Professional Documents
Culture Documents
مقدمـــــــــــــــــــــــــــة
مقدمـــــــــــــــــــــــــــة
يعود تقدم االمم الى االدارة الموجودة فيها ,فاالدارة هي المسئولة عن نجاح المنظمات داخل
المجتمع ,النها قادرة على استغالل الموارد البشرية و المادية بكفاءة عالية و فاعلية .فهناك العديد من
الدول التي تملك الموارد المالية و البشرية و لكن لنقص الخبرة االدارية بقيت في موقع متخلف.
كما يمكن ان يقال :ان نجاح خطة التنمية االقتصادية و االجتماعية و تحقيقها الهدافها ال يمكن ان
تتم اال بحسن استخدام الموارد المتاحة المادية و البشرية .و كذلك نجاح المشروعات المختلفة في
جميع االنشطة االقتصادية الزراعية و الصناعية الخدماتية .و ال شك بان استخدام الموارد المتاحة
دون اسراف او تقصير يتوقف اساسا على كفاية االدارة في مجاالت النشاط المخلفة ,كما ان نجاح
المشروعات و تحقيقها الهدافها الموضحة في خطة عملها يتوقف على كفاية ادارتها ,و من هنا نجد
ان نجاح خطط التنمية االقتصادية و االجتماعية مرتبط بمستوى الكفاية االدارية في المشروعات
المختلفة داخل الدول .و خالل الحديث عن التنمية و االدارة فان البلدان النامية تواجه كثيرا من
المشكالتـ االدارية التي تحتاج الى قدرة و كفاءة ادارية لمواجهتها و التصدي لها و حلها ,حتي يمكن
ان تحقق اهداف التنمية المرغوبة .
عرف تسيير المؤسساتـ تطورات كثيرة منذ مئات السنين ,من خالل أراء و أفكار و نظريات العديد
من الكتاب و المفكرين و الممارسين .فمنذ ظهور اإلدارة كعلم مستقل تزايد الباحثون في مجاالت
اإلدارة المختلفة وتزايدت معهم اآلراء التي خلصوا إليها من أجل تطوير العمل اإلداري .حيث أنه
ليس بمقدور رجل اإلدارة تحقيق أهداف مؤسسته بمجرد إصداره قراراً معينا ً ،وإنما ال بد له من
القيام بمجموعة من المهام والتي اصطلح على تسميتها بالوظائف اإلدارية أو وظائف العملية اإلدارية
المتمثلة في التخطيط و التنظيم و إعداد تنمية القوى العاملة و التوجيه و القيادة و التقويم ،إن أداء هذه
المهام مجتمعة وقد يكون غيرها عالوة عليها وسيلة القائد أو أداته لتحقيق أهداف مؤسسته إال أن
الباحثين بمجال اإلدارة لم يتفقوا على أسلوب واحد يحكم عمل المديرين للوصول إلى األهداف
المطلوبة بأقل وقت و جهد و مال و إنما اختلفت نظرتهم إلى هذا األمر ،و هذا ما أدى إلى ظهور
عدة أنواع لإلدارة و كذلك عدة مدارس و كان من أهمها المدرسة الكالسيكية و من أهم النظريات
التي قدمتهاـ نظرية اإلدارة العلمية لفريدريك تايلور ،و عليه فالمشكلـ المطروح يكمن في كيف
ساهمت اإلدارة العلمية في تطور مجال اإلدارة؟
]1مطاوع إبراهيم عصمتـ و حسن ،أمينة أحمد .األصول اإلدارية للتربية ،جدة ،دار الشروق للنشر ،ص .30
[ ] 2مطاوع إبراهيم عصمت،اإلدارة التربوية في الوطن العربي ،مرجع سابق ،ص 51
المبحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث األول :مدخــــــل عام حول اإلدارة العلمـــــــــــــية
المطلب األول :لمحة تاريخيةـ حول فريدريك تايلور
التنظيمي و هو الشخص الذي أثر في العمل ذاك المهندس األمريكي، سعى لتحسين الكفاءة ،الذي شق طريقه حتى أصبح واح ًدا من األوائل في جيل جديد من
الكتاب وأصحاب النظريات المؤثرين للغاية في مجال اإلدارة ، واشتهر بأنه أبو اإلدارة العلمية،و كان لنظامه في اإلدارة العلمية الصناعية تأثيره الكبير في تنمية
جميع البلدان التي دخلتها الصناعة العصرية ، ويعد أسلوب اإلدارة العلمية الذي أرساه تايلور عبارة عن "دراسة العالقات بين األفراد والمهام بغرض إعادة
تصميم دائرة العمل لزيادة الكفاءة".
ض ا فكرة تقسيم مهمة مشرف الخط األول إلى ثمانية تخصصات كل منها منوط بشخص مختلف ،وكما يشعر البعض فإن هذه الفكرة كما كان أول من اقترح أي ً
قادت في آخر األمر إلى مفهوم المنظمات الماركسية.
لقد كان ألفكاره تأثير عظيم في تنظيم العمل وأسلوب إدارة األفراد ،ولسوء الحظ رغم أن المهام أصبحت أكثر إنتاجية فإنها بدت أيضا متكررةـ ورتيبة والعديد من
الموظفين كانوا غير سعداء في العمل.
وزادت اإلنتاجية تحت مظلة أساليب تايلور بصورة هائلة وبدت هذه األساليب أنها مثمرة ،وظهرت أقسام مستحدثة مثل قسمي العاملين ومراقبة الجودة ،وزاد
بريق المديرين في اإلدارة الوسطى أكثر وأكثر عندما فُ صل التخطيط عن العمليات ،وزادت الرسمية في العمل وظهر المشرف ذو ساعة اإليقاف ونوتة
المالحظات في كل مكان في العمل وحاولت مجموعات العمال اكتشاف كافة الطرق لمقاومة ذلك.
وهناك الكثير من المقاالت النقدية التي تشير إلى أن عمل تايلور تطور في مجتمع من المهاجرين؛ حيث وجد عدد كبير من العمال ذوي الخلفيات والمهارات
المتباينة والذين كان يجب تمكينهمـ من العمل مع بعضهم البعض ،وما زال جزء جوهري من اإلدارة العملية باقيًا معنا حتى اليوم ولكنه خضع فقط للتغيير
والتحديث وأضفي عليه سمة إنسانية.
حياتهـ
ولد فريدريك وينسلو تايلور في فيالدلفيا بالواليات المتحدة األمريكية في 20مارس 1856ألسرة تنتمي إلى الطبقة الليبرالية العليا ،وكون والده محاميًا وفر لديه
ثروة كافية من األمالك العقارية لم تجعله مضط ًّر ا لالستمرار في وظيفة منتظمة ،وكانت والدته مناصرة نشطة لحركة تحرير العبيد والحركة النسائية وقيل إنها
قامت بتأسيس مكان إلخفاء ومساعدة العبيد الهاربين ،وكان الوالدان أعضاء في جمعية األصدقاء وكانا يؤمنان بسمو التفكير والحياة البسيطة ،وقد تعلم تايلور في
سن مبكرةـ التحكم في الذات وساعدته تربيته على مبادئ جمعية األصدقاء في تجنب الصراعات مع نظرائه وتسوية نقاط الخالف فيما بينهم.
ً
جهازا وكان تيلور مراه ًقا ذا رغبة قوية في النجاح وكان دائ ًم ا ما يعد ويقيس األشياء الستنباط الطريقة الفضلى إلنجاز شيء ما ،وقد اخترع في سن الثانية عشرة
لنفسه لتجنب النوم على ظهره؛ أمالً في تجنب األحالم المزعجة التي كان يمر بها.
دخل في البداية أكاديمية فيليبس ثم تم قبوله في جامعة هارفارد ،كما حصل على درجة جامعية في الهندسة في سن الخامسة والعشرين ،ورغم أنه تفوق في
الرياضيات وحصل على درجة جامعية متميزةـ اختار تايلور العمل في المجال الصناعي ،وتأثر بنظام التصنيف الذي وضعه ميلفيل ديوي والذي سمي بنظام ديوي
العشري.
عمله
عمل في ورشة صغيرة كتلميذ صناعي لمدة أربع سنوات ، و بعدها عمل في أحد مصانع الحديد في والية فيالدلفيا مهندسا ،وخالل ثماني سنوات من انخراطه في
هذه الشركة تقلد مناصب مختلفة من عامل بسيط إلى مالحظ للوقت إلى ميكانيكي إلى مشرف مجموعة إلى مساعد مهندس ثم أخيرا إلى كبير المهندسين في
الشركة ،وفي نفس الوقت كان يواصل تحصيله العلمي حتى تمكن من الحصول على الماجستير في الهندسة .
أتاح له تدرجه في جميع الوظائف فرصة فهم شؤون اإلنتاج ونفسية العمال وسبب تذمرهم وانخفاض كفايتهم اإلنتاجية .وخالل فترة عملة في المصنع الحظ
تايلور أساليب اإلدارة التقليدية تؤثر في فاعلية وكفاءة اإلنتاج وتضيع الكثير من الوقت فعمد على إجراء العديد من البحوث والدراسات و التجارب و نادى بأهمية
مبادئه ودافع عنها وعن أهمية تطبيقها في الحياة العملية .
خلصت الى “نظرية اإلدارة العلمية” وهي الكيفية التي يمكن العمل بها للحصول على الكفاءة والفاعلية في اإلنتاج ،والتي تعني الوصول إلى الهدف بأقل وأرخص
التكاليف ،وكانت من خالل العديد من المبادئ منها “تقسيم العمل” والتدريب و إجراء البحوث والدراسات على أوضاع العاملين.
كان لتايلور دور كبير في تحسين أنماط اإلنتاج من خالل نظرياته في فترة الثورة الصناعية التي سبقت الحرب العالمية األولى مما حدا بالكثيرين إلى التفكير في
أن يكون لإلدارة علم مستقل وذهبت بالكثيرين للتعمق في األساليب والطرق التي تجعل من اإلنتاج كفؤ وفعال مما جعلهم يطلقون عليه اسم “أبو اإلدارة” أو
بالنظرية التايلورية .
[ 3كامل محمد المغربي ،اإلدارة :أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين،ط (.1.عمان:دائرةـ المكتبة الوطنية،
،)2007ص .109
[ ] 4عبد الرحمن ,يسرى أحمد .تطور الفكر االقتصادي الجزء األول .اإلسكندرية :شارع زكريا غنيم اإلبراهيمية الدار الجامعية ,2003 ,ص .43
المطلب الثاني :تعريـــــــــــــــــــــف اإلدارة العلميـــــــــــــــــــــــــة :
إلدارة علم له أصوله وقواعده ونظرياته ،ويمكن تطبيقـ المنهج العلمي في دراسته والتحقق منه؛ حيث يمتاز المنهج العلمي بمميزاتـ ومن بينها:
الموضوعية ،وقابلية إثبات النتائج ،والقابلية للتعميم ،وإمكانية التنبؤ بالنتائج ،والمرونة . 5ويزيد في الناحية العلمية الموضوعية لإلدارة أن
هناك جوانب مادية تتعامل معها و بها اإلدارة ،وهذه يمكن دراستها وإخضاعها للتجارب تماما كما تخضع المواد في المختبرات العلمية
للتجارب .كما قامت مدارس إدارية على تطبيقـ المنهج الرياضي واإلحصائي في دراسة المشكالتـ اإلدارية وهذا يعمق الجانب العلمي في
اإلدارة
حيث قام تايلور بعدد من الدراسات واألبحاث والتجارب وقد اثبت في تجربته األولى جهل اإلدارة بكمية العمل الواجب أن يقدمه الفرد ،وفي
تجربته الثانية قام بدراسة الوقت الالزم النجاز العمل المطلوب ،وهدفت تجربته الثالثة إلى تحسين األدوات واآلالت المستخدمة في العمل .
ونشر “تايلور” نتائج أبحاثة ودراساته في كتاب “إدارة الورش” عام ]2[.1903
وقام “تايلور” بعدد آخر من الدراسات كان يهدف منها إلى فلسفة جديدة في اإلدارة
وأطلق عليها لفظ اإلدارة العلمية حتى يميزها عن اإلدارة التقليدية التي كانت متبعة في ذلك الوقت والتي أسماها تايلور إدارة البصمة والتخمين
ويقول “تايلور”ـ أن اإلدارة العلمية أكبر من أن تكون طريقة بحث وتخطيطـ ورقابة… إنها ثورة فكرية أو فلسفة إدارية جديدة تنادي بتغييرـ شامل
في تفكيرـ اإلدارة نحو العاملين ،وفي تفكير العاملين نحو اإلدارة ،وفي تفكير العاملين نحو بعضهم البعض
هي التحديد الدقيق لما يجب على األفراد أن يقوموا به و التأكد من أنهم يؤدونه على أحسن وجه و أكفأ الطرق.
يقصد فريدريك تايلورـ بالمنهج العلمي في نظرية االدارة العلمية المراقبة والقياس المنهجيين .يغطي عمل رئيس العمال وظائف مختلفة ،ولكي
يتم عمله بشكل جيد ،يجب تقسيم عمله بين عدة متخصصين ،مما يعنيـ التخلي عن مبدأ وحدة القيادة .يسمي فريدريكـ تايلور هذا النظام باإلدارة
الوظيفية .يصوغ تايلور بذلك مبدأ اإلدارة عن طريق االستثناءات :يجب أال تغطي عالقات اإلنتاج أكثر من تلك التي ال تحترم
المعاييرـ .يفترض تايلور أن طريقته تنطبق على جميع األنشطة البشرية ،بما في ذلك إدارة المنازل والمزارع والشركات والمؤسسات الدينية
والجامعات والكليات والمدارس والمؤسسات التربوية الرسمية وغير الرسمية والهيئات الحكومية ،حيث يتم تطبيق هذه المبادئ بشكل كامل.
لم تؤثر مبادئ نظرية اإلدارة العلمية على هذه المجاالت المتنوعة فحسب ،بل عملت نظرية اإلدارة العلمية باعتبارها نقطة مرجعية مفاهيمية
[ ] 5مطاوع ،إبراهيم عصمت .اإلدارة التربوية في الوطن العربي .القاهرة ،دار الفكر للطباعة و النشر ،ص .79
[ ] 6مهدي حسن زويلف .اإلدارة :نظريات و مبادئ .الطبعة األولى عمان :دار الفكر للطباعة والنشر و التوزيع1421-2001 ,هـ .ص.29
المطلب الثالث :نشــــــــــــــــــــــــــأة نظرية اإلدارة العلمــــــــــــــــــــــية و تطورها .
نظرية اإلدارة العلمية ،المعروفة أي ً
ض ا باسم منهج تايلور,هي إحدى نظريات اإلدارة التي تقوم بتحليل وتركيب حركة سير العمل،
ويتمثل هدفها األساسي في تحسين الكفاءة االقتصادية وال سيما إنتاجية العمال ،وهي من أولى المحاوالت لتطبيق العلم في هندسة
العمليات واإلدارة ،وبدأ تطويرها على يد فريدريك وينسلو تايلور في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر في القطاعات
ً
بارزا ولكنها بدأت عصر المنافسة الصناعية وبلغ هذا التأثير ذروته في العقد األول والثاني من القرن العشرين ،وال يزال تأثيرها
والتوافق مع األفكار المتعارضة أو المتكاملة.
على الرغم من أن اإلدارة العلمية كنظرية مميزة أو مدرسة فكرية أصبحت شيئا من الماضي بحلول ثالثينيات القرن العشرين ،إال
أن غالبية موضوعاتها ال تزال تمثل جزءًا من الهندسة الصناعية واإلدارة حاليًا ،وتتضمن هذه الموضوعات التحليل والتركيب
والمنطق والعقالنية والتجريب وأخالقيات العمل والكفاءة والحد من الفاقد وتوحيد معايير أفضل الممارسات وازدراء التقاليد التي
يتم المحافظة عليها من أجل ذاتها أو فقط من أجل حماية الوضع االجتماعي لعمال معينين لديهم مجموعة محددة من المهارات،
وتحول اإلنتاج الحرفي إلى إنتاج ضخم; ونقل المعرفة بين العمال ومن العمال لألدوات والعمليات والتوثيق.
في حين أنه عادة ما يتم التعامل مع مصطلحي "اإلدارة العلمية" و"منهج تايلور" كمترادفين ،فهناك وجهة نظر بديلة تعتبر منهج
تايلور النموذج األول لإلدارة العلمية الذي اتبعته مناهج كثيرة ،وبالتالي فإن نظرية اإلدارة اليوم أحيا ًنا ما تطلق على منهج تايلور
المنهج الكالسيكي (وهذا يعني المنظور الذي ال يزال يحظى باالحترام لتأثيرها األصلي بالرغم من أنها ليست حديثة أو مطورة).
ومن األسماء األولى التي أطلقها تايلور على هذا المنهج "إدارة المتجر و"إدارة العملية" ،عندما أشاع لويس برانديز استخدام
مصطلح "اإلدارة العلمية" في عام ,1910اعتبره تايلور اسمًا ً
جيدا للمفهوم واستخدمه هو نفسه في كتابه في عام 1911في
دراسته.
ويتلخص أسلوب اإلدارة العلمية عند تيلور فى إن هناك دائما طريقه نموذجية أو نمطية ألداء اى عمل وان هدف اإلدارة العلمية هو
التوصل أو التعرف على األسلوب الوحيد األفضل إلتمام العمل بشكل امثل .
فقد الحظ تيلور ان كل عملية يقوم بها العامل تتكون من عدة حركات بسيطة ،يمكن تحليلها وقياس الوقت الذي تستغرقه هذه
الحركات باستخدام ساعة التوقيت الخاص ،وذلك بغرض اختصار وتفادى الحركات الغير ضرورية وتحسين األداء ،ثم تحديد
الوقت النموذجي ألداء كل عملية يقوم بها العامل ،وسميت هذه الطريقة باسم " دراسة الوقت والحركة " .
المطلب األول :مختلف التصورات المتعلقة باإلدارة العلمية (فرضياتها ،تجاربها،ـ أسسها) .
– فرضياتها:ـ
– لقد استند تايلور على مجموعة من المشاهدات يمكن إيجازها فيما يلي]5[:
– أن العاملين لم يحاولوا إطالقا رفع كفايتهم اإلنتاجية لعدم وجود دافع قوي يحفزهم على زيادة الجهد
إن أجر الفرد في المؤسسة يحدد حسب وظيفته و أقدميته و ليس حسب قدراته و ليس حسب قدراته و خبراته و مهاراته اإلنتاجية فأدى إللى
هبوط مستوى أداء الفرد النشيط إلى مستوى أداء غير النشيط ما دام يحصل على نفس األجر.
– جهل اإلدارة بمقدار الوقت الالزم إلنجاز العمل المطلوب مما يؤدي إلى زيادة الفاقد في العمل و ارتفاع تكلفته.
– جهل رجال اإلدارة بالنظم الواجب إتباعها لتنظيم العالقة بين العمل و العاملين .و الطرق الواجب استخدامها للحد من التالعب و ضياع الوقت
فقد الحظ “تايلور” تكرار تهرب العمال من العمل أو التظاهر بالعمل دون أن يكون هناك إنتاج حقيقي .و قد علل تايلور وجود هذه الظاهرة إلى
سببين:
“ - 1الطبيعة البشرية” فالفرد يميل بطبيعته إلى الكسل و البطء في العمل إذا لم يكن هناك مصلحة شخصية تحقق له حاجة ضرورية .و كذلك أن
سوء عالقة الفرد بزمالئه أو رئيسه يؤدي إلى انخفاض أدائه و إنتاجيته.
-2اعتقاد بعض العاملين أن زيادة إنتاجيتهم سوف تتسبب في فصل عدد منهم من العمل.
– تجاربها:
لقد اهتم تايلور في أثناء عمله بإنتاج أقصى حد ممكن عن طريق مجموعات العمل التي يشرف عليها ،فلم يكن مرتاحا لنظام العمل في المصنع
العتقاده بأن هذا النظام ال يقوم على تقدير سليم لطاقة العامل اإلنتاجية ،بل مبني على سجالت اإلنتاج السابقة التي تقدر عشوائيا معدل اإلنتاج
المطلوب وهو مبدأ عرفه العمال وحاولوا دوما الحفاظ عليه بدرجة مما جعل العمال أصحاب المبادرة بتحديد كمية اإلنتاج.تعد سنة 1898بداية
تجارب تايلور حيث ذهب في ذلك العام ليعمل في شركة بيت لحم للفوالذ حيث قام هناك بدراساته المشهورةـ في عدة مجاالت على النحو التالي[:
]6
[ ] 9إدارة المؤسسات العامة في الدول النامية “منظور استراتيجي” ،أحمد عثمان طلحة ،ط( .1.األردن :دائرة المكتبة الوطنية ،)2008 ،ص
.37،38
[ ] 10كامل محمد المغربي ،اإلدارة :أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين ،مرجع سابق ،ص .110
[ ] 11كامل محمد المغربي ،اإلدارة :أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين ،مرجع سابق ،ص .111
المطلب الثالث :التنظـــــــــــــــــــــــــيم الوظيفــــــــــــــــي عند تايلور وخصائص اإلدارة العلـــــــــــــــــمية .
عمل فريدريك تايلور على وضع آلية التنظيم الوظيفي على مبدأ تقسيم العمل بين عدد من المدراء بلغ عددهم الثمانية و األفراد
العاملين ،حيث أعطى تايلور لكل من المدراء وفقا لتخصصه الصالحية و السلطة .أما األفراد العاملين فأصبح العامل الواحد خاضع
لثمانية رؤساء في الوقت الواحد.
و جعل على رأس هذا التنظيم الوظيفي مديرا واحدا “منسقا” مما كان هذا سببا في انتقاد هذا التنظيم الوظيفي األمر الذي يؤدي إلى
الحيرة و االزدواجية و التعارض في العمل]12[.
– نظام تحليلي غايته معالجةـ المشاكل الصناعية.
اسس وأركان اإلدارة العلمية.
-استخدام األسلوب العلمي في الوصول إلى حلول المشاكل اإلدارية واتخاذ القرارات.
-اختيار اآلالت والمواد والعمال بطريقة علمية وسليمة.
-تهيئة إمكانيات العمل المادية واإلدارية للعمال باإلضافة إلى وضوح التعليمات.
-التعاون بين اإلدارة والعمال.
-تعتبر اإلدارة العلمية أن وحدة العمل اإلداري الرئيسية هي الوظيفة ونوع العمل وطبيعته ومواصفاته هو موضع االهتمام الكبير.
-هناك خطوط رسمية محددة لالتصال بين أجزاء أو أقسام المنظمة اإلدارية يجري من أعلى إلى أسفل في شكل تعليمات وأوامر
تصدر من اإلدارة للعاملين.
-تحديد نطاق اإلشراف والرقابة حيث يمارس خالله كل رئيس مهام إدارته.
خصــــــــــــــــــــــــــــــــائص اإلدارة العلمية :
– االهتمام بعوامل اإلنتاج (القوى البشرية ،المواد و اآلالت ،و رأس المال)]13[.
[ ]12محمد رسالن الجيوسي،و جميلة جاد هللا ،اإلدارة :علم و تطبيق ،)………………( .ص.35
[ ] 13محمد رسالن الجيوسي،و جميلة جاد هللا ،اإلدارة :علم و تطبيق ،مرجع سابق ،ص .35
المبحث الثالث :خصــــــــــــــــوصية اإلدارة العلمـــــــــــــــــــــــــــــية
المطلب األول :أهداف اإلدارة العلمية .
أدت التايلورية إلى زيادة اإلنتاجية ،ما يعني حاجة لعدد أقل من العمال أو ساعات العمل إلنتاجـ نفس الكمية من السلع .على المدى القصير ،يمكن
أن تؤدي زيادة اإلنتاجية مثل تلك التي حققتهاـ تقنيات تايلور الفعالة إلى اضطراب كبير .غالبًا ما تصبح عالقات العمل مثيرة للجدل حول ما إذا
كانت الفوائد المالية ستتحقق ألصحابها في شكل زيادة األرباح ،أو العمال في شكل زيادة األجور .نتيجة لتقسيم عمليات التصنيع وتوثيقها ،يمكن أن
تتمكنـ الشركات التي تستخدم أساليب تايلور من توظيفـ عمال أقل مهارة ،وتوسيع مجموعة العمال ومن ثم خفض األجور واألمن الوظيفي.
على المدى الطويل ،يعتبر االقتصاديون السائدون أن زيادة اإلنتاجية تعود بالفائدة على االقتصاد بشكل عام ،وهي ضرورية لتحسين مستوى
المعيشة للمستهلكين بشكل عام .في الوقت الذي كان فيه تايلور يقوم بعمله ،أدت التحسيناتـ في اإلنتاجية الزراعية إلى تحرير جزء كبيرـ من القوى
العاملة لقطاع التصنيع ،ما سمح لهؤالء العمال بدورهم بشراء أنواع جديدة من السلع االستهالكية بدالً من العمل مزارعي كفاف .في السنوات
الالحقة ،ستؤدي زيادة كفاءة التصنيع إلى تحرير أقسام كبيرةـ من القوى العاملة لقطاع الخدمات .في حال اس ُتولي عليها كأرباح أو أجور ،فس ُتنفق
األموال الناتجة عن الشركات األكثر إنتاجية على السلع والخدمات الجديدة؛ وفي حال فرضت المنافسة الحرة في السوق تخفيض األسعار لتصبح
قريبة من تكلفة اإلنتاج ،فسيحصل المستهلكون على الفوائد بشكل فعال وسيكون لديهم المزيد من األموال إلنفاقها على السلع والخدمات الجديدة .في
كلتا الحالتين ،تتشكل الشركات والصناعات الجديدة لالستفادة من زيادة الطلب ،وبسببـ العمالة المحررة ،يمكنها توظيف العمال .لكن ال تضمن
الفوائد على المدى الطويل أنّ العمال المستبدلين سيكونون قادرين على الحصول على وظائف جديدة تدفع لهم أجورً ا مماثلة أو أفضل من وظائفهم
القديمة ،ويمكن أن يتطلب هذا وصواًل إلى تعليم أو تدريب وظيفي ،أو االنتقال إلى جزء مختلف من البلد الذي تنموـ فيه الصناعات الجديدةُ .تعرف
عدم القدرة على الحصول على عمل جديد بسبب عدم التوافق هذا باسم البطالة الهيكلية ،ويتناقش االقتصاديون حول مدى حدوث ذلك على المدى
الطويل ،في حال حدث ،وكذلك التأثير على عدم المساواة في الدخل ألولئك الذين يجدون وظائف.
على الرغم من عدم توقعه من قبل مؤيدي اإلدارة العلمية في وقت مبكر ،يجعل التحليل التفصيلي وتوثيقـ طريقة اإلنتاجـ المثلى أيضً ا أتمتة العملية
أسهل ،خاصة العمليات الفيزيائية التي ستستخدم الح ًق ا أنظمة التحكم الصناعية والتحكم العددي .تخلق العولمة االقتصادية واسعة االنتشار أيضً ا
فرصة االستعانة بمصادر خارجية للمناطق ذات األجور المنخفضة ،مع تسهيل نقل المعرفة إذا وُ ّثقتـ الطريقة المثلى بوضوح مسب ًقا .خاصة عندما
تكون األجور أو فروق األجور عالية ،يمكن أن تؤدي األتمتة واالستثمارـ في الدول النامية إلى مكاسب إنتاجية كبيرةـ وأسئلة مماثلة حول من
المستفيد وما إذا كانت البطالة التكنولوجية مستمرة أم ال .نظرً ا إلى أن األتمتة غالبًا ما تكون مناسبة للمهام المتكررة والمملة ،ويمكن استخدامها
أيضً ا للمهام القذرة والخطيرة والمُهينة ،يعتقد المؤيدون أنها ستحرر العمال البشريين على المدى الطويل من أجل إبداع أكثر وأمان أكثر وعمل
أكثر متعة.
– رفع مستوى طرق العمل خالل المعدات و المواد المستخدمة و تدريب العاملين.
– التأكيد على تقسيم العمل و توزيع المسؤوليات بين اإلدارة و األفراد و العاملين]14[.
تبنى عدد كبير من رجال التربية تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في الميدان التربوي سعيا ً منهم إلى:
– إضفاء الصبغة العلمية على اإلدارة التربوية واعتبار من يعمل بها صاحب مهنة.
– اعترف (تايلور) وأتباعه بأهمية الحوافز لتشجيع الفرد على العمل أنهم افترضوا أن األجر وحده هو الدافع الوحيد للعمل .
– اعتبرت اإلدارة العلمية أن العالقة بين المؤسسة والعاملين فيها عالقة تعاقدية يحق بموجبها لإلدارة أن تضع شروطا ً وقيوداً على
العاملين بهدف تحقيق الربح مقابل دفع األجر على كمية العمل ولذا فاإلدارة العلمية تجاهلت العالقة اإلنسانية في اإلدارة]20[.
ورغم هذه االنتقادات إال انه يوجد لهذه النظرية ايجابيات و محاسن تمثلت فيما يلي :
ـ تصدي هذه النظرية للمشاكل بسالح العلم و ذلك باتخاذها من العلم منهجا و بذلك بالقيام بالبحوث و الدراساتـ وهي أدوات التحليل
الحديث وأساس التنظيم.
ـ لم تكتف هذه النظرية بما توصل إليه من النظريات السابقة وإنما أجرت عليها دراسات و تجارب و وضعت بناء على ذلك نظريات
و مبادئ تحكم العمل.
ـ لقد ثبت فيما بعد أن المؤسسات و اإلدارات التي تعمل بمنهج اإلدارة العلمية تحقق نتائج جديدة و أفضل من المؤسسات و اإلدارات
التي تعمل على أسلوب التجربة و الخطأ]21[.
محمد رسالن الجيوسي،و جميلة جاد هللا ،اإلدارة :علم و تطبيق ،)………………( .ص.35 []12
[ ] 13محمد رسالن الجيوسي،و جميلة جاد هللا ،اإلدارة :علم و تطبيق ،مرجع سابق ،ص .35
[ ] 15مصطفى ،صالح عبد الحميد و فاروق ،فدوى .مقدمة في اإلدارة والتخطيط التربوي .الرياض ،مكتبة الرشد 1426 ،هـ ،ص 84
[ ] 16مصطفى ،صالح عبد الحميد و فاروق ،فدوى .مقدمة في اإلدارة والتخطيط التربوي ،مرجع سابق ،ص 85
[ ]17هريراج ،خطة نموذجية شاملة لتحسين اإلدارة ،الوثيقة رقم 3من االجتماع الخامس للمنطقة األمريكية من أجل التدريب على االتصالت “سانتياغو -تشيلي
– تشرين الثاني ”1984
[ ] 18إدارة المؤسسات العامة في الدول النامية “منظور استراتيجي” ،أحمد عثمان طلحة ،ص 38
الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
نجحت نظرية اإلدارة العلمية من إيجاد مجموعة من العناصر التي لم تكن موجودة في
الماضي؛ تتلخص هذه العناصر في مناهج إيجاد المعرفة التي يتم جمعهاـ وتحليلها وتجميعها
وتصنيفها في قوانين وقواعد تشكل منهجا علميًا .بالمقابل ،أثمرت هذه نظرية اإلدارة
العلمية وتطبيقاتها المختلفة بتغيير في الموقف المتبادل للعمال واإلدارة .وينتج عن هذا التغيير تقسيم
جديد للواجبات بين الطرفين وتعاون ودي يستحيل الحصول عليه في ظل فلسفة نظام اإلدارة القديم.
نظرية اإلدارة العلمية :ترتكز على مبادئ أساسية تتلخص في العلم.؛ االنسجام؛ التعاون؛ االداء
العالي؛ تدريب كل موظف حتى يصل ألكبر قدر من الكفاءة واالزدهار .تنطبق هذه المبادئ على
كافة البشر ،فحسب نظرية اإلدارة العلمية كل الناس يومكن أن ينتجوا أكثر .في نفس الوقت ،تؤدي
تعني نظرية اإلدارة العلمية أيضا ألصحاب العمل والعمال السعي إلى القضاء على جميع أسباب
الخالفاتـ .سيكون تحديد المهامـ اليومية الموكلة إلى كل موظف مسألة تحقيق علمي .بناءا على هذا ،
يمكن أن تتوقف ممارساتـ محاكاةـ العمل .بالمقابل ،تؤدي زيادة المكافئاتـ المالية للعمال إلى القضاء
على قضية األجور التي شكلت طويال مصدرا للخالفات .من شأن التعاون الوثيق والحميم
لقد أتت النظرية العلمية المعروفة بنظرية فريدريك تايلور مفاهيم جديدة والعالقة بين العامل واإلدارة
ولقد وضعت مناهج جديدة متمثلة خاصة في التصدي لمختلف المشاكل بسالح العلم وقد فتحت
األبواب لعدة نظريات أخرى للظهور و البروز ،على الرغم من ان هذه النظرية قد تعرضت لعدة
انتقادات و كذلك اتساع الهوة بين اإلدارة والنقابات العمالية إال أنها قد نجحت في تحقيق عدة مبتغيات
[ ]20مطاوع إبراهيم عصمت،اإلدارة التربوية في الوطن العربي ،مرجع سابق ،ص 60
[ ]2مطاوع إبراهيم عصمت،اإلدارة التربوية في الوطن العربي ،مرجع سابق ،ص 51
[ ]3كامل محمد المغربي ،اإلدارة :أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين،ط (.1.عمان:دائرة
المكتبة الوطنية،)2007 ،ص .109
[ ]4عبد الرحمن ,يسرى أحمد .تطور الفكر االقتصادي الجزء األول .اإلسكندرية :شارع زكريا غنيم اإلبراهيمية الدار الجامعية,2003 ,
ص .43
[ ]5مطاوع ،إبراهيم عصمت .اإلدارة التربوية في الوطن العربي .القاهرة ،دار الفكر للطباعة و النشر ،ص .79
[ ]6مهدي حسن زويلف .اإلدارة :نظريات و مبادئ .الطبعة األولى عمان :دار الفكر للطباعة والنشر و التوزيع1421-2001 ,هـ .ص
.29
[ ]7الموقع االلكتروني لصبرية موسى اليحيوي ،أستاذة االدارة التربوية و العلوم االنسانية ،جامعة طيبة بالمدينة المنورة
[ ]9إدارة المؤسسات العامة في الدول النامية “منظور استراتيجي” ،أحمد عثمان طلحة ،ط( .1.األردن :دائرة المكتبة الوطنية،)2008 ،
ص .37،38
[ ]10كامل محمد المغربي ،اإلدارة :أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين ،مرجع سابق ،ص
.110
[ ]11كامل محمد المغربي ،اإلدارة :أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين ،مرجع سابق ،ص
.111
[ ]12محمد رسالن الجيوسي،و جميلة جاد هللا ،اإلدارة :علم و تطبيق ،)………………( .ص.35
[ ]13محمد رسالن الجيوسي،و جميلة جاد هللا ،اإلدارة :علم و تطبيق ،مرجع سابق ،ص 35
[ ]15مصطفى ،صالح عبد الحميد و فاروق ،فدوى .مقدمة في اإلدارة والتخطيط التربوي .الرياض ،مكتبة الرشد 1426 ،هـ ،ص 84
[ ]16مصطفى ،صالح عبد الحميد و فاروق ،فدوى .مقدمة في اإلدارة والتخطيط التربوي ،مرجع سابق ،ص 85
[ ]17هريراج ،خطة نموذجية شاملة لتحسين اإلدارة ،الوثيقة رقم 3من االجتماع الخامس للمنطقة األمريكية من أجل التدريب على
االتصالت “سانتياغو -تشيلي – تشرين الثاني ”1984
[ ]18إدارة المؤسساتـ العامة في الدول النامية “منظور استراتيجي” ،أحمد عثمان طلحة ،ص .38