Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
املبحث األول :ماهية املدرسة
املطلب األول :نشأة املدرسة
املطلب الثاين :مفهوم املدرسة
املطلب الثالث :أهداف ومبادئ املدرسة
املطلب الرابع :رواد املدرسة
املطلب اخلامس :عالقاهتا باملدارس األخرى
املبحث الثاين :السلوك التنظيمي للمدرسة
املطلب األول :النظريات اإلدارية والسلوك التنظيمي للمدرسة
املطلب الثاين :نظرية الدافعية وسلوك األفراد داخل املنظمة
املطلب الثالث :نظرية الدافعية وسلوك اجلماعة داخل املنظمة
املطلب الرابع :افرتاضات املدرسة
املطلب اخلامس :إسهامات وانتقادات املدرسة
اخلامتة
مقدمة :
مل يكتف مؤرخو الفكر االقتصادي باملعطيات فقط بل حاولوا جاهدين لتقدمي التفسري الذي كان
قائم حول أمهية العنصر البشري ودراسة سلوكه داخل املنظمات من اجل جتاوز األخطاء فتجلت
دراستنا يف الدراسات اليت قدمها -ألتون مايو -ألنه يعد رائدها وان أحباثه تعد اخلطى األوىل حنو
تطوير الفكر ألتسيريي الهتمام باإلنسان فحاول الكالسيكي يف نظرته للتسيري الذي أصبح يهم
املستخدمني يف وقتنا احلايل وأصبح العامل فيه كقرية صغرية ويف حبثنا هذا سنتطرق إىل بعض
املفاهيم اليت جاءت هبا مدرسة العالقات اإلنسانية ,واىل أي مدى وصلت هذه احلركة يف إبراز
دور السلوك اإلنساين يف املنظمة ؟
املبحث األول :ماهية املدرسة
املطلب األول :نشأة املدرسة
قبل ظهور هذه املدرسة بدا علماء النفس املهتمني بالصناعة يولون اهتماما آلثار الفكر الكالسيكي
,ففي عام 1913صدر كتاب علم النفس والكفاءة الصناعية لعامل النفس الصناعي – هوجو
مسرت برج – حيث اهتم بعملية اختيار العمال عن طريق االختبارات النفسية اليت تساعد على
اختيار العامل املناسب باملكان املناسب ،كما اهتم أستاذ البحث الصناعي يف كلية – هارفارد –
األمريكية مبشكلة الكفاءة فلفتت دراساته األنظار إىل دور العالقات اإلنسانية و أمهيتها يف السلوك
التنظيمي ،وذلك يف هناية العقد الثاين وبداية العقد الثالث من هذا القرن .
املطلب الثاين :مفهوم املدرسة
هم جمموعة من علماء اإلدارة ،يرون بان اإلدارة العلمية والسلمية هي إدارة هتتم خبلق عالقات
إنسانية جيدة وحالة رضا عالية بني العاملني ،والسبب يف ذلك هو أن الرضا يؤدي إىل زيادة
اإلنتاجية ،وهم يعرفون اإلدارة بكوهنا األعمال اليت يقوم هبا من هو مدير ويرتكز اهتمامهم على
املشرف واإلدارة الدنيا .
*تعريف مدرسة العالقات اإلنسانية :يطلق لفظ العالقات اإلنسانية على ذلك التدخل املوجود بني
األفراد ،ولقد عرف العديد من املفكرين هذا اللفظ ،ومن أهم هذه التعاريف :
-1تعريف سكوت ( : )scottإن العالقات اإلنسانية تشري إىل عمليات حتفيز األفراد يف موقف
معني بشكل فعال ،يؤدي إىل الوصول إىل التوازن يف األهداف يعطي املزيد من اإلرضاء
اإلنساين ،أي أن العالقات اإلنسانية تؤدي إىل ارتفاع االفتتاحية وزيادة الفاعلية التنظيمية .
-2تعريف سالتون ستال ( : )sultonstallفهو يعرف العالقات اإلنسانية على إهنا دراسة
أفراد العمل أثناء العمل – ليس منفصلني – ودائما كأعضاء يف جمموعات عمل غري رمسية ،وهي
تنقسم بالتعقيد ،ومهمة اإلدارة تنسيق جهود هؤالء األفراد .
املطلب الثالث :أهداف ومبادئ املدرسة
• أهدافها الرئيسية :
-العمل على تنمية روح التعاون بني األفراد و اجملموعات يف حميط العمل .
-حتفيز األفراد و اجملموعات على اإلنتاج .
-متكن األفراد من إشباع حاجياهتم االقتصادية و االجتماعية باالعتماد على التنظيم .
• مبادئها :
-السلوك اإلنساين هو احد العناصر الرئيسية احملددة للكفاءة اإلنتاجية .
-القيادة اإلدارية هي من األمور األساسية املؤثرة يف سلوك األفراد فكلما كان أكثر راض كان
أكثر إنتاجية .
-االتصاالت و تبادل املعلومات والتفاعل االجتماعي املفتوح بني العمال و اإلدارة مهم جدا .
-اإلدارة الدميقراطية هي األسلوب األفضل لتحقيق األهداف اإلنتاجية ،باشرتاك العاملني :
اإلدارة وحتمل مسؤولية العمل .
-التنظيم عالقة تنشأ بني جمموعات من األفراد ويربط أيضا بالعالقات االجتماعية .
*تقييم :لقد ركزت هذه املدرسة على إشباع الرغبات اإلنسانية لألفراد وذلك كوسيلة لتحسني
اإلنتاجية ،فاعتربوا أن التنظيم هو الذي يوفر اكرب قدر من اإلشباع هلا ،وهو اعل التنظيمات
كفاءة ،وان اإلشباع ال يقتصر على احلاجات االقتصادية بل هناك حاجات غري اقتصادية نذكر
بعض الوسائل املؤدية لذلك مثل :
* تشجيع تكوين اجلماعات االجتماعية يف العمل .
* توفري القيادة الدميقراطية .
* دعوة املدرسة لربط التنظيم باحلاجات االجتماعية لألفراد .
املطلب الرابع :رواد املدرسة
· روبرت أوين (:)1858-1771
كان روبرت أوين مدبرا ناجحا يف عدة مصانع للنسيج باسكتلندا يف أوائل القرن ، 19ويف ذلك
الوقت كانت ظروف العمل واملعيشة للعاملني متعبة للغاية وساعات العمل يف حدود 13ساعة
يوميا مع استخدام الصبية دون 10للعمل يف املصنع كان أوين يرى أن وظيفة املدير هي إعادة
تشكيل هذه الظروف حيث بدا يف :
( حتسني ظروف العمل – بناء مساكن أفضل للعاملني – ومتجر لبيع السلع بأمثان رخيصة – كما
خفض ساعات العمل إىل 10ساعات يوميا – رفض تشغيل الصبية دون ) 10
ومن ذلك يتضح أن روبرت أوين كان يتهم باجلانب اإلنساين لألفراد العاملني بينما زمالئه
املديرين كانوا يستثمرون أمواهلم يف إجراء التحسينات التكنولوجية ،وقد ركز أوين على أفضل
استثمار للمدير هو يف العاملني أنفسهم ،كما أطلق عليه « االالت احلية » على أساس أن توفري
ظروف مناسبة لألفراد واالهتمام هبم سوف يؤدي بالضرورة إىل زيادة اإلنتاج واألرباح ،وقد
حاول أوين توضيح فكرته من خالل مقارنة اآلالت باألفراد ،حيث ذكر أن احملافظة على اآلالت
وصيانتها يؤدي إىل زيادة إنتاجيتها واالحتفاظ هبا كحالة عمل ملدة أطول ،فإذا كان هذا القول
صحيحا بالنسبة لآلالت الصماء فانه ال يكون أمرا صعبا بالنسبة لآلالت احلية أو اآلالت اآلدمية ،
وقد طبق أوين هذه األفكار داخل مصانعه وكان فيه هذا حتقيق أكثر من %50عائدا على
األموال اليت كان ينفقها .
•التون مايو (: )1949 – 1880
هو مؤسس علم االجتماع الصناعي ومؤسس حركة العالقات اإلنسانية باسرتاليا له دبلوم يف علوم
النفس كما درس الطب واملنطق والفلسفة وكان أستاذ مشارك يف البحوث الصناعية ،وصل إىل
رتبة بروفسور يف البحوث الصناعية بأقسام الصناعات العليا .
إذ قام بدراسة بأحد مصانع الغزل يف – فلد يلفيا – واملشكلة هي ارتفاع معدل دوران العمل يف
قسم الغزل واخنفاضه يف األقسام األخرى ،يف البداية قدمت حوافز مالية من طرف املدير ،باعتبار
أن الفرد حيوان اقتصادي لكن هذا األخري مل يستجيب هلذه احلوافز ،املشكلة كانت اخنفاض
الروح املعنوية للعمال نتيجة التوتر واملتاعب النفسية اليت يعيشون فيها .
بدأت التجربة مبناقشة املشكلة مع كل عمال القسم بإعطاء ثلث العمال فرتات راحة ،نتيجة
كانت اجيابية جدا حىت بالنسبة لثلث الذي مل يعطوهم فرتات راحة .
التفسري :شعر األفراد داخل املصنع بأهنم أسهموا يف هذا الربنامج باالظافة غاىل وجود ثقة كبرية
من العمال يف مديرهم لكونه كان قائدا لعدد منهم أثناء ح ع ، 1استمر هذا الوضع ملدة 4أشهر
ونصف وبعد فرتة زاد الطلب فجأة على منتجات الغزل األمر الذي دعا املشرف إىل اختاذ قرار
بإلغاء كل فرتات الراحة مما أدى إىل تدهور اإلنتاج .
وهنا تدخل املدير الذي يثق فيه العمال بإعادة احلال السابق حيث حيصل كل عامل على 4فرتات
راحة مدهتا 10د ،واتضحت النتيجة على أن املدير كان على صواب فارتفع معدل اإلنتاج إىل
% 85وبعدها قام املدير بإشراك العمال يف حتديد مواعيد فرتات الراحة اليت يرغبوهنا ،مما أعطاهم
االنطباع النفسي بأهنم جزء ال يتجزأ من الشركة ،األمر الذي انعكس على معنوياهتم
وإنتاجيتهم .
•هوجو مسرت برج (: )1916 – 1863
يعترب إسهامه الرئيسي هو تطبيق األدوات السيكولوجية للمساعدة يف زيادة اإلنتاجية ،فيمكن
زيادهتا من خالل 3وسائل :
-الوصول ألفضل فرد ممكن ميتلك قدرات ذهنية ألداء العمل .
-توليد أفضل عمل وإجياد ظروف سيكولوجية مثلى لزيادهتا .
-الوصول ألفضل تأثري باستخدام األساليب السيكولوجية ( االختبارات املساعدة يف اختيار الفرد
املؤهل – أحباث التعليم لتحسني أساليب التدريب – وسائل سيكولوجية يف دفع الفرد وحتفيزه ) .
املطلب اخلامس :عالقاهتا باملدارس األخرى
العالقات اإلنسانية واإلدارة العلمية :
يقرتن اسم فردريك تايلور باإلدارة العلمية وألنت مايو مبدرسة العالقات اإلنسانية يف الدراسات
اإلدارية حيث يعترب كليهما أهم دعاة أفكار لكل مدرسة ينتسب إليها ،رغم إهنما كانا يف
طريقني خمتلفني ،إال أن هدفهما واحد وهو احلصول على أقصى كفاية إنتاجية للمؤسسة .
إن االفرتاض األساسي يف املدرسة العلمية هي أن العامل رجل اقتصادي حتكم سلوكه احلوافز
املادية ويهدف إىل احلصول على اكرب منفعة اقتصادية لذاته ،فان النتيجة احلتمية هي زيادة
اإلنتاجية وانتفاع املؤسسة من هذا األمر ،واتت مدرسة العالقات اإلنسانية لتمحو هذا االفرتاض
من أساسه ،فالفرد ليس رجل اقتصادي حتكمه احلوافز املادية ،وإمنا هو شخص ذو أحاسيس
حيب االنتماء واالرتباط مع اآلخرين يف شكل جمموعات متجانسة .
العالقات اإلنسانية واإلدارة التنظيمية الوظيفية :
كان لدعاة العالقات اإلنسانية نظرهتم إىل مبادئ نظرية اإلدارة الوظيفية أيضا ،فقد اهتموا مببدأ
تقسيم العمل وتصميم اهليكل التنظيمي ،وكذلك مبدأ وحدة األمر ولكن من نواحي أخرى
ترتكز على اآلثار النفسية واالجتماعية هلذه املبادئ على العاملني يف املؤسسة .
فمن ناحية مبدأ تقسيم العمل الذي يعد حجر الزاوية يف نظرية اإلدارة التنظيمية اهتم دعاة
العالقات اإلنسانية بالعمال وتأثري التقسيم املتطرف للعمل على نفسية العامل من أحاسيس بتفاهة
العمل وتفاهة إسهامهم للعمل يف اجملموعة .
أما من ناحية اهليكل التنظيمي فقد اهتموا بالعوامل اإلنسانية اليت تتداخل بعد التصميم وأثناء العمل
،حيث أن العالقات الفعلية والنهائية تتغري وتتطور بالرغم من التصميم األويل .
واهتم دعاة املدرسة بالصراع واملشاكل اليت تنشأ بني املنفذين واالستشاريني وكيف تؤثر يف سري
العمل وإمكانية حل هذه املشكلة .
املبحث الثاين :السلوك التنظيمي للمدرسة :
املطلب األول :النظريات اإلدارية والسلوك التنظيمي
•التجربة األوىل :تناولت اختبار كثافة اإلضاءة املتوفرة يف حميط العمل وعالقتها بالكفاءة اإلنتاجية
للعمال ،حيث اختار جمموعتني من العمال -:
األوىل :متثلت يف اجملموعة التجريبية .
والثانية :فتمثلت يف اجملموعة الضابطة .
ومت توزيع كل جمموعة يف أماكن خمتلفة مع إدخال بعض التحسينات يف اإلضاءة على اجملموعة
التجريبية ومل يفعل ذلك مع اجملموعة الضابطة ،وكانت النتيجة هي ارتفاع اإلنتاج لدى
اجملموعتني ،فاستنتج الباحثون أن هناك أسباب أخرى تدفع إىل زيادة اإلنتاج غري عوامل حتسني
اإلضاءة ( وهي أثر جدولة العمل على كفاءة اإلنتاج للعامل ) فعمد الباحثون إىل إجراء التجربة
الثانية .
•التجربة الثانية :اثر جدولة العمل على كفاءة العمال ،حيث جاءت هذه التجربة انطالقا من أن
الكفاءة اإلنتاجية ال حيددها عامل واحد بل عدة عوامل متداخلة ،دامت هذه التجربة 5
سنوات ،قسمة لثالث مراحل :
-التمهيد واإلعداد للتجربة .
-دراسة اثر فرتات الراحة على إنتاجية العامل .
-دراسة اثر تقصري يوم العمل .
متت التجربة يف قاعة جتميع أجهزة التلفون ،ومشلت تسخري الظروف املادية للعمل مثل فرتات
الراحة -ساعات العمل – وكذلك احلوافز املادية ) .
مت اختيار 6عامالت بينهن صداقة وانسجام و وضعن يف حجرة ،و روقنب دون علمهن بغية
معرفة التأثري الذي ينعكس على مستويات اإلنتاج مع تغري فرتات الراحة وساعات العمل ودرجة
احلرارة يف الغرفة وأشركهن أيضا يف اختاذ القرار.
وقد كشفة النتائج أن هناك ارتباطا وثيقا يف جو الصداقة و االنسجام الذي يؤدي إىل رفع احلالة
املعنوية للعامالت والذي انعكس معدل إنتاجهن بسبب الشعور باملسؤولية املشرتكة (وصل معدل
الكفاءة اإلنتاجية إىل %80وعدل دورات العمل إىل . ) %50
•التجربة الثالثة :ركزت على معرفة مدى تأثري دفع األجور يف ارتفاع مستوى اإلنتاج ،حيث
منحت مجيع العامالت أجور ثابتة باإلضافة إىل عموالت مرتبطة بزيادة إنتاج كل واحدة منهن ،
مث مت اختيار بعض الفتيات للعمل سويا يف حجرة واحدة مستقلة عن باقي العامالت .فزادت
إنتاجية العامالت املختارات باالمتياز عن بقية أقراهنن ،فانعكس ذلك على مستوى إنتاجهن .
املطلب الثاين :نظريات الدافعية وسلوك األفراد داخل املنظمة
قام العامل ماسلو أبراهام بتقدمي نظرية عن احلاجات اإلنسانية وترتيبها يف مدرج هرمي ،تعتمد
نظريته اليت القت قبوال عاما يف تقسيم احلاجات ،يقول أن :حاجات الفرد مرتبة ترتيبا تصاعديا
على شكل سلم حبسب أولويتها للفرد وحاجاته غري املشبعة ،هي اليت تؤثر على سلوكه أمام
املشبعة ،فال ينتهي دورها يف عملية التحفيز فصنفها إىل :
-1احلاجات البدنية ( اجلسمية ) :وهي من احلاجات األساسية اليت ال يستطيع الفرد العيش
بدوهنا وهي املسيطرة ،وان كانت احلاجات األخرى مشبعة وتتمثل يف احلاجة إىل الطعام والشرب
و اهلواء والتنفس ...
-2حاجات األمن والسالمة :وتأيت يف املرتبة الثانية من احلاجات اإلنسانية ،فعندما تتحقق
احلاجات اجلسمية حيتاج اإلنسان إىل احلماية من األمراض والربد واحلرارة ومن الكوارث
االقتصادية.
- 3احلاجات االجتماعية :وتشمل رغبات الفرد اليت تدعو إىل تكوين عالقات مع الغري وتكوين
األصدقاء واىل احلب واالرتباط مع اآلخرين يف صورة عائلة أو ناد اجتماعي .جمموع هذه
احلاجات هو بداية الرغبات النفسية وبالتايل بداية البعد عن احلاجات النفسية.
-4حاجات التقدير واالحرتام :وتعرف حباجات األنانية والغرور ،وهي و هي مثل احلاجات
االجتماعية تكون من ناحية ارتباط اإلنسان بالغري ،وهنا االرتباط ال يهدف إىل إقامة عالقات
طيبة و ودية مع الغري وإمنا الشعور باألمهية بالنسبة للغري ومدى حاجة اآلخرين إليه وتشجيع هذه
احلاجات باملراكز االجتماعية ،السلطة ،القوة ،القدرة يف السيطرة على الغري والتفوق بالنسبة
لآلخرين .
-5حاجات إرضاء الذات :أعلى مستويات احلاجات والرغبات تأيت يف قمة اهلرم ،وتعرب عن
رغبة اإلنسان يف أن يكون ما يريده لذاته ،يهتم مبوقفه أو موقعه بالنسبة لغريه ،فيحاول التوصل
إىل موقع يكون فيه أفضل من غريه كما يف نظرية األنانية إرضاؤها يتطلب ( معرفته -مهارته -
قدرته -و وضع اساس هلا ) *إرضاؤها يؤدي للحاجة هلا* .
- 6نظرية األنانية الغرور :وإرضاء هذه الرغبة يتطلب معرفة اإلنسان مهاراته وقدراته ويضع
أسس هلا ،ويالحظ ماسلو أن إرضاء هذه احلاجات يؤدي إىل احلاجة إليها أكثر فأكثر .
املطلب الثالث :نظريات الدافعية وسلوك اجلماعات داخل املؤسسات
• نظرية قانون املوقف (مريي باركر فوليت : ) 1933 -1868تستمد هذه النظرية قوهتا من
حدة اخلالفات اليت تنشب بني األفراد حبيث أن العالقات الشخصية تلعب دورا أساسيا يف حل
اخلالفات االجتماعية .
يف رأي مريي أن التعامل مع اجلمهور خيلق مشاكل معقدة يف داخل املنظمات ،ففي معظم
النزاعات تكون اخلالفات بني قوي وضعيف أو متنافسان ميتلكان قوى متقاربة أو طرفني
متخاصمني يبديان رغبتهما وتعاوهنما االجيايب حلل املشكل وفقا ملا يقتضيه قانون املوقف ومصلحة
اجلميع ،ففي احلالة األوىل ليمكن أن تسوى أية مشكلة مبوضوعية الن املدير اإلداري ميلك السلطة
والنفوذ باستطاعته من الناحية القانونية أن يفرض رأيه على املرؤوسني ،ويف هذه احلالة السائدة
ألي تنظيم بريوقراطي تتحطم معنويات العامل املرؤوس وتنعدم أواصل التعاون بني املسئول
ومساعده .أما احلالة الثانية املتمثلة يف طرفني ذوي قوى متوازنة فال يوجد تسلط أو نفوذ مفروض
فإذا كان املدير اإلداري ميلك القوة القانونية فان مدير املصلحة ميلك قوة التخصص واملهارة الفنية
اليت يتوقف عليها كل شيء ،هلذا حتل اخلالفات عن طريق املساواة والتنازالت املتبادلة مادام كل
طرف ميلك قوة موازية خلصمه .أما احلالة الثالثة فتحل اخلالفات بالتعاون املتبادل بني األفراد بغض
النضر عن السلم التصاعدي للسلطة أو للشخص فالشيء املهم هو انتصار املوضوعية .
وما هتدف إليه مريي بصفة خاصة هو أن املشاكل ال حتل عن طريق القوانني واهلياكل الرمسية
واستعمال وسائل اإلكراه فقط ،إذ البد من وجود اإلدارة الصادقة وإيصال املعلومات بطريقة
موضوعية حىت يتسىن لألفراد أن يتفهموا األوضاع اليت قد يكون مصدرها التعقيدات اإلنسانية .
املطلب الرابع :افرتاضات املدرسة
· كلما كان اإلنسان أكثر رضا كان أكثر إنتاجية .
· دوافع العمل ليست فقط الدوافع املادية ،فاإلنسان حيب العمل أكثر من األجر والرواتب ،بل
يعمل إلشباع حاجاته مثل (:التعليم – التقدم – االنتماء إىل مجاعات ) .
· كلما كانت اجلماعة أكثر متاسكا كان انصياع العضو ملتطلباهتا اكثر احتماال.
· على اإلدارة االهتمام باحلاجات الذاتية لألفراد ال بوضع الدراسات والقواعد والتعليمات .
املطلب اخلامس :إسهامات وانتقادات املدرسة
-1إسهامات املدرسة :
يرى مايو بان املصنع واملكتب واملتجر ليسو فقط مكان للعمل ،بل جيب أن يكون أيضا بيئة
اجتماعية يتفاعل العاملون فيها مع بعضهم فهي تؤثر للغاية يف حتديد كمية وجودة املنتج .
· سذاجة االفرتاض بأن الرضا دائما يعود إىل اإلنتاجية العالية ،فأخذت نتائج ختتلف ،حبيث
تعرف اآلن بأنه ليس كل إنسان راض هو إنسان منتج ،والعكس بالعكس .
· وركزت على األسلوب اإلداري وإنتاجية العاملني ،فأهم قضية للمنظمة املعاصرة ليست
اإلنتاجية وإمنا البقاء و التكيف والنمو ،لذا عليها االهتمام بسلوك كل العاملني فيها وليس فقط
اإلداريني .
-2انتقادات املدرسة :
· إن املدرسة مل تقدم نظرية كاملة و ال شاملة لتفسري ظاهرة التنظيم والسلوك التنظيمي ،لكن
ركزت على العنصر البشري ،فرتى بأنه مهما كانوا متحدين فان رغباهتم ختتلف وأنه من املستبعد
متاما أن تنصهر مجيعا وتصبح أسرة واحدة سعيدة كم يتخيلون .
· هناك تناقض واضح بني العمال واإلدارة .
· يرى أن الفرد يسعى إىل إشباع رغباته و ال يومهه إنشاء مجاعات .
اخلامتة :
يف األخري لقد اندفع الكثري من املفكرين والباحثني من خالل اجلمع بني املبادئ الرمسية التقليدية
واملبادئ واألفكار اليت جاءت هبا مدرسة العالقات اإلنسانية لوضع نظرية متكاملة للتنظيم .
كما ساعد االجتاه السلوكي يف التنظيم على نشوء النظرية احلديثة الحقا مثل نظرية النظم وغريها
من األساليب واألفكار مثل اإلدارة باألهداف و اإلدارة بالنتائج .
املراجع املعتمدة :
·
·
· قيس حممد العيد ﴿ التنظيم -املفهوم والنظريات واملبادئ ﴾ ،مطابع الريان ،اإلسكندرية
. 1997
·
·
· صالح الشنوايت ﴿ إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية ﴾ ،مدخل اهلداف مؤسسة شباب
اجلامعة ،اإلسكندرية . 1999
·
·
· مجال الدين حممد املرسي ،ثابت عبد الرمحن ادرسي ﴿ السلوك التنظيمي ﴾ ،الدار اجلامعية
. 2005/2004
·
·
· حممد الصرييف ﴿ إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية ﴾ ،دار قنديل للنشر والتوزيع ،الطبعة
األوىل عمان . 2003