توظيف معطيات علم النفس بشكل منظم يراعي نمو المتعلم الجسمي و العقلي‪ ،‬كما أن‬

‫الديداكتيك يهتم بمشاكل التعلم‪ ،‬و ال يمكن التغلب عليها إال بمعرفة تخريجاتها السيكولوجية‪.‬‬

‫عالقة الديداكتيك بعلم اإلبستيمولوجيا‬

‫مفهوم علم اإلبستيمولوجيا‬

‫تعددت اصطالحات الفالسفة حول كلمة ابستيمولوجيا‪ ،‬حيث يعرفها الالند‪ La Lande‬بقوله‪ ":‬هي فلسفة العلوم‬

‫لكن بمعنى أكثر دقة‪ ،‬فال يخص فقط دراسة المناهج العلمية التي هي موضوع الميتودولوجيا‪ methodologie‬والتي‬

‫تعد جزءا من المنطق‪ ،‬كما أنها ليست تركيبا أو توقعا حدسيا للقوانين العلمية على الطريقة الوضعية أو التطورية‪،‬‬

‫إنها في جوهرها الدراسة النقدية لمبادي وفرضيات ونتائج مختلف العلوم‪ ،‬الهادفة إلى تحديد أصلها المنطقي ال‬

‫النفسي وقيمتها ومدی موضوعيتها"‪.‬‬

‫من هذا التعريف يظهر لنا أن الالند يحصر مهمة اإلبستمولوجيا في البحث عن المبادئ واألسس التي تقوم عليها‬

‫مختلف العلوم‪ ،‬وفحص الفرضيات التي تضعها الستخالص نتائجها‪ ،‬فهي دراسة نقدية تبين مدى صحة النتائج‬

‫وتماسكها‪ ،‬أي البحث في موضوعيتها وقيمتها العلمية بغض النظر عن أصولها النفسية‪ ،‬فاالبستيمولوجيا دراسة‬

‫نقدية تهتم بالبحث عن شروط المعرفة العلمية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وما جعل الديداكتيك يرتبط باإلبستيمولوجيا هو بالذات حاجة الباحثين في هذا المجال إلى التعرف على البنيات‬

‫الداخلية للمعارف العلمية والوسائل الموظفة في إنتاجها والكيفية التي تتطور وفقها مفاهيمها ومناهجها‪ ،‬والحاجة‬

‫إلى ذلك نابعة من ضرورة وضع وتجريب نماذج وبرامج وطرق تدريس تستند إلى تحليل ابستيمولوجي غير قابل‬

‫للتجاوز للقيام بالمهام المذكورة ‪.‬‬

‫وعلى العموم تبقى اإلبستيمولوجية بأطروحاتها المختلفة من بين أهم العلوم التي مارست تأثيرا على مختلف بحوث‬

‫العلوم الحديثة‪ ،‬وذلك من خالل استلهام م فاهيمها وتكوين أطروحاتها المختلفة‪ ،‬ويأتي هذا االرتباط من كون الباحث‬

‫الديداكتيكي يجد نفسه مجبرا حين الحديث عن المادة المدرسة‪ ،‬مدعوا بل مجبرا على تحليل ابستيمولوجي لطبيعة‬

‫تلك المادة ولنمط تكوينها وتطور مفاهيمها‪ .‬وقد بلغ األمر ببعض الباحثين إلى حد القول بأن وظيفة الديداكتيك في‬

‫العلوم ال تخرج عن كونها محاولة لالنتقال بالمعرفة العالمية إلى المعرفة الملقنة بكل ما تقتضيه هذه األخيرة من‬

‫تنظيم و هيكلة وتصنيف وترتيب يتماشى ومقتضيات الواقع المدرسي‪.‬‬

‫مفهوم سوسيولوجية التربية ‪:‬‬

‫جاء في قاموس التربية وعلوم التربية تحت اشراف كاسترون مياالري أنها تهتم بدراسة األشكال المؤسساتية‬

‫للنشاط التربوي مدارس‪ ،‬مدرسون ‪ ،‬إداريون و تالميذ بقصد وصف طبيعة العالقات واألنشطة القابلة للتحليل ‪ .‬كما‬

‫تهتم بدراسة العالقات بين المؤسسات التربوية وغيرها من المؤسسات األسرة والمجتمع ‪ ...‬وكذلك بين المؤسسات‬

‫التربوية والشروط التي تحيي داخلها هذه المؤسسات سواء اقتصادية‪ ،‬سياسية ‪ ...‬في حين يرى ريمون بودون‬

‫واخرون في القاموس الذي أعدوه للسوسيولوجية أن سوسيولوجية التربية تهم العلوم االجتماعية عامة‬

‫والسوسيولوجية خاصة‪ .‬ذلك يرى أن الثقافة تنقل عبر وساطة المؤسسات‪ ،‬وهذه األخيرة يتباين حولها االخصائيون‬

‫االنثربولوجيون و علماء النفس االجتماعي يهتمون باليات هذا النقل وتأثيراتها على الفرد‪ ،‬بمعني كيف يتم نقل‬

‫الثقافة المجتمعية وكيف تصوغ االفراد وشخصياتهم‪.‬‬

‫انطالقا من مفهوم سوسيولوجية التربية وبما ان الديداكتيك يرتبط بمنهجيات تدريس مادة او تخصص معين ‪ ،‬كما‬

‫يفيد التفاعالت التي قد تتحقق في وضعية تعليمية تعلمية بين معرفة محددة ومدرس تلك المعرفة وتهتم الديداكتيك‬
‫‪5‬‬
‫بالوضعيات التدريسية‪ ،‬والتي يجب أن يلعب فيها المتعلم دورا أساسيا وينحصر دور المدرس في تسهيل عملية التعلم‬

‫‪ ،‬بتصنيف المادة الدراسية تصنيفا يتالءم مع حاجات هذا المتعلم وتحديد الطريقة المالئمة لتعلمه وتنظيم مجال‬

‫وفضاء التعلم لذلك ترتبط الديداكتيك في دراستها بعلم النفس ونظريات التعلم وكذلك سوسيولوجيا التربية وذلك من‬

‫اجل ادراك ووعي البعد االجتماعي الذي يتحكم العملية التعليمية التعلمية ومختلف التأثيرات التي يحدثها فيها ‪.‬‬

‫التعليم‪ :‬يعتبر التعليم من أهم المقومات التي تساهم في قيام أي مجتمع‪ ،‬وتقاس قوة و تقدم هذا األخير بالمستوى‬

‫التعليمي به‪ .‬ادن هو فعل بيداغوجي يثيه المدرس أو المتعلم بناء على صيرورة منظمة للعملية التعليمية‪ ،‬وغالبا‬

‫يرتبط بالمؤسسات المدرسية ‪.‬‬

‫التعليم والتعلم ‪ :‬هناك تداخال كبيرا بينهما من حيث المفهوم فيهما الكثير من التبادل والتفاعل كما اشرنا آنقأ فإن‬

‫التعلم في بعض تعريفاته هو عملية تغير وتعديل في السلوك يتصف بنوع ما من االستمرارية كل هذا يوضح لنا أن‬

‫عملية التعلم تمثل م هارة تطبيق المعرفة والخبرات والمبادئ العلمية التي تساعد في إنشاء بيئة مناسبة لتسهيل‬

‫عملية التعلم ‪ .‬وبذلك فإن التعليم عملية تبدو أكثر تحديدا من عملية التعلم ‪ ،‬خاصة في بيئة التعليم المدرسي ‪ ،‬فالتعليم‬

‫يأخذ شكال من التدريب الواعي والمنظم يؤدي إلى إنشاء بيئة مشتركة بين المعلم والمتعلم‪.‬‬

‫التربية‪ :‬هي األفعال المقصودة و الهادفة و المنظمة و االيجابية و االختزالية و االنتقائية‪ ،‬التي يهدف من خاللها‬

‫المربون الى التأثير على شخصية الطفل قصد تأهيله للعيش المسؤول في المجتمع‪ ،‬لذا فكل فعل غير مقصود‪ ،‬غير‬

‫هادف‪ ،‬غير منظم‪ ،‬سلب ي‪ ،‬فعل ال تربوي و ال يدخل تحت مسمى التربية تقوم التربية بعدة وظائف منها؛ نقل التراث‬

‫الثقافي وتعديله‪ ،‬بإضافة ما هو مفيد‪ ،‬أو ترك غير المفيد ثم تعديل سلوك األفراد وجعلها بمستوى أفضل و تنوير‬

‫األفكار القديمة وجعلها أفكار حديثة وجيدة بالتالي إكساب الفرد خبرات اجتماعية متمثلة في العادات‪ ،‬والقيم‪،‬‬

‫والتقاليد‪ ،‬والمعتقدات‪ ،‬واألعراف الخاصة بالمجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬

‫التدريس‪ :‬يعتبر التدريس نشاطا مهنيا يؤديه المدرس من خالل عمليات أساسية ورئيسية‪ ،‬والهدف منه مساعدة‬

‫المتعلمين على حسن التعلم والتعليم‪ ،‬فهو من األعمال التي يمكن الحكم عليها‪ ،‬وعلى جودتها‪ ،‬وإتقانها من خالل‬

‫التحليل والمالحظة‪ ،‬وبالتالي بعد التقييم يمكن تحسين األداء وتطويره‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫تعد معرفة مهارات التدريس وتطبيقها من قبل المعلم عامال ضروريا لبناء الصرح التعليمي السليم‪،‬‬

‫الذي يربط بين النظرية والتطبيق؛ وهذه المهارات هي‪ :‬التخطيط‪ ،‬التدبير والتقويم‪.‬‬

‫الييداغوجيا‪ :‬من ح يت اإلشتقاق اللغوي تتكون كلمة بيداغوجيا في األصل اليوناني من شقين هما ‪:‬‬

‫‪ PEDA,‬وتعني الطفل و ‪ IAGOG‬وتعني القيادة والتوجيه ‪.‬‬

‫وكان البيداغوجي ‪ Pedagogue‬في العهد اليوناني القديم هو الشخص (العبد) المكلف بمراقبة األطفال ومرافقتهم‬

‫في خروجهم للتكوين أو النزهة ‪ .‬أما من حيث اإلصطالح فغالبا في إستعمالتنا التربوية ما يتم الخلط أو عدم التمييز‬

‫بين مفهوم التربية ومفهوم البيداغوغوجيا ولمالمسة الفرق الداللي بينهما إليكم بعض التعاريف لمفهوم البيداغوجيا‬

‫بحيت ‪ :‬يعتبر ‪ Horion‬أن اليداغوجيا علم للتربية سواء كانت جسدية أو عقلية أو أخالقية ويرى أن عليها أن‬

‫تستفيد من معطيات وحقول معرفية أخرى تهتم بالطفل‪ ،‬ويرى آخرون أن البيداغوجيا أو علم التربية ذات بعد نظري‬

‫وتهدف إلى تحقيق تراكم معرفي أي تجميع الحقائق حول المناهج والتقنيات والظواهر التربوية ‪ .‬فتتحدد على‬

‫المستوى التطبيقي ألنها تهتم قبل كل شيء بالنشاط العملي الذي يهدف إلى تنشئة األطفال وتكوينهم ‪.‬‬

‫من خالل كل هاته النظريات يتبين لنا أن مفهوم البيداغوجيا يعبر عن مجمل الطرق النظرية في التربية والتدريس‬

‫التي تأخذ بعين اإلعتبار الخصائص السيكولوجة والفزيولوجية للفرد ‪-‬الطفل المتعلم أو ما يسمى بالذات المتعلمة‬

‫إضافة إلى إستحضارها للبعد اإلبستمولوجي الخاص بالمواد الدراسية ‪.-‬‬

‫‪ -‬الكفاية ‪ :‬قرات متكاملة من المهارات المعرفية والمنهجية والوجدانية يكتسبها المتعلم بتأطير من المدرس ويقوم‬

‫بتوظيفها خالل وضعيات ومسائل داخل حجرة الدرس وفضاءات المؤسسة التربوية اليتمكن بعد التخرج من‬

‫إستخدامها في الحياة العملية‪.‬‬

‫‪ -‬أهداف التعلم‪ :‬هي آلية لبناء الكفاية عبر مراحل ‪ ،‬وتعني ممارسة قدرة على محتوى معين‪.‬‬

‫‪ -‬المهارة‪ :‬هي مجموع من األداءات واإلنجازات التي تساهم في تجلي القدرة‪ ،‬تؤشر على األداء المتقن القائم على‬

‫الفهم‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬الموارد‪ :‬تعني المعارف المفاهيمية والمهارات المنهجية الفكرية والعلمية‪ ،‬فهي كل ما إكتسبه الفرد عن طريق‬

‫التعلم‬

‫‪ -‬اإلستعداد‪ :‬قوة داخلية تجعل الفرد قابال لإلستجابة ألداء معين بناء على ما اكتسبه ‪ ،‬منها القدرة على اإلنجاز‬

‫والمهارة في األداء ‪.‬‬

‫‪ -‬الوضعية‪ :‬سياق خاص يتم فيه التعلم لتعبئة موارد حول موضوع ما ‪ ،‬ويقسمها البعض إلى نوعين ‪:‬‬

‫‪ -‬وضعية ديداكتيكية‪ :‬تهدف تنمية تعلمات جديدة وإكتساب موارد متنوعة ‪. .‬‬

‫وضعية هدف‪ :‬هي وضعية تهدف إلى تشغيل كفاية ما ‪. .‬‬

‫النشاط‪ :‬ال توضع الكفاية رهن اشارة المتعلم لتملكها جاهزة بشكل مباشر ‪ ،‬إنما يتم بناؤها من خالل عدة أنشطة‪،‬‬

‫فالكفاية ال تتجسد إال من خالل النشاط الذي يقوم به المتعلم ‪. .‬‬

‫المهام‪ :‬الكفاية قدرة على أداء مهمات محددة ‪ ،‬فمفهوم المهمة أساسي لإلحاطة بمدلول الكفاية‬

‫والمهمة تتحقق عبر مجموعة من األعمال واإلنجازات يقوم بها المدرس والمتعلم‪.. .‬‬

‫اإلنجاز‪ :‬يعتبر مؤشرا داال على درجة تحقق الكفاية ‪ ،‬ويقصد به آداء مهام في إطار أنشطة أوسلوكات آنية ومحددة‪،‬‬

‫قابلة للمالحظة والقياس ‪ ،‬وعلى مستوى عال من الدقة والوضوح‪.‬‬

‫الدعامات‪ :‬مختلف أنواع الوثائق ( صور ‪ -‬رسوم خطاطات جداول – نصوص ‪ )....‬ويجب مراعات خصوصية كل‬

‫دعامة عند اإلستثمار ‪. .‬‬

‫الوسائل ‪( :‬السبورة ‪ -‬المسالط ‪ -‬الحاسوب ‪ -‬السبورة التفاعلية ‪ )....‬التي يتم إعتمادها خالاللوضعيات واألنشطة‬

‫التعليمية ‪.‬‬

‫‪ -‬التخطيط‪ :‬عملية وضع خطة شاملة لدرس أو نشاط أو وضعية (تعليمية أو تقويمية ) ‪ ،‬ويستضهرالمدرس خاللها‬

‫األطر المرجعية ‪ ،‬والدالئل والتوجيهات التربوية ‪ ،‬وخصوصيات المادة الدراسية ‪ ،‬والقدرات المستهدفة ‪ ،‬ومميزات‬

‫الفنية المعنية من المتعلمين ‪ ،‬وزمن التعلم ‪ ،‬كما يحدد الدعامات والوسائل التي سيوظفها ‪.‬‬

‫التدبير‪ :‬خطوات إجرائية يقوم بها المدرس تنفيدا لخطته (جذاذة الدرس مثال) ‪ ،‬قصد تأطير وتوجيه‬
‫‪8‬‬
‫المتعلمين لبلوغ القدرات التعلمية المتوخات من الحصة الدراسية ‪. .‬‬

‫التقويم‪ :‬نشاط يستهدف تشخيص أو قياس مدى تحقق قدرات وأهداف تعلمية لدى المتعلمين ‪ ،‬ويوضع فيه المتعلم‬

‫إما خالل بداية الحصة الموسم الدراسي اي (تقويم تشخيصي) ‪ ،‬أوبعد نهاية الحصة النشاط ‪ /‬مقطع اي (تقويم‬

‫تكويني) ‪ ،‬أو بعد نهاية الدرس المحور الدورة ‪ /‬الموسم اي (تقويم إجمالي)‪. .‬‬

‫الدعم‪ :‬تدخل المدرس إلعطاء المتعلم فرصة أخرى من أجل إكتساب وترسيخ المعارف والمهارات‬

‫التي تم التوصل إليها خالل وضعيات تعليمية تعلمية سابقة ‪ ،‬ويتم التخطيط والتدبير لهذه العملية بعد تحليل نتائج‬

‫التقويم‬

‫مفاهيم المثلث الديداكتيكي ‪:‬‬

‫تعريف المثلث الديداكتيكي‪ :‬يمثل طبيعة العالقة التي تربط بين أهم عناصر عملية التدريس (المتعلم‪ -‬المادة الدراسية‬

‫‪ -‬المدرس ) إد تجمع بين المدرس والمتعلم عالقة تبادلية تقوم على التعليم والتعلم وفق (تعاقد ديداكتيكي) وتشكل‬

‫المادة الدراسية للمدرس مادة علمية يخضعها للنقل الديداكتيكي‪ ،‬لجعلها في متناول القدرات اإلدراكية للمتعلم في‬

‫حين أن المتعلم بدوره يعطي مجموعة من التمثالت حول معارف ومهارات مسبقة إما صحيحة أو خاطئة حول المادة‬

‫الدراسية‬

‫أقطاب المثلث الديداكتيكي‬

‫قطب المتعلم والمدرس ( عالقة بيداغوجية )‬

‫بالنسبة لهذه العالقة تمكن المتعلم من التكوين وهي تغرز عدة قضايا أهمها ‪ :‬قضية العالقة البيداغوجية بين‬
‫الطرفين‪.‬‬

‫هذه العالقة تقتضي من المدرس معرفة المبادئ األساسية لعلم النفس التربوي والبيداغوجيا وخصائص المتعلمين‬
‫النفسية وقدراتهم العقلية واإلدراكية ورغباتهم وحاجاتهم‪ ...‬مع ترجمة ذلك إلى إجراءات عملية كفيلة ب‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين كفايته المهنية كموجه للمتعلمين خالل الفعل التربوي‬

‫‪ -‬االستغالل األمثل لنشاط المتعلمين من أجل تحقيق في التعلم ‪.‬‬

‫ويمكن تنظيم هذه العالقة في إطار العد الديداكتيكي‪ ،‬عبر ثالث مراحل أساسية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة البرمجة والتحضير ‪.‬‬


‫‪9‬‬
‫‪ -‬مرحلة التنفيذ‬

‫‪ -‬مرحلة التقويم أو المراقبة‬

‫بالنسبة للمحور تلميذ معرفة والبعد السيكولوجي‬

‫يهتم هذا المحور باليات اكتساب التلميد للمعرفة وما قد يحول دون هذا اإلكتساب من عوائق وصعوبات‪ ،‬كيف يبنى‬
‫التلميذ تعلماته؟ كيف يعيد استعمالها؟ وكيف يوظفها؟‬

‫مجال البحث على مستوي هذا المحور يهتم أيضا بتمثالت المتعلمين عن مختلف المعارف وما ينتج عنها من صراع‬
‫معرفي اعقلي لحظة بناء تعلمات جديدة‪.‬‬

‫بالنسبة للمحور مدرس معرفة‪ { :‬البعد االبستيمولوجي‬

‫يعتبر هذا المحور هو المجال المفضل للبحث الديداكتيكي‪ ،‬اذ يتم االهتمام على هذا المستوي بالمعرفة التي ينبغي‬
‫تدريسها‪ ،‬مفاهيمها‪ ،‬مواضيعها‪ ،‬مرجعيتها‪ ،‬تنظيم عملية تدريسها‪ ..‬بعبارة أشمل كيفية إعادة بناء المعرفة العالمة‬
‫وتقديمها في شكل مناهج وبرامج ما أسهم في انتاج جهاز مفاهيمي من قبيل النقل الديداكتيكي‬

‫التعاقد الديداكتيكی‬

‫‪ 1‬تعريفه‪:‬‬

‫استعمل بروسو مفهوم العقد الديداكتيكي الذي يدل على كل التفاعالت الواعية والالواعية التي تحدث بين المدرس‬
‫والمتعلمين حول اكتساب المعرفة‪ .‬وهو يري أنه يهتم بسلوكات المدرس المتوقعة من طرف المتعلمين وكذا سلوكات‬
‫المتعلمين المتوقعة من طرف المدرس‪ ،‬وعالقة اإلثنين بالمعرفة‪.‬‬

‫حسب‪ P . ASTOLFIET M . DEVELAY‬هو مجموع القواعد الضمنية التي تحكم في في إطار المنظومة‬
‫المشكلة من المدرس والتلميذ وموضوع التعلم‪ ،‬وتوزيع أدوار و واجبات كل طرف والتي يعتبر مسؤوال عنها أمام‬
‫الطرف األخر‪ ،‬من أجل توفير فترات إيجابية للتعلم‪.‬‬

‫‪ - 2‬أسس التعاقد الديداكتيكی‬

‫يستند التعاقد الديداكتيكي على عدة أسس لخصها الباحثون التربيون في ‪:‬‬

‫الحرية‬

‫التفاوض‬

‫اإللتزام‬

‫اإلنخراط المتبادل األطراف التعاقد إلنجاحه‬

‫‪ 3‬أهداف التعاقد الديداكتيكی‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫عموما التعاقد الديداكتيكي يهدف عقلنة العمل التربوي من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬ضمان مش اركة إيجابية للمتعلم في أنشطة الدرس وإشراكه في اعدادها‬

‫‪ ‬استبعاد مفجأة المتعلم بالدرس‪ ،‬باالنطالق مما يعرفه للوصول إلى ما ينبغي معرفته ( رصد التمثالت‬
‫وتصحيحها لبناء المعرف )‬

‫‪ ‬تبني طرائق تدريس فعالة تركز على التعلم الذاتي‪ ،‬تنطلق من كون المتعلم عنصرفاعل‬

‫‪ ‬تدبير جيد لزمن التعلم لتحقيق حصيلة أفضل‬

‫‪ ‬وضوح العالقة بين المدرس والمتعلم‪ ،‬والحد من السلطة المطلقة لألستاذ ذاخل الفصل‬

‫‪ ‬إعطاء مفهوم أوسع لإلعداد القبلي للدروس بالنسبة للمتعلم‪.‬‬

‫النقل الديداكتيكي‬

‫‪ -1‬تعريف النقل الديداكتيكی‬

‫يشير النقل الديداكتيكي في احدى معانيه األساسية الى العمل الضروري الذي يقضي بإعادة ترتيب وتنظيم وهيكلة‬
‫المحتويات الدراسية المستقلة من التخصصات العلمية‬

‫المتنوعة وذلك بناءا على ما يتطلبه الفعل التعليمي التعلمی‬

‫‪ -2‬المبادئ و الشروط الناظمة‪:‬‬

‫تتحكم في النقل الديداكتيكي عدة مبادئ وشروط منها‪ :‬مبدأ االنتقائية‪ :‬انتقاء المضامين والمحتويات بكيفية تتوافق‬
‫وغايات المنهاج الدراسي وأهداف المنظومة التعليمية ومستوى نمو المتعلمين؛ ‪ ,‬مبدأ التبسيط المعرفي‪ :‬تبسيط‬
‫النظريات ‪ /‬المفاهيم ‪ /‬التصورات ا‪ ...‬الخ‪ ،‬وجعلها قابلة للتعليم والتعلم‪ , .‬مبدأ الوظيفية التربوية‪ :‬أن تمكن المتعلمين‬
‫من اكتساب معارف جديدة وقابليتها ألن تندمج هذه المعرفة في وضعيات تعليمية – تعلمية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لشروط النقل الديداكتيكي هي على الشكل التالي‪ :‬فعل التعليم والتعلم‬

‫‪ -3‬خطوات ومراحل النقل الديداكتيكی‪:‬‬

‫المعرفة العالمة‪( :‬تنتج من طرف علماء ومختصين)‬

‫المعرفة المعدة للتدريس‪( :‬من طرف واضعو البرامج)‬

‫المعرفة المدرسة ‪( :‬يقوم بتحويلها المدرس)‬

‫المعرفة المستوعبة‪( :‬تستوعب من طرف المتعلمين)‬

‫العائق‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫تعريف‪ :‬العائق في اللغة هو الحاجز أو المانع ‪ ،‬وفلسفيا العائق هو كل متغير يؤدي إلى تراجع المعرفة وعدم حصول‬

‫تقدمها‪ .‬إن العوائق اإلبستمولوجية ‪ ،‬بحسب باشالر ‪ ،‬هي صيغة للتعبير عن مشكلة المعرفة العلمية في حاالت معينة‬

‫وهذه الصيغة ليست خارجة عن العلم ‪ ،‬بل هي داخلية ‪ ،‬إذن إن العائق مكون من مكونات المعرفة العلمية ومنبثق من‬

‫صميمها وتربويا العائق هو كل ما يساهم في التعثر ‪ ،‬ويحول دون الوصول إلى الهدف‬

‫أنواع العوائق‪ :‬يمكن أن نميز بين أنواع كثيرة من العوائق و نقترح ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬العوائق السيكولوجية‪ :‬تسمى كذلك العوائق العضوية و ال نهائية وتظهر على المستويات العقلية والوجدانية‬

‫‪/‬العاطفية ومن المؤشرات الدالة عليها صعوبة اإلستدالل و التعميم والبرهنة والحجاج ‪ ،‬وكذلك الفشل ببعض‬

‫المهارات العقلية واإلستراتيجيات المعرفية التي سبق الحديث عنها كما يتمظهر هذا النوع من العوائق في تمثالت‬

‫المتعلم للمعرفة والدرس ‪.‬‬

‫العوائق اإلجتماعية واأليديولوجية‪ :‬تتكون هذه العوائق من التمثالت اإلجتماعية والثقافية والسياسية ‪ ،‬ذلك أن‬

‫تنشئة الفرد على قيم محددة أو إكتسابه لثقافة معينة أو تشبعه بإيديولوجية ما ‪ ،‬كلها عوامل تساعد على تعلمه إذا‬

‫كانت متالئمة مع المعرفة العل مية والمدرسية ‪ ،‬وتعرقل تعلمه إذا كانت غير متالئمة‪ .‬وكلنا نتذكر ما أحددته العوائق‬

‫اإلجتماعية في العصر الوسيط حول كروية األرض ودورانها ‪ ،‬كما أن بعض المتعلمين ال يفهمون الدرس ألنه‬

‫يتعارض مع قناعاتهم العقدية والسياسية‬

‫العوائق البيداغوجية الديداكتيكية ‪ :‬تنتج هذ ه العوائق عن غموض في الوسائل الديداكتيكية ‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إلى‬

‫غموض في المفاهيم وطرائق التدريس والمحتويات والوسائل التعليمية والتقويم ‪ .‬وليس العائق البيداغوجي نقصا‬

‫في المعرفة ‪ ،‬بل إنه عبارة عن معارف خاطئة أو غير مكتملة ‪ ،‬إنه (معرفة تتألف من موضوعات وعالقات وطرائق‬

‫وتوقعات ‪ ،‬وبديهيات ونتائج ثم نسيانها وتشعبات غير متوقعة إنه يصمد أمام أي إقصاء )‪.‬‬

‫الصراع السوسيو معرفي هو أد اة لتعبي عن أهمية التفاعل اإلجتماعي بين المتعلمين في عملية بناء المعرفة ‪ ،‬فهو‬

‫يتجسد في ما يواجه المتعلم من تحديات تمكنه من إكتساب معارف جديدة ‪ ،‬فمردودية الصراع المعرفي تزداد إذا كان‬

‫مرفوقا بصراع إجتماعي‪.‬‬

‫إن التفاعل اإلجتماعي آلية لإلشتغال تمكن المتعلمين من إنجاز مهمات ال يستطعون القيام بها بمفردهم‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫صياغة المفهوم ‪ :‬المفهوم معلومة منظمة غير تابعة مباشرة للمذي اإلدراكي وقابلة للتسمية ‪ ،‬وحسب هذا التعريف‬

‫يشكل المفهوم مجموعة من الخصائص التابئة التي تميز شيئا عن اآلخر والمجردة التي ترتبط بكلمة معينة وتتعلق‬

‫المفاهيم باألشياء واألحداث واألفعال وحتى بالعالقات ‪ ،‬هذا النوع األخير أصعب في تكونها وتعلمها ألنها التعرف‬

‫بالخصائص التابثة‪ ،‬بل عالقاتها بمفاهيم أخرى مما يجعلها أكثر تجريدا وتعقيدا من غيرها ويقربها من المفاهيم‬

‫العلمية (السرعة ‪ ،‬الطاقة ‪ ،‬الزمن ‪ ،‬المكان )‪.‬‬

‫النموذج الديداكتيكي ‪:‬عبارة عن نموذج شكلي‪ ،‬أو قالب نظري‪ ،‬هدفه توصيف العملية التعليمية التعلمية واستجالء‬

‫طرائق بناء التعلمات فهما وتفسيرا وإستكشافا‪ .‬ويعد النموذج او النمط الديداكتيكي مقولة وصفية عامة ومجردة‬

‫تساعدنا على فهم مجموعة من الظواهر التربوية والديداكتيكية وتفسيرها والتنظير لها‪ ،‬وليس من الضروري أن‬

‫تكون خصائص هذا النمط متوفرة دائما وبشكل جيد في الظواهر المالحظة والمدركة‪ ،‬ومن ثم فهدف النموذج هو‬

‫تكوين صورة عامة للظاهرة الديداكتيكية أو منظور هادف لها‪.‬‬

‫يحتل الديداكتي ك مكانة مهمة في العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬نظرا لما ينطوي عليه من طرائق وتقنيات وأساليب‬

‫تهدف باألساس إلى تجويد عملية التدريس‪ ،‬وهي العملية التي تركز على المتعلم بالدرجة األولى‪ ،‬وتجعله مشاركا في‬

‫بناء التعلمات‪ ،‬بتوجيه من المدرس‪ ،‬وباالعتماد على مجموعة من المعارف المخصصة لهذا الغرض‪ ،‬وهنا تتجلى‬

‫أهمية الديداكتيك‪ ،‬هذا األخير ال يسير بمعزل عن علوم التربية والبيداغوجيا‪ ،‬باعتبارهما يمهدان ويسهالن الطريق‬

‫أمام ما تستدعيه العملية التربوية بشكل عام‪.‬‬

‫‪13‬‬

You might also like