Professional Documents
Culture Documents
net/publication/331287275
ﺳﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻛﻤﺘﻐﻴﺮ وﺳﻴﻂ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻻزدﻫﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻴﻪ
)دراﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ
CITATIONS READS
0 1,241
1 author:
Mona Ibrahim
Mansoura University
9 PUBLICATIONS 21 CITATIONS
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by Mona Ibrahim on 22 February 2019.
ملخص البحث
تناولت الدراسة الحالية موضوع االزدهار في العمل ) (Thriving at workمستهدفة التعرف على
أهم العوامل المؤثرة فيه ،وفهم طبيعة الدور الذي تلعبه سلوكيات العمل الفعالة بين االزدهار في العمل وتلك
العوامل بالتطبيق على أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية في مدينة الرياض .أُجريت الدراسة على عينة
قوامها ( )366مفردة ،وبلغت نسبة االستجابة الصحيحة ) .(%77.32توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها؛
أوالا ،تؤثر كل من متغيرات بيئة العمل االجتماعية ،والموارد المكتسبة من الوظيفة تأثيراا موجبا ا معنويا ا على كل
من سلوكيات العمل الفعالة ،واالزدهار في العمل .ثانيا ا ،تؤثر متطلبات التحدي كأحد متطلبات الوظيفة تأثيراا
موجبا ا معنويا ا على االزدهار في العمل ،بينما تؤثر متطلبات االعاقة النمطية تأثيرا ا سالبا ا معنويا ا على االزدهار في
العمل .ثالثا ا ،ال تؤثر كل من متطلبات التحدي ،ومتطلبات االعاقة النمطية تأثيرا ا معنويا ا على االزدهار في العمل.
ورابعا ا ،تتوسط سلوكيات العمل الفعالة جزئيا ا العالقة بين كل من مناخ الثقة واالحترام ،المعرفة ،والمعنى
االيجابي ،والعالقات كمورد مع االزدهار في العمل للمفردات موضع التطبيق ،وأخيرا ا ،تتوسط سلوكيات العمل
الفعالة كليا ا العالقة بين كل من الحرية في اتخاذ القرار ،والمشاركة في المعلومات ،ورأس المال النفسي مع
االزدهار في العمل للمفردات موضع التطبيق.
أوالا :مقدمة
سعى المتخصصون سواء من األكاديميين أو الممارسين فى مجال اإلدارة والسلوك التنظيمي -فى
خضم الثورة على فكر المدرسة التقليدية التي تهتم بتحقيق األرباح بأي ثمن -إلى التحول لنظام
جديد للتفكير يهتم بتحقيق التعاون والتكامل بين الجوانب المالية والقضايا البيئية واالجتماعية
للمنظمة؛ وبالتالي االهتمام بوضع نماذج جديدة تهتم بدراسة كيفية غرس هذه الفكرة فى العمل
اليومي للموظفين في المنظمات سواء الهادفة أو غير الهادفة للربح (.)Boyd, 2015
تحتاج النماذج الجديدة إلى مفاهيم تعزز تحقيق رفاهية العاملين مع مساعدة المنظمة على
تحقيق أهدافها؛ ومن بين تلك المفاهيم ما يطلق عليه االزدهار فى العمل .حيث تعمل المنظمات
في ظل بيئة تتسم بالتغيرات الشديدة في كل المجاالت؛ وبالتالي يجب عليها أن تتكيف بسرعة مع
هذه التغيرات لتتمكن من االستمرار في المنافسة ،والبقاء؛ ومن ثم يجب على المنظمات السعي
للمحافظة على االزدهار في العمل لتحقيق النمو والتطوير ).(Spreitzer et al., 2012
تم اقتباس مفهوم االزدهار في العمل من علم االجتماع؛ حيث قدمته (Spreitzer et al.,
) ، 2005وأضحوا أن االزدهار فى العمل تجربة مشتركة للتعلم والحيوية ،ومن ثم يكون الفرد
قادرا ا على النمو والتطور ويشعر بالنشاط؛ وبالتالي ينخرط األفراد المزدهرون في سلوكيات تلبي
أهدافهم الخاصة ،وأهداف المنظمة .يحقق االزدهار في العمل عددا ا من الفوائد على المستوى
1
الفردي ،وعلى المستوى التنظيمي .حيث يخفف االزدهار من االحتراق في العمل ،ويحسن
الصحة العامة والرفاهية للعاملين ،ومن ثم فإن التركيز على تعزيز االزدهار في العمل يعتبر
وسيلة فعالة للحد من الغياب واإلجهاد ،والذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتخفيض تكاليف الرعاية
الصحية للمنظمات ،والذي ينعكس بدوره ايجابا ا على األداء الفردي واألداء التنظيمي؛ ألن شعور
الفرد بالحيوية والتعلم يقلل احتمال تعرضه لإلحباط والقلق وبالتالي يكون أكثر التزاما ا ورضا ا،
).(Porath et al., 2012; Carmeli & Spreitzer, 2009; Maslach, 2003
ثانياا :مشكلة البحث:
أوضحت الدراسات أن فهم العوامل التى تحقق ازدهار العاملين في العمل ت ُمكن المنظمات من
خلق األوضاع التى تزيد السلوكيات والخبرات االيجابية وتساعد أيضا العاملين في تطوير ذواتهم
(.)Paterson et al., 2014; Porath et al., 2012
هذا؛ وعلى الرغم من اهتمام العديد من الدراسات األجنبية باالزدهار في العمل ،إال أنه ال
توجد في البيئة العربية حتى اآلن– في حدود علم الباحثة– أية دراسة تناولت موضوع االزدهار
في العمل سواء في مؤسسات التعليم أو غيرها من المنظمات األخرى.
وللتعرف على طبيعة المشكلة قامت الباحثة بإجراء دراسة استطالعية على عينة قوامها
ستون مفردة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ،وجامعة
األميرة نورة بنت عبد الرحمن؛ نصفهم من الذكور والنصف اآلخر من اإلناث -حيث أجرت
الباحثة المقابالت الشخصية مع اإلناث ،بينما تمت المقابالت الشخصية مع أعضاء هيئة
التدريس من الذكور بواسطة بعض الزمالء -وذلك اعتمادا ا على اطار للمقابلة تم إعداده من
خالل األدبيات المتعلقة بموضوع البحث؛ وذلك للوقوف بشكل أولي على مدى شعورهم
باالزدهار في العمل ،والتعرف على أهم العوامل المؤثرة فيه.
وقد تبين من نتائج الدراسة االستطالعية أن ( )%75من المفردات يتعلمون أشياء جديدة
في العمل ،ويشعرون في عملهم بالحيوية والنشاط ،ويهتم ما نسبته ( )%90منهم بعملهم
ويبحثون دائما ا عن أشياء أو خبرات جديدة ،ويشعر ( )%80منهم بعالقات ود وصداقة مع
زمالئهم في العمل.
واتضح أن من أهم العوامل المؤثرة في االزدهار في العمل -من وجهة نظرهم -توفر
مصادر المعرفة سواء في المكتبات أو من خالل المكتبة الرقمية السعودية بنسبة (،)%90
وتوافر مناخ يتيح درجة عالية من نشر وتبادل المعلومات بين الزمالء بنسبة ( ،)%95وشيوع
درجة عالية من الثقة واالحترام بين الزمالء بنسبة ( ،)%95بينما يرى ( )%80منهم وجود
استقاللية تامة لعضو هيئة التدريس في أداء مهام وظيفته بدءا ا من وضع خطة كل مقرر،
واختيار المراجع العلمية له ،ومرورا ا بالعملية التدريسية ،وانتهاءا ا بتقويم الطالب وغيرها من
األمور األخرى ،خاصة في ظل شعور أعضاء هيئة التدريس بقيمة وأهمية وظيفتهم سواء على
المستوى الشخصي أو المستوى المؤسسي .كما أبدى ( )%80منهم أنهم في حالة نفسية إيجابية
جيدة في ما يتعلق بالمساهمات االيجابية لتطوير المنظمومة التعليمية ،واالهتمام باألفكار التي
تطرح للمناقشة في االجتماعات.
ونتيجة لما سبق ،وفي ضوء أدبيات الدراسة فقد قامت الباحثة بوضع تصور ألهم
العوامل المؤثرة في االزدهار في العمل ،مع األخذ في االعتبار الدور الوسيط لسلوكيات العمل
2
الفعالة بالتطبيق على أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية في مدينة الرياض .ومن ثم
تحاول الدراسة االجابة عن التساؤالت اآلتية:
( )1هل تؤثر متغيرات بيئة العمل االجتماعية (ممثلة في الحرية في اتخاذ القرارات،
والمشاركة في المعلومات ،ومناخ الثقة واالحترام) ،والموارد المكتسبة من الوظيفة
(ممثلة في المعرفة ،والمعنى االيجابي ،والعالقات كمورد ،ورأس المال النفسي)،
ومتطلبات الوظيفة (ممثلة في متطلبات التحدي ،ومتطلبات اإلعاقة النمطية) على
سلوكيات العمل الفعالة للمفردات موضع التطبيق؟
( )2هل تؤثر متغيرات بيئة العمل االجتماعية (ممثلة في الحرية في اتخاذ القرارات،
والمشاركة في المعلومات ،ومناخ الثقة واالحترام) ،والموارد المكتسبة من الوظيفة،
ومتطلبات الوظيفة (ممثلة في متطلبات التحدي ،ومتطلبات اإلعاقة النمطية) على
االزدهار في العمل للمفردات موضع التطبيق؟
( )3هل تؤثر سلوكيات العمل الفعالة في االزدهار في العمل للمفردات موضع التطبيق؟
( )4ما طبيعة الدور الوسيط الذي تقووم بوه سولوكيات العمول الفعالوة فوي العالقوة بوين متغيورات
بيئة العمول ،ومووارد الوظيفوة ،ومتطلبوات الوظيفوة مون ناحيوة واالزدهوار فوي العمول مون
ناحية أخرى للمفردات موضع التطبيق؟
( )5كيف يمكن تنمية العوامل المعززة لكل من سلوكيات العمل الفعالة واالزدهار فوي العمول،
وتقليل العوامل المثبطة لهما للمفردات موضع التطبيق؟
ثالثاا :أهداف البحث:
يهدف البحث إلى تحقيق مجموعة من األهداف تتمثل في:
.1التعرف إلى مدى وجود تأثير معنوي لمتغيرات بيئة العمل االجتماعية ،والموارد
المكتسبة من الوظيفة ،ومتطلبات الوظيفة على سلوكيات العمل الفعالة للمفردات موضع
التطبيق.
.2تحديد معنوية تأثير سلوكيات العمل الفعالة على االزدهار في العمل للمفردات موضع
التطبيق.
.3فهم طبيعة الدور الوسيط الذي تقوم به سلوكيات العمل الفعالة في العالقة بين العوامل
المؤثرة واالزدهار في العمل للمفردات موضع التطبيق.
.4تقديم مجموعة من التوصيات التي تعزز سلوكيات العمل الفعالة ،واالزدهار في العمل
ألعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية موضع التطبيق ،وأخرى التي تخفف من
التأثيرات السلبية لبعض العوامل المثبطة لسلوكيات العمل الفعالة ،واالزدهار في العمل
في ضوء النتائج التي سيتم التوصل إليها.
رابعاا :أهمية البحث:
يستمد البحث أهميته من عدة اعتبارات علمية وعملية من أهمها:
أ -من الناحية العلمية:
سد الفجوة في الدراسات العربية في ما يتعلق بموضوع االزدهار في العمل،
وتقديم نموذج مقترح يتضمن بعض العوامل المؤثرة فيه .فلم تتناول أية دراسة
3
عربية حتى اآلن -في حدود علم الباحثة -هذا الموضوع بالرغم من اهتمام عديد
من الدراسات األجنبية به.
ب -من الناحية العملية:
توصيف الواقع الفعلي لالزدهار في العمل ألعضاء هيئة التدريس بالجامعات
السعودية موضع التطبيق ،وأهم العوامل المؤثرة فيه من وجهة نظر المفردات
موضع التطبيق ،ومساعدة الجامعات السعودية موضع التطبيق في وضع
مجموعة من السياسات والبرامج التي تمكنها من تعزيز االزدهار في العمل،
والذي ينعكس بدوره إيجابا ا على أداء عضو هيئة التدريس ومن ثم على العملية
التعليمية برمتها؛ وبالتالي على مخرجاتها وعلى االقتصاد وسوق العمل
السعودي بشكل عام.
وسوف تركز الدراسة الحالية على دور أهم العوامل المؤثرة في االزدهار في العمل
بالتطبيق على أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية في مدينة الرياض.
خامساا :االطار النظري وفروض البحث
سيتم في هذا الجزء مراجعة األدبيات التي تناولت مفهوم االزدهار في العمل ،وأهم العوامل
المؤثرة فيه أخذا ا في االعتبار وجود سلوكيات العمل الفعالة كمتغير وسيط في تلك العالقة ،وسيتم
أيضا ا صياغة فروض البحث التي سيتم اختبارها احصائيا ا.
مفهوم االزدهار فى العمل
استحوذ مفهوم االزدهار فى العمل Thriving at workعلى اهتمام عدد من الباحثين؛ منهم
على سبيل المثال (Spreitzer et al., 2005; Carmeli & Spreitzer, 2009; Porath et
) .al., 2012; Paterson et al. 2014ويعرف االزدهار بأنه مجموعة فعلية من اإلدراكات،
والعواطف ،واألفعال في موقف معين أكثر من كونها ترتبط بشخصية الفرد (Lenton et al.,
) 2013؛ بمعنى أن االزدهار في العمل ليس حالة ثابتة ،بل هو حالة طيعة تعتمد على سياق
العمل ومن ثم فقد يزداد أو ينقص أو يثبت ). (Spreitzer et al., 2012
ولقد قدَمت ) Spreitzer et al. (2005نموذجا ثنائي األبعاد لالزدهار يتضمن شعورا ا
بالحيوية كبُعد أول ،وشعورا ا بالتعلم كبُعد ثان .حيث تشير الحيوية ) (Vitalityإلى حالة من
الشعور االيجابى بوجود طاقة متاحة لدى الفرد ،وهى حالة من النشاط يشعر فيها األفراد بالعاطفة
واإلثارة لعملهم ،ويمكن أيضا أن يكون هذا الشعور ُمعديا ا ومن ثم يمتد إلى اآلخرين ممن هم على
مقربة من الفرد ) .(Nix et al., 1999بينما يشير التعلم ) (Learningإلى اكتساب المعرفة
والمهارات التي تساعد الفرد على تحقيق األهداف التنموية المرجوة على المستوى الشخصي
والمهني ).(Carver, 1998
يتم النظر لكل من التعلم والحيوية كعنصرين أساسيين لالزدهار لعدة أسباب؛ أولها ،أن
التجربة الشخصية تشمل تطوير كال من الجانب الوجداني (أي الحيوية) والجانب المعرفي (أي
التعلم) ،وثانيها ،أن تركيز االزدهار على كل من التعلم والحيوية هو األساس الذي قام عليه
المفهوم وفقا ا لما قدمته Spreitzerورفاقها .والسبب الثالث وجود دالئل أولية -مستمدة من
البحوث الخاصة بكل من التعلم والحيوية -أوضحت أن األفراد يرون أن هذين العنصرين
ضروريان لتحقيق التقدم والتطوير على المستوى الشخصي؛ فالحيوية ،والتعلم معا هما المفتاحان
4
الرئيسيان لالزدهار فى العمل ،فإذا كان األفراد لديهم حيوية أقل ويتعلمون بشكل أكثر؛ فمن
المحتمل أن يشعروا باالستنزاف واالحتراق ،وبالعكس إذا كان األفراد لديهم طاقة فى العمل بينما
فرص تعلمهم قليلة؛ فسوف يشعرون بالركود بدالا من االزدهار في العمل (Prem et al.,
).2016; Spreitzer et al., 2005
مسببات االزدهار في العمل
قدمت Speitzerورفاقها في العام 2005نموذجا ا يحدد أهم المسببات التي تحقق ازدهار األفراد
في العمل ،وأطلقوا عليه نموذج الرسوخ االجتماعي لالزدهار في العمل A Socially
Embedded Model of Thriving at Workوذلك اعتمادا ا على نظرية التقرير الذاتي
self-determinationالتي قدمها )Ryan & Deci (2000؛ التي تصف كيف تعزز وتؤثر
بيئة العمل االجتماعية على نمو األفراد وتطورهم من خالل التفاعل الديناميكي مع اآلخرين.
تتلخص الفكرة األساسية لنموذج الرسوخ االجتماعي لالزدهار في أن توفير بيئة عمل
اجتماعية مناسبة لألفراد يجعلهم أكثر احتماالا لالزدهار في العمل .ويفترض نموذج الرسوخ
االجتماعي أن الخصائص البيئية التى تمكن الفرد من االزدهار في العمل ليست مجرد نقيضا ا
للعوامل التي تسبب الضغوط؛ بمعنى أن االزدهار ال يظهر فقط لمجرد تقليل الضغوط؛ ولكنه
يتطلب زيادة حاالت سيكولوجية تتمثل فى سلوكيات العمل الفعالة ،وتوافر خصائص بيئية،
وموارد وغيرها .ومن ثم إذا توافرت تلك المتطلبات فإن هذا سيؤدى إلى شعور العاملين
بسلوكيات العمل الفعالة ،Individual Agentic Work Behaviorsويشعر العاملون
باالزدهار في العمل ،وبالتالي إذا توافرت األوضاع الصحيحة فمن المحتمل بشكل كبير أن
يزدهر األفراد في العمل حتى فى ظل الظروف الشاقة ،والعوامل المسببة لضغوط العمل
).(Cullen et al., 2015; Spreitzer et al., 2012; 2005
وقد دعم العديد من الباحثين نموذج الرسوخ االجتماعي لالزدهار في العمل مؤكدين على
أهمية بيئة العمل االجتماعية ،وموارد الوظيفة ،ومتطلبات الوظيفة في خلق شعور االزدهار في
العمل ) ،(Boyd, 2015; Lui & Bern-Klu, 2013; Niessen et al., 2012ويتم عرض
عناصر النموذج بشيء من االيجاز على النحو اآلتي:
سلوكيات العمل الفعالة:
اقترح ) (Bandura, 2001سلوكيات العمل الفعالة Agentic Work Behaviors؛ موضحا ا
أن األفراد عندما يعملون بشكل نشط وهادف؛ يقال أنهم يتصرفون بشكل فعال .وقد اقترح نموذج
الرسوخ االجتماعي أن تلك السلوكيات هي المحرك الرئيس لالزدهار في العمل باعتبارها
مصدرا ا للتعلم والحيوية لدى العاملين؛ وبالتالي شعورهم باالزدهار في العمل .وتتضمن سلوكيات
العمل الفعالة ثالثة جوانب رئيسية هى التركيز على المهام ،والتواصل اليقظ ،واالستكشاف؛
والتي يمكن توضحيها بإيجاز على النحو اآلتي:
التركيز على المهام:
يشير التركيز على المهمة Task Focusإلى درجة تركيز األفراد لسلوكياتهم على تلبية
متطلبات العمل ومسؤولياته ) .(Brown et al., 2005ويتطلب التركيز على المهام االهتمام
بالتصرفات الالزمة إلنجاز متطلبات العمل؛ فعندما يكون الشخص قادرا ا على التركيز على
المهام يميل إلى زيادة مستويات الطاقة والتى قد تحفز الحالة العاطفية لديه نتيجة زيادة مخرجات
5
العمل المطلوبة .حيث يميل الفرد لالزدهار أكثر في العمل عندما يركز على وظيفته ،ويكون
أكثر احتماالا لالندماج في العمل ،وأكثر قدرة على مقابلة متطلبات الوظيفة ،ومن ثم يزيد من
شعوره بإنجاز عمله ويجعله مفعما ا بالنشاط والحيوية (Diener & Seligman, 2004; Ryan
).& Deci , 2000
كما يساهم التركيز على مهام الوظيفة أيضا في المكون المعرفي لالزدهار وهو عنصر
التعلم؛ وذلك من منطلق أن التركيز على خطوات تحقيق المهمة يرتبط بشكل إيجابي بالتعلم
ويعززه .حيث أن األفراد الذين لديهم تركيز عال على المهمة هم أكثر عرضة لالعتراف
بحاجتهم الكتساب مهارات ومعارف جديدة من أجل إنجاز مهامهم في العمل (Orvis et al.,
). 2009; Spreitzer et al., 2005
التواصل اليقظ:
يشير التواصل اليقظ Heedfully Relatingإلى عالقات الفرد مع زمالئه عندما يتصرف
بطريقة تأخذ في اعتبارها توافق وظيفته مع وظائف اآلخرين ،وينسق عمله مع اآلخرين إلنجاز
أهداف المنظمة ) .(Druskat & Pescosolido, 2002اقترح (Baumeister & Leary,
) 1995أن االنتماء له آثاره على األنماط العاطفية ،وعلى الجوانب المعرفية للفرد .حيث تحفز
هذه العالقات الشعور بالحيوية؛ فيكون الفرد أكثر قدرة وقبوالا لمساعدة اآلخرين وتقديم الدعم
االجتماعي لهم ،والذى يزيد بالتبعية من الكفاءة ،والطاقة الجسدية ،والحيوية للفرد .كما تساعد
تلك العالقات أيضا على التعلم؛ حيث ينتبه الفرد لما يقوم به زمالؤه ويتعلم من استراتيجيات
وطرق العمل التي يستخدمونها ويزيد ذلك من شعوره بالمسؤولية عن مخرجات النظام ككل،
ويتولد لديه رغبة ألداء مجموعة من السلوكيات تفوق حدود مسؤوليات وظيفته .وبناء على ذلك،
فإن تلك العالقات ت ُمكن األفراد من اكتساب واستخدام مهارات جديدة وبالتالي زيادة التعلم لديهم
). (Carmeli et al., 2009; Pakenham et al., 2007
االستكشاف:
يصف االستكشاف Explorationتوصل األفراد إلى طرق جديدة للعمل من خالل التجريب،
وسلوكيات االبتكار ،وخوض المخاطرة في اتجاهات جديدة ،ويجعل األفراد أكثر قدرة على
االزدهار في العمل ) .(Spreitzer et al., 2005حيث يعزز االستكشاف جانب الحيوية لدى
الفرد؛ ويمده بالخبرة ليكون قادرا ا على التعامل مع المتطلبات غير الروتينية للوظيفة ،ويجعله
أكثر قدرة على تقبل المعلومات ،واألفكار ،واستراتيجيات العمل الجديدة (Daniels et al.,
) . 2009كما يزيد االستكشاف جانب التعلم لدى الفرد ،حيث يكتشف األفكار ،واالستراتيجيات
الجديدة وتزداد معرفته ومهاراته وقدرته على التعلم من األخطاء والمشاكل التى يواجهها أثناء
سعيه الكتشاف طرق وأساليب عمل جديدة (Bell & Kozlowski, 2008; Keith & Frese,
).2005
في ضوء ما سبق ،يمكن صياغة الفرض األول من فروض البحث على النحو اآلتي:
"تؤثر سلوكيات العمل الفعالة تأثيرا ا موجبا ا معنويا ا على االزدهار في العمل للمفردات موضع
التطبيق".
خصائص بيئة العمل االجتماعية:
ارتكز نموذج الرسوخ االجتماعي على افتراض أساسي أن عناصر بيئة العمل االجماعية Unit
Contextual Featuresتعتبر من المسببات المغذية لالزدهار في العمل؛ حيث تزداد قدرة
6
سلوكيات العمل الفعالة في خلق االزدهار فى العمل عندما يتوافر في بيئة العمل ثالث خصائص
هى حرية اتخاذ القرارات ،ومشاركة المعلومات على نطاق واسع ،ومناخ الثقة واالحترام؛
وتصف الخصائص الثالث درجة التفاعل بين العاملين في بيئة العمل.
وقد دعمت نتائج العديد من الدراسات هذا االفتراض مقدمة دالئل عملية بأن هذه
الخصائص ت ُمكن العاملين من ممارسة سلوكيات العمل الفعالة ،ونتيجة لذلك يشعر العاملون
باالزدهار مؤكدين على وجود تأثير غير مباشر لتلك الخصائص على االزدهار في العمل؛ حيث
تتوسط سلوكيات العمل الفعالة تلك العالقة ;(Boyd, 2015; Paterson et al., 2014
) .Niessen et al., 2012; Spreitzer & Porath 2012في حين دعمت دراسات أخرى
وجود تأثير مباشر لتلك الخصائص على االزدهار في العمل دون وساطة سلوكيات العمل الفعالة
). (Liu & Bern-Klug, 2013; Wallace et al ., 2013
سيتم في الدراسة الحالية اختبار تأثير خصائص بيئة العمل االجتماعية على سلوكيات
العمل الفعالة ،واالزدهار في العمل .وفيما يلى نستعرض تلك الخصائص بشيء من التفصيل
على النحو اآلتي:
حرية اتخاذ القرارات:
يعكس مفهوم حرية اتخاذ القرارات Decision-making discretionإلى أي مدى يتاح للفرد قدرة
التحكم في اتخاذ القرارات التي تؤثر في عمله ،وهو مفهوم مشابه لمفهوم استقاللية الوظيفة
)(Kim & Stoner, 2008; Coyle et al., 2005؛ فكلما زادت قدرة الفرد فى التحكم في
مهامه؛ كلما زاد احتمال شعوره باإلنجاز الشخصى ،وزاد تقييمه االيجابي عن وظيفته ،والذي
ينعكس ايجابا ا فتزداد ممارسته لسلوكيات العمل الفعالة ) .(Liu, 2013كما تعزز حرية اتخاذ
القرارات عملية التركيز على مهام الوظيفة؛ حيث تتيح للفرد الشعور بالقدرة على التحكم في
عمله ،فاألفراد الذين يمتلكون التأثير على استراتيجيات وأوضاع العمل ،وتحمل مسؤوليات
وظائفهم يميلون باستمرار للتصرف بشكل استباقي لالستفادة من مهاراتهم في العمل & (Ryan
). Deci, 2000
كما تشجع حرية اتخاذ القرار على االستكشاف؛ حيث تتيح للفرد اختيار الكيفية التي
يؤدي بها عمله ،ومن ثم يسعى للبحث عن اتجاهات وأساليب جديدة ألداء هذا العمل ،ويشعر بأنه
جزء من عملية اتخاذ القرارات في المنظمة ،ومن ثم مساعدته في بناء مهارات جديدة والشعور
بالكفاءة والتي تؤدى بدورها الى الشعور بالراحة الستكشاف فرص جديدة وقدرة على تحمل
المخاطر المترتبة على هذا التوجه ).(Spreitzer, 1996
أخيرا ا ،تساعد حرية اتخاذ القرارات على تقوية العالقات مع اآلخرين ،وهذا يعزز
التواصل اليقظ؛ حيث يساهم اعتقاد الفرد بأنه جزء من المنظمة في شعوره بالتواصل مع
اآلخرين ،والذى يشجعه على االهتمام أكثر بما يقوم به اآلخرون في العمل ).(Boyd, 2015
مشاركة المعلومات على نطاق واسع:
يقصد بمشاركة المعلومات على نطاق واسع Broad information sharing؛ المدى الذى يتم
به تقاسم المعلومات على نطاق واسع داخل وحدات العمل سواء كانت معلومات عن األداء ،أو
المنتج /الخدمات ،أو الجودة وغيرها .وتساهم المشاركة في المعلومات في خلق سلوكيات العمل
الفعالة ،حيث يُزيد امتالك القدرة على مشاركة المعلومات وإمكانية الوصول إليها من احتمالية
قيام الشخص باستخدامها في صنع قرارات جيدة؛ ونتيجة لذلك يكون لدى الشخص الشعور
بالراحة في أداء عمله .كما تُزيد المشاركة في المعلومات من جدارات وإمكانيات األفراد ألداء
7
وظائفهم نتيجة تحسن قدراتهم على حل المشكالت ،واالنخراط في االستكشاف والتجربة عند
مواجهة أوضاع جديدة ).(Bunderson & Sutcliffe, 2002
مناخ الثقة واالحترام:
يشير مناخ الثقة واالحترام Climate of trust and respectإلى الدرجة التي تشجع بها
وحدات العمل الشعور بالثقة والتقدير تجاه اآلخرين ،ويُعزز هذا المناخ وفقا ا لنموذج الرسوخ
االجتماعي سلوكيات العمل الفعالة؛ حيث يشعر األفراد في ظل هذا المناخ باستقاللية أكثر وقدرة
أكبر على تلبية متطلبات الوظيفة واالضطالع بها .كما يؤدي شيوع مناخ الثقة بين العاملين إلى
زيادة احتماالت الرغبة في تحمل المخاطرة وبخاصة في جوانب االستكشاف والتجربة .كما يُزيد
مناخ الثقة واالحترام عالقات التقارب بين العاملين ،ومن ثم يميل الشخص للتعاون واالهتمام بما
يفعله اآلخرون ).(Rhoades & Eisenberger, 2002
في ضوء ما سبق ،يمكن صياغة فروض البحث من الثاني إلى الرابع على النحو اآلتي:
الفرض الثاني" :تؤثر عناصر بيئة العمل االجتماعية تأثيرا ا موجبا ا معنويا ا على سلوكيات العمل
الفعالة للمفردات موضع التطبيق".
الفرض الثالث" :تؤثر عناصر بيئة العمل االجتماعية تأثيرا ا موجبا ا معنويا ا على االزدهار في
العمل للمفردات موضع التطبيق".
الفرض الرابع" :تتوسط سلوكيات العمل الفعالة العالقة بين عناصر بيئة العمل االجتماعية
واالزدهار في العمل للمفردات موضع التطبيق".
الموارد المكتسبة من الوظيفة:
تعتبوور الموووارد المكتسووبة موون الوظيفووة Resourcesمتمثلووة فووي المعرفووة ،والمعنووى االيجووابي،
والعالقوووات كموووورد مووون العوامووول الموووؤثرة فوووي سووولوكيات العمووول الفعالوووة ،وفوووي االزدهوووار فوووي
العمل) ،(Spreitzer et al., 2005ثم أضيف رأس المال النفسى لتلوك المووارد (Paterson et
) . al., 2014ويمكن تناول تلك الموارد بشيء من االيجاز على النحو اآلتي:
المعرفة:
يجب أن يتعلم الفراد كيف يكتسبون المعرفة ،Knowledgeوتسمح المووارد المعرفيوة للفورد فوي
فهوم كيفيووة حوودوث األمووور ليوتمكن موون االسووتمرار فووي التركيووز علوى مهووام العموول؛ فعنوودما يكتسووب
العاملون المعرفة الجديدة ،تنمو مواردهم المعرفية ،ومن ثم تزداد قودرتهم فوي التركيوز علوى مهوام
العمل ،وكذلك على االستكشاف والتجربة ) .(Barnett & Koslowski, 2002كما ت ُمكن زيادة
المعرفة من تعزيز التواصل اليقظ مع اآلخرين؛ حيث أن تبادل المعلومات يؤدي إلى فهم جمواعي
أفضل للكيفية التي يتواصل بها األفراد داخل المنظمة؛ ويتيح لهم تبادل وتشارك المعرفة ،ويعوزز
نقاط التكامل والتالقي بين مهامهم ).(Niessen et al., 2012; Carmeli & Gittell, 2009
المعنى اإليجابي:
يقصود بووالمعنى االيجووابي Positive meaning؛ إدراك الفوورد قيمووة وأهميووة العموول الووذي يؤديووه؛
ويمكن أن يؤدي عدم وجود معنوى إيجوابي لمهوام الوظيفوة إلوى فوك االرتبواط بوين الفورد ووظيفتوه،
ومن ثم عدم االنشوغال بهوا ( ،)Kahn, 1990بينموا يُسوهل المعنوى اإليجوابي عمليوة التركيوز علوى
العمول ،حتوى فوي مواجهوة الشودائد ( .)Niessen et al., 2012; Spreitzer et al., 2005
ويحدث االستكشاف أيضا نتيجة آلثار تحفيزية للعمل في البيئات التي يوجد بها المعنوى اإليجوابي.
8
وأخيرا ا ،يُمكن أن يُزيود المعنوى اإليجوابي خبورات التواصول موع اآلخورين فوي العمول؛ حيوث يُخلوق
المعنى اإليجابي في كثير من األحيان عن طريق المحادثات مع زمالء العمل.
العالقات كمورد:
يقصد بالعالقات كمورد Relational resources؛ تكوين روابط وثيقة وجيدة بين األفراد في
بيئة العمل ،حيث تحفز االتصاالت الجيدة مع اآلخرين عملية التركيز على المهمة لدى الفرد من
خالل تهيئة الظروف المناسبة؛ ويتشارك األفراد مزيدا ا من المعلومات واألفكار في جو يشعرون
فيه باألمان أثناء تأدية عملهم ) .(Edmondson et al., 2004; Kahn, 1990وتوفر البيئة
ذات العالقات اآلمنة أرضا ا خصبة للتجريب واالستكشاف ،وت ُمكن األفراد أن يتعلموا بال خوف
من العقاب .كما تحفز االتصاالت الجيدة في العمل أيضا الرغبة في االقتراب والتعامل مع
الزمالء ،والعمل مع اآلخرين في بيئة تتسم باهتمام واستجابة األفراد لبعضهم البعض ،ومن
المرجح كثيرا ا أن يحدث التواصل اليقظ في ظل توافر العالقات كمورد (Niessen et al.,
).2012; Kahn, 1990
رأس المال النفسي:
يمكن تعريف رأس المال النفسوي Psychological capital؛ بأنوه حالوة نفسوية إيجابيوة متطوورة
للفرد توصوف مون خوالل عودة عناصور هوي :القيوام بمسواهمات إيجابيوة للنجواح فوى الوقوت الحوالى
وأيضا ا فى المستقبل (أي بُعد التفاؤل) ،والمواظبة على تحقيوق األهوداف وتعوديل المسوارات -عنود
الضرورة -لتحقيق النجاح (أي بُعد األمل) ،وامتالك الثقة ( أي بُعد الكفواءة الذاتيوة) لبوذل الجهوود
الضرورية لتحقيق النجاح فى أداء المهام التى تحتوى على قدر من التحدى ،وأخيرا ا ،القدرة على
االرتداد والعودة مرة أخرى من القيود والمعوقوات ،والتغلوب عليهوا لتحقيوق النجواح عنود مواجهوة
المشووكالت والتحووديات المختلفووة (أي بُعوود المرونووة) .ويووؤثر رأس المووال النفسووي علووى االتجاهووات
والسووولوكيات المطلوبوووة للعمووول ،وعلوووى األداء ،ويوووؤدي إلوووى ظهوووور سووولوكيات العمووول الفعالوووة
).(Dawkins et al., 2013; Avey et al., 2011; Luthans, et al., 2007
عنوودما يتوووافر للفوورد مسووتويات عاليووة موون رأس المووال النفسووي ،يكووون لديووه ثقووة فووي اتمووام
المهمة بنجاح (الكفاءة) ،وتسخير الطاقوة الموجهوة نحوو الهودف والعمول بشوكل اسوتباقي بوالتخطيط
لمسارات بديلة إلنجاز المهمة (األمل) ،والمثابرة في مواجهة العقبوات (المرونوة) ،ويعوزو النتوائج
اإليجابية لوه ،والنتوائج السولبية للظوروف (التفواؤل) .كول هوذه العوامول تتضوافر لتجعول الفورد أكثور
تركيووزا ا علووى المهمووة ،ورغبووة فووي استكشوواف طرق وا ا وأسوواليب جديوودة النج واز تلووك المهووام بنجوواح
) .(Paterson et al., 2014كمووا يلعووب رأس المووال النفسووي دورا ا هام وا ا فووي تعزيووز التوجووه
االجتموواعي اإليجووابي الووذي يتسووم بالتعاونيووة ،والمووودة ،واالسووتعداد للمسوواعدة ،والمشوواركة ،مووع
االهتمام الراسخ برفاهية اآلخرين؛ ومن ثم التواصل اليقظ معهم ).(Bandura, 2001
في ضوء ما سبق ،يمكن صياغة فروض البحث من الخامس إلى السابع على النحو اآلتي:
الفرض الخامس" :تؤثر الموارد المكتسبة من الوظيفة (وتشمل المعرفة ،والمعنى االيجابي،
والعالقات كمورد ،ورأس المال النفسي) تأثيرا ا موجبا ا معنويا ا على سلوكيات العمل الفعالة
للمفردات موضع التطبيق".
الفرض السادس" :تؤثر الموارد المكتسبة من الوظيفة (وتشمل المعرفة ،والمعنى االيجابي،
والعالقات كمورد ،ورأس المال النفسي) تأثيرا ا موجبا ا معنويا ا على االزدهار في العمل للمفردات
موضع التطبيق".
9
الفرض السابع" :تتوسط سلوكيات العمل الفعالة العالقة بين الموارد المكتسبة من الوظيفة
(وتشمل المعرفة ،والمعنى االيجابي ،والعالقات كمورد ،ورأس المال النفسي) واالزدهار في
العمل للمفردات موضع التطبيق".
متطلبات الوظيفة:
يشير مفهوم متطلبات الوظيفة Demandsإلى النواحي السيكولوجية واالجتماعية والتنظيمية
للوظيفة التي تتطلب جهودا ا نفسية أو جسدية أو مهارات؛ وبالتالي ترتبط بتكلفة جسدية أو نفسية،
ويمكن أن تتحول إلى مصدر للضغوط عندما تتطلب مقابلة تلك المتطلبات جهدا ا مرتفعا ا ال
يستطيع الشخص تحمله ).(Schaufeli & Bakker, 2004
وفقا ا لما تم توضيحه من قبل ،فقد أكد نموذج الرسوخ االجتماعي أن كالا من بيئة العمل
االجتماعية ،والموارد المكتسبة من الوظيفة هما من المسببات الرئيسية لالزدهار فى العمل ،وقد
استحوذ دراسة التأثير المباشر وغير المباشر لهما على االزدهار في العمل على اهتمام متزايد
من قبل الباحثين ،بينما اهتم القليل من الباحثين بدارسة التأثير السلبى الرتفاع متطلبات الوظيفة
على االزدهار فى العمل ،حيث تناولت دراسة ) (Cullen et al., 2015تأثير كل من عبء
الدور ،وغموض الدور على االزدهار في العمل وأكدت النتائج التأثير السلبى لهما على االزدهار
في العمل ،بينما توصلت دراسة ) (Prem et al., 2016لوجود تأثير إيجابي لكل من ضغط
الوقت ومتطلبات التعلم على جانب التعلم ،وتأثير سلبي على جانب الحيوية.
وسيتم في الدراسة الحالية اختبار تأثير متطلبات الوظيفة على كل من سلوكيات العمل
الفعالة ،واالزدهار في العمل ،وذلك باالعتماد على ما قدمه )(LePine et al., 2005؛ حيث
قُسمت متطلبات الوظيفة إلى مجموعتين؛ المجموعة األولى متطلبات التحدي (Challenge
) demandsوتتضمن عبء العمل ،وتعقد الوظيفة ،وضغط الوقت .وبالرغم من أن هذه
المتطلبات تتطلب جهودا ا إضافية من العاملين كونها تحتاج مستوى عال من استثمار الطاقة؛ إال
أنها تؤدى إلى تشجيع التفوق والكفاءة وبالتالي تؤثر بصورة ايجابية على النمو الشخصي
للعاملين ،وتساعدهم على التعلم وتحقيق األهداف (LePine et al., 2005; Paulsson et al.,
).2005
بينما تتمثل المجموعة األخرى في متطلبات اإلعاقة النمطية (Typical hindrance
) demandsوهى متطلبات قد تكون معوقة خاصة تلك التى تحتاج طاقة وجهد ،وال تؤدى إلى
نمو محتمل )(LePine et al., 2005؛ وذلك ألنها تبدو ضاغطة على الفرد ،وتعوق نموه
الشخصي ،وتحقيق األهداف ،وتقلل من قدرته على األداء بشكل أمثل .ويحاول الفرد في البداية
تلبية تلك المتطلبات؛ ولكن نتيجة لفشله في ذلك يواجه مشاكل صحية ،ويشعر بالعواطف السلبية،
بل ربما يقوم العامل باالنسحاب من العمل أو تقليل سرعته في العمل (Schaufeli & Taris,
) ،2005وتشمل هذه المجموعة غموض الدور ،والصراع بين األفراد .وقد دعمت نتائج بعض
الدراسات ما توصل إليه ) (LePine et al., 2005من وجود تأثير إيجابي لمتطلبات التحدى؛
ووجود تأثير سلبي لمتطلبات اإلعاقة النمطية على المخرجات (Van den Broeck et al.,
).2010; Crawford et al., 2010
وفى ضوء المناقشة السابقة؛ يُتوقع فى الدراسة الحالية أن تؤثر متطلبات التحدي ايجابا ا على
كل من سلوكيات العمل الفعالة ،واالزدهار فى العمل؛ حيث ت ُزيد من تعلم الفرد ،وت ُشعره
بالحيوية ،بينما تؤثر متطلبات اإلعاقة النمطية سلبا ا على كل من سلوكيات العمل الفعالة،
10
واالزدهار فى العمل؛ حيث تستنزف جزءا ا من طاقة الفرد فى سعيه لمواجهتها؛ وبالتالي ينخفض
شعوره بالحيوية وقدرته على التعلم .ويمكن صياغة فروض البحث من الثامن إلى الثاني عشر
على النحو اآلتي:
الفرض الثامن" :تؤثر متطلبات التحدي تأثيرا ا موجبا ا معنويا ا على سلوكيات العمل الفعالة
للمفردات موضع التطبيق".
الفرض التاسع" :تؤثر متطلبات التحدي تأثيرا ا موجبا ا معنويا ا على االزدهار في العمل للمفردات
موضع التطبيق".
الفرض العاشر" :تؤثر متطلبات اإلعاقة النمطية تأثيرا ا سالبا ا معنويا ا على سلوكيات العمل الفعالة
للمفردات موضع التطبيق".
الفرض الحادي عشر" :تؤثر متطلبات اإلعاقة النمطية تأثيرا ا سالبا ا معنويا ا على االزدهار في
العمل للمفردات موضع التطبيق".
الفرض الثاني عشر" :تتوسط سلوكيات العمل الفعالة العالقة بين متطلبات الوظيفة واالزدهار
في العمل للمفردات موضع التطبيق".
سادساا :منهج البحث:
يعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي ،ويتضمن منهج البحث التعريف اإلجرائي
بمتغيرات البحث وكيفية قياسها ،ومجتمع وعينة البحث ،وأنواع البيانات ومصادر توفيرها،
وأساليب تحليل البيانات واختبار فروض البحث ،وذلك على النحو اآلتي:
التعريف اإلجرائي لمتغيرات البحث وكيفية قياسها:
-االزدهار في العمل :يُعرف االزدهار في العمل إجرائيا ا بالخبرة المزدوجة لكل من التعلم
والحيوية ،وتم قياسه وفقا ا للمقياس الذى قدمه )(Porath et al., 2012؛ والمكون من عشر
عبارات؛ تقيس خمس منها بُعد التعلم مثل :أجد نفسي أتعلم في كثير من األحيان في العمل،
وتقيس العبارات الخمس األخرى بُعد الحيوية مثل :أشعر في عملي بالحيوية وأنني على قيد
الحياة.
-سلوكيات العمل الفعالة :يُقصد بسلوكيات العمل الفعالة إجرائيا ا الطرق التى يعبر بها األفراد
عن خبرتهم ببيئة العمل ،ومدى تركيز الشخص على وظيفته واستكشافه طرقا ا جديدة في العمل
بما يعزز تعلمه ،وإقامة عالقات يقظة مع زمالئه في بيئة العمل .وتم قياس التركيز على الوظيفة
من خالل أربع عبارات لمقياس االهتمام بالعمل وفق ما قدمته ) .(Rothbard, 2001مثل:
أقضي الكثير من الوقت في التفكير في عملي ،أما التواصل اليقظ فقد تم قياسه بست عبارات
اعتمادا ا على مقياس ) (Van den Broeck et al., 2010مثل :أشعر في العمل بأنني جزء من
مجموعة .وأخيراا ،تم قياس االستكشاف اعتمادا ا على المقياس الذي قدمه (Kashdan et al.,
)2004؛ المكون من أربع عبارات مثل :حيثما أذهب ،أبحث عن أشياء أو خبرات جديدة.
بيئة العمل االجتماعية:
تتضمن بيئة العمل االجتماعية ثالثة متغيرات وهى:
-الحرية في اتخاذ القرار :تعرف إجرائيا ا بدرجة الحرية واالستقالل في التصرف للموظف في
أداء مهام وظيفته ،وتم قياسها بعبارتين وضعهما ) (Lui & Bern-Klu, 2013مثل :لدى
االستقاللية في وظيفتي.
11
-المشاركة في المعلومات :تُعرف إجرائيا ا بتقاسم المعلومات مع زمالء العمل ،وتم قياسها بأربع
عبارات قدمها )(Bunderson & Sutcliffe, 2002؛ مثل :نتشارك المعلومات بشكل حر بين
أعضاء المنظمة.
-مناخ الثقة واالحترام :يُقصد به إجرائيا ا إلى أي مدى يكون الشخص واثقا ومستعدا ا للعمل وفق
إجراءات ،وقرارات تصدر من شخص آخر في المنظمة .ويعكس هذا المناخ الطمأنينة التي يشعر
بها الفرد تجاه ما يصدر من اآلخرين ،وتم قياسه بأربع عبارات قدمها (HuffHuff & Kelley,
) ،2003مثل :في منظمتي ،لدى المرؤوسين ثقة كبيرة في رؤسائهم.
الموارد المكتسبة من الوظيفة :يُقصد بها إجرائيا ا الموارد التي يحصل عليها الشخص من
وظيفته ،وتقاس من خالل أربعة أبعاد فرعية هي:
-المعرفة :يُقصد بها إجرائيا ا ما قد يكتسبه الفرد من معلومات ومهارات جديدة أثناء
االضطالع بمهام عمله ،وتم قياسها بعبارة واحدة قدمها )، (Niessen et al., 2012
وهي :يُمكنني عملي من اكتساب معارف جديدة.
-المعنى اإليجابي :يُعرف إجرائيا ا بشعور الفرد بارتباطه بالعمل وبأهمية وقيمة هذا العمل
بالنسبة له ،وتم قياسه بثالث عبارات قدمتها ) (Spreitzer, 1995مثل :العمل الذى أقوم
به غير عادى.
-العالقات كمورد :يُقصد بها إجرائيا ا الدعم االجتماعى من زمالء العمل ،وتم قياسه من
خالل أربع عبارات قدمها ) ،(Frese, 1999مثل :يساعدني زمالئي في أداء عملي.
-رأس المال النفسى :يُعرف إجرائيا ا بأنه حالة نفسية إيجابية متطورة للفرد توصف من
خالل أربعة أبعاد هي :الكفاءة الذاتية ،والمرونة ،واألمل ،والتفاؤل .وتم قياسه وفق
االصدار المختصر المكون من اثنتا عشرة عبارة ) (PCQ-12الذي قدمه (Luthans et
) .al., 2007وقد تم قياس كل بُعد من األبعاد األربعة بثالث عبارات؛ منها "أشعر بثقة
عندما أعرض مجاالت عملي في االجتماعات مع اإلدارة" لتعبر عن بُعد الكفاءة الذاتية،
و"عندما أواجه عائقا ا في عملي ،يكون لدي القدرة على التعافي منها والتحرك مرة
أخرى" لتعبر عن بُعد المرونة ،و"عندما أجد نفسي في ورطة في عملي ،أعتقد أن هناك
طرقا ا كثيرة للخروج من تلك الورطة" لتعبر عن بُعد األمل ،و" انا متفائل بما قد يحدث
لي في المستقبل فيما يتعلق بعملي" لتعبر عن بُعد التفاؤل.
متطلبات الوظيفة :يُقصد بها إجرائيا ا الجوانب الجسدية والنفسية واالجتماعية والتنظيمية للوظيفة
والتي تتطلب جهودا ا أو مهارات جسدية ونفسية مستمرة .وتم قياسها في الدراسة الحالية
بمجموعتين من المتطلبات هما:
المجموعة األولى :متطلبات التحدي؛ وتم قياسها بثالث متطلبات فرعية هى:
-عبء العمل :يُعرف إجرائيا ا بكمية العمل المتوقع أن يؤديه الشخص ،وتم قياسه بثالث عبارات
من مقياس job content instrumentالذي قدمه )(Karate, 1985؛ مثل " كمية العمل
الملقاة على عاتقي كبيرة".
-تعقد الوظيفة :يُعرف إجرائيا ا بمدى صعوبة أداء مهام الوظيفة ،وتم قياسه بأربع عبارات من
) The Work Design Questionnaire (WDQالذي قدمه & (Morgeson
)Humphrey, 2006؛ مثل "مهام وظيفتى بسيطة وغير معقدة ".،
12
-ضغط الوقت :يقصد به إجرائيا ا الضغط النفسي الذى يشعر به الفرد نتيجة ضرورة القيام بالمهام
المكلف بها في وقت أقل من المطلوب أو العمل بوتيرة أسرع ،وتم قياسه بثالث عبارات على
مقياس ) ،(Durham et al., 2000مثل " أعاني كثيرا ا من ضغط الوقت أثناء عملى" .
المجموعة الثانية :متطلبات اإلعاقة النمطية؛ وتم قياسها بمتطلبين فرعيين هما:
-غموض الدور :يُعرف إجرائيا ا بأنه حالة تنشأ نتيجة عدم معرفة الفرد بما هو متوقع منه عند
أداء دوره في وظيفته أو فى مكان العمل ،وتم قياسه بأربع عبارات وفقا ا لمقياس (Rizzo et
) ، al., 1970ومن أمثلة ذلك "أنا غير متأكد من حدود صالحياتي في وظيفتي الحالية".
-الصراع بين األفراد :يقصد به إجرائيا ا خالف بين شخصين أو مجموعات فرعية في المنظمة
تنطوي على االستياء والتذمر الكبير .تم قياسه بأربع عبارات من مقياس (Spector & Jex,
) ،1998مثل" :كثيرا ا ما يحصل جدل ونقاش مع اآلخرين في العمل".
المتغيرات الرقابية :Control variablesيُقصد بالمتغيرات الرقابية تلك المتغيرات المستخدمة
للسيطرة على التأثيرات السياقية في ما يتعلق بدورها مع المتغيرات التابعة؛ وتضم المتغيرات
الرقابية كالا من :النوع ،والعمر ،والجنسية ،والحالة االجتماعية ،والرتبة العلمية.
سابعاا :مجتمع وعينة البحث
يشوومل مجتمووع البحووث أعضوواء هيئووة التوودريس فووي الجامعووات السووعودية بمدينووة الريوواض،
والبووال عووددهم ( )7095مفووردة ،وتووم االعتموواد علووى عينووة عشوووائية بسوويطة مكونووة موون ()366
مفردة مستخدما ا في ذلك جدول تحديد حجم العينوة (بازرعوة )2002 ،عنود مسوتوى معنويوة %5
وحدود ثقة %95مع االفتراض أن الخصوائص المطلووب دراسوتها فوي المجتموع متووافرة بنسوبة
،%50علما ا بأن العينة وزعوت بشوكل متناسوب ،وقود توم اختيوار المفوردات اختيوارا ا عشووائيا ا فوي
الجامعات موضع التطبيوق ،وتمثلوت وحودة المعاينوة فوي عضوو هيئوة التودريس؛ أسوتاذا ا أو أسوتاذا ا
مشاركا ا أو أستاذا ا مساعدا ا.
هذا ،وقد بل عودد االسوتبانات الصوحيحة التوي اسوتخدمت فوي التحليول االحصوائي ()283
اسووتبانة بنسووبة اسووتجابة ( .)%77.32وقوود بلغووت نسووبة الووذكور ( )%73.5واإلنوواث ()%26.5
تقريبا ا .وبلغت النسبة بالفئة العمرية أقول مون 35سونة ( ،)%27.2وبالفئوة العمريوة مون 35سونة
ألقل من 45سنة ( ،)%38.9وبالفئة العمرية من 45سونة ألقول مون 55سونة ( ،)%18وبالفئوة
العمريووة 55سوونة فووأكثر ( )%15.9تقريبووا ا .وبلغووت نسووبة أعضوواء هيئووة التوودريس السووعوديين
( ،)%48ونسووبة أعضوواء هيئووة التوودريس غيوور السووعوديين ( )%52تقريب وا ا .وبلغووت نسووبة غيوور
المتووزوجين ( ،)%44.2ونسووبة المتووزوجين ( )%55.8تقريبووا ا .وأخيوورا ا فووي مووا يتعلووق بالرتبووة
العلميووة ؛ فقوود بلغووت نسوووبة األسوواتذة ( ،)%15.9واألسوواتذة المشوواركين ( ،)%21.9واألسووواتذة
توزع العينة وفق الجامعة موضع التطبيق وذلك المساعدين ( )%62.2تقريبا ا .ويبين جدول (ُّ )1
على الوجه اآلتي:
جدول ُّ :1
توزع مجتمع وعينة البحث وفق الجامعة موضع التطبيق
عدد الردود السليمة حجم العينة حجم المجتمع الجامعة م
72 84 1687 اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية 1
138 194 3912 الملك سعود 2
14 14 271 الملك سعود بن عبد العزيز الصحية 3
31 46 921 األميرة نورة بنت عبد الرحمن 4
13
8 8 156 األمير سلطان 5
6 6 114 العربية المفتوحة 6
5 5 106 الفيصل 7
3 3 63 اليمامة 8
6 6 126 دار العلوم 9
283 366 7366 االجمـــــالي
المصدر :إعداد الباحثة في ضوء بياناات الموقاع الرسامي لاوزارة التعلايم ،المملكاة العربياة الساعودية ،العاام الجاامعي (– 1435
1436هـ).
15
0.361 0.409 2.445 رأس المال النفسي -
0.455 0.515 1.941 متطلبات التحدي -
0.283 0.309 3.235 متطلبات االعاقة النمطية -
يتضح من جدول ( )3أن قيم اختبار معامل تضخم التباين ( )VIFلجميع المتغيرات تقل
عن ( ،)10وتراوحت من ( (1.779إلى ) ،)4.566وأن قيم اختبار التباين المسموح
( )Toleranceتراوحت من ( )0.219إلى ( ،)0.562وهي أعلى من ( )0.05ويعد هذا مؤشرا ا
على عدم وجود ارتباط عال بين المتغيرات المستقلة ،وقد تم التأكد من أن البيانات تتبع التوزيع
الطبيعي باحتساب معامل االلتواء ( ،)Skewnessحيث كانت القيم أقل من الواحد الصحيح،
وتراوحت من ( )0.249إلى ( ،)0.617ومن ثم ال يوجد تهديد مؤثر على صحة النتائج وفقا ا لهذه
االختبارات.
ويبووين جوودول ( )4المتوسووط الحسووابي ،واالنحووراف المعيوواري ،ومصووفوفة االرتبوواط بووين
متغيرات البحث .يتضح مون جودول ( )4ارتفواع االزدهوار فوي العمول للمفوردات موضوع التطبيوق؛
حيوث بلو المتوسووط الحسووابي ( )4.15بوانحراف معيوواري ( .)0.82وكانووت المتوسووطات الحسووابية
لعناصر سلوكيات العمل الفعالة المتمثلة في التركيز على المهمة ،والتواصل الويقظ ،واالستكشواف
( )3.99 ،3.77 ،3.98على الترتيب ،بانحرافات معيارية ( )0.81 ،0.72 ،0.84على الترتيب.
ووجد ارتباط معنوي موجب بين كل من العمر ،والحالة االجتماعية ،والرتبة العلمية مع االزدهار
في العمل .وتتفق تلك النتائج موع موا توصولت إليوه دراسوة ) (Niessen et al., 2012مون وجوود
ارتبوواط معنوووي موجووب بووين العموور وبُعوود الحيويووة .كمووا يوجوود ارتبوواط سووالب معنوووي بووين النوووع
واالزدهار في العمل وتتفق تلك النتيجة مع ما توصلت إليه دراسات ;(Niessen et al., 2012
) Carmeli & Spreitzer, 2009؛ ولذا سيتم التعامل معها كمتغيرات رقابية السوتبعاد تأثيرهوا
على باقى متغيرات البحث.
يوضع هنا جدول ()4
المتوسطات الحسابية ،واالنحرافات المعيارية ،ومصفوفة االرتباط بين متغيرات البحث
16
جدول : 5نتائج االنحدار المتعدد الهرمي لسلوكيات العمل الفعالة على االزدهار في العمل
النموذج الثاني النموذج األول المتغيرات
الرقابية:
- 0.064 0.002 -النوع
0.072 0.081 -العمر
0.061 0.105 -الجنسية
*- 0.057 *- 0.041 -الحالة االجتماعية
*0.031 *0.059 -الرتبة العلمية
سلوكيات العمل الفعالة:
**0.401 -التركيز على المهام
**0.288 -التواصل اليقظ
**0.176 -االستكشاف
0.364 0.052 قيمة R2
0.312 0.052 قيمة ∆R2
**56.42 1.722 اختبار Fلقيمة ∆R2
*P > 0.05 ، **P > 0.01
يتضح من جدول ( )5وجود تأثير معنوي لسلوكيات العمل الفعالة ممثلة في التركيز على
المهووام ،والتواصوول الوويقظ ،واالستكشوواف علووى االزدهووار فووي العموول؛ حيووث أن مقوودار التغيوور فووي
معامل التفسير ( )0.312معنويا ا عند مستوى ()%1؛ ومن ثم تفسر سلوكيات العمول الفعالوة نسوبة
( )%31.2من التباين الذي يحدث في االزدهار في العمل للمفردات موضع التطبيوق ،بينموا تفسور
متغيرات أخرى النسبة المتبقية (.)%68.8
دور العوامل المؤثرة على كل من سلوكيات العمل الفعالة واالزدهار في العمل:
تووم اسووتخدام تحليوول االنحوودار المتعوودد الهرمووي الختبووار الفووروض الثاااني ،والثالااث ،والخااامس،
والسااادس ،والثااامن ،والتاسااع ،والعاشاار ،والحااادي عشاار موون فووروض البحووث التووي تركووز علووى
اختبار التأثيرات المباشرة للمتغيرات المسوتقلة علوى كول مون سولوكيات العمول الفعالوة ،واالزدهوار
في العمل .
تووم إدخووال متغيوورات النوووع ،والعموور ،والجنسووية ،والحالووة االجتماعيووة ،والرتبووة العلميووة
كمتغيرات رقابية ضمن نموذج االنحدار الهرمي كما في النمووذج األول؛ وذلوك السوتبعاد تأثيرهوا
علووى كوول موون سوولوكيات العموول الفعالووة ،واالزدهووار فووي العموول .وبعوود ذلووك تووم إدخووال المتغيوورات
المسووتقلة ممثلووة فووي متغيوورات بيئووة العموول االجتماعيووة (الحريووة فووي اتخوواذ القوورار ،والمشوواركة فووي
المعلومات ،ومناخ الثقة واالحترام) ،والموارد المكتسبة مون الوظيفوة (وتشومل المعرفوة ،والمعنوى
االيجوووابي ،والعالقوووات كموووورد ،ورأس الموووال النفسوووي) ،ومتطلبوووات الوظيفوووة (وتشووومل متطلبوووات
التحدي ،ومتطلبات اإلعاقة النمطية) لدراسة تأثيرها على سلوكيات العمل الفعالة كما في النمووذج
الثاني الموضح في جدول ( ،)6وعلى االزدهار فوي العمول كموا فوي النمووذج الثالوث الموضوح فوي
جدول (.)6
17
جدول : 6نتائج االنحدار الهرمي للعوامل المؤثرة
في كل من سلوكيات العمل الفعالة ،واالزدهار في العمل
النموذج الثالث النموذج الثاني النموذج األول المتغيرات
التابع االزدهار في العمل التابع سلوكيات العمل الفعالة
الرقابية:
0.017 0.014 0.001 -النوع
0.071 0.065 0.074 -العمر
0.082 0.077 0.094 -الجنسية
**- 0.106 **- 0.098 **- 0.112 -الحالة االجتماعية
**0.234 **0.201 **0.176 -الرتبة العلمية
المستقلة:
**0.511 **0.478 -الحرية في اتخاذ القرار
**0.412 **0.346 -المشاركة في المعلومات
**0.176 **0.148 -مناخ الثقة واالحترام
**0.367 **0.289 -المعرفة
**0.391 **0.362 -المعنى االيجابي
**0.451 **0.402 -العالقات كمورد
**0.352 **0.327 رأس المال النفسي
**0. 285 0. 009 -متطلبات التحدي
**- 0.189 - 0.011 -متطلبات اإلعاقة النمطية
0.589 0.541 0.068 قيمة R2
0.521 0.473 0.068 قيمة ∆R2
**64.58 **52.67 1.865 اختبار Fلقيمة ∆R2
*P > 0.05 ، **P > 0.01
19
الدور الوسيط لسلوكيات العمل الفعالة بين االزدهار في العمل والعوامل المؤثرة فيه:
أ -تووم التعوورف علووى الوودور الوسوويط لسوولوكيات العموول الفعالووة بووين االزدهووار فووي العموول والعواموول
المؤثرة فيه اعتمادا ا على أسلوب تحليل االنحودار الهرموي المتعودد وفوق الشوروط التوي قودمها
) Baron & Kenny (1986وهي:
• وجود عالقة تأثير معنوية بين المتغير المستقل والمتغير الوسيط.
• وجود عالقة تأثير معنوية بين المتغير المستقل والمتغير التابع.
• وجود عالقة تأثير معنوية بين المتغير الوسويط والمتغيور التوابع فوي ظول وجوود المتغيور
المستقل كمتغير رقابي.
• ويتضمن الشرط الثالث جانبين هما:
-إذا انخفضت قيمة معامل التأثير ) (Beta coefficientبعد إدخال المتغير الوسيط
إلى نموذج االنحدار الهرمي؛ يعني هذا أن دور المتغير الوسيط جزئي partially
mediating effectفي العالقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع.
-إذا كانت قيمة معامل التأثير ) (Zero-effectبعد إدخال المتغير الوسيط إلى
نموذج االنحدار الهرمي؛ يعني هذا أن دور المتغير الوسيط كامل full mediating
effectفي العالقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع.
ب -باألخذ في االعتبار الشروط السابقة يتضح وجود تأثير مباشر فقط لكل من متطلبات التحودي،
ومتطلبات االعاقة النمطية على االزدهار في العمل؛ حيث ال تتوسط سلوكيات العمل الفعالة
العالقووة بووين متطلبووات الوظيفووة (ممثلووة فووي متطلبووات التحوودي ،ومتطلبووات اإلعاقووة النمطيووة)
واالزدهار في العمل لعدم تحقق الشرط األول من الشروط التي قدمها Baron & Kenny
) (1986والمتمثل في وجوود عالقوة توأثير معنويوة بوين المتغيور المسوتقل والمتغيور الوسويط؛
حيووث اتضووح موون اختبووار الفرضووين الثااامن والعاشاار عوودم معنويووة تووأثير كوول موون متطلبووات
التحدي ،ومتطلبات اإلعاقة النمطية على سلوكيات العمل الفعالة .وبالتالي لن تدخل متطلبات
الوظيفة في اختبار الدور الوسيط لسلوكيات العمل الفعالة.
ج -يمكووون التعووورف علوووى الووودور الوسووويط لسووولوكيات العمووول الفعالوووة باختبوووار الفرضوووين الراباااع،
والسابع ،حيث تم إدخال متغيرات النوع ،والعمر ،والجنسوية ،والحالوة االجتماعيوة ،والرتبوة
العلمية كمتغيرات رقابية ضومن نمووذج االنحودار الهرموي كموا فوي النمووذج األول والمتغيور
التابع هو االزدهوار فوي العمول ،وفوي النمووذج الثواني توم إدخوال سولوكيات العمول الفعالوة موع
وجود المتغيرات الرقابية للتعرف على تأثير تلك السولوكيات علوى االزدهوار فوي العمول .أموا
النمووذج الثالووث وفوي ظوول وجوود المتغيوورات الرقابيوة؛ فقوود توم إدخووال مسوببات االزدهووار فووي
العموول (متمثلووة فووي متغيوورات بيئووة العموول ،ومتغيوورات موووارد الوظيفووة) وذلووك للتعوورف علووى
تأثيرها على االزدهوار فوي العمول كمتغيور توابع ،بينموا فوي النمووذج الرابوع توم إدخوال متغيور
سلوكيات العمل الفعالة كمتغير وسيط مع وجود المتغيرات الرقابية والعوامل المؤثرة؛ وذلك
لمعرفة تأثيرها على االزدهار في العمل كمتغير تابع ،وذلك كما هو موضح في جدول (.)7
20
جدول :7نتائج االنحدار الهرمي المتعدد
الختبار الدور الوسيط لسلوكيات العمل الفعالة بين االزدهار في العمل والعوامل المؤثرة فيه
النموذج الرابع النموذج الثالث النموذج الثاني النموذج األول نماذج التحليل
االزدهار في العمل االزدهار في العمل االزدهار االزدهار المتغير التابع
في وجود متغير وسيط بدون متغير وسيط في العمل في العمل المتغيرات
الرقابية:
0.04 0.02 0.04 0.03 -النوع
0.01 0.02 0.01 0.01 -العمر
0.02 0.03 0.03 0.04 -الجنسية
- 0.01 - 0.03 - 0.02 - 0.02 -الحالة االجتماعية
0.05 0.03 0.03 0.04 -الرتبة العلمية
المستقلة:
0.064 *0.151 -الحرية في اتخاذ القرار
0.059 *0.165 -المشاركة في المعلومات
**0.289 **0.361 -مناخ الثقة واالحترام
*0.162 *0.194 -المعرفة
*0.185 *0.199 -المعنى االيجابي
*0.161 *0.188 -العالقات كمورد
*0.048 *0.172 رأس المال النفسي
الوسيط:
**0.362 **0.415 سلوكيات العمل الفعالة
0.417 0.295 0.184 0.032 قيمة R2
**0.122 **0.263 0.152 0.032 قيمة ∆R2
**21.46 **46.28 **29.78 0.61 اختبار Fلـ ∆R2
*P > 0.05 ، **P >0.01
22
6.6065814 a= 0. 51 المعرفة –
b= 0. 42 السلوكيات –
SEa= 0.06 االزدهار في العمل
SEb= 0.04
حيث:
= aمعامل االنحدار غير المعياري للعالقة بين المتغير المستقل والمتغير الوسيط.
= bمعامل االنحدار غير المعياري للعالقة بين المتغير الوسيط والمتغير التابع.
=SEaالخطأ المعياري لـمعامل االنحدار غير المعياري للعالقة بين المتغير المستقل والمتغير الوسيط.
= SEbالخطأ المعياري لـمعامل االنحدار غير المعياري للعالقة بين المتغير الوسيط والمتغير التابع.
وفي ضوء تلك النتائج يمكن قبول الفرض الرابع الذي ينص على" :تتوسط سلوكيات
العمل الفعالة العالقة بين متغيرات بيئة العمل االجتماعية ،واالزدهار في العمل للمفردات موضع
التطبيق" ،وكذلك الفرض السابع الذي ينص على" :تتوسط سلوكيات العمل الفعالة العالقة بين
متغيرات موارد الوظيفة واالزدهار في العمل للمفردات موضع التطبيق".
تاسعاا :مناقشة النتائج:
استهدف البحث تقديم نموذج مقترح لبعض العوامل المؤثرة في االزدهار في العمل،
والدور الوسيط الذى يمكن أن تؤديه سلوكيات العمل الفعالة في العالقة بين كل من متغيرات
بيئة العمل االجتماعية ،وموارد الوظيفة ،ومتطلبات الوظيفة على االزدهار في العمل .وتوصل
البحث للنتائج اآلتية:
-1أوضحت نتائج اختبار الفرض األول وجود تأثير ايجابى لسلوكيات العمل الفعالة الثالثة
على االزدهار فى العمل ،وتدعم نتائج هذا الفرض افتراضات نموذج االنطمار االجتماعى
الذي قدمته ) ،(Spreitzer et al. 2005وكذلك نتائج العديد من الدراسات التطبيقية على
سبيل المثال ( )Boyd, 2015; Nissen et al. 2012التى أكدت على دور سلوكيات
العمل الفعالة فى خلق شعور االزدهار بالعمل لدى األفراد.
ويمكن تفسير تلك النتيجة بأن تركيز أعضاء هيئه التدريس على مهام عمل محددة وبخاصة
مهامهم التدريسية والبحثية بدالا من إهدار جزء كبير من طاقاتهم فى االجراءات والمهام
غير المتعلقة بوظيفتهم؛ يؤدي إلى ازدياد شعورهم بقدرتهم على تحقيق نتائج العمل
المطلوبة ومن ثم شعورهم بالطاقة والحيوية ورغبة أكثر في تعلم كل ما هو جديد فى عملهم
مثل استخدام أساليب تدريسية جديدة ومتطورة ليتمكنوا من انجاز مهامهم بشكل أفضل،
وهذا يزيد من رغبتهم في االستكشاف وهذا ما أوضحه )(Fried & Ferri1, 1987؛ من
وجود ارتباط ايجابي بين التركيز على المهام واالستكشاف؛ حيث أن التركيز على المهام
يدعم ويعزز السلوكيات االيجابية ،حيث يكون األفراد قادرين على االستكشاف وتجربة
األشياء الجديدة في العمل بدون قيود ،وكذلك التعلم من األخطاء وعالجها ،وبهذا يزداد
لديهم الحيوية والتعلم ،والذي ينعكس ايجابا ا على شعورهم باالزدهار في العمل.
-من ناحية أخرى فإن التواصل اليقظ في تعامل األفراد مع بعضهم البعض بشكل متعاون
تسوده آليات العمل الجماعي بينهم واهتمام الفرد بعمل زمالئه يُشعر العاملين بالحيوية
ويعتمدون على أساليب التعلم الجماعى وتزداد قدرتهم على اكتساب مهارات ومعرفة جديدة
).(Heaphy & Dutton, 2006
23
-2توصلت نتائج اختبار الفرض الثاني إلى وجود تأثير معنوي لعناصر بيئة العمل االجتماعية
على سلوكيات العمل الفعالة للمفردات موضع التطبيق .وتتفق تلك النتيجة مع ما توصل إليه
) ،(Meneghel et al., 2016; Boyd, 2015من وجود تأثير لعناصر بيئة العمل على
ممارسة الفرد لسلوكيات إيجابية في العمل بشكل عام ،ولسلوكيات العمل الفعالة بشكل
خاص .ويمكن تفسير تلك النتيجة من منطلق أن منح حرية اتخاذ القرارات للفرد تزيد من
تركيزه على المهام وقدرته على االستكشاف؛ فعندما تتاح للشخص تلك الحرية يزداد
شعوره باالستقاللية ،وقدرته بالتحكم فى وظيفته والرقابة عليها ،ومعرفة ما الذى يجب عليه
القيام به ،وما الذى يجب عليه عدم القيام به.
-كما تتيح الحرية في اتخاذ القرارات امكانية اختيار الفرد لطرق وأساليب عمله ،وتجربة
طرق وأساليب جديدة ،وربما الرغبة فى تحمل المخاطر من أجل تحسين أدائه لعمله.
وأخيراا ،فإن تلك الحرية تقوى من التواصل اليقظ للفرد ،ويتفق ذلك مع ما توصل
()Ryan & Deci, 2000؛ من أن الحرية في اتخاذ القرارات تشعر الفرد بأهميته فى
المنظمة وأنه عنصر فعال يسهم فى نجاحها؛ مما يجعله مهتما ا ليس فقط بعمله ولكن أيضا ا
بعمل اآلخرين فيزيد اهتمامه بما يقومون به حتى يتمكن الجميع من تحقيق أهداف
المنظمة .ومن ناحية أخرى؛ فإن مشاركة المعلومات على نطاق واسع تعزز من
سلوكيات العمل الفعالة والتي تزيد بدورها من مقدار التعاون وتعزز من التواصل اليقظ
بين العاملين واهتمامهم بالعمل وبمهام بعضهم البعض .كما تمكن المشاركة فى
المعلومات الفرد من التركيز على أداء مهامه وحل المشكالت الخاصة بعمله وفهم تلك
المهام على نطاق واسع ،وتزيد من مهاراته ومن ثم قدرته على التعامل مع األوضاع
غير الروتينية واستكشاف طرق وأساليب جديدة.
-تدعم نتائج الدراسة الحالية في ما يتعلق بمناخ الثقة واالحترام ما توصلت إليه دراسة
)(Laschinger et al., 2001؛ التى أكدت على دور مناخ الثقة واالحترام فى خلق
السلوكيات االيجابية فى العمل ومن بينها سلوكيات العمل الفعالة .حيث يتيح مناخ الثقة
للعاملين ممارسة العمل بسهولة دون الخوف من العواقب المترتبة على تصرفاتهم،
وبالتالى يركز الفرد على مهام وظيفته أكثر ،ويسعى الكتشاف طرق وأساليب عمل
جديدة؛ بل ويشعر بالطمأنينة إلدراكه للدعم الذى سيحصل عليه من الزمالء والرؤساء
سواء أصاب أو أخطأ ،ومن ناحية أخرى يشجع هذا المناخ على االهتمام المتبادل من قبل
الفرد بعمل زمالئه باإلضافة لالهتمام بعمله.
-3توصلت نتائج اختبار الفرض الثالث إلى وجود تأثير معنوي لمتغيرات بيئة العمل
االجتماعية على االزدهار في العمل ،وتدعم تلك النتيجة ما توصلت إليه دراسة & (Lui
)Bern-Klu, 2013؛ التى أكدت على أهمية عنصري الحرية فى اتخاذ القرار،
والمشاركة الواسعة فى اتخاذ القرارات فى خلق االزدهار فى العمل ،حيث يزدهر العاملون
أكثر فى العمل عندما يُمكنوا من اتخاذ القرارات التى تؤثر في عملهم فيزداد شعور األفراد
بالحيوية والطاقة فى العمل وينعكس ايجابا ا على التعلم .وتدعم نتائج الدراسة الحالية الفكرة
التى طرحها ) (Quinn & Dutton, 2005أن حيوية الموظف وقدرته على التعلم يتم
تعزيزهما من خالل عمل الشخص فى مناخ عمل ايجابى ،وتدعم أيضا ا نتائج دراسة
) (Koçak, 2016التى توصلت إلى أن المنظمات التى يتوفر بها مناخ الثقة سواء كانت
24
هذه الثقة فى اإلدارة أو فى الزمالء تزداد فيها بدرجه كبيرة شعور العاملين باالزدهار فى
العمل.
-4توصلت نتائج اختبار الفرض الرابع إلى توسط سلوكيات العمل الفعالة كليا ا العالقة بين كل
من اتخاذ القرارات ،والمشاركة فى المعلومات مع االزدهار فى العمل؛ بينما كان توسط
السلوكيات الفعالة جزئيا ا العالقة بين مناخ الثقة واالحترام مع االزدهار فى العمل ،وتؤكد
هذه النتيجة الفكرة الرئيسية لنموذج االنطمار االجتماعى ((Spreitzer et al., 2005
التي أكدت على أن السلوكيات الفعالة تلعب دورا ا وسيطا ا فى العالقة بين عناصر بيئة العمل
االجتماعية واالزدهار فى العمل.
-5توصلت نتائج اختبار الفرض الخامس إلى وجود تأثير معنوى موجب لموارد الوظيفة على
سلوكيات العمل الفعالة :
-بالنسبة للمعنى االيجابى؛ تتفق تلك النتيجة مع ما توصل إليه ;(May et al., 2004
)Rebeiro et al., 2001؛ بأن المعنى االيجابى للوظيفة يجعل الفرد أكثر قدرة على
التركيز فى العمل؛ حتى فى ظل تعرضه للمشاكل فى عمله ،وأكثر قدرة على الدافعية
والتحفيز والرغبة فى اكتشاف كل ما هو جديد فى العمل واالنشغال بدوره فى العمل .كما
يشجع المعنى االيجابى االستكشاف؛ فعندما يرى العاملون عملهم ذو معنى وأهمية
سيكونون أكثر معرفة بالمشاكل المتعلقة بالعمل وبالتالى البحث عن حلول لها،
واستكشاف أحسنها لتحقيق األهداف ،كما يزيد التفاعل االجتماعى بين العاملين ويكونوا
أكثر دعما ا واستجابة لزمالئهم.
-أما في ما يتعلق بالعالقات كمورد؛ فقد أكدت نتائج الدراسة الحالية ما توصل إليه
) (Carmeli et al., 2009بأن تلك العالقات توفر المناخ الذى يجعل الناس أكثر قدرة
على التركيز على الوظيفة ،حيث تتيح للعاملين فرصة التعبير عن أنفسهم بال خوف من
نتائج هذا التعبير وبالتالى زيادة االستكشاف.
-تؤثر المعرفه ايجابيا ا على سلوكيات العمل الفعالة؛ ألنها تجعل األفراد أكثر تركيزا ا على
وظيفتهم فال يقطع الفرد عمله من أجل الحصول على المعلومات الضرورية؛ بل تكون
فى متناوله ،ومشاركته تلك المعرفة تقوى من عالقات واهتمام العاملين بعضهم البعض
( ،)Carmeli & Gittell, 2009وتفتح المعرفة آفاق التفكير لدى العاملين فتزيد من
عملية االستكشاف ،كما تجعل األشخاص أكثر مساعدة لبعضهم البعض نظرا ا ألنهم
يتشاركون تلك المعرفة ،ويشعرون بترابط مهامهم .وأوضحت نتائج دراسة (Barnett
) & Koslowski, 2002أن المعرفة تساعد على استكشاف طرق جديدة النجاز
مهامهم.
-واخيرا ا بالنسبة لرأس المال النفسى؛ أكدت نتائج الدراسة الحالية ما توصلت إليه دراسة
) (Paterson et al., 2014أن االفراد الذين لديهم رأس مال نفسى مرتفع يكونون أكثر
ممارسة لسلوكيات العمل الفعالة كونهم قادرين على انجاز المهام ألنهم يتسمون بالكفاءة،
ولديهم طرقا ا بديلة النجاز تلك المهام ،ويمتلكون قدرا ا من التفاؤل؛ حيث يرجعون
النواحى االيجابية لهم ،والنواحى السلبيه للظروف وهذا يعزز من قدرتهم على
االستكشاف والتركيز على الوظيفة.
-6توصلت نتائج اختبار الفرضين السادس والسابع إلى وجود تأثير معنوى مباشر لجميع
متغيرات موارد الوظيفة على االزدهار في العمل ،وتوسط سلوكيات العمل الفعالة للعالقة
25
بين موارد الوظيفة واالزدهار في العمل للمفردات موضع التطبيق .حيث تلعب سلوكيات
العمل الفعالة دور الوساطة الجزئية بين جميع متغيرات موارد الوظيفة واالزدهار في
العمل عدا رأس المال النفسى حيث تكون الوساطة كاملة .تدعم هذه النتائج ما توصلت إليه
دراسة ) (Porath & Erez, 2007؛ التى أكدت على وجود عالقة بين موارد الوظيفة
واالزدهار فى العمل حيث تزيد تلك الموارد من فرص التعلم للفرد وتشعره دائما بالحيوية.
-ومن ناحية أخرى تدعم نتائج الدراسة الحالية فكره نموذج )Spreitzer et al. (2005
الذى أكد على توسط سلوكيات العمل الفعالة للعالقة بين موارد الوظيفة واالزدهار في
العمل .كما تدعم تلك النتيجة ما توصلت إليه دراسة ()Nissen et al., 2012؛ التي
طبقت على عينة قوامها ( )121من موظفى الخدمه العامة؛ من أن سلوكيات العمل
الفعالة تتوسط العالقة بين المعنى االيجابى ،والمعرفة كموارد واالزدهار فى العمل ،ومع
ما توصلت إليه دراسة ) (Paterson et al., 2014التى أكدت أيضا ا أن سلوكيات العمل
الفعالة تتوسط العالقة بين رأس المال النفسى واالزدهار فى العمل.
-أوضحت النتائج قبول الفرضين الثامن والتاسع؛ حيث توصلت لوجود تأثير معنوى
موجب لمتطلبات التحدى على االزدهار في العمل ،وتأثير معنوي سالب لمتطلبات
االعاقة النمطية على االزدهار فى العمل .ويمكن تفسير ذلك من منطلق أن وجود تلك
المتطلبات تزيد من التحدي الذى يواجهه أعضاء هيئة التدريس فى عملهم فتخلق لديهم
بالتبعية رغبة أكثر فى اكتساب المزيد من المعرفة والتعلم ،وتزيد كذلك من شعورهم
بالحيوية حيث يشعرون بأنهم يؤدون عمال غير روتينى .وتختلف نتيجة الدراسة الحالية
مع ما توصلت إليه دراسة )(Prem et al., 2016؛ التى أوضحت أن متطلبات التحدى
وبصفة خاصة ضغط الوقت ،ومتطلبات التعلم تؤثر بشكل مختلف على مكونى
االزدهار؛ حيث تؤثر ايجابا ا على التعلم ،بينما تؤثر سلبا ا على الحيوية نتيجة ألنها تخلق
نوعا ا من الضغوط على األفراد في العمل.
-7اتفقت نتائج الدراسة الحالية جزئيا ا مع ما توصلت إليه دراسة ) (Cullen et al., 2015فى
وجود تأثير سالب لغموض الدور كأحد عناصر متطلبات االعاقة النمطية على االزدهار في
العمل ،واختلفت معها في ما يتعلق بعبء الدور؛ فبينما أوضحت نتائج الدراسة الحالية
وجود تأثير موجب لزيادة عبء الدور على االزدهار ،وجد على العكس من ذلك في دراسة
) (Cullen et al., 2015أن التأثير كان سالبا ا لعبء الدور عل االزدهار في العمل.
-8أخيراا ،أوضحت نتائج الدراسة الحالية عدم قبول الفروض الثامن والعاشر والثاني عشر؛
بما يؤكد وجود العالقة المباشرة فقط بين متطلبات الوظيفة واالزدهار في العمل ،وعدم
توسط سلوكيات العمل الفعالة لتلك العالقة.
عاشراا :التوصيات:
في ضوء ما تم التوصل إليه من نتائج ؛ تقدم الباحثة بعض التوصيات التي يمكن بموجبها
تحسين االزدهار في العمل ألعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية بما يعود بالفائدة على
أعضاء هيئة التدريس ،والجامعات ،والعملية التعليمية في المجمل ،ومن ثم على المجتمع
السعودي .ويمكن تقسيم تلك التوصيات إلى مجموعتين ؛ األولى منها موجهة للقائمين على إدارة
الجامعات السعودية موضع التطبيق ،واألخرى موجهة ألعضاء هيئة التدريس بتلك الجامعات؛
وذلك على النحو اآلتي :
26
التوصيات الموجهة للقائمين على إدارة الجامعات السعودية موضع التطبيق: (أ)
ضرورة منح عضو هيئة التدريس الحرية الكاملة في أداء مهام عمله في الجامعة سواء -1
ما يتعلق باختيار المراجع العلمية التي يمكن الرجوع إليها ،أو ما يخص آليات وطرق
التدريس المختلفة لتوصيل المعلومات أو المهارات المراد اكسابها للطالب والطالبات،
وكذلك منحه الصالحيات التامة في وضع االختبارات لألعمال الفصلية أو لنهاية الفصل
الدراسي ،وتقويم الطالب والطالبات وغيرها.
نشر مناخ الثقة واالحترام سواء بين أعضاء هيئة التدريس أو بين اإلدارة (جامعة -كلية- -2
قسم) وأعضاء هيئة التدريس؛ وبحيث يلتزم كل طرف بتعهداته تجاه الطرف اآلخر
بالشكل الذي يحقق منظمومة جامعية حاضنة للبحث والتطوير ،والتعليم ،بل والشراكة
مع المجتمع بشكل عام بما يخدم جميع األطراف ذات المصلحة.
عقد المزيد من المؤتمرات والندوات وورش العمل والفعاليات العلمية في مختلف -3
التخصصات ليشارك فيها أعضاء التدريس ،وأن يدعى خبراء من خارج المملكة من
المتميزين على مستوى العالم لنقل خبراتهم وتجاربهم لتتحقق االستفادة لعضو هيئة
التدريس والجامعة ،وبخاصة أن هذا الجانب يشعرهم بقيمة وأهمية عملهم وما يقدمونه
سواء على المستوى األكاديمي أو الشخصي أو المؤسسي أو حتى على المستوى الوطني.
تقليل العبء التدريسي لعضو هيئة التدريس لكي ال يشعر بضغط الوقت ،أو بكثرة المهام -4
الملقاة على عاتقه خاصة في ظل قلة عدد أعضاء هيئة التدريس مما يترتب عليه تحملهم
عبء الساعات االضافية التي تتطلب مزيدا ا من الجهد البدني والنفسي من الفرد.
(ب) التوصيات الموجهة ألعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية موضع التطبيق:
-1يجب أن يتبادل ويتشارك أعضاء هيئة التدريس المعلومات المتوافرة لديهم في ما يتعلق
بآليات البحث العلمي ،وبالعملية التدريسية وأدواتها ،واستعراض كل ما هو جديد في
مجاالت التخصص بالشكل يفيد الجميع ؛ ألن ذلك يحسن من مناخ العمل ويشجع العضو
على االبداع واالبتكار على المستوى الفردي والجماعي وبخاصة في ظل األخذ بمفهوم
فرق العمل البحثية في تخصص واحد أو عدد من التخصصات.
-2يجب على أعضاء هيئة التدريس مساعدة بعضهم البعض في شتى المجاالت سواء
المتعلقة بالبحث العلمي أو التدريس أو كيفية استيعاب الطالب أو الطالبات والتعامل
طلب ذلك – ألن هذا يُحسن من معهم ،بل والمساعدة في حل المشكالت الشخصية – إن ُ
مناخ العمل ،ويشعر أعضاء هيئة التدريس بأنهم أسرة واحدة يحرص الجميع على يكون
أفرادها في احسن حال ؛ حيث ينعكس ذلك ايجابا ا على األداء الفردي والجماعي ومن ثم
األداء المؤسس للجامعات موضع التطبيق.
حادي عشر :مقترحات لبحوث مستقبلية:
ركز هذا البحث على العوامل المؤثرة في االزدهار في العمل ؛ آخذا ا في االعتبار الدور
الوسيط الذي تلعبه سلوكيات العمل الفعالة بالتطبيق على الجامعات السعودية بمدينة الرياض ،
ولعل هذا الموضوع يحتاج إلى مزيد من الدراسات في المستقبل؛ لعل من بينها اآلتي:
-1تم التركيز على بعض العوامل المؤثرة كمسببات لالزدهار في العمل متمثلة في
متغيرات بيئة العمل ،وموارد الوظيفة ،ومتطلبات الوظيفة .ولذا يقترح دراسة دور
27
والعاطفة، والعاطفة االيجابية،بعض المتغيرات األخرى مثل خصائص الشخصية
.السلبية ألعضاء هيئة التدريس في الجامعات على االزدهار في العمل
اهتمت الدراسة الحالية بالعوامل المؤثرة والدور الوسيط لسلوكيات العمل الفعالة-2
ومن ثم يقترح دراسة تقديم.دون التطرق للنتائج المترتبة على االزدهار في العمل
.نموذج مقترح متكامل لمسببات ونتائج االزدهار في العمل
تركزت الدراسة التطبيقية على أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية بمدينة-3
ومن ثم يقترح دراسة االزدهار في العمل في الجامعات السعودية والعربية.الرياض
ويقترح كذلك التطبيق في منظمات أخرى سواء،بشكل عام وإجراء المقارنة بينها
صناعية أو تجارية أو، حكومية أو غير حكومية،هادفة للربح أو غير هادفة للربح
.خدمية وغيرها
قائمة المــــــراجع
: المراجع العربية:أوالا
، المكتبوة األكاديميوة، بحاوث التساويق للتخطايط والرقاباة واتخااذ القارارات.(2002). محمود صوادق، بازرعة-
. مصر،القاهرة
.) هـ1436 – 1435( العام الجامعي، المملكة العربية السعودية،الموقع الرسمي لوزارة التعليم-
: المراجع األجنبية:ثانياا
- Avey, J.B., Reichard, R.J., Luthans, F., & Mhatre, K.H. (2011). Meta-analysis of the
impact of positive psychological capital on employee attitudes, behaviors, and
performance. Human Resource Development Quarterly, 22(2), 127–152.
- Bandura, A. (2001). Social Cognitive Theory: An agentic perspective. Review of
Psychology,52(1), 1-26.
- Barnett, S. M., & Koslowski, B. (2002). Adaptive expertise: Effects of type of
experience and the level of theoretical understanding it generates. Thinking and
Reasoning, 8, 237–267.
- Baron, R. M., & Kenny, D. A. (1986). The moderator-mediator variable distinction in
social psychological research: Conceptual, strategic, and statistical considerations.
Journal of Personality and Social Psychology, 51, 1173-1182.
- Baumeister, R. F., & Leary, M. R. (1995). The need to belong: Desire for
interpersonal attachments as a fundamental human motivation. Psychological
Bulletin, 117, 3,497–529
- Bell, B. S., & Kozlowski, S. W. J. (2008). Active learning: Effects of core training
design elements on self-regulatory processes, learning, and adaptability. Journal of
Applied Psychology, 93, 296–316.
- Boyd,N.B.( 2015) Introducing thriving at work to the field of community
psychology, Journal of Community Psychology, 43(6), 794–809.
- Brown, S. P., Westbrook, R. A., & Challagalla, G. (2005). Good cope, bad cope:
Adaptive and maladaptive coping strategies following a critical negative work
event. Journal of Applied Psychology, 90, 792–798
- Bunderson , J. S., & Sutcliffe, , K. M. (2002). Comparing alternative
conceptualizations of functional diversity in management teams: Process and
28
performance effects. Academy of Management Journal, 45, 875-893.
- Carmeli, A., & Gittell, J. H. (2009). High-quality relationships, psychological safety,
and learning from failures in work organizations. Journal of Organizational
Behavior, 30, 709–729
- Carmeli, A., & Spreitzer, G. (2009). Trust, connectivity, and thriving: Implications
for innovative behaviors at work. Journal of Creative Behavior, 43 (3), 169-191.
- Carmeli, A., Ben-Hador, B., Waldman, D. A., & Rupp, D. E. (2009). How leaders
cultivate social capital and nurture employee vigor: Implications for job
performance. Journal of Applied Psychology, 94, 1553–1561.
- Carver, C. S. (1998). Resilience and thriving: Issues, models, and linkages. Journal
of Social Issues, 54, 245-266.
- Coyle, D., Edwards, D., Hannigan, B., Fothergill, A., & Burnard, P. (2005). A
systematic review of stress among mental health social workers. International
Social Work, 48, 201–211
- Crawford, E. R., LePine, J. A., & Rich, B. L. (2010). Linking job demands and
resources to employee engagement and burnout: A theoretical extension and meta-
analytic test. Journal of Applied Psychology, 95 , 834–848
- Cullen, KL, Gerbasi, AM and Chrobot-Mason, D. (2015). Thriving in Central
Network Positions: The Role of Political Skill Journal of Management.
https://doi.org/10.1177/0149206315571154
- Daniels, K., Boocock, G., Glover, J., Hartley, R., & Holland, J. (2009). An
experience sampling study of learning, affect, and the demands control support
model. Journal of Applied Psychology, 94, 1003–1017
- Dawkins, S., Martin, A., Scott, J., & Sanderson, K. (2013). Building on the positives:
A psychometric review and critical analysis of the construct of psychological
capital. Journal of Occupational and Organizational Psychology, 86(3), 348–
370.
- Diener, E., & Seligman, M. E. P. (2004). Beyond money: Toward an economy of
well-being. Psychological Science in the Public Interest, 5, 1–31.
- Druskat, V. U., & Pescosolido, A. T. (2002). The content of effective teamwork
mental models in self-managing teams: Ownership, learning and heedful
interrelating. Human Relations, 55, 283–314
- Durham, C., Locke, E., Poon, J., & McLeod, P. 2000. Effects of group goals and time
pressure on group efficacy, information seeking strategy, and performance. Human
Performance, 13: 115–138.
- Frese, M. (1999). Social support as a moderator of the relationship between work
stressors and psychological dysfunctioning: A longitudinal study with objective
measures. Journal of Occupational Health Psychology, 4, 179–192.
- Fried, Y. & Ferris, G.R. (1987). The validity of the job characteristics model: A
review and meta-analysis. Personnel Psychology, 40, 281-322
- Heaphy,E.,&. Dutton J.(2006) Embodying social interactions: integrating physiology
into the study of positive connections and relationships at work , Academy of
Management Review, 33 (1), 137–162
29
- Huff, L.,& Kelley, L., 2003. Levels of Organizational Trust in Individualist Versus
Collectivist Societies: A Seven-Nation Study. Organization Science, January-
February, 14(1), 81-90.
- Kahn, W. A. (1990). Psychological conditions of personal engagement and
disengagement at work. Academy of Management Journal, 33, 6,692–724.
- Karasek, R. A. (1985). Job Content Questionnaire and User’s Guide. Los Angeles:
Department of Industrial and Systems Engineering, University of Southern
California
- Kashdan, T. B., Rose, P., & Fincham, F. D. (2004). Curiosity and exploration:
Facilitating positive subjective experiences and personal growth opportunities.
Journal of Personality Assessment, 82, 291–305.
- Keith, N., & Frese, M. (2005). Self-Regulation in error management training:
Emotion control and meta cognition as mediators of performance effects. Journal
of Applied Psychology, 90, 677–691.
- Kim, H., & Stoner, M. (2008). Burnout and turnover intention among social
workers: Effects of role stress, job autonomy and social support. Administration in
Social Work, 32(3), 5–25.
- Koçak,o.(2016). How to Enable Thriving at Work through Organizational Trust,
Research in Business and Social Science,5(4), 40-52.
- Laschinger, H.K.S., J. Finegan and J. Shamian. 2001. The Impact of Workplace
Empowerment and Organizational Trust on Staff Nurses' Work Satisfaction and
Organizational Commitment. Health Care Management Review, 26(3), 7-23.
- Lenton, A., M. Bruder, L. Slabu, and C. Sedikides. 2013. How Does ‘Being Real’
Feel? The Experience of State Authenticity. Journal of Personality, 81 (3), 276–
289.
- LePine, J. A., Podsakoff, N. P., & LePine, M. A. (2005). A meta-analytic test of the
challenge stressor– hindrance stressor framework: An explanation for inconsistent
relationships among stressors and performance. Academy of Management
Journal, 48, 764–775.
- Liu, J., and Bern-Klug, M. (2013). Nursing home social services directors who report
thriving at work. Journal of Gerontological Social Work, 56(2), 127–145.
- Luthans, F., Avolio, B. J., Avey, J. B., & Norman, S. M. (2007). Positive
psychological capital: Measurement and relationship with performance and
satisfaction. Personal Psychology, 60, 541-572.
- Maslach, C. (2003). Job burnout: New directions in research and intervention.
Current Directions in Psychological Science, 12, 189–192.
- May, D.R. Gilson, R.L. and Harter, L.M. (2004). The psychological conditions of
meaningfulness, safety and availability and the engagement of the human spirit at
work, Journal of Occupational and Organisational Psychology, 77, 11-37.
Meneghel, I., Borgogni, L., Miraglia, M., Salanova, M., & Martinez, I. M. (2016).
From social context and resilience to performance through job satisfaction: A
multilevel study over time. Human Relations, 69(11), 2047-2067.
30
- Morgeson, F. P., & Humphrey, S. E. (2006). The Work Design Questionnaire
(WDQ): Developing and validating a comprehensive measure for assessing job
design and the nature of work. Journal of Applied Psychology, 91, 1321-1339.
- Niessen, C., Sonnentag, S., & Sach, F. (2012). Thriving at work—A diary
study. Journal of Organizational Behavior, 33, 468-487
- Nix, G, Ryan, R. M., Manly, J. B., & Deci, E. L., (1999). Revitalization through self-
regulation: The effects of autonomous and controlled motivation on happiness and
vitality. Journal of Experimental Social Psychology, 25, 266-284.
- Orvis, K. A., Fisher, S. L., & Wasserman, M. E. 2009. Power to the people: Using
learner control to improve trainee reactions and learning in web-based instructional
environments. Journal of Applied Psychology, 94(4), 960-971.
- Pakenham, K. I., Chiu, J., Burnsall, S., & Cannon, T. (2007). Relations between
social support, appraisal and coping and both positive and negative outcomes in
young careers. Journal of Health Psychology, 12(1), 89–102.
- Paterson, T.A., Luthans, F. and Jeung, W. (2014). Thriving at work: Impact of
psychological capital and supervisor support, Journal of Organizational Behavior,
35(3), 434– 446.
- Paulsson, K., Ivergård, T., & Hunt, B. (2005). Learning at work: competence
development or competence-stress. Applied Ergonomics, 36, 135-144.
- Porath, C, Spreitzer, G, Gibson, C & Garnett, FG. (2012). Thriving at work: Toward
its measurement, construct validation, and theoretical refinement. Journal of
Organizational Behavior, 33(2), 250-271.
- Porath, C. L., & Erez, A. (2007). Does rudeness really matter? The effects of
rudeness on task performance and helpfulness. Academy of Management Journal,
50, 1181–1197
- Prem,R., Ohly,S., Kubicek,B.& Korunka,C., (2016) Thriving on challenge stressors?
Exploring time pressure and learning demands as antecedents of thriving at work,
Journal of Organizational Behavior , DOI: 10.1002/job.2115
- Quinn, R. W. & Dutton, J. E. (2005). Coordination as Energy-in-Conversation: A
Process Theory of Organizing. Academy of Management Review, 30(1): 36-5.
- Rebeiro, K. L., Day, D. G., Semeniuk, B., O’Brien, M. C., & Wilson, B. (2001).
Northern initiative for social action: An occupation-based mental health program.
American Journal of Occupational Therapy, 55, 493-500
- Rhoades, L., & Eisenberger, R. (2002). Perceived organizational support: A review
of the literature. Journal of Applied Psychology, 87, 698-714.
- Rizzo, J., House, R., & Lirtzman, S. (1970). Role conflict and ambiguity in complex
organizations. Administrative science quarterly, 150-163.
http://dx.doi.org/10.2307/2391486
- Rothbard, N. P. (2001). Enriching or depleting? The dynamics of engagement in
work and family roles. Administrative Science Quarterly, 46, 655–684
- Ryan, R. M., & Deci, E. L. (2000). Self-determination theory and the facilitation of
intrinsic motivation, social development, and well-being. American Psychologist,
55, 68–78.
31
- Schaufeli, W.B. & Taris, T.W. (2005). The conceptualization and measurement of
burnout: Common ground and worlds apart. Work and Stress, 19, 256-262.
- Schaufeli, W.B. and Bakker, A.B. (2004). Job demands, job resources, and their
relationship with burnout and engagement: a multi-sample study, Journal of
Organizational Behavior, 25(1), 293-315.
- Spector, P. E., & Jex, S. M. (1998). Development of four self-report measures of job
stressors and strain: Interpersonal conflict at work scale, organizational constraints
scale, quantitative workload inventory, and physical symptoms inventory. Journal
of Occupational Health Psychology, 3, 356-367.
- Spreitzer, G. M. (1996). Social structural levers to individual empowerment in the
workplace. Academy of Management Journal, 39(4),483-504.
- Spreitzer, G., C. Porath, and C. Gibson. (2012). Toward Human Sustainability: How
to Enable More Thriving at Work. Organizational Dynamics, 41 (2), 155–162.
- Spreitzer, G.M. (1995). An empirical examination of a comprehensive model of
psychological empowerment in the workplace. American Journal of Community
Psychology, 23(5), 601-629.
- Spreitzer, G.M., Sutcliffe, K., Dutton, J.E., Sonenshein, S. and Grant, A.M.( 2005) A
socially embedded model of thriving at work’, Organization Science of, 16 (5),
537–50.
- Van den Broeck, A., De Cuyper, N., De Witte, H., & Vansteenkiste, M. (2010). Not
all demands are equal: Differentiating job hindrances and job challenges in the job
demands-resources model. European Journal of Work and Organizational
Psychology, 19 , 735–759
- Wallace J.C., Butts M.M., Johnson P. D., Stevens F.G and Smith M.B., (2013). A
multilevel model of employee innovation: understanding the effects of regulatory
focus, thriving, and employee involvement climate. Journal of Management,
20(10), 1-23.
32