You are on page 1of 15

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة‬
‫كلية‪:‬‬
‫مستوى‪:‬‬
‫المجموعة‪:‬‬
‫فوج‪:‬‬
‫مقياس‪:‬‬

‫بحث تحت عنوان‪:‬‬

‫الفكر االقتصادي االشتراكي‬

‫تحت إشراف األستاذ‪/‬ة‪:‬‬ ‫من إعداد‪:‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2022/2023‬‬
‫خطة البحث‬
‫‪ ‬مقدمة‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬تحديد مفهوم الفكر االقتصادي االشتراكي‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأة الفكر االقتصادي االشتراكي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الفكر االقتصادي االشتراكي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مميزات وعيوب الفكر االقتصادي االشتراكي‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬طريقة اإلنتاج‪ 4‬االشتراكية‬
‫المطلب األول‪ :‬الهدف من اإلنتاج‪ 4‬إشباع الحاجات االجتماعية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التخطيط االقتصادي في الدول االشتراكية‬
‫‪ ‬خاتمة‬
‫‪ ‬قائمة المصادر والمراجع‬
‫مقدمة‬

‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬


‫مقدمة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫على أس اس االنتق ادات ال تي وجهت للفك ر الكالس يكي‪ ،‬خاص ة تل ك المتعلق ة بحق وق‬
‫العم ال‪ ،‬وال ذين جعلهم ه ذا الم ذهب ي زدادون فق راً نتيج ة اس تغاللهم من ط رف‬
‫ال برجوازيين ال ذين تمكن وا في ظل ه من زي ادة ث روتهم وزادت ب ذلك اله وة بين‬
‫الفئتين‪ ،‬ولهذه األسباب قام تيار فكري قوي لنقد النظام الرأسمالي‪ ،‬واشترك جميع‬
‫المعارض ين في رفض فك رة االنس جام التلق ائي بين فك رة المص الح الخاص ة‬
‫والمصلحة العامة‪ ،‬وهذا التيار سمي بالمذهب االشتراكي‪.‬‬
‫يعد النظام االشتراكي أهم نظام برز للوجود في الفكر التقليدي‪ ،‬يعرض هذا البحث‬
‫أفك ار ه ذا األخ ير‪ ،‬وك ذا الص راع المري ر والميالد العس ير له ذا النظ ام‪ ،‬ثم مراحل ه‬
‫وتط وره وال تي ع رفت تح ديات كث يرة وظ روف اس تثنائية جعلت من ه ذا النظ ام‬
‫يرتب ط بمع نى كلم ة النض ال‪ .‬فع رض ظ روف نش أة النظ ام االقتص ادي االش تراكي‬
‫تعطي فك رة واقعي ة عن مس ببات تغ ير النظم االقتص ادية ع بر الت اريخ وتكش ف‬
‫العالقة بين النظام االقتصادي والنظام االجتماعي‪.‬‬
‫وفي هذا البحث نعرض إلى مظاهر تحديد مفهوم هذا النظام وكذا طريقة اإلنتاج‬
‫التي طبقت هذا النظام االشتراكي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‬

‫‪ ‬المبحث االول‪ :‬تحديد مفهوم الفكر االقتصادي االشتراكي‬

‫يقتض ي ه ذا البحث أن نتع رض في ه ذا المبحث إلى نش أة النظ ام االش تراكي‬


‫(المطلب األول)‪ ،‬ثم تعريف ه‪ ،‬وبي ان الخص ائص أو المم يزات ال تي اتس م به ا ه ذا‬
‫النظام (المطلب الثاني)‪ ،‬وأخيراً التعرض إلى المزايا والعيوب التي وجهت إلى هذا‬
‫النظام (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬نشأة الفكر االقتصادي االشتراكي‬

‫بدأ النظام االشتراكي في الظهور على ي د "كارل مارس" في منتص ف الق رن التاس ع‬
‫عشر‪ ،‬وقد نشأ على إثر إسراف حكومات الدول الغربية في تطبيق مبادئ الحرية‬
‫وتمجي د م ذهب الفردي ة‪ ،‬نتيج ة لتط بيق اآلراء والتع اليم ال تي ن ادى به ا مجموع ة‬
‫االقتص اديين ال ذين عرف وا فيم ا بع د باس م "االقتصاديين الكالسيك" وم ا ك اد ينتصف‬
‫القرن التاسع عشر حتى بدأ بوضوح النظام الرأسمالي الحر ينطوي على عيوب‬
‫كثيرة وانحرافات خطيرة تجعله يخفق في تحقيق مطالبه اإلنسانية‪.1‬‬

‫وقد أكد ماركس في كثير من مؤلفاته أن النظام الرأسمالي الحر يخدم مصالح طبقة‬
‫واحدة في المجتمع هي طبقة أصحاب رؤوس األموال التي تمتلك عناصر اإلنتاج‬
‫وتعمل على تحقيق مصالحها الخاصة على حساب مصلحة المجتمع‪ ،‬ولقد أدى هذا‬
‫الوض ع إلى س وء توزي ع ال دخل وال ثروة وتركزه ا في أي دي فئ ة مالك عناص ر‬
‫اإلنت اج‪ .2‬وإ ذا ك ان الف رد ه و مح ور التنظيم الق انوني والسياس ي في ظ ل النظ ام‬
‫الرأس مالي‪ ،‬ف إن الجماع ة بالنس بة للنظ ام االش تراكي هي غاي ة النظ ام االقتص ادي‪،‬‬
‫‪ -1‬خالد سعد زغلول‪ ،‬االقتصاد السياسي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ - 2‬عويسي أمين‪ ،‬النظام االقتصادي والثقافة االجتماعية‪ ،‬دار إحياء للنشر الرقمي‪ ،‬سوريا‪ ،2014 ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‬
‫فالنظ ام الجم اعي ي رى أن ه ليس هن اك انس جام ط بيعي بين المص لحتين العام ة‬
‫والخاصة فقد يحدث التعارض بينهما‪.1‬‬

‫إن المصلحة الجماعية ليست مجموع المصالح الخاصة‪ ،‬ولكنها تعتبر مستقلة عن‬
‫المصالح الخاصة‪ ،‬لذلك ألن الجماعة رغم أنها تتكون من مجموعة من األفراد إال‬
‫أنه ا له ا كي ان ذاتي مس تقل عن كي ان األف راد المك ونين له ا‪ ،‬ول ذلك يجب أن يك ون‬
‫هدف النظام االقتصادي هو إشباع الحاجات الجماعية‪ ،‬وهذا لن يتأتى إال بإحالل‬
‫السلطة الجماعية محل الحرية الفردية‪.2‬‬

‫وفي ظل هذه الظروف ظهر النظام االشتراكي‪ ،‬والذي يقوم أساسا على فكرة تدخل‬
‫الدولة في النشاط االقتصادي لتخفيف ما قد يعجز عن القيام به‪ ،‬وللحد من اآلثار‬
‫الضارة التي قد تنشأ عن تزايد التراكم الرأسمالي وتركز الثروة في أيدي مجموعة‬
‫قليل ة من األف راد‪ ،‬وإليج اد ف رص أك ثر لتش غيل العم ال‪ ،‬والعم ل على اس تقرار‬
‫االقتصاد القومي والحد من التقلبات التي يمكن أن تنتابه‪ ،‬وتهدف الدولة من تدخلها‬
‫في النش اط االقتص ادي تحقي ق أك بر ق در ممكن من عدال ة التوزي ع وتك افؤ الف رص‬
‫بين األف راد‪ ،‬بحيث يحص ل ك ل ف رد على عائ د يتناس ب م ع مس اهمته في العملي ة‬
‫اإلنتاجي ة‪ ،‬ويه دف أيض اً إلى تحقي ق الكفاي ة في اإلنت اج‪ ،‬عن طري ق ت دخل الدول ة‬
‫بدفع عجلة التقدم إلى األمام إلشباع الحاجات المتزايدة للمجتمع‪.3‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬تعريف الفكر االقتصادي االشتراكي‬

‫‪ - 1‬الببالوي حازم‪ ،‬أصول االقتصاد السياسي‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1974 ،‬ص ‪.254-253‬‬
‫‪ -2‬رانيا محمود عبد العزيز عمارة‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2016‬ص‪109‬‬
‫‪ -3‬خالد سعد زغلول حلمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‬
‫تتعدد تعريفات االشتراكية بتعدد الفقهاء الذين تناولوا هذا الموضوع بالدراسة‪ ،‬وم ع‬
‫ه ذا يمكن ذك ر بعض تعريف ات االش تراكية ال تي تعطي فك رة عن المقص ود به ذا‬
‫اللف ظ ل دى أغلبي ة الكت اب والمفك رين‪ .‬فق د ج اء الفقي ه "موريسون" وق رر أن جوهر‬
‫االشتراكية هو أن تكون طاقة الصناعات الكبيرة واألراضي مملوكة ملكية عامة أو‬
‫جماعي ة وأن ت دار طبق ا لخط ة اقتص ادية تس تهدف تحقي ق الص الح الع ام ال ال ربح‬
‫الف ردي‪ .1‬وبمفه وم أخ ر‪ ،‬فالنظ ام االش تراكي يمج د ملكي ة الدول ة لغالبي ة عوام ل‬
‫اإلنت اج وال ثروة‪ ،‬وي دار وفق ا لخط ة قومي ة ش املة ته دف لزي ادة ال دخل الق ومي م ع‬
‫مراع اة اش تراك أف راد الش عب في إنت اج ال ثروة وتوزيعه ا توزيع ا ع ادال بين أف راد‬
‫المجتم ع‪ ،‬أو أن ه نظ ام يتم يز بتملي ك الدول ة لألم وال وخاص ة أم وال اإلنت اج‬
‫كاألراضي واآلالت والمصانع‪.2‬‬

‫يمكن في األخ ير تعري ف االش تراكية بأنه ا‪" :‬تنظيم النش‪4444‬اط االقتص‪4444‬ادي داخ‪44 4‬ل‬
‫المجتمع على أساس تملك الجماعة كله‪44‬ا في ش‪44‬كل الدول‪44‬ة‪ ،‬على الج‪44‬زء األك‪44‬بر من‬
‫وسائل اإلنتاج المادية‪ ،‬وتق‪4‬وم الدول‪4‬ة نياب‪4‬ة عن المجتم‪4‬ع ب‪4‬إدارة االقتص‪4‬اد الق‪4‬ومي‬
‫وفقا لخطة شاملة بهدف تحقيق أكبر إشباع ممكن لحاجات المجتمع"‪.3‬‬

‫يمتاز هذا التعريف األخير لالشتراكية بأنه تعريف شامل لكافة العناصر واألسس‬
‫الجوهرية التي يقوم عليها النظام االشتراكي‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.106‬‬


‫‪ -2‬نامق صالح الدين‪ ،‬النظم االقتصادية المعاصرة دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ .1973 ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ -3‬خالد سعد زغلول حلمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مميزات وعيوب الفكر االقتصادي االشتراكي‬ ‫‪‬‬
‫مميزات النظام االشتراكي‬ ‫‪.1‬‬
‫يق وم النظ ام االش تراكي على مجموع ة مم يزات تم يزه عن غ يره‪ ،‬وال تي تعم ل م ع‬
‫بعض ها البعض على تش ييد ه ذا النظ ام من ناحي ة وعلى نم وه من ناحي ة أخ رى‪.‬‬
‫وتتمثل أهمها فيما يلي‪:1‬‬
‫أي‬
‫‪-1‬الملكية العامة لوسائل اإلنت‪44‬اج‪ :‬ليس للملكي ة الخاص ة في النظ ام االش تراكي ُ‬
‫وج ود‪ ،‬إنم ا هن اك الملكي ة العام ة أي أن الملكي ة تك ون لجمي ع األف راد مع ا‪ ،‬ت ديرها‬
‫الحكومة ليتسنى لها تحديد السلع التي يجب إنتاجها وتوزيعها بين األفراد‪ ،‬والفرد‬
‫ال يتمل ك وس ائل اإلنت اج والم وارد االقتص ادية ال تي ت ترتب عليه ا عملي ات إنتاجي ة‪،‬‬
‫فال يح ق ل ه تمل ك رأس الم ال‪ ،‬كالمص نع ال ذي يق وم في ه بإنت اج الس لع ال تي يطلبه ا‬
‫المجتمع‪ ،‬بل الملكية هنا تكون للحكومة التي تقوم بالتصرف فيها‪ ،‬وإ نش اء اإلدارات‬
‫والجهات المختصة باتخاذ قرارات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪-2‬إدارة الحكومة للموارد االقتصادية وعمليات اإلنتاج‪ :‬نظرا لرغبة الحكوم ة في‬
‫تخطي ط االقتص اد وتحدي د نوعي ة وكمي ة الس لع المنتج ة‪ ،‬والعم ل على توزيعه ا بين‬
‫مختل ف قطاع ات المجتم ع‪ ،‬فعليه ا أن تتمل ك الم وارد االقتص ادية وتق وم بتش غيلها‬
‫حسبما يراه المخططون االقتصاديون في السلطة العليا في الحكومة مناسبا‪.‬‬
‫‪-3‬انعدام الدور الفع‪4‬ال للس‪44‬عر‪ :‬إن تحكم الدول ة في االقتص اد ل ه أث را على مس توى‬
‫األس عار في النظ ام االقتص ادي المرك زي‪ ،‬إذ أن الحكوم ة ته دف إلى توف ير س لع‬
‫دون أخرى من أجل تحقيق أهداف مرجوة‪ ،‬وقد تتطلب مثل هذه السياسة أن تقوم‬
‫الحكومة بتحديد أسعار السلع جميعها‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه األسعار متدنية نسبيا‪،‬‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬عويسي أمين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‬
‫أي أن الكمي ة المطروح ة في األس واق وتكلفته ا ق د ال ترتب ط بمس توى س عر يعكس‬
‫ه ذه التك اليف‪ ،‬وربم ا تب اع بأس عار تق ل عن تكلفته ا الحقيقي ة‪ ،‬واله دف من ه ذا ه و‬
‫رغبة الدولة في أن يحصل جميع األفراد عليها‪ ،‬وقد يكون العكس صحيحاً‪ ،‬فنجد‬
‫على س بيل المث ال مبالغ ة الدول ة في تحدي د س عر س لع معين ة ح تى تحص ر الطلب‬
‫وتحد من استهالكها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عليها‬
‫عيوب النظام االشتراكي‬ ‫‪.2‬‬
‫على الرغم من المبادئ البراقة التي يتبناها النظام االشتراكي إال أن هذه التجربة لم‬
‫تنجح في االس تمرار لف ترة طويل ة في العدي د من ال دول‪ ،‬ألن هن اك العدي د من‬
‫العوامل التي أدت إلى عدم قدرة األنظمة االشتراكية على االستمرار‪ .‬ويمكن إيجاز‬
‫أهم عيوب النظام االشتراكي فيما يلي‪:1‬‬
‫‪-1‬تتج ه االش تراكية ض د الفط رة اإلنس انية وتعلم ال روح االتكالي ة‪ ،‬وك ذا انتش ار‬
‫البيروقراطية والقضاء على روح المبادرة واإلبداع‪.‬‬
‫‪-2‬تعطيل دور القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪-3‬تقليل فرص التنافس بين المنتجين‪.‬‬
‫‪-4‬عدم وجود جهاز الثمن واألسعار‪.‬‬
‫‪-5‬غياب نظام حوافز كفء‪.‬‬
‫‪-6‬عجز النظام االشتراكي عن استخدام الموارد النادرة للحصول على أكبر عائد‬
‫ممكن‪.‬‬
‫إن النظام االشتراكي ثبت فشله على األقل على المستوى اإلنساني‪ ،‬فقد تحول إلى‬
‫وحش مفترس فَتَك بشعبه اقتصاديا‪ ،‬واجتماعيا‪ ،‬وسياسيا‪ ،‬وتفشت فيه الدكتاتورية‪،‬‬

‫‪ -1‬دويدار أسامة‪ ،‬النظم االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية‪ ،‬دار الشعرى للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2017 ،‬ص ‪.62-61‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول‬
‫واالس تبداد السياس ي‪ ،‬ال ذي أص بح ج ل هم ه القض اء على الكرام ة‪ ،‬والمش اركة‬
‫الفعالة‪ ،‬والتجاوب اإليجابي للناس‪ ،‬ولم يبق في نفوسهم سوى الكره‪ ،‬والحقد‪ ،‬وعدم‬
‫ّ‬
‫المباالة‪.1‬‬

‫‪ -1‬نامق صالح الدين‪ ،‬النظم االقتصادية المعاصرة دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬

‫‪7‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طريقة اإلنتاج االشتراكية‬ ‫‪‬‬

‫تتح دد طريق ة اإلنت اج االش تراكية وفق ا لعالق ة اإلنت اج القائم ة على أس اس الملكي ة‬
‫الجماعي ة لوس ائل اإلنت اج‪ ،‬واله دف من اإلنت اج ه و إش باع الحاج ات االجتماعي ة‬
‫للجماع ة‪ ،‬كما أن العمليات االقتصادية تك ون مخططة تخطيط ا مركزي ا من طرف‬
‫الدولة‪.1‬‬
‫وعليه نتناول الهدف من اإلنتاج (المطلب األول)‪ ،‬ثم التخطيط للتنمية أو ما يسمى‬
‫الخطة االقتصادية االشتراكية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬الهدف من اإلنتاج إشباع الحاجات االجتماعية‬

‫بعكس النظ ام الرأس مالي ال ذي يه دف إلش باع الحاج ات الفردي ة‪ ،‬ف إن ه دف النظ ام‬
‫االش تراكي ه و إش باع الرغب ات الجماعي ة‪ ،‬ذل ك أن تحقي ق ال ربح ال يعت بر عنص را‬
‫دافع ا للنش اط االقتص ادي‪ ،‬وي ؤدي ه ذا االتج اه بطبيع ة الح ال إلى جع ل االختي ارات‬
‫االقتصادية تختلف من نظام إلى أخر‪ ،‬بمعنى أن القطاعات االقتصادية التي يوجه‬
‫إليه ا االهتم ام في ال دول االش تراكية هي القطاع ات ال تي تنتج وتق دم الخ دمات ال تي‬
‫يحتاج إليها كل السكان باعتبارها تشبع رغبات ضرورية‪.2‬‬

‫لتحقيق هذا الهدف تلجأ الدول االشتراكية إلى إقرار تحفيزات مادية ومعنوية لفائدة‬
‫العم ال لمض اعفة مجه ودهم‪ .‬وإ ذا ك ان االقتص اد االش تراكي يق وم على الملكي ة‬
‫الجماعي ة لوس ائل اإلنت اج‪ ،‬وي ترتب على ذل ك أن اله دف من اإلنت اج أص بح إلش باع‬

‫‪ - 1‬الببالوي حازم‪ ،‬أصول االقتصاد السياسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.256‬‬


‫‪ -2‬علي سعيدان‪ ،‬علي أحمد صالح‪ ،‬دروس في االقتصاد السياسي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬محاضرات غير مطبوعة‪ ،‬ملقاة على‬
‫طلبة السنة األولى حقوق‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الحاجات االجتماعية‪ ،‬فإن أداء هذا االقتصاد ال يكون بتحقيق العمل التلقائي لقوى‬
‫الس وق وإ نم ا عن طري ق التخطي ط‪ ،‬وه و خاص ية جوهري ة ثالث ة لالقتص اد‬
‫االشتراكي‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التخطيط االقتصادي في الدول االشتراكية‬ ‫‪‬‬

‫يه دف ه ذا التخطي ط إلى ض مان س ير االقتص اد م ع تحقي ق تغ ير مس تمر في هيك ل‬


‫االقتص اد الوط ني في الدول ة االش تراكية‪ ،‬ويتم ذل ك عن طري ق اتخ اذ مجموع ة من‬
‫الوس ائل ال تي ته دف إلى توزي ع الم وارد اإلنتاجي ة بين االس تعماالت المختلف ة على‬
‫نحو يمكن االقتصاد الوطني من تحقيق أهداف معينة وتنسيق النشاطات االقتصادية‬
‫على نحو يضمن التوازن بين اإلنتاج واالستهالك‪.2‬‬

‫وبالت الي‪ ،‬ف إن تحدي د األه داف والوس ائل الالزم ة لتحقيق ه في ه ذا الخص وص يمث ل‬
‫الخط ة االقتص ادية ب المعنى الض يق لالزم لالقتص اديات االش تراكية‪ ،‬وبمع نى أخ ر‬
‫فإن القرارات الجوهرية المتعلقة بنوعية اإلنتاج وكميتها وكيفية توزيعها أو بيعها‬
‫وتوجيهه ا لالس تعمال النه ائي في االس تهالك أو لالس تعمال في اإلنت اج‪ ... ،‬الخ‪،‬‬
‫يرج ع اتخاذه ا من ط رف الس لطات القائم ة على الحكم في الدول ة على أس اس‬
‫اإلمكانيات االقتصادية لتلك الدولة‪ ،‬ولكي يتم لها ذلك يجب أن تكون لها السيطرة‬
‫الفعلي ة على م وارد المجتم ع وقدرات ه اإلنتاجي ة‪ ،‬ذل ك أن الق درة على التص رف هي‬
‫من أول متطلب ات الخط ة االقتص ادية من ه ذا الن وع‪ ،‬أي الس يطرة على الملكي ة‬

‫‪ -1‬دويدار محمد‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1993 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬إن وضع وسائل اإلنتاج في يد الدولة االشتراكية يجعل من مهمة التخطيط للتنمية أسهل‪ ،‬كما ّأنه الطريق الوحيد‪،‬‬
‫فالتخطيط للتنمية االقتصادية ال يمكن أن يصبح حقيقة إال في شروط المجتمع االشتراكي‪ .‬أنظر‪ :‬عويسي أمين‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.109-108‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الجماعية على األقل للجزء األهم من الموارد اإلنتاجية للجماعة‪ ،‬بمعنى أنه يمكن‬
‫إدراج القطاع الخاص للنشاط االقتصادي ضمن الخطة االقتصادية الوطنية‪.1‬‬
‫وفي ه ذا االتج اه ف إن الخط ة االقتص ادية االش تراكية تأخ ذ في االعتب ار الحي اة‬
‫المستقبلية للجماعة‪ ،‬إذ عن طريقها تحدد الجماعة لنفسها هدفاً تسعى لتحقيقه بمعنى‬
‫أنه ا تح دد االقتص اد الوط ني في مجموع ه غاي ة معين ة أو بمع نى أخ ر "غاي ة‬
‫التخطيط"‪ .‬وبالتالي فإن الخطة االقتصادية االشتراكية تأخذ بما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬األخذ بالحياة الجماعية المستقبلية‪.‬‬
‫‪-2‬تتض من ترش يد اس تخدام م وارد الجماع ة بطريق ة تمكنه ا من تج اوز التناقض ات‬
‫التي تعرقل تحقيق الهدف المتوخى‪.‬‬
‫‪-3‬تستلزم سيطرة الجماعة على الموارد اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪-4‬اتخاذ القرارات الجماعية بدالً من القرارات الفردية‪.‬‬

‫هذه هي الخطة االقتصادية بالمعنى الضيق أو االشتراكية التي يكون فيها االقتصاد‬
‫مخطط اً وال يخض ع للعم ل التلق ائي لق وى الس وق كم ا ه و الح ال في النظ ام‬
‫الرأسمالي‪ ،‬وإ نما يخضع لعمل يتضمن نشاطات اقتصادية مخططة ومنسقة مقدما‬
‫إلى تحقيق عمل متوازن للعلمية االقتصادية بتنفيذ الخطة االقتصادية المركزية‪.2‬‬

‫يه دف التخطي ط في ال دول االش تراكية إلى تحقي ق ه دف أساس ي وه و "التط ور‬
‫المنسجم والمتناسب لالقتصاد"‪ .‬ويتميز هذا التخطيط بمميزات يمكن ذكر أهمها‪:3‬‬

‫‪ -1‬دويدار محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪ -2‬دويدار أسامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -3‬نامق صالح الدين‪ ،‬النظم االقتصادية المعاصرة دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.238‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫أوال‪ :‬يتم يز التخطي ط في ال دول االش تراكية بإح داث ت وازن بين القط اع الص ناعي‬
‫والقطاع الفالحي‪ ،‬باعتبار أن القطاع األول هو الركيزة األساسية للقطاع الثاني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إحداث التوازن بين إنتاج مواد تدخل في عملية اإلنتاج‪ ،‬وإ نتاج مواد موجهة‬
‫لالستهالك لكون تقدم الثاني مرتبط بتقدم األول‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ ‬خاتمة‬

‫يتض ح من خالل عرض نا لموض وع البحث ان ج وهر االش تراكية اقتص ادي يتعل ق‬
‫بملكي ة وس ائل اإلنت اج وباتخ اذ ق رارت اس تعمال ه ذه الوس ائل وكيفي ة توزي ع الن اتج‬
‫القومي المحقق من هذا االستعمال‪.‬‬

‫ونتج عن التط بيق العملي لمجموع ة المب ادئ ال تي يق وم عليه ا النظ ام االش تراكي‬
‫العديد من المزايا والعيوب التي تم عرضها كذلك في هذا البحث ومن هذه المزايا‬
‫المس اواة والع دل في توزي ع ال دخل الق ومي‪ ،‬والتخطي ط المرك زي الق ائم على‬
‫تصورات مستقبلية وخطط مدروسة بعناية ودقة‪ ،‬وتبين كذلك ان النظام االشتراكي‬
‫يش وبه العدي د من العي وب ال تي اتض حت بش كل الفت اثن اء التط بيق العملي له ذا‬
‫النظ ام ومن ه ذه العي وب ال روتين والمركزي ة المتش ددة وض عف نظ ام الح وافز‬
‫الفردية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫هوامش البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫خالد سعد زغلول‪ ،‬االقتصاد السياسي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عويسي أمين‪ ،‬النظام االقتصادي والثقافة االجتماعية‪ ،‬دار إحياء للنشر الرقمي‪ ،‬سوريا‪،2014 ،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الببالوي حازم‪ ،‬أصول االقتصاد السياسي‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،1974 ،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫راني ا محم ود عب د العزي ز عم ارة‪ ،‬مب ادئ علم االقتص اد‪ ،‬مرك ز الدراس ات العربي ة للنش ر والتوزي ع‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫القاهرة‪.2016 ،‬‬
‫ن امق ص الح ال دين‪ ،‬النظم االقتص ادية المعاص رة دراس ة مقارن ة‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪ ،‬الق اهرة‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪.1973‬‬
‫دويدار أسامة‪ ،‬النظم االقتصادية‪ :‬دراسة تحليلية‪ ،‬دار الشعرى للنشر‪ ،‬القاهرة‪،2017 ،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫علي س عيدان‪ ،‬علي أحم د ص الح‪ ،‬دروس في االقتص اد السياس ي‪ ،‬الج زء الث اني‪ ،‬محاض رات غ ير‬ ‫‪.7‬‬
‫مطبوعة‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة األولى حقوق‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫دويدار محمد‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1993 ،‬‬ ‫‪.8‬‬

‫‪17‬‬

You might also like