You are on page 1of 7

‫جامعة زيان عاشور بالجلفة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬

‫السنة الجامعة‪2024/2023 :‬‬ ‫السداسي الثالث‬ ‫سنة ثانية جذع مشترك في علوم التسيير‬
‫أستاذ المقرر ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محمد السعيد جوال‬ ‫اإلرسال الثاني‬ ‫مقياس ‪ :‬مدخل الى إدارة األعمال‬

‫المدرسة الكالسكية في االدارة‬

‫يرى أغلب الباحثٌن أن اإلدارة كممارسة عرفها اإلنسان قدديا منذ أن أدرك أمهية وجوده ككائن اجتماعي‬
‫يعمل من خالل اجلماعة يؤثر فيها ويتأثر هبا‪ ،‬لكنها كعلم لو قواعد ونظريات تعترب حديثة النشأة نسبيا إذ يرجع‬
‫ظهورىا إىل بداية القرن العشرين‪.‬‬
‫وتعترب ادلدرسة الكالسيكية يف اإلدارة دبثابة باكورة الفكر اإلداري‪ ،‬حيث ركزت بصفة أساسية على اجلانب‬
‫الفين للعمل‪ ،‬ويندرج ضمنها ثالثة مداخل أساسية وىي‪ :‬اإلدارة العلمية‪ ،‬العلمية اإلدارية‪ ،‬البيروقراطية‪.‬‬
‫وقبل التطرق إىل ىاتو ادلداخل بنوع من التحليل البد من اإلشارة إىل أىم االفرتاضات اليت ارتكزت عليها‬
‫ادلدرسة الكالسيكية‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫‪ ‬نظرهتا لإلنسان كانت ساذجة وبسيطة‪ ،‬حيث اعتربتو دبثابة "كائن اقتصادي" ديكن التأثًن على سلوكو فقط‬
‫من خالل احلوافز ادلادية واألجور؛‬
‫‪ ‬اعتربت أن ادلنظمات دبثابة أنظمة مغلقة ال تتفاعل مع البيئة‪ ،‬كما أهنا افرتضت أن بيئة األعمال مستقرة‬
‫وجامدة؛‬
‫‪ ‬أكدت على أن أعمال منظمات األعمال معروفة وذات طبيعة روتينية وبسيطة؛‬
‫‪ ‬اعتمدت على معياري الكفاءة واإلنتاجية فقط للحكم على صلاح ادلنظمات وادلدراء؛‬
‫‪ ‬اعتربت أن كل اتصال خارج القنوات الرمسية ال خيدم ادلنظمة ويضر دبصلحة اإلنتاج‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الفكر اإلداري قبل القرن العشرين‪:‬‬


‫إن ادلتتبع لإلصلازات اليت عرفتها البشرية على مر تارخيها القدمي يتأكد من أهنا ما كانت لتتحقق لوال وجود‬
‫شلارسة إدارية فعالة ومنظمة‪ ،‬والشواىد على ذلك كثًنة نذكر من بينها‪ :‬أنظمة الري ادلتطورة وبناء األىرامات‬
‫إلارسال الثاني ‪ :‬املدرسة الكالسكية في الادارة‬

‫الشاسلة اليت أصلزهتا احلضارة الفرعونية‪ ،‬احلدائق ادلعلقة وبرج بابل ادلنجز من قبل احلضارة البابلية‪ ،‬سور الصٌن‬
‫العظيم‪ ،‬التنظيم اإلداري لإلمرباطورية الرومانية‪...‬اخل‪.‬‬
‫كما عُرف عن احلضارة اإلسالمية شلارساهتا اإلدارية ادلتميزة وفكرىا اإلداري البناء‪ ،‬وذلك بفضل ما جاء يف‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬وما أمر أو قام بو سيدنا زلمد صل اهلل عليو وسلم‪ ،‬باإلضافة إىل تطبيقات واجتهادات اخللفاء‬
‫الراشدين والتابعٌن من بعدىم‪ .‬وقد برز ىذا الفكر اإلداري ادلتميز بشكل واضح وعملي أكثر مع اتساع الدولة‬
‫اإلسالمية وامتدادىا اجلغ رايف الكبًن‪ ،‬فانعكس يف شكل قبول سلتلف بقاع العامل اإلسالمي يف ذلك الوقت ذلذه‬
‫اإلدارة وتبنيها لكل ما نادت بو من مبادئ وأسس إدارية‪.‬‬
‫كما سامهت الثورة الصناعية اليت عرفتها البشرية يف منتصف القرن الثامن عشر يف تطور الفكر اإلداري بفضل‬
‫التغيًنات الكبًنة اليت أحدثتها يف احلياة االقتصادية‪ ،‬خصوصا بدخول اآللة زلل اإلنسان يف العملية اإلنتاجية‪،‬‬
‫األمر الذي قاد إىل التحول من نظام اإلنتاج ادلنزيل(األسري) إىل الورشات اإلنتاجية فادلصانع‪ ،‬وىو ما مهد الطريق‬
‫إىل ثورة إدارية بدأت بأفكار آدم سميث يف كتابو "ثروة األمم" الصادر سنة ‪ ،6771‬الذي أكد من خاللو أمهية‬
‫التخصص وتقسيم العمل الذي يعترب حاليا من أىم ادلبادئ اإلدارية احلديثة‪ .‬ويضاف إىل ذلك أفكار كل من‪:‬‬
‫روبرت أوين‪ ،‬تشارلز بابج‪ ،‬اندرو يور‪ ،‬تشارلي دوبان‪ ،‬دانيال ماكلوم ‪...‬اخل اليت كانت األساس الذي انطلق‬
‫منو مفكرو القرن العشرين يف سبيل بناء النظريات واألساليب اإلدارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬اإلدارة العلمية‪:‬‬


‫يعترب فريدريك تايلور رائد ىذه ادلدرسة‪ ،‬حيث يطلق عليو اسم األب الروحي ذلا‪ ،‬إذ بدأ حياتو كمراقب‬
‫للعمال يف شركة لصناعة احلديد والصلب‪ ،‬وتدرج فيها إىل أن أصبح رئيسا للمهندسٌن‪ .‬وكان يعتقد أن اذلدف‬
‫األساسي للمدير ىو‪ :‬ربقيق أقصى منفعة لصاحب العمل يصاحبها أقصى منفعة لكل عامل‪ ،‬وىذا من خالل‬
‫االعتمادية ادلتبادلة بٌن اإلدارة والعاملٌن‪.‬‬
‫ومن خالل ذباربو وأحباثو اليت استغرقت عدة سنوات‪ ،‬حاول تايلور أن يثبت بأن اإلدارة السليمة ىي عبارة‬
‫عن علم حقيقي يعتمد على قوانٌن وقواعد زلددة بوضوح‪ ،‬يؤدي تطبيقها إىل ربقيق أفضل النتائج سواء على‬
‫مستوى ادلنظمة أو الفرد‪.‬‬
‫ويرى تايلور ب أن أحسن طريقة ألداء العمل تعتمد على استخدام قوانٌن احلركة والزمن‪ ،‬إذ دعي إىل ضرورة‬
‫تقسيم كل عمل إىل عناصر جزئية‪ ،‬ولكل جزء حركة معينة وزمن زلدد‪ ،‬وذلك من أجل القضاء على احلركات‬

‫‪2‬‬ ‫مقرر‪ :‬مدخل الى إدارة ألاعمال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬د‪ .‬جوال محمد السعيد‬
‫إلارسال الثاني ‪ :‬املدرسة الكالسكية في الادارة‬

‫الدخيلة يف العمليات اإلنتاجية من أجل الوصول إىل معدالت أداء مناسبة‪ ،‬ونادي بضرورة ربفيز العمال للوصول‬
‫إىل ىاتو ادلعدالت من خالل نظام األجور بالقطعة‪.‬‬
‫وديكننا تلخيص أىم مبادئ اإلدارة حسب تايلور يف مجلة النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬التخصص العايل يف العمل‪ ،‬إذ يرى بأنو يكسب العامل ادلهارة ويؤدي إىل زيادة اإلنتاجية؛‬
‫‪ ‬إحالل األسلوب العلمي يف أداء كل جانب من جوانب العمل اليت يؤديها الفرد زلل احلدس والتخمٌن؛‬
‫‪ ‬اختيار العاملٌن وتدريبهم وفق أسس علمية‪ ،‬وربفيزىم باالعتماد على نظام األجر بالقطعة؛‬
‫‪ ‬تعاون كل من اإلدارة والعاملٌن وفق أسس علمية من أجل ربقيق نتائج فعالة؛‬
‫‪ ‬تقسيم العمل وتوزيع ادلسؤوليات بالتساوي بٌن اإلدارة والعاملٌن‪ ،‬حبيث يتوىل ادلدير مسؤولية التخطيط‬
‫واإلشراف‪ ،‬ويعهد إىل العاملٌن مسؤولية التنفيذ؛‬
‫‪ ‬الرتكيز على العالقات الرمسية يف العمل واحرتامها‪ ،‬واستبعاد العالقات غًن الرمسية كوهنا تعترب يف نظر‬
‫تايلور دبثابة عالقات تبىن على حساب العالقات الرمسية وبالتايل ديكن أن تسيء ذلا‪.‬‬
‫وقد قام تايلور بتدوين دراساتو ونتائج أحباثو يف كتاب أصدره سنة ‪ 1111‬بعنوان "مبادئ اإلدارة العلمية"‪ ،‬إذ‬
‫يعترب ىذا الكتاب دبثابة أول بداية جادة لتطوير نظرية يف اإلدارة‪.‬‬
‫وتزامنت أحباث تايلور مع أحباث الزوجٌن فرانك وليليان جلبارت اللذين سامها يف تدعيم اإلدارة العلمية‪،‬‬
‫حيث قاما بتطوير معدات بغرض دراسة احلركة والزمن‪ ،‬كما اىتما بالتصميم الداخلي للمصنع من حيث موقع‬
‫اآلالت وا ألدوات وعناصر اإلنتاج‪ ،‬وكذا أماكن تواجد العاملٌن أثناء عملهم ألن كل ىذا حبسبهم ديكن أن‬
‫يساىم يف زيادة الكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬
‫كما توىل هنري جانت وىو مهندس أمريكي وزميل لتايلور مسؤولية متابعة جهود تايلور وتعزيز اإلدارة‬
‫العلمية‪ ،‬حيث ركز أكثر على النواحي االجتماعية لتنظيم العمل يف ادلنظمة‪ ،‬إذ دعي إىل وضع أجر يومي ثابت‬
‫للعامل لتوفًن حياة كردية لو يزيد بزيادة إنتاجو‪ .‬كما شدد على الرقابة يف اإلنتاج إذ وضع خرائط سلتلفة لضبط‬
‫عملية اإلنتاج وربديد االضلرافات بدقة أمساىا "خرائط جانت"‪ ،‬واليت طورت فيما بعد إىل أداة رقابة أكثر فعالية‬
‫عرفت باسم "أسلوب بيرت" ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬العملية اإلدارية‪:‬‬

‫‪3‬‬ ‫مقرر‪ :‬مدخل الى إدارة ألاعمال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬د‪ .‬جوال محمد السعيد‬
‫إلارسال الثاني ‪ :‬املدرسة الكالسكية في الادارة‬

‫ديثل ىذا االذباه نظرة مكملة لإلدارة العلمية‪ ،‬فينما اىتمت األخًنة بإنتاجية الفرد وكيفية زيادهتا سعت اإلدارة‬
‫العملية إىل االىتمام بادلنظمة ككل‪.‬‬
‫ويعترب هنري فايول رائد ىذا ادلدخل حيث اىتم أساسا باإلدارة العليا حبكم عملو كمدير جملمع صناعة‬
‫ادلعادن وادلناجم بفرنسا‪ ،‬لذا ديكن القول أنو سبيز على تايلور يف جانبٌن أساسٌن مها‪:‬‬
‫‪ ‬الجانب األول‪ :‬اعتمد تايلور على الدراسة والتجربة العلمية‪ ،‬بينما اعتمد فايول على خربتو كمدير شلارس؛‬
‫‪ ‬الجانب الثاني‪ :‬ركز تايلور تنظيم العمل يف الورشة‪ ،‬بينما سعى فايول إىل تطوير نظرية عامة يف اإلدارة من‬
‫خالل تقدمي مبادئ تصلح لكل مدير يف أي منظمة كانت‪.‬‬
‫ومن أىم اصلازات فايول ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬وظائف المنظمة‪ :‬قسم فايول أعمال ادلنظمة إىل ستة أنشطة رئيسية وىي‪:‬‬
‫‪ ‬أنشطة فنية (التصنيع واإلنتاج)؛‬
‫‪ ‬أنشطة تجارية (البيع والشراء)؛‬
‫‪ ‬أنشطة مالية (تأمٌن رأس ادلال واستخدامو)؛‬
‫‪ ‬أنشطة الحماية واآلمان (محاية ادلمتلكات واألشخاص)؛‬
‫‪ ‬أنشطة محاسبية (تقدير التكاليف‪ ،‬واالحتياجات‪ ...‬اخل)؛‬
‫‪ ‬أنشطة إدارية (التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬إعطاء األوامر‪ ،‬التنسيق‪ ،‬والرقابة)‪.‬‬
‫ويرى فايول أن ىذه اجملموعات الستة من األنشطة الوظيفية تتواجد بدراجات متفاوتة يف أي منظمة مهما‬
‫كان حجمها وأىدافها‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤهالت المدير‪ :‬باإلضافة إىل ربديد أنشطة ادلنظمة قام فايول بتقدمي مجلة من ادلؤىالت اليت جيب أن تتوافر‬
‫يف ادلدير‪ ،‬وذلك على النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ ‬مؤهالت جسمية كالصحة والقوة؛‬
‫‪ ‬مؤهالت عقلية كالقدرة على الفهم والتقدير وإدراك األمور بشكل سليم؛‬
‫‪ ‬مؤهالت فنية وتتعلق أساسا بادلؤىالت العلمية الالزمة ألداء الوظائف؛‬
‫‪ ‬مؤهالت ثقافية وتتعلق بادلعرفة والثقافة العامة فيما خيص نشاط ادلنظمة والبيئة اليت تتواجد فيها وتتعامل‬
‫معها؛‬

‫‪4‬‬ ‫مقرر‪ :‬مدخل الى إدارة ألاعمال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬د‪ .‬جوال محمد السعيد‬
‫إلارسال الثاني ‪ :‬املدرسة الكالسكية في الادارة‬

‫‪ ‬مؤهالت تتعلق بالخبرة والتجربة‪.‬‬


‫‪ -3‬المبادئ اإلدارية‪ :‬باإلضافة إىل ما سبق قدم فايول القواعد اإلدارية‪ ،‬وىي عبارة عن مبادئ مشولية للعمل‬
‫اإلداري ديكن تطبيقها يف إدارة سلتلف ادلنظمات‪ ،‬حيث تسعى إىل توجيو ادلدير يف حل ادلشكالت‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫‪ ‬تقسيم العمل؛‬
‫‪ ‬السلطة وادلسؤولية؛‬
‫‪ ‬مبدأ النظام واالنضباط؛‬
‫‪ ‬وحدة األمر؛‬
‫‪ ‬وحدة التوجيو؛‬
‫‪ ‬ادلكافأة؛‬
‫‪ ‬ادلركزية؛‬
‫‪ ‬ادلساواة؛‬
‫‪ ‬االستقرار الوظيفي؛‬
‫‪ ‬تدرج السلطة؛‬
‫‪ ‬ادلبادرة؛‬
‫‪ ‬التعاون؛‬
‫‪ ‬روح الفريق؛‬
‫‪ ‬خضوع ادلصلحة الشخصية للمصلحة العامة‪.‬‬
‫وقد خلص فايول أفكاره وذبربتو من خالل العديد من ادلقاالت‪ ،‬أبرزىا ما جاء يف كتباه "اإلدارة العليا‬
‫واإلدارة الصناعية" والذي نشر سنة ‪ ، 1111‬حيث شكلت أفكاره القاعدة األساسية لتخصص إدارة األعمال‪،‬‬
‫خصوصا أنو أول من ناقش العملية اإلدارية باعتبارىا عملية تتضمن وظائف زلددة وىي‪ :‬التخطيط‪ ،‬التنظيم‪،‬‬
‫إعطاء األوامر (التوجيو)‪ ،‬الرقابة‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫مقرر‪ :‬مدخل الى إدارة ألاعمال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬د‪ .‬جوال محمد السعيد‬
‫إلارسال الثاني ‪ :‬املدرسة الكالسكية في الادارة‬

‫ثالثا‪ -‬البيروقراطية‪:‬‬
‫تعين كلمة البًنوقراطية "سلطة المكتب"‪ ،‬وىي عبارة عن منوذج إداري طوره الباحث األدلاين ماكس فيبر‪،‬‬
‫والذي كان عامل اجتماع واقتصاد‪ .‬وخبالف تايلور وفايول مل يكن فيبر شلارسا حيث كان زلور اىتمامو منصبا‬
‫حول كيفية انتقال أدلانيا من التخلف والتفكك إىل التقدم واالزدىار‪.‬‬
‫وقد حظي موضوع ىيكلة السلطة باىتمام فيرب‪ ،‬حيث ميز بٌن القوة وىي ادلقدرة على إجبار اآلخرين على‬
‫االمتثال والطاعة‪ ،‬وبٌن السلطة وىي االنصياع طواعية لألوامر والتوجيهات‪ .‬ويف ربليلو لتطور اجملتمعات ميز فيبر‬
‫بٌن ثالث أنواع من السلطة‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫‪ ‬السلطة التقليدية‪ :‬وتستند حسب فيبر إىل األعراف والتقاليد واحلسب والنسب‪ ،‬وال تعتمد على أية معايًن‬
‫ذات عالقة باألداء والكفاءة‪.‬‬
‫‪ ‬السلطة الشخصية (الكارزمية)‪ :‬وىي سلطة ناذبة عن اذلام الشخص ومدى تأثًنه على اآلخرين‪ ،‬مثل‬
‫شخصيات الرسل واألنبياء والقادة العظماء‪.‬‬
‫‪ ‬السلطة القانونية (الشرعية)‪ :‬وىي اليت تنشأ عن ادلذاىب والقواعد القانونية‪ .‬حيث نادى فيبر بتطبيق ىذه‬
‫السلطة يف ادلنظمات دلا ذلا من أثر يف تقدم ورقي اجملتمع‪.‬‬
‫ويرى فيبر أن البًنوقراطية ىي عبارة عن النموذج ادلثايل للتنظيم‪ ،‬فهو حيقق الدقة والسرعة والوضوح‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل االستمرارية والوحدة واالنصياع الصارم من قبل ادلرؤوسٌن‪ .‬واقرتح فيرب ادلالمح اآلتية للنموذج البًنوقراطي‪،‬‬
‫وىي‪:‬‬
‫‪ ‬التخصص وتقسيم العمل؛‬
‫‪ ‬التدرج اذلرمي للسلطة؛‬
‫‪ ‬قواعد شلارسة الوظائف جيب أن تكون مكتوبة على شكل إجراءات عمل رمسية؛‬
‫‪ ‬ادلوظفون يعينون وال ينتخبون‪ ،‬ويتم اختيارىم على أساس ادلؤىالت الفنية؛‬
‫‪ ‬الالشخصية يف العالقات الوظيفية؛‬
‫‪ ‬فصل اإلدارة على ادللكية‪.‬‬
‫وقد أسهمت البًنوقراطية بشكل فعال يف تطوير اإلدارة العامة وخصوصا يف الدول ادلتقدمة‪ ،‬لكنها أصبحت‬
‫اليوم كلمة مرادفة للحالة السلبية والروتٌن والتأخًن يف اصلاز ادلعامالت واجلمود اإلداري‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫مقرر‪ :‬مدخل الى إدارة ألاعمال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬د‪ .‬جوال محمد السعيد‬
‫إلارسال الثاني ‪ :‬املدرسة الكالسكية في الادارة‬

‫خامسا‪ -‬تقييم المدرسة الكالسكية‪:‬‬


‫لقد القت ادلدرسة الكالسكية وأفكارىا الكثًن من االنتقادات أبرزىا‪:‬‬
‫‪ ‬نظرت إىل اإلنسان على أنو آلة ديكن بررلتها مسبقا وتوجيهها يف أي اذباه؛‬
‫‪ ‬اىتمت باجلوانب الفنية للعمل وأغفلت اجلوانب االجتماعية والنفسية؛‬
‫‪ ‬اىتمت باحلوافز ادلادية لزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وأغفلت حاجات ودوافع اإلنسان األخرى؛‬
‫‪ ‬نظرت إىل ادلنظمة على أهنا نظام مغلق ديكن توجيهو والسيطرة عليو دون أي اعتبار للبيئة اخلارجية؛‬
‫‪ ‬يرى بعض النقاد أن ادلبادئ الكالسكية يف اإلدارة تناسب الظروف اليت نشأت فيها‪ ،‬حيث كانت بيئة‬
‫األعمال آنذاك ذات طبيعة بسيطة ومستقرة‪ ،‬كما أن أعمال ادلنظمات كانت روتينية‪ ،‬أما اليوم فبيئة األعمال‬
‫تتسم بأهنا شديدة التعقيد ومضطربة وتتميز بالتنافس الشديد‪ ،‬كذلك فالتحدي الذي كان يواجو ادلدراء‬
‫آنذاك ىو ربسٌن الكفاءة واإلنتاجية‪ ،‬أما يف القرن احلادي والعشرين فالتحدي ىو ربقيق اجلودة وادلنافسة‪.‬‬
‫ورغم ما قيل إال أن المدرسة الكالسكية قدمت للفكر اإلداري عديدا من األمور أدخلتها تاريخ اإلدارة من‬
‫الباب الواسع‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬التأكيد على أن اإلدارة علم مثل بقية العلوم األخرى ذلا أسس ومبادئ ديكن تدريسها وتعلمها يف اجلامعات‬
‫والكليات؛‬
‫‪ ‬اعتربت أن اإلدارة مهنة مثل بقية ادلهن األخرى ينبغي شلارستها وفق أسس وقواعد وأصول؛‬
‫‪ ‬ربديد عناصر العملية اإلدارية (زبطيط‪ ،‬تنظيم‪ ،‬توجيو‪ ،‬رقابة)؛‬
‫‪ ‬أبرزت أمهية تعويض العاملٌن اعتمادا على األداء؛‬
‫‪ ‬بادرت إىل دراسة ادلهام والوظائف وأكدت على أمهية اختيار وتدريب العاملٌن‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫مقرر‪ :‬مدخل الى إدارة ألاعمال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬د‪ .‬جوال محمد السعيد‬

You might also like