Professional Documents
Culture Documents
حبث حول
❖
مقدمة:
الخاتمة:
لقد كان لإلداريون األوائل الفضل الكبير في بلورة وتطوير الفكر اإلداري المعاصر ونتيجة ألبحاث
هؤالء وتجاربهم وأفكارهم والمناقشات التي نمت عليها وما وضعوه من نظريات إدارية ظهرت
المدارس المتعددة للفكر اإلداري وحددت هذه المدارس والنظريات واألفكار معالم اإلدارة من حيث
الفلسفة والمبادئ والقواعد واألسس ،وسوف نستعرض المدرسة الكالسيكية.
ظهرت في مطلع القرن العشرين ،وسميت بالكالسيكية ليس لقدمها وتخلفها ،وإنما لتنمط التفكير
الذي قامت على أساسة النظرية ،حيث ركزت في مجملها على العمل معتبرة أن الفرد آلة وليس
من المتغيرات التي لها آثرها في السلوك التنظيمي ،وعلى التكيف والتأقلم مع العمل الذي يزاوله،
وهذا ما حدا بالبعض من العلماء أن يطلقوا على هذه النظرية (نموذج اآللة).
مع تزايد الحركة الصناعية في نهاية القرن 19ميالدي وبداية القرن 20كان التحدي الرئيسي
الذي واجه المدير يتمثل في محورين:1
تعتبر المدرسة الكالسيكية أو التقليدية كما يسميها البعض الرافد األول من روافد الفكر اإلداري،
والتي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر ،والتي تعد نتاج للتفاعل بين عدة تيارات كانت سائدة
خالل تلك الفترة ولقد كان من أبرز علمائها فردريك تيلور ،هنري فايول ،وماكس فيبر والذين
تمحورت أفكارهم حول أربع استراتيجيات وهي:
محمد قاسم القريوتي ،مبادئ اإلدارة الحديثة " ،دار المنار ،عمان ،.2005 ،ص ,65 1
غير أن االتجاه العام لهذه االستراتيجيات تمحور حول تقسيم العمل وما يجب أن يكون عليه
لتحقيق الكفاءة اإلنتاجية.
ن فكرة االدارة العلمية والتي اخذت ضجة كبيرة في اذهان مسيري اعمال المصانع ،حيث يقول
تايلور في جوهر نظام االدارة العلمية للعمل يعني ثورة كاملة في اذهان العمال.ثورة كاملة بمعنى
كيفية تصورهم لواجباتهم اتجاه مستخدميهم النظام يعد كذلك بمثابة ثورة كاملة لدى اإلداريين في
المصانع .حسب تايلور فان فكرة تنظيم االنتاج تهده حسبه الى التوضيح ان مصلحة المستخدمين
والعمال يمكن ان تكون متقاربة عوض ان تكون متنافرة.
حيث يقول انه عوض ان يتصارع هؤالء على كيفية تقسيم القيمة المضافة بما ال يقومون بالتحاد
فيما بينهم من اجل رفع هذه القيمة المضافة وتحسين نصيبهم منها ويرى انه بامكانه ان يجمع
بين طموح المستخدمين والعمال في ان واحد مما من شانه ان يحقق رفاهية واستقرار اجتماعي
دائم.1
ثانيا:النظرية البيروقراطية:
يرى ماكس ويبر ان األساس في بناء التنظيمات هو االعتماد على مجردات ال ترتبط باإلنسان
ذاته وتوفر العالقة الرشيدة التي ال يشوبها التحيز أي أن أي منظمة البد أن تتمثل في نظام
بيروقراطي قائم على أساس هرمي تتسلسل فيه السلطة من القمة للقاعدة.
1المهدي الطاهر ،مبادئ إدارة األعمال" ،دار النشر ،ليبيا ،2002 ،ص ,112
المبحث الثاني :مزايا وعيوب المدرسة الكالسيكية.
_1إن حركة العالقات اإلنسانية لم تقدم نظرية كاملة و ال شاملة لتفسير ظاهرة التنظيم و السلوك
التنظيمي بل أن الحركة ركزت اهتمامها على دراسة جانب واحد من جوانب التنظيم المتعددة و
هو العنصر البشري .فالتنظيم عبارة عن وحدة اجتماعية مركبة تتفاعل فيها جماعات العمل
االجتماعية .و قد صورت حركة العالقات اإلنسانية تلك الجماعات االجتماعية على أنها متماثلة
و متحدة الهدف و الغاية .و لكن الواقع يشير إلى انه حيث توجد بعض المصالح المشتركة بين
احمد صقر ،تاريخ النظرية االقتصادية" ،مكتبة النور ،اإلسكندرية ،2005 ،ص .47 1
جماعات العمل االجتماعية من الناحية االقتصادية مثال .إال أن هناك مصادر لالختالف و
التناقص بينها.
تلك الجماعات تؤمن ببعض القيم و المبادئ المشتركة و لكنها تختلف فيما بينها حول كثير من
القيم و المبادئ .و من الجائز أن تتعاون تلك الجماعات في بعض مجاالت العمل .إال انه من
المستبعد تماما أن تنصهر جميعا و تصبح أسرة واحدة سعيدة كما يتخيل أنصار العالقات
اإلنسانية.
_ 2أن هناك تناقض واضح بين مصالح مجموعتين من أعضاء التنظيم و هما مجموعة العمال
و مجموعة اإلداريين.من ناحية أخرى هناك دالئل تشير إلى احتمال وجود تناقض واضح بين
مصالح بعض فئات العمال أنفسهم (عمال مهرة و غير مهرة ) كما أن هناك تناقض و اختالف
1
بين جماعات اإلداريين أيضا.
_ 3أن تركيز نظريات المدرسة السلوكية على أن إنشاء جماعات العمل و إتاحة الفرصة لها
للتفاعل يجعل جو العمل اكتر مالئمة للعامل .و لكن ذلك بالقطع لن يقلل من جهد العامل في
عمله أو يغير من طبيعة العمل الذي يقوم به .فتلك أمور موضوعية لن تتأثر بالجوانب االجتماعية
للعمل.
_ 4إن حركة العالقات اإلنسانية بتركيزها على جماعات العمل باعتبارها عائلة سعيدة و بان
المصنع أو مكان العمل هو مصدر الرضا األساسي للعامل إنما تتغافل عن واقع التفاعل
االجتماعي لألفراد و الجماعات و ما يحتويه من تصارع و تنافس و محاوالت للسيطرة و التسلط.
و بالتالي فإنها تعطي تصوي ار خاطئا للتنظيمات الفعلية .أكثر من هذا فان الصراع اإلنساني في
تنظيمات العمل قد يعتبر مصد ار للتجديد و االبتكار و اإلبداع حيث يحاول كل عضو أن يتميز
على اآلخرين .كما أن الصراع بين اإلدارة و النقابات كان عامال حاسما في سبيل التطور الفني
احمد ماهر ،اإلدارة والمهارات" ،مكتبة األكاديمية ،.1998 ،ص ,67 1
و اإلنتاجي كما كان عامال أساسيا في تحسين أحوال العمال .و بذلك فان الصراع الذي تعتبره
مدرسة العالقات اإلنسانية أم ار غير معقول قد يمثل في الواقع متغي ار أساسيا من المتغيرات المحددة
1
لكفاءة و نجاح العمل التنظيمي.
_5أن حركة العالقات اإلنسانية في تركيزها على دراسة التنظيم غير الرسمي تغفل تماما أهمية
التنظيم الرسمي وال تبين أثره في تشكيل سلوك أعضاء التنظيم.
_ 6إن حركة العالقات اإلنسانية إذا تركز على الحوافز و المكافأة غير المادية إنما تتجاهل اثر
عنصر هاما من عناصر تفسير السلوك
ا الحوافز المادية من اقتصادية و غيرها .وهي بذلك تفقد
اإلنساني في تنظيمات العمل.
ان المدرسة الكالسيكية هي أولى مدارس الفكر اإلداري التي تم تطويرها خالل الثورة الصناعية،
وذلك خالل وجود مشاكل متعلقة في نظام المصنع ،حيث كان المديرون غير متأكدين من كيفية
تدريب الموظفين وذلك بسبب وجود عدد كبير غير ناطق باللغة اإلنجليزية مما أدى إلى قيامهم
بفحص الحلول؛ األمر الذي أدى إلى تطور نظرية اإلدراة الكالسيكية.
قائمة المصادر والمراجع:
المهدي الطاهر ،مبادئ إدارة األعمال" ،دار النشر ،ليبيا .2002 ،
محمد قاسم القريوتي ،مبادئ اإلدارة الحديثة " ،دار المنار ،عمان.2005 ،
احمد صقر ،تاريخ النظرية االقتصادية" ،مكتبة النور ،اإلسكندرية.2005 ،
احمد ماهر ،اإلدارة والمهارات" ،مكتبة األكاديمية.1998 ،