You are on page 1of 6

‫محاضرات في مادة " تاريخ الفكر اإلداري "‬

‫للمرحلة الثانية ‪ /‬الكورس الثاني‬


‫قسم اإلدارة العامة‬
‫كلية اإلدارة واالقتصاد – جامعة ديالى‬
‫المدرس ‪ /‬حيدر شاكر نوري‬
‫المصادر ‪:‬‬
‫‪ )1‬البرزنجي‪ ،‬حيدر شاكر نوري‪ .‬والهواس‪22‬ي‪ ،‬محم‪22‬ود حس‪22‬ن جمع‪22‬ة ‪ " .‬مب‪22‬ادئ االدارة الحديث‪22‬ة‬
‫" ‪ .‬مطبعة ابن العربي‪ ،‬العراق ‪. 2104 .‬‬
‫‪ )2‬الشماع ‪ ،‬خليل محم‪2‬د ‪ " .‬مب‪2‬ادئ اإلدارة ‪ ،‬م‪2‬ع الترك‪2‬يز على إدارة األعم‪2‬ال " ‪ .‬دار المس‪2‬يرة‬
‫للنشر والتوزيع والطباعة ‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬عمان األردن ‪. 2007 .‬‬
‫‪ )3‬بشير العالق (‪ ". )2008‬مبادئ اإلدارة "‪.‬دار اليازوري العلمي‪22‬ة للنش‪22‬ر والتوزي‪22‬ع‪ ،‬عم‪22‬ان –‬
‫األردن‪.‬‬
‫‪ )4‬حس‪22‬ين ح‪22‬ريم (‪ ". )2009‬مب‪22‬ادئ اإلدارة الحديث‪22‬ة ‪ :‬النظري‪22‬ات‪ ،‬العملي‪22‬ات اإلداري‪22‬ة‪ ،‬وظ‪22‬ائف‬
‫المنظمة "‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان – األردن ‪.‬‬

‫المحاضرة السادسة‬
‫المدارس الفكرية اإلدارية‬
‫ثانيًا ‪ :‬المدرسة اإلدارية السلوكية‬
‫الشك أن المدير الناجح هو الذي يستطيع أن يجعل سلوك العاملين مع معه يتطابق مع‬
‫السلوك الذي يريد سواء أكان في مجال العمل أوفي مجال التعامل اآلخرين ‪.‬وللوصول إلى ذلك‬
‫البد له من دراسة ومعرفة سلوك العاملين معه حتى يتمكن من التعامل بنجاح معهم إليه وهذا م ا‬
‫دعت إليه مدارس الفكر السلوكي ‪.‬‬
‫جاءت هذه المدرسة كردة فعل على أفكار المدرسة التقليدية لقصورها في عدم االهتمام‬
‫بالعنص ر االنس اني عن د تط بيق أفك ار المدرس ة التقليدي ة في الواق ع العملي عج زت عن تحقي ق‬
‫الكفاءة واالنسجام في بيئة العمل ‪ .‬لذلك استمرت المشاكل التي تواجه المنظمات لعدم تصرف‬
‫الع املين في كثيٍر من األحيان كما هو متوقع ‪ .‬وركزت على مساعدة المديرين ليصبحوا أكثر‬
‫كف اءة ‪ .‬إهتمت المدرس ة الس لوكية بـدراسة وتحلي ل س لوك االف راد والجماع ات في المنظم ة‬
‫باستخدام المنهج العلمي في البحث بهدف مساعدة المدراء لفهم هذا السلوك ليكونوا قادرين على‬
‫تعديل ه وتغي يره بم ا يحق ق أه داف المنظم ة ‪ .‬ينتمي رواد ه ذه المدرس ة لعلم النفس وعلم النفس‬
‫اإلجتماعي وعلم اإلجتماع ‪.‬‬

‫ويوجد إتجاهان فكريان لهذه المدرسة ‪:‬‬

‫أوًال ‪ :‬مدخل العالقات االنسانية ‪Human Relations Approach‬‬


‫في حين أن منظري الفكر الكالسيكي انصب على هيكل والية عمل المنظمات ‪ .‬انصب‬
‫فكر مدرسة العالقات اإلنسانية على العنصر البشري في المنظمة ‪.‬وعلى خالف منظري الفكر‬
‫الكالس يكي ال دين ك انوا م دراء ممارس ين واعتم دوا على خ برتهم وتج اربهم الشخص ية في وض ع‬
‫نظري اتهم ف إن منظ ري العالق ات اإلنس انية ك انوا من م دراء ممارس ين واعتم دوا على خ براتهم‬
‫الشخص ية في وض ع نظري اتهم ف إن منظ ري العالق ات اإلنس انية ك انوا من األك اديميين وعلم اء‬
‫االجتماع والنفس والسلوك حيث ركزوا اهتماماتهم على تحفيز الفرد ودراسة سلوك المجموعة‬
‫ومفهوم القيادة ‪.‬‬
‫ش كل ه ذا الم دخل بداي ة نش وء المدرس ة الس لوكية ورك ز على كيفي ة تعام ل الم دير م ع‬
‫المرؤوسين وإ براز أهمية الفرد وأهدافه وتوقعاته ‪ .‬ومن أهم رواد مدخل العالقات االنسانية في‬
‫المدرسة اإلنسانية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬روبرت اوين ( ‪) 1808 – 1771‬‬
‫كان روبرت اوين مديرا ناجحا في عدة مصانع للنسيج بإسكتلندا في أوائل القرن التاسع‬
‫عشر وفي ذلك الوقت كانت ظروف العمل والمعيشة للعاملين سيئة للغاية وساعات العمل في‬
‫حدود ثرثرة عشر ساعة يومي ًا مع استخدام الصبية دون العاشرة للعمل داخل المصنع ‪ ،‬وكان‬
‫اوين يرى أن وظيفة المدير هي إعادة تشكيل هذه الظروف حيث بدا في تحسين ظروف العمل‬
‫والبناء مساكن أفضل للعاملين ومتجر للبيع السلع بأثمان رخيصة كما خفض ساعات العمل الى‬
‫أق ل من عش ر س اعات يومي ا م ع رفض تش غيل الص بية دون العاش رة ‪ ،‬ومن ذل ك يتض ح أن‬
‫روب رت اوين ك ان يهتم بالج انب اإلنس اني لإلف راد الع املين ‪ ،‬بينم ا زمالئ ه الم ديرين ك انوا‬
‫يستثمرون أموالهم من إجراء التحسينات التكنولوجية ‪ ،‬وقد ركز اوين على أن األفضل استثمار‬
‫للمدير هو في العاملين أنفسهم وما أطلق عليه " اآلالت الحية " على أساس أن وتفسر ظروف‬
‫المناسبة لألفراد واالهتمام بهم سوف يؤدي بالضرورة إلى زيادة اإلنتاج واألرباح ‪.‬‬
‫وق د ح اول اوين توض يح فكرت ه من خالل مقارن ة اآلالت ب األفراد حيث ذك رت أن‬
‫المحافظ ة على اآلالت وص يانتها ي ؤدي إلى زي ادة انتاجته ا واالحتف اظ به ا في حال ة العم ل لم دة‬
‫أطول فإذا كان هذا القول صحيحا بالنسبة لآلالت الصماء فانه يكون أمرا طبيعيا بالنسبة لآلالت‬
‫الحية واآلالت اآلدمية وقد طبق اوين هذه األفكار داخل مصانعه وكان نتيجة هذا التحقيق أكثر‬
‫من ‪ 76‬عائد على األموال التي كان ينفذها ‪.‬‬
‫وعلى ال رغم من أن العدي د من المنظ رين يعت برون اوين كت اب الس ابقين على ظه ور‬
‫اإلدارة العلمي ة إال أن إس هاماته كنت بمثاب ة اإلن ذار المك بر بنت ائج تج ارب المورث ون ال تي س يتم‬
‫اإلش ارة إليه ا الحق ا والى ج انب اهتمام ه ب األفراد داخ ل التنظيم فق د ق دم مجموع ة من إج راءات‬
‫العمل التي تؤدي إلى زيادة اإلنتاجية ‪ ،‬فعلى سبيل المثال فقد تم ترتيب عمل الفرد حسب انج ازه‬
‫على أساس يومي وبصورة معروفة لكل األفراد حيث اعتقد وين أن هذه اإلجراءات ال يساعد‬
‫الم دير فق ط على التع رف على الم واطن الض عف ب ل ي ؤدي إلى ن وع من المنافس ة بين الع املين‬
‫ومن ثم يزي د من رغب ة األف راد على أداء المتم يز ‪.‬ويطب ق ه ذا اإلج راء في تنظيمه ا المعاص رة‬
‫حيث أن اإلعالن عن أرق ام المبيع ات واإلنت اج في الملص قات داخ ل الش ركة يتب ع نفس المب ادئ‬
‫السيكولوجية التي يعتمد عليها هذا اإلجراء ‪.‬‬
‫‪ - 2‬جورج التون مايو (‪)1949 - 1880‬‬

‫ويع د الع الم ‪ Alton Mayo‬أح د أهم رواد مدرس ة العالق ات اإلنس انية ‪ ،‬إذ إهتم م ايو‬
‫بدراسة اإلدارة من حيث تأثيرها على إنتاجية العاملين ‪ ،‬وقد عارض آراء تايلور التي تقول أن‬
‫الحافز المادي واإلقتصادي هو أهم حوافز اإلنتاج ‪ ،‬إذ يرى مايو أن العوامل النفسية والعاطفية‬
‫أكثر تأثيرًا على اإلنتاجية من العوامل المادية ‪ ،‬كما أكد على أهمية إشتراك العاملين في صياغة‬
‫وتنظيم العم ل وإ دارت ه ‪ .‬لق د تم يزت دراس اته بالط ابع اإلنس اني واإلهتم ام ب الظروف المحيط ة‬
‫بالعمل وتهيئة مناخ مالئم يساعد على اإلنتاج ‪.‬‬

‫ق ام ألت ون م ايو ومجموع ة من زمالئ ه بمجموع ة من التج ارب خالل الم دة (‪-1927‬‬
‫‪ )1932‬في ش ركة ويس ترن ألكتري ك في مص انع الهوث ورن في الوالي ات المتح دة لمعرف ة ت أثير‬
‫العوام ل المادي ة والطبيعي ة على انتاجي ة العام ل ‪ .‬وإ مت دت التج ارب لخمس مراح ل ‪ .‬ومن أهم‬
‫نتائج تجارب هوثورن ما يأتي ‪:‬‬

‫المنظمة نظام اجتماعي وفني ويحدد هذا النظام أدوار ومعايير لسلوك األفراد قد تختلف‬ ‫أ‪.‬‬
‫عن معايير وأدوار التنظيم الرسمي ‪ ،‬وهي تؤثر على انتاجية االفراد ‪.‬‬

‫يمكن إث ارة دواف ع األف راد الع املين ب الحوافز المادي ة والمعنوي ة ‪ ،‬وتحقي ق حاج اتهم‬ ‫ب‪.‬‬
‫اإلجتماعية والنفسية (كالتقدير واإلعتراف باإلنجاز والقبول من الغير) ‪.‬‬

‫تؤدي الجماعات غير الرسمية دورًا مهمًا في تحديد إتجاهات الفرد وأدائه ‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬

‫توجد عالقة ايجابية بين اسلوب االشراف الديمقراطي وإ نتاجية العامل ‪.‬‬ ‫ث‪.‬‬

‫تطوير اتصاالت فعالة بين مستويات المنظمة ‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫يحتاج المدير لمهارات إجتماعية بقدر حاجته لمهارات فنية‪.‬‬ ‫ح‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬نظرية الدافعية في مدرسة العالقات االنسانية‬


‫ومن أهم رواد نظرية الدافعية في مدرسة العالقات االنسانية ضمن المدرسة اإلنسانية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ماري باركر فولت (‪)1933 - 1868‬‬

‫لقد درست ‪ Mary Parker Follet‬اإلدارة بوصفها نشاط إنساني يتضمن مجموعة من‬
‫العالق ات المتداخل ة بين مجموع ات من البش ر ‪ ،‬وال ب د من التعام ل م ع ه ؤالء األف راد بطريق ة‬
‫إنس انية من أجل إشباع حاج اتهم وأه دافهم المختلفة ‪ .‬وض عت أسس دراسة ديناميكي ة الجماعة‬
‫وركزت على الجماعات ‪ .‬ووضعت أسس إلدارة الصراعات التنظيمية ‪ ،‬كما إهتمت بمشاركة‬
‫األفراد بالسلطة ‪ ،‬والتعاون واإلتصال والتنسيق بين االفراد في المنظمة ‪ .‬وأبرزت دور التنسيق‬
‫وأهميته لفعالية اإلدارة وكفاءتها ‪ ،‬لذلك فقد وضعت مبادئ تعد األساس للتنسيق السليم ‪.‬‬

‫وعلى ال رغم من ك ون م اري ب اركر تنتمي إلى ف ترة اإلدارة العلمي ة إال أنه ا عاص رت‬
‫مدرس ة العالق ات اإلنس انية تتلخص فلس فتها في أنن ا نج د اإلنس ان الحقيقي من خالل المجموع ة‬
‫ال تي ينتمي إليه ا ‪،‬أي أن اإلنس ان يج ذ طبيع ة الحقيق ة وح ر يت ه من خالل نش اط المجموع ة ال تي‬
‫وعض و فيه ا فق ط فهي تعتق د أن الف رد ال يج د نفس ه أال من خالل المجموع ة ورأت أن في‬
‫التكام ل بين األف راد حال لكاف ة المش كالت ولتحقي ق ذل ك يجب على اإلدارة العلي ا في المنظم ة أن‬
‫تعي د النظ ر في مفه وم الس لطة والق وة ب أن تجعله ا الس لطة أو الق وة م ع الع املين وليس عليهم‬
‫وتركزت فلسفتها على ما يأتي‪:‬‬
‫مبدأ معالجة الصراعات من خالل إيجاد مصالح متكاملة لألطراف المتصارعة والتركيز‬ ‫أ‪.‬‬
‫عليها بواسطة الحوار والمشاركة في إيجاد الحلول‬
‫إطاعة القوانين واألنظمة والتعليمات التي يفرضها الموقف وليس الشخص المدير ‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫بن اء العملي ات النفس ية الض رورية لتحقي ق األه داف من خالل جه ود التنس يق واإليص ال‬ ‫ت‪.‬‬
‫وتبقى نظ رة ش مولية للمنظم ة لتش جيع العم ل الجم اعي لمواجه ة كاف ة المش كالت ال تي‬
‫تعترض المنظمة‪.‬‬
‫القي ادة حس ب م اري ب اركر ليس ت مبني ة على الق وة ولكن على الت أثير المتب ادل بين القائ د‬ ‫ث‪.‬‬
‫ومن يتبعه في ضوء الموقف ولذلك البد من تكامل األهداف بين الع املين واإلدارة العلي ا‪.‬‬
‫وقد ركزت مع ‪ Chester Barnardu‬على ضرورة العمل لتحديد أبعاد القيادة المهنية‬
‫والخلقية في اإلدارة لكي تزيد فعالية عمل المنظمات ورفاه من يعمل فيها‪.‬‬
‫‪ - 2‬جستر برنارد‬

‫أص در ‪ Chester Barnard‬ع ام ‪ 1938‬كتاب ه وظ ائف الرؤس اء ال ذي ع د فتح ًا في‬


‫الفكر التنظيمي ‪ ،‬أكد خالله على الجوانب النفسية في المنظمات ‪ ،‬وعدت نظرته للسلطة وتدفقها‬
‫في المنظمة انقالب ًا على المفهوم التقليدي للسلطة ‪ ،‬إذ رأى برنارد ان السلطة تتدفق من األسفل‬
‫الى األعلى وليس العكس كم ا تف ترض النظري ات التقليدي ة ‪ ،‬فاألس اس في الس لطة هو قبوله ا من‬
‫قبل العاملين ‪ ،‬وقد حاكى في ذلك نظرية العقد األجتماعي لجان جاك روسو التي تفترض أن‬
‫الشعب هو مصدر السلطات ‪.‬‬

‫إن األساس الذي إعتمده برنارد هو أن االفراد يختلفون في درجة اسهاماتهم في المنظمة‬
‫لبل وغ اه دافها ‪ ،‬ومن ثم ف إن على المنظم ات أن تج د الطرائ ق المناس بة ال تي ت ؤمن من خالله ا‬
‫رغب ة الع املين في التع اون إلنج از أه داف المنظم ة ‪ ،‬إذ ان التع اون ه و أس اس التنظيم وإ ن‬
‫الح وافز المادي ة ليس ت الطريق ة الوحي دة لض مان تحقي ق ه ذا التع اون ‪ ،‬له ذا يتض ح إن فاعلي ة‬
‫الس لطة المس تخدمة من قب ل القائ د تعتم د على م دى قب ول تل ك الس لطة من قب ل الع املين وم دى‬
‫رغبتهم في التعاون ‪.‬‬

You might also like