You are on page 1of 87

‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــة ‪:‬‬

‫يعود تقدم االمم الى االدارة الموجودة فيها‪ ,‬فاالدارة هي المسئولة عن نجاح المنظمات داخل‬
‫المجتمع‪ ,‬النها قادرة على استغالل الموارد البشرية و المادية بكفاءة عالية و فاعلية‪ .‬فهناك العديد من‬
‫الدول التي تملك الموارد المالية و البشرية و لكن لنقص الخبرة االدارية بقيت في موقع متخلف‪.‬‬

‫كما يمكن ان يقال ‪ :‬ان نجاح خطة التنمية االقتصادية و االجتماعية و تحقيقها الهدافها ال يمكن ان‬
‫تتم اال بحسن استخدام الموارد المتاحة المادية و البشرية‪ .‬و كذلك نجاح المشروعات المختلفة في‬
‫جميع االنشطة االقتصادية الزراعية و الصناعية الخدماتية ‪ .‬و ال شك بان استخدام الموارد المتاحة‪ ‬‬
‫دون اسراف او تقصير يتوقف اساسا على كفاية االدارة في مجاالت النشاط المخلفة ‪ ,‬كما ان نجاح‬
‫المشروعات و تحقيقها الهدافها الموضحة في خطة عملها يتوقف على كفاية ادارتها‪ ,‬و من هنا نجد‬
‫ان نجاح خطط التنمية االقتصادية و االجتماعية مرتبط بمستوى الكفاية االدارية في المشروعات‬
‫المختلفة داخل الدول ‪ .‬و خالل الحديث عن التنمية و االدارة فان البلدان النامية تواجه كثيرا من‬
‫المشكالتـ االدارية التي تحتاج الى قدرة و كفاءة ادارية لمواجهتها و التصدي لها و حلها‪ ,‬حتي يمكن‬
‫ان تحقق اهداف التنمية المرغوبة ‪ .‬‬

‫عرف تسيير المؤسساتـ تطورات كثيرة منذ مئات السنين‪ ,‬من خالل أراء و أفكار و نظريات العديد‬
‫من الكتاب و المفكرين و الممارسين‪ .‬فمنذ ظهور اإلدارة كعلم مستقل تزايد الباحثون في مجاالت‬
‫اإلدارة المختلفة وتزايدت معهم اآلراء التي خلصوا إليها من أجل تطوير العمل اإلداري‪ .‬حيث أنه‬
‫ليس بمقدور رجل اإلدارة تحقيق أهداف مؤسسته بمجرد إصداره قراراً معينا ً ‪ ،‬وإنما ال بد له من‬
‫القيام بمجموعة من المهام والتي اصطلح على تسميتها بالوظائف اإلدارية أو وظائف العملية اإلدارية‬
‫المتمثلة في التخطيط و التنظيم و إعداد تنمية القوى العاملة و التوجيه و القيادة و التقويم‪ ،‬إن أداء هذه‬
‫المهام مجتمعة وقد يكون غيرها عالوة عليها وسيلة القائد أو أداته لتحقيق أهداف مؤسسته إال أن‬
‫الباحثين بمجال اإلدارة لم يتفقوا على أسلوب واحد يحكم عمل المديرين للوصول إلى األهداف‬
‫المطلوبة بأقل وقت و جهد و مال و إنما اختلفت نظرتهم إلى هذا األمر‪ ،‬و هذا ما أدى إلى ظهور‬
‫عدة أنواع لإلدارة و كذلك عدة مدارس و كان من أهمها المدرسة الكالسيكية و من أهم النظريات‬
‫التي قدمتهاـ نظرية اإلدارة العلمية لفريدريك تايلور‪ ،‬و عليه فالمشكلـ المطروح يكمن في كيف‬
‫ساهمت اإلدارة العلمية في تطور مجال اإلدارة؟‬

‫‪ ]1‬مطاوع إبراهيم عصمتـ و حسن‪ ،‬أمينة أحمد‪ .‬األصول اإلدارية للتربية‪ ،‬جدة‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫[‪ ] 2‬مطاوع إبراهيم عصمت‪،‬اإلدارة التربوية في الوطن العربي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪51‬‬
‫المبحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث األول‪ :‬مدخــــــل عام حول اإلدارة العلمـــــــــــــية‬
‫المطلب األول‪ :‬لمحة تاريخيةـ حول فريدريك تايلور‬

‫التنظيمي و هو الشخص الذي أثر في العمل ذاك المهندس األمريكي‪، ‬سعى لتحسين الكفاءة ‪ ،‬الذي شق طريقه حتى أصبح واح ًدا من األوائل في جيل جديد من‬
‫الكتاب وأصحاب النظريات المؤثرين للغاية في مجال اإلدارة‪ ،  ‬واشتهر بأنه أبو اإلدارة العلمية‪،‬و كان لنظامه في اإلدارة العلمية الصناعية تأثيره الكبير في تنمية‬
‫جميع البلدان التي دخلتها الصناعة العصرية‪ ،  ‬ويعد أسلوب اإلدارة العلمية الذي أرساه تايلور عبارة عن "دراسة العالقات بين األفراد والمهام بغرض إعادة‬
‫تصميم دائرة العمل لزيادة الكفاءة"‪.‬‬

‫ض ا فكرة تقسيم مهمة مشرف الخط األول إلى ثمانية تخصصات كل منها منوط بشخص مختلف‪ ،‬وكما يشعر البعض فإن هذه الفكرة‬ ‫كما كان أول من اقترح أي ً‬
‫قادت في آخر األمر إلى مفهوم المنظمات الماركسية‪.‬‬
‫لقد كان ألفكاره تأثير عظيم في تنظيم العمل وأسلوب إدارة األفراد‪ ،‬ولسوء الحظ رغم أن المهام أصبحت أكثر إنتاجية فإنها بدت أيضا متكررةـ ورتيبة والعديد من‬
‫الموظفين كانوا غير سعداء في العمل‪.‬‬

‫‪  ‬وزادت اإلنتاجية تحت مظلة أساليب تايلور بصورة هائلة وبدت هذه األساليب أنها مثمرة‪ ،‬وظهرت أقسام مستحدثة مثل قسمي العاملين ومراقبة الجودة‪ ،‬وزاد‬
‫بريق المديرين في اإلدارة الوسطى أكثر وأكثر عندما فُ صل التخطيط عن العمليات‪ ،‬وزادت الرسمية في العمل وظهر المشرف ذو ساعة اإليقاف ونوتة‬
‫المالحظات في كل مكان في العمل وحاولت مجموعات العمال اكتشاف كافة الطرق لمقاومة ذلك‪.‬‬
‫وهناك الكثير من المقاالت النقدية التي تشير إلى أن عمل تايلور تطور في مجتمع من المهاجرين؛ حيث وجد عدد كبير من العمال ذوي الخلفيات والمهارات‬
‫المتباينة والذين كان يجب تمكينهمـ من العمل مع بعضهم البعض‪ ،‬وما زال جزء جوهري من اإلدارة العملية باقيًا معنا حتى اليوم ولكنه خضع فقط للتغيير‬
‫والتحديث وأضفي عليه سمة إنسانية‪.‬‬

‫حياتهـ‬

‫ولد فريدريك وينسلو تايلور في فيالدلفيا بالواليات المتحدة األمريكية في ‪ 20‬مارس ‪ 1856‬ألسرة تنتمي إلى الطبقة الليبرالية العليا‪ ،‬وكون والده محاميًا وفر لديه‬
‫ثروة كافية من األمالك العقارية لم تجعله مضط ًّر ا لالستمرار في وظيفة منتظمة‪ ،‬وكانت والدته مناصرة نشطة لحركة تحرير العبيد والحركة النسائية وقيل إنها‬
‫قامت بتأسيس مكان إلخفاء ومساعدة العبيد الهاربين‪ ،‬وكان الوالدان أعضاء في جمعية األصدقاء وكانا يؤمنان بسمو التفكير والحياة البسيطة‪ ،‬وقد تعلم تايلور في‬
‫سن مبكرةـ التحكم في الذات وساعدته تربيته على مبادئ جمعية األصدقاء في تجنب الصراعات مع نظرائه وتسوية نقاط الخالف فيما بينهم‪.‬‬
‫ً‬
‫جهازا‬ ‫وكان تيلور مراه ًقا ذا رغبة قوية في النجاح وكان دائ ًم ا ما يعد ويقيس األشياء الستنباط الطريقة الفضلى إلنجاز شيء ما‪ ،‬وقد اخترع في سن الثانية عشرة‬
‫لنفسه لتجنب النوم على ظهره؛ أمالً في تجنب األحالم المزعجة التي كان يمر بها‪.‬‬

‫دخل في البداية أكاديمية فيليبس ثم تم قبوله في جامعة هارفارد‪ ،‬كما حصل على درجة جامعية في الهندسة في سن الخامسة والعشرين‪ ،‬ورغم أنه تفوق في‬
‫الرياضيات وحصل على درجة جامعية متميزةـ اختار تايلور العمل في المجال الصناعي‪ ،‬وتأثر بنظام التصنيف الذي وضعه ميلفيل ديوي والذي سمي بنظام ديوي‬
‫العشري‪. ‬‬

‫عمله‬

‫عمل في ورشة صغيرة كتلميذ صناعي لمدة أربع سنوات‪ ،  ‬و بعدها عمل في أحد مصانع الحديد في والية فيالدلفيا مهندسا‪ ،‬وخالل ثماني سنوات من انخراطه في‬
‫هذه الشركة تقلد مناصب مختلفة من عامل بسيط إلى مالحظ للوقت إلى ميكانيكي إلى مشرف مجموعة إلى مساعد مهندس ثم أخيرا إلى كبير المهندسين في‬
‫الشركة‪ ،‬وفي نفس الوقت كان يواصل تحصيله العلمي حتى تمكن من الحصول على الماجستير في الهندسة ‪.‬‬

‫أتاح له تدرجه في جميع الوظائف فرصة فهم شؤون اإلنتاج ونفسية العمال وسبب تذمرهم وانخفاض كفايتهم اإلنتاجية ‪ .‬وخالل فترة عملة في المصنع الحظ‬
‫تايلور أساليب اإلدارة التقليدية تؤثر في فاعلية وكفاءة اإلنتاج وتضيع الكثير من الوقت فعمد على إجراء العديد من البحوث والدراسات‪ ‬و التجارب و نادى بأهمية‬
‫مبادئه ودافع عنها وعن أهمية تطبيقها في الحياة العملية ‪.‬‬

‫خلصت الى “نظرية اإلدارة العلمية” وهي الكيفية التي يمكن العمل بها للحصول على الكفاءة والفاعلية في اإلنتاج ‪ ،‬والتي تعني الوصول إلى الهدف بأقل وأرخص‬
‫التكاليف ‪ ،‬وكانت من خالل العديد من المبادئ منها “تقسيم العمل” والتدريب و إجراء البحوث والدراسات على أوضاع العاملين‪.‬‬

‫كان لتايلور دور كبير في تحسين أنماط اإلنتاج من خالل نظرياته في فترة الثورة الصناعية التي سبقت الحرب العالمية األولى مما حدا بالكثيرين إلى التفكير في‬
‫أن يكون لإلدارة علم مستقل وذهبت بالكثيرين للتعمق في األساليب والطرق التي تجعل من اإلنتاج كفؤ وفعال مما جعلهم يطلقون عليه اسم “أبو اإلدارة” أو‬
‫بالنظرية التايلورية ‪.‬‬

‫[‪ 3‬كامل محمد المغربي‪ ،‬اإلدارة‪ :‬أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين‪،‬ط‪ (.1.‬عمان‪:‬دائرةـ المكتبة الوطنية‪،‬‬
‫‪،)2007‬ص ‪.109‬‬

‫[‪ ] 4‬عبد الرحمن‪ ,‬يسرى أحمد‪ .‬تطور الفكر االقتصادي الجزء األول‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬شارع زكريا غنيم اإلبراهيمية الدار الجامعية‪ ,2003 ,‬ص ‪.43‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريـــــــــــــــــــــف اإلدارة العلميـــــــــــــــــــــــــة ‪:‬‬

‫إلدارة علم له أصوله وقواعده ونظرياته‪ ،‬ويمكن تطبيقـ المنهج العلمي في دراسته والتحقق منه؛ حيث يمتاز المنهج العلمي بمميزاتـ ومن بينها‪:‬‬

‫الموضوعية‪ ،‬وقابلية إثبات النتائج‪ ،‬والقابلية للتعميم‪ ،‬وإمكانية التنبؤ بالنتائج‪ ،‬والمرونة ‪ . 5‬ويزيد في الناحية العلمية الموضوعية لإلدارة أن‬

‫هناك جوانب مادية تتعامل معها و بها اإلدارة‪ ،‬وهذه يمكن دراستها وإخضاعها للتجارب تماما كما تخضع المواد في المختبرات العلمية‬

‫للتجارب‪ .‬كما قامت مدارس إدارية على تطبيقـ المنهج الرياضي واإلحصائي في دراسة المشكالتـ اإلدارية وهذا يعمق الجانب العلمي في‬

‫اإلدارة‬

‫حيث قام تايلور بعدد من الدراسات واألبحاث والتجارب وقد اثبت في تجربته األولى جهل اإلدارة بكمية العمل الواجب أن يقدمه الفرد ‪ ،‬وفي‬

‫تجربته الثانية قام بدراسة الوقت الالزم النجاز العمل المطلوب ‪ ،‬وهدفت تجربته الثالثة إلى تحسين األدوات واآلالت المستخدمة في العمل ‪.‬‬

‫ونشر “تايلور” نتائج أبحاثة ودراساته في كتاب “إدارة الورش” عام ‪]2[.1903‬‬

‫وقام “تايلور” بعدد آخر من الدراسات كان يهدف منها إلى فلسفة جديدة في اإلدارة‬

‫وأطلق عليها لفظ اإلدارة العلمية حتى يميزها عن اإلدارة التقليدية التي كانت متبعة في ذلك الوقت والتي أسماها تايلور إدارة البصمة والتخمين‬

‫في كتابه “أصول اإلدارة العلمية”‬

‫ويقول “تايلور”ـ أن اإلدارة العلمية أكبر من أن تكون طريقة بحث وتخطيطـ ورقابة… إنها ثورة فكرية أو فلسفة إدارية جديدة تنادي بتغييرـ شامل‬

‫في تفكيرـ اإلدارة نحو العاملين ‪ ،‬وفي تفكير العاملين نحو اإلدارة ‪ ،‬وفي تفكير العاملين نحو بعضهم البعض‬

‫عرف فريدريك تايلورـ لإلدارة العلمية‪:‬‬

‫هي التحديد الدقيق لما يجب على األفراد أن يقوموا به و التأكد من أنهم يؤدونه على أحسن وجه و أكفأ الطرق‪.‬‬

‫يقصد‪ ‬فريدريك‪ ‬تايلورـ‪ ‬بالمنهج العلمي‪ ‬في‪ ‬نظرية االدارة العلمية‪ ‬المراقبة والقياس المنهجيين‪ .‬يغطي عمل رئيس العمال وظائف مختلفة ‪ ،‬ولكي‬

‫يتم عمله بشكل جيد ‪ ،‬يجب تقسيم عمله بين عدة متخصصين ‪ ،‬مما يعنيـ التخلي عن مبدأ وحدة القيادة‪ .‬يسمي‪ ‬فريدريكـ‪ ‬تايلور‪ ‬هذا النظام باإلدارة‬

‫الوظيفية‪   .‬يصوغ تايلور بذلك مبدأ اإلدارة عن طريق االستثناءات‪ :‬يجب أال تغطي عالقات اإلنتاج أكثر من تلك التي ال تحترم‬

‫المعاييرـ‪ .‬يفترض‪ ‬تايلور‪ ‬أن طريقته تنطبق على جميع األنشطة البشرية‪ ،‬بما في ذلك إدارة‪ ‬المنازل والمزارع والشركات والمؤسسات الدينية‬

‫والجامعات والكليات والمدارس والمؤسسات التربوية الرسمية وغير الرسمية والهيئات الحكومية‪ ،‬حيث يتم تطبيق هذه المبادئ بشكل كامل‪.‬‬

‫لم تؤثر مبادئ‪ ‬نظرية اإلدارة العلمية‪ ‬على هذه المجاالت المتنوعة فحسب‪ ،‬بل عملت‪ ‬نظرية اإلدارة العلمية‪ ‬باعتبارها نقطة مرجعية مفاهيمية‬

‫فيما يتعلق بالحركات اإلصالحية والقيادة المدرسية‪.‬‬

‫[‪ ] 5‬مطاوع‪ ،‬إبراهيم عصمت‪ .‬اإلدارة التربوية في الوطن العربي‪ .‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر للطباعة و النشر‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫[‪ ] 6‬مهدي حسن زويلف‪ .‬اإلدارة‪ :‬نظريات و مبادئ‪ .‬الطبعة األولى عمان‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر و التوزيع‪1421-2001 ,‬هـ ‪.‬ص‪.29‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نشــــــــــــــــــــــــــأة نظرية اإلدارة العلمــــــــــــــــــــــية و تطورها ‪.‬‬
‫نظرية اإلدارة العلمية‪ ،‬المعروفة أي ً‬
‫ض ا باسم منهج تايلور‪,‬هي إحدى نظريات اإلدارة التي تقوم بتحليل وتركيب حركة سير العمل‪،‬‬
‫ويتمثل هدفها األساسي في تحسين الكفاءة االقتصادية وال سيما إنتاجية العمال‪ ،‬وهي من أولى المحاوالت لتطبيق العلم في هندسة‬
‫العمليات واإلدارة‪ ،‬وبدأ تطويرها على يد فريدريك وينسلو تايلور في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر في القطاعات‬
‫ً‬
‫بارزا ولكنها بدأت عصر المنافسة‬ ‫الصناعية‪   ‬وبلغ هذا التأثير ذروته في العقد األول والثاني من القرن العشرين‪ ،‬وال يزال تأثيرها‬
‫والتوافق مع األفكار المتعارضة أو المتكاملة‪.‬‬

‫‪  ‬على الرغم من أن اإلدارة العلمية كنظرية مميزة أو مدرسة فكرية أصبحت شيئا من الماضي بحلول ثالثينيات القرن العشرين‪ ،‬إال‬
‫أن غالبية موضوعاتها ال تزال تمثل جزءًا من الهندسة الصناعية واإلدارة حاليًا‪ ،‬وتتضمن هذه الموضوعات التحليل والتركيب‬
‫والمنطق والعقالنية والتجريب وأخالقيات العمل والكفاءة والحد من الفاقد وتوحيد معايير أفضل الممارسات وازدراء التقاليد التي‬
‫يتم المحافظة عليها من أجل ذاتها أو فقط من أجل حماية الوضع االجتماعي لعمال معينين لديهم مجموعة محددة من المهارات‪،‬‬
‫وتحول اإلنتاج الحرفي إلى إنتاج ضخم; ونقل المعرفة بين العمال ومن العمال لألدوات والعمليات والتوثيق‪.‬‬

‫عال من الرقابة اإلدارية في ممارساتـ العمل للموظفين‪ ،‬وهذا يستلزم‬


‫كان من الممكن تطبيق اإلدارة العلمية على مستوى ٍ‬
‫بالضرورة وجود عدد من الموظفين اإلداريين يكون أكبر من عدد العمال مقارنة بطرق اإلدارة السابقة‪ ،‬وتسببت كذلك الصعوبة‬
‫الكبرى في التمييز الدقيق بين اإلدارة الذكية المرتكزة على التفاصيل عن مجرد اإلدارة المضللة في الخالفات الشخصية بين العمال‬
‫والمديرين‪.‬‬

‫في حين أنه عادة ما يتم التعامل مع مصطلحي "اإلدارة العلمية" و"منهج تايلور" كمترادفين‪ ،‬فهناك وجهة نظر بديلة تعتبر منهج‬
‫تايلور النموذج األول لإلدارة العلمية الذي اتبعته مناهج كثيرة‪ ،‬وبالتالي فإن نظرية اإلدارة اليوم أحيا ًنا ما تطلق على منهج تايلور‬
‫المنهج الكالسيكي (وهذا يعني المنظور الذي ال يزال يحظى باالحترام لتأثيرها األصلي بالرغم من أنها ليست حديثة أو مطورة)‪.‬‬
‫ومن األسماء األولى التي أطلقها تايلور على هذا المنهج "إدارة المتجر و"إدارة العملية"‪ ،‬عندما أشاع لويس برانديز استخدام‬
‫مصطلح "اإلدارة العلمية" في عام ‪ ,1910‬اعتبره تايلور اسمًا ً‬
‫جيدا للمفهوم واستخدمه هو نفسه في كتابه في عام ‪ 1911‬في‬
‫دراسته‪.‬‬

‫فلسفة النظرية العلمية ‪:‬‬


‫كانت تستند الى أيدلوجية محددة إذ أنها تقوم على ان سبب الصراع الصناعي في ذلك الوقت مرجعه االستخدام غير السليم للموارد‬
‫النادرة وكانوا يعتقدون انه ال يمكن ان يزيد أجر العامل إال باالقتطاع من نصيب اآلخرين ‪ ,‬وهذا صحيح إذا كان الدخل الكلي‬
‫محدود ‪ ,‬أما إذا زاد الدخل عن طريق االستخدام األكثر كفاءة للموارد سيزداد النصيب المطلق لكل مستحق دون التعدي على‬
‫نصيب غيره ‪ ,‬بل كان يعتقد رواد النظرية العلمية إن األسباب االقتصادية سببها هو عدم اتفاق بين اإلدارة والعمال ويمكن التغلب‬
‫عليها بتطبيق مبادئ الهندسة على وظائف العمال ‪ ,‬وكانت النظرية تفترض أن اإلنسان مدفوع برغبته في تحسين أحواله‬
‫االقتصادية وكانت تفترض ان اإلنسان رشيد تماما في اختياره لوسائل إشباع حاجاته اقتصاديا إذ انه إذا تم تدريب العمال والمديرين‬
‫على طرق جديدة لتأدية العمل فستزداد فرص تحسين أحوالهم االقتصادية ‪ ،‬وكانت التغييرات الرئيسية والدائمة هي تلك الطرق‬
‫التي يتبعها العامل في معالجة مشاكل تأدية األعمال اليدوية ‪ ,‬حيث إن أساس اإلدارة العلمية كانت إدارة الورشة بمعنى انها تعالج‬
‫مشاكل العمل في أدنى المستويات في المنظمة ‪ ,‬وان اإلدارة بالنظرية العلمية تركز على إحكام عملية التخطيط بعناصرها المختلفة‬
‫وإحكام عملية الرقابة بالتركيز على معرفة االنحرافاتـ وتصحيح المسار‪ ,‬حيث ان هذا التوجه في معالجةـ المشكالت اإلدارية يقوم‬
‫على فلسفة مادية بحتة لألمور ‪ ,‬حيث على الفرد العامل ان يقدم كامل طاقته ‪ ،‬وان يسخر هذه الطاقة لخدمة االنتاج ‪ ,‬وعلى رأس‬
‫السلطات العليا في المشروع توفير الجهود الضائعة بما يخدم هذا الغرض وشبهت اإلنسان العامل باآللة أي أهملت الجانب اإلنساني‬
‫‪.‬‬
‫الحظ تيلور إن تحقيق الزيادة في اإلنتاجية يحده قيدان ‪:‬‬
‫• جهل اإلدارة بالطرق العلمية الالزمة لتحديد كمية العمل وزمنه‪.  ‬‬
‫• كسل أو تكاسل العمال في تأدية العمل بسبب الميل الغريزي في اإلنسان ناحية الكسل ‪ ،‬ومن ناحية أخرى عدم وجود حافز‬
‫تشجيعي لزيادة الجهد في تأدية العمل من ناحية أخرى ‪.‬‬

‫ويتلخص أسلوب اإلدارة العلمية عند تيلور فى إن هناك دائما طريقه نموذجية أو نمطية ألداء اى عمل وان هدف اإلدارة العلمية هو‬
‫التوصل أو التعرف على األسلوب الوحيد األفضل إلتمام العمل بشكل امثل ‪.‬‬
‫فقد الحظ تيلور ان كل عملية يقوم بها العامل تتكون من عدة حركات بسيطة ‪ ،‬يمكن تحليلها وقياس الوقت الذي تستغرقه هذه‬
‫الحركات باستخدام ساعة التوقيت الخاص ‪ ،‬وذلك بغرض اختصار وتفادى الحركات الغير ضرورية وتحسين األداء ‪ ،‬ثم تحديد‬
‫الوقت النموذجي ألداء كل عملية يقوم بها العامل ‪ ،‬وسميت هذه الطريقة باسم " دراسة الوقت والحركة " ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلدارة العلمية لفريـــــــــــــــــــــــــــدريك تايـــــــــــــــــــــــــــــلور ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مختلف التصورات المتعلقة باإلدارة العلمية (فرضياتها‪ ،‬تجاربها‪،‬ـ أسسها) ‪.‬‬

‫– فرضياتها‪:‬ـ‬

‫– لقد استند تايلور على مجموعة من المشاهدات يمكن إيجازها فيما يلي‪]5[:‬‬

‫– أن العاملين لم يحاولوا إطالقا رفع كفايتهم اإلنتاجية لعدم وجود دافع قوي يحفزهم على زيادة الجهد‬

‫‪  ‬إن أجر الفرد في المؤسسة يحدد حسب وظيفته و أقدميته و ليس حسب قدراته و ليس حسب قدراته و خبراته و مهاراته اإلنتاجية فأدى إللى‬
‫هبوط مستوى أداء الفرد النشيط إلى مستوى أداء غير النشيط ما دام يحصل على نفس األجر‪.‬‬

‫– جهل اإلدارة بمقدار الوقت الالزم إلنجاز العمل المطلوب مما يؤدي إلى زيادة الفاقد في العمل و ارتفاع تكلفته‪.‬‬

‫– جهل رجال اإلدارة بالنظم الواجب إتباعها لتنظيم العالقة بين العمل و العاملين‪ .‬و الطرق الواجب استخدامها للحد من التالعب و ضياع الوقت‬
‫فقد الحظ “تايلور” تكرار تهرب العمال من العمل أو التظاهر بالعمل دون أن يكون هناك إنتاج حقيقي‪ .‬و قد علل تايلور وجود هذه الظاهرة إلى‬
‫سببين‪:‬‬

‫‪“ - 1‬الطبيعة البشرية” فالفرد يميل بطبيعته إلى الكسل و البطء في العمل إذا لم يكن هناك مصلحة شخصية تحقق له حاجة ضرورية‪ .‬و كذلك أن‬
‫سوء عالقة الفرد بزمالئه أو رئيسه يؤدي إلى انخفاض أدائه و إنتاجيته‪.‬‬

‫‪ -2‬اعتقاد بعض العاملين أن زيادة إنتاجيتهم سوف تتسبب في فصل عدد منهم من العمل‪.‬‬

‫– تجاربها‪:‬‬

‫لقد اهتم تايلور في أثناء عمله بإنتاج أقصى حد ممكن عن طريق مجموعات العمل التي يشرف عليها ‪ ،‬فلم يكن مرتاحا لنظام العمل في المصنع‬
‫العتقاده بأن هذا النظام ال يقوم على تقدير سليم لطاقة العامل اإلنتاجية ‪ ،‬بل مبني على سجالت اإلنتاج السابقة التي تقدر عشوائيا معدل اإلنتاج‬
‫المطلوب وهو مبدأ عرفه العمال وحاولوا دوما الحفاظ عليه بدرجة مما جعل العمال أصحاب المبادرة بتحديد كمية اإلنتاج‪.‬تعد سنة ‪ 1898‬بداية‬
‫تجارب تايلور حيث ذهب في ذلك العام ليعمل في شركة بيت لحم للفوالذ حيث قام هناك بدراساته المشهورةـ في عدة مجاالت على النحو التالي‪[:‬‬
‫‪]6‬‬

‫للتأكد من التجارب السابقة الذكر قام تايلور بالتجارب التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تجربة رفع الكتل المعدنية‪:‬‬


‫أجرى تايلور تجربة لرفع الكتل المعدنية على مجموعة تتكون من‪ 75‬عامل كانوا يقومون برفع المعادن على قاطرات ‪ ،‬كان العامل‬
‫الواحد عند بدأ التجربة يرفع ما معدله ‪ 12.5‬طن من الخاماتـ يوميا ‪ ،‬ومن دراسته ومالحظته للوضع تبين له أن العامل الواحد‬
‫يستطيع أن يرفع حوالي ‪ 47‬طن باليوم و ب ‪ %43‬من وقت العمل فقط ‪ ،‬حيث أن الوقت المتبقي يحتاجه العامل للراحة واستعادة‬
‫النشاط ‪ .‬وبالفعل قام تايلور بتزويد العمال بالتعليمات الالزمة للقيام بالعمل مسبقا و باألدوات الالزمة للقيام بالعمل و تحديد الوقت‬
‫المناسبـ إلتمامه ‪ ،‬وبعد تطبيق التجربة تبين له صدق فرضيته بالرغم من ذلك استلزم استغنائه عن‪ 8/7‬من أفراد المجموعة التي‬
‫بدأها ألنهم ال يتناسبون مع العمل المطلوب منهم ‪ ،‬وإذ لم يكونوا قادرين على األعمال المطلوبة إليهم‪.‬‬
‫قام تايلور و بناء على افتراض تدني معدل اإلنتاجي ّة ‪ ،‬بأخذ الضوء األخضر من إدارة المصنع لالستغناء عن العمال غير المناسبين و‬
‫تعيين عمال أكثر تناسبا مع األعمال‪ .‬و بعد ذلك قام بقياس اإلنتاجية و اكتشف أن اإلنتاجية تضاعفت عدة مرات‪ ،‬و باستخدام نصف‬
‫وقت العمل‪ .‬و بذلك دلل على ضرورة اهتمام اإلدارة باختيار المناسبين‪ ،‬و عدم االعتماد على معدالتـ اإلنتاج المتعارف عليها‬
‫بالتقادم التي ال تقوم على أسس علمية‪.‬‬
‫‪ -2‬تجربة جرف الخامات‪:‬‬
‫تناولت هذه التجربة عملية جرف خاماتـ الحديد والفحم و قد تبين له أن استعمال العمال نفس األدوات لجرف المادتين كان سببا‬
‫خفض اإلنتاج ‪ ،‬حيث أن األدوات المستعملة كان يجلبها العمال أنفسهم وكانت ثقيلة جدا عند استعمالهاـ لجرف الخامات المعدنية‬
‫وخفيفة جدا عند استعمالها لجرف الفحم ‪ ،‬ولتدارك ذلك فقد ألزم اإلدارة بتصميم األدوات المناسبة لكال النوعين من العمل وبإعطاء‬
‫العامل األداة المناسبة للعمل المناسبة مما أدى إلى توفير سنوي في التكاليف بين ‪75‬ـ ‪ $ 80‬سنويا‪.‬‬
‫‪ -3‬تجربة مالئمة األدوات المستخدمة باإلنتاج‪:‬‬
‫الحظ تايلور أيضا أن األدوات المستخدمةـ من قبل العمال في رفع الكتل المعدنية و الخاماتـ المختلفة في رفع الكتل المعدنية و‬
‫الخاماتـ المختلفة في المصنع‪ ،‬أدوات يجلبها العمال أنفسهم‪ ،‬و أنهم يستعملون نفس األدوات سواء كانت الخامات التي يدفعونها ثقيلة‬
‫أم خفيفة‪ .‬و بذلك قرر أن يستبدل تلك األدوات بأدوات تتناسب مع طبيعة المواد التي يتعامل معهاـ العمال‪ .‬و أدى ذلك إلى حدوث‬
‫تغير هائل في حجم اإلنتاجية‪ ،‬مما جعله يحمل اإلدارة مسؤولية تحديد األدوات المستخدمة في اإلنتاج و تدريب العمال على‬
‫استعمالها‪.‬‬
‫– أسسها‪:‬‬
‫لقد توصل تايلور إلى عدد من المبادئ الرئيسية التي اعتبراها األسس الضرورية لإلدارة العلمية و من هذه المبادئ ما يلي[‪: ]7‬‬
‫– إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدال من أسلوب الحدس و التقدير‪ ،‬و ذلك من خالل تعريف طبيعة العمل‬
‫تعريفا دقيقا‪ ،‬و اختبار أفضل طرق األداء‪ ،‬و أهم الشروط للعمل من حيث المستوى‪ ،‬و المدة الزمنية المطلوبة لتحقيقه‪.‬‬
‫– إحالل األسلوب العلمي في اختيار و تدريب األفراد لتحسين الكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬
‫– تحقيق التعاون بين اإلدارة و العاملين من أجل تحقيق األهداف‪.‬‬
‫– تحديد المسؤولية بين المديرين و العمال‪ ،‬بحيث تتولى اإلدارة التخطيط و التنظيم‪ ،‬و يتولى العمال التنفيذ‪.‬‬
‫– ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬
‫– إحكام اإلشراف و الرقابة على العاملين في المستوى األدنى ألنهم يفتقدون المقدرة و المسؤولية في القدرة على التوجيه الذاتي‪.‬‬
‫– تقسيم عادل للمسؤولية بين المديرين و العمال بحيث يقول المديرون بوظيفة التخطيط و التنظيم و يقوم العمال بوظيفة التنفيذ‪.‬‬
‫– االعتماد على األساليب الفنية في العمل “بدال من األوامر التعسفية”‪.‬‬
‫– االختيار العلمي و التطوير اإليجابي للعمال بحيث ال يسند العمل إال للشخص الذي هو كفؤ له‪.‬‬
‫– تتحمل اإلدارة نصف مسؤولية العمل‪ ،‬إذ أنها تتحمل مسؤولية تنمية مواهب العامل و – – – تمكينه من جمع المعلومات و تبويبها‬
‫ثم حفظها في كراس للعمل يتضمن جمع القوانين المتعلقة بأساليب العمل و كيفيات أدائه‪.‬‬
‫– تعليم وتدريب العامل حتى يتسنى له أن يرفع من مستواه و يتمكن من أداء عمله بطريقة علمية‪ ،‬تساعده في نهاية األمر على‬
‫تحقيق أمانيه و رفاهيته‪]8[.‬‬
‫كما تحدث تايلور عن فكرة المهمة وقال أنها أظهرت عنصر متفرد في اإلدارة العلمية وتشمل فكرة المهمة ما يلي‪:‬‬
‫– تحديد عمل الفرد‬
‫– إصدار تعليمات مكتوبة‪.‬‬
‫– تفصيل المهمة‪.‬‬
‫– تحديد الوسائل الالزمة إلنجازها‪. 9[.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نظـــــــــــــــــــــــــام األجور عند تايـــــــــــــــــــــــــــلور‬
‫ركز تايلور على دراسة الحركة و الزمن بهدف تقليل الفترة الالزمة إلنجاز عمل معين من جراء حذف الوقت الضائع و بالتالي‬
‫زيادة الوقت اإلنتاجي و التوصل إلى معايير علمية يمكن للمشروع اتباعها‪ .‬و لكن تايلور لم يغض النظر عن أهمية العنصر‬
‫اإلنساني‪ ،‬و اعتبر بذلك اإلدارة العلمية “ثورة عقلية” لإلداريين و العمال على حد سواء‪ .‬فالعامل يزداد إنتاجه بسبب زيادة أرباح‬
‫المشروع الذي يقوم بزيادة األجور التي تعمل على حفز العامل و تشجيعه و بالتالي زيادة اإلنتاج‪ .‬و تدور الدورة مرة أخرى و هكذا‪.‬‬
‫[‪]10‬‬
‫و بناء على هذه الفلسفة وجد تايلور ضرورة وضع نظام لألجور حيث اعتقد كغيره من المفكرين في ذلك العصر أن العامل يتجاوب‬
‫للحافز المادي “األجر” بصورة إيجابية‪ ،‬فإن كل فرد يتقاضى أجرا معينا لكل وحدة إنتاجية تم انجازها حتى يصل في اإلنتاج إلى‬
‫الوحدات القياسية التي قررت من جراء دراسة العمل نفسه و إذا ما تمكن العامل من إنتاج وحدات أكثر عن الحد القياسي فإنه‬
‫يتقاضى أجرا أعلى من األجر السابق لجميع الوحدات التي أنتجها‪.‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫– لو كان المعيار اإلنتاجي لهذه الوظيفة هو إنتاج خمس قطع كاملة يوميا‪.‬‬
‫إذا كان األجر الذي يتقاضاه العامل هو “‪ ”50‬قرشا لكل قطعة أنتجها‪.‬‬
‫– فإذا أتم العامل إنتاج خمسة قطع فإنه سيتقاضى “‪ ”250‬قرشا‪.‬‬
‫– اقترح تايلور أن العامل النشيط سيتقاضى “‪ ” 75‬قرشا للقطعة إذا أنتج عددا أكبر من القطع عن المعيار المحدد‪.‬‬
‫– فإذا أنتج العامل النشط ستة وحدات لذلك اليوم فإنه سيتقاضى‪ 6 :‬وحدات في ‪ 75‬قرشا = ‪ 450‬قرشا‪.‬‬
‫أي أن العامل سيتقاضى “‪ ”200‬قرشا زيادة عن أجره اليومي إلنتاجه قطعة واحدة فقط‪]11[.‬‬

‫[‪ ] 9‬إدارة المؤسسات العامة في الدول النامية “منظور استراتيجي”‪ ،‬أحمد عثمان طلحة‪ ،‬ط‪( .1.‬األردن‪ :‬دائرة المكتبة الوطنية‪ ،)2008 ،‬ص‬
‫‪.37،38‬‬
‫[‪ ] 10‬كامل محمد المغربي‪ ،‬اإلدارة‪ :‬أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫[‪ ] 11‬كامل محمد المغربي‪ ،‬اإلدارة‪ :‬أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التنظـــــــــــــــــــــــــيم الوظيفــــــــــــــــي عند تايلور وخصائص اإلدارة العلـــــــــــــــــمية ‪.‬‬
‫عمل فريدريك تايلور على وضع آلية التنظيم الوظيفي على مبدأ تقسيم العمل بين عدد من المدراء بلغ عددهم الثمانية و األفراد‬
‫العاملين‪ ،‬حيث أعطى تايلور لكل من المدراء وفقا لتخصصه الصالحية و السلطة‪ .‬أما األفراد العاملين فأصبح العامل الواحد خاضع‬
‫لثمانية رؤساء في الوقت الواحد‪.‬‬
‫و جعل على رأس هذا التنظيم الوظيفي مديرا واحدا “منسقا” مما كان هذا سببا في انتقاد هذا التنظيم الوظيفي األمر الذي يؤدي إلى‬
‫الحيرة و االزدواجية و التعارض في العمل‪]12[.‬‬
‫– نظام تحليلي غايته معالجةـ المشاكل الصناعية‪.‬‬
‫اسس وأركان اإلدارة العلمية‪.‬‬
‫‪  -‬استخدام األسلوب العلمي في الوصول إلى حلول المشاكل اإلدارية واتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪  -‬اختيار اآلالت والمواد والعمال بطريقة علمية وسليمة‪.‬‬
‫‪  -‬تهيئة إمكانيات العمل المادية واإلدارية للعمال باإلضافة إلى وضوح التعليمات‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون بين اإلدارة والعمال‪.‬‬
‫‪  -‬تعتبر اإلدارة العلمية أن وحدة العمل اإلداري الرئيسية هي الوظيفة ونوع العمل وطبيعته ومواصفاته هو موضع االهتمام الكبير‪.‬‬
‫‪  -‬هناك خطوط رسمية محددة لالتصال بين أجزاء أو أقسام المنظمة اإلدارية يجري من أعلى إلى أسفل في شكل تعليمات وأوامر‬
‫تصدر من اإلدارة للعاملين‪.‬‬
‫‪  -‬تحديد نطاق اإلشراف والرقابة حيث يمارس خالله كل رئيس مهام إدارته‪.‬‬
‫خصــــــــــــــــــــــــــــــــائص اإلدارة العلمية ‪:‬‬

‫– نظام تحليلي غايته معالجة المشاكل الصناعية‪.‬‬

‫– إحالل الطرق العلمية للعمل و العاملين‪.‬‬

‫– وسيلة للكشف عن أفضل الوسائل لإلنجاز في أقل تكلفة‪.‬‬

‫– االهتمام بعوامل اإلنتاج (القوى البشرية‪ ،‬المواد و اآلالت‪ ،‬و رأس المال)‪]13[.‬‬

‫[‪ ]12‬محمد رسالن الجيوسي‪،‬و جميلة جاد هللا‪ ،‬اإلدارة‪ :‬علم و تطبيق‪ ،)………………( .‬ص‪.35‬‬

‫[‪ ] 13‬محمد رسالن الجيوسي‪،‬و جميلة جاد هللا‪ ،‬اإلدارة‪ :‬علم و تطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫المبحث الثالث‪  :‬خصــــــــــــــــوصية اإلدارة العلمـــــــــــــــــــــــــــــية‬
‫المطلب األول‪ :‬أهداف اإلدارة العلمية ‪.‬‬

‫أدت التايلورية إلى زيادة اإلنتاجية‪ ،‬ما يعني حاجة لعدد أقل من العمال أو ساعات العمل إلنتاجـ نفس الكمية من السلع‪ .‬على المدى القصير‪ ،‬يمكن‬
‫أن تؤدي زيادة اإلنتاجية مثل تلك التي حققتهاـ تقنيات تايلور الفعالة إلى اضطراب كبير‪ .‬غالبًا ما تصبح عالقات العمل مثيرة للجدل حول ما إذا‬
‫كانت الفوائد المالية ستتحقق ألصحابها في شكل زيادة األرباح‪ ،‬أو العمال في شكل زيادة األجور‪ .‬نتيجة لتقسيم عمليات التصنيع وتوثيقها‪ ،‬يمكن أن‬
‫تتمكنـ الشركات التي تستخدم أساليب تايلور من توظيفـ عمال أقل مهارة‪ ،‬وتوسيع مجموعة العمال ومن ثم خفض األجور واألمن الوظيفي‪.‬‬

‫على المدى الطويل‪ ،‬يعتبر االقتصاديون السائدون أن زيادة اإلنتاجية تعود بالفائدة على االقتصاد بشكل عام‪ ،‬وهي ضرورية لتحسين مستوى‬
‫المعيشة للمستهلكين بشكل عام‪ .‬في الوقت الذي كان فيه تايلور يقوم بعمله‪ ،‬أدت التحسيناتـ في اإلنتاجية الزراعية إلى تحرير جزء كبيرـ من القوى‬
‫العاملة لقطاع التصنيع‪ ،‬ما سمح لهؤالء العمال بدورهم بشراء أنواع جديدة من السلع االستهالكية بدالً من العمل مزارعي كفاف‪ .‬في السنوات‬
‫الالحقة‪ ،‬ستؤدي زيادة كفاءة التصنيع إلى تحرير أقسام كبيرةـ من القوى العاملة لقطاع الخدمات‪ .‬في حال اس ُتولي عليها كأرباح أو أجور‪ ،‬فس ُتنفق‬
‫األموال الناتجة عن الشركات األكثر إنتاجية على السلع والخدمات الجديدة؛ وفي حال فرضت المنافسة الحرة في السوق تخفيض األسعار لتصبح‬
‫قريبة من تكلفة اإلنتاج‪ ،‬فسيحصل المستهلكون على الفوائد بشكل فعال وسيكون لديهم المزيد من األموال إلنفاقها على السلع والخدمات الجديدة‪ .‬في‬
‫كلتا الحالتين‪ ،‬تتشكل الشركات والصناعات الجديدة لالستفادة من زيادة الطلب‪ ،‬وبسببـ العمالة المحررة‪ ،‬يمكنها توظيف العمال‪ .‬لكن ال تضمن‬
‫الفوائد على المدى الطويل أنّ العمال المستبدلين سيكونون قادرين على الحصول على وظائف جديدة تدفع لهم أجورً ا مماثلة أو أفضل من وظائفهم‬
‫القديمة‪ ،‬ويمكن أن يتطلب هذا وصواًل إلى تعليم أو تدريب وظيفي‪ ،‬أو االنتقال إلى جزء مختلف من البلد الذي تنموـ فيه الصناعات الجديدة‪ُ .‬تعرف‬
‫عدم القدرة على الحصول على عمل جديد بسبب عدم التوافق هذا باسم البطالة الهيكلية‪ ،‬ويتناقش االقتصاديون حول مدى حدوث ذلك على المدى‬
‫الطويل‪ ،‬في حال حدث‪ ،‬وكذلك التأثير على عدم المساواة في الدخل ألولئك الذين يجدون وظائف‪.‬‬

‫على الرغم من عدم توقعه من قبل مؤيدي اإلدارة العلمية في وقت مبكر‪ ،‬يجعل التحليل التفصيلي وتوثيقـ طريقة اإلنتاجـ المثلى أيضً ا أتمتة العملية‬
‫أسهل‪ ،‬خاصة العمليات الفيزيائية التي ستستخدم الح ًق ا أنظمة التحكم الصناعية والتحكم العددي‪ .‬تخلق العولمة االقتصادية واسعة االنتشار أيضً ا‬
‫فرصة االستعانة بمصادر خارجية للمناطق ذات األجور المنخفضة‪ ،‬مع تسهيل نقل المعرفة إذا وُ ّثقتـ الطريقة المثلى بوضوح مسب ًقا‪ .‬خاصة عندما‬
‫تكون األجور أو فروق األجور عالية‪ ،‬يمكن أن تؤدي األتمتة واالستثمارـ في الدول النامية إلى مكاسب إنتاجية كبيرةـ وأسئلة مماثلة حول من‬
‫المستفيد وما إذا كانت البطالة التكنولوجية مستمرة أم ال‪ .‬نظرً ا إلى أن األتمتة غالبًا ما تكون مناسبة للمهام المتكررة والمملة‪ ،‬ويمكن استخدامها‬
‫أيضً ا للمهام القذرة والخطيرة والمُهينة‪ ،‬يعتقد المؤيدون أنها ستحرر العمال البشريين على المدى الطويل من أجل إبداع أكثر وأمان أكثر وعمل‬
‫أكثر متعة‪.‬‬

‫و من أهداف اإلدارة العلمية في سبيل تحقيقـ مبدأ الكفاية اإلنتاجية ما يلي‪:‬‬

‫– زيادة اإلنتاج و تخفيض التكلفة و زيادة فعالية العاملين‪.‬‬

‫– رفع مستوى طرق العمل خالل المعدات و المواد المستخدمة و تدريب العاملين‪.‬‬

‫– تغيير و تطوير و تعديل األنظمة و القوانين بما يتناسبـ مع العمل‪.‬‬

‫– التأكيد على تقسيم العمل و توزيع المسؤوليات بين اإلدارة و األفراد و العاملين‪]14[.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير اإلدارة العلمية على اإلدارة ‪:‬‬

‫تبنى عدد كبير من رجال التربية تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في الميدان التربوي سعيا ً منهم إلى‪:‬‬

‫– إضفاء الصبغة العلمية على اإلدارة التربوية واعتبار من يعمل بها صاحب مهنة‪.‬‬

‫– استخدام النظريات والنماذج في مجال اإلدارة التعليمية‬

‫– اهتمام الباحثين بدرجة كبيرة بالدراسات العلمية لإلدارة التربوية‬


‫– استخدام المنهج العلمي في الدراسات التربوية‪]15[.‬‬
‫– وعلى الرغم من االنتقاد الموجه لمدرسة اإلدارة العلمية فيما يتعلق بحصر التخطيط في مستوى اإلدارة العليا‪ ،‬إال أن بعض‬
‫القيادات التربوية والتعليمية ال زالت تمارس هذا المبدأ وذلك بتركيز التخطيط في مستوى اإلدارة العليا وحصر الدور التنفيذي على‬
‫المستويات الدنيا والمتمثلة في المدارس‪.‬‬
‫– كذلك فإن االختيار العلمي للعاملين في المجال التربوي وتمكينهم من البرامج التدريبية يعد أحد المبادئ التي نادى بها فريدريك‬
‫تايلور‪ .‬وما نشاهده اليوم من ممارسات لذلك في الميدان التربوي ما هو إال ممارسة حقيقية للمبدأ الذي نادى به تايلور‪.‬‬
‫– وتمارس الكثير من المؤسساتـ التربوية مبدأ تقسيم العمل حسب التخصص‪ ،‬سوا ًء من حيث المواد التدريسية أو العمليات اإلدارية‬
‫أو الفنية‪ ،‬ويعد هذا ممارسة حقيقية لمبدأ التخصص وتقسيم العمل الذي نادى به فريدريك تايلور‬
‫– كما أن كثيراً من المؤسساتـ التربوية قد أعطت اهتماماًـ كبيراً لعنصر الوقت وإدارة الوقت تقديراً منها ألهمية الوقت في العملية‬
‫التربوية‪ .‬ويعد هذا االهتمام والممارسة أحد مظاهر المدرسة العلمية في اإلدارة والتي ركزت على عنصر الوقت وأهميته في العملية‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫– ويعد تطبيق مبدأ الحوافز – سواء المادية أو المعنوية – في اإلدارة التربوية من الممارسات والمبادئ التي نادت بها المدرسة‬
‫العلمية في اإلدارة‪ ،‬سواء كانت هذه الحوافز موجهة للعاملين في الميدان التربوي أو للطالب‪]16[.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم اإلدارة العلمية ‪:‬‬
‫لقد القت أفكار تايلور الكثير من االنتقادات و ذلك لألسباب التالية[‪:]17‬‬
‫– اعتبرها الكثيرون أنها تضر بصالح العاملين و تلغي شخصية العامل و تجعله يعمل مثل اآللة‪ ،‬و بالتالي تقل أهمية العامل داخل‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫– اقتصرت دراسة تايلور على مستوى المصنع الصغير “الورشة”‬
‫– أدت أفكار تايلور إلى نوع من الحرب بين العاملين و أصحاب العمل‪.‬‬
‫– طريقة الحوافز التي اقترحها تايلور تؤدي إلى معاقبة العامل البطيئ و تغري العامل بإرهاق نفسه مقابل الحصول على أجر دون‬
‫اعتبار للنواحي الصحية‪.‬‬
‫– عارضها أصحاب المصانع الذين خيل إليهم أنها تعطي حقوق جديدة للعمال ال يستحقونها‪.‬‬
‫– القت أفكار تايلور معارضة شديدة ألنها تطرح أفكار و طرق جديدة في اإلدارة لم يعتد عليها أصحاب المصانع‪ ،‬بل إن الطرق‬
‫التقليدية في اإلدارة كانت بمثابة عادات و تقاليد ثابتة غير قابلة للتغيير‪.‬‬
‫– ركزت على السلطة و القوانين الرسمية‪ ،‬و لم تدع مجاال لمشاركة العاملين في اتحاد القرارات اإلدارية و غيرها‪.‬‬
‫– نظر أصحاب هذه المدرسة إلى الفرد على أنه مخلوق رشيد‪ ،‬يلتزم بالقوانين و األنظمة‪ ،‬و أنه إنسان مادي سلبي‪ ،‬و غير محب‬
‫للعمل بطبعه‪ ،‬و لكن يمكن إسثارته و تحفيزه بواسطة المادة‪.‬‬
‫– تجاهلت أهمية التنظيم غير الرسمي بين الجهاز اإلداري و العاملين‪ ،‬و بين العاملين و بعضهم البعض‪ ،‬و بين العاملين و السلطة‪.‬‬
‫– لم تهتم بالحاجات اإلنسانية و االجتماعية و النفسية للفرد و العامل‪ ،‬و نظرت إليه نظرة مادية بحتة كأداة من أدوات اإلنتاج‪ .‬و على‬
‫الرغم من النقد الذي وجه لإلدارة العلمية إال أنها هيأت لميادين العمل كثيرا من النجاح‪ ،‬كما كان لها تأثير قوي على الفكر اإلداري‪ ،‬و‬
‫الممارسةـ الصناعية‪ ،‬ومن محاسنها أنها لم تتحيز ألي من العمال أو أصحاب العمل‪ ،‬و أيضا‪ ،‬إحالل األسلوب العلمي في اإلدارة بدال‬
‫من االعتماد على الحدس و التخمين‪.‬‬
‫– ركز على زيادة اإلنتاجية من خالل كفاءة اإلنسان و اآللة و دراسة الحركة و الزمن و تجاهل العالقات اإلنسانية بين الناس في‬
‫العمل‪]18[.‬‬
‫ً‬
‫– افترض تايلور أن هيئة اإلدارة العليا تعرف جيدا مصلحة العمل ومصالح العمال وتعمل على تحقيقها ولذا فمن رأيه ال مجال‬
‫إلشراك العاملين في مناقشةـ القرارات التي تتخذ من جانب اإلدارة العليا أو حتى االعتراض عليها‪]19[.‬‬
‫– وضع التخطيط للعمل في أيدي اإلدارة العليا وحدها دون اشتراك العاملين في الخطة وهذا يدل على المركزية الشديدة في اإلدارة ‪.‬‬
‫– بالرغم من اعتراف (تايلور) بشرعية النقابات العمالية إال أنه تجاهل ممثليها واعترض على تدخلهم في تحديد شروط العمل كاألجر‬
‫وعدد الساعات فهو يرى أن مهمة النقابة يجب أن تقتصر على رفع المستوى الثقافي واالجتماعي ألعضائها‪.‬‬

‫– اعترف (تايلور) وأتباعه بأهمية الحوافز لتشجيع الفرد على العمل أنهم افترضوا أن األجر وحده هو الدافع الوحيد للعمل ‪.‬‬

‫– اعتبرت اإلدارة العلمية أن العالقة بين المؤسسة والعاملين فيها عالقة تعاقدية يحق بموجبها لإلدارة أن تضع شروطا ً وقيوداً على‬
‫العاملين بهدف تحقيق الربح مقابل دفع األجر على كمية العمل ولذا فاإلدارة العلمية تجاهلت العالقة اإلنسانية في اإلدارة‪]20[.‬‬

‫ورغم هذه االنتقادات إال انه يوجد لهذه النظرية ايجابيات و محاسن تمثلت فيما يلي ‪:‬‬
‫ـ تصدي هذه النظرية للمشاكل بسالح العلم و ذلك باتخاذها من العلم منهجا و بذلك بالقيام بالبحوث و الدراساتـ وهي أدوات التحليل‬
‫الحديث وأساس التنظيم‪.‬‬
‫ـ لم تكتف هذه النظرية بما توصل إليه من النظريات السابقة وإنما أجرت عليها دراسات و تجارب و وضعت بناء على ذلك نظريات‬
‫و مبادئ تحكم العمل‪.‬‬
‫ـ لقد ثبت فيما بعد أن المؤسسات و اإلدارات التي تعمل بمنهج اإلدارة العلمية تحقق نتائج جديدة و أفضل من المؤسسات و اإلدارات‬
‫التي تعمل على أسلوب التجربة و الخطأ‪]21[.‬‬

‫محمد رسالن الجيوسي‪،‬و جميلة جاد هللا‪ ،‬اإلدارة‪ :‬علم و تطبيق‪ ،)………………( .‬ص‪.35‬‬ ‫[‪]12‬‬
‫[‪ ] 13‬محمد رسالن الجيوسي‪،‬و جميلة جاد هللا‪ ،‬اإلدارة‪ :‬علم و تطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫[‪ ] 15‬مصطفى‪ ،‬صالح عبد الحميد و فاروق‪ ،‬فدوى‪ .‬مقدمة في اإلدارة والتخطيط التربوي‪ .‬الرياض‪ ،‬مكتبة الرشد‪ 1426 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪84‬‬

‫[‪ ] 16‬مصطفى‪ ،‬صالح عبد الحميد و فاروق‪ ،‬فدوى‪ .‬مقدمة في اإلدارة والتخطيط التربوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪85‬‬

‫[‪ ]17‬هريراج‪ ،‬خطة نموذجية شاملة لتحسين اإلدارة‪ ،‬الوثيقة رقم ‪ 3‬من االجتماع الخامس للمنطقة األمريكية من أجل التدريب على االتصالت “سانتياغو‪ -‬تشيلي‬
‫– تشرين الثاني ‪”1984‬‬

‫[‪ ] 18‬إدارة المؤسسات العامة في الدول النامية “منظور استراتيجي”‪ ،‬أحمد عثمان طلحة‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫نجحت‪ ‬نظرية اإلدارة العلمية‪ ‬من إيجاد مجموعة من العناصر التي لم تكن موجودة في‬

‫الماضي؛‪  ‬تتلخص هذه العناصر في مناهج إيجاد المعرفة التي يتم جمعهاـ وتحليلها وتجميعها‬

‫وتصنيفها في قوانين وقواعد تشكل منهجا علميًا‪ .‬بالمقابل‪ ،‬أثمرت هذه‪ ‬نظرية اإلدارة‬

‫العلمية‪  ‬وتطبيقاتها المختلفة بتغيير في الموقف المتبادل للعمال واإلدارة‪ .‬وينتج عن هذا التغيير تقسيم‬

‫جديد للواجبات بين الطرفين وتعاون ودي يستحيل الحصول عليه في ظل فلسفة نظام اإلدارة القديم‪.‬‬

‫نظرية‪ ‬اإلدارة العلمية‪ :‬ترتكز على مبادئ أساسية تتلخص في العلم‪.‬؛ االنسجام؛ التعاون؛ االداء‬

‫العالي؛ تدريب كل موظف حتى يصل ألكبر قدر من الكفاءة واالزدهار‪ .‬تنطبق هذه المبادئ على‬

‫كافة البشر‪ ،‬فحسب‪ ‬نظرية اإلدارة العلمية‪ ‬كل الناس يومكن أن ينتجوا أكثر‪  .‬في نفس الوقت ‪ ،‬تؤدي‬

‫زيادة إنتاجية كل فرد‪ ‬إلى ازدهار أكبر في جميع أنحاء البالد‪.‬‬

‫تعني‪ ‬نظرية اإلدارة العلمية‪ ‬أيضا ألصحاب العمل والعمال السعي إلى القضاء على جميع أسباب‬

‫الخالفاتـ‪ .‬سيكون تحديد المهامـ اليومية الموكلة إلى كل موظف مسألة تحقيق علمي ‪ .‬بناءا على هذا ‪،‬‬

‫يمكن أن تتوقف ممارساتـ محاكاةـ العمل ‪ .‬بالمقابل‪ ،‬تؤدي زيادة المكافئاتـ المالية للعمال إلى القضاء‬

‫على قضية األجور التي شكلت طويال مصدرا للخالفات‪  .‬من شأن التعاون الوثيق والحميم‬

‫واالتصال الشخصي بين اإلدارة والعمال أن يقلل من الخالفاتـ واالستياء‪.‬‬

‫لقد أتت النظرية العلمية المعروفة بنظرية فريدريك تايلور مفاهيم جديدة والعالقة بين العامل واإلدارة‬

‫ولقد وضعت مناهج جديدة متمثلة خاصة في التصدي لمختلف المشاكل بسالح العلم وقد فتحت‬

‫األبواب لعدة نظريات أخرى للظهور و البروز ‪ ،‬على الرغم من ان هذه النظرية قد تعرضت لعدة‬

‫انتقادات و كذلك اتساع الهوة بين اإلدارة والنقابات العمالية إال أنها قد نجحت في تحقيق عدة مبتغيات‬

‫كانت تهدف إلى تحقيقها‪.‬‬

‫[ ‪ ]20‬مطاوع إبراهيم عصمت‪،‬اإلدارة التربوية في الوطن العربي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪60‬‬

‫[ ‪ ]21‬عبد الرحمن‪ ,‬يسرى أحمد‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪,‬ص ‪.52‬‬


‫قائمة المراجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ‪:‬‬
‫[‪ ]1‬مطاوع إبراهيم عصمت و حسن‪ ،‬أمينة أحمد‪ .‬األصول اإلدارية للتربية‪ ،‬جدة‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫[‪ ]2‬مطاوع إبراهيم عصمت‪،‬اإلدارة التربوية في الوطن العربي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪51‬‬

‫[‪ ]3‬كامل محمد المغربي‪ ،‬اإلدارة‪ :‬أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين‪،‬ط‪ (.1.‬عمان‪:‬دائرة‬
‫المكتبة الوطنية‪،)2007 ،‬ص ‪.109‬‬

‫[‪ ]4‬عبد الرحمن‪ ,‬يسرى أحمد‪ .‬تطور الفكر االقتصادي الجزء األول‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬شارع زكريا غنيم اإلبراهيمية الدار الجامعية‪,2003 ,‬‬
‫ص ‪.43‬‬

‫[‪ ]5‬مطاوع‪ ،‬إبراهيم عصمت‪ .‬اإلدارة التربوية في الوطن العربي‪ .‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر للطباعة و النشر‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫[‪ ]6‬مهدي حسن زويلف‪ .‬اإلدارة‪ :‬نظريات و مبادئ‪ .‬الطبعة األولى عمان‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر و التوزيع‪1421-2001 ,‬هـ ‪.‬ص‬
‫‪.29‬‬

‫[‪ ]7‬الموقع االلكتروني لصبرية موسى اليحيوي‪ ،‬أستاذة االدارة التربوية و العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة طيبة بالمدينة المنورة‬

‫[‪ ]9‬إدارة المؤسسات العامة في الدول النامية “منظور استراتيجي”‪ ،‬أحمد عثمان طلحة‪ ،‬ط‪( .1.‬األردن‪ :‬دائرة المكتبة الوطنية‪،)2008 ،‬‬
‫ص ‪.37،38‬‬

‫[ ‪ ]10‬كامل محمد المغربي‪ ،‬اإلدارة‪ :‬أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.110‬‬

‫[ ‪ ]11‬كامل محمد المغربي‪ ،‬اإلدارة‪ :‬أصالة المبادئ و وظائف المنشأة مع حداثة و تحديات القرن الحادي و العشرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.111‬‬

‫[ ‪ ]12‬محمد رسالن الجيوسي‪،‬و جميلة جاد هللا‪ ،‬اإلدارة‪ :‬علم و تطبيق‪ ،)………………( .‬ص‪.35‬‬

‫[ ‪ ]13‬محمد رسالن الجيوسي‪،‬و جميلة جاد هللا‪ ،‬اإلدارة‪ :‬علم و تطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪35‬‬

‫[ ‪ ]15‬مصطفى‪ ،‬صالح عبد الحميد و فاروق‪ ،‬فدوى‪ .‬مقدمة في اإلدارة والتخطيط التربوي‪ .‬الرياض‪ ،‬مكتبة الرشد‪ 1426 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪84‬‬

‫[ ‪ ]16‬مصطفى‪ ،‬صالح عبد الحميد و فاروق‪ ،‬فدوى‪ .‬مقدمة في اإلدارة والتخطيط التربوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪85‬‬

‫[ ‪ ]17‬هريراج‪ ،‬خطة نموذجية شاملة لتحسين اإلدارة‪ ،‬الوثيقة رقم ‪ 3‬من االجتماع الخامس للمنطقة األمريكية من أجل التدريب على‬
‫االتصالت “سانتياغو‪ -‬تشيلي – تشرين الثاني ‪”1984‬‬

‫[ ‪ ]18‬إدارة المؤسساتـ العامة في الدول النامية “منظور استراتيجي”‪ ،‬أحمد عثمان طلحة‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫[ ‪ ]21‬عبد الرحمن‪ ,‬يسرى أحمد‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪,‬ص ‪.52‬‬

You might also like