Professional Documents
Culture Documents
43souheila 3aichaoui
43souheila 3aichaoui
Abstract:
School is adapted to the political, economical changes that
are gradually happening and of course we have to go with, in
order to have a positive influence upon the society to set up the
real school of community and education. Teaching with the
competency based aproach is maintained in Algeria as well as in
many other countries all over the world so as to enable school
confrotting the challenges of our epoch with its pressure. To
410
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
مقدمـة:
اجلزائر مثلها مثل باقي دول العامل تسعى جاهدة للخروج من رتابة اإلصالحات
اجلزئية والتعديالت الظرفية والتخفيفات املتالحقة للربامج دون تطوير ملستوى التعليم أو
حتسني ملردودية املعلم واملتعلم ،إن ما يرجى من املدرسة اجلزائرية اليوم هو مواجهة عدة
حتديات أمهها منح التعليم معىن وداللة ألن االنسان مل يعد يتعامل يف نشاطه مع لغة
واحدة بل بات من الضروري أن يتدبر أموره بلغتني أو أكثر لقراءة كيفيات استعمال
خمتلف األدوات واألجهزة احمليطة به فهدف الفعل التعليمي اليوم هو اكساب التلميذ
معارف ومهارات وقدرات قابلة للتوظيف يف احلياة العلمية واالجتماعية بدل الرتكيز على
احملتويات وحشو ذهنه بأكرب قدر ممكن من املعلومات ،ومن هنا جاءت أسئلة إشكالية هذا
املقال على النحو اآليت:
ماهي المقاربة بالكفاءات؟ ولماذا المقاربة بالكفاءات في العملية التعليمية ؟
وسنحاول اإلجابة عن سؤال اإلشكالية من خالل اآليت:
-الكفاءة :عناصرها ،أنواعها ،مواصفاهتا.
-املقاربة بالكفاءات وأمهيتها يف العملية التعليمية.
أهمية البحث :تتلخص أهمية هذه الدراسة في:
-تطور مواضيع الرتبية والتعليم وتزايد أمهية املدرسة ودورها.
411
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
-مسألة إعداد املعلمني وتدريبهم ضمن املقاربة بالكفاءات حتتل أولوية خاصة لدى
مجيع دول العامل.
-التوجه العاملي حنو إصالح املنظومة الرتبوية العاملية.
أهداف البحث :يهدف هذا البحث الى ما يأتي:
-يهدف البحث اىل التعريف باملقاربة بالكفاءات باعتبارها أهم ركائز اإلصالح
الرتبوي اجلديد.
-اإلملام مبختلف جوانب هذه املنهجية اجلديدة املتبعة يف التدريس
أوال :مفهوم المقاربة بالكفاءات
الكفاءة /الكفاية لغة: -1
إن مفهوم الكفاءة كثريا ما يستخدم بطريقة غامضة ،فهناك خلط بني مفهوم
الكفاءة والكفاية لذلك البد من توضيح هلما .والبد من التنبيه اىل أن هناك خالف بني
املربني يف تعريف املفهومني.
-1 -1المعنى اللغوي للكلمتين الكفاءة والكفاية:
أ – الكفاءة:
الكفء :فهو النظري وكذلك الكفء والكفؤ على وزن فَعِل وفُعُل واملصدر الكفاءة
بالفتح واملد ويقال ال كفاء له بالكسر وهو يف األصل مصدر ،أي ال نظري له ،والكفء
النظري املساوي ،ومنه الكفاءة يف النكاح وهو أن يكون الزوج مساويا للمرأة يف دينها
ونسبها وبيتها وكان الرسول صلى اهلل عليه وسلم ال يقبل الثناء إال عن مكافئ عن الشيء
مكافأ :جازاه.1
ب -الكفاية:
-1حممد بن حيي زكريا وعباد مسعود ،التدريس عن طريق املقاربة باألهداف واملقاربة بالكفاءات ،املعهد
الوطين للتكوين مستخدمي الرتبية وحتسني مستواهم ،احلراش ،اجلزائر ،2006 ،ص .68
412
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
أ -الكفاءة:
"هي القابلية على تطبيق املبادئ والتقنيات اجلوهرية ملادة حقل معني يف املواقف
العملية ".
ويف اجملال التعليمي قال أن الكفاءة هي" :مدى مقدرة النظام التعليمي على حتقيق
األهداف املتوخاة منه ".
ويف جمال التدريس فهي" :معرفة املعلم بكل عبارة مفردة يقوهلا وماهلا من أمهية.2
الكفاية:
يرى "جود" ( )1973أن الكفاية هي القدرة على حتقيق النتائج املرغوبة مع االقتصاد
يف اجلهد والوقت والنفقات .أما "درة "( )1988فيعرف الكفاية يف التدريس على أهنا:
"تلك القدرة املتكاملة اليت تشمل جممل املفردات املعرفة واملهارات واالجتاهات
الالزمة ألداء مهمة
ما أو عملية مرتابطة من املهام احملددة بنجاح وفعالية.3
ومن التعريفات السابقة ملفهومي الكفاية والكفاءة من حيث اللغة واالصطالح
ميكن القول بأن:
الكفاية أبلغ وأوسع وأمشل وأوضح من مصطلح الكفاءة يف جمال العملية التعليمية
حيث أن الكفاية تعين حتقيق األهداف والنتائج املرغوب فيها بأقل التكاليف وبأقل جهد
وتعين يف الوقت نفسه النسبة بني مدخالت و خمرجات التعلم ،فهي بذلك تعين اجلانب
الكمي واجلانب الكيفي معا على عكس الكفاءة اليت تعين من وجهة النظر االقتصادية
احلصول على أكرب عائد ممكن بأقل تكلفة ممكنة.
-3عناصر الكفاءة في مجال التربية: -1
أصبح مصطلح الكفاءة اليوم أكثر تداوال يف خمتلف األنظمة الرتبوية يف العامل غري
أن املصطلح يصطدم يف أحيان كثرية ويتداخل مع عدة مفاهيم كما هو األمر بالنسبة
للمهارة ،االستعداد ،األداء ،اإلجناز ،اهلدف والقدرة.
أ – المهارة:
تعرف على أهنا مجلة منظمة وشاملة لنتائج تعلمية تسمح للفرد بالتحكم يف جمموعة
من الوضعيات الوظيفية (مدرسية ومهنية) وتتطلب تدخل قدرة واحدة وعدة قدرات خمتلفة
2
ومعارف يف جمال معريف حمدد 1وللمهارة عدة خصائص ذكر منها أهنا:
-تعرب عن التحكم يف حتقيق مهمة أمام وضعية مشكلة.
-ختضع للمالحظة والقياس من خالل السلوك يف وضعية حمددة.
-تدمج املعرفة املكتسبة يف اجملاالت الثالث.
-مرتبطة مبضامني مادة ما.
ب -االستعداد:
-1عبد العزيز عميمر :مقاربة التدريس بالكفاءات :منشورات ثالة ،األبيار ،اجلزائر ،2005 ،ص .42
-2املرجع نفسه ،ص .42
414
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
يعرف على أنه حالة يكون فيها الكائن جاهزا وقادرا على تعلم سلوك جديد،
ومبجرد وصول الكائن اىل مرحلة االستعداد سوف تصبح لديه القدرة على تعلم السلوك
اجلديد . 1
فاالستعداد هو قدرة كامنة لدى الفرد وتظهر عن طريق التدريب واملمارسة.
ج -األداء اإلنجاز:
يعترب األداء أو ما يسمى باإلجناز هدفا بيداغوجيا يضاف إليه وصف الوضعية اليت
سيكون فيها السلوك النهائي املالحظ كما يعترب األداة اليت تربهن على حتقيق اهلدف من
خالل اسرتاتيجية التقومي 2واملقصود باألداء أو اإلجناز ما ينتظره ويتوقعه املتعلم عند االنتهاء
من تقدمي املادة التعليمية.
د -الهدف:
يعرف "ميجر" اهلدف على أنه عبارة تصف جمموعة السلوكيات أو األداء اليت
تصف قدرة التلميذ على إجنازها وعليه يتعني أن يكون اهلدف أو األهداف املوضوعية أو
احملددة للمتعلم مناسبة إلمكانيته وميوله ونظرا ألن حتقيق أهداف التعليم يكون تدرجييا فإنه
ينبغي أن تكون متالئمة مع مستوى النضج وخربات التالميذ عموما.3
هـ -الوضعية /المشكلة :هي وضعيات تعليمية يوجهها املتعلم وتضم صعوبات
جتعل املتعلم جمربا على إجياد حل هلا كوهنا هتمه وتفيده ،لذا فاهلدف بيداغوجيا من الوضعية
املشكلة هو أن " تضع املتعلم يف مشكلة تتطلب حال ".4
1
خصائص الوضعية /المشكلة:
-ترتبط بكفاية معينة وتنتمي لعائلة من الوضعيات اليت تبين هذه الكفاية وتقومها.
-تكون دالة بالنسبة للمتعلم ،أي ذات سياق اجتماعي مرتبط بواقعه.
-تدور حول عائق أو صعوبة معينة ،ويكون التغلب على ذلك إما بشكل فردي أو
مجاعي.
-حتفز التلميذ على استثمار مكتسباته السابقة وإدماجها يف احلصة احلاضرة.
-تكون "وضعية" أي موقف أو جتربة حياة ميكن للمتعلم أن يدركها.
-تكون "مشكلة" أي أن تكون إما مفارقة أو تثري احلرية واإلحراج.
-يكون فيها املتعلم فاعال أساسيا.
-تكون جديدة حبيث مل يسبق للتلميذ أن واجهها.
و -تقويم الكفاءات:
إن تقومي الكفاءات ليست عملية اعتباطية بل هي عمل مدروس ينصب على
ختصيص الكفاءات املنشودة ،حتديد معاملها وحدودها ،حبيث يكون التقومي موضوعيا
ودقيقا للكفاءة املرغوبة ،وجمسدا ملستوى االتفاق والتحكم فيها ،ويتطلب هذا األمر اتباع
2
عدة خطوات أساسي وهي:
-وصف الكفاءة املراد تقوميها وصفا مفصال.
-حتديد الوضعية أو الوضعيات املتصلة بالكفاءة مع وصف الظروف اليت جتري فيها
هذه الكفاءة.
-اختبار الوضعيات التقوميية األكثر متثيال للقدرات اليت تنطوي عليها الكفاءات.
-حصر املؤشرات الدالة على وجود الكفاءة.
مبؤشراهتا احملدودة ،ستواجهه صعوبات وعوائق يف بناء الكفاءات الالحقة (املرحلية) مث
الكفاءات اخلتامية يف هناية السنة الدراسية.
ب -الكفاءة المرحلية أو المجالية:
تتشكل هذه الكفاءة من جمموعة الكفاءات القاعدية األساسية عرب مرحلة زمنية قد
تستغرق شهرا أو ثالثيا أو سداسيا.
ج-الكفاءة الختامية:
وهي تتكون من جمموعة الكفاءات املرحلية ،وميكن بناؤها من خالل ما ينجز يف
سنة دراسية أو طور تعليمي ،فاملتعلم يف آخر السنة الثالثة ثانوي ،مثال :شعبة اآلداب
والفلسفة ،يكون قد أحرز كفاءات أساسية ختامية فيها يتوصل اىل ممارسة التأمل الفلسفي
يف القضايا املتعلقة باإلنسان وحميطه.
د -الكفاءة المستعرضة:
وتظهر على مستوى جمموعة من املناهج واملواد ،حيث تبىن من تقاطع معارف
خمتلفة من املواد واألنشطة وتنطلق يف الكفاءات السابقة عرب مستوياهتا الثالثية :القاعدية،
املرحلية ،اخلتامية من خالل الدمج بينها وتتفرع هذه الكفاءة املستعرضة إىل:
-كفاءة ذات طابع اتصايل ،مثل :أن حيرر املتعلم نصوصا خمتلفة األمناط.
-كفاءة ذات طابع منهجي ،مثل :تطبيق طرق فعالة.
-كفاءة ذات طابع فكري ،مثل :استغالل املعلومة.
-كفاءة ذات طابع اجتماعي وشخصي ،مثل :ربط عالقة حسنة مع اآلخرين.
-5 -1مواصفات الكفاية في مجال التدريس:
لقد حددت جمموعة من املواصفات أو العمليات الضرورية من أجل الوصول اىل
1
حتديد كفايات تدريسية قابلة للتوظيف والتجسيد ميدانيا ،،وهذه املواصفات هي:
-1حممد بن حيي زكريا وعباد مسعود ،مرجع سبق ذكره ،ص .98 – 97
418
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
-1خدجية وامهي ،املقاربة بالكفايات ،مدخل لبناء املناهج التعليمية ،جملة دفاتر الرتبية والتكوين،العدد،2
ماي ،2010ص .22
2
-Romain ville, marc les implications didactiques de l’approche par
competeces en jeux,2001, p51.
419
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
-1سليمان نايت وآخرون ،مفاهيم بيداغوجية جديدة يف التعليم دار األمازيغ ،اجلزائر ،ص ص -29
.30
-2املرجع نفسه ،ص.33
-3حممد الصاحل حرتويب ،املدخل اىل التدريس بالكفاءات ،ط ، 2دار اهلدى للنشر ،اجلزائر،2002 ،
ص .42
420
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
يف هذا السياق للداللة على التقارب الذي يقع بني مكونات العملية التعليمية اليت
ترتبط فيما بينها
من أجل حتقيق غاية تعلمية وفق اسرتاتيجية تربوية وبيداغوجية واضحة.1
إجرائيا نقول أن املقاربة هي املنهجية املتبعة يف العملية التعليمية لتقريب املتعلم اىل
كفاءته مبعىن الطريقة اليت تدفع املتعلم اىل استثمار كل ما ميتلكه من قدرات امكانات.
2-2أهمية تبني المقاربة:
جاءت املقاربة بالكفاءات إلثراء ودعم وحتسني البيداغوجيا ،وليس للتنكر أو حمو
فن تربوي عمره سنوات طويلة.
إذ يفشل الكثري من التالميذ بسبب عدم متكنهم من حتويل املعارف ،ألهنم
يكتسبون معارف منفصلة عن سياقها ومقطوعة عن كل ممارسة .من أجل جتذير املعارف
يف الثقافة والنشاط .ألن املعارف املدرسية ال معىن هلا بالنسبة للتالميذ ما دامت منفصلة
عن مصادرها وعن استعماالهتا االجتماعية فاملقاربة بالكفاءات تنشئ عالقات بني الثقافة
املدرسية واملمارسات االجتماعية.
إن املقاربة بالكفاءات متثل ثورة تعليمية للمعلمني واألساتذة وهي تتطلب بالفعل:
-وضع وتوضيح عقد تعليمي جديد.
-تبين ختطيط مرن وذو داللة.
-العمل باستمرار عن طريق املشكالت.
-اعتبار املوارد كمعارف ينبغي تسخريها.
-ابتكار أو استعمال وسائل تعليمية مناسبة وهادفة.
-مناقشة وقيادة مشاريع التالميذ.
1
-ممارسة تقومي تكويين يف وضعيات العمل.
-1فاطمة الزهراء بوكرمة ،الكفاءة مفاهيم ونظريات ،دار هومة للنشر ،اجلزائر ،2008 ،ص .45
421
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
1
- www.ouarsenis.com/up/uploads/files/ouarsenis.of9e2eac66
-2أمحد بن حممد بونوة ،املقاربة بالكفاءات بني النظري والتطبيق ،اجلزائر ،2014 ،ص ص .14-13
3
- www.manifest.univ-ourgla.dz/index.php/fr/seminaires/archive/faculte-
dessciences-et sciences-humaines
422
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
-مبدأ البناء :أي اسرتجاع التلميذ ملعلوماته السابقة قصد ربطها مبكتسباته اجلديدة
وحفظها يف ذاكرته الطويلة.
-مبدأ التطبيق :يعين ممارسة الكفاءة بغرض التحكم فيها مبا أن الكفاءات تعرف
عند البعض على أهنا القدرة على التصرف يف وضعية ما ،حيث يكون التلميذ نشطا يف
تعلمه.
-مبدأ التكرار :أي تكليف املتعلم بنفس املهام اإلدماجية عدة مرات ،قصد
الوصول به اىل االكتساب املعمق للكفاءات واحملتويات.
-مبدأ االدماج :يسمح االدماج مبمارسة الكفاءة عندما تقارن بأخرى ،كما تتيح
للمتعلم التمييز بني مكونات الكفاءة واحملتويات ،ليدرك الغرض من تعلمه.
-تبين الطرق البيداغوجية النشطة واالبتكارية .
5-2بداية تطبيق المقاربة في الجزائر:
اجلزائر واحدة من هذه الدول اليت تصدر الكفاءات ألمريكا املمتدة على هذه
املنهجية اجلديدة يف إطار اصالح املنظومة رمسيا يف املوسم الدراسي 2004 -2003بناء
على برنامج احلكومة يف املنشور رقم 489 :و.ت.و املؤرخ يف .2003-03-05وبناء على
املنشور الوزاري رقم 2003 /245 :املوجه اىل مديري الرتبية ومفتشي الطور األول والثاين
ومديري اإلكماليات واملدارس االبتدائية ،مت الشروع يف تنفيذ املنهجية اجلديدة ابتداء من
املوسم الدراسي 2004 – 2003أما يف التعليم الثانوي فقد بدأ العمل رمسيا باملنهجية
اجلديدة جزئيا ابتداء من املوسم الدراسي 2006-2005فيما خيص أقسام السنة األوىل
ثانوي.1
6-2مزايا المقاربة بالكفاءات:
1
- www.education.blogspot.com/2011/09/blog-post_1513.html
423
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
1
تساعد املقاربة بالكفاءات على حتقيق األغراض اآلتية:
-املعروف أن أحسن الطرائق البيداغوجية هي تلك اليت جتعل املتعلم حمور العملية "
التعليمية -التعلمية " واملقاربة بالكفاءات ليست معزولة عن ذلك ،إذ أهنا تعمل على
اقحام التلميذ يف أنشطة ذات معىن بالنسبة إليه منها على سبيل املثال :اجناز املشاريع وحل
املشكالت ويتم ذلك إما بشكل فردي أو مجاعي.
-حتفيز املتعلمني (املتكونني) على العمل .
-يرتتب عن تبين العالقة البيداغوجية النشطة تولد الدافع للعمل لدى املتعلم ،
فتنخفض أو تزول كثري من احلاالت عدم االنضباط التالميذ يف القسم ذلك ألن كل واحد
منهم سوف يكلف مبهمة تناسب وترية عملية وتتماشى مع ميوله واهتمامه.
-تنمية المهارات واكساب اتجاهات الميول والسلوكيات الجديدة:
تعمل املقاربة بالكفاءات على تنميته قدرات املتعلم العقلية (املعرفية) العاطفية
(االنفعالية) و"النفسية -احلركية " وقد تتحقق منفردة أو جمتمعة .
-عدم اهمال المحتويات (المضامين):
إن املقاربة بالكفاءات ال تعين استبعاد املضامني ،وامنا سيكون إدراجها يف إطار ما
ينجزه املعلم لتنمية كفاءاته كما هو احلال أثناء اجناز املشروع مثال.
-اعتبارها معيارا للنجاح المدرسي:
تعترب املقاربة بالكفاءات أحسن دليل على أن اجلهود املبذولة من أجل التكوين تؤثر
على ممارسها وذلك ألخذها الفروق الفردية بعني االعتبار. 2
-ثالثا :الحاجة الى إعداد المعلم بالكفايات:
1
- www.olomtee.bloogs.pot.com/2016/04/blog-post-39/html
2
- www.olomtee.bloogs.pot.com/2016/04/blog-post-39/html.
424
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
لكي يقوم املعلم بدوره يف العملية التعليمية فإنه حيتاج اىل أن تتوافر لديه جمموعة من
املهارات التدريسية الضرورة ولذلك أصبح من أهم االجتاهات احلديثة يف إعداد املعلم حتديد
املهارات التدريسية أو الكفايات التدريسي الالزمة له ،واختاذها عند إعداده مبعاهد وكليات
إعداد املعلم وعند تدريبه
كما تزايد االهتمام العاملي والعريب بربامج إعداد املعلمني على أساس الكفايات
التدريسية بشكل مل يسبق له نظري يف العقدين األخريين من القرن العشرين ،كما طالبت به
1
معظم املؤمترات والندوات اليت عقدت يف العامل والعامل العريب
1-3صعوبات تطبيق المقاربة بالكفاءات:
تواجه املعلم جمموعة من الصعوبات والعوائق اليت حتول بينه وبني الوصول للكفاءة
2
املطلوبة نذكر منها:
-عدم صالحية العديد من القاعات (املؤسسات) ألداء مهمة التعليم والتعلم هبا .
-كثرة عدد املتعلمني يف الفصل وجلوسهم بشكل ال يشجع على املناقشة واحلوار.
-تعود املتعلمني يف كثري من األحيان على التسبب والالمباالة الذي يفضي اىل
ضعف االنتباه واملتابعة.
-ضعف التوثيق يف املؤسسات الرتبوية وندرة الكتاب املتخصص والدوريات
والدراسات اليت تشتمل على الكفاءات الالزمة.
-عدم وضوح الرؤية املطلوبة يف التعامل مع الربامج لكل الفريق الرتبوي كاسرتاتيجية
واضحة املعامل جمدد األهداف نظري قناعته وحمل امجاع.3
-2-3مكانة التلميذ في مقاربة التدريس بالكفاءات:
-1حممد بن حيي زكريا وعباد مسعود ،مرجع سبق ذكره ،ص .27
-2املرجع نفسه ،ص .27
3
- www.olomtee.bloogs.pot.com/2016/04/blog-post-39/html.
425
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
ترتكز العملية الرتبوية بكل أبعادها حول املتعلم ،فاملتعلم غايته الرتبية وهدفها
النهائي ومن أجل ذلك تبذل الكثري من اجلهود لتحسني املناهج التعليمية وتطويرها ،إذ أن
املناهج التعليمية ال حتقق أهداف إذا مل يستجب له املتعلم ،وتعترب الطرق املنبعثة إحدى
املتغريات اليت حتكم عملية التعلم فبعد إعطاء املتعلم الوظيفة الدراسية يف حضوره يبقى
الوضع الذي جيد املتعلم نفسه فيه والطرق اليت عن طريقها يتفاعل مع الوظيفة الدراسية. 1
-3-3العالقة بين األستاذ والتلميذ في مقاربة التدريس بالكفاءات:
تعترب العملية االتصالية بني األستاذ والتلميذ يف مقاربة التدريس بالكفاءات عملية
معقدة يصعب فهمها ملا هلا من فاعلية يف حتقيق كفاءة تعليمية ميكن من خالهلا الوصول
اىل األهداف املنشودة وتتجه أنظار الباحثني اليوم يف جمايل التعليم واالتصال اىل دراسة
التأثري املتبادل املباشر واملتزايد لوسائط االتصال والتعليم.2
-واألستاذ والتلميذ أحد هذه الوسائط فكل واحد يكمل اآلخر من خالل
تفاعلهما عند حدوث العملية االتصالية يف حجرة التعليم بغرض حدوث العملية التعليمية
املسطرة من قبل اهليئة الرتبوية التعليمية الساهرة على تنفيذ اسرتاتيجيات الرتبية والتعليم ،
ومقاربة التدريس بالكفاءات تعترب األستاذ يف البنية املدرسية باعتباره مريب وموجه قائد
للجماعة التعليمية والتعلمية وهذا القائد ال مربر لوجوده إذا مل يتوفر الطرف اآلخر يف
املعادلة التعليمية والتعلمية وهو التلميذ الذي سطرت من أجله األهداف والغايات.3
-1شريف عامر ،الرضا عن العمل وعالقاته ببعض املتغريات يف ضوء املدرسة احلديثة " دراسة متمحورة
حول البعد النفسي لألساتذة الرتبية البدنية والرياضية ببعض واليات اجلنوب " ،أطروحة دكتوراه ،جامعة
اجلزائر ،3معهد الرتبية البدنية والرياضية سيدي عبد اهلل ،2012-2011 ،ص.124
-2مصطفى عبد السميع حممد وآخرون ،مهارات االتصال والتفاعل يف عملية التعلم ،دار الفكر
والتوزيع ،ط ،2عمان ،2005 ،ص .27
-3شريف عامر ،مرجع سبق ذكره ،ص .126
426
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
-1عبد الرمحن التومي ،الكفايات مقاربة نسقية ،ط ،6مطبوعات اهلالل ،وجدة ،املغرب ،2007 ،ص
.98
427
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
املقاربة بالكفاءات تستند على فكرة أن الطالب ميتلك معارف قبلية وخربات
مكتسبة من خالل ممارسته اليومية ويكفي أن يوظفها ،مع مساعدة من املعلم إن استلزم
ذلك ،حىت حيقق خمتلف الكفاءات يف خمتلف الوضعيات.
قد يكون هذا صحيحا ،ورغم ذلك اىل حد ما ،إذا كان الطالب يعيش يف جمتمع
منفتح ومثقف وسط مرافق جمهزة بالتكنولوجيا احلديثة .ألنه ،يف هذه احلالة ،باحتكاكه
باملثقفني ومبمارسته لنشاطات متنوعة فيها الكثري من التحديات ،يكون قد اكتسب بالفعل
بعض املهارات األساسية اليت ميكن للمعلم تنميتها وتفعيلها يف القسم من خالل وضع
الطالب يف ظروف مماثلة لتلك اليت يعيش فيها يوميا ،وعليه ،فإن املواضيع املقرتحة يف
الكتب املدرسية اجلديدة ترتبط كلها بواقع احلياة اليومية للمتمدرس ،واملعلم مطالب بإهناء
كل وحدة تربوية مبشروع يقوم به التالميذ عل أساس معلومات حقيقية يتم مجعها يف
امليدان ،مستعينا بالتقنيات واملعدات املستعملة يف احلياة احلديثة ،من الواضح أن كال من
املدرس والتلميذ اللذان حالفهما احلظ يف العيش يف حميط حضري ال ميكن إال أن يكونا
راضيني عن عملهما هبذه الطريقة اجلديدة .ولكن ماذا عن التلميذ واملدرس اللذان يعيشان
يف املناطق النائية ،كما هو احلال يف بعض مناطق القبائل أو يف اجلنوب اجلزائري حيث
الظروف تضاهي "الصحراء الثقافية"؟ بافتقارها اىل العدد الكايف من املدارس ،وجدت
بعض مناطق البالد نفسها مرغمة على تكديس 40أو حىت 50تلميذ يف القسم .واألسوأ
من ذلك أن املؤسسات تعمل بوسائل بدائية ،أي فقط بالسبورة وقطعة من الطباشري.
يف ظل هذه الظروف ،ال ميكن للمعلم ،حىت و إن كان ميتلك كفاءات عالية ،أن
حيس بالرضا وهو ينفذ ما يف الربامج اجلديدة باملنهجية اجلديدة وذلك ألن اكتظاظ األقسام
جيعله مثال يعجز عن تكوين أفواج عمل على النحو املطلوب يف النظام اجلديد..
وإذا أضفنا عدم توافر الوسائل التعليمية احلديثة مثل األنرتنت داخل املؤسسات ،أو
صعوبة الوصول إليها باخلارج بالنسبة للبنات (وهن يشكلن أكثر من نصف القسم)
428
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
العتبارات اجتماعية وثقافية ،ال ميكننا إال أن نتفق على حتمية الفشل الذي يرتبص كل
يوم يف القسم باملعلم واملتعلم ،وبطبيعة احلال سوف يقوم املدرس كعادته مبحاولة للحد من
الضرر باستخدام الطريقة القدمية اليت تعتمد على إلقاء الدروس بصورة آلية مث حل
للتمارين ،ولكن ذلك يكون باملخاطرة مبساره ،ألن توجيهات املفتشني تصر على عدم نقل
املعرفة للتلميذ بتلك الطريقة ،ألن هدف هذا األخري يف التعلم أصبح اآلن ليس كسب
املعارف وإمنا تنمية الكفاءات الذاتية !.1
خاتمـة:
إن التنمية االقتصادية واالجتماعية يف خمتلف الدول املتقدمة اليوم قائمة على أساس
االقتصاد املعريف اجلديد يف ظل التحول السريع اىل جمتمعات املعرفة اليت تقوم بتوظيف
الكفاءات القادرة على النهوض باجملتمعات من خالل أنظمتها الرتبوية اليت عرفت مجلة من
اإلصالحات يف خمتلف دول العامل واجلزائر واحدة من هذه الدول اليت عدلت النظام
الرتبوي خالل العشر سنوات القليلة املاضية بإصالح شامل مس خمتلف مستويات التعليم
وعمدت اىل ادخال طريقة املقاربة بالكفاءات واليت ال تزال حتتاج ال املزيد من التوضيح من
أجل تطبيقها األمثل يف العملية التعليمية حىت حتقق أهدافها ومن أجل الوصول هلذه
األهداف البد من:
-ضرورة تقليص عدد التالميذ يف القسم.
-ختفيض احلجم الساعي للتلميذ املعلم.
-تفعيل التكوين األكادميي اجليد واملتواصل للمعلم.
-مساعدة األسرة لألبناء يف دروسهم.
-الوضعية اإلدماجية مهمة جدا يف التعليم باملقاربة بالكفايات ووجوب الرتكيز
عليها من كل األطراف .
- www.edu-dz.com.
1
429
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
-ضرورة إزالة التناقضات يف البيئة التعليمية كي يصل التلميذ للمهارة املوجودة من
عملية التعلم.
المصادر والمراجع:
أوال :الكتب بالعربية
-1أمحد بن حممد بونوة ،املقاربة بالكفاءات بني النظري والتطبيق ،اجلزائر.2014 ،
-2الزيات فتحي مصطفى ،علم النفس املعريف ،دار النشر للجامعات ،مصر.2004 ،
-3سلمان نايت وآخرون ،مفاهيم بيداغوجية جديدة يف التعليم دار األمازيغية ،اجلزائر.
-4فاطمة الزهراء بوكرمة ،الكفاءة مفاهيم ونظريات ،دار هومة للنشر ،اجلزائر.2008 ،
-5حممد الصاحل حرتويب ،املدخل اىل التدريس بالكفاءات ،ط،2دار اهلدى للنشر ،اجلزائر
.2002 ،
-6حممد الطاهر وعلي ،الوضعية مشكلة يف املقاربة بالكفاءات ،جملة جغرافيا املغرب،
اجلزائر.2007 ،
-7مصطفى عبد السميع حممد وآخرون ،مهارات االتصال والتفاعل يف عملية التعلم ،دار
الفكر والتوزيع ،ط ، 2عمان ،2005 ،
ثانيا :كتب بالفرنسية
8- De l’andsheere/dictionnaire de l’évaluation et de la recherche en
eduction/ puf-paris 1979.
9- Romainville, marc les implication didactiques de l’approche par
competences en jeux,2001.
ثالثا :الرسائل الجامعية
-10شريف عامر ،الرضا عن العمل وعالقاته ببعض املتغريات يف ضوء املدرسة
احلديثة "دراسة متمحورة حول البعد النفسي لألساتذة الرتبية البدنية والرياضية ببعض
430
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
واليات اجلنوب" ،أطروحة دكتوراه ،جامعة اجلزائر ،3معهد الرتبية البدنية والرياضية سيدي
عبد اهلل.2012-2011 ،
رابعا :المنشورات
-11حممد بن حيي زكريا وعباد مسعود ،التدريس عن طريق املقاربة باألهداف
واملقاربة بالكفاءات ،املعهد الوطين للتكوين مستخدمي الرتبية وحتسني مستواهم ،احلراش،
اجلزائر.2006 ،
-12عبد العزيز عميمر ،مقاربة التدريس بالكفاءات ،منشورات ثالة ،األبيار،
اجلزائر.2005 ،
خامسا :الملتقيات
االكماليات،دار ملديري اإلعالمي امللتقى مغشيش، -13كمال
املريب،باتنة،اجلزائر2005،
17-www.manifest.univ-ourgla.dz/index.php/fr/seminaires/archive/faculte-
dessciences-et sciences-hummaines.
18 - www.education.blogspot.com/2011/09/blog-post_1513.html.
19-www.olomtee.bloogs.pot.com/2016/04/blog-post-39/html.
431
مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية –قسنطينة الجزائر-
ر ت م د ,4040-1112 :ر ت م د إX204-2588 :
تاريخ النشر2018/12/13: الصفحة432-410 : العدد02 : المجلد32 :
20-www.olomtee.bloogs.pot.com/2016/04/blog-post-39/html.
21-www.olomtee.bloogs.pot.com/2016/04/blog-post-39/html1
22-www.edu-dz.com
432