You are on page 1of 22

‫مدخل إلى الديداكتيك‬

‫من إعداد كل من‪:‬‬


‫محمد أمين عراب‬
‫سعد قسيس‬
‫النادي‬ ‫أميمة‬

‫‪:‬تحت اشراف‬
‫ذ‪ .‬جليلة مرواحي‬
‫تقديم‬
‫‪ .I‬عالقة الديداكتيك بعلوم التربية‬
‫‪ .1‬األبستمولوجيا‬
‫‪ .2‬سيكولوجية التربية‬
‫‪ .3‬سيسيولوجيا التربية‬
‫‪ .4‬اللسانيات التطبيقية‬
‫‪ .II‬الديداكتيك والمفاهيم المجاورة‬
‫‪ .1‬الديداكتيك العام والخاص‬
‫‪ .2‬التعليم والتعلم‬
‫‪ .3‬التربية والبيداغوجيا‬
‫‪.4‬التدريس‬
‫‪III .‬أقطاب المثلث الديداكتيكي‬
‫‪.1‬المدرس‬
‫‪.2‬المتعلم‬
‫‪.3‬المعرفة‬
‫‪ I‬عالقة الديداكتيك بعلوم التربية‬
‫منذ ظهور علوم التربية والبحث متواصل من اجل عقلنة وترشيد العملية التعليمية التعلمية فصار‬
‫لزاما على الدارسين والممارسين للتربية والتعليم والتكوين ان يستحضروا عددا من المفاهيم‬
‫والتصورات‪ 6‬التي تستند اليها الممارسة التعليمية في ضوء الديداكتيك‪.‬‬
‫يعتبر الديداكتيك بحق المجال المعرفي الذي يتيح بشكل اجرائي امكانية استثمار ما تراكم في الحقول‬
‫المعرفية االخرى من مفاهيم وتصورات ونماذج تطبيقية ‪...‬‬

‫تعريف علوم التربية‬ ‫‪‬‬


‫مفهوم علوم التربية تلك العلوم التي تعنى بدراسة مختلف مظاهر العملية التربوية في ابعادها‬
‫المتنوعة البعد االجتماعي من خالل التكنولوجيا التربية والبعد النفسي من خالل سيكولوجيا التربية‬
‫والبعد المنهجي من خالل الديداكتيك العام والخاص وتهتم علوم التربية بالبحث في شروط وجود‬
‫الوضعية التربوية اي البحث في مختلف العوامل والظروف الخارجية المؤثرة في العملية التربوية‬
‫األسرة المجتمع المحيط ال تقتصر على المدرسة فقط‬
‫تعريف الديداكتيك‬ ‫‪‬‬
‫الديداكتيك او التدريسية او علم التدريس شق من البيداغوجية موضوعه التدريس بصفه عامه او‬
‫بالتحديد تدريس التخصصات الدراسية المختلفة من خالل التفكير في بنيتها ومنطقها وكيفية التدريس‬
‫مفاهيمها ومشاكلها وصعوبات اكتسابها حيث نقول ديداكتيك الرياضيات ديداكتيك اللغات‬
‫الدليل البيداغوجي للتعليم صفحه ‪38‬‬
‫اوجه االختالف بين الديداكتيك وعلوم التربية‬ ‫‪‬‬

‫علوم التربية‬ ‫الديداكتيك‬


‫الديداكتيك علم يهتم بالجانب العملي التطبيقي علوم التربية مجموعه من العلوم التي تهتم‬
‫جدادا التخطيط الى اخره‪ ‬هي كل ما يحتاجه بالمدرسة من جميع جوانبها‪ ‬تتجه الى تكوين‬
‫الشخصية اإلنسانية من ستة جوانبها‪ ‬هي‬ ‫المدرس لكي يمرر مجموعه من المعارف‬
‫والمعلومات الى المتعلم‪ ‬فرع من فروع علوم الشاملة لكل ما هو بيداغوجي ديداكتيكي‬
‫ونقل ديداكتيكي والتمثالت والعقد الديداكتيكي‬ ‫التربية تستهدف جوانب العملية التعليمية‬
‫والتربية والكفايات واالدماج‬ ‫لتجديد التعليم والتعلم وتطويره‬

‫عالقة الديداكتيك بعلوم التربية‬ ‫‪‬‬


‫سيكولوجيا‬
‫التربية‬

‫عالقة‬
‫سوسيولوجيا‬
‫التربية‬ ‫الديداكتيك ب‬ ‫ابستمولوجيا‬
‫التربية‬
‫علوم التربية‬

‫اللسانيات‬
‫التطبيقية‬

‫‪.1‬االبستمولوجيا‬

‫‪ .i‬تعريف االبستمولوجيا‬
‫االبستمولوجيا مصطلح ذو أصول يونانيّة يتك ّون من كلمتين‪ :‬إبستمي (‪)episteme‬‬
‫ومعناها العلم‪ ،‬و لوغوس (‪ )logos‬ومعناها النظرية أو الدراسة‪ .‬ومن ث ّم فإنّه حرفيّا يفيد‬
‫نظريّة العلوم أو دراسة العلوم‪ .‬ويعتبر الفيلسوف األسكتلندي جيمس فريديريك فيرييه (‬
‫‪ )1864-1808‬أ ّول من وضع هذا المصطلح في كتابه "مبادئ الميتافيزيقا" عند تمييزه‬
‫في الفلسفة بين مبحث الوجود (أنطولوجيا) ومبحث المعرفة (ابستمولوجيا)‪ .‬والكلمة في‬
‫استعمالها الفلسفي المعاصر تعني الدراسة النقديّة للمعرفة العلميّة وتهت ّم بالبحث النقدي في‬
‫مبادئ العلوم وموضوعاتها وفرضيّاتها ونتائجها وقوانينها‪ ،‬بغية إبراز بناها ومنطقها‬
‫وقيمتها الموضوعيّة‪.‬‬

‫وينبّه الالند في موسوعته الفلسفية إلى الفرق بينها وبين دراسة المناهج العلميّة (‬
‫‪ .)méthodologie‬كما يميّز بينها وبين نظريّة المعرفة (‪théorie de la‬‬
‫‪ )connaissance‬على ما بينهما من صالت ووشائج‪ .‬ويعتبر الالند أنّ ميزة‬
‫االبستمولوجيا تكمن في كونها "تدرس المعرفة بالتفصيل وبشكل بعدي في مختلف العلوم‬
‫واألغراض أكثر مما تدرسها على صعيد وحدة الفكرومثل هذا التمييز ال ينسحب على‬
‫االستعمال االنجليزي واإليطالي للمصطلح‪.‬‬
‫ب‪ .‬عالقة الديداكتيك ب االبستمولوجيا‬
‫إذا كانت الديداكتيك تهتم بمختلف العالئق بين أطراف المثلث الديداكتيكي من أجل تسهيل عملية‬
‫اكتساب المعرفة فإنه يجد في األبستمولوجيا معينا له على ذلك من حيث ما قامت به من تمييز‬
‫بين ما يمكن اكتسابه وما ال يمكن كما نبهت إلى ضورة توفير الشروط المالئمة لذلك إضافة إلى‬
‫إشارتها إلى لعوائق األبستمولوجيا التي تعيق الوصول إلى المعرفة الصحيحة يتخذ الديداكتيك‬
‫طابعا اسمولوجيا‪ ‬يتعلق بدراسة االهداف والمعارف واالجراءات والطرائق والمناهج والنظريات‬
‫من اجل فحصها باشالر ‪ ‬من ابرز االبستيمولوجيين‪ ‬الذين كان لهم تأثير كبير على النظريات‬
‫والممارسات الديداكتيكية نجد‪ ‬غاستون باشالر وجون بياجي‪ ‬‬

‫ـ السيكولوجيا‬ ‫‪2‬‬

‫أـ السيكولوجيا التربوية‬

‫علم السيكولوجي أو ما يسمى بعلم النفس هو علم يهتم بدراسة سلوك البشر وتفكيرهم‪،‬‬
‫كما يُعنى بدراسة عمليات اإلدراك الحسي‪ ،‬والتفكير‪ ،‬والتعلم‪ ،‬واالنفعاالت‪ ،‬والدوافع‪ ،‬كما‬
‫يدرس تكوين الشخصية‪ ،‬والسلوك غير الطبيعي عند اإلنسان‪ ،‬كما يهتم بدراسة التفاعل‬
‫بين األشخاص والبيئة المحيطة بهم‪ ،‬ويرتبط علم السيكولوجي ارتباطا ً وثيقا ً بك ٍل من‬
‫األنثروبولوجيا وعلم االجتماع والذي يعنى بالتأثيرات‬
‫االجتماعية والبيئية على السلوك‬
‫ب‪ .‬أهداف علم النفس‬

‫وجد عدة أهداف لعلم النفس كسائر باقي العلوم األخرى التي تتضح من خالل بحث عن علم‬
‫النفس وهي كاآلتي‪:‬‬

‫معرفة الحقائق والمعلومات عن الظاهرة المبحوثة وتحديد أبعادها ودالئل سلوكياتها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وهو يعتمد على المالحظة المباشرة والغير مباشرة من خالل االستبيانات التي تقوم بجمع‬
‫البيانات للخبرات السابقة‪.‬‬
‫تفسير الظاهرة المبحوثة ومواصفاتها من خالل وضع فرضيات‪ ،‬ثم القيام باختبارها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والقيام بالبحث في العالقة االرتباطية بين الظاهرة المبحوثة وبين الظواهر األخرى‪.‬‬
‫التنبؤ لتكرار سلوك الظاهرة المبحوثة في مواقف متشابهة لها من حيث نشأتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تطبيق لنتائج األبحاث التي صدرت عن مواقف سلوكية معينة بما يشمل تعديل السلوكيات‬ ‫‪‬‬
‫في االتجاه الذي يهدف إليه الباحث‪.‬‬

‫ج‪ .‬عالقة السيكولوجيا بالديداكتيك‬


‫هي فرع من علوم التربية تقارب الظاهرة التربوية في جوانبها النفسية واالنفعالية حيث‬
‫يركز على فهم وتفسير وفهم مواقف واتجاهات كل من المدرس والمتعلم اثنا العملية‬
‫التعليمية التعلمية وما ينتج عن ذلك من ردود افعال تؤثر سلبا أو إيجابا في العملية‬
‫التعليمية التعلمية مما تساعد ويمكن المدرس من الناحية الديداكتيكية من اكتشاف مختلف‬
‫المنزلقات التي يمكن أن يقع فيها أثناء النقل الديداكتيكي وتجاوز التناقضات في الوضعيات‬
‫التعليمية التعلمية‬
‫ال بد من اإلشارة إلى أن أسئلة الديداكتيكي‪ .‬هي أسئلة تهم مجاال تطبيقيا أي مجال‬
‫الممارسة التربوية ولذلك فهو في حاجة إلى تقديم نماذج وأدوات لالشتغال أكثر من حاجته‬
‫إلى بناء نظريات تفسيرية كبرى‪ .‬و مبررات لجوئه إلى السيكولوجيا تمليها‪ ،‬على األقل‪،‬‬
‫ضرورتان ‪:‬‬
‫‪ -I‬ضرورة التعرف على الكيفية التي يتعلم بها الفرد و التي يكتسب من خاللها معارف و‬
‫خبرات و كفايات و مواقف و استراتيجيات …‬
‫ضرورة التعرف على الشروط النمائية ‪ développemental‬التي تحيط بعملية التعلم‬
‫و تتحكم في سيرورتها و مجرياتها المختلفة‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬يحتاج الديداكتيكي في عمله‪،‬‬
‫إلى تحليالت وتفاسير مسقاة من نظريات التعلم (سيكولوجيا التعلم وإلى جانبها يحتاج‪،‬‬
‫أيضا‪ ،‬إلى ما توصلت إليه سيكولوجيا النمو من نتائج وحقائق تعينه على صياغة فرضياته‬
‫وتصوراته على مستوى الممارسة التربوية‬

‫‪.3‬السوسيولولجيا والديداكتيك‬
‫أ‪ .‬تعريف سيسيولوجيا التربية ‪:‬‬

‫” دراسة علمية للسلوك اإلنساني ضمن مجموعات متعاقدة على عدد من أشكال التنظيم والتي على‬
‫أساسها تحدد طبيعة تصرفات األفراد‪ ،‬ومن خاللها تستنبط مختلف النظريات التي تصف أنماط‬
‫السلوكيات المالحظة داخل البيئات التعليمية”‪» Edward Ezewu «.‬‬

‫” الدراسة المقارنة لشروط عمل مختلف األنظمة المدرسية وأشكال تكيفها مع الظروف‬
‫العامة للبيئة االجتماعية و أوجه إسهامها في الحفاظ على هذه البيئة االجتماعية أو في‬
‫تغييرها … “‪René Hubert.‬‬
‫يرى إميل دوركايم وهو من رواد علم االجتماع الحديث أن‪:‬‬
‫” التربية تقوم على أساس التنشئة االجتماعية الممنهجة التي تمارسها األجيال السابقة أو‬
‫الراشدة على الجيل الصاعد الذي لم ينضج بعد لمواجهة تحديات المجتمع من خالل تنمية‬
‫التفاعل الفيسيولوجي و الفكري و األخالقي لدى الطفل والذي يتطلبه المحيط الثقافي و‬
‫السياسي العام و الوسط االجتماعي الخاص ”‬
‫ب‪ .‬مجاالت تدخل سيسيولوجيا التربية و أهدافها ‪:‬‬

‫التربية عموما تسعى إلى تحويل كائن غير اجتماعي ليصبح اجتماعيا‪ ،‬ومن هذا المنطلق‬
‫فإن سيسيولوجيا التربية تهتم بدراسة األنظمة التربوية و الظواهر المدرسية و دورها في‬
‫تغيير المجتمع من خالل عالقتها مع األسرة و المحيط… و تأثرها بالمرجعية الثقافية و‬
‫الدينية… و تفاعلها مع الظروف السياسية و االقتصادية …‬
‫إن سيسيولوجيا التربية تركز على ثالثة عناصر رئيسية و هي ‪ :‬مدخالت التربية (‬
‫المتعلمون و رجال التعليم و أطر اإلدارة و اآلباء و المفتشون…)‪ ،‬وآلياتها البيداغوجية و‬
‫الديداكتيكية‪ ،‬ومخرجاتها ( التقويم‪ ،‬واالنتقاء‪ ،‬و االصطفاء…)‪.‬‬

‫مجال المدخالت‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫– المتعلم ‪ :‬و تنكب الدراسة هنا على العوامل الفيسيولوجية و النفسية و االجتماعية‪ ،‬كالسن والجنس‬
‫و مستوى الذكاء و كذلك سمات الوسط االجتماعي …‬

‫– هيأة التدريس واإلدارة‪ : ‬يتم التركيز هنا على مختلف المتغيرات‪ /‬المهنية التي قد تكون نتيجة‬
‫لتوجهات سياسية و نقابية و اقتصادية و متأثرة بظروف العمل و إكراهات مختلفة أو بعوامل نفسية و‬
‫اجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬مجال المخرجات‪:‬‬

‫القيم والمعارف‪ :‬وذلك من خالل إدراج منظومة هرمية متكاملة من القيم والمواد الدراسية تتخللها‬
‫قواعد صريحة أو ضمنية‪ ،‬نظرية أو تطبيقية والتي تشكل الحقا الهوية المدرسية لمتعلمين مستعدين‬
‫لالندماج اجتماعيا‪.‬‬

‫– البيداغوجيا و طرق التدريس ‪ :‬حيث يهتم علم االجتماع التربوي بطرق تمرير المحتويات و إدارة‬
‫التعلمات و تقنيات التنشيط المختلفة‪ ،‬و بتكنولوجيا التعليم الحديثة و تقنياتها و كل ما من شأنه التحكم‬
‫في آليات التفاعل بين الطالب أنفسهم و بين الطالب و المعلم دون إغفال اإلطار الزماني و المكاني‬
‫للعملية التعليمية التعلمية‪.‬‬

‫– التقويم ‪ :‬بما أن للتقويم دورا في اتخاذ القرارات الخاصة بانتقاء األفراد وتصنيفهم واصطفائهم‪،‬‬
‫فإن سيسيولوجيا التربية تهتم بالقواعد الظاهرة أو الكامنة للتقويم من أجل توظيفها في مجاالت متنوعة‬
‫كالمجال التربوي أو المهني أو العسكري…‬

‫ج ‪.‬عالقة السيسيولوجيا بالديداكتيك‬

‫‪-‬سيسيولوجيا التربية تكاد التعاريف التي عرفت بها سيسيولوجيا التربية تجمع على كونها الدراسة‬
‫العلمية التي تهتم بتفسير الظاهرة التربوية من خالل تفاعل المؤسسة التعليمية مع محيطها فالعالقة‬
‫بينهما عالقة جدلية من حيث التأثير و التأثر من جهة ومن حيث كون المؤسسة التعليمية هي التي‬
‫تعمل على استمرارية المجتمع والحفاظ على قيمه وإعادة إنتاجها كما يرى بورديو أو على العكس‬
‫إحداث الغير كما يرى روني اوبير ‪.‬مما يساعدنا في فهم العالقة الوطيدة بين سوسيولوجية التربية‬
‫والديداكتيك‪ ،‬إذ بواسطة ذلك يستطيع المدرس توفير شروط التفاعل المالئمة الخاصة بكل وضعية‬
‫تعليمية تعلمية‬

‫‪.4‬اللسانيات التطبيقية‬
‫أ‪ .‬تعريف اللسانيات‬
‫اللسانيات عموما هي العلم الذي يهتم بدراسة اللغات اإلنسانية من حيث خصائصها‬
‫وتراكيبها ودرجات التشابه والتباين فيما بينها علم حديث نسبيا أرسى أسسه في مطلع‬
‫القرن العشرين وكان للنظريات اللسانية الفضل في إمداد تعليم اللغات بما فيها العربية‬
‫بالعديد من المقاربات والنظريات (النماذج) اللسانية‪ ،‬لتكون بذلك المرجع بالنسبة‬
‫للمشتغلين بالمجال بعدما اكتشف اللغويون وخاصة فئة الممارسين التربويين منهم‪ ،‬أن‬
‫تعليم وتعلم اللغة ال يمكن أن يكون ناجحا إال إذا استند إلى مرتكزات علمية نظرية وعملية‬
‫دقيقة‪ ،‬مما ساهم في ميالد فرع تخصصي أو علم جديد هو اللسانيات التطبيقية (‪ .‬ت)‪.‬‬
‫والمطبقة منها في التربية والتعليم على وجه الخصوص وظهوره وانتشاره في األوساط‬
‫الجامعية المغربية‬

‫ب ـ اللسانيات التطبيقية‬

‫تعد اللسانيات المطبقة في التربية والتعليم والتي تسمى في العادة باللسانيات التربوية أو‬
‫اللسانيات التطبيقية ‪ ،‬ثمرة تقاطع بين اللسانيات وعلوم التربية‪.‬ف‪ 6‬موضوع اللسانيات‬
‫التربوية هو اإلفادة من حقائق اللسانيات العامة بمناهجها ونتائجها و دراساتها وتطبيق‬
‫ذلك كله في مجال تعليم اللغات ‪.‬أي أنها تستغل معطيات اللسانيات العامة وفروعها‬
‫الخاصة ‪ ،‬وما وصلت إليه بحوثها من نتائج و لحل مشكالت تربوية‪/‬تعليمية‪ 6‬ميدانية ومن‬
‫الطبيعي أن يوجد هذا النوع من التقاطع والذي نالحظه بين مختلف العلوم وفي مختلف‬
‫المجاالت ‪ ،‬ومن الضروري أن تتبادل التأثير والتأثر فيما بينها ومن الطبيعي كذلك ‪ ،‬أن‬
‫يهتم بعضها بنفس المجال ونفس الموضوع ‪ ،‬على أن يعالجه كل منها ‪ ،‬من زاوية‬
‫تخصصه كأن يعالج علم االجتماع الظواهر التربوية فنكون أمام علم االجتماع التربوي‬
‫وأن يعالج علم النفس نفس الظواهر من جوانبها السيكولوجية ‪ ،‬فنكون أمام علم النفس‬
‫التربوي‪...‬إن‪ 6‬تداخل العلوم الحديثة بما فيها العلوم الطبيعية و تكاملها ‪ ،‬اصبح سمة‬
‫معروفة لدى الباحثين المعاصرين«‪ ‬كما تعرف سامية جباري اللسانيات التطبيقية‬
‫اللسانيات التطبيقية مجال تتداخل فيه التخصصات البحثية والتي تتناول موضوع مشكالت‬
‫اللغة والتواصل‪ 6‬والتي يمكن ضبطها وتحليلها و إيجاد الحلول لها (في الممارسة أساسا)‪،‬‬
‫وذلك بالرجوع الى النظريات والمناهج المستمدة من اللسانيات أو بإنشاء وتطوير نماذج‬
‫وأطر مرجعية نظرية لتلك المشكالت‪» ".‬‬
‫ج‪ .‬الديداكتيك وديداكتيك اللغات‬

‫ان عناية علم التدريس العام)بالمحتوى التعليمي في مختلف العلوم والتخصصات ‪،‬هو ما‬
‫جعلها تتفرع إلى ديدكتيكات ‪ ،‬و ديداكتيك اللغات (اختصارا د‪.‬ل )‪.‬ليست سوى فرع من‬
‫فروعها وليست فرعا من فروع اللسانيات كما سنرى وإن كان علم تدريس اللغة كثيرا ما‬
‫يستفيد من اللسانيات البنيوية و الوظيفية والنحو التوليدي وغيرها‪.‬و قد تكون ديداكتيك‬
‫اللغات نشأت في بداياتها األولى ‪ ،‬مستندة على اللسانيات التطبيقية وبموازاة‪ 6‬معها ‪ ،‬لتهتم‬
‫باكتساب اللغات و بطرائق تدريسها ‪،‬ثم انفتحت على حقول علمية مرجعية مختلفة‬
‫‪،‬فطورت مجاالت البحت فيها ‪،‬وأصبحت تهتم بمجاالت عديدة في العملية التعليمية –‬
‫التعلمية ‪ ،‬ال غنى فيها للسانيين عن االستعانة بالتربويين وبعلماء التدريس‪ 6‬على وجه‬
‫الخصوص ‪،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫المتعلم من حيث االستراتيجية والوتيرة التي يكتسب بهآ للغة‪ ،‬واألخطاء التي يرتكبها‪،‬‬
‫وآليات استيعابها وفهمها وإنتاجها‪.‬‬
‫المدرس من حيث تكوينه وملكاته وأسلوبه‬
‫المحيط االجتماعي وباألخص في مجال د‪.‬ل‪ ،.‬عالقة اللغة بالجماعة وأساليب استعمالها في‬
‫المجتمع‪ ،‬وضعها ضمن لغات أخرى‬
‫البيئة المدرسية والزمن المدرسي‪.‬‬
‫فعل التدريس والمواد التعليمية وما يرتبط بهما من مناهج ومقررات وطرائق واستعمال‬
‫الوسائط والتكنولوجيات وأساليب التقويم وقد اتجه البحت في هذآ لصدد إلى النظريات‬
‫والمقاربات اللسانية والسيكولوجية والسيسيولوجيا وغيرها‪ ،‬ومحاولة استثمارها في بناء‬
‫الوضعيات التعليمية‬
‫د‪ .‬عالقة الديداكتيك ب اللسانيات التطبيقية‬
‫إن اللسانيات التطبيقية هي علم اللسانيات أو اللغويات التطبيقية التي تعنى بدراسة اللغة من‬
‫خالل المجتمع لخدمة أهدافه اللغوية؛ كدراسة التعريب والترجمة واعداد المناهج ‪.‬واللسانيات‬
‫فرع مٌن فروع اللسانيات"أي علم اللغة" و هذا الفرع يعني بتطبيق النظريات اللغوية ومعالجة‬
‫المشكالت المتعلقة باكتساب اللغة وتعليمها‪.‬من هذا التعريف يتبين أن المدرس من الناحية‬
‫الديداكتيكية يستفيد كثيرا من نتائج البحث في الدراسات اللغوية عموما و اللسانيات التطبيقية‬
‫على الخصوص خاصة في تدريس اللغات إما في المستويات العليا أو الدنيا على حد السواء‬
‫ه‪ .‬عالقة الديداكتيك بعلوم التربية حسب ‪Robert Gaston‬‬

‫اللسانيات‬ ‫السيسيولوجيا‬

‫عالقة الديداكتيك‬
‫السيكولوجيا‬ ‫األبستمولوجيا‬
‫بعلوم التربية‬
‫حسب‬

‫المنهجية‬
‫البيداغوجيا‬
‫طرائق التدريس‬
‫التقنيات‬
‫‪ ROBERT GASTON‬ضهر قاموس غاستون الخاص بديداكتيك اللغات وفيه يوضح عالقه ارتباط‬
‫الديداكتيك بعلوم التربية كما هو مبين في الخطاطة‪ ‬اعاله‪ ‬عن طريق ادراج مجموعه من العلوم‬
‫اإلنسانية والتربوية اللسانيات السيكولوجيا البيداغوجية‪ ‬باعتبارها خلفيه معرفيه ومقاربات تستند‬
‫عليها ديداكتيك اللغات‪ ‬فهمي ودراسة الفعل الديداكتيكي حيث يتجسد التعاون بين الديداكتيكي‪ 6‬وعلماء‬
‫التربية في بيان عالم النفس لمختلف الوظائف النفسية‪ ‬والبنيات الذهنية التي تنمو بالتبريز لدى المتعلم‬
‫اثناء تعلمه لهذه المواد وتطبيقه لها‪ ‬كما يهتم السيسيولوجيا بتحليل وتفسير مختلف الظواهر‬
‫والتفاعالت االجتماعية داخل الفصل الدراسي‪ ‬او المؤسسة التعليمية ومحيطها بما يخدم مضمون‬
‫المادة العلمية المدرسة‪ ‬التي يتحمل المتخصص فيها مسؤوليه تحديده المضمون تحديدا علميا دقيقا‬
‫يجعل المدرسة محيطا بما يريد تعليمه منها‪ ‬بينما يعتمد هذا المدرس من الناحية الديداكتيكية الى‬
‫التخطيط لها وتحديد االهداف المرجوة وطرق التدريس والوضعيات‪ 6‬واساليب النقل‪  ‬و‪ ‬وتبليغي هذه‬
‫المادة الدراسية وانجع الوسائل والتقنيات البيداغوجية في عالقتها بالبرنامج والمنهاج الدراسي‪ ‬مع‬
‫مراعاه شروط السيكولوجية والسيسيولوجيا والبيداغوجية المساعدة على تحقيق فهم المادة الدراسية‬
‫والتمكن من تحقيق اهدافها المرسومة داخل الفصل الدراسي‬

‫رغم كون ديداكتيك مصطلح قديم جدا فهو لم يتبلور كعلم اال في سياق ازدهار العلوم اإلنسانية بصفه‬
‫عامه وعلوم التربية بصفه خاصه التي تأسست رسميا في بداية القرن العشرين‪ ‬وقد كانت العالقة‬
‫الرابطة بين الديداكتيك وعلوم التربية عالقة ارتباطيه كما هو مبين في خطاطه‪ ‬غاستون حيث كان‬
‫يستعير منها جهازها المفاهيمي ومقارباتها النفسية واالجتماعية والبيداغوجية وغيرها‬

‫‪ II‬الديداكتيك والمفاهيم المجاورة‬


‫ما المقصود بمفهوم الديداكتيك؟ وهل هناك استقرار مع‪6‬رفي نظ‪6‬ري بين الب‪6‬احثين في تعري‪6‬ف‬
‫المفهوم وتحديد معالمه ومجاالته المعرفية؟‬
‫يعتبر (‪ )R. Galisson‬في قاموسه ‪ 1979‬أن هذا المفهوم من أكثر مفاهيم التربية والتعليم‬
‫غموضا وإثارة للجدل‪ ،‬أوال ألن المصطلح قليل الشيوع داخل فرنسا‪ ،‬بينما هو شائع في البلدان‬
‫المتاخمة لها‪ ،‬وكذلك في كندا بمعان مختلفة‪ ،‬مما يساهم في تشويش محتوياته‪ ،‬وثانيا ألن الديداكتيك‬
‫(علم التدريس)‪ 6‬يدعو إلى إنشاء تخصص جديد ويبحث عن حصر لموضوعه في نقطة تقع بين‬
‫التخصصات والمجاالت المعروفة‪ .‬في ايطاليا وسويسرا يعد الديداكتيك مرادفا لمادة ترتبط في الوقت‬
‫نفسه بعلم النفس وعلم اللغة النفسي‪ .‬أما في بلجيكا فان الديداكتيك والبيداغوجيا صنفين ال يميز‬
‫‪1‬‬
‫بينهما‪“ .‬من الناحية اإلجرائية يمكن نعت مفهوم الديداكتيك باعتباره مرادفا داال على علم التدريس‬
‫بناءا على ما سبق ينقسم مفهوم الديداكتيك إلى قسمين‬
‫‪ .1‬الديداكتيك العام والخاص‬

‫يعتبر الديداكتيك من المفاهيم الشائعة في المجال التعليمي التربوي‪ .‬له تسميات عديدة كالتربية‬
‫الخاصة‪ ،‬وفن التدريس‪ ،‬ومنهجية التدريس‪ .‬وقد عرف هذا المصطلح جدال شاسعا في صفوف علماء‬
‫التربية‪ ‬حول تحديد تعريف دقيق لهذا المفهوم‪ ،‬فهو يختلف من عالم آلخر‪.‬‬
‫‪   ‬يحيل الديداكتيك إلى المنهج المتبع في تقديم التعلمات من المعلم إلى المتعلم‪ .‬وما يستدعيه ذلك من‬
‫فهم وعمق ودراية بالمادة المقدمة‪ .‬وطبيعة المتعلمين وسياقات أخرى كثيرة تراعى عند التخطيط‬
‫للتعلمات‪.‬‬

‫الديداكتيك العام‪ :‬هو منهج عام يشمل مواد متعددة‪ .‬ويحيل إلى الفلسفة العامة‪ ،‬أو قواعد النقل‬
‫الديداكتيكي وأسسه بصفة عامة‪.‬‬
‫الديداكتيك الخاص‪ :‬هو منهج خاص بمادة معينة‪ ،‬كالرياضيات مثال لهذا نقول ديداكتيك‬
‫الرياضيات أو ديداكتيك النشاط العلمي الخاص بمادة النشاط العلمي‪ .‬يحيل إلى المنهج المتبع لنقل‬
‫مادة من المواد التعليمية‪ ،‬تشمل الخطوات والمراحل واألنشطة واألهداف والعمليات ومؤشرات‬

‫‪) Dictionnaire de la didactique des langues, Éd Hachette, Paris ( 1‬‬


‫التقويم‪ ...‬الخاص بمادة معينة‪ ،‬ويختلف من مادة إلى أخرى‪ .‬فال يمكن تطبيق ديداكتيك اللغة العربية‬
‫على ديداكتيك الرياضيات‪ ،‬فلكل مادة ديداكتيكها الخاص‪.‬‬
‫‪     ‬بصفة عامة‪ ،‬الديداكتيك يركز على المعلم والمتعلم والمحتوى والسيناريو البيداغوجي‪ 6.‬وهو‬
‫مجموعة من التطبيقات المنهجية لتنزيل المعرفة‪ ‬وتسهيلها وتمريرها للمتعلم‪ .‬ونظرا للصلة الوثيقة‬
‫بين الديداكتيك والتعليم سنتطرق لمفهوم التعليم والتعلم‬
‫التعليم والتعلم‬ ‫‪.2‬‬
‫لفهم مفهوم التعلم والتعليم والفرق بينهما بالتفصيل البد في البداية من شرح مفهوم التعليم ثم شرح‬
‫مفهوم التعلم وفهم أنه يُطلق على الذي يقوم بتلقي ال ّتعلُم اسم المُتعلِم‪ ،‬والذي يشرح للمتعلم ويقوم‬
‫بال ّتعليم يطلق عليه اسم المُعلِم والبد أن يكون المعلم علي قدر كبير ولديه مخزون واسع من‬
‫المعارف والعلوم‬
‫‪ ‬مفهوم التعليم (‪: ) l’enseignement‬‬
‫التعليم عملية تفاعلية تنتقل فيها الخبرات والمهارات والمعارف والمعلومات من المعلّم إلى‬
‫ذهن المتلقي المتعلّم الذي يرغب في التعليم‪.‬‬
‫ويمكن تعريفها على أنها تلك العملية التي تهدف إلى إيصال هذه المعلومات بشكل مباشر للمتعلم‪.‬‬
‫مفهوم ال ّت عليم يشير إلى أن التعليم غير مقيد بوقت محدد فاإلنسان يتعلم طوال حياته ويكتسب خبرات‬
‫جديدة إلى أن يموت‪.‬‬
‫مفهوم التعليم هو معرفة شيء لم يكن الشخص يعرفه من قبل‪ ،‬هو ازالة الجهل بالشيء لنضع محلة‬
‫العلم به ومعرفته‪.‬‬
‫مفهوم التعلم (‪: ) l’apprentissage‬‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم التعلم عبارة عن سلوك شخصي يقوم به الفرد الكتساب المعلومات والخبرات والمهارات‬
‫والمعرفة‪ ،‬ويستطيع الفرد من خالل أداء عمل ما أن يتعلم‪ ،‬فالمتعلّم هنا هدفه هو مفهوم ال ّتعلُم سواء‬
‫عن طريق البحث عن األدوات المناسبة الّتي توفر له المعلومات من خالل المدارس‪.‬‬
‫ومن خالل المعاهد‪ ،‬ومن خالل الكتب‪ ،‬واإلنترنت‪ ،‬ومن خالل ال ّتدريب والممارسة والخبرات‬
‫وغيرها من األدوات ال ّتعليمية‪ ،‬ويمكن دعم القول بإنّ ال ّتعلُم له عالقة وثيقة وقوية بعملية ال ّتعليم‪.‬‬
‫‪ ‬يعرف جيتس (‪ )A.Gates,1942‬التعلم باعتباره‪:‬‬
‫“ العملية التي يكتسب الفرد من خاللها وسائل جديدة يتغلب بها على مشكالته ‪ ،‬ويرضي عن طريقها‬
‫‪2‬‬
‫دوافعه وحاجاته“‪.‬‬

‫إبراهيم وجيه محمود‪ ،1992 ،‬التعلم‪ :‬أسسه ونظرياته‪ ،‬ص‪.21.‬‬ ‫‪2‬‬


‫تعريف الدريج ‪ “:‬التعلم ‪ /‬التحصيل العملية التي يدرك الفرد بها موضوعا ما ويتفاعل معه‬ ‫‪‬‬
‫ويستدخله ويمثله‪ .‬هو عملية يتم بفضلها اكتساب المعلومات والمهارات ولتطوير االتجاهات‪.‬‬
‫وينتج عن نشاط التعلم حصول تغير دينامي داخل الفرد يتقبله عن رضى وطواعية وعن رغبة‬
‫في التطور يؤدي إلى تشكيل تمثالته وخلق تصورات جديدة لديه عن الواقع لها قدر من‬
‫‪3‬‬
‫االنسجام والثبات“‪.‬‬
‫‪ ‬يعرفها‪ ‬جليفورد‪ :‬التغير في سلوك الفرد الناتج عن استثارة‪.‬‬
‫‪ ‬ثوراندايك ‪ :‬سلسله من التغيرات في سلوك اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ ‬بياجية‪ : ‬التعلم الحقيقي الذي له معنى والذي ينشا عن التأمل والتروي‬
‫ويعرف بأنه‪ :‬تغيير وتعديل في السلوك الثابت نسبيا ً وناتج عن التدريب‪.‬‬
‫‪" ‬حيث يتع‪66‬رض المتعلم في التعلم إلى معلوم‪66‬ات أو مه‪66‬ارات ومن ثم يتغ‪66‬ير س‪66‬لوكه أو يتع‪66‬دل‬
‫بتأثير ما تعرض له‪ ،‬وهو ثابت نسبيا ً بشكل عام‪.‬‬
‫فغالبا ً ما تكون هناك مجموعة من المعارف والمه‪66‬ارات تق‪66‬دم للمتعلم‪ ،‬فيك‪66‬ون التعلم عن طري‪66‬ق‬
‫ب‪66‬ذل ذل‪66‬ك المتعلم جه‪66‬داً يح‪6‬اول من خالل‪66‬ه تعلم تل‪66‬ك المع‪66‬ارف أو المه‪66‬ارات ومن ثم اكتس‪66‬ابها‪،‬‬
‫وللتحقق من معرفته لها عن طريق معرفة الفرق بين حالة االبتداء في الموقف وحال‪66‬ة االنته‪66‬اء‬
‫منه‪ ،‬فإذا زاد هذا الفرق في األداء ضمن لنا ذلك حصول التعلم‪.‬‬
‫‪   ‬ويعرف على أنه‪ :‬عملية تغيير ش‪66‬به دائم في س‪66‬لوك الف‪6‬رد ال يالح‪66‬ظ مالحظ‪66‬ة مباش‪66‬رة ولكن‬
‫يستدل عليه من األداء أو السلوك ال‪66‬ذي يتص‪66‬وره الف‪66‬رد وينش‪66‬أ نتيج‪66‬ة الممارس‪66‬ة لم‪66‬ا يظه‪66‬ر في‬
‫تغيير أداء الفرد‪.‬‬
‫فدور المتعلم في التعلم‪ :‬أنه مبادر إضافة إلى التصميم وتنظيم المعارف‬
‫ودور المعلم في التعلم‪ :‬أنه منسق ومنظم ومعقب ومتابع للتحقق من تحقيق التعلم‪.‬‬

‫النماذج التربوية‬
‫االتجاهات‬ ‫مفهوم التعليم‬ ‫مفهوم التعلم‬
‫البيداغوجية‬

‫المدرسة السلوكية‬ ‫‪ -‬مجموع األفعال‬ ‫‪ -‬التعلم يتحدد بارتباط‬


‫(بيداغوجية األهداف)‬ ‫والقرارات‪ 6‬واإلجراءات‬ ‫ثنائية مثير‪ -‬استجابة ‪.‬‬
‫التي يقوم بها المدرس‬
‫‪ -‬التعلم تعديل في‬
‫من أجل خلق بيئة‬
‫السلوكات القابلة‬

‫محمد الدريج‪ ،2004 ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫‪3‬‬


‫خارجية تتضمن الترابط‬ ‫للمالحظة والقياس‪.‬‬
‫مثير‪ -‬استجابة‪.‬‬

‫تنظيم شروط وظروف‬ ‫‪ -‬التعلم مسار وإجراء‬


‫التعلم بغية تمكين المتعلم‬ ‫نشيط وبنائي ‪.‬‬
‫المدرسية البنائية‬ ‫من تطوير استراتيجيات‬
‫‪ -‬التعلم إقامة روابط‬
‫‪/‬المعرفية (بيداغوجية‬ ‫ذهنية داخلية ‪ /‬بناء‬
‫بين المعارف الجديدة و‬
‫الكفايات )‬ ‫التعلمات والمشاركة في‬
‫التمثالت الداخلية ‪/‬‬
‫أنشطة التعلم ‪.‬‬
‫المعارف القديمة‬
‫للمتعلم‪.‬‬

‫خلق وتنظيم وضعيات‬ ‫التعلم هو قدرة المتعلم‬


‫تعليمية – إدماجية تسهل‬ ‫على التعبئة واالستثمار‬
‫المقاربة‪ 6‬اإلدماجية‬ ‫على المتعلم عملية تعبئة‬ ‫الوظيفي لعدد من‬
‫(بيداغوجيا اإلدماج )‬ ‫الموارد والمعارف لحل‬ ‫الموارد الداخلية‬
‫الوضعية العائق‪.‬‬ ‫المتنوعة من أجل حل‬
‫الوضعية‪ -‬المشكلة‪.‬‬

‫بشكل عام استنادا للتعريفات المقدمة للتعليم والتعلم باعتباره إطار عام للديداكتيك فالتعليم بحد داته‬
‫مرتبط بمفهوم التربية والبيداغوجيات المستخدمة إليصال المعرفة سنتطرق فيما يلي لمفهوم كل من‬
‫التربية والبيداغوجية لما لهم من أهمية ارتباطا بمفهوم الديداكتيك‬
‫‪ .3‬التربية والبيداغوجيا‬
‫مفهوم البيداغوجيا (‪: ) la pédagogie‬‬ ‫‪‬‬
‫كلمة بيداغوجيا ذات أصل إغريقي” بيدوس“(‪ )paidos6‬والتي تشير دور العبد الذي يقود‬ ‫‪‬‬
‫األطفال في الطريق نحو المدرسة‪ .‬وأصبح اللفظ يفيد المهذب والمربي ‪ /‬المعلم‪6.‬‬
‫وفي البيداغوجيا المعاصرة فاللفظ يطلق للداللة على نشاط عملي يتضمن مجموع تصرفات‬
‫المدرس والمتعلمين داخل القسم‪ ،‬وكذا مجموع المبادئ والتوجهات واالستراتيجيات والتقنيات التي‬
‫تنظم العالقة التربوية بين مختلف أطراف العملية التعليمية – التعلمية‬
‫يطلق مفهوم البيداغوجيا على طرق التصرف‪ ،‬تطبيقات عملية تربوية‪ ،‬وكذلك البحث فيما‬ ‫‪‬‬
‫يمكن أن ينظم تلك التطبيقات‪.‬‬
‫للبيداغوجيا إذن جانبين‪:‬‬
‫جانب نظري‪ :‬معرفة النظريات البيداغوجية‪ ،‬المبادئ التربوية الموجهة‪ ،‬المؤسسات والغايات‬ ‫‪‬‬
‫التربوية المجتمعية ‪...‬الخ‪6.‬‬
‫جانب تطبيقي‪ /‬عملي‪ :‬معرفة تقنيات‪ ،‬أساليب وطرق وأدوات تنظيم وضبط وتوجيه العالقات‬ ‫‪‬‬
‫التربوية الصفية داخل جماعة الفصل‪6.‬‬
‫حسب مارغاريت الــتي (‪ ” )M .Altet‬الفعل البيداغوجي يشمل تنظيم العالقات االجتماعية ‪/‬‬ ‫‪‬‬
‫التواصلية‪ 6‬داخل جماعة الفصل الدراسي ” ‪.‬‬
‫الوظيفة البيداغوجية للمدرس تعني” تدبير وإعادة ضبط وتوجيه تفاعالت األحداث داخل جماعة‬
‫‪4‬‬
‫القسم الدراسي‪”.‬‬

‫مفهوم التربية‬ ‫‪‬‬


‫تعريف روني اوبير‪ ،‬إذ عرف التربية بأنها مجموع التأثيرات واألفعال التي يمارسها بكيفية إرادي‪66‬ة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كائن إنساني على آخر‪ ،‬غالبا ما يكون راشدا على شاب صغير‪ ،‬وال‪66‬تي تس‪66‬تهدف تك‪66‬وين مختل‪66‬ف‬
‫االستعدادات التي تقوده إلى النضج والكمال‬
‫تعري ف إمي ل دورك ايم‪   ‬التربية بقول‪66‬ه‪« :‬هي الفع‪66‬ل ال‪66‬ذي تمارس‪66‬ه األجي‪66‬ال الراش‪66‬دة على األجي‪66‬ال‬ ‫‪‬‬
‫الصغيرة‪ 6‬التي لم تصبح بعد للحياة االجتماعية‪ ،‬وموضوعها إث‪66‬ارة وتنمي‪66‬ة ع‪66‬دد من االس‪66‬تعدادات‬
‫الجسدية والفكرية واألخالقية عند الطف‪6‬ل‪ ،‬وال‪6‬تي يتطلبه‪6‬ا المجتم‪6‬ع السياس‪6‬ي في مجمل‪6‬ه والوس‪6‬ط‬
‫الخاص الذي يوجه إليه‬

‫والقصد من التربية عند دوركايم هو إدماج الفرد في المجتمع‪ ‬من أجل خدمة المجتمع الذي ينتمي‬
‫إليه‪.‬‬
‫فال قيمة للتربية إن لم يتمكن الفرد من امتالك مهارات الحياة‪ ‬ليواجه بها إكراهات الحياة وتقلباتها‬
‫حتى يضمن استمراريته فيها‪.‬‬
‫تعريف اإلمام الغزالي‪ ‬في كتابه أيها الول‪66‬د‪ ،‬حيث‪ ‬بين أن التربي‪66‬ة هي الف‪66‬ارق والفاص‪66‬ل بين اإلنس‪66‬ان‬ ‫‪‬‬
‫والحيوان‪ ،‬فهي األساس والمنطلق‪ ‬والضرورة‪ 6‬في ص‪66‬الح الف‪66‬رد وفي ص‪66‬الح المجتم‪66‬ع‪ ،‬والس‪66‬بيل‬
‫إلى تحقيق التمدن والسعادة لإلنسان واالرتقاء من الحيوانية إلى اإلنسانية‪ .‬وشبه الغ‪66‬زالي الم‪66‬ربي‬
‫بالفالح‪ ،‬فالفالح يخرج إلى الحقل يوميا لينزع الشوك الفاسد ل ُي ْبقِي على الصالح‪ ،‬وكذلك المربي‬
‫‪ .4‬التدريس‬
‫بمثابة النشاط التواصلي‪ 6‬بين الطالب والمدرس بهدف تحصيل خبرات معرفية واتجاهات وقيم‪ ‬‬
‫وعادات‪ ،‬ويتم ذلك في سياق سلسلة من المواقف والظروف واألحداث التي تشترطها عملية‬
‫التدريس‪ ،‬ويكون محتوى التواصل‪ 6‬في هذه العملية بين المدرس والطالب مجموعة من األسئلة تتمثل‬
‫في‪ :‬ماذا يدرس؟ كيف يدرس؟ متى يدرس؟‬
‫‪4‬‬

‫( ‪M.Altet et Autres,2001,Former des enseignants professionnels : quelles‬‬


‫‪stratégies? Quelles compétences? ,p.32‬‬
‫التدريس‬
‫عبارة عن عملية تواصل بين المعلّم والمتعلم‪ ،‬وربما يعجز بعض المعلمين أو الطلبة عن فهم هذه العملية‪ ،‬إذ‬
‫‪.‬تربط ما بين المتلقي ومن يقوم بطرح المعلومة‬
‫‪ ‬وعلى من يقوم ب‪66‬التلقين أو الت‪66‬دريس أن يمتل‪66‬ك مجموع‪66‬ة من المه‪66‬ارات منه‪66‬ا‪ :‬مه‪6‬ارة التهيئ‪66‬ة‪ :‬وهي‬
‫مجموعة الممارسات التي يقوم بها المعلّم بقصد إعداد التالميذ للدرس‪،‬‬
‫‪ ‬حيث إنّ ذهن التلميذ يكون مقسوما ً ما بين التلقي والقبول‪.‬‬
‫مراعاة الفروق الفرديّة‪:‬‬
‫‪  ‬وهي تدل على مدى اختالف األفراد والطلبة فيما بينهم‪ ،‬وعلى المعلم أن يراعي هذه القضيّة‪ .‬مهارة‬
‫إدارة الصف‪ 6:‬وهي أن يض‪66‬بط المعلم الص‪66‬ف ويحاف‪66‬ظ على النظ‪66‬ام في‪66‬ه‪ ،‬وأن ي‪66‬وفر المن‪66‬اخ المناس‪66‬ب‬
‫للتدريس‪6.‬‬

‫‪III .‬أقطاب المثلث الديداكتيكي‬


‫مكونات المثلث الديداكتيكي‬
‫تتأسس العملية التعليمية التعلمية على ثالثة عناصر أساسية يتمحور حولها الفعل التربوي الذي ينشأ‬
‫من مجموع العالقات التفاعلية المتداخلة بين األطراف حيث يستمد الفعل التربوي أهميته من مدى‬
‫تفعيل دورها‪ ،‬وتلك األطراف هي‪ :‬المتعلم | المعلم ‪ /‬المعرفة‬
‫أ‪.‬المتعلم‪:‬‬
‫يعتبر المتعلم الركن األساسي في العملية التعليمية‪ ،‬بل هو سبب وجودها‪ ،‬لذا‪ ،‬ينبغي معرفة قدرات‬
‫المتعلم ووسطه‪ ،‬ومشروعه الشخصي‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يمكن االستفادة من سيكولوجية النمو وعلم‬
‫النفس االجتماعي وغيرها من العلوم التي تعيننا على معرفة مختلف الجوانب لدى المتعلم‬
‫‪:‬ب‪.‬المعلم‬
‫ينبغي للمعلم أن يتصف بمواصفات تتناسب والمهمة المسندة إليه وأن تكون له قدرة على التخطيط‬
‫وقابلية لتجديد مستواه المعرفي باستمرار‪ ،‬واالستفادة من علوم اللغة المختلفة كاللسانيات ونظريات‬
‫التعلم وغيرها‬
‫ج ‪.‬المعرفة‪:‬‬
‫المادة التعليمية المقررة في ظل المنهاج التربوي المختار للتطبيق) ينبغي للمعرفة أن تتميز بالتدرج‬
‫في مفاهيمها وتتفرع إلى أنواع‪ .‬فهي‪ " :‬تنظرية (تجريدية «‪ .‬وهناك من صنفها على أساس‬
‫الموضوع‪ ،‬فهي‪ " :‬طبيعية أو إنسانية أو اجتماعية «‪ .‬وهناك من صنفها على أساس مراحل التطور‬
‫التاريخي الذي مرت به معرفة اإلنسان‪ ،‬فهي‪ " :‬حسية ثم تأملية (روحية) ثم علمية تطبيقية‬
‫أدوار المثلث الديداكتيك‬
‫المدرس ليس مالكا للمعرفة وموزعا لها على االخرين‪ ،‬بل أنه وسيط بين مصادر المعرفة‬
‫واهتمامات المتعلمين وحاجاتهم وذلك بما يوفره من شروط سيكو بيداغوجية وسوسيوبيداغوجية‬
‫تسهل عملية اتخاد قرار التعلم‪.‬‬
‫المتعلم‪ :‬تنحو المقاربة بالكفايات الى االنتقال من االهتمام بنقل المعارف جاهزة الى المتعلم الى‬
‫االهتمام بتمهيره‪ .‬من المهارة‪ .‬وذلك بتمكينه من مفاتيح البحث عن المعارف والحلول في سياقات‬
‫مغايرة‬
‫‪ -‬المعرفة‪ :‬أن مقولة المعرفة من اجل المعرفة اصبحت تنتمي الى التاريخ ليصبح الرهان منصبا‬
‫على المهارة واالستخدام النفعي للمعرفة حتى يتمكن المتعلم من مواجهة وضعيات تعليمية او معيشية‬
‫بعدة معرفية مالئمة‬
‫خاتمة‬
‫رغم كون ديداكتيك مصطلح قديم جدا فهو لم يتبلور كعلم اال في سياق ازدهار‬
‫العلوم اإلنسانية بصفه عامه وعلوم التربية بصفه خاصه التي تأسست رسميا في‬
‫بداية القرن العشرين‪ ‬وقد كانت العالقة الرابطة بين الديداكتيك وعلوم التربية‬
‫عالقة ارتباطيه كما هو مبين في خطاطة غاستون حيث كان يستعير منها‬
‫جهازها المفاهيمي ومقارباتها النفسية واالجتماعية والبيداغوجية وغيرها‬
‫الئحة المراجع‬

o https://www.youtube.com/watch?v=NxlkEP9tF9g
o https://www.facebook.com/permalink.php?
id=543965359088748&story_fbid=1148863711932240
o http://inspection.eb2a.com/didact/1_didact_PES.ppt
o https://www.taalime.ma/
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%
D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-
%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AF
%D8%A7%D8%BA%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7-
%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%AF
%D8%A7%D9%83%D8%AA%D9%8A%D9%83/#i-4
o https://foulabook.com/ar/book/%D8%AF%D9%8A%D8%AF
%D9%83%D8%AA%D9%8A%D9%83-
%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%AA-
%D9%88-
%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86%
D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA
%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-
%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE
%D8%B5%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85-
%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%8A%D8%B4-
%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%8A
%D9%83%D9%85%D9%8A-pdf
o https://www.mostajad.com/2017/04/pdf.html
o https://www.moualimi.com/2020/10/pdf_24.html
o https://www.taalimpress.info/2020/01/obstacle-
epistemologique.html
o https://www.taalimpress.info/2020/01/obstacle-
epistemologique.html
) Dictionnaire de la didactique des langues, Éd Hachette, Paris( 

.21.‫ ص‬،‫ أسسه ونظرياته‬: ‫ التعلم‬،1992 ،‫إبراهيم وجيه محمود‬ 

.53‫ ص‬،‫س‬.‫ م‬،2004 ، ‫محمد الدريج‬ 


M.Altet et Autres,2001,Former des enseignants professionnels : quelles stratégies? ( 
Quelles compétences? ,p.32

You might also like