Professional Documents
Culture Documents
الفوج4:
بحث بعنوان:
أستاذ(ة)المادة:
أ.وقنوني
الخاتمة
قائمة المراجع
المقدمة:
لقد شغلت المؤسسة االقتصادية حيزا معتبرا في كتابات وأعمال االقتصاديين
بمختلف اتجاهاتهم االديولوجية ،وهذا باعتبارها النواة األساسية في النشاط
االقتصادي للمجتمع.
ووصول المؤسسة لشكلها الحالي كان كنتيجة لعدة تغيرات وتطورات متواصلة
ومتوازية مع التطورات اتي شهدتها النضم االقتصادية واالجتماعية والحضارات
البشرية ،فهي لم تعد نفسها وأصبحت أكثر تعقيدا.
ومن هنا نطرح اإلشكالية التالية :ما هو المقصود بالمؤسسة االقتصادية ،و ماهي
أهم خصائصها و وضائفها وأهم تصنيفاتها ،وأهميتها و األهداف التي تسعى
اليها؟.
المبحث األول :ماهية المؤسسة االقتصادية
المطلب األول :نشأة وتطور المؤسسة االقتصادية ()1
إن المؤسسات االقتصادية المختلفة التي نراها في الواقع لم تظهر بأشكالها
الحالية من أول مرة بل كان ذلك لعدة تغيرات وتطورات متواصلة ومتوازية مع
التطورات التي شهدتها النظم االقتصادية واالجتماعية والحضارات البشرية
منذ أن تمكن اإلنسان من اإلستقرار وتحضير حاجاته ونظرا لما للمؤسسة من
أهمية ودور في النشاط االقتصادي للمجتمعات فإنه يجدر بنا االطالع على
تطوراتها ضمن المجتمع ابتداء من اإلنتاج األسري البسيط لغاية ظهور
التكتالت والشركات المتعددة الجنسيات.
-1اإلنتاج األسري البسيط:
لقد اعتبر اإلنسان زراعة األرض و تربية المواشي من أهم النشاطات و أهم
موارد حياته و ذلك لتلبية حاجاته األساسية و المتمثلة في المأكل و الملبس و
المشرب و قد استعمل بعض األدوات البسيطة و التي يقوم بنحتها و تحضيرها
كبار األسر ،وكان هذا النشاط يتم داخل األسر و في الحقول أو المدن ،كما أن
التجارة لم تعرف آنذاك ،حيث كانت المنتجات اليدوية تصنع وفق طلبات معينة
من أفراد المجتمعات و عادة تتم المبادلة بالمقايضة بين األسر التي تصنع وفق
طلبات المجتمع.
وأهم الحرف اليدوية التي كانت سائدة في تلك األزمنة:
النجارة ،الحدادة ،الدباغة ،و صناعة المنتجات الجلدية كالسروج ،وكذلك
الغزل و النسيج و صناعة السالسل.
-2ظهور الوحدات الحرفية:
بعد أن تهيأت الظروف المتمثلة في تكوين تجمعات حضرية وارتفاع الطلب
على المنتوجات الحرفية من مالبس و أدوات إنتاج و لوازم مختلفة باإلضافة
إلى ظهور و لألول مرة عمال بدون عمل أو بأعمال مستقلة في منازلهم كل هذا
أدى إلى تكوين محالت أو ورشات يتجمع فيها أصحاب الحرف المتشابهة إلنتاج
أشياء معينة تحت إشراف كبيرهم أو أقدمهم في الحرفة ،،،،،علي شكل
أسري يغيب فيه االستغالل أو القسوة و هكذا فقد وجدت عدة ورشات حرفية
للتاجرين ،النحاسين ،الحدادين...إلخ.
( -)1ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،طبعة 2دار المحمدية .1998
-3النظام المنزلي للحرف)1(:
أدى ظهور طبقة التجار و الرأسماليين إلى استعمالهم لعدة طرق من أجل
الحصول على المنتجات و بيعها في ظروف مرضية ومن الطرق المستعملة
بإضافة الى التعامل على المجموعات الحرفية ،االتصال باألسر في المنازل و
تمويلهم بالمواد من أجل إنتاجهم لسلعة معينة و غالبا كانت عملية اإلنتاج المنزلية
مرحلة من مراحل إنتاج السلعة و قد وجد التجار سوق العمل خاصة في األسر
الريفية التي كانت على استعداد لزيادة دخلها بواسطة احتراف حرفة أخرى إلى
جانب الزراعة ،يمكنها من تغطية حاجاتها المتزايدة.
و هكذا أصبح هناك و ألول مرة عمال حرفيون في المنازل ال يملكون سوى قوة
عملهم و ممولون من طرف تجار أصحاب رؤوس أموال و كل منها مرتبط
باآلخر ارتباطا نفعيا.
-4ظهورالمانيفا كتورةManufacture :
ان تراكم التغيرات التي شهدتها طرق اإلنتاج الحرفي نظرا لتطور األذواق و
المستوى الحضاري من جهة و ارتفاع عدد السكان من جهة أخرى و كذلك
ضهور االكتشافات الجغرافية ،أدت إلى إثراء طبقة التجار الرأسماليين الذين
امتلكوا أدوات إنتاج يدوية فعملوا على إيجارها الى أشخاص و أسر داخل المنازل
من أجل القيام بإنتاج طلباتهم التي كانوا يطالبون بتنفيذها في أوقات و
بمواصفات مناسبة و في وقت الحق استطاع هؤالء التجار أن يقوموا بجمع عدد
من الحرفيين تحجت سقف واحد من أجل أن يتمكنوا من مراقبتهم بشكل أكبر وأن
يستعملوا وسائل إنتاجهم بشكل أثر استغالال و هكذا ظهرت المصانع في شكلها
األول مانيفا كتورة و التي تتكون من أدوات بدائية يشتغل عليها العمال
بأيديهم و تخضع لتنظيم يختلف عن تنظيم الوحدات الحرفية السابقة إذ أصبح
فيها صاحب المحل و األدوات هو المشرف على عملية اإلنتاج من بدايتها إلى
نهايتها و قد كانت المانيفاكتورة تعبر عن منعرج حاسم في تاريخ المؤسسة
االقتصادية حيث تعتبر شكل اإلنتاج اليدوي الذي تولدت عنه المؤسسة
الرأسمالية فيما بعد.
-2المؤسسة وحدة إنتاجية :القدرة على اإلنتاج أو أداء الوظيفة التي وجدت من
أجلها.
-3المؤسسة مركز اتخاذ القرار :للمؤسسة دورا هاما في اقتصاد السوق بحيث
أنها تعتبر مركزا التخاذ القرارات االقتصادية فيما يخص طبيعة وكمية المنتجات.
-5ضمان الموارد المالية لكي تستمر عملياتها ويكون دلك إما عن طريق
االعتمادات وإما عن طريق اإليرادات الكلية أو عن طريق القروض أو الجمع
بين هذه العناصر كلها أو بعضها حسب الظروف.
-6المؤسسة وحدة لتوزيع المداخيل :إن المؤسسة تحقق القيمة المضافة التي
تساوي "قيمة المخرجات-قيمة المدخالت".
( -)1سعيد أوكيل ،استقاللية المؤسسات العمومية ،تسيير و اتخاذ القرارات في
اطار المنضور النضامي ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ،1996ص.16
المطلب الرابع :أهداف المؤسسة االقتصادية ()1
-1األهداف االقتصادية :تتمثل أهم األهداف االقتصادية في:
أ -تعظيم الربح :حيث أن أي مؤسسة يكون هدفها األساسي ليس فقط تحقيق الربح
بل تعظيمه ،وهدا ما يضمن لها إمكانية رفع رأسمالها وتوسيع نشاطها وذلك
للصمود أمام المؤسسات المنافسة لها ،وكذلك تسديد الديون وتوزيع األرباح على
الشركاء أو تكوين مؤونات ومخصصات لتغطية خسائر وأعباء غير متوقعة.
ب -ترشيد عملية اإلنتاج :وذلك باستعمال رشيد لعوامل اإلنتاج المختلفة ورفع
إنتاجيتها بواسطة التخطيط المحكم والدقيق لإلنتاج والتوزيع وإضافة إلى مراقبة
هذه البرامج أو الخطط وتفادي الوقوع في المشاكل االقتصادية والمالية.
ج -تحقيق متطلبات المجتمع :إن نتائج المؤسسة تتعلق بمدى تصريف أو بيع
إنتاجها بنوعيه المادي والمعنوي وعملية البيع هده هي التي تساهم في تغطية
طلبات المجتمع.
د -االستغالل االقتصادي.
ه -إنتاج سلع معتدلة الثمن.
و -تحقيق عائد مناسب على رأسمالها المستثمر أو تحقيق معدل من الربح.
ل -امتصاص فائض العمالة بهدف التشغيل الكامل.
ي -التكامل االقتصادي على المستوى المحلي (الوطني).
ع -تقليل الصادرات من المواد األولية وتشجيع الصادرات من الفائض في
المنتوجات النهائية عن الحاجات المحلية.
ص -الحد من الواردات وخاصة السلع الكمالية.
-2األهداف االجتماعية:
أ -ضمان مستوى أجور مقبول :حيث يعتبر العامل من أوائل المستفيدين من
النشاط الذي تمارسه المؤسسة ودلك من خالل حصوله على مقابل عمله الذي
يتمثل في أجر الذي يتأرجح بين الزيادة والنقصان وهدا حسب طبيعة المؤسسة
وعوامل اقتصادية أخرى.
ب -تحسين مستوى معيشة العمال :إن رغبات العمال هي في تجدد وتطور
مستمرين نتيجة للتطورات السريعة التي تشهدها المجتمعات في مختلف الميادين
( -)1العربي دخموش ،محاضرات في اقتصاد المؤسسة ،مطابع جامعة
قسنطينة،ص.5،4
وخصوصا في ميدان التكنولوجيا هده األخيرة التي تؤدي إلى ظهور منتجات
جديدة.
ت -إنشاء وإقامة أنماط استهالكية معينة :إن اإلشهار والدعاية التي تقوم به
المؤسسة لترويج وتقديم منتجاتها الجديدة يسمح لها بالتأثير على أوراق
المستهلكين وتغييرها وهي تطرح لهم أيضا في بعض األحيان منتجات بديلة تكون
أقل تكلفة.
ث -توفير تأمينات للعمال :إن المؤسسة تعمل على توفر بعض التأمينات كالتأمين
الصحي ،التأمين حوادث العمل...إضافة إلى مرافق أخرى مثل :المطاعم داخل
المؤسسة ،التعاونيات ومختلف المرافق األخرى)1(.
ج -تأهيل العمال :تدريب و تطوير العاملين و الرفع من مستوياتهم.
د -الدعوة إلى االتحاد والتماسك بين العمال :حيث تتوفر داخل المؤسسة عالقات
مهنية واجتماعية بين األشخاص وهدا رغم االختالف في مستوياتهم العلمية
والتكوينية حيث تماسكهم يعد األداة األساسية لخلق وضمان حركة مستمرة
للمؤسسة)2(.
-3األهداف التكنولوجية:
البحث والتنمية :تطور المؤسسات أدى إلى توفير إدارة أو مصلحة خاصة بعملية
تطور الوسائل والطرق اإلنتاجية علميا ،وترصد لهده العملية مبالغ قد تزداد
أهمية لتصل إلى نسبة عالية من الدخل الوطني في الدول المتقدمة ،إذ تتنافس
المؤسسات فيما بينها للوصول إلى أحسن طريقة إنتاجية وأحسن وسيلة ،مما
يؤدي إلى التأثيرعلى اإلنتاج ورفع المردودية اإلنتاجية)3(.
-4األهداف الثقافية والرياضية:
أ -توفير وسائل ترفيهية وثقافية.
ب -تخصيص أوقات للرياضة.
ت -تدريب العمال المبتدئين ورسكلة القدامى.
( -)1نفس المرجع السابق ،ص21،19
( -)2ناصر دادي عدون ،مرجع سبق ذكره،ص.23،22
(-)3إبراهيم بختي ،دور االنترنت ،جامعة الجزائر،2003،2002ص.05
المبحث الثاني :تصنيف المؤسسة االقتصادية وأهم وضائفها ومدى أهميتها
المطلب األول :تصنيف المؤسسة االقتصادية
-1حسب معيار طبيعة الملكية:
ترتبط الطبيعة القانونية للمؤسسات بشكل ملكيتها على اعتبار أن شكل الملكية هو
المحدد لنمط القوانين واألنضمة التي تحكم اجراءات وقواعد تسييرها ،وتصنف
هذه المؤسسات حسب هذا المعيار الى نوعين هما:
-المؤسسات الخاصة :وهي مؤسسات تعود ملكيتها للفرد أو مجموعة أفراد
لشركات األموال واألشخاص.
-المؤسسات العمومية :وهي المؤسسات التي تعود ملكيتها للدولة فال يحق
للمسؤولين عنها التصرف بها كما يشاؤون وال يحق لهم بيعها واغالقها اال إذا
وافقت الدولة على ذلك.
-المؤسسات المختلطة :وهي المؤسسات التي تعود ملكيتها بصورة مشتركة
للقطاع الخاص والقطاع العام)1(.
( -)1ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،طبعة 2دار المحمدية .1998
( -)2عمر صخري ،اقتصاد المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة
المركزية بن عكنون الجزائر.2006 ،
( -)3سعيد أوكيل ،استقاللية المؤسسات العمومية ،تسيير و اتخاذ القرارات في
اطار المنضور النضامي ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر.1996 ،
( -)4العربي دخموش ،محاضرات في اقتصاد المؤسسة ،مطابع جامعة
قسنطينة.
( -)5إبراهيم بختي ،دور االنترنت وتطبيقاتها في مجال التسويق ،دراسة حالة
الجزائر ،جامعة الجزائر،2003،2002
( -)6الوضيفة المالية في المؤسسات االقتصادية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
ليسانس نقود مالية2003،ج،البليدة.
(1)- jean longatte, jacques muller, op cit ,p7