You are on page 1of 141

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ –5491‬قاملة–‬
‫كلية العلوم إلانسانية والاجتماعية‬
‫قسم‪ :‬علم الاجتماع‬

‫تخصص‪ :‬علم اجتماع الصحة‬

‫التنشئة الاجتماعية وتأثيرها على التربية الصحية في‬


‫الوسط التربوي‬
‫‪ -‬ابتدائيات املقاطعة رقم ‪" 05‬قاملة نموذجا" ‪-‬‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة املاستر‬
‫مذكر مكملة لنيل شهادة املاستر‬
‫إعداد‬
‫‪ ‬بن باخة فوزية‬
‫‪ ‬عدواس مروة‬

‫الصفة‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫الاسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر ''أ''‬ ‫د‪ .‬بن حسان زينة‬
‫مؤطرا‬ ‫أستاذ محاضر ''أ''‬ ‫د‪ .‬حمالوي حميد‬
‫عضوا‬ ‫أستاذ محاضر ''ا''‬ ‫د‪ .‬زنقوفي فوزية‬

‫السنة الجامعية‪0205/0202 :‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫حتية تقدير وإجالل والشكر اجلزيل إىل‬
‫الاس تاذ ادلكتور "محيد محالوي" اذلي‬
‫رافقنا وأرشف عىل إجناز هذه املذكرة واتبعنا‬
‫من البداية إىل الهناية كام نشكر لك‬
‫أساتذة عمل الاجامتع اذلين رافقوان يف مشواران‬
‫ادلرايس كذكل نشكر إدارة قسم عمل‬
‫الاجامتع والطامق اإلداري اذلي سامه يف‬
‫تقدمي املساعدة اإلدارية‬
‫ونشكر أيضا مجيع مدارس ابتدائيات‬
‫املقاطعة رمق ‪ 50‬اليت أجريت فهيا‬
‫دراستنا عىل حسن الاس تقبال‬
‫وتقدمي يد العون‪.‬‬
‫" فتقبلوا منا أمسى عبارات‬
‫الشكر والعرفان"‬
‫اإلهداء‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫وامحلد هللا اذلي بفضهل تمت‬
‫الصاحلات‬
‫إىل من اانر يل سبيل‬
‫العمل واملعرفة‬
‫إىل من عاشوا حاملني‬
‫لريوين فامي اان عليه أيم‬
‫وأيب حفظهم هللا يل وأطال‬
‫يف معرمه‬
‫شكرا مل ساعدين من قريب‬
‫وبعيد‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫امحلد هللا اذلي بفضهل تمت‬
‫الصاحلات‬
‫إىل من اكنت دعام وس ندا‬
‫يل تراين يف ما أان عليه‬
‫"سهيةل" إىل من اكحفت‬
‫من أجيل "أيم الغالية "‬
‫إىل أيب الغايل أطال هللا يف‬
‫معره‪.‬‬
‫إىل صديقيت الغالية‬
‫"فوزية" ‪.‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫الشكر‬
‫االهداء‬
‫فهرس الموضوعات ‪ ............................................................................‬أ‬
‫فهرس الجداول‪ .................................................................................‬د‬
‫ملخص‪ ........................................................................................‬ه‬
‫مقدمة ‪10 .........................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار العام للدراسة‬
‫تمهيد‪40 ..........................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلشكالية ‪40 .................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع ‪40 ..................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية الدراسة ‪40 ............................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬أهداف الدراسة‪40 ...........................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬تحديد المفاهيم‪40 .........................................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬الدراسات السابقة‪80 .......................................................................‬‬
‫سابعا‪ :‬المقاربات النظرية المفسرة للدراسة ‪18 .......................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬
‫تمهيد‪18 ..........................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التنشئة االجتماعية ‪18 .................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأشكال وأسالب التنشئة االجتماعية ‪10 .............................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬عناصر التنشئة االجتماعية وأهم وظائفها ‪08 .................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬شروط التنشئة االجتماعية والعوامل المؤثرة فيها ‪00 ...........................................‬‬
‫خامسا‪ :‬التنشئة االجتماعية والبنية الثقافية‪00 .......................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬التنشئة االجتماعية والبنية االجتماعية‪04 ...................................................‬‬
‫سابعا‪ :‬البنية االجتماعية والبنية التربوية‪01 .........................................................‬‬
‫ثامنا‪ :‬أهداف وأهمية التنشئة االجتماعية ‪00 ........................................................‬‬

‫أ‬
‫تاسعا‪ :‬أهداف ومؤسسات التنشئة االجتماعية‪00 ....................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫تمهيد ‪40 .............................................................................‬‬


‫أوال‪ :‬مفهوم وخصائص التربية الصحية ‪40 .............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب االهتمام بالتربية الصحية المدرسية وأهم طرقها‪40 .........................‬‬
‫ثالثا‪ :‬ميادين ومكونات التربية الصحية‪08 ..............................................‬‬
‫رابعا‪ :‬مبادئ وأسس ودعائم التربية الصحية في الوسط التربوي ‪00 ......................‬‬
‫خامسا‪ :‬التربية الصحية عملية تعليمية تعلمية‪04 .......................................‬‬
‫سادسا‪ :‬دور المعلمين والمدرسة في تكريس التربية الصحية‪04 ..........................‬‬
‫سابعا‪ :‬متطلبات المثقف الصحي والرؤية المستقبلية للتربية الصحية ‪01 .................‬‬
‫ثامنا‪ :‬أهداف وأهمية التربية الصحية ‪00 ...............................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬
‫تمهيد ‪88 .........................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مجاالت الدراسة ‪88 ..........................................................................‬‬
‫‪ -8‬المجال المكاني ‪00 ......................................................................‬‬
‫‪ -1‬المجال الزماني‪00 .......................................................................‬‬
‫‪ -1‬المجال البشري‪00 .......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهج الدراسة ‪88 ...........................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬عينة الدراسة‪81 ............................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬ادوات جمع البيانات ‪81 ....................................................................‬‬
‫‪ -8‬المالحظة‪04 ............................................................................‬‬
‫‪ -1‬االستمارة‪08 .............................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬عرض النتائج و مناقشتها‪01 ..............................................................‬‬
‫‪ -8‬عرض وتفسير النتائج في ضوء النظريات والدراسات السابقة ‪01 ...........................‬‬
‫‪ -1‬تحليل النتائج على ضوء الفرضيات ‪840 ...................................................‬‬

‫ب‬
‫‪ -1‬النتائج العامة ‪884 ........................................................................‬‬
‫‪ -0‬التوصيات ‪888 ...........................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪001 .......................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪001 .................................................................................‬‬

‫ج‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪89‬‬ ‫عينة الدراسة حسب متغير الجنس‬ ‫‪48‬‬
‫‪89‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب المستوى التعليمي للوالدين‬ ‫‪41‬‬
‫‪81‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب نوعية السكن‬ ‫‪41‬‬
‫‪81‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب عدد االخوة‬ ‫‪40‬‬
‫‪89‬‬ ‫توجيه الوالدين حول النظافة الصحية‬ ‫‪40‬‬
‫‪89‬‬ ‫عدد مرات االستحمام في األسبوع‬ ‫‪44‬‬
‫‪81‬‬ ‫غسل األسنان‬ ‫‪40‬‬
‫‪88‬‬ ‫مشاهدة الحصص التلفزيونية حول الصحة العامة‬ ‫‪40‬‬
‫‪011‬‬ ‫تناول وجبة الفطور كل يوم‬ ‫‪40‬‬
‫‪010‬‬ ‫إدراج التربية الصحية ضمن مناهج التربية اإلسالمية والتربية المدنية‬ ‫‪84‬‬
‫‪019‬‬ ‫أن المناهج المدرجة في البرنامج تقدم لهم معلومات حول بعض األمراض التي‬ ‫‪88‬‬
‫يتعرض لها اإلنسان عند عدم االعتناء بصحته بطريقة صحيحة‪.‬‬
‫‪011‬‬ ‫ذهاب التالميذ إلى وحدات الكشف والمتابعة بصفة دورية‬ ‫‪81‬‬
‫‪011‬‬ ‫ممارسة الرياضة‬ ‫‪81‬‬
‫‪011‬‬ ‫إقامة التالميذ للنشاطات حول الصحة‬ ‫‪80‬‬
‫‪019‬‬ ‫المساهمة في جمع الفضالت من القسم والساحة المدرسية‬ ‫‪80‬‬
‫‪011‬‬ ‫مراقبة المعلم أظافر التالميذ بصفة مستمرة‬ ‫‪84‬‬

‫د‬
‫ملخص‬
‫هدفت الدراسة الراهنة إلى معرفة تأثير التنشئة االجتماعية على التربية الصحية في الوسط التربوي‬
‫ بقالمة والتعرف على مدى استيعاب التالميذ للعملية‬40‫لدى عينة من تالميذ ابتدائيات المقاطعة رقم‬
‫حيث‬، ‫التعلمية القائمة سواء كانت من قبل األسرة أو من قبل المدرسة باعتباره ناشئ في هذه األوساط‬
‫ تلميذ وتم اختيارهم بطريقة‬04 ‫ وتكونت عينة الدراسة من‬،‫استخدمنا في هذه الدراسة المنهج الوصفي‬
‫ من مجتمع الدراسة وتحليل بيانات الدراسة التي تم جمعها من خالل أداة الدراسة‬0 ‫عشوائية بسيطة بنسبة‬
. ‫المتمثلة في االستمارة‬
:‫وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية‬
‫ومدى استيعابه لقيم‬، ‫ إختالف المستوى الثقافي واالقتصادي يؤثر على التنشئة االجتماعية للتلميذ‬-8
‫ومبادئ التربية الصحية '' يعني أن التلميذ الناشئ في أسرة مستواها الثقافي واالقتصادي جيد يكون لديه‬
.‫وعي صحي أفضل من التلميذ الذي ينشئ في أسرة'' مستواها االقتصادي والثقافي ضعيف‬
‫ المدرسة تؤثر بشكل كبير تنشئة التالميذ والرفع من مستوى وعيه الصحي باعتبارها المكان الذي‬-1
.‫يقضي فيه معظم أوقاته‬
.‫ المناهج الدراسية تؤثر بصورة مباشرة على التربية الصحية للتالميذ من خالل البرامج السنوية المقررة‬-1
‫ اإلدارة المدرسة تحرص على صحة التالميذ وذلك بدريبهم على الممارسة العادات الصحية االيجابية‬-0
Résumé de l’étude:
L' objet de notre étude à pour but : socialisation sanitaire au milieu éducatif , on a choisis
un d'élèves des écoles primaires de la zone numéro 5 de la wilaya de Guelma . En appliquant
une étude descriptive sur un montre de 40 élèves de la 5 ème année primaire
Après collecte des données de notre étude imperique sur la socialisation et l'éducation
sanitaire on a abouties aux résultats
Les couéquences de l’étude sont
1- la difference dans le niveau économique et culturel impacte la socialisation de l’élève et
son taux de compréhension des principes de l’éducation sanitaire, c’est-à-dire que l’élève
vivant dans une famille de bon niveau économique et culturel son information médicale
sera mieu que de celui qui a grandi dans une famille à bas niveau économique et culturel
2- l’ecole impacte de façon très importante sur l’éducation de l’élève et d’améliorer sa
sensibilisation aux questions de la santé en tout que le lieu où il passe la majorité de son
temps.
3- les programmes scolaires ont un éffet direct sur l’éducation sanitaire de l’élève à travers
les programmes anuels programmés
4- l’administration s’intéresse à la santé des élèves en les habituant à des pratiques sanitaires
positifs.

‫ه‬
Summary
The goal of wrrent study is knowring The effects. Of Social educational atmosphere and
we take a sample on primary school learnes of district 5 to know How much learners in their
famihis or school .In this survery we depend on the descriptive method we take fourty pupils
randomly. At the percentage of 5% from the study community and data analys is which we
collect from the study tool the questionnaire. This study conclude that:
1. The difference in cultural and economical level affect learners unbringing and Theis
acquisition for educational values and principles. Learners with high economical and
cultural level have high level awareness than learness who live in poor cultural and
economical famihies.
2. Schools higlly affect learners acquisition because it is the place where learners pass most
of the tuune .
3. Educational curriculum factor from the yearly syllabis.
4. The school administration should care about learners health by familiarizing them with
healthy positive practises.

‫و‬
‫المقدمة‪............................................................................................ :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن سالمة أي مجتمع ومدى تطوره وازدهاره وتماسكه مرتبطة أشد االرتباط بسالمة وصحة أفراده‬
‫النفسية واالجتماعية‪ ،‬فالفرد داخل المجتمع هو صانع مستقبله وهو المحور االساسي فيه‪ ،‬فالفرد أحيانا‬
‫يكون عاج از عن مواجهة حياته والتصرف في شؤونها‪ ،‬ثم بالتدريج يندمج في عملية طويلة معقدة تؤهله‬
‫ألنه يتعلم كيفية التعايش مع مجتمعه‪ ،‬هذا ما يطلق عليه بعملية التنشئة االجتماعية ‪.‬‬
‫فتعد هذه العملية سمة مميزه لكل المجتمعات البشرية ويتم من خالل هذه العملية مالءمة سلوك الفرد‬
‫ليتطابق مع توقعات الجماعة التي ينتمي إليها والحفاظ على بقاء المجتمع واستم ارره عن طريق نقل ثقافته‬
‫ومعاييره وضوابطه السلوكية من جيل ألخر‪ ،‬كما تهدف هذه العملية أساسا إلى تحويل الفرد من كائن‬
‫عضوي إلى كائن اجتماعي مدرك لمعنى المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن التنشئة االجتماعية عملية مستمرة ال تقتصر فقط على مرحلة عمرية محددة‬
‫وانما تمتد من الطفولة إلى الشيخوخة‪ ،‬ومن أهم مؤسساتها األسرة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬المسجد‪ ،‬دور الحضانة‬
‫جماعة‪ ،‬الرفاق ‪ ......‬الخ‪ ،‬هذه المؤسسات بدورها تعمل على تربية وتعديل سلوك الطفل بغية إكسابه‬
‫شخصية اجتماعية ليكون فرد متفاعل في المجتمع من جميع النواحي األخالقية االجتماعية النفسية‬
‫الصحية هذه األخيرة لها دور كبير في حياه الفرد ألن الصحة هي المحور االساسي الذي تقوم عليه‬
‫الحياة‪ ،‬لذا يجب على األسرة والمدرسة باعتبارهما األساس األول الذي يبدأ منه تكوين الطفل وتنشئته على‬
‫األسس والقواعد التي تقوم عليها التربية الصحية وتعديل سلوكيات الطفل للحفاظ على الصحة والتوعية‬
‫بأهمية الصحة وتعليمه كل المبادئ التي تقوم عليها الصحة العامة ‪.‬‬
‫وبناء على هذا األساس قسمت دراستنا إلى أربع فصول على النحو التالي‪:‬‬
‫يتناول الفصل األول اإلطار العام للدراسة حيث تعرضنا لطرح إشكالية البحث مع ذكر فرضيات‬
‫الدراسة‪ ،‬وأهم أسباب هذه الدراسة‪ ،‬أهداف وأهمية الدراسة‪ ،‬كما تطرقنا إلى مفاهيم الدراسة‪ ،‬والدراسات‬
‫السابقة وأهم النظريات المفسرة للدراسة‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني فقد خصصناه لماهية التنشئة االجتماعية والتي تضمنت مفهوم التنشئة االجتماعية وأهم‬
‫الخصائص‪ ،‬األشكال األساليب‪......‬الخ‪ ،‬وأهم المؤسسات التي تقوم عليها عملية التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث فتضمن ماهية التربية الصحية التي ذكرنا فيها مفهوم التربية الصحية وطرق التربية‬
‫الصحية وأشكالها ومكوناتها وأهميتها مع ذكر أهم األسباب ‪.....‬الخ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪............................................................................................ :‬‬

‫كما خصصنا الف صل الرابع للجانب الميداني الذي ضم تحليل بيانات االستمارة واستخالص نتائج الدراسة‬
‫مع الوصول ألهم توصيات الدراسة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعتبر اإلطار العام للدراسة خطوة أساسية من خطوات البحث العلمي بشكل عام والبحث االجتماعي‬
‫بشكل خاص‪ ،‬إذ ال يمكن ألي باحث أن ينجح في بحثه العلمي إال بعد اإللمام بالمعلومات وترتيبها‬
‫وتمحيصها بدقة‪ ،‬والبد أن تكون هذه المعلومات دقيقة وشاملة بكل جوانب موضوع الدراسة‪ ،‬فالباحث ال‬
‫يستطيع أن يدرس مشكلة ما دون أن تكون أثارت هذه المشكلة في ذهنه والتي تتطلب اإلجابة عنها بكل‬
‫موضوعية‪ ،‬وسيتم في هذا الفصل التطرق إلى إشكالية الدراسة والتي على أساسها تطرح التساؤالت‪ ،‬بعد‬
‫ذلك سيتم التطرق إلى أسباب الموضوع وأهمية وأهداف الدراسة التي نسعى إلى تحقيقها‪ ،‬وبعد ذلك عرض‬
‫المفاهيم التي تقف عليها هذه الدراسة‪ ،‬وفي األخير سيتم عرض الدراسات السابقة ومختلف المقاربات‬
‫النظرية المفسرة لموضوع البحث‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلشكالية‬
‫تعد التنشئة االجتماعية عملية تربوية تكوينية‪ ،‬تكسب الفرد شخصية اجتماعية‪ ،‬وتساهم في اندماجه‬
‫ضمن ألنساق االجتماعية‪ ،‬وتعمل على تحديد أدواره المستقبلية فهي ال تنشئ من فراغ‪ ،‬بل هي انعكاس‬
‫لثقافة المجتمع التي هي جزء منه‪ ،‬حيث تزوده بمجموعة من القيم والمعايير لممارسة األدوار والعالقات‬
‫االجتماعية التي يتبناها المجتمع‪ ،‬فنتيجة هذه التنشئة التي يتلقاها الطفل خالل فترة زمنية طويلة يكتسب‬
‫فيها عادات وتقاليد مجتمعه وأعرافه ومعتقداته وثقافته وقيمه‪ ،‬إذ هي عملية ديناميكية مستمرة تبدأ من‬
‫والدة الفرد وتستمر حتى مماته‪.‬‬
‫ولكي تحقق التنشئة االجتماعية أهدافها ينبغي التأكيد على اكساب الطفل صفات إيجابية منها االبتعاد‬
‫عن ألنانية و كذلك تعزيز قيم التسامح والصدق وتنمية روح الحوار واالعتزاز بالهوية الثقافية للمجتمع‪.‬‬
‫فالتنشئة االجتماعية عملية تنموية‪ ،‬يتحول فيها الفرد من كائن بيولوجي يعتمد على غيره‪ ،‬متمركز‬
‫حول ذاته يهدف في حياته إال إلشباع حاجاته الفيسيولوجية فيتغير بعد ذلك من فرد مستهلك إلى فرد‬
‫منتج له أهداف وغاياته الخاصة والذي امتلك خبرات واسعة في مجال المعرفة والقيم والمعايير‬
‫واالتجاهات‪ ،‬المدرك لمسؤولياته االجتماعية وقيم مجتمعه الذي التزم بها‪.‬‬
‫وللتنشئة االجتماعية العديد من المؤسسات‪ ،‬تختلف هذه المؤسسات وتتنوع ولكنها تصب في مجرى‬
‫واحد وهي تنشئة و تشكيل شخصية الطفل‪ ،‬نجد اولى هذه المؤسسات وأهمها األسرة فهي العامل األساسي‬
‫في بناء الكيان التربوي للطفل والبيئة المرجعية التي تشكل الطفل في أولى مراحل حياته وتعمل على‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫غرس قيم وعادات وتقاليد وأعراف يتربى عليها ويكتسبها‪ ،‬كما أن األسرة تقوم بأول عملية اجتماعية في‬
‫حياة الطفل أال وهي تربية الطفل على تربية صحية عن طريق نشر قيم و مبادئ وعي صحي من خالل‬
‫العناية بالصحة الجسمية كالنظافة الشخصية ونظافة األكل ونظافة البيئة ليكون اتجاهات وعادات صحية‬
‫سليمة‪ ،‬كما تتعدى إلى الصحة النفسية وذلك ببناء عالقات إيجابية ف للمجتمع ولألسرة كذلك دور مهم‬
‫في تعزيز التوعية الصحية لدى أبنائها‪ ،‬وذلك بإتباع السلوكيات والممارسات الصحية السليمة التي يتلقاها‬
‫الطفل منذ الصغر حتى تصبح ثقافة يمارسونها في سلوكياتهم وتعامالتهم اليومية‪ ،‬وتختلف هذه الثقافة من‬
‫أسرة إلى أخرى وذلك باختالف العديد من االعتبارات أهمها الوضع االقتصادي أو مستوى الدخل الفردي‬
‫لألسرة‪ ،‬كذلك نجد المستوى االجتماعي والثقافي وكل منهم لديه تأثير فعال على ثقافة وتنشئة الطفل‪.‬‬
‫ومن ثاني المؤسسات التي تعمل على تربية الطفل بعد األسرة نجد المدرسة‪ ،‬والتي تقوم بإعداد‬
‫الطفل من جميع النواحي التربوية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬النفسية‪ ،‬المعرفية‪ ،‬والسلوكية‪ ،‬والبدنية‪ ،‬والصحية‪ ،‬هذه‬
‫األخيرة التي بدأت المدرسة توليها أهمية أكبر من ذي قبل عن طريق دمج التربية الصحية في المناهج‬
‫التعليمية حيث تعمل المدارس على التوعية الصحية وذلك من خالل تنشئة جيل واعي ومثقف صحيا‬
‫باعتبار أن تالميذ المدارس هم الذين يحتلون قطاعا مهما وحساسا في مجتمعنا ألنهم عماد المستقبل‬
‫المرتجى لدولهم‪ ،‬فهم الجيل الصاعد الذي يدعو إلى التطور والتقدم فكلما أنشئنا تالميذ واعين بصحتهم‬
‫كلما واجه التالميذ كافة التحديات التي تواجههم للوصول إلى أعلى مستوى من الصحة العقلية والبدنية‬
‫والنفسية وتكوينه علميا وسلوكيا وأخالقيا وبيئيا وتعديل سلوكياتهم نحو السالمة العامة وتحقيق الكفاية‬
‫الصحية االجتماعية‪.‬‬
‫فالمدرسة تعمل على تنشئة جيل لديه خبرات و مهارات عن الممارسة الطبية أو الخدمات الصحية‬
‫واالجتماعية المقدمة سواء في المدارس أو المستشفيات أو العيادات‪.‬‬
‫وفي هذا السياق تسعى الجزائر كغيرها من الدول إلى محاولة إدراج التربية الصحية في المدارس‬
‫التربوية وفي هذا اإلطار الذي شهدته المنظومة التربوية المعتمدة في ذلك على تنمية الوعي الصحي وهذا‬
‫من خالل إدراج وادماج مفاهيم حول الصحة العامة في المناهج التعليمية خاصة في كتب التربية‬
‫اإلسالمية والتربية المدنية التي تشيد بالنظافة وأضرار التدخين والصحة البدنية‪ ،‬وذلك بممارسة الرياضة‬
‫واإللمام بموضوعات التربية الصحية والصحة المدرسية للوقاية من األمراض السارية وتطوير المعارف‬
‫الصحية‪ ،‬وانشاء وحدات الكشف والمتابعة والمراقبة في المدارس التربوية‪ ،‬التي تقوم بعمليات تعليمية من‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫قبل األطباء والمختصين في مجال الصحة‪ ،‬حيت يتم تقديم نصائح توعوية عن النظافة وتعليم التالميذ‬
‫كيفية غسل اليدين قبل األكل وغسل األسنان وتقليم األظافر والنظافة الشخصية والمراقبة الصحية والبيئية‬
‫باعتبار أن هذه الشريحة من التالميذ تكون صغيرة غير واعية للكثير من األمور‪ ،‬حيث يتم رفع مستواهم‬
‫الثقافي والصحي عن طريق برامج تعليمية ومحاضرات وندوات‪ ،‬وأيام تحسيسية وعرض أفالم توحي وتشيد‬
‫بأهمية الصحة وكذلك التدريب على اإلسعافات األولية قصد تزويد التالميذ بالمعلومات والخبرات الصحية‬
‫اإليجابية وتفعيل مشاركة التالميذ في التخطيط والتنفيذ والمتابعة لهذه ألنشطة والبرامج الصحية وللوقاية‬
‫من سلوكيات الخطر واألمراض السارية والمتوطنة‪.‬‬
‫فالتلميذ المزود بالوعي الصحي الكافي تتاح له الفرصة األفضل ليصبح بالغا صحيح الجسم ومنتجا‬
‫وقاد ار على تحمل المسؤولية والمشاركة بإيجابية في المجتمع وحائز اإلمكانيات التي تتيح له الفرصة‬
‫للعمل المنتج الناجح والتي تعود عليه بالنفع مستقبال‪.‬‬
‫التساؤل الرئيس‪:‬‬
‫‪ -‬إلى أي مدى يمكن للتنشئة االجتماعية أن تؤثر في التربية الصحية للتلميذ؟‪.‬‬
‫التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫‪ -8‬هل المدرسة فاعل أساسي إلى جانب األسرة في مشروع التربية الصحية للتلميذ؟‪.‬‬
‫‪ -1‬هل المدرسة كمؤسسة تربوية تعمل على تكرس التربية الصحية للتلميذ داخل القسم؟‪.‬‬
‫‪ -1‬هل الثقافة الصحية التي يتلقاها الطفل في المدرسة تتالءم وتتوافق مع الثقافة التي يتلقاها في األسرة؟‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫تشير الشواهد التاريخية أن للمدرسة أو الوسط التربوي تأثي ار فعاال في تشكيل قيم التلميذ‪ ،‬من حيث‬
‫أن التربية والتنشئة االجتماعية عمليتين متالزمتين وعليه تطرح مجموعة من الفرضيات التي تجيب على‬
‫تساؤالت اإلشكالية لموضوع بحثنا‪.‬‬
‫‪ -8‬المدرسة فاعل أساسي إلى جانب األسرة في مشروع التربية الصحية للتلميذ‪.‬‬
‫‪ -1‬المدرسة كمؤسسة تربوية تعمل على تكريس التربية الصحية لدى التلميذ‪.‬‬
‫‪ -1‬الثقافة الصحية التي يتلقاها الطفل في مدرسة تتالءم و تتوافق مع الثقافة التي يتلقاها في األسرة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‬


‫تعتبر عملية اختيار موضوع الدراسة عملية ذاتية يقدم لها الباحث‪ ،‬فهو المسؤول األول عن تحديد‬
‫المعالم األولى للمشكلة التي سوف يقوم بدارستها‪ ،‬بعد أن يتم اختيار الموضوع حيث يرجع أسباب اختيار‬
‫موضوع بحثه إلى أسباب ذاتية وأخرى موضوعية‪ .‬أما فيما يخص دراستنا هناك عدة أسباب دفعتنا‬
‫الختيار هذا الموضوع‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫‪ -8‬يتمثل في رغبتنا الشخصية واهتمامنا بهذا الموضوع باإلضافة إلى توفر عدد ال بأس به من المراجع‬
‫في المكتبة‪ ،‬والتي تسمح لنا بالحصول على المعلومات الالزمة إلتمام الجانب النظري لدراستنا‪.‬‬
‫‪ -1‬البحث في هذه الدراسة يساعدنا في حياتنا اليومية والمستقبلية‪ ،‬وذلك من خالل معرفة أهم أساليب‬
‫التربية الصحية وأهميتها في حياة األفراد والمجتمعات بغية التمتع بصحة إيجابية ونشر الوعي‬
‫الصحي في الوسط التربوي‪ .‬وتزويد التالميذ بالمعارف الصحية‪.‬‬
‫‪ -1‬الميل الشخصي لمثل هذه المواضيع التي تربط علم االجتماع بالصحة‪ ،‬فهي ترفع من مستوى تدرجنا‬
‫في التخصص‪.‬‬
‫‪ -0‬تدعيم التراث النظري في علم اجتماع الصحة بكذا مواضيع لكونه تخصص جديد في علم االجتماع‪.‬‬
‫‪ -0‬رغبة ذاتية في محاولة كشف وتحليل واقع التنشئة االجتماعية ومدى تأثير تنشئة الطفل على أسس‬
‫صحية وسليمة‪.‬‬
‫‪ -4‬محاولة اكتساب مهارات حول فن التعامل مع التالميذ‪.‬‬
‫‪ -0‬باعتبار أن المدرسة هي المحيط الثاني الذي يتم فيه إعداد وتكوين التالميذ وتزويدهم بمهارات‬
‫وخبرات الحصول على فرد منتج في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -0‬عدم اهتمام بعض األسر والمدارس بالتربية الصحية للتالميذ مما قد يؤدي إلى انعدام الوعي الصحي‬
‫لدى الطفل وبالتالي ينتج تلميذ غير مبالي بصحته‪.‬‬
‫‪ -0‬قلة الوعي الصحي بالمجتمع نتيجة بناء مجتمعات هشة‪.‬‬
‫‪ -84‬كون أن للصحة المدرسية دور كبير وفعال يتعلق بنمو التالميذ وحمايتهم من األمراض المنتشرة‬
‫خاصة في وقتنا الراهن مع انتشار األمراض والفيروسات وكذلك الدور الفعال الذي تلعبه التربية‬
‫الصحية في توفر الشروط الالزمة واألساسية لحماية صحة التالميذ وتزويدهم بثقافة صحية متبعة‪.‬‬
‫‪ -88‬نقص االهتمام بمثل هذه المواضيع‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -81‬إثراء المكتبة الجامعية بمواضيع التنشئة االجتماعية والتربية الصحية وذلك لقلة المراجع‪ ،‬وأننا أول‬
‫دفعة تتناول مواضيع متعلقة بعلم اجتماع الصحة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية الدراسة‬
‫إن لكل دراسة علمية أهميتها التي تدفع الباحث لدراستها‪ ،‬ومحاولة التوصل إلى نتائج تجيب‬
‫على تساؤالته‪ .‬وبعد ذلك يسعى للبحث عن األدوات المناسبة لبحثه بطريقة علمية موضوعية تتماشى‬
‫وموضوع بحثه ومعرفة أهم األساليب المتبعة في التربية الصحية المدرسية‪.‬‬
‫‪ -8‬قد تساهم الدراسة الحالية الباحثين لتطوير البرامج الصحية وفق احتياجات التالميذ‪.‬‬
‫‪ -1‬العمل على اثراء برامج التربية الصحية وتفعيلها من طرف المشرفين‪.‬‬
‫‪ -1‬تحسيس الهيئات المعنية بأهمية التربية الصحية ومساعدة األسر في تمدرس أبنائهم وفق ظروف‬
‫صحية جيدة وتوعيتهم بضرورة غرس عادات صحية سليمة لتعزيز مفهوم الثقافة الصحية للتالميذ‪.‬‬
‫‪ -0‬باإلضافة إلى المعلومات التي يمكن أن تقدمها هذه الدراسة فيما يخص التنشئة االجتماعية وأثرها‬
‫على التربية الصحية في الوسط التربوي واثراء رصيد المكتبة بموضوع يفيد طلبة التخصص مما‬
‫يمكنهم التعمق في الدراسات المرتبطة ببحثهم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫إن كل دراسة تهدف إلى اكتشاف حقيقة أو تفسير ظاهرة من خالل رفع الستار عليها و دراستها‬
‫دراسة علمية وموضوعية وكما هو مألوف عند الدارسين والباحثين إذ أن لكل دراسة لها أهداف محددة‬
‫وتمثلت دراستنا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -8‬التعرف على أهم األساليب الواجب إتباعها سواء على مستوى األسرة أو المدرسة التي تعتبر من أهم‬
‫المؤسسات التربوية االجتماعية التي يمكن أن تساهم في تحسين التربية الصحية للتلميذ‪.‬‬
‫‪ -1‬معرفة طرق التربية الصحية التي يتبعها المعلم داخل حجرة الدراسة مع التالميذ و أهم المناهج التي‬
‫تتناول مواضيع تعزز الوعي الصحي‪.‬‬
‫‪ -1‬الوقوف على دور المدرسة كمؤسسة تربوية و قدرتها على تكريس التربية الصحية لتالميذها مع تدعيم‬
‫القيم المرتبطة بالصحة وكذلك تدعيم القيم االجتماعية واالقتصادية والثقافية والشخصية‪.‬‬
‫‪ -0‬معرفة مدى تأثير التنشئة االجتماعية للتلميذ على التربية الصحية‪.‬‬
‫‪ -0‬الكشف عن طرائق جديدة للتنشئة االجتماعية السلمية التي تؤدي إلى تربية صحية سليمة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -4‬إبراز الدور الرئيس الذي تقوم به مؤسسات التنشئة االجتماعية من تفعيل أو تعزيز القيم الصحية لدى‬
‫الطفل ومحاولة تنشئة فرد مثقف صحيا يتمتع بدرجة واعية من الوعي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مفاهيم الدراسة‬
‫إطار مرجعيا يقود عملية البحث االجتماعي من بدايتها إلى نهايتها على اعتبار أن‬
‫ا‬ ‫تشكل المفاهيم‬
‫المفاهيم تنطوي على دالالت و أبعاد ذات صلة وثيقة بموضوع الدراسة من الناحيتين النظرية والميدانية‬
‫إلى جانب هذا تعتبر المفاهيم أدوات منهجية تحدد ما يريده الباحث من حيث أبعاد المفهوم وحدوده‬
‫والبيانات المطلوب جمعها من الميدان بغرض التحقق من مدى الصدق اإلمبريقي لفروض الدراسة‪ ،‬وما‬
‫تثيره اإلشكالية من قضايا بحثية تحتاج إلى تحقيق ميداني‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تشير دراستنا الراهنة إلى ثالثة مفاهيم أساسية هي‪ :‬التنشئة االجتماعية‪ ،‬التربية‬
‫الصحية‪ ،‬الوسط التربوي‪.‬‬
‫‪ -0‬مفهوم التنشئة‬
‫أ‪ -‬لغة‪ :‬التنشئة لغويا من نشأ ينشأ نشؤا‪ ،‬نشأ الطفل شب وقرب من اإلدراك‪ ،‬يقال نشأت في بني‬
‫‪1‬‬
‫فالن‪ ،‬أي ربيت فيهم شبيت بينهم‪.‬‬
‫ويقال نشأ ورباه ونشأ اهلل السحابة رفعها‪ ،‬ويقال نشأ سوء أو من نشئ سوء والنشء جمع ناشئ‪ ،‬وقد ورد‬
‫‪2‬‬
‫شأَ ُكم ِّم َن أاأل أَرض﴾‪.‬‬
‫مصطلح التنشئة في القران الكريم‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ُ ﴿ :‬ه َو أَن َ‬
‫‪3‬‬
‫ش أ َناهُ َخ ألقاً َ‬
‫آخ َر﴾‪.‬‬ ‫أي ابتدأ خلقكم منها أباكم آدم ‪ ،‬وقال أيضا‪ ﴿ :‬ثُ َّم أَن َ‬
‫قال ابن عباس "يعني تنقله من حال إلى حال‪ ،‬إلى أن خرج طفال ثم نشأ صغي ار ثم صار شابا‪ ،‬فكهال ثم‬
‫‪4‬‬
‫شيخا‪ ،‬ثم هرما‪.‬‬
‫وأخذ مفهوم التنشئة في القرآن عدة معاني منها ما جاء بمعنى التربية‪ ،‬كما في قوله تعالى‪﴿ :‬أ ََو َمن ُي َن َّ‬
‫شأُ‬
‫صام َغ أي ُر ُمبين﴾‪.5‬‬
‫في ا ألح أل َية َو ُه َو في ا ألخ َ‬

‫‪ -1‬صالح محمد علي ‪ ،‬سيكولوجية التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬األردن‪ ،8000 ،‬ص ‪.801‬‬
‫‪ -2‬سورة هود‪ ،‬اآلية ‪.44‬‬
‫‪ -3‬سورة المؤمنون‪ ،‬اآلية ‪.80‬‬
‫‪ -4‬ابن كثير ‪ ،‬تفسير القرآن الكريم‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ -5‬سورة الزخرف‪ ،‬اآلية‪.80‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫ش َج َرتَ َها أ أَم َن أح ُن‬


‫شأأتُ أم َ‬
‫ومنها ما جاء بمعنى الخلق أو التكوين كما في قوله تعالى‪﴿:‬أَأَنتُ أم أَن َ‬
‫‪1‬‬
‫ون﴾‪.‬‬
‫ا أل ُمنش ُؤ َ‬
‫والتنشئة في اللغة العربية مصدر مأخوذ من الفعل نشأ أي ربى وشب ارتفع في بني فالن أي تربي‬
‫‪2‬‬
‫بينهم وألنشاء هو إخراج ما في الشيء بالقوة إلى الفعل‪.‬‬
‫بمعنى التنشئة لغويا تلك العملية التي يشب فيها الطفل ويتربى من خالل اندماجه االجتماعي مع‬
‫الجماعة أو المجتمع‪ ،‬وفي األخير مهما اختلفت معاني التنشئة االجتماعية في اللغة العربية وتنوعت فإنها‬
‫تشير إلى مفهوم أساسي الذي يعتبر أن التنشئة هي عملية تربوية‪ ،‬يتم من خاللها إكساب الطفل وتعليمه‬
‫وتربيته على قيم ومبادئ تجعل منه فرد واعي منتج في المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا‪:‬‬
‫يرى علماء االجتماع أن عملية التنشئة هي التربية التي تدل على تنمية القدرات العقلية والفكرية‬
‫والقيم األخالقية لألطفال سواء داخل المدرسة أو األسرة أو في المؤسسات والمنظمات المخصصة للتربية‬
‫وهذا ما يؤكده "دوركايم" و"جون ديوي" و"منهايم"‪ ،‬حيث يتفقون حول أن التربية هي عملية التنشئة‬
‫‪3‬‬
‫االجتماعية المنظمة لألجيال الصاعدة أو الناشئة‪.‬‬
‫فالتنشئة االجتماعية عملية تربوية تقوم على الزيادة في قدرات الفرد العقلية مع تعليمه لمجموعة من‬
‫المبادئ والقيم األخالقية الصحية التي يتبناها المجتمع‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التنشئة االجتماعية‬
‫أ‪ -‬اصطالحا‪:‬‬
‫التنشئة االجتماعية‪ :‬هي عملية الترسيخ التي تستمر طوال حياة الفرد كلها‪ ،‬حيث يتعلم منها القيم‬
‫والرموز واألهداف الرئيسية لألنساق االجتماعية التي يشارك فيها‪ ،‬يكون التعبير عن هذه القيم عن طريق‬
‫‪4‬‬
‫األدوار التي يؤديها هو واآلخرون‪.‬‬
‫أي أن التنشئة االجتماعية هي عملية ترسيخيه تستمر على مدى فترة حياة اإلنسان منذ ميالده إلى‬
‫مماته‪ ،‬في هذه الفترة يكتسب خبرات ومهارات ومعارف‪ ،‬أراء و قيم من أجل عملية تفاعله مع اآلخرين‪".‬‬

‫‪ -1‬سورة الواقعة‪ ،‬اآلية ‪.01‬‬


‫‪ -2‬عمر همشري ‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1441 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -3‬عيسى مومني‪ ،‬القاموس المدرسي الممتاز‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلوم‪ ،‬الجزائر‪ ،1444 ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ -4‬عبد الهادي جوهري‪ ،‬معجم علم االجتماع‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫وهي تلك العملية االجتماعية األساسية التي من خاللها يصبح الفرد مندمجا في جماعة اجتماعية‪،‬‬
‫فهي عملية ضرورية لتكوين ذات الطفل وتطوير مفهومه عن ذاته كشخص من خالل مكتسباته المقتبسة‬
‫من سلوكيات اآلخرين واتجاهاتهم نحو ذلك عن طريق تعلم كيفية أداء األدوار االجتماعية المختلفة الذي‬
‫‪1‬‬
‫يؤدي بدوره إلى ظهور الذات االجتماعية‪.‬‬
‫وهذا يعني أن التنشئة هي عملية ينشئ فيها الفرد ذاته من خالل المكتسبات والمعارف التي يطورها‬
‫بواسطة اقتباسه لسلوكيات اآلخرين‪.‬‬
‫كما اختلف العلماء في تحديد مفهوم التنشئة االجتماعية وفي هذا الصدد يقول "إيميل دور كايم"‪ ":‬أن‬
‫جميع أنواع التربية تنحصر في ذلك المجهود المتواصل الذي نرمي إليه إلى أخذ الطفل بأنواع من الفكر‬
‫والعاطفة والسلوك التي ما كان يستطيع الوصول إليها ما ترك وشأنه"‪.‬‬
‫يعني أن التنشئة االجتماعية هي عملية تعليمية يكتسبها الفرد من اآلخرين‪.‬‬
‫في حين عرف تالكونت بارسونر ‪ 0818-0819‬التنشئة االجتماعية بأنها "عملية تعلم تعتمد على‬
‫التلقين والمحاكاة والتوحد مع ألنماط العاطفية العقلية واألخالقية عند الطفل الراشد‪ ،‬وهي عملية تهدف إلى‬
‫ادماج عناصر الثقافة في نسق الشخصية وهي عملية مستمرة تبدأ من الميالد داخل األسرة وتستمر في‬
‫المدرسة"‪.‬‬
‫أي أنها عملية محاكاة لألنماط العقلية والعاطفية واألخالقية عند الطفل بغية اكتسابه ثقافة تستمر‬
‫معه مدى الحياة‪.‬‬
‫وذهب "فريدريك ألكن" إلى أن التنشئة االجتماعية هي العملية التي يتعلم فيه الفرد كيف يصبح عضوا‬
‫فعاال في المجتمع و يتعلم الوظائف التي تلزمه عليها ثقافته في كيفية التعامل والتفاعل مع اآلخرين‪ ،‬هذا‬
‫التفاعل يحدد دور الفرد ويبلور مركزه ويؤدي وظائفه التي يمر بها في كل مرحلة من مراحل حياته وفق‬
‫‪2‬‬
‫مجموعة ينتمي إليها و يصبح عضو فيها"‪.‬‬
‫أي أنها العملية التي يتعلم فيها الفرد من أجل القيام بأدواره داخل المجتمع وتعزيز مكانته‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عاطف غيث‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -2‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،‬التنشئة االجتماعية دارسة في علم النفس االجتماعي‪ ،‬دار الوفاء للدنيا و الطباعة و النشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1481 ،‬ص ص ‪.0 ،0‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫ب‪ -‬المفهوم اإلجرائي‬


‫التنشئة االجتماعية هي تلك العملية التي يكتسب من خاللها الفرد ثقافة مجتمعه وهي عملية التفاعل‬
‫التي عن طريقها يتكيف الفرد مع بيئته االجتماعية‪ ،‬إذ تحوله من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي يتعلم‬
‫ممن سبقوه إلى الحياة وينمي استعداداته ويسهم بدوره في التأثير على ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التربية‬
‫أ‪ .‬لغة‪:‬‬
‫قالت العرب‪ :‬ربا الشيء‪ ،‬ربوا وربوا نما وزاد‪ ،‬قال اهلل تعالى عن األرض‪﴿ :‬فإذا أنزلنا عليها الماء‬
‫اهت َّزت وربت﴾‪ 1‬أي زادت وانتفخت بسبب ما بداخلها من ماء ونبات ويقولون‪ :‬ربا المال‪ ،‬زاد و يقولون‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ربى فالنا‪ :‬غذاه و نشأه‪.‬‬
‫واذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية نجد لكلمة التربية ثالثة أصول لغوية هي‪:‬‬
‫األصل األول‪ :‬ربا يربو ومعناه زاد ونما‪.‬‬
‫األصل الثاني‪ :‬ربى يربي على وزن خفي يخفي‪ ،‬ومعناها نشأ وترعرع‪.‬‬
‫األصل الثالث‪ :‬رب يرب على وزن مد‪ -‬يمد‪ -‬ومعناها أصلح ورعى‪ ،‬وبهذا فإن معاني التربية هي الزيادة‬
‫والنمو والنشوء والترعرع‪ ،‬واإلصالح والرعاية وقد اشتق اإلمام البيضاوي رحمه اهلل في تفسيره "أنواع‬
‫التنزيل وأسرار التأويل‪ ،‬والرب في األصل بمعنى التربية هي تبليغ الشيء إلى إكماله شيئا فشيئا"‪.‬‬
‫وفي كتاب مفردات الراغب األصفهاني "الرب في االصل التربية وهو إنشاء الشيء حاال فحاال إلى حد‬
‫‪3‬‬
‫التمام‪.‬‬
‫وهذا يعني أنه مهما تعددت المفاهيم اللغوية التي تحمل دالالت التربية في مجملها إال أنها تصب‬
‫في معنى واحد الزيادة والنمو والتبليغ والتعريف بالشيء‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية ‪.10‬‬


‫‪ -2‬عبد الكريم بكار ‪ ،‬حول التربية والتعليم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،1488 ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز عطا اهلل المعايطة وعبد اللطيف عبد الحميد الحليبي ‪ ،‬مقدمة في أصول التربية‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪ ،1440‬ص ص‪.18-14 ،‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫ب‪-‬اصطالحا‪:‬‬
‫التربية هي عملية مستمرة لتشكيل كيان الفرد اجتماعيا وثقافيا‪ ،‬وذلك بما تحدثه من تغيير في‬
‫شخصيات األفراد وفي عالقتهم التي ينتظمون بها ويعيشون بواسطتها لذلك فهي وظيفة المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية بما فيها المدرسة وتستمر طوال حياة الفرد‪.‬‬
‫وهذا يوضح أن التربية هي عملية تعمل على تغيير شخصية وتكوين الفرد وتزويده بخبرات ومعارف‬
‫تتماشى مع فترة حياته وتشير أكثر استخدامات هذا المصطلح إلى التنشئة والتدريب الفكري واألخالقي‬
‫وتطوير القوى العقلية واألخالقية خاصة عن طريق التلقين الملقن سواء في المدارس أو في المنظمات‬
‫األخرى وفي هذا الصدد يعرفها "أفالطون" بقوله "أن التربية هي أن نضفي على الجسم والنفس كل جمال‬
‫‪2‬‬
‫وكمال ممكن به"‪.‬‬
‫ومنه فالتربية عملية تطوير لقوى عقلية وأخالقية تقوم بها جهات مختصة كالمدرسة واألسرة‬
‫والمنظمات‪.‬‬
‫أما "أبو حامد الغزالي" يرى أن صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع اإلنسان أن‬
‫يحترفها‪ ،‬وان أهم أغراض التربية هي الفضيلة والتقرب إلى اهلل‪.‬‬
‫أما "إيمونويل كونت"‪ ،‬فهي ترقية لجميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها في الفرد‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫في حين "هربرت سبنسر" أن التربية هي إعداد المرء ألن يحيا حياة كاملة‪.‬‬
‫رغم اختالف اآلراء حول مفهوم التربية لدى العلماء والمفكرين‪ ،‬إال أنهم اجتمعوا على أن التربية هي‬
‫تعليم وتلقين خبرات ومعارف ومهارات التي تعمل على إعداد الفرد بغية االرتقاء داخل المجتمع‪.‬‬
‫ج‪ -‬المفهوم اإلجرائي‪:‬‬
‫التربية هي تلك العملية التي تقوم على التكيف والتفاعل بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها وهي‬
‫عملية طويلة األمد وال نهاية لها إال بانتهاء الحياة‪.‬‬
‫فالتربية هي العمل المنسق المقصود الهادف إلى نقل المعرفة و خلق القابليات و تكوين اإلنسان والسعي‬
‫به في طريق الكمال من جميع النواحي و على مدى الحياة‪ ،‬إذ هي عملية مستمرة فهي ال تنتهي بزمن‬
‫معين‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد المنعم الميالدي ‪ ،‬أصول التربية‪ ،‬مؤسسات شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1440 ،‬ص ص ‪.08،04‬‬
‫‪ -2‬محمد عاطف غيث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.801‬‬
‫‪ -3‬مريم الخالدي ‪ ،‬نظام التربية و التعليم‪ ، ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1440 ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -1‬مفهوم الصحة‬
‫أ‪ -‬لغة‪:‬‬
‫جاء في معجم الوجيز للغة العربية‪ ،‬أن الصحة هي البرئ من كل عيب أو ريب‪ ،‬فهو صحيح أو‬
‫‪1‬‬
‫سليم من العيوب واألمراض والصحة في البيئة حالة طبيعية تجري افعاله معها على المجرى الطبيعي‪.‬‬
‫أي أن الصحة هي السالمة من كل نقص أو عيب بمعنى وجود اإلنسان في حالة طبيعية‪ ،‬ماديا‬
‫‪2‬‬
‫ومعنويا‪ .‬فهي تساعد الفرد على بناء عالقات إيجابية مع اآلخرين مما يساعد على تماسك الجماعات‪.‬‬
‫أي قدرة اإلنسان على التفاعل االجتماعي بأن يكون اإلنسان فردا منتجا ومنتميا للمجتمع الذي يحيا‬
‫فيه والتوافق بين البنيتين الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫فالصحة هي تلك الحالة من الرفاهية الفيزيقية العقلية االجتماعية وليس مجرد الخلو من المرض‬
‫‪3‬‬
‫فقط‪.‬‬
‫أي أن الصحة هي السالمة النفسية الجسمية والعقلية ‪.‬‬
‫فهي حالة التوازن النسبي لوظائف الجسم وأن حالة التوازن هذه تنتج من تكيف الجسم مع العوامل‬
‫الضارة التي يتعرض لها وأن تكيف الجسم عملية إيجابية تقوم بها قوى الجسم للمحافظة على توازنه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الصحة شرط أساسي لقيام الفرد بوظيفته في المجتمع‪.‬‬
‫إذا كانت الصحة سليمة يستطيع الفرد القيام بأنواع مختلفة من النشاطات في حياته اليومية‪.‬‬
‫ويرى الدكتور "فوزي جاد اهلل "تعريف الصحة على الوجه التالي‪ :‬الصحة من ناحية شدتها يمكن‬
‫أن ننظر إليها على أنها مدرج قياس أحد طرفيه الصحة المثالية والطرف اآلخر هو انعدام الصحة‬
‫(الموت) وبين الطرفين الصحة المتوسطة‪ 5.‬وهذا يعني أنه نظر إلى الصحة على أنها سلم قياسي يتضمن‬
‫عدة درجات‪.‬‬

‫‪ -1‬أميرة منصور يوسف‪ ،‬المدخل االجتماعي للمجاالت الصحية و الطبية و النفسية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،8000‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -2‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬علم االجتماع الطبي دراسة تحليلية في طب المجتمع‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،1440 ،‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Jean Pierre Alemerasm، organisation mondiale de lq santi ، encyclopédia universalis،2004‬‬
‫‪ -4‬عبد المجيد الشاعر وآخرون ‪ ،‬الصحة والسالمة العامة‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1440 ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -5‬فوزي علي جاد اهلل‪ ،‬الصحة العامة والرعاية الصحية‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫وجاء في قاموس ‪ Le Petit la rousse grand format‬أن الصحة تطلق على خمسة معاني ومنها أن‬
‫‪1‬‬
‫الصحة حالة لنظام الجسم (حسنة أو سيئة)‪.‬‬
‫ونالحظ أن هذا التعريف يختلف عن التعريف السابق بحيث أن الصحة حسب المفهوم األخير‬
‫تتضمن الجانب اإليجابي الحسن كما تتضمن الجانب السيء‪.‬‬
‫وجاء تعريف الصحة في قاموس الصحة ‪ Petit la rousse de la médecine‬هي الحالة التي يكون‬
‫‪2‬‬
‫فيها الجسم سليما من األمراض واألعضاء تؤدي وظائفها بطريقة عادية‪.‬‬
‫أي انعدام المرض العضوي أو العجز وجميع األعضاء تؤدي وظائفها بشكلها الطبيعي‪.‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا ‪:‬‬
‫عرفت منظمة الصحة العالمية الصحة عام ‪ 8004‬على أنها حالة العافية التامة والمتكاملة جسديا‬
‫‪3‬‬
‫ونفسيا واجتماعيا وليست مجرد غياب المرض أو العجز‪.‬‬
‫ويعني ذلك سالمة الجسم من الناحية الجسدية والنفسية واالجتماعية وليست السالمة من المرض‬
‫الجسدي فحسب والصحة تعني مساعدة الفرد على العمل والفاعلية وهذا العمل يعود بالنفع العام على أبناء‬
‫المجتمع وتنمية المجتمع على درجات متفاوتة من الصحة‪.4‬‬
‫فلقد اختلفت وتعددت التعاريف حول الصحة إذ هي مفهوم شامل ومركب فالصحة ليست السالمة‬
‫من المرض العضوي وانما هي ارتباط الجوانب النفسية والجسمية والعقلية واالجتماعية في اإلنسان‪ ،‬ودليل‬
‫ذلك التكامل هو قيام الفرد بأدواره االجتماعية‪ ،‬ووظائفه في الحياة على أكمل صورة‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعريف اإلجرائي‪:‬‬
‫الصحة هي تلك الحالة الجيدة للفرد وخلوه من مختلف األمراض‪ ،‬فهي ال تعني سالمة بدنه فقط بل‬
‫تتعدى ذلك لتشمل سالمته العقلية والنفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫كذلك نعني بالصحة أداء جميع أعضاء جسم اإلنسان وظائفها بشكلها الطبيعي و أن‪ ،‬يعيش الفرد‬
‫بسالم مع نفسه متمتعا باالستقرار الداخلي و قادر على تكوين عالقات اجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Le petit la rousse، grand Format،paris،jullet 2001،p 916.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-André donnant et jaques bournkey، petit la rousse de la médecine، tome 2، librarie rousse imprimé en R. F.‬‬
‫‪A. mai. 3891. p819.‬‬
‫‪ -3‬وفاء فضة و آخرون‪ ،‬تمريض الصحة المجتمع والصحة العامة‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،1441 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -4‬إقبال إبراهيم‪ ،‬العمل االجتماعية في مجال الرعاية الطبية اتجاهات نظرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،8008 ،‬‬
‫ص ص ‪.00 ،00‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -1‬مفهوم التربية الصحية‬


‫أ‪ -‬اصطالحا‪:‬‬
‫كلمة التربية الصحية يقابلها في اللغة الفرنسية "‪ "éducation sanitaire‬وفي اللغة ألنجليزية " ‪health‬‬

‫‪ "éducation‬ويستخدم في اللغة العربية في بعض األحيان كلمة التربية الصحية أو التثقيف الصحي‬
‫للداللة على العملية نفسها‪.‬‬
‫ويشير هذا المصطلح في "معجم المصطلحات التربوية المعرفية" على قدر من المعارف واآلراء‬
‫واالتجاهات‪ ،‬التي تقدم للطالب في مجال الصحة العامة‪ ،‬التي يوجهها المجتمع‪ ،‬مع المشاركة الفعالة‬
‫‪1‬‬
‫النشطة في حلها‪.‬‬
‫ونالحظ أن معجم المصطلحات التربوية المعرفية حصر مفهوم التربية الصحية في المجال التربوي‬
‫فقط‪ .‬بمعنى أنه كمية من المعلومات‪ ،‬اآلراء واالتجاهات المتعلقة بمجال الصحة العامة‪ ،‬تقدم للطلبة فقط‪،‬‬
‫في حين أن الجميع يحتاج إلى التربية الصحية كبا ار وصغارا‪ ،‬رجاال ونساء‪ ،‬األمي والمتعلم‪ .‬ألنها تعمل‬
‫على تحسين الوعي الصحي ورفع مستوى اهتمام األفراد بصحتهم‪.‬‬
‫تعرف التربية الصحية بأنها عملية التعلم والتعليم والتي من خاللها يعبر المتعلمون من سلوكهم‬
‫‪2‬‬
‫الصحي وذلك للوصول إلى حالة صحية أفضل‪.‬‬
‫أي أن التربية عملية تعليمية تزود الناس بالمعرفة الالزمة حول الصحة‪ ،‬ومحدداتها والمرض‬
‫وأساليب المعالجة و ذلك للوصول إلى حالة صحية أفضل‪.‬‬
‫وعرفها ‪ Dumas Laurence‬التربية الصحية بأنها تشمل مجموعة التدخالت (نشاطات تربوية جواريه‪،‬‬
‫نشاطات اتصال‪ ،‬إعالم الناس‪ ،‬توفير أدوات بيداغوجية واعالميه) والتي هدفها تقوية مهارات السكان‬
‫‪3‬‬
‫الكتساب اختيارات مالئمة للصحة‪.‬‬
‫ويقصد بذلك أن التربية الصحية تقوم باستخدام تقنيات مختلفة من أجل الوصول إلى الممارسات‬
‫الصحية السليمة والتربية الصحية تسبق التعليم‪ ،‬حيث نالت اهتمام الكثير من االتجاهات والدراسات إذ‬

‫‪ -1‬أحمد حمل‪ ،‬حسين اللقاني‪ ،‬معجم المصطلحات التربوية المعرفية‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم الكتب‪ ،1440 ،‬ص ‪.804‬‬
‫‪ -2‬عادل الصدفي وآخرون‪ ،‬العلوم السلوكية واالجتماعية والتربية الصحية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،1448 ،‬ص ‪.840‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Dumas Laurence، conduitzs a risque،institut national de prévention et déducation pourla santé، 2006، p 04.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫توصلت العديد من األثار والنتائج المترتبة عنها فهي تعمل على التوعية الصحية وتعمل على تغيير‬
‫‪1‬‬
‫سلوكيات صحية ايجابية تزودهم بمهارات اتخاذ القرار في الكثير من المواقف‪.‬‬
‫فالتربية الصحية تهدف إلى تغيير العادات واالتجاهات والمفاهيم والممارسات الصحية الغير‬
‫السوية‪ ،‬وتعمل على تعزيز الممارسات والعادات الصحية السوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المفهوم اإلجرائي‪:‬‬
‫هي عملية تعمل على تنمية و تزويد معارف المتعلم بالمعلومات المتعلقة بالصحة وذلك بإدراج‬
‫التربية الصحة ضمن المناهج التربوية من أجل بناء فرد واعي مثقف صحيا‪.‬‬
‫وهي الوسيلة الفعالة واألداة الرئيسية في تحسين مستوى صحة المجتمع إذ تقوم على أسس علمية‬
‫وعملية لما لها من دور في رفع مستوى صحة الفرد والمجتمع‪ ،‬لذلك لقيت مجال اهتمام متزايد من طرف‬
‫األطباء والعلماء كونها فرع هام من فروع الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الوسط التربوي‬
‫أ‪ -‬اصطالحا‪:‬‬
‫يحظى الوسط التربوي باهتمام الدارسين ومختلف التخصصات في العلوم االجتماعية‪ ،‬األمر الذي‬
‫أدى إلى اختالف تعريفاته وتحديداته وفي هذا اإلطار‪ ،‬يرى الكثير من الباحثين أن الوسط التربوي يرتبط‬
‫بالمدرسة في أبعادها المختلفة‪ ،‬في حين العديد من المحاوالت التي سعت إلى تعريف الوسط على أنها‪:‬‬
‫البيئة الفيزيقية واالجتماعية التي يعيش فيها الفرد‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى يعرف الوسط على أنه بيئة اإلنسان االجتماعية كما يستخدم هذا المفهوم لإلشارة‬
‫إلى أن األفراد عندما يستجيبون ويتأثرون لبيئتهم‪ ،‬فإنهم ال يستجيبون للمنبهات المادية فقط‪ ،‬وانما يتأثرون‬
‫في الوقت نفسه بما يحيط بها من مظاهر اجتماعية تشمل على معايير اآلخرين وتوقعاتهم وخاصة في‬
‫‪2‬‬
‫المواقف التي يندمجون فيها‪.‬‬
‫ويعرف "كانتر" ‪ Canter‬الوسط‪ :‬مجموعة من العناصر التنظيمية والثقافية التي تحدد سلوك الفرد‬
‫وفهمه وعالقته مع عناصر البيئة بمفهومها الطبيعي أو اإليكولوجي‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Sameh Hrairai، education à la santé، ministére de l’enséigenement supeueur،dé partement de sience de‬‬
‫‪l’education،2007، 2008،p17.‬‬
‫‪ -2‬عاطف غيث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -3‬أحمد النكالوي‪ ،‬علم اجتماع وقضايا التخلف‪ ،‬دراسة تحليلية برؤية ماكروسكوبية‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،8000 ،‬‬
‫ص ‪.110‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫أي هو ذلك المحيط المكون من مجموعة من العناصر التي تضبط سلوك الفرد مع بيئته‪.‬‬
‫ب‪ -‬المفهوم اإلجرائي‪:‬‬
‫الوسط التربوي هو الحيز الذي يتحرك فيه المعنيون بالفعل التربوي ويتفاعلون مع بعضهم‬
‫البعض‪ ،‬وفق مكونات ومقتضيات هذا الحيز الذي يتضمن بيئات اجتماعية وتنظيمية ومادية‪.‬‬
‫من خالل تحديدنا لجملة من المفاهيم التي عالجناها في دراستنا المتمحورة بعنوان "التنشئة‬
‫االجتماعية وتأثيرها على التربية الصحية في الوسط التربوي"‪ ،‬يتبين لنا أن هناك عالقة ترابطية بين‬
‫مفاهيم الدراسة‪ ،‬إذ أن التربية الصحية تعتبر جزء من التنشئة االجتماعية‪ ،‬وكل من هاذين المفهومين يتم‬
‫إدراجهم ضمن الوسط التربوي باعتبار أن المدرسة هي مؤسسة من مؤسسات التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫إن عملية استعراض الدراسات السابقة والبحوث العلمية لها أهمية كبيرة بالنسبة للباحث‪ ،‬حيث‬
‫تساعده على تشكيل القراءات وتمكنه من الوقوف على جانب النقص بها من حيث المضمون‪ ،‬كما أن‬
‫هذه الدراسات تعطي له كل المعايير والمفاهيم اإلجرائية الالزمة للقيام بعملية وجب التطرق إليها وهذا ما‬
‫سنستعرضه في دراستنا الحالية أال وهي استخالص نتائج الدراسات السابقة و مقارنة الدراسات السابقة مع‬
‫دراستنا الحالية‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسة األولى‪ :‬لقد جاءت هذه الدراسة بعنوان "التنشئة االجتماعية للطفل في الوسط التربوي"‬
‫"ابتدائية فاطمة الزهراء رقي نموذجا" وهي رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص خدمة اجتماعية من إعداد‬
‫"حميد حمالوي"‪.1440-1444 ،‬‬
‫من أهم النتائج التي خلصت إليها هذه الدراسة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن التربية اإلسالمية ترمي إلى ترسيخ السلوكيات الحميدة وتهذيبها وتنمية المواقف اإليجابية في إطار‬
‫مبادئ وقيم الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬هنالك عالقة ارتباطية بين الضبط المدرسي والتصرف وفق النماذج السلوكية المرغوبة‪.‬‬
‫‪ -‬دور أداء المعلم في المساهمة في تكوين الطفل وتشكيل اتجاهاته‪.‬‬
‫‪ -‬توصلت إلى أن قيم المجتمع والتأثير الذي يمارسه الوسط التربوي (األسرة‪ ،‬المدرسة) أثناء عملية‬
‫التنشئة االجتماعية يؤثر بشكل كبير على الطفل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -‬أوضحت الدراسة على أن للمستوى التعليمي لألبوين انعكاس إيجابي أو سلبي على أنساق القيم لدى‬
‫‪1‬‬
‫األبناء‪.‬‬
‫‪" -‬تكمن عالقة هذه الدراسة بموضوع بحثنا هو محاولة معرفة تأثير التنشئة االجتماعية على التربية‬
‫الصحية للتالميذ في المدارس االبتدائية‪ ،‬مع كيفية تلقين مؤسسات التنشئة االجتماعية المتمثلة في‬
‫أهم مؤسسة أال وهي األسرة و المدرسة وكذلك المؤسسات األخرى‪ ،‬لها دور في نشر المبادئ والقيم‬
‫التي تؤثر على الجانب الصحي للطفل‪ ،‬أو تالميذ المدارس في الحفاظ على صحتهم وتنشئتهم على‬
‫طرق وأساليب تجعل الطفل مدرك ألهمية الصحة العامة‪ ،‬وذلك بغية الحصول على فرد واعي مثقف‬
‫صحيا وصل إلى أعلى مستوى من الصحة العقلية والنفسية واالجتماعية والبدنية‪ ،‬وهذا هو الدور الذي‬
‫تسعى األسرة للوصول إليه باعتبارها أول مؤسسة ينشأ منها الطفل وهو صفحة بيضاء تبدأ األسرة‬
‫بتعليمه كل المبادئ والقيم والعادات لتكمل المدرسة تربيته و تعليمه وتشكيل اتجاهاته"‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسة الثانية‪ :‬جاءت هذه الدراسة تحت عنوان "مؤسسات التنشئة االجتماعية ودورها في تنمية‬
‫قيم التربية البيئية" –المدرسة نموذجا‪ -‬دراسة ميدانية بابتدائية البستان والية باتنة‪ ،‬أطروحة مكملة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه في علم االجتماع‪ ،‬تخصص علم اجتماع البيئة إعداد "مطوري أسماء" ‪-1480‬‬
‫‪.1484‬‬
‫ومن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن اإلدارة المدرسية تحرص على تنظيف المدرسة‪ ،‬بتنظيف الساحة تنظيف الصفوف ودورة المياه‬
‫لتغرس في نفوس التالميذ قيمة النظافة‪.‬‬
‫‪ -‬أي اإلدارة المدرسية تدعو التالميذ المشاركة في الحفاظ على نظافة المدرسة لتعودهم على الممارسة‬
‫البيئية اإليجابية‪.‬‬
‫‪ -‬إن من األساليب التي تتبعها إدارة المدرسة لتنمية قيم التربية البيئة لدى التالميذ وجعلهم يجسدون‬
‫سلوكيات بيئية إيجابية في حياتهم كأسلوب التحفيز والعقاب‪ ،‬فهي تعاقب التالميذ الذين يخربون‬
‫ممتلكات المدرسة‪ ،‬أو المبذرين للماء حتى يعي التالميذ أن السلوكيات خاطئة وتضر بالبيئة وأنها‬
‫ليست من السلوكيات التي تدعو لها التربية البيئية‪.‬‬

‫‪ -1‬حميد حمالوي ‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل في الوسط التربوي‪ ،‬ابتدائية فاطمة الزهراء رقي نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص‬
‫خدمة اجتماعيه‪ ،‬الجزائر‪.1440-1444 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -‬إن البرامج المدرسية باحتوائها على مواضيع البيئة تتضمن قيما بيئية تهدف لزيادة معارف التلميذ‬
‫حول المفاهيم البيئية والقضايا البيئية وعالقة اإلنسان بالبيئة‪.‬‬
‫‪ -‬هناك قصور في مجال ترغيب األستاذ للتالميذ للمشاركة في ألنشطة البيئية والعمل التطوعي البيئي‬
‫مثل‪ :‬حمالت تطوعية والتنظيف وذلك راجع ألن المدرسة ال تنظم لهذه الحمالت وال يوجد بها ناد‬
‫أخضر‪.1‬‬
‫‪ -‬تكمن العالقة القائمة بين هذه الدراسة وموضوع بحثنا أن مؤسسات التنشئة االجتماعية يجب أن تعمل‬
‫على تربية األفراد وتعليمهم لقيم ومبادئ التربية الصحية والبيئية باعتبارها هي أفضل األوساط التي‬
‫تعمل على اكساب الفرد ثقافة المجتمع وقيمه من بين هذه قيم التربية الصحية والبيئية‪ ،‬بحيث أن‬
‫البيئة هي جزء مهم وأساسي في الحفاظ على الصحة العامة كما تحتل المدرسة مكانة هامة في مجال‬
‫تنمية قيم التربية الصحية والبيئية‪ ،‬بحيث تعكس الحاجات االجتماعية البيئية وتحاول إكساب التالميذ‬
‫العادات السليمة واالتجاهات والقيم التي تحقق مكانة البيئة والمحافظة على الصحة ألن نظافة المحيط‬
‫الذي يعيش فيه الكائن الحي يجعل اإلنسان يتمتع بصحة جيدة‪ ،‬كما تحتوي البرامج الصحية والبيئية‬
‫فيما تهدف إلى دعوة وتشجيع التالميذ على المشاركة في حل المشكالت البيئية الحتواء على البرامج‬
‫المدرسية لتعديل سلوكيات التالميذ مثل‪ :‬السلوك الصحي لألكل‪ ،‬النظافة‪ ،‬المشاركة في عملية‬
‫التشجير‪ ،‬ولهذا يحافظ الفرد على صحة وسالمة بيئته‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسة الثالثة‪ :‬جاءت هذه الدراسة تحت عنوان "فعالية التربية الصحية في تغيير سلوكيات الخطر‬
‫وتنمية الوعي الصحي لدى المراهقين"‪.‬‬
‫دراسة ميدانية على عينة من تالميذ المدرسة بمتوسطة عين توتة –باتنة‪ ،-‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫العلوم في علم النفس‪ ،‬إعداد "القص صليحة"‪.9109-9101 ،‬‬
‫ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة هي‪:‬‬
‫‪ -‬اكتساب التالميذ مفاهيم صحية جديدة‪ ،‬وان هناك إمكانية تعديل وتوسيع المفاهيم الصحية والمرضية‬
‫للمتعلمين من خالل التربية الصحية الموجهة‪.‬‬
‫‪ -‬غياب المواضيع الصحية من المناهج الدراسية قد يكون سببا في عدم تطور المفاهيم والمعارف‪.‬‬

‫‪ -1‬مطوري أسماء‪ ،‬مؤسسات التنشئة االجتماعية ودورها في تنمية قيم التربية البيئية‪ ،‬دراسة ميدانية بابتدائيات البستان والية‬
‫باتنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علم االجتماع ‪ ،‬تخصص علم اجتماع البيئة‪ ،‬الجزائر‪.1484-1480 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -‬أن الهدف من التربية الصحية ليس مجرد اختزان الفرد بعض المعلومات بل مساعدته على أن‬
‫تنعكس تلك المعلومات في سلوكه‪.‬‬
‫‪ -‬أن التربية الصحية ليست مجرد حشو عقول التالميذ ببعض المعلومات المتعلقة بالصحة والمرض بل‬
‫أصبحت عملية تربوية أساسية تهدف إلى تعديل السلوك وتغيير المفاهيم واكتساب الفرد عادات‬
‫‪1‬‬
‫صحية سليمة ترتبط بمفهوم صحي سليم في مختلف مرحل العمر‪.‬‬
‫تكمن العالقة بين موضوع بحثنا وهذه الدراسة أنها تدرس مدى فاعلية التربية الصحية في تغيير‬
‫السلوكيات وزيادة وعي التالميذ الصحي وبهذا تعتبر سلوكيات الخطر المصاحبة لقلة وعي التالميذ مع‬
‫بناء برامج التربية الصحية باعتبار أن المشاكل الصحية تبدأ من الصفر‪ ،‬وكذلك أنه يمكن الوقاية من هذه‬
‫السلوكيات بالتدخل المبكر وذلك بتغيير العادات واألساليب وألنماط الخاطئة والغير صحية وهذا ما تسعى‬
‫إليه مدرسة التعليم االبتدائي فهي تعمل جاهدة على تكريس قيم التربية الصحية بين التالميذ وذلك عن‬
‫طريق إبراز المقومات المتمثلة في المعلم والمنهاج التربوي وألنشطة المدرسية التي تعمل على نشر الوعي‬
‫الصحي بين التالميذ واألساتذة وذلك بضرورة العناية بصحتهم والمحافظة عليها مع تعريفهم بأحوالهم‬
‫الجسمية‪ ،‬ومعنى الصحة ووسائل اكتسابها والتغذية السليمة وكيفية الوقاية من األمراض والمحافظة على‬
‫البيئة ونظافة المحيط‪ ،‬كذلك تعلمهم عادات صحية ود ارسية سليمة التي تحافظ على الجسم والعقل وتنشئة‬
‫التالميذ على ثقافة صحية وتكوين عادات واتجاهات صحية جيدة لديهم وهذا بهدف نشر الوعي الصحي‬
‫فيما بينهم‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬المقاربات النظرية المفسرة للدراسة‬
‫تعددت المقاربات النظرية التي تعالج مسألة التنشئة االجتماعية واألثر الذي تتركه على التربية‬
‫الصحية للطفل‪ ،‬لهذا سنحاول في هذا الفصل تصنيف هذه النظريات وفقا للمتغيرين الذين تناولتهم هذه‬
‫الدراسة وذلك بهدف الوصول إلى إطار نظري يوجه الدراسة الراهنة في تناولها لظاهرة اجتماعية أال وهي‬
‫التنشئة االجتماعية وتأثيرها على التربية الصحية لدى تالميذ المرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫وقد اختلفت وجهات النظر حول اآللية التي تتم بها عملية التربية الصحية وكيف تتدخل التنشئة في‬
‫ذلك‪ ،‬حيث تعمل مؤسسات التنشئة االجتماعية جاهدة على ترسيخ قيم صحية سليمة لدى التالميذ‬
‫للوصول إلى نتيجة مفادها خلق تلميذ مثقف صحيا يعمل بشكل إيجابي في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -1‬القص صليحة ‪ ،‬فعالية برنامج تربية صحية في تغير سلوكيات الخطر وتنمية الوعي الصحي لدي المراهقين‪ ،‬دراسة ميدانية على‬
‫عينة من تالميذ المرحلة المتوسطة بمدينة عين التوتة ـ باتنة ـ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في علم النفس‪ ،‬الجزائر‪.1484 ،1480 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -0‬البنائية الوظيفية‪:‬‬
‫ترجع جذور الفكر البنائي الوظيفي إلى الفكر الوضعي أي منذ بداية القرن التاسع عشر رغم أن‬
‫بعض الباحثين يذهبون أكثر من ذلك تاريخيا‪ ،‬بحيث يرجعونه إلى أفكار "أرسطو" و"أفالطون" ومن ثم ابن‬
‫"خلدون"‪.‬‬
‫فالمماثالت بين المجتمع والكائنات العضوية قديمة قدم التفكير االجتماعي‪ ،‬فالصورة الرئيسة لهذه‬
‫المماثلة هي تطور مفهومي" البناء والوظيفة" اللذين ظه ار عند "هربرت سبنسر" و"دور كهايم" ثم تطور‬
‫أساسا في أعمال األنثربولوجيين البريطانيين ذو التوجه االجتماعي من أمثال "مالينوفسكي" و"راد كليف‬
‫براون"‪.1‬‬
‫والوظيفية نظرية اجتماعية عامة تؤكد على االعتماد المتبادل بين مؤسسات ونظم أي مجتمع والتحليل‬
‫الوظيفي يوضح كيف أن النظام االجتماعي يتم تحديده عن طريق الوظائف التي تؤديها المؤسسات‬
‫المختلفة‪ ،‬وعلى الرغم من أن الكتابات األساسية للوظيفية جاءت في القرن التاسع عشر على يد أصحاب‬
‫النظريات في علم االجتماع في اوروبا وخاصة عند "إميل دوركايم" فإنها قد تطورت كنظرية عامة‬
‫‪2‬‬
‫معاصرة على يد علماء االجتماع "تالكونت وروبرت ميرتون" في الخمسينيات من القرن العشرين‪.‬‬
‫أي االتجاه الوظيفي البنائي ال ينسب إلى عالم اجتماع واحد بل هو اتجاه وليد جهود كثيرة‪.‬‬
‫ومن أهم مسلمات الوظيفية البنائية‪:‬‬
‫‪ -‬النظر إلى المجتمع على أنه نسق مكون من مجموعة من العناصر‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر داخل النسق االجتماعي يقوم بوظيفة ال يمكن أن يقوم بها عنصر آخر‪.‬‬
‫‪ -‬العناصر المكونة للنسق االجتماعي تتبادل التأثير فيما بينها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أي ظاهرة اجتماعية ال يمكن تغير وظيفتها التي تؤديها داخل النسق‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى فإن االتجاهات البنائية تستخدم لتفسير الدور‪ ،‬والوظيفة االجتماعية التي تقوم بها ظاهرة‬
‫معينة أو نظام معين في البناء أو التنسيق أو التنظيم االجتماعي باعتباره جزء منه‪ ،‬فكل نظام في النسق‬
‫االجتماعي ترتبط مع بقية ألنظمة األخرى وهذا ما دفعهم إلى اعتبار األسرة نسق اجتماعي ترتبط مع‬

‫‪ -1‬ياسر خضير البياتي‪ ،‬النظرية االجتماعية جذورها التاريخية وروادها‪ ،‬الجامعة المفتوحة‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ ،1441 ،‬ص‪ ،‬ص‪،‬‬
‫‪.840،840‬‬
‫‪ -2‬أحمد عطية أحمد‪ ،‬مناهج البحث في التربية وعلم النفس رؤية نقدية‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ -3‬أحمد عياد‪ ،‬مدخل لمنهجية البحث االجتماعي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم السياسية‪ ،‬قسم علم االجتماع‪،‬‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،1444 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫النظام التربوي وذلك لكي تستطيع أن تؤثر في تشكيل سلوك الطفل المرغوب فيه اجتماعيا كونها أداة‬
‫لحفظ الواقع االجتماعي واعادة إنتاجه إلى قوة فاعلة تستطيع أن تطور الواقع االجتماعي بما تنقله من‬
‫‪1‬‬
‫خبرات صحية للطفل‪.‬‬
‫وهذا يعني أن البنائية الوظيفية تنظر إلى أن المجتمع نسقا اجتماعيا مترابطا ترابطا داخليا ينجز كل‬
‫جزء من أجزاءه‪ ،‬أو مكون من مكوناته وظيفته المحددة‪ ،‬بحيث أن كل خلل أو تغير في وظيفة إحدى‬
‫مكوناته ينجر عنه تغير في باقي أجزاء النسق‪ ،‬فاألسرة تعمل على ترسيخ التنشئة الصحية لطفلها وتعلمه‬
‫وظائف العناية األولية بالجسم‪ ،‬كأن تعلمه كيف يغسل أسنانه‪ ،‬تقليم أظافره‪ ،‬أكل ما هو صحي‪ ،‬ممارسة‬
‫الرياضة‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫بعد ذلك تأتي المدرسة لتكمل ما أعددته األسرة إذ تعمل جاهدة على بلورة وتشكيل الوعي الصحي‬
‫لتالميذها من خالل ادماج مواضيع الصحة في المناهج التعليمية وهذا من أجل تكوين ثقافة صحية‬
‫للطفل‪ ،‬تمكنه من تعزيز المواقف االيجابية تجاه صحته وذلك لتدعيمه وبقاءه واندماجه مع عناصر‬
‫ومكونات البناء االجتماعي القائم‪ .‬وهذا ما أكده "بارسونز" على أن وظيفة المدرسة تكمن في االكتشاف‬
‫المبكر لقدرات التالميذ واستعداداتهم وتوجيهيهم وتنمية دوافعهم‪ ،‬ودور المعلم هو مساعدة التالميذ على‬
‫‪2‬‬
‫إدراك تلك القدرات والعمل على اكتساب المهارات والخبرات الصحية السليمة‪.‬‬
‫فالبنائية الوظيفية تؤكد على أن المجتمع متكامل في بنائه يقوم على تنشئة األفراد من خالل قيم وعادات‬
‫واقاليد الي يفرضها البناء االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -9‬نظرية التعليم االجتماعي‬
‫تساهم عملية التنشئة االجتماعية في تعديل سلوكيات األفراد وذلك من خالل المواقف التي يتعرض‬
‫لها الفرد في حياته‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تعلمه سلوكيات وتصرفات جديدة وعلى هذا فنظرية التعلم‬
‫االجتماعي‪ ،‬هي تلك النظرية التي تضمن تعديل أو تغيير في السلوك نتيجة التعرض لخبرات وممارسات‬
‫‪3‬‬
‫معينة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الباسط عبد المعطى‪ ،‬عادل مختار الهواري‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،8004‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬محمد حسين العجمي‪ ،‬اجتماعيات التربة المعاصرة‪ ،‬دار الفكر والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1440 ،‬ص ص ‪.00-00‬‬
‫‪ -3‬أحمد عثمان ‪ ،‬علم النفس التربوي‪ ،‬مكتبة ألنجلو المصرية‪ ،‬مصر‪ ،1441 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫وترجع خلفية هذه النظرية إلى كل من نظرية التعلم و النظرية الشخصية‪ ،‬نتجت في سلوك األفراد‬
‫في مختلف المواقف االجتماعية التي يتعرضون لها‪ ،‬كما تعمل هذه النظرية على‪:‬‬
‫‪ -‬تفسير الطريقة التي يكتسب من خاللها األفراد أنماط سلوكهم أو يقومون بتغييرها‪ ،‬وكذلك تحديد‬
‫الظروف التي يختارون وفقا لها أن يسلكوا طريقا دون آخر‪ ،‬عندما يضم سلوكهم هذه ألنماط‪.‬‬
‫‪ -‬تؤكد على الجانب المعرفي واإلدراكي الذي ساعدها على تفسير اختيار الفرد ألنماط سلوكية موجودة‬
‫في رصيده السلوكي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫نتجت في التعليم الذي يحدث في المواقف االجتماعية الواقعة أثناء التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫أي أن الفرد يقوم بالتفاعل والتبادل مع اآلخرين في مختلف اآلراء‪.‬‬
‫كما تنطلق هذه النظرية من افتراض مفاده أن اإلنسان كائن اجتماعي يعيش ضمن مجموعة من‬
‫‪2‬‬
‫األفراد يتفاعل معها ويؤثر ويتأثر فيها‪.‬‬
‫ومعنى هذا أن الفرد يتعلم مجموعة من السلوكيات‪ ،‬اتجاهات وقيم من اآلخرين عن طريق‬
‫المالحظة والتقليد‪.‬‬
‫وقد تزعم هذه النظرية مجموعة من العلماء والمفكرين أمثال "ميلر ودوالرد" ‪" Miller"Dollard et‬‬
‫اللذان يؤكدان أن التنشئة االجتماعية تهتم بمختلف الدوافع واإلجراءات كشروط لحدوث التعلم فالفرد‬
‫‪3‬‬
‫يحصل على انتباه والديه واهتمامهما عندما يقوم بأفعال أو تصرفات يفضلها الوالدين‪.‬‬
‫فالفرد عند اكتسابه لهذه التصرفات تصبح جزءا من حياته المستقبلية‪.‬‬
‫أما "بارك ‪ "Park‬فيرى أن الفرد يتعلم سلوكيات اجتماعية من خالل تقليد الوالدين "فاألفراد يقلدون‬
‫ويحاكون األب واألم من نفس الجنس‪ ،‬وذلك عندما يجدون دعما ذاتيا كلما اقتربوا من النموذج من بين ما‬
‫‪4‬‬
‫تقدمه وسيلة اإلعالم عموما خاصة الوسائل المرئية"‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اهلل مسكين‪ ،‬مصدر الضبط حسب نظرية التعلم االجتماعي بالتوقع و قيمة التعزيز لروتر وعالقته بالتوافق النفسي‪ ،‬رسالة‬
‫الماجستير‪ ،‬قسم علم النفس‪ ،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس‪ ،‬الجزائر‪ ،1481-1488 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬سامي محسن‪ ،‬الختاتنة وفاطيمة عبد الرحيم‪ ،‬النوابسة علم النفس االجتماعي‪ ،‬دار حامد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1484 ،‬ص ‪.888‬‬
‫‪ -3‬زكريا الشربيني‪ ،‬وسرية صادق‪ ،‬تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملة ومواجهة مشكالته‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،1448‬ص‪.18‬‬
‫‪ -4‬باهي لخضر‪ ،‬دور المخيمات الصيفية في التنشئة االجتماعية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع‪ ،‬علم‬
‫اجتماع البيئة‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،1488-1484 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫فالتنشئة االجتماعية تسهم في تعديل سلوك الفرد وتغيره وعلى هذا األساس فهي عملية تعلم ‪،‬وهذا‬
‫قد يكون مباشر من خالل التدريب عليه أو غير مباشر من خالل تقليد المحيطين به‪ ،‬ويظهر هذا من‬
‫خالل البيئة المحيطة والتي تعد بمثابة المرجع األول الذي يتعلم من خالله الفرد سلوكياته‪.‬‬
‫فأصحاب هذه النظرية يؤكدون على أن التنشئة االجتماعية هي ذلك الجانب من التعلم الذي يهتم‬
‫بالسلوك االجتماعي عند الفرد‪.‬‬
‫أي هي عملية تعلم‪ ،‬تعلم الفرد وتعوده على ممارسات صحية سليمة ينشئ عليها حتى الكبر‪ ،‬وهذا‬
‫يحدث بفعل تكرار الطفل لهذه السلوكيات مثال‪ :‬يعود الطفل على غسل اليدين قبل األكل وحسب هذه‬
‫النظرية‪ ،‬فإن التنشئة االجتماعية عبارة عن نمط تعليمي يساعد الفرد على القيام بأدواره االجتماعية‪.‬‬
‫كما أن التطور االجتماعي حسب وجهة نظر هذه النظرية يتم بالطريقة نفسها التي كان فيها تعلم‬
‫المهارات األخرى‪ ،‬ويعطي أصحاب هذه النظرية أهمية كبرى للتعزيز في عملية التعلم االجتماعي أمثال‬
‫"‪" "Dolard‬وميلر ‪ " Miler‬بحيث يذهبان إلى أن السلوك الفردي يتغير تبعا للنمط التعزيزي في تقوية‬
‫السلوك‪ ،‬فعندما يعزز سلوك الطفل بما هو صحي فحينها يدرك السلوكيات والعادات الصحية السليمة من‬
‫العادات الصحية الغير سليمة وتسعى لتعزيز المواقف االيجابية تجاه الصحة واكتساب الممارسات‬
‫الصحية وتقليص عبء المرض‪.‬‬
‫فالتنشئة االجتماعية حسب هذه النظرية عبارة عن تغيرات في السلوك تنشأ عن التجربة والخبرة‬
‫‪1‬‬
‫وهذا نتيجة التعرض لخبرات وممارسات معينة‪.‬‬
‫أي هذا يعني أن التنشئة االجتماعية تعمل على تعديل وتغيير سلوك الفرد من خالل التجارب‬
‫والممارسات التي يتلقاها ويتعرض لها الفرد في حياته اليومية‬
‫‪ -1‬نظرية التحليل النفسي‬
‫تنطلق نظرية التحليل النفسي من فكرة مفادها أن التنشئة االجتماعية تعتبر عملية اكتساب الطفل‬
‫واستدماجه لمعايير والديه وتكوين ألنا األعلى‪ ،‬ولم تغفل هذه النظرية أهمية الوسط الذي ينشأ فيه الطفل‬
‫وتأثيره الكبير في تشكيل شخصيته في إطاره الزماني واالجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1‬فيروز مامي زرارقة‪ ،‬فضيلة ز اررقة‪ ،‬السلوك العدواني لدى المراهقين بين التنشئة االجتماعية وأساليب المعالجة الوالدية المنظور‬
‫والمعالجة‪ ،‬األردن‪ ،1481 ،‬ص ‪.804‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫يدرك اإلنسان الزمان والمكان وهو ال يعيش اللحظة التي يمر بها فقط بل هو يعايشها وهو قادر في‬
‫الوقت نفسه على استحضار الماضي وتصور المستقبل‪ ،‬لذلك كونت اإلنسانية تراثا حضاريا يتمثل في‬
‫القيم والعادات والتقاليد وأساليب السلوك‪.‬‬
‫يولد اإلنسان معتمدا على غيره متمرك از حول ذاته‪ ،‬ال يهدف إال إلشباع حاجاته الفيسيولوجية وال‬
‫نستطيع إرجاء أو إبدال أو إعالء أي منها وهو في سلوكه أقرب إلى الحيوان منه إلى اإلنسان ولكي‬
‫‪1‬‬
‫يصبح هذا الفرد إنسانا عليه أن يتمثل في وجدانه قيم المجتمع وعاداته وتقاليده‪.‬‬
‫وتتكون اتجاهاته وميوله وعواطفه‪ ،‬ومن ثم يعرف دوره في هذا المجتمع و مسؤولياته‪ ،‬دون أن يفقد‬
‫هويته وتفرده وشعوره باالستقاللية‪ .‬األمر الذي يجعله يشبع حاجاته الفيسيولوجية بطريقة تساير المعايير‬
‫االجتماعية المرعبة في مجتمعه و يصبح قاد ار على إرجاء أي منها أو ابدالها أو إعالنها‪.‬‬
‫ويمكننا أن نفهم عملية التنشئة االجتماعية في نظرية التحليل النفسي‪ ،‬عندما تنظر إليها في إطار‬
‫‪2‬‬
‫تطوري نمائي من خالل مراحل النمو األساسية التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬المرحلة الفمية‪:‬‬
‫تغطي هذه الفترة المرحلة من الوالدة حتى النصف الثاني من السنة األولى‪ ،‬إن شخصية الطفل‬
‫ونوع ونمط عالقاته االجتماعية تتحدد بطبيعة عالقته بأمه‪ ،‬وبكيفية ومدى اشباع حاجاته الفمية‪ ،‬ودرجة‬
‫ما يتعرض له من إحباط ومدى مفاجأة الفطام‪.‬‬
‫ب‪ -‬المرحلة الشرجية‪:‬‬
‫وتغطي هذه المرحلة العامين الثاني والثالث من عمر الطفل‪ ،‬ويجد الطفل فيها المتعة واللذة نتيجة‬
‫لتعلمه ضبط اإلخراج حيث يحظى في هذه المرحلة على شخصية الطفل ونموه االجتماعي‪ ،‬نوع العالقة‬
‫والمعاملة بين الطفل ووالديه‪.‬‬
‫ج‪ -‬المرحلة القضيبية‪:‬‬
‫وتحتل هذه المرحلة العامين الرابع والخامس من عمر الطفل ويهتم الطفل في هذه المرحلة بأعضائه‬
‫الجنسية‪ ،‬باعتباره مصدر اشباع و لذة والظاهرة الرئيسية في هذه المرحلة هي "عقدة أوذيب" حيث يرتبط‬

‫‪ -1‬صالح محمد علي أبو جادو‪ ،‬سيكولوجية التنشئة االجتماعية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المسيرة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،1441 ،‬‬
‫ص‪.01‬‬
‫‪ -2‬علي إسماعيل علي‪ ،‬إسهامات نظرية التحليل النفسي واتجاهاتها الحديثة في ممارسة خدمة الفرد‪ ،‬دار المعرفة الجامعية للطبع‬
‫والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1480 ،‬ص ـ ص ‪.00-04‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫الطفل الذكر بأمه راغبا في االستئثار التام في حب أمه‪ ،‬أما الفتاة فترتبط ارتباطا قويا بأبيها وتحس‬
‫بالغيرة والعدوانية تجاه أمها نظ ار إلحساسها بأن أمها هي الملومة لحرمانها من األعضاء الجنسية‪.‬‬
‫وعلى أي حال فإن كال من الذكر وألنثى يكبت مشاعره نحو والده من الجنس اآلخر خوفا من‬
‫العقاب وفقدان الحب‪.‬‬
‫د‪ -‬مرحلة الكمون‪:‬‬
‫وتغطي هذه المرحلة الفترة ما بين السادسة وسن البلوغ‪ ،‬و يتعلق الطفل في هذه المرحلة بالوالد من‬
‫نفس الجنس‪ ،‬كما يضع نفسه عن طريق التقمص في موضع الوالدين ويمتص المعايير التي يؤكدانها‪ ،‬أي‬
‫أنهم يعتقد أن أراءهم صحيحة وينشأ من خالل التقمص (ألنا األعلى‪-‬الضمير)‪ ،‬وهو يقوم بدور الوالدين‬
‫في توجيه وارشاد شخصية الطفل ومراقبتها وتحذيرها‪ ،‬وتهديدها بالعقاب‪.‬‬
‫ه‪ -‬المرحلة الجنسية التناسلية‪:‬‬
‫ويبحث الطفل في هذه المرحلة عن اإلشباع عن طريق تكوين عالقات وصالت مع أفراد الجنس‬
‫اآلخر‪ ،‬وتتوقف طريقة اشباع نزعاته الجنسية على ظروف بيئته المباشرة من ناحية وعلى نموه وخبراته‬
‫السابقة من ناحية أخرى‪ ،‬وتغطي هذه الفترة مرحلة ما بعد سن البلوغ‪ .‬وقد تواجه المراهق ظروف محيطه‬
‫في حياته تدفع به إلى النكوص أو قد تؤدي محاولة إشباع الدوافع الجنسية بأية طريقة إلى تصادم مع‬
‫معايير السلوك عند ألنا األعلى مؤدية إلى صراع داخلي شديد‪.‬‬
‫كما أن نظرية التحليل النفسي أكدت على أثر العالقة بين الوالدين والطفل في نموه النفسي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وكذلك أثر العوامل الديناميكية والمؤثرة في هذا النمو‪.‬‬
‫ويؤكد علماء النفس إلى أن أسلوب المعاملة الوالدية يحدد نمط شخصية الطفل وسلوكه‪ ،‬فالنبذ‬
‫كنمط من أساليب المعاملة الوالدية من شأنه أن يخلق شخصية عدوانية سيئة التوافق لديها مشاعر عدم‬
‫الطمأنينة تجعله غير مدرك للسلوك الصحي االيجابي والعكس عند األبناء الذين ينشئون في وسط معاملة‬
‫والدية جيدة فهم يدركون السلوك الصحي االيجابي من السلوك الصحي سلبي‪.‬‬
‫مثال فاألبناء الغير مثقفون صحيا يأتون من منازل كان يسودها صراع وتوترات ونزاعات‪ ،‬والعكس‬
‫‪1‬‬
‫عند األبناء الذين يأتون من منازل يسودها االستقرار والهدوء واألمن فإنهم يكتسبون ثقافة صحية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-C.chassagne، Education à l’orientaion(chemins de formation) edition magnard،paris،1998،p38.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫ومن هنا يتضح دور األسرة في التنشئة الصحية من خالل التوجيهات األساسية في مرحلة الطفولة‪،‬‬
‫بتحديدها لمجاالت االختيارات للطفل‪ ،‬وهذا ما يتكون لدى الطفل من إدراك واحساس وشعور بالتبعية‬
‫لألسرة‪.‬‬
‫‪ -1‬نظرية الصراع‬
‫يعد مفهوم الصراع من المفاهيم المحورية التي تتعدد فيها اآلراء بتعدد التخصصات في ميدان‬
‫العلوم االجتماعية‪ ،‬فالتناقض يعبر عن اهتمامات متباينة مصدرها تباين المصالح الذي يرتبط بالثقافة‬
‫وعملية التنشئة االجتماعية‪" ،‬فماركس" نظر إلى الصراع على أنه "ضرورة ثورية اجتماعية إلحداث التغير‬
‫االجتماعي‪ ،‬تغدية مشاعر الحقد والكراهية والبغضاء التي تكنها الطبقات االجتماعية المتنازعة في كل‬
‫‪1‬‬
‫حقبة من حقبات التاريخ‪.‬‬
‫أي أن "ماركس" أكد على أن التغير يظهر التناقض والصراع بسبب العديد من العوامل منها القيم‬
‫االيدولوجية‪ ،‬الدينية والثقافية واألدوار والنظم والجماعات‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إلى نظرية الصراع نجدها متواجدة في فكر العديد من علماء االجتماع الكالسيكيين‬
‫والمعاصرين‪ ،‬من بينهم "كارل ماركس" "فلفريد باريتو"‪" ،‬كارل منهايم"‪" ،‬رالف داراندورف"‪" ،‬رايت ميلز"‬
‫وغيرهم‪ ،‬إذ نسجل اتفاق علماء االجتماع الصراعيين على جملة من المبادئ وأفكار صراعية مشتركة‬
‫وهي أن الصراع االجتماعي ينشأ من وجود عالقة اصطداميه بين طبقتين اجتماعيتين من نفس المجتمع‪،‬‬
‫احداهما تتميز عن األخرى بما في حوزتها من ممتلكات سواء كانت مادية (وسائل لإلنتاج) أو معنوية‬
‫‪2‬‬
‫(السلطة)‪.‬‬
‫وهذا يعني وجود فئتان اجتماعيتان رئيسيتان و هي الطبقة الحاكمة قوتها من ملكيتها وسيطرتها على‬
‫قوى لإلنتاج وتستغل الطبقة الحاكمة الطبقة المحكومة مما يولد صراع بين الطبقتين‪.‬‬
‫إذن فهذه النظرية المقاربة لموضوع بحثنا عالقتها بالتنشئة الصحية هو أن هناك صراع بين فئتين‬
‫متعارضتين طبقة ال تملك موارد وامكانيات صحية وبالتالي ال تملك ثقافة صحية وطبقة يتوفر لها موارد‬
‫وامكانيات صحية ذات نوعية وجودة عالية وهذا ما يولد بؤرة الصراع الطبقي داخل ألنساق االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -1‬نادية سعيد عيشور‪ ،‬الصراع االجتماعي‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1481 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬جميلة زيدان‪ ،‬نقد نظرية الصراع واسقاطها على الواقع العربي‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،1484 ،14‬ص‬
‫‪.801‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪................................................................... :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫في هذا الفصل تم التطرق إلى مشكلة الدراسة والمتمثلة في التنشئة االجتماعية وتأثيرها على التربية‬
‫الصحية في الوسط التربوي وهذا يكون من خالل التعرف على طرق ووسائل التنشئة االجتماعية التي‬
‫يتلقاها الطفل داخل األسرة والمدرسة‪ ،‬وكيف تؤثر هذه المؤسسة على التحصيل العلمي والمعرفي ورفع‬
‫مستوى وعيه الصحي‪ ،‬كما تطرقنا لطرح تساؤالت مناسبة لهذه الدراسة وتم التعرض ألسباب اختيار‬
‫الموضوع وتم توضيح أهمية وأهداف هذه الدراسة وكذلك استخدمنا مختلف الدراسات السابقة التي تخدم‬
‫هذا الموضوع‪ ،‬إضافة إلى ذلك استخدمنا مقاربات نظرية مفسرة ومتممة لموضوع بحثنا‪ ،‬وبناء على ما تم‬
‫التعرض إليه من عناصر في هذا الفصل فقد تم الوصول إلى رؤية واضحة حول هذا الموضوع‪ ،‬وتم جمع‬
‫المعلومات الالزمة في مجال اإلطار العام للدراسة وكان هذا من خالل ما تم التطرق إليه في هذا اإلطار‬
‫المفاهيمي والنظري لهذه الدراسة ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعد التنشئة االجتماعية من بين الموضوعات التي اهتم بها علماء االجتماع والتربية وعلم النفس‬
‫واألنثربولوجين باعتبارها العملية التي يتحول فيها الفرد من كائن بيولوجي يسعى إلشباع حاجاته البيولوجية‬
‫إلى كائن اجتماعي يتفاعل مع اآلخرين وله دور في المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫فمن خالل التنشئة االجتماعية تتبين شخصية الطفل وعن طريقها ينتقل التراث الثقافي من جيل إلى‬
‫جيل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التنشئة االجتماعية‬
‫التنشئة االجتماعية هي عملية اندماج الفرد في المجتمع في مختلف أشكال الجماعات االجتماعية‬
‫واشتراكه في مختلف فعالياته‪ ،‬من خالل استيعابه لقيمه ومعاييره وثقافته والتي تتكون على أساسها‬
‫‪1‬‬
‫شخصية الفرد‪.‬‬
‫أي أن اندماج الفرد في المجتمع يكسبه قيم ومعايير واتجاهات تعمل على ترشيد سلوكه وتهيئته‬
‫واعداده للحياة االجتماعية و بالتالي تشكل شخصيته وتجعله فرد قادر على تحمل المسؤولية ‪.‬‬
‫وقد عرف معجم "مصطلحات العلوم االجتماعية" التنشئة االجتماعية بأنها‪" :‬العملية التي يتم بها‬
‫انتقال الثقافة من جيل إلى آخر والطريقة التي تتم بها تشكيل األفراد منذ طفولتهم حتى يمكنهم العيش في‬
‫‪2‬‬
‫مجتمع ذي ثقافة معينة‪ ،‬ويدخل في ذلك اآلباء والمدرسة والمجتمع"‪.‬‬
‫ويقصد بذلك أن التنشئة هي اآللية التي يتم بها طبع ثقافة المجتمع عبر األجيال و تسهم أطراف‬
‫عديدة في تلقين هذه الثقافة منها اآلباء المدرسة والمجتمع‪.‬‬
‫وعرفها قاموس علم االجتماع "بأنها العملية االجتماعية األساسية‪ ،‬التي يصبح الفرد عن طريقها‬
‫مندمجا في جماعة اجتماعية‪ ،‬من خالل ثقافتها ومعرفة دوره فيها‪ ،‬وهي عملية مستمرة مدى الحياة‬
‫وضرورية لتكوين ذات الطفل وتطور مفهومه عن ذاته كشخص‪ ،‬وخاصة من خالل سلوك اآلخرين‬
‫‪3‬‬
‫واتجاهاتهم نحوه‪ ،‬وكذلك عن طريق تعلم كيفية أداء األدوار االجتماعية المميزة بالنمو السليم‪.‬‬

‫‪ -1‬شبل بدران‪ ،‬أسس التربية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،1441 ،‬ص ص ‪.11،18‬‬
‫‪ -2‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،8000 ،‬ص ‪.814‬‬
‫‪ -3‬عاطف غيث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫هذا يعني أن التنشئة االجتماعية تحول الفرد من فرد بيولوجي إلى فرد اجتماعي‪ ،‬قادر على‬
‫التفاعل والندماج بسهولة مع أفراد المجتمع‪ ،‬وتلقينهم القيم االجتماعية والعادات والتقاليد السائدة في النظام‬
‫االجتماعي القائم وتدريبهم على أدوارهم االجتماعية المستقبلية ليكون أعضاء فاعلين في المجتمع‪.‬‬
‫وعرفتها "مارجريت ميد" بأنها "العملية الثقافية والطريقة التي يتحول بها كل طفل حديث الوالدة إلى‬
‫‪1‬‬
‫عضو كامل في مجتمع بشري معين‪.‬‬
‫إذن هي العملية المستمرة التي تشكل الفرد منذ والدته إلى فرد راشد في مجتمعه‪.‬‬
‫ويرى "حامد مصطفى عمار" أن عملية التنشئة هي عملية نقل للقوى الحضارية الخارجية الموضوعية‬
‫للفرد لتصبح قوى فردية يتبناها في ذاته وسلوكه الخارجي‪ ،‬ويمكن تعريفها بأنها عملية المهارات واألساليب‬
‫‪2‬‬
‫التي يحتاجها الفرد لتحقيق أهدافه وطموحاته في الحياة السلمية في مجتمعه‪.‬‬
‫فالتنشئة االجتماعية هي دائما وأبدا تعمل بصورة مستمرة على تثبيت النماذج السلوكية التي تعتبر‬
‫أساسية للحفاظ على الحضارة والمجتمع‪.‬‬
‫فهي تلك العملية التي تقوم بتحقيق مختلف أهدافه‪ .‬فالتنشئة االجتماعية هي عملية تعليم وتعلم‬
‫‪3‬‬
‫وتربية تقوم على التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫أي تعمل على اكساب الفرد معايير واتجاهات مناسبة ألدوار اجتماعية معينة تمكنه من مسايرة‬
‫جماعته‪ ،‬إذ تكسبه الطابع االجتماعي وتيسر له الندماج في الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫ويعرفها "سيكورد و باكمان" بأنها "عملية تفاعل تتم بواسطتها تعديل سلوك الفرد‪ ،‬بحيث يتماشى‬
‫‪4‬‬
‫مع توقعات أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها‪.‬‬
‫وهذا يعني أنها عملية تفاعل الفرد واندماجه مع جماعته ويتم عن طريقها تشكيل سلوك وأفعال‬
‫األفراد وضبطها بما يتماشى ومجتمعه‪.‬‬
‫وتعرف بأنها عمليات التشكيل والتغيير واإلكساب التي يتعرض لها الطفل في تفاعله واندماجه مع‬
‫‪5‬‬
‫اإلفراد والجماعات وصوال به إلى مكانة الناضجين في المجتمع بقيمهم واتجاهاتهم وتقاليدهم‪.‬‬

‫‪ -1‬سامية حسن الساعاتي‪ ،‬الثقافة والشخصية‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،8001 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -2‬فهمي الغزوي‪ ،‬الثقافة والتسيير‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،8001 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -3‬حامد عبد السالم زهران‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،8000 ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -4‬سرحان منير المرسي‪ ،‬في اجتماعيات التربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،8008 ،‬ص ‪.888‬‬
‫‪ -5‬نايفة قطامي‪ ،‬عالية الرفاعي‪ ،‬نمو الطفل ورعايته‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،8000 ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫أو هي عملية التفاعل االجتماعي التي يكسب فيها الفرد شخصيته االجتماعية‪ ،‬التي تعكس ثقافة‬
‫مجتمعه‪.‬‬
‫فتعريف التنشئة االجتماعية من منظور علم النفس االجتماعي نجدها كثيرة ومتعددة منها‪:‬‬
‫‪ -‬إنها العملية التي يتم التعلم من خاللها نقل قواعد ومعايير السلوك والتوقعات والمعرفة الخاصة بثقافة‬
‫الكبار إلى الصغار‪.‬‬
‫من خالل مراحل النضج والنمو‪ ،‬كما تشمل أيضا نقل ردود األفعال العاطفية المقبولة والمالئمة‬
‫والدوافع المرغوبة والتعريفات الخاصة بمعاني الكثير من مظاهر الحياة وهي تهتم بجميع مظاهر نمو‬
‫شخصية الطفل وسلوكه االجتماعي‪.‬‬
‫إنها العملية التي يتعلم من خاللها الفرد كيف يتكيف مع الجماعة عند اكتسابه السلوك االجتماعي‬
‫‪1‬‬
‫الذي يتوافق عليه‪.‬‬
‫فالتنشئة االجتماعية حسب علم النفس االجتماعي هي تلك الطريقة والعملية التي تهتم بنمو‬
‫شخصية الطفل وتعليمه كيف يكتسب السلوك االجتماعي‪ ،‬ويتعلم عن طريقها نقل القواعد والمعايير والقيم‬
‫والمعرفة الخاصة بثقافة الكبار إلى الصغار عبر مراحل النمو والنضج‪.‬‬
‫أما فيما يخص التعريف السوسيولوجي في نظر علماء االجتماع تعرف التنشئة االجتماعية من‬
‫الناحية السوسيولوجية على أنها تعلم الرموز للدخول في جماعة اجتماعية ثم تتطور االستعدادات الفردية‬
‫‪2‬‬
‫عنصر مكمال لآلخرين‪.‬‬
‫ا‬ ‫للمشاركة في حياة الجماعة حتى يصبح الفرد‬
‫خالفا لما جاء به علم النفس االجتماعي نجد المنظور السوسولوجي والذي يقر بأهمية الرموز‬
‫واإلشارات من أجل الندماج في الجماعات‪ ،‬وتطوير استعدادات الفرد ومشاركته في حياة هذه الجماعات‬
‫ليصبح عنصر فعال ومكمل في المجتمع‪.‬‬
‫وتعتبر أيضا تلك العملية االجتماعية التي يسير من خاللها اإلنسان منذ مولده وحتى يحتل مكانه‬
‫‪3‬‬
‫كعضو يشغل دو ار محددا وسط الجماعة التي يشيب في أحضانها‪.‬‬

‫‪ -1‬فؤاد البهي السيد‪ ،‬األسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة‪ ،‬ط‪،0‬دار الفكر‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪ -2‬عقاب نصيرة‪ ،‬التنشئة االجتماعية وأثرها في السلوك والممارسات االجتماعية للفتيان‪ ،‬رسالة ماجستير عبر منشورة‪ ،‬معهد علوم‬
‫االجتماع‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،8000 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -3‬مواهب إبراهيم عياد‪ ،‬نمو وتنشئة الطفل من الميالد حتى السادسة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫نستخلص من التعريفات السابقة أن التنشئة االجتماعية هي عملية إدماج الفرد في اإلطار الثقافي‬
‫العام المحيط به وهذه العملية قد تمت بشكل مباشر عن طريق تدريب اآلباء لألبناء على نماذج السلوك‬
‫المقبولة اجتماعيا‪ ،‬فالتنشئة االجتماعية هي عملية تربوية تثقيفية تشير إلى األساليب أو الطرق التي عن‬
‫طريقها يتربى وينشأ الطفل‪ ،‬فالوالدين هنا يقومان بغرس عناصر الثقافة التي تعتبر جزءا أساسيا وهاما في‬
‫شخصية الطفل‪.‬‬
‫وعرفها "سيد عثمان" ‪ 8004‬بأنها‪" :‬عملية تعلم قائمة على تعديل أو تغيير في السلوك نتيجة‬
‫‪1‬‬
‫التعرض لخبرات وممارسات معينة‪ ،‬خاصة عندما يتعلق بالسلوك االجتماعي لدى اإلنسان‪.‬‬
‫ويقصد بهذا هي عملية تفاعل وتعلم يتم من خاللها تعديل سلوك الفرد بحيث يتطابق مع توقعات‬
‫أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها‪.‬‬
‫‪ -‬التنشئة االجتماعية هي العملية المستمرة التي ال تقتصر على مرحلة الطفولة‪ ،‬وانما تشمل مراحل نمو‬
‫مختلفة التي يمر بها الفرد فمن خاللها يكتسب قيم ومعايير تمنح له القدرة على التفاعل والتكيف مع‬
‫‪2‬‬
‫مجتمعه‪.‬‬
‫إذ هي عملية تنموية تشكل مراحل النمو المختلفة يتعلم عن طريقها معايير واتجاهات تمكنه من‬
‫الندماج االجتماعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأشكال وأساليب التنشئة االجتماعية‬
‫‪ -0‬خصائص التنشئة االجتماعية‬
‫تتميز التنشئة االجتماعية بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أنها عملية تعلم اجتماعي تنطلق من األسرة وتتوسع لتحقق في المجتمع األوسع من خالل تفاعل‬
‫الفرد اجتماعيا وقيامه بأدوار اجتماعية تحدد وفق معايير وبما يناسب عمره‪.‬‬
‫‪ -‬متوجهة إلكساب وتعليم الطفل اتجاهات وأنماط سلوكية يتقبلها المجتمع‪ ،‬مما يعزز السلوك‬
‫االجتماعي‪ ،‬أي هي تلك العملية التي تتعلق بتعليم الفرد عادات واتجاهات وأنماط سلوكية تتماشى مع‬
‫قواعد مجتمعه‪.‬‬

‫‪ -1‬حسين عبد الحميد رشوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫‪ -2‬مايسة أحمد النيبال‪ ،‬التنشئة االجتماعية مبحث في علم النفس االجتماعي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،1441 ،‬‬
‫ص ص‪. 10 ،10‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫‪ -‬من خاللها يتحول الفرد من شخص منغلق على ذاته بهدف إشباع حاجاته الفيسيولوجية إلى فرد‬
‫منفتح على مجتمعه بمعنى ذلك مبتدئا بإدراك معنى مسؤوليته المالءمة لعمره‪.‬‬
‫‪ -‬هي عملية مستمرة متواصلة ودائمة على مدى حياة الفرد من طفولته حتى وفاته عبر مراحل حياته‬
‫‪1‬‬
‫مما يمكن الطفل من مواجهة أية مستجدات أو متطلبات جديدة‪.‬‬
‫أي أنها تتنوع بتنوع المجتمعات وان كانت تتقارب في ما يستهدفه فلما بذلك صفتها النسبية‪.‬‬
‫‪ -‬إنها عملية فردية وسيكولوجية باإلضافة إلى كونها عملية اجتماعية في الوقت نفسه‪ .‬أي أن التنشئة‬
‫االجتماعية عملية فردية تخص الفرد والجماعة في الوقت نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬إنها عملية ديناميكية تتضمن التفاعل والتغيير فالفرد في تفاعله مع أفراد الجماعة يتعلم المعايير‬
‫واألدوار االجتماعية واالتجاهات النفسية‪ .‬هذا يعني أنها متغيرة تتغير مع تغير األدوار االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬هي عملية معقدة متشعبة‪ ،2‬تستهدف مهام كبيرة‪ .‬وتستعين بأساليب ووسائل عديدة لتحقيق وبلوغ ما‬
‫تهدف إليه‪.‬‬
‫‪ -‬تتغير التنشئة االجتماعية وفق معطيات المراحل الحضارية التي يمر بها المجتمع‪ .‬أي أن كل مرحلة‬
‫حضارية لها تنشئتها‪.‬‬
‫‪ -‬لها عمقها التاريخي‪ ،‬حيث مارسها اإلنسان ضمن جماعته منذ بداية ظهورها بشكل أو آخر فامتدادها‬
‫هو امتداد تاريخ البشرية‪ .‬هذا يعني أن التنشئة االجتماعية تتواجد مع اإلنسان وخالل فترة حياته أنها‬
‫‪3‬‬
‫ذات أبعاد إنسانية من خالل مقوماتها وأهدافها وعملياتها‪.‬‬
‫ذلك أنها تعمق الصفة اإلنسانية للفرد‪ ،‬المنبثقة من طبيعته اإلنسانية عبر مراحل تنشئته ومشاركته‬
‫المجتمع في حياته بمتغيراتها‪.‬‬
‫وفي األخير نرى أن خصائص التنشئة االجتماعية هي خطوة هامة لتحقيق أهداف التنشئة من قبل‬
‫القائمين عليها في مؤسساتها المختلفة‪ ،‬فمثال األسرة تعتبر أولى مؤسسات التنشئة حين تدرك أن التنشئة‬
‫من خصائصها التعلم والنمو والديناميكية واالستم اررية‪ ،‬ومن ثم فإن األسرة حين تدرك تلك الخصائص‬
‫لعملية التنشئة هذا يجعلها ال تتخلى عن دورها في أي مرحلة من المراحل‪.‬‬

‫‪ -1‬سناء عبد الوهاب الكبيسي‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل ودور األسرة فيها‪ ،‬دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‬
‫‪ ،1484‬ص ص ‪.10، 11‬‬
‫‪ -2‬عبد اهلل زاهي الراشدان‪ ،‬التربية والتنشئة االجتماعية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،1440 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -3‬سناء عبد الوهاب الكبيسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫‪ -9‬أشكال التنشئة االجتماعية‬


‫تأخذ التنشئة االجتماعية شكلين أساسين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬التنشئة االجتماعية المقصودة‬
‫ويتم هذا النمط من التنشئة في كل من األسرة والمدرسة فاألسرة تعلم أبناءها اللغة واآلداب والسلوك‬
‫وفق نظامها الثقافي ومعاييرها واتجاهاتها وتحدد لهم الطرق واألساليب واألدوات التي تتصل باكتساب هذه‬
‫الثقافة وقيمها ومعاييرها كما أن التعلم المدرسي في مختلف مراحله يكون تعليما مقصودا له أهدافه وطرقه‬
‫‪1‬‬
‫وأساليبه ونظامه ومناهجه التي تتصل بتربية األفراد وتنشئتهم بطريقة معينة‪.‬‬
‫وتسمى التنشئة االجتماعية المقصودة بهذا االسم ألن هناك أهداف مقصودة من هذه التنشئة يؤمل‬
‫تحقيقها‪ ،‬وتتم التنشئة المقصودة عن طريق التعليم والتدريس والتوجيه المباشر‪ ،‬إذ تعد األسرة والمدرسة‬
‫الركيزتين األساسيتان األكثر تأثي ار في مثل هذا الشكل من التنشئة حيث تعتمد األسرة على تعليم أبناءها‬
‫قيم المجتمع وعاداته وتقاليده الحميدة‪ ،‬باإلضافة إلى تعليمهم أساسيات اللغة وبعض المهارات الالزمة لهم‬
‫في مرحلة عمرية مبكرة من حياتهم‪ ،‬كما يتكامل دور المدرسة مع دور األسرة والبيت في تدعيم هذه القيم‬
‫والعادات والتقاليد واالتجاهات االجتماعية اإليجابية لدى الطفل وتشجيعه على تمثلها وممارستها‪.‬‬
‫ب‪ -‬التنشئة االجتماعية الغير مقصودة‬
‫تسمى التنشئة االجتماعية الغير مقصودة بهذا االسم ألنه ليس هناك أهداف مقصودة من هذه‬
‫التنشئة المراد تحقيقها في نهايتها‪ ،‬وألن العوامل التي تؤثر عليها ال يمكن ضبطها وتكييفها ويستمد الطفل‬
‫تنشئته في هذا المجال من مجتمعه وبيئته المحيطة ومن خالل الكثير من المؤسسات كالمسجد واإلذاعة‬
‫‪2‬‬
‫والتلفاز والسينما والمسرح ولكن بطريقة غير مباشرة‪.‬‬
‫أي أن هذا النمط يتم بطريقة غير مقصودة ليس لها أهداف ويتم من خالل المسجد ووسائل اإلعالم‬
‫واإلذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما وغيرهم من المؤسسات التي تسهم في عملية التنشئة من خالل تعلم‬
‫الفرد المهارات والمعاني واألفكار عن طريق اكتسابه المعايير االجتماعية التي تختلف باختالف هذه‬
‫المؤسسات‪ ،‬إذ تكسبه اتجاهات وعادات متصلة بالحب والكره والنجاح والفشل والتعاون والواجب والمشاركة‬
‫وتحمل المسؤولية‪ .‬ففي هذه المؤسسات تتم التنشئة االجتماعية بصورة غير مباشرة حيث يكتسب األفراد‬
‫عادات المجتمع وتقاليده وقيمه ومعاييره ومختلف أنماط السلوك‪.‬‬

‫‪ -1‬صالح محمد علي أبو جادو‪ ،‬سيكولوجية التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،8000 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬عمر أحمد همشري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.14-10 ،‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫‪ -1‬أساليب التنشئة االجتماعية‬


‫تختلف وتتعدد األساليب والطرق التي يعامل بها الوالدان أبنائهم حسب ثقافتهم والمستوى التعليمي‬
‫الذي وصل إليه كل من الوالدين ونقصد باألساليب المتبعة في تربية الطفل وتنشئته أنها لها أثر في‬
‫‪1‬‬
‫تشكيل شخصيته‪.‬‬
‫فهذه األساليب والطرق التي يسلكها الوالدين في معاملة الطفل وتنشئته االجتماعية تعتبر من أهم‬
‫العوامل األسرية الحاكمة للتكوين النفسي للطفل وتوافقه وصحته النفسية واألساليب التربوية هي ما يمارسه‬
‫أحد الوالدين بهدف إحداث تغيير أو تعديل في سلوك الطفل واكسابه سلوكا جديدا يتماشى ومعايير‬
‫المجتمع‪ ،‬وتختلف هذه األساليب من أسرة ألخرى‪ ،‬فهناك اتجاهات سوية وأخرى غير سوية‪ ،‬وما تتضمنه‬
‫من أساليب الثواب والعقاب‪.‬‬
‫‪ -0-1‬األساليب السوية‪ :‬وهي األساليب الذي ينتهجها الوالدين في تربية األبناء ويكون لها أثر إيجابي‬
‫على الطفل وعلى نمو شخصيته وعلى حياته فيما بعد ونذكر اهمها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المساندة العاطفية‪ :‬ونعني بها شعور الطفل المستمر بالدعم المعنوي من طرف الوالدين وأفراد األسرة‬
‫ككل‪ ،‬فوجود العالقات العاطفية داخل األسرة تساعد على النمو السليم لشخصية الطفل‪ ،‬ألنه منذ‬
‫والدته ومع تطور مراحله العمرية يحتاج إلى الحب والحنان والرعاية واألمن والمساندة العاطفية من‬
‫‪2‬‬
‫الوالدين‪.‬‬
‫فهذه الرعاية المقدمة من طرف الوالدين تؤدي إلى تنشئته تنشئة سوية تتوازن فيها شخصيته‪ ،‬فالدعم‬
‫والحب والمساندة العاطفية التي يمنحها اآلباء ألطفالهم ال يستطيع أحد غيرهما أن يعوضها فمن خالل‬
‫المساندة العاطفية وتحسيس الطفل بالحب يتعزز ارتباطه بالوالدين مما يعزز لديه اإلحساس بالثقة بهم‪،‬‬
‫وبالتالي االمتثال ألوامرهم ويبرز بولبي )‪ )Boulby‬أهمية هذا االرتباط عندما قال‪" :‬أن أساس هذه‬
‫‪3‬‬
‫العالقة هو الروابط العاطفية القوية بين الطفل ووالديه والتي تدعم ثقته بنفسه"‪.‬‬
‫ونعني بذلك أن العالقة القائمة بين الطفل ووالديه يجب أن تكون عالقة مبنية على الحب والقبول‬
‫واالستقرار النفسي ومساعدته على فهم ذاته والتعرف على قدراته واحترامها والتعامل معها وتنميتها‪ ،‬فإن لم‬

‫‪ -1‬بهاء الدين صبري الحلواني‪ ،‬التغير االجتماعي ودوره في التنشئة االجتماعية‪ ،‬بين العولمة والمنطور اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1480 ،‬ص ‪.810‬‬
‫‪ -2‬عبد الباري‪ ،‬محمد داود‪ ،‬الحب األسري وأثره في نفسية الطفل‪ ،‬إيتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪ ،1440 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Gille، Julian.Soigener de Fféremment leurs enfants، L’approche de la péditrie sociale، québec،les‬‬
‫‪éditions logique،1999،p89.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫يجد الطفل هذه الدعامة من األهل يكون األثر سلبيا على تصرفاته ولعل هذه السلبيات فراغ عاطفي لدى‬
‫الطفل ونمو اإلحساس بالكره في نفسه بدل اإلحساس بالمحبة‪.‬‬
‫بالرغم من أهمية الدعم العاطفي والحب والحنان في تربية وتنشئة الطفل البد من توافر عنصر‬
‫الضبط من أجل الموازنة بين اإلفراط والتفريط في هذا الدعم‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسلوب الضبط‪ :‬ويقصد به مقدرة الوالدين على التدخل في الوقت المناسب حتى ال يصل الطفل إلى‬
‫درجة االنقالب واالنحراف‪ ،‬وذلك من خالل تقديم النصائح واإلرشادات الفعالة مع استخدام أساليب‬
‫االقناع‪ ،‬وان لزم األمر العقاب البسيط والبناء‪.‬‬
‫ونميز نوعين من أساليب الضبط لدى الوالدين‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬وهو أسلوب االستقراء‪ ،‬الذي يعتمد على المناقشة والحوار واإلقناع والحث على السلوك‬
‫المقبول اجتماعيا‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬يعتمد على اإلكراه‪ ،‬اإلجبار واهمال رغبات الطفل‪ ،‬وال ازمه بفعل السلوك الذي ال يرغب فيه‪.‬‬
‫وهذا حتى يعطي لنا أسلوب الضبط نتائجا إيجابية البد من معرفة كيفية استخدامه والبد للوالدين‬
‫من استخدامه بطريقة ذكية تجعل من الطفل مطيعا ومستعدا لتنفيذ أوامر والديه دون اإلحساس بالقهر‬
‫‪1‬‬
‫والتسلط وأنهما يردعان لطموحاته‪.‬‬
‫فأسلوب الضبط أي أسلوب التسلط يقصد به التحكم في سلوك الطفل وفرض األداء عليه سواء‬
‫بالترغيب أو األساليب العقابية المختلفة‪ ،‬مثل الوقوف أمام رغباته التلقائية‪ ،‬أو منعه من القيام بسلوك‬
‫معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى لو كانت مشروعة أو تهديده بالضرب والحرمان‪.‬‬
‫فالنوع األول أو األسلوب االستقرائي يشير إلى التفاهم بين اآلباء واألبناء وذلك عن طريق تزويدهم‬
‫بمعلومات عن عواقب ما يأتون به من سلوك‪ ،‬وفي ممارسة هذا األسلوب يكون هناك تفادي لتضارب‬
‫رغبات اآلباء مع رغبات األبناء‪ ،‬مما يؤدي إلى الشعور بالثقة بالنفس‪ ،‬وبالتالي يمكن هؤالء األبناء من‬
‫إقامة عالقات اجتماعية ناجحة خالية من المشاكل والضغوطات‪.‬‬
‫أما النوع الثاني عكس األول فهو قائم على عدم التوافق بين اآلباء واألبناء واإلكراه واإلجبار‬
‫وبالتالي نشوء عالقات اجتماعية يسودها صراعات وقلق وعدم االستقرار‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اهلل زاهي الرشدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.14،10‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫ج‪ -‬الحرية‪ :‬يتمثل في اعتماد الفرد على نفسه و ذلك عن طريق المشاركة في المواقف االجتماعية التي‬
‫من خاللها يكتسب الفرد أنماط سلوكية مختلفة كاشتراكه في نظافة المنزل أو إعداده انشغاالت أخرى في‬
‫‪1‬‬
‫أموره الخاصة كارتداء المالبس بمفرده‪.‬‬
‫كما يشير هذا األسلوب إلى سماح الوالدين للطفل بممارسة نشاطاته‪ ،‬ألعابه‪ ،‬أعماله بحرية وتوسيع‬
‫دائرة خارطة الطفل وذلك حتى يتمكن من إبراز جميع طاقاته وقدراته وحسن تفكيره‪ ،‬كما يتيح هذا‬
‫األسلوب للطفل مجاال واسعا إلبراز شخصيته وتقديره لذاته والطمأنينة وعدم الخوف من اآلخرين لذا فعلى‬
‫الوالدين إعطاء قدر من الحرية ألبنائهم مما يجعلهم قادرين على اتخاذ ق ارراته في مختلف مراحله المقبلة‬
‫دون خوف أو تردد‪.‬‬
‫د‪ -‬تنمية الثقة بالنفس لدى الطفل‪ :‬إن الثقة بالنفس من المشاعر التي تدعم قدرة الطفل في اإلنجاز‬
‫وذلك من خالل اكتساب الخبرات والمهارات التي تمكنه من التكيف مع العالم الخارجي‪ .‬إن التعلم مرتبط‬
‫‪2‬‬
‫بالثقة بالنفس‪ ،‬فكلما كان الطفل واثقا بنفسه كلما استطاع التعلم الجيد‪ ،‬وبالتالي اكتساب توافقه البيئي‪.‬‬
‫من هنا يتجلى لنا أهمية اهتمام الوالدين بالجانب النفسي للطفل وتنمية ما يملكه من ميوالت‬
‫واستعدادات تمكنه من التكيف مع مقتضيات المحيط الخارجي‪ ،‬وذلك من خالل التوجيه واإلرشاد ومكافأته‬
‫عند نجاحه وتحميله بعض المسؤوليات التي ال تفوق طاقته وهذا لتعزيز ثقته بنفسه‪.‬‬
‫‪ -9-1‬األساليب الغير سوية‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلهمال‪ :‬يهمل اآلباء أبنائهم في األسرة ال يعيرونهم أي اهتمام ويظهر ذلك بوضوح في سلوكهم‬
‫‪3‬‬
‫داخل األسرة‪ ،‬كعدم السؤال على أطفالهم و عدم االهتمام بهم‪.‬‬
‫ويتمثل في ترك الطفل دون تشجيعه على السلوك المرغوب فيه واهمال األم لواجباتها وعدم التوافق‬
‫األسري الناتج عن الخالفات الزوجية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرفض (النبذ)‪ :‬وهو السلوك الذي يقوم به الوالدين نحو الطفل والذي يدرك من خالله بأنهما ال‬
‫يقبالنه ويرفضان وجوده بينهم‪ ،‬من خالل االنتقاد الدائم لتصرفاته والسخرية منه‪ ،‬ورصد األخطاء‬

‫‪ -1‬حسينة غنيمي‪ ،‬عبد المقصود‪ ،‬المسؤولية االجتماعية لطفل ما قبل المدرسة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪ ،1441‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬سعيد أزيان‪ ،‬تربية الطفل بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ب‪ ،‬ت‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -3‬معن خليل العمر‪ ،‬التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1440 ،‬ص ‪.801‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫وتضخيمها‪ ،‬وعدم الحرص على مشاعره وأهم هذا األشياء عدم تحسيسه بالود والمحبة نحوه‪ ،‬مما‬
‫‪1‬‬
‫يساهم في خلق فجوة بين الطرفين تعرقل وسائل الحوار والتفاهم بينهما‪.‬‬
‫أي أن شعور الطفل برفض والديه له يؤدي به إلى عدم إحساسه باألمن والشعور بالوحدة ومحاولة‬
‫جذب انتباه اآلخرين وخلق شخصية عدائية للطفل‪.‬‬
‫ج‪ -‬اسلوب الحماية والحرمان‪ :‬يشير أسلوب الحماية إلى "القلق والخوف من جانب األبوين على األبناء‬
‫من أشياء غير موجودة فيقوم الوالدين بدال من االبن بالواجبات أو المسؤوليات التي يمكنه أن يقوم بها‬
‫‪2‬‬
‫والتي يجب تدريبه عليها"‪.‬‬
‫ومعنى هذا أن الوالدان يبالغان في تنشئة أبنائهم‪.‬‬
‫ويتخذ هذا األسلوب شكلين أولهما سلبي والثاني إيجابي‪ ،‬إذ يتمثل األول في المبالغة في الرعاية‬
‫الصحية وقلقهم لدرجة الفزع حول سالمة األبناء من األخطار‪ ،‬واالهتمام الزائد بالفرد يؤدي إلى" االعتماد‬
‫‪3‬‬
‫الشديد على غيره واعتقاده بأنه مركز للكون كما يغرس في نفسه بذور العناد‪ ،‬التسلط‪ ،‬اإلهمال الشديد"‪.‬‬
‫وذلك أن نقوم بتنشئة طفل غير مدرك لمسؤولياته وواجباته وبالتالي تخلق شخصية ضعيفة‪.‬‬
‫أما الثاني فيتضح من مختلف الجوانب كاإلصغاء الجيد إلى األبناء واتاحة الفرصة لهم للتعبير عن‬
‫‪4‬‬
‫أنفسهم في جو يبعث الطمأنينة واالرتياح عندهم‪.‬‬
‫أي عكس األسلوب األول خلق طفل مدرك لمعنى المسؤولية معتمد على نفسه‪.‬‬
‫أما بالنسبة ألسلوب الحرمان فقد عرف على أنه‪" :‬تلك الحالة التي لم تتحقق فيها الحاجات الجسمية‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬العاطفية أو لم يتم إشباعها بطريقة مرضية‪.‬‬
‫وبالتالي يؤدي أسلوب الحرمان إلى العديد من االضطرابات في شخصية الطفل‪ ،‬مثل ذلك السرقة‪،‬‬
‫الهروب من المدرسة‪.‬‬

‫‪ -1‬عالء الدين كفافي‪ ،‬علم النفس األسري‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬االردن‪ ،1440 ،‬ص ‪.800‬‬
‫‪ -2‬حسن مصطفى عبد المعطي‪ ،‬المناهج األسرية وشخصية األبناء‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1440 ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ -3‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ -4‬حسن موسى عيسى‪ ،‬الممارسات التربوية األسرية وأثرها في زيادة التحصيل الدراسي في المرحلة األساسية‪ ،‬دار الخليج‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫االردن‪ ،1440 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز عبد اهلل الدخيل‪ ،‬معجم مصطلحات الخيمة االجتماعية والعلوم االجتماعية‪ ،‬دار المناهج‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،1444 ،‬‬
‫ص‪.00‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫ثالثا‪ :‬عناصر التنشئة االجتماعية وأهم وظائفها‬


‫‪ -0‬عناصر التنشئة االجتماعية‬
‫‪ -0-0‬الفرد‪ :‬هو موضوع التشكيل االجتماعي‪ ،‬ومن أجله كانت التنشئة االجتماعية ويدخل في مكون‬
‫الفرد البنية البيولوجية التي يتمتع بها والتي تتفاعل مع المنبهات االجتماعية الخارجية التي بموجبها تحدث‬
‫عملية التنشئة‪ ،‬يضاف إلى ذلك العناصر الوراثية في اإلنسان والتي تتدخل في استجابات الفرد نحو‬
‫محيطه وتضيف سلوكه االجتماعي‪ ،‬كما يدخل في هذا المكون البنية المعرفية الفكرية التي يتمتع بها الفرد‬
‫باعتبار أنها تتدخل في تحديد إدراكات الفرد االجتماعية ومن خالل سلوكه االجتماعي‪.‬‬
‫ويتدخل عنصر اللغة في هذا المكون‪ ،‬باعتبار أن النمو اللغوي يؤدي إلى زيادة التفاعل االجتماعي‬
‫بين األفراد والتفاهم بينهم أكثر ويوسع دائرة عالقات االتصال وينبثق عن هذا التفاعل عالقات اجتماعية‬
‫وأنماط سلوكية ومعايير وقيم وموازين اجتماعية‪.‬‬
‫يضاف إلى ما سبق اتجاهات الفرد االجتماعية نحو األشياء المحيطة به التي تتدخل بشكل كبير في‬
‫تحديد سلوكه االجتماعي ومن جهة أخرى فالتنشئة عملية بناء لالتجاهات االجتماعية اإليجابية واضمار‬
‫لالتجاهات السلبية وتدخل عناصر أخرى في بناء هذا االتجاهات كالمزاج‪ ،‬الحب‪ ،‬الكره‪.‬‬
‫‪ -9-0‬مضمون التنشئة االجتماعية‪ :‬التنشئة االجتماعية هي عملية تمرير لرسالة تربوية لألفراد محل‬
‫‪1‬‬
‫التشكيل االجتماعي هذه الرسالة تتضمن مواضيع مختلفة يراد ترسيخها وتأسيسها في نفوس األفراد‪.‬‬
‫فعملية التنشئة تحمل أنماطا سلوكية معينة كالشجاعة والصبر وغير ذلك وتعمل األسرة أو أي‬
‫مؤسسة اجتماعية أخرى على تعليمها للطفل عن طريق السلوك النموذجي لألبوين مثال الطفل يقلد هذا‬
‫السلوك عن طريق المالحظة أو عن طريق التلقين المستمر أو عن طريق عرض األحداث‪.‬‬
‫والتنشئة االجتماعية تحمل في طياتها اللغة التي هي أداة اتصال بين األفراد فهي أول شيء يبدأ‬
‫الطفل في تعلمه من أبويه والتي تسمح له باالتصال والتفاهم مع أفراد محيطه وتلبية حاجاته النفسية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫فاللغة دور كبير في النمو االجتماعي للطفل باعتبارها مفتاحا لتعلم مهارات اجتماعية كثيرة وكلما‬
‫اكتسب الفرد لغة جديدة كلما زاد من اتساع دائرة محيطه االجتماعي وهذا يؤدي إلى تعرفه واطالعه على‬

‫‪ -1‬مصطفى عشوى‪ ،‬مدخل إلى علم النفس المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،8000 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫خبرات اجتماعية جديدة تمكن شخصيته من التكيف مع كل المواقف الجديدة و المشكالت التي تواجهه بل‬
‫وتوسع من فهم الفرد للحياة االجتماعية لألفراد المحطين به‪.‬‬
‫والتنشئة االجتماعية عملية تمرير للقيم الدينية والخلقية والثقافية من جيل إلى جيل وبذلك تكون عملية‬
‫التنشئة االجتماعية عملية حضارية وأداة من أدوات الصراع بين األمم توظفها منذ القدم في إخضاع األمم‬
‫األخرى لها‪ ،‬إذ هي عملية ضبط اجتماعي للفرد فعن طريقها تتعلم األجيال الجديدة القيم والمعايير‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية والحقوق والواجبات داخل المجتمع بما فيها من تنوع و ترتيب طبقي أو مهني‪.‬‬
‫وهذا يعني أن التنشئة االجتماعية تحقق هذا الضبط االجتماعي عم طريق تحليل التراث االجتماعي‬
‫والظروف البيئية واختيار العناصر الصالحة فيها و التي تؤدي إلى نمو صالح للفرد والمجتمع‪ ،‬ويعد هذا‬
‫األمر تنمية االتجاهات اإليجابية لدى الفرد نحو العناصر المشتركة والجيدة في البناء االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -1-0‬المؤسسة االجتماعية‪ :‬وهي المؤسسة التي تقوم بمهمة التنشئة االجتماعية للطفل تنمية الجوانب‬
‫والمهارات االجتماعية على النحو الذي يمكنه من التكيف االجتماعي السليم و يجعل سلوكه أكثر توافقا‬
‫مع محيطه االجتماعي‪.‬‬
‫والمؤسسات االجتماعية التي تشرف على عملية التنشئة االجتماعية كثيرة ومتنوعة‪ ،‬فهناك المؤسسات‬
‫التقليدية كاألسرة وهي أول محيط يتعامل معه الطفل عند والدته والذي يتمحور أساسا حول األب واألم‬
‫واألسرة كانت المؤسسة التي تهيمن على عملية التنشئة االجتماعية ألفرادها‪ ،‬ثم تقلص دورها بظهور‬
‫مؤسسات اجتماعية جديدة أخذت دور األسرة فهناك المدرسة والمسجد وهي أيضا تعتبر مؤسسات تقليدية‬
‫بالنظر للمؤسسات الحديثة التي نشأت نتيجة للتطور التكنولوجي والتقدم المدني‪.‬‬
‫وفي مقابل المؤسسات التقليدية‪ ،‬فهناك المؤسسات الحديثة مثل وسائل اإلعالم التي تعتبر مؤسسة‬
‫ذات فعالية فائقة في التنشئة االجتماعية والتأثير على األشخاص وبناء االتجاهات وتوجيه الرأي العام‬
‫‪2‬‬
‫ومن المؤسسات الحديثة في التنشئة أيضا النوادي الرياضية والثقافية والتي تستقطب الكثير من األفراد‪.‬‬
‫فعملية التنشئة االجتماعية تخضع في جزء كبير منها إلى المؤسسات االجتماعية كاألسرة والمدرسة‬
‫وجماعة الرفاق ودور العبادة واألندية الرياضية وغيرها‪ ،‬والبد اإلشارة هنا على أن األسرة والمدرسة يلعبان‬
‫الدور األكبر في تنشئة الطفل االجتماعية وبخاصة في السنوات األولى من عمره‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الهادي عفيفي‪ ،‬عبد الفتاح جالل‪ ،‬التربية ومشكالت المجتمع‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،8001 ،‬ص‬
‫‪.10‬‬
‫‪ -2‬أحمد حقي الحلمي وآخرون‪ ،‬مبادئ التربية‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪ ،8000 ،‬ص ص‪.0،0‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫‪ -9‬وظائف التنشئة االجتماعية‬


‫أ‪ -‬اكتساب الثقافة‪ :‬تنطوي كل جماعة أو مجتمع على ثقافة وهي تضامن القيم والمعارف والعقائد‬
‫والعادات والتقاليد السائدة في مجتمع ما وتكمن أهمية التنشئة االجتماعية في تطبيع األفراد بالسمات‬
‫الثقافية القائمة وهي تلك التي تقوم بوظيفة اجتماعية إذ تحقق للمجتمع وحدته الثقافية وتجانسه‬
‫الفكري‪ ،‬وهويته االجتماعية على المستوى الفردي فهي تتيح للفرد أن يتحول إلى كائن اجتماعي حامل‬
‫لثقافة مجتمعه‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحقيق التفاعل بين الثقافة والفرد‪ :‬تمارس الثقافة إكراها على طبيعة الفرد البيولوجية من جهة كما‬
‫تمارس إكراها على خصائص الشخصية‪ ،‬وتسعى التنشئة االجتماعية إلى تحقيق التوصل بين الجانب‬
‫الفردي والجانب االجتماعي وذلك عن طريق غرس القيم الثقافية القائمة في عمق الفرد ثم تحقيق‬
‫التكامل بين الطرفين يتوقف إحساس الفرد باإلكراه االجتماعي وينفي إحساسه أيضا باإلكراه الخارجي‬
‫الذي تمثله المؤسسات االجتماعية القائمة و يبدأ لديه اإلحساس بالتوفيق الطبيعي مع عناصر الحياة‬
‫‪1‬‬
‫الثقافية االجتماعية‪.‬‬
‫وذلك بأن التنشئة االجتماعية وظيفتها إكساب الفرد اللغة العادات والتقاليد والقيم الخاصة بالمجتمع‬
‫وبذلك تحدد هويته االجتماعية ويتحول من كائن اجتماعي حامال لثقافة المجتمع مما يتوقف إحساسه‬
‫باإلكراه االجتماعي‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنشئة الطفل على القيم االجتماعية اإليجابية‪ :‬مثل التعاون والحرية والتكافل واالستقالل واالعتزاز‬
‫بالنفس واالنتماء‪.‬‬
‫د‪ -‬تنشئة الطفل على العمل بما يناسب سنه مع التدرج في تعلمه وعلمه واالهتمام بالقدرات‬
‫واالستعدادات والميول الخاصة بالطفل وتوجيهها توجيها سلميا‪.‬‬
‫و‪ -‬تحقيق التكيف مع الوسط االجتماعي‪ :‬تأخذ الثقافة بمفهومها العام طابع الشمولية بالنسبة ألفراد‬
‫المجتمع وألعضائه ولكن مفهوم الوسط االجتماعي يتميز إلى حد ما بالخصوصية‪ ،‬حيث ينتمي الفرد‬
‫بحكم الضرورة إلى الوسط االجتماعي كاألسرة والجماعة وهو بذلك يشكل عنص ار من الوسط االجتماعي‬
‫‪2‬‬
‫الذي يعيش فيه والبد من التكيف معه‪.‬‬

‫‪ -1‬المحمداوي محمد‪ ،‬محمد جواد‪ ،‬وظائف التنشئة االجتماعية‪ ،‬استرجع من موقع عرب سيكولوجي‪ 80 ،‬ماي‪.88:44 ،1418 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز قصي‪ ،‬أسس الصحة النفسية‪ ،‬ط‪، 1‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص ‪.841‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫وذلك بأن التكيف مع الجماعة والنتماء معهم يعني مشاركة أعضائها في أفكارهم وتصوراتهم‬
‫وقيمهم واتجاهاتهم الذي من شأنه أن يكون الوحدة االجتماعية أو الهوية االجتماعية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬شروط التنشئة االجتماعية والعوامل المؤثرة فيها‬
‫‪ -0‬شروط التنشئة االجتماعية‪:‬‬
‫للتنشئة االجتماعية شروط أساسية ال يمكن أن تتم التنشئة من دونها بمعنى لكي تحقق التنشئة‬
‫االجتماعية أهدافها يجب أن تتوفر هذه الشروط وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون هناك مجتمع قائم بالفعل‪ ،‬ألن هذا المجتمع هو المحيط أو العالم الذي ينشأ فيه الطفل‬
‫‪1‬‬
‫اجتماعيا وثقافيا‪.‬‬
‫فاإلنسان كائن اجتماعي ال يستطيع أن يعيش بمعزل عن الجماعة فهو منذ أن يولد يمر بجماعات‬
‫مختلفة فينتقل من جماعة إلى أخرى محققا بذلك اشباع حاجاته المختلفة و المجتمع يمثل المحيط الذي‬
‫ينشأ فيه الطفل اجتماعيا وثقافيا وبذلك تتحقق التنشئة االجتماعية من خالل نقل الثقافة والمشاركة في‬
‫تكوين العالقات مع باقي أفراد األسرة تهدف إلى تحقيق تماسك المجتمع الذي له عدة معايير ومؤسسات‬
‫وقيم وثقافة‪.‬‬
‫توفر الشروط البيولوجية الوراثية الجوهرية‪ ،‬ألن عملية التنشئة االجتماعية المناسبة تصبح مستحيلة‬
‫إذا ما كان الطفل غير سليم البنية معتال أو معتوها‪ ،‬أو به عيب بيولوجي‪.‬‬
‫أي أن هذا الشرط يتمثل في الميراث البيولوجي والعمليات الحيوية التي تمكن عملية التعلم من الحدوث‬
‫كسالمة العقل والجهاز العصبي والحواس التي تؤثر بصورة مباشرة في عمليات التفاعل والتنشئة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أن يكون الطفل ذا طبيعة إنسانية سوية‪ ،‬قادر على بناء عالقات عاطفية ووجدانية مع اآلخرين‪.‬‬
‫وهذا يعني أن الطبيعة اإلنسانية تميز البشر عن غيرهم من المخلوقات األخرى‪.‬‬
‫إذن نستخلص أن للتنشئة االجتماعية عدة شروط أساسية ال يمكن أن تكون هناك تنشئة في غياب‬
‫هذه الشروط‪.‬‬

‫‪ -1‬مراد زغيمي‪ ،‬مؤسسات التنشئة االجتماعية‪ ،‬منشورات جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬شبل بدران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫‪ -9‬العوامل المؤثرة في التنشئة االجتماعية‬


‫تتأثر التنشئة االجتماعية بعدد كبير من العوامل التي يصعب حصرها ألن البيئة المحيطة بالفرد لها‬
‫دور كبير فيها ولكن يمكن حصر وتقسيم هذه العوامل كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العوامل الداخلية‪:‬‬
‫‪ ‬الدين‪ :‬يؤثر بشكل كبير في عملية التنشئة االجتماعية‪ ،‬وذلك بسبب اختالف األديان والطباع التي‬
‫تتبع من كل دين‪ ،‬لذلك يحرص كل دين على تنشئة أفراده حسب المبادئ واألفكار التي يؤمن بها‪.‬‬
‫‪ ‬األسرة‪ :‬تعرف األسرة على أنها جماعة من األشخاص تربطهم رابطة الزواج‪ ،‬الدم‪ ،‬أو التبني‬
‫ويتفاعلون معا وقد يتم هذا التفاعل بين الزوج والزوجة وبين األب واألم األبناء ويشكلون جميعا وحدة‬
‫‪1‬‬
‫اجتماعية‪.‬‬
‫أي أنها تلك الجماعة التي تتكون من أفراد‪ ،‬تربطهم روابط دموية و اجتماعية متماسكة‪.‬‬
‫أما "بارسونز" فعرف األسرة بأنها نسق اجتماعي ألنها هي التي تربط البناء االجتماعي بالشخصية والقيم‬
‫واألدوار والعناصر االجتماعية تنظم العالقات داخل البناء و تؤكد هذه العناصر عالقة التداخل والتفاعل‬
‫‪2‬‬
‫بين الشخصية والبناء االجتماعي‪.‬‬
‫فتعريف "بارسونز" لألسرة ربطه بالقيم واألدوار واعتبر أن لألسرة نسق اجتماعي أال وهو المجتمع‪.‬‬
‫فاألسرة هي الوحدة االجتماعية التي تهدف إلى المحافظة على النوع اإلنساني فهي أول ما يقابل‬
‫اإلنسان‪ ،‬والتي بدورها تساهم بشكل أساسي في تكوين شخصية الطفل من خالل التفاعل والعالقات بين‬
‫األفراد‪ ،‬لذلك فهي أولى العوامل المؤثرة في التنشئة االجتماعية وتؤثر حجم األسرة في عملية التنشئة‬
‫االجتماعية وخاصة في أساليب ممارستها‪ ،‬حيث أن تناقض حجم األسرة يعتبر عامال من عوامل زيادة‬
‫الرعاية المتداولة للطفل‪.3‬‬
‫وهذا يؤثر تأثي ار كبي ار في عملية التنشئة االجتماعية وخاصة في أساليب ممارستها‪ ،‬وتؤكد الدراسات‬
‫أن الرعاية المبذولة للطفل داخل األسرة صغيرة الحجم تكون أكثر فاعلية من األسرة كبيرة الحجم‪.‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم مذكور‪ ،‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬فرج محمد سعيد‪ ،‬البناء االجتماعي والشخصية‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،8004 ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر شريف‪ ،‬التربية االجتماعية البدنية في رياض األطفال‪ ،‬ط‪ ،0‬دار المسيرة‪ ،1414 ،‬ص ‪.04‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫‪ ‬نوع العالقات األسرية‪ :‬تؤثر العالقات األسرية في عملية التنشئة االجتماعية‪ ،‬حيث أن السعادة‬
‫‪1‬‬
‫الزوجية تؤدي إلى تماسك األسرة مما يخلق جوا يساعد على نمو الطفل بطريقة متكاملة‪.‬‬
‫فنوعية العالقات األسرية تعد المحدد الرئيسي ألسباب التنشئة األسرية‪ ،‬فمن خالل هذه العالقات‬
‫يكون التفاعل االجتماعي بين أفراد األسرة وبواسطتها يتم نقل المعايير والقيم لألبناء‪.‬‬
‫‪ ‬الطبقة االجتماعية التي تنتمي إليها األسرة‪:‬‬
‫تعتبر الطبقة التي تنتمي إليها األسرة عامال مهما في نمو الفرد وتعد المحور األساسي في نقل‬
‫الثقافة والقيم للطفل التي تصبح جزء مهما في ما بعد‪.‬‬
‫‪ ‬الوضع االقتصادي واالجتماعي لألسرة‪:‬‬
‫حيث أنه كلما كان المجتمع أكثر هدوء واستق ار ار ولديه الكفاية االقتصادية كلما ساهم بذلك بشكل‬
‫إيجابي في التنشئة االجتماعية‪ ،‬وكلما عمت الفوضى وعدم االستقرار السياسي واالقتصادي كان العكس‬
‫‪2‬‬
‫هو الصحيح‪.‬‬
‫أي أن للوضع االقتصادي واالجتماعي دور كبير على مستوى التنشئة االجتماعية للطفل وذلك في‬
‫مستويات عديدة‪ ،‬على مستوى النمو الجسدي والذكاء والنجاح المدرسي وأوضاع التكيف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬المستوى التعليمي والثقافي لألسرة‪:‬‬
‫يؤثر ذلك من حيث مدى إدراك األسرة لحاجات الطفل وكيفية إشباعها واألساليب التربوية المناسبة‬
‫للتعامل مع الطفل‪ ،‬وكلما كان تكافؤ في المستوى التعليمي والثقافي للوالدين كلما كانت األسرة أكثر‬
‫‪3‬‬
‫استقرار وزادت مساحة التفاهم المشترك بين الوالدين‪.‬‬
‫وهنا تتضح أهمية الثقافة األسرية في تكوين شخصيات األبناء على أسس سوية فاألسرة هي التي‬
‫تضع األساس الذي يقوم عليه بناء شخصيته‪ ،‬والمستوى التعليمي والثقافي يمثل ركيزة أساسية في توجيه‬
‫الطفل وتنشئته تنشئة اجتماعية سوية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد فتحي فرج الزليتني‪ ،‬أساليب التنشئة االجتماعية األسرية ودافع اإلنجاز الدراسية‪ ،‬عن مجلس الثقافة العام الليبي‪،1440 ،‬‬
‫ص ‪.881‬‬
‫‪ -2‬نصر الدين بهتون‪ ،‬الوضع االقتصادي لألسرة وأثره في التنشئة االجتماعية للطفل المتخلف ذهنيا‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬علم اجتماع العائلي‪ ،‬قسم علم االجتماع والديمغرافيا‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة العقيد الحاج‬
‫لخضر‪ ،‬الجزائر‪ ،1440،1440 ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫ب‪ -‬العوامل الخارجية‪:‬‬


‫‪ ‬المؤسسات التعليمية‪ :‬يمكن تعريف المؤسسات التعليمية بأنها‪" :‬تلك المؤسسات االجتماعية التي‬
‫خصها المجتمع للقيام بوظيفة التعلم الرسمي كهدف عام‪ ،‬يستند إلى رؤى وبرامج ومناهج عامة محددة‬
‫‪1‬‬
‫ثابتة نسبيا‪.‬‬
‫ويتمثل في دور الحضانة والمدارس والجامعات ومراكز التأهيل المختلفة‪ .‬ويؤثر ذلك من خالل إعداد‬
‫أبناء المجتمع سلوكيا ومعرفيا‪ ،‬عبر دورات ومراحل تتكامل في عمومها‪ ،‬لكنها تتمايز حسب السن‪،‬‬
‫والجنس وحسب نوع البرامج والمناهج واألهداف الخاصة بكل منها‪.‬‬
‫‪ ‬جماعة الرفاق‪ :‬هي مجموعة من الرفقاء بينهم خصائص مشتركة كالسن والمستوى االجتماعي‬
‫‪2‬‬
‫والميول وكذا النتماء البيئي أحيانا يتفاعلون فيما بينهم و يتأثرون ببعضهم البعض‪.‬‬
‫أي يعني ذلك اتصال جماعة متقاربة في الميول واألهداف والمستوى االجتماعي واالقتصادي‬
‫اتصاال مباش ار تربطهم عالقة محبة متبادلة وقيم ومعايير متشابهة وسلوك متوافق‪.‬‬
‫فجماعة الرفاق تقوم بتنمية شخصية الفرد بصفة عامة واكتسابه نمط الشخصية الجماعية‪ ،‬والدور‬
‫االجتماعي والشعور الجماعي إذ تهيء له الظروف النفسية واالجتماعية حتى يتمكن الفرد من أداء أدوار‬
‫‪3‬‬
‫اجتماعية جديدة ومهمة مثل القيادة‪.‬‬
‫فجماعة الرفاق كمؤسسة اجتماعية تساهم بصفة فعالة في التأثير على األفراد الذين ينتمون إليها ألنه‬
‫يميل إلى اختيارها لذلك فهو يقوم باختيار الرفاق الذين يتفق معهم في خصائص شخصيتهم حتى يجد‬
‫سهولة في التكيف والندماج معهم‪.‬‬
‫‪ ‬الوضع السياسي واالقتصادي للمجتمع‪:‬‬
‫حيث أنه كلما كان المجتمع أكثر هدوء واستق ار ار ولديه الكفاية االقتصادية كلما ساهم ذلك بشكل‬
‫إيجابي في التنشئة وكلما أكتفته الفوضى وعدم االستقرار السياسي واالقتصادي كلما ساهم ذلك بشكل‬
‫‪4‬‬
‫سلبي‪.‬‬

‫‪ -1‬العياشي زيتوني‪ ،‬محاضرات في علم االجتماع المؤسسات‪ ،‬الثالثة علم االجتماع‪ ،‬علم االجتماع‪ ، ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،1414 ،1480 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -2‬شريف زريطة‪ ،‬تأثير جماعة الرفاق على التنشئة االجتماعية لألبناء‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،1440 ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ -3‬مصباح عامر‪ ،‬التنشئة االجتماعية واالنحراف االجتماعي‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الجزائر‪ ،1488 ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -4‬عبد الخالق محمد عفيفي‪ ،‬األسرة والطفولة أسس نظرية مجاالت تطبيقية‪ ،‬مكتبة عين الشمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،8000 ،‬‬
‫ص‪.800‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫فالمجتمعات التي تكون مستقرة ويسودها األمن والهدوء تكون تنشئتها سليمة‪ ،‬أما المجتمعات التي‬
‫يسودها الصراعات والنزاعات‪ ،‬تكون تنشئتها غير سليمة وصحيحة‪.‬‬
‫‪ ‬ثقافة المجتمع‪:‬‬
‫التنشئة االجتماعية تحتل مكانة متميزة في حياة المجتمع ألنها تستهدف نقل ثقافة المجتمع إلى‬
‫‪1‬‬
‫أفراده الذين يوكل إليهم بناء المجتمع وتطوره‪.‬‬
‫فالتنشئة تهدف إلى غرس ثقافة المجتمع في شخصية الفرد وفق المعايير والقيم واالتجاهات والعادات‬
‫السائدة فيه فالعالقة وثيقة وتبادلية بين ثقافة المجتمع والتنشئة فكل منهما يؤثر ويتأثر باآلخر‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التنشئة االجتماعية والبنية الثقافية‬
‫تعتبر التنشئة والثقافة عمليتين متالزمتين‪ ،‬بحيث يؤثر كل منهما في اآلخر‪ ،‬وال يمكن تصور‬
‫إحداهما بدون اآلخر‪ ،‬فالفرد يكتسب ثقافة مجتمعه عن طريق عملية التنشئة االجتماعية بمختلف‬
‫مؤسساتها‪ .‬أضف إلى ذلك أن الثقافة بما تتضمنه من منجزات فكرية ومادية تزود األفراد بأساليب‬
‫‪2‬‬
‫التعامل‪ ،‬والوسائل التي تمكنهم من حل مشكالتهم وتلبية حاجاتهم‪.‬‬
‫وانطالقا من هذه النقطة تبدو عناصر ومكونات الثقافة ذات أوزان تأثيرية على مسيرة الفرد بدءا من‬
‫القيم والمعتقدات المشتركة‪ ،‬وانتهاء بأنماط العالقات‪ ،‬وأنماط وأساليب الحياة‪ ،‬وهذا يشمل طبيعة كل من‬
‫العناصر المادية للثقافة والالمادية (المعنوية) المرتبطة بأنماط السلوك والمعايير االجتماعية والقيم‬
‫‪3‬‬
‫واألعراف والعادات‪.‬‬
‫ضمن هذا اإلطار يرى "ليتون" أن الثقافة بمكوناتها (العموميات‪ ،‬الخصوصيات‪ ،‬البدائل) تجعل‬
‫الفرد يتقاسم مع الجماعة ما هو عام وما هو عالمي‪ ،‬وما هو خاص بالجماعة‪ ،‬فضال عن اكتسابه الثقافة‬
‫المتمحورة حول مهنة أو طبقة‪...‬إلخ‪ ،‬ويبدو أن الدراسات الحديثة تفيد أن خصائص الثقافة لها وظيفة‬
‫أساسية تتمثل في بناء شخصية الفرد وصقلها وصبها في قالب الموروث الثقافي والحضاري‪ ،‬وذلك‬

‫‪ -1‬فرحات أحمد‪ ،‬التنشئة االجتماعية ودورها في تنمية مستوى الطموح عند اإلنسان‪ ،‬العدد ‪ ،80‬قسم علم االجتماع‪ ،‬كلية العلوم‬
‫إلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪ 1480 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -2‬يوسف فقاني‪ ،‬أسس السلوك األنساني‪ ،‬دار المعرف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1440 ،‬ص ص‪.111،118 ،‬‬
‫‪ -3‬محمد إبراهيم عايش‪ ،‬وآخرون‪ ،‬أنماط المشاهدة لبرامج األطفال في محطات التلفزة المحلية العربية‪ ،‬مجلة الشؤون االجتماعية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،04‬جمعية االجتماعيين‪ ،‬الشارقة‪ ،1441 ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫باعتبار أن الثقافة ظاهرة إنسانية‪ ،‬مكتسبة تطورية وتكاملية‪ ،‬فضال عن كونها ظاهرة تتميز باالستم اررية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الواعية‪ ،‬النتقالية‪ ،‬التبوئية والتراكمية تنتقل عبر األجيال‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن الثقافة تمد الفرد بمجموعة من ألنماط السلوكية‪ ،‬وتتيح له التعامل مع‬
‫اآلخرين‪ ،‬كما تمكنه من التكيف والتنبؤ بسلوكيات وتصرفات أعضاء الجماعة‪ ،‬وطبقا لهذا المنحنى يبدو‬
‫أن التغير الثقافي‪ ،‬وبما يتضمنه من تثاقف وتفكك وانحراف وتطور وما إلى ذلك‪ ،‬ضرورة من ضرورات‬
‫النمو والبقاء والتأقلم‪ ،‬ولهذا ينبغي التأكد على أهمية التباين الثقافي ودوره في تكوين الشخصية‪ ،‬وخلق‬
‫التكامل أو النشقاق في البناء االجتماعي للمجتمع‪.‬‬
‫واذا كانت بعض الدراسات قد أوضحت أن الثقافة قد أثرت على خبرة وعالقات الفرد‪ ،‬إال أن هناك‬
‫شواهد واقعية مقابلة تؤكد أن التغير الثقافي قد يؤدي إلى نتيجة عكسية‪ ،‬أي حدوث شرح تمزق اجتماعي‬
‫في نسيج المجتمع‪ ،‬وهذا ما أعطى أهمية قصوى لدراسة عوامل التغير الثقافي وعالقتها بالسلوك‪،‬‬
‫وتتضمن هذه العوامل التعليم‪ ،‬وسائل اإلعالم‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬ديناميات األجيال‪ ،‬النفتاح على العالم وغيرها‪،‬‬
‫وفي مقابل هذا‪ ،‬ركزت دراسات أخرى على معوقات التغير الثقافي وتأثيراتها في تطور شخصية الفرد‬
‫وتفاعله مع عناصر ومكونات البيئات المتغيرة واالبتكارية ومن أهم هذه المعوقات‪ :‬نوعية التراث وطبيعته‪،‬‬
‫التواكل‪ ،‬المعتقدات الشعبية‪ ،‬تضارب السمات الثقافية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫واستنادا إلى ما سبق يمكن القول أن البنية الثقافية المتماسكة تتجه نحو خلق جماعات اجتماعية‬
‫متجانسة حقا لقد تمت البنى الثقافية نموا ملحوظا‪ ،‬سواء من حيث تعدد البدائل وزيادة درجة انتاجها‪ ،‬أو‬
‫من حيث التالقح الحضاري والنتشار الثقافي‪ ،‬ولعل أفضل دليل على صدق هذه النقطة هو تنامي تأثيرات‬
‫‪2‬‬
‫العولمة‪ ،‬وخلق ثقافة عالمية ذات انماط سلوكية محددة‪.‬‬
‫وفي مقابل هذا القول تجدر اإلشارة إلى أن إحدى خصوصيات مجتمعنا‪ ،‬تتمثل في وجود ت ارث‬
‫ثقافي وحضاري يضرب بجذوره في نفوس األفراد‪ ،‬ومن غير المتوقع أن تختفي مظاهر هذا التراث الثقافي‬
‫أمام عزو الثقافة الحديثة التي أدت إلى إحداث تناقص في الثقافة األصلية‪ ،‬وأصبح التعلق لهما يعكس‬
‫عند بعض الناس ازدراء واحتقار وتنكر للثقافة األصلية‪ ،‬رغم أنها قائمة هناك في اتجاهاتهم وأسلوب‬
‫تفكيرهم‪ ،‬أو جنبا إلى ثقافة الماضي‪ .‬أو نقدا لهذا النمط من الثقافة الحديثة‪ ،‬مع عدم القدرة على التخلص‬
‫منها أو تغييرها‪ ،‬ولقد أدت ظروف التطور هذه إلى تضخم أو نشوء البناء الفوقي‪ ،‬ويرتبط هذا التضخم‬

‫‪ -1‬حلمي منيرة أحمد‪ ،‬التفاعل االجتماعي‪ ،‬مكتبة ألنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬مصطفى محمد الغيتي‪ ،‬سوسيولوجية التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار المستقبل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1440،‬ص ‪.810‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫بانحراف المستويات الثقافية‪ ،‬وخاصة الحديثة عن جادة الصواب بحيث تحتل لدى الناس معايير الصواب‬
‫والخطأ‪ ،‬ومعايير التقييم‪ ،‬ومعايير االلتزام‪ ،‬والمثل العليا‪ ،‬فضال عن التناقض بين عناصر ومكونات البناء‬
‫االجتماعي‪ ،‬و كذا التناقض الكامن في نفوس األفراد أنفسهم بين القول والعمل بين المظهر والجوهر‪ ،‬بين‬
‫‪1‬‬
‫المواقف اليومية المختلفة وخاصة التناقض والتضارب بين األجهزة المختلفة للتنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫وهذا يعني أن اختالف الثقافات يحدث تضارب في عملية التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫ويترتب عن كل هذا التناقض عدم ظهور فعل اجتماعي به صفة االتساق واالستم اررية‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫تحديد أنماط مثالية لعناصره المكونة‪ ،‬ويظهر بدال من ذلك فعل اجتماعي يتسم بأنه فعل متناقض‪،‬‬
‫تتناقض فيه األهداف والوسائل‪ ،‬وتتناقض المواقف التي يظهر فيها باختالف الهدف‪ ،‬وباختالف المؤثرات‬
‫الخارجية التي يخضع لها الفرد‪ ،‬ومن هنا فإنه فعل يتسم بعدم االستم اررية وعدم االتساق والالمعيارية‪،‬‬
‫وال يمكن التبوء به إال في ضوء هذه الخصائص‪ ،‬واألفضل أن يتشكل في خضم هذه التناقضات مسا ار‬
‫متناقضا لعملية التنشئة االجتماعية التي تزداد تداخال وتشابكا وصراعا بفعل كثرة الوالءات الجزئية‪.2‬‬
‫وعليه هذا التناقض يؤدي إلى حدوث صراع في عناصر عملية التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫تعايش الذوات المتناقضة التي لعبت ومازالت تلعب دو ار خطي ار في لم شمل المجتمع أو تصدع البناء‬
‫السوسيوثقافي بالشكل الذي نراه ونعايشه اليوم وهذه الذوات هي‪ :‬الذات المعربة‪ ،‬الذات األمازيغية‪ ،‬الذات‬
‫‪3‬‬
‫الفرنسية‪ ،‬الذات اإلسالمية‪ ،‬آخذين بعين االعتبار الوالءات الدينية واألثنية وتعنيف الواقع االجتماعي‪.‬‬
‫والواقع أن هذه القضية تضفي بظاللها على البنية الثقافية وتؤثر بصورة مباشرة على طرق وأساليب‬
‫التنشئة االجتماعية‪ ،‬كما تؤثر على دور ووظيفة المؤسسات االجتماعية المعنية بعملية التنشئة التي باتت‬
‫تتجاذبها متناقضات عديدة تتم عن تخلخل البنية الثقافية‪ ،‬وتزايد التناقض والصراع بين عناصرها‬
‫ومكوناتها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التنشئة االجتماعية والبنية االجتماعية‬
‫تؤكد الشواهد التاريخية والواقعية المتوفرة حول البنية االجتماعية أن هناك تزايدا ملحوظا في التعبير‬
‫عن التذمر‪ ،‬عن تعقد المشكالت االجتماعية‪ ،‬التنديد بالمظالم االجتماعية‪ ،‬تنامي ظاهرة التدين الشعبي‪،‬‬

‫‪ -1‬محي الدين صبحي‪ ،‬في التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1488 ،‬ص ص ‪.80-81‬‬
‫‪ -2‬عبد اهلل عبد الدائم‪ ،‬التربية وتربية اإل نسان في الوطن العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلوم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبان‪ ،8008 ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -3‬جالل األحمر‪ ،‬أهداف التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار العلم الماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1440،‬ص ‪.844‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫فضال عن االهتمام بقضايا الندماج الوطني‪ ،‬تركيبة السكان‪ ،‬التركيب االثني‪-‬الديني والمذهبي والعرقي‬
‫‪1‬‬
‫والطبقي‪ ،‬وأوضاع المرأة والشباب‪ ،‬ومظاهر التهميش‪.‬‬
‫ويتعين علينا اإلشارة هنا إلى أهمية الطبقة االجتماعية في فهم الخريطة االجتماعية وآليات التنشئة‬
‫االجتماعية المعبرة عن تباين واختالف هذه الطبقات من ناحية‪ ،‬وعن شبكتها العالئقية من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وهذا يعني أن السلوك االجتماعي مرتبط بالطبقة ومدى قدرتها في الدفاع عن أعضائها‪ ،‬وكذا خلق الثقافة‬
‫المجسدة لطموحاتها وأهدافها‪ ،‬ومع ذلك يتعين علينا اإلشارة إلى أن المجتمع الجزائري قد شهد توسعا كبي ار‬
‫‪2‬‬
‫في عملية التعليم إلى جانب التحول الديمغرافي والهجرة الريفية الحضرية‪ ،‬في سياق برامج تنموية شاملة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن خارطة المجتمع ترتبط وتتماسك بقوة الشبكة العالئقية ‪.‬‬
‫في خضم هذه التحوالت‪ ،‬ظهرت فئات اجتماعية تنادي بترشيد وعقلنة عملية التنشئة االجتماعية‬
‫إلى جانب رغبتها في التغيير والتجديد‪ ،‬وسرعة التأثير بالمحيط‪ ،‬ورفع لواء التحديث في السلوك‪ ،‬والعمل‬
‫من خالل القيم الجديدة‪ ،‬فمع تزايد مظاهر التحديث والتحضر والتباين االجتماعي والنتشار الواسع للتعليم‪،‬‬
‫إلى جانب تزايد التطور االقتصادي‪ ،‬استخدام التكنولوجيا والتقنية العالمية‪ ،‬الحظ المهتمون بقضايا التنشئة‬
‫االجتماعية أن البنية االجتماعية تتكون من عناصر التقليد والحداثة‪ ،‬ومن عناصر معوقة لعملية التحول‬
‫وأخرى دافعة له‪ ،‬األمر الذي يضع مفردات التنشئة االجتماعية محل تساؤل ورعاية مستمرة‪ ،‬من أجل‬
‫‪3‬‬
‫تجاوز التناقضات التي تئن تحت وظائفها وحدات البنية االجتماعية‪.‬‬
‫والمالحظ أن أصحاب هذا االتجاه يؤكدون تأكيدا واضحا على أن الدور الذي تلعبه القيم في مجال‬
‫التنمية االقتصادية والتغير الثقافي‪ ،‬ومن ثم بات واضحا أن البنية االجتماعية تعزز أنماطا قيمية متعددة‪،‬‬
‫مما يضفي على عملية التكيف والتكامل طابع عدم االستقرار‪ ،‬ومن الواضح أن هذه الحالة تتطلب عناية‬
‫بكيفية نقل نسق القيم والموروث الثقافي من جيل إلى جيل‪ ،‬وذلك ألن التنشئة االجتماعية‪ ،‬في هذه‬
‫الحالة‪ ،‬تصبح عملية تربية وتعلم يتشرب فيها األفراد مضامين النظام القيمي للمجتمع الذي يعيشون فيه‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ويتعرقون على األحكام المعيارية للصواب والخطأ والخير والشر‪ ،‬وما هو زائف وما هو حقيقي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد إبراهيم عايش وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪ -2‬رضوان جودة ريادة ‪ ،‬صدى الحداثة في زمنها القادم‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬المغرب‪ ،1441 ،‬ص ص ‪.810-810‬‬
‫‪ -3‬صالح محمد أبو جادو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.08 ،04‬‬
‫‪ -4‬المهدي المناحرة‪ ،‬قيمة القيم‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬المغرب‪ ،1444 ،‬ص ص ‪.01،08‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫واذا ما أردنا تلخيصا لهذا الموقف‪ ،‬قلنا أن تضاريس البنية االجتماعية هي بمثابة المحدد لعملية‬
‫التثقيف انتقال القيم‪ ،‬التعلم واالنفتاح على اآلخر‪ ،‬وربما يشجع ذلك بعض المهتمين بالبنية االجتماعية‬
‫الجزائرية إلى تشجيعها من منظور "تاريخي‪ ،‬معرفي‪ ،‬إيديولوجيين إبريقي" لتحديد دور العوامل الخارجية‬
‫والداخلية في هذه العملية وتحديد طبيعة التطور‪ ،‬وكذا تعيين عناصر ومكونات هذه العملية (أنماط‬
‫اإلنتاج‪ ،‬الطبقات‪ ،‬القيم‪...‬إلخ)‪.‬‬
‫من حيث تداخل عناصر مع من عناصر أخرى‪ ،‬وليس من المستبعد أن تؤدي مثل هذه البنية‬
‫االجتماعية إلى حالة من تضارب أجهزة التنشئة االجتماعية‪ ،‬وعدم قيامها باألدوار المنوطة بها في تكوين‬
‫األجيال ونقل المخزون الثقافي وتبادله في عصر رقمنه التراث وترشيده‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬التنشئة االجتماعية والبنية التربوية‬
‫تشير الشواهد الواقعية أن المالمح التربوية البارزة في الجزائر‪ ،‬هي ارتفاع القدرة االستيعابية لألطفال‬
‫في سن التعليم االبتدائي بشكل عام للذكور واإلناث على حد سواء‪ ،‬فضال عن تزايد وتائر االعتناء‬
‫‪1‬‬
‫بالتعليم واتساع إدماجه في مختلف مراحله‪.‬‬
‫أي أن الطفل يتعلم بنسبة أكبر في مرحلة تعليم االبتدائي‪.‬‬
‫بيد أن البيانات الرقمية تفيد تفضيل الدراسات األكاديمية على الدراسات المهنية في مرحلة التعليم‬
‫الثانوي كنزعة ثقافية وواقع معاش كما أن النمو التعليم يزداد ويتوسع بسرعة‪ ،‬مع تزايد معدالت االستثمار‬
‫في قطاع التعليم بصورة عامة وكذا أدائه وهنا‪ ،‬تبرز العالقة واضحة بين التربية والتنمية‪ ،‬إذ أن للتربية‬
‫دو ار أساسيا في دعم االقتصاد والمساهمة في تطويره ونموه‪ ،‬كما أن نسب العائد في االستثمار التربوي‪ ،‬ال‬
‫‪2‬‬
‫يقل عن نسب عوائد االستثمار المادية في الميادين االقتصادية األخرى‪.‬‬
‫معناه أنه كلما تزايدت معدالت االستثمار في قطاع التعليم كلما زاد إنتاج الكفاءات‪.‬‬
‫وهكذا يتبين أن التربية أداة اقتصادية اجتماعية لترقية بيئة اإلنسان بترقية مستوى حياته‪ ،‬وأداة‬
‫لترقية آدمية اإلنسان بترقية تفكيره وسلوكه وذوقه االجتماعي‪ ،‬ففي التعليم االبتدائي‪ ،‬يالحظ أن المدخالت‬
‫التربوية‪ ،‬مازالت بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود‪ ،‬من أجل أن تكون هذه المدخالت أداة فعالة في عملية‬

‫‪1‬‬
‫‪- Http: mazouz psyclologie. Maktooblog.com.le 18.04.2021 à 13.00.‬‬
‫‪ -2‬عزة عبد الحفيظ‪ ،‬قطب زعفان‪( ،‬األفكار الالعقالنية لدى عينة من األطفال وعالقتها ببعض المتغيرات الثقافية في المرحلة‬
‫العمرية من ‪ 00‬إلى ‪ 01‬سنة) قسم الدراسات النفسية واالجتماعية‪ ،‬معهد الدراسات العليا للطفولة‪ ،1441 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫إعداد وتكوين األجيال الصاعدة‪ ،‬وهذا ما يطرح مسألة العالقة بين التربية والتنشئة من خالل الدور‬
‫التربوي للمعلم الذي يتمحور حول‪:‬‬
‫‪ -8‬مراعاة حجم الصف‪.‬‬
‫‪ -1‬توزيع عادل في مسؤوليات التدريس‪.‬‬
‫ويتدرج ضمن هذه المدخالت مسألة المناهج الصيفية والالصيفية إلى جانب الوقت المخصص‬
‫للدراسة‪ ،‬وكلها عوامل لها تأثيرها على طبيعة التنشئة االجتماعية‪ .‬ففي ما يتعلق بالمناهج الصيفية فترتبط‬
‫بالمقررات الدراسية التي تحاول تعزيز البناء القيمي للفرد المتعلم‪ ،‬من خالل تعزيز القيم االجتماعية‬
‫الموروثة‪ ،‬من أجل تعزيز وحدة البناء الخلقي للمجتمع‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى ترتبط المناهج الالصيفية بتوفير األنشطة الرياضية والفنية‪ ،‬وربطها بالمؤسسات‬
‫والجمعيات والمراكز الثقافية والرياضية واالجتماعية مما يؤدي إلى زيادة الصلة ما بين أفراد مجتمع‬
‫المدرسة من جهة وبين مجتمع المدرسة والمجتمع المحلي من جهة أخرى‪.‬‬
‫وفضال عما سبق تطرح بعض الدراسات مسألة الوقت المخصص للدراسة‪ ،‬البنائية المدرسية‪ ،‬نظام‬
‫االمتحانات وتأثيرها على عملية التعلم ونمو الطفل اجتماعيا ونفسيا وروحيا وعقالنيا‪ .‬كما تطرح هذه‬
‫الدراسات األهداف التربوية‪ ،‬أنواع العالقات التربوية‪ ،‬والعوامل المؤثرة فيها‪.‬‬
‫وفي نفس الوقت تكشف عن أهمية العالقات التربوية التي تحكم تفاعالت عناصر ومكونات الوسط‬
‫التربوي من حيث االنصهار وشكلية القيم والمعايير المتبادلة والمحددة لنمو الطفل‪ ،‬ولعل مبدأهم ما يمكن‬
‫إثارته هنا هو أن درجة تفاعل هذه العناصر والمكونات تعد بسالمة العمل التربوي وفاعليته‪ ،‬كما أن نوع‬
‫هذه العالقة في أبعادها التعاونية –التشاركية أو السلوكية‪ -‬تحدد مدى نجاح العملية التعليمية‪ ،‬ومدى‬
‫تشرب التلميذ للمكونات الثقافية‪ ،‬وهنا تطرح مسألة العقاب والمكافأة أو الثواب‪.1‬‬
‫وبالنظر إلى أهمية العالقة التربوية حلول الكثير من الباحثين عديد مضامينها والعوامل المؤثرة‬
‫خاصة تلك المتعلقة بالمناخ السائد في المدرسة والقسم‪ ،‬وطبيعة العالقة التي تحكم أطراف العملية‬

‫‪ -1‬لعويرة عمر وآخرون‪ ،‬العنف المدرسي ومنظومة القيم اإلسالمية‪ ،‬دراسة ميدانية في المحيط المدرسي لمدينة قسنطينة‪ ،‬منشورات‬
‫مغير الدراسات االتصالية والدعوة‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر‪ ،1484 ،‬ص ‪.840‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫التعليمية إلى جانب طرائق التدريس وحفظ النظام‪ ،‬دوم إغفال أهمية البناء التنظيمي المدرسي أو ما يسمى‬
‫‪1‬‬
‫بالثقافة التنظيمية المدرسية التي تلزم الجميع باحترام أخالقيات العمل المدرسي والممارسة التعليمية‪.‬‬
‫إذن البنية التربوية تلعب دو ار فعاال ألنها تهدف إلى تشكيل شخصية األفراد واكتساب المهارات‬
‫والقيم واالتجاهات وأنماط السلوك المختلفة‪ ،‬والتي تسهل لهم التعامل مع البنية االجتماعية‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬أهداف وأهمية التنشئة االجتماعية‬
‫‪ -0‬أهداف التنشئة االجتماعية‬
‫مما ال شك أن عملية التنشئة االجتماعية عملية هادفة تتدخل فيها مجموعة من العمليات الثقافية‬
‫واالجتماعية والتي يصبح من خاللها قاد ار على استيعاب قيم ومعايير المجتمع الذي يعيش فيه وذلك على‬
‫المستوى المعرفي واالجتماعي واالنفعالي ومن بين هذه األهداف ما يلي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬أن الهدف من التنشئة االجتماعية هو إنتاج شخص ذي كفاية اجتماعية‪.‬‬
‫بمعنى إعداد فرد لديه القدرة على التفاعل االجتماعي الحقيقي مع كل من البيئة الطبيعية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬تهدف عملية التنشئة االجتماعية إلى تغيير الحاجات الفطرية إلى حاجات اجتماعية وتغيير السلوك‬
‫الفطري ليصبح الفرد إنسانا اجتماعيا يتعلم أخالقيات المجتمع الذي يعيش فيه ويتقبل المكانة‬
‫‪3‬‬
‫االجتماعية التي يحددها له المجتمع‪.‬‬
‫وذلك بأن التنشئة االجتماعية تعمل جاهدة على اندماج اإلنسان داخل مجتمعه‪ ،‬أي إكسابه‬
‫المعايير األخالقية المنظمة للعالقة بينه وبين اآلخرين ضمن مجتمعه‪.‬‬
‫‪ ‬تهدف التنشئة االجتماعية إلى تحقيق عملية الضبط االجتماعي بالنسبة للمجتمع بشكل عام واالمتثال‬
‫لقواعده و قيمه بشكل خاص‪ ،‬وهذا ال يتم إال من خالل تبني الفرد لقيم الجماعة و ثقافتها من خالل‬
‫عملية التنشئة االجتماعية‪ ،‬والتي تتمثل في نقل ثقافة المجتمع إلى األفراد‪.‬‬

‫‪ -1‬عيسى الشماس‪ ،‬وسائل اإلعالم والتنشئة االجتماعية‪ ،‬مجلة ديوان العرب اإللكترونية‪،1418 www.diwanal arab.com،‬‬
‫‪ ،80-40‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬محمد يسرى موسى‪ ،‬مصادر وآليات التنشئة االجتماعية لدى العبي الفرق القومية في جمهورية مصر العربية‪ ،‬رسالة دكتوراه‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية التربية الرياضية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،8000 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -3‬السيد عبد القادر شريف‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪ ،1440 ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫‪ ‬تهدف التنشئة االجتماعية إلى إيجاد واعداد فرد صالح يستطيع مواجهة الحياة ومشاكلها حتى يكون‬
‫‪1‬‬
‫نافعا في المجتمع وتعمل على تطويره وازدهاره‪.‬‬
‫وذلك بأن التنشئة االجتماعية تعمل على تعويد الطفل على حل مشكالته وعلى اتخاذ القرار بنفسه ومعنى‬
‫ذلك تكوين فرد ناضج مدرك معنى المسؤولية االجتماعية قادر على حل مشكالت التي تواجهه في مواقف‬
‫الحياة المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬أن الفرد ال يولد اجتماعيا‪ ،‬ولذا فإنه من خالل التنشئة يمكنه اكتساب الصفة االجتماعية‪ ،‬والحفاظ‬
‫‪2‬‬
‫على فطرته السليمة وابراز جوانب إنسانيته‪.‬‬
‫وذلك بتحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي قادر على تلبية حاجاته األساسية‪.‬‬
‫‪ ‬تمكن الفرد من النمو المتكامل لشخصيته‪ ،‬وتفتح استعداداته وطاقاته وتنميتها وتوجيهها التوجيه‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة الفرد على امتالك القدرة على التكيف االجتماعي المستمر مع محيطه االجتماعي وتزويده‬
‫بالخبرات والمهارات االجتماعية التي يطلبها هذا التكيف‪.‬‬
‫تمكين الفرد من ممارسة القيم الدينية والخلقية في حياته االجتماعية بشكل تلقائي وحماسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬تزويد الفرد بالقيم والعادات االجتماعية وألنماط السلوكية من خالل المواقف االجتماعية‪.‬‬
‫و ذلك باكتساب الفرد عادات وقيم مجتمعه خالل مراحل حياته المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬إكساب الفرد اللغة سواء تعلق األمر باللغة التي يتعلم بها العلوم أو تعلق األمر بلغة االتصال مع‬
‫‪4‬‬
‫اآلخرين واالختالط بهم والتعامل والتفاعل معهم وايجاد مكانة اجتماعية محترمة بينها‪.‬‬
‫أي أن التنشئة االجتماعية تعمل على غرس اللغة في سلوك اإلنسان كونها وسيلة أساسية في اندماج الفرد‬
‫داخل مجتمعه وكذلك معرفة مكانته االجتماعية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬تعمل التنشئة االجتماعية إلى معالجة أنواع االنحراف االجتماعي من جذورها‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الوهاب علي مومن‪ ،‬أساليب التنشئة االجتماعية للطفل الصومالي‪ ،‬دراسة على عينة من األسر الصومالية بمدينة القاهرة‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشور‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1488،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬سيف الدين ياسين قدي‪ ،‬مالمح التغير في ديناميات التنشئة االجتماعية "دراسة أثنولوجية في أحد أحياء مدينة القاهرة‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية البنات‪ ،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬مصر‪ ،1440 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -3‬فاخر عاقل‪ ،‬علم النفس التربوي‪ ،‬دار علم الماليين‪ ،8004 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم عصمت مطاوع‪ ،‬واصف عزيز واصف‪ ،‬التربية العلمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،8001 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -5‬كمال السيد درويش‪ ،‬التربية السياسية للشباب‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،8001 ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫ويقصد أنواع االنحراف االجتماعي السرقة‪ ،‬الخيانة‪ ،‬التعاطي ‪.....‬إلخ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ ‬تزويدهم بالمهارات والخبرات التي تصونهم من االنحرافات السلوكية‪.‬‬
‫وأخي ار نستخلص أن غرض أو هدف التنشئة االجتماعية هو إعداد الفرد للحياة بصفة خاصة وهذا‬
‫اإلعداد يمر به الفرد خالل انتقاله بين مؤسسات التنشئة االجتماعية المختلفة في المجتمع التي تلعب‬
‫أدوار فعالة في جميع نواحي نمو الفرد‪.‬‬
‫‪ -9‬أهمية التنشئة االجتماعية‪ :‬تتجلى أهميتها في كونها المحدد األساسي التي تتبنى بها األمة وتعمل‬
‫على تنمية المهارات الحضارية كما تساهم في مسايرة التغييرات التي تط أر على المجتمع‪ ،‬كما تعمل‬
‫‪2‬‬
‫على ترقية وابداع الفرد وازدهاره في عمله ودقة معلوماته وصحة نتائجه‪.‬‬
‫وهذا يقصد به أن التنشئة االجتماعية هي الركيزة والبنية األساسية التي يبنى عليها أي مجتمع وتعمل‬
‫على حفظ ونقل التراث عبر األجيال األمر الذي يساعد على استم اررية المجتمع وعلى ازدهاره‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن التنشئة االجتماعية تكسب اإلنسان إنسانيته فبواسطتها يتعلم اللغة والعادات والتقاليد والقيم‬
‫السائدة في جماعته ويتعايش مع ثقافة مجتمعه‪ ،‬وتساعده أيضا على التوافق مع مجتمعه فعندما يتعلم‬
‫‪3‬‬
‫الفرد لغة قومه وثقافته يستطيع إقامة عالقات طيبة مع أفراد مجتمعه ويتوافق معهم‪.‬‬
‫ويقصد بهذا أن التنشئة االجتماعية وسيلة تواصلية بين االجيال يتعلم عن طريقها اللغة والعادات‬ ‫‪-‬‬
‫والتقاليد‪.‬‬
‫أي أن التنشئة االجتماعية هي العملية التي بواسطتها تكشف قدرات الفرد وطاقاته وتؤهله الستثمارها‬
‫‪4‬‬
‫وترشده إلى كيفية استغاللها في خدمة المجتمع وأهدافه‪.‬‬
‫فالتنشئة االجتماعية هي عملية لتطوير المهارات واألساليب التي يحتاجها الفرد لتحقيق أهدافه‬
‫وطموحاته في الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬التنشئة االجتماعية وسيلة للمحافظة على المجتمع وتماسكه وتعاون أفراده بواسطة قيم الحب والتآخي‬
‫‪5‬‬
‫والتعاطف بين أفراد المجتمع وكذلك نشر قيم التسامح والتعاون بينهم‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اهلل األمين النعيمي‪ ،‬التنشئة االجتماعية واألسرة‪ ،‬مجلة الثقافة العربية‪ ،‬العدد ‪ ،8000 ،40‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -2‬عامر مصالح‪ ،‬علم النفس االجتماعي في السياسة واإلعالم‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1484 ،‬ص ‪.840‬‬
‫‪ -3‬محمد ياسر الخواجة ‪،‬حسين الدريني‪ ،‬المعجم الموجز في علم االجتماع‪ ،‬مصر العربية للنشر‪ ،‬القاهرة ‪ ،1484 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -4‬سرحان منير المرسي‪ ،‬في اجتماعيات التربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،.8008 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -5‬عالء الدين قاضي‪ ،‬التربية والتغير االجتماعي‪ ،‬مجلة رسالة التربية‪ ،‬العدد ‪ ،8008 ،48‬ص ‪.11‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫فبقاء المجتمع واستم ارره يتم ببقاء ثقافته واستمرارها فالعقائد والقيم والعادات والتقاليد وكل ما يميز‬
‫مجتمع عن آخر ال يمكن الحفاظ عليه إال إذا تم توارثه جيال عن جيل عن طريق نشر قيم الحب‬
‫والتعاطف بين أفراده‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬مؤسسات التنشئة االجتماعية‪:‬‬
‫تتمثل أهمية التنشئة االجتماعية في مدى قدرتها على تهيئة وبلورة القابلية لدى األفراد لالندماج في‬
‫الجماعات االجتماعية المختلفة داخل المجتمع كل حسب طبيعته كاألسرة‪ ،‬المدرسة جماعة الرفاق‪ ،‬وسائل‬
‫اإلعالم وخالفها‪ ،‬فعن طريق االندماج في هذه الجماعات يكتسب الفرد العادات والتقاليد واألعراف‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية وتعدد مفاهيمه وتصوراته عن قدراته وعن شخصيته وعن طبيعة مجتمعه‪.‬‬
‫هكذا يتضح لنا بأن الثقافة ال تؤثر في الفرد تأثي ار مباش ار وانما تقوم بها عدد من المؤسسات‬
‫االجتماعية والجماعات التي ينتمي إليها الفرد من أهم هذه المؤسسات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬األسرة‪ :‬تعد األسرة الوحدة االجتماعية األولى التي يحتك بها الطفل احتكاكا مستم ار كما أنها تعد‬
‫‪2‬‬
‫المكان األول الذي ينمو فيه أنماط التنشئة االجتماعية التي تشكل الميالد الثاني في حياة الطفل‪.‬‬
‫أي تكوينه كشخصية اجتماعية ثقافية تنتمي إلى مجتمع بعينه‪.‬‬
‫فاألسرة هي المؤسسة األولى المسؤولة عن تنشئة الطفل اجتماعيا باإلضافة إلى أهمية األسرة في‬
‫توفير االحتياجات المادية للطفل كالغذاء والمالبس والمسكن‪ ،‬فاألسرة هي التي تجعل الفرد كائنا اجتماعيا‬
‫يدرك كيف يتعامل مع اآلخرين‪ ،‬فالوالدين هما اللذان يغرسان في الطفل بشكل مباشر وغير مباشر‬
‫‪3‬‬
‫السلوك الصواب والسلوك المناسب والسلوك األخالقي‪.‬‬
‫فالطفل منذ صغره يجد نفسه محاصر بمجموعة من القوانين التي تحدد له األكل واللباس والمدرسة‬
‫التي يتعلم فيها وهكذا يجد الطفل نفسه محاص ار بالمجتمع المحيط به‪ ،‬ومع مرور الوقت يصبح مجتمعه‬
‫جزءا ال يتج أز منه‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اهلل بن عياص سالم التبتي‪ ،‬علم االجتماع التربوي‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مصر‪ ،1441 ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -2‬سهير كامل أحمد‪ ،‬شحاتة سليمان محمد‪ ،‬تنشئة الطفل وحاجاته بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،1441،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -3‬عبد المجيد سيد منصور‪ ،‬زكريا أحمد الشربيني ‪،‬علم النفس الطفولة األسس النفسية واالجتماعية والهدي اإلسالمية‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،8000 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫ومع تعدد مؤسسات التنشئة االجتماعية‪ ،‬إال أن األسرة كانت و التزال أقوى مؤسسة اجتماعية تؤثر‬
‫في كل مكتسبات اإلنسان المادية وهي مؤسسة مستمرة معه طوال حياته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫‪1‬‬
‫إلى أن يشكل أسرة جديدة خاصة به‪.‬‬
‫أي أن األسرة توافق مع اإلنسان منذ طفولته إلى أن يصبح راشدا قاد ار على بناء وتشكيل أسرة‬
‫جديدة يطبق فيها كل ما اكتسبه منذ صغره‪.‬‬
‫فأهمية األسرة في التنشئة االجتماعية هي أن‪:‬‬
‫‪ -‬األسرة وما تشمل عليه من أفراد هي المكان األول الذي يتم فيه االتصال االجتماعي الذي يمارسه‬
‫الطفل مع بداية سنوات حياته مما ينعكس على نموه االجتماعي فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -‬إن القيم والتقاليد واالتجاهات والعادات تمر بعملية تنقية من خالل اآلباء لتأخذ طريقها إلى األبناء‬
‫بصورة مصفاة وأكثر خصوصية‪.‬‬
‫‪ -‬االسرة هي المكان الوحيد في مرحلة الطفولة المبكرة للتربية المقصودة المصحوبة بتعلم اللغة ومهارات‬
‫‪2‬‬
‫التعبير وال تستطيع أي وكالة أخرى أن تقوم بهذا الدور الهام نيابة عن أسرة الطفل الطبيعية‪.‬‬
‫إذن فاألسرة هي أول موصل لثقافة المجتمع إلى الطفل‪ ،‬وهي المكان الذي يزود األطفال ببذور‬
‫العواطف واالتجاهات الالزمة للحياة في المجتمع إذ تعمل على إرساء القيم األخالقية في سنوات الطفل‬
‫األولى قبل خروجه من دائرة األسرة إلى المجتمع‪.‬‬
‫‪ -9‬المدرسة‪ :‬تعد المدرسة نظاما اجتماعيا يتسم بسمة المجتمع الذي أوجده‪ ،‬و هو منظم حسب التصور‬
‫المعطى للحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬وحسب الروابط االجتماعية التي تحرك هذا‬
‫المجتمع‪ ،‬ولهذا اهتم علماء االجتماع بصورة‪ ،‬مباشرة بالصالت بين العالقات التربوية والنظام‬
‫االجتماعي القائم‪ ،‬والتربية مؤسسة هدفها تكييف الجيل القائم‪ ،‬العتبارهم التربية مؤسسة تعمل على‬
‫‪3‬‬
‫تكييف الجيل الصاعد مع حياة الجماعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jenhins-school de linquency and school commitment ، sociology edication،1995، p 239.‬‬
‫‪ -2‬محمود هدى الناشف‪ ،‬األسرة وتربية الطفل‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪ ،1440 ،‬ص ص‪.00،00 ،‬‬
‫‪ -3‬نعيم حبيب الجعيني‪ ،‬علم اجتماع محمود التربية صوالحة‪ -‬أساسيات التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار الكندي‪ ،‬األردن‪ ،8000 ،‬ص‬
‫‪.00‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫فالمدرسة هي كيان اجتماعي بعد األسرة في تربية الطفل قائم على أسس ومبادئ تحددها اتجاهات‬
‫معينة والغرض منها اندماج الطفل في المجتمع وتعليمه األدوار االجتماعية فيه واكتشاف مواهبهم من‬
‫خالل استعمال األنشطة المختلفة‪.‬‬
‫فهي مؤسسة ثانية ينتقل إليها الطفل بعد البيئة المنزلية‪ ،‬ليجد الطفل دائرة أوسع وميدان جديد‬
‫لمزاولة نشاطاته المكملة إذ تحتوي في مناهجها التربوية على الدروس وتوفر أساتذة متخصصين يشرفون‬
‫‪1‬‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫وذلك لتنشئة التلميذ على التربية والتعليم وتعزيز االتجاهات والقيم االجتماعية وكذلك تزويده بكتب‬
‫ومناهج تربوية تتالءم ومستوى التلميذ التعليمي والعمري‪ ،‬من أجل نجاح العملية التربوية‪.‬‬
‫‪ -1‬جماعة الرفاق‪ :‬تقوم جماعة الرفاق بدور هام في عملية التنشئة االجتماعية للفرد‪ ،‬فهي تؤثر في‬
‫قيمه‪ ،‬عاداته واتجاهاته ولقد عرفت جماعة الرفاق على أنها‪" :‬الجماعة التي يختبر فيها مدى قدرة‬
‫‪2‬‬
‫الفرد على تخطي الحدود كما أنها الجماعة التي تسانده في إظهار التحدي"‪.‬‬
‫أي قدرة الفرد على بناء عالقات جديدة وتكوين اتجاهات وقيم وعادات جديدة وتلعب جماعة الرفاق‬
‫دو ار هاما في عملية التنشئة االجتماعية وجماعة الرفاق ليست واحدة فقد يشارك الطفل في أكثر من‬
‫جماعة رفاق واحدة‪.‬‬
‫وجماعة الرفاق تندرج من الطفل بمرور الوقت من عالم الطفولة إلى عالم الشباب تبعا لتغيرات السن‬
‫وتدرجه‪ ،‬كما توجد نوع من المساواة بينه وبين أعضاء هذه الجماعة ويستطيع الطفل أن يمارس بحرية‬
‫‪3‬‬
‫جميع أنواع السلوك الذي قد يكون محروما من بعضها عن طريق األسرة أو المدرسة‪.‬‬
‫وبالتالي تؤدي جماعة الرفاق دور بالغ األهمية في التأثير على نمو شخصية الطفل‪ ،‬كما البد لألسرة‬
‫أن تقوم بمراقبة هذه الجماعة تجنبا لمشاكل قد تؤثر بالسلب في سلوكيات الطفل مع ترك المجال له‬
‫الختيار فئة أصدقائه‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد أحمد صالحة‪ ،‬مصطفى محمود صوالحة‪ ،‬أساسيات التنشئة االجتماعي‪ ،‬دار الكندي‪ ،‬األردن‪ ،8000 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬سعيد محمد عثمان‪ ،‬االستقرار األسري وأثره على الفرد والمجتمع‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،1440 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -3‬عمر سامية‪ ،‬مراحل التنشئة االجتماعية للطفل ومؤسساتها‪،‬العدد‪ ، 1‬المجلة العربية لآلداب والدراسات األساسية‪ ،1480 ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫‪ -1‬وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫تقوم وسائل اإلعالم بدور فعال في عملية التنشئة االجتماعية لألفراد حيث يسهم في اكتسابهم‬
‫معارف ومعلومات حول موضوعات معينة‪ ،‬كما تساعد على تكوين اتجاهات وقيم األفراد‪ ،‬ووسائل اإلعالم‬
‫‪1‬‬
‫متعددة فهناك التليفزيون والراديو والصحف والمجاالت حيث توجد الوسيلتين األوليتين لدى معظم األسر‪.‬‬
‫وهذا يعني أن وسائل اإلعالم المختلفة لها تأثير كبير في عملية التنشئة االجتماعية فهي تقوم بنشر‬
‫المعلومات المتنوعة في كافة المجاالت والتي تناسب كل االتجاهات واألفكار وكذلك إشباع الحاجات‬
‫النفسية لدى الفرد مثل الحاجة إلى المعرفة والمعلومات واألخبار والثقافة العامة وتعزيز القيم والمعتقدات‬
‫أو تعديلها وبالتالي تلعب دو ار هاما في تكوين شخصية الطفل وتوجيه سلوكه‪.‬‬
‫ويتمثل أثر اإلعالم في التنشئة االجتماعية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬نشر التعليم تساعد وسائل اإلعالم في تيسير سبل التعليم والتعلم‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسهام في حل المشكالت التي تعترض الحضارة اإلنسانية وفي مقدمتها األمية‬
‫‪ ‬غرس القيم والمفاهيم والمعتقدات المناسبة في النفوس‪.‬‬
‫‪ ‬تكوين االتجاهات الفكرية المرغوب فيها عند األفراد وتعديل االتجاهات التقليدية‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬الترقية وهو ضروري لمنح الراحة التي تمكن البشر من مواجهة متطلبات الحياة‪.‬‬
‫وعليه تلعب وسائل اإلعالم دو ار بار از في تنشئة الفرد من خالل ما تقدمه من معلومات وحقائق‬
‫وأخبار وأراء‪.‬‬
‫‪ -1‬المؤسسات الدينية‪:‬‬
‫وتقوم المؤسسات الدينية بدور فعال في تربية الطفل وتشكيل شخصيته وتنشئته االجتماعية لما‬
‫تتميز به من خصائص فريدة أهمها ثبات وايجابية المعايير السلوكية التي تعلمها لألطفال والكبار‪.‬‬
‫ويتلخص أثر المؤسسات الدينية في عملية التنشئة للطفل‪:‬‬
‫‪ ‬تعليم الفرد والجماعة التعاليم الدينية التي تحكم السلوك مما يؤدي إلى سعادة أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬إمداد الفرد بإطار سلوكي تابع من تعاليم دينية‪.‬‬
‫‪ ‬الدعوة إلى ترجمة التعاليم الدينية إلى أفعال‪.‬‬

‫‪ -1‬زين العابدين درويش‪ ،‬علم النفس االجتماعي أسسه وتطبيقاته‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬جودة بني جابر‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬ط‪، 1‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،‬ص ‪.881‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬غرس القيم الدينية من خالل دور العبادة‪.‬‬
‫بما أن المجتمع الذي تنتمي إليه هو مجتمع إسالمي واإلسالم هو دين الدولة فإن المؤسسة الدينية‬
‫التي تمثل الصدارة هي المسجد والمسجد يحتل منذ القدم مكانة مرموقة‪ ،‬كما أن الدور الذي يلعبه في حياة‬
‫األفراد زاد من شأنه ومكانته إذ ينتج وسطا بديال عن كل األوساط التي يتردد عليها الناس لشغل أوقات‬
‫الفراغ وتلبية الحاجات النفسية واشباع الرغبات‪.‬‬
‫‪ -9‬ألندية والمؤسسات الرياضية‪:‬‬
‫تعتبر ألندية مؤسسات اجتماعية هامة تشبع األفراد في مختلف الميادين االجتماعية والرياضية‬
‫والثقافية ونشاطات ألندية المتنوعة قد تتضمن نشاطات علمية أو أدبية أو ترفيهية أو رياضية أو قد يضم‬
‫النادي الواحد هذه ألنشطة وتتيح ألندية الفرص أمام األفراد لتكوين الصدقات واقامة العالقات االجتماعية‪،‬‬
‫كما يكتسب األفراد مجموعة كبيرة من أنماط التفاعل و يكشف الفرد ميوله و قدراته من خالل العمل مع‬
‫‪2‬‬
‫اآلخرين في المجال الذي يختاره‪.‬‬
‫وهذا يعني أن هذه الميوالت يمكن صقلها وتوجيهها كما تعمل األندية أيضا على شغل وقت الفراغ‬
‫بصورة إيجابية تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع خاصة بالنسبة للشباب واألطفال‪.‬‬
‫لذا يجب على كل األبناء والمربين والمعلمين تشجيع األطفال لالنخ ارط في هذه األندية لما يمتاز به وبما‬
‫تقدمه للطفل حتى يصبح عضوا فعاال في مجتمعه‪.‬‬
‫‪ -1‬رياض األطفال‪:‬‬
‫تعد الروضة المؤسسة االجتماعية الثابتة التي يتعامل معها الطفل‪ ،‬حيث تعد الفترة الزمنية التي‬
‫يلتحق فيها الطفل بالروضة من أشد الفترات تأثي ار في سلوكه االجتماعي وتشكيل شخصيته‪ ،‬والحياة‬
‫االجتماعية في الروضة وما تنتجه من تفاعل األطفال مع بعضهم البعض لها تأثي ار هاما وفعاال في‬
‫‪3‬‬
‫التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫أي أن رياض األطفال مؤسسة تربوية واجتماعية تسعى إلى تأهيل الطفل واعداده للمرحلة االبتدائية‬
‫خبرت جديدة مما يترك له الحرية في ممارسة نشاطاته وقدراته وميوالته‪ ،‬إذن هذه‬
‫وكذلك تكسبه مهارات و ا‬
‫المؤسسة لها‪ ،‬دور كبير في تنشئة الطفل‪.‬‬

‫‪ -1‬مراد زعيمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.811‬‬


‫‪ -2‬سميرة أحمد السيد‪ ،‬علم اجتماع التربية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،8001 ،‬ص ص‪.840،840،‬‬
‫‪ -3‬عدنان يوسف العتوم‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬مكتبة الجامعة‪ ،‬األردن‪ ،‬ص ص ‪.800،800‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪............................................................. :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬

‫وعليه تتعدد وتتنوع مؤسسات التنشئة االجتماعية األسرة والمدرسة‪ ،‬جماعة الرفاق‪ ،‬ودور العبادة‬
‫ووسائل اإلعالم على اختالفها من تلفزيون وصحف‪ .‬إلخ‪ ،‬وتتشابك وتتداخل فيما بينها حيث تلعب دو ار‬
‫هاما في بناء شخصية الفرد وكيانه االجتماعي‪ ،‬كما أن كلما زادت درجة التوافق واإلنسجام بين هذه‬
‫المؤسسات ازداد تماسك المجتمع ووحدته واستمرار بقائه‪.‬‬
‫ومن هنا يتبين أن للتنشئة االجتماعية دور مهم في حياة الفرد ألن بقاء المجتمع واستم ارره يتم ببقاء‬
‫ثقافته واستمرارها فالعقائد والقيم والعادات والتقاليد وكل ما يميز المجتمع عن آخر ال يمكن الحفاظ عليه‬
‫إال اذ تم توارثه جيل عن جيل‪ ،‬وتعتبر التنشئة االجتماعية العملية التي يقوم المجتمع من خاللها غرس‬
‫الموروث الثقافي للجيل الجديد‪ ،‬فهي وسيلة للمحافظة على المجتمع وتماسكه وتعاون أفراده بواسطة نشر‬
‫قيم الحب والتأخي والتعاطف بين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعد التربية الصحية عملية اجتماعية هادفة‪ ،‬تستمد مادتها من المجتمع الذي توجد فيه‪ ،‬إذ تستمد‬
‫هيئتها من المجتمع بكل ما فيه من عوامل ومؤثرات وقوى وأفراد وتبدأ التربية منذ والدة الطفل وتستمر معه‬
‫طيلة حياته‪ ،‬إذ تعد عنص ار مهما في العمل على تعزيز الصحة ومنع حدوث المرض‪ ،‬إذ هي عملية‬
‫تعليمية ال تكتفي بتقديم المعلومات النظرية التي يمكن أن تنسى أو تهمل ولكنها تهدف إلى تحويلها في‬
‫اتجاه وسلوك سليم فيما يتعلق بالصحة‪ ،‬كما ترتبط بحياتهم العملية مما يدفعهم إلى المشاركة في ألنشطة‬
‫الصحية بصورة إيجابية ومستمرة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم وخصائص التربية الصحية‬
‫‪ -0‬مفهوم التربية الصحية‪:‬‬
‫عرفها "توماسوود" "‪ :"Thomaswood‬على أنها بعض الخب ارت في المدرسة وفي أماكن أخرى التي‬
‫تكون واقعا نحو العادات واالتجاهات والمعرفة المرغوبة المتعلقة بالفرد والمجتمع والعرف الصحي‪.‬‬
‫كما يضيف لنا "خالد وليد السبول "تعريفا للتربية الصحية خاصة باألطفال جاء كما يلي‪ :‬التعامل‬
‫مع األطفال بسلوك ومشاعر متفقين مع عمرهم مع مراعاة حاجاتهم وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم من‬
‫المشاكل واألمراض واألخطار ضمن توفير األدوات الالزمة للوصول إلى الراحة الجسمية والنفسية‪.‬‬
‫وترى "سلوى عثمان الصديقي " التربية الصحية على أنها تلك العمليات التي تزود أفراد المجتمع‬
‫بالمعلومات واالتجاهات والخبرات والممارسات الصحية السوية‪ ،‬وقد تكون عملية تغيير األفكار‬
‫والسلوكيات الخاصة بالصحة‪ ،‬وبالتالي عملية تعليم األفراد حماية أنفسهم من المشاكل الصحية‬
‫‪1‬‬
‫واألمراض‪.‬‬
‫حيث اعتبرت التربية الصحية من مفهومها على أنها عملية تغير سلوك األفراد والمجتمعات حول‬
‫الصحة وتزودهم بمعارف جديدة يمكن االستفادة منها‪.‬‬
‫أما في كتاب" يوسف كماش" فقد عرف التربية على أنها عبارة عن عملية ترجمة للحقائق الصحية‬
‫المعروفة إلى أنماط سلوكية صحية سليمة على مستوى الفرد والمجتمع‪ ،‬وذلك باستخدام األساليب التربوية‬
‫‪2‬‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫‪ -1‬سلوى عثمان صديقي‪ ،‬الصحة العامة والرعاية الصحية من منظور اجتماعي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪4002 ،‬‬
‫ص ‪.541‬‬
‫‪ -2‬يوسف الزم كماش‪ ،‬الصحة والتربية الصحية الصحة المدرسية والرياضية‪ ،‬دار الخليج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪1480 ،‬‬
‫األردن‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫هذا يوضح أن التربية الصحية عملية تعليمية تزود الناس بالمعرفة الالزمة حول الصحة ومحدداتها‬
‫والمرض وايكولوجيا المرض والمظاهر المرضية‪ ،‬وأساليب المعالجة والوقاية‪ ،‬وتسعى لتعزيز المواقف‬
‫اإليجابية تجاه الصحة والسلوكيات الصحية السليمة‪ .‬ويمكن أن تقود الكتساب الممارسات الصحية فهي‬
‫باألساس عملية إعالمية هدفها حث الفرد على تبني نمط حياة وممارسة صحية سليمة‪.‬‬
‫فعند قيامنا بعملية التربية الصحية غالبا ما نهتم بتعزيز السلوك الصحي السوي واكتساب الناس‬
‫معارف صحية حول مختلف مواضيع الصحة‪ ،‬أي نركز اهتمامنا على عينة األفراد الذين تنقصهم المعرفة‬
‫الالزمة حول الصحة‪ ،‬وغالبا ما نتناسى تشجيع األفراد على االستمرار في إتباع السلوك الصحي السليم‬
‫الذي له أهميته أيضا في عملية التربية الصحية‪ ،‬فهذه العملية تتعدى حدود إبالغ األفراد بضرورة إتباع‬
‫حياة وممارسة صحية سليمة فقط وليست مجرد تقديم المعلومات حول الصحة‪ ،‬بل تتعدى ذلك إلى‬
‫استخدام تقنيات مختلفة من أجل الوصول إلى الممارسات صحية سليمة‪.‬‬
‫وتعرف التربية الصحية أيضا بأنها ترجمة لما هو معروف ومألوف عن الصحة‪ ،‬فيما يتعلق بالصحة‬
‫‪1‬‬
‫التامة للفرد أو بسلوك الجماعة عن طريق العمليات التنفيذية أو التعليمية‪.‬‬
‫وتعتبر التربية الصحية الوسيلة الفعالة‪ ،‬واألداة الرئيسية في تحسين مستوى صحة المجتمع وتعمل‬
‫على تغيير العادات واالتجاهات والمفاهيم والممارسات الصحية الغير سوية وتعزيز الممارسات والعادات‬
‫الصحية السوية‪ ،‬وتؤدي إلى المحافظة على الصحة والوقاية من المرض‪.‬‬
‫أما تعريف منظمة الصحة العالمية للتربية الصحية فتعرفها "بأنها مجموعة من الوسائل تسمح‬
‫بمساعدة األفراد والجماعات على تبني سلوكيات مالءمة لصحتهم"‪.‬‬
‫التربية الصحية هي شكل من أشكال التواصل المبني على تحسين المعرفة الصحية داخل‬
‫‪2‬‬
‫المجتمع‪ ،‬فهي ال تقتصر على تبادل تلك المعلومات الصحية فقط وانما تعزز السلوك الصحي في الفرد‪.‬‬
‫فال تربية الصحية هنا تقوم بتطوير المعارف الصحية لدى الفرد وتعزيزها حتى يتمكنوا من ممارستها‬
‫وترقيتها في حياتهم اليومية‪.‬‬
‫التربية الصحية هي الوسيلة الفعالة لتحقيق الصحة العامة والعمل على تحسين صحة األفراد‬
‫فالتربية الصحية بمفهومها الحديث هي عملية تربوية يتحقق عن طريقها رفع الوعي الصحي للفرد عن‬

‫‪ -1‬إقبال إبراهيم مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.808‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- World health organization، health education ، theortical concepts، effective strategies and concepetencies،‬‬
‫‪2012، p13.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫طريق تزويده بالمعلومات والخبرات بقصد التأثير في معرفة ميوله وسلوكه من حيث صحته وصحة‬
‫‪1‬‬
‫المجتمع الذي يعيش فيه كي تساعده على الحياة الصحية السليمة‪.‬‬
‫فعالقة التربية بالصحة عالقة وثيقة‪ ،‬إذ تؤثر كل واحدة منها في األخرى تأثي ار واضحا فمن أهم‬
‫مهام التربية األساسية تغيير سلوك األفراد واتجاهاتهم‪ ،‬واذا تعلق األمر بالتربية الصحية فهي تؤدي إلى‬
‫المحافظة على الصحة والوقاية من المرض‪.‬‬
‫ويرى كالنز وزمالئه ‪ Glanz et all‬أن التغيرات في نظام الرعاية الصحية أعطت فرص جديدة تدعم‬
‫التربية الصحية فهي تحترم حقوق المرضى وتركز أكثر على مشاركة واتصال المريض ويمكن أن نؤدي‬
‫‪2‬‬
‫إلى تحسين النتائج الصعبة‪.‬‬
‫فالتربية الصحية هي عملية تزويد الفرد بالمعلومات والخبرات بالطرق اإليجابية المناسبة التي‬
‫تساعده على إدراك مشاكله الصحية واتباع السلوك الصحي للمحافظة على صحته وصحة أسرته وصحة‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫من خالل ما سبق من التعريفات نستخلص أن التربية الصحية أو التثقيف الصحي هو علم مشترك يستمد‬
‫أصوله من العلوم الطبية والعلوم السلوكية وعلم النفس والعلوم االجتماعية والعلوم البيئية واإلدارية‪ ،‬ويهدف‬
‫إلى تعزيز الصحة والوقاية من األمراض والعجز والوقاية المبكرة وتحقيق جودة حياة أفضل من خالل‬
‫التثقيف الذي يستهدف تغيير سلوك المجتمع واألفراد إذن فالتربية الصحية تتحقق عن طريق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -3‬تزويد الفرد بالمعلومات والحقائق الصحية الوظيفية التي يستطيع أن يستفيد منها في مواجهة مشكالته‬
‫في حياته البيئية‪.‬‬
‫‪ -2‬تكوين العادات الصحية لمساعدة الفرد على السلوك الصحي السليم بما يحقق له الصحة الشخصية‪.‬‬
‫‪ -1‬اكتساب الفرد المهارات الصحية األساسية الالزمة له وال يمكن االستغناء عنها في الحياة اليومية للفرد‬
‫كتعلم اإلسعافات األولية والرعاية عند المرض‪.‬‬
‫‪ -4‬تكوين االتجاهات الصحية السليمة حتى يتحرر الفرد من الخرافات الشائعة في المجتمع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- William، jh،abennathy،r، health education in school، the rolan press company، new york، 1959، p07.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Clanz، h.barbara، h.r، health behaviour and health education theory، research and pratice (4 ed) USA:‬‬
‫‪jossy bass a wiley imprint، 2008، p08.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫‪ -5‬إكساب الفرد طريقة التفكير السليم التي تقوم على المالحظة الدقيقة وعدم تقبل اآلراء واألحكام قبل‬
‫‪1‬‬
‫التأكد من صحتها‪.‬‬
‫وهكذا يمكن تقديم تعريفا للتربية الصحية على أنها عملية ترجمة بعض الحقائق العلمية المعروفة‬
‫إلى أنماط سلوكية صحية سليمة على مستوى الفرد والمجتمع‪ ،‬وذلك باستعمال األساليب التربوية الحديثة‪،‬‬
‫من أجل رفع مستوى الوعي الصحي للمجتمع عن طريق تزويد المتعلمين بالمعلومات والخبرات بهدف‬
‫التأثير في معارفهم‪ ،‬اتجاهاتهم وسلوكياتهم واكتسابهم عادات صحية تساعدهم على العيش في مجتمع‬
‫سليم‪.‬‬
‫‪ -9‬خصائص التربية الصحية المدرسية‪:‬‬
‫تلعب المدرسة دو ار هاما في تكوين عادات صحية وقيم ومفاهيم لدى التالميذ وهناك فرص متنوعة‬
‫في المدرسة يمكن أن تتوفر مجموعة من الخصائص‪:‬‬
‫‪ .8‬الصحة سلوك سوي يقوم به التالميذ وليست مجرد معلومات متفرقة تحفظ وتنسى بعد االمتحانات‬
‫ويقصد بهذا أن السلوك الصحي عبارة عن تطبيق وليس مجرد أفكار ومعلومات تحفظ وتنسى‪.‬‬
‫‪ .1‬اكتساب العادات الصحية السوية هدف أساسي داخل البيئة المدرسية السليمة‪ .‬وهذا هو الهدف الذي‬
‫تسعى إليه المدرسة وهو الحفاظ على العادات الصحية السليمة‪.‬‬
‫‪ .1‬تحريك حوافزهم وتحديد هذا السلوك السوي إلشباع هذه الحاجات‪ 2.‬أي تشجيعهم على هذا السلوك‬
‫اإليجابي من أجل إشباع حاجاتهم‪.‬‬
‫‪ .0‬ضرورة تزويد التالميذ بألوان المعرفة بطرق سليمة وتدعيمهم على ما هو سوي وعالج الضار منها‬
‫وهذا يعني إكساب التالميذ بمعرفة ما هو إيجابي وما هو سلبي عن صحتهم‪.‬‬
‫‪ .0‬ضرورة مالئمة برامج التعل يم حاجات التالميذ الجسدية والنفسية بما يساهم في تدعيم األثار االيجابية‬
‫للتربية الصحية ويقصد أن البرامج التعليمية يجب أن تعمل على تحفيز التالميذ وتدعيمهم من أجل‬
‫رفع وعيهم الصحي بشكل إيجابي بغية زيادة قدراتهم العقلية والنفسية والجسمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Carter، L.marshall، toward an educated consumer Mass communication and euality in medical care‬‬
‫‪study in the health science، 1977، p17.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬عيسى غانم‪ ،‬الصحة العامة‪ ،‬دار اليازوري العلمية‪ ،‬للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،8000 ،‬ص‪.04‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب االهتمام بالتربية الصحية المدرسية وأهم طرقها‬


‫‪ -0‬أسباب االهتمام بالتربية الصحية المدرسية‪:‬‬
‫تفرض التربية الصحية نفسها على الساحة التربوية لتكون أحد المكونات الرئيسية للمنهج المدرسي‬
‫في جميع المراحل التعليمية ولجميع الدول سواء أكانت متقدمة أم نامية‪ ،‬نظ ار للمبررات التالية‪:‬‬
‫‪ .8‬يمثل التالميذ في جميع المراحل التعليمية نسبة مرتفعة من مجموع السكان‪ ،‬ولذلك فإن االهتمام بهم‬
‫يعني ضمنا االهتمام بالقاعدة العريضة من المجتمع‪.‬‬
‫‪ .1‬القصور الواضح في تحقيق ما ينبغي أن تقوم به األسرة خاصة في خصم المشكالت االقتصادية‬
‫التي تجبر األم واألب للخروج إلى سوق العمل‪ ،‬مما يزيد العبء على عاتق المدرسة في تحقيق‬
‫وتنمية الوعي الصحي‪.‬‬
‫‪ .1‬التقاء التالميذ مع بعضهم في المدارس دون توافر الوعي الصحي لديهم مما يعطي فرصة النتقال‬
‫األمراض المعدية من بعضهم البعض‪ ،‬ويترتب عليه انتقالها ألفراد أسرتهم مما يضخم من حجم‬
‫المشكلة‪.‬‬
‫‪ .0‬قد تشكل المدرسة بتقاليدها وأهدافها غير الواضحة ومناهجها البعيدة عن الحياة التقليدية عبئا كبي ار‬
‫على التالميذ ويجعلهم عرضة لبعض األمراض النفسية مثل االنطوائية والعزلة والعدوانية ومشاعر‬
‫‪1‬‬
‫اإلحباط‪.‬‬
‫ويقصد بهذا أن فترة المرحلة االبتدائية من أهم مراحل العمر من حيث النمو والتطور السريع الذي‬
‫يط أر على التالميذ سواء كان ذلك من الناحية النفسية أو البدنية أو االجتماعية مما يتطلب الظروف‬
‫المناسبة لتطور ونمو كامل‪ ،‬فكلما كان التلميذ يتمتع بصحة جيدة كان قاد ار على التعليم واكتساب‬
‫المعلومات والخبرات التعليمية التي تهيئها له المدرسة عمال بمبدأ العقل السليم في الجسم السليم‪.‬‬
‫‪ .0‬اشتداد حاجة الطفل في هذا السن إلى الرعاية الصحية نظ ار إلى انتسابه إلى فئة حساسة سرعان ما‬
‫تتأثر صحتها بالعوامل االجتماعية كالفقر والجهل وسوء التغذية أو العوامل البيئية كهشاشة المسكن‬
‫‪2‬‬
‫وضيقه ولكون األمراض والتشوهات التي تصيب الشخص من طفولته يتعذر عالجها وتشخيصها‪.‬‬

‫‪ -1‬صالح صالح‪ ،‬فعالية برنامج مقترح في التربية الصحية في تنمية التنور الصحي لدى تالميذ المرحلة اإلعدادية شمال سيناء‪،‬‬
‫العدد‪ ،0‬مجلة التربية العلمية‪ ،1441 ،‬ص‪. 08‬‬
‫‪ -2‬ربيعة جواج‪ ،‬صليحة هاشمي‪ ،‬تفعيل التربية الصحية في الوسط المدرسي‪ ،‬العدد‪،81‬المركز الوطني للوثائق التربوية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1444‬ص‪.80‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫وأخي ار ترجع األسباب التي تدعو إلى االهتمام بالتربية الصحية إلى أهميتها وذلك من حيث المكانة‬
‫التي تشغلها حيث أصبحت التربية الحديثة تركز كثي ار على التربية الصحية كوسيلة لبلوغ التعليم أهدافه‬
‫وذلك يتطلب أن يكون التالميذ في صحة جيدة حتى يمكنهم القيام بالجهد والنشاط العقلي والجسمي‪.‬‬
‫‪ -9‬طرق التربية الصحية‪:‬‬
‫‪ .1‬وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫تعتبر وسائل االعالم من أهم الوسائط التربوية الصحية في المجتمع حيث إنه يمكننا توصيل‬
‫الكثير من المعلومات والخبرات لعدد كبير جدا من الناس في أقل وقت ممكن‪...‬وتتعدد وسائل االعالم‬
‫فتشمل اإلذا عة والتلفزيون والصحف والمجالت واألفالم السينمائية والكتب والنشرات والملصقات وعلى‬
‫الرغم من أهمية هذه الوسيلة وايجابياتها في توصيل المعلومات بسرعة ويسر وتوصيل المعلومات الحديثة‬
‫جدا إال أنها يشوبها بعض العيوب حيث إنها عملية تسير في اتجاه واحد بمعنى إن الرسالة تصل من‬
‫المرسل إلى المستقبل فال يمكن الوقوف على مدى فهمه للرسالة المبلغة لفهما فهما صحيحا ولذلك‬
‫يتوقف على فعالية وسائل االعالم في التربية الصحية على‪:‬‬
‫‪ -‬المستوى التعليمي ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬المستوى االقتصادي لهم‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب عرض الرسائل الصحية سواء كان في صحيفة أو في إذاعة أو تلفزيون أو مدى استخدام‬
‫أساليب التشويق‪.‬‬
‫‪ -‬استعداد المستقبل لتلقي مضمون الرسالة وعالقتها باهتماماته‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬المستوى الثقافي ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫ولذلك ال نستطيع اإلعتماد على وسائل االعالم وحدها كوسيلة للتربية الصحية بل البد من تدعيمها‬
‫بوسائل أخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬المقابلة المباشرة‪:‬‬
‫تعتبر المقابلة من أهم طرق التربية الصحية الفعالة حيث أنها تسمح بالتأثير المباشر واإلجابة عن‬
‫االستفسارات واألسئلة وتوضيح الجوانب المبهمة والوقوف على ردود الفعل المباشرة للمتعلم‪ ،‬وقد تكون‬
‫المقابلة في إحدى الصور التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬سلوى عثمان الصديقي‪ ،‬مدخل في الصحة العامة والرعاية الصحية واالجتماعية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،8000،‬ص‪. 188‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫أ‪ .‬المقابلة الفردية‪ :‬هي التي تتم بين مصدر الرسالة الصحية والمتلقي لها كأن تكون بين الطبيب‬
‫والمريض أو المريض والممرضة أو بين األخصائي االجتماعي وعميله‪ ،‬أو المعاون الصحي‬
‫والمواطن أو المدرس وتلميذه‪.‬‬
‫ب‪ .‬المقابلة الجماعية‪ :‬كأن تكون المقابلة مع مجموعة من األفراد المتجانسين إلى حد ما باالهتمامات‬
‫أو الخصائص مثل اللقاء مع األمهات وتوصيل معلومات صحية عن االهتمام بالطفل وتغذيته أو‬
‫‪1‬‬
‫االهتمام بالصحة الشخصية أو صحة البيئة أو المنزل‪.‬‬
‫وقد تكون المقابلة الجماعية لفصل من فصول المدرسة أو لقاء جماعي بمستشفى مع جماعات‬
‫المرضى أو المعرضين لإلصابة بالمرض وقد تكون للعاملين في مجال التغذية أو مجال الطفولة‪.‬‬
‫ج‪ .‬االجتماعات والندوات والمحاضرات والمناظرات والمؤتمرات‪:‬‬
‫حيث اللقاءات المجتمعية التي تستهدف توصيل معلومات صحية في جانب معين سواء كان‬
‫للمهتمين في الصحة أو العاملين في مجال معين أو لقاءات مع عامة المجتمع من خالل المؤسسات‬
‫المجتمعية وتعتبر المقابلة المباشرة وسط فعال في التربية الصحية حيث تسمح بمرور المعلومات بوضوح‬
‫والمشاركة اإليجابية من جانب المتلقين وبالتالي تغيير الطريقة أو األسلوب بما يتفق والنفعاالت والظروف‬
‫مع المتلقين واالستجابة الفعالة للبرنامج‪.‬‬
‫‪ .3‬مشروعات تنظيم المجتمع‪:‬‬
‫طريقة تنظيم المجتمع هي إحدى طرق الخدمة االجتماعية‪ ،‬تستهدف النهوض بالمجتمع من جميع‬
‫جوانب الحياة‪...‬وتنظيم المجتمع في التربية الصحية يستهدف الوقوف على حاجات المجتمع الصحية‬
‫ومشكالته وحشد االمكانيات والموارد إلشباع هذه الحاجات وذلك بالتعاون مع مختلف أجهزة المجتمع‬
‫االجتماعية والصحية‪ ،‬وأسلوب طريقة تنظيم المجتمع في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الحاجات والمشكالت الصحية للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أكثر الحاجات اهمية في ضوء سياسة األولويات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تحديد االمكانيات الذاتية والحكومية والبيئية لمواجهة هذه المشكالت‪.‬‬
‫وهذا يع ني أن طريقة تنظيم المجتمع بمجموعة من الخطوات تبدأ من الدراسة والفحص واالستقصاء‬
‫لحاجات المجتمع ومشكالته وامكانياته حتى تصل إلى الدور اإليجابي في هذا المشروع‪.‬‬

‫‪ -1‬ربيعة جواج‪ ،‬صليحة هاشمي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.00‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-‬سلوى عثمان الصديقي‪ ،‬مدخل في الصحة العامة والرعاية الصحية واالجتماعية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 181‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫ثالثا‪ :‬ميادين ومكونات التربية الصحية‬


‫‪ .1‬ميادين التربية الصحية‪:‬‬
‫أ‪ .‬الصحة الشخصية‪ :‬وذلك فيما يتعلق بالنظافة والتغذية والنوم والراحة والرياضة والعناية بالعينين‪.‬‬
‫ب‪ .‬المنزل‪ :‬وتتهيأ به فرص وعوامل تربوية كثيرة مثل العادات الصحية للكبار كقدوة للصغار‪ ،‬وطريقة‬
‫معاملة أفراد األسرة بعضهم لبعض‪ ،‬واتجاهات األسرة نحو الصحة واإلجراءات الصحية‪ ،‬وميزانية‬
‫األسرة وطريقة توزيعها بين الغذاء والمسكن والملبس‪.‬‬
‫ج‪ .‬المدرسة‪ :‬سواء أكانت ابتدائية أم متوسطة أم اعدادية أم معاهد عليا أم كليات جامعة‪ ،‬وتتهيأ فيها‬
‫الفرص التربوية الكثيرة من صحة البيئة أو المرافق الصحية‪ ،‬والتربية البدنية واأللعاب الرياضية‪،‬‬
‫والمشاريع خدمة المجتمع‪ ،‬والسلوك الصحي للمدرسين وغيرهم كقدوة للطالب‪ ،‬والعالقات العامة بين‬
‫المدرسين والتالميذ وغيرهم من هيئة المدرسة‪.‬‬
‫د‪ .‬المجتمع‪ :‬تتهيأ به فرص كثيرة تؤثر في السلوك الصحي للشعب منها الخدمات الصحية والنصائح‬
‫التي يحصل عليها األهالي من هيئات الطب والتمريض والخدمات المساعدة‪ ،‬الخبرة في العمل سواء‬
‫‪1‬‬
‫أكان في الحقل أم المصنع أم المتجر‪.‬‬
‫أما منظمة الصحة العالمية للصحة فقد حددت مجاالت التربية الصحية في‪:‬‬
‫‪ .8‬الصحة الشخصية‪.‬‬
‫‪ .1‬صحة الغذاء‪.‬‬
‫‪ .1‬صحة المستهلك‪.‬‬
‫‪ .0‬الصحة العقلية والنفسية‪.‬‬
‫‪ .0‬صحة األسرة‪.‬‬
‫‪ .4‬صحة المجتمع‪.‬‬
‫‪ .0‬صحة البيئة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .0‬األمن والوقاية من الحوادث‪.‬‬
‫ويرى" فاروق الف ار "أن من أهم الموضوعات التي أصبحت تركز عليها التربية الصحية نجد‪:‬‬

‫‪ -1‬لمياء محمود لطفي وآخرون‪ ،‬التربية األسرية والصحية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1484 ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ -2‬عاكيف فؤاد‪ ،‬مدى تناول كتب علوم الحياة واألرض للتعليم الثانوي اإلعدادي بالمملكة المغربية لمفاهيم التربية الصحية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،88‬مجلة جامعة القدس المفتوحة لألبحاث والدراسات التربوية والنفسية‪ ،1480 ،‬ص‪.108‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫‪ -0‬الصحة الشخصية‪ :‬كالنظافة والتغذية الصحية والعناية بالبشرة واليدين والوقاية من األمراض‪،‬‬
‫والرياضة البدنية اليومية والترفيه والصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -9‬الصحة االجتماعية‪ :‬صحة المجتمع وسالمته وصحة البيئة وما يحيط بها والتربية للحياة العائلية‬
‫واالسعافات األولية وضرورة مشاركة المستوصفات مع الصحة المدرسية في تطوير التربية‬
‫‪1‬‬
‫الصحية‪ ،‬وتقديم خدمات الوقاية والعالج‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نرى أن مجاالت التربية الصحية تعددت نظ ار لتعدد المراحل التي يمر بها الفرد‬
‫في حياته‪ ،‬واختالف طبيعة وخصائص كل واحدة منها على األخرى لذا كان الزما أن تكون هذه‬
‫المجاالت متكاملة متشابكة من أجل تحقيق السالمة والكفاية الصحية للفرد‪ ،‬والوصول به إلى تحويل‬
‫المعتقدات والمعارف الصحية إلى سلوكيات وممارسات ملموسة لكن بالتدقيق في كل تصنيفات التي‬
‫وضعت نجد أن هناك مجاالت تكررت لدى معظم الباحثين وهي المجاالت التي يجب أن يعرفها األفراد‬
‫باختالف جنسهم وأعمارهم خاصة تالميذ المرحلة االبتدائية نظ ار لطبيعة المرحلة النهائية التي يمرون بها‬
‫أي هي المرحلة التعليمية التي يكتسب فيها التلميذ المعارف والمهارات‪.‬‬
‫‪ -1‬صحة المستهلك‪ :‬يعمل المجتمع للحفاظ على صحة المستهلك من خالل ما يتم تقديمه في مختلف‬
‫المجاالت وميادين سواء كان غذاء أو برامج أو معلومات وغيرها‪.‬‬
‫‪ -1‬الصحة البيئية‪ :‬سالمة المحيط والبيئة التي يعيش فيها أفراد المجتمع يجب أن تتوفر كل الشروط‬
‫البيئية الالزمة من نظافة المحيط ونظافة الهواء والماء ليعيش فيها أفراد المجتمع ويتمتعوا بالصحة‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫‪ -1‬الوقاية من األمراض‪ :‬وهذا ما تعمل عليه التربية الصحية وهي االبتعاد عن جميع مسببات‬
‫‪2‬‬
‫األمراض والحفاظ على الصحة وعدم التعرض للمخاطر التي تؤدي إلى انتقال األمراض‪.‬‬
‫‪ .2‬مكونات برامج التربية الصحية‪:‬‬
‫‪ -‬القائمون على تقديم البرنامج‪ :‬وهم حجر الزاوية لنجاح اي مشروع‪ ،‬وينبغي أن يتحلوا بالصبر‬
‫والحماس واالقتناع بأهمية التربية الصحية‪ ،‬واالهتمام بالمواضيع التي يتناولونها مع القدرة على‬

‫‪ -1‬ألفا فاروق‪ ،‬اتجاهات مستحدثة في التربية الصحية وانعكاساتها على المناهج الدراسية‪ ،‬في الدول العربية الخليجية‪ ،‬العدد‪،88‬‬
‫رسالة الخليج العربي‪ ،8000 ، ،‬ص‪.814‬‬
‫‪ -2‬صفاء توفيق الحاج صالح‪ ،‬التربية الصحية في المدارس األساسية‪ ،‬مركز ديبونو لتعليم التفكير‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1480،‬ص‪.11‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫التأثير واالقناع‪ ،‬كما انهم القدوة الحسنة لألخرين‪ ،‬وأهم الفئات التي تقوم بعملية التربية الصحيحة‬
‫لهم‪.‬‬
‫‪ -0‬العاملون في المجال الطبي‪ :‬كاألطباء والممرضات والمثقفات الصحيات‪ ،‬وهم عادة يحظون بثقة‬
‫وتقدير المترددين على المستشفيات والمراكز الصحية مما ييسر عليهم االرشاد والتوجيه‪.‬‬
‫‪ -9‬المدرسون والعاملون في مجال التعليم ‪ :‬كالباحثات االجتماعيات ويقضي الطالب الجزء االكبر من‬
‫يومهم في المدرسة‪ ،‬كما يرتبطون بمدرسيهم ويقتدون سلوكهم واتجاهاتهم‪ ،‬ومن الضروري أن تتسع‬
‫رسالة المدرسة لتشمل اكساب العادات الصحية السليمة‪ ،‬وقواعد التغذية السليمة ومكافحة العاملين‬
‫‪1‬‬
‫بها إلى المجتمع المحيط بها‪.‬‬
‫فهذه الفئة بصفة عامة تشمل الباحثين والطلبة اذ تكسبهم العادات الصحية االيجابية وكيفية مواجهة‬
‫بعض األمراض التي تطغى على مجتمعهم‪.‬‬
‫‪ -1‬الوالدان‪ :‬ومنهما يكتسب الطفل معلوماته األساسية كما يقلدهما في اتجاهاتهما وسلوكهما‪ ،‬وعادة ما‬
‫يستجيب األطفال للتوجيه بسهولة في السنين االولى من عمرهم‪ ،‬كما يتأثرون بصورة تلقائية ببيئة‬
‫المنزل وعاداته ونظامه الغذائي ومدى مراعاة القواعد الصحية كالنظافة الشخصية وممارسة‬
‫الرياضة‪ 2.‬فالوادان هنا يقمون بتطبيق الطفل على القواعد والعادات الصحية عن طريق التوجيه‬
‫والتلقين‪.‬‬
‫‪ -1‬المتلقون‪ :‬وهم سائر أفراد المجتمع‪ ،‬أما على هيئة أفراد كمترددين على المستشفيات أو العيادات‪ ،‬أو‬
‫جماعات كما يحدث في الندوات والمحاضرات التي تنظمها المدارس‪.‬‬
‫‪ -1‬الموضوع‪ :‬ينبغي أن تكون الرسالة الموجهة للمتلقين واضحة ومفهومة وبسيطة‪ ،‬كما تعرض بأسلوب‬
‫شيق وجذاب وبصورة لبقة ال تتصادم مع مشاعر المتلقين كما ينبغي أن يكون محور الرسالة متعلق‬
‫بمواضيع تهم المتلقين وقابلة للتنفيذ بصورة واقعية‪.‬‬

‫‪ -1‬القرار المشترك المؤرخ في ‪ 18‬ز ‪ 44 ،8000‬تتعلق بشروط العزل والحماية االجتماعية‪.‬‬


‫‪ -2‬كتيب مجموعة النصوص الخاصة بالخدمات االجتماعية ‪ 8000‬يتضمن اعادة مخطط‪ 40 ،‬وزاري مشترك رقم ‪ 48‬مؤرخ في‪:‬‬
‫‪.44-40‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫رابعـا‪ :‬مبادئ وأسس ودعائم التربية الصحية في الوسط التربوي‪:‬‬


‫‪ -0‬مبادئ الحصول على التربية الصحية في المدارس‪:‬‬
‫قامت الجمعية الوطنية لمعايير التربية الصحية بتحديد أربعة عوامل تؤدي دو ار رئيسا لضمان تعلم‬
‫جميع الطلبة المفاهيم والمهارات األساسية التي تحتويها المعايير وهي‪ :‬الحصول على منهاج مثير‬
‫للتحدي‪ ،‬وتوقعات الطلبة لعملية التعلم‪ ،‬والحصول على تعليم ذي جودة عالية‪ ،‬والتوزيع العادل للموارد‪،‬‬
‫وهذه العوامل تؤثر بشكل كبير على قدرة الطلبة على تعلم المفاهيم واكتسابها والمهارات األساسية الخاصة‬
‫بالمعايير الوطنية للتربية الصحية‪ ،‬لذلك جاءت اهمية تلقي الطلبة برنامجا تعليميا مبنيا على منهاج‬
‫حديث ومترابط ومتطور يقدمه أساتذة مؤهلون تأهيال جيدا ويستخدمون استراتيجيات تعليمية مبنية على‬
‫البحوث لتدريس المعرفة والمهارات‪.‬‬
‫ولتحقيق ذلك‪ ،‬تم تحديد اربعة مجاالت تؤثر على التطبيق الفعال للمعايير الوطنية األمريكية للتربية‬
‫الصحية وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬مبـدأ التعلم‪:‬‬
‫إن هدف التربية الصحية هو ترجمة المعرفة والمهارات إلى سلوكيات تحسين الصحة فعندما ال‬
‫تخصص المدارس وقتا كافيا لتطبيق دروس ومناهج التربية الصحية بطريقة منظمة ومتابعة‪ ،‬سيعاني‬
‫التالميذ عندئذ من ثغرات في معرفتهم ومهاراتهم الصحية‪ ،‬ويتطلب اتقان المهارات و الرغبة في التعلم‪،‬‬
‫ألن المهارات مهمة من الناحية الشخصية‪.1‬‬
‫ومالحظة كيف ومتى تستخدم المهارات بشكل فعال وتفصيل وتشكيل الخطوات الضرورية إلتقان‬
‫المهارات وممارستها حتى يتم اتقانها في النهاية‪ ،‬ويتطلب التعلم في مجال التربية الصحية توفر خبرة‬
‫عملية في التربية الصحية وعدالة في تقديمها‪ ،‬ويتطلب ايضا من المعلمين أن يكونوا مخططين‬
‫استراتيجيين يثيرون اهتمام التالميذ ويحفزونهم من خالل تعليم سلس يهدف إلى معالجة قضايا الصحة‬
‫الشخصية‪ ،‬وحتى يتم تحقيق تعلم فعال يجب على الطلبة ان ينخرطوا بشكل نشط في عملية التعلم وأن‬
‫‪2‬‬
‫يتم تشجيعهم على استخدام قدرات عقلية معينة إلظهار معرفتهم و مهاراتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية شأن دعم السياسات والنظم الصحية لتحقيق‬
‫األداء األمثل للبرنامج المعنية بالعاملين الصحيين المجتمعيين‪ ،1480 ،‬ص ‪.http://www.who.int/hrh/community/ .80‬‬
‫‪ 30:11‬بتاريخ‪.2123-15-35:‬‬
‫‪ -2‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.84‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫وهذا يعني أن مبدأ التعليم يتطلب عدة شروط لقيامه من بينها الخبرة واتقان المهارات والعادلة في‬
‫تقديمها‪.‬‬
‫ب‪ .‬مبدأ التعليم‬
‫وفي هذا المبدأ يتطلب تبني عملية مستمرة لتقييم المعرفة السابقة والمواهب الفردية لقدرات الطلبة‬
‫من صفوف ما قبل الروضة إلى الصف الثاني عشر والتخطيط لفترات تعليمية لتلبية االحتياجات الفردية‬
‫والجماعية للتالميذ ثم تطبيق وتحديد فعالية الدروس المتتابعة ويعرف المعلمون األكفاء وكبار المعلمين‬
‫كيف يستخدمون عينات أعمال الطلبة لتقييم تدريسهم ألن التدريس الفعال يعتمد على نتائج تعلم الطلبة‬
‫وفي حال كان الطلبة ال يتعلمون فيجب أن تشمل الخطة التدريسية على مرحلة خاصة بالمراجعة واعادة‬
‫التدريس حتى يتمكن الطلبة من معرفة المعلومات المتعلقة بالصحة لذلك يجب على المعلمين معرفة كيفية‬
‫تقديم المفاهيم والمهارات حتى يتم تعزيز وممارسة النتائج الصحية المستهدفة خالل الحصة الدراسية‬
‫وخارجها‪ ،‬والمعلمون مسؤولون عن التعليم الذي يقدم خالل حصصهم الدراسية‪ ،‬لكن يمكنهم أيضا أن‬
‫يكونوا بمثابة قنوات لنقل الرسائل والدروس والبرامج المتعلقة بالصحة وبخاصة تلك التي تستهدف تنمية‬
‫المهارات الصحية لألطفال والشباب الواردة في المناهج لصفوف ما قبل الروضة إلى الصف الثاني‬
‫‪1‬‬
‫عشر‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يمكن أن يكون المربون الصحيون معلمين يؤيدون إحداث تغييرات مستمرة في‬
‫السي اسات الصحية وممارسات الصحة التعليمية للمدرسة‪ ،‬والتي ينتج عنها تحسين خبرات التعلم لدى‬
‫األطفال‪.‬‬
‫ج‪ .‬مبدأ المنهاج‪:‬‬
‫يشمل المنهاج على غايات تعلمية يعرفها المعلمون والطلبة على حد سواء‪ ،‬وتعتبر المعايير التي‬
‫توضح تصميم مناهج التربية الصحية‪.‬‬
‫وقد أوضحت دائرة فلوريدا للتعليم أن التخطيط لألمور التي يفترض على الطلبة معرفتها و التمكن‬
‫من فعلها‪ ،‬يجب أن يكون مصمم أو معلم المنهاج الذي يخطط الدروس المتتابعة لمستوى صفي معين‬
‫مدرك لمجال المفاهيم والمهارات المرتبطة بالصحة ومن بين أنواع المناهج الثالثة الخاصة بالتربية‬
‫الصحية مثل المنهاج الشامل والتصنيفي والمتكامل‪ ،‬ويجب أن يكون منهاج التربية الصحية متكامال‬
‫ويوفر نطاقا واسعا من المعلومات المرتبطة بصحة التالميذ وسلوكياتهم الصحية‪.‬‬

‫‪ -1‬صفاء توفيق الحاج صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫د‪ .‬مبدأ التقييم‪:‬‬


‫بينت الجمعية الوطنية للتربية الصحية أن التقييم عنصر أساسي من عناصر تدريس التربية‬
‫الصحية ويساهم بشكل كبير في استيعاب الطالب وتطبيقه للسلوكيات والمهارات السليمة الصحية وتعتبر‬
‫كيفية التطبيق لهذا التعلم في حياتهم اليومية التقييم النهائي والحقيقي لمقدرتهم على تحسين صحتهم لذلك‬
‫من المهم اعطاء الطلبة تقييما موثوقا وعادال يتم تحقيقه من خالل فرص متعددة في حصة التربية‬
‫‪1‬‬
‫الصحية‪.‬‬
‫أي أن ضمان تقييم جميع الطلبة تقييما مناسبا فيما يتعلق بتحقيقهم المعايير الوطنية للتربية‬
‫الصحية يعد مؤش ار مهما على تحقق األهداف المنشودة حيث أنه ذو أهمية بالغة لنجاح الطالب‪.‬‬
‫‪ -9‬أسس التربية الصحية‪:‬‬
‫جاء في كتاب ابراهيم وحيد محمود إن أسس التربية الصحية بصفة عامة هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -0‬إيجابية التعلم‪:‬‬
‫عملية تغيير في فكر اإلنسان ومفهومه وخبراته وال يتم هذا التغيير إال ببذل مجهود ينبع منه‬
‫شخصيا لذلك كانت عملية التعليم عملية إيجابية ضعيفة األثر إذا كان المتعلم سلبيا فإلقاء المعلومات‬
‫الصحية للتالميذ على اعتبار أنهم آنية فارغة تصب فيها المعلومات المفيدة قليل الجدوى بالنسبة لما‬
‫ترمي له من التأثير في الميول واالتجاهات ربما يتمكن التالميذ من حفظ ما يلقى عليهم لإلجابة على‬
‫أسئلة االمتحانات‪.‬‬
‫‪ -9‬األثارة‪:‬‬
‫لقد وجد لتغيير سلوك الفرد أو الجماعة أو اكتسابهم عادة صحية يلزم أن يشعروا بحاجة أو رغبة‬
‫وأن يتعرفوا على المعلومات التي توصلهم إلى تحقيق هذه الرغبة للسلوك الصحي السليم هذه اإلثارة مهمة‬
‫لالستفادة بالمعلومات التي تلقى عليهم في تغيير السلوك (رغبة‪ ،‬معلومات‪ ،‬عمل)‪ ،‬هذه االحتياجات‬
‫والدوافع إما تكون حيوية كالرغبة في النوم واألكل والراحة والنشاط وغير ذلك من دوافع إجتماعية وعاطفية‬
‫كالرغبة أن يكون التلميذ محبوب ومرغوبا فيه له أصدقاء ومدرسون يهتمون به لذلك يجب على المدرسة‬
‫‪2‬‬
‫أو المرفق الصحي دراسة هذه الميول في المراحل المختلفة للتعليم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Joint commitee on National Health Education Standars، 2007.‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم وجيه محمود وآخرون‪ ،‬الصحة المدرسية والنفسية للطفل‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1444 ،‬ص‪. 100‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫أي أن اإلثارة عامل مهم يحفز الفرد على تعلم العادات الصحية وهذا ما يعمل على تغير سلوك‬
‫الفرد نحو ممارسة صحية جيدة‪.‬‬
‫‪ -1‬االهتمام بما يجب أن يسلكه التلميذ وماال يجب أن يتبعه بتصرفاته بهذا يمكن إحالل العادة‬
‫الصحية السليمة مكان العادة الصحية الغير سليمة فإذا نصحنا التالميذ بالتغذية الصحية يجب أن‬
‫نوضح لهم ما يجب أن يتناولونه من األطعمة المفيدة وماال يجب أن ال يتناوله‪.‬‬
‫‪ -0‬يجب أن يشجع التالميذ على تصرفاتهم الصحية والتقليل من اللوم على أخطائهم وعيوبهم وهذا‬
‫لتحقيق أكبر قسط من النجاح‪.‬‬
‫‪ -1‬القدوة الحسنة‪:‬‬
‫إن التالميذ يقدرون من يحبونه ويحترمونه في كل تصرفاتهم والمدرس خير قدوة للتالميذ فهم‬
‫يحبونه ويعتبرونه مثلهم األعلى واتباع المدرس في كل العادات الصحية أمر ضروري وكذلك الطبيب‪،‬‬
‫كما يقلد الصغار زمالئهم الكبار وهذا له أهمية أيضا‪.‬‬
‫‪ -9‬االستفادة من سلوك الجماعة‪:‬‬
‫عادة بإتباع السلوك الذي تشكله الجماعة التي ينتمي إليها كعائلته أو تالميذ فصله أو الفريق‬
‫الرياضي أو غيره‪ ،‬إقناع الجماعة وموافقتها على اتجاهات معنية لها قيمة كبيرة في تغيير سلوك أفرادها‪.‬‬
‫التربية الصحية تتوقف على عوامل وراثية وعوامل مكتسبة فالعوامل المكتسبة تكون من البيئة‪ ،‬وبالتالي‬
‫‪1‬‬
‫سالمة البيئة وصحتها لها أثر إيجابي في توجيههم الصحيح في حياتهم‪.‬‬
‫وهذا يعني أن التربية الصحية الصحيحة تقوم على األسس وهذه االخيرة تعلم الفرد مهارات‬
‫وسلوكيات بغية التمتع بمهارات صحية جيدة‪.‬‬
‫‪ -1‬دعائم التربية الصحية في الوسط التربوي‪:‬‬
‫‪ -1‬الثقافة والوعي الصحي‪:‬‬
‫المقصود بالثقافة الصحية هي تقديم معلومات وأراء وحقائق مع معلومات وبيانات تشيد بمجموعة‬
‫من الحقائق الصحية لكافة أفراد المجتمع وذلك بغية الوصول إلى هدف معين وهو تربية جميع أفراد‬
‫المجتمع وتزويدهم بثقافة وارشادات صحية تجعلهم على استعداد دائم نفسيا وعاطفيا واجتماعيا وتحويل‬
‫الممارسات الصحية السليمة إلى عادات يؤدي بال شعور بفعل المداومة والتكرار‪.‬‬

‫‪ -1‬بهاء الدين إبراهيم سالمة‪ ،‬الجوانب الصحية في التربية الرياضية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1444 ،‬ص‪.108‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫كما أصبح التثقيف الصحي علما قائما بذاته من علوم المعرفة يستخدم النظريات السلوكية والتربوية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ومبادئ االعالم والتعليم واالتصال للنهوض بصحة األفراد وتمكينهم من تنمية قدراتهم البدنية‬
‫والذهنية بما يحسن نوعية حياتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬السالمة البيئية الصحية المدرسية‪:‬‬
‫المقصود بالبيئة المدرسية المحيط الذي يعيش فيه التالميذ‪ ،‬تتميز هذه البيئة بمجموعة من العوامل‬
‫التي تساعد التالميذ على التأقلم مع المحيط‪ ،‬وهي عوامل طبيعية وبيولوجية واجتماعية إذ هي بيئة‬
‫متكاملة يعيش فيها المتعلمون على مدى اليوم الدراسي‪ ،‬وذلك ما يفسر التأثير الكبير والمباشر على‬
‫المتمدرسين‪ ،‬وتشمل العوامل الفيزيقية للبيئة المدرسية كالمبنى المدرسي والحجرات واألثاث المدرسي‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والمرافق الصحية‪.‬‬
‫بينما تشمل العوامل البيولوجية للبيئة المدرسية الكائنات الحية الدقيقة مثل الفيروسات والبكتيريا‬
‫والفطريات التي يمكنها أن تصيب األطفال بأمراض مختلفة أو تلوث الوجبات الغذائية المتناولة في مطعم‬
‫المدرسة‪ ،‬أما العوامل االجتماعية للبيئة المدرسية فتتمثل في عالقة المتعلمين ببعضهم وعالقتهم‬
‫‪2‬‬
‫بالمدرسين والعاملين بالمؤسسة‪.‬‬
‫فالبيئة المدرسية هي تلك الوسط الذي يقوم بالمراقبة المستمرة للتالميذ وذلك للحفاظ على صحتهم‬
‫وحمايتهم من خطر اإلصابة باألمراض مع إعطاء نصائح وارشادات طبية تحثهم على أهمية الصحة من‬
‫خالل الدورات التحسيسية التي يقوم بها األطباء المتواجدون على مستوى الوحدات الصحية المدرسية‪.‬‬
‫‪ -3‬إدراج التربية الصحية في مناهج التربية‪:‬‬
‫أصبح للرعاية الصحية دور بالغ األهمية في المجتمعات المدرسية باعتبارها أساس للنهوض‬
‫بمستوى الصحة العامة من أجل جعل أفراد يتمتعون بصحة سليمة مثالية واعتبار أن المدرسة هي أول‬
‫مؤسسة اجتماعية كبرى التي يتأسس فيها أكبر عدد من أفراد المجتمع (التالميذ) فالمدرسة هنا كفيلة‬
‫بتحرير أبناء األمة من العادات والسلوكيات الصحية الخاطئة وتعليمهم عادات وأساليب وسلوكيات جديدة‬
‫صحية‪ ،‬فهذه المرحلة يأتي الدور األساسي للمعلمين‪.‬‬

‫‪ -1‬ربيعة جواج‪ ،‬صليحة هاشمي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪80‬‬


‫‪ -2‬عبد العالي دبلة‪ ،‬فضيلة صدراتي‪ ،‬واقع تطبيق التربية الصحية في األوساط المدرسية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،1481‬ص‬
‫ص‪. 840،844‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫من خالل األخذ بأيدي التالميذ إلى بيئة نظيفة تلقنهم مهارات صحية جديدة كغسل اليدين قبل‬
‫األكل‪ ،‬المراقبة اليومية لنظافة األظافر النظافة الشخصية ألن هذا يطبق ما جاء في مناهج التربية‬
‫االسالمية التي تحث على النظافة الشخصية وتجنب السلوكيات الغير صحية كالتدخين‪...‬إلخ‪ ،‬وتدريبه‬
‫على أكل ما هو صحي واحترام أوقات األكل وهذا للحفاظ على صحته‪.‬‬
‫كما تقوم المدرسة بخلق الوسط المناسب وتوفير جميع الخدمات التي تساعدهم على اكتساب‬
‫عادات صحية من خالل تدعيم الخدمات الوقائية وتدعيم االمكانيات الالزمة لتكوين بيئة مدرسية صالحة‬
‫‪1‬‬
‫لعملية النمو والتطوير السليم‪.‬‬
‫وهذا يعني أن التالميذ في سن التمدرس يشكلون أهم وأكبر شريحة من سكان المجتمع وفي هذه‬
‫المرحلة يكونون بحاجة ماسة للرعاية الصحية باعتبارهم فئة حساسة تكون سهلة في تعرضها لإلصابة‬
‫باألمراض‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن المدرسة تقوم باكتساب التالميذ معارف تسمح لهم باتخاذ الق اررات وتخلق‬
‫لديهم عادات صحية سليمة منذ الصغر‪.‬‬
‫‪ -4‬التربية الغذائية والفنية‪:‬‬
‫للغذاء الصحي دور أساسي في تكوين اإلنسان القادر على العطاء ولذلك يعمل المجتمع التربوي‬
‫على توفير الغذاء المتزن مراعيا تناسب الوجبات مع كل مرحلة من مراحل عمر المتعلم‪ ،‬فضال عن‬
‫ضرورة تنويع األطعمة بما يشمل جميع أقسام الهرم الغذائي‪ ،‬كذلك من دعائم التربية الصحية في الوسط‬
‫التربوي نجد التربية الفنية والتي تعد من ألنشطة الداعمة للتربية الصحية كونها تسهم في تطوير وسائل‬
‫التعبير لدى التالميذ‪ ،‬وتعزيز سلوكهم الصحي وتعديله‪ ،‬كما تسهم في تدعيم القيم المرتبطة بالذوق العام‬
‫وتهذيب النفس‪ ،‬وحب العمل لديهم‪ ،‬وهي مجال خصب يفرغ فيه المتعلم طاقاته‪ ،‬ويلبي رغباته عن طريق‬
‫ممارسة األعمال الفنية التي يحبها كالرسم والتصوير والتشكيل وهذا الكتسابه القدرة على المالحظة‬
‫‪2‬‬
‫والتمييز واإلتقان‪.‬‬
‫إذ يعني أن التربية الغذائية والفنية لهما دور فعال في تدعيم التربية الصحية لدى التلميذ من خالل‬
‫نشر الوعي وتعليم السلوك الصحي السليم‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن بن محمد حسن القرني‪ ،‬دور اإلدارة المدرسية في تحقيق التربية الصحية لطالب المرحلة االبتدائية لمدينة الطائف‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬قسم االدارة التربوية والتخطيط‪ ،1440 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -2‬محمود بستان‪ ،‬مناهج التربية الصحية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪ ،8008 ،‬ص‪.81‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫تعلمية‪:‬‬
‫خامسا‪ :‬التربية الصحية عملية تعليمية ّ‬
‫تعد التربية الصحية للحياة األسرية واالجتماعية السليمة من أهم دعائم تحقيق السالمة والكفاية‬
‫البدنية النفسية واالجتماعية فالتربية الصحية لن تبقى عملية ارتجالية بل أصبحت عملية فنية تقف على‬
‫أسس ومبادئ علمية وتربوية‪ ،‬حيث تهدف إلى تغيير المعلومات واالتجاهات والسلوك اإلنساني‪ ،‬وبذلك‬
‫فهي تشبه إلى حد كبير عملية التعلم‪ ،‬ولذلك فهي مرتبطة بمبادئ أساسية تسهم في تعلم التربية الصحية‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -3‬كل إنسان يتمتع بقدرة خاصة في كيفية تغيير أفكاره واتجاهاته وسلوكه‪ ،‬وهنا يختلف األفراد حسب‬
‫السرعة والقدرة على التعلم والمرحلة العمرية والخبرات التي يتعرض لها الفرد‪.‬‬
‫‪ -2‬التعلم عملية تعديل وتطوير في األفكار والسلوك‪ 1.‬ويقصد به عملية التغيير في أفكار وسلوكيات‬
‫األفراد وتطويرها إلى ما هو أحسن‪.‬‬
‫‪ -1‬ويظهر ذلك من خالل المجهود الشخصي للفرد ودوافعه واستعداداته سواء أكانت بيولوجية أم ترتبط‬
‫بأمن وطمأنينة أم ترتبط باالنتماء بجماعة أو وطن ما‪.‬‬
‫‪ -4‬يتعلم اإلنسان أكثر إذا كان في مواقف واقعية أو شبه واقعية‪ ،‬عكس عندما تكون مجرد نظريات يقرأها‬
‫أو يسمعها (الخبرات والمواقف)‪.‬‬
‫‪ -5‬يمكن ألي فرد أن يغير سلوكه إذا تم توجيهه بشكل صحيح وفهم ما يقوم به والهدف منه‪ ،‬فاالستعداد‬
‫ليس كافيا وحده وانما البد من وجود توجيه إيجابي نحو تغيير السلوك واالقتناع به‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬دور المعلمين والمدرسة في تكريس التربية الصحية‬
‫‪ -1‬دور المعلمين في التربية الصحية‪:‬‬
‫تعد المدرسة بيئة مواتية للتثقيف الصحي ففيها يقضي التالميذ معظم أوقاتهم ويتفاعلون مع‬
‫‪2‬‬
‫زمالئهم‪.‬‬
‫وكذلك مع معلميهم والمعلمين يعتبرون مصدر مرجعي بالنسبة للتالميذ في مجال إعطاء المثل‬
‫العليا والقدوة الحسنة ويتوجب عليهم دور مهم في مجال تعزيز الصحة والمعلمون يقومون بأعمال مهمة‬
‫وكثيرة منها‪:‬‬
‫‪ ‬متابعة النظافة العامة والشخصية‪.‬‬

‫‪ -1‬لمياء محمود لطفي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100‬‬


‫‪ -2‬محمد السيد األمين‪ ،‬األسس العامة للتربية الصحية‪ ،‬دار الفتى للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1440 ،‬ص‪.80‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫‪ ‬التواصل وارساء المعلومات‪.‬‬


‫‪ ‬اكتشاف مختلف األمراض التي تتطلب رعاية وعناية خاصة‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم المعلومات والمعارف الصحية‪.‬‬
‫‪ -2‬دور المدرسة في تكريس التربية الصحية‪:‬‬
‫إ ن المدرسة مؤسسة تعليمية تلعب دو ار هاما في تكوين التالميذ من الناحية الصحية عن طريق‬
‫توفير الرعاية الصحية السليمة واكسابهم السلوك الصحي السليم‪ ،‬وهذا يؤدي في النهاية بالنهوض بمستوى‬
‫الصحة العامة للمجتمع‪ ،‬وتهتم جميع الدول في الوقت الحاضر بالصحة المدرسية وتوفر لها جميع‬
‫الوسائل التي تساهم في نجاح أهدافها وبما أن المدرسة تعد من أهم المؤسسات التي يعهد إليها المجتمع‬
‫بمهمة رعاية أبنائه وتنشئتهم واكسابهم القيم واالتجاهات وأنماط السلوك الصحي السليم لدى التلميذ‪ ،‬وعليه‬
‫فمن واجبها أن تعمل على توثيق عالقة المناهج الدراسية بالصحة وكذلك تعزيز الصحة المدرسية‬
‫وتنميتها‪ .‬وتعرف الصحة المدرسية على أنها مجموعة المفاهيم والمبادئ وألنظمة والخدمات التي تقدم‬
‫‪1‬‬
‫لتعزيز صحة التالميذ في سن المدرسة‪ ،‬وتعزيز صحة المجتمع من خالل المدارس‪.‬‬
‫وهذا يعني أن المدرسة لها دور كبير وفعال في الحفاظ على صحة أفرادها من خالل تعزيز قيم‬
‫الصحة العامة‪.‬‬
‫فزيادة الوعي الصحي لدى األفراد له حاجة ماسة بشكل عام‪ ،‬وفي المدرسة بشكل خاص‪ ،‬وذلك‬
‫ألنه وبالتوعية الصحية تستطيع أن نكسب التلميذ عادات ومهارات‪ ،‬ومعارف صحية جديدة يستفيد منها‬
‫في حياته وينقلها إلى أفراد أسرته ومجتمعه المحلي‪ ،‬وهكذا فالتربية الصحية في المدرسة ال تقتصر على‬
‫إكساب التالميذ للمعلومات وتزويدهم بالخبرات التي تهمهم أن يعرفونها عن صحتهم وصحة المجتمع‬
‫الذي يعيشون فيه بل تتعداها إلى التأثير على ميولهم واتجاهاتهم بحيث تصبح هذه المعلومات عبارة عن‬
‫توجه يحمل القناعة والممارسة اآللية للسلوكيات الصحية للوقاية من األمراض والمحافظة على صحتهم‬
‫‪2‬‬
‫وصحة مجتمعهم‪.‬‬
‫إذن فالتربية الصحية المدرسية الشاملة تساعد التلميذ على تطوير السلوك الصحي المبني على‬
‫النظريات العلمية واألفكار والمهارات المرتبطة بالمعلومات الصحية واالختبارات الصحية السليمة والتي‬
‫تؤدي إلى تحسين النواحي البدنية والنفسية واالجتماعية والعقلية له‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد محمد بدح ‪،‬أيمن سليمان مزاهرة ‪،‬الثقافة الصحية ‪،‬دار المسيرة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،1440،‬ص ‪. 10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القص صليحة‪ ،‬مرجع ســابق‪ ،‬ص‪.00‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫وللحصول على نتائج أفضل تدعم المعلومات الصحية لدى التلميذ واتخاذ القرار فيما يتعلق‬
‫بصحته وصحة اآلخرين‪ ،‬علينا مراعاة العمل والتخطيط الجماعي وتظافر الجهود بين المدرسة والمنزل‬
‫والمجتمع في إعداد برامج التربية الصحية المدرسية الشاملة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬متطلبات المثقف الصحي والرؤية المستقبلية للتربية الصحية‬
‫‪ -1‬متطلبات المثقف الصحي‪:‬‬
‫حدد خبراء التثقيف الصحي متطلبات المثقف الصحي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬واسع االطالع في المجال الذي يتحدث فيه وتأتي أهمية هذه الصفة عندما يكون اإلتصال مع أفراد‬
‫المجتمع مباشرا‪.‬‬
‫‪ ‬اللياقة والكياسة والبشاشة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون ذو سمعة جيدة بين أفراد المجتمع ومقبوال منهم‪.‬‬
‫‪ ‬أن تتقن الوسيلة التثقيفية بلغة سليمة مفهومة من قبل المجتمع المستهدف‪.‬‬
‫‪ ‬أن يستخدم وسائل مناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يسمح بالمشاركة مع الجمهور وأن يكون مستعدا لإلجابة على االستفسارات المطروحة‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون الحلول جاهزة لعرضها‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى أشار بعض الباحثين أنه على المثقف الصحي أن يقدم إسهامات مهمة في‬
‫مختلف مراحل التخطيط للتثقيف الصحي وتكون هذه االسهامات من خالل اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يحدد المثقف الصحي األساليب الالزمة لتحقيق أهداف الرعاية الصحية األولية‪.‬‬
‫‪ ‬أن يشترك المجتمع والقائمين عليه بتوفير الرعاية الصحية في تخطيط أنشطة التثقيف الصحي‬
‫‪1‬‬
‫وتنفيذها ومراقبتها ومراجعتها لدعم الرعاية الصحية األولية‪.‬‬
‫‪ ‬أن يراعي المثقف الصحي عددا من الوسائل األخالقية والتي تندرج فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن يكون سريع االستجابة للحاجة إلى تعزيز الجوانب اإليجابية للطبيعة المهنية كاحتواء األفراد‬
‫والمجتمعات وزيادة استقاللهم وتشجيعهم للمحافظة على احساسهم بالقيم‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن يولي االهتمام بالدور االستراتيجي للنساء في الرعاية الصحية األولية‪.‬‬
‫ج‪ .‬أن يضمن نشر المعلومات الكاملة والدقيقة عن المشاكل الصحية ليتمكن السكان من اتخاذ ق اررات‬
‫مستنيرة‪.‬‬

‫‪ -1‬بسام عبد الرحمان المشاقبة‪ ،‬اإلعالم الصحي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1481 ،‬ص ص ‪00،00‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫‪ ‬أن يكون سريع اإلستجابة بشأن السلوك الصحي والرعاية الصحية‪.‬‬


‫‪ ‬أن يوضح األسباب االجتماعية والبيئية واالقتصادية للتوتر والمرضى وأن يتجنب إلقاء المسؤولية‬
‫على الناس‪.‬‬
‫‪ ‬أن يضمن أن تكون أنشطة التثقيف الصحي قائمة على أساس إدراك السكان الحتياجاتهم الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬أن يدرك مخاطر التدخالت التي تهتم بالوصاية األبوية للوقاية من األمراض‪.‬‬
‫‪ ‬أن يحدد ويقاوم النزعات االنحيازية ذات األثار السلبية مثل التفرقة بين الجنسين والتمييز العنصري‬
‫‪1‬‬
‫والتعصب في مجال الصحة والتحامل ضد مجموعة معينة‪.‬‬
‫فالمثقف الصحي هنا مقيد بالعديد من الوسائل يجب مراعاتها من أجل تحقيق أهداف الرعاية‬
‫الصحية على أكمل وجه‪.‬‬
‫‪ -2‬الرؤية المستقبلية للتربية الصحية‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مشرف صحي في كل مدرسة‪ ،‬يتولى التنسيق لخدمات وبرامج الصحة المدرسية‪.‬‬
‫‪ -‬دعم نظام الصحة المدرسية مركزيا وطرفيا بالكوادر التربوية‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق مع بقية مقدمي الخدمات العالجية للتعامل مع الحاجات العالجية للتلميذ‪ ،‬ومنسوبي التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل الوحدات الصحية إلى مراكز لإلشراف على برامج وخدمات الصحة المدرسية‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل الوظائف الصحية إلى كوادر وقائية تخطط للبرامج الوقائية في المدارس وتشرف على تنفيذها‬
‫وتقويمها‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل بعض المخصصات المالية التي تصرف على التموين الطبي (أدوية وغيرها) لتمويل البرامج‬
‫الوقائية‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل أنظمة المعلومات الصحية وتقويم األداء في الوحدات من إحصاءات عالجية عن المراجعين‬
‫‪2‬‬
‫والمرضى إلى نظام لمراقبة المؤشرات الصحية في المدارس على مستوى وطني‪.‬‬
‫وهذا ما يساعد على توعية المجتمع وتعليمه أسس صحية تحافظ على سالمة الصحة العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬بسام عبد الرحمان المشاقبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪00،04‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=23781510_15-05-2021،13:00‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫ثامنا‪ :‬أهداف وأهمية التربية الصحية‬


‫‪ .I‬أهداف التربية الصحية‪:‬‬
‫‪ -3‬العمل على تغيير مفاهيم األفراد فيما يتعلق بالصحة والمرض ومحاولة أن تكون الصحة هدفا لكل‬
‫منهم‪ ،‬ويتوقف ذلك على عدة عوامل من بينها النظم االجتماعية القائمة‪ ،‬وكذلك على مستوى التعليم‬
‫في هذا المجتمع‪ ،‬كما تتوقف الحالة االقتصادية وعلى مدى ارتباط االفراد بوطنهم وحبهم له ويتضح‬
‫ذلك من خالل مساعدتهم للقائمين على برامج الصحة العامة في المجتمع ومحاولة التعاون معهم‬
‫فيما يخططون له من برامج لصالح خدمة المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل على تنمية وانجاح المشروعات الصحية في المجتمع وذلك عن طريق تعاون األفراد مع‬
‫المسؤولين‪.‬‬
‫‪ -1‬العمل على نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع والذي بدوره سوف يساعد على تفهمهم‬
‫للمسؤوليات الملقاة عليهم نحو االهتمام بصحتهم وصحة غيرهم من المواطنين‪.1‬‬
‫فالتربية الصحية جزء من العملية التربوية التي يتحقق من خاللها رفع الوعي الصحي عن طريق‬
‫تزويد المتعلم بالمعلومات والخبرات بهدف التأثير في معارفه واتجاهاته وسلوكه واكسابه عادات صحية‬
‫سليمة تساعده على العيش في مجتمع سليم‪.‬‬
‫‪ -4‬اكساب االتجاهات الصحية الصحيحة والتخلي عن االتجاهات الخاطئة مثل‪ :‬االتجاه للمحافظة على‬
‫الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬االتجاه نحو المحافظة على البيئة ومنع تلوثها‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالمشكالت الصحية واتباع االسلوب العلمي في مواجهتها‪.‬‬
‫‪ -0‬اكتساب الممارسات والمهارات الصحية السليمة وترك الممارسات الخاطئة مثل‪ :‬اتباع نظام غذائي‬
‫سليم يتناسب والمرحلة العمرية والحالة الصحية وألنشطة الحياتية واتباع قواعد النظام والنظافة العامة‬
‫والنظافة الشخصية والمحافظة على البيئة‪.‬‬
‫‪ -4‬خلق الرغبة والشعور بالرضا عن ممارسة عادات صحية سليمة‪.‬‬
‫‪ -0‬لم تعد التربية الصحية مقصورة على تزويد األفراد بالمعلومات والحقائق الصحية أو نشرها ألن‬
‫التزويد ال يكفي بل تعددت ذلك إلى تغيير السلوكيات الصحية السلبية إلى االيجابية‪.‬‬

‫‪ -1‬بهاء الدين سالمة‪ ،‬الصحة والتربية الصحية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬القاهرة‪ ،1448 ،‬ص‪.01‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫‪ -0‬التطور في وسائل التربية الصحية حيث تعددت الوسائل المتبعة في التربية الصحية‪ ،‬مرحلة االعتماد‬
‫على وسائل االعالم من صحف وكتب واذاعة وتلفاز وتجاوزتها إلى مرحلة تنظيم المجتمع والمواجهة‬
‫المدعومة لوسائل االعالم‪ ،‬وذلك بأن يتلقى المثقف الصحي أو الطبيب أو المعلم فئات المجتمع ويلقى‬
‫عليهم محاضرة أو ندوة أو يدير نقاشا في أسس الرعاية الصحية أو أسس الوقاية من األمراض‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -0‬مساعدة النشء على تحقيق السالمة والكفاية البدنية والنفسية واالجتماعية بجهده الذاتي‪.‬‬
‫‪ -84‬النهوض من المفهوم العالجي إلى المفهوم الوقائي وخلق مجتمع متفوق صحيا‪ ،‬ومعرفة أسباب‬
‫األمراض و االصابات لتجنبها وبالتالي عدم اللجوء إلى العالج‪.‬‬
‫‪ -88‬تقديم المعلومات الكافية عن األمراض وبالتالي تقليل تكاليف االصابة وتوفير تكاليف العالج التي‬
‫تكون باهظة الثمن مقارنة بتكاليف التوعية والوقاية الزهيدة‪.‬‬
‫‪ -81‬القدرة على المشاركة لمعرفة المشكالت الصحية ألجل التطوير والمساهمة لتحسين الصحة‪.‬‬
‫‪ -81‬الحرص على جعل المحافظة على الصحة والتمتع بها غاية وهدف يسعى جميع أفراد المجتمع إلى‬
‫‪2‬‬
‫الوصول اليه‪.‬‬
‫من خالل ما تطرقنا اليه حول أهداف التربية الصحية نجد انه حتى وان تعددت وجهات النظر‬
‫واختلفت االهداف إال أنها تصب في اتجاه واحد وهو تحويل األفكار والمعارف والمعلومات إلى سلوكيات‬
‫ملموسة لدى األفراد وبالتالي لدى المجتمع ككل المجتمعات عموما والمجتمع الجزائري خصوصا بحاجة‬
‫ماسة إلى تنمية الوعي الصحي الذي يعتبر أهم اهداف التربية الصحية من أجل الحد الكثير من المشاكل‬
‫الصحية واألمراض المستعصية ولن يتسنى ذلك إال من خالل تطبيق البرامج الصحية بأنواعها ومجاالتها‬
‫خاصة لدى الفئة المتمدرسة باعتبارها تمثل جزءا كبي ار من فئات المجتمع وممثالته‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية التربية الصحية‪:‬‬
‫‪ -8‬تعزيز الصحة العامة وتحسين جودة الرعاية الصحية لإلنسان لكما أدت إلى حدوث تحوالت‬
‫بظهور النتائج البيئية التي تعزز الصحة والتي بدورها أحدثت تطورات فردية في مجاالت الصحة‬
‫العامة والرعاية الصحية‪ ،‬حيث فتحت تحوالت ذات الصلة في‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬زين حسن بدران‪ ،‬ايمن مزاهدة‪ ،‬الرعاية الصحية األولية‪ ،‬دار المسرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪ ،1440 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬محمد عصام طوبية‪ ،‬شادي أحمد أبو حضرة‪ ،‬أساسيات علم االجتماع الطبي‪ ،‬حمورابي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1440 ،‬ص‬
‫‪.811‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث‪............................................................ :‬ماهية التربية الصحية‬

‫‪1‬‬
‫نماذج واستراتيجيات الصحة العامة وتعزيز الصحة السريرية‪.‬‬
‫أي أن التربية الصحية أحدثت تغيرات جذرية و تطورات في المجال الصحي بالنسبة للفرد والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -1‬اصبحت التربية الصحية علم وفن التأثير على رغبات و سلوكيات األفراد في المجتمع من أجل‬
‫‪2‬‬
‫اعدادهم للمحافظة على صحتهم‪.‬‬
‫وذلك بإدخال تغيير ايجابي على سلوكهم العام لتفادي األمراض وتزويدهم بمفاهيم وقيم ومهارات‬
‫جديدة باستخدام األساليب التربوية الحديثة الهادفة إلى رفع المستوى الصحي و االجتماعي للفرد و‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫ونظ ار ألهمية التربية الصحية بالنسبة للفرد و المجتمع فقد منحتها مختلف الدول الكثير من عنايتها‬
‫ورعايتها وخاصة بالنسبة للنشء في المدارس‪ ،‬ألن االهتمام بالنشء يعتبر هدفا كبي ار تضعه الدولة نصب‬
‫عينيها حيث أن هذا هو الطريق الصحيح للنمو الطبيعي والتقدم الحضاري لألمة الذي يقوم بناؤه على‬
‫اكتشاف مواطنين أصحاء ال تمنعهم األمراض وال يعوقهم الضعف على أداء واجباتهم نحو رقي أمتهم‬
‫‪3‬‬
‫والنهوض بشؤونها في كافة المجاالت‪.‬‬
‫فالتربية الصحية لم تعد مجرد حشو لعقول التالميذ ببعض المعلومات المتعلقة بالصحة و المرض‪،‬‬
‫بل أصبحت عملية تربوية أساسية تستهدف تعديل السلوك وتغيير المفاهيم واكتساب الفرد عادات صحية‬
‫سليمة ترتبط بمفهوم صحي سليم في مختلف مراحل العمر‬
‫نستخلص من خالل العرض السابق أن التربية الصحية لها أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع‬
‫ذلك أن الطفل السليم هو مواطن أكثر كفاءة في حياته وفي خدمة مجتمعه‬
‫والمجتمع السليم أقدر على تحقيق السعادة لألفراد وعلى تحقيق طموحاته ومواجهة المشكالت‬
‫وتحدياتها من هنا يظهر أن مسألة التربية الصحية والصحة بشكل عام ليست قضية تعلم من طرف‬
‫المعلمين فقط أو نظام مدرسي متطور وانما هي مسؤولية جميع الجهات في الدولة والعالم سواء أكانت في‬
‫النواحي المعرفية أو االجتماعية أو االقتصادية أو البيئية أو السياسية لذا تبقى الئحة منظمة الصحة‬
‫العالمي ة لتحسين وتطوير الصحة وهي المرجع األول واألساسي لجميع المسؤولين والقائمين على تحسين‬
‫وتطوير الصحة محليا وعالميا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Karem Glanz، Barbara K Rimer، Health Behavior and Health Education، Forword by Tracy Orleans، p43.‬‬
‫‪ -2‬بوخبزة نبيلة‪ ،‬االتصال االجتماعي الصحي في الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،84‬المجلة الجزائرية لالتصال‪ ،8000 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -3‬حجر سليمان‪ ،‬األمين محمد‪ ،‬األسس العامة للصحة والتربية الصحية‪ ،‬مكتبة ومطبعة الغد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1441 ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫لكل دراسة ميدانية جانبها النظري والذي هو أساسها للتعرف على متغيرات البحث وأسسه النظرية‪،‬‬
‫لكن لن تكتمل هذه الدراسة إال في ظل وجود الجانب الميداني والذي بدوره يهدف إلى التحقق من كل ما‬
‫جاء به في الجانب النظري‪ ،‬وتنطلق الدراسة الحالية في تناولها ألثر التنشئة االجتماعية على التربية‬
‫الصحية في الوسط التربوي‪ ،‬وذلك لفهم نوع التفاعل والتأثير المتبادل بين التلميذ وبيئته واختبار العالقة‬
‫القائمة بين التنشئة االجتماعية والتربية الصحية‪ ،‬لذلك يستهدف الفصل الحالي التعرف بصورة تفصيلية‬
‫على مكونات إطار الدراسة الذي يشمل في عمومه على مجال الدراسة‪ ،‬والمنهج المستخدم‪ ،‬العينة‬
‫وتقنيات البحث الميداني‪ ،‬إضافة إلى ذلك عرض النتائج التي توصلت إليها الدراسة على ضوء التساؤالت‬
‫المطروحة وتبويبها في شكل جداول بسيطة تتضمن التك اررات والنسب المئوية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مجاالت الدراسة‪:‬‬
‫تتضمن مجاالت الدراسة تحديد األطر الزمانية والمكانية وتحديد البيئة االجتماعية التي ستهم فيها‪،‬‬
‫ويعد تحديد مجاالت البحث الثالث ضرورة منهجية في الجانب الميداني والتي تمثل مدخال للدراسة‬
‫اإلمبريقية والتي تتطلب إلماما كامال بالحدود التي تفصل بين ما هو مكاني وزماني وبشري‪ ،‬وهو أمر‬
‫تستوجبه مرحلة التعميم ومسألة ارتباط النتائج باإلطار الزماني والمكاني للظاهرة المدروسة‪ ،‬فالتعميم مع‬
‫أنه يرتبط أوثق االرتباط بطريقة اختيار العينة ومدى تمثيلها للمجتمع‪ ،‬إال أنه يتحدد مكانيا وزمانيا بمجال‬
‫الدراسة والذي يضفي عليه طابع الدقة والعمق‪.‬‬
‫‪ .0‬المجال المكاني‪ :‬تم إجراء هذه الدراسة بابتدائيات المقاطعة رقم ‪" 40‬بوسط مدينة قالمة والتي تتكون‬
‫أساسا من ‪ 40‬ابتدائيات وهي‪:‬‬
‫‪ .8‬الحاج النوي‪.‬‬
‫‪ .1‬شريط عمار‪.‬‬
‫‪ .1‬هواري بومدين‪.‬‬
‫‪ .0‬شيهب إبراهيم‪.‬‬
‫‪ .0‬غولي محمد‪.‬‬
‫‪ .4‬مسياد عياد‪.‬‬
‫‪ .0‬بوديار سليمان‪.‬‬
‫‪ .0‬اإلخوة سريدي‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫حيث تم أخذ عينة الدراسة من جميع مدارس المقاطعة ‪ 40‬وتتكون هذه المدارس من‪ :‬اإلدارة –‬
‫أقسام‪ ،‬ساحة‪ ،‬قاعة األساتذة‪ ،‬قاعة االجتماعات‪ ،‬قاعة الفنون التشكيلية والرياضية ومنها يتم إخراج‬
‫الطاقات الكامنة واإلبداعية للتلميذ‪ ،‬كذلك وجود مطعم مركزي يتم فيه تقديم وجبات اإلطعام اليومية مع‬
‫توفير أماكن مخصصة لغسل األيدي قبل األكل وبعده‪ ،‬وبالتالي فالشروط الصحية متوفرة حسب‬
‫االمكانيات المسطرة لهذه المدارس‪.‬‬
‫كما وجدنا حمامات مخصصة للذكور واإلناث ومكتب التوجيه واالستقبال (حجابة) يقوم باستقبال‬
‫أولياء التالميذ وتوجيههم‪.‬‬
‫وعليه هذه الدراسة ستقام بكل مدارس المقاطعة الخامسة‪ ،‬تمثلت في ‪ 40‬مدارس بوالية قالمة وذلك‬
‫من خالل مقابلة التالميذ وأخذ عينة عشوائية من أقسام السنة الخامسة ابتدائي وتم تقديم لهم استمارة‬
‫لإلجابة عليها بغية الوصول إلى النتائج وتحليلها وتفسيرها من خالل تبويبها في جداول ومنه عرض‬
‫مختلف النتائج المتوصل إليها‪.‬‬
‫‪ .9‬المجال الزمني‪:‬‬
‫تم تطبيق هذه الرسالة في السنة الجامعية الممتدة بين ‪ ،1418-1414‬وقد دامت الدراسة الميدانية‬
‫من ‪ 1418-40-40‬إلى ‪ 1418-40-14‬في بداية شهر ماي‪ ،‬حيث استغرقت مدة أيام لضبطها في‬
‫صيغتها النهائية على بعض األساتذة المختصين والشروع للعمل الميداني بعد حصولنا على الموافقة من‬
‫طرف األستاذ المشرف‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانية‪ :‬فتمثلت في زيارتنا البتدائيات المقاطعة رقم ‪ ،40‬واستغرقت مدتها ‪ 40‬أيام وقمنا‬
‫بتوزيع االستمارة على تالميذ صف السنة الخامسة ابتدائي وذلك لإلجابة عليها‪.‬‬
‫‪ .1‬المجال البشري‪:‬‬
‫يشمل مجتمع البحث على تالميذ ابتدائيات المقاطعة رقم ‪ 40‬بقالمة وتم اإلعتماد على جميع‬
‫ابتدائيات هذه المقاطعة المتواجدة بمدينة قالمة‪ ،‬كما تم االعتماد على قسم السنة الخامسة في هذه الدراسة‬
‫وبهذا تكون عينة الدراسة ‪ 04‬تلميذا والتي تم أخذها من جميع مدارس المقاطعة بصفة عشوائية أي ‪0‬‬
‫مفردة من كل مدرسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهج الدراسة‬
‫من المقومات األساسية والجوهرية إلنجاز البحث العلمي بصورة علمية تستوجب ضرورة استخدام‬
‫المنهج العلمي في البحث وااللتزام بمبادئه ومراحله وقوانينه بدقة الوصول إلى النتائج العلمية الصحيحة‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫وعليه اعتمدنا في دراستنا الراهنة على المنهج الوصفي ‪،‬الذي يعتبر أكثر المناهج استخداما في العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬واعتبار أنه يمكننا من وصف تأثير المتغير المستقل (التنشئة االجتماعية) على المتغير‬
‫التابع (التربية الصحية)‪ ،‬إذ استخدمنا هذا المنهج ألساليب تتماشى مع طبيعة موضوعنا ومجال دراستنا‪،‬‬
‫وأن أول أساس تنطلق منه أي دراسة علمية هو إختيار المنهج الذي يتم بموجبه المعالجة الميدانية‬
‫للمشكلة البحثية على اعتبار أن المنهج "هو الكيفية أو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسة مشكلة‬
‫‪1‬‬
‫موضوع البحث وهو بذلك يجيب عن الكلمة االستفهامية كيف؟‪.‬‬
‫ويقصد بذلك أن المنهج هو الطريق الواضح المستقيم والمستمر للوصول إلى الهدف المنشود‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عينة الدراسة‬
‫أخذت عينة الدراسة من ‪ 40‬ابتدائيات المقاطعة رقم ‪ 40‬بمدينة قالمة ولقد شملت هذه العينة تالميذ‬
‫السنة الخامسة ابتدائي واعتمادنا على العينة العشوائية البسيطة‪ ،‬وتم إختيار عينة مقدارها ‪ %04‬بمعنى‬
‫‪ 04‬مفردة بصفة عشوائية‪ ،‬حيث تعرف العينة العشوائية على أنها تلك العينية التي يكون لكل مفردة من‬
‫مفردات المجتمع االحصائي التي أخذت منه نفس الفرصة بأن تكون ممثلة في هذه العينة‪ ،‬وهي أكثر‬
‫‪2‬‬
‫العينات العشوائية شيوعا كما نستخدمها عندما يكون المجتمع االحصائي متجانسا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أدوات جمع البيانات‬
‫تعتبر مرحلة جمع البيانات والمعلومات من أهم مراحل البحث العلمي‪ ،‬ذلك أن نجاح البحث يعتمد‬
‫إلى حد كبير على مدى نجاح الباحث في وصوله إلى المعلومات المطلوبة‪ ،‬واثبات مدى صحتها ودقتها‪.‬‬
‫ومن أهم أدوات جمع البيانات التي يتم اعتمادها في هذه الدراسة ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬المالحظة‪:‬‬
‫اعتمدت الدراسة الراهنة على استخدام تقنية المالحظة البسيطة لجمع المعلومات والبيانات حول‬
‫السلوكيات والتصرفات الصحية للتالميذ‪ ،‬إذ وظفت هذه األداة في البداية جمع كل ما يبدو أن له عالقة‬
‫ما بموضوع البحث ومع تقدم مراحل البحث قصر مجال المالحظة على العناصر ذات اإلسهام والداللة‬
‫المباشرة بالتنشئة الصحية للتالميذ والمتعلقة بشروط النظافة من غسل األيدي وتقليم األظافر‪...‬إلخ‪ ،‬ولقد‬
‫مكنتنا هذه األداة من جمع بيانات تتعلق بالواقع الفعلي أو اإلمبريقي للظاهرة موضوع البحث‪.‬‬
‫وبعد معاينتها لالبتدائيات قمنا بوضع التالميذ تحت المالحظة وسجلنا ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الباسط محمد حسن‪ ،‬أصول البحث االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،0‬مكتبة وهبة‪ ،‬مصر‪ ،8001 ،‬ص‪.810‬‬
‫‪ -2‬مهندس أحمد الخطيب‪ ،‬منهج البحث العلمي بين اإلتباع واإلبداع‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬ص‪. 801‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫‪ .3‬وضع التالميذ كمامات طبية مع تباعدهم االجتماعي وهذا للوقاية من فيروس كورونا أي قيامهم‬
‫بالبروتوكول الصحي‪.‬‬
‫‪ .2‬قيام المعلم بتلقين دروس يتكلم في محتواها عن شروط النظافة وبعض الممارسات والعادات الصحية‬
‫السليمة‪.‬‬
‫‪ .1‬ممارسة التالميذ الرياضة في ساحة المدرسة‪.‬‬
‫‪ .4‬غسل التالميذ أيديهم قبل وبعد األكل أثناء وجبة الغذاء في المطعم المدرسي‪.‬‬
‫‪ .5‬كما الحظنا أيضا النظافة الجيدة لكل مرافق المدرسة (الساحة‪ ،‬الحجرات‪ ،‬المكاتب‪ ،‬دورة المياه) حيث‬
‫تقع هذه المسؤولية على عاتق عمال النظافة باإلضافة إلى مشاركة التالميذ في عملية تنظيف‬
‫الساحة والحجرات غير أننا نالحظ غياب الماء في بعض األحيان‪.‬‬
‫‪ .0‬توفر حاويات النفايات موزعة في ساحة المدرسة باإلضافة إلى توفر سالت لرمي النفايات في‬
‫الحجرات‪.‬‬
‫‪ .7‬الحظنا وجود ملصقات توجيهية التي توجه التالميذ على ضرورة غسل األيدي وكيفية الوقاية من‬
‫فيروس كورونا وتقديم اإلرشادات حول الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ .9‬أما فيما يخص سلوكيات التالميذ اتجاه بيئتهم المدرسية فقد كانت إيجابية في عمومها وقد الحظنا أن‬
‫التالميذ يقومون برمي فضالتهم في األماكن المخصصة لها وال يلقون بها على األرض‪.‬‬
‫‪ )0‬االستمارة‪:‬‬
‫تعرف االستمارة بأنها عبارة عن وثيقة علمية تحتوي على العديد من األسئلة والعبارات بغية‬
‫‪1‬‬
‫الوصول إلى معلومات كيفية أو كمية‪.‬‬
‫أي أن االستمارة تحتوي على مجموعة من األسئلة تتطلب من المبحوث اإلجابة عليها‪.‬‬
‫وقد تمت صياغة استمارة بحثنا على مرحلتين وهما‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تمت صياغة استمارة مبدئية‪ ،‬وتم فيها اإلعتماد على صياغة التساؤالت في شكل‬
‫محاور‪ ،‬ثم عرضها على األستاذ المشرف‪ ،‬ثم إبداء رأيه والتعليق عليها ثم تعديلها‪.‬‬
‫أما في المرحلة الثانية‪ :‬تم صياغة االستمارة بناء على لجنة تحكيم علم اإلجتماع‪ ،‬وابراز األخطاء‬
‫المتواجدة في االستمارة‪ ،‬لكي يتم تعديلها وصياغتها في صورتها النهائية‪ ،‬ثم تسليمها مرة أخرى لألستاذ‬
‫المشرف لالطالع عليها للمرة األخيرة‪.‬‬

‫‪ -1‬أمال صادق‪ ،‬فؤاد أبو حطب‪ ،‬مناهج البحث وطرق التحليل اإلحصائي‪ ،‬مكتبة األنجلو‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.100‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫وقد تضمنت استمارة بحثنا على ‪ 41‬محاور وهي‪:‬‬


‫المحور األول‪ :‬البيانات األولية من ‪ 48‬إلى ‪.40‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬التنشئة الصحية في األسرة من ‪ 40‬إلى ‪.40‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التنشئة الصحية في المدرسة من ‪ 84‬إلى ‪.84‬‬
‫عرض النتائج ومناقشتها‪:‬‬
‫‪ .1‬عرض النتائج وتحليلها وتفسيرها في ضوء النظريات والدراسات السابقة‪.‬‬
‫المحور األ ول‪ :‬بيانات أولية‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :10‬يوضح عينة الدراسة حسب متغير الجنس‬

‫النسـ ـ ــبة المئ ـ ـ ـ ــويـة‬ ‫التكـ ـ ـ ـ ـ اررات‬ ‫الجنس‬

‫‪%01.0‬‬ ‫‪80‬‬ ‫ذكر‬

‫‪%00.0‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أنثــى‬

‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمـ ـ ـ ـ ــالي‬

‫نالحظ من خالل الجدول أعاله المتعلق بمتغير الجنس وبالنظر إلى تكرار أفراد عينة الدراسة التي‬
‫أجريت في ابتدائيات المقاطعة رقم ‪ 40‬والبالغ حجمهم إجماال ‪ 04‬تلميذ‪ ،‬حيث أخذنا أكبر نسبة لإلناث‬
‫والبالغ عددهم ‪ ،%00.0‬أما عن نسبة الذكور فيبلغ حجمهم ‪ %01.0‬حيث تم التوصل إلى أن هناك‬
‫تقارب بين نسبة الذكور واإلناث في المؤسسات التربوية‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :19‬يوضح توزيع عينية الدراسة حسب المستوى التعليمي للوالدين‪:‬‬
‫أ‪ .‬الجدول رقم (أ)‪ :‬يوضح المستوى التعليمي لألب‪:‬‬

‫النســــــبة المئـــــــــويـة‬ ‫التكـــــــــ اررات‬ ‫االحتماالت‬

‫‪%44‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ابتدائي‬

‫‪%8120‬‬ ‫‪0‬‬ ‫متوسط‬

‫‪%04‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ثانوي‬

‫‪%10.0‬‬ ‫‪80‬‬ ‫جامعي‬

‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمـ ـ ـ ـ ــالي‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫بناء على معطيات الجدول أعاله والذي يمثل المستوى التعليمي لألب نالحظ أن أكبر نسبة شملت‬
‫التعليم الثانوي حيث قدرت بـ ‪ %04‬وهذا راجع في تقديرنا إلى أن مستوى التعليم الثانوي مستوى جيد أي‬
‫يمكن اآلباء من رفع مستوى الوعي الصحي لدى أبنائهم وتزويدهم بمهارات وخبرات صحية مقارنة مع‬
‫المستويات األخرى‪ ،‬أما بالنسبة إلى مستوى الجامعي فقد وجدنا أن نسبة اآلباء الذين مستواهم جامعي‬
‫‪ %10.0‬باعتبار أنه مستوى تعليم عالي يكون فيه اآلباء قادرين على تعليم أبنائهم وتربيتهم صحيا‪ ،‬أما‬
‫فيما يخص مستوى التعليم المتوسط فقد بلغت نسبته ‪ %8120‬والتعليم االبتدائي قدرت النسبة بـ ‪ %4‬أي‬
‫منعدمة وأن أغلب اآلباء ذوي مستوى تعليمي جيد تمكنهم من مساعدة أبنائهم على التنشئة الصحية‪.‬‬
‫ب‪ -‬جدول رقم (ب) يوضح المستوى التعليمي لألم‪:‬‬

‫النســــــبة المئـــــــــويـة‬ ‫التكـــــــــ اررات‬ ‫االحتماالت‬

‫‪%1.0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ابتدائي‬

‫‪%14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫متوسط‬

‫‪%14‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ثانوي‬

‫‪%00.0‬‬ ‫‪80‬‬ ‫جامعي‬

‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل بيانات الجدول أعاله تتضح لنا أن المستوى التعليمي الخاص باألم تتجه أكبر نسبة إلى‬
‫مستوى التعليم الجامعي التي بلغت ‪ %00.0‬وهذا راجع حسب تقديرنا أن معظم األمهات ذوي شهادات‬
‫جامعية أي تعليم عالي ‪،‬وهذا يساعدهم في تعليم ابنائهم وتربيتهم على أسس صحية من نظافة وغسل‬
‫األسنان واعطائهم مفهوم جيد وصحيح حول الصحة في حياة اإلنسان‪.‬‬
‫أما في ما يخص نسبة التعليم الثانوي فقدرت بـ ‪ %14‬وهو مستوى جيد تكون فيه األم لديها‬
‫مكتسبات معرفية جيدة تمكنها من تقديم تعليمات حول الصحة وأهميتها في حياة الفرد وما يجب فعله‬
‫للتمتع بصحة جيدة‪ ،‬كل هذا يساعد الطفل على زيادة وعيه الصحي‪ ،‬أما بالنسبة لمستوى التعليم المتوسط‬
‫بلغت نسبتهم ‪ %14‬وهي نسبة أقل من المتوسط وما الحظناه على مستوى التعليم االبتدائي الخاص باألم‬
‫فهي نسبة طفيفة تكاد تنعدم‪ ،‬حيث بلغت ‪ %1.0‬ومنه فإن المستوى التعليمي لألم مهم بالنسبة لتنشئة‬
‫الطفل وخاصة من الجانب الصحي باعتبار أن صحة الطفل أمر ضروري البد من االعتناء بها بغية‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫التمتع بصحة جيدة واألم هي األساس األول الذي تقوم عليه التنشئة ألن الطفل يتعلم ويكتسب شخصيته‬
‫بناء على المعارف التي يكتسبها من أمه فالمستوى التعليمي مهم جدا في تربية الطفل على أسس صحية‬
‫جيدة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬يوضح توزيع عينة الدراسة حسب نوعية السكن‪.‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك ـرار‬ ‫نوع السكن‬


‫‪%01.0‬‬ ‫‪18‬‬ ‫فردي‬
‫‪%47.5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫جماعي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪40‬‬ ‫المجموع‬

‫يتجلى من خالل المعطيات المتضحة في الجدول أعاله ومن حسب عينة الدراسة فإن نوعية السكن‬
‫لألفراد كانت حسب التالي‪ ،‬حيث تمثلت في أن من يقيمون بمفردهم قدرت نسبتهم ب ‪ %01.0‬وهذا‬
‫حسب تقديرنا أمر جيد يمكن الطفل من أن يحظى بالرعاية الجيدة على عكس العيش مع الجماعة‪ ،‬كما‬
‫يجعل األم تقدم االهتمام الكامل من نظافة وغسل األسنان‪ ،‬غسل األيدي قبل األكل وبعده وغيرها من‬
‫الممارسات الصحية السليمة التي يجب تعلمها لألطفال‪ ،‬كما يمكنها السكن الفردي في أن تعطي للطفل‬
‫أكبر قدر من التربية الصحية وتكون هنا للطفل الفرصة األكبر للتعليم ‪ ،‬أما فيما يخص السكن الجماعي‬
‫كانت النسبة قد قدرت ب ‪، %00.0‬هنا يعيش الطفل ضمن جماعة إذ يتعلم ويكتسب بعض الممارسات‬
‫والعادات الصحية اإليجابية‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬يوضح توزيع عينة الدراسة حسب عدد االخوة‬

‫النســــــبة المئـــــــــويـة‬ ‫التكـــــــــ اررات‬ ‫عدد األخوة‬

‫‪%84‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪%80.0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪%10.0‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪%10‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪0‬‬


‫‪%14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫المجموع‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫من خالل الجدول التالي والذي يبين عدد األفراد‪ ،‬فإن أكبر نسبة تمثلت في ‪ 1‬أطفال والتي قدرت‬
‫ب ‪ %10.0‬وتليها مباشرة ‪ 0‬أفراد حيث سجلت نسبة ‪ %10‬أما بالنسبة إلى العائلة التي لديها ‪ 0‬أطفال‬
‫فقد قدرت نسبتها ‪، %14‬وتليها مباشرة العائلة التي لديها طفلين لتسجل ‪ %80.0‬وفي األخير فإن العائلة‬
‫التي لديها طفل واحد قدرت نسبتها بـ ‪.%84‬‬
‫وفي تقديرنا أن العائلة التي لديها طفل واحد وطفلين إلى ‪ 1‬أطفال فإن اهتمامها ينص على تربية‬
‫الطفل وتنشئته من جميع النواحي‪ ،‬كما تعمل األسرة على بناء شخصية طفلها باعتباره طفل واحد أو‬
‫طفلين على عكس األسر التي لديها عدد كبير من األطفال فال تجد الوقت الكافي لالهتمام بجميع‬
‫األطفال وهنا تضيع وتنحدر شخصية الطفل لعدم وجود الوقت الكافي للطفل‪ ،‬فالطفل الواحد في االسرة‬
‫تعمل عائلته على توفير الحاجات من أجله سواء اكانت حاجات األطفال المادية منها أو المعنوية بطريقة‬
‫تتوافق مع المعايير االجتماعية والقيم الدينية واألخالقية كما تعمل على رعايته وفق مبادئ وأسس صحية‬
‫جيدة في حين نجد األسرة التي لديها عدد قليل من األطفال تعمل على رفع وعيهم الصحي فاألم التي‬
‫لديها طفل أو طفلين تعمل جاهدة للحفاظ على نظافة طفلها وتوفر كل متطلبات الحياة الصحية السليمة‬
‫كما يمكن أن يتوفر للطفل بيئة صحية مالئمة يمكنه العيش فيها بصحة جيدة مع توفير كل الشروط‬
‫الضرورية الكتساب صحة سليمة ومنح الوقت الكافي لذلك الطفل عن طريق االهتمام بغذائه المتكامل‬
‫والمتوازن والحفاظ على ممارسة الرياضة بشكل يومي وتوفير كل متطلبات السالمة العامة‪.‬‬
‫أما العائلة التي لديها عدد أكبر من األطفال فحسب تقديرنا فإن العائلة هنا ال تجد الوقت الكاف‬
‫لالهتمام بجميع أطفالها وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة صحية كاملة هنا يتم إهدار فرصة الطفل في التربية‬
‫والتعليم‪ ،‬كما أن األسرة ال يمكنها أن توفر جميع متطلبات السالمة لألطفال من أكل صحي وعناية الزمة‬
‫وضرورية وتوفير كل حاجاته المادية وحتى المعنوية مما يحدث خلل في تنشئة الطفل كما أن األم ال‬
‫يمكنها أن تعطي الرعاية الكاملة لجميع األطفال في وقت واحد من النظافة وأن توفر لهم غذاء صحي‬
‫ومتوازن‪.‬‬
‫ومنه فإن الطفل الواحد في األسرة يمكنه التمتع بقدر كافي من الرعاية واالهتمام الالزم بصحته‬
‫ويمكن للتنشئة االجتماعية أن تؤثر بشكل كبير على التربية الصحية للطفل من تنشئته على النظافة‬
‫والغسل واألكل الصحي أما الطفل الذي يعيش ضمن عدد كبير من األطفال فتتالشى وتضيع تنشئته‬
‫الصحية لعدم وجود جو مالئم‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫المحور الثاني‪ :‬التنشئة الصحية في األسرة‬


‫الجدول رقم ‪ :11‬توجيه الوالدين حول النظافة الصحية‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل االجابة على السؤال رقم ‪11‬‬


‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫نعم‬
‫‪%4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫حسب تحليل البيانات للجدول أعاله والذي يمثل توجيه الوالدين للطفل حول النظافة الصحية يبين‬
‫لنا أن إجمالي اإلجابة كانت بنعم حيث قدرت نسبتها بـ ‪ %844‬أي أن للوالدين دور كبير في تربية الطفل‬
‫وتوجيهه حول النظافة الصحية فهنا يظهر جليا تأثير التنشئة االجتماعية على التربية الصحية للطفل من‬
‫خالل أن الوالدين منذ الصغر يوجهون الطفل للمحافظة على الصحة وأهمية النظافة بالنسبة لصحة‬
‫الطفل باعتبار أن النظافة من أساسيات الحياة والتي يجب على الوالدين تعويد أطفالهم على المواظبة‬
‫عليها منذ الصغر نظ ار للدور الذي تلعبه من أجل الحفاظ على صحة الفرد‪ ،‬إذ أن األطفال الذين يهتمون‬
‫بنظافتهم مما يجعلهم مرغوبين وسط أقرانهم‪.‬‬
‫فالحفاظ على نظافة الجسم يساعد في محاربة بعض األمراض والوقاية منها‪ ،‬وليس فقط للفرد وانما‬
‫لألشخاص المحيطين به أيضا‪ ،‬فغسل اليدين يمنع من انتشار الجراثيم من شخص آلخر‪ ،‬كما أن تنظيف‬
‫األسنان بالفرشاة يقلل من احتمالية انتشار األمراض الفموية وغيرها‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :19‬عدد مرات االستحمام في األسبوع‪.‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪19‬‬


‫‪%01.0‬‬ ‫‪18‬‬ ‫يوميا‬
‫‪%00.0‬‬ ‫‪80‬‬ ‫أسبوعيا‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من خالل قراءة الجدول التالي تبين لنا عدد مرات استحمام األطفال‪ ،‬هناك من كانت إجابتهم بأنهم‬
‫يستحمون يوميا وهناك من كانت إجابتهم أسبوعيا‪ ،‬أما أكبر نسبة فتمثلت اإلجابة باالستحمام اليومي إذ‬
‫قدرت بـ ‪ %01.0‬وهذا راجع إلى أن األسرة تقوم بالحفاظ على النظافة الشخصية للطفل عن طريق‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫االستحمام الدوري فتعمل على تنشئتهم على مجموعة من العادات والممارسات التي يجب أن يقوم بها‬
‫الطفل بهدف الحفاظ على صحته العامة وهذا األمر يصب ضمن التربية الصحية ألن النظافة هي أساس‬
‫الحفاظ على الصحة‪ ،‬فالطفل النظيف يكون بعيد كل البعد عن اإلصابة بمختلف األمراض وبعيد عن كل‬
‫الملوثات التي قد تضر بصحته على عكس الطفل الذي ال يعتني بنظافته الشخصية‪.‬‬
‫أما بعض اإلجابات التي كانت عن االستحمام أسبوعيا فلقد بلغت نسبتها ‪ %00.0‬فنالحظ أن‬
‫عدم استحمام الطفل قد يعرضه لإلصابة باألمراض وخاصة األمراض الجلدية باعتبار أن الصحية هي‬
‫الدرع الواقي الذي يحمي الطفل من مختلف األمراض‪.‬‬
‫وعليه يجب على الطفل أن يتعلم كيفية االستحمام وأن يقوم باالستحمام مرتين في األسبوع على‬
‫األقل ألن االهتمام باالستحمام من مقومات التربية الصحية التي يجب على األسرة أن تنشئها للطفل‬
‫وتغرس فيه أهمية نظافة البدن في حياته‪ ،‬إذ تعتبر من السلوكيات الصحية الجيدة التي تساعد على‬
‫اكتساب الصحة والمحافظة عليها‪ ،‬أي تنشئة إجتماعية سوية وصحية جيدة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬غسل األسنان‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪11‬‬


‫‪95%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫نعم‬
‫‪5%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ال‬
‫‪100%‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من خالل مالحظتنا لبيانات الجدول أعاله تبين لنا أن معظم إجابات التالميذ كانت بنعم بحيث يتم‬
‫غسل أسنانهم فقدرت نسبة اإلجابات بـنعم ‪ %00‬وهذا هو الدور األساسي لألسرة‪ ،‬حيث يجب عليها أن‬
‫تعلم الطفل ومنذ الصغر كيفية االعتناء وغسل أسنانه بصفة دورية ومستمرة ويومية فتنشئة الطفل تنشئة‬
‫صحية جيدة من الصغر تستمر معه طوال حياته‪ ،‬ولذلك لما فيه من فائدة للطفل من أجل حماية صحته‬
‫وألن غسل األسنان بالفرشاة يوميا يساعد على إزالة بقايا الطعام المتراكمة على األسنان والتي قد تتسبب‬
‫في مرض اللثة أو الفم‪ ،‬كذلك غسل األسنان يساعد في حمايتها من التسوس وهنا يبرز دور األسرة في‬
‫تفعيل مقومات التربية الصحية لطفلها عن طريق تغيير بعض المفاهيم الغير صحية وتعليمه لقيم وأسس‬
‫ومبادئ صحية ومن أهمها الحفاظ على حماية الطفل والمحافظة عليه من خطر اإلصابة باألمراض من‬
‫خالل المراقبة المستمرة من أجل العناية بصحته كغسل األسنان بشكل دائم ونظافتها تمنع خطر اإلصابة‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫بالمرض‪ ،‬أما بالنسبة لألطفال الذين كانت إجابتهم بـ ال كانت نسبة ضعيفة قدرت بـ ‪ %0‬وهذا حسب‬
‫تقديرنا أمر خاطئ ألنه قد يتسبب في إصابة الطفل ببعض أمراض اللثة والتسوس مما يضر صحته‬
‫ويؤدي إلى دخولهم إلى المستشفى والتغيب عن المدرسة وهذا سلوك غير سوي ال يتجلى وفق مفاهيم‬
‫التربية الصحية التي تدعو إلى العناية بصحة الطفل وتعليمه بعض مقومات الرعاية الصحية التي يجب‬
‫أن تعمل األسرة جاهدة من أجل بناء جيل واعي ومثقفا صحيا‪ ،‬وأن تثبت فيه كل مقومات التنشئة‬
‫االجتماعية الجيدة لكن هنا من خالل بعض إجابات التالميذ تبين عكس ذلك‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :18‬أ‪ -‬مشاهدة الحصص التلفزيونية حول الصحة العامة‬

‫النسبة المئوية‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪ 18‬التكرار‬


‫‪%04‬‬ ‫‪11‬‬ ‫نعم‬
‫‪%14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من خالل قراءة بيانات الجدول الذي يمثل مشاهدة التالميذ للحصص التلفزيونية حول الصحة‬
‫العامة فكانت النسبة األكثر بنعم حيث قدرت نسبتها ‪ %04‬وهي نسبة كبيرة وكلنا يعلم أن لوسائل اإلعالم‬
‫وخاصة البرامج التلفزيونية التي تتكلم عن الصحة وكيفية التغذية وكيفية حماية اإلنسان لنفسه بين خطر‬
‫التعرض للمرض دور كبير باعتبارها وسيلة لتنشئة الطفل فهي تزيد من رفع مستوى وعيه الصحي كما يتم‬
‫تقديم معلومات مهمة يجهلها الكثير‪ ،‬إذ يتم أيضا تعريفهم بالممارسات الصحية في الحياة العامة وقواعد‬
‫التغذية السليمة كما يمكن لهذه البرامج أن تقوم بتربية الطفل صحيا عن طريق تعديل سلوكياته ومواقفه‬
‫نحو نوعية الطعام ونوعية البرامج التي تشيد باألكل الصحي يمكنها أن تقوم بتطوير استجابات األطفال‬
‫لهذه النوعية من األغذية الصحية‪ ،‬إال أن هذه النصائح واإلرشادات المرئية لنوعية األطعمة يمكن أن‬
‫تخلق نماذج لما يريد األطفال تناوله من أطباق باإلضافة إثارة رغبتهم الشديدة في نوعية األطعمة‬
‫المعروضة على الشاشة ‪،‬والتي تتسبب في تحفيز سلوك معين لديهم ويخص أيضا برامج التي تعرض‬
‫أهمية النظافة في حياتنا اليومية وتخلص من الجراثيم والميكروبات وكذلك غسل األسنان وكيف يتم‬
‫االعتناء بصحتنا وممارسة الرياضة وكيف نحمي أنفسنا من المرض من خالل ممارسة بعض التمارين‬
‫الرياضية كل هذا يساعد الطفل في رفع مستوى وعيه الصحي واكسابه ثقافة صحية تساعده في الحفاظ‬
‫على صحته وصحة مجتمعه‪ ،‬أما بالنسبة لألطفال الذين ال يشاهدون الحصص التلفزيونية حول الصحة‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫العامة كانت نسبتها قليلة قدرت بـ ‪ %14‬وحسب تقديرنا من األحسن للطفل أن يشاهد مثل هذه البرامج‬
‫ذلك ألن الطفل الذي ال يمتلك مستوى عالي من الوعي الصحي يكون عرضة لإلصابة بالمرض ألنه ال‬
‫يعرف الطرق والوسائل التي بها يمكن أن يتجنب خطر المرض مع جهله ألنواع األغذية الصحية وغيرها‬
‫من الممارسات اإليجابية في حياة الطفل‪.‬‬
‫جدول رقم ‪( 18‬ب)‪ :‬تطبيق النصائح واإلرشادات‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪40‬‬


‫‪%41.0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫نعم‬
‫‪%10.0‬‬ ‫‪80‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫أما عن تطبيق النصائح واإلرشادات المقدمة في الحصص والبرامج التلفزيونية التي تعتبر آلية من‬
‫آليات نشر الوعي الصحي وتثقيف المشاهد والرفع من مستوى مخزونه الفكري حول الصحة العامة‬
‫خصوصا عند انتشار بعض األمراض فكانت إجابة المبحوثين بنعم بنسبة قدرت ب ‪ ٪41‬وهذا أمر جيد‬
‫بالنسبة للطفل الذي يشاهد مثل هكذا حصص تحث على أهمية الصحة وتعرف ببعض السلوكيات الجيدة‬
‫للصحة وتحث عليها وتشيد باالبتعاد عن السلوك الغير صحي لما فيه من ضرر على صحة اإلنسان‬
‫فهذه النصائح التي يتبعها الطفل تساعده في حياته اليومية يصبح واعي وناشئ على ثقافة صحية منذ‬
‫الصغر ألنه تعرف على أنواع األغذية الصحية والمتوازنة ومواقيت األكل المنتظمة‪ ....‬وغيرها‪ .‬من‬
‫االمور التي ساعدته هذه الحصص على تعلمها هنا الطفل يحمي نفسه ومجتمعه وحتى المحيط الذي‬
‫يعيش فيه كما تساعدهم على مواجهة األثار المرضية في حياتهم وتجنبها من خالل حصص الدعم‬
‫النفسي الخاصة بالمرضى‪ ،‬كما تعرف الطفل بأهمية النظافة وفوائدها في الحفاظ على الصحة من خالل‬
‫تطبيقهم للنصائح المقدمة في غسل اليدين ونوع الصابون الجيد الذي يقضي على البكتيريا والجراثيم وبهذا‬
‫يصبح الطفل مثقف بصحته باعتباره يطبق ما يتم تقديمه في التلفاز من محتوى هادف ومفيد لصحته‪ .‬أما‬
‫في ما يخص المبحوثين الذين كانت إجاباتهم ب ال فقدرت نسبتهم ب‪ ٪10.0‬وهذا حسب تقديرنا امر‬
‫غير جيد باعتبار الحصص المقدمة في تلفاز التي تتحدث عن الصحة تحمل محتوى هادف بعدم تطبيق‬
‫الطفل لهذه النصائح ال يمتلك اي درجة من الوعي قد تساعده في الحفاظ على صحته وهذا نوع من‬
‫االهمال وعدم االهتمام وقلة ادراكهم باألهمية الكاملة للصحة‪ ،‬هنا الطفل لن يفرق بين السلوك السوي‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫والسلوك الغير سوي باعتبار ان هذه اإلرشادات مفيدة وتتماشى مع الصحة ألن من يقدمونها هم أهل‬
‫االختصاص من أطباء ومرشدون حول الصحة وغيرهم ‪.‬وفي االخير تعتبر اإلرشادات التليفزيونية مفيدة‬
‫تزيد من درجة وعي الطفل إذا يجب ان يعمل بيها ألنها تزيد من مستوى تثقيفه وزيادة وعيه الصحي‬
‫باعتبار التلفاز إحدى الوسائل التعليمية التي ترفع من مستوى تنشئة الصحية الطفل ببرامج هادفة تتماشى‬
‫والصحة العامة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :18‬تناول وجبة الفطور كل يوم‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪18‬‬


‫‪%00.0‬‬ ‫‪18‬‬ ‫نعم‬
‫‪%11.0‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫يتجلى من خالل بيانات الجدول أعاله أن إجابة ‪ %00.0‬كانت نعم لتناول وجبة الفطور كل يوم‬
‫وهذا أمر جيد باعتبار أن اإلفطار الصحي هو بداية ليوم يساعد على تعزيز جسم الطفل وحمايته من‬
‫األمراض والفيروسات نظ ار الحتواء وجبة الفطور على العديد من العناصر الغذائية الصحية‪ ،‬كما يحمي‬
‫الجسم ويزوده بالنشاط والطاقة ويبعده من كل مسببات المرض ألن الفطور يحافظ على الوزن ويحفظه‬
‫أيضا‪.‬‬
‫وهذا هو دور األسرة أي أنها تهتم بصحة الطفل من خالل تنشئته على السلوكيات الصحية الجيدة‬
‫كتناول وجبة الفطور بشكل يومي من الصغر حتى يكتسب عادات صحية جيدة عند الكبر وتصبح هذه‬
‫العادات متوازنة تنتقل من جيل آلخر باعتبارها عادات إيجابية لصحة اإلنسان‪.‬‬
‫أما عن التالميذ الذين أجابوا بـ ال أي ال يتناولون وجبة اإلفطار يوميا فقدرت نسبتهم بـ ‪%11.0‬‬
‫وحسب تقديرنا لما الحظناه أن سلوك التالميذ غير صحي ويعتبر إهمال لنوع من السلوكيات الصحية لما‬
‫يحمله عدم تناول وجبة الفطور وهذا يشكل خطر على صحة الطفل‪ ،‬ويعتبر انتهاك لوجبة الغذاء واهمال‬
‫وجبة الفطور يؤدي إلى تناول أكبر قدر من الطعام على مدار اليوم مما ينتج حالة من عدم التوازن‬
‫والسمنة في الجسم إذ يؤدي إلى نقص مناعة الجسم ويصبح عرضة لكثير من األمراض‪ ،‬فدور األسرة هنا‬
‫يمنع بشكل هذه السلوكيات ويجب عليها االهتمام بصحة الطفل وتعليمه بعض العادات والسلوكيات الجيدة‬
‫لصحته وتربيته تربية صحية تعوده على االعتناء بدوافع الحماية كالغذاء الصحي والمحافظة عن التغذية‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫المتوازنة ونظافة الطعام من أهم الممارسات الصحية التي تحافظ على تقوية مناعة الجسم وأهما وجبة‬
‫الفطور وأهمية الغذاء المتوازن في حياتنا اليومية وغيرها من األنماط الصحية السليمة‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التنشئة الصحية في المدرسة‬
‫الجدول رقم ‪ :01‬إدراج التربية الصحية ضمن مناهج التربية اإلسالمية والتربية المدنية‪.‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪01‬‬


‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫نعم‬
‫‪%4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من خالل ما الحظناه في الجدول أعاله والذي يمثل إدراج لمناهج التربية اإلسالمية والمدنية لقيم‬
‫التربية الصحية وفي مقرراتها التربية‪ ،‬كانت إجمالي إجابات التالميذ بـنعم حيث بلغت نسبتها ‪ %04‬وهذا‬
‫حسب تقديرنا أن مناهج التربية المدنية واإلسالمية تعمل على تفعيل وتكريس التربية الصحية لدى التالميذ‬
‫وذلك من خالل ما يتم تناوله ضمن الدروس المقررة وفق المنهاج التربوي واألنشطة المدرسية والتي تعمل‬
‫على نشر الوعي الصحي بين التالميذ وتبصرهم بضرورة العناية بصحتهم والحفاظ عليها وتعريفهم‬
‫بأحوالهم الجسمية وبمعنى الصحة ووسائل اكتسابها وكذلك التغذية السليمة وكيفية الوقاية من األمراض‬
‫وممارسة العادات الصحية والدراسية السليمة والتي تحفظ الجسم والعقل وتزود التالميذ بالتثقيف الصحي‬
‫وتكوين إتجاهات وعادات لدى التالميذ وتنظيم تعاون التالميذ مع بعضهم البعض فيما يتعلق بالصحة‬
‫اإليجابية والسليمة والتغذية والنظافة والوقاية من األمراض وآداب األكل والنوم والمشي‪ ،‬وممارسة الرياضة‬
‫وتناول األغذية الصحية الجيدة المرغوب اكتسابها والتي تتم في نموهم نموا سليما متكامال من جميع‬
‫النواحي الجسمية والعقلية والنفسية‪ ،‬أما عن نسبة اإلجابة بـ ال فقدرت بـ ‪ %4‬أي أن التالميذ راضين عن‬
‫ما يتم تقديمه في المناهج التربوية‪ ،‬خاصة التربية اإلسالمية والتربية المدنية حول التربية الصحية من‬
‫إرشادات ونصائح حول النظافة والعناية بالجسم وكيفية الوضوء وغسل األسنان كذلك تبرز لهم فوائد‬
‫االستحمام وارشادهم فيما يخص العادات الصحية وفائدتها‪ ،‬إذ توضح لهم العادات والسلوكيات الغير‬
‫صحية التي تشكل خطر على صحة اإلنسان‪ ،‬وبهذا يكتسب التلميذ وعي وثقافة تساعده في حياته اليومية‬
‫تجعل منه شخص إيجابي يمكنه مساعدة غيره باعتباره واعي مدرك لقيم التربية الصحية والصحة العامة‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫الجدول رقم ‪ :00‬المناهج المدرجة في البرنامج تقدم لهم معلومات حول بعض األمراض التي يتعرض‬
‫لها اإلنسان عند عدم االعتناء بصحته بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة عل السؤال رقم ‪88‬‬

‫‪%01.0‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫نعم‬

‫‪%80.0‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫ال‬

‫‪%844‬‬ ‫‪%04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من خالل بيانات الجدول أعاله وما تم مالحظته فإن اجابات التالميذ حول أن المناهج المقررة في‬
‫البرنامج التربوي تقدم معلومات حول بعض األمراض التي يتعرض لها اإلنسان من عدم االعتناء بصحته‬
‫بطريقة جيدة كانت إجابة بعضهم بنعم بنسبة قدرت بـ ‪ 82.58%‬وحسب تقديرنا فإن هذه المناهج تعمل‬
‫على إكساب تالميذها لقيم التربية الصحية من خالل تنشئتهم على قيم وممارسات سوية لالعتناء بصحتهم‬
‫باعتبارها تحذر من األخطار التي تحدق بالطفل الذي ال يتبع بالنصائح واإلرشادات المقدمة إذ يعرض‬
‫نفسه للخطر‪.‬‬
‫فالمناهج التربوية من خالل مقرراتها تهدف إلى بناء فرد متكامل جسديا وعقليا يتأثر بالمضامين‬
‫التي يقدمها البرنامج فتقديم بعض المعلومات حول األمراض التي يتعرض لها اإلنسان تعد امر مهما‬
‫وخطوة أساسية لتعزيز التربية الصحية للتلميذ وتكوين اتجاهات ايجابية نحو صحته وتعليمه كيفية الوقاية‬
‫من األمراض وكيفية اتخاذ الق اررات الصحيحة الواعية التي تهتم برفع مستواه الصحي مما يؤهله بأن‬
‫يصبح أداة تغيير فعالة لألوضاع الصحية واالجتماعية‪ ،‬فهذه المعلومات تكسب توعية إيجابية من أجل‬
‫الحفاظ على الصحة والوقاية من خطر االصابة بهذه األمراض خصوصا مع الزيادة المذهلة لبعض‬
‫األمراض وانتشار الفيروسات واألوبئة خاصة مع الفترة الحالية ومع األمراض التي تنتشر في العالم‬
‫فالبرنامج التربوي له دور كبير ومهم في تزويد التالميذ بالمعلومات والخبرات بقصد التأثير في معرفتهم‬
‫وميولهم من حيث صحتهم وصحة المجتمع الذي يعيشون فيه وهذا من أجل حياة صحية سليمة‪.‬‬
‫أما في ما يخص التالميذ الذين كانت إجابتهم ب ال قدرت نسبتهم ب‪ %80.0‬وهذا حسب تقديرنا‬
‫أمر غير جيد ألن المناهج التربوية يجب أن تحتوي على نصائح وارشادات باعتبارها تحتوي على‬
‫مواضيع الصحة العامة يجب أن تقدم معلومات حول بعض األمراض وكيفية الوقاية منها ألن التلميذ يأخذ‬
‫أكثر المعلومات من ما يتم تقديمه في المناهج التعليمية فبعدم تعريفه باألمراض وأخطارها وكيفية الوقاية‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫منها فإنها تخلق تلميذ هش من ناحية الخبرات والمعلومات والمعارف وكذلك من الناحية التثقيف الصحي‬
‫وهنا هذه المناهج ال تقوم بدورها الكامل فيما يخص عملية التربية الصحية وتوجيه التالميذ وتغيير سلوكهم‬
‫ليتطابق مع السلوك الصحي السوي‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :09‬ذهاب التالميذ إلى وحدات الكشف والمتابعة بصفة دورية‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪81‬‬


‫‪%04‬‬ ‫‪14‬‬ ‫نعم‬
‫‪%84‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من خالل تحليل بيانات الجدول أعاله الذي يبين ذهاب التالميذ إلى وحدات الكشف والمتابعة‬
‫بصفة دورية‪ ،‬حيث كانت إجابات التالميذ بـنعم بنسبة قدرت بـ ‪ %04‬وهذا يعني أن المدرسة تلتزم‬
‫بالصحة والعناية الدورية‪ ،‬أن المدرسة تلتزم بالرعاية الصحية للتالميذ من خالل الكشف المستمر واجراء‬
‫الفحوصات والمراقبة الدورية‪ ،‬كما تقدم بعض الخدمات العالجية فهي بهذا تفعل أسس التربية الصحية من‬
‫خالل تحسيس األولياء باإلبالغ عن بعض األمراض واالضطرابات التي يعاني منها التلميذ واألخذ بعين‬
‫االعتبار صحة الطفل وعدم السكوت عن أي ضرر يهدد صحته مع السهر على توفير النظافة المالئمة‬
‫للتالميذ عن طريق المراقبة الصحية في المؤسسات التربوية من الداخل والخارج‪ ،‬مراقبة المطاعم من‬
‫نظافة وتوفر الشروط األساسية لتوفير وجبة اإلطعام كما تقوم بعمل دورات تحسيسية للتالميذ بغية رفع‬
‫وعيهم لضرورة االعتناء بصحتهم‪ ،‬تعريفهم بخطر اإلصابة بالمرض ألهمية الصحة‪ ،‬حيث يجب أن تعمل‬
‫هذه الوحدات لتوفر طبيب مختص فيها على تثقيف التالميذ‪ ،‬إعطائهم نصائح حول النظافة‪ ،‬تعليمهم‬
‫الطريقة الصحيحة لغسل األسنان مراقبة أسنانهم وتوعيتهم باالبتعاد عن األكل المسبب بتلف األسنان‬
‫كاإلكثار من تناول الحلويات واألطعمة المعلبة والمشروبات التي تحتوي على المواد الحافظة‪ ،‬تعليمهم‬
‫كيفية االستحمام وأوقاته مع تناول غذاء متوازن وصحي‪.‬‬
‫كما أن دورية العالج تنشئ الطفل منذ الصغر على العناية بصحته وكل هذا يبين لنا وحسب‬
‫تقديراتنا أن المدرسة تعمل على تفعيل كل مقومات التربية الصحية من خالل استغاللها لوحدات الكشف‬
‫والمتابعة لصالح التالميذ بغية حماية صحته وتتبعها لحالته الصحية ورفع من مستوى قدراته الجسمية‬
‫والنفسية‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫أما ما جاء عن بقية التالميذ فكانت إجاباتهم بـ ال بنسبة قدرت بـ ‪ %80‬فالمدارس التي ال تقوم‬
‫بمراقبة الدورية وهذا إهمال وقلة االهتمام بمبدأ الصحة باعتباره مبدأ أساسي يحمي التلميذ أي عدم تفعيلها‬
‫للتربية الصحية ألن المراقبة الدورية والكشف المستمر هو المبدأ الذي يدفع الطفل بالعناية بصحته‪،‬‬
‫فطبيب األسنان المتواجد على مستوى وحدة الكشف والمتابعة باعتباره مختص في المجال يعلم التالميذ‬
‫الطريقة الصحيحة لالعتناء باألسنان‪ ،‬فالتالميذ بمتابعتهم وأخذهم الطريقة الصحيحة من الطبيب باعتباره‬
‫مختص يطبقها صحيحة ويعلمها لغيره وكذلك بالنسبة للطبيب العام دوره رفع مستوى وعي التلميذ بالنظافة‬
‫وأهميتها باعتبارها تحميه من األمراض‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :01‬ممارسة الرياضة‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪81‬‬


‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫نعم‬
‫‪%4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من خالل تحليل بيانات الجدول التالي تبين أن مجمل التالميذ كانت إجابتهم ب نعم يمارسون‬
‫الرياضة مع زمالئهم في المدرسة وهذا معناه حسب تقديرنا أن المدرسة تعمل على تفعيل التربية الصحية‬
‫من خالل ممارسة التالميذ للتربية الرياضية فهي تساعده للحفاظ على صحته كما أنها تعزز من دافعية‬
‫الجسم نحو األمراض عن طريق رفع مناعة الجسم وكذلك الترويح عن نفسية األطفال بإخراج جميع‬
‫الطاقات السلبية لتحل محلها طاقة إيجابية تساعد الطفل على العمل المنتج وتعزيز من مستوى فعاليته في‬
‫المجتمع ‪،‬من خالل استقبال إيجابي للمنهاج المقدم وتزويده بثقافة صحية وتنشئة اجتماعية جيدة باعتبار‬
‫أن النصائح التي يتلقاها من المشرف على التربية البدنية هي عبارة عن توعية صحية مدرجة وفق مفاهيم‬
‫التربية الصحية فالمعلم هنا دوره دور المثقف الصحي الذي يعمل جاهدا على رفع من مستوى صحة‬
‫التالميذ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لإلجابة بـ ال فكانت نسبتها ‪ %4‬هذا معناه أن المدرسة تعمل من أجل الحفاظ على‬
‫صحة التالميذ بتوفير كل اإلمكانيات الالزمة التي تساعد الطفل في الحفاظ على صحته وأهمية الصحة‬
‫في حياة الفرد والجماعة ورفع الطاقة اإليجابية للتالميذ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫الجدول رقم ‪ :01‬إقامة التالميذ نشاطات مسرحية حول الصحة‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪80‬‬


‫‪%4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نعم‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من خالل مالحظتنا لبيانات الجدول تبين أن اجابات اجمالي التالميذ كانت ب ال‪ ،‬أي أنهم لم‬
‫يقوموا بأي نشاط مسرحي حول الصحة وهذا األمر ليس جيد حسب تقديرنا ألن النشاطات المدرسية تعتبر‬
‫كحمالت تحسيسية هدفها توعية التالميذ بطريقة مبسطة حول أهمية التربية الصحية ‪،‬مما ترفع من‬
‫مستوى الثقافة الصحية لدى التلميذ وتكون له عادات ومهارات وقيم وأساليب جديدة باعتبارها أن محتواها‬
‫عبارة عن رسالة هادفة في المسرح المدرسي ‪،‬هدفه األساسي مساعدة التالميذ في اعطائهم نصائح‬
‫وارشادات حول أهمية الصحة والدور الكبير الذي تلعبه النظافة في حمايتهم من المرض‪ ،‬كذلك توضح‬
‫لهم دور كل عضو وأهميته في جسم اإلنسان عن طريق نشاطات مسرحية تسهم في ايصال المعلومة‬
‫بطريقة سهلة فيتعلم الطفل من خاللها كيف يساعد اآلخرين وتنشئته على القيم واالخالق الحميدة وكيفية‬
‫تعامله مع اآلخرين مع تنمية القدرة على التعبير وااللقاء‪ ،‬اضافة إلى ذلك عالج بعض القصور في‬
‫جوانب الحياة الصحية‪ ،‬كما أن المسرح يعمل على تنشئة األجيال باعتباره نشاط هادف ينمي في التلميذ‬
‫الحاجات األساسية كالحاجة إلى االبداع واخراج الطاقات المتجددة فيلبي الحاجة إلى المعرفة والحاجة إلى‬
‫تحقيق الذات من خالل اب ارزه لمفهوم التوعية الصحية وأهمية الثقافة الصحية في حياة اإلنسان ودور‬
‫المثقف الصحي في المجتمع‪ ،‬اذ يعطي للتلميذ إحساس بأنه عن طريق العمل المسرحي قادر على‬
‫العطاء‪ ،‬وأنه له دور مهم في المجتمع ويمكنه تقديم كل ما هو مفيد وهذا ينشئ لنا طفل يتمتع بمستوى‬
‫عالي من النضوج الفكري وتكوين شخصيته واتجاهاته وميوالته وقيمة األمر الذي يساعد على تمكنه من‬
‫التكيف مع بيئته‪.‬‬
‫ولهذا فإن المسرح المدرسي لديه دور كبير في تنشئة الطفل على أسس ومبادئ وقيم صحيحة‬
‫وخاصة تلك القيم التي تتعلق بتفعيل التربية الصحية‪ .‬فيمكن االستفادة منها لتنشئة طفل ذو شخصية‬
‫سوية متكاملة نفسيا‪ ،‬عقليا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬علميا‪ ،‬صحيا والعمل على دعم كل المبادئ والقيم التوعوية‬
‫الصحية ألن المسرح يعتبر وسيلة فاعلة لتوصيل األفكار والمعلومات وترسيخها في أذهان المتلقين‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫الجدول رقم ‪ :01‬المساهمة في جمع الفضالت من القسم والساحة المدرسية‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪80‬‬


‫‪%01.0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫نعم‬
‫‪%0.0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫تعرف المدرسة كونها المنزل الثاني للتلميذ باعتباره يقضي بها ساعات طويلة من اليوم أثناء الدوام‬
‫المدرسي لهذا يجب على التلميذ حماية المدرسة والحفاظ على نظافتها والعمل على أن تظهر في أبهى‬
‫حلة لها وهذا ما تبين ل نا من خالل تحليلنا لبيانات الجدول الذي يمثل مساهمة التالميذ في جميع‬
‫الفضالت من القسم وساحة المدرسة‪ ،‬فكانت أغلب اإلجابات بنعم بنسبة قدرت بـ ‪ %01.0‬فحسب تقديرنا‬
‫فإن المدرسة تعمل على تنشئة الطفل حول المبادئ األخالقية الجيدة التي تدعو إلى قيم التعاون‬
‫والمسؤولية والحفاظ على النظافة العامة باعتبار أن القسم والمدرسة هما المحيطان اللذان يتواجدون فيه‬
‫بصفة مستمرة باإلضافة إلى كون التالميذ هم المنتفع األول من المدرسة والخدمات التي تقدمها‪،‬‬
‫فبمساهمته بنظافة محيطه المدرسي تقل نسبة األمراض ويعيش في محيط نظيف يساعده على النجاح‬
‫والتقدم وبالتالي يحقق قيم ومبادئ التربية الصحية ألنه أصبح تلميذ واعي بخطر التلوث واإلصابة‬
‫بالمرض إذ بتصرفه وحفاظه على محيطه يحافظ على الصحة العامة وتترسخ لدى التالميذ المبادئ‬
‫السليمة حول التعاون في الحفاظ على المحيط ألن الممارسات التي يطبقها في المدرسة تصبح عادات‬
‫جيدة يطبقها في حياته اليومية إذ ينتقل من نظافة القسم والمدرسة والساحة إلى الحفاظ على نظافة الشارع‬
‫والبيئة وغيرها من المرافق العمومية وهنا أصبح لدينا طفل مثقف واعي ومدرك ألهمية الصحة وخطر‬
‫اإلصابة بالمرض‪ ،‬أما فيما يخص بقية اإلجابات والتي كانت بـ ال كانت نسبة قليلة لكن األفضل لو كانت‬
‫منعدمة قدرت بـ ‪ %0.0‬وهذا حسب تقديرنا سلوك غير الئق ألن التلميذ يجب أن يعمل جاهدا للحفاظ‬
‫على نظافة المحيط وخاصة المدرسة ألنها ملك للجميع باعتباره يدرس داخلها‪ ،‬أما دور األستاذ هنا هو‬
‫توعية التالميذ بأهمية الحفاظ على المحيط وتبليغهم بخطر التلوث البيئي وتفاقمه وأهمية تكاثف الجهود‬
‫للقضاء على هذا الخطر وتحسيسهم بفوائد االهتمام بالبيئة وسالمتها‪ ،‬وأنهم المسؤولين على نظافة البيئة‬
‫المدرسية‪ ،‬حيث تعمل المدرسة أو األستاذ خاصة بتحقيق مبادئ التنشئة الصحية الجيدة من خالل غرس‬
‫المفاهيم والسلوكيات البيئية السليمة من أجل خلق جيل مساهم في الحفاظ على البيئة وواعي لمخاطر‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫التلوث البيئي‪ ،‬ألن البيئة والمحيط الذي يعيش فيهما التلميذ لهما تأثير كبير وعميق وفعال في حياته‬
‫وتكوين شخصيته‪.‬‬
‫وعليه هنا تظهر مبادئ التنشئة الجيدة ألن التلميذ يتأثر وينفعل بما يجري حوله من ممارسات فهو‬
‫يكتسب مزاجه وأخالقه وسلوكياته وينمي تفكيره حول هذا المحيط وهذه البيئة ولهذا فإن كانت البيئة‬
‫المدرسية بيئة اجتماعية تساعد التلميذ في العمل على الحفاظ عليها عن طريق ما تغرسه فيه وما تجسده‬
‫من سلوكيات بيئية في نفوس التالميذ بالحفاظ على نظافة المدرسة بمساهمة التالميذ في الحفاظ على‬
‫نظافة المحيط المدرسي وتنظيف ساحته وجدرانه وتزيين أقسامه وتحسين المساحات الخضراء بمشاركة‬
‫التالميذ في عملية التشجير وغرس األزهار وجمع النفايات من الساحة المدرسية‪ ،‬هنا ينتج لنا جيل محب‬
‫لبيئته واعي لديه درجة ورصيد عالي من الثقافة الصحية التي يعمل بها للحفاظ على البيئة‪ ،‬إذ هو واعي‬
‫بأنه في بيئة نظيفة أي يتمتع بصحة جيدة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :09‬مراقبة المعلم أظافر التالميذ بصفة مستمرة‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫بدائل اإلجابة على السؤال رقم ‪09‬‬


‫‪%40.0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫نعم‬
‫‪%11.0‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ال‬
‫‪%844‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من خالل بيانات الجدول التالي والذي يوضح لنا مراقبة المعلم أظافر التالميذ باستمرار الحظنا أن‬
‫‪ %40.0‬من التالميذ أجابوا بـنعم وهذا حسب تقديرنا أمر جيد معناه أن المعلم يقوم بدوره كمثقف صحي‬
‫يعمل على المراقبة الصحية للتالميذ من خالل إرشادهم عن أهمية االعتناء بنظافة أظافرهم مع إعطائهم‬
‫هذه النصائح واإلرشادات حول النظافة وأهميتها ودورها في الحفاظ على صحة التلميذ ألن األظافر‬
‫الطويلة تحمل األوساخ تحتها وعند األكل قد تسبب تلك األوساخ في اإلصابة ببعض األمراض هنا يدرك‬
‫الطفل خطورة الوضع ويعمل على االعتناء بتقليم أظافره أسبوعين على األقل فالمراقبة الدورية تعلم الطفل‬
‫االستم اررية على الفعل وهذا السلوك الذي تعلمه يدخل ضمن مبادئ التنشئة االجتماعية باعتبارها‬
‫سلوكيات سوية فيعلمها هو لغيره أما بنسبة ‪ %11.0‬كانت إجابتهم بـ ال يعني عدم توفر اعترافيه من‬
‫طرف المعلم هذا إهمال وعدم االهتمام بصحة الطفل كونه غير راشد‪ ،‬فدور المعلم هنا اإلرشاد والتوجيه‬
‫واالهتمام وليس التدريس فقط فهو ال يعمل على أسس وقواعد التربية الصحية التي تحث على االهتمام‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫بمبادئ الصحة العامة والمراقبة وتوجيه التالميذ وارشادهم وحتى معاقبتهم في بعض األحيان عن بعض‬
‫التصرفات التي تؤدي صحتهم ومن أهم هذه التصرفات‪ :‬عدم تقليم األظافر‪ ،‬طالء األظافر بالنسبة‬
‫لإلناث‪...‬إلخ‪ ،‬مما يتبعها مراقبة لنظافة األذنين وغيرها من العادات التي تدخل ضمن النظافة الشخصية‪.‬‬
‫ومنه دور المعلم هو تربية وتعليم ومراقبة وتفعيل دور التنشئة االجتماعية وتأثيرها على التربية‬
‫الصحية‪ ،‬فالطفل الذي ينشأ على سلوكيات صحية جيدة ومنظمة وفق مبادئ وأسس صحية نجده يتمتع‬
‫بدرجة عالية من االنضباط والوعي وكل هذه الممارسات والتصرفات الجيدة تعود عليه وعلى مجتمعه‬
‫وأسرته بنوع من الفائدة ألنها تكسبه درجة عالية من الرقي والتثقيف عن غيره‪.‬‬
‫تحليل النتائج على ضوء الفرضيات‬
‫توصلت الدراسة الميدانية لموضوع بحثنا والتي أجريت حول تأثير التنشئة االجتماعية على التربية‬
‫الصحية في الوسط التربوي على مجموعة من تالميذ ابتدائيات المقاطعة رقم ‪ 40‬بقالمة باالعتماد على‬
‫االستمارة كأداة لجمع البيانات وبتفريغنا لبينات االستمارة توصلنا إلى جملة من النتائج اال وهي‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬بيانات شخصية‬
‫تبين لنا أن نسبة اإلناث أكثر من نسبة الذكور في المدرسة حيث أخذنا ‪ %00.0‬إناث و‪%01.0‬‬
‫ذكور أما في ما يخص المستوى التعليمي للوالدين ولما له من أهمية كبيرة من تنشئة الطفل على أسس‬
‫تربوية وصحية سليمة‪ ،‬باعتبار أن المستوى الثقافي هو الذي يحدد مستوى تنشئة الطفل ومستوى الوعي‬
‫الصحي المقدم له من قبل األسرة‪ ،‬ألن الطفل الذي ينشأ في أسرة مثقفة األم واألب مستواهم الثقافي جيد‬
‫تكون تنشئتهم الصحية سليمة جيدة والطفل في حد ذاته واعي تحصيله المعرفي حول الصحة كبير لما‬
‫يتلقاه في البيت من قبل األسرة‪ ،‬على عكس الطفل الناشئ في جو ثقافي يكون توعيته الصحية قليلة أو‬
‫منعدمة لعدم وجود الجو المالئم للتوعية ‪.‬كذلك نوعية السكن وعدد االخوة في األسرة الواحدة ‪،‬أما الطفل‬
‫الناشئ في أسرة لديها سكن فردي وعدد أطفال قليل هنا الطفل يحظى بالرعاية الصحية الكافية والقدر‬
‫الكافي من العملية التعلمية ولديه الحظ الوفير الذي يساعده في رفع مستواه الثقافي الصحي باعتبار أن‬
‫األسرة تعمل جاهدة وتوفر له الوقت والجهد الكبير لتنشئته وتوفير كل الوسائل الالزمة والضرورية التي‬
‫تساعده على التعلم على عكس األسرة التي لديها عدد كبير من األطفال‪ ،‬هنا االسرة ال يمكنها توفير كل‬
‫المتطلبات ويقل االهتمام بالطفل من جميع النواحي وخاصة من الناحية الصحية‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫المحور الثاني‪ :‬التنشئة الصحية في االسرة‬


‫يتم توجيه الطفل من طرف الوالدين حول النظافة وغسل اليدين واإلشادة بأهميتها باعتبارها تحمي‬
‫الطفل من التعرض للمرض بنسبة ‪ %844‬أي أن جميع اآلباء واألمهات يحرصون على نظافة أطفالهم‬
‫واالهتمام باستحمامهم بشكل يومي بنسبة ‪ %01.0‬أو بشكل أسبوعي بنسبة ‪ %00.0‬باعتبار أن النظافة‬
‫الشخصية مهمة للحفاظ على صحة الجسم‪ ،‬وكذلك غسل األسنان بعد كل وجبة لحماية األسنان من تلف‬
‫التسوس واصابة بالمرض بنسبة ‪ ،%00‬كما تعتبر مشاهدة البرامج التليفزيونية عملية تثقيفية مع مراعات‬
‫النصائح واإلرشادات المقدمة فيها والعمل بها باعتبار مواضيعها حول الصحة العامة ضرورية لتوعية‬
‫الطفل حتى يصبح مثقف من الجانب الصحي ‪،‬إذ تنشئه على أسس صحية جيدة يتلقاها من صغره وتبقى‬
‫معه إلى أن يكبر بنسبة ‪ %04‬لمشاهدة الحصص وتطبيق النصائح ب ‪ ،%41.0‬أما بالنسبة لوجبة‬
‫اإلفطار التي يجب أن تكون أساسية لبداية يوم جيد وصحي مفعم بالحيوية والنشاط وتزويد جسم اإلنسان‬
‫بطاقة ورفع من معنوياته مع زيادة مناعته للحفاظ على قوامه في التغلب على المرض‪ ،‬ودور اآلباء‬
‫واألمهات هنا هو الحرص على أطفالهم يوميا بتناول وجبة اإلفطار بنسبة قدرت ب‪.%01.0‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التنشئة الصحية في المدرسة‪.‬‬
‫تعتبر المدرسة مكملة لما يتلقاه الطفل في األسرة وزيادة على ذلك فدور المدرسة تنشئة الطفل‬
‫وتزويده بكل الخبرات الصحية التي تزيد من مستوى وعيه الصحي والحفاظ على صحته‪ ،‬لهذا يتم إدراج‬
‫التربية الصحية ضمن المناهج المدرجة في المنظومة التعليمية السنوية هدفها تكوين الطفل خالل مشواره‬
‫الدراسي باستيعابه لدروس المقدمة حول الصحة وذلك بـ ‪ %844‬وهذه المناهج يجب أن تقدم معلومات‬
‫ونصائح لألطفال لتجنب خطر اإلصابة بالمرض وكيفية حماية الطفل لصحته‪ ،‬والعناية بها بطريقة‬
‫صحيحة وجيدة بنسبة ‪ ،%01.0‬كما يجب االعتناء بصحته من خالل الكشف واجراء الفحوصات الالزمة‬
‫بطريقة مستمرة وبصفة دورية بنسبة ‪ ،%04‬مع المحافظة على العناية بالصحة من خالل ممارسة‬
‫الرياضة والتمارين الرياضية واعطائه نصائح إرشادات حول أهمية الرياضة وتمارين الرياضية في حماية‬
‫الصحة ‪ ،‬أما بالنسبة إلى الحمالت التحسيسية التي تقوم بها المدرسة لتوعية التالميذ بأهمية الحفاظ على‬
‫المحيط المدرسي واألقسام والفناء وقاعة الرياضة وغيرها بالمساهمة في جمع الفضالت والمشاركة في‬
‫عملية التشجير وتزيين المحيط وغيرها من السلوكيات السوية التي منها ينشئ الطفل على آليات يحمي‬
‫بها صحته وصحة مجتمعه ويحافظ على المحيط الذي يعيش فيه بنسبة ‪ %01.0‬مع دور المعلم وهو‬
‫الدور الرئيس في العملية التربوية فواجب المعلم هو القيام بمسؤولية رعاية التالميذ والحفاظ على صحتهم‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫من خالل المراقبة المستمرة والتي تتمثل في مراقبة األظافر ونظافتها طالء االظافر بنسبة لإلناث إعطائهم‬
‫نصائح ارشادات ترفع من وعيهم حول أهمية النظافة ألن المراقبة والحرص على تنفيذ التعليمات له أهمية‬
‫كبيرة في عملية التنشئة على األسس الصحية السليمة‪.‬‬
‫نتائج العامة‪:‬‬
‫وعليه توصلت الدراسة الراهنة إلى جملة من النتائج وهي‪:‬‬
‫تبين لنا ان األساس االول في عملية التنشئة االجتماعية السليمة التي تعمل على رفع مستوى وعي‬
‫الطفل الصحي وتكوين تلميذ واعي هو المستوى الثقافي للوالدين الذي يؤثر على تنشئة الطفل فكلما كانت‬
‫األم مثقفة واألب كذلك كان بإمكانهم تزويد أطفالهم بثقافة صحية و أسس جيدة‪ ،‬وتكون عملية التنشئة‬
‫االجتماعية ناجحة يتعلم فيها الطفل ويكون شخصية قوية وقدر ثقافي عالي ¸على خالف الطفل الذي‬
‫ينشئ في جو عائلي غير مثقف من أم وأب أميين تكون تنشئته االجتماعية التوعوية محدودة من جميع‬
‫الجوانب وخاصة الجانب الصحي‪ ،‬هنا يجب على المدرسة أن تكون هي المكمل للعملية التوعوية التي لم‬
‫يستطع الوالدين او االسرة القيام بها من خالل تزويد الطفل بكل األساسيات الالزمة التي تساعده على‬
‫التنشئة السليمة لكن مع ذلك يبقى هناك فرق بين فئتين من األطفال ‪.‬‬
‫كذلك عدد األخوة في األسرة الواحدة له دور كبير في عملية التنشئة االجتماعية‪ ،‬ألن الطفل الذي‬
‫ينشئ وحده في البيت عكس الذي يكون لديه عدد كبير من األخوة تقل هنا نسبة االهتمام به فاألم ال تجد‬
‫الوقت الكافي لعملية التعليم والتوعية لجميع أطفالها فتنخفض عملية الرعاية الصحية‪ ،‬على عكس لما‬
‫يكون بمفرده هنا يحظى باالهتمام الكافي والقدر الالزم من عملية التوعية واإلرشاد والتنشئة الصحية‬
‫السليمة‪.‬‬
‫األم هي المعلم األول والمدرسة األولى التي منها يتعلم الطفل السلوكيات الصحية والممارسات‬
‫الصحيحة وخاصة في أولى أيام حياته باعتباره يلد صفحة بيضاء‪ ،‬هنا دور األم تملئ تلك الصفحة بكل‬
‫السلوكيات والممارسات والعادات الجيدة وتدربه على العمليات الصحيحة كنظافة غسل األسنان بعد األكل‬
‫االستحمام‪....‬وغيرها‪ .‬وأهمية كل منها في حياته وفائدتها بالنسبة لصحته فعملية التنشئة التي تعلمها من‬
‫األم تبقى معه طوال حياته‪.‬‬
‫تؤثر برامج التربية الصحية بشكل كبير في تغيير سلوكيات التالميذ في مراحل مبكرة من حياتهم‬
‫وهذا بهدف تبني نمط حياة صحي خال من جميع األمراض والعلل‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫تعد مرحلة التعليم االبتدائي هي المرحلة األهم في حياة التالميذ في هذه المرحلة يكون الطفل في‬
‫أمس الحاجة إلى تكوين معلومات وتعديل سلوكيات صحيحة عن التربية الصحية المدرسية وطرق‬
‫تطبيقها‪.‬‬
‫كما تبين لنا من خالل المناهج الدراسية وخاصة مقررات التربية اإلسالمية والتربية المدنية أن هناك‬
‫اهتمام بالتربية الصحية والدليل على ذلك ما تحتويه هذه المقررات من تعليم التالميذ بالنظافة واهميتها‬
‫وخطر المرض وأهمية الصحة نصائح وارشادات لعدم رمي األوساخ في األماكن العامة ألنها خطر على‬
‫صحة الفرد وصحة المجتمع وتلوث المحيط الذي نعيش فيه ‪ ،‬كذلك إلمامها بنصوص ومعلومات تطبيقية‬
‫كالصور ورسومات حول بعض الظواهر‪ ،‬وكل هذا يعكس وعي المنظومة التعليمية والجهود المبذولة من‬
‫طرف الو ازرة من اجل غرس بعض القيم والمبادئ واألساسيات التي تخلق لنا تلميذ واعي ومثقف صحي‬
‫تستمر معه طوال فترة حياته وتصبح عملية وراثية يتعلمها جيل عن غيره وكل هذا يكون لنا فرد إيجابي‬
‫يساعد المجتمع ويعمل على نشر اإليجابية الصحية لمجتمعه‪.‬‬
‫لإلدارة المدرسية أهمية كبيرة بالنسبة للتلميذ في تهيئة المناخ التعليمي من خالل تعزيز التربية‬
‫الصحية مع التركيز على تفعيل مشاركته في متابعة األنشطة والبرامج الصحية ورفع من مستوى وعيه‬
‫الصحي والغذائي‪.‬‬
‫التوصيات ومقترحات الدراسة‪:‬‬
‫في ضوء النتائج التي توصلت اليها الدراسة الحالية فإن الباحث يوصي باآلتي‪:‬‬
‫‪ -8‬ضرورة تكثيف التواصل بين األسرة والمدرسة وتوعية األولياء حول صحة أبنائهم‪ ،‬وكيفية العناية بها‬
‫وتعريفهم على مواصفات الغذاء الصحي‪.‬‬
‫‪ -1‬ضرورة العمل على توفير كافة مستلزمات الرعاية الصحية للتالميذ واجراء الفحوصات الشاملة‬
‫لسالمتهم وهذا شيء ضروري لكل مدرسة صحية‪.‬‬
‫‪ -1‬ادراج التربية الصحية كمادة متخصصة مستقلة عن باقي المواد ‪.‬‬
‫‪ -0‬العمل على توعية المدرسة بأهمية رفع مستوى الصحة في المدرسة‪ ،‬لما لها من آثار ايجابية على‬
‫المدى القريب والبعيد بإعداد برامج تدريبية مناسبة‪.‬‬
‫‪ -0‬يجب على المدرسة اخضاع برامجها الصحية لعملية تقويم مستمر وهذا لمعالجة بعض النقائص‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة اعادة النظر بمحتوى مناهج التعليم االبتدائي في الجزائر وذلك من خالل تضمينها‬
‫لموضوعات التربية الصحية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الرابع‪ ........................................... :‬إجــراءات الدراسة الميدانيـة وتحليل نتائجهـا‬

‫‪ -0‬ضرورة توعية األسرة والمدرسة والمسؤولين عن المدرسة بأهمية التربية الصحية والعمل على تطبيقها‪.‬‬
‫‪ -0‬تشجيع اآلباء واألمهات أبنائهم بإتباع األساليب الصحية السوية مما يزيد اكسابهم ثقافة صحية‬
‫تساعدهم في حياتهم اليومية‪.‬‬
‫‪ -0‬استحداث تخصص جامعي جديد بعنوان التربية الصحية إلخراج كوادر وكفاءات تتمكن من اعداد‬
‫برامج في التربية الصحية تخدم كل فئات المجتمع‪.‬‬
‫‪ -84‬إعطاء الدعم الكامل للدراسات والبحوث االجتماعية لمواضيع تتعلق بالصحة‪.‬‬
‫‪ -88‬إعطاء أهمية وقيمة أكبر للمناهج التربوية خاصة منها التربية االسالمية والتربية المدنية والتربية‬
‫البدنية ألنها تتضمن في محتواها قيم التربية الصحية‪.‬‬
‫‪ -81‬تزويد المدارس بالنشرات والملصقات التي تنمي الوعي الصحي خاصة في أوقات انتشار االوبئة‬
‫وبعض األمراض‪.‬‬
‫‪ -81‬ضرورة المراقبة المستمرة لوحدات الكشف والمتابعة والعمل على الفحص الدوري للتلميذ‪.‬‬
‫‪ -80‬تنظيم ندوات تثقيفية في المدارس والمجتمع للتزويد بالمهارات الخاصة بالصحة المدرسية‪.‬‬
‫‪ -80‬إقامة نشاطات ترفيهية تتعلق بأهمية الصحة وكيفية الحفاظ عليها‪.‬‬
‫‪ -84‬التوسع في اقامة ورش تدريبية لمدراء ومديرات المدارس للتعرف على الطرق الصحيحة وتفعيلها في‬
‫البيئة المدرسية‪.‬‬
‫‪ -80‬العمل على توفير خدمات صحية ذات جودة عالية وهذا من أجل الحفاظ على صحة التلميذ‬
‫باعتباره شريحة حساسة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -80‬ادراك المعلم للمسؤولية الملقاة على عاتقه من خالل الحفاظ على صحة التالميذ عن طريق المراقبة‬
‫المستمرة ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫خاتمة‪............................................................................................. :‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫يتبين من خالل مناقشة نظرية ومن خالل التحليل اإلحصائي للبيانات المتعلقة بأثر التنشئة‬
‫االجتماعية على التربية الصحية أن هناك عالقة ترابط وتأثير كبير بين التنشئة االجتماعية والتربية‬
‫الصحية للتلميذ في الوسط التربوي‪ ،‬وهذا يعني أن إذا كانت تنشئة اجتماعية جيدة تكون هناك تربية‬
‫صحية سليمة والعكس إذ لم تكن تنشئة صحية جيدة لن نتحصل على تربية صحية إيجابية‪ ،‬فاألسرة تنشئ‬
‫الطفل على األسس والمبادئ الصحية السوية ثم تأتي المدرسة لتكمل ما أعدته األسرة في بناء شخصية‬
‫الطفل من حيث القيم المبادئ التي تفرضها قوانين المدرسة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تبين لنا من خالل الدراسة الميدانية أن مدارس التعليم االبتدائي تعمل على‬
‫تنمية الوعي الصحي لدا التالميذ والنظام التربوي يعمل على غرس وترسيخ القيم الصحية السليمة ويحاول‬
‫تعديل سلوكياتهم من الناحية الصحية بإتباع أسلوب التحفيز على السلوكيات السوية والعقاب على السلوك‬
‫الغير سوي‪ ،‬حتى يدرك التلميذ ماهي السلوكيات التي تضر به حتى يتجنبها ‪.‬‬
‫فالمناهج التربوية تساعده على تكوين زاد معرفي حول الصحة وتهدف إلى تنمية قيم الوعي‬
‫الصحي وتوجه سلوكه وتنمي مهاراته الصحية وتشجعه على أن يكون إيجابي اتجاه صحته‪.‬‬
‫أما المعلم يعتبر بدوره حجر ال ازوية في العملية التعليمية‪ ،‬فقد خلصت نتائجنا إلى أن المعلم يهتم‬
‫بدرجة كبيرة في عملية تنمية قيم التربية الصحية عن طريق قيامه بمناقشة تالميذه حول المواضيع‬
‫الصحية اذ يعرفهم بأهمية الصحة في حياة الفرد والمجتمع وكيفية مواجهة األمراض واألوبئة بأخذ‬
‫االحتياطات الضرورية للوقاية منها ‪،‬كما يقوم بغرس السلوكيات والممارسات الصحية المرغوب فيها ‪.‬‬
‫في سياق أخر يتبين لنا أن لألسرة والمدرسة دور مهم وفعال في تكريس التربية الصحية من خالل‬
‫الحفاظ على صحة األطفال وتوجههم نحو عادات صحية جيدة ومتابعة سلوكهم الصحي بصورة دائمة‬
‫ومستمرة بتقديم خدمات عالجية ووقائية وتثقيفية عن طريق الدور الفعال ألبرز مقوماتها الذي يتمثل في‬
‫المعلم والمنهج واألنشطة المدرسية‪ ،‬فقد أصبحت التربية الصحية المدرسية مسألة جوهرية ومهمة تفرض‬
‫نفسها على قائمة األولويات ألن الصحة الجيدة في المدارس تعد استثمار للمستقبل ‪،‬وتعد برامج التربية‬
‫الصحية وس يلة مهمة ومتميزة لالرتقاء بصحة المجتمعات وخاصة حمالت التوعية التي تخاطب فئة‬
‫حساسة في المجتمع وهم التالميذ والسلوك الصحي المبكر ينتج عنه وضع صحي مبكر لهذه الشريحة‪،‬‬
‫لذلك فإن األمر يتطلب تظافر الجهود من أجل وضع أسس وبرامج تعزز صحة التالميذ بواسطة برنامج‬

‫‪114‬‬
‫خاتمة‪............................................................................................. :‬‬

‫منظم وشامل للتربية الصحية يتضمن االهتمام بالتغذية الصحية وتنمية الوعي الصحي على نحو يساعد‬
‫في تنمية التلميذ جسميا وعقليا ونفسيا ‪.‬‬
‫إذن ف للتربية الصحية دور مهم في إيصال المعلومة الصحية والمفاهيم المتعلقة بصحة األفراد‬
‫على استخدام أساليب الحياة الصحية وذلك بتزويدهم للمعلومات والخبرات الصحية التي تساعدهم على‬
‫اتخاذ الق اررات بخصوص صحتهم وصحة مجتمعهم‪.‬‬
‫وفي األخير يجب على كل مؤسسات التنشئة االجتماعية أن تعمل جاهدة من أجل خلق مجتمع‬
‫يتمتع أفراده بتربية صحية مميزة ‪،‬تنعكس في معارفه ومعلوماته واتجاهاته‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫أوال‪ :‬المعاجم‬
‫‪ .8‬إبراهيم مذكور‪ ،‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪8000 ،‬‬
‫‪ .1‬ابن كثير‪ ،‬تفسير الفرآن الكريم‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬مصر‪ ،‬ب‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .1‬أحمد حمل‪ ،‬حسين اللقاني‪ ،‬معجم المصطلحات التربوية المعرفية‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم الكتب‪.1440 ،‬‬
‫‪ .0‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪.8000 ،‬‬
‫‪ .0‬عاطف غيث‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬الهيئة المصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .4‬عبد العزيز عبد اهلل الدخيل‪ ،‬معجم مصطلحات الخيمة االجتماعية والعلوم االجتماعية‪ ،‬دار‬
‫المناهج‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪.1444 ،‬‬
‫‪ .1‬محمد ياسر الخواجة‪ ،‬حسين الدريني‪ ،‬المعجم الموجز في علم االجتماع‪ ،‬مصر العربية للنشر‪،‬‬
‫القاهرة ‪.1484 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكتب‬
‫‪ .8‬إبراهيم عصمت مطاوع‪ ،‬واصف عزيز واصف‪ ،‬التربية العلمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪.8001 ،‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم وحيد محمود وآخرون‪ ،‬الصحة المدرسية والنفسية للطفل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1444 ،‬‬
‫‪ .1‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬علم االجتماع الطبي دراسة تحليلية في طب المجتمع‪ ،‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪1440 ،‬‬
‫‪ .0‬أحمد النكالوي‪ ،‬علم اجتماع وقضايا التخلف‪ ،‬دراسة تحليلية برؤية ماكروسكوبية‪ ،‬دار الثقافة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .0‬أحمد حقي الحلمي وآخرون‪ ،‬مبادئ التربية‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪.8000 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد عثمان‪ ،‬علم النفس التربوي‪ ،‬مكتبة ألنجلو المصرية‪ ،‬مصر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .0‬أحمد عطية أحمد‪ ،‬مناهج البحث في لتربية وعلم النفس رؤية نقدية‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .0‬أحمد عياد‪ ،‬مدخل لمنهجية البحث االجتماعي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.1444 ،‬‬
‫‪ .0‬أحمد محمد بدح‪ ،‬أيمن سليمان مزاهري‪ ،‬الثقافة الصحية‪ ،‬دار المسيرة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.1440 ،‬‬

‫‪117‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫‪ .84‬إقبال إبراهيم مخلوف‪ ،‬العمل االجتماعي في مجال الرعاية الطبية‪ ،‬اتجاهات نظرية‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.8001 ،‬‬
‫‪ .88‬إقبال إبراهيم‪ ،‬العمل االجتماعية في مجال الرعاية الطبية‪-‬اتجاهات نظرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.8008 ،‬‬
‫‪ .81‬أمال صادق‪ ،‬فؤاد أبو حطب‪ ،‬مناهج البحث وطرق التحليل اإلحصائي‪ ،‬مكتبة ألنجلو‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.‬ب‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .81‬أميرة منصور يوسف‪ ،‬المدخل االجتماعي للمجاالت الصحية و الطبية والنفسية‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .80‬بسام عبد الرحمان المشاقبة‪ ،‬اإلعالم الصحي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.1481 ،‬‬
‫‪ .80‬بهاء الدين إبراهيم سالمة‪ ،‬الجوانب الصحية في التربية الرياضية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.1444 ،‬‬
‫‪ .84‬بهاء الدين صبري الحلواني‪ ،‬التغبر االجتماعي ودوره في التنشئة االجتماعية‪ ،‬بين العولمة‬
‫والمتطور اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1480 ،‬‬
‫‪ .80‬جالل األحمر‪ ،‬أهداف التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار العلم الماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1440،‬‬
‫‪ .80‬جودة بني جابر‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬ط‪ 1‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .80‬حامد عبد السالم زهران‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪8000 ،‬‬
‫‪ .14‬حجر سليمان‪ ،‬األمين محمد‪ ،‬األسس العامة للصحة والتربية الصحية‪ ،‬مكتبة ومطبعة الغد‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .18‬حسن مصطفى عبد المعطي‪ ،‬المناهج األسري وشخصية األبناء‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1440 ،‬‬
‫‪ .11‬حسن موسى عيسى‪ ،‬الممارسات التربوية األسرية وأثرها في زيادة التحصيل الدراسي في المرحلة‬
‫األساسية‪ ،‬دار الخليج‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1440 ،‬‬
‫‪ .11‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،‬التنشئة االجتماعية دارسته في علم النفس االجتماعي‪ ،‬دار‬
‫الوفاء للدنيا والطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1481 ،‬‬
‫‪ .10‬حسين عبد الحميد رشوان‪ ،‬التنشئة االجتماعية‪ -‬دراسة في علم االجتماع النفسي‪ ،‬دار الوفاء‬
‫لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1481،‬‬

‫‪118‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫‪ .10‬حسينة غنيمي‪ ،‬عبد المقصود‪ ،‬المسؤولية االجتماعية لطفل ما قبل المدرسة‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر ‪.1441‬‬
‫‪ .14‬حلمي منيرة أحمد‪ ،‬التفاعل االجتماعي‪ ،‬مكتبة ألنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .10‬رضوان جودة ريادة ‪ ،‬صدى الحداثة في زمنها القادم‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬المغرب‪.1441 ،‬‬
‫‪ .10‬رين حسن بدران‪ ،‬ايمن مزاهدة‪ ،‬الرعاية الصحية األولية‪ ،‬دار المسرة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬
‫األردن‪.1440 ،‬‬
‫‪ .10‬زكريا الشربيني‪ ،‬وسرية صادق‪ ،‬تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملة ومواجهة مشكالته‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1448 ،‬‬
‫‪ .14‬زين العابدين درويش‪ ،‬علم النفس االجتماعي أسسه وتطبيقاته‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ب‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .18‬سامي محسن‪ ،‬الختاتنة وفاطيمة عبد الرحيم‪ ،‬النوابسة علم النفس االجتماعي‪ ،‬دار حامد‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.1484 ،‬‬
‫‪ .11‬سامية حسن الساعاتي‪ ،‬الثقافة والشخصية‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.8001‬‬
‫‪ .11‬سرحان منير المرسي‪ ،‬في اجتماعيات التربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪8008 ،‬‬
‫‪ .10‬سعيد أزيان‪ ،‬تربية الطفل بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ب‪ ،‬ت‪.‬‬
‫‪ .10‬سعيد محمد عثمان‪ ،‬االستقرار األسري وأثره على الفرد والمجتمع‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪.1440 ،‬‬
‫‪ .14‬سلوى عثمان الصديقي‪ ،‬مدخل في الصحة العامة والرعاية الصحية واالجتماعية‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .10‬سميرة أحمد السيد‪ ،‬علم اجتماع التربية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.8001 ،‬‬
‫‪ .10‬سناء عبد الوهاب الكبيسي‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل ودور األسرة فيها‪ ،‬دار كنوز المعرفة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن ‪1484‬‬
‫‪ .10‬سهير كامل أحمد‪ ،‬شحاتة سليمان محمد‪ ،‬تنشئة الطفل وحاجاته بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مركز‬
‫اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1441،‬‬
‫‪ .04‬السيد عبد القادر شريف‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.1440 ،‬‬

‫‪119‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫‪ .08‬شبل بدران‪ ،‬أسس التربية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪.1441 ،‬‬


‫‪ .01‬صالح محمد علي أبو جادو‪ ،‬سيكولوجية التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬االردن‪.8000 ،‬‬
‫‪ .01‬صالح محمد علي أبو جادو‪ ،‬سيكولوجية التنشئة االجتماعية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.1441 ،‬‬
‫‪ .00‬صالح محمد علي‪ ،‬سيكولوجية التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬األردن‪.8000 ،‬‬
‫‪ .00‬صفاء توفيق الحاج صالح‪ ،‬التربية الصحية في المدارس األساسية‪ ،‬مركز ديبونو لتعليم التفكير‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.1480،‬‬
‫‪ .04‬عادل الصدفي وآخرون‪ ،‬العلوم السلوكية واالجتماعية والتربية الصحية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.1448‬‬
‫‪ .00‬عامر مصالح‪ ،‬علم النفس االجتماعي في السياسة واإلعالم‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‬
‫‪،‬مصر‪.1484 ،‬‬
‫‪ .00‬عبد الباري‪ ،‬محمد داود‪ ،‬الحب األسري وأثره في نفسية الطفل‪ ،‬إيتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.1440 ،‬‬
‫‪ .00‬عبد الباسط عبد المعطى‪ ،‬عادل مختار الهواري‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.8004 ،‬‬
‫‪ .04‬عبد الباسط محمد حسن‪ ،‬أصول البحث االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،0‬مكتبة وهبة‪ ،‬مصر‪.8001 ،‬‬
‫‪ .08‬عبد الخالق محمد عفيفي‪ ،‬األسرة والطفولة أسس نظرية مجاالت تطبيقية‪ ،‬مكتبة عين الشمس‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .01‬عبد العزيز عطا اهلل المعايطة وعبد اللطيف عبد الحميد الحليبي‪ ،‬مقدمة في أصول التربية‪ ،‬مكتبة‬
‫الفالح للنشر والتوزيع‪1440 ،‬‬
‫‪ .01‬عبد العزيز قصي‪ ،‬أسس الصحة النفسية‪ ،‬ط‪ 1‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .00‬عبد القادر شريف‪ ،‬التربية االجتماعية والدينية في رياض األطفال‪ ،‬ط‪ ،0‬دار المسيرة‪.1414،‬‬
‫‪ .00‬عبد الكريم بكار‪ ،‬حول التربية والتعليم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.1488 ،‬‬
‫‪ .04‬عبد اهلل بن عياص سالم التبتي‪ ،‬علم االجتماع التربوي‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.1441 ،‬‬

‫‪120‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫‪ .00‬عبد اهلل عبد الدائم‪ ،‬التربية وتربية اإلنسان في الوطن العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلوم للماليين‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبان‪.8008 ،‬‬
‫‪ .00‬عبد المجيد الشاعر وآخرون‪ ،‬الصحة والسالمة العامة‪ ،‬دار البازوري العلمية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.1440 ،‬‬
‫‪ .00‬عبد المجيد سيد منصور‪ ،‬زكريا أحمد الشربيني ‪،‬علم النفس الطفولة األسس النفسية واالجتماعية‬
‫والهدي اإلسالمية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .44‬عبد المنعم الميالدي‪ ،‬أصول التربية‪ ،‬مؤسسات شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1440 ،‬‬
‫‪ .48‬عبد الهادي جوهري‪ ،‬معجم علم االجتماع‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .41‬عدنان يوسف العتوم‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬مكتبة الجامعة‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .41‬عالء الدين كفافي‪ ،‬علم النفس األسري‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬االردن‪.1440 ،‬‬
‫‪ .40‬علد اهلل زاهي الراشدان‪ ،‬التربية والتنشئة االجتماعية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪.1440 ،‬‬
‫‪ .40‬علي إسماعيل علي‪ ،‬إسهامات نظرية التحليل النفسي واتجاهاتها الحديثة في ممارسة خدمة‬
‫الفرد‪ ،‬دار المعرفة الجامعية للطبع والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1480 ،‬‬
‫‪ .44‬عمر أحمد همشري‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫‪ .40‬عمر همشري‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1441 ،‬‬
‫‪ .40‬عيسى غانم‪ ،‬الصحة العامة‪ ،‬دار البازوري العلمية‪ ،‬للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.8000 ،‬‬
‫‪ .40‬عيسى مومني‪ ،‬القاموس المدرسي الممتاز‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلوم‪ ،‬الجزائر‪.1444 ،‬‬
‫‪ .04‬فاخر عاقل‪ ،‬علم النفس التربوي‪ ،‬دار علم الماليين‪.8004 ،‬‬
‫‪ .08‬فرج محمد سعيد‪ ،‬البناء االجتماعي والشخصية‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪.8004 ،‬‬
‫‪ .01‬فهمي الغزوي‪ ،‬الثقافة والتسيير‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.8001 ،‬‬
‫‪ .01‬فؤاد الهي السيد‪ ،‬األسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة‪ ،‬ط‪ ،0‬دار الفكر‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.8000‬‬
‫‪ .00‬فيروز مامي ز اررقة‪ ،‬فضيلة ز اررقة‪ ،‬السلوك العدواني لدى المراهقين بين التنشئة االجتماعية‬
‫وأساليب المعالجة الوالدية المنظور والمعالجة‪ ،‬األردن‪.1481 ،‬‬
‫‪ .00‬كمال السيد درويش‪ ،‬التربية السياسية للشباب‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.8001 ،‬‬

‫‪121‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫‪ .04‬لمياء محمود لطفي وآخرون‪ ،‬التربية األسرية والصحية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1484‬‬
‫‪ .00‬مايسة أحمد النيبال‪ ،‬التنشئة االجتماعية مبحث في علم النفس االجتماعي‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .00‬محمد أحمد صالحة‪ ،‬مصطفى محمود صوالحة‪ ،‬أساسيات التنشئة االجتماعي‪ ،‬دار الكندي‪،‬‬
‫األردن‪.8000 ،‬‬
‫‪ .00‬محمد السيد األمين‪ ،‬األسس العامة للتربية الصحية‪ ،‬دار الفتى للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1440‬‬
‫‪ .04‬محمد حسين العجمي‪ ،‬اجتماعيات التربة المعاصرة‪ ،‬دار الفكر والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1440‬‬
‫‪ .08‬محمد عبد الهادي عفيفي‪ ،‬عبد الفتاح جال ‪،‬التربية ومشكالت المجتمع‪ ،‬مكتبة ألنجلو المصرية‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬مصر‪.8001 ،‬‬
‫‪ .01‬محمد عصام طوبية‪ ،‬شادي أحمد أبو حضرة‪ ،‬اساسيات علم االجتماع الطبي‪ ،‬حمورابي للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.1440 ،‬‬
‫‪ .01‬محمد فتحي فرج الزليتي‪ ،‬أساليب التنشئة االجتماعية األسرية ودافع ألنجاز الدراسية\ن مجلس‬
‫ثقافة العام‪،1440 ،‬‬
‫‪ .00‬محمود بستان‪ ،‬مناهج التربية الصحية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪.8008 ،‬‬
‫‪ .00‬محمود هدى الناشف‪ ،‬األسرة وتربية الطفل‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1440‬‬
‫‪ .04‬محي الدين صبحي‪ ،‬في التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1488 ،‬‬
‫‪ .00‬مراد زعيمي‪ ،‬مؤسسات التنشئة االجتماعية‪ ،‬منشورات جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‬
‫ب‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .00‬مريم الخالدي‪ ،‬نظام التربية والتعليم‪ ،‬جامعة البلقاء التطبيقية‪ ،‬كلية األميرة عالية الجامعية‪ ،‬دار‬
‫صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1440 ،‬‬
‫‪ .00‬مصباح عامر‪ ،‬التنشئة االجتماعية وألنحراف االجتماعي‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الجزائر‪.1488 ،‬‬
‫‪ .04‬مصطفى عشوى‪ ،‬مدخل إلى علم النفس المعاصر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.8000 ،‬‬

‫‪122‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫‪ .08‬مصطفى محمد الغيتي‪ ،‬سوسيولوجية التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار المستقبل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1440،‬‬
‫‪ .01‬معن خليل العمر‪ ،‬التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.1440 ،‬‬
‫‪ .01‬المهدي المناحرة‪ ،‬قيمة القيم‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬المغرب‪.1444 ،‬‬
‫‪ .00‬مهندس أحمد الخطيب‪ ،‬منهج البحث العلمي بين اإلتباع واإلبداع‪ ،‬مكتبة ألنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ .00‬مواهب إبراهيم عياد‪ ،‬نمو وتنشئة الطفل من الميالد حتى السادسة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .04‬نادية سعيد عيشور‪ ،‬الصراع االجتماعي‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1481 ،‬‬
‫‪ .00‬نايفة قطامي‪ ،‬عالية الرفاعي‪ ،‬نمو الطفل ورعايته‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪،‬‬
‫‪.8000‬‬
‫‪ .00‬نعيم حبيب الجعيني‪ ،‬علم اجتماع محمود التربية صوالحة‪ -‬أساسيات التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار‬
‫الكندي‪ ،‬األردن‪.8000 ،‬‬
‫‪ .00‬وفاء فضة وآخرون‪ ،‬تمريض الصحة المجتمع‪ ،‬الصحة العامة‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬االردن‪.1441 ،‬‬
‫‪ .844‬ياس خضير البباتي‪ ،‬النظرية االجتماعية جذورها التاريخية وروادها‪ ،‬الجامعة المفتوحة‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬ليبيا‪.1441 ،‬‬
‫‪ .848‬يوسف فقاني‪ ،‬أسس السلوك اإلنساني‪ ،‬دار المعرف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1440 ،‬‬
‫‪ .841‬يوسف الزم كماش‪ ،‬الصحة والتربية الصحية الصحة المدرسية والرياضية‪ ،‬دار الخليج للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1480،‬‬
‫ثالثا‪ :‬المرجع باللغة األجنبية‬
‫‪1. Carter، L.marshall، toward an educated consumer Mass communication and euality in‬‬
‫‪medical care study in the health science، 1977.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Dumas Laurence، conduitzs a risque،institut national de prévention et déducation pourla‬‬
‫‪santé، 2006.‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪Gille، Julian.Soigener de Fféremment leurs enfants، L’approche de la péditrie sociale،‬‬
‫‪québec،les éditions logique،1999.‬‬
‫‪4.‬‬ ‫‪Joint commitee on National Health Education Standars، 2007.‬‬
‫‪5.‬‬ ‫‪Karem Glanz، Barbara K Rimer، Health Behavior and Health Education، Forword by‬‬
‫‪Tracy Orleans.‬‬
‫‪6.‬‬ ‫‪William، jh،abennathy،r، health education in school، the rolan press company، new york،‬‬
‫‪1959.‬‬

‫‪123‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫‪7. World health organization، health education ، theortical concepts، effective strategies and‬‬
‫‪concepetencies، 2012.‬‬
‫‪8. Clanz، h.barbara، h.r، health behaviour and health education theory، research and pratice‬‬
‫‪(4 ed) USA: jossy bass a wiley imprint، 2008.‬‬
‫‪9. Http: mazouz psyclologie. Maktooblog.com.le 18.04.2021 à 13.00.‬‬
‫‪10.http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=23781510_15-05-2021،13:00‬‬
‫‪11.Jean Pierre Alemerasm، organisation mondiale de lq santi ، encyclopédia‬‬
‫‪universalis،2004‬‬
‫‪12.Jenhins-school de linquency and school commitment ، sociology edication،1995.‬‬
‫‪13.Le petit la rousse، grand Format،paris،jullet 2001.‬‬
‫‪14.André donnant et jaques bournkey، petit la rousse de la médecine، tome 2، librarie‬‬
‫‪rousse imprimé en R. F. A. mai. 3891‬‬
‫‪15.C.chassagne، Education à l’orientaion(chemins de formation) edition magnard‬‬
‫‪،paris،1998.‬‬
‫‪16.Sameh Hrairai، education à la santé، ministére de l’enséigenement supeueur،dé‬‬
‫‪partement de sience de l’education،2007، 2008.‬‬
‫رابعا‪ :‬المذكرات‬
‫‪ .8‬باهي لخضر‪ ،‬دور المخيمات الصيفية في التنشئة االجتماعية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في علم االجتماع‪ ،‬علم اجتماع البيئة‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.1488-1484 ،‬‬
‫‪ .1‬حميد حمالوي ‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل في الوسط التربوي‪ ،‬ابتدائية فاطمة الزهراء رقي نموذجا‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص خدمة اجتماعيه‪ ،‬الجزائر‪.1440-1444 ،‬‬
‫‪ .1‬سيف الدين ياسين قدي‪ ،‬مالمح التغير في دناميات التنشئة االجتماعية "دراسة أثنولوجية في أحد‬
‫أحياء مدينة القاهرة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية البنات‪ ،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬مصر‪.1440 ،‬‬
‫‪ .0‬شريف زريطة‪ ،‬تأثير جماعة الرفاق على التنشئة االجتماعية لألبناء‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.1440 ،‬‬
‫‪ .0‬عبد اهلل مسكين‪ ،‬مصدر الضبط حسب نظرية التعلم االجتماعي بالتوقع و قيمة التعزيز لروتر‬
‫وعالقته بالتوافق النفسي‪ ،‬رسالة الماجستير‪ ،‬قسم علم النفس‪ ،‬جامعة علد الحميد ابن باديس‪،‬‬
‫الجزائر‪.1481-1488 ،‬‬
‫‪ .4‬عبد الوهاب على مومن‪ ،‬أساليب التنشئة االجتماعية للطفل الصومالي‪ ،‬دراسة على عينة من‬
‫األسر الصومالية بمدينة القاهرة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشور‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.1488،‬‬

‫‪124‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫‪ .80‬عزة عبد الحفيظ‪ ،‬قطب زعفان‪( ،‬األفكار الالعقالنية لدى عينة من األطفال وعالقتها ببعض‬
‫المتغيرات الثقافية في المرحلة العمرية من ‪ 00‬إلى ‪ 01‬سنة) رسالة ماجستير‪ ،‬قسم الدراسات‬
‫النفسية واالجتماعية‪ ،‬معهد الدراسات العليا للطفولة‪.1441 ،‬‬
‫‪ .0‬عقاب نصيرة‪ ،‬التنشئة االجتماعية وأثرها في السلوك والممارسات االجتماعية للفتيان‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير عبر منشورة‪ ،‬معهد علوم االجتماع‪ ،‬جامعة الجزائر‪.8000 ،‬‬
‫‪ .0‬العياشي زيتوني‪ ،‬محاضرات في علم االجتماع المؤسسات‪ ،‬الثالثة علم االجتماع‪ ،‬علم االجتماع‪،‬‬
‫قسم علم االجتماع‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسيلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1414 ،1480‬‬
‫‪ .0‬القص صليحة‪ ،‬فعالية برنامج تربية صحية في تغير سلوكيات الخطر وتنمية الوعي الصحي لدي‬
‫المراهقين‪ ،‬دراسة ميدانية على عينة من تالميذ المرحلة المتوسطة بمدينة عين التوتةـ باتنة‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه في علم النفس‪ ،‬الجزائر‪.1484 ،1480 ،‬‬
‫‪ .84‬محمد يسرى موسى‪ ،‬مصادر وآليات التنشئة االجتماعية لدى العبي الفرق القومية في جمهورية‬
‫مصر العربية‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التربية الرياضية‪ ،‬جامعة حلوان‪.8000 ،‬‬
‫‪ .88‬مطاوي أسماء‪ ،‬مؤسسات التنشئة االجتماعية ودورها في تنمية قيم التربية البيئية‪ ،‬دراسة ميدانية‬
‫بابتدائيات البستان والية باتنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علم االجتماع ‪ ،‬تخصص علم‬
‫اجتماع البيئة‪ ،‬الجزائر‪.1484-1480 ،‬‬
‫‪ .81‬نصر الدين بهتون‪ ،‬الوضع االقتصادي لألسرة وأثره في التنشئة االجتماعية للطفل المتخلف‬
‫ذهنيا‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬علم اجتماع العائلي‪ ،‬قسم علم االجتماع والديمغرافيا‪،‬‬
‫كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة العقيد الحاج لخضر‪ ،‬الجزائر‪.1440،1440 ،‬‬
‫خامسا‪ :‬المجالت‬
‫‪ .8‬ألفا فاروق‪ ،‬اتجاهات مستحدثة في التربية الصحية وانعكاساتها على المناهج الدراسية‪ ،‬في الدول‬
‫العربية الخليجية‪ ،‬رسالة الخليج العربي‪ ،‬العدد ‪.8000 ،88‬‬
‫‪ .1‬بوخبزة نبيلة‪ ،‬االتصال االجتماعي الصحي في الجزائر‪ ،‬المجلة الجزائرية لالتصال‪ ،‬العدد ‪،84‬‬
‫‪.8000‬‬
‫‪ .1‬جميلة زيدان‪ ،‬نقد نظرية الصراع واسقاطها على الواقع العربي‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث‬
‫االجتماعية‪ ،‬العدد ‪.1484 ،14‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫‪ .0‬ربيعة جواج‪ ،‬صليحة هاشمي‪ ،‬تفعيل التربية الصحية في الوسط المدرسي‪ ،‬المركز الوطني للوثائق‬
‫التربوية‪ ،‬العدد ‪ ،18‬الجزائر‪.1444 ،‬‬
‫‪ .0‬سن بن محمد حسن القرني‪ ،‬دور اإلدارة المدرسية في تحقيق التربية الصحية لطالب المرحلة‬
‫االبتدائية لمدينة الطائف‪ ،‬مجلة المملكة العربية السعودية‪ ،‬العدد ‪ ،81‬جامعة أم القرى‪ ،‬كلية التربية‪،‬‬
‫قسم االدارة التربوية والتخطيط‪.1440 ،‬‬
‫‪ .4‬صالح صالح‪ ،‬فعالية برنامج مقترح في التربية الصحية في تنمية التنور الصحي لدى تالميذ‬
‫المرحلة اإلعدادية شمال سيناء‪ ،‬مجلة التربية العلمية‪ ،‬العدد‪.1441 ،0‬‬
‫‪ .0‬عاكيف فؤاد‪ ،‬مدى تناول كتب علوم الحياة واألرض للتعليم الثانوي اإلعدادي بالمملكة المغربية‬
‫لمفاهيم التربية الصحية‪ ،‬مجلة جامعة القدس المفتوحة لألبحاث والدراسات التربوية والنفسية‪ ،‬العدد‬
‫‪.1480 ،88‬‬
‫‪ .0‬عبد العالي دبلة‪ ،‬فضيلة صدراتي‪ ،‬واقع تطبيق التربية الصحية في األوساط المدرسية‪ ،‬العدد ‪،44‬‬
‫الجزائر‪ ،‬جوان ‪.1481‬‬
‫‪ .0‬عبد اهلل األمين النعيمي‪ ،‬التنشئة االجتماعية واألسرة‪ ،‬مجلة الثقافة العربية‪ ،‬العدد ‪.8000 ،40‬‬
‫‪ .84‬عالء الدين قاضي‪ ،‬التربية والتغير االجتماعي‪ ،‬مجلة رسالة التربية‪ ،‬العدد ‪.8008 ،48‬‬
‫‪ .88‬عمر سامبة‪ ،‬المجلة العربية لآلداب والدراسات األساسية‪ -‬مراح التنشئة االجتماعية للطفل‬
‫ومؤسساتها‪ ،‬العدد ‪ ،1480 ،1‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .81‬عيسى الشماس‪ ،‬وسائل اإلعالم والتنشئة اإلجتماعية‪ ،‬مجلة ديوان العرب اإللكترونية‪،‬‬
‫‪.10،80 ،80-40 ،1418 www.diwanal arab.com‬‬
‫‪ .81‬فرحات أحمد‪ ،‬التنشئة االجتماعية ودورها في تنمية مستوى الطموح عند اإلنسان‪ ،‬العدد ‪،80‬‬
‫قسم علم اإلجتماع‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪. 1480،‬‬
‫‪ .80‬لعويرة عمر وآخرون‪ ،‬العنف المدرسي ومنظومة القيم اإلسالمية‪ ،‬دراسة ميدانية في المحيط‬
‫المدرسي لمدينة قسنطينة‪ ،‬منشورات مغير الدراسات االتصالية والدعوة‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر‪،‬‬
‫‪.1484‬‬
‫‪ .80‬محمد إبراهيم عايش‪ ،‬وآخرون‪ ،‬أنماط المشاهدة لبرامج األطفال في محطات التلفزة المحلية العربية‪،‬‬
‫مجلة الشؤون االجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬جمعية االجتماعيين‪ ،‬الشارقة‪.1441 ،‬‬

‫‪126‬‬
‫قائمة المراجع‪......................................................................................:‬‬

‫سابعا‪ :‬الق اررات‪:‬‬


‫‪ .8‬القرار المشترك المؤرخ في ‪ 18‬ز ‪ 44 ،8000‬تتعلق بشروط العزل والحماية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .1‬كتيب مجموعة النصوص الخاصة بالخدمات االجتماعية ‪ 8000‬يتضمن اعادة مخطط‪ 40 ،‬وزاري‬
‫مشترك رقم ‪ 48‬مؤرخ في‪.44-40 :‬‬
‫ثامنا‪ :‬المواقع اإللكترونية‬
‫‪ .8‬المحمداوي محمد‪ ،‬محمد جواد‪ ،‬وظائف التنشئة االجتماعية‪ ،‬استرجع من موقع عرب سيكولوجي‪،‬‬
‫‪ 80‬ماي‪.88:44 ،1418 ،‬‬
‫‪ .1‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية شأن دعم‬
‫السياسات والنظم الصحية لتحقيق األداء األمثل للبرنامج المعنية بالعاملين الصحيين المجتمعيين‪،‬‬
‫‪.http://www.who.int/hrh/community/.1480‬‬

‫‪127‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة ‪ 0‬ماي ‪ 8000‬قــالمـة‬

‫كليــة العلوم ااإلنسانية واالجتماعية‬


‫قسم علـم اجتم ــاع‬
‫تخصص علـم اجتماع الصحــة‬
‫استــمـــــارة‬
‫بعـد التـحيــة والتـقديــر‬
‫هذه االستمارة التي بين أيديكم تعتبر أداة مهمة جدا لدراستنا المتعلقة إلنجاز مذكرة تخرج لنيل‬
‫شهادة الماستر في علم اجتماع تخصص علم اجتماع الصحة‪ ،‬تحت عنوان "التنشئة االجتماعية وتأثيرها‬
‫على التربيـة الصحيـة فـي الوسـط التربـوي _ابتدائيـات المقاطـعـة رقـم ‪ _ 11‬قـالـمـة نـموذجـا"‪.‬‬
‫تهدف الدراسة في التعرف على تأثير التنشئة االجتماعية في األسرة والمدرسة على التربية‬
‫الصحية للتلميذ لذا نلتمس منكم العون باإلجابة على األسئلة بدقة وموضوعية لغرض جمع البيانات‬
‫الضرورية التي تستوفي أغراض البحث‪.‬‬
‫تقبلوا مني فائق‬
‫االحترام والتقدير‬
‫اشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد‪:‬‬
‫د‪.‬حميد حمالوي‬ ‫‪ ‬بن باخة فوزية‬
‫‪ ‬عدواس مروة‬

‫شك ار لك أيها التلميذ على حسن تفهمك وتعاونك معنا‪.‬‬


‫‪1418-1414‬‬
‫الملخص‬

‫استمارة البحث‪:‬‬
‫المحـــور األول‪ :‬بيــانــات أولـيــــة‬
‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫‪ -3‬الجـن ــس ‪:‬‬
‫‪ -2‬المستـوى التعليمـي للوالديــن ‪:‬‬
‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫متوسط‬ ‫ابتدائي‬ ‫أ‪ -‬األب‪:‬‬
‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫متوسط‬ ‫ابتدائي‬ ‫ب‪ -‬األم‪:‬‬
‫جماعي‬ ‫فردي‬ ‫‪ -1‬ن ــوع السك ــن‪:‬‬
‫‪ -4‬عدد األفراد‪........ :‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬التنشئـــة الصحيــة فــي األســرة‬
‫ال‬ ‫‪ -5‬هل يتم توجيهك من طرف الوالديــن حول النظافـة الصحيـة ؟ نع ـ ــم‬
‫أسبوعيــا‬ ‫‪ -0‬كــم مـ ـرة تستح ــم فـي األسبــوع ؟ يــوميــا‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -7‬هــل تغس ــل أسنانــك ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -9‬هل سبق لك وأن شاهــدت حصص تلفـزيونية حـول الصحـة العامـة ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ ‬ف ــي حالــة االجابــة بـنعم‪ ،‬هـل تطبق النصائـح واالرشـادات ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -8‬هـ ــل تتن ــاول وجب ــة االفــطار ك ــل يــوم ؟‬
‫المحور الثالث‪ :‬التنشئــة الصحيــة فــي المدرسـة‬
‫‪ -31‬هــل يتم ادراج التربيــة الصحيــة ضمـن مناهــج التربيــة االسالميــة والتربيــة المدنيـة؟‬
‫ال‬ ‫نعـم‬
‫‪ -33‬هــل المناهـج المدرجـة في البرنامـج تقـدم لكـم معلومـات حول بعض األمراض التي يتعرض لها‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫اإلنسان عند عدم االعتنـاء بصحته بطريقة صحيحة ؟‬
‫‪ -32‬هــل تذهــب أنـت وزمالئك إلى وحــدات الكشــف والمتابعــة بصفــة دوريـة ؟‬
‫ال‬ ‫نعـم‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -31‬هــل تقــوم أنت وزمالئك بممارســة الرياضــة ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -34‬هل قـمت أنت وزمالئك بإقامـة نشــاط مسرحـي حول الصحـة ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -35‬هل ساهمت فـي جمـع الفضالت من القسـم والساحـة المدرسيـة ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ -30‬هــل ي ارقــب معلمــك أظافــرك بصفـة مستمـرة ؟‬

You might also like