You are on page 1of 40

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫النقل الديداكتيكي‬
‫‪La transposition didactique‬‬

‫إعداد وتقديم‪ :‬خالد البورقادي‬


‫مفتش التعليم الثانوي التأهيلي‬
‫باحث في علوم التربية والديداكتيك‬
‫السبت ‪ 18‬ذو الحجة ‪1438‬هـ‪09 /‬شتنبر‪2017‬‬
‫إشكالية العرض‬
‫• يعد الديداكتيك ‪ la didactique‬أو علم التدريس صلب العملية‬
‫التعليمية التعلمية؛ بما يتضمنه من تعاقد ديداكتيكي بين أطراف هذه‬
‫العملية؛ واملتمثلة في عناصر املثلث الديداكتيكي‪ :‬املتعلم؛ املدرس؛‬
‫واملعرفة‪ ،‬عبر العالقات والتفاعالت القائمة بينها‪ .‬ومن ذلك مسألة‬
‫النقل الديداكتيكي‪.‬‬
‫• فما مفهوم النقل الديداكتيكي؟ وما موقعه في هذا املثلث؟ وأين‬
‫تكمن أهمية النقل الديداكتيكي في تدبيرالعملية التعليمية‬
‫التعلمية؟‬
‫محاور العرض‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور؛‬ ‫•‬
‫‪ -2‬مفهوم النقل الديداكتيكي؛‬ ‫•‬
‫‪ -3‬موقع النقل الديداكتيكي في املثلث اليداكتيكي؛‬ ‫•‬
‫‪ -4‬وظائف النقل الديداكتيكي؛‬ ‫•‬
‫‪ -5‬درجات النقل الديداكتيكي؛‬ ‫•‬
‫‪ -6‬قواعد النقل الديداكتيكي؛‬ ‫•‬
‫‪ -7‬تبعات النقل الديداكتيكي على املعرفة العلمية؛‬ ‫•‬
‫‪ -8‬مراحل النقل الديداكتيكي؛‬ ‫•‬
‫‪ -9‬املدرس والنقل الديداكتيكي‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور‬
‫• االشتقاق اللغوي‪:‬‬
‫كلمة ‪ didactique‬في اللغات األوربية مشتقة من ‪ Didaktikos‬وتعني‪:‬‬
‫فلنتعلم؛ أي يعلم بعضنا بعضا؛ واملشتقة أصال من الكلمة اإلغريقية‬
‫‪ didaskein‬ومعناها التعليم‪.‬‬
‫وقد استخدمت هذه الكلمة في التربية أول مرة كمرادف لفن التعليم؛ وقد‬
‫استخدمها كومينوس أو كامينيسكي ( ‪ Kamensky‬أو ‪) Comenius‬‬
‫والذي يعد األب الروحي للبيداغوجيا؛ منذ سنة ‪ 1657‬في كتابه‬
‫الديداكتيكا الكبرى؛‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور‬
‫• في األدبيات التربوية‪:‬‬
‫• ونظرا إلشكال الترجمة يقابل املصطلح في اللغة العربية عدة ألفاظ‪:‬‬
‫تعليمية‪ -‬تعليميات – علم التدريس – علم التعليم – التدريسية –‬
‫الديداكتيك‪...‬‬
‫• عند الدريج‪:‬‬
‫الديداكتيك أو علم التدريس‪ :‬الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته‬
‫وألشكال تنظيم مواقف التعلم التي يخضع لها التلميذ في املؤسسة‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور‬
‫• فالديداكتيك – إذن – مادة تطبيقية موضوعها تحضير وتجريب‬
‫استراتيجيات بيداغوجية تهدف إلى تسهيل إنجاز املشاريع ذات الطابع‬
‫التعليمي‪ .‬ويمكن للديداكتيك أن تكتس ي خصائص العلم التطبيقي؛‬
‫باعتبارها تسعى إلى تحقيق هدف عملي واملتمثل في وضع استراتيجيات‬
‫بيداغوجية‪ .‬ولتحقيق هدفها تستعين الديداكتيك بعلوم السيكولوجيا‬
‫والسوسيولوجيا واالبستمولوجيا‪..‬‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور‬
‫• الديداكتيك العام‪:didactique générale :‬‬
‫• فيهتم بكل ما يجمع بين مختلف مواد التدريس أو التكوين؛ وذلك على‬
‫مستوى الطرق املتبعة؛ ولعل هذا ما يجعل هذا الصنف من‬
‫الديداكتيك يقصر اهتمامه على ما هو عام ومشترك في تدريس جميع‬
‫املواد؛ أي القواعد واألسس العامة التي يتعين مراعاتها من غير أخذ‬
‫خصوصيات هذه املادة أو تلك بعين االعتبار‪ .‬ويمكن أن يدخل ضمن‬
‫هذه القواعد واألسس العامة كل ما يرتبط بأساليب وأشكال التدريس‬
‫والوسائل والتقنيات البيداغوجية املوظفة‪.‬‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور‬
‫• الديداكتيك الخاص‪didactique spéciale :‬‬
‫• أو ديداكتيك مادة ‪didactique d’une discipline‬؛ فيهتم بما يخص‬
‫تدريس مادة من مواد التكوين من حيث الطرائق واألساليب الخاصة‬
‫بها‪ .‬وهكذا يمكن أن نتحدث مثال عن ديداكتيك اللغة‪ .‬ونعني بذلك ما‬
‫يتعلق بتدريس مكونات اللغة كالقراءة والتعبير والكتابة وغيرها؛ كما‬
‫يمكن أن نتحدث كذلك عن ديداكتيك الرياضيات؛ ونعني بذلك كل ما‬
‫يخص تدريس وتعلم الحساب والهندسة والجبر واالحتماالت‬
‫واإلحصائيات‪..‬؛ ‪...‬‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور‬
‫• وفي هذا السياق يعرف جون كلود جانيون ‪ J.C.Gagnon‬ديداكتيك‬
‫مادة بقوله‪ ” :‬إن ديداكتيك مادة معينة هو عبارة عن إشكالية شاملة‬
‫وديناميكية تتضمن‪:‬‬
‫‪ ‬تأمال وتفكيرا في طبيعة املادة وكذا في طبيعة أهدافها وغايات تعليمها؛‬
‫‪ ‬صياغة فرضياتها الخاصة انطالقا من املعطيات التي تتجدد وتتنوع‬
‫باستمرار لكل من علم النفس والبيداغوجيا وعلم االجتماع؛ إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة نظرية وتطبيقية للفعل البيداغوجي املتعلق بتدريس تلك املادة‪.‬‬
‫‪Debesse(M);Mialaret(G); Traité des sciences pédagogiques; 1; Introduction;Paris‬‬
‫‪P.U.F.1969‬‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور‬
‫• إن ما يميز علم التدريس عن علوم التربية األخرى؛ هو موضوعه‪:‬‬
‫التدريس‪ ،‬ففي األدبيات التربوية الفرنسية تحصر الديداكتيك فيما‬
‫يعرف باملثلث الديداكتيكي‪.‬‬
‫• فاملثلث الديداكتيكي حسب هوسيي ‪ Jean Houssaye‬يعني أنه من غير‬
‫املمكن أن نتصور العملية التعليمية – التعلمية خارج املثلث‬
‫الديداكتيكي أو البيداغوجي ‪triangle didactique ou pédagogique‬‬
‫إنه مثلث متساوي األضالع أقطابه الثالث‪ :‬األستاذ – التلميذ –‬
‫املعرفة‪ ،‬والعالقة بين كل طرف وآخر عالقة تواصل وحوار‪.‬‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور‬
‫• إن ما يميزعلم التدريس عن علوم التربية األخرى؛ هو موضوعه‪:‬‬
‫التدريس‪ ،‬ففي األدبيات التربوية الفرنسية تحصرالديداكتيك فيما‬
‫يعرف باملثلث الديداكتيكي‪.‬‬
‫• فاملثلث الديداكتيكي حسب هوسيي ‪ Jean Houssaye‬يعني أنه من‬
‫غيراملمكن أن نتصور العملية التعليمية – التعلمية خارج املثلث‬
‫الديداكتيكي أو البيداغوجي ‪triangle didactique ou‬‬
‫‪ pédagogique‬إنه مثلث متساوي األضالع أقطابه الثالث‪ :‬األستاذ‬
‫– التلميذ – املعرفة‪ ،‬والعالقة بين كل طرف وآخرعالقة تواصل‬
‫وحوار‪.‬‬
‫‪ -1‬الديداكتيك‪ :‬النشأة والتطور‬
‫• العالقة بين األستاذ والتلميذ عالقة بيداغوجية؛ إذ أن املدرس الذي ال‬
‫يمتلك أدنى قسط من الكفايات الثقافية واالستراتيجية والتواصلية ال‬
‫يستطيع أن يجعل تالميذه ينخرطون ويتماهون في الدرس‪.‬‬
‫• وقد تحدث فيليب ميريو ‪ PH.Meirieu‬عن املثلث البيداغوجي وألح على‬
‫ضرورة تجنب الوقوع في بعض االنزياحات واالنزالقات التي يتعرض لها‬
‫املدرس خالل عمليتي التخطيط واإلنجازكأن يركزعلى املادة الدراسية‬
‫فيسقط في االنزياح املقرراتي ‪ Dérive programmatique‬؛ أو يركزعلى‬
‫ذاته كمدرس وناقل للمعرفة وهذا ما يسمى باالنزياح الديميوروجي‬
‫‪dérive démiurgique‬؛ أو يركزعلى التلميذ ويهمل الطرفين اآلخرين؛‬
‫وهذا ما يسمى باالنزياح السيكولوجي ‪.dérive psychologique‬‬
‫‪ -2‬مفهوم النقل الديداكتيكي‬
‫• ظهر املفهوم في حقل الرياضيات على يد جوهسيا وشوفالر ( ‪M.johsua‬‬
‫و ‪ )Chevllard‬عندما تم فحص التحوالت التي حدثت ملفهوم املسافة؛‬
‫• بداية ظهوره في املعرفة الصرفة ‪ 1906‬من طرف فرش ي ‪ Frechet‬وزمن‬
‫إدخاله في برامج الهندسة للسنة الرابعة فيما يخص مفهوم املستقيم‬
‫سنة ‪.1971‬‬
‫• بعد ذلك استعمل هذا املفهوم في حقل البيولوجيا؛ بطريقة غير‬
‫مباشرة على يد رومالرد ‪ Runelhard‬عند دراسته للمفاهيم الوراثية‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم النقل الديداكتيكي‬
‫• ويقول دوفالي وأسطولفي )‪ « : (Astolfi et Develay‬إن تعيين عنصر‬
‫ما من املعرفة الصرفة )‪ (le savoir savant‬كموضوع للتدريس يحدث‬
‫تحوال كبيرا في طبيعة هذا العنصر؛ في الوقت الذي تتغير فيه األسئلة‬
‫التي يسمح هذا األخير باإلجابة عنها وكذا الشبكة العالئقية التي يقيمها‬
‫مع مفاهيم أخرى‪ .‬ومن هذا املنطلق توجد «إبستمولوجيا مدرسية»‬
‫يمكن لنا أن نميزها عن اإلبستمولوجيا املعتمدة في املعرفة املرجعية»‬

‫•‬ ‫‪Astolfi , Devellay,M . (1989) La didactique des sciences. P:44‬‬


‫‪ -2‬مفهوم النقل الديداكتيكي‬
‫• يعرف شوفالر )‪ (Chevllard‬النقل الديداكتيكي بقوله‪ « :‬هو العمل‬
‫الذي يجعل من موضوع معرفة يراد تدريسها؛ موضوعا للتدريس» ‪« .‬‬
‫‪»Communiquer les sciences p:121‬‬
‫• إن مرور معرفة محددة إلى صيغة ديداكتيكية يمكن أن يسمى نقال‬
‫ديداكتيكيا باملعنى املحدود‪ ،‬ولكن الدراسة العلمية لسيرورة النقل‬
‫الديداكتيكي تستوجب األخذ بعين االعتبار املفهوم بمعنى أوسع على‬
‫شكل الخطاطة التالية‪:‬‬
‫‪ -2‬مفهوم النقل الديداكتيكي‬
‫موضوع املعرفة‬

‫موضوع للتدريس‬

‫موضوع التدريس‬
‫‪ -2‬مفهوم النقل الديداكتيكي‬
‫وهكذا يميز شوفالر )‪ (Chevllard‬بين ثالث مراحل‪:‬‬ ‫•‬
‫مرحلة املعرفة الصرفة‪ :‬وهي املعرفة املتداولة من طرف املختصين‪ ،‬وهي‬ ‫•‬
‫معرفة مفتوحة مبنية على مفاهيم مجردة‪ ،‬ال يمكن للتلميذ أن يتمثلها؛‬
‫مرحلة املعرفة الواجب تدريسها‪ :‬وتتمثل في البرامج والكتب املدرسية؛‬ ‫•‬
‫املستقاة من املعرفة األولى وهي معرفة مغلقة (تحددها البرامج الرسمية)؛‬
‫مرحلة املعرفة املتداولة في القسم‪ :‬وتتمثل فيما يتناوله املعلم فعال مع‬ ‫•‬
‫تالميذه‪ ،‬وتأخذ هذه املعرفة املدرسة محتواها من املعرفة الواجب تدريسها‬
‫(البرامج والكتب املدرسية) كما أن لها روافد أخرى‪ :‬مواضيع االمتحانات‪-‬‬
‫األطر املرجعية – الحلقات التكوينية ‪.... -‬‬
‫‪ -2‬مفهوم النقل الديداكتيكي‬

‫املرحلة‬ ‫• معرفة عاملة‬


‫األولى‬

‫املرحلة‬ ‫• معرفة معدة للتدريس)البرامج والكتب املدرسية(‬


‫الثانية‬

‫• معرفة مدرسة )توظيف الكتب املدرسية وممارسة‬


‫املرحلة‬
‫النقل الديداكتيكي على املعرفة(‬
‫الثالثة‬
‫‪ -2‬مفهوم النقل الديداكتيكي‬
‫• تعريف ‪: Yves CHEVALLARD‬‬
‫هو العملية التي تجعل من موضوع معرفي موضوعا للتعليم ‪ .‬فاملحتوى املعرفي‬
‫يخضع ملجموعة من التحوالت التكييفية تجعله قابال ليحتل مكانه ضمن‬
‫املحتويات التعليمية‪.‬‬

‫• تعريف ‪ VERGNOU‬و ‪CORNA‬‬


‫النقل الديداكتيكي ليس فقط نشاط تكييف وتحويل للمعرفة العاملة ملوضوع‬
‫تعليمي بحسب املكان وخصوصية الفئة املستهدفة والغايات واألهداف املسطرة‬
‫‪ ،‬وإنما هو عملية اختزال هائلة وتقريب دالالت مغايرة لطبيعة األشكال‬
‫األصلية‪.‬‬
‫‪ -3‬موقع النقل الديداكتيكي في المثلث‬
‫الديداكتيكي‬
‫• القطب السيكولوجي‬
‫املتعلم‬

‫التمثالت‬ ‫العقد الديداكتيكي‬

‫وضعية‬
‫مشكلة‬
‫املعرفة‬ ‫املعلم‬
‫القطب اإلبستمولوجي‬ ‫النقل‬ ‫القطب‬
‫الديداكتيكي‬ ‫السوسيولوجي‬
‫مادة التدريس‬
‫معرفة مرجعية‬ ‫املحيط ‪ /‬البيئة‬
‫‪ -3‬موقع النقل الديداكتيكي في المثلث‬
‫الديداكتيكي‬
‫• لقد اقترح دوفالي ‪ Devllay‬سنة ‪ 1985‬الخطاطة السابقة؛ والتي تبين‬
‫تموقع النقل الديداكتيكي ضمن املثلث الديداكتيكي‪.‬‬
‫• ففي محور التمثالت وتحليلها‪ ،‬نحتاج إلى‪ :‬علم نفس النمو‪ -‬علم‬
‫النفس االجتماعي – التحليل النفس ي – معرفة قدرات التعلم لدى‬
‫املتعلمين‪..‬‬
‫• وفي محور العقد الديداكتيكي‪ ،‬نحتاج إلى ‪ :‬التحكم في التكنولوجيا‬
‫التربوية – ترجمة أهداف املحتويات – إنتاج واستعمال وسائل‬
‫التقويم – توظيف مختلف الدعامات‪...-‬‬
‫‪ -3‬موقع النقل الديداكتيكي في المثلث‬
‫الديداكتيكي‬
‫وفي محور النقل الديداكتيكي؛ يرى دوفالي ‪ Devllay‬ضرورة‪:‬‬ ‫•‬
‫إعداد شبكات مفاهيمية تحيل على‪:‬‬ ‫•‬
‫التعرف على املعارف الجامعية؛‬ ‫•‬
‫مقارنة تاريخية لهذه املعارف؛‬ ‫•‬
‫مقارنة إبستمولوجية لهذه املعرفة؛‬ ‫•‬
‫تساؤل وتفاعل‬

‫• ملاذا النقل الديداكتيكي؟‬


‫‪ -4‬وظائف النقل الديداكتيكي‬
‫• تبسيط املعرفة العاملة‪ :‬لتصبح قابلة للتدريس في مستويات مختلفة‪.‬‬
‫• تحقيق التوافق والتالؤم‪ :‬بين النظام التعليمي ومحيطه اإلنساني عن‬
‫طريق استحضارالبعد االجتماعي للمعرفة مع الحرص على ابتعاد املعرفة‬
‫املدرسية عن املعرفة العامة املبتذلة الرائجة في املجتمع‪ .‬ومن شأن هذا‬
‫االبتعاد أن يعطي مصداقية للمشروع التعليمي ويحمي القيم االعتبارية‬
‫ملهمة املدرسين التي تتميزعن سائرمهام أفراد املجتمع‪.‬‬
‫• وسيط بين املعرفة العاملة واملعرفة املدرسية‪ ،:‬بدونه تتقادم املعرفة‬
‫املدرسية وتفقد قوتها بفعل تأثيراملعرفة العامة للمجتمع‪ ،‬كما تبقى‬
‫املعرفة العاملة في برجها العالي ال يمكن لكل أفراد املجتمع أن يستفيدوا‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ -4‬وظائف النقل الديداكتيكي‬
‫داللة الرموز‪:‬‬
‫م)‪(A‬صغيرة‪ :‬تصبح املعرفة‬
‫املدرسية صعبة االستيعاب من‬
‫لدن مستعمليها‪.‬‬
‫معرفة مدرسية‬
‫م)‪(A‬كبيرة‪:‬املعرفة املدرسية‬
‫متجاوزة وبديهية‪.‬‬
‫مسافة ‪A‬‬
‫مسافة ‪B‬‬
‫م )‪ (B‬صغيرة‪ :‬تفقد املدرسة‬
‫مشروعية وجودها تصبح غير‬
‫ذات جدوى‪.‬‬
‫معرفة اجتماعية‬ ‫معرفة عاملة‬
‫م)‪ (B‬كبيرة‪ :‬تصبح املعرفة‬
‫املدرسية مرفوضة ويسعى‬
‫املجتمع الستبدالها‪.‬‬
‫‪ -5‬درجات النقل الديداكتيكي‬
‫مستويات النقل الديداكتيكي حسب ‪Develay‬‬
‫يرى دوفالي أن عملية النقل الديداكتيكي ال تقف عند باب القسم؛ فيعطيها معنى أوسع عندما يقترح‬
‫الخطاطة التالية‪:‬‬
‫معرفة عاملة‬ ‫ممارسات إجتماعية‬
‫مرجعية‬
‫عمل معدي البرامج‬
‫معارف للتدريس‬
‫عمل املدرس‬
‫معارف مدرسة‬
‫عمل التلميذ‬
‫معارف مستوعية‬
‫‪ -6‬قواعد النقل الديداكتيكي‬
‫من أجل عزل املوضوع املعرفي عن بيئته العاملة ودمجه في الخطاب‬
‫الديداكتيكي‪ ،‬بهدف إلحاقه بمنهاج دراس ي معين فقد اقترح‬
‫‪Y .Chevallarrd‬و ‪ ،M.A.Johsua‬مراحل وقواعد تقتضيها سيرورة النقل‬
‫الديداكتيكي هاته ‪:‬‬
‫‪‬التحديث املتواصل للمعرفة املدرسية ‪ :‬وهي عملية تستهدف تقريب‬
‫املضامين من املعرفة العاملة املتجددة باستمرار‪.‬‬
‫‪‬مقاومة التقادم الديداكتيكي ‪ :‬هذا التقادم يبعد املعرفة املدرسية عن‬
‫املعرفة العاملة ويقربها بإفراط من املعرفة البديهية املتداولة اجتماعيا‪،‬‬
‫ومن ثمة ضرورة تجديد املنهاج التعليمي كي يتوافق النظام التعليمي مع‬
‫محيطه الواسع‪.‬‬
‫‪ -6‬قواعد النقل الديداكتيكي‬
‫‪‬الربط بين املضامين الجديدة واملضامين القديمة‪ :‬بعض مكونات املعرفة‬
‫العاملة بعد خضوعها للنقل الديداكتيكي تتيح إمكانية تحديث املضامين‬
‫ومقاومة تقادمها عن طريق عملية ربط ما بين الجديد الذي تستهدفه والقديم‬
‫الذي أثبت فعاليته ‪ ،‬وهذا يستلزم الحفاظ على بعض عناصره مع إعادة‬
‫تنظيمها ‪.‬‬
‫‪‬القابلية للتحول إلى دروس وتمارين ‪ :‬يتم انتقاء املضامين املعرفية العاملة‬
‫القابلة للتحول إلى دروس مدرسية وتمارين وعمليات تقويمية حيث يصحبها كم‬
‫كبير من األنشطة الديداكتيكية ‪.‬‬
‫‪‬تدليل صعوبات تدريس مفهوم ما‪ :‬رصد العوائق اإلبيستمولوجية في املعرفة‬
‫العاملة املرتبطة بمفهوم ما سيتيح إمكانية البحث عن السبل الكفيلة‬
‫بتجاوزها‪.‬‬
‫‪ -7‬تبعات النقل الديداكتيكي على المعرفة‬
‫العلمية‬
‫• هناك أربع ثابتات تميزعمل النقل الديداكتيكي‪:‬‬
‫• إزالة بلورة املعرفة؛‬
‫• إزالة شخصنة املعرفة كي تسمح بالتبرمج واإلشهار للمعرفة املراد‬
‫تدريسها‪.‬‬
‫• وقد كتب )‪ (Veret‬يقول في هذا الصدد‪:‬‬
‫إن التبليغ البيروقراطي للمعرفة يفترض‪:‬‬
‫‪ -7‬تبعات النقل الديداكتيكي على المعرفة‬
‫العلمية‬
‫‪ ‬تقسيم املمارسة النظرية إلى حقول معرفية محدودة؛ تؤدي إلى ممارسات‬
‫تعليمية متخصصة أي إزالة بلورة املعرفة ‪.la desycrétisation‬‬
‫‪‬وفي كل هذه املمارسات فصل بين املعرفة والشخص‪ ،‬أي إزالة شخصنة‬
‫املعرفة ‪la dépersonnalisation‬‬
‫‪‬برمجة التعلم واملراقبة حسب وحدات معقلنة تمكن من االكتساب‬
‫التدريجي للخبرات أي قابلية برمجة املعرفة‪La programabilité .‬‬
‫‪‬وهذا يفترض‪ - :‬التعريف الواضح؛ من حيث الفهم واالمتداد للمعرفة املراد‬
‫تبليغها؛ أي إشهاراملعرفة ‪ - ،la publicité‬املراقبة املضبوطة للتعلم‬
‫حسب إجراءات للتحقق تأذن بإقرار الخبرات أي املراقبة االجتماعية‬
‫للتعلم»‬
‫‪ -7‬تبعات النقل الديداكتيكي على المعرفة‬
‫العلمية‬
‫إن تحويل املعرفة إلى نص قابل للدراسة والتعلم مشروط بمجموعة من‬ ‫•‬
‫الخصائص التي يجب احترامها قصد ضمان نجاح فعل النقل الديداكتيكي‪،‬‬
‫وهي كالتالي‪:‬‬
‫التجرد من السياق الخاص‪ :‬أي أن الباحث الديداكتيكي يتجاهل مراحل‬ ‫•‬
‫وشروط البحث العلمي الذي أفض ى إلى ظهور املفهوم‪ ،‬ويتغاض ى عن‬
‫األخطاء والترددات التي شابت مراحل بنائه ‪.‬‬
‫تجاوز الطابع الشخص ي للمعرفة‪ :‬يعني عزل املفهوم العلمي في كل ممارسة‬ ‫•‬
‫تعليمية عن صاحبه الذي يرجع الفضل إليه في بنائه تفاديا ألي تأثيرسلبي‬
‫في الصفاء املفترض للمعرفة العاملة‪.‬‬
‫القابلية للبرمجة‪ :‬أي أن تكون املعرفة قابلة أن تبرمج بشكل يتيح للمتعلم‬ ‫•‬
‫اكتسابها تدريجيا‪.‬‬
‫إشهاراملعرفة وترويجها‪ :‬أي ضرورة التعريف والتصريح الواضح باملعرفة‬ ‫•‬
‫موضوع النقل‪.‬‬
‫يمكن تلخيص ما سبق في الخطاطة التالية ‪:‬‬

‫معرفة عاملة‬
‫النقل الديداكتيكي‬

‫معرفة معدة للتدريس‬


‫الخصائص‬

‫اإلشهاروالعرض‬ ‫القابلية للبرمجة‬


‫للبرمجة‬ ‫القابلية‬ ‫التجرد من الطابع‬ ‫التخلص من املرجعية‬
‫الشخص ي‬ ‫اإلبستيمولوجية‬
‫‪ -8‬مراحل النقل الديداكتيكي‬
‫املعرفة بعد إزالة‬
‫الشخصية وإزالة‬ ‫املصدراالصلي‬
‫تنظيم املعرفة ونقلها‬ ‫السياق‪:‬نشر‬ ‫للمعرفة ‪:‬‬
‫ملجال ثقافي آخر‬ ‫املعلومات العلمية‬
‫البحث العلمي‬

‫معرفة املدرس‪:‬‬ ‫أهم مراحل‬ ‫إعادة السياق والشخصية‬


‫)املناهج والبرامج‬ ‫للمعرفة من طرف التلميذ‬
‫الدراسية(‬ ‫النقل الديداكتيكي‬

‫إعادة السياق والشخصنة‬ ‫تصبح هذه املعرفة‬


‫للمعرفة من طرف املدرس‬ ‫تقديم املعرفة للمتعلم‬
‫كمعارف بالنسبة للتلميذ‬
‫حسب حاجيات املتعلم‬
‫سؤال وتفاعل‬

‫• ما عالقة املدرس بالنقل الديداكتيكي؟‬


‫‪ -9‬المدرس والنقل الديداكتيكي‬
‫ينحصرعمل املدرس في تحويل املعرفة املعدة للتدريس إلى معرفة‬
‫مدرسية موازاة مع عمل املتعلم وهو بذلك مطالب بتحليل املعرفة‬
‫املراد تدريسها من خالل‪:‬‬
‫‪ - 1‬تحديد املفاهيم األساسية‪.‬‬
‫‪ - 2‬تحديد الشبكة املفاهيمية بالنسبة لكل مفهوم مدمج )بهدف‬
‫تنظيم املحتوى (‬
‫‪ - 3‬مراعاة مستوى صياغة املفاهيم للفئة املستهدفة‪.‬‬
‫‪ - 4‬ضبط تاريخ املفاهيم املراد تدريسها‪.‬‬
‫‪ -9‬المدرس والنقل الديداكتيكي‬
‫‪ -5‬مراعاة تمثالت التلميذ واستثمارها وإعادة بنيتها من جديد‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلملام بالعوائق اإلبستمولوجية املتعلقة باملفاهيم املسطرة‪.‬‬
‫‪ -7‬بلورة املعارف املنهجية على شكل كفايات و قدرات …‬
‫‪ - 8‬اختيارالوضعيات التعليمية املالئمة…‬
‫‪ - 9‬تجنب تقديم املعرفة الجاهزة املعطلة لقدرات التالميذ والسعي إلى‬
‫استدراج املتعلم للمساهمة في بناء املعرفة بنفسه من خالل تيهئ‬
‫مشاكل للحل وجعلها موضوعا للتعلم والكتساب خبرات جديدة‪.‬‬
‫‪ -9‬المدرس والنقل الديداكتيكي‬
‫يهتم املدرس بتلبية حاجات محددة ال تشغل بال العالم منها‪:‬‬
‫‪ -‬مالءمة املفاهيم واملعطيات مع املشروع التعليمي‪ ،‬وهو أول معيار من‬
‫معايير انتقاء املحتوى‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد نتائج املعرفة العلمية لتصيرصالحة للتعلم‪ ،‬ومن هنا تظهر‬
‫براعة املربي في قدرته على إبداع أنشطة تعليمية وبناء التمارين‪،‬‬
‫وإعداد الوثائق التربوية للدعم ونفهم من هذا أن هناك فرقا شاسعا‬
‫بين ما يتداوله العلماء وبين ما يتعلمه التالميذ‪"( ،‬فاملعرفة التعليمية"‪،‬‬
‫موضوع التعليم‪ ،‬مخالفة "للمعرفة العاملة"‪ ،‬موضوع املعرفة‪ ،‬الذي‬
‫اشتقت منه‪.‬‬
‫‪ -9‬المدرس والنقل الديداكتيكي‬
‫• النقل الديداكتيكي نشاط يسعى إلى تحويل "املعرفة العاملة" إلى‬
‫"معرفة تعليمية" والتي تخالف هي األخرى "املعرفة املدرسة" التي‬
‫تختلف كذلك عن "املعرفة املتعلمة"( ) ‪Michel.T. La pédagogie : Une‬‬
‫‪(encyclopédie pour aujourd'hui ESF 1993 Paris – p53‬‬
‫فهذه الحقيقة – الفرق بين املعرفتين‪ -‬تؤكد أن هناك مجموعة من‬
‫التعديالت التي تطرأ على املعرفة التعليمية من أجل املالءمة‬
‫)تحويل املعرفة العاملة إلى معرفة تعلمية( بشرط حفاظها على‬
‫إمكان انتقال املتعلم منها إلى املعرفة العاملة كلما تقدم في تعلمه‪.‬‬
‫‪ -9‬المدرس والنقل الديداكتيكي‬
‫• ومن أهم التعديالت التي يجب إخضاع املحتويات لها‪:‬‬
‫ـ استبدال بعض املصطلحات العلمية؛‬
‫ـ تعديل املفاهيم ومالءمتها؛‬
‫ـ اقتراح تعريفات تعليمية؛‬
‫ـ استبدال النماذج التفسيرية بأخرى بسيطة )أقل تشابكا وتعقيدا(؛‬
‫ـ اقتراح أنشطة تعليمية وتقويمية مناسبة ومتدرجة ومتنامية بما‬
‫يتوافق ومستوى املتعلمين وتدرجهم في أسالك التعليم‪.‬‬
‫شكرا لكم على حسن تتبعكم وجميل‬
‫مشاركاتكم‬
‫مع تحيات المشرف التربوي‪:‬‬

‫ذ‪.‬خالد البورقادي‬
‫الهاتف‪0667464050 :‬‬
‫البريد اإللكتروني‪elbouraqadik@yahoo.fr:‬‬

You might also like