Professional Documents
Culture Documents
مقدمة :
153
لإلبداع والتغيير والتطوير التنظيمي؛ ألن األجواء غير المناسبة تْف ِقد منظمات
وتفوقها أمام المنافسين.
األعمال ،وتحد من قدرتها التنافسية ّ
يرتبط تحقيق المنظمة لمخرجاتها ومدى مستوى جودة الخدمات التي
تقدمها بالمناخ السائد فيها سلباً أو إيجاباً؛ ألن المنظمة هي في األساس عبارة
عن العاملين فيها والمتعاملين معها ،وأنها تتكون من األدوار والتفاعالت
واألحداث ،أكثر مما تتكون من المباني واآلالت والمسائل المادية األخرى ،لذلك
فإن معرفة المسؤولين بنمط المناخ التنظيمي السائد في المنظمة يساعدهم على
زيادة إنتاجية منظمتهم وتحسين مستوى سلوكهم وأدائهم الوظيفي.
يساعد االستخدام األمثل لقدرات العاملين على تنفيذ برامج تهدف إلى
تعزيز المعرفة بالمناخ التنظيمي؛ لما في ذلك من تأثير في رفع األداء َك ًّما ونوعاً،
والذي يسهم في تصميم برامج تهدف إلى رفع كفاءة وفاعلية اإلدارة لتحقيق
أهدافها ،مع مراعاة التكيف مع الظروف والمتغيرات المتسارعة في البيئة المحيطة.
كيف يمكن تكييف العالقة بين المناخ التنظيمي السائد في فروع المصارف
موضوع الدراسة والرضا الوظيفي للعاملين اإلداريين؟
ما مدى ارتباط الرضا الوظيفي لدى المبحوثين بنوعية الوظيفة ،وتفاوت سنوات
الخبرة ،واختالف المؤهل العلمي؟
أثر واضح لبيئة ومناخ العمل التنظيمي على سلوك العاملين ورضاهم
هل يوجد ٌ
الوظيفي ،وبما يسهم في رفع معدالت األداء ؟
إن من أهم عوامل نجاح المنظمة هو الرضا الوظيفي للعاملين ،كما يعد
الرضا الوظيفي من أهم مؤشرات نجح المنظمة في تحقيق أهدافها ،لذلك فإن هذه
الدراسة تهدف إلى اآلتي:
اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي في هذه الدراسة؛ ألن البحث
يقوم على وصف ظاهرة وتحليلها ،ولتحقيق أهداف البحث تم القيام بإعداد استبانة
العدد 82السنة 41
155
مبدئية تتألف من مجموعة أسئلة مفادها التعرف على األثر الواضح للمناخ
التنظيمي الداخلي في سلوك ورضا العاملين الوظيفيان ،ومن ثم إيجاد العالقة
من خالل استخدام تحليل النسبة.
)1دراسة يحيى سليم ملحم (6002م) بعنوان :أثر المناخ التنظيمي على
الرضا الوظيفي
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن طبيعة العالقة التي تربط المناخ
التنظيمي لشركة من شركات االتصال األردنية الحديثة للهاتف المحمول ،وعوامل
الرضا الوظيفي للموظفين باعتبار أن األفراد رأس مال بشري جوهري بالنسبة
للمنظمة التي يعملون بها ،حيث توصلت إلى نتائج أهمها اآلتي:
أ .وجود عالقة إيجابية بين المناخ التنظيمي بصفة عامة ،وكل بعد من
أبعاد الرضا الوظيفي للعاملين في الشركة موضوع الدراسة.
ب .وجود عالقة إيجابية بين مرونة الشركة وقدرتها على مواكبة المتغيرات
البيئية الخارجية ،ورضا العاملين فيها.
هدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة المناخ التنظيمي ومستوى االلتزام
التنظيمي في اإلدارة العامة للتدريب والحراسات ،واإلدارة العامة للمناطق األمنية
بو ازرة الداخلية في مملكة البحرين وذلك من وجهة نظر العاملين فيها ،باإلضافة
المعوقات التي تواجه المناخ التنظيمي ،حيث توصلت الد ارسة
ّ إلى الكشف عن
إلى بعض النتائج أهمها ما يلي:
هدفت الدراسة إلى إلقاء الضوء على عناصر المناخ التنظيمي السائد
في الجامعة محل البحث ،ومدى تأثيره على األداء الوظيفي للعاملين اإلداريين
بها ،حيث توصلت إلى نتائج أهمها ما يلي:
أن األداء الوظيفي للعاملين كان مناسباً من حيث َتوُّفر مناخ تنظيمي أ-
مميز.
مما ّأدى إلى أداء وظيفي ّ مالئم َّ
ب -أن التكنولوجيا المستخدمة بالجامعة كان لها األثر الكبير على تحسين
مما يشير ذلك إلى حسن مواكبة التطورات التي
األداء الوظيفيَّ ،
تحدث.
أ -وجود عالقة بين المناخ التنظيمي السائد بجامعة العلوم والتكنولوجيا بكل
أبعاده (الهيكل التنظيمي ،ونظم العمل ،واالتصاالت ،ونمط القيادة،
ومشاركة العاملين ،ومواكبة التكنولوجيا) ،ومستوى الرضا الوظيفي
للعاملين اإلداريين.
ضباط قطاع قوات األمنتوجهات ّالتعرف على ّ ّ هدفت الدراسة إلى
الخاصة في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية نحو المناخ التنظيمي
وجود توجهات إيجابية مرتفعة لدى أفراد عينة البحث نحو عنصر أ-
نظم وإجراءات العمل كأحد العناصر األساسية للمناخ التنظيمي.
ب -وجود توجهات إيجابية مرتفعة لدى أفراد العينة نحو إدراك الموظف
لدوره الوظيفي وأثره في األداء.
ويتم التعبير عن البيئة الداخلية أيضا بأنها :إدراك أعضاء التنظيم لطبيعة
ونمط وأسلوب اإلدارة ،حيث إن هناك من يعتبر مفهوم البيئة الداخلية مرادفاً
لمفهوم المناخ التنظيمي والذي يعبر عن التفاعل بين األفراد بقيمهم ومشاعرهم
ومعتقداتهم ومعاييرهم ،ومجموعة النظم المتبعة والمأخوذ بها داخل التنظيم(.)1
وقد تؤثر المنظمات تأثي اًر كبي اًر في سلوك األفراد العاملين بها من خالل
قضاء معظم أوقاتهم بها ،وبالتالي فإن المنهج الجديد المتبع اليوم هو منهج
السلوك التنظيمي وهو الذي يرى أن سلوك العاملين أكثر تعقيداً أو تشابكاً ،وأن
هناك حاجة لوضع إطار نظري دقيق من خالل االستعانة بنتائج الدراسات العملية
في هذا المجال(.)2
( )1عادل حسن ومصطفى زهير :اإلدارة العامة ،دار النهضة العربية0791 ،م ،ص.79
( )2صديق محمد عفيفي وآخرون :المدير وتنمية سلوك العاملين5110 ،م ،ص.07-02
مجلة الجامعة الأسمرية
133
واهتم مدخل العالقات اإلنسانية بدراسة السلوك اإلنساني داخل المنظمة
من أجل تحسين العالقات بين مجموع فئات القوى العاملة داخل هرم التنظيم،
مما يؤدي إلى تقوية الصالت بين المديرين والمشرفين بشكل يحقق التعاون،
جو عمل َيتَّسم بروح عالية من اإلخالص .وتشير نتائج بعضويسهم في خلق ِ
ّ
التجارب إلى أن العوامل المادية واإلغراءات التي تستخدم في مواقع العمل ،
والتحسينات المكانية التي تشمل بيئة العمل ليست هي األساس الذي يدفع إلى
زيادة النشاط العملي أو رفع مستوى الطاقة اإلنتاجية ،كما كان يعتقد كثير من
الناس ،إنما األساس هو مدى التقدير والثقة والتجاوب واالهتمام بالعامل ،ومستوى
التفاعل اإلنساني بينه وبين رؤسائه والمشرفين عليه(.)1
( ) 1رمضان محمد القذافي :العلوم السلوكية في مجال اإلدارة واإلنتاج ،الجامعة المفتوحة،
طرابلس ،المكتب الجامعي الحديث ،0779 ،ص .25-21
( )2محمد ماهر عليش :إدارة الموارد البشرية ،الكويت ،وكالة المطبوعات ،ص.212
( )3محمد ماهر عليش ،المرجع السابق ،ص.214
العدد 82السنة 41
133
للعمل ،والشعور الداخلي للعامل تجاه المنظمة ،والتعاطف معه ،وفهم مشاكله
()1
يشكل األهمية القصوى بالنسبة له.
وإذا كانت هناك أسباب تؤدي إلى حاالت عدم االستقرار أو عدم الرضا
بين صفوف األفراد فإنها تعمل على معالجة هذه األسباب وإيجاد الظروف
الصحيحة المحيطة بالعمل (.)2
إن تشجيع األفراد وحثهم على إتمام عملهم يعني اإليحاء لهم بالقيام بعمل
جيد ،فمن أجل تشجيع أولئك األفراد ودفعهم إلى تحسين أدائهم على أن يكونوا
مالئم للعامل ،وبما يشكل حاف اًز
ً أكثر ابتكا اًر في عملهم ،يتوجب خلق مناخ
لمضاعفة الجهود ،وأن مقدار ما يتحمله العامل من عناء وتعب لخلق محيط
مالئم مرتبط مباشرة بمستوى التشجيع الذي يحسه العامل من رؤسائه ( ،)3حيث
يميل األشخاص إلى العمل بشكل أفضل في ظروف مريحة ،فالمحيط ال يخلق
أشخاصا متحفزين لالنطالق في عملهم ،إالَّ أنه قد يمنع أولئك األف ارد من
ً بذاته
أن يكونوا مستائين(.)4
( )1منصور أحمد منصور :المبادئ العامة في إدارة القوى العاملة ،الكويت ،وكالة المطبوعات،
0797م ،ص.312
( )2صالح الشنواني :إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية "مدخل األهداف" ،جامعة أسيوط،
مؤسسة شباب الجامعة0771 ،م ،ص.475
( )3كيت كينان :ترشيد وتحفيز الموظفين ،الدار العربية للعلوم0772 ،م ،ص.33
( )4صالح الشنواني ،مرج سبق ذكره ،ص.47
مجلة الجامعة الأسمرية
133
مصطلحات البحث:
.0الرضا الوظيفي :وي َع َّرف اصطالحاً بأنه " :تََقبُّل العامل لعمله في جميع
ظروفه وشروطه ونواحيه ،وينعكس هذا الرضا على شعور العاملين تجاه
ما يقومون به من أعمال ،وتؤدي حالة الرضا إلى المزيد من اإلنتاج
واإلنجاز"(.)1
ويعبر مفهوم الرضا الوظيفي كذلك عن مشاعر الفرد وأحاسيسه تجاه ّ
العمل ،التي يمكن اعتبارها انعكاسا لمدى اإلشباع الذي يستمده من هذا العمل،
والجماعات التي تشاركه فيه ،ومن سلوك رئيسه معه ،ومن بيئة العمل الداخلية
يعبر كذلك عن ِ ٍ
(التنظيم) والخارجية بوجه عام فضالً عن طبيعة شخصيته ،كما ّ
السعادة التي تتحقق عن طريق العمل ،وبالتالي فهو مفهوم يشير إلى مجموع
المشاعر الوظيفية أو الحالة النفسية التي يشعر بها الفرد نحو عمله(.)2
ويشير مفهوم الرضا عن العمل أيضاً إلى وجهة نظر األفراد العاملين نحو
قبولهم واستحسانهم للعمل الذي يزاولونه ،فقبول األفراد لعملهم يوّلد لديهم مشاعر
الرضا عنه( .)3وهو حالة من المشاركة الفكرية والعاطفية داخل المجموعة أو
المنظمة.
( )1أشرف عبد الغني :علم النفس الصناعي وأسس تطبيقاته ،اإلسكندرية ،دار الكتاب الجامعي
الحديث5110 ،م ،ص.535
( )2أنس عبدالباسط عباس :السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،عمان ،دار المسرة،
5100م ،ص.537
( )3محمد سرور الحريري :إدارة الموارد البشرية ،عمان ،دار الحامد للنشر 5105 ،م ،
ص.027
العدد 82السنة 41
131
ويعرف الرضا الوظيفي إجرائياً :بأنه "الدرجة التي يحصل عليها المفحوص
على مقياس الرضا الوظيفي الذي أ ِعَّد لهذا الغرض" (.)1
كيان
طبق هذا االصطالح على مكان العمل باعتبار أن التنظيم ٌ
مؤسسي عضوي يتفاعل مع عوامل البيئية المحيطة به ،فيؤثر عليها ويتأثر بها
من ناحية ،كما أنه كيان حركي تتفاعل عناصره البشرية وغير البشرية مع بعضها
فتتأثر وتؤثر على بعضها البعض.
وعرف فليذ وابلسون المناخ التنظيمي على أنه "المتغير الذي يعمل على
دمج الفرد والجماعة " ،كما عرفه فورهاند وجلمر بأنه "مجموعة الخصائص التي
( )1ورال نايف المعايطة وصالح سليم الحموري :إدارة الموارد البشرية "دليل علمي" كنوز
المعرفة للنشر ،5103 ،ص.041
مجلة الجامعة الأسمرية
133
تتصف بها المنظمة والتي تميزها عن غيرها من المنظمات وتوثر على سلوك
العاملين لديها"(.)1
ويمكن القول بأن المناخ التنظيمي هو " البيئة الداخلية سواء كانت مادية
أو غير مادية التي يعمل الفرد في إطارها " ،وكذلك يمكن القول بأنه "عبارة عن
البيئة االجتماعية أو النظام االجتماعي الكلي لمجموعة العاملين في التنظيم
الواحد"( ،)3ويمكن أن يعبر عنه أيضا بأنه مجموعة الخصائص التي تميز بيئة
العمل في المنظمة والمدركة بصورة مباشرة أو غير مباشرة من األفراد الذين
يعملون في هذه البيئة ،التي تنعكس أو تؤثر على دوافعهم وسلوكهم(.)4
ويمثل المناخ التنظيمي بيئة العمل النفسية واالجتماعية التي تشتمل على
المناخ االجتماعي العام وطبيعته ،والروابط االجتماعية والعالقات الشمولية
( )1محمد الصيرفي :السلوك التنظيمي ،اإلسكندرية ،مؤسسة حورس الدولية5112 ،م،
ص.330
( )2المرجع نفسه ،ص.333
( )3محمود سلمان العميان :السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر5112 ،م،
ص.312
( )4نجم عبد الله العزاوي وعباس حسين جواد :الوظائف االستراتيجية في إدارة الموارد البشرية،
عمان ،دار اليازوري ،5103 ،ص.401-417
العدد 82السنة 41
135
السائدة بين الموارد البشرية في مكان العمل ،والصراعات التنظيمية بين العاملين،
فهذه الجوانب لها انعكاس كبير على الناحية النفسية لدى كل من يعمل في
المنظمة(.)1
تكمن أهمية معرفة المناخ التنظيمي في كونه يساعد على تحقيق األغراض
التالية:
( ) 1عمر وصفي عقيلي :إدارة الموارد البشرية المعاصرة "بعد استراتيجي" ،جامعة حلب ،دار
وائل للنشر5112 ،م ،ص.291
( )2نجم عبد الله العزاوي وعباس حسين جواد ،المرجع السابق ،ص.405 ،400
مجلة الجامعة الأسمرية
133
المحددات الرئيسة التي تؤثر على السلوك الوظيفي:
إن سلوك الفرد أو تصرفاته تكون عادة استجابة لبعض المؤثرات (بعضها
داخلية وأخرى خارجية) والتي تقترن بحالة عدم توازن داخلية في الفرد ،حيث
يكون هذا السلوك موجهاً نحو تحقيق هدف أو حافز معين ،وبتحقيق هذا الهدف
يكون الفرد قد استعاد حالة التوازن التي تؤثر في سلوك الفرد وتصرفاته(.)1
وبالتالي فإن المحددات الرئيسة التي تؤثر على السلوك هي كما يلي:
السن :نجد أن سلوك األفراد وتصرفاتهم تختلف باختالف أعمارهم( .)2أما عن
عالقة العمر بالرضا فكلما زاد العمر زاد الرضا ،ما لم يشعر بتقادم ملموس في
تطور األساليب الفنية والتكنولوجيا للعمل(.)3
مهاراته بسبب ّ
التكوين والدور البيولوجي للفرد :مثل الجنس أو النوع ذك اًر كان أو أنثى ،فهو
يعتبر أحد المتغيرات األساسية التي تؤثر على سلوك األفراد ،بمعنى أن تصرف
الذكر يختلف عن تصرف األنثى لرد فعل موقف معين.
إن معنوية األفراد أو روح الجماعة ترتكز أساساً على شعور الفرد
ٍ
بصفة خاصة ( .)3هذا وإحساسه نحو ما يجنيه من المنظمة بصفة عامة ،وعمله
ويلعب التكوين النفسي ونمط الشخصية دو اًر هاماً في التأثير على سلوك األفراد،
وكلما اختلف السلوك اختلفت الدافعية لدى األفراد(.)4
تتمثل هذه العوامل في المؤثرات المحيطة باألفراد ،التي تلعب دو اًر هاماً في تحديد
سلوك األفراد ،وتقسم إلى نوعين كاآلتي:
( )1صديق محمد عفيفي وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص .07-01
( )2أحمد ماهر ،مرجع سبق ذكره ،ص.49
( )3منصور أحمد منصور ،مرجع سبق ذكره ،ص.302
( )4صديق محمد عفيفي وآخرون ،المرجع السابق ،ص.07
مجلة الجامعة الأسمرية
133
مؤثرات بيئية داخلية:
قد يتم التعبير عن البيئة الداخلية بأنها :إدراك أعضاء التنظيم لطبيعة
ونمط وأسلوب إدارته ،ويالحظ أن هناك من يعتبر مفهوم البيئة الداخلية مرادفاً
يعبر عن التفاعل بين األفراد بقيمهم ومشاعرهم لمفهوم المناخ التنظيمي الذي ّ
ومعتقداتهم ومعاييرهم ،ومجموعة النظم المتبعة المأخوذ بها داخل التنظيم(.)1
تتمثل البيئة الداخلية في الوسط أو اإلطار الذي يعيش فيه الفرد معنوياً
كان أو مادياً ،الذي يؤثر بالتالي على سلوك األفراد ،كما في حالة تأثير السلوك
اإلنساني للفرد ببعض العوامل االجتماعية مثل الجماعة التي ينتمي إليها(.)2
وبالتالي نرى أن العامل المحرك لدافعية األفراد ألداء العمل هو درجة رضاهم
عن العمل ،فزيادة دافعيتهم ألداء األعمال هو نتاج لشعورهم بالسعادة والرضا
عن وظائفهم(.)3
تتمثل في المحيط الخارجي التي يعيش فيها الفرد ،فالشخص الذي ينشأ
في بيئة حضرية يختلف سلوكه عن شخص يعيش في الريف ،كذلك يتأثر سلوك
األفراد بالثقافة ووسائل اإلعالم المختلفة ،وبما تحمله من رسائل إعالمية يكون
لها تأثير سلبي أو إيجابي على سلوك األفراد في المجتمع(.)4
( )1نعيم إبراهيم الظاهر :تنمية الموارد البشرية ،عالم الكتب الحديث5117 ،م ،ص.79
( )2صديق محمد عفيفي وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص.07
( )3أحمد صقر عاشور :إدارة القوى العاملة " األسس السلوكية وأدوات البحث التطبيقي"،
دار النهضة العربية0713 ،م ،ص.70
( )4صديق محمد عفيفي وآخرون ،المرجع السابق ،ص.51
العدد 82السنة 41
133
والمؤسسة الناجحة هي التي تراعي األسباب التي ربما تؤدي إلى حاالت
عدم االستق ارر ،أو عدم الرضا بين صفوف األفراد ،وتعمل على معالجة هذه
األسباب وإيجاد الظروف الصحيحة المحيطة بالعمل(.)1
فبيئة العمل النفسية واالجتماعية تشتمل على المناخ االجتماعي العام وطبيعته،
والروابط االجتماعية والعالقات الشمولية السائدة بين الموارد البشرية في مكان
العمل والصراعات التنظيمية الموجودة بين العاملين ،فهذه الجوانب لها انعكاس
كبير على الناحية النفسية لدى كل من يعمل في المنظمة ،كما يمكن تحديد نطاق
هذه الجوانب مثالً في العالقات بين المرؤوسين بعضهم ب ٍ
بعض ،وعالقة الرؤساء
بمرؤوسيهم ،وكذلك عالقة أعضاء هيئة اإلدارة بعضهم ببعض(.)2
كما يقصد بتلك البيئة مجموعة العادات والتقاليد والقيم والثقافات واالتجاهات،
حيث تؤثر تلك البيئة على مدى فهم واستيعاب األفراد لمجريات األحداث داخل
التنظيم ،ومن ثم على سلوكهم وتصرفاتهم(.)3
-1الهيكل التنظيمي:
( )1علي السلمي :السلوك التنظيمي ،جامعة القاهرة ،مكتبة غريب0797 ،م ،ص.532
( )2محمد الصيرفي ،المرجع نفسه ،ص.340
( )3محمود سلمان العميان ،مرجع سبق ذكره ،ص.319
( )4روال نايف المعايطة وصالح سليم الحموري ،مرجع سبق ذكره ،ص.027
العدد 82السنة 41
133
وللهيكل التنظيمي ثالثة أبعاد هي :
أ) التعقيد :وتعني درجة تقسيم العمل والتخصص والمستويات اإلدارية واالنتشار
الجغرافي للمنظمة.
ب) الرسمية :وتعني مدى اعتماد المنظمة على األنظمة واإلجراءات والقواعد
والمعايير في توجيه سلوك الفرد.
جـ) المركزية :وتشير إلى موقع ومكان اتخاذ الق اررات في المنظمة(.)1
هناك عالقة بين نمط القيادة ورضا العاملين عن أعمالهم ،فالرئيس الذي
يتبع األسلوب البيروقراطي في قيادة مرؤوسيه ال يكسب والءهم ويؤدي إلى مشاعر
االستياء تجاهه ،أما الرئيس الذي يعتمد األسلوب الديمقراطي في القيادة إذ يجعل
المرؤوسين موضع اهتمامه في الق اررات التي يتخذها يؤدي إلى تطوير عالقات
الدعم والوالء بينهم للعمل والمنظمة ،وهذا له تأثيره على رضاهم عن العمل(.)2
( )1فيصل حسونة :إدارة الموارد البشرية ،األردن ،دار أسامة 5100 ،م ،ص.099
( )2محمد سرور الحريري ،مرجع سبق ذكره ،ص.027
( )3محمد صالح الحناوي وراوية محمد حسن :السلوك التنظيمي ،اإلسكندرية0771 ،م،
ص.553
مجلة الجامعة الأسمرية
133
التي يشغلونها .وهو ما يعني أن مجال االهتمام الرئيس لسلوك القائد إنما يكمن
في تحقيق رفاهية العاملين(.)1
فال يمكن ألي شخص أن يكون قائداً إالَّ إذا استطاع دفع اآلخرين إلنجاز
ما يرغبه ،وال يمكنه أن ينجح في ذلك إال إذا أدرك وأشعر تابعيه بأنه وسيلة
إلرضاء وإشباع طموحاتهم ،وبذلك نجد أن القائد يجب أن يكون لديه المقدرة،
وفي نفس الوقت البد من توافر شرط الرغبة من جانب التابعين(.)2
-3نمط االتصال:
إن االتصاالت مسألة مهمة للرئيس كجزء من عمله الذي يبغي من ورائه
توجيه جهود مرؤوسيه إلى تحقيق هدف معين ،وفي الوقت ذاته فإن االتصاالت
ال تقل أهمية بالنسبة إلى المرؤوسين في محاولة تفهم العالم المحيط به وتحديد
موقفهم من هذا العالم.
( )1ثابت عبد الرحمن إدريس وجمال الدين محمد المرسي :السلوك التنظيمي " نظريات ونماذج
وتطبيق عملي إلدارة السلوك في المنظمة " ،الدار الجامعية5115 ،م ،ص.294
( )2عبد الغفار حنفي :السلوك التنظيمي ،اإلسكندرية ،الدار الجامعية ،5101 ،ص.457
العدد 82السنة 41
131
والتعليمات من أعلى إلى أسفل ويؤدي بالفرد إلى عدم االكت ارث والخمول في
التفكير باعتبار أن أفكاره وآ ار َءه ال قيمة لها لدى الرؤساء(.)1
إن عملية إشراك الموظفين في الق اررات التي تتخذها المنظمة وإشعارهم
بأن لهم قيمة ،وبأنهم محترمون ومقدرون من قبل رؤسائهم تعتبر مسألة في غاية
األهمية( .)3كما يمكن للمدير من خالل تفويض السلطة حفز األفراد على المشاركة
في اإلدارة ،حيث ركزت الجهود حول البيئة والمناخ االجتماعي ،وكذلك حول
إدارة التغيير أكثر من االهتمام في إدارة الوضع الحالي(.)4
وتتيح المشاركة الفرص إلبداء الرأي وترشيد الق اررات ،األمر الذي يؤدي
إلى رفع معنويات العاملين وتحقيق االنسجام في بيئة العمل( .)5كما تستند فلسفة
( )1علي السلمي :السلوك اإلنساني في اإلدارة ،مكتبة غريب ،ص .534 – 557
( )2محمود سلمان العميان ،مرجع سبق ذكره ،ص.311
( )3علي السلمي ،مرجع سبق ذكره ،ص .344
( )4روال نايف المعايطة وصالح سليم الحموري ،مرجع سبق ذكره ،ص.047
( )5عبد الغفار حنفي ،مرجع سبق ذكره ،ص.431
مجلة الجامعة الأسمرية
133
التعرف على آراء ووجهات نظر العاملين قبل
اشتراك العاملين في اإلدارة إلى ّ
اتخاذ الق اررات التي تهمهم(.)1
)5طبيعة العمل:
لكي يتم التعرف على سلوك األفراد المتعلق بالعمل بصورة جيدة ،يجب
تخطي مفهوم الرضا الوظيفي ،واالهتمام بمشاريع األف ارد تجاه المؤسسات التي
إن العمل الروتيني يقود إلى إحداث الملل واإلهمال ،وعدم االكتراث
والالمباالة نحو التحديث والتطوير؛ بسبب عدم تشجيع اإلبداع وشعور الفرد بأن
عمله ليس بذي أهمية( ،)3وإن إدراك المنظمة كمكان مناسب للعمل يمكن أن يزيد
من والء أفرادها العاملين ،ويحقق التكامل والتفاعل بين أهدافهم وأهدافها .كما أن
بقاء الفرد العامل مع المنظمة لفترة طويلة وانخفاض دوران العمل السلبي ،وقلة
المشاكل يدل على رضاه الذي يشكل بيئة العمل ،ونوعية الحياة في المنظمة أحد
أهم مصادره األساسية(.)4
فإذا كانت التكنولوجيا تحقق العديد من المزايا؛ إال أنه أحياناً يتم التركيز
على الجانب السلبي لها ،حيث يشعر الفرد بأنه يتعامل مع آلة وليس مع عناصر
بشرية ،مما يشعره بالملل وأنه مجرد آلة بيولوجية تتعامل مع آلة ميكانيكية(.)2
( )1خالد عبد الرحيم الهيتي :إدارة الموارد البشرية "مدخل استراتيجي" ،دار وائل للنشر،
5101م ،ص.599-592
( )2نجم العزاوي وعباس جواد ،مرجع سبق ذكره ،ص.402
مجلة الجامعة الأسمرية
133
الجدول رقم ()0
يوضح مدى وجود العالقة بين الرضا الوظيفي
والمناخ التنظيمي الداخلي السائد بالمنظمة
غير موافق موافق
وبالنظر إلي بيانات الجدول تبين بأنه يوجد تأكيد واضح من قبل األفراد
أثر واضح في تهيئة
المبحوثين والمكونين لعينة البحث ،حيث لألسلوب القيادي ٌ
يتبين من خالل بيانات الجدول أن أغلب عينة البحث أثبتوا بأنه ال يوجد
فعال يخدم جميع أجزاء التنظيم بمؤسسات موضوع البحث والدراسة،
نظام اتصال ّ
ويسهم مساهمة واضحة في تسهيل سير العمل وحسن أداءه من خالل وصول
دور ٍ
بارز في الحكم المعلومات وتبادلها بكافة الوحدات التنظيمية ،وما لذلك من ٍ
على نجاح المؤسسة في تأدية أعمالها بنزاهة وموضوعية.
اإلجابة عن السؤال الرابع:
ومفاده :هل توجد فرص للمشاركة في الق اررات وإبداء الرأي مما يحقق االنسجام
في بيئة العمل؟
ومفاده :هل طبيعة أعمالكم تشجع على تمسككم بها والدفع إلى مضاعفة الجهود
مما يدل على التزامكم الوظيفي؟
الجدول رقم ()2
يوضح مدى وجود والء وانتماء للعاملين في وظائفهم من خالل طبيعة األعمال
غير موافق موافق