You are on page 1of 14

‫خطة البحث‪:‬‬

‫المقدمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف ونشأة المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬رواد المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نظريات المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظرية اإلدارة العلمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية مبادئ اإلدارة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬النظرية البيروقراطية‪.‬‬

‫الخاتمة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪.‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫إن الثورة الصناعية الكبرى التي بدأت في أوربا في نهاية القرن الثامن عشر‪ ،‬واتخذت شكلها الكامل‬
‫في مطل ع و منتص ف الق رن التاس ع عش ر أثبتت بالوق ائع المادي ة ب أن أغلب اس تنتاجات المدرس ة‬
‫الفيزيوقراطية كانت خاطئة وبعيدة عن الواقع العملي‪ ،‬وبذلك ظهرت الحاجة مع بزوغ فجر الصناعات‬
‫الجدي دة والعالق ات االقتص ادية الجدي دة إلى مدرس ة اقتص ادية جدي دة تعل ل وتش رح الواق ع االقتص ادي‬
‫الجديد‪ ،‬فظهرت عندها المدرسة الكالسيكية كاستجابة لهذه التحوالت االقتصادية‪.‬‬

‫ومن ذ ظهور هذه المدرس ة الجدي دة عرف االقتص اد عهدا جدي دا‪ ،‬خاص ة مع ظهور ع دد من المفكرين‬
‫االقتصاديين وخاصة اإلنجليز منهم‪ ،‬الذين أعطوا النظرية االقتصادية اتجاها وحيوية جديدين‪.‬‬

‫ومن هذا نطرح اإلشكال التالي‪ :‬فيما تتمثل المدرسة الكالسيكية؟‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف ونشأة المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫بدايةً البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية (‪ )CLASSIQUE‬إذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى‬
‫الكلمة هو( الشيء التقليدي أو القديم ) ‪ .‬لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أو المثالي‬
‫أو النم وذجي أو الممت از وهي كلم ة يوناني ة األص ل و المدرس ة الكالس يكية ظه رت في الق رن الث امن‬
‫عش ر‪ ،‬إذ أثم رت مجه وداتهم وآلت إلى قي ام مدرس ة اقتص ادية عريق ة تع رف تحت اس م المدرس ة‬
‫الكالس يكية في بريطاني ا وعاش ت ح والي مئ ة ع ام‪ ،‬حيث أع ترف له ا بالس بق في معالج ة القض ايا‬
‫االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين‪ .‬وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع الشخصية‬
‫واألخالقية وباالعتماد على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل‪ .‬وبهذا أعطت‬
‫االقتصاد صفته العلمية الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين‪. ‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫ظهرت المدرسة الكالسيكية والتي تمثل الرافد األول من الفكر اإلداري في أواخر القرن الثامن عشر‪،‬‬
‫وتعت بر نت اج التفاع ل بين ع دة تي ارات ك انت س ائدة خالل ه ذه الف ترة وفيم ا يلي أهم المراح ل التاريخي ة‬
‫‪1‬‬
‫التي مرت بها المدرسة‪:‬‬

‫مرحلة ظهور الثورة الصناعية‪ :‬أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التوسع في استخدام اآلالت وإ حاللها محل العمال؛‬ ‫‪‬‬
‫ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل؛‬ ‫‪‬‬
‫تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع؛‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة ‪ :‬كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي‬ ‫‪‬‬
‫فري درك ت ايلور بعرض ه لفك رة التقس يم المنهجي للعم ل والمب ادئ األربع ة لإلدارة إلى جانب ه‬
‫"فرنك جلبرت" و "وهنري جانت" و "هنري فايول" و "ماكس ويبر" من خالل بعض اإلضافات‬
‫إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر األولى لميالد المدرسة الكالسيكية ‪.‬‬

‫‪ 1‬هاملي عبد القادر‪ ،‬رسالة لنيل درجة الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬وظيفة تقييم الكفاءات في المؤسسة‪ ،‬جامعة ابو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪-2010 ،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.33‬‬

‫‪2‬‬
‫مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي‪ :‬كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية‬ ‫‪‬‬
‫نتيجة حتمية للرد على ممارسات اإلدارة وبدا اإلنسان يتخلى عن أفكار العشوائية في التسيير‬
‫اإلداري وك ان ت أثره لمب ادئ ت ايلور وب ذور األولي في ظه ور الكالس يكية هن اك العدي د من‬
‫األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشأة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع‬
‫‪2‬‬
‫علم اإلدارة وتحملها فيها فيما يلي‪:‬‬

‫التوس ع الص ناعي ال ذي تم في العص ر الح ديث حيث س اهم في ظه ور أش ياء جدي دة لم يعرفه ا‬ ‫‪‬‬
‫اإلنسان من قبل؛‬
‫زي ادة الت دخل الحك ومي في عالق ات العم ل بين العم ال ورج ال األعم ال عن طري ق إص دار‬ ‫‪‬‬
‫القوانين‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬رواد المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫ومن اهم ما جاءت به المدرسة الكالسيكية من رواد ما يلي‪:‬‬

‫فريديريك تايلور‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪3‬‬
‫لمحة تاريخية عن حياة فريديريك تايلور‪:‬‬

‫ول د فري دريك ونس لو ت ايلور في م ارس ع ام ‪ 1856‬بوالي ة فيالدلفي ا بأمريك ا وعم ل في ورش ة ص غيرة‬
‫كتلميذ صناعي لمدة أربع السنوات التحق بعدها بشركة مدفال لصناعة الصلب‪ ،‬وخالل ثمان سنوات‬
‫ت درج (ت ايلور) في تل ك الش ركة من عام ل بس يط إلى ميك انيكي (ف ني) إلى مهن دس الش ركة‪ ،‬وأت اح ل ه‬
‫تدرجه في جميع الوظائف فرصة فهم شؤون اإلنتاج ونفسية العمال وسبب تذمرهم وانخفاض كفايتهم‬
‫اإلنتاجي ة‪ .‬وحين جاءت ه الفرص ة وعين كب ير لمهندس ي الش ركة ب دأ بدراس اته وتجارب ه ون ادى بأهمي ة‬
‫مبادئ ه وداف ع عنه ا وعن أهمي ة تطبيقه ا في الحي اة العملي ة وق د اع ترفت الهيئ ات العلمي ة وغ ير العلمي ة‬
‫بعبقرية (تايلور) فمنحه معرض باريس الدولي الميدالية الذهبية عام ‪ 1900‬الختراع متعلق بصناعة‬
‫الص لب‪ ،‬كم ا عينت ه (جمعي ة المهندس ين الميكانيكي ة األمريكي ة) م ديرا له ا ع ام ‪1906‬م ومنحت ه جامع ة‬
‫‪2‬‬
‫المهدي الطاهر ‪ ،‬مبادئ اإلدارة الحديثة ‪ ،‬دار الثقافة ونشر‪ ،‬عمان‪ ،‬طبعة ‪ ، 2002‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫مطاوع إبراهيم عصمت‪ ،‬اإلدارة التربوية في الوطن العربي ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر ‪ ،‬عام ‪ 1423‬هجري‪ ،‬ص‪.43‬‬

‫‪3‬‬
‫بنس لفانيا درج ة ال دكتوراه الفخري ة ع ام ‪ 1906‬اعترافا ل ه بفض له‪ .‬وذاع ص يته ح تى أص بح عالم ة من‬
‫علماء اإلدارة‪ ،‬والهندسة عام ‪ ،1912‬وانتشرت مبادئه وأفكاره في اإلدارة في معظم البلدان الصناعية‬
‫كأمريكا وروسيا وإ نجلترا وفرنسا وألمانيا خالل ثلث قرن‪ ،‬كما ترجم كتابه الذي نشر فيه فلسفته في‬
‫اإلدارة العلمية عام ‪ 1911‬وهو كتاب (أصول اإلدارة العلمية) شرح فيه بأسلوب مبسط معنى اإلدارة‬
‫العلمية والغرض منها‪.‬‬

‫هانري فايول‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪4‬‬
‫هنري فايول األب الحقيقي لإلدارة (‪:)1925 – 1841‬‬

‫يقول هنري فايول “إن جوهر اإلدارة هو قوة التنبؤ قبل حدوث األشياء‪ ،‬فال بد أن يكون لدى القائد بعد‬
‫النظر وقدرة على توقع المستقبل‪ ،‬بحيث يقدر كل االحتماالت ويقدر أن أصعبها قد يقع‪ ،‬ومن ثم يستعد‬
‫له‪ ،‬ويعرف اإلدارة بأنها م ا تقوم ب التنبؤ‪ ،‬والتخطي ط‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬وإ صدار األوام ر‪ ،‬والمراقب ة والتنسيق‬
‫”‪.‬‬
‫هنري فايول أحد أشهر علماء اإلدارة واألب الحقيقي لإلدارة والسيما الكالسيكية منها‪ ،‬ولعل أفضل ما‬
‫يميز هذا العالم اإلداري ويبين براعته اإلدارية أن تفسيراته ونظرياته حول اإلدارة قد بنيت على أساس‬
‫من المالحظ ات والتج ارب الشخص ية ح ول م ا يمكن أن ي ؤثر بفاعلي ه على المنظم ات‪ ،‬حيث أس س ك ل‬
‫تطلعاته اإلدارية حول ما يمكن أن يصل بالمؤسسات إلى اإلدارة المثلى في أقرب الفرص الممكنة ‪.‬‬

‫ولد (هنري فايول)الفرنسي الجنسية في عام ‪ 1841‬لعائلة بورجوازية‪ ،‬وفي سن الخامسة عشر التحق‬
‫بمدرسة الليسية بمدينة ليون بفرنسا حيث أمضى سنتين‪ ،‬ثم التحق بعد ذلك بالمدرسة األهلية للمناجم في‬
‫س انت آي تين وك ان عم ره س بعة عش ر‪ ،‬وفي التاس عة عش ر تخ رج مهندس اً للمن اجم ثم تعين ع ام ‪1860‬‬
‫مهندس اً بشركة كومن تري فور‪ ،‬وقد أخذ يرتقي في سلم الوظائف بها حتى وصل إلى مركز المدير‬
‫الع ام س نة ‪ 1918‬وظ ل م ديرا للش ركة ح تى تقاع د عن العم ل ثم ت وفي في ديس مبر ‪ 1925‬عن أربع ة‬
‫وثمانين عاماً‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ماكس ويبر‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪، http://www.hdplan.totalh.net/ar/archives/260?i=1 4‬دون في ‪ 07‬يونيو‪ ،2013 6‬اطلع عليه يوم ‪ ،30/10/2021‬على الساعة‬
‫‪.23:08‬‬
‫‪/foulabook.com/ar/author 5‬ماكس‪6-‬فيبر‪ ،‬اطلع عليه يوم ‪ ،28/10/2021‬على الساعة ‪.23:23‬‬

‫‪4‬‬
‫ماكسيميليان كارل إميل فيبر (باأللمانية‪ 21( )Maximilian Carl Emil Weber :‬أبريل ‪– 1864‬‬
‫ألماني ا في االقتص اد والسياس ة‪ ،‬وأح د مؤسس ي علم االجتم اع الح ديث‬
‫ً‬ ‫عالم ا‬
‫‪ 14‬يوني و ‪ )1920‬ك ان ً‬
‫ودراسة اإلدارة العامة في مؤسسات الدولة‪ ،‬وهو من أتى بتعريف البيروقراطية‪ ،‬وعمله األكثر شهرة‬
‫هو كتاب األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في علم االجتماع‬
‫ال ديني وأش ار في ه إلى أن ال دين ه و عام ل غ ير حص ري في تط ور الثقاف ة في المجتمع ات الغربي ة‬
‫والشرقية‪ ،‬وفي عمله الشهير أيضا "السياسة كمهنة" عرف الدولة‪ :‬بأنها الكيان الذي يحتكر االستعمال‬
‫الش رعي للق وة الطبيعي ة‪ ،‬وأص بح ه ذا التعري ف محوري اً في دراس ة علم السياس ة‪ ،‬درس في بر جمي ع‬
‫األديان وكان يرى أن األخالق البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النموذج المثالي للبيروقراطية‬
‫وال دي يتم يز بالعقالني ة والرش ادة‪ ،‬ولكن تطبيق ه في الواق ع ص عب‪ ،‬ولو طب ق في التنظيم لوص ل ألعلى‬
‫درجات الرشادة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نظريات المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظرية اإلدارة العلمية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫نظرية اإلدارة العلمية لفرديريك تايلور (‪:)1915-1856‬‬

‫ظهرت وتطورت نظرية اإلدارة العلمية في الواليات المتحدة األمريكية ما بين ‪ 1920 -1900‬على يد‬
‫رائ دها األول ت ايلور‪ ،‬حيث ك انت ه ذه النظري ة س ببا في تنبي ه اإلدارة العلي ا إلى أهمي ة وظيف ة إدارة‬
‫األف راد‪ ،‬ه ذه األخ يرة ال تي تعت بر أس اس تحقي ق الفعالي ة من خالل بحثه ا ال دؤوب على الميكانيزم ات‬
‫الفعال ة للحف اظ على ق وة العم ل اإلنتاجي ة‪ ،‬ورف ع مس تويات الكف اءة‪ ،‬وتق وم ه ذه النظري ة على جمل ة من‬
‫المبادئ هي‪:‬‬

‫تط بيق األس لوب العلمي لتحدي د أفض ل الط رق إلنج از المه ام‪ ،‬وذل ك من خالل تجزئ ة وظيف ة‬ ‫‪‬‬
‫الفرد إلى أجزاء صغيرة لدراسة الحركات الضرورية ألدائها‪ ،‬وقياس الزمن الذي تستغرقه كل‬
‫حركة؛‬
‫اختي ار العم ال بأس لوب علمي وت دريبهم على عملهم إلكس ابهم المه ارة في األداء والق درة على‬ ‫‪‬‬
‫اإلنجاز؛‬
‫تقسيم مسؤولية العمل بين اإلدارة والعمال‪ ،‬حيث تقوم اإلدارة بمهام التخطيطوالتنظيم ويضطلع‬ ‫‪‬‬
‫العمال بأداء وتنفيذ المهام الموكلة لهم؛‬
‫استخدام الحوافز المادية إلغراء العمال على تأدية العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫لق د دع ا ت ايلور إلى ض رورة الفص ل بين مس ؤوليات اإلدارة ومس ؤوليات الع املين‪ ،‬ف اإلدارة هي‬
‫المسؤولة عن التخطيط والعمال مسؤولون عن التنفيذ‪ ،‬حيث كانت فكرته الرئيسية أنه يمكن تحقيق‬
‫زي ادة اإلنتاجي ة عن طري ق إتب اع أس لوب علمي قوام ه التخص ص والت دريب وتحلي ل العم ل إلى‬
‫جزئيات ودراسة كل جزئية على حدى حتى تحدد حركاته األساسية والزمن الذي يستغرقه أداؤه‪،‬‬
‫فق د اهتم بالج انب المع رفي والت دريبي للعم ال‪ ،‬واعت بره أس اس ه ام في اإلدارة‪ ،‬حيث يؤكد على أن‬
‫العام ل لن ينتج بالطاق ة المطلوب ة من ه‪ ،‬إال أن يك ون لدي ه اس تعداد للعم ل والت دريب المناس ب على‬

‫‪6‬‬
‫صالح الدين عبد الباقي‪ ،‬االتجاهات الحديثة في ادارة الموارد البشرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.23‬‬

‫‪6‬‬
‫العم ل‪ ،‬ومن ه ف إن ت دريب العام ل وتط ويره أم ر ج وهري للوص ول إلى المس توى المطل وب من‬
‫العمل ‪.‬‬

‫من جهة أخرى نادي إلى ضرورة االهتمام بعاملين هامين هما "عامل األجر الذي البد أن يحسب ويدفع‬
‫حسب مجهود كل عامل (األجر بالقطعة) وتثمين التدريب كأداة فاعلة التحقيق المردودية‪ ،‬وتقتصر هذه‬
‫العملي ة على المنف ذين ( الوظيف ة التقني ة)‪ ،7‬وعلي ه فق د رك ز ت ايلور على أهمي ة الح وافز المادي ة‪ ،‬حيث‬
‫افترض أن الموظفين ال يمكن تحفيزهم إال من خالل الرواتب والحوافز المالية فقط‪.‬‬

‫لكن وعلى ال رغم من ش يوع حرك ة اإلدارة العلمي ة في أوس اط الرأس ماليين‪ ،‬وتط بيق مبادئه ا في العدي د‬
‫من ال دوائر الص ناعية في أمريك ا وأوروب ا إال أنه ا لم تس لم من االنتق ادات ذل ك ألنه ا تمثلت دعم ا قوي ا‬
‫للرأس مالية ومش اريعها من خالل ح رص (‪ )Taylor‬على زي ادة اإلنت اج وض مان أقص ى مع دالت ال ربح‬
‫والمنفع ة لص احب العم ل في مقاب ل المزي د من االس تغالل واالس تنزاف الق وى العم ال ال ذين ال يملك ون‬
‫س وى بي ع ق دراتهم وطاق اتهم في س وق العم ل لس د رمقهم‪ ،8‬ك ذلك تأكي دها الزائ د على اإلنتاجي ة لتحقي ق‬
‫ال ربح ج رد العام ل من طابع ه اإلنس اني‪ ،‬حيث " تج اهلت الج وانب االجتماعي ة والنفس ية لألف راد في‬
‫التنظيم ات‪ ،‬ولم تنظ ر إليهم إال من الناحي ة الميكانيكي ة والفيزيولوجي ة في اإلنت اج دون االلتف ات إلى‬
‫قدرتهم على االبتكار والتطوير خدمة العمل والعملية اإلنتاجية‪ ،9‬ما حول العامل إلى آلة مجرد من كل‬
‫مظاهره الفكرية ويطبع أعماله نوع من الرتابة ينتج عنها الملل والسأم واإلجهاد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية مبادئ اإلدارة‪.‬‬

‫نظرية مبادئ اإلدارة لهنري فايول‪:)1925-1841(  ‬‬

‫ظه رت نظري ة مب ادئ اإلدارة في فك رة متالزم ة تقريب ا م ع نظري ة اإلدارة العلمي ة‪ | ،‬كمحاول ة لتع ديل‬
‫أفك ار التايلوري ة وت دارك النقص في الج وانب ال تي أغفلته ا والمتمثل ة في وظ ائف اإلدارة العلي ا‬
‫والمش كالت التحليلي ة الخاص ة بالبن اء والعملي ات التنظيمي ة عموما‪ ،10‬ففي حين ترتك ز التايلوري ة في‬
‫دراس تها على اق ل المس تويات اإلداري ة والتنفيذي ة ‪ -‬المس توى اإلنت اجي‪ -‬في المص نع ثم الت درج إلى‬

‫‪ 7‬محمد عبدالقادر عابدين‪ ،‬إلدارة المدرسية الحديثة‪2001 ،‬م ط‪ ،1‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ 8‬سعد عيد مرسي بدر‪ ،‬األيديولوجيا ونظرية التنظيم‪ ،‬مدخل نقدي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1990 ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ 9‬عبد هللا محمد عبد الرحمان‪ ،‬علم اجتماع‪ 6‬الصناعي‪ ،‬النشأة والتطورات الحديثة‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1999 ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ 10‬محمد علي محمد‪ ،‬علم اجتماع التنظيم‪ ،‬ج ‪ ،01‬دار المكتبة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1982 ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪7‬‬
‫أعلى‪ ،‬تركز نظرية مبادئ اإلدارة على دراسة اإلدارة العليا ‪ -‬المستوى اإلداري – من خالل االهتمام‬
‫بالمدير اإلداري واإلدارة التنفيذية أي التدرج من القمة إلى أسفل المستويات اإلدارية التنفيذية‪.‬‬

‫وقد تعرض فايول في كتابه اإلدارة العامة والصناعية" إلى ثالث موضوعات رئيسة في مجال اإلدارة‬
‫وهي‪:‬‬

‫الص‪AA‬فات اإلداري‪AA‬ة‪ :‬لق د ن ادي ف ايول بض رورة وج ود مجموع ة من الص فات يتحلى به ا األف راد‬ ‫‪‬‬
‫داخ ل المؤسسات الصناعية واإلدارية‪ ،‬هذه الص فات إن لم تكن موجودة ب الفطرة فأنها تكتسب‬
‫بالتدريب‪ ،‬وقد صنفها إلى‪:‬‬
‫صفات طبيعية بدنية‪ :‬وتتمثل في الصحة‪ ،‬القوة والنشاط؛‬ ‫‪‬‬
‫ص ‪AA‬فات عقلي ‪AA‬ة وذهني ‪AA‬ة‪ :‬تتمث ل في الق درة على الفهم والتحلي ل واالس تيعاب وحس ن التص رف‬ ‫‪‬‬
‫والحكم على األشياء بشكل جيد؛‬
‫ص ‪AA‬فات خلقي ‪AA‬ة‪ :‬الحيوي ة‪ ،‬الح زم‪ ،‬ال والء‪ ،‬الق درة على التجدي د واالبتك ار والرغب ة في تحم ل‬ ‫‪‬‬
‫المسؤولية؛‬
‫الثقافة العامة‪ :‬اإللمام بالمعلومات حتى وإ ن كانت ال تتصل مباشرة بالعمل الذي يؤديه المدير؛‬ ‫‪‬‬
‫صفات فنية‪ :‬اإللمام بكل المعلومات التي تخص الوظيفة التي يؤديها المدير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زي ادة على ذل ك فق د رأى أن كال من الم دير والعام ل يحتاج ان باس تمرار إلى تنمي ة مه اراتهم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتحسين قدراتهم سواء الفنية أو اإلدارية‪ ،‬فالفعالية التقنية ليست كافية لتحمل المسؤولية بل البد‬
‫من وج ود ت دريب منهجي منظم ومس تمر‪ " ،‬ف الموظف الجي د س واء ك ان تق ني‪ ،‬تج اري‪ ،‬م الي‪،‬‬
‫إداري ال يعت بر منتوج ا تلقائي ا من الطبيع ة‪ ،‬ولكي يك ون فع اال يجب أن نق وم بتكوين ه‪ ،‬وه ذا‬
‫التك وين يع د بمثاب ة مجه ودات كب يرة تخض ع لمجموع ة من المب ادئ‪ ،‬القواع د‪ ،‬المن اهج‬
‫واإلجراءات المستمدة من برامج تدريبية مخططة تضمن الفعالية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬النظرية البيروقراطية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫األسس العامة للنظرية‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪https://sciences-politique.rigala.net/t10-topic‬‬

‫‪8‬‬
‫نشأت البيروقراطية في ألمانيا بفضل الجهود التي قام بها عالم االجتماع األلماني ماكس فيبر (‪Max‬‬
‫‪ )Weber‬ال ذي ع اش في الف ترة م ا بين ع امي (‪1920 – 1864‬م)‪ ،‬وكلم ة البيروقراطي ة مش تقة من‬
‫كلمتين التينية وإ غريقية‪ ،‬األولى (‪ )Bereau‬وتعني المكتب‪ ،‬والثانية (‪ )cracy‬وتعني القوة أو السلطة‬
‫أو الحكم‪ .‬ومن ثم فالمقصود بالبيروقراطي ة ه و حكم المكتب أو س لطة المكتب‪ ،‬وق د عرفه ا قارس تون (‬
‫‪ )Garston‬بأنها "بناء تنظيمي هرمي يتصف بالتحديد الدقيق لخطوط السلطة‪ ،‬والقواعد‪ ،‬واإلجراءات‬
‫التي تحكم العمل"‪.‬‬

‫وق د اس تخدم "في بر" في كتاب ه ال ذي ص درت أولى طبعات ه بع د وفات ه بع امين (‪1922‬م) مص طلح‬
‫جدا‪ .‬كما حدد خصائصها‪.‬‬
‫البيروقراطية لوصف المنظمات الكبيرة ً‬

‫إن أهم الدراسات التي أسهم بها (ماكس فيبر) فيما يتعلق بالدراسات التنظيمية واإلدارية‪ ،‬هي نظريته‬
‫الخاصة بهياكل السلطة‪ ،‬وقد قسمها إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬السلطة البطولية ‪Charismatic authority‬‬ ‫‪‬‬


‫النوع الثاني‪ :‬السلطة التقليدية ‪Traditional authority‬‬ ‫‪‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬السلطة القانونية الرشيدة ‪Retional legal authority‬‬ ‫‪‬‬

‫وق د أوض ح في دراس اته الف رق بين ه ذه األن واع‪ ،‬م ع اعتراف ه ب أن ه ذه األن واع الثالث ة ال يمكن أن‬
‫يتضمنها تنظيم واحد‪ .‬كما أوضح أن النوع األول يمارس السلطة من خالل المواصفات الشخصية‪.‬‬

‫أم ا فيم ا يتعل ق ب النوع الث اني فإن ه يم ارس س لطته من خالل موقع ه في التنظيم‪ ،‬ومن خالل الع ادات‬
‫والتقاليد المتوارثة‪.‬‬

‫أم ا الن وع الث الث فتك ون ممارس ته من خالل الش كل الب يروقراطي للتنظيم (‪Bureaucratic‬‬
‫‪.)organization form‬‬

‫ويالح ظ عن د االطالع على بح وث ودراس ات م اكس في بر أن ه ك ان يه دف إلى تحقي ق تنظيم على أعلى‬
‫قدر ممكن من الكفاءة (‪ ،)Highly efficient system‬وهو ما جعله يصف البيروقراطية بأنها النموذج‬
‫المثالي (‪ )Ideal type‬للتنظيمات اإلدارية الضخمة‪.‬‬

‫ويرى ماكس فيبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على األسس التالية‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫التخصص الوظيفي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توزع النشاطات واألعمال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توزع السلطة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫طرق وأساليب محددة للعمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات الدنيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعتمد على المستندات (‪.)Decuments‬‬ ‫‪‬‬
‫يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن اإلدارة تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تط بيق قواع د وتعليم ات للعم ل‪ ،‬وكلم ا زاد فهم الموظ ف لتل ك القواع د واإلج راءات ارتفعت‬ ‫‪‬‬
‫خبرته وكفاءته‪.‬‬

‫أبرز االنتقادات على النظرية‪:‬‬

‫هناك بعض االنتقادات على النظرية كحال غيرها من النظريات والتي ال تخلو من أشياء سلبية وخاص ة‬
‫حال تطبيقها‪ ،‬ومن تلك االنتقادات‪:‬‬

‫إهمالها للجانب اإلنساني في التعامل مع الموظف أو العامل‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫السلطة تتركز على فئة قليلة من المستويات العليا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عزل الموظف في عمله عن حياته الخاصة وعدمن فتح مجال للتداخل بينهما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫غالبا اجتهادات خاطئة‪.‬‬
‫فتح المجال للمبادرة يدعو إلى االجتهادات والتي تكون ً‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل وفي كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية أثرى روادها‬
‫الفك ر االقتص ادي وق اموا بنق د المدرس ة ال تي قبلهم والن ك ل مدرس ة ظه رت في زمن وبيئ ة معين ة‬
‫واهتمام ات مختلف ة أي ك ل مدرس ة اس تمدت أفكاره ا ونظرياته ا في وض ع االقتص اد ال تي ظه رت في‬
‫فترته ومن بين هذه المدارس نجد المدرسة الكالسيكية والتي عرفنا أفكارها ونشأتها ومساهماتها التي‬
‫أدت إلى بروز مدارس أخرى‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫هاملي عبد القادر‪ ،‬رسالة لنيل درجة الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬وظيفة تقييم الكفاءات‬
‫في المؤسسة‪ ،‬جامعة ابو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2011-2010 ،‬‬

‫المهدي الطاهر‪ ،‬مبادئ اإلدارة الحديثة ‪ ،‬دار الثقافة ونشر‪ ،‬عمان‪ ،‬طبعة ‪.2002‬‬

‫مطاوع إبراهيم عصمت‪ ،‬اإلدارة التربوية في الوطن العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬عام ‪ 1423‬هجري‪.‬‬

‫صالح الدين عبد الباقي‪ ،‬االتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬

‫محمد عبدالقادر عابدين‪ ،‬إلدارة المدرسية الحديثة‪2001 ،‬م ط‪ ،1‬دار الشروق للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫سعد عيد مرسي بدر‪ ،‬األيديولوجيا ونظرية التنظيم‪ ،‬مدخل نقدي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1990 ،‬‬

‫عبد اهلل محمد عبد الرحمان‪ ،‬علم اجتماع الصناعي‪ ،‬النشأة والتطورات الحديثة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.1999 ،‬‬

‫‪12‬‬
،‫ اإلسكندرية‬،‫ دار المكتبة الجامعية‬،01 ‫ ج‬،‫ علم اجتماع التنظيم‬،‫محمد علي محمد‬
.1982

https://sciences-politique.rigala.net/t10-topic

http://www.hdplan.totalh.net/ar/archives/260?i=1
foulabook.com/ar/author/

13

You might also like