Professional Documents
Culture Documents
طرق تنمية الكفاءات في المؤسسة الاقتصادية دلائل من دراسة ميدانية لعينة من المؤسسات الجزائرية
طرق تنمية الكفاءات في المؤسسة الاقتصادية دلائل من دراسة ميدانية لعينة من المؤسسات الجزائرية
جامعة تلمسان
tabet_wassila@yahoo.fr
امللخص :تعد املوارد البشرية العنصر احملرك والفعال يف املؤسسة االقتصادية وخاصة أصحاب الكفاءات واملهارات ،ويف ضوء التغريات البيئية
املتسارعة واملنافسة الشديدة والعوملة ،أصبح لزاما على املؤسسات تبين آليات وطرق متكنها من تنمية كفاءاهتا البشرية وتسخري مجيع اإلمكانيات
واملوارد الالزمة لذلك ،الن التنافس يف ظل عاملية السوق أصبح يعتمد على االحتفاظ ابلكفاءات البشرية وتنميتها ابعتبارها القادرة على اإلبداع
والتطوير وحتقيق الفرق بني املؤسسات ،و يف هدا املقال سأحاول التطرق إىل أهم الطرق اليت تلجأ إليها املؤسسة االقتصادية اجلزائرية لتنمية
كفاءاهتا .أهنينا املقال بدراسة ميدانية اد قمنا بتوزيع استبيان على عينة مكونة من 100مؤسسة .أبرز النتائج اليت توصلنا اليها ان املؤسسة
االقتصادية اجلزائرية تعتمد على التكوين والتحفيز لإلبقاء على الكفاءات املوجودة حبوزهتا .ايضا ال يعترب التدريب من الوسائل اليت تعتمد عليها
املؤسسة االقتصادية اجلزائرية يف إطار تنمية الكفاءات البشرية.
The aim of this paper knowledge the basic concepts related to attracting competence to highlight its importance
for Algerian companies and identify the reality of the Algerian company and its ability to attract the necessary
competencies and maintain them through An Empirical Study. We finished our article by an empirical study to test
our hypotheses. We choose the sample composed of 100 Algerian companies. We used regression in Analyse data
by spss V 24.0 software. The alpha Cronbach’s coefficient of the items equal (0.975). According to the results, the
worker's competency Formation and motivation have an effect on the maintaining competencies process in Algeria
companies.
مقدمـ ـ ـ ـ ــة:
لعل أهم ما ميز التغريات والتحوالت االقتصادية اليت شهدها القرن احلادي والعشرين هو تنامي االهتمام ابملورد البشري واعتباره املفتاح السحري
يف املنظمات احلديثة ،فوجود االنسان املفكر والعامل يف جمتمعه يشكل عامل قوة وعنصرا مهما يف ركيزة البناء االقتصادي ،وقد أكدت معظم
التوجهات االدارية على توجيه األمهية من قبل املنظمات للموارد البشرية واعتبارها رأس املال النادر احلصول عليه خاصة أصحاب الكفاءات
واملهارات ،حيث تتمتع الكفاءات البشرية يف املنظمات املعاصرة بقدرة فائقة على االنتقال بني املنظمات و البلدان املختلفة بشكل مل يسبق له
مثيل ،وتتزايد حدة هده الظاهرة يوما بعد يوم مع تصاعد موجة العوملة ،و بعد أن كانت املؤسسات تتصارع يف حروب األسعار و التسويق ،بدا
صراعها يدور حول إمكانية تنمية كفاءاهتا البشرية هبدف تطويرها و تنمية الكفاءات عليها اليت تعد من أهم املوارد غري امللموسة اليت متتلكها
املؤسسة و أهم مصدر رئيسي لتحقيق ميزة تنافسية مستدامة .انطالقا مما سبق ميكن صياغة اإلشكالية التالية:
ما هي أهم الطرق واألساليب اليت تعتمدها املؤسسات اجلزائرية لالحتفاظ ابلكفاءات وتنميتها؟ :من خالل هده الورقة البحثية سنحاول اإلجابة
عن هده اإلشكالية عرب احملطات التالية:
* الدراسة التطبيقية
اجلانب النظري:
لقد تعددت التعاريف بشأن مصطلح الكفاءة واختلفت ،حيث يعترب من املواضيع الشائكة اليت يصعب إعطاؤها تعريف شامل ودقيق ،وفيما يلي
سنتناول مفهوم الكفاءات أبعادها وأنواعها.
-1مفهوم الكفاءات:
كان هناك عدة حركات مهدت لظهور الكفاءات وسامهت بشكل كبري يف تطوير هدا احلقل ،أشهرها الدراسات اليت قام هبا عامل النفس ماكليلند
واليت نشرت عام 1972حيث انه توصل بعد مراجعة عدد من األحباث والدراسات واالختبارات األكادميية والعالمات جملموعات من الطالب
إىل أن العالمات األكادميية:
-يعرفها اجمللس الوطين للمؤهالت املهنية يف اململكة املتحدة أبهنا" :القدرة على تطبيق املعرفة والفهم واملهارات الفنية والفكرية ألداء فعال وفق
( )3
املعايري املطلوبة يف العمل"
() 4
كما مت تعريفها على أهنا "القدرة على التعبئة بتجميع وتنسيق املوارد يف إطار صريورة عمل حمددة من أجل حتقيق نتائج حمددة مسبقا "
فمفهوم الكفاءة ادن يدل على املهارات العلمية اليت يتولد عنها خلق القيمة ،فهي تركيبة من املعارف واملهارات واخلربة والسلوكيات اليت متارس يف
إطار حمدد وتتم مالحظتها من خالل العمل امليداين والذي يعطي هلا صفة القبول ،ومن مث فانه يرجع للمؤسسة حتديدها وتقوميها وقبوهلا
وتطويرها(.)5
-2أبعاد الكفاءات:
)6
حدد » « TOMAS DURANDثالثة أبعاد أصلية للكفاءة تتمثل يف :املعرفة ،املمارسة واملواقف (
1-2املعرفة savoir:تتمثل يف اجملموع املهيكل للمعلومات املندجمة يف إطار مرجعي يسمح للمؤسسة بقيادة نشاطاهتا واجناز عملياهتا يف
سياق خصوصي ،عرب جتنيد تفسريات خمتلفة ،جزئية ومتناقضة يف بعضها.
2-2املمارسة أو التطبيق :savoir-faireيتعلق ابلقدرة على االجناز بصفة ملموسة وفق مسار أو أهداف حمددة سلفا ،هده املعارف
العملية ال تقصي املعرفة ،غري انه ميكن أال تتطلب فهما أساسيا ألسباب سريان املهارات اليدوية أو التقنيات األمريكية.
3-2السلوك أو املواقف :savoir-êtreاليت تبدو أهنا أمهلت يف املنظور املرتكز على املوارد وكذلك يف نظرية الكفاءات احلديثة الظهور
ابلرغم من أن مسالة السلوك وكذلك اهلوية واإلرادة متثل ابلنسبة لنا مظهرا أساسيا لقدرة الفرد أو املنظمة على اجناز أي شيئا أي مظهرا أساسيا
لكفاءهتما ولدلك نعترب املنظمة األكثر حتفيزا تكون أكثر جناعة من غريها مع وجود عنصر التساوي يف املعارف النظرية .
-3أنواع الكفاءات:
اختلف الباحثون من حيث تصنيفهم للكفاءات وذلك راجع الختالف املعايري املتبعة ،إال أن أبرز هذه التصنيفات وألكثرها شيوعا التصنيف وفقا
لثالث مستوايت هي :املستوى الفردي ويوافق الكفاءات الفردية ،املستوى اجلماعي ويوافق الكفاءات اجلماعية ،وأخريا املستوى التنظيمي ويوافق
الكفاءات التنظيمية واليت يسميها البعض ابلكفاءات األساسية أو اإلسرتاتيجية (.)7
1-3الكفاءات الفردية :يعرفها» « ALAIN MEIGNANTعلى أهنا " :معارف علمية مقبولة يف نشاط معني ،كما تعرف أبهنا
حلقة وصل بني اخلصائص الفردية واملهارات املتحصل عليها من أجل األداء احلسن ملهام معينة وحمددة ،فاملعارف اليت ميتلكها الفرد هي حوصلة
()8
للمعارف املكتسبة ابلتكوين والتعلم واملعارف يف العمل كاخلربات واملمارسات"
-وهناك من يرى أن الكفاءات الفردية "هي القدرة على تعبئة املعرفة الالزمة ملواجهة احلاالت املختلفة "
مما سبق ميكن القول إن الكفاءات الفردية هي كل املؤهالت اليت حيوزها الفرد عن طريق التكوين األويل ،التكوين املتواصل ،التجربة املهنية
والتجارب الشخصية اليت يستعملها يف نشاطه املهين ال جناز أهداف وبصورة فعالة.
4
-2-3الكفاءات اجلماعية :تنشأ هذه الكفاءات من خالل تعاون الكفاءات الفردية لتسهيل عملية الوصول إىل النتائج احملددة ،حيث تسمح
الكفاءات اجلماعية إبنشاء موارد جيدة للمؤسسة وتسمح بتطويرها وتراكمها وتسمى هذه الكفاءات كذلك ابلكفاءات احملورية ،ألن على
أساسها يتوقف بقاء املؤسسة وتطورها أو انسحاهبا (.)9
حسب " )2000( LEBOTERFالكفاءة اجلماعية هي نتيجة أو حمصل ينشأ انطالقا من التعاون وأفضلية التجميع املوجودة بني الكفاءات
الفردية ،وتتضمن الكفاءة اجلماعية مجلة من املعارف :معرفة حتضري عرض أو تقدمي مشرتك ،معرفة االتصال ،معرف التعاون ،معرفة أخذ أو تعلم
اخلربة مجاعيا (.)10
-3-3الكفاءات التنظيمية :وتسمى أيضا ابلكفاءات اإلسرتاتيجية أو الكفاءات األساسية وميكن تعريفها أبهنا " توليفة من املهارات
والتكنولوجيات اليت تساهم بطريقة تفسريية يف القيمة املضافة للمنتج النهائي (.)11
()12
)1992( BARTONفإن الكفاءات األساسية للمؤسسة تتكون من أربع عناصر: ووفقLEONORD
-القيم واملعايري اليت هبا نرسخ عملية خلق وتطوير الكفاءات األساسية.
أن القدرة على االحتفاظ ابلعاملني عبارة عن إمجايل الرتاكمات ملمارسات إدارة الكفاءات ،ولسوء احلظ فان أفضل الكفاءات هي دائما أول من
يغادر املنظمة ألهنم ميلكون فرصا أكثر يف اخلارج بفضل مهاراهتم وخرباهتم ،وهنا أييت دور املؤسسة يف إتباع طرق وأساليب متكنها من االحتفاظ
بكفاءاهتا البشرية ،ومن بني أشهر الطرق اليت تتبناها املؤسسات جند :تكوين الكفاءات ،تدريب الكفاءات ،التحفيز وحتسني املناخ التنظيمي.
-1تكوين الكفاءات:
يعرف " " LAKHDAR SEKIAUالتكوين أبنه "جمموعة من األفعال ،الوسائل ،الطرق والدعائم اليت حتث العمال على حتسني معارفهم،
سلوكياهتم واجتاهاهتم وقدراهتم الذهنية الالزمة لتحقيق أهداف املنظمة ،الشخصية واالجتماعية مع عدم إمهال االجناز املالئم لوظائفهم احلالية
()13
وملستقبلية
أن تطور مفهوم الكفاءات أدى إىل النظر يف نشاط التكوين كما هو احلال ابلنسبة لبقية جماالت تسيري املوارد البشرية " فانALIAN :
MEIJMANTفبالنسبة لكل من " BOTERF LEو"املؤسسات واملنظمات ستبتعد شيئا فشيئا عن التفكري احلايل اخلاص ابلتكوين ودلك حنو
تفكري مؤسس على إنتاج تطوير واحلفاظ على الكفاءات واملهارات".
كما تبني الكثري من الدراسات فان إدراج مقاربة اجلودة يف عملية التكوين فرض عدم االكتفاء بتسيري الوضعيات واألعمال البيداغوجية وميكن أن
()14
جند أربع مراحل لعملية تكوين الكفاءات تتمثل فيما يلي :
املرحلة األوىل :يف هده املرحلة يتم تعيني جمموعة األطوار املعنيني ابلتكوين ابإلضافة إىل حتديد الوسائل ،اإلجراءات ،القرارات والعمليات •
الضرورية.
املرحلة الثانية :مرحلة هندسة التكوين ،وهي األعمال املتناسقة املؤدية إىل تصور واجناز أنظمة التكوين املعدة ،وتتجلى هده العملية من •
خالل وثيقتني مها :دفرت الشروط الذي يعترب الرتمجة العملية ملفهوم استثمار التكوين وامللفات البيداغوجية ،لدلك تعترب هده املرحلة هي احملددة
جلودة التكوين.
املرحلة الثالثة :مرحلة االجناز ،واليت من خالهلا يتم التوجيه والتحضري ،ودلك من خالل وضعيات بيداغوجية خمتلفة ،تلتقي يف نقطة أساسية •
هي أهنا يف كل احلاالت تعترب أزمنة يتمكن فيها املتعلم أو املتكون من حتصيل املعارف الضرورية.
املرحلة الرابعة :كما هو احلال ابلنسبة إىل املنتجات فان تطبيق مبدأ اجلودة يوجب ضرورة التأكد من أن اخلدمة املقدمة للزبون تتوفر على •
اجلودة الالزمة ،كذلك التكوين ال خيرج عن هدا املبدأ ،حبيث تصبح حمددات اجلودة هي القادرة على إنتاج املهارات وتعبئتها يف وضعية العمل،
وهو ما يفرضه أيضا منهج الكفاءات اليت من أسسها أهنا ال حتقق يف وضعيات عمل حقيقية.
والشكل التايل يلخص املراحل األربعة للتكوين:
-1-3مقارابت التكوين:
للتكوين ثالث مقارابت تتمثل يف :املقارابت السلوكية ،املقاربة العملية ومقاربة اجلودة (.)15
-1املقارابت السلوكية :تتميز هده املقارابت ابألمهية اليت توليها املؤسسات لألفراد ولعملهم وجملموع العالقات القائمة بينهم وبني اجلماعة اليت
ينتمون إليها وطاملا أن دراسة السلوك هو أمر معقد يف حد ذاته فالدارسني له يتناولونه من وجهات نظر خمتلفة ،وهو ما ال يستثىن منه القائمون
ابلتكوين يف تقدميهم للمواد الضرورية لألفراد حمل التكوين ،ودلك يف إطار هده املقاربة .ومن بني أهم املقارابت نذكر:
جمموعات التعلم :وهي عبارة عن جتمع لعدد من األفراد لفرتة زمنية معينة ،والغرض منها هو حتليل التفكري ،األحاسيس ،ردود األفعال إضافة إىل
أهنا الوسيلة اليت يتمكن هبا الفرد من مقارنة التصور الذي شكله لذاته مع دلك التصور املشكل من طرف اجلماعة اليت ينتمي إليها ،وهدا بغرض
تسهيل إحداث التغيري املرغوب
أما املقاربة الثانية فتتمثل يف التطوير التنظيمي واليت تتميز ابعتنائها الكبري ابلقيم اإلنسانية وموضوعها يتمثل يف تغيري املواقف ،احملفزات اجتاه
سلوك دميقراطي تعاوين لدى األفراد حتضريا لبث القيم اجلديدة ،وهو ما يتطلب التحديد الدقيق للتغريات املرغوبة
أخريا جند مقاربة برامج التكوين املنظمة ومن أمهها :الندوات ،امللتقيات ،والورشات واحملاضرات الرمسية.......ففيما خيص الندوات مثال فإهنا
تعد من أحسن الطرق اليت متكن املرتبصني اجلدد من التأقلم مع واقع املؤسسة وأهدافها.
-2املقاربة العملية :أن هده املقاربة تنشئ حول التسيري إطار نظري مكون من جمموعة املبادئ والتقنيات .وتصور موضوع التكوين يف هده احلالة
يكون مشكال من :تعلم للمفاهيم ،النظرايت ،التقنيات ،وامليكانيزمات العملية ،غري أن التكوين تبعا هلده املقاربة يتطلب معرفة أن العمل خيتلف
تبعا لألفراد املتعامل معهم .وابلتايل فهو خيتلف من فئة اإلطارات الدنيا ،اإلطارات الوسيطة إىل اإلطارات العليا.
فبالنسبة لإلطارات الدنيا فموضوع التكوين يتمحور أساسا حول املعارف املتعلقة مبكوانت مهنة التسيري ،مفهوم التسيري ،كيفية تسيري املرؤوسني،
إعداد وتطوير الربامج ،وإرضاء متطلبات رؤسائهم وغريها واليت ميكن حتقيقها عن طريق احملاضرات املنظمة داخل أو خارج املؤسسة.
أما اإلطارات الوسطى فالتكوين ابلنسبة هلا ينصب حول املسائل املتعلقة مباشرة ابلتسيري وفيما خيص اإلطارات العليا ورغم االفرتاض القائم حول
املعارف املتواجدة لديهم بشكل مسبق والناجتة أما عن التكوين األويل أو عن توليهم ملناصب يف فرتات سابقة ،فالتكوين ضروري هلؤالء على األقل
نتيجة التطور السريع والدائم يف نظرايت وتقنيات التسيري.
طرق اجلودة :على العموم ميكن أن جند ثالث طرق ملقاربة اجلودة املطبقة على التكوين: ✓
-البحث عن التأقلم األمثل مع احلاجة :واليت تنتج يف الغالب عن وضعية عدم القابلية للعمل أو احلاجة إىل مهارات معينة وتعد هندسة
التكوين أفضل طريقة تستخدم يف مقابل هده الوضعية.
7
ضمان العملية :وهده الطريقة تتميز برتكيزها على املعايري ،واخلطوات احملددة ،ودلك هبدف حتديد العمليات املرجعية لتحليل ،إعداد وسري
متطلبات التكوين.
-تطوير االحرتافية :وهي الطريقة اليت طورت من طرف اجلمعيات واجملموعات االحرتافية ،ودلك هبدف التعديل لألعمال االحرتافية ،وابألخص
التأكد من احرتافية القائمني على التكوين بواسطة معايري متفق عليها.
معايري اجلودة يف التكوين :أن مقارنة اجلودة بتطبيقها على التكوين قد أدت إىل اإلشراك احلقيقي لألطراف املكونة لعملية ✓
التكوين ،كما أن ميزة اإلشراك هده انشات عائقا متثل يف صعوبة إعداد جدول القيادة أو املتابعة نظرا لتعدد وجهات النظر.
لدلك كان من الضروري إخضاعه جملموعة من املعايري أمهها:
-صياغة احلاجة إىل التكوين على شكل معايري جودة واضحة ومفهومة
✓تقنيات اجلودة :من بني أهم التقنيات املطبقة يف الوقت احلايل يف جمال التكوين جند:
عجلة DEMINGواليت تتلخص يف أربعة مراحل.
كما جتدر اإلشارة إىل أن عمليات البحث على التكوين دفعت إىل البحث عن املعيارية وهو ما تبينه املعايري املقدمة من AFNORطرف
-2حتفيز الكفاءات:
يتحدد السلوك اإلنساين يف أية منظمة مبجموعة من العوامل الشخصية واالجتماعية والتنظيمية أييت يف مقدمتها منط الشخصية
ودافعية الفرد واالجتاهات والقيم واألعراف اليت ترىب عليها خالل تنشئته االجتماعية وما أصاهبا من خربات ومعارف اكتسبها خالل
حياته .وقد شهدت أدبيات اإلدارة منذ ما يزيد على ثالثة عقود العديد من البحوث اليت ركزت على دراسة ماهية عملية التحفيز
وأمهيتها– كأداة إدارية – وآاثرها يف األداء الفردي واملؤسسايت ودورها يف احلفاظ على الكفاءات اليت هي حبوزة املؤسسات.
من املعروف جيدا أن السلوك اإلنساين هو سلوك موجه حنو حتقيق أهداف معينة سواء كان اإلنسان واعيا ملا يبتغيه من أهداف
أو غري واع عندما يكون هذا السلوك ال شعوراي .وقد ساعدت نظرية التحليل النفسي لفرويد يف الكشف عن أهداف السلوك الالشعوري
ودافعية هذا السلوك .وبوجه عام ميكن القول :إن األفراد العاملني ال خيتلفون يف قدراهتم وتصوراهتم لألعمال فحسب ،بل يف دافعتيهم أو
يف رغبتهم يف القيام هبا وحتقيق إجنازات مرضية .فالدافعية ليست حاجة غري مشبعة أو انقصة لإلشباع بقد ر ما هي قوة داخلية
كامنة يف أعماق الفرد وحترك سلوكه وتوجه هذا السلوك لبذل أقصى جهود ممكنة لتحقيق أهداف شخصية وتنظيمية .أما احلوافز
فهي مثريات خارجية تنشئ سلوك األداء ،فليس األجر وما يرتبط به من ميزات مادية هو احملرك الوحيد لسلوك العاملني كما
8
اعتقدت االجتاهات التقليدية لإلدارة ،فاألجر وامليزات ،واملشاركة والسلطة واهليبة والنفوذ وغري ذلك من أشكال يصعب التعبري عنها
بقيم مادية كلها تعد حمركات وحمددات لسلوك األداء .والتحفيز -هو يف واقع األمر -قوة تستثري الفرد ألداء أفضل فيما إذا
متكنت اإلدارة التحكم هبذه القوة وتوجيهها يف إاثرة الدافعية لبذل جمهودات أكرب ،وذلك عن طريق الربط وفق آ ليه معينة بني
الوضعية اخلارجية -احلوافز-والوضعية الداخلية اليت تتعلق ببيئة العمل وابلفرد وخصائصه الفيزيولوجية والثقافية واملهارية واملعرفية يف
مواقف معينة .فعلى سبيل املثال يقول«DEAL. 2000 » :أن جوهر سياسة التحفيز هو إعطاء الفرد ما يريده من العمل ،فكلما
كنت قادرا على إعطائه ما يريد وجدت منه ما تريد من إنتاجية ورضا ووالء ،وقد عرف مسيرتز التحفيز أبنه " :جمموعة من القوى
()16
اليت حترك األفراد ألن يتصرفوا بطرق أو ابجتاهات معينة ،وهذه القوى حترك سلوك األفراد حنو حتقيق هدف أو أهداف حمددة
التقسيم الشائع للحوافز هو دلك الذي يقسمها إىل حوافز مادية وأخرى معنوية.
-1احلوافز املادية :وتشري إىل كل ما متنحه املنظمة للعاملني هبا من اجر أساسي أو راتب أو مكافئات تشجيعية أو عالوات دورية أو استثنائية
()17
أو عموالت أو ترقيات أو اشرتاك يف األرابح أو ما شابه دلك مبا يضمن للعاملني مستوى مناسب من العيش.
-2احلوافز املعنوية :تتمثل فيما تبدله املنظمة من جهود لسعادة العاملني هبا مثل :حتسني ظروف مناخ العمل ،إعادة تصميم العمل ،التناوب
الوظيفي ،التوسع الوظيفي ،اإلثراء الوظيفي ،املدح والثناء االعرتاف جبهود العاملني ،إشراك العاملني يف اإلدارة الثقة وتفويض السلطة -وهنا البد
من اإلشارة إىل *رواتب الكفاءات * اليت تعترب من املواضيع احلساسة ملا هلا من دور فعال لالحتفاظ ابلكفاءات ،وقد عرف نظام رواتب
()18
الكفاءات تسميات خمتلفة أمهها :
الوظيفة والدور املنوط ابلفرد ،خدمات الفرد ومهاراته ،سوق العمل ،قيم وثقافة املؤسسة.
ويعرف نظام األجر على أساس الكفاءة أبنه* :هو النظام الذي من خالله تقوم املنظمة مبنح معدالت األجر إىل العاملني على أساس عمق
ونوعية املهارات والقدرات واملعارف واخلربات املتوافرة لدى هؤالء العاملني بصرف النظر عن املسميات الوظيفية ،كما يطلق على هذا النظام طريقة
األجر على أساس املهارة أو املعرفة أو الكفاءة* .
-3شروط التحفيز الفعال :يتوقف جناح التحفيز يف حتقيق أهدافه على بعض املتطلبات األساسية اليت من أمهها:
-أن يبىن على أساس كمية اجلهد املبذول ونوعه ،واالقدمية واملهارة ،والعدالة ،واملساواة والقوة....
-ضرورة اقرتان سياسات التحفيز ببيئة العمل ،وقد ظهر يف السنوات األخرية قضااي بيئية تستوجب من املديرين التعرف إليها
ومراعاة أتثرياهتا يف التحفيز ليتصف ابلكفاءة والفاعلية .
اجلانب التطبيقي:
.1عينة الدراسة
حرصا منا على دقة النتائج اليت سوف حنصل عليها ،فضلنا اختيار عينة الدراسة بطريقة غري عشوائية ،حيث قمنا بتوزيع االستبيان على
122مؤسسة اقتصادية ،اسرتددان منها 102استبيانه وبعد فحصها قمنا ابستبعاد 02استبيانني لعدم صالحيتها للتحليل .وعليه فان عينة
الدراسة تتكون من 100مؤسسة اقتصادية تنشط يف نفس احمليط االقتصادي واالجتماعي ،وقد مت اختبار هذه اجملموعة من املؤسسات يف
الوالايت التالية :تلمسان ،اجلزائر العاصمة ،سيدي بلعباس ،وهران ،سطيف ،عني متوشنت ،برج بوعريريج ،مستغامن ،ابتنة .من كال القطاعني
العام واخلاص وقد حاولنا الرتكيز على كربى املؤسسات يف خمتلف النشاطات.
.2حدود الدراسة
أ -اجملال املكاين :مت اختيار تسعة والايت إلجراء الدراسة امليدانية وهي :تلمسان ،اجلزائر العاصمة ،وهران ،عني متوشنت ،سيدي بلعباس،
مستغامن ،سطيف ،ابتنة ،برج بوعريريج .وجيدر ابلذكر أن أغلب املؤسسات حمل الدراسة تقع يف والية تلمسان واليت بدورها تتوفر على عدد كبري
من املؤسسات االقتصادية سواء كانت عمومية أو خاصة ،واليت تقع معظمها يف املنطقة الصناعية بدائرة شتوان ،املنطقة الصناعية بدائرة احلناية،
املنطقة الصناعية بدائرة الرمشي ،دائرة الغزوات ،واملنطقة نصف الصناعية أيب تشفني .واجلدول التايل يوضح عدد املؤسسات يف كل والية من
الوالايت.
ب -اجملال الزمين :ويتمثل يف الفرتة املمتدة من اتريخ مباشرة العمل امليداين إىل غاية مجع كل البياانت وحتليلها ،مت اخلروج إبجاابت عن كل التساؤالت
املطروحة وابلتايل أتكيد أو نفي الفرضيات املوضوعة يف الدراسة .وعموما فقد استغرقت هذه الفرتة أكثر من اثنا عشر شهر.
.3اختبار فرضيات الدراسة لعينة مكونة من 100املؤسسة:
قمنا ابستخدام برانمج SPSS v 24يف عملية التحليل ملالئمة هذا الربانمج لدراسة احلالية وملالئمته حلجم العينة.
14 أنثى
يوضح اجلدول أعاله خمتلف خصائص العينة من اجلنس ،املؤهالت العلمية ،الوظيفة ،امللكية ،خربة املؤسسة يف جمال النشاط وعدد عمال
املؤسسة
اخلطأ املعياري املقدر معامل التحديد املعدل معامل التحديد معامل االرتباط ()R النموذج
a
0.34703 0.652 0.666 0.816 01
يظهر اجلدول أعاله معامل االرتباط بني املتغريات الذي قدر بـ ( )0.816وهي متثل نسبة ()59%من املستجوبني اليت حددها معامل
التحديد.
نالحظ من اجلدول أعاله معنوية التأثري املتبادل بني التكوين والتحفيز وتنمية الكفاءات ،ألن القيمة ( )Pكانت معنوية ( )0.000وهي
أصغر من مستوى املعنوية ( )0.05وابلتايل تعترب التكوين ،التحفيز من الوسائل اليت تعتمد عليها املؤسسة اجلزائرية لتنمية الكفاءات.
3معامالت اإلحندار املتعدد
من جدول معامالت اإلحندار لتأثري ضغط الوقت نستنتج العالقة اخلطية التالية:
12
.
على ضوء النتائج أعاله ،ان عاملي التكوين والتحفيز تؤثر على عملية تنمية الكفاءات يف املؤسسة اجلزائرية ،اذ نالحظ من اجلدول ان
قيمة أتثري تكوين الكفاءات على عملية تنمية الكفاءات تساوي ( )0.397وهي أكرب من قيمة التأثري املعنوي املقدرة ب ( )0.15كما ان قيم
Pو Tمعنوية .نالحظ أيضا ان حتفيز الكفاءات هي األخرى هلا أتثري على عملية تنمية الكفاءات ،اذ تساوي( )0.625وهي أكرب من قيمة
التأثري املعنوي املقدرة ب ( )0.15كما ان قيم Pو Tمعنوية .فكل هذه املؤشرات تدل على قبول هذه الفرضية القائلة أب ّن التكوين والتحفيز
من الوسائل اليت تعتمد عليها املؤسسة اجلزائرية لتنمية الكفاءات
خامتة:
مل تعد الزايدة يف الراتب هي السبب الرئيسي وراء ترك الكفاءات للمؤسسة وااللتحاق أبخرى .ولقد أشار »«Scheinإىل أن األشخاص
ميلكون احتياجات خاصة وحيتاجون إىل بيئة خاصة لألداء ولتحقيق هده االحتياجات ،آدا كانت األوضاع احلالية ال تقدم البيئة املناسبة ،فان
الكفاءات سيبحثون عن بيئة أخرى ،وابلتايل فانه من مصلحة املؤسسة أن حتقق أكرب حماذاة بني عمل الكفاءات وتفضيال هتم املهنية والعمل
الذي جيب اجنازه ( ، .)19فالكفاءات هم أفراد متميزون يسعون لتحقيق ذاهتم فكراي و مهنيا و لضمان ظروف عمل و معيشة مرحية تكفل هلم
حرية التفكري و امكانية االبداع ،وان مل جتد هذه الكفاءات مسعاها يف املؤسسة اليت حتتضنها فإهنا تسعى ال جياد مكان آخر ،و هلذا يبقى
األهم من جذب هذه الكفاءات هو تنميتها هبدف احملافظة عليها و ضمان استمراريتها ابلعمل لصاحل املؤسسة حىت مع توفر اغراءات أكرب يف
سوق العمل.
وميكن تلخيص أهم النتائج اليت توصلنا اىل ان املؤسسة االقتصادية اجلزائرية تعتمد على التكوين والتحفيز لتنمية الكفاءات املوجودة
حبوزهتا.
قائمة املراجع:
-1خيضر كاظم محود ،روان منري الشيخ " إدارة املواهب والكفاءات البشرية " ،زمزم انشرون وموزعون ،عمان ،األردن ،الطبعة األوىل 2013ص،
ص 74،75
2- ALAIN LABRUFFE, mesure des compétences Edition afnor, Saint-Denis le pain 2003 p 5.
3-
LOU VAN BEIRENDONCK, " Management des compétences،", Edition de Boeck Université Bruxelles ,2004 p16.
4-
PHILIPPE LORINO, méthodes et pratiques des performances, Edition d’organisation 3eme Edition, paris 2003 p67
-5مصنوعة أمحد "تنمية الكفاءات البشرية كمدخل لتعزيز امليزة التنافسية للمنتج التأميين" ،امللتقى الدويل السابع حول "الصناعة التأمينية ،الواقع
العملي و آفاق التطوير-جتارب الدول،"-يومي /04/03ديسمرب 2012كلية العلوم االقتصادية والعلو م التجارية وعلو م التسيري ،جامعة
حسيبة بن بوعلي الشلف.
-6اثبيت احلبيب و بن عبو اجلياليل " تطوير الكفاءات و تنمية املوارد البشرية -دعائم النجاح األساسية ملؤسسات األلفية الثالثة " -مؤسسة
الثقافة اجلامعية ،اإلسكندرية ،الطبعة األوىل 2009ص ،ص117،118
13
-8مهديد فاطمة الزهراء ،قبايلي أمال " دور تطوير الكفاءات و تنمية املهارات يف حتقيق األداء املتميز ابملؤسسة االقتصادية" ،امللتقى الوطين
األول حول تسيري املهارات و مسامهته يف تنافسية املؤسسات ،يومي 23/22فيفري 2012كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم
التسيري ،جامعة حممد خيضر بسكرة.
-10كمال منصوري ،مساح صوحل "تسيري الكفاءات :اإلطار املفاهيمي و اجملاالت الكربى" ،جملة أحباث اقتصادية و إدارية ،العدد -07جوان
2010-ص53
-15إمساعيل حجازي ،معاليم سعاد ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص 44،45
-16سليمان الفارس "،اثر سياسات التحفيز يف الوالء التنظيمي ابملؤسسات العامة " ،جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية – جملد
-27العدد األول ، 2011ص،ص 74، 73
-17زاهر عبد الرحيم "،مفاهيم جديدة يف إدارة املوارد البشرية " ،دار الراية للنشر و التوزيع ،عمان ،االردن ،الطبعة األوىل ، 2011ص
151
-18
إمساعيل حجازي ،معاليم سعاد ،مرجع سبق ذكره ،ص 151
-19خيضر كاظم محود ،روان منري الشيخ ،مرجع سبق ذكره ،ص 283