Professional Documents
Culture Documents
المقدمة.
المبحث الثالث :مساهمات المدرسة الكالسيكية في الفكر االقتصادي واالنتقادات الموجهة لها.
الخاتمة.
قائمة المراجع.
المقدمة:
إن الثورة الصناعية الكبرى التي بدأت في أوربا في نهاية القرن الثامن عشر ،واتخذت شكلها الكامل في
مطلع و منتصف القرن التاسع عشر أثبتت بالوقائع المادية بأن أغلب استنتاجات المدرسة الفيزيوقراطية
كانت خاطئة وبعيدة عن الواقع العملي ،وبذلك ظهرت الحاجة مع بزوغ فجر الصناعات الجديدة
والعالقات االقتصادية الجديدة إلى مدرسة اقتصادية جديدة تعلل وتشرح الواقع االقتصادي الجديد ،فظهرت
عندها المدرسة الكالسيكية كاستجابة لهذه التحوالت االقتصادية.
ومنذ ظهور هذه المدرسة الجديدة عرف االقتصاد عهدا جديدا ،خاصة مع ظهور عدد من المفكرين
االقتصاديين وخاصة اإلنجليز منهم ،الذين أعطوا النظرية االقتصادية اتجاها وحيوية جديدين.
أ
المبحث األول :تعريف ونشأة المدرسة الكالسيكية.
بداي ًة البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية ) (CLASSIQUEإذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم
أن معنى الكلمة هو( الشيء التقليدي أو القديم ) .لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز
األول أو المثالي أو النموذجي أو الممتاز وهي كلمة يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية
ظهرت في القرن الثامن عشر ،إذ أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام مدرسة اقتصادية عريقة
تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام ،حيث أعترف لها
بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين .وتميزت المدرسة
الكالسيكية بالبعد عن الدوافع الشخصية واألخالقية وباالعتماد على أدوات التحليل المنطقي
وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل .وبهذا أعطت االقتصاد صفته العلمية الحديثة التي عرف
بها منذ ذلك الحين .
ظهرت المدرسة الكالسيكية والتي تمثل الرافد األول من الفكر اإلداري في أواخر القرن الثامن
عشر ،وتعتبر نتاج التفاعل بين عدة تيارات كانت سائدة خالل هذه الفترة وفيما يلي أهم المراحل
1
التاريخية التي مرت بها المدرسة:
➢ مرحلة ظهور الثورة الصناعية :أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط
التالية:
• التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال؛
1هاملي عبد القادر ،رسالة لنيل درجة الماجستير في علوم التسيير ،وظيفة تقييم الكفاءات في المؤسسة ،جامعة ابو بكر بلقايد،
تلمسان ،2011-2010 ،ص .33
2
ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل؛ •
• تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع؛
• إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة.
➢ المرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة :كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس
األمريكي فريدرك تايلور بعرضه لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ األربعة لإلدارة
إلى جانبه "فرنك جلبرت" و "وهنري جانت" و "هنري فايول" و "ماكس ويبر" من خالل
بعض اإلضافات إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر األولى لميالد المدرسة الكالسيكية
.
➢ مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي :كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات
العالمية نتيجة حتمية للرد على ممارسات اإلدارة وبدا اإلنسان يتخلى عن أفكار
العشوائية في التسيير اإلداري وكان تأثره لمبادئ تايلور وبذور األولي في ظهور
الكالسيكية هناك العديد من األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشأة الكالسيكية كوظيفة
2
إدارية متخصصة وكفرع من فروع علم اإلدارة وتحملها فيها فيما يلي:
• التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور أشياء جديدة لم
يعرفها اإلنسان من قبل؛
• زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار
القوانين.
2المهدي الطاهر ،مبادئ اإلدارة الحديثة ،دار الثقافة ونشر ،عمان ،طبعة ، 2002ص .24
3
.1فريديريك تايلور:
3
لمحة تاريخية عن حياة فريديريك تايلور:
ولد فريدريك ونسلو تايلور في مارس عام 1856بوالية فيالدلفيا بأمريكا وعمل في ورشة صغيرة
كتلميذ صناعي لمدة أربع السنوات التحق بعدها بشركة مدفال لصناعة الصلب ،وخالل ثمان
سنوات تدرج (تايلور) في تلك الشركة من عامل بسيط إلى ميكانيكي (فني) إلى مهندس الشركة،
وأتاح له تدرجه في جميع الوظائف فرصة فهم شؤون اإلنتاج ونفسية العمال وسبب تذمرهم
وانخفاض كفايتهم اإلنتاجية .وحين جاءته الفرصة وعين كبير لمهندسي الشركة بدأ بدراساته
وتجاربه ونادى بأهمية مبادئه ودافع عنها وعن أهمية تطبيقها في الحياة العملية وقد اعترفت
الهيئات العلمية وغير العلمية بعبقرية (تايلور) فمنحه معرض باريس الدولي الميدالية الذهبية عام
1900الختراع متعلق بصناعة الصلب ،كما عينته (جمعية المهندسين الميكانيكية األمريكية)
مدي ار لها عام 1906م ومنحته جامعة بنسلفانيا درجة الدكتوراه الفخرية عام 1906اعترافا له
بفضله .وذاع صيته حتى أصبح عالمة من علماء اإلدارة ،والهندسة عام ،1912وانتشرت
مبادئه وأفكاره في اإلدارة في معظم البلدان الصناعية كأمريكا وروسيا وإنجلت ار وفرنسا وألمانيا
خالل ثلث قرن ،كما ترجم كتابه الذي نشر فيه فلسفته في اإلدارة العلمية عام 1911وهو كتاب
(أصول اإلدارة العلمية) شرح فيه بأسلوب مبسط معنى اإلدارة العلمية والغرض منها.
.2هانري فايول:
4
هنري فايول األب الحقيقي لإلدارة (:)1925 – 1841
3مطاوع إبراهيم عصمت ،اإلدارة التربوية في الوطن العربي ،القاهرة ،دار الفكر للطباعة والنشر ،عام 1423هجري ،ص.43
، http://www.hdplan.totalh.net/ar/archives/260?i=1 4دون في 07يونيو ،2013اطلع عليه يوم ،2021/10/30
على الساعة .23:08
4
يقول هنري فايول “إن جوهر اإلدارة هو قوة التنبؤ قبل حدوث األشياء ،فال بد أن يكون لدى
القائد بعد النظر وقدرة على توقع المستقبل ،بحيث يقدر كل االحتماالت ويقدر أن أصعبها قد
يقع ،ومن ثم يستعد له ،ويعرف اإلدارة بأنها ما تقوم بالتنبؤ ،والتخطيط ،والتنظيم ،وإصدار
” والتنسيق. والمراقبة األوامر،
هنري فايول أحد أشهر علماء اإلدارة واألب الحقيقي لإلدارة والسيما الكالسيكية منها ،ولعل
أفضل ما يميز هذا العالم اإلداري ويبين براعته اإلدارية أن تفسيراته ونظرياته حول اإلدارة قد
بنيت على أساس من المالحظات والتجارب الشخصية حول ما يمكن أن يؤثر بفاعليه على
المنظمات ،حيث أسس كل تطلعاته اإلدارية حول ما يمكن أن يصل بالمؤسسات إلى اإلدارة
المثلى في أقرب الفرص الممكنة.
ولد (هنري فايول)الفرنسي الجنسية في عام 1841لعائلة بورجوازية ،وفي سن الخامسة عشر
التحق بمدرسة الليسية بمدينة ليون بفرنسا حيث أمضى سنتين ،ثم التحق بعد ذلك بالمدرسة
األهلية للمناجم في سانت آيتين وكان عمره سبعة عشر ،وفي التاسعة عشر تخرج مهندساً
للمناجم ثم تعين عام 1860مهندساً بشركة كومن تري فور ،وقد أخذ يرتقي في سلم الوظائف
بها حتى وصل إلى مركز المدير العام سنة 1918وظل مدي ار للشركة حتى تقاعد عن العمل ثم
توفي في ديسمبر 1925عن أربعة وثمانين عاماً.
5
.3ماكس ويبر:
ماكسيميليان كارل إميل فيبر (باأللمانية ) 21( : Maximilian Carl Emil Weberأبريل
ألمانيا في االقتصاد والسياسة ،وأحد مؤسسي علم
ً عالما
ً 14 – 1864يونيو )1920كان
االجتماع الحديث ودراسة اإلدارة العامة في مؤسسات الدولة ،وهو من أتى بتعريف البيروقراطية،
وعمله األكثر شهرة هو كتاب األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية حيث أن هذا أهم أعماله
5
المؤسسة في علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري في تطور
الثقافة في المجتمعات الغربية والشرقية ،وفي عمله الشهير أيضا "السياسة كمهنة" عرف الدولة:
بأنها الكيان الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة الطبيعية ،وأصبح هذا التعريف محورياً في
دراسة علم السياسة ،درس فيبر جميع األديان وكان يرى أن األخالق البروستنتانتية أخالق مثالية
ومنها استقى النموذج المثالي للبيروقراطية والدي يتميز بالعقالنية والرشادة ،ولكن تطبيقه في
الواقع صعب ،ولو طبق في التنظيم لوصل ألعلى درجات الرشادة.
6
المبحث الثاني :نظريات المدرسة الكالسيكية.
6
نظرية اإلدارة العلمية لفرديريك تايلور (:)1915-1856
ظهرت وتطورت نظرية اإلدارة العلمية في الواليات المتحدة األمريكية ما بين 1920 -1900
على يد رائدها األول تايلور ،حيث كانت هذه النظرية سببا في تنبيه اإلدارة العليا إلى أهمية
وظيفة إدارة األفراد ،هذه األخيرة التي تعتبر أساس تحقيق الفعالية من خالل بحثها الدؤوب على
الميكانيزمات الفعالة للحفاظ على قوة العمل اإلنتاجية ،ورفع مستويات الكفاءة ،وتقوم هذه
النظرية على جملة من المبادئ هي:
✓ تطبيق األسلوب العلمي لتحديد أفضل الطرق إلنجاز المهام ،وذلك من خالل تجزئة
وظيفة الفرد إلى أجزاء صغيرة لدراسة الحركات الضرورية ألدائها ،وقياس الزمن الذي
تستغرقه كل حركة؛
✓ اختيار العمال بأسلوب علمي وتدريبهم على عملهم إلكسابهم المهارة في األداء والقدرة
على اإلنجاز؛
✓ تقسيم مسؤولية العمل بين اإلدارة والعمال ،حيث تقوم اإلدارة بمهام التخطيطوالتنظيم
ويضطلع العمال بأداء وتنفيذ المهام الموكلة لهم؛
✓ استخدام الحوافز المادية إلغراء العمال على تأدية العمل.
لقد دعا تايلور إلى ضرورة الفصل بين مسؤوليات اإلدارة ومسؤوليات العاملين ،فاإلدارة هي
المسؤولة عن التخطيط والعمال مسؤولون عن التنفيذ ،حيث كانت فكرته الرئيسية أنه يمكن
6صالح الدين عبد الباقي ،االتجاهات الحديثة في ادارة الموارد البشرية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،االسكندرية ،مصر،2002 ،
ص.23
7
تحقيق زيادة اإلنتاجية عن طريق إتباع أسلوب علمي قوامه التخصص والتدريب وتحليل
العمل إلى جزئيات ودراسة كل جزئية على حدى حتى تحدد حركاته األساسية والزمن الذي
يستغرقه أداؤه ،فقد اهتم بالجانب المعرفي والتدريبي للعمال ،واعتبره أساس هام في اإلدارة،
حيث يؤكد على أن العامل لن ينتج بالطاقة المطلوبة منه ،إال أن يكون لديه استعداد للعمل
والتدريب المناسب على العمل ،ومنه فإن تدريب العامل وتطويره أمر جوهري للوصول إلى
المستوى المطلوب من العمل .
من جهة أخرى نادي إلى ضرورة االهتمام بعاملين هامين هما "عامل األجر الذي البد أن
يحسب ويدفع حسب مجهود كل عامل (األجر بالقطعة) وتثمين التدريب كأداة فاعلة التحقيق
المردودية ،وتقتصر هذه العملية على المنفذين ( الوظيفة التقنية) ،7وعليه فقد ركز تايلور على
أهمية الحوافز المادية ،حيث افترض أن الموظفين ال يمكن تحفيزهم إال من خالل الرواتب
والحوافز المالية فقط.
لكن وعلى الرغم من شيوع حركة اإلدارة العلمية في أوساط الرأسماليين ،وتطبيق مبادئها في
العديد من الدوائر الصناعية في أمريكا وأوروبا إال أنها لم تسلم من االنتقادات ذلك ألنها تمثلت
دعما قويا للرأسمالية ومشاريعها من خالل حرص ( )Taylorعلى زيادة اإلنتاج وضمان أقصى
معدالت الربح والمنفعة لصاحب العمل في مقابل المزيد من االستغالل واالستنزاف القوى العمال
الذين ال يملكون سوى بيع قدراتهم وطاقاتهم في سوق العمل لسد رمقهم ،8كذلك تأكيدها الزائد
على اإلنتاجية لتحقيق الربح جرد العامل من طابعه اإلنساني ،حيث " تجاهلت الجوانب
االجتماعية والنفسية لألفراد في التنظيمات ،ولم تنظر إليهم إال من الناحية الميكانيكية
والفيزيولوجية في اإلنتاج دون االلتفات إلى قدرتهم على االبتكار والتطوير خدمة العمل والعملية
7محمد عبدالقادر عابدين ،إلدارة المدرسية الحديثة2001 ،م ط ،1دار الشروق للنشر والتوزيع.
8سعد عيد مرسي بدر ،األيديولوجيا ونظرية التنظيم ،مدخل نقدي ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،1990 ،ص .128
8
اإلنتاجية ،9ما حول العامل إلى آلة مجرد من كل مظاهره الفكرية ويطبع أعماله نوع من الرتابة
ينتج عنها الملل والسأم واإلجهاد.
ظهرت نظرية مبادئ اإلدارة في فكرة متالزمة تقريبا مع نظرية اإلدارة العلمية | ،كمحاولة لتعديل
أفكار التايلورية وتدارك النقص في الجوانب التي أغفلتها والمتمثلة في وظائف اإلدارة العليا
والمشكالت التحليلية الخاصة بالبناء والعمليات التنظيمية عموما ،10ففي حين ترتكز التايلورية
في دراستها على اقل المستويات اإلدارية والتنفيذية -المستوى اإلنتاجي -في المصنع ثم التدرج
إلى أعلى ،تركز نظرية مبادئ اإلدارة على دراسة اإلدارة العليا -المستوى اإلداري – من خالل
االهتمام بالمدير اإلداري واإلدارة التنفيذية أي التدرج من القمة إلى أسفل المستويات اإلدارية
التنفيذية.
وقد تعرض فايول في كتابه اإلدارة العامة والصناعية" إلى ثالث موضوعات رئيسة في مجال
اإلدارة وهي:
➢ الصفات اإلدارية :لقد نادي فايول بضرورة وجود مجموعة من الصفات يتحلى بها
األفراد داخل المؤسسات الصناعية واإلدارية ،هذه الصفات إن لم تكن موجودة بالفطرة
فأنها تكتسب بالتدريب ،وقد صنفها إلى:
• صفات طبيعية بدنية :وتتمثل في الصحة ،القوة والنشاط؛
9عبد هللا محمد عبد الرحمان ،علم اجتماع الصناعي ،النشأة والتطورات الحديثة ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،بيروت،
،1999ص .88
10محمد علي محمد ،علم اجتماع التنظيم ،ج ،01دار المكتبة الجامعية ،اإلسكندرية ،1982 ،ص .132
9
• صفات عقلية وذهنية :تتمثل في القدرة على الفهم والتحليل واالستيعاب وحسن التصرف
والحكم على األشياء بشكل جيد؛
• صفات خلقية :الحيوية ،الحزم ،الوالء ،القدرة على التجديد واالبتكار والرغبة في تحمل
المسؤولية؛
• الثقافة العامة :اإللمام بالمعلومات حتى وإن كانت ال تتصل مباشرة بالعمل الذي يؤديه
المدير؛
• صفات فنية :اإللمام بكل المعلومات التي تخص الوظيفة التي يؤديها المدير.
زيادة على ذلك فقد رأى أن كال من المدير والعامل يحتاجان باستمرار إلى تنمية •
مهاراتهم ،وتحسين قدراتهم سواء الفنية أو اإلدارية ،فالفعالية التقنية ليست كافية لتحمل
المسؤولية بل البد من وجود تدريب منهجي منظم ومستمر " ،فالموظف الجيد سواء كان
تقني ،تجاري ،مالي ،إداري ال يعتبر منتوجا تلقائيا من الطبيعة ،ولكي يكون فعاال يجب
أن نقوم بتكوينه ،وهذا التكوين يعد بمثابة مجهودات كبيرة تخضع لمجموعة من
المبادئ ،القواعد ،المناهج واإلجراءات المستمدة من برامج تدريبية مخططة تضمن
الفعالية.
نشأت البيروقراطية في ألمانيا بفضل الجهود التي قام بها عالم االجتماع األلماني ماكس فيبر
)(Max Weberالذي عاش في الفترة ما بين عامي (1920 – 1864م) ،وكلمة البيروقراطية
مشتقة من كلمتين التينية وإغريقية ،األولى ) (Bereauوتعني المكتب ،والثانية ) (cracyوتعني
القوة أو السلطة أو الحكم .ومن ثم فالمقصود بالبيروقراطية هو حكم المكتب أو سلطة المكتب،
11
https://sciences-politique.rigala.net/t10-topic
10
وقد عرفها قارستون ) (Garstonبأنها "بناء تنظيمي هرمي يتصف بالتحديد الدقيق لخطوط
السلطة ،والقواعد ،واإلجراءات التي تحكم العمل".
وقد استخدم "فيبر" في كتابه الذي صدرت أولى طبعاته بعد وفاته بعامين (1922م) مصطلح
جدا .كما حدد خصائصها.
البيروقراطية لوصف المنظمات الكبيرة ً
إن أهم الدراسات التي أسهم بها (ماكس فيبر) فيما يتعلق بالدراسات التنظيمية واإلدارية ،هي
نظريته الخاصة بهياكل السلطة ،وقد قسمها إلى ثالثة أنواع:
وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه األنواع ،مع اعترافه بأن هذه األنواع الثالثة ال يمكن أن
يتضمنها تنظيم واحد .كما أوضح أن النوع األول يمارس السلطة من خالل المواصفات
الشخصية.
أما فيما يتعلق بالنوع الثاني فإنه يمارس سلطته من خالل موقعه في التنظيم ،ومن خالل
العادات والتقاليد المتوارثة.
أما النوع الثالث فتكون ممارسته من خالل الشكل البيروقراطي للتنظيم (Bureaucratic
organization form).
ويالحظ عند االطالع على بحوث ودراسات ماكس فيبر أنه كان يهدف إلى تحقيق تنظيم على
أعلى قدر ممكن من الكفاءة) ، (Highly efficient systemوهو ما جعله يصف البيروقراطية
بأنها النموذج المثالي ) (Ideal typeللتنظيمات اإلدارية الضخمة.
11
ويرى ماكس فيبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على األسس التالية:
• التخصص الوظيفي.
• توزع النشاطات واألعمال.
• توزع السلطة.
• طرق وأساليب محددة للعمل.
• تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات الدنيا.
• تعتمد على المستندات(Decuments).
• يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف.
• إن اإلدارة تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب.
• تطبيق قواعد وتعليمات للعمل ،وكلما زاد فهم الموظف لتلك القواعد واإلجراءات ارتفعت خبرته
وكفاءته.
هناك بعض االنتقادات على النظرية كحال غيرها من النظريات والتي ال تخلو من أشياء سلبية
وخاصة حال تطبيقها ،ومن تلك االنتقادات:
12
المبحث الثالث:مساهمات المدرسة الكالسيكية في الفكر االقتصادي
واالنتقادات الموجهة لها
نظرية القيمة العملية (نظرية القيمة العملية) :آدم سميث ،أحد رواد المدرسة الكالسيكية ،قام
بصياغة نظرية القيمة العملية .وفقاً لهذه النظرية ،تعتمد قيمة السلعة على كمية العمل الالزمة
إلنتاجها .وهذه المفهومية األساسية للقيمة تمثلت في بداية فهم السوق وآلياته.
نظرية الميز :comparative advantageوضع ديفيد ريكاردو هذه النظرية التي تشرح كيف
يمكن للدول تحقيق الربح من التجارة الدولية حتى عندما تكون لديها ميزة نسبية في إنتاج كل
السلع .هذه النظرية لها تأثير هام في فهم التبادل الدولي وفوائد التجارة الحرة.
نظرية النسبية القوية لألرباح :وضع جان باتيست ساي هذه النظرية التي تشرح كيف يتم توزيع
األرباح بين عوامل اإلنتاج ،مع التركيز على أهمية العرض والطلب في تحديد أسعار السلع
وتوزيع الدخل.
13
نظرية التطور االقتصادي :ركزت المدرسة الكالسيكية على دراسة عوامل التطور االقتصادي
وتطور النظام االقتصادي مع مرور الوقت ،مما ساهم في تطوير فهمنا لعملية التنمية
االقتصادية ودور االبتكار واالستثمار فيها.
تأسيس علم االقتصاد السياسي :ساهمت المدرسة الكالسيكية في تأسيس علم االقتصاد
السياسي ،الذي يدرس التفاعل بين السياسة واالقتصاد وتأثير القوى السياسية على السوق
والتوزيع االقتصادي.
تعتبر هذه المساهمات جزءاً ال يتج أز من تطور الفكر االقتصادي ،وقد لعبت دو اًر حاسماً في بناء
األسس النظرية التي نعتمد عليها اليوم في فهم الظواهر االقتصادية وتطوير السياسات
االقتصادية.
لقد تعرضت المدرسة الكالسيكية للنقد من ثالث جوانب :الجانب المنهجي ،الجانب التحليلي
13
والجانب المذهبي:
« النقد من الجانب المنهجي :لقد اتبع الكالسيك في بحثهم طريقة االستنتاج التجريدية ولم
يهتموا بالجانب التاريخي وذلك العتقادهم في وجود قوانين اقتصادية مطلقة صالحة في كل مكان
وزمان،وكرد فعل إهمال الجانب التاريخي من طرف الكالسيك جاءت المدرسة التاريخية األلمانية
التي تقر بأن القوانين االقتصادية تقسم بالطبع النسبي والتغييري وأنه ليست مطلقة وليست
صالحة في كل مكان وزمان أي بمعنى آخر أن كل مرحلة من مراحل التطور االقتصادي
للمجتمعات تخضع لقوانين خاصة بها
« النقد من الجانب التحليلي :لقد انتقدت المدرسة الكالسيكية في ما جاءت به نظريات
اقتصادية وعلى وجه الخصوص القيمة ،التوزيع ،النقود والتجارة الخارجية.
• نظرية القيمة :إن قيمة السلعة حسب الكالسيك تتحدد على أساس عدد
مبادئ علم االقتصاد للدكتور عادل أحمد حشيش 2009ص . 58 13
14
الساعات التي تبذل في إنتاج هذه السلعة ولقد انتقدت هذه الفكرة بحيث أن العمل ليس بالعنصر
الوحيد الذي يدخل في إنتاج البضاعة بل هناك أيضا األرض ورأس المال وتأتي فيما بعد
النظرية الحدية (النيوكالسيك) للقيمة لكي تنتقد هي األخرى المفهوم الكالسيكي للقيمة المبنى
على التكلفة والمهمل للجانب الشخصي السلع (القيمة/المنفعة)
• نظرية التوزيع :هنا أيضا يتعرض الفر الكالسيكي لالنتقادات من طرف
الفكر االقتصادي الحديث وخاصة منه النظرية الحدية التي تقول بأن ما حصل عليه مل عمل
من عوامل اإلنتاج إنما يتحدد على أساس اإلنتاجية الحدية لهذا العامل اإلنتاجي.
• نظرية النقود :بينما كان الكالسيك يولون أهمية للنقود (مجرد وسيط
للمبادلة) نجد أن الفكر االقتصادي الحديث وعلى رأسه كينز يلح يؤكد على أهمية النقود كمخزن
للقيمة باإلضافة إلى وظيفتها كوسيط وقد أكد كينز على أن ميل الفرد لالحتفاظ بالنقود قد يزيد
فيقل الطلب الكلي فينقص اإلنتاج وتنشأ البطالة فالنقود إذا من خالل وظيفتها كمخزن للقيمة قد
تؤدي إلى حدوث بطالة أي أنها تؤثر على مستوى البطالة ومن ثم فهي ليست مجرد وسيط
للمبادلة.
• نظرية التجارة الخارجية :في تحليلهم للتجارة الخارجية لم يأخذ الكالسيك
العوامل اآلتية في الحسبان:
تداخل القطاعات في بلد معين
اندماج االقتصاد.
ظواهر الهيمنة االقتصادية على المستوى الدولي.
التخصص في إنتاج منتج واحد قد يجعل االقتصاد في بلد ما تابع للخارج.
« النقد من الجانب المذهبي :من هذا الجانب نجد أن المدرسة االشتراكية هي التي
انتقدت بشدة الفكر الكالسيكي القائم على الليبرالية وذلك لألسباب اآلتية :
• إن النظام الليبرالي قائم على استغالل الرأس ماليين للطبقات الفقيرة (كارل
ماركس).
• إن الدخل اإلجمالي في البالد الرأسمالية يتم توزيعه بصفة غير عادلة وغير
15
متساوية فيترتب عن ذلك وجود طبقات متفاوتة كذلك أن الزيادة في اإلنتاج ال تصرف كليا في
الداخل بما أن هناك فيض في اإلنتاج بل تتطلب أسواق خارجية تضمنها المستعمرات والتي
تكون أيضا مصد ار للمواد األولية.
• إن النظام الرأس مالي يؤدي بطبيعته إلى أزمات اقتصادية ( أزمة فيض
اإلنتاج ،البطالة ،التضخم )... ،ولذا فهو ليس األمثل حسب المدرسة االشتراكية التي تقترح
نفسها كبديل والتي تأتي كرد فعل لليبرالية.
16
الخاتمة:
في ختام هذا البحث حول المدرسة الكالسيكية ،يتضح بوضوح أن هذا التوجه الفكري قد أسهم
بشكل كبير في تطور الفهم االقتصادي وتشكيل السياسات االقتصادية على مر العصور .من
خالل تأكيده على أهمية الحرية االقتصادية وآليات السوق ،قدمت المدرسة الكالسيكية نظريات
قوية ومفاهيم عميقة في مجاالت مثل التجارة الدولية ،والسلوك االقتصادي ،وتوزيع الموارد.
ومع ذلك ،فإن هذه النظريات ليست خالية من النقد ،حيث تواجه تحديات في تطبيقها على الواقع
المعاصر ،خاصة فيما يتعلق بمسائل مثل توازن السوق والتدخل الحكومي في االقتصاد .فضالً
عن ذلك ،تعاني المدرسة الكالسيكية من بعض النقاط الضعف في تفسير بعض الظواهر
االقتصادية الحديثة ،مثل األزمات المالية والتبعات االجتماعية للعولمة االقتصادية.
بالنظر إلى ذلك ،يبقى البحث والتفكير في المدرسة الكالسيكية وتطبيقاتها النقدية مهماً لفهم
االقتصاد الحديث وتشكيل السياسات االقتصادية المستقبلية .يتطلب ذلك استمرار النقاش
والتحليل العميق لمفاهيمها وتطبيقاتها ،واستكشاف طرق لتطويرها وتكييفها مع التحديات
االقتصادية المعاصرة ،بهدف بناء أسس أقوى وأكثر استدامة للنمو االقتصادي والرفاهية
االجتماعية.
17
قائمة المصادر والمراجع:
• هاملي عبد القادر ،رسالة لنيل درجة الماجستير في علوم التسيير ،وظيفة تقييم
الكفاءات في المؤسسة ،جامعة ابو بكر بلقايد ،تلمسان.2011-2010 ،
• المهدي الطاهر ،مبادئ اإلدارة الحديثة ،دار الثقافة ونشر ،عمان ،طبعة .2002
• مطاوع إبراهيم عصمت ،اإلدارة التربوية في الوطن العربي ،القاهرة ،دار الفكر
للطباعة والنشر ،عام 1423هجري.
• صالح الدين عبد الباقي ،االتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية ،دار الجامعة
الجديدة للنشر ،االسكندرية ،مصر.2002 ،
• محمد عبدالقادر عابدين ،إلدارة المدرسية الحديثة2001 ،م ط ،1دار الشروق للنشر
والتوزيع.
• سعد عيد مرسي بدر ،األيديولوجيا ونظرية التنظيم ،مدخل نقدي ،دار المعرفة
الجامعية ،اإلسكندرية.1990 ،
• عبد هللا محمد عبد الرحمان ،علم اجتماع الصناعي ،النشأة والتطورات الحديثة ،دار
النهضة العربية للطباعة والنشر ،بيروت.1999 ،
• محمد علي محمد ،علم اجتماع التنظيم ،ج ،01دار المكتبة الجامعية ،اإلسكندرية،
.1982
العماني محمد قاسم القريوتي طبعة سنة 2005
• "مبادئ اإلدارة الحديثة" للكاتب ُ
• مبادئ علم االقتصاد للدكتور عادل أحمد حشيش 2009
• https://sciences-politique.rigala.net/t10-topic
• http://www.hdplan.totalh.net/ar/archives/260?i=1
foulabook.com/ar/author/
2
3
امجلهورية اجلزائرية ادلميقراطية الشعبية
وزارة التعلمي العايل والبحث العلمي
جامعة عبد امحليد همري ــ قس نطينة 2ــ
لكية العلوم الاقتصادية والتجارية
وعلوم التس يري
س نة أوىل ليسانس
املقياس:اترخي الفكر الاقتصادي اجملموعة B:الفوجB6 :