Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة السادسة
المدارس الفكرية اإلدارية
ثانيًا :المدرسة اإلدارية السلوكية
الشك أن المدير الناجح هو الذي يستطيع أن يجعل سلوك العاملين مع معه يتطابق مع
السلوك الذي يريد سواء أكان في مجال العمل أوفي مجال التعامل اآلخرين .وللوصول إلى ذلك
البد له من دراسة ومعرفة سلوك العاملين معه حتى يتمكن من التعامل بنجاح معهم إليه وهذا م ا
دعت إليه مدارس الفكر السلوكي .
جاءت هذه المدرسة كردة فعل على أفكار المدرسة التقليدية لقصورها في عدم االهتمام
بالعنص ر االنس اني عن د تط بيق أفك ار المدرس ة التقليدي ة في الواق ع العملي عج زت عن تحقي ق
الكفاءة واالنسجام في بيئة العمل .لذلك استمرت المشاكل التي تواجه المنظمات لعدم تصرف
الع املين في كثيٍر من األحيان كما هو متوقع .وركزت على مساعدة المديرين ليصبحوا أكثر
كف اءة .إهتمت المدرس ة الس لوكية بـدراسة وتحلي ل س لوك االف راد والجماع ات في المنظم ة
باستخدام المنهج العلمي في البحث بهدف مساعدة المدراء لفهم هذا السلوك ليكونوا قادرين على
تعديل ه وتغي يره بم ا يحق ق أه داف المنظم ة .ينتمي رواد ه ذه المدرس ة لعلم النفس وعلم النفس
اإلجتماعي وعلم اإلجتماع .
ويع د الع الم Alton Mayoأح د أهم رواد مدرس ة العالق ات اإلنس انية ،إذ إهتم م ايو
بدراسة اإلدارة من حيث تأثيرها على إنتاجية العاملين ،وقد عارض آراء تايلور التي تقول أن
الحافز المادي واإلقتصادي هو أهم حوافز اإلنتاج ،إذ يرى مايو أن العوامل النفسية والعاطفية
أكثر تأثيرًا على اإلنتاجية من العوامل المادية ،كما أكد على أهمية إشتراك العاملين في صياغة
وتنظيم العم ل وإ دارت ه .لق د تم يزت دراس اته بالط ابع اإلنس اني واإلهتم ام ب الظروف المحيط ة
بالعمل وتهيئة مناخ مالئم يساعد على اإلنتاج .
ق ام ألت ون م ايو ومجموع ة من زمالئ ه بمجموع ة من التج ارب خالل الم دة (-1927
)1932في ش ركة ويس ترن ألكتري ك في مص انع الهوث ورن في الوالي ات المتح دة لمعرف ة ت أثير
العوام ل المادي ة والطبيعي ة على انتاجي ة العام ل .وإ مت دت التج ارب لخمس مراح ل .ومن أهم
نتائج تجارب هوثورن ما يأتي :
المنظمة نظام اجتماعي وفني ويحدد هذا النظام أدوار ومعايير لسلوك األفراد قد تختلف أ.
عن معايير وأدوار التنظيم الرسمي ،وهي تؤثر على انتاجية االفراد .
يمكن إث ارة دواف ع األف راد الع املين ب الحوافز المادي ة والمعنوي ة ،وتحقي ق حاج اتهم ب.
اإلجتماعية والنفسية (كالتقدير واإلعتراف باإلنجاز والقبول من الغير) .
تؤدي الجماعات غير الرسمية دورًا مهمًا في تحديد إتجاهات الفرد وأدائه . ت.
توجد عالقة ايجابية بين اسلوب االشراف الديمقراطي وإ نتاجية العامل . ث.
لقد درست Mary Parker Folletاإلدارة بوصفها نشاط إنساني يتضمن مجموعة من
العالق ات المتداخل ة بين مجموع ات من البش ر ،وال ب د من التعام ل م ع ه ؤالء األف راد بطريق ة
إنس انية من أجل إشباع حاج اتهم وأه دافهم المختلفة .وض عت أسس دراسة ديناميكي ة الجماعة
وركزت على الجماعات .ووضعت أسس إلدارة الصراعات التنظيمية ،كما إهتمت بمشاركة
األفراد بالسلطة ،والتعاون واإلتصال والتنسيق بين االفراد في المنظمة .وأبرزت دور التنسيق
وأهميته لفعالية اإلدارة وكفاءتها ،لذلك فقد وضعت مبادئ تعد األساس للتنسيق السليم .
وعلى ال رغم من ك ون م اري ب اركر تنتمي إلى ف ترة اإلدارة العلمي ة إال أنه ا عاص رت
مدرس ة العالق ات اإلنس انية تتلخص فلس فتها في أنن ا نج د اإلنس ان الحقيقي من خالل المجموع ة
ال تي ينتمي إليه ا ،أي أن اإلنس ان يج ذ طبيع ة الحقيق ة وح ر يت ه من خالل نش اط المجموع ة ال تي
وعض و فيه ا فق ط فهي تعتق د أن الف رد ال يج د نفس ه أال من خالل المجموع ة ورأت أن في
التكام ل بين األف راد حال لكاف ة المش كالت ولتحقي ق ذل ك يجب على اإلدارة العلي ا في المنظم ة أن
تعي د النظ ر في مفه وم الس لطة والق وة ب أن تجعله ا الس لطة أو الق وة م ع الع املين وليس عليهم
وتركزت فلسفتها على ما يأتي:
مبدأ معالجة الصراعات من خالل إيجاد مصالح متكاملة لألطراف المتصارعة والتركيز أ.
عليها بواسطة الحوار والمشاركة في إيجاد الحلول
إطاعة القوانين واألنظمة والتعليمات التي يفرضها الموقف وليس الشخص المدير . ب.
بن اء العملي ات النفس ية الض رورية لتحقي ق األه داف من خالل جه ود التنس يق واإليص ال ت.
وتبقى نظ رة ش مولية للمنظم ة لتش جيع العم ل الجم اعي لمواجه ة كاف ة المش كالت ال تي
تعترض المنظمة.
القي ادة حس ب م اري ب اركر ليس ت مبني ة على الق وة ولكن على الت أثير المتب ادل بين القائ د ث.
ومن يتبعه في ضوء الموقف ولذلك البد من تكامل األهداف بين الع املين واإلدارة العلي ا.
وقد ركزت مع Chester Barnarduعلى ضرورة العمل لتحديد أبعاد القيادة المهنية
والخلقية في اإلدارة لكي تزيد فعالية عمل المنظمات ورفاه من يعمل فيها.
- 2جستر برنارد
إن األساس الذي إعتمده برنارد هو أن االفراد يختلفون في درجة اسهاماتهم في المنظمة
لبل وغ اه دافها ،ومن ثم ف إن على المنظم ات أن تج د الطرائ ق المناس بة ال تي ت ؤمن من خالله ا
رغب ة الع املين في التع اون إلنج از أه داف المنظم ة ،إذ ان التع اون ه و أس اس التنظيم وإ ن
الح وافز المادي ة ليس ت الطريق ة الوحي دة لض مان تحقي ق ه ذا التع اون ،له ذا يتض ح إن فاعلي ة
الس لطة المس تخدمة من قب ل القائ د تعتم د على م دى قب ول تل ك الس لطة من قب ل الع املين وم دى
رغبتهم في التعاون .