Professional Documents
Culture Documents
المقاربة بالكفاءات
المقاربة بالكفاءات
- 4مقاربة سوسيو تاريخية للكفايات في مجال التدريس -جان -ماري دو كيتيل ( - )J-M. De Keteleمن كتاب " أيّ مستقبل للكفايات؟" – إعداد مجموعة
من الباحثين – تر :عبد الكريم غريب – ص 94و.95
5
– - Le Boterf, G. – « De la compétence, essais sur un attracteur étrange »- Paris – Les éditions d’organisation – 1994
P16.
6
- Perrenoud, Ph. – « Enseigner des savoirs ou développer des compétences : l’école entre deux paradigmes » - paru
in Bentolila – « savoir et savoir faire » - Paris – Nathan – 1995 – P 74.
7
- PH. PERRENOUD“ Enseigner des savoirs ou développer des compétences = l’école entre deux paradigmes “– P74.
تصور الكفاءة على أهنا ال ّق درة على استِ ْخالص وإجياد
ومن التّعريفات واملقارنات السابقة ميكننا ّ
املستح َدثَة .ومعىن هذا أ ّن ال عالقة للكفاءة -هاهنا -بالتّجربة كما هو
ْ احلُلول يف الوضعيات املشكلة
الـمكيَّف ِ
احلال بالنس بة للمه ارات العادي ة الس ابقة ال ذكر؛ فالكف اءة من ه ذا املْنظ ور هي ذل ك اجلانب ُ
خاص ة ومع ّق دة باالعتماد على مُج لة من املعارف والقدرات اليت
مبواجهة وضعيّة ّ يسمح َ واملخ َرتع الذي َ
ْ
يكون الشخص قد اكتسبها أثناء تعلُّ ِمه.
و على العم وم ،ميكن اس تنتاج ال َخ واص ال يت تش ّكل الكف اءة يف جمال الرتبي ة والتعليم على النح و
التايل:
ندرج ة ضمن كفاءة ما؛ و معىن هذا أ ّن التعليم بالكفاءات ال
قيم ة للمعارف إالّ إذا كانت ُم َ -ال َ
يُْلغي تَلقني املع ارف للمتعلّمني كم ا يتَب َادر للبعض ،و إمّن ا يط الِب ب أن يكون ه ذا التلقني من درجا ض من
سيّاق حُت دِّده الكفاءة املراد تكْوينها عند املتعلّم.
يس تلزم تك وين الكف اءة إمكاني ات التجري د والتّعميم والتحوي ل ،أي نق ل املع ارف والق درات
ِ
املختلفة اليت ميتلكها الشخص حنو الوضعية-المشكلة ( )situation-problèmeاليت ْتع ِرت ُ
ض املتعلّم
ص ِهر كلّها ضمن ما يُعرف ،عند يف املدرسة .هذه العماليات اليت ي ْقتَضيها تكوين الكفاءة لدى املتعلّم تْن َ
الب احثني يف ه ذا اجملال ال رتبوي ،بالتّعبئة؛ فالتعبئة -باختص ار -هي قِي ادة جمموع ة من العمالي ات الذهني ة
بدل َت ْرحيلها ،وذلك عرب إيصاهلا بأوضاع معيّنة. حتول املعارف َ
املع ّقدة اليت ِّ
-ال ميكن احلديث عن الكف اءة إاّل إذا اقرَت نَت مبا يُع رف بالوض عية-املش كلة ،إذ مبج ّرد وج ود احلل
تتح َّول الكف اءة إىل ع ادة ،و تن َدرٍج -عندئ ذ -ض من امله ارات العادي ة .تس تلزم ه ذه الرؤي ة أن يَ ْس عى
الفع ل التعليمي التعلّمي ،يف هناي ة املط اف ،إىل أن ي ِ
نش ئ عن د املتعلِّم الق درة على التَّكيُّف م ع الوض عياتُ
َّخرج اليت ترتَضيها املقاربة بالكفاءات.
املستجدَّة ،و هي َم ْلمح أساسي من مالمح الت ُّ
َ
ستم ّد من قائمة من احللول املع ّدة سلفا؛ مبعىن أهّن ا
-إ ّن احللول اليت تقتَضيها الوضعية – املشكلة ال تُ َ
تعتمد على التجربة والذاكرة ،وإمّن ا على قدرة التحويل ،أو النّقل ( .)capacité de transfertإ ّن ال ِ
وجبتتصوره املقارب ة بالكف اءات ال تظه ر عند املتعلّم بشكل تِْلقائي ،ب ل يتَ َّ
الق درة على التحوي ل كما ّ
يتوص ل إىل إتْق ان كيفيّ ة االس تفادة من معارف ه وقدرات ه يف الوض عيات ال يت ْتع ِرتض ه
ت ْدريبُ ه عليه ا ،حبيث ّ
سواء يف املدرسة ،أو خارجها.
خصصات العلمية ،أل ّن تكوين الكفاءة يست ْدعي
-يُلغي مفهوم الكفاءة احلدود املوجودة بني التّ ّ
ختصص آلخر.
يف كثري من األحيان حتويل املعارف والطرائق واملهارات من ُّ
-4مرامي بيداغوحية الكفاءات:
تص بو بيداغوجيا الكفاءات إىل إعادة التّفكري يف املنظومة الرتبوية والتكوينية من حيث إشكاليتها
ْ
املركزي ة املتمثل ة يف :م اذا نعلم؟ فهي ال ترتبِ ط ب ْ
الكيف ،ألن ه ذه البي داغوجيا ليس ت-ب املعىن ال دقيق-
طريق ة تعليمي ة َّ
تتحكم يف تس يري الفع ل التعليمي الي ومي ،كم ا ه و احلال م ع التعليم باأله داف ،ب ل هي
تم ْوقَ ع -باخلص وص -على مس توى الـمحتوى تص ُّور لطبيع ة ه ذا الفع ل .وبالت ايل ف التعليم بالكف اءات يَ َ
وتوظيف املعارف يف احلياة العملية. ٍ
التعليمي وطبيعة الربامج وكيفية امتالك ْ
املعتمدة منذ القرن وجه للمنظومات التعليمية وهري ُم َّ ِ
َ تصورات هذه البيداغوجيا من نقد َج َ تنبَثق ّ
تركز الفعل التعليمي حول ثالث مهارات هي :القراءة والكتابة واحلساب 8.ومصدر 19م ،واليت كانت ِّ
هذا النقد أنه قد اتَّضح بأن تركيز التعليم على املعارف وحدها مل يعُ د ذا ج ْدوى يف عا ٍمل ُمعقَّد
عليها الفرد يف املدرسة ْتبقى غري ذات
صل ْ كالذي نعيش فيه ،فلقد ت بنَّي أ ّن معظم املعارف اليت حُي ِّ
للتلَ ف والنِّسيان ،ال ألهنا غري مالئمة ،كما قد
رض ة َّ
جدوى يف احلياة اليومية ،بل إ ّن ُمعظَمها يكون عُ َ
دربوا على االستفادة
عودوا على استخدامها يف الوضعيات امللموسة ،ومل يُ َّ
يبدو ،بل أل ّن التالميذ مل يتَ َّ
منها ،وذلك أ ّن معظم هذه املعارف تُل ّقـَن مقطوعة عن سياقات استعماهلا ودائرة اهتمامها.
واملوزعة
املستهدفة من قبل املنظومة الرتبويةّ ،
َ جنع ل من الكفاءات
فهذه البيداغوجيا تستدعي أن َ
بإزاح ة احلدود
كل التخصصات ،بل و َ على املناهج املختلفة ،احملور الذي يدور حوله الفعل التعلّمي يف ّ
فحس ب ،السيما إذا كانت مقطوعة ِ
َّخصصات .تفرَت ض مثل هذه الرؤية االعتماد ال على املعارف ْ
بني الت ّ
عن س ياق احلي اة املعيش ة ( ،)Décontextualisésب ل و على تك وين ق درات التجري د والتعميم
والتحويل لدى املتعلِّم بشكل خاص.
8
PH PERRENOUD –“Construire des compétences, est-ce tourner le dos aux savoirs” -P 7