Professional Documents
Culture Documents
الكفاءات
الكفاءات
الفوج01 :
المقدمة:
الخاتمة.
2
المقدمة :
تعت رب املوارد البش رية العم ود الفق ري ألح داث التغي ري حنو التنمي ة وه و أهم عام ل هلا ،إذ يع د احملرك األساس ي
جلمي ع النش اطات وأس اس فاعليته ا وخاص ة إذا متيز ه ذا املورد مبهارات ه ومعرفت ه وقدرت ه وقابليت ه للتكي ف م ع
طبيعة األعمال اليت ميارسها .ونظرا لكون بيئة األعمال احمليطة باألنظمة تتميز بالديناميكية وسرعة التغريات،
األمر الذي فرض عليها إعادة النظر برتكيبة املوارد البشرية املهارية واملعرفية وتطوير قدراهتا األدائية .حيث
استدعى هذا التطوير القيام ببعض النشاطات كالتدريب والتعليم ،واستقطاب كفاءات جديدة ،باإلضافة إىل
األنش طة األخ رى اخلاص ة ب إدارة الكف اءات .كم ا يعت رب اإلس تثمار يف املوارد البش رية من أهم اإلس تثمارات
ملواجهة التحديات ،ألن العملية التنموية ترتكز على كفاءة املوارد البشرية .كما أن املورد البشري هو العنصر
الرئيسي واحملوري يف املنظمات ،والذي بدونه تفقد املوارد األخرى قيمتها متاما .فاحلصول على املورد البشري
وإعداده وحتفيزه واحملافظة عليه يعترب نشاطا ضروريا لكي تستطيع املنظمة الوصول لغايتها .ومن هذا املنطلق
عملت املنظمات على تطوير العنصر البشري واإلرتقاء به لكي حتقق و تكتسب ميزة تنافسية يف بيئة شديدة
املنافسة وذلك من خالل إضافة قيمة للزبائن وحتقيق التميز.
اإلشكالية :مامدى فعالية إدارة وتطوير الكفاءات على آداء الموارد البشرية في المنظمة ؟
3
المبحث األول :مفهوم الكفاءات
يعترب مفهوم الكفاءة من املفاهيم متعددة األوجه ،اختلف من حيث التصور واجملاالت املطبقة واملقرتحة ،وقد
تطور كثريًا يف العقدين األخريين حيث أصبح من الصعب حتديد وحصر مفهوم مشرتك له إال أنه ميكننا القول
أن هذا املفهوم يرتبط بوضعيات العمل فال ميكننا التحدث عن الكف اءة إال يف إط ار عملي ،وأغلب التعاريف
رغم اختالفها فهي تشرتك يف مكوناهتا أو املوارد املشكلة هلا واملتمثلة عموم ًا يف الثالثية الكالسيكية :املعارف(
)Savoirاملع ارف العملي ة ( )Savoir-faireاملع ارف الس لوكية ( )Savoir-êtreوه ذا م ا توض حه التع اريف
1
التالية:
-أوال :الكفاءة هي" :جمموع ثالثة أنواع من املعارف :معارف نظرية ومعارف عملية (خربة) وبعد سلوكي
2
(الكينونة) معبأة أو قابلة للتعبئة ،يستخدمها الفرد إلجناز املهام املوكلة إليه بطريقة أحسن"
-ثانيا :عرفها G.Boterfعلى أهنا" :القدرة على تعبئة مزج وتنسيق املوارد يف إطار عملية حمددة بغرض بلوغ
3
نتيجة حمددة وتكون معرتف هبا وقابلة للتقييم كما ميكن أن تكون فردية أو مجاعية"
-ثالثا :تعريف اجلمعية الفرنسية للمعايري الصناعية " : AFNORالكفاءة هي استخدام القدرات يف وضعية مهنية
بغيـة التوصـل إىل األداء األمث ل للوظيف ة أو النش اط " ،املالح ظ أن ه ذا التعري ف يرب ط الكف اءة بالغاي ة من
4
استخدامها دون حتديـد حملتـوى القدرات ،و هذه العمومية يف طرح مفهوم الكفاءات تكسيه غموضا أشد.
-رابعBBا :و يعرف الباحثان Daniel HELD & Jean Marc RISSالكفاءة بأهنا "القدرة على إجناز النشاطات
املهنية املنتظرة من شخص ما يف إطار الدور املنوط بـه يف املنظمة أو يف اجملتمع .وإذا أردنا فهي جمموع املعارف
5
النظرية ،املعارف العملية و املعـارف السلوكية املستخدمة يف سياق معني".
-خامسBBا :على إث ر اللق اءات التش اورية جلماع ات العم ل املنعق دة حتت إش راف اجمللس الوط ين ألرب اب العم ل
الفرنسيني ( MEDEF )EX. CNPFمن أبريل إىل ديسمرب 1997تقرر اعتماد التعريف التايل " :الكفاءة املهنية
1مذكرة ماجستري" ،دور إدارة الكفاءات يف اسرتاتيجية حتقيق المتزي" ،من إعداد الطالب بن جدو محمد األمني ،جامعة سطيف ،1لكية العلوم اإلقتصادية والتجارية
وعلوم التسيري ،2013-2012 ،ص.02
2نفس املرجع السابق.
3نفس املرجع السابق.
4األستاذ اثبيت احلبيب واألستاذ بن عبو اجلياليل" ،تطوير الكفاءات وتمنية املوارد البرشية" ،مؤسسة الثقافة اجلامعية ،مرص ،الطبعة األوىل ،2009 ،ص.112
5نفس املرجع السابق ،ص.113
4
هي تركيبة من املعارف و املهارات و اخلربة و السلوكات اليت متارس يف إطار حمدد ،و تتم مالحظتها من خالل
العمل امليداين ،و الذي يعطي هلا صفة القبـول ، La Validiteو من مث فإنه يرجع للمؤسسة حتديدها و تقوميها
1
و قبوهلا و تطويرها"
-سادسا :اقرتح P. Zarifianتعريفا آخر يسعى من خالله إىل إدماج أبعـاد خمتلفة و مجع صياغات متعددة :
"الكفاءة هي اختاذ الفرد للمبادرة و حتمله للمسئولية يف خمتلف الوضعيات املهنية الـيت تواجهه" ،و "هي ذكاء
عملي لألوضاع ،ترتكز على معارف مكتسبة يتم حتويلها بشكل أكثر قوة كلما ازداد تعقد هذه األوضاع" ،
و "الكف اءة هي الق درة على جتني د ش بكة الف اعلني ح ول نفس الوض عيات ،علـى الرهان ات و على التكف ل
2
مبجاالت املسئولية املشرتكة".
-سBابعا :أما Amit & Shoemakerفيعرفان الكفاءات بأهنا قدرة املنشأة على بذل أو استخدام مواردها ،يف
شكل مركب اعتياديا ،باستعمال مسارات تنظيمية ،لتحقيق هدف حمدد .ويظيفان أن الكفاءات هي عبارة عن
مسارات ملموسة أو غري ملموسة ،ترتكز على املعلومات ،وهي خصوصية لكل منشأة وتتطور مبرور الزمن عرب
3
تفاعالت معقدة بني موارد املنشأة.
الميكن ألي تعريف مهما كانت دقته أن حيدد مفهوم الكفاءة بسهولة ،وهلذا فإن التعرف على الكفاءات حيتاج
إىل حتديد ومعرفة مميزاهتا واليت حتددها يف اآليت:
1األستاذ اثبيت احلبيب واألستاذ بن عبو اجلياليل ،مرجع سبق ذكره ،ص.113
2نفس املرجع السابق ،ص 114ص.115
3نفس املرجع السابق ،ص 115ص.116
4مذكرة ماجستري ،بن جدو محمد األمني ،مرجع سبق ذكره ،ص 03ص.04
5
الكفBBاءة ذات غايBBة (هادفBBة) :حيث أن ه يتم تش غيل مع ارف خمتلف ة قص د حتقي ق ه دف حمدد أو تنفي ذ
نشاط معني ،فالشخص يكون كفؤ إذا استطاع تأدية هذا النشاط بصفة كاملة ؛
الكف BBاءة مفه BBوم مج BBرد :فهي غ ري ملموس ة وغ ري مرئي ة ،م ا ميكن مالحظت ه هي األنش طة املمارس ة
والوسائل املستعملة ونتائج هذه األنشطة ،حيث أن حتديدها يتم من خالل حتليل األنشطة ؛
الكفاءة مكتسبة :فالفرد ال يولد كفؤ ألداء نشاط معني وإمنا يكتسب ذلك من خالل تدريب موجه؛
الكفاءة ذات تشكيل ديناميكي :أي أن حتصيلها يتم من خالل تفاعل العناصر واملكونات املختلفة هلا
وضمن أبعادها (املعارف ،املعارف العملية ،املعارف السلوكية) عرب الزمن ؛
الكف BBاءة تمكن الف BBرد من التح BBول من وض BBعية عم BBل إلى أخ BBرى ،وه و م ا ال ميكن حتقيق ه إال ع رب
مستويني من الكفاءات ،ومها مستوى اإلبداع ومستوى اإلسقاط فالفرد إذا كان يف مواجهة وضعية
جديدة فهو مطالب باإلبداع أما إذا كانت مشاهبة لوضعية سابقة فهو مطالب بإجراء عمليات إسقاط
باللجوء للقياس مع العلم أنه يوجد مستوى آخر هو التقليد أين يكتفي العامل بالنقل فقط ؛
الكف BBاءات ال تك BBون مفي BBدة للمنظم BBة إال إذا ك BBانت مدرك BBة ،لك ون إدراك الف رد ملا ميلك ه يس مح
باحلفاظ عليه وتطويره ومن مث اإلستفادة منه.
نالحظ من خالل تعاريف الكفاءة املقدمة يف املطلب األول أن هناك إشارة صرحية وواضحة على أن الكفاءة
هي توليفة من ثالث مكونات أساسية هي:
المعرفBBة ( : )Savoirتع رف املعرف ة على اهنا جمموع ة من املعلوم ات املس توعبة واملهيكل ة واملدجمة يف .1
إطار مرجعي يسمح للمؤسسة بقيادة أنشطتها والعمل يف إطار خاص كما ميكن اعتبارها جمموعة من
املعلوم ات احملص ل عليه ا وال يت تس اعد على فهم أو اإلحاط ة بش يء أو جمموع ة من األش ياء" ،فهي
جمموعة من املعارف املهنية القاعدية الضرورية ملمارسة الوظيفة ،مثل تقنيات احملاسبة ،تقنيات اإلنتاج،
السكرتارية ،... ،وهي معلومات قابلة للنقل من شخص آلخر؛
المع BBارف العملي BBة ( :)Savoir-faireوتس مى بامله ارات وتع رف على أهنا مق درة ذهني ة أو عقلي ة .2
مكتسبة أو طبيعية يف الفرد ،وتشري املهارة إىل قدرة الفرد على التصرف بطريقة معينة للقيام بالعمل
املطلوب منه وحتدد املهارات املطلوبة :القدرة على التحليل والتفكري والتكيف واإلبتكار ،والقدرة على
الت دريب...،اخل .وهي أحس ن ت وازن بني املع ارف والعم ل مبع ىن جمم وع املع ارف الض رورية ملباش رة
املواق ف واملم يزات الشخص ية املرتبط ة ب املوظف واملطلوب ة عن د ممارس ة النش اط املع ين ،فهي جمموع ة
الصفات الشخصية كالرتتيب ،الدقة ،روح املبادرة...،اخل حيث يكتسي هذا النوع من املعرفة طابع ًا
اجتماعي ًا رغم امتداد تأثريه إىل جوانب أخرى وتظهر يف الكيفية اليت يتعامل هبا الفرد مع زمالءه يف
العمل ومع كل من له عالقة به أثناء العمل.
إن مفهوم الكفاءة ناتج عن تراكم وجتميع العديد من العناصر وهي البيانات ،املعلومات ،املعارف ،واخلربة
البيانBBات :هي جمموع ة من احلق ائق املوض وعية غ ري املرتابط ة ،يتم إبرازه ا وتق دميها دون أحك ام أولي ة .1
مس بقة .وتص بح البيان ات معلوم ات عن دما يتم تص نيفها ،تنقيحه ا ،حتليله ا ووض عها يف إط ار واض ح
ومفه وم للمتلقي .كم ا تعت رب م واد وحق ائق خ ام أولي ة ،ليس ت ذات قيم ة بش كلها األويل ه ذا م ا مل
تتحول إىل معلومات مفهومة ومفيدة؛
المعلومBBات :هي يف حقيق ة األم ر عب ارة عن بيان ات متنح ص فة املص داقية ،ويتم تق دميها لغ رض حمدد. .2
فاملعلوم ات يتم تطوره ا وت رقى ملكان ة املعرف ة عن دما تس تخدم للقي ام أو لغ رض املقارن ة ،وتق ييم نت ائج
مسبقة وحمددة ،أو لغرض االتصال ،أو املشاركة يف حوار أو نقاش؛
المعرفة :يرى Druckerاملعرفة على أهنا ترمجة املعلومات إىل أداء لتحقيق مهمة حمددة أو إجياد شيء .3
حمدد وهذه القدرة ال تكون إال عند البشر ذوي العقول واملهارات الفكرية .
1مذكرة ماجستري ،بن جدو محمد األمني ،مرجع سبق ذكره ،ص 06ص.07
7
الخBBبرة :هي تل ك الدرج ة العالي ة املش كلة للكف اءة ،وتنتج عن تل ك احلال ة املم يزة ب التحكم اهلائ ل يف .4
الكف BBاءات الفكري BBة أو التص BBورية :تش مل الق درة على تص ور املؤسس ة كك ل من خالل ت داخالت أ)
خمتلـف الوظـائف ،و القدرة على إدراك عالقات املؤسسة باحمليط اخلارجي بكل عناصره :السياسية،
اإلجتماعيـة اإلقتص ادية ،...ه ذه التص ورات متنح اإلط ار (املس ري) أسـلوبا خاصـا يف فهـم و ص ياغة
التوجه ات التنموي ة للمؤسس ة و أه دافها اإلس رتاتيجية على وج ه اخلص وص و تف رتض ه ذه الق درات
ب دورها حي ازة الش خص جمموع ة مواص فات تتمث ل باخلص وص يف س عة اخلي ال ،وف رة املع ارف و
م ؤهالت ذهني ة متكن ه من فهم و اس تيعاب األفك ار اجملردة ،و ميكن جتس يدها بع دة ط رق :إق رتاح
منتوجات جديدة ،الدخول يف السوق الدوليـة ،إدخـال آليات عمل جديدة.
الكف BBاءات اإلنس BBانية أو العالقاتي BBة :تتمث ل يف ق درة املس ئول على العم ل بفعالي ة باعتب اره عض وا يف ب)
جمموع ة ،و ب ذلك فهـي تتعل ق باجلانب الس لوكي للف رد و بعالقات ه مبس ئوليه ،نظرائ ه و معاونیه ،و
ترتجم القـدرة على فهم ما يريده اآلخرون أو يقولونه بلغة احلال أو بلغة املقال ،و يرى من خالل ذلك
ما هي التعديالت الواجب إدخاهلا على العالقات اإلنسانية السلطوية و الوظيفية معا .
الكفBBاءات التقنيBBة :تفرتض اإلملام و التحكم يف معارف خصوصية تندرج ضمن نطاق التخصص ،و ت)
بعبارة أكثر وضوحا ،تتضمن القدرة على الفهم و اإلستعمال األمثل ملسار ،إجراء أو تقنية معينة ،و
ترتجم واقعيا يف املعارف املتخصصة اليت متكن الفرد من أداء العمليات الالزمة إلجناز عمـل خصوصي،
كقيام اجلراح بإجراء عملية جراحية ،و قيام املدقق بإجراء تدقيق للحسابات املالية .
الكف BBاءات الخصوص BBية :هي الكف اءات التقني ة الالزم ة يف إط ار منص ب عم ل خصوص ي بش كل ال أ)
يتسىن معه هلذا املنصب من إجناز املهام املنوطة به إال بتوافر هذه الكف اءات ،مما جيعل هذا النوع من
الكفاءات مرتبطا ارتباطا وثيقا باملكانة القانونية اليت يشغلها الفرد يف املنظمـة.
1األستاذ اثبيت احلبيب واألستاذ بن عبو اجلياليل ،مرجع سبق ذكره ،ص 122إىل ص.131
8
الكفBBاءات المشBBتركة :هي "الكف اءات ال يت يس تعملها الف رد إلجناز أن واع كث رية من امله ام اليومي ة و ب)
املهنية ...و كفاءات تطبق يف كل مناصب العمل ،فعلى سبيل املثال يوجد عدد كبري من املناصب
اليت تتطلب القدرة على التحرير ،برغم تفاوت مستويات التعقيـد و التـردد باختالف املناصب .
و هذه الكف اءات ب رغم ع دم ارتباطه ا ب املوقع الت درجي للف رد إال أهنا متكن ه ذا األخ من حتسني أداء
عمله ،كما أهنا تعترب كفاءات تأهيلية لكوهنا :
-تساعد الفرد على إجناز مهامه املهنية و نشاطات يومية أخرى ؛
-متنح الفرد قاعدة و مرتكزات لتحصيل معارف أخرى ؛
-تدعم قدرة الفرد على التكيف مع التغريات .
الكف BBاءات الفردي BBة :تالح ظ C. Dejouxوف رة التع اريف املتعلق ة مبفه وم الكف اءة الفردي ة ،غ ري أن أ)
الكثريين يرجعون إىل التعاريف األكثر بساطة و األكثر انتشارا و هي تلك املرتكزة على الثالثي " :
معرف ة ،ممارس ة ،س لوك " ،بينم ا يعم د P.Gilbert & M.Parlierإىل إث راء ه ذا الن وع من التع اريف
بقوهلما أن الكفاءات الفردية "هي جمموعات معارف ،قـدرات عمل و سلوكات مهيكلة وفق هدف
معني و يف وضعية معينة".
-أما G. Boterfفيعرفها بقوله " :الكفاءة ليست حالة ،بل هي مسـار ...العامل الكفؤ هو الذي
يكون قادرا على جتنيد و تنفيذ بصفة فعالة خمتلف وظائف النظام حيث تتدخل موارد خمتلفة ،عمليات
فكرية ،معارف ،تفعيل للذاكرة ،عمليات تقييمية ،قدرات عالقاتية و مناذج سلوكية".
و بغرض التبسيط نقول أن الكفاءات الفردية هي كل املؤهالت اليت حيوزها الفرد عن طريق التكوين
األويل ،التك وين املتواص ل ،التجرب ة املهني ة و التجـارب الشخص ية ،و الـيت يس تعملها يف نش اطه امله ين
إلجناز أهداف حمددة و بصورة فعالة.
الكفاءات الجماعية :حبكم طبيعة املنظمة كمجموعة بشرية مهيكلة و ذات أهداف ،و نظرا للصبغة ب)
اجلماعي ة للنش اط التنظيمي ،ف إن حتلي ل و حتدي د الكف اءات يس تدعي جتاوز اإلط ار الفـردي لإلهتمـام
مبستوى أعلى يتمثل يف الكفاءات اجلماعية األخرية ليست جمرد جتميع للكفاءات الفردية بل هو تركيبة
فريدة من الكفاءات ،املهارات و القدرات املتوفرة لدى أفراد املنظمة تفوق نتيجتها النتيجـة املرتتبة عن
مجع الكفاءات الفردية و ذلك بفعل أثر اجملموعة الناجم عن الديناميكية اجلماعيـة للفاعلني إذ بفعل جو
اإلبتهاج و الديناميكية السائدين يف اجلماعة فإنه يتعذر متييز املسامهات الفردية يف العمل اجلماعي مما
جيعل الكل أعلى من جمموع األجزاء ،و هذه الصـورة حتسـد الكفاءة اجلماعية.
و حتدد C. Sauretجمموعة أبعاد للكفاءات اجلماعية :
9
-التداوب : La Synergieتشكل التفاعالت القوية بني أعضاء اجملموعة
-التضامن :La Solidaritéتربط كل فرد بشبكة التعاون القائمة داخل فريق العمل .
-التعلم : L' Apprentissageحتدد القدرة التأهيلية للجماعة و ترتكز على نوعيـة التنظيم السائد
-الصورة العملية اجلماعية : L'image opérative collectiveتشري إىل وجود متثل مشرتك للنشاط أو
العمل .
-التقنني و اللغة املشرتكني : Code et langage communsحييالن مرجعيتهما األعضاء إذ ال توجد
كفاءة بدون تواطؤ.
و من هنا ميكن القول أن الكفاءات اجلماعية هي جمموع األدوات املتوفرة لدى األفراد للعمل مجاعيا،
و املتمل ة خصوص ا يف :امله ارات املش رتكة ل دى اجلمي ع وش بكات اإلتص ال ال يت تنس ق النش اطات
والذاكرات اجلماعية اليت تسمح باختاذ قرارات متناسقة.
الكف BBاءات المكتس BBبة (المتاح BBة ) :هي تل ك ال يت حيوزه ا األف راد يف ال زمن " " tو تقتض يها طبيع ة أ)
العمل ونوعية املنتـوج أو اخلدمة احلاليني ،و هذه الكفاءات تتعلق مبدى الرتابط بني مؤهالت الفـرد و
متطلب ـات
الوظيفة ،و بعبارة أكثر دقة يطرح هذا النوع من الكفاءات مسألة درجة اإلنسجام بني دور الفاعل و
مكانته التنظيمية ، Role et Statut de l'Acteurألن التوافق بينهما هـو وحده الكفيل بضمان أداء
فع ال ،بينم ا ي ؤدي أي خل ل بني األدوار و املكان ات إىل اه تزاز البن اء التنظيمي و تالش ي الثق ة بني
األفراد و املنظمة.
الكف BBاءات الالزم BBة مس BBتقبليا :ي ؤدي أي تغي ري يف مس ارات اإلنت اج أو يف تص ميم اهليك ل التنظيمي ب)
(إدخال تكنولوجيا جديدة ،إحداث فروع جديدة ،إدخال أي تعديالت نوعية ...إخل ) إىل ضرورة
إع ادة النظ ر يف املؤهالت و الكف اءات املتوفرة لدى الف اعلني و م دى مطابقتها ملتطلبات التغ ريات ،و
حينه ا تك ون املنظم ة أم ام ع دة ب دائل حل ول :إم ا برحمة عملي ات التك وين أو اللجـوء إىل التوظيـف
اخلارجي.
خالص ة الق ول أن "حتدي د الكف اءات املكتس بة حالي ا يتطلب اإلهتم ام ب الفرد بينمـا ينص ب حص ر
الكفاءات الالزمة مستقبليا على املؤسسة نفسها" .
10
المبحث الثاني :ماهية إدارة الكفاءات
اختل ف يف تعري ف إدارة الكف اءات ،وذل ك راج ع إىل س ببني ،األول ن اتج عن االختالف األص لي يف تعري ف
وحتديد معىن الكفاءة ،وبالتايل إدارهتا ،والثاين عند ذهاب البعض باعتبار هذه الوظيفة واحدة من بني الوظائف
غ ري املس تقلة عن إدارة املوارد البش رية ،وبالت ايل اعتباره ا كنش اط من األنش طة العادي ة هلذه اإلدارة .ونتيج ة
لالختالفات الكثرية يف تعريف هذه اإلدارة نورد بعضا منها ملعرفة وجهات النظر املختلفة حول هذا النشاط:
التعريف األول" )Thiery & Sauret( :هي عبارة عن تصميم وتنفيذ ومتابعة سياسات وخمططات األعمال اليت
هتدف إىل ختفيض الفجوة بني احتياجات املوارد البشرية للمنظمة (كما وكيفا) بصورة استباقية وذلك موازاة
1
مع اخلطة االسرتاتيجية (على األقل اخلطط متوسطة األجل)"؛
التعريف الثاين" :هي عبارة عن التنبؤ (االستباق) والكفاية بني االحتياجات وموارد املنظمة سواء كانت كمية،
2
أو كيفية"؛
التعري ف الث الث " )Dimitri Weiss(:هي منهج خ اص هبندس ة املوارد البش رية يهتم بتص ميم وتنفي ذ ورقاب ة
3
السياسات التطبيقية اليت هتدف إىل تقليص اهلوة بني االحتياجات واملوارد البشرية كما ونوعا".
التعريف الرابع" :جمموع األنشطة املخصصة الستخدام وتطوير األفراد واجلماعات بطريقة مثلى هبدف حتقيق
مهم ة املؤسس ة وحتس ني أداء األف راد ،وك ذا اس تعمال وتط وير الكف اءات املوج ودة أو املس تقطبة حنو األحس ن،
حيث متث ل أنش طة تط وير املس ار ،التك وين ،التوظي ف واالختي ار وغريه ا وس يلة لتحس ني أداء املنظم ة وليس ت
4
أهدافًا يف حد ذاهتا حبيث يكون هناك تكامل عمودي وأفقي"
التعريف اخلامس" :بعد خاص يف إدارة املوارد البشرية يبحث عن التوفيق بني تنافسية املنظمة وقابلية التوظيف
5
لدى املوارد البشرية وذلك بتعبئة وتدعيم قدرات العاملني لديها".
1د.أبوالقامس محدي" ،إدارة الكفاءات والتطوير التنظميي" جامعة عامر ثليجي ابألغواط ،لكية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،2019-2018 ،ص.33
2نفس املرجع السابق.
3نفس املرجع السابق ،ص.34
4بن جدو محمد األمني ،مرجع سبق ذكره ،ص.12
5مذكرة ماجستري ،بن جدو محمد األمني ،مرجع سبق ذكره ،ص 13
11
التعري ف الس ادس" :الت أثري يف مع ارف وكف اءات وس لوكيات املورد البش ري ليك ون أك ثر ق درة على حتس ني
6
عوائده والتكيف مع التطورات احلاصلة يف حميط العمل".
ومن خالل ما سبق ،خنلص إىل تعريف إجرائي إلدارة الكفاءات يتمثل فيما يلي :منهجية تنظيمية قائمة على
أساس املوائمة بني احتياجات املنظمة من املوارد البشرية وبني متغريات البيئة اخلارجية عن طريق حتليل وختطيط
تل ك اإلحتياج ات كم ا ونوع ا ،وذل ك متاش يا م ع اس رتاتيجية إدارة املوارد البش رية واالس رتاتيجية العام ة
2
للمنظمة".
3
ثانيا :مراحل وأهداف إدارة الكفاءات:
معرف ة جي دة هليك ل املوارد البش رية باملنظم ة من خالل املؤش رات الكمي ة كه رم األعم ار ،وتوزي ع
مستويات التكوين ،ومستوى االجور ،ومقارنتها مع املنافسني ،واملؤشرات النوعية ملواردها من خالل
أنظمة التقييم؛
توقع االعمال املستقبلية ،وحتديد االحتياجات من الكفاءات ووضع قوائم للوظائف املستهدفة؛
وضع خمططات التوظيف والتكوين واحلركة بني الوظائف كأحد أهم أساليب إدارة الكفاءات؛
فإدارة الكفاءات تقضي على النظام التقليدي للتصنيفات الذي يقوم على حمتوى الوظيفة (منصب العمل) ،فهي
ب دًال من ذل ك تق وم على املع ارف واخلص ائص املهني ة (مبا فيه ا الس لوكية) الض رورية لش غل املنص ب ،وحتتم
ظهر مصطلح الكفاءة يف السبعينات ضمن اإلطار االقتصادي األمريكي واألوريب فيما بعد ومع تطور األسواق
العاملية باليابان جنوب شرق آسيا إفريقيا واهلند ،تعرضت املنظمات األمريكية واألوروبية إىل املنافسة الشديدة
وكان لزاما عليها إجياد طرق جديدة للمحافظة وتقوية مزاياها التنافسية فحولت اهتمامها حنو العنصر البشري
وحبثت عن طرق عمل أكثر مرونة كما اهتمت بالكفاءات الفردية وفرق العمل واعتربهتا عوامل النجاح .ففي
بريطانيا قامت السلطات املعنية بوضع سياسات حتت رفع مستوى كفاءات املوارد البشرية وكفاءة املسريين
على وجه اخلصوص وهذا لتشجيع التعلم ،وهذا من أجل وضع معايري حتدد شروط االلتحاق مبنصب العمل .
أم ا يف الوالي ات املتح دة األمريكية فق د مت إنش اء س نة 1994نظ ام NSSBومهمته وض ع نظ ام وط ين معياري
للقدرات والكفاءات للقيام باملهام والوظائف ،فالربيطانيون يربطون بني الكفاءات واملعايري ضمن إطار الوظيفة
أما األمريكان فيهتمون أكثر بأثر إدارة الكفاءات الفردية على امليزة التنافسية !.
النظري BBة العلمي BBة لـ فري BBديريك ت BBايلور :1915-1856أثن اء عم ل ت ايلور كمهن دس ،الح ظ اخنف اض
اإلنتاجي ة وض ياع ال وقت واجله د واملوارد دون حتقي ق فائ دة إنتاجي ة مثلی و س رعان م ا اخ ذ ب إجراء
التجارب امليدانية من اجل الكفاءة اإلنتاجية وضبط الوقت واجلهد واملوارد وهذا ما عرف بالنظرية
العلمية وأحيانا بنظرية "الرجال االقتصادي " حيث ركزت هذه الدراسات والتجارب على اجلوانب
املادية املتعلقة بالعمل واإلنتاج مما كان على حساب العنصر البشري الذي كان ينظر إليه على أنه الة
بيولوجية هدفها الكسب املادي فقط مع وجود األنانية والكسل والقيام بالواجبات ،و الرتكيز على
اهليئات اإلدارية العليا أك ثر من العمال واملنفذين ،و سرعان ما نشر نتائج جتاربه كنظرية يف كتابه
املع روف باس م (مب ادئ اإلدارة العلمي ة) حيث عرفه ا ت ايلور كم ا يلي :املعرف ة الدقيق ة كم ا تري د من
الرجال أن يعلموه مث التأكد من أهنم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأرخصها.
نظري BBة النض BBج اإلداري لك BBريس أرج BBيرس :2013–1923يؤك د ص احبها ارج ريس أن النظري ات
الكالسيكية واملمارسات التقليدية ال تنسم مع اإلنسان ،إذا نظرنا إليه على انه بالغ وناضج وعاقل ،و
ي رى ارج ريس أن اإلدارة العلمي ة مببادئه ا احملددة واملقي دة متن ع الف رد من حتقي ق ذات ه الن ك ل األش ياء
حمددة مس بقا ومقي دة بطريق ة حمددة ال جمال ألي اجته اد من قب ل الف رد .كم ا يؤك د أن مب ادئ
البريوقراطية ال ختلف سوى إنسان اعتمادي وسليب الذي يشعر انه ال سيطرة لديه على مقومات العمل
1مذكرة ماسرت "دور إدارة الكفاءات يف تطوير املوارد البرشية" قادري محمد ،جامعة 8مــاي -1945قالــمة ،لكية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسري ،قسم
العلوم اإلقتصادية ،2019/2020 ،ص 68ص 69ص 70ص.71
13
أو بيئة العمل اليت يعمل هبا ،بسبب السلطة اهلرمية والعمودية وسيطرة اإلدارة العليا املطلقة ملختلف
املستويات اإلدارية وسيطرهتا على مجيع السلطات بشكل مركزي ،و احلل من وجهة نظره هو التعامل
مع الناس على أهم باغون وناضجون دون وصاية عليهم ،و حتسني شكل العالقات بينهم وبني اإلدارة
ويقر بان أسباب التغيب ودوران العمل والكسل والنفور من العمل ،يعود يف جممله ملمارس ات اإلدارة
اليت أصبحت غري صاحلة لالستخدام يف الوقت احلاضر.
رغم االنتقادات اليت وجهت إىل حركة العالقات اإلنسانية إىل أهنا كانت معلما يف تاريخ تطور الفكر
اإلداري ألهنا أظه رت الف رد كعنص ر رئيس ي يف تنظيم وليس جمرد آل ة إنتاجي ة خالي ة من العواط ف
واملشاعر واألحاسيس واالحتياجات.
النظرية اليابانية (نظرية )Zل ويليم اوشي :يشري "أوشي" إىل أن اإلنسان بطبعه ليس ماديا حبتا كما
يراه "تايلور" ،وزمالؤه ،وال غري مادي يعري اهتماما أكرب للجوانب املعنوية أكثر منها للجوانب املادية
األخرى ولكنه وسط بني هذا وذاك ،فاألجر اجملزي واحلوافز املادية ضرورية وهامة وكذالك اجلانب
املعن وي من احلوافز واهتم ام ورعاي ة وت امني ظ روف العم ل املناس بة ك ل ذل ك يس اعد يف ختفيض
الض غوط ل دى العم ال ،و امتص اص الش عور الس ليب حنو العم ل ،ويض يف ن وع من الرض ا واالس تقرار
النفس ي ال ذي ينعكس على مس توى إنت اجهم املنظم ة املتعلم ة ل بي رت س انج اش تداد املنافس ة يف مي دان
األعمال وازدياد حالة عدم التأكد البيين مل يعد ممكنا العمل وفق مفاهيم املنظمة التقليدية والقائمة على
السلطة وتوزيع األدوار واالهتمام اجلزئي بالعمل لذلك طرح مفهوم املنظمة املتعلمة واليت متثل منظمة
هلا الق درة على التعلم باس تمرار لتكي ف نفس ها م ع املس تجدات والظ روف الطارئ ة .إن ه ذه املنظم ة
حتم ل خص ائص النج اح لكوهنا ق ادرة على االس تفادة والتعلم من خربهتا وخ ربة اآلخ رين لق د أعطى
الباحث بيرت سانج مفهوم املنظمة املتعلمة معىن واسع وثري من خالل كتابه "املبدأ اخلامس" والذي
شخص فيه عناصر ارتأى أهنا أساسية للمنظمة املتعلمة كما يلي:
النمBB Bاذج العقليBB Bة :ويفهم من ه أن ي رتك مجي ع الع املني أس اليب التفك ري القدمية واس تبداهلا -
ة. اليب إبداعي بأس
احلذق الشخصي :جيب أن يتمتع اجلميع بالوعي الذايت والتفتح مع اآلخرين.
التفكير بمنطق النظم :جيب على اجلميع أن يعرفوا كيف تعمل املنظمة كنظام متكامل الرؤية -
املشرتكة :يف إطارها جيب أن يفهم اجلميع ويوافق على اخلطط واألفعال يف املنظمة
العمل كفريق :العمل بشكل مجاعي وبفرق عمل منظمة الجناز اخلطط. -
نظريBBة الكفBBاءات المحوريBBة لهامBBل وباراهالBBد :تناول مفكرو اإلدارة اإلسرتاتيجية مفهوم القدرة من
زواي ا خمتلف ة وأش اروا إىل األمهي ة الك ربى إىل أن يك ون هلا أمهي ة إس رتاتيجية فاخ ذ مفه وم الكف اءات
اجلوهرية يف التبلور بداية التسعينات على هذا األساس ،و حتديدا ما تناوله الباحثان هامل وباراهالد يف
14
سلسلة مقالتهم يف ذلك اجملال إذا كان األفكار األوىل تركز على أن املنظمات ميكن إن تطور جماالت
للخ ربة وامله ارة املعرفي ة تك ون ذات أمهي ة على املدى البعي د هبدف تط وير األنش طة املركزي ة ومنح
املنظمة ميزة متفردة أشار هلا هامل وباراهالد إىل أهنا حرم من املهارات والتقنيات اليت متكن املنظمة من
تقدمي منافع للزبون وقدرة تنافسية أكثر تأثريا.
تعترب املوارد والكفاءات البشرية أساس تنافسية وأداء املنظمات ،كما تعترب الركيزة األساسية اليت تعتمد عليها
لتحقيق أهدافها ،ذلك أن هذه املوارد والكفاءات هي مصدر اإلبداع والتطوير ،وبالتايل فهي حباجة إىل إدارة
ومتابع ة ،وس نحاول من خالل ه ذا املبحث التط رق إىل س ريورة إدارة الكف اءات من خالل أربع ة عناص ر هي
(ختطيط واكتساب الكفاءات ،تطوير الكفاءات ،أجور وحوافز الكفاءات ،تقييم من الكفاءات):
1
أوال :توظيف الكفاءات
يعرف J.P.CITEAMالتوظيف بأنه جمموعة من القواعد واإلرشادات املوجهة لضمان أحسن تطابق ممكن بني
املؤهالت الشخصية للفرد (مهارات ،قدرات ،طموحات )...ومتطلبات منصبه وتتم عملية التوظيف يف املنظمة
عرب مرحلتني هي ختطيط املوارد والكفاءات البشرية ،إستقطاب وتعني الكفاءات البشرية:
أ-تخطيط الكفاءات :يتمثل ختطيط الكفاءات يف ذلك النشاط الذي يتم مبوجبه حتديد احتياجات املنظمة من
الكفاءات البشرية يف فرتة زمنية مقبلة ،وذلك من حيث الكم والنوع ،فتخطيط الكفاءات البشرية يكون من
خالل تق دير اإلحتياج ات املس تقبلية ،مث مقارنته ا ب املوقف احلايل يف املنظم ة ،وتك ون نتيح ة وج ود فج وة يف
الكف اءات وال يت حتاول املنظم ة س دها ،وع ادة م ا يتم ترمجة ه ذه الفج وة على أس اس الع دد املطل وب تعيين ه
واجملاالت اليت حتتاج هذا العدد.
التنبؤ باجتاهات جمموعة من العوامل اخلارجية والداخلية املؤثرة يف ختطيط الكفاءات البشرية .
تقدير حجم ونوعية الطلب املتوقع على الكفاءات البشرية مستقبًال داخل املنظمة .
حتليل العمل واملقارنة بني احلاجة واملتاح من الكفاءات البشرية.
معاجلة نتائج ختطيط الكفاءات.
1مذكرة ماجستري ،بن جدو محمد األمني ،مرجع سبق ذكره ،ص 20ص 21ص 22ص.23
15
ب-اسBBتقطاب الكفBBاءات :بع د ختطي ط الكف اءات البش رية على مس توى املنظم ة وحتدي د حاجته ا منه ا كم ا
وكيف ًا ،فإن اخلطوة التالية هي ضمان اكتساب الكفاءات واحلصول عليها بالعدد املطلوب واملهارات املطلوبة
لضمان حتقيق أهداف املنظمة .ويعرف اإلستقطاب بأنه عملية تشري إىل ذلك النشاط الذي ينطوي على اجياد
عدد من املتقدمني املؤهلني ليتم اختيار األفضل من بينهم لشغل وظائف" ،فاإلستقطاب هو ذلك النشاط الذي
من ش أنه ح ذب وتوف ري األف راد الع املني اجلي دين يف املنظم ة لش غل الوظ ائف الش اغرة داخ ل املنظم ة ،وذل ك
بالعدد والنوعية املطلوبة ويف الوقت املناسب.
توفري جمموعة كافية من املتقدمني املالئمني لشغل الوظائف وبأقل تكلفة ممكنة؛
العمل على تقليل عدد املتقدمني من غري املؤهلني لشغل املناصب باملنظمة مما خيفض من تكاليف عملية
االختيار النهائي؛
املس امهة يف حتقي ق درج ة عالي ة من اس تقرار املوارد البش رية يف املنظم ة من خالل ح ذب املرش حني
املناسبني واالحتفاظ بأصحاب الكفاءات وحتفيزهم للبقاء يف املنظمة ؛
حتقيق املسؤولية االجتماعية والقانونية واالخالقية من خالل اإللتزام بعملية البحث الصحيحة وتأمني
حقوق املتقدمني املرشحني لشغل الوظائف الشاغرة؛
العمل على جذب جمموعة مالئمة ومميزة من األفراد وذات كفاءة عالية ،مما خيفض من تكاليف بعض
العمليات كالتدريب.
إن سياس ة الكف اءات البش رية للعم ل تع ين حتدي د املص ادر ال يت حتص ل منه ا املنظم ة على العنص ر البش ري
والعمل على استكشلف مصادر جديدة وتنميتها ،وكذلك العمل على تقومي تلك املصادر بصورة مستمرة لكي
تتمكن من احلصول على أفضل املوارد والكفاءات البشرية يف الوقت املناسب ،وهذه املصادر هي:
المصBBادر الداخليBBة وتتن وع ه ذه املص ادر لتش مل الرتقي ة ،نق ل والتحوي ل املوظفني الس ابقني ،خمزون
املهارات وقاعدة املعلومات ،...ويتحدد ذلك باملوارد البشرية املتاحة داخل املنظمة.
المص BBادر الخارجي BBة ومن أهم ه ذه املص ادر مك اتب العم ل احلكومي ة ،وك االت التوظي ف اخلاص ة،
اإلعالن ،اجلامع ات واملعاه د واملدارس ،الرتش يحات من قب ل ع املني يف املنظم ة ،منظم ات مهني ة....
إخل.
1
ثانيا :تقييم الكفاءات
1مذكرة ماجستري ،بن جدو محمد األمني ،مرجع سبق ذكره ،ص 24ص 25ص.26
16
ميثل تقييم الكفاءات مرحلة هامة من مراحل إدارة الكفاءات وواحدة من العمليات الكربى إلدارة الكفاءات
ألهنا تس مح بتحدي د نق اط الق وة ونق اط الض عف يف الكف اءات مبا يس مح بتطويره ا وك ذا منح املكاف ات
والعالوات...
مقاربات تقييم الكفاءات :تتمثل أهم مقاربات تقييم الكفاءات فيما يلي: أ)
مقاربة المعارف :وفق هذه املقاربة يكون التقييم من خالل املعارف النظرية ،وذلك بإجراء مقارنة بني .1
املعارف احملققة اليت ميتلكها الفرد والوضعيات املهنية اليت يرتبط هبا إال أن هذه املقاربة غري مستخدمة
بشكل واسع إلعطائها أمهية كبرية للمعارف النظرية واليت ال متثل سوى أحد أبعاد ومكونات الكفاءة.
مقاربة المعارف العمليBة (المهBBارات) :وفق هذه املقاربة يكون التقييم على أساس املالحظة املباشرة .2
لألفراد أثناء أداء املهام واألعمال ،ألن قدرات ومهارات األفراد ال ميكن إفرتاضها مسبقًا وهلذا جيب
مالحظتها لتحديدها.
مقاربBBة المعBBارف السBBلوكية :حسب ه ذه املقارب ة يتم التق ييم وفق مع اير اجتماعية تس تند على البع د .3
السلوكي للفرد ،لذا فهي غامصة وغري واضحة وما يصعب عملية تقييم مسامهة الفرد هو الفصل بني
املع ارف الس لوكية واملع ارف العملي ة وال يت هي يف الواق ع توليف ة من جمموع ة من املوارد ووف ق ه ذه
املقاربة فإن أداء املنظمات مرتبط بالسلوكات الفردية واجلماعية املطورة.
المقاربة اإلدراكية :تنطلق فكرة هذه املقاربة من أن كل عمل ناتج عن اسرتاتيجية حل مسائل معينة .4
وبالتايل فإن تقييم الكفاءات يرتكز على حتليل املناهج الفكرية ،أي إجياد املراحل الالزمة حلل املسائل
املختلفة ومن خالهلا حتديد الكفاءات الضرورية لوظيفة معينة.
أدوات تقBييم الكفBاءات :توجد العديد من األدوات لتقييم الكفاءات تركز جمملها على حتضري مرجعية ب)
معتمدة هلذه الكفاءات ومن هذه االدوات جند ما يلي:
مقابلة النشاط السنوية :جتري مقابلة النشاط السنوية اليوم يف املؤسسات الكبرية واملتوسطة ،وتتم بني
الفرد واملسؤول املباشر عنه لتوضيح حمصلة السنة املنصرمة وحتليل وضعية وظيفة الشخص الذي مت
تقييم ه ،وحتدي د األه داف املهني ة للس نة القادم ة وهي تس مح للمس ري بوض ع النقط ة الس نوية أو أحيان ًا
السداسية للعمال ،وقد أصبحت هذه الطريقة كالسيكية ،لذلك فإن املنظمات الرائدة يف جمال إدارة
الكف اءات ق د أدخلت اإلعالم اآليل يف اس تعمال املق ابالت الس نوية للنش اط ،مما يس مح هلم بتك وين
ارتباط مهم بني املشاركة يف التكوين وتطوير الكفاءات .
المرافقة الميدانية :املرافقة امليدانية تسمح للمسئولني بالتقييم الدوري لكفاءات أعضاء الفريق ،وكذا
تق دمي النص ائح هلم ومس اعدهتم على التط وير ،ويعتم د فيه ا على مرجعي ة كف اءات حمددة ،وتس مح
بفحص التط ورات احملقق ة بفض ل التك وين ،لكن هن اك بعض الس لبيات للمرافق ة امليداني ة ،تظه ر يف أن
17
حكم املسري قد يكون غري سليم ،إذا مل يكن مكونا من قبل على مثل هذه التقنيات ،كما أن سلوك
األفراد أو املرؤوسني يكون غري عادي أثناء وجودهم مبرافقة املسئول املشرف على التقييم.
مرجعيBB Bة الكفBB Bاءات :تع رف مرجعي ة الكف اءات بأهنا م ا نرج ع إلي ه يف حتدي د الكف اءات ،وعن د
اس تخدامها يف جمال إدارة املوارد البش رية بش كل ع ام فتع ين تل ك األداة أو الوثيق ة الرمسية ال يت تس مح
بالكشف عن الكفاءات املرغوبة وتكمن أمهيتها يف أهنها لتمكن من إعطاء الرتتيب السلمي للكفاءات
الضرورية للتشغيل ،كما تعترب مفتاح نظام إدارة املوارد البشرية ،نقطة ارتكاز لدراسة التش غيل واملوارد
البشرية للمنظمة باإلضافة إىل أهنا األداة القاعدية اليت متكن من تعديل الكفاءات تبع ًا ملتطلبات سياسة
التوظيف والتكوين واحلركية الداخلية.
طريقBBة مركBBز التقBBييم :تع رف بأهنا العملي ة ال يت من خالهلا يقيم الف رد أو اجملموع ة من قب ل العدي د من
املقيمني ال ذين يس تعملون جمموع ة متكامل ة من التقني ات واحملاك اة ،أو مالحظ ة الس لوكيات كقاع دة
للتقييم ،صياغة جزء مهم من التقنيات املستعملة.
إن املنظمات ال تقوم بعملية التقييم ألجل التقييم وإمنا تسعى إىل بلوغ األهداف التالية:
يقصد بتطوير الكفاءات البشرية زيادة عملية املعرفة واملهارات والقدرات للقوى البشرية القادرة على العمل يف
مجيع اجملاالت وميكن تعريفها بـ" :جمموعة النشاطات التعليمية اليت تؤدي إىل زيادة املردودية احلالية واملستقبلية
لالف راد ،برف ع ق دراهتم اخلاص ة إلجناز امله ام املوكل ة إليهم ،وذل ك عن طري ق حتس ني مع ارفهم ،مه اراهتم
واستعداداهتم".
يف ظل االقتصاد احلايل املتسم بالتغيري املستمر ،أصبحت عملية تطوير الكفاءات تكتسي أمهية بالغة ،وهذا من
أجل السماح للكفاءات البشرية من التأقلم مع عوامل تطور احمليط الداخلي واخلارجي للمنظمة ،حيث أصبح
تط وير الكف اءات البش رية وص يانتها ميث ل أمهي ة اس رتاتيجية ،نظ رًا ملا تقدم ه الكف اءات من إمكاني ات الحتالل
وضعيات جديدة يف السوق وحتقيق التميز والتفوق .كما أهنا أصبحت متثل اخلزينة احلقيقية لكل منظمة تعمل
يف حمي ط ذي ق وى كثيف ة املعرف ة ومبا أن ح املو املعرف ة يف املنظم ة هم عماهلا ،فه ذا يس تدعي ض رورة ص يانتها
وتطوير هذا املورد اإلسرتاتيجي املتمثل يف الكفاءات بأساليب حديثة للتحكم والتكوين.
1مذكرة ماجستري ،بن جدو محمد األمني ،مرجع سبق ذكره ،ص.27
18
2
رابعا :أجور وحوافز الكفاءات
تعت رب احلوافز بأهنا أس لوب معني يه دف إىل زي ادة كف اءات الع املني ،مما ينعكس إجياب ًا على الكف اءة
اإلنتاجية هلم كما ونوعًا ،ويؤدي يف النهاية إىل حتقيق أهداف املؤسسة وأهداف العاملني فيها .
وتعترب احلوافز قوة حمركة خارجية تستخدم حلث اإلنسان على بذل اجلهد للقيام بالعمل املطلوب على
أكم ل وج ه وجيب أن تع رب احلوافز عن م دى مس امهتهم يف حتقي ق عائ د املنظم ة وعلى املدير أن خيت ار
األسلوب األنسب لتحفيز موظفيه مع مراعاة مبدأ الفروق الفردية بينهم ،وللحوافز صور عديدة منها :
الحوافز المادية (زيادة األجر ،املكافآت واملنح للمالية املشاركة يف االرباح)؛ -
الحوافز المعنوية (الوظيفة املناسبة ،ضمان استقرار العمل ،فرص التكوين والتعليم والرتقية)؛ -
الحوافز الواقعية (ظروف العمل املرحية ،ساعات العمل املرحية ،مكان العمل الصحي). -
استراتيجيات تحفيز الكفاءات البشرية: أ)
هتدف اسرتاتيجية حتفيز الكفاءات إىل حتديد قيمة األجر املمنوح للكفاءات البشرية ،حبيث تسعى املنظمات إىل
أن تتصف حوافزها بالعادلة وأن تكون مرضية جلميع الكفاءات ،وتصنف هذه االسرتاتيجية إىل:
اس رتاتيجية التحف يز على أس اس امله ارة :ض من ه ذه االس رتاتيجية يتم تثمني م ا متتلك ه الكف اءات .1
البشرية من قدرات ومعرفة يف أداء العمل.
اس رتاتيجية التحف يز على أس اس األداء :األداء املعي اري يع د األس اس ال ذي ميكن مبوجب ه متي يز .2
العاملني والكفاءات ومن خالل مسامهاهتم يف حتسني اجلودة أو الكمية أو وفر يف وقت العمل أو
أي مورد مايل آخر حبيث ميكن اعتبار األداء فوق العادي ،أو األداء املتميز أو الناتج النهائي للعمل
أهم معايري تقدير احلوافز املمنوحة لألفراد العاملني.
أجور الكفاءات: ب)
إن السياسة األجرية املتوازنة جيب أن تتأسس على مبدأ العدالة داخليا أكثر منه خارجيا ،وأن تأخذ يف
عني االعتبار االحتماالت واحلدود الضريبية وهناك عدة عوامل ميكن أن تؤثر على األجور الفردية ميكن أن
تلخص يف :الوظيف ة أو ال دورة الق درة على تق دمي خ دمات من الف رد ،كف اءات الف رد ،س وق العم ل ،قيم
وثقافة املنظمة.
للتدريب أمهية كبرية يف جمال إعداد الكفاءات وتأهيلها ،فاملنظمة اليت تريد أن تتميز عن مثيالهتا عليها أن
ت وفر الكف اءات البش رية املاهرة ،وال تكتفي بتوفريه ا فق ط ب ل تعم ل على تطويره ا وتنميته ا ،وه ذا ال ميكن
حتقيقه إال من خالل عملية التدريب ذلك أن التدريب هو وسيلة لتحقيق األداء اجليد وكفاءة الفرد وألنه ينمي
املقدرة الذهنية واجلانب املعريف ،وميكن من تشجيع اإلبداع وتنشيطه.
ويع رف الت دريب بأن ه "عملي ة خمطط ة تق وم باس تخدام أس اليب وأدوات هبدف خل ق ،حتس ني ،وص قل
املهارات والقدرات لدى األفراد ،وتوسع نطاق معرفتهم لألداء الكفء من خالل التعلم لرفع مستوى كفاءته
وبالت ايل كف اءة املنظم ة ال يت يعم ل فيه ا" .كم ا يع د الت دريب نش اطا من أنش طة إدارة املوارد البش رية وال ذي
يهدف إىل تزويد األفراد مبجموعة من املعلومات واملهارات ،كما يعمل على تقرير حاجة الكفاءات يف خمتلف
املس تويات التنظيمي ة للتط وير والتأهي ل ،يف ض وء نق اط الض عف والق وة املوج ودة يف أدائهم وس لوكهم خالل
العم ل ،ولكي تتم عملي ة الت دريب بالش كل الص حيح واملنش ود ،جيب أن يأخ ذ بعني االعتب ار التحلي ل اجلي د
الحتياجات التدريب ،والذي يعد العنصر األساسي يف منظومة التدريب ومبثابة القواعد األساسية اليت تبىن عليها
أركان وجدران العملية التدريبية بكاملها ،وكلما كانت تلك القواعد متينة ثابتة كانت املؤسسة قوية وفعالة.
1أطروحة دكتوراه" ،دور إدارة الكفاءات يف تعزيز املزية التنافسية" ،ايرس مرزويق ،جامعة اجلزائر ،3لكية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري،
قسم علوم التسيري ،ختصص تسيري املوارد البرشية ،2018/2019 ،ص 76ص 77ص.78
20
حتليل املنظمة من خالل حتليل أهدافها والقوى العاملة واهليكل التنظيمي.
حتليل مؤشرات الكفاءة وحتليل الوظيفة من خالل مجع وتنظيم وتقييم املعلومات املتصلة بالوظيفة
وإعداد الوصف الوظيفي لكل الوظائف.
زي ادة اإلنتاجي ة واألداء التنظيمي ،حيث أن اكتس اب الع املني امله ارات واملع ارف الالزم ة ألداء
وظ ائفهم يس اعدهم .يف تنفي ذ امله ام املوكل ة إليهم بكف اءة ،وتقليص الفاق د يف ال وقت واملوارد املادي ة
املستخدمة يف اإلنتاج
يسهم التدريب يف خلق االجتاهات االجيابية لدى العاملني حنو العمل واملؤسسة.
يؤدي التدريب إىل ترشيد القرارات اإلدارية وتطوير أساليب وأسس ومهارات القيادة اإلدارية.
يساعد التدريب يف حتديد املعلومات وحتديثها مبا يتوافق مع التغريات املختلفة يف البيئة.
ي ؤدي الت دريب إىل تثمني الق درات البش رية وإمكاني ات الكف اءات وتنميته ا مبا يض من تنمي ة املزاي ا
التنافسية للمنظمة.
الت دريب الفع ال ي ؤدي إىل التط بيق الفعلي يف ح يز الواق ع لتب ين نظ ام اجلودة الش املة بالنس بة للمنظم ة
والكفاءات على حد سواء.
على كسب تعاون الكفاءات يف تطبيق نظام اجلودة داخل املنظمة.
يؤدي التدريب إىل ضمان التوصل إىل األداء املتميز مع ضمان قبول التغري من طرف الكفاءات وجتنب
األخطاء وتقليص العيوب.
يؤدي التدريب إىل تقليل احلاجة إىل اإلشراف ،وزيادة االستقرار واملرونة يف أعمال املؤسسة.
زيBBادة اإلنتBBاج :وذل ك بزي ادة الكمي ة وحتس ني النوعي ة من خالل ت دريب الع املني على كيفي ة القي ام أ)
بواجباهتم بدرجة عالية من اإلتقان ومن مث زيادة قابليتهم لإلنتاج.
االقتصBاد في النفقBات :حيث تؤدي الربامج التدريبية إىل خلق مردود أكرب من كلفتها ،وذلك عن ب)
طري ق رف ع الكف اءة اإلنتاجي ة للع املني واالقتص اد يف ال وقت نتيج ة للمعرف ة اجلدي دة بأس لوب العم ل
وطريقة األداء.
رفع معنويات الكفاءات :من خالل التدريب يشعر الفرد جبدية املؤسسة يف تقدمي العون له ورغبتها ت)
يف تطويره ومتتني عالقته مع مهنته ،مما يؤدي إىل زيادة إخالصه وتفانيه يف أداء عمله.
توفير القوة االحتياطية في المنظمة :حيث ميثل التدريب مصدرا مهما لتلبية االحتياجات امللحة يف ث)
األيدي العاملة فعربه يتم ختطيط وهتيئة القوى العاملة املطلوبة.
تقليل اإلشراف :ألن تدريب الكفاءات معناه تعريفهم بأعماهلم وطرق أدائها ،وبذلك خيلق معرفة ج)
ووعي وقدرة على النقد الذايت بشكل ال حيتاج معه املدرب إىل مزيد من اإلشراف والرقابة يف أدائه
لعمله.
1
المطلب الثاني :التعلم
يعت رب التعلم حج ر الزاوي ة يف عملي ة الت دريب ألن فهم خباي ا الت دريب حيت اج إىل التحكم يف مب ادئ التعلم
سواء بالنسبة للمسؤولني عن التدريب أو املدربني ،أو حىت املتدربني ألنفسهم.
وللتعلم تعريفات عديدة وخمتلفة ،حيث نأخذ هنا تعريفا لعلماء الرتبية والذين يتفقون على أن التعلم هو
"تغيري ثابت نسبيا يف السلوك حيدث نتيحة اخلرية" ،ففهم التعلم ومقوماته أصبح من األمور األساسية يف إدارة
وتنمي ة املوارد البش رية ،وذل ك ألن التعلم ه و املغ زى األساس ي لعملي ة الت دريب ،ويت وفر التعلم على ع دة
خصائص نذكر منها:
1أطروحة دكتوراه ،ايرس مرزويق ،مرجع سبق ذكره ،ص 80ص.81
22
إن التغ ري يف الس لوك الن اتج عن التعلم جيب أن يك ون مس تقرا ول ه ص فة ال دوام نس بيا ،وبطبيع ة احلال
جيب استبعاد أي تغري طارئ أو مؤقت نتيجة عوامل وقتية.
إن ه ذا التغ ري ينتج من اخلربة أو التجرب ة ،ول ذلك ال يعت رب تعلم ا لكاف ة التغ ريات الس لوكية الناجتة عن
النمو الطبيعي لإلنسان من الناحية العقلية واجلسمانية ،فقدرة الطفل على املشى مصدرها النمو الطبيعي
وليس اخلربة والتجربة.
إن عملي ة التعلم تتض من عملي ة التغ ري يف الس لوك وليس التحس ني يف الس لوك ،حيث ميكن أن يتعلم
اإلنسان جوانب سلبية من السلوك ،وذلك وفقا لبيئته.
وحىت حيقق التعلم ما ينبغي منه البد من قيامه على أركان ومرتكزات أساسية تتمثل فيما يلي:
تعليم الكف اءات كيفي ة التفك ري يف خمتل ف املس ائل املتعلق ة بالعم ل بش كل ص حيح ،وذل ك عن طري ق -
دراسة وحتليل مكوناهتا ،وإجياد العالقة القائمة بينها.
تعليم الكف اءات كيفي ة اس تخدام ق دراهتا يف عملي ة اإلب داع ،وك ذا النم وذج ال ذهين الص حيح ال ذي -
يسمح هلا بتنظيم ختيالهتا وتصوراهتا للتنبؤ بالشكل الصحيح.
تعليم الكفاءات البشرية الرؤية املشرتكة لألمور ،وكيفية العمل ضمن فريق العمل عن طريق التفكري -
مع اآلخرين ،االتصال هبم ،التعاون معهم ...إخل.
تعليم الكف اءات البش رية كيفي ة فهم األش ياء اجلدي دة وإدراك حمتواه ا وع دم اخلوف منه ا ،وك ذا ع دم -
مقاومتها بل العمل على حتديها ،ويكون التعامل مع هذه املواقف حسب الظروف احمليطة.
تعليم الكفاءات كل ما هو جديد ومنظور وحيتاجونه يف أعماهلم احلالية واملستقبلية ،مع الرتكيز على -
األمور ذات الصلة مبجاالت عملهم.
أن تكون الكفاءات مهيأة نفسيا ومعنويا ،ولديها االستعداد والقابلية لتعلم األشياء اجلديدة واحلديثة -
كم ا جيب أن تك ون املادة التعليمي ة قابل ة للتط بيق يف الواق ع العملي ،أي أال تك ون جمرد نظري ات
وفرضيات ال ميكن للمتعلم أن ينقلها أو يطبقها يف الواقع.
يت وجب جناح ب رامج التعلم توف ري املنظم ة لل دعم املادي واملعن وي ،وك ذا هتيئ ة املن اخ املناس ب وإتاح ة -
الفرصة للمتعلمني ومساعدهتم على تطبيق ما تعلموه.
23
أنواع التعلم :إن تصنيف أنواع التعلم ليس باألمر املتفق عليه ولعل أهم أنواعه ما يلي:
التعلم اللفظي :تعترب اللغة هنا هي أداة التعلم عن طريق التحدث والتخاطب ،يتم خالله نقل املعرفة أ)
العلمي ة بطريق ة نظري ة ،ويفي د ه ذا الن وع يف تلقي الكف اءات للمع ارف واملعلوم ات والقواع د وزي ادة
قدرهتم على الفهم ،التفسري ،التعليل والربهان.
التعلم الح BBركي :يعتم د ه ذا الن وع من التعلم على القي ام بب ذل طاق ات حركي ة ويفي د خاص ة يف ب)
اكتس اب األف راد والكف اءات للمه ارات الالزم ة للقي ام بالعم ل وأداء امله ام ،وذل ك من خالل جع ل
احلركات اخلاصة بأداء عمل معني منسجمة ومتوافقة وقصرية وسهلة بعد إعطاء التمارين العملية.
تعلم االتجاه BBات (الس BBلوكي) :عن طري ق ه ذا الن وع من التعلم يتم تث بيت االجتاه ات االجيابي ة يف ت)
الكفاءات بعد ختليهم عن االجتاهات السلبية جتاه العمل واملنظمة ككل.
تعلم كبBBار السBBن :إن التعلم عن د كب ار الس ن خيتل ف عن التعلم عن د ص غار الس ن ه ذا األخ ري ميارس ث)
التعليم األك ادميي يف املدارس واجلامع ات ،أم ا التعلم عن د الكب ار فيختل ف متام نظ را الختالف قابلي ة
ونظرة هذه الفئة إىل التعلم.
1
المطلب الثالث :دور إدارة الكفاءات في تطوير الكفاءات البشرية
إن إدارة الكفاءات كوهنا ممارسة تسيريية هتدف إىل تكييف املنظمة مع حميطها هلا هدف أخر هو حتسني
األداء وتنمية املوارد البشرية ،من خالل حتويل معارف وسلوكيات ومواهب العاملني لصاح املنظمة .إن مدخل
إدارة الكف اءات يق رتح النظ ر لإلف راد على أهنم خمتلف ون يف قيمتهم بالنس بة للمنظم ة ،وحيت اجون لط رق متباين ة
لتوجيههم وإدارهتم ،حسب قدرهتم على حتقيق القيمة املنظمة.
إذ على ه ذه األخ رية أن تك ون ق ادرة باس تمرار على اإلص غاء إليهم ،االتص ال هبم وإرس اء ثقاف ة مجاعي ة
تعاوني ة وإش باع حاجي اهتم وحتدي د الط رق واالس رتاتيجيات ال يت تنتجه ا هبدف تنميتهم ف إذا جنحت إدارة
الكف اءات يف لعب ه ذا ال دور فإهنا س وف تس اهم يف حتقي ق القيم ة من خالل إدارة املع ارف وإدارة الس لوك
وإدارة املواهب .لكن هذا املدخل ليس سهل التطبيق فعادة ما تكون هناك فرق بني النظرية والواقع ،و التح دي
ه و وض عه موض ع التط بيق ،ف إذا ك ان يب دو الي وم غ ري أساس ي فان ه م ع التغ ري الس ريع للمحي ط س وف يص بح
ضرورة ملحة.
1مذكرة ماسرت ،مرجع سبق ذكرة ،ص 71ص 72ص 76ص 77ص 78ص.79
24
دور إدارة المعرفة في تطوير الكفاءات: -2
تعد إدارة املعرفة من امليادين العملية احلديثة نسبيا والسيما املستوى التطبيقي ،إذ مل يعرتف هبا يف اجلوانب
العملية إال يف بداية سنوات القرن احلايل ،عندما ظهرت احلاجة إىل زيادة القيمة يف منظمات األعمال من جراء
تلبية حاجات الزبائن ورغباهتم ،و مواجهة التغريات البيئية السريعة وما يتطلب ذلك من إعادة النظر يف اهلياكل
التنظيمية والوظيفية واألهداف اإلسرتاتيجية بقصد التأقلم مع تلك التغريات ،و السيما تلك املتعلقة بالسوق.
إن االس تخدام املتزاي د لتقني ات املعلوم ات واالتص ال ك ان من أهم العوام ل ال يت حف زت على نش وء إدارة
املعرفة التحدي مقتصرا على إجياد املعلومات للمنظمة وأهدافها وحسب ،بل تعداه إىل كيفية استغالل ،فلم
يعد املعلومات املتوافرة إلجياد املعلومات األكثر فائدة
ويعد دون مارشاند أول من استخدم مصطلح "إدارة املعرفة " قبل ما يقارب العقود الثالثة ،مث توالت أمساء
الرواد األوائل إلدارة املعرفة حىت وصل املفهوم إىل ما هو عليه اآلن.
كما تع رف بأهنا االستخدام الكام ل واملكثف للمعلوم ات والبيانات اليت ترتبط بق درات اإلنسان األهلية
واملكتسبة واليت توفر له اإلدراك والتصور والفهم من خالل املعلومات اليت مت التواصل إليها وتتحقق املعرفة من
خالل املالحظة املباشرة لإلحداث والوقائع.
واحنصر دور ادارة املعرفة يف تطوير املوارد البشرية يف أربعة أدوار هي:
يعترب نظام إدارة املواهب حديثًا نسبيًا يف عامل إدارة األعمال ،حيث أن بداية االهتمام به برزت ألول مرة
لتسعينات عندما شاع استخدام عبارة حرب املواهب ،اليت اشتعلت بني الشركات العاملية الكربى ،تعبريًا عن
املنافسة الشديدة بني املنظمات ،حيث حتولت املنافسة إىل اجتذاب املوهوبني وأصحاب الكفاءات العالية وتوفري
الظروف التنظيمية واملالية اليت تساعد على احلفظ واإلبقاء عليهم ،وتطور هذا املفهوم وأصبح نظامًا يطبق يف
اغلب إدارة املنظمات كأحد اسرتاتيجيات التطوير والتغيري .ولذا كان يف حاجة إىل إرساء قواعد وأسس علمية
يف إدارة املواهب .
25
وتعترب إدارة املواهب يف اسرتاتيجيات إدارة األعمال احلديثة من أبرز االسرتاتيجيات الفعالة اليت تشكل
جزءًا ال يتجزأ من برامج التطوير القيادي ،نظرًا لكوهنا ال تتعلق بالتعليم الوظيفي فحسب ،وإمنا ببناء العالقات
اإلنسانية وإدارة العنصر البشري.
وجتدر اإلشارة إىل أن املهمة األوىل إلدارة املوارد البشرية يف منظمات اليوم هي البحث عن واكتشاف
املواهب والعمل على تنميتها وصقلها واحملافظة عليها مما دفع الكثري منها لتبين إسرتاتيجيات خاصة يف إدارة
املواهب بيد أن هذه اإلسرتاتيجيات ال ميكن أن حتقق النتائج املرجوة دومنا العمل على دمج العاملني يف هذه
املنظمة.
وبالنظر إىل منظمات القطاعني العام واخلاص يف العامل العريب ،جند أهنا ممثلة بقياداهتا اجتهت إىل االهتمام
الشكلي باملورد البشري و إىل الرتكيز على األدوار التقليدية هلا دون النظر إىل البعد اإلسرتاتيجي املتمثل يف
صياغة خطوات النجاح والتميز.
وعندما ترى املنظمات نفسها أمام تراجع األداء وضعف جودة اخلدمات أو املنتجات اليت تقدمها من القيام
مبعاجلة هذا القصور من خالل الربامج التدريبية والتوجيه وإتباع أسلوب التحفيز املناسب تفاديا لتعاظم الفجوة
بني األداء الفعلي للعاملني فيها واملتوقع منهم .ويعترب القطاع االقتصادي من القطاعات احليوية اليت تسهم
بشكل فاعل يف بناء الرفعة االقتصادية للدول ألنه يساهم يف احملافظة على اقتصاد البلد ومسامهته يف حتقيق امليزة
التنافسية والقدرة على حتقيق األهداف اإلسرتاتيجية اليت تطمح إليها الدول لتقدمي كافة اخلدمات واملتطلبات
اليت تدفع بعجلة التنمية االقتصادية لتحقيق الرفاهية للجميع دولة وأفرادا.
الشك يف أننا حباجة قبل السري بعمق يف دراسة السلوك اإلنساين يف اإلدارة أن نتعرف على بعض
األساسيات املتصلة بذلك سواء املتعلق منها باملقصود هبذا السلوك ،أو ملاذا هتتم بدراسته ،أو كيفية دراسته ،أو
مصادر ميكن التمييز بني نوعني من سلوك نوعني من سلوك األفراد :السلوك الفردي والسلوك االجتماعي.
فالسلوك الفردي هو السلوك اخلاص بفرد معني ,أما السلوك االجتماعي فهو السلوك الذي يتمثل يف عالقة
الفرد مع غريه من اجلماعة ,ويهتم علم النفس بالسلوك الفردي بينما يهتم على االجتماع بالسلوك االجتماعي.
ولذلك فالسلوك التنظيمي هو تفاعل علمي النفس واالجتماع مع علوم أخرى أمهها علوم اإلدارة واالقتصاد
والسياسة.
26
الخاتمة:
يف هناي ة ه ذا البحث و ال ذي قادن ا إىل دراس ة موض وع مهم و ال ي زال يط رح نفس ه بش دة خاص ة يف
الدول النامية و العربية و اجلزائر خاصة ،أال و هو إدارة وتطوير الكفاءات حيث ختتص هذه األخرية يف تعزيز
القدرات واملهارات لدى أفراد املنظمة ،مما يسهم بشكل كبري يف حتقيق األهداف وتطوير املوارد البشرية .إن
فهم احتياجات وتطلعات املوظفني وتوجيههم حنو النمو املستدام يعترب ركيزة أساسية لتحقيق التفوق واالبتكار
يف البيئة العملية.
من خالل توجيه اجلهود حنو تطوير املهارات الفردية وتعزيز القدرات اجلماعية ،ميكن للمنظمة تعزيز
فعالية أدائها وزيادة قدرهتا على التكيف مع التحديات املتغرية .حتقيق التوازن بني احتياجات املوظفني وأهداف
املنظمة يسهم يف بناء بيئة عمل مثالية وحمفزة.
عالوة على ذل ك ،تس هم عملي ات تق ييم وتط وير الكف اءات يف رف ع مس توى الرض ا وال والء ل دى
املوظفني ،مما يع زز االس تدامة والنم و املس تمر للمنظم ة .جيب أن تك ون ه ذه العملي ات ج زءًا من اس رتاتيجية
املوارد البشرية لتعزيز تنمية املوظفني وبناء القدرات التنافسية.
يف اخلت ام ،يظه ر البحث أن إدارة وتط وير الكف اءات تلعب دورًا حامسًا يف حتس ني فعالي ة أداء املنظم ة
وحتقيق أهدافها .حتقيق التوازن بني احتياجات املوظفني وأهداف املنظمة ميكن أن يكون املفتاح للنجاح املستمر
يف بيئة العمل املتطورة.
27
قائمة المراجع:
األس تاذ ث ابيت احلبيب واألس تاذ بن عب و اجلياليل" ،تط وير الكف اءات وتنمي ة املوارد البش رية" ،مؤسس ة
الثقافة اجلامعية ،مصر ،الطبعة األوىل.2009 ،
أطروحة دكتوراه" ،دور إدارة الكفاءات يف تعزيز امليزة التنافسية" ،ياسر مرزوقي ،جامعة اجلزائر ،3
كلي ة العل وم االقتص ادية والعل وم التجاري ة وعل وم التس يري ،قس م عل وم التس يري ،ختص ص تس يري املوارد
البشرية.2018/2019 ،
م ذكرة ماجس تري" ،دور إدارة الكف اءات يف اس رتاتيجية حتقي ق التم يز" ،بن ج دو حمم د األمني ،جامع ة
سطيف ،1كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيري.2012/2013 ،
د.أبوالقاسم محدي" ،إدارة الكفاءات والتطوير التنظيمي" جامعة عمار ثليجي باألغواط ،كلية العلوم
اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيري.2018/2019 ،
مذكرة ماسرت "دور إدارة الكفاءات يف تطوير املوارد البشرية" ،قادري حممد ،جامعة 8مــاي -1945
قالــمة ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسري ،قسم العلوم اإلقتصادية2019/2020 ،
28