You are on page 1of 11

‫النظام االقتصادي االشتراكي‬

‫املقدمة‬

‫الفصل األول األطار املفاهيمي للنظام االشتراكي‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهومه] تعريف الشيوعية واالشتراكية[‪ ،  ‬نشأة و رواد النظام االشتراكي‬
‫املطلب ‪ 1‬ونشأته (نبذة)‬
‫املطلب ‪ 2‬رواده‬
‫املبحث الثاني‪ :‬أسس وخصائص النظام االشتراكي‬

‫املبحث الثالث‪ :‬األنماط املختلفة النظام االشتراكي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم النظام االشتراكي‬

‫املبحث األول‪ :‬تقييم أفكار‪ B‬االشتراكية ايجابيات (مزايا) وسلبيات (عيوب) النظام االشتراكي‬

‫املطلب ‪ 1‬ايجابيات (مزايا)‬


‫املطلب ‪ 2‬سلبيات (عيوب)‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مقارنة بين الرأسمالية واالشتراكية‬
‫املبحث الثالث‪ :‬االشتراكية في الجزائر‬

‫الخاتمة‬
‫قائمة املراجع‬

‫تمهيد‬
‫‪1‬‬
‫نتناول في بحثنا هذا موضوع "النظام االقتصادي االشتراكي"‪ ،‬فبعد ان تطرقنا في البحوث السابقة في اطار‬
‫السداسي االول للسنة االولي" علوم سياسية و عالقات دولية" في مقياس " االقتصاد السياسي" الى مختلف‬
‫املدارس االقتصادية علي غرار املدرسة الطبيعية‪ ،‬و املدرسة التجارية و املدرسة الكالسيكية‪ ،‬حيث كنا قد ركزنا‬
‫علي مصدر الثروة والتي ارجعها البعض الي الطبيعة كونها الوحيدة التي تحقق الناتج‪ B‬الصافي‪ ،‬فيما ركز البعض‬
‫اآلخر علي املعادن النفيس و أقر آخرون بالعمل و العملية التجارية‪.‬‬

‫نسطر في هذا البحث خاصة على مفهوم جديد وهو "النظام االقتصادي" اذ انتقلنا من البحث في مصدر‬
‫الثروة حسب املدارس االقتصادية الي البحث في النظام االقتصادي الذي حافظ ويطور هذه الثروة مهما كان‬
‫مصدرها‪.‬‬

‫ومن بين هذه االنظمة االقتصادية نجد "النظام االقتصادي االشتراكي" والذي هو موضوع بحثنا‪.‬‬

‫مقدمة‬

‫سعي دؤوب لتطوير حياته والتقدم و صنع الحضارات‬ ‫ٍ‬ ‫ُمذ خلق هللا االنسان على وجه األرض‪ ،‬و هو في‬
‫الواحدة تلوى األخرى‪ ،‬لم يفتر ولم ييأس أبدا‪ ،‬بل وصل به األمر الى النفوذ من أقطار السموات‪ B‬و األرض وغزو‬
‫الفضاء‪ ،‬فعمد الى سلطان العلم‪ B‬والفكر في مختلف املجاالت‪ ،‬املعيشية والحياتية والطبيعية واالجتماعية‪ ،‬حتى‬
‫يساير التطور املجتمعي الحاصل عبر الزمن والهائل ديموغرافيا في نفس الوقت‪ ،‬فكان لزاما عليه التعمق‪ B‬في‬
‫الظواهر االجتماعية و السياسية ومسائل الحكم واالقتصاد‪ ،‬حتى يصل الى الحلول الناجعة لكل تساؤالته و‬
‫اإلشكاالت املطروحة عليه جبرا وقصرا‪ ،‬من خالل ما يعانيه و يعاينه‪ ،‬ويالحظه ويجربه في واقعه املعاش‪ ،‬قصد‬
‫البحث عن العدالة والسعادة واالستقرار‪.‬‬

‫طور العلماء‪ B‬عبر العصور عدة نظريات وانظمة اجتماعية وسياسية واقتصادية‪ ،‬حسب ما توصلوا‬ ‫لقد َّ‬
‫اليه من معارف وعلوم‪ ،‬متأثرين باملتناقضات الدائرة‪ B‬في بيئتهم‪ ،‬والتجارب العديدة التي سبقتهم وحتى التي‬
‫عايشوها مثل ما توصل اليه الفيلسوف كارل ماكس في انتقاده للمدرسة الكالسيكية وللنظام الرأسمالي‪ B‬ككل‪،‬‬
‫حيث توصل الى اقتراح حلول ونظريات جديدة يراها األمثل واألجدر للتطبيق في الحياة قصد بلوغ السعادة‬
‫املرجوة‪ ،‬وهي النظام االقتصادي االشتراكي الشيوعي‪.‬‬

‫فما هو النظام االشتراكي؟‪ 6‬وما هي مميزاته؟‪ 6‬وكيف تم تقييمه؟‪6‬‬


‫فماذا نعني بالنظام االقتصادي عموما؟ وما هي قواعد النظام االقتصادي االشتراكي‪ 6‬خصوصا؟ وما هو‬
‫تقييم هذالنظام؟‬

‫‪2‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫تقييم النظام‪ 6‬االشتراكي‬

‫املبحث األول‪ :‬تقييم أفكار االشتراكية‪( B‬ايجابيات وسلبيات)‪B‬‬


‫املطلب ‪ 1‬ايجابيات (مزايا)‬
‫املطلب ‪ 2‬سلبيات (عيوب)‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مقارنة بين الرأسمالية واالشتراكية‬

‫املبحث الثالث‪ :‬االشتراكية‪ B‬في الجزائر‬

‫‪3‬‬
‫املبحث األول‪:‬‬
‫تقييم أفكار االشتراكية (ايجابيات وسلبيات)‬

‫النظام االقتصادي بوجه عام هو ذلك النظام املعني بالوسائل املستخدمة في توزيع املوارد والسلع‬
‫اًل‬
‫والخدمات وتوظيفها في الدولة‪ ،‬حيث يعمل على توازن الصادرات والواردات‪ ،‬أم في حل املشكالت االقتصادية‪،‬‬
‫كما أن النظام االشتراكي جاء يحمل على عاتقه التغيير من نواقص وعيوب الرأسمالية التي ظلمت وجارت على‬
‫الطبقة العمالية الكادحة‪ ،‬وقصد تحسين ما أفسدته الرأسمالية و ما قد يحصل من صراع للطبقات في املجتمعات‬
‫كما تنبأ له مؤسسه كارل ماركس‪ ،‬و مع هذا فلم يسلم هذا النظام هو اآلخر من سلبيات وعيوب‪ ،‬كما له إيجابيات‬
‫أيضا‪ ،‬نسردها من خالل املطلبين التاليين‪:‬‬

‫املطلب ‪-1-‬‬
‫ايجابيات (مزايا) النظام االشتراكي‬

‫من‪ ‬ايجابيات‪ B‬االشتراكية‪:‬‬

‫زيادة على األفكار االقتصادية‪ ،‬اعتبرت االشتراكية نظاما فكريا واجتماعيا وسياسيا‪.1‬‬ ‫‪‬‬

‫النظام االشتراكي عامة ترك تأثيرا إيجابيا كبيرا على الفكر االقتصادي والسياسي في العصر‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫الحديث‬

‫لعبت االشتراكية دورا هاما في تقويم الرأسمالية من خالل تقييمها وإظهار عيوبها‪ ،3‬على عكس‬ ‫‪‬‬
‫النظام االشتراكي املاركسي الذي بقي جامدا دون تطور‪ ،‬بحيث لم يستفد من تجربة النظام‬
‫الرأسمالي‪.4B‬‬
‫ظهور ُ‬
‫القطبية السياسية واالقتصادية والعسكرية في العالم‪ B‬مما خلق بعض التوازن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تشجيع الشعوب على التحرر وتأميم مواردها الطبيعية وبناء اقتصادها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خدم املجتمعات‪ B‬الغربية في تقويم أنظمتها االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬مدحت القرشي‪ ،‬تطور الفكر االقتصادي‪ 6،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،2008 B،‬ص ‪172‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬مدحت القرشي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪178‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬مدحت القرشي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪172‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬مدحت القرشي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪175‬‬

‫‪4‬‬
‫التوزيع املتكافئ في السلطة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عدم التفاوت في الدخل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختفاء األزمات الدورية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عدم وجود االحتكار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املطلب ‪-2-‬‬
‫سلبيات (عيوب) النظام االشتراكي‬

‫ً‬
‫وسياسيا‪ .‬يهدف إلى تحقيق العدالة في‬ ‫ً‬
‫واجتماعيا‬ ‫ً‬
‫اقتصاديا‬ ‫اعتبر الكثيرون أن االشتراكية نظام متكامل‬
‫املجتمع‪ ،‬وتوفير فرص العمل ألفراده من دون استغالل‪ ،‬ومنهم من جعله نظام حياته‪ ،‬إال أن البعض اعتبر سلبياته‬
‫أكثر من إيجابياته‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫جاء النظام االشتراكي كرد فعل‪ ‬للنظام الرأسمالي‪ B‬مما قد يجعل أصحابه ينظرون الى األمور‬ ‫‪‬‬
‫من زاويته الخاصة ويغفلون عن كثير من اإلشكاالت االقتصادية واالجتماعية التي يعشها‬
‫االنسان وقد تبقى بال حلول‪.‬‬
‫البيروقراطية والقوانين الصارمة‪ ،‬واملتشددة إداريا‪ :‬فطاملا أن الدولة هي املسؤولة عن‬ ‫‪‬‬
‫املشروعات االقتصادية‪ ،‬هذا يعني زيادة التكاليف اإلنتاجية‪ ،‬ونقص جودتها وهذا يرجع إلى‬
‫ُ‬
‫عامل البيروقراطية التي من شأنها أن تحدث التراخي في اإلجراءات الروتينية‪.‬‬

‫انعدام الحرية الفردية وغياب حرية املستهلك وقهر حرية األفراد بشكل عام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضعف املحفزات الفردية‪ ،‬باملقارنة مع النظام الرأسمالي‪ ،‬وضعف الحافز إلنجاز األعمال‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫واالبتكار والتجديد‪ ،‬حيث يقابلها اإلهمال والالمباالة‪ ،‬وضعف اإلنتاج‪.‬‬
‫ال يمكن للعمل ان ُي َفسر لوحده كقيمة للسلعة‪ ،‬بالنظر‪ B‬لنظرية القيمة وفائض القيمة‪ ،‬ألن‬ ‫‪‬‬
‫العمل‪ B‬ليس هو العنصر اإلنتاجي الوحيد‪.5‬‬
‫الوقع جاء ضد ز خالف ماركس في نظرية األجور نظرا الرتفاعها خاصة في القرون األخيرة‪.6‬‬ ‫‪‬‬
‫إهدار املوارد االقتصادية يؤدي الى ضعف التطور االقتصادي مما يؤثر على عمليات‪ B‬الطلب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والعرض‪ B‬األمر الذي يؤدي إلى انخفاض الربح‪ ،‬وحدوث العديد من املشاكل السياسية‪،‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪.‬‬
‫جاء النظام االشتراكي ليرفع املظالم االجتماعية للرأسمالية إال أنه كان أظلم منه في الواقع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فقد ورث لشعوبه الفقر والجوع‪ ،‬واعتبروها سببا لتخلفهم وضياعهم‪.‬‬
‫حمله لكثير من املتناقضات‪ ،‬زيادة العتدائه على الفطرة والطبيعة البشرية‪ ،‬في حق التملك‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫واملنافسة وغيرها‪ ،‬ومن ثم‪:‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬مدحت القرشي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪173‬‬
‫‪ 6‬د‪ .‬مدحت القرشي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪173‬‬
‫‪5‬‬
‫تركز السلطة‪ B‬في يد مجموعة قليلة من صانعي القرار يحول دون تحقيق الكفاءة االقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫واإلنتاجية (خاصة في ظل الحزب الواحد)‪.‬‬
‫عدم تحقيق العدل على كل األصعدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعزيزه‪ B‬للدكتاتورية واالستبداد‪ ،‬وتدخله السلبي في األديان بل محوها في اطار الفلسفة املادية‬ ‫‪‬‬
‫للنظام‪.‬‬
‫كل القرارت املصيرية وغيرها تقرر من قبل الجهاز املركزي للتخطيط حتى التنمية املحلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم كفاءة أسلوب‪ B‬التخطيط املركزي إلدارة االقتصاد‪ ،‬أدى لعدم قدرته على مواجهة‬ ‫‪‬‬
‫التغيرات الطارئة في الحياة االقتصادية وخاصة التي يصعب التنبؤ بها ومن ثم مواجهتها مواجهة‬
‫سريعة وفاعلة‪ ،‬والخطأ فيه يتحمله ويضر الجميع‪ ،‬وقد يكون له آثار سلبية على املجتمع‪.‬‬
‫إن الهدف من املشروعات عند كثير من الدول هو إنجاز اإلنتاج فقط دون النظر إلى الربح‪B‬‬ ‫‪‬‬
‫العائد‪ B‬من وراءه‪ ،‬لذا فإن األهداف التي اتبعها‪ B‬النظام االشتراكي من قبيل األهداف العينية ال‬
‫الربحية‪.‬‬

‫فمن الصعب أن يخلو أي نظام اقتصادي من العيوب‪ ،‬طاملا أن القائم على تحديده بعض الفئات‪ ،‬التي ترى‬
‫األمور من زاويتها الخاصة‪ ،‬لذا لم يفلت النظام االشتراكي عن كونه ً‬
‫نظاما بشريا يشوبه الكثير من النقص‪ ،‬على‬
‫غرار الرأسمالية فهي غير مبرأة من العيوب‪ B‬واملساوئ الجسيمة والخطيرة‪.‬‬

‫وفي نفس اإلطار والذي اعتبرناه سلبيات تطبيقية للنظام االشتراكي‪ ،‬يمكننا سرد بعض األسباب املوضوعية‬
‫لسقوطه في بعض الدول الذي تبنته كنظام اقتصادي‪:‬‬

‫من أهم وأبرز اسباب سقوط النظام االشتراكي‪:‬‬

‫فساد قيادات النظام االشتراكي وإطارات‪ ‬الدولة املتبينة للنظام االشتراكي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫طغيان الديكتاتورية وغياب مظاهر الحرية والديمقراطية الظاهرة في املعسكر الغربي(الكوريتين)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األزمات االجتماعية املستفحلة كأزمة السكن‪ ،‬البطالة‪ ،‬مصادرة األراضي عنوة‪ ،‬نقص الطعام وغياب‬ ‫‪‬‬
‫العدل‬
‫مشكلة الهجرة‪ B‬أو االنتقال إلى الدول واملناطق الرأسمالية‪ B‬هربا من القمع واالستبداد والفقر ومن املشاكل‬ ‫‪‬‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض أجور العاملين‪ ،‬الذي كان سببا رئيسيا في حرمان عائالت من توفير أبسط مستلزمات املعيشة‬
‫من الغذاء واملسكن ناهيك عن رغيد العيش‪ B‬على عكس عائالت املتمكنين في السلطة‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام الدوالر االمريكي كعملة أساسية في االقتصاد والتجارة واالنتاج وقد شكل هذا مأزقا بسبب‬
‫تصاعد قيم الدوالر من فترة ألخرى‪.‬‬
‫‪ ‬انهيار االشتراكية والشيوعية في عقر دارها وما واجهه االتحاد السوفياتي من عقبات وتفكك وانهيار‪.‬‬

‫‪ ‬الضغط على دول النظام االشتراكي من نظيراتها الرأسمالية‪ B‬من حصار ودعاية مضادة والحمالت‪B‬‬
‫االعالمية الهائلة بكل اللغات‪ B‬وعلى جميع األصعدة‪.‬‬
‫‪ ‬عمليات‪ B‬التجسس وإثارة القالئل ودعم املعارضة الداخلية‪ B‬والخارجية مما أدى الى ثورات ضد األنظمة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬استخدام ما سمي أنذاك بعمالء الغرب والخونة بشكل كبير في االقطار والدول االشتراكية سعيا لزعزعة‬
‫أمانها واستقرارها‪.‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫مقارنة بين الرأسمالية واالشتراكية‬

‫تعد كل من الرأسمالية واالشتراكية مدرستين اقتصاديتين متعارضتين إلى حد ما‪ ،‬حيث يتركز الجدال بين‬
‫االشتراكية والرأسمالية حول املساواة االقتصادية‪ ،‬امللكية الفردية والجماعية ودور الحكومة في العملية‬
‫االقتصادية وغيرها من املفارقات واملتناقضات‪ ،‬كمثال عن ذلك يستند النظام الرأسمالي على امللكية الخاصة‬
‫لوسائل اإلنتاج وإنتاج السلع أو الخدمات من أجل الربح‪ .‬ويتسم النظام االشتراكي بامللكية االجتماعية لوسائل‬
‫اإلنتاج‪.‬‬

‫يعتقد االشتراكيون أن انعدام املساواة االقتصادية أمر سيء بالنسبة للمجتمع وأن الحكومة مسؤولة عن‬
‫الحد من ذلك عن طريق البرامج التي تعود بالنفع على الفقراء‪ .‬على سبيل املثال مجانية التعليم‪ B‬العام‪ ،‬والرعاية‬
‫الصحية املجانية أو املدعومة‪ ،‬والضمان االجتماعي للمسنين‪ ،‬وفرض ضرائب على األغنياء‪ ،‬و من ناحية أخرى‪،‬‬
‫يعتقد الرأسماليون أن الحكومة ال تستخدم املوارد االقتصادية بكفاءة مثلما تفعل املؤسسات الخاصة‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن حال املجتمع يكون أفضل مع السوق الحرة‪ ،‬حيث تخلف األدوات املستخدمة في العملية اإلنتاجية‪ ،‬مما يؤثر‬
‫سلب ا على جودة اإلنتاج‪ ،‬فيجعل السلع التي تنتجها الدول املتبعة للنظام االقتصادي االشتراكي أضعف‪ B‬جودة من‬ ‫ً‬
‫السلع التي تنتجها الدول الصناعية الرأسمالية‪ B‬الكبرى‪ ،‬وهذا من قبيل الفرق بين النظام الرأسمالي واالشتراكي‪.‬‬

‫ً‬
‫أخذ النظام االقتصادي الرأسمالي بأسلوب التخطيط املحقق رغبة في تحقيق األهداف التنموية خاصة بعد‬
‫ً‬
‫األزمات االقتصادية العاملية‪ ،‬بينما عني النظام االشتراكي بتلبية احتياجات املجتمع مباشرة بتحكم الدولة في‬
‫العملية اإلنتاجية‪.‬‬

‫كما يعتبر االشتراكيون أن الرأسمالية ترتبط بالتوزيع غير العادل وغير الفعال للثروة والسلطة‪ ،‬وتميل نحو‬
‫احتكار السوق من طرف القلة األوليغارشية للحكومة‪ ،‬فلها أشكال مختلفة من االستغالل االقتصادي‪ ،‬وتعمل على‬
‫قمع العمال والنقابيين وعدم املساواة بينهم والبطالة‪ B‬وعدم االستقرار االقتصادي‪ .‬فهم يحتكرون كل مناحي‬
‫اإلنتاج‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كما يرى الرأسماليون أن النماذج االقتصادية والسياسية االشتراكية غير فعالة و غير متوافقة مع الحريات‪B‬‬
‫املدنية‪ ،‬و حقوق االنسان بشكل عام‪ ،‬وهناك الكثير من التركيز على األداء االقتصادي القومي للدول االشتراكية‪.‬‬

‫وتجدون في هذا الجدول بعض الفروقات بين النظامين‪:‬‬

‫‪8‬‬
9
‫املبحث الثاني‬
‫االشتراك ـ ـيــة ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الجزائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬

‫لق ‪BB‬د تب ‪BB‬نى الجزائري ‪BB‬ون‪ B‬النظ ‪BB‬ام االقتص ‪BB‬ادي االش ‪BB‬تراكي قبال ‪BB‬ة االس ‪BB‬تقالل‪ ،‬في ج ‪BB‬وان ‪ 1962‬في م ‪BB‬ؤتمر ط ‪BB‬رابلس‬
‫بليبي ‪BB‬ا وال ‪BB‬ذي ت ‪BB‬وافقت علي ‪BB‬ه القي ‪BB‬ادات السياس ‪BB‬ية املتمثل ‪BB‬ة في الحكوم ‪BB‬ة املؤقت ‪BB‬ة‪ ،‬وقي ‪BB‬ادات الجيش املتمثل ‪BB‬ة في القي ‪BB‬ادة‬
‫العامة ألركان الحرب‪ ،‬حيث جاء في بيانهم الختامي فيما يخص االختيارات االقتصادية كأول بند‪:‬‬

‫*‪ -‬تبني النظام االشتراكي كوسيلة للتنمية الشاملة في البالد‪.7‬‬

‫وهذا لعوامل تاريخية وأخرى موضوعية نذكر منها‪:‬‬

‫كان الفلك العام للتحرر في العالم‪ B‬الثالث يتجه نحو االشتراكية والحزب الواحد كوسيلة لتقويض‬ ‫‪‬‬
‫النظام االستعماري وبقاياه‪ ،‬على غرار تونس‪ ،‬املغرب‪ ،‬مصر‪ ،‬سوريا‪ ،‬العراق‪ B‬ودول إفريقيا مثل غينيا‬
‫سيكوتوري وتانزانيا‪ B‬وكونغو‪  ‬باتريس لوموبا وغانا كوامي نكروما‪ ،‬وماو الصين وأوروبا الشرقية وزعماء‬
‫أمريكا‪ B‬الالتينية‪ B‬وغيرهم مثل كاسترو وشي غيفارا وزعماء الفيتنام وكامبوديا وبورما‪.‬‬
‫تبني الليبرالية في ذلك الوقت تعني بقاء “الكولون” في مزارعهم وفي أمالكهم بحماية فرنسية‪ ،‬وهو ما لم‬ ‫‪‬‬
‫يكن مقبوال من الشعب الثائر لثورة منتصرة‪.‬‬
‫البد للجزائر املستقلة أن تأخذ هذا الطريق‪ ،‬ألن الكولون هم نتاج النظام الرأسمالي‪ ،‬ولتفكيك نظامهم‬ ‫‪‬‬
‫البد من نظام بديل وهو االشتراكية واالقتصاد املوجه‪.‬‬
‫ً‬
‫اقتصاد ا منهارا‪ ،‬بل دولة منهارة كليا‪ ،‬لهذا كان يستلزم اختيار النظام‬ ‫لقد خلف االستعمار الفرنسي‬ ‫‪‬‬
‫َ‬
‫الخيرة للنظام االقتصادي‬
‫األنسب لتلك الفترة مع مراعات الظروف العاملية‪ B‬واإلقليمية والعربية فكانت ِ‬
‫االشتراكي ووضع برامج صارمة ملجابهة الوضع الذي كانت تعيشه الجزائر‪ B‬آنذاك‪ ،‬من تقهقر كلي للبنى‬
‫التحتية وظاهرة الفقر املدقع والجهل املتفشي‪.‬‬
‫الدعم الكبير والقوي للدول االشتراكية للثورة الجزائرية‪ ،‬فكان من غير الالئق االنحراف عن املحور‬ ‫‪‬‬
‫االشتراكي الذي كان ً‬
‫داعما لها في وجه القوة رأسمالية العاملية‪.‬‬

‫وهكذا تبنى أول رئيس للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية السيد أحمد بن بلى النظام االقتصادي‬
‫االشتراكي‪ ،‬ومن بعده الرئيس‪ B‬هواري بومدين‪ ،‬إلى ان جاء الرئيس الشاذلي بن جديد والتي كانت سياسته التخلص‬
‫من النظام االشتراكي الذي اقتنع أنه غير مجدي واالنتقال إلى الليبرالية‪- B‬رحمهم هللا جميعا‪.‬‬

‫‪ 7‬بيان الحكومة املؤقتة ‪-‬جوان ‪ – 1962‬يوسف بن خدة‬


‫‪10‬‬
‫الخاتمة‬

‫مما سبق ذكره في هذا البحث املتواضع يتضح لنا الجهد الكبير الذي يقوم به البشر قصد الوصول الى‬
‫حلول للمشكلة‪ B‬االقتصادية والوصول باملجتمعات‪ B‬الى مستويات متقدمة من العدل واملساوات و من ثم السعادة‬
‫املرجوة‪ ،‬غير أنه اتضح لنا القصور و الضعف و عدم الكمال في مختلف هذه الحلول على غرار النظام االقتصادي‬
‫ً‬
‫وسياسيا‪ ،‬يهدف الى تحقيق العدالة‪ B‬في املجتمع‪،‬‬ ‫ً‬
‫واجتماعيا‬ ‫ً‬
‫اقتصاديا‬ ‫االشتراكي‪ ،‬الذي اعتبره الكثير كنظام متكامل‬
‫وتوفير فرص العمل ألفراده من دون استغالل‪ ،‬وتوزيع الثروة واألرباح بالتساوي بين أفراد املجتمع من خالل‬
‫التخطيط املركزي وامللكية الجماعية لوسائل اإلنتاج عبر املؤسسات‪ ،‬والتعاونيات‪ ،‬حيث الحظنا العديد‪ B‬من‬
‫اال يجابيات و الكثير من السلبيات كذلك‪ ،‬لعل أهمه تصادمه مع الفطرة‪ B‬و الطبيعة البشرية‪ ،‬وكونه جاء كرد فعل‬
‫لغطرسة‪( B‬على حد قول االشتراكيين) النظام الليبيرالي االقتصادي الرأسمالي‪B.‬‬

‫وكنتيجة ملا قلناه فإنه من الصعب أن يخلو أي نظام اقتصادي من العيوب‪ ،‬طاملا أن القائمين‪ B‬عليه وعلى‬
‫تحديد مبادئه‪ ،‬وميكانزماته بعض الفئات من البشر‪ ،‬والتي ترى األمور من زاويتها الخاصة‪ ،‬متأثرة ببيئتها وواقعها‬
‫املعاش‪ ،‬وغير املحيطة بكل الجوانب الخاصة للبشر واملجتمعات‪ ،‬الطبيعية واملفطور عليها‪.‬‬
‫ً‬
‫واتضح لنا من خالل دراستنا أن تقدم الدول اقتصاديا تتحقق عن طريق إدارتها الحكيمة لثرواتها ومواردها‬
‫الطبيعية املتجددة وغير املتجددة‪ ،‬وعن طريق استغاللها األمثل لرأس املال البشري والتكنولوجيا وغير ذلك‪،‬‬
‫ويعتبر اختيار النظام االقتصادي األمثل في الدولة هو األساس‪ ،‬قصد تحقيق األهداف التنموية املختلفة والصعود‬
‫نحو مصاف الدول املتحضرة‪.‬‬

‫مما سبق يمكن القول إن النظام الاشتراكي قد عجز عن تطبيق نموذجه النظري وذلك لعدم استطاعة‬
‫هذا النموذج مسايرة التغيرات‪ B‬والتطورات االقتصادية التي أحدثتها الثورة الصناعية‪ ،‬إضافة إلى عدم مقدرته على‬
‫تفادي مساوئ هذا التطور من جوانبه االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like