You are on page 1of 5

‫التدبير اإلداري و المالي و اإلجتماعي للمؤسسة التعليمية بالمغرب ‪ :‬السلك اإلبتدائي‬

‫نوذجا ‪ ،‬القيادة بالتدبير الحديث بين إشكالية المنطلق و الهدف ‪ /‬المدخالت و المخرجات‬

‫مقدمــــــــــــــــــة ‪ :‬‬
‫تعتبر المدرسة االبتدائية فضاء تربويا و إداريا و اجتماعيا وإنسانيا تلتقي و تتداخل به عدة اختصاصات في‬
‫عملية تدبيره ‪ ،‬تدبيرا معقلنا ‪ ،‬يهدف تحقيق الغايات التي جعلت منه مرفقا عموميا ‪ ،‬يقدم خدماته للمواطنين‬
‫؛ تلكم الخدمات المتمثلة في تربية و تعليم الناشئة في إطار من الحياد و والنزاهة و الشفافية بواسطة طاقم‬
‫‪.‬ار‬
‫‪.‬ات المش‪.‬‬ ‫من المربين و المربيات يمثل الموارد البشرية المؤهلة و الطاقة الرئيسية التي تتحقق بها الغاي‪.‬‬
‫‪.‬ة إلى زخم‬ ‫‪.‬ة و األخالقي‪.‬‬‫إليها أعاله ؛ الغايات التي تختزل في المنطلق و الهدف ترجمة فلسفة األمة التربوي‪.‬‬
‫من السلوكات والقيم و القناعات يراد تشبيع الناشئة بها وإكسابها المعارف الضرورية و المناسبة لمرحل‪..‬ة‬
‫‪.‬ارف و‬ ‫‪.‬ل و منظم من المع‪.‬‬ ‫‪.‬ل كم هائ‪.‬‬ ‫السلك االبتدائي والمساهمة في بناء شخصية المتعلم ‪ ،‬و ذلك عبر نق‪.‬‬
‫المهارات و القيم وفق منهاج واضح المعالم و برنامج دقيق يحترم إواليات علم النفس اإلرتق‪.‬ائي و قواع‪.‬د‬
‫‪.‬ترم‬
‫‪.‬امج يح‪.‬‬ ‫‪.‬اص ؛ برن‪.‬‬ ‫‪ .‬و المقاربات البيداغوجية وعلوم الديداكتيك العام و الديداكتيك الخ‪.‬‬
‫مختلف المدارس‬
‫إيقاعا معينا في اكتساب تعلمات و اإلستئناس بأخرى ويحترم إيقاعات زمنية ‪ ،‬تختزلها سنوات دراسية ستة‬
‫أو ثمانية إذا ما أخذنا التعليم األولي بعين االعتبار ؛ و تقتضي كل من السيرورة و الصيرورة المرتقبتين في‬
‫سبيل تحقيق المنتوج المنتظر من المدرسة االبتدائية ‪ ،‬عمال منظما بحنكة و شجاعة و جرأة ال محيد عنها ؛‬
‫توقظ الهمم و تشحذ العزائم لجعل الحياة المدرسية نابضة وفق اإليقاع الذي ترس‪..‬مه ك‪..‬ل من التوجيه‪..‬ات‬
‫الرسمية الخاصة بالسلك اإلبتدائي الصادرة عن وزارة التربية الوطنية التي ينطوي خلفها التنظيم التربوي و‬
‫خطط تنفيذ و تحسين المناهج واستعمال مصادر التعلم في سياق إوالية التأطير والتوجيه و التتبع من جهة و‬
‫‪.‬ة‬
‫‪.‬دبير اإلداري و ال‪.‬تربوي للمدرس‪.‬‬ ‫‪.‬ة لوت‪.‬يرة الت‪.‬‬ ‫وفق إيقاع النصوص التنظيمية ـ التشريعية ـ المنظم‪.‬‬
‫‪.‬تعمال‬‫‪.‬ة ‪ ،‬وعمال باالس‪.‬‬ ‫‪.‬ة التربوي‪.‬‬‫‪.‬اعي واألخالقي للمؤسس‪.‬‬ ‫اإلبتدائية فضال عن التدبيرين المادي و االجتم‪.‬‬
‫‪.‬ة و‬‫الوظيفي لذات النصوص من جهة ثانية مع تقدير ما لمجالس المؤسسة من دور فعال في قيادة المؤسس‪.‬‬
‫‪.‬يزة في‬‫‪.‬ركاء رك‪.‬‬ ‫اعتبار كذلك تنظيم شؤون التالميذ و األطر التربوية و العالقات مع المجتمع المحلي و الش‪.‬‬
‫بلوغ المقصود ؛ وألجل حسن قيادة مهام إدارة المدرسة االبتدائية فإن األمر يقع بين متراجحتين ؛ الت‪..‬دبير‬
‫الح‪....‬ديث و منظ‪....‬وره إلى اإلدارة ‪ ،‬و الت‪....‬دبير التقلي‪....‬دي ومنظ‪....‬وره إلى اإلدارة ‪.‬‬
‫فم‪...‬ا هي أبع‪...‬اد الت‪...‬دبير الح‪...‬ديث و م‪...‬ا م‪...‬دى ت‪...‬أثيره على رس‪...‬الة المدرس‪...‬ة‪ ‬‬
‫اإلبتدائي‪....................................................‬ة ؟‬

‫‪ 1‬ـ مفه‪................‬وم الت‪................‬دبير ‪:‬‬


‫إن التدبير‪ -‬اإلدارة‪ -‬ال يعني الرئاسة و التفرد في اتخاذ القرار ؛ إنه حسب علوم اإلدارة الحديث‪..‬ة مفه‪..‬وم‬
‫‪.‬وم‬‫‪.‬ات في عل‪.‬‬
‫‪.‬امتالك كفاي‪.‬‬ ‫يعتمد القيادة و إنجاز وظائف التدبير وعملياته لتحقيق أهداف الوحدة اإلدارية ب‪.‬‬
‫‪.‬دبير‬
‫التدبير ؛ ألجل تدبير إما ؛ الشأن اإلداري ‪ ،‬أو أوألشؤون البشرية ‪ ،‬أو الشأن المالي ‪ ،‬أو التربوي أو ت‪.‬‬
‫‪.‬ة ‪ ،‬ومن هن‪.‬ا‬
‫‪.‬دة اإلداري‪.‬‬‫‪.‬لبا على الوح‪.‬‬ ‫النزاعات في المنظومة اإلدارية و الحد من استفحالها و تأثيرها س‪.‬‬
‫فالت‪....‬دبير إذن ه‪....‬و عملي‪....‬ات ووظ‪....‬ائف و تف‪....‬اعالت و عالق‪....‬ات إنس‪....‬انية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ دواعي ت‪..........‬دبير المدرس‪..........‬ة اإلبتدائي‪..........‬ة ‪:‬‬
‫في المدرسة اإلبتدائية يعتبر التدبير (اإلدارة) سلوك لقيادة المجالس وشؤون التالميذ وش‪..‬ؤون األس‪..‬اتذة و‬
‫الشراكات في سياقات قانونية تنظيمية و تشريعية معلومة ترتبط أحيانا بالطابع الخاص الذي يميز داخالني‪..‬ة‬
‫المدرسة اإلبتدائية ‪ ،‬و أحيانا أخرى في سياقات قانونية تنظيمية و تشريعية تربط المدرسة بالمحيط الخارجي‬
‫‪ /‬خارجانية المدرسة‪ ،‬بما فيه البيئة المحلية التي تتواجد بها المدرسة والتي أنتجت الطفل الذي يتردد عليها‬
‫و بالسياقات الثقافية التي تؤطر ذات البيئة خاصة منها الثقافة اإلجتماعية السائدة والتي تؤطر الطفل و تؤثر‬
‫‪.‬ليم بين‬
‫‪.‬وار س‪.‬‬ ‫فيه و يتأثربها ؛ كل هذا يستلزم معرفة دقيقة و معرفة شمولية بذات المحيط ألجل ضمان ح‪.‬‬
‫الثقافتين المدرسية واإلجتماعية دون نفور أو تنافر ‪ ،‬بل في تآلف ‪ ،‬و العمل على تحص‪..‬ين األولى كثقاف‪..‬ة‬
‫‪.‬اق‬‫‪.‬ية للميث‪.‬‬
‫عالمة و جعلها تتفوق و تؤثر إيجابا في الثانية و توجهها في إطار ما جاء في المبادئ األساس‪.‬‬
‫الوطني للتربية والتكوين و في الشق الخاص بالغايات الكبرى لذات الميثاق ؛ حيث يجعل المدرسة مفتوح‪..‬ة‬
‫على محيطها وتستحضر المجتمع في قلبها وتخرج إليه بمنفعة للمواطن ‪ ،‬و يأتي في إطار ـ كذلك ـ تدبير‬
‫‪.‬ات‬‫‪.‬ة و الجماع‪.‬‬ ‫‪.‬لطات اإلدارة الترابي‪.‬‬
‫المدرسة اإلبتدائية حسن تمثيلها أمام هيئآت المجتمع المدني ‪ ،‬من س‪.‬‬
‫المحلية ‪ ،‬أخذا في الحسبان كونها شخصا معنويا يحتاج من ينطق باسمه و يتحمل مس‪..‬ؤوليته ‪ ،‬في إط‪..‬ار‬
‫‪.‬روحي‬ ‫‪.‬افي و ال‪.‬‬
‫‪.‬ة الثق‪.‬‬‫الشرعية و المصداقية في التمثيلية ‪ ،‬علما أن المدرسة هي جزء من ض‪..‬مير األم‪.‬‬
‫واألخالقي والتربوي والناطقة بقيمها ساعية إلى غرسها و ترسيخها في نفوس ناشئة ذات األم‪..‬ة ‪ .‬له‪..‬ذه‬
‫‪.‬ن‬‫‪.‬مان حس‪.‬‬ ‫‪.‬ا في ض‪.‬‬ ‫األسباب المفصلية تأتي ضرورة التفكير في إيجاد كفاءات تربوية و إدارية يعول عليه‪.‬‬
‫‪.‬اعي ‪.‬‬ ‫‪.‬الي و اإلجتم‪.‬‬
‫‪.‬تربوي و اإلداري و الم‪.‬‬‫‪.‬أنها ال‪.‬‬‫‪.‬ادة ش‪.‬‬
‫‪.‬مان قي‪.‬‬‫‪.‬ة و ض‪.‬‬ ‫‪.‬ة اإلبتدائي‪.‬‬
‫‪.‬دبير المدرس‪.‬‬‫ت‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أبع‪...‬اد ت‪...‬دبير المدرس‪...‬ة اإلبتدائي‪...‬ة وف‪...‬ق مقارب‪...‬ة الت‪...‬دبير الح‪...‬ديث ‪ :‬‬
‫‪.‬ق‬ ‫‪.‬ة وف‪.‬‬‫‪.‬ة فعال‪.‬‬‫ولتحقيق رسالة المدرسة التربوية و االجتماعية و القيمية ‪ ،‬فإن األمر يتطلب اعتماد مقارب‪.‬‬
‫المنظور الحديث للتدبير ‪ ،‬تركز في أهدافها العليا على جعل مصلحة الطفل هي العليا‪ ،‬تبعا لمبدأ الحاجيات و‬
‫‪.‬دبير‬‫‪.‬إن الت‪.‬‬
‫‪.‬ا ف‪.‬‬
‫ليس مبدأ الرغبات ما دام األمر يتعلق بتدبير المدرسة العمومية ‪ ،‬و استنادا إلى ما ذكر آنف‪.‬‬
‫الحديث للمدرسة العمومية كما يفيدنا به سيرز "‪ "Sears‬صاحب المؤلف ‪The Nature of the :> :‬‬
‫‪Administrative Process, with Special Reference to Public School‬‬
‫‪.‬رى على‬ ‫‪.‬ادين األخ‪.‬‬
‫‪ .‬في المي‪.‬‬‫‪.‬ادئ اإلدارة‬
‫‪ ".Administration‬الذي خلف أثرا كبيرا في محاولة تطبيق مب‪.‬‬
‫اإلدارة التعليمية بحكم اشتغاله في ميدان التربية‪ ،‬حيث أوضح أن التدبير ينبغي أن يروم تحقيق أهم وظائف‬
‫العم‪...‬ل اإلداري ال‪...‬تي تش‪...‬مل التخطي‪...‬ط‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والتوجي‪...‬ه‪ ،‬والتنس‪...‬يق‪ ،‬والمراقب‪...‬ة‪.‬‬
‫‪.‬تى ال‬‫‪.‬ازه ح‪.‬‬‫‪ -‬التخطيط‪ :‬إعداد قبلي التخاذ القرار بخصوص موضوع أو مشكلة معينة لتحديد ما سيتم إنج‪.‬‬
‫‪.‬كلة‪ .‬‬‫‪.‬وع أو المش‪.‬‬ ‫‪.‬ب الموض‪.‬‬ ‫‪.‬ه حس‪.‬‬ ‫‪.‬عوبته وأهميت‪.‬‬
‫‪.‬داد في ص‪.‬‬ ‫‪.‬ف اإلع‪.‬‬ ‫‪.‬وائيا‪ .‬ويختل‪.‬‬‫‪.‬دبير عش‪.‬‬‫يكون الت‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم‪ :‬تحديد كيفية إنجاز العمل واستعمال الموارد وتوزيع المهام لتنفيذ القرارات المتخذة بكيفية فعالة‪.‬‬
‫‪.‬ة‬‫‪.‬ه العملي‪.‬‬
‫‪.‬ز لتوجي‪.‬‬ ‫‪.‬يط والحف‪.‬‬ ‫‪ -‬التوجيه‪ :‬عملية مركبة تشمل استعمال القيادة والسلطة والتواصل والتنش‪.‬‬
‫التربوي‪.......‬ة والع‪.......‬املين بالمؤسس‪.......‬ة في االتج‪.......‬اه المطل‪.......‬وب‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق‪ :‬إقامة االنسجام والتكامل بين مختلف العناصر والمكونات التي يشملها تدبير المؤسسة‪ ،‬فهن‪..‬اك‬
‫مكونات التدبير التربوي والبيداغوجي‪ ،‬ومكونات التدبير اإلداري‪ ،‬ومكونات التدبير المادي والمالي‪ ،‬وت‪..‬دبير‬
‫‪.‬‬
‫عالقات المؤسسة مع الشركاء والمحيط‪ .‬وهو ما يتطلب تنسيق الجهود وتضافرها لتصب في تحيق أه‪..‬داف‬
‫العملي‪.........................‬ة ا لتربوي‪.........................‬ة‪.‬‬
‫‪.‬ديالت‬‫‪.‬ال التع‪.‬‬‫‪.‬دف إلى إدخ‪.‬‬ ‫‪ -‬المراقبة‪ :‬عملية تقويم للموارد المستثمرة والنتائج المحصل عليها‪ .‬وهي ته‪.‬‬
‫‪.‬ا‪ .‬‬‫‪.‬يتم احترامه‪.‬‬‫‪.‬ا س‪.‬‬‫‪.‬وعة لتحقيقه‪.‬‬ ‫‪.‬ط الموض‪.‬‬ ‫الضرورية حتى يتم التيقن من أن أهداف المؤسسة والخط‪.‬‬
‫‪ -‬و مخط‪.......................‬ط ك‪.......................‬ل من ‪ :‬‬
‫‪Roy, A. et Le mieux, G. (1988). Introduction à la gestion. Sainte-Foy.‬‬
‫‪ Québec : Télé-université. P. 15‬إذ يصوران فيه اتجاه عجلة التدبير من التخطيط إلى التنظيم ثم‬
‫التوجيه فالمراقبة ‪ ،‬في تجسيد عملي‪ ،‬لقيادة تدبير التنظيم المؤسسي ‪ ،‬فإنه يمكن نقله وإسقاطه على تدبير‬
‫المدرسة اإلبتدائية كما أشير إليه آنفا مع الباحث في نظرية تحديد التدبير (اإلدارة) سيرز "‪ Sears‬ص‪..‬احب‬
‫‪.‬ة‪The Nature of the :‬‬ ‫‪.‬فة خاص‪.‬‬ ‫‪.‬ة بص‪.‬‬ ‫‪.‬ة العمومي‪.‬‬‫‪ .‬المدرس‪.‬‬‫‪ .‬وإدارة‬
‫الكتاب ‪":‬طبيعة عملية اإلدارة‬
‫‪Administrative Process, with Special Reference to Public School‬‬
‫‪ ".Administration‬ينقل إلينا تصورا واضحا التجاه عجلة التدبير و التفاعل بين وظائف‪..‬ه بعض‪..‬ها م‪..‬ع‬
‫البعض ؛ والذي يمكن تطبيقه على المؤسسة التربوية بصفة عامة التي يعهد إليها بمهام و مسؤوليات جسام‬
‫تتداخل فيما بينها ؛ من بيداغوجية وتربوية وإدارية روتينية و مزمنة و مالية وتدبير شراكات سواء منه‪..‬ا‬
‫‪.‬نى‬‫‪.‬تي تع‪.‬‬ ‫‪.‬دني ال‪.‬‬‫الداخلية ك (المجالس ) ‪ ،‬أو الخارجية كجمعيات اآلباء و األولياء و جمعيات المجتمع الم‪.‬‬
‫بالشأن التربوي والتعليمي و الثقافي و الرياضي و العلمي و غيرها من الهيآت التي يعول عليها أن تش‪..‬كل‬
‫روافد دعم نجاح المدرسة في بلوغ غايتها المثلى ‪ ،‬داخل إطار التعاقد التشاركي ‪ ،‬الذي من ش‪..‬أنه اإلبق‪..‬اء‬
‫على متانة العالقات مع الفاعلين اإلجتماعيين و اإلقتصاديين درأ و تحصينا للمؤسسة التربوية من أي تصدع‬
‫محتمل يمكن أن يهدد مكانتها في الوعي و المخيال الجمعيين لمحيطها اإلجتماعي ‪ ،‬والذي من شأنه كذلك ان‬
‫‪.‬ة‬‫‪.‬زكي العقالني‪.‬‬‫‪.‬تي ت‪.‬‬ ‫‪.‬لطات ال‪.‬‬‫‪.‬اقي الس‪.‬‬
‫يضمن ذلكم التوازن بين السلطة التربوية و اإلدارية للمدرسة وب‪.‬‬
‫‪.‬ه ب‪.‬ات من‬ ‫‪.‬ل ه‪.‬ذا فإن‪.‬‬‫اإلجتماعية كضامن رفيع إلشعاع المؤسسة في محيطها و في بيئتها المحلية و ألج‪.‬‬
‫الحتمي تفعي‪..‬ل أهم وظ‪..‬ائف العم‪..‬ل اإلداري من تخطي‪..‬ط‪ ،‬وتنظيم‪ ،‬وتوجي‪..‬ه‪ ،‬وتنس‪..‬يق‪ ،‬ومراقب‪..‬ة‪.‬‬
‫‪ .‬‬

‫هكذا يتضح أنه من خصائص التدبير الحديث (اإلدارة الحديثة) أن تجعل المدير(ة) يقوم ب‪..‬أدوار قيادي‪..‬ة في‬
‫التدبير‪ ،‬باعتباره قائدا منسقا ومشجعا ومنشطا يعتبر اإلدارة وسيلة لخدمة التعليم والتعلم وفق سلوك المدير‬
‫القائد باعتماد المفهوم الحديث لإلدارة (‪ ، )Management‬ألجل القيام بوظائف ومه‪..‬ام وأدوار متنوع‪..‬ة‪،‬‬
‫تش‪..‬مل‪ :‬التس‪..‬يير(‪ )dir-iger-‬واإلدارة (‪ ( Administration‬والقي‪..‬ادة ‪ ))Conduire‬واإلرس‪..‬اء (‬
‫‪.‬ة (‪)Manier‬‬ ‫‪.‬ك ‪ ))Tenir‬والتنظيم (‪ )Organiser‬والمناول‪.‬‬ ‫‪ )Construire‬والتمكن (‪ )Maîtriser‬والمس‪.‬‬
‫‪.‬ائل‬
‫‪.‬تعمال وس‪.‬‬ ‫والتطوير (‪ ، )Développer‬كما تشمل مفهوم النجاح في العمل وتحقيق نتائج إيجابية واس‪.‬‬
‫‪.‬ة‬‫‪.‬ات المنظم‪.‬‬ ‫‪.‬ام بالعملي‪.‬‬
‫ناجعة ‪ ،‬و تستلزم أخذ المبادرة والتطوير و اإلبداع ‪ ،‬بغرض اإلضطالع بمهام القي‪.‬‬
‫‪.‬ذ‪،‬‬
‫‪.‬ط‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والتنفي‪.‬‬‫‪.‬ل من ‪ :‬التخطي‪.‬‬ ‫والمتكاملة محور التدبير الحديث و التي يشكل محورها الرئيسي ك‪.‬‬
‫والمراقبة‪ ،‬والتقويم‪ ،‬والتتبع‪ .‬مع اعتماد المقاربة التشاركية ‪ ،‬ومع إلمام بمجاالت معرفية متنوعة منها علم‬
‫اإلدارة وفروع علم النفس والقانون اإلداري ‪ ،‬واعتماد ثقافة "المقاولة" والتدبير الفعال للموارد البشرية عن‬
‫طريق التواصل الجيد والحفز والتقويم القائم على النتائج والفعالية في استعمال الموارد المادية والمالي‪..‬ة ؛‬
‫‪.‬مة بين‬‫‪.‬لطة مقس‪.‬‬ ‫مع جعل القسط األكبر من سلطة القرار مخوال للمؤسسة نفسها‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه الس‪.‬‬
‫مكونات ومجالس المؤسسة ضمن مقاربة تشاركية غير متمركزة ‪ ،‬يتقاسم فيها كل الفاعلين مسؤولية النجاح‬
‫أو اإلخف‪...................................................‬اق ‪.‬‬
‫هذا و ألجل فعالية و نجاعة أكثر في سلوك التدبير الحديث للمدرسة اإلبتدائية فإن ثمة طرقا تعت‪..‬بر ح‪..‬امال‬
‫نظريا و عمليا ألجرأة وظائف التدبير الحديث ورغم اختالفها فإنها تشترك في عدة خصائص تجمعها بغاي‪..‬ة‬
‫تحقي‪...‬ق رس‪...‬الة المدرس‪...‬ة و ترجمته‪...‬ا إلى الواق‪...‬ع ‪ ،‬و من ه‪...‬ذه الطرائ‪...‬ق ن‪...‬ذكر ب ‪ :‬‬
‫أ ـ التدبير بالمشروع ‪ :‬و الذي يقتضي اإللمام و على قدر ال بأس به بثقافة المشروع بكاف‪..‬ة مكونات‪..‬ه و‬
‫يفرض حدا معلوما من ثقافة تدبير المشاريع ‪ ،‬و نظرة شمولية للمؤسسة ‪ ،‬القدرة على تشخيص الحال‪..‬ة و‬
‫‪.‬ال و‬
‫‪.‬ة األعم‪.‬‬ ‫‪.‬ادة برمج‪.‬‬ ‫تشخيص الحاجيات ثم القدرة على صياغة األهداف وفق الحاجيات فالقدرة على قي‪.‬‬
‫‪.‬اء‬
‫‪.‬رورية أثن‪.‬‬‫توزيع المهام و المسؤوليات ثم المداومة على المراقبة و والمرافقة مع إجراء التقويمات الض‪.‬‬
‫التنفيذ ثم إجراء تقويم المنتوج تربويا كان أو بيداغوجيا أو رياضيا أو ثقافيا أو مركبا تليه عملية التتب‪..‬ع ‪،‬‬
‫‪.‬ون‬‫‪.‬ا و على أن يك‪.‬‬‫‪.‬ا بينه‪.‬‬‫‪.‬جمة فيم‪.‬‬ ‫على أن تكون مختلف العمليات و األهداف متكاملة و متناسقة و منس‪.‬‬
‫المشروع في شكله ترجمة ترجمة لخطط عمل تشتمل على األهداف و ورزنامة اإلنجاز و توزيع العمليات و‬
‫المهام ‪ ،‬وفق مواصفات تركز على التعلم و تستجيب لحاجات المؤسسة و تشتمل على خط‪..‬ة ذات عناص‪..‬ر‬
‫متكامل‪.....‬ة بإش‪.....‬راك جمي‪.....‬ع الف‪.....‬اعلين بقي‪.....‬ادة رئيس المؤسس‪.....‬ة ‪.‬‬

‫‪.‬رى‬‫‪.‬ة و أخ‪.‬‬ ‫‪.‬داف عام‪.‬‬ ‫ب ـ التدبير باألهداف‪ :‬و يتمحور حول عنصر أساس هو الهدفو الذي يتجزأ إلى أه‪.‬‬
‫‪.‬ع‬
‫‪.‬تركة يس‪.‬عون جمي‪.‬‬ ‫إجرائية قابلة للتنفيذ و قابلة للقياس شرط اتفاق العاملين بالمؤسسة على أهداف مش‪.‬‬
‫لتحقيقها دون أن تكون مفروضة ‪ ،‬مع انعدام فروق بين األهداف في أهميتها و ش‪..‬موليتها ب‪..‬ل تتراب‪..‬ط و‬
‫تتكامل فيما بينها ‪ ،‬أما من حيث الشكل فيكون المخطط في شكل جدول يتضمن األهداف و العمليات و تواريخ‬
‫اإلنجاز و المسؤولين على التنفيذ ‪ .‬ومن مواصفات األهداف ؛ الدقة و الوضوح و القابليةللقياس والقابلي‪..‬ة‬
‫‪.‬ك ‪.‬‬‫‪.‬املين على ذل‪.‬‬‫‪.‬اق الع‪.‬‬ ‫‪.‬از باتف‪.‬‬
‫‪.‬دة اإلنج‪.‬‬
‫‪.‬د م‪.‬‬
‫‪.‬ات و تحدي‪.‬‬
‫‪.‬تجابة للحاج‪.‬‬ ‫‪.‬ة و اإلس‪.‬‬‫لإلنجاز و المعقولي‪.‬‬
‫ج ـ التدبير بالنتائج ‪ :‬تعتبر ‪ ،‬النتيجة ‪ ،‬العنصر األساسي في التدبير بالنتائج ‪ ،‬و هي إلى نتيجة استراتيجة‬
‫و نتيجة و سيطة و لكل منهما مؤشرات و تشكل النتيجة اإلستراتيجية العنصر الجامع الذي يوجد بين جميع‬
‫النتائج الوسيطة مع فوق بين النتيجة اإلستراتيجية و النتائج الوسيطة من حيث األهمية و الشمولية باشتراط‬
‫وجود عالقة سببية بين النتيجة اإلستراتيجية و النتائج الوسيطة ‪ ،‬و يكون المخطط في شكل شجرة للنت‪..‬ائج‬
‫‪.‬ائج‬
‫‪.‬فات النت‪.‬‬‫ترتبط فيه النتيجة االستراتيجية بالنتائج الوسيطة والمؤشرات المطابقة لها ‪ ،‬و من من مواص‪.‬‬
‫الجي‪......................................................‬دة‪:‬‬
‫‪ -‬التمي‪......‬يز بين النت‪......‬ائج الوس‪......‬يطة والنتيج‪......‬ة االس‪......‬تراتيجية‪ ‬‬
‫‪ -‬القابلي‪........................‬ة للتحقي‪........................‬ق‪ ‬‬
‫‪ -‬القابلي‪......‬ة للقي‪......‬اس بواس‪......‬طة مؤش‪......‬رات إنج‪......‬از مح‪......‬ددة‬
‫وض‪.....‬وح عالق‪.....‬ة النت‪.....‬ائج الوس‪.....‬يطة بالنتيج‪.....‬ة االس‪.....‬تراتيجية‬

‫هـ ـ خصائص المقاربات الثالث ‪ :‬تشكل الطرائق الثالث مقاربات تعتمد التدبير المعقلن والهادف والموجه‬
‫تت‪....‬وخى الفعالي‪....‬ة والنجاع‪....‬ة في اس‪....‬تعمال الم‪....‬وارد وتس‪....‬تلزم كال من ‪:‬‬
‫‪ -‬تش‪...‬خيص وض‪...‬عية المؤسس‪...‬ة ‪ -‬البن‪...‬اء على أس‪...‬اس الحاج‪...‬ات والم‪...‬وارد المتاحة‬
‫‪ -‬تش‪....‬كيل فري‪....‬ق العم‪....‬ل وتفعيل‪....‬ه ‪ -‬التخطي‪....‬ط والتنظيم والتنفي‪....‬ذ والتتب‪....‬ع‪ ‬‬
‫‪ -‬اس‪....‬تعمال مؤش‪....‬رات لإلنج‪....‬از في التق‪....‬ويم والتتب‪....‬ع ـ القي‪....‬ادة الفعالة‬
‫فهي به‪.......‬ذا تتطلب ع‪.......‬ددا من المس‪.......‬تلزمات ن‪.......‬ذكر منه‪.......‬ا ‪:‬‬
‫‪.‬ائج)‬‫‪.‬ياغة النت‪.‬‬
‫‪.‬داف‪ ،‬ص‪.‬‬ ‫‪.‬ياغة األه‪.‬‬‫‪.‬ه‪ ،‬ص‪.‬‬ ‫‪.‬روع ومكونات‪.‬‬‫‪.‬ياغة المش‪.‬‬ ‫‪.‬ية (ص‪.‬‬ ‫ـ صياغة العناصر الرئيس‪.‬‬
‫‪ -‬وض‪.....‬ع المؤش‪.....‬رات والتأك‪.....‬د من وض‪.....‬وحها وقابليته‪.....‬ا للقي‪.....‬اس‬
‫توضيح العالقة بين المكونات المختلفة (بين األهداف واألعم‪..‬ال أو بين النتيج‪..‬ة االس‪..‬تراتيجية والنت‪..‬ائج‬
‫الوس‪.......................‬يطة والمؤش‪.......................‬رات) ‪.‬‬
‫خاتمـــــــــــــــــــــة ‪ :‬في أفق توقع بناء ميثاق للتدبير اإلداري يوحد الرؤى بشأن‬
‫‪ .‬للمدرسة اإلبتدائية ‪ ،‬يجمع شتات تجارب التدبير الحديث للمدرس‪..‬ة االبتدائي‪..‬ة و المؤسس‪..‬ة‬ ‫التدبيراإلداري‬
‫‪.‬يدات الم‪..‬ديرين و‬ ‫‪.‬ادة و الس‪.‬‬‫‪.‬بة إلى الس‪.‬‬ ‫‪.‬ه بالنس‪.‬‬
‫التربوية عموما ‪ ،‬ستبقى النظريات مرجعا ال محيد عن‪.‬‬
‫المديرات ‪،‬كما سيكون باب اإلجتهاد مصدر إلهام واسع يمتح منه المدير و المديرة ما يدفع بمبادراته القيادية‬
‫نحو المطلوب مع لزوم تكييفها مع المساطر و النصوص القانونية و التنظيمي‪..‬ة و التش‪..‬ريعية ال‪..‬تي تنظم‬
‫‪.‬يم و‬‫‪.‬ائر و المراس‪.‬‬ ‫‪.‬ا الظه‪.‬‬‫‪.‬يما منه‪.‬‬ ‫المجالين التربوي و اإلداري للوحدة اإلدارية التي يشرف عليها ؛ الس‪.‬‬
‫القرارات و المناشير و المذكرات الخالية من كل علة أضف إلى ذلك ما يصدر عن النظام ال‪..‬تربوي س‪..‬واء‬
‫مركزيا أو جهويا أو محليا من قرارات تربوية توجه المنظومة التربوية ‪ .‬‬

You might also like