Professional Documents
Culture Documents
مبادى الادارة 3
مبادى الادارة 3
تعد اإلدارة مفيوماً عممياً ومصطمحاً عممياً قديماً يرتبط بقدم الحضارات اإلنسانية ،وأبسط دليل
عمى ذلك ،ما أقامتو األمم والدول القديمة من حضارات ما تزال شواىدىا قائمة ليومنا ىذا ،
والتي من بينيا المدن واألىرامات والجنائن المعمقة والقصور والجسور والمعابد والمساجد والكنائس
والسدود ومشاريع الري والزراعة والدواوين والمحاكم وتنظيم الجيوش الكبيرة وادارة الحروب.
وبشكل عام ،تنسب بدايات الدراسة الرسمية لإلدارة بوصفيا عمماً حديثاً نسبياً ،الى نيايات القرن
التاسع عشر ومطمع القرن العشرين ،والذي يعرف اليوم بالفكر اإلداري الكالسيكي .ومما ال ريب
فيو ،بأنو ىنالك المئات من المفكرين والمنظرين ،الذين كان ليم الفضل في نشوء الفكر اإلداري
وتطوره ونمو حديقتو الزاىية المميئة باألنجازات العممية والفكرية.
52
المبحث األول :الفكر اإلداري الكالسيكي واإلنساني
يتمثل الفكر اإلداري الكالسيكي واإلنساني بمنظورات مجموعـة مـن المفكرين والعمماء والباحثين
الميتمين الذين تكونت لدييم رؤى ومنظورات حول مفيوم اإلدارة وتفسيرىا كظاىرة اجتماعية ،
وكيفية رسم حدودىا وطريقة دراستيا وتحميل الموضوعات والمتغيرات التي تنضوي تحت لوائيا.
تضم المدرسة الكالسيكية ( التي تعد من أقدم المدارس التي وضعت التقاليد األولى لعمم اإلدارة )
مجموعة من التوجيات العممية والمتمثمة بنظريات :اإلدارة العممية ،المنظمة البيروقراطية ،
المبادئ اإلدارية .
أنبعثت النظرة الحديثة في اإلدارة عند مطمع القرن العشرين ،وتحديداً في عام ( )1111عمى يد
العالم األمريكي " فريدريك ونسمو تايمور" الممقب بأبو اإلدارة ،وذلك بالرجوع الى مؤلفو س اإلدارة
العممية ،فقد أصبحت اإلدارة من خاللو تيتم بتحديد الكفاءة األنتاجية عبر الوصول ىدف محدد
باستعمال أحسن األساليب وأرخصيا في أستخدام الموارد البشرية والمادية والمالية .فمقد ىزمت
تمك التنبؤات التي بدت في حينيا معقولة بوصفيا مؤشرات شخصية المعاصرييا ،عمى يد "
تايمور" في ثورتو اإلنتاجية ،وذلك عندما بدأ بدراسة الطريقة المألوفة التي يستخدميا العامل في
جرف الرمل .و" تايمور" ىذا المفكر عمل في مصير لمحديد ،قد أفزعتو العالقة المريرة بين
المدراء والعاممين ،وخشي فعالً أنو قد تؤدي تمك العالقة التضادية أخي اًر إلى صراع طبقي فشرع
إلى تحسين الكفاءة اإلنتاجية لمعمل.
عموماً ،أحدث " تايمور" ثورة كبرى بين العاممين واإلدارة من خالل تحديد التوجيات الواضحة
لتحسين كفاءة اإلنتاج ،وقد حدد أربع مبادئ أساسية ،ىي:
أ -التطوير العممي لكل عنصر من عناصر عمل الفرد في أثناء أداء العمل
52
ت -ممارسة السمطة العميا عمى العاممين لمتثبت من أن كافة األعمال يتم إنجازىا عمى وفق
المبادئ العممية المتطورة
ث -تقسيم العمل والمسؤولية والمساواة بين اإلدارة والعاممين ،مع األخذ باألعتبار أن لإلدارة
أفضمية عمى العاممين بسبب زيادة تحمل المسؤولية الممقاة عمى عاتقيا
ومن ىنا ،لقد شدد " تايمور" في كتابو " اإلدارة العممية " عمى ضرورة جمع الحقائق وتحميميا،
واجراء البحوث الميدانية ،واتخاذ الق اررات في ضوء نتائجيا وتوصياتيا من أجل التوصل
لإلستخدام األفضل لمموارد البشرية والمادية المتاحة .كما ركز عمى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب
كحافز لرفع إنتاجية العمل منذ عام ( . )1111وتأسيساً عمى ذلك ،أقترح " تايمور" من خالل
دراساتو المتعددة ومعايشاتو الميدانية في المصانع ،بأنو يمكن تحسين الكفاءة اإلنتاجية لمعاممين
عن طريق اآلتي:
.2تحديد حركات العمل القياسية وتنميطيا واتباعيا بدقة من قبل أي عامل يقوم بالعمل.
.3إلغاء حركات العمل غير الضرورية ودمج المتشابو منيا قدر األمكان.
ب -دراسة مواقع العمل المختمفة بكل شروطيا وظروفيا من إنارة وح اررة وفترة الراحة ،فضالً
عن تنميط األدوات والمعدات ،وترتيب أماكنيا بما يؤثر في تحقيق أنسيابية مثمى في العمل
وتدفقو بشكل سميم.
ت -أختيار العاممين عمى وفق قواعد معينة لتحقيق أعظم أداء وأحسن إنجازات ،وربط األجر
باإلنتاج ،وتشجيع العاممين األكفاء (الذين يتجاوز أداءىم المعدالت المعيارية المحددة) عن طريق
منحيم أجـو اًر إضافية لألستفادة من طاقاتيم بكـل مـا يمكن .وأما العاممون الكسالى الذين ال
يتمتعون بالحيوية والنشاط ( الذين ال يصمون إلى المعدالت القياسية) ،فيتم االستغناء عنيم.
52
ث -إرتكاز مفهوم العمل عمى ثالثة محاور أساسية ،وهي:
.1األستمرار من حيث أن تؤدى كافة الميمات المناطة بالعاممين بأنتظام خالل مدة محددة من
الزمن .
.2اإلنتاج بتمييز النشاط الفني البحث المتمثل بالعمل في المصانع عن غيره من األنشطة
اإلنسانية.
.3األجر من حيث أن يمنح الفرد العامل قيمة األجر المناسب كي يواجو بيا حاجاتو المادية
واالجتماعية المختمفة.
ج -يقع عمـى اإلدارة العميـا مـهـمـات تحديـد أساليب األداء والتقويم والتخطيط ،وان الخبرة
والتدريب عمى حركات العمل الصحيحة من قبميا يعدان األمرين المذين يضمنا إيصال الفرد
العامل من تمقاء نفسو إلى األساليب المثمرة في العمل ،والحركات الصحيحة الالزمة لمممارسة
فيو ،وبالتالي الوصول الى الطريقة المثمى لألداء.
ويرينا الجدول ( )2األفكار األساسية لحركة اإلدارة العممية ،ونحن إذ نتطمع لـو نـود التذكير ،إن
ىذا المدخل يتوجو نحو تطوير المدراء ألساليب معيارية ألداء كل وظيفة ،واختيار العاممين بدقة
وتدريبيم عمييا ،ودعميم مالياً ومعنويا .
52
الجدول ( )2المجاالت الفكرية الكالسيكية لنظرية اإلدارة العممية " فردريك ونسمو تايمور"
* المدخل العام
)1تطوير األساليب المعيارية ألداء كل وظيفة
)2اختيار العاممين وفقا لقدرات مالئمة لكل وظيفة محددة.
)3تدريب العاممين عمى األساليب المعيارية التي يجري تصميميا من قبل اإلدارة.
)4دعم العاممين بالتخطيط ألعماليم والحد من االرتباكات أبيا
)5منح العاممين بحوافز األجر المناسب لمعاممين لزيادة المخرجات لصالح المنظمة.
* اإلسهامات العممية
)1التوجو نحو أىمية منح التعويضات المناسبة لمعاممين بيدف زيادة األداء
)2المباداة في الدراسة المتأتية لموظائف والميمات.
)3سيطرة اإلدارة عمى قضية اختيار األفراد وتدريبيم.
52
)2نظرية المنظمة البيروقراطية لـ " ماكس فيبر"
تعود ىذه النظرية الى مؤسسيا عالم األجتماع األلماني " ماكس فيبر" الذي عاش بين األعوام
( ، )1121–1164وقد وضع نموذجاً حدث فيو مفيوماً مثالياً إلدارة المنظمات أسماه "
البيروقراطية .اذ كان يتفق مع التوجيات الفكرية التي كانت سائدة في عصرة .
أ .أصبح النظام اإلداري البيروق ارطـي مـن أكثر األنظمة الشائعة بعد الثورة الصناعية ،كونو
يستطيع التعامل مع التوسع اليائل في اإلنتاج الصناعي ،ومـا نجـم عنـو مـن تضخم في
المؤسسات اإلقتصادية والصناعية واالجتماعية والثقافية.
ت -تعرف البيروقراطية ،بأنيا ذلك الييكل التنظيمي الذي تنجز فيو ميمات تشغيمية عالية
الروتين من خالل التخصص ،والرسمية العالية ،والقواعد القانونية ،وتنظيم أقسام وظيفية تدار
عن طريق السمطة المركزية ،ونطاق ضيق لمرقابة واألشراف ،ووجود سمسمة أوامر عمودية من
االعمى الى األسفل عند إتخاذ القرار.
ث -وببساطة ،إن البيروقراطيـة تعني بالبنـاء اإلجتماعي المتسمسل إلدارة المنظمات الضخمة
بطريقة سميمة (كفاءة وفاعمية) ،وبطريقة تنظيمية مؤسسية بحتة ال تراعي األعتبارات الشخصية
03
الجدول ( )3المعايير المؤسسية لممنظمة البيروقراطية وفقاً لـ " ماكس فيبر"
وىي نظرية إدارية كالسيكية تعود الى مؤسسيا " ىنري فايول " ،وىو صناعي فرنسي من أشير
رواد نظرية المبادئ اإلدارية ،إذ قسم العممية اإلدارية إلى خمسة أنشطة ،وىي التخطيط ،
التنظيم ،األمر ،التنسيق ،والرقابة .وفضالً عن ذلك وصف " فابول" ممارسات اإلدارة بأنيا
شي مميز في المحاسبة ،المالية ،اإلنتاج ،التوزيع ،ووظائف األعمال النموذجية األخرى .
أ -وضع ( )14مبدأ يمكن من خالليا األضطالع باإلدارة عمى أحسن وجو ،ومن بينيا تقسيم
العمل والتخصص ،الصالحية والمسؤولية ،وحدة األمر ،وحدة اليدف المركزي ،تفضيل
المصمحة العامة عمى المصمحة الخاصة ....الخ .واصدر عام ( )1116كتابو اإلدارة العامة
والصناعية ،اذ حدد فيو الوظائف التي يؤدييا المدراء بالتفصيل ،عادة ما يقترن أسم فايول
بالمبادئ اإلدارية األربعة عشر ،والتي وضعيا ونادى بأستخداميا أنطالقاً عام من أعتبار العمل
03
األداري يتطمب األعتماد عمييا في المواقف اإلدارية المختمفة ،وبما يسيم في نجاح العممية
التنظيمية في المنظمات العامة والصناعية عمى حد سواء ،ولقد أصبحت في وقتنا الحاضر من
ثوابت عمل االدارة التنظيم في المنظمات ،وىذه المبادئ ىي:
-1تقسيم العمل :يتيح التخصص الوظيفي لممدراء البراعة والضبط والدقة في العمل ،فضالً
عن دوره في تحسين جودة المخرجات ،وبالتالي الحصول عمى فاعمية أكثر لممنظمـة بنفس
الجيد المبذول.
-2الصالحية والسمطة :يعد اعطاء االوامر ومنح الصالحيات لممدير جوىر السمطة لممنصب
الوظيفي ،بالسمطة متاصمة في االفراد والمناصب فال يمكن تصورىا وىي جزء من المسؤولية ل
تعادليا بذات المستوى ،وال يجوز منح سمطة لمدير ليست لديو مسؤولية ادارية ،وال يجوز تحمل
مسؤولية من قبل المدير بدون تفويض سمطة كافية لو.
.3العالقة االداريـة :وتشمل طاعة المرؤوسين لممدير واحترامو ،وأن يكون السموك التفاعمي
بينيما عمى طول الخط ،مع أىمية تطوير الدور القيادي المؤثر لإلدارة .
.4وحدة األمر :يجب أن يتمقى المرؤوسين أوامرىم من مدير واحد فقط ،وبشكل عام يعد وجود
مدير واحد أفضل من األزدواجية في األوامر ،وأصدارىا من جيات متعددة ،وبما يربك العمل
ويثير الفوضى في المنظمة.
.5الهدف الموحد :يرتبط أعداد خطة عمل واحدة من قبل االدارة بمجموعة من األىداف التي
يجب أن تدار عبر عدد من األنشطة والفعاليات التي ترتبط بمـا يسعى اليـو المـدير ضمن
ممارساتو لوظيفتي التخطيط والتنبؤ.
.6المصمحة العامة :إن اىتمام فرد أو مصمحة مجموعة في العمل ،يجب أن ال يطغى عمى
أىتمامات المنظمة ،وىذه تعد من أساسيات عمل المدراء ،واذا ما حدث مثل ىذا األمر ،فيمكن
أن يسير الحال نحو الفساد والتشويش وىدر المال العام.
.7قيمة األثابة :يجب أن تكون قيمة المكافآت المدفوعة مرضية ومقنعة لكل المرؤوسين ،وال
بد أن يعتمد مستوى دفع األجر عمى قيمة العاممين أنفسيم أتجاه منظمتيم ،وتحمل ىذه القيمة من
05
خالل دراسة عدة عوامل ،مثل كمف المعيشة في الحياة ،مدى توافر العاممين ،والظروف العامة
لمعمل في المنظمة ،والبيئة المحيطة بيا.
.8الحيـاة والعمـل :ىنالك إجراءات من شأنيا أن تقمل من االىتمامات الفردية ،بينمـا تقـوم
إجراءات أخرى في زيادتيا .وفي كل الحاالت ينبغي الموازنة بين ىذين األمرين من قبل ادارة
المنظمة لتحسين نوعية حياة العمل ،فال يجوز أستغالل حياة العاممين لصالح العمل ،وعمى
حساب صحتيم وراحتيم.
.9مهارة األتصال :تسمى السمسمة الرسمية لممدراء من المستوى األعمى لألدنى بالخطوط
الرسمية لألوامر ،والمدراء يعتبرون ىم حمقات الوصل في ىذه السمسمة ،ويقع عمييم األتصال من
خالل القنوات الموجودة فييا ،وباإلمكان تجاوز ىذه القنوات فقط ،عندما توجد حاجة حقيقة
لممدراء لتجاوزىا ،وتتم الموافقة بينيم عمى ذلك ،ووفقا لمنظام وطريقة االداء المطموبة.
.11وحدة الرئاسة :يكون لممدير عدد معين من المرؤوسين ،وال يجوز تمقي المرؤوس الواحد
ألوامر مزدوجة من مديرين ،مثال أمر يتمقاه من المدير العام ،يخالفو امر صادر آخر من مدير
القسم ،وبما يخمق حالة األرتباك وىدر الموارد وحدوث الفوضى ،فضال عن ضياع قيمة الرئاسة
لدى المدراء أنفسيم ،وحدوث الضجر بين المرؤوسين أنفسيم.
.12أستقرار العاممين :يقصد بو بقاء العاممين في عمميم ،وعدم نقميم من عمل آلخر
بحسب أىواء االدارة ،وبما يثير فييم الضجر والسام ،وعادة ما ينتج عن تقميل قضايا نقل
العاممين من وظيفة ألخرى فاعمية أكثر ونفقات أقل ورضا أعمى.
.13روح المبادرة :يجب أن يسمح لمعاممين التعبير بحرية عن مقترحاتيم وآرائيم وأفكارىم
عمى كافة المستويات ،والمدير القادر عمى إتاحة مثل ىذه الفرصة لمرؤوسيو أفضل بكثير من
المدير غير القادر عمى ذلك ،وبالتالي البد من خمق مناخ لممبادأة والمبادرة سعياً لتطوير
المنظمة.
00
.14جو المرح :تظير منظمات الشدة والقسوة حاالت الصراع واألنتقام والكراىية ،فيقع عمى
األلفة والترابط والمحبة بين العاممين ،ومنع أي أمر يعيق التعاون الجماعي المدراء تعزيز روح
ومودة الزمالة االجتماعية.
ب -ويرى " فايول" أن األنشطة التي تمارسيا المنظمات ذات الطابع الصناعي ،يمكن تصنف
الى ستة مجموعات اساسية ،وىي:
.3النشاط المالي :يتناول التعامل مع التمويل ،وكيفية الحصول عمى االموال والتصرف بيا.
والكشوف المختمفة.
03
الشكل ( )1يوضح طبيعة عمل نظرية المبادى االدارية ل ىنري فايول
02