Professional Documents
Culture Documents
Cours 03
Cours 03
2024-2023
د .وسيلة سعود
السنة الثانية شعبة علوم مالية وحماسبة
1 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
كان االهتمام في مرحلة المدرسة الكالسيكية ،على تعظيم العائد واإلنتاج في المؤسسة ،باالعتماد
على الجانب التقني والفني ،مع اعتبار أن العامل مجرد آلة ،إال أن ذلك وجد صعوبات في الواقع ،أين ظهرت
العديد من المواقف اإلنسانية التي أثرت على اإلنتاج بعيدا عن الجانب المادي ،وهو ما أدى إلى بروز مدرسة
تناولت جانبا آخر يسعى إلى تعظيم اإلنتاج ،يهتم بالجانب النفسي واإلنساني للعامل .ومن بين األسباب
والدوافع التي أدت إلى ظهور مدرسة العالقات اإلنسانية في اإلدارة يمكن ذكر ما يلي:
التغيرات االجتماعية والتقنية ،فخالل القرن العشرين ،شهدت المجتمعات تحوالت كبيرة في مجاالت
التكنولوجيا واالتصاالت والتنظيم االجتماعي ،هذه التغيرات دفعت إلى الحاجة إلى فهم أفضل للعالقات
البشرية وكيفية التعامل مع التحديات التي تط أر نتيجة هذه التغيرات.
ظهور الحركة النقابية وتزايد قوتها ،مما أجبر رجال اإلدارة على تنمية العالقات اإلنسانية بين العاملين،
وتتبع سلوكهم بما يزيد من اإلنتاجية وتحقيق األهداف المسطرة.
التأثير النفسي واالجتماعي :بدأت البحوث في علم النفس وعلم االجتماع تسليط الضوء على تأثير
العوامل النفسية واالجتماعية على سلوك اإلنسان في مكان العمل ،وهو ما دفع إلى التفكير في كيفية
تحسين العالقات بين الموظفين لزيادة اإلنتاجية.
زيادة ثقافة العامل بحد ذاته ،فبدأ االهتمام بالتعليم والتدريب وممارسة المنهج العلمي السليم ،مما جعل
العامل يدرك مشكالت العمل ويطالب بمدير أحسن.
كبر حجم المؤسسة ،ما أدى إلى تزايد مشكالت الناتجة عن صعوبات التواصل واالتصال بين العاملين.
زيادة مستوى التخصص أدى إلى زيادة حجم العمل والعمال ،وتضاعف الصراع بين رجال اإلدارة
والعمال المتخصصين.
2 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
ينطلق فكر مدرسة العالقات اإلنسانية على مجموعة من المبادئ والفرضيات التي بنيت عليها
النظريات واألعمال واألفكار لدى رواد هذه المدرسة ،ومن بين المبادئ والفرضيات التي تقوم عليها هذه
المدرسة ،يمكن إجمالي ما يلي:
-المؤسسة ليست مكانا للعمل فقط ،وإنما هي مكان تتم فيه الكثير من التفاعالت االجتماعية بين أعضائها
والتي تؤثر على كمية وجودة العمل .ف تعتبر العالقات اإليجابية والتواصل الجيد بين الموظفين واإلدارة
أمور أساسية لتحسين البيئة العملية.
ًا
-المؤسسة نظام غير رسمي ،وهو ذلك التنظيم الذي ال يخضع إلى قوانين وأنظمة ولوائح رسمية ،ولكنه
يتأثر بهذه القوانين المسطرة من طرف المؤسسة ،ويتأثر بصفة خاصة بأنماط العالقات بين المجموعات
وأنماط تفاعلهم مع بعضهم البعض.
-التركيز على اإلنسان ،هذه المدرسة تعتبر الموظفين أصوًال حية للمنظمة وتولي اهتماماً كبي اًر برفاهيتهم
واحتياجاتهم ،وترى أن تلبية احتياجات الموظفين سيلعب دو ار مهما في بقاء ونمو المؤسسة.
-االعتبار بالجوانب االجتماعية لإلنسان :تؤكد على أن اإلنسان ليس مجرد وحدة إنتاج بل لديه احتياجات
اجتماعية ونفسية يجب مراعاتها ،فاإلنسان كائن نفسي اجتماعي ،يسعى إلى إشباع حاجات معنوية إلى
جانب الحاجات المادية.
-االهتمام بالمشاعر واالحتياجات االجتماعية ،تعتقد هذه المدرسة أن فهم مشاعر واحتياجات الموظفين
يمكن أن يساهم في تعزيز األداء والمشاركة.
-التركيز على تحقيق الرضا لدى العمال والرفاهية لهم ،تهدف إلى تحسين جودة حياة الموظفين وزيادة
رضاهم من خالل توفير بيئة عمل تشعرهم بالراحة واالستقرار ،مع التركيز على التكامل بين الدوافع
االقتصادية والدوافع االجتماعية في زيادة إنتاجية العمل ،فمن الخطأ أن تهمل أي منها.
-التعاون والفريق ،تشجع على التعاون بين الموظفين ،وتعزز أهمية العمل الجماعي لتحقيق أهداف
المنظمة ،حيث أن العامل حينما يشعر بأهميته ضمن المؤسسة سيتمتع برقابة ذاتية ،ويمكن أن يكون
أكثر فعالية وإنتاجية بدون تهديد.
-المؤسسة نظام مغلق ،هو ذلك النظام الذي ال يوجد أي تفاعل بينه وبين البيئة التي يعمل فيها ،لذلك ال
يتأثر هذا النظام بالتغيرات التي تحدث في الظروف البيئية ،أي أن كال من اإلدارة والعمال تتوقف
سلوكاتهم وإنتاجيتهم على ما يجري بداخل المؤسسة فقط وال يتعدى البيئة الخارجية لها.
3 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
قدمت األعمال واألفكار الواردة في إطار مدرسة العالقات اإلنسانية إضافات وإسهامات مهمة في
مجال إدارة المنظمات وإدارة األعمال ،والتي أبرزتها هذه المدرسة ،ليتم االهتمام بها وتطويرها الحقا ،من بين
أهم إسهامات مدرسة العالقات اإلنسانية في مجال اإلدارة ما يلي:
تطوير علم إدارة الموارد البشرية :ساهمت هذه المدرسة في تطوير مجال إدارة الموارد البشرية وجعلته
تركيز على التفاعالت االجتماعية والعالقات بين الموظفين.
ًا أكثر
تحسين بيئة العمل :قدمت مفاهيم مدرسة العالقات اإلنسانية األساس لتحسين بيئة العمل وزيادة رضا
الموظفين ومشاركتهم في العمليات اإلدارية.
تعزيز االتصال الداخلي :شجعت على تعزيز التواصل والتفاعل الجيد بين الموظفين واإلدارة ،مما ساهم
في تفهم أفضل الحتياجات ومشاعر الموظفين.
تعزيز الفريق والتعاون :أشجعت على العمل الجماعي وتكوين فرق عمل فعالة لزيادة اإلنتاجية وتحقيق
األهداف المؤسسية.
التركيز على الرفاهية :أدرجت قضايا الصحة والرفاهية النفسية للموظفين ضمن اهتمامات اإلدارة ،مما
أدى إلى تحسين ظروف العمل والحفاظ على سالمة الموظفين.
التأثير على الثقافة التنظيمية :ساهمت في تشكيل الثقافة التنظيمية بشكل إيجابي ،حيث تعزز من
التفاعل والتعاون بين أفراد المنظمة.
على الرغم من إسهامات مدرسة العالقات اإلنسانية في مجال اإلدارة ،إال أنها تعرضت لبعض
أيضا ،ومن بين هذه االنتقادات:
االنتقادات ً
oتجاهل الجوانب االقتصادية :انتقد البعض مدرسة العالقات اإلنسانية لتجاهلها للجوانب االقتصادية
واألداء المالي في إدارة المنظمات ،مما يمكن أن يؤدي إلى تقديم مشورة غير كافية فيما يتعلق باألمور
المالية واالقتصادية.
تناقضا بين مبادئ مدرسة العالقات اإلنسانية وبين
ً oتناقض النظريات :اعتبر بعض النقاد أن هناك
المدارس اإلدارية األخرى ،مثل المدرسة الكالسيكية التي تركز على الكفاءة واإلنتاجية.
أيضا مدرسة العالقات اإلنسانية لعدم التفرغ الكافي
oقلة التفرغ للجوانب التنظيمية :انتقد البعض ً
للجوانب التنظيمية واإلدارية في المنظمات ،مما يمكن أن يؤدي إلى إهمال الجوانب األخرى المهمة.
4 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
oتعبير عن مشاعر الموظفين :انتقد البعض استفراد مدرسة العالقات اإلنسانية بالتركيز على تعبير
الموظفين عن مشاعرهم دون التركيز على األداء الفعلي والتحقيقات العملية.
oقلة الدعم البحثي :عرفت مدرسة العالقات اإلنسانية بقلة البحث العلمي الصارم لدعم نظرياتها
واستنادها إلى أدلة علمية قوية.
يعتبر إلتون مايو ( )Elton Mayoواحدا من أبرز الرواد في مجال مدرسة العالقات اإلنسانية .قام
بإجراء تجارب اإلنسان اإلضافي الشهيرة في مصانع Hawthorneالتابعة لشركة Western Electricفي
عشرينيات القرن العشرين ،والتي كانت تهدف إلى فهم تأثير العوامل االجتماعية على أداء الموظفين.
تجربة مايو ) (Hawthorne Studiesهي سلسلة من التجارب البحثية التي أجريت في مصانع
Hawthorneلشركة Western Electricفي شيكاغو بالواليات المتحدة األمريكية خالل الفترة بين عامي
1924و .1932تم تنفيذ التجارب بهدف فهم تأثير العوامل البيئية واالجتماعية على أداء الموظفين وسلوكهم
في مكان العمل ،تعد هذه التجارب استجابة للمخاوف التي نشأت عن ت ارجع أداء العمال في المصانع ،وقلة
اإلنتاجية ،خالل فترة ما بعد الحرب العالمية األولى .وتمثلت المراحل الرئيسية لهذه التجارب في:
)1مرحلة اإلضاءة ( :)1927-1924في هذه المرحلة بدأ مايو وفريقه بتحسين مستويات اإلضاءة في
ورشة العمل ،مع مالحظة ورصد تأثير تلك التحسينات على إنتاجية الموظفين ،وقد تم اكتشاف زيادة في
اإلنتاجية بمجرد تحسين اإلضاءة.
)2مرحلة االختبارات والمقابالت ( :)1930-1927في هذه المرحلة تم تقديم اختبارات نفسية للموظفين،
حيث أجريت مقابالت مع الموظفين لفحص تأثير التقييم واالهتمام بالموظفين على أدائهم .وقد توصلت
النتائج إلى أن التقييم واالهتمام بالموظفين أث ار إيجابيا على أدائهم.
)3مرحلة المشاركة والتفاعل االجتماعي ( :)1932-1931في هذه المرحلة تم تعزيز التفاعل االجتماعي
بين الموظفين وإدارتهم ،حيث أجريت مقابالت لفحص تأثير التفاعالت االجتماعية على األداء .وقد
وجدت النتائج أن التفاعالت االجتماعية والعالقات اإليجابية أثرت إيجابيا على األداء والرضا.
هذه المراحل الثالث تشكل جزًءا من تجربة التون مايو ،وقد ساهمت في فهم تأثير العوامل البيئية
واالجتماعية على أداء الموظفين ،وبالتالي ساهمت هذه التجارب في تطوير مفهوم العالقات اإلنسانية في
مجال اإلدارة وتأثير العوامل النفسية واالجتماعية على العمليات المؤسسية.
5 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
وعليه فقد كان لتجارب إلتون مايو في مجال اإلدارة تأثي ار كبي ار وإسهاما هاما في مجال إدارة األعمال
والمؤسسات ،حيث أثرت بشكل كبير على فهم العالقات اإلنسانية في مكان العمل ،وأسهمت في تطوير
النظريات واألفكار في هذا المجال .ويمكن توضيح أهم إسهامات وإضافات إلتون مايو في اإلدارة في:
تسليط الضوء على العوامل االجتماعية :ساهمت تجربة التون مايو في تسليط الضوء على أهمية
العوامل االجتماعية في مكان العمل ،وخصوصاً التفاعالت بين الموظفين وكيفية تأثيرها على أداء
الموظفين ورضاهم.
تطوير نظريات اإلدارة :تأثرت النظريات اإلدارية بشكل كبير بنتائج تجربة التون مايو ،ونتيجة لذلك تم
إدراج عوامل مثل أهمية التواصل والتفاعل االجتماعي في نظريات اإلدارة.
تطور مجال إدارة الموارد البشرية :ساهمت التجارب في Hawthorneفي تطوير مجال إدارة الموارد
البشرية .بدأ التركيز على االهتمام بالموظفين واحتياجاتهم ورفاهيتهم.
األسلوب اإلنساني في اإلدارة :ساهمت تجربة التون مايو في تشكيل األسلوب اإلنساني في اإلدارة الذي
يشجع على التفاعل اإلنساني وبناء عالقات إيجابية في مكان العمل.
وعلى الرغم من أهمية وتأثير تجربة إلتون مايو في مجال اإلدارة ،فقد تعرضت لبعض االنتقادات
والتحفظات من قبل الباحثين والمفكرين في مجال اإلدارة .إليك بعض االنتقادات الشائعة لتجربة التون مايو:
-طريقة البحث :انتقد البعض منهج التجربة في حد ذاته ،واعتبره غير منهجي ،بسبب عدم استخدام طرق
البحث العلمية المتقدمة في تصميم التجارب وجمع البيانات.
-تفسيرات متناقضة :واجهت نتائج التجارب تفسيرات متناقضة ومتعددة ،مما أثار تساؤالت حول السبب
الحقيقي لزيادة اإلنتاجية بعد تحسين اإلضاءة وتأثير العوامل االجتماعية.
-اتساع نطاق البحث :انتقد البعض اتساع نطاق التجارب وعدم التركيز الدقيق على العوامل المحددة التي
تؤثر على األداء العملي.
-نقص الشفافية :لم يعرف على نحو كافي ما إذا كانت هناك معلومات كاملة حول التجارب والنتائج ،مما
يصعب على الباحثين تقييمها بشكل دقيق.
-نقص التنوع العيني :انتقدت بعض االنتقادات قلة التنوع في العينات المشاركة في التجارب ،مما يقلل من
قابلية تعميم النتائج.
6 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
تطورت هذه المدرسة في النصف الثاني من القرن ،20وقدمت مجموعة من النظريات والمفاهيم التي
تساعد في فهم وتحليل سلوك األفراد والمجموعات داخل المنظمات .يدرج مع هذه المدرسة أيضا مدرسة
الدافعية والتي تختص بدراسة وتحليل العوامل التي تدفع الفرد وتحفزه على إنجاز عمل ما ،وترفع من أداءه.
تتضمن مبادئ المدرسة السلوكية في اإلدارة عدة جوانب رئيسية تساهم في فهم وتوجيه سلوك األفراد
داخل المنظمات .وبعض المبادئ األساسية لهذه المدرسة تتمثل فيما يلي:
-التأثير على السلوك :تركز المدرسة السلوكية على القدرة على التأثير على سلوك األفراد في المنظمة،
من خالل استخدام التحفيز والتوجيه بطرق تشجع على السلوك المرغوب.
-الرضا والتحفيز :تعتبر المدرسة أن فهم ما يجعل األفراد راضين عن العمل وما يحفزهم يسهم في تحقيق
األداء األفضل وتحقيق أهداف المنظمة.
هاما لتحقيق التفاهم وتوجيه
أمر ً
-االتصال والتفاعل :يعتبر التفاعل والتواصل الجيد بين أعضاء المنظمة ًا
السلوك بشكل فعال.
-التعلم والتطوير :تشجع على توفير فرص التعلم والتطوير المستمر لألفراد لتحسين سلوكهم وأدائهم.
قدمت المدرسة السلوكية العديد من اإلسهامات الهامة في مجال إدارة األعمال ،وقد أثرت بشكل كبير
على فهم سلوك األفراد في المنظمات وكيفية تحسين األداء والفعالية اإلدارية .ومن هذه اإلسهامات ما يلي:
فهم السلوك اإلنساني :ساهمت المدرسة السلوكية في تسليط الضوء على أهمية العوامل النفسية
واالجتماعية في تشكيل سلوك األفراد في العمل ،ذلك أدى إلى تحسين الفهم لكيفية تأثير العوامل
الشخصية واالجتماعية على األداء والتفاعل في المنظمات.
7 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
إدارة التحفيز :قدمت المدرسة السلوكية نظريات حول كيفية تحفيز األفراد في العمل وزيادة رضاهم
واستم ارريتهم في األداء ،ذلك ساعد في تطوير أساليب إدارة التحفيز وزيادة اإلنتاجية.
التواصل والقيادة :أسهمت المدرسة السلوكية في فهم أهمية التواصل الجيد وأساليب القيادة الفعالة في
تحقيق أهداف المنظمة ،هذا ما ساعد قادة المنظمات على تطبيق استراتيجيات تفاعلية وفعالة.
التعلم التنظيمي :ساهمت المدرسة السلوكية في تطوير فهم أفضل لكيفية تحسين تعلم المنظمات
وتطوير قدراتها التنظيمية للتكيف مع التغييرات في البيئة.
تطوير المهارات اإلدارية :قدمت المدرسة السلوكية نصائح وأساليب لتطوير مهارات اإلدارة والتفاعل
بشكل فعال مع موظفي المنظمة.
oتبسيط العوامل :يعتبر بعض النقاد أن المدرسة السلوكية تقلل من تعقيد العوامل التي تؤثر على سلوك
طا مما يمكن أن يتجاهل بعض العوامل
األفراد في المنظمات ،فهي قد تنظر إلى السلوك بشكل أكثر تبسي ً
الهامة األخرى مثل العوامل البيئية واالقتصادية.
oتجاهل االختالفات الفردية :تنصب المدرسة السلوكية على دراسة السلوك الجماعي والعوامل المشتركة بين
األفراد دون أخذ االختالفات الفردية بعين االعتبار ،هذا يمكن أن يكون غير مناسب في بعض الحاالت
حيث يكون للسمات الفردية تأثير كبير على السلوك.
حاسما في
ً oعدم مراعاة السياق :تغفل المدرسة السلوكية عن السياق الذي يحيط بالسلوك ،والذي يكون
فهمه .على سبيل المثال ،قد يكون سلوك معين ًا
مبرر في سياق معين وغير مبرر في سياق آخر.
oتقليل العوامل الهيكلية :تركز المدرسة السلوكية بشكل أساسي على العوامل النفسية واالجتماعية دون
إيالء االهتمام الكافي للعوامل الهيكلية في المنظمة مثل هيكل التنظيم والقوانين والسياسات.
oنقص التوجيه النظري :يعتبر بعض النقاد أن المدرسة السلوكية تفتقر إلى نظرية متكاملة ومحددة
بوضوح ،مما يجعل من الصعب تطبيق مبادئها بشكل عملي داخل المنظمات.
لقد قدم عديد كبير من المفكرين والباحثين أفكارهم وتوجهاتهم في مجال اإلدارة ،وفقا لك ٍّل من مدرسة
العالقات اإلنسانية والمدرسة السلوكية ،وسيتم فيما يلي تقديم أهم المفكرين على سبيل المثال ال الحصر.
8 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
نظرية الحاجات اإل نسانية ألبراهام ماسلو (:)Abraham MASLOW . 1 . 4 .2
تقوم نظرية الحاجات اإلنسانية لماسلو على مجموعة من االفتراضات األساسية ،من أهمها ما يلي:
يملك اإلنسان مجموعة من االحتياجات الهرمية ،أي تسلسلية ،حيث يجب تلبية االحتياجات األساسية أوالً
قبل االنتقال إلى االحتياجات األعلى في الهرم.
تأثير االحتياجات على السلوك ،أي يمكن أن تؤثر االحتياجات غير الملبية على سلوك الفرد ،مثل
انخراطه في سعي لتلبية هذه االحتياجات .وإذا تم إشباع الحاجة فإنها لن تصبح دافعا للسلوك.
تحقيق احتياجات الهرم يشجع على التطور والنمو ،أي عندما يتم تلبية احتياجات الفرد على مستوى معين
في الهرم ،يمكن للفرد تحقيق إمكانياته الشخصية والمهنية بشكل أفضل.
نادر ما يصلون إلى مرحلة اإلشباع الكاملنادر ما يتحقق ،بمعنى أن األفراد ًا
اإلشباع الكامل للحاجات ًا
تقترح نظرية ماسلو أن األفراد يسعون لتحقيق هذه االحتياجات بترتيب تصاعدي ،حيث يبدأون بتلبية
االحتياجات األساسية ويتقدمون تدريجياً نحو االحتياجات األعلى في الهرم .يمكن توضيحها فيما يلي ،مع
إسقاطها على العامل في المؤسسة:
9 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
إن نظرية ماسلو للحاجات اإلنسانية كان لها إضافات قيمة في مجال إدارة المنظمات ،حيث أنها وإن
لم يكن لها عالقة مباشرة باإلدارة ،فإنها تؤثر وتظهر من خالل التعامل مع الموارد البشرية ،أي العاملين في
المؤسسة ،ويمكن توضيح إسهامات نظرية ماسلو للحاجات اإل نسانية في إدارة المنظمات فيما يلي:
فهم دوافع الموظفين :تساعد هذه النظرية في فهم ما يحفز الموظفين وما يجعلهم يعملون بجد.
تحسين بيئة العمل :من خالل تلبية احتياجات األمان واالجتماع واالحترام ،يمكن لإلدارة خلق بيئة عمل
أكثر استدامة وجاذبية ،ذلك يؤدي إلى تقليل معدالت التغيير واالستقالة وزيادة رضا الموظفين.
دور في تحسين تقييم أداء الموظفين ،فيمكن لإلدارة استخدامها
تحسين تقييم األداء :تلعب نظرية ماسلو ًا
لتقديم تقييمات شخصية تأخذ في االعتبار تلبية احتياجات الموظفين وتشجيع تطويرهم.
توجيه استراتيجي :يمكن لإلدارة استخدام نظرية ماسلو كأداة لتوجيه استراتيجيات الموارد البشرية ،حيث أن
فهم احتياجات الموظفين يمكن أن يساعد في توجيه االستثمار في التطوير والتدريب بشكل أفضل.
10 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
وبالرغم من كون نظرية ماسلو للحاجات اإلنسانية مهمة في مجال اإلدارة ،وخاصة إدارة الموارد
البشرية ،لكنها واجهت بعض االنتقادات والتحفظات .من بين انتقادات نظرية ماسلو ما يلي:
ائدا للواقع -يعتبر البعض أن تقسيم االحتياجات إلى خمسة مستويات في هرم واحد قد يكون تبسي ً
طا ز ً
وتنوعا.
ً البشري ،حيث يمكن أن تكون االحتياجات أكثر ً
تعقيدا
أحيانا أن ترتيب االحتياجات هو ثابت لجميع األفراد والثقافات ،ومع ذلك ،يمكن أن
ً -النظرية تفترض
يختلف ترتيب االحتياجات من ثقافة ألخرى ومن شخص آلخر.
-تشير بعض االنتقادات إلى أن النظرية تركز بشكل كبير على االحتياجات األساسية وتقليل أهمية
االحتياجات المتعلقة بالنمو الذاتي واإلبداع.
مفصال حول كيفية تطبيق هذه
ً توجيها
ً إطار نظرًيا لفهم السلوك البشري ،لكنها ال توفر
-النظرية توفر ًا
األفكار بشكل عملي.
-النظرية تركز على االحتياجات الشخصية وتغفل في بعض األحيان عن تأثير الظروف الخارجية مثل
البيئة االجتماعية واالقتصادية على سلوك الفرد.
نظرية العوامل الثنائية لهيربرغ ) (Herzberg's Two-Factor Theoryهي نظرية نفسية تنظر
إلى عوامل الرضا واإلشباع في مجال العمل ،وضعها العالم النفسي فريدريك هربرغ في عام .1959تقوم هذه
النظرية على فكرة أن هناك عاملين اثنين مختلفتين يؤثران على رضا الموظفين وإشباعهم في العمل ،وهما:
)1العوامل الواقعية (الوقائية ،الصحية) ) (Factors of Hygieneتشمل هذه العوامل الظروف المحيطة
بالعمل مثل الرواتب ،وظروف العمل ،والسياسات اإلدارية ،والعالقات مع المشرفين والزمالء .عندما تكون
هذه العوامل على مستوى مقبول ،فإنها ال تؤدي إلى رضا الموظفين وإشباعهم ،ولكن عندما تكون غير
مقبولة ،يمكن أن تؤدي إلى عدم الرضا واالستياء.
)2العوامل المحفزة (الدافعة ،عوامل الرضا) ) (Factors of Motivationتشمل هذه العوامل العوامل
التي ترتبط بمحتوى الوظيفة ذاته ،مثل التحدي ،والتقدم المهني ،والمسؤوليات .إذا تم تحقيق هذه العوامل
وتوفيرها في العمل ،فإنها يمكن أن تزيد من رضا الموظفين وإشباعهم وتحفيزهم.
بموجب هذه النظرية ،فإن تحسين العوامل الواقعية ،كزيادة الرواتب أو تحسين بيئة العمل ،ال يمكن أن
يؤدي إلى زيادة كبيرة في رضا الموظفين ،بل يجب تحسين العوامل المحفزة لتحقيق ذلك .وانطالقا من ذلك،
يظهر أن نظرية العوامل الثنائية لهزبرغ قد كان لها إسهامات مهمة في اإلدارة ،يمكن توضيح أهمها في:
11 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
فهم عوامل الرضا واإلشباع في العمل :ساهمت النظرية في تقديم إطار مفهومي يساعد على فهم العوامل
التي تؤثر على رضا الموظفين وإشباعهم في بيئات العمل ،وهذا يمكن للمديرين من تحديد الجوانب التي
يجب التركيز عليها لتحسين رضا الموظفين.
التركيز على العوامل المحفزة :أحد أهم إسهامات النظرية هو التركيز على العوامل المحفزة ،والتي تشمل
تطوير الوظائف وتوفير فرص التحسين المهني ،ما يساعد في تحفيز الموظفين وزيادة إنتاجيتهم.
التركيز على الجوانب النفسية :تسلط النظرية الضوء على الجوانب النفسية للعمل ،وهذا يمكن أن يساعد
في تحسين فهم العواطف واالحتياجات النفسية للموظفين في البيئة العملية.
تحفيز البحث والتطوير :ساهمت هذه النظرية في تحفيز البحث والتطوير في مجال إدارة الموارد البشرية
وتطوير استراتيجيات لزيادة رضا وإشباع الموظفين ،تم توجيه الجهود نحو تحسين بيئات العمل وتحفيز
الموظفين بشكل أفضل.
وبالرغم من هذه اإلضافات لمجال اإلدارة ،فإن نظرية العوامل الثنائية لهربرغ واجهت بعض االنتقادات
والنقاشات من قبل الباحثين ومحللي اإلدارة .فيما يلي بعض االنتقادات الشائعة لهذه النظرية:
-يعتبر بعض النقاد أن هذه النظرية تقوم بتبسيط الواقع وتجزئته إلى عوامل واقعية من جهة وعوامل محفزة
من الطرف اآلخر ،إال ان العالقة بين هاتين العوامل يمكن أن تكون أكثر ً
تعقيدا في الواقع.
نظر ألن هذه النظرية تتعامل بشكل عام مع العوامل الجماعية التي تؤثر على الموظفين ،قد تتجاهلًا -
االختالفات الفردية واحتياجات كل موظف بشكل فردي.
-عدم اعتبار الجوانب النفسية بشكل كافي ،حيث تركز هذه النظرية بشكل أساسي على العوامل الخارجية
التي تؤثر على الرضا في العمل ،وال تهتم بشكل كبير بالجوانب النفسية للموظفين التي يمكن أن تؤثر
على ذلك.
-بعض الباحثين يرون أن هناك نقص في الدليل العلمي القائم على األبحاث االستقرائية التي تثبت النظرية
بشكل كامل.
يعتبر دوغالس ماكغريغور أحد أهم رواد المدرسة السلوكية ،حيث كان له إسهامات مهمة في مجال
إدارة المؤسسات ،وإدارة الموارد البشرية تحديدا ،وقد اقترح العديد من النظريات التي تص ُّب في هذا المجال،
وقد أثرت نظرياته وأفكاره بشكل كبيرة في فهم كيفية إدارة المنظمات والتفاعل مع الموظفين.
12 مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية في اإلدارة
ومن أهم نظرياته في مجال اإلدارة ،والتي عرفت شهرة كبيرة ،نظرية Xو ،Yحيث تصف هذه النظرية
كيف يمكن للمديرين التفاهم والتعامل مع الموظفين في المنظمة ،أي فهم سلوك العاملين وكيفية تحفيزهم.
تمثل نظرية Xو Yفي حقيقة األمر مفهومين مختلفين لتصور اإلنسان ودوره في العمل ،وفقا لما يلي:
باختصار ،نظرية Xتعتمد على االفتراضات السلبية حول الموظفين ،بينما نظرية Yتعتمد على
االفتراضات اإليجابية حولهم .تلك النظريات تساعد في توجيه األساليب التي يستخدمها المديرون في التعامل
مع الموظفين وتحفيزهم في مكان العمل ،مع ضرورة أن يعرف المديرون أولويات مؤسستهم وطبيعة الموظفين
الذين يديرونهم ،وضبط النهج وفًقا للظروف الفعلية.
قد تستدعي بعض المنظمات استخدام نوعين مختلفين من النظريات في أقسام مختلفة أو ألغراض
مختلفة حسب الحاجة.
لقد ساهمت هذه النظرية ،إضافة إلى نظريات أخرى لدوغالس ماغريغور في مجال اإلدارة ،من خالل
تقديم إضافات مهمة ال تزال يعمل بها إلى غاية اليوم ،من أهمها:
كيفية التعامل مع الموظفين :ساعدت نظرية Xو Yفي تشجيع المديرين على التفكير بشكل أفضل
حول كيفية تعاملهم مع موظفيهم وتحفيزهم بفعالية.
تطوير مفهوم الحاجة إلى التحفيز :أسهم ماكغريغور في تطوير الفهم لكيفية تحفيز الموظفين ،حيث
أكد على أهمية تلبية احتياجات الموظفين النفسية واالجتماعية لتحقيق األداء العالي.
تعزيز التفاعل اإليجابي :ركز ماكغريغور على أهمية التفاعل اإليجابي بين المديرين والموظفين ،ما
ساعد في تشجيع اإلدارة على بناء عالقات إيجابية مع الموظفين وفهم احتياجاتهم.
إشراك العاملين في عملية اتخاذ القرار :أشجع ماكغريغور على إشراك الموظفين في عملية اتخاذ القرار
ومشاركتهم في تحديد مسار المنظمة ،هذا يزيد من شعور الموظفين باالنتماء والمشاركة.
على الرغم من أهمية إسهامات دوغالس ماكغريغور في مجال اإلدارة ،إال أنها تعرضت لبعض
االنتقادات والتحفظات من قبل الباحثين والمفكرين .ومن االنتقادات الشائعة لماكغريغور:
-نماذج تبسيطية :اعتبر بعض النقاد أن نظريات ماكغريغور تعتمد على نماذج تبسيطية لإلنسان وسلوكه
في مكان العمل ،وهذا قد يكون غير واقعي بالنسبة للعديد من الظروف العملية.
-تجاهل االختالفات الفردية :انتقدت نظريات ماكغريغور لتجاهلها لالختالفات الفردية بين الموظفين،
فالعوامل المؤثرة في تحفيز وتفاعل موظف قد تكون متنوعة وغير قابلة للتطبيق بنفس الشكل على الجميع
-قلة التفصيل العملي :أي عدم تقديم إرشادات تفصيلية حول كيفية تطبيق هذه المبادئ في مكان العمل،
فيكون من الصعب على المديرين تحويل النظريات إلى ممارسات عملية.