You are on page 1of 5

‫‪27/09/2022‬‬

‫مجزوءة التدبير البيداغوجي للنجاح المدرسي‬

‫الحصة األولى (تابع)‬

‫إطار اإلدارة التربوية سوف يكون مسؤوال عن جماعة‪ /‬هيأة من األطر التربوية واإلدارية‬
‫المسؤولة على التأطير والتأثير في السيرورات النمائية‪ ،‬النفسية واالجتماعية ألبناء المغاربة باتجاه‬
‫مخرجات قد تؤدي الى النجاح المدرسي وقد ال تؤدي إليه‪ ،‬والحالة هذه في الواقع المغربي‪ ،‬أن نسبة‬
‫النجاح المدرسي ضئيلة وهذه من مؤشرات األزمة‪.‬‬

‫ماذا نعني بالنجاح المدرسي؟ سيكون موضوع محاضرتنا القادمة‪.‬‬

‫المسألة هنا ليست في الشهادة أو أن ابني حصل ‪ ،‬مثال على ‪ 18‬في الرياضيات‪ ،‬فهذا ال يعني أنه‬
‫نجاح مدرسي‪ ،‬النجاح المدرسي هو مسألة أقوى‪.‬‬

‫اذن إطار اإلدارة التربوية يجب ان يضع هذا الوعي وهذا التصور في ذهنه‪ ،‬وهو انه مسؤول‬
‫رفقه هيئه معينه عن التأطير والتأثير والتوجيه ألبناء المغاربة‪ ،‬فإلى اي حد‪ ،‬إطار اإلدارة على وعي‬
‫بالرهانات التي يريد ايصال االبناء إليها‪.‬‬
‫هل نعي بعمق أننا نؤطر ونؤثر؟‬

‫يجب أن نعطي معدل زمني للنمو السيكولوجي للطفل‪ .‬وهو أن زمن النشاط اليومي للطفل بعد ان‬
‫يفيق في الصباح ل إلى غاية المساء‪ ،‬فهو يقضيه في المدرسة‪ ،‬اذن‪ ،‬الزمن القوي في محددات التأثير‬
‫هو الزمن المدرسي‪ ،‬فالزمن المدرسي هو اقوى زمن سيكولوجي‪ ،‬سيكو سوسيولوجي يعيشه الطفل‪.‬‬
‫فالطفل ال يفهم وال يعي شيئا‪ ،‬بل نحن من نقوده ونوجهه ونؤطره‪ ،‬اذن نحن امام مسؤولية كبرى سواء‬
‫كانت من الزاوية الدينية‪ ،‬السياسية‪ ،‬القانونية ام المهنية‪.‬‬

‫النقطة الجدلية في هذا السياق وهي اننا نتكلم ‪ 14‬سنه من التأطير والبرمجة ولكن دون وعي‬
‫بالمسؤولية‪.‬‬

‫السؤال هنا هو إلى أي حد اإلطار االداري والتربوي واع بمسؤوليته؟ وهو سؤال ديثولوجي‪،‬‬
‫سؤال اخالقي أكثر منه سؤال قانوني‪ .‬الن مساءلة اإلطار التربوي او االداري هي مسائله متمردة‪ .‬ألنه‬
‫ال يمكنني ان اطرح السؤال على االستاذ‪ ،‬هل انت واع بما تقوم به مع ابنائنا؟ هو سؤال متمنع او سؤال‬
‫مقصي (‪)question exclue‬‬

‫نحن ال نطرح على اإلدارة كيف يتعامل مع أبنائنا في إطار الحياة المدرسية‪.‬‬

‫المدرسة ليست فقط الدخول الى االقسام وتعليب األدمغة ثم الخروج منها‪ ،‬هذا يشكل فقط ‪50٪‬‬
‫من الزمن المدرسي حسب معايير وطنيه ودوليه‪ .‬بينما ‪ 50٪‬للحياة المدرسية ملغيه في واقعنا المدرسي‬
‫وإن كان القانون يوجبه‪ .‬وهذا االمر له تأثير قوي جدا في تكوين الشخصية‪ ،‬في تفتح الشخصية‪ ،‬تخليق‬
‫األبعاد النمائية للطفل‪ ،‬في بلوره القيم أ كانت في األنشطة الرياضية‪ ،‬أ كانت في النوادي الفنية او‬
‫الثقافية‪ ،‬وهذا ملغي مع سبق االصرار والترصد‪ y‬لألسف‪.‬‬

‫هذا جانب قوي يجب ان الوعي به واالهتمام به واال نحرم االطفال من هذا الحق (‪ 50٪‬الحياة‬
‫المدرسية)‪.‬‬
‫على المدير الوعي بأهمية هذا البعد والوعي بمسؤوليته‪ ،‬فلم يعد دور المدير محصورا داخل‬
‫جدران اإلدارة فقط‪ ،‬وانما وجب عليه المراقبة والتتبع والجري وراء األقسام وفق آليات طبعا‪ ،‬وليس‬
‫من باب التفتيش‪ ،‬فقانونيا هو والمفتش معنيان بهذا األمر‪ ،‬وله الحق في السؤال وله الحق في استقبال‬
‫التالميذ‪ ،‬وله الحق في المراقبة لمعرفه جميع اشكال االختالالت التي تقع في المدرسة‪ ،‬اننا لم نعد‬
‫نتحدث عن مدير إداري وإنما عن مدير تربوي‪( .‬حوالي ‪ 40٪‬من مسؤولية المدير إدارية‪/‬تقنية‪ y،‬و‪60٪‬‬
‫تربوية)‬

‫‪ -3‬المستوى االخر في تحليل االزمه هو اننا نتكلم عن ازمه العالقة بين األسرة والمدرسة‪...‬‬

‫الرباط في ‪03/01/2023‬‬

‫مجزوءة التدبير البيداغوجي للنجاح المدرسي‬

‫من تأطير االستاذ الدكتور حميد بودار‬

‫توطئة‬

‫سنركز في هذه المحاضرات المتبقية على الجوانب التطبيقية‪ .‬إذن‪ ،‬المحاضرات المتبقية هي‬
‫محاضرات ذات طابع تطبيقي‪ .‬حاولنا ما أمكن ان نعمق كل الطاقات حول الجوانب الفكرية والنظرية‬
‫والتصورية‪y.‬‬
‫إذن عندما نتحدث عن جوانب تطبيقها فهي على خمسة‪ ‬أبواب أو خمسة مداخل‪ ،‬عندما نقول‬
‫الجوانب التطبيقية يعني ما ينبغي على إطار االدارة التربوية أن ينضبط له ويطبقه ويعمل على تنزيله‬
‫بمعنى‪ ،‬إذا أردنا أن نأخذ مقاربة النجاح المدرسي فليس بالنظرية والتنظير بقدر ما هو تطبيقات التدبير‬
‫(‪ ،)les pratiques de gestion‬ممارسات اإلدارة وممارسات التدبير‪ ،‬وبهذا المعنى وجب التأكيد‬
‫على أننا ال نتكلم على تدبير النجاح المدرسي كما سبق الذكر من باب المثاليات‪.‬‬

‫إلى أي حد حصلت القناعة في التغيير في التصور‪ y‬و التغيير في ما يرتبط بوعينا بمفهوم النجاح‬
‫المدرسي‪ ،‬المسالة هنا ليست مسالة فكرية نظرية بقدر ما هي مسألة وعي وممارسة‪.‬‬
‫مسالة النجاح المدرسي ليست مسالة تنظير أو رؤيا مثالية‪ ،‬المسالة هنا ال عالقة لها بالرؤيا المثالية او‬
‫ما ينبغي أن يكون عليه‪ ،‬لقد تكلمنا بعمق‪ ،‬يقول الدكتور حميد بودار‪ ،‬وحللنا بعمق أن الرهان‬
‫اإلستراتيجي هو أن تنقلب المؤسسة التي سترأسونها من مؤسسة للفشل واإلقصاء (إقصاء التلميذ‪،‬‬
‫إقصاء المشروع المدرسي‪ ،‬إقصاء أفراد الشعب المغربي) إلى مؤسسة للنجاح المدرسي‪ ،‬إذن الرؤيا‬
‫هنا هي رؤيا استراتيجية وعلينا أن نتحلى بهذه الرؤيا االستراتيجية ومعنى ذلك أنني أفكر اآلن في أن‬
‫المؤسسة هي مشتل مجموع المواطنين‪ ،‬إذن‪ ،‬المؤسسة مشتل لمشروع المواطن والمواطنة‪ .‬المسالة هنا‬
‫ليست مسألة بذخ أو تصور أو رؤيا مثالية بقدر ما هي مسألة رهان استراتيجي في الوعي والممارسة‪.‬‬
‫نحن هنا ال نتحدث عن حلم وإنما نتحدث عن الرهان االستراتيجي لالنتقال بالمدرسة من مجرد مؤسسة‬
‫للعبور الى مؤسسة ناجحة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل المدرسة آلة لإلقصاء؟‬

‫‪10-01-2023‬‬
‫مجزوءة التدبير البيداغوجي للنجاح المدرسي‬

‫من تأطير األستاذ حميد بودار‬

‫الهدف الثاني‪ :‬ربط مشروع المؤسسة باألهداف المتعلقة برفع منسوب ودرجات النجاح المدرسي‬
‫لكل التالميذ‪ ،‬وذلك بالرباط بين السياق العادي للتعلمات في كل المستويات الدراسية بالمؤسسة‪ ،‬وبين‬
‫إجراءات التدخل على مستويات المشاكل والصعوبات‪ y‬التي تؤثر سلبا على مستويات نجاح التالميذ في‬
‫كل مستوى وفي كل قسم من األقسام التي يعاني فيها التلميذ من صعوبات أو من عوائق قد تؤدي به إلى‬
‫الفشل أو الرسوب والتكرار أو االنقطاع‪.‬‬

‫الهدف الثاني يتجه مباشرة إلى الربط بين التدبير العادي وما يمكن اعتماده من تدخالت‪.‬‬
‫( ‪)Il faut travailler avec des équipes- Il faut avoir un esprit d'équipe‬‬

‫الهدف الثاني‪ :‬هو هدف استراتيجي قوي يجب العمل به‪ ،‬وهو جعل الحياة المدرسية في خدمة‬
‫مشروع المؤسسة للنجاح المدرسي‪ .‬النجاح إذن‪ ،‬هو مطلب مؤسساتي‪ .‬النجاح المدرسي يعني نجاح‬
‫تالميذ في مستوياتهم‪ ،‬وهو نجاح األستاذ‪ ،‬نجاح المدير‪ ،‬نجاح المديرية‪ .‬نجاح التالميذ هو نجاح‬
‫لمنهجيات األستاذ‪ ،‬لقد رات األستاذ‪ ،‬لطرق األستاذ‪ ...‬النجاح المدرسي هو خلق مواطن منتج للثروة‪،‬‬
‫نافع لنفسه‪ ،‬نافع لبلده‪ ...،‬النجاح المدرسي هو كلما طورنا مستوى‬

You might also like