Professional Documents
Culture Documents
مدرسة شيكاغو
:المقدمة
مفهوم مدرسة شيكاغو1.
أبرز رواد مدرسة شيكاغو 2.
النظرية النقدية المعاصرة 3.
نظرية الطلب على النقود لفريدمان 4.
تقييم النظرية النقدية المعاصرة 5.
االختالفات بين النقدية المعاصرة والنظرية الكينزية 6.
أهم االنتقادات الموجهة للنظرية النقدية المعاصرة7.
مدرسة شيكاغو حول العالم 8.
الخاتمة
قائمة المراجع
المقد
مة:
نظرا لفشل المدرسة الكينزية وافكار كينز في ايجاد حلول لالزمات االقتصادية التي
مر بها االقتصاد خاصة بعد أزمة الكساد ،جاءت مدرسة شيكاغو او ما يطلق عليها
بنظرية النقدية المعاصرة تتبنى مناهج وأفكار جديدة ،حيث انبثقت من األفكار
النيوليبيرالية او ما تعرف بالليبيرالية الجديدة ،فهي تصف الفكر الكالسيكي الحديث
من خالل طاقم تدريس في جامعة شيكاغو ،يشار إليها أحيانا ً بإسم مدرسة المياه
العذبة freshwater school في االقتصاد ،بالمقارنة مع مدرسة المياه
المالحة المتمركزة في الجامعات الساحلية ويفتخر قسم االقتصاد بجامعة شيكاغو،
الذي يعتبر أحد أهم أقسام االقتصاد في العالم ،بتخريجه أكبر عدد من حائزي جائزة
نوبل وميدالية جون بيتس كالرك في االقتصاد.
من خالل ما سبق نطرح االشكالية التالية:
فيما تتمثل مدرسة شيكاغو؟
.1التعريف بمدرسة شيكاغو لالقتصاد:
مدرسة شيكاغو هي مدرسة فكرية اقتصادية تنتمي الى النيوليبيرالية (الليبيرالية الجديدة) ،أسسها في
ثالثينيات القرن العشرين فرانك هاينمان نايت ،والتي روجت فضائل مبادئ السوق الحرة إلى مجتمع
أفضل وتضم مدرسة شيكاغو معتقدات نقدية حول االقتصاد ،بدعوى أن المعروض من النقود البد أن يظل
في توازن مع الطلب على المال .كان أبرز المؤسسين في مدرسة شيكاغو هو ميلتون فريدمان الحائز على
جائزة نوبل ،حيث اطلق عليه باألب الروحي لهذه المدرسة ،والذي كانت نظرياته مختلفة تمام االختالف
عن نظريات جون مينارد كينز االقتصادية ،حيث تم تطوير مصطلح مدرسة شيكاغو في خمسينيات القرن
العشرين وكان تعيين مجموعة من العديد من خبراء االقتصاد الليبراليين ،ويأتي هذا االسم من حقيقة
مفادها أن العديد من هؤالء االقتصاديين كانوا أساتذة في قسم االقتصاد بجامعة شيكاغو ،وهم يعارضون
النظرية الكينزية ،التي تتضمن قدراً أعظم مما ينبغي من تدخل الدولة ،ويدافعون عن النظرية النقدية
والليبرالية 1.اإلضافة إلى ما يعرف شعبيا باسم "مدرسة شيكاغو" ،هناك أيضا "شيكاغو القديمة" أو
الجيل األول من مدرسة شيكاغو لالقتصاد ،تتكون من جيل سابق من االقتصاديين مثل فرانك نايت ،هنري
سيمونز ،لويد مينتس ،جاكوب فينر ،آرون مدير وغيرها.
L’Ecole de Chicago est un terme développé dans les années 1950, c’est-à-dire à
une époque où le keynésianisme faisait l’unanimité, et désignant un groupe de
plusieurs économistes libéraux. Ce nom vient du fait que bon nombre de ces
économistes furent des professeurs du département Economie de l’Université de
Chicago. Ils s’opposent à la théorie keynésienne, qui implique un trop grand
interventionnisme de l’Etat à leur goût, et défendent le monétarisme et le
.libéralisme
2
من أهم مرتكزاتها:
1
-Reder, Melvin W. (1982). "Chicago Economics: Permanence and Change". Journal of Economic
Literature. Reprinted in John Cunningham Wood & R.N. Woods (1990), Milton Friedman: Critical
Assessments, pp. 343
2
-Emmett, Ross B., ed. The Elgar Companion to the Chicago School of Economics (Edward Elgar,
2010), pp350
.2ابرز رواد مدرسة شيكاغو:
فريدريك هايك Friedrich Hayek كان اقتصاديا ً ومنظراً سياسيا ً
نمساويا ً بريطانياً ،عرف بدفاعه عن الليبرالية
الكالسيكية والرأسمالية القائمة على أساس السوق الحر ونقده للفكر
االشتراكي والجماعي خالل اواسط القرن العشرين.
يعد هايك أحد أهم اقتصاديين القرن الماضي ،وأكثر أعضاء المدرسة
النمساوية لالقتصاد تأثيرا .حصل على جائزة نوبل في االقتصاد عام
1974يعد أحد أهم الشخصيات وراء التحول من السياسات الكينزية
والتي كانت منتشرة
في مطلع القرن
العشرين ،نحو
سياسات تعتبر
السوق الحر هوالمرجع وتنبذ فكرة تدخل الدولة فيه
1
سياسات نيوليبرالية.
1
-Gary Becker and H. Gregg Lewis (1973). "On the Interaction between the Quantity and Quality of
Children". The Journal of Political Economy. 81: p286
2
- Lucas, Robert (1972). "Expectations and the Neutrality of Money". Journal of Economic Theory. 4: 103–124.
3
https://www.marefa.org-اليوم ،28/11/2019 :الساعة، 20:00 :
وكانت تهدف أساسا الى وضع حلول الكفيلة للتخفيف من حدة التضخم بعد ان فشلت نظرية "كينز" في
1
عالج هذه الظاهرة.
قبل أي دراسة لمحتوى النظرية البد من االشارة الى أهم الفرضيات التي ترتكز عليها وهي:
-يتوقف الطلب على النقود على نفس االعتبارات التي تحكم ظاهرة الطلب على السلع والخدمات ،الى
جانب سرعة التداول النقدي vعند الكالسيك.
إال أن الدخل الجاري كما يقيمه اإلحصائيون ،ينطوي على عيب كمقياس للثروة ،الن الدخل الجاري
معرض لتقلبات شاذة وغريبة من سنة إلى أخرى ،فضال عن أنه دخل يقاس ألجل القصير ،ومن ثم يتطلب
استخدام الدخل الجاري كمؤشر أو بديل للثروة فكرة طويلة األجل لهذا الدخل وهذا بالفعل ما فعله
- 1أكرم حداد ،مشهور هذلول ،النقود والمصارف :مدخل تحليلي ونظري ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن ،2005 ،ص120
- 2حسين بني هاني ،اقتصاديات النقود والبنوك –المبادئ واألساسيات ،-دار ومكتبة الكندي للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2011 ،ص98
"فريدمان" ،أما الدخل الدائم ،فهو القيمة المتوقع الحصول عليه من وراء الثروة في األجل الطويل ،ومن
ثم فإن الدخل الدائم ،هو دخل متوسط يحسب اعتمادا على الدخول الجارية التي تأتي من عناصر الثروة
المختلفة ،وهوال يتقلب من عام إلى آخر ،واذا تقلب فأن معدل تغيره ارتفاعا أو انخفاضا يكون أقل من
معدل تغير الدخل الجاري ،وبهذا يتميز الدخل الدائم باالستقرار ،وهو ما يجعله صالحا الستخدامه مؤشرا
للثروة ،وعلى هذا فإن طلب حائزي الثروة النهائيين على األرصدة النقدية الحقيقية يتوقف على مستوى
1
الدخل الدائم الذي يحصلون عليه من وراء هذا الثروة.
ثانيا :تقسيم الثروة بين البشرية وغير البشرية :فقد رأى "فريدمان" أن حائزي األصول (الثروة)
يمتلكون أصال أساسيا رئيسيا ،يتمثل في قدراتهم الشخصية في الحصول على دخل وهذا ما يعبر عنه
بالمقدرة الشخصية على اكتساب الدخل ،وهذه المقدرة هي ثروة بشرية تختلف عن عناصر الثروة
غير البشرية ،مثل األراضي والمباني وآالت ،ويمكن استخدام القدرة الشخصية على اكتساب الدخل
كمؤشر للثروة البشرية وهذا الدخل هو الذي يمكن الفرد من حيازة مقدار معين من النقود كأصل سائل
2
كامل السيولة ،يعطي اشباعا كبقية السلع التي يقتنيها الفرد.
ثالثا :العوائد المتوقعة على النقود واألصول األخرى :فالمعدل االسمي للعائد على العملة التي نحملها
في جيوبنا أو العائد على الودائع تحت الطلب( ،حيث يتم دفع تكاليف خدمات البنك) يكون سالبا وقد
يكون المعدل االسمي للعائد على النقود الموجودة في حساب الودائع تحت الطلب موجب يدفع فائدة
على الودائع تحت الطلب ،ومعدل العائد اإلسمي هو مقدار ما يحصل عليه الشخص من دخل فائدة
من وراء النقود ،مقسوما على القيمة االسمية لألصل (مقوما بالنقود) أما معدل العائد االسمي على
األصول األخرى ،فيمكن تقسيمه الى قسمين:
-عائد او تكلفة تدفع حاليا مثل الفائدة على السند او الربح الموزع على االسهم وتكاليف تخزين
األصول الطبيعية.
التغيرات في األسعار االسمية للسلع ،وهذا الجزء له أهمية خاصة في ظل ظروف التضخم
بالنسبة للنقود :هي وسيط التبادل في تسوية الديون و لها قيمة اسمية يمكن أن تحقق في حالة إيداعها و
المتمثل في سعر الفائدة بينما العائد الحقيقي لها يمكن من القدرة الشرائية و المعبر عنها في دالة الطلب بالرقم
القياسي لألسعار
بالنسبة للسندات :هي أصل مالي يشكل نوع من أنواع الثروة التي يحتفظ بها األفراد و السندات تحقق
لمالكيها عائد يتمثل في سعر الفائدة االسمي .و قد يتحقق عائد من هذه السندات نتيجة ما يحدث و لكن يفترض
ثبات المستوى العام لألسعار بحيث يقتصر العائد على السندات على سعر الفائدة المقرر بالنسبة لها.
بالنسبة لألسهم :هي أصل مالي يمثل أحد أشكال الثروة التي يحتفظ بها األفراد و يعطي مالكه عائد ا يمثل
في األرباح التي توزعها الشركات التي أصدرت هذه األسهم اإلضافة إلى المكاسب الرأسمالية التي يمكن أن
يحققها السهم و المترتب في الفرق بين سعر في السوق و سعر إصداره.
-تعتبر ظاهرة التضخم ظاهرة نقدية بحتة وذلك بشكل دائم وفي أي مكان ومن ثم فاالنضباط في إصدار
كمية النقود بما يتماشى ومعدل النمو في اإلنتاج.
- 1أحمد عبد الفتوح /علي الناقة ،نظرية النقود واألسواق المالية :مدخل حديث للنظرية النقدية واألسواق المالية ،مكتبة اإلشعاع ،مصر،2001،
ص ص 286 285
- 2أكرم حداد ،مرجع سابق ،ص 143
.6االختالفات األساسية بين النقدية المعاصرة والنقدية الكينزية:
هناك عدة اختالفات بين النظرية الكينزية و نظرية فريدمان يمكن تلخيصها كالتالي:
-أضاف فريدمان حزمة األصول المالية شاملة السندات واالسهم واألصول الحقيقية والثروة البشرية
كأصول بديلة ومكملة في دالة الطلب على األرصدة النقدية الحقيقية في شكل عائد كل أصل بالنسبة إلى
عائد النقود ،واقتصرت دالة الطلب على النقود عند كينز على سعر الفائدة على السندات باعتباره ممثل
جيد ألسعار الفائدة على األصول البديلة للنقود.
-افترض كينز ثبات سعر الفائدة على السندات ،بينما افترض فريدمان تغير العائد المتوقع من النقود
بسبب ارتباط حركة أسعار الفائدة على أشكال االئتمان المصرفي بربحية المصارف في نفس االتجاه،
وذلك نظرا لوجود درجة عالية من التنافس بين الوحدات المصرفية سواء في عملية جذب الودائع أوفي
عملية تقديم القروض والسلفيات والتسهيالت االئتمانية ،حيث إن وجود سقف قانوني األسعار الفائدة في
هذه الصناعة يؤدي إلى الحد من شدة المنافسة ،نظرا اللتفاف البنوك حول هذا القيد بالتميز في تقديم
الخدمات المصرفية لعمالئها سواء بتأدية خدمات مصرفية جديدة أو بتوفير مستوى أعلى من الخدمة
1
المصرفية القائمة.
-يتعامل فريدمان مع النقود والسلع باعتبارهما بدائل ،حيث يفاضل األفراد بين االحتفاظ بالنقود
واالحتفاظ بالسلع ،وهذا يعني أن التغيرات في كمية النقود لها بالضرورة تأثير مباشرعلى االنفاق الكلي.
-تعتبر نظرية كينز أن أسعار الفائدة محدد هام للطلب على النقود ،بينما تفترض نظرية فريدمان أن
التغيرات في أسعار الفائدة لها تأثير ضئيل على طلب النقود ،وبناء على ذلك اختصر فريدمان العوامل
المؤثرة في طلب النقود لتقتصر على الدخل الدائم.
- 1أحمد عبد الفتوح /علي الناقة ،مرجع سابق ذكره ،ص 291
-لقد أكد فريدمان في دالة الطلب على النقود على متغيرين فقط وهما الدخل الدائم والتوقعات التضخمية،
اللذان اعتبرهما المحددين األساسيين في تحديد الطلب على النقود والتغيرات التي تطرأ عليها ،وبذلك
أهمل العوامل األخرى.
-افترض فريدمان أن الدخل الدائم Yواتجاهات التضخم nيتسمان بدرجة عالية من االستقرار ،بحيث
يمكن التنبؤ بتأثيرها على الطلب على األرصدة الحقيقية وبذلك يكون قد اضفى مزيدا من االستقرارية على
دالة الطلب مقارنة بدالة العرض ،أما أنصار التحليل الكينزي فيرون أن دالة الطلب ال تتسم باالستمرارية
وذلك لكثرة العوامل المؤثرة في محددات الطلب إضافة إلى صعوبة قياس التغير في الطلب الناجم عن هذه
العوامل.
-أغفل فريدمان الطلب على النقود لغرض المضاربة كدافع رئيسي لالحتفاظ بالنقود وهذا ما دفعه إلى
افتراض ضعف استجابة الطلب على األرصدة النقدية للتغيرات في أسعار الفائدة ،وهذا عكس التحليل
الكينزي الذي أعطى أهمية كبيرة لدور أسعار الفائدة في تحديد الطلب على النقود.
-بالرغم من اعتراف النظرية الحديثة بعدم ثبات سرعة تداول النقود وامكانية تغيرها مع زيادة كمية
النقود المعروضة وتوقعات ارتفاع األسعار ،إال أنها ركزت بشكل أكبر على تأثير تغير عرض النقد على
حجم االنفاق مقارنة بتأثيرها على سرعة التداول ،معنى ذلك أن السياسة النقدية تكون أكثر فعالية في
1
تحقيق التوازن االقتصادي.
- 1السيد محمد أحمد السريتي ،محمد عزت محمد غزالن ،اقتصاديات النقود والبنوك واألسواق المالية ،مؤسسة رؤية ،مصر.2010 ،ص340
2
-http://www.ahewar.org/debat/show
الخاتمة:
في الختام نستطيع أن نقول إن مدرسة شيكاغو أحدثت ثورة في الطريقة التي تتعامل بها مع
النظرية االقتصادية .الليبرالية الحالية والتي تعارض في أغلبها الكينزية ،كان هذا الفكر في
سبعينيات القرن العشرين بمثابة البديل األفضل لتفكير كينز ،لكنها لن تعطي ثمارها فسرعان ما
اثبثت فشلها باعتمادها على مبدا تحرير السوق ،خاصة مع االزمة المالية العالمية 2008
:قائمة المراجع
1. Reder, Melvin W. (1982). "Chicago Economics: Permanence and
Change". Journal of Economic Literature. Reprinted in John
Cunningham Wood & R.N. Woods (1990), Milton Friedman: Critical
Assessments
2. -Emmett, Ross B., ed. The Elgar Companion to the Chicago School of
Economics (Edward Elgar, 2010)
3. https://www.nytimes.commagazine/the-rehabilitation-of-the-coldwar-
liberal.html
4. "George J. Stigler, 1911-1991." Biographical Memoirs, National
Academy of Sciences press,online, with bibliography
5. Gary Becker and H. Gregg Lewis (1973). "On the Interaction between
the Quantity and Quality of Children". The Journal of Political
Economy.
6. Lucas, Robert (1972). "Expectations and the Neutrality of
Money". Journal of Economic Theory. 4
دار وائل للنشر،مدخل تحليلي ونظري: النقود والمصارف، مشهور هذلول، أكرم حداد.7
.2005 ، األردن،والتوزيع
دار ومكتبة الكندي للنشر،- اقتصاديات النقود والبنوك –المبادئ واألساسيات، حسين بني هاني.8
.2011 ، األردن، عمان،والتوزيع
مدخل حديث للنظرية النقدية: نظرية النقود واألسواق المالية، أحمد عبد الفتوح علي الناقة.9
.2001، مصر، مكتبة اإلشعاع،واألسواق المالية
اقتصاديات النقود والبنوك واألسواق، محمد عزت محمد غزالن، السيد محمد أحمد السريتي.10
.2010 ، مصر، مؤسسة رؤية،المالية