You are on page 1of 13

1

‫المقدمة‪:‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬ماهي ماهية المدرسة الحديثة و مدخل النظم و‬
‫النظرية الظرفية (الموقفية) ؟‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية المدرسة الحديثة‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المدرسة الحديثة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة المدرسة الحديثة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف المدرسة الحديثة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مدخل النظم‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف و أنواع مدرسة النظم‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص مدرسة النظم‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم مدرسة النظم‬

‫المبحث الثالث‪ :‬النظرية الظرفية(الموقفية)‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف النظرية الظرفية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهم إسهامات النظرية الظرفية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم المدرسة الظرفية‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫تعد المدرسة الحديثة إحدى أهم المدارس‪ ،‬التي ظهرت على أساس نقد‬
‫المدارس السابقة ( الكالسيكية و السلوكية )‪ ،‬و تتكون من عدة مدارس‬
‫منها ‪ ،‬مدرسة النظم ‪ ،‬مدرسة الموقفية ‪ ،‬مدرسة اتخاذ القرار‪.‬‬
‫و لنتوصل ألفضل فهم لبعض هذه المدارس علينا أوال التطرق إلى‬
‫نظريات كل مدرسة و خصائصها‪.‬‬
‫و من هنا يمكن طرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫ماهي ماهية المدرسة الحديثة و مدخل النظم و النظرية الظرفية‬
‫(الموقفية) ؟‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية المدرسة الحديثة‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المدرسة الحديثة'‬

‫هي مجموعة من المدارس بنظم و مبادئ حديثة سطرها روادها لتحقيق أهداف مرسومة‬
‫ضمن خطة مستقبلية‪ ،‬بجهود و طاقات بشرية جاءت إثر االنتقادات التي وجهت للمدرسة‬
‫الكالسيكية‪ ،‬و حاولت مراعات عدة جوانب أهمها الجانب اإلنساني للعامل حيث لم تعتبره‬
‫آلة‪.‬‬
‫و قد كانت في إطار تكوين المدرسة عدة تجارب‪ ،‬قام بها الرواد و على أثرها أسسوا‬
‫نظريتها‪.‬‬
‫و هي أيضا مجموعة متنوعة من المداخل الحديثة لدراسة اإلدارة و من أبرز هذه المدارس‬
‫الحديثة ‪ :‬مدرسة علم اإلدارة‪ ،‬مدرسة نظم‪ ،‬المدرسة الموقفية‪ ،‬المدرسة التجريبية‪ ،‬مدرسة‬
‫النظام االجتماعي‪ ،‬مدرسة اتخاذ القرارات‪ ،‬اإلدارة باألهداف‪ ،‬و اإلدارة على الطريقة‬
‫اليابانية‪)1( .‬‬

‫ماجد عبد المهدي الساعد ‪ /‬خالد عبد الوهاب الزيديين‪ ،‬مبادئ علم اإلدارة ‪ ،‬دار المسيرة للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪، ١‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ ، 2013‬ص‪73‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة المدرسة الحديثة'‬

‫بدأت هذه المدرسة في بداية السبعينات من القرن الماضي إلى وقتنا الحاضر‪ ،‬و قبل الحديث البد من‬
‫التطوق الى التقدم العلمي الهائل في ميادين المعرفة كافة باألخص في الميادين التكنولوجية و االقتصادية‬
‫و العلمية‪ ،‬و تسود التنظيمات و مؤسسات عالمية النطاق‪ ،‬باإلضافة إلى التقدم مجال الكمبيوتر و‬
‫االتصاالت و األقمار الصناعية و وسائل المواصالت الجوية‪ ،‬البرية‪ ،‬و البحرية‪ ،‬و كل ذلك أدى إلى‬
‫تبادل كبير في المعلومات‪ ،‬و أوجد نوعا من التفاعل و التنسيق و التعاون بين المؤسسات الدولية‪ ،‬ما‬
‫ينوي الخبرة‪ ،‬و يزيد من عمليات التبادل و االستيراد و التصدير‪ ،‬و يفرز الكثير من التشريعات و‬
‫القوانين التي تحدد العالقة في البيئة الخارجية‪ ،‬و يعزز عناصر القوة و البيئة الداخلية‪)2( .‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف المدرسة الحديثة'‬


‫وتتمثل أهم الوظائف للمدرسة الحديثة في العديد من الوظائف تتركز أهمها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬المساهمة في اعداد العنصر البشري الذي يساهم في عملية التنمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬حفظ وتعديل التراث الثقافي ونقله عبر األجيال المختلفة‪.‬‬
‫‪ -3‬المدرسة وسيلة للضبط االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -4‬تنشيط الخبرة اإلنسانية وتربيتها‪.‬‬
‫‪ -5‬اعداد المواطن الصالح‪.‬‬
‫‪ -6‬المساهمة في تكوين الشخصية المتكاملة‪.‬‬
‫‪ -7‬البناء المهني ‪.‬‬
‫‪ -8‬السعي لتحقيق التطبيع االجتماعي‪.‬‬
‫هذا باإلضافة الى‪:‬‬
‫‪ -1‬حفظ التراث الثقافي لضمان استمرارية المجتمع ‪:‬المجتمع نسيج متكامل مستمر والمدرسة هي‬
‫المسؤولية عن استمرار واتصال ثقافة المجتمعات باعتبارها المؤسسة التي أوكل اليها المجتمع مسؤولية‬
‫تنشئة األجيال القادمة والمجتمعات الجديدة التي زادت ثقافتها وتراكمت خبراتها في حاجة شديدة الى‬
‫المدرسة لتنتقل الى ابنائها ما اكتسبته هذه المجتمعات من معارف وخبرات على مدى تاريخها الطويل‪.‬‬
‫‪ -2‬تنمية التراث الثقافي للمجتمع ونقله عبر األجيال ‪:‬‬
‫ان ثقافة المجتمع تتغير بمعدل متزايد باستمرار اذ ان عناصر الثقافة القائمة من قيم وعادات واتجاهات‬
‫وأفكار ومعارف ستتغير في المستقبل نتيجة عمليات اإلضافة والتغير‪.‬‬
‫والتربية باعتباره تهدف الى تنمية وتحسين الصورة المستقبلية للمجتمع فإن المدرسة تركز على فرز‬
‫عناصر هذه الثقافة واكساب األجيال القادمة العناصر الثقافية المرغوبة وتطور تدعيمها‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلصالح االجتماعي ‪:‬ان الجماعات واألفراد غالبا ما تبحث عن اإلفادة من المدرسة بوصفها عامال‬
‫فعاال في تنفيذ التغيرات المرغوبة في البناء االجتماعي أو فعالية المجتمع‪.‬‬
‫‪ -4‬اعداد المواطن الصالح ‪:‬يتأتى ذلك عن طريق احساس الفرد باالنتماء الى المجتمع ويبدو ذلك في‬
‫اتجاهات الفرد وسلوكه تجاه افراد المجتمع الذي يعيش فيه ‪ ،‬والمواطنة الصالحة يمكن أن تتحقق من‬
‫‪5‬‬
‫خالل اشباع ثقافة المجتمع لحاجات الفرد وتحقيق رغباته حيث يؤدي ذلك الى اإلحساس باالنتماء‪.‬‬
‫‪ -5‬تكامل الشخصية ‪:‬الشخصية المتكاملة ال يمكن أن ينظر اليها بمنأى عن البيئة التي يعيش فيها الفرد‬
‫حيث أن التكوين المتكامل للشخصية هو هدف التربية التي تعد الفرد للحياة في المجتمع يحتاج الى‬
‫شخصيات متكاملة داخل اإلطار االجتماعي والمدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية تهدف الى انتاج‬
‫الشخصيات التي تعكس خصائص المجتمع فإنه يقع على عاتقها تلك الوظيفة في بناء وتكامل الشخصية‬
‫اإلنسانية‪)3( .‬‬

‫نفس المرجع السابق ‪ ،‬مبادئ علم اإلدارة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫الخدمة االجتماعية في المجال المدرس ‪ ،‬عبد الخالق عفيفي ‪ ،‬ص ‪71_68‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مدخل النظم‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف و أنواع مدرسة النظم‬
‫☆تعريف مدخل النظم ‪:‬‬
‫《 مدرسة النظم‪ the system school 1960‬حتى اآلن 》لقد قدم كل من الكالسيكيين و السلوكيين‬
‫لمنظور عالج جانبا من المنظمة و أغفل الجانب اآلخر‪ ،‬و لذا فقد جاءت مدرسة النظم لسعي حول دمج‬
‫المنظورين‪ ،‬و من بين أهم رواد هذه المدرسة‪Kenneth boulding /Norbert Wiener / ...‬‬
‫‪ Stafford beer / Martin Starr‬و غيرهم‪...‬‬
‫لقد اعتبرت هذه المدرسة نظاما اجتماعيا مفتوحا يشتمل النظم عامة المفتوحة و المغلقة‪ ،‬على‬
‫المدخالت و األنشطة (عمليات تحويل) و المخرجات‪ ،‬حيث تأخذ النظم من البيئة المواد الخام‪ ،‬و المواد‬
‫البشرية و المعلومات‪ ،‬و الطاقة‪)4( .‬‬
‫☆أنواع النظم ‪:‬‬
‫النظام المغلق‪ :‬و هو النظام الذي ال يتكيف أو يتفاعل مع البيئة‪ ،‬و المدير الناجح هو الذي ال يرى‬
‫المنظمة نظاما مغلق‪.‬‬
‫النظام المفتوح‪ :‬هو النظام الذي يتفاعل باستمرار مع البيئة‪ ،‬و يجب على المدير الناجح إتباعه‪ ،‬و يتطلب‬
‫هذا األمر مهارة فائقة للمدير لكي يحيط بدقة الصورة الكلية للتفاعالت بين البيئة و المنظمة‪.‬‬
‫ويتكون النظام من العناصر الرئيسية التالي‪:‬‬
‫المدخالت‪ :‬و تشمل جميع ما يدخل المنظمة من البيئة‪ ،‬كالموارد البشرية‪ ،‬و الموارد المادية و‬ ‫‪‬‬
‫المعلومات و الطاقة و األالت و المعدات التكنولوجيا‪.‬‬
‫النشاطات و العمليات ‪ :‬تتمثل بالنشاطات اإلدارية و الفنية الضرورية لالستفادة من مدخالت‬ ‫‪‬‬
‫المنظمة و تحويلها إلى مخرجات‪.‬‬
‫المخرجات‪ :‬و تشمل جميع ما يخرج من المنظمة إلى البيئة الخارجية‪ ،‬من سلع و خدمات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البيئة ‪ :‬و هي البيئة الخارجية التي يتفاعل معها النظام و التي تلعب دورا رئيسيا في تحديد‬ ‫‪‬‬
‫سلوك الفرد‪.‬‬
‫التغذية العكسية ‪ :‬تعتبر ردود فعل تجاه ما تقدمه المنظمة للبيئة‪ ،‬أي أنها عملية تقييم نشاطات و‬
‫فعاليات المنظمة و مدى تحقيقها ألهدافها‪ ،‬و مستوى إنجازها و لذلك تعتبر التغذية العكسية األساس‬
‫لتخطيط و التقييم‪)5( .‬‬

‫حسين حريم ‪ ،‬إدارة المنظمات‪ ،‬دار الحامد للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ 2009 ، 1‬ص‪29‬‬ ‫‪-4‬‬
‫محمد عبد الفتاح الصيرفي ‪ ،‬مبادئ التنظيم واإلدارة ‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪، 2006 ،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ص‪98‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص مدرسة النظم‬
‫أهم خصائص مدرسة النظم هي ‪:‬‬
‫تتميز مدرسة النظام عن بقية المدارس اإلدارية األخرى بجملة من الخصائص يمكن تحديدها بالنقاط‬
‫التالية ‪:‬‬
‫استمرارية الطاقة ‪:‬إعادة الطاقة من المجتمع من خالل التغذية العكسية (خامات‪ ،‬مكائن معدات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫قوم عاملة جديدة مطورة و مدربة) فمنظمات المجتمع تحصل على قوة العمل و خامات و مواد‬
‫أولية و مصادر الطاقة‪.‬‬
‫وجود أنواع من األنشطة مثل اإلنتاج‪ ،‬الرقابة‪ ،‬التوجيه‪ ،‬التمويل‪ ،‬و مصادر الطاقة لتتحول إلى‬ ‫‪‬‬
‫سلع و خدمات جديدة لتلبية حاجات المجتمع‪.‬‬
‫اإلنتاج‪ :‬إنها تعطي المخرجات أي المنتج النهائي فهي تأخذ و تعطي من و إلى المجتمع‬ ‫‪‬‬
‫فالمدرسة النظام ال تعتمد على المجتمع في الحصول على المدخالت الالزمة فحسب بل أنها‬
‫تعتمد عليه في االستهالك و التسويق مخرجاتها أيضا‪.‬‬
‫استمرار النشاط و دورانه‪ :‬من خالل التغذية العكسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشمولية و التكامل‪ :‬المدرسة تعتبر المدخالت متممة للعمليات اإلنتاجية فهي ليست مستقلة‬ ‫‪‬‬
‫عنها‪.‬‬
‫التوازن الحركي‪ :‬المنظمة تسعى الستراد الطاقة و كل المجالت من البيئة و تحويلها من خالل‬ ‫‪‬‬
‫األنشطة و العمليات إلى مخرجات ضرورية للمجتمع و من هنا يخلق التوازن و التوسع و‬
‫تحقيق األرباح أكثر فأكثر‪.‬‬
‫االستقرار و التكييف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التمايز و االختالف‪ :‬النظام يبدأ من البسيط إلى التعقيد‪ ،‬حيث المنظمة تميل إلى التخصص و‬ ‫‪‬‬
‫تقسيم العمل‪.‬‬
‫تدفق المعلومات لتكييف مع المستقبل‪)6( .‬‬ ‫‪‬‬

‫سيد هواري ‪ ،‬التنظيم‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ 1992 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم مدرسة النظم‬

‫تمثل مدرسة النظم إطارا فكريا مفيدا للمديرين في تحليل وفهم المنظمات وإدارتها بشكل أفضل‪ ،‬وذلك‬

‫‪: ‬من خالل األفكار التالية‬

‫اعتبار المنظمة نظام اجتماعي يعمل كوحدة واحدة‪ ،‬تتكون من أجزاء ‪ /‬نظم فرعية مترابطة‪ ،‬وهذا‬

‫المنظور يجعل المدير ينظر إلى وحدته ودوره في إطار المنظور الكلي‪ ،‬وارتباطها مع الوحدات‬

‫األخرى‪ ،‬وهكذا يتحقق تنسيق أفضل في المنظمة‪ .‬‬

‫انطالقا من الفكرة السابقة فإن أي تغيير في أي جزء من المنظمة يجب أن ينظر إليه من منظور أداء‬

‫المنظمة ككل‪ ،‬وهذا يستدعي األخذ في االعتبار جميع جوانب ‪ /‬أجزاء المنظمة عند إدخال تغييرات‬

‫فيجانب أو أكثر في النظام ‪ .‬‬

‫يتضمن منظور النظام مفهوم التعاون‪ ،‬الذي يعني أن النتيجة والتأثير للتفاعل بين األجزاء وهي تعمل‬

‫معا‪ ،‬أكبر بكثير من تأثير األجزاء منعزلة ‪ /‬منفردة‪ ،‬إذ أن كل جزء يؤدي دوره وهو في نفس الوقت‬

‫يساعد األجزاء األخرى‪ ،‬وبالتالي األداء الكلي للمنظمة‪ ،‬وفي الحقيقة هذا هو السبب الذي من أجله‬

‫ربطت األجزاء ببعضها البعض‪ .‬‬

‫تؤكد المدرسة على تفاعل المنظمة مع البيئة الخارجية‪ ،‬وبالتالي على أهمية رصد وتشخيص البيئة‬

‫وكيفية التعامل معها بنجاح‪ ،‬وال سيما في ظل البيئة المضطربة المعاصرة‪.‬‬

‫‪ ‬تنبه هذه المدرسة المدير إلى وجود مدخالت وعمليات تحويلية بديلة لتحقيق أهدافهم وأهداف منظماتهم‪،‬‬

‫أي أنه يمكن تحقيق هدف معين أو حل مشكلة معينة بأكثر من بديل‪)7(.‬‬

‫ح سين حريم ‪ ،‬مبادئ اإلدارة الحديثة ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط ‪ ، 2006 ، 1‬ص‪.70‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬النظرية الظرفية (الموقفية)‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف النظرية الظرفية أو الموقفية‬
‫تعتبر هذه النظرية امتداد النظرية النظم‪ ،‬حيث اعتمدت أساسا على مفهوم ( النظام المفتوح ) و هي‬
‫تمثل اتجاها حديثا يقوم على أساس أنه ليس هناك نظرية‪ ،‬و مدرسة في التنظيم يمكن تطبيقها في مختلف‬
‫الظروف و في كل أنواع المنظمات‪ ،‬و إنما يجب استخدام النظرية بشكل انتقائي بحيث تتالءم مع‬
‫الظروف و األوضاع التي تعيشها المنظمة‪ ،‬أي أن جوهر هذه النظرية هو أن عالقات المنظمة ككل‬
‫وأنظمتها الفرعية بالمنظمات األخرى‪ ،‬و بالبيئة العامة تعتمد على الموقف‪.‬‬
‫لقد استقطب هاذا االتجاه المتطور اهتمام متزايد من قبل الكتاب و الباحثين الذين يسعون لتحديد‬
‫المتغيرات و العوامل الموقفية‪ ،‬التي تؤثر على قرارات تصميم األعمال و الهيكل التنظيمي و العمليات‬
‫التنظيمية المختلفة‪ .‬و من بين أهم تلك العوامل التي نالت اهتماما زائد من الكتاب و الباحثين‪: ‬‬
‫بيئة المنظمة ‪ ،‬حجم المنظمة و دورة حياتها‪ ،‬و التقنيات المستخدمة في المنظمة‪ ،‬ثقافة المنظمة و‬
‫غيرها‪ ،‬و ركزت الدراسات بصفة رئيسة على تأثير تلك المتغيرات على التصميم الهيكل التنظيمي‬
‫للمنظمة‪)8( .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اسهامات النظرية الظرفية (الموقفية)‬


‫إن الفوائد التي تحققها هذه النظرية هي ‪:‬‬
‫الوقوف موقف النافذ من فكرة أن هنالك طريقة أو أسلوب واحد أمثل في اإلدارة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تطبيق فكرة السبب والنتيجة في جميع الممارسات اإلدارية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التزود بوجهات عمل تحدد أكثر األساليب اإلدارية المالئمة لظروف معينة‪)9(.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫حسين حريم ‪ ،‬إدارة المنظمات ‪ ،‬دار حامد للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ، 2009 ،‬ص‪33‬‬ ‫‪-8‬‬
‫نفس المرجع السابق ‪ ،‬إدارة المنظمات‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪10‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم النظرية الظرفية (الموقفية)‬
‫االنتقادات الموجهة للنظرية الظرفية (الموقفية) ‪:‬‬
‫حظيت المدرسة و الزالت اهتمام زائد من قبل الباحثين و الكتاب‪ ،‬و التي تؤكد على أهمية‬ ‫‪‬‬
‫المدخل التشخيص في اتخاذ القرارات أو حل المشكالت ‪ ،‬مهما كان مستوى المدير و طبيعة‬
‫عمله ‪ ،‬يجب عليه تشخيص و تحليل المتغيرات و اختيار الحل المناسب‪.‬‬
‫نبهت إلى أهم األمور التي تؤثر على أداء المدير و المنظمة‪ ،‬و بينت بعض العالقات عالقات‬ ‫‪‬‬
‫التأثير و المتغيرات األكثر تأثيرا على تصميم الهياكل التنظيمية و عمليات المنظمة و ما أنسبها‬
‫في ظل هذه التغيرات‪.‬‬
‫قدمت النظرية قاعدة معرفية ثرية و رصينة من األفكار و المفاهيم التي تتناول بصورة خاصة‬ ‫‪‬‬
‫البيئة الخارجية‪ ،‬و التفاعل بين البيئة و المنظمة و تأثير التغيرات و أبعاد البيئة على أداء‬
‫المنظمات و كيفية تعامل المنظمة مع البيئة‪)10(.‬‬

‫د‪/‬خالد أحمد فرحان المشهداني ‪ ،‬مبادئ إدارة األعمال ‪ ،‬دار األيام للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪ ، 2015 ، 1‬ص‪76‬‬ ‫‪-10‬‬

‫‪11‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫و ختاما‪ ،‬تعدد المدارس االقتصادية و تم التطرق إلى بعض هذه المدارس ابتداء من‬
‫المدرسة الحديثة‪...‬ثم ظهور عدة نظريات ضمن المدرسة الحديثة مثل نظرية الموقفية ‪ ،‬و‬
‫النظريات األخرى التي لم نتطرق إليها‪ ،‬حيث حاولت بدورها تكميل النقائص التي وجدت‬
‫في المدارس السابقة‪ ،‬و قد حرصنا أن نوفر أهم المعلومات من خالل مصادر موثوقة‪ .‬و‬
‫شكرا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬
‫ماجد عبد المهدي الساعد ‪ /‬خالد عبد الوهاب الزيديين ‪ ،‬مبادئ علم اإلدارة ‪ ،‬دار المسيرة للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ ، 2013 ، ١‬ص‪73‬‬
‫نفس المرجع السابق ‪ ،‬مبادئ علم اإلدارة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الخدمة االجتماعية في المجال المدرس ‪ ،‬عبد الخالق عفيفي ‪ ،‬ص ‪71_68‬‬ ‫‪-3‬‬
‫حسين حريم ‪ ،‬إدارة المنظمات ‪ ،‬دار الحامد للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪ 2009 ، 1‬ص‪29‬‬ ‫‪-4‬‬
‫محمد عبد الفتاح الصيرفي ‪ ،‬مبادئ التنظيم واإلدارة ‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪، 2006 ،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ص‪98‬‬
‫سيد هواري ‪ ،‬التنظيم‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ 1992 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ح سين حريم ‪ ،‬مبادئ اإلدارة الحديثة ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط ‪ ، 2006 ، 1‬ص‪.70‬‬ ‫‪-7‬‬
‫حسين حريم ‪ ،‬إدارة المنظمات ‪ ،‬دار حامد للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ، 2009 ،‬ص‪33‬‬ ‫‪-8‬‬
‫نفس المرجع السابق ‪ ،‬إدارة المنظمات‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫د‪/‬خالد أحمد فرحان المشهداني ‪ ،‬مبادئ إدارة األعمال ‪ ،‬دار األيام للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪ ، 2015 ، 1‬ص‪76‬‬ ‫‪-10‬‬

‫‪13‬‬

You might also like