You are on page 1of 30

‫املجلد ‪ /6‬ع ــدد خاص _ديسمبر‪،2019‬ص‪117 -88‬‬ ‫مجلـة التدوين‬

‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬


‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫‪Self-training of information specialists in the digital‬‬


‫‪environment in public libraries:‬‬
‫‪Tlemcen libraries as a model‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫*************************‬
‫تاريخ النشر‪2019/12/ 15 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2019/11/29 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪2019/10/09:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫من أبرز تسميات العصر الذي نعيشه هو عصر "املعلومات"‪ ،‬العصر الذي يعتمد على‬
‫املعلومات في البحث والتطور في مختلف املستويات‪ ،‬وذلك باختزانها واسترجاعها بكميات هائلة‬
‫بمختلف األجهزة داخل املؤسسات التي تقوم بها عمليات الجمع والتنظيم والتحليل والخدمة‬
‫املرتبطة باملعلومات بهدف إتاحة االنتفاع بها لألجيال الحاضرة‪ .‬وحفظها لألجيال القادمة‪ ،‬حيث‬
‫يقف وراء ذلك "العنصر البشري" املتمثل في أخصائي املكتبات واملعلومات بما يملك من خواص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبما أنه ينتمي إلى تخصص معرفي‪ ،‬فإنه يعتني بموضوعه الذي يهتم بأوعية املعلومات من حيث‬
‫الضبط والتنظيم والتخزين و االسترجاع‪ .‬ومن خالل هذ ا البحث سنحاول التطرق الى كيفية‬
‫بناء أخصائي املعلومات نفسه بنفسه في محيط عمله ومنه جاءت هذه الدراسة لتبين اهم‬
‫االساليب والبرامج التطبيقية الحديثة التي يستند اليها املكتبي في املكتبات العمومية في تكوينه‬
‫الذاتي‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬مكتبات عمومية‪-‬تكوين ذاتي‪-‬اخصائي معلومات‪-‬مكتبي‪-‬املؤهل البشري‪.‬‬

‫*‪ -‬الباحث املُرسل‪ .‬حاج شعيب ‪biblio.doc2001@mail.com‬‬

‫‪88‬‬
:‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

Abstract :

One of the most prominent labels of our era is the age of


"information", the era of information-based research and
development at various levels. By storing them and retrieving them
in huge quantities of various devices within the institutions that
collect, organize, analyze and serve the information associated with
them in order to allow their use to present generation. And preserve
it for future generations, behind which is the "human element" of
librarians and information specialists. Since it belongs to a cognitive
discipline. It takes care of its subject matter which is concerned with
information containers in terms of control, organization, storage and
retrieval. From this study came to show the most important modern
methods and programs applied by the librarian in public libraries in
its self-formation.

Keywords : Public libraries, self-training, information specialist,


librarian, and human qualification

، ‫كلية العلوم االجتماعية والعلوم االنسانية‬، biblio.doc2001@mail.com ، )‫أستاذ محاضر (ب‬1-


2‫ جامعة وهران‬، LSSMP ‫ النماذج واملمارسات‬،‫ البنيات‬،‫ مخبر األنساق‬، ‫ الجزائر‬،‫جامعة سعيدة‬
،‫ الجزائر‬،‫ املركز الجامعي غليزان‬،‫ معهد العلوم االجتماعية و اإلنسانية‬، a.amairia@gamail.com ،)‫ أستاذة مساعدة (أ‬2-
2‫طالبة دكتوراه مدرسة الدكتوراه للعلوم االجتماعية واإلنسانية بجامعة وهران‬
‫ الجزائر‬،‫ تلمسان‬،‫ قصر الثقافة عبد الكريم دالي‬،‫مكتبي‬- 3

89
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫الجانب املنهجي للدراسة‬


‫‪ .1.1‬إشكالية الدراسة ‪:‬‬
‫اشكاليتنا في هذه الدراسة ستتحدث عن أهم املؤهالت واملهارات املطلوبة للتحول إلى العمل‬
‫اإللكتروني ومدى توافرها في عينة الدراسة وكذا ضرورة التكوين بكل مستوياته وأساليبه‬
‫كصمام أمان إلكساب املوظفين املرونة في التعلم ملجابهة التطورات املتالحقة على مستوى‬
‫املعدات أو أساليب العمل وتقديم الخدمة وعليه نطرح االشكال التالي‪:‬هل للتكوين الذاتي‬
‫دور في تطوير نوعية الخدمات اخصائي املكتبات في املكتبات العمومية بوالية تلمسان ؟‬
‫اسئلة الدراسة ‪:‬‬
‫‪ ‬هل يمتلك اختصاص ي املعلومات في املكتبات العامة بتلمسان املعارف واملهارات التي تمكنه‬
‫من العمل حسب التطورات الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬ما هو اثر التكوين الذاتي على مهاراته ومؤهالته ‪.‬‬
‫‪ ‬ما مدى فعالية ومحتويات برامج التكوين الذاتي الخصائي املعلومات‬
‫‪ ‬الى أي حد يمكن ان يساعد فضاء املكتبة في التكوين الذاتي ‪.‬‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬يعتبر التكوين الذاتي من بين العمليات التي ينبني عليها تطور قدرات ومهارات اخصائي‬
‫املعلومات في املكتبات العمومية بتلمسان ‪.‬‬
‫‪ ‬التكوين الذاتي من بين العمليات التي تندرج ضمن مبدا التعلم مدى الحياة‬
‫اهداف الدراسة ‪:‬‬
‫‪ ‬معرفة درجة اهتمام اخصائي املكتبة بالتكوين وتحسين مستواه في ظل التكنولوجيا‬
‫الحديثة ‪.‬‬
‫‪ ‬االطالع على محيط املكتبات العامة وتاثيرها في تحسين مستوى اخصائي املكتبات العامة‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدنا على املنهج الوصفي القائم على تجميع البيانات عن الظاهرة املدروسة وتحليلها‬
‫باعتباره أكثر مناهج البحث مالئمة ملوضوع الدراسة حيث نسعى الى الوقوف على جاهزية‬
‫املوظفين املكتبيين حول درجة التكوين القائم لديهم من اجل مجابهة التطورات‬
‫التكنولوجية‪.‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫العاملين باملكتبات العامة أمام تحديات جسيمة للتأقلم مع مفردات البيئة اإللكترونية التي‬
‫تفرض نفسها بقوة على ساحة األعمال في اآلونة االخيرة ‪ ،‬حيث ادت إلى فرض نمط جديد‬
‫من املهارات للتمكن من التعامل معها‪ ،‬وبالتالي استوجب على القائمين على املكتبات العامة‬
‫إيجاد آليات لتمكين هذه املعارف الجديدة للموظفين من خالل الدورات التدريبية الهادفة‬
‫واملخططة كما يجب على العاملين الحرص على التكوين الذاتي من أجل اكتساب الثقافة‬
‫املعلوماتية والتكنولوجية ملجابهة متطلبات العمل اإللكتروني ‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف املكتبي‪:‬‬
‫"هو الشخص الذي يقوم بتسيير مكتبة‪ ،‬مكلف بتصنيف وحفظ املواد املسؤول عليها‪ ،‬له‬
‫الحق في اختيار واقتناء الوثائق ‪ ،‬تكوين ومراقبة املكتبيين األقل منه درجة ‪1".‬‬

‫ويعرفه قاموس اإلعالم بما يلي‪" :‬هو الشخص الذي يقوم ببناء و تسيير رصيد الكتب‪،‬‬
‫الدوريات‪ ،‬وأنواع أخرى من الوثائق (األقراص املضغوطة‪ -‬صور‪ -‬ديسكيت ‪ )...‬ووضعها في‬
‫متناول الناس ويشترط أن يكون مكونا في مدارس مختصة وجامعات بمستوى عال (بكالوريا‬
‫‪2". )4+‬‬

‫ّأما مصطلح " أمين مكتبة "جاء للعربية كترجمة للمصطلح االنجليزي ‪ Librarian‬أو‬
‫الفرنس ي ‪ ،Bibliothécaire‬وقد أضيفت كلمة "أمين" للمكتبة للداللة على معنى الحارس عليها‬
‫‪ ،Keeper‬ولكن استخدامات كلمة "أمين" في اللغة العربية ارتبط بأمين املخازن وأمين‬
‫املستوصف‪...‬الخ‪ ,‬واملعنى أنه "الكاتب املسؤول عن السجالت‪ .‬وهذا املعنى هو أبعد ما يكون‬
‫عن وظيفة املسؤول عن خدمة املعلومات واإلتصال باملحتوى الفكري والعلمي والفني‬
‫للمطبوعات بالدرجة األولى ‪3".‬‬

‫ويقول بن اشنهو عن أمين املكتبة اإلقتصادية "وجوبه التمكن من عناصر املعلومات التي‬
‫تساعده على التحرك في حقل العلوم والتقنيات الواسع وتحقيق مهمته وتهيئة دائمة‬

‫‪1‬‬
‫‪BEAUCENS à Christian. Grand dictionnaire encyclopédique larousse:tome2 . Paris: Libraire‬‬
‫‪(s.d). p 1229. Larousse,‬‬
‫‪CACALY Serge, F.le.COADIC. DOMINIQUE Paul…(Autre). Dictionnaire‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪de l'information. Paris: Armand COLIN, 2006. p.24.‬‬


‫بدر‪ ،‬أحمد‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.75.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪91‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫للمنشورات املكدسة املسؤول هو عن العناية بها وصيانتها ومسايرة مستجداتها بطريقة‬


‫معمقة ‪4".‬‬

‫" وقد اتفق في مؤتمر املتخصصين في علوم املعلومات الذي عقد في معهد جورجيا‬
‫بأن أمين املكتبة هو الشخص الذي يتولى تجميع واختيار وفهرسة‬ ‫للتكنولوجيا في ربيع ‪ّ 1962‬‬
‫وتكشيف مجموعات الكتب واملطبوعات والوثائق‪ ،‬وذلك من أجل وضعها تحت يد العلماء‬
‫والباحثين الستخدامها‪ ،‬ومن الواجب أن يكون هذا األمين حاصال على دراسات في العلوم أو‬
‫العلوم اإلجتماعية أو اإلنسانية في املرحلة الجامعية األولى‪ ،‬باإلضافة إلى التدريب املنهي في‬
‫املكتبات واملعلومات وغالبا ما يفتقد هذا األمين إلى واحدة من هذه املؤهالت املهنية فهو‬
‫يحاول تعويض هذا النقص بالخبرة واملمارسة حتى يؤدي خدماته بنجاح‪5".‬‬

‫فبعد تطوير املكتبات وتحديد وظائفها في العصر الحديث استلزم أن يكون الشخص‬
‫الذي تناط به مسؤوليات املكتبة له خبرة في العمل مع الكتب أو غيرها من املواد املكتبية‪،‬‬
‫مع ضرورة تلقي تدريبا على العمل باملكتبة لبضعة أشهر في أغلب األحوال‪ .‬ثم جاءت مرحلة‬
‫أخرى وهي مرحلة اإلعداد والتأهيل في قسم أكاديمي لدراسة املكتبات واملعلومات‪ ،‬وهذا بحد‬
‫ذاته اعتراف رسمي بأن الشخص الذي يعمل باملكتبة‪ ،‬أو مركز معلومات ّ‬
‫البد وأن يكون‬
‫ّ‬ ‫ا‬
‫مؤهال لتأدية عمل "تخصص ي" ال يقدر عليه أي شخص لم يتأهل له‪ .‬إال أنه من املتفق عليه‬
‫اآلن "أن أخصائيي املكتبات واملعلومات هو الشخص الذي يتلقى تعليما أكاديميا على مستوى‬
‫عال ألداء العمل بمؤسسات ومرافق املعلومات على اختالف أنواعها‪6".‬‬

‫‪ -2‬التكوين الوظيفي ألخصائي املكتبات واملعلومات‪:‬‬


‫‪ -1-2‬مفهوم التكوين ‪:‬‬
‫التكوين "جهد مخطط لتغيير سلوك ومهارات املوظفين وتوجهاتهم وآرائهم باستخدام طرق‬
‫تدريبية وإرشادية مختلفة لتهيئتهم ألداء األعمال املطلوبة وفقا ملعايير العمل بشكل مقبول‬
‫"‪7‬‬

‫‪ 4‬بن أشنهو‪ ،‬مراد؛ ترجمة أديب بامية‪ ،‬عائدة‪ .‬نحو الجامعة الجزائرية‪ :‬تأمالت حول مخطط جامعي‪.‬‬
‫الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .1981 ،‬ص‪.93.‬‬
‫‪ 5‬أحمد بدر‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.107.‬‬
‫‪ 6‬عبد الهادي‪ ،‬محمد فتحي‪ .‬المكتبات والمعلومات‪ :‬دراسة في اإلعداد المهني والببليوغرافي والمعلومات‪.‬‬
‫ط‪ . 1.‬القاهرة‪ :‬مكتبة الدار العربية للكتاب‪[ ،‬د‪.‬ت‪.].‬ص‪-‬ص‪( .21-20.‬يتصرف)‪.‬‬
‫‪ 7‬الصفاح‪ ،‬حبيب‪ .‬معجم إدارة الموارد البشرية وشؤون العاملين‪ .‬عربي انجليزي ‪ .‬ط‪ .1.‬بيروت‪ :‬مكتبة‬
‫لينان‪( :‬د‪.‬ت‪ .).‬ص ‪51.‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫واملتكون "هو الشخص الذي يسعى إلى الوصول على مهارة أو معرفة أو خبرة ممكن يملكها‪،‬‬
‫سواء بمبادرة شخصية لتطوير قدراته من خالل برامج وطرق التدريب املختلفة التي تتطلبها‬
‫وظيفته وتتيحها املنظمة‪8".‬‬

‫والتدريب "هو جمع األنشطة التي يحتاج إليها إمداد الهيئة في الوقت املناسب واملكان‬
‫املناسب باألفراد املدربين القادرين على تنفيذ العمل املكلفين به‪ ،‬أي لديهم املهارات واملعرفة‬
‫الالزمة ألداء العمل ‪9".‬‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫يقوم التكوين على جملة من املبادىء لضمان برنامجا تكوينيا فعاال؛ بمثابة مبادئ‬
‫سيكولوجية يجب أن يراعيها كل من املكون واملتكون حتى يتم التكوين في أقصر وأقل جهد‬
‫وأحسن النتائج كاملشاركة في البرامج التكوينية وتطبيق ونقل ما يتعلمه املتكون إلى الواقع‬
‫الفعلي‪ ،‬وتحفيز السلوك املرغوب فيه وقمع السلوكيات غير املرغوب فيها‪،‬‬
‫و التغذية العكسية (الراجعة) عن أداء العاملين ‪10.‬‬

‫‪ -2-2‬اإلطارالقانوني للتكوين ‪:‬‬


‫إن إلزام كافة الهيئات املستخدمة وتحسين مستواهم وتجديد معلوماتهم املهنية بصفة‬ ‫ّ‬
‫دورية وربط ترقياتهم‪ .‬نصت عليه كافة النصوص التشريعية والتنفيذية‪ ،‬ومنها املادة ‪ 57‬من‬
‫القانون ‪ 11/90‬الخاص بعالقات العمل الفردية‪ ،‬واملواد من ‪ 53‬إلى ‪ 52‬من املرسوم رقم‬
‫‪ 59/85‬املؤرخ في ‪23‬مارس‪1985‬م املتعلق بالقانون األساس ي النموذجي لعمال املؤسسات‬
‫واإلدارات العمومية ( كحق من حقوق املوظفين األساسية) وواجب من واجبات املصالح‬
‫العمومية بنية ‪11:‬‬

‫‪ -‬ضمان الترقية الداخلية للموظفين وذلك بتولي أعمال التكوين وتحسين املستوى وتجديد‬
‫املعلومات لتحسين تأهيل العمال حسب استعداداتهم والجهود التي يبذلونها ‪.‬‬
‫‪ -‬انجاز أو املشاركة في انجاز األعمال املخصصة لضمان تكييف املترشحين مع الوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬وفيما يتعلق بكيفيات تطبيق هذا النص‪ ،‬تحيل الفقرة الخامسة من نفس املادة‬

‫‪ 8‬الصفاح‪ ،‬حبيب‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪66 .‬‬


‫‪ 9‬القيس‪ ،‬نايف‪ .‬المعجم التربوي لعلم النفس‪ :‬أول معجم شامل لكل مصطلحات التربية المتداولة في العلم‬
‫وتعريفاتها ‪.‬ط ‪ .1‬عمان دار أسامة‪ ،‬دار المشرق الثقافي ‪. 2006.‬ص ‪.139.‬‬
‫‪ 10‬محمد عباس‪ ،‬سهيلة ‪ .‬إدارة الموارد البشرية‪ :‬مدخل استراتيجي ‪.‬ط‪.2.‬عمان‪:‬دار وائل‪.2003،‬ص‪189.‬‬
‫(بتصرف)‬
‫‪ 11‬غياث‪ ،‬بوفلجة‪ .‬األسس النفسية للتكوين‪ .‬وهران‪ :‬دار الغرب‪( ،‬د‪.‬ت‪ ).‬ص‪-.‬ص‪49-47.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫على تحديد كيفيات تطبيقه‪ ،‬وبالفعل فقد صدر هذا املرسوم عام ‪1996‬م وهو املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 93/96‬املؤرخ في ‪ 03‬مارس ‪1996‬م املتعلق بتكوين املوظفين وتحسين‬
‫مستواهم وتجديد معلوماتهم‪.‬‬
‫وضعت هذه القوانين لتحقيق نجاعة التكوين إذ "يجب الوصول إلى تنمية الفاعلية عند‬
‫املوظف‪ ،‬واالختصار في مدة التمرس واستبعاد العادات السيئة في العمل ورفع معنويات‬
‫املوظف وتوفير امكانيات الترفيع وتحسين مستوى اإلدارة ‪ 12".‬وتقاس فاعلية التكوين‬
‫"باآلثار التي أنتجتها‪ ،‬فالهدف من النشاط هو تحقيق تغيير معين للفرد واملؤسسة‪13".‬‬

‫وفي هذا اإلطار كلفت مصالح الوظيفة العمومية بتخطيط وتنسيق عملية التكوين‬
‫وتحسين املستوى وتجديد املعلومات سواء لاللتحاق بالوظائف العمومية أو للتكيف مع‬
‫مناصب العمل وفق مهام وأهداف املؤسسات واإلدارات العمومية واحتياجاتها األولية‬
‫بالنظر إلى التطور املترابط بين املؤهالت اإلدارية والتقنية وخصصات امليزانية املوصدة لهذا‬
‫الغرض‪14.‬‬

‫‪ -3-2‬اتجاهات املتكون ورغبته في الترقي‪:‬‬


‫إن للمتكون استراتيجيه تمكنه من النهوض بقدراته على التفكير املستقل والتصرف‬ ‫ّ‬
‫الفعال واملسؤول‪ .‬فضال عن أن املتكون ال ّبد أن يكتسب مهارات اتصال وتواصل مع ذاته‬
‫ومع اآلخر ومع متطلبات العصر‪" .‬وللوصول إلى هذه السمات التي تدفعه إلى الترقي يجب أن‬
‫تتوفر فيه؛ املسؤولية الشخصية والتي تتضمن جوانب كثيرة‪ ،‬كفهمه للقيم واملبادئ‬
‫املجتمعية وقبول املساءلة‪ ‬عن األفعال الذاتية‪ ،‬واالعتراف بالقوى املحيطة الدافعة لتنمية‬
‫الشخص واألخرى املحبطة له‪ .‬وكذا امتيازه بالقوة التنافسية على التقدم التكنولوجي‪ ،‬ذلك‬
‫ألن التدريب استثمارا استراتيجيا ال يركز على االحتياجات واملهارات الضيقة املحددة ألن‬

‫‪ 12‬كاظم حمود‪ ،‬خضير؛ كاسب الخرشة‪ ،‬ياسين‪ .‬إدارة الموارد البشرية= ‪Human resource‬‬
‫‪ . management‬ط‪.2.‬عمان‪ :‬دار المسيرة‪.2006،‬ص‪-.‬ص‪(141-140.‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 13‬غريسي‪ ،‬العربي‪ .‬اإلتجاهات الحديثة في تسيير الموارد البشرية في اإلدارات العمومية‪ :‬حالة المركز‬
‫الجامعي لمعسكر‪ :‬رسالة ماجستير‪ .‬اشراف عبد الرحمن للو‪ ..‬وهران‪ :‬معهد العلوم االقتصادية‪.2000 ،‬‬
‫ص‪( 170.‬بتصرف) ‪.‬‬
‫‪ 14‬الحلبي‪ ،‬حسن؛ تقديم اسكندر‪ ،‬عدنان‪ .‬تدريب الموظف‪ .‬ط‪ .2.‬بيروت‪ ،‬باريس‪ :‬منشورات عويدات‪،‬‬
‫(د‪.‬ت‪ .).‬ص‪-‬ص‪( 40-39 .‬بتصرف) ‪.‬‬
‫‪ ‬المساءلة هنا تعني عملية استراتيجية فعالة للتعرف على الذات وتحقيقها ‪ ،‬والغاية منها هو تحسين األداء أو‬
‫تعديله وتطويره‪.‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫متطلبات ومستويات املهارة في ازدياد وتغير مستمر نتيجة التغير التكنولوجي املتسارع مما‬
‫يتطلب مزيد من الدراسة ومعاودة التدريب مدى الحياة ‪15 ".‬‬

‫‪ -4 -2‬مبررات التكوين ألخصائي املكتبات واملعلومات ‪:‬‬


‫"تتمثل مبررات التكوين أثناء الخدمة للعاملين باملكتبات فيما يلي‪ :‬الحصول على معرفة‬
‫متخصصة أو تأهيل فني مناسب‪ ،‬تحديث املعلومات أو املحافظة على مواكبة التطورات‬
‫الحديثة في مجال املكتبات‪ ،‬تحسين األداء في العمل‪ ،‬تحقيق الذات لدى العاملين في املكتبات‬
‫‪ 16".‬ومن هنا تظهر أهمية التكوين لديهم‬
‫أن للتكوين فوائد جمة على أخصائي املكتبات واملعلومات‪ ،‬وإلى زيادة ثقته بنفسه‬ ‫كما ّ‬
‫نتيجة لزيادة قدرته على أداء عمله بالكفاءة املطلوبة‪ ،‬وإلى تزويده بخبرات ومهارات جديدة‬
‫تساعده على االرتقاء بمنصبه الحالي وتولي مسؤوليات أكبر في املستقبل‪ ،‬وإلى حمايته من‬
‫أخطار العمل الذي يزاوله‪ ،‬وكذلك عن طريق اإلقالل من إصابات العمل التي تحدث غالبا‬
‫بسبب ضعف الكفاءة واملعرفة‪ ،‬وهذا ما يؤدي على زيادة رضاه عن العمل وانتمائه له ‪.‬‬
‫‪ -5-2‬طرق التكوين ألخصائي املكتبات واملعلومات‪:‬‬
‫إن برامج وطرق التكوين واألساليب التي يمكن أن تسهم في تكوين املكتبيين أثناء الخدمة‬ ‫ّ‬
‫كثيرة ومتنوعة‪ ،‬ومن أهمها‪ 17:‬حضور املحاضرات واملناقشات الندوات واملؤتمرات‪ :‬وهي من‬
‫اساليب تطوير املكتبيين حيث يلتقي فيها املشاركون مع مجموعة من الخبراء الذين يقدمون‬
‫أبحاثا متقدمة يتم مناقشتها في هذه امللتقيات‪ ،‬وتسهم في تطوير قدرات املشاركين على‬
‫استخدام مناهج وأساليب البحث العلمي‪ ،‬وورش العمل‪ :‬والتي يتجمع فيها مجموعة من‬
‫املتدربين ذوي اإلحتياجات املشبوهة‪ ،‬لفهم أو تطبيق مهارة معينة يحتاجونها‪ ،‬والزيارت‬
‫امليدانية للمكتبات ومراكز املعلومات‪ :‬وهو ما يساعد على تبادل اآلراء واألفكار وتنشيط‬
‫التعاون بين املكتبات‪ ،‬وأسلوب التعلم الذاتي والتعليم املبرمج‪ :‬و العنصر األساس ي في‬
‫دراستنا‪ ،‬إذ يساعد على اإلكتشاف والتعرف على املصادر املختلفة التي يحتاج إليها في عمله‬

‫‪ 15‬عبد الفتاح‪ ،‬رأفت السيّد‪ .‬سيكولوجية التدريب وتنمية الموارد البشرية‪ .‬ط‪ .1.‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫‪ .2001‬ص‪( 150 .‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ 16‬عليان‪ ،‬ربحي مصطفى؛ النجداوي‪ ،‬أمين‪ .‬مبادىء وإدارة تنظيم المكتبات ومراكز المعلومات‪ .‬ط‪.1.‬‬
‫عمان‪ :‬دار صفاء‪ .2008 ،‬ص‪. 434.‬‬
‫‪ 17‬عليان‪ ،‬ربحي مصطفى‪ .‬دراسات في علوم المكتبات والتوثيق والمعلومات‪ .‬عمان‪ :‬دار صفاء‪.2005 ،‬‬
‫ص‪-.‬ص‪( 297-291.‬بتصرف)‬

‫‪95‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫لكي يتمكن من الحصول على املعرفة واملهارات املطلوبة‪ ،‬ويشجع املشاركين على تحديد‬
‫ا‬
‫احتياجاتهم التدريبية والتعليمية‪ ،‬وأخيرا عضوية الجمعيات املهنية واملشاركة في أنشطتها‪:‬‬
‫مثل اإلتحاد العربي للمكتبات واملعلومات واإلتحاد الدولي لجمعيات املكتبات‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 3-‬التكوين الذاتي ألخصائيي املكتبات واملعلومات‪:‬‬
‫يعد التكوين الذاتي من أحدث مستكشفات التكوين بصفة عامة‪ ،‬فعن طريقه تتوافر‬
‫للمتكون ما يحتاج إليه من معارف ومهارات واتجاهات‪ ،‬ويلبي احتياجاته منها بالقدر والسرعة‬
‫والطريقة التي تناسب قدراته وحاجاته املهنية والعملية‪ .‬حيث أن التكوين الذاتي لم ينشأ من‬
‫فراغ بل ارتبط بمجاالت عديدة ال سيما في مجال الفلسفة؛ فعلى سبيل املثال ركز سقراط‬
‫على أهمية املعرفة الذاتية (‪ ،)Self Knowledge‬وحث األفراد أن يعيشوا حياة ذات معنى‪،‬‬
‫كل في حدود قدراته‪ ،‬وتكلم عن طريقة اإلستنباط (اإلبداع) التي تحدد بصورة بديعة‪ .‬و تؤكد‬
‫الفلسفة البراجماتية أن اإلنسان هو الذي يصنع نفسه بنفسه‪ ،‬ويبني الحقيقة لنفسه‪ ،‬ألنه‬
‫هو الذي يجرب ويبحث‪ .‬وفي التجريب والبحث تبرز املثل والقيم والحقائق التي تنفعه في‬
‫حياته‪ .‬إضافة إلى عدة مجاالت كالنفسية والتربوية‪ ،‬ويستند التكوين الذاتي من خالل هذه‬
‫األسس إلى أنماء فلسفة ذاتية للفرد‪ ،‬وبناء شخصيته الثقافية‪ ،‬وبناء خياراته استنادا إلى‬
‫مايعرفه عن نفسه‪ ،‬وعن العالم الخارجي ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف التكوين الذاتي وأهميته‪:‬‬
‫‪ -1-‬تعريف التكوين الذاتي‪:‬‬
‫" هو ذلك التكوين الذي يجعل الفرد يغير في سلوكه وأدائه‪ ،‬بناء على رغبته ووفقا‬
‫الستعداداته وقدراته واختياراته في التفاعل مع أشخاص بيئته‪ ،‬واملواد واملواقف‪ ،‬وبناء على‬
‫دافعيته نحو إحداث ذلك التغيير في سلوكه طبقا للطريقة التي يعتمدها‪ .‬والنمط الذي الذي‬
‫يميز عملياته العقلية ونشاطه الفسيولوجي والعصبي‪ ،‬وسبل ادراكه مليزات الخارجية‬
‫وخياراته في اإلستجابة لها‪18".‬‬

‫كما ارتبط بتطور الوسائل التكنولوجية الحديثة التي توفر فرص اإلستخدام الفردي لتلك‬
‫الوسائل‪ ,‬وبذلك فقد استقطب هذا امليدان االهتمام الواسع‪ ,‬وإجراء البحوث‪ ،‬والدراسات‬
‫بما يتناسب تماما والتوجه إلى سبيل تحقيق التكوين الذاتي في شتى الطرق‪.‬‬

‫عبد الرحيم محامدة‪ ،‬ندى‪ .‬التعليم المستمر والتثقيف الذاتي‪ .‬عمان‪ :‬دار صفاء‪ .2005 ،‬ص‪. 19.‬‬ ‫‪18‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫هو أن ينقل إلى الفرد حمل مسؤولية متابعة تعليم نفسه‪ ،‬وهي عملية تسعى لتغذية قدرة‬
‫الفرد الذاتية على التجديد‪ ،‬ليصبح قادرا بنفسه على تنمية طاقاته في عملية مستمرة من‬
‫اكتشافه لذاته‪ ،‬وتقييمه لها‪.‬‬
‫ّ‬
‫"ويعرفه ‪ Joffre DUMAZEDIER‬بأنه التطوير الذاتي للمعارف والقدرات بمساعدة املصادر‬
‫التعليمية والتكوين الذاتي الدائم للوصول لنتيجة التدريب الجيد في جميع الجوانب‬
‫التعليمية ‪19".‬‬

‫و "هو النشاط التكويني الذي يقوم به الفرد مدفوعا برغبته الذاتية بهدف تنمية‬
‫استعداداته وقدراته وإمكاناته مستجيبا مليوله واهتماماته ملا يحقق تنمية شخصيته‬
‫وتكاملها‪ ،‬والتفاعل الناجح مع مجتمعه عن طريق اإلعتماد على نفسه والثقة بقدراته في‬
‫عملية التكوين ‪20".‬‬

‫إن نمو أسس التكوين الذاتي يكون مقومات وركائز ضرورية ملستويات أعلى وأرقى للتكوين‬ ‫ّ‬
‫الذاتي‪ ،‬وهذا ال يعني إغفاال لدور التكوين األكاديمي أو التقصير في تطبيق مناهجه‪ ،‬وال يعني‬
‫أن الجامعة بنشأة التكوين الذاتي تصبح ثانوية‪.‬‬
‫" فالتكوين األكاديمي املقرر من طرف الجامعة ال يخلق فحسب الشروط التي تنشط‬
‫التكوين الذاتي أو تعوقه ولكن تحدد طبيعته ووجهته‪ ،‬وهو إنما يحتفظ بوظيفة كونه القوة‬
‫املحركة للنمو النفس ي املستمر‪ ،‬فهو يؤدي إلى االستمرار في التكوين ‪21".‬‬

‫وينتج التكوين الذاتي عن " املهارات التي تنبع من الفرد وقدرته على اإلبداع والتعلم الذاتي‬
‫دون النظر إلى ما توفره املؤسسة من إمكانيات‪ ،‬وإنما ما يملك من القدرة على تسيير مهاراته‬
‫بإتباع إستراتيجية ما في املؤسسة املنتمي إليها‪ ،‬وربما هذه املهارات تنزل إلى امليدان لتحقق‬
‫ش يء عظيم غير منتظر ‪22".‬‬

‫ومنه يتبـن لنا أن التكـوين الذاتـي قفزة فردية‪ ،‬تقوي من اكتساب التعلم الذاتي‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪Consulté le:‬‬
‫‪20/06/2009http://www.educnet.education.fr/dossier/eformation/modularite2.htm‬‬
‫‪20‬‬
‫عبد الرحيم محامدة‪ ،‬ندى‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪. 25.‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪BELKHITER, Soraya. Etudiants en langue française en fin de cursus: entre formation et‬‬
‫‪autoformation: le cas des étudiants d'Oran. Université d'Oran: 2008. p.21.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪MEIGNANT, Alain. La formation, atout stratégique pour l'entreprise. Paris: Editions d'Organisation,‬‬
‫(بتصرف)‪1986. p.103.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫ولقد عرف فليب كاري ‪ Phillipe CARRE‬التكوين الذاتي حسب األنماط املبينة في الشكل‬
‫التالي‪23 :‬‬

‫التكوين الذاتي المعرفي‬ ‫التكوين الذاتي الوجداني‬

‫التكــــــوين الذاتـــــــي‬

‫التكوين الذاتي االجتماعي‬ ‫التكوين الذاتي التربوي‬

‫شكل رقم(‪ /)02‬نمـوذج ‪ Phillipe CARRE‬للتكـوين الذاتي‪.‬‬

‫نالحظ من خالل هذا املخطط أن للتكوين الذاتي عدة أشكال للتكوين الذاتي تتمثل في‬
‫املستوى الوجداني الذي يكون عن طريق اقتناء املعارف‪ ،‬واإلجتماعي الذي يكون ألعضاء‬
‫املجتمع واملحيطين الدور الفعال واألثر الكبير على املتكون‪ ،‬وأما التعليمي فيلعب فيه‬
‫املتكون دور الوسيط إليصال املعلومة‪ ،‬وأما املعرفي فيكون املتكون مستقل كليا وذلك عن‬
‫طريق معارفه والتفكير والتسيير الجيد ‪.‬‬
‫‪ -2-‬أهمية التكوين الذاتي‪:‬‬
‫ا‬
‫يلقي التكوين الذاتي اهتماما كبيرا من علماء النفس‪ ،‬باعتباره أسلوب التكوين األفضل‬
‫واألمثل في الوصول إلى الحقائق‪ ،‬ألنه يحقق متكون تكوينا يتناسب مع قدراته وسرعته‬
‫الذاتية والدافعية في التكوين‪ .‬لذلك حظي التكوين الذاتي بأهمية كبيرة في املكتبات ال سيما‬
‫الجامعية منها فهو يهدف إلى‪:‬‬
‫ّ‬
‫يمكن من إتقان املهارات األساسية الالزمة ملواصلة تكوين الفرد نفسه بنفسه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫التحرر من قيود البرامج املحددة زمانيا ومكانيا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يمنح الفرصة إلطالق عنان القدرات اإلبداعية الخالقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتيح ألخصائيي املعلومات واملكتبات الفرص لتحمل مسؤولية إبداعاته‪ ،‬فيمارس‬ ‫‪‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪03/05/2009 LIC8MAIT/weblearn2002/AUTOFORMATION/ htm. consulté le:/http://educ.univ-paris8.fr‬‬


‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫النشاطات املتنوعة‪ ،‬وفق قدراته واستعداداته ‪.‬‬


‫‪ ‬املساهمة في عملية التجديد الذاتي للمجتمع ‪.‬‬
‫‪ ‬تكوين املكتبيين على حل املشكالت‪ ،‬ويجاد بيئة خصبة لإلبداع وتحقيق الذات ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫‪ ‬يشهد العالم انفجارا معرفيا متطورا باستمرار ال تستوعبه نظم التكوين التقليدية‬
‫ا‬
‫الشكلية أحيانا مما يحتم وجود استراتيجية تمكن املتكون من إتقان مهارات التكوين‬
‫الذاتي ليستمر التكوين معه خارج املؤسسة وحتى مدى الحياة ‪.‬‬
‫‪ -3-‬أبعاد التكوين الذاتي‪:‬‬
‫ينطوي التكوين الذاتي تحت أبعاد تؤكد أصالته في السير الحسن واألمثل للعمل ومن هذه‬
‫األبعاد نذكر‪:‬‬
‫‪ -1-3-‬البعد البيولوجي‪ :‬يتكون ذاتيا لتفادي النقص املوجود في الطبيعة ليضمن لنفسه‬
‫البقاء والتطور‪.‬‬
‫‪ -2-3-‬البعد االجتماعي‪ :‬التكيف مع نفسه واآلخرين‪ ،‬وهو الذي يتيح له املرونة التي تحقق‬
‫له التكيف‪ ،‬وذلك باستجاباته املالئمة للمؤثرات التي تصادفه في محيط العمل‪ ،‬وال يوجد‬
‫أسلوب يحقق إلنسان التوافق والتكيف املنشود مثل التكوين الذاتي وهذا ما يؤدي إلى‬
‫تحقيق الذات وبالتالي استمرار تطور وارتقاء وبناء شخصيته ‪.‬‬
‫‪ -3-3-1‬البعد النفس ي‪ :‬تجديد الفرد لقدراته وأعمال فهمه وتوجيه ذاته‪ ،‬ألن مصدر سلوكه‬
‫ينبعث من داخله استجابة للمتغيرات املحيطة به‪ .‬والحاجة إلى االرتقاء وإلى استمرارية‬
‫تحقيق الذات إلى مستويات أرقى‪ ،‬واستمرارية الشخصية في النماء واالرتقاء إلى هذا املستوى‬
‫املتسامي في ظل التكوين الذاتي مما يضمن للفرد حياة نفسية متجددة ‪.‬‬
‫‪ -3‬عالقة التكوين الذاتي بالتعلم الذاتي‪:‬‬
‫املتكون ذاتيا له القدرة الفائقة في التحصيل املعرفي‪ ،‬فقبل تكوينه الذاتي ال محال من‬
‫تعلمه الذاتي قبل الدخول إلى عالم الوظيفة ‪.‬‬
‫ولقد " ربط ‪ Joël CARRE‬التعلم الذاتي بأنه أداة أساسية للتمكن من القيام بالتكوين‬
‫الذاتي لتطوير معلوماته ‪24".‬‬

‫‪24‬‬
‫‪CARRE, Joël. Construire une offre d'Autoformation en bibliothèque‬‬
‫‪publique:Mémoire d'études. 2008. sur‬‬ ‫‪,consulté le: 22/08/2009‬‬
‫‪.http://enssib.fr/bibliothèque-numerique/document-1828.pdf‬‬ ‫‪le site:‬‬

‫‪99‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫وهو العملية التي يقوم من خاللها األفراد بدور املبادرة أو الخطوة األولى في اختيار الطريق‬
‫الذي يسلكونه‪ ،‬وتشخيص وتحديد حاجاتهم التعليمية وصياغة األهداف املراد تحقيقها‪،‬‬
‫وتحديد املصادر الالزمة‪-‬اإلنسانية واملادية‪-‬واختيار وتطبيق اإلستراتيجيات املناسبة وتقويم‬
‫الناتج من املتعلم ‪.‬‬
‫" واملكتبي هنا أمام ضروريتان اثنان؛ أولهما أنه مجبر على املواصلة في التكوين بغرض اإلنتاج‬
‫ومسايرته املجال اآللي وشبكات االتصال‪ ،‬والضرورة الثانية أنه مجبر على تحليل وظائف‬
‫املكتبة ومتابعتها عن طريق وضع تحقيقات انطالقا من اقتراحات املجتمع املستفيد‪ ،‬أو‬
‫باألحرى وضع معطيات إحصائية ولوحات قيادة ا‬
‫سواء كان ذلك يوميا أو أسبوعيا أو شهريا‬
‫"‪25‬‬

‫‪ -4‬مبدأ التنمية الذاتية في محيط العمل‪:‬‬


‫لقد تغيرت النظرة من مفهوم إدارة األفراد إلى إلى إدارة املوارد البشرية‪ ،‬بحيث يمارس‬
‫عليهم كل آليات التطوير والتنفيذ نحو سلوك توافقي وأداء أمثل‪ .‬ولتحقيق الكفاية في األداء‬
‫يجب االلتزام بتحقيق مبدأ التنمية الذاتية ‪.‬‬
‫وهي أن نقف على معنى السلوك الذاتي الذي يقصد به نشاط الفرد اتجاه تحقيق الذات‬
‫من خالل عالقاته بالبيئة املحيطة به والواقع أن التفسير الدقيق للسلوك يتعلق بنشاط‬
‫الفرد في ضوء العالقة الفريدة واملستمرة بين الفرد وظروف البيئة من حوله‪ " .‬وال نبالغ في‬
‫األمر إذا قلنا تحقيق التوازن أمر شائك بين متطلبات الحاجات النفسية وكيفية إشباعها في‬
‫مواجهة الضغوط اإليجابية وأساليب التوافق والتكيف من جانب الفرد ويمر سلوك التوازن‬
‫بثالث مستوايات‪ :‬املستوى الفيزيولوجي‪ ،‬واملستوى الوجداني‪ ،‬واملستوى املعرفي‪ ،‬ويلعب‬
‫التوازن دورا هاما في حياة الفرد‪ ،‬وإذا فشل الفرد في إعادة اتزانه يحدث له فيما يعرف‬
‫باإلحباط أو السلوك غير التوافقي نتيجة عدم اشباع الدوافع البيولوجية والنفسية ‪26".‬‬

‫‪25‬‬
‫‪BRUILLON, Michel. Les professions du livre: Edition-Librairie-Bibliothèque.‬‬
‫‪Paris: Ellipses, 1999. p.43.‬‬
‫‪ 26‬عبد الفتاح‪ ،‬رأفت السيّد‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.86 .‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫‪ -1-4‬اإلبداع املعرفي ومساهمته في تطويرالخدمة‪:‬‬


‫تحتاج املؤسسة الخدماتية إلى تنمية الجوانب اإلبتكارية أو إطالق عنان اإلبداع والتفكير‬
‫اإلبتكاري خاصة وأن مثل هذه املؤسسات تواجه مشاكل من الناحية التكنولوجية وهذا ما‬
‫يجعلها تحتاج إلى حلول إبداعية غير تقليدية قادرة على التغلب على هذه املشاكل واقتحامها‬
‫أن اإلبداع في أي مجال يحتاج إلى املوهبة والبراعة واملعرفة لكن هذه‬ ‫أشار "بيتر دركر" إلى ّ‬
‫العوامل ال تعد نافعة ما لم يتوفر عنصر اإللتزام واملواصلة‪ّ ،‬‬
‫وأن االبتكار هو الوسيلة‬
‫الوحيدة التي تمكن الريادي تكوين موارد جديدة منتجة للمال ويضفي بها على املوارد‬
‫الحاضرة احتماال قويا لبناء الثورة ‪.‬‬
‫إن اإلبداع املعرفي حاضنته األساسية هو املورد البشري الذي يتولى عملية اإلبداع ومن ثم‬ ‫ّ‬
‫تحويله إلى ابتكار يجعله يعمل ولعل أهم التحديات التي تواجه املنظمات في قضية اإلبداع‬
‫املعرفي ما يلي ‪27:‬‬

‫‪ -1‬مشاركة األفراد األفكار لتجعلها جزء من الذاكرة التنظيمية‪.‬‬


‫‪ -2‬تشجيع تنمية االفكار وتشكيلها على شكل مشاريع ونماذج‪.‬‬
‫‪ -3‬تغليف نتائج املعرفة في عمليات ومنتجات الرأس املال الفكري للمنظمة ‪.‬‬
‫هذا ولن يتم ذلك بدون عملية اإلبداع املعرفي التي تتضمن عملية تدفق املعرفة وتحويلها‬
‫من معرفة ضمنية إلى صريحة بين املوارد البشرية من خالل تشجيع عملية التجريب وتهيئة‬
‫املناخ التنظيمي الداعم ملمارسات املعرفة الفضلى‪ .‬ومن جانب آخر فإن عملية بناء القدرات‬
‫ّ‬
‫في املنظمة ال يمكن فهمها إال من خالل االبداع واالبتكار الذي يشكل العنصر الثاني في هذه‬
‫العملية وذلك على النحو التالي‪28:‬‬

‫دركر‪ ،‬بيتر؛ ترجمة الميداني‪ ،‬عبد الهادي‪ .‬فن القيادة‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة العبكان‪ .2004 ،‬ص‪. 344 .‬‬ ‫‪27‬‬

‫العلي‪ ،‬عبد الستار؛ قنديلجي‪ ،‬عامر ابراهيم؛ العمري‪ ،‬غسان‪ .‬المدخل إلى إدارة المعرفة‪ .‬ط‪ .1.‬عمان‪ :‬دار‬ ‫‪28‬‬

‫المسيرة‪ ،‬ص‪. 345 .‬‬

‫‪101‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫التعريف بالقدرات‬
‫الجوهرية‬

‫التعليـم النظامي‬ ‫تحويلها إلى عمل‬

‫ومنتجات‬
‫شكل رقم(‪ )03‬دورة القــدرات الجـوهرية‪.‬‬

‫بداية ال ّبد من تعريف القدرات الجوهرية وقياسها‪ ،‬وهي املوارد الحقيقية التي تكسب‬
‫املنظمة امليزة التنافسية‪ ،‬وتتكون من التكنولوجيا واملهارات املنتجة للقدرات التي يتم‬
‫تشكيلها من خالل تمكين العاملين لتبني قدرات التغيير لالستجابة إلى الفرص البيئية‪ّ .‬أما‬
‫مقاييسها فمن أشهرها مقاييس التكنولوجيا املتمثلة في حجم االنفاق على البحث والتطوير‬
‫وبراءات االختراع والتطبيقات الفنية ومقاييس تنمية املوارد البشرية املتمثلة في عدد‬
‫الدورات التدريبية التي يتلقاها ومدى اسهامها في تقدمه وانخراطه في العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫اإلبداع واالبتكار من خالل تحويل القدرات الجوهرية إلى عمليات منتجة وخدمات جديدة‬
‫تؤثر في املسؤوليات املختلفة والقطاعات املتعددة والفرص البيئية املتنوعة ‪.‬‬
‫اخل القطاع الواحد من خالل القدرات الجوهرية الخاصة التي تتمتع بها املنظمة وتغالفها‬
‫في عملياتها وتنعكس على مخرجاتها‪ .‬ومن األمثلة على ذلك ما توفره القطاعات الدوائية‬
‫والكيميائية والصناعية واملالية وغيرها من البحث والتطوير وبراءات االختراع وتبين‬
‫التكنولوجيا الداعمة ‪.‬‬
‫التعلم الذي يساعد في اكتساب قدرات جديدة من خالل التركيز على الهياكل والعمليات‬
‫التي تسهل عملية التعلم على مستوى األفراد والجماعات واملنظمة‪ ،‬وتؤسس لبناء املعرفة‬
‫واملوقف التنافس ي والذاكرة التنظيمية‪ ،‬وهنا ال ّبد التمييز بين تعلم "كيف" الذي يركز على‬
‫تحسين ونقل املهارات وتعلم "ملاذا" الذي يهدف إلى فهم العوامل السببية والروابط املنطقية‬
‫لتطبيق املعرفة في سياقات جديدة‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫ولعل أهم عامالن يساعدان على اإلبتكار هو العالقة الجيدة بين الرئيس‪ .‬واملرؤوس وكذا‬
‫الشعور باإلنتماء إلى جماعة العمل‪ ،‬لذا فإن اإلبداع في العمل يشجع تفكير العامل ويطور‬
‫سلوكياته وهذا ما ينعكس باإليجاب على املؤسسة‪.‬‬

‫‪ -2-4‬أثرالسلوك اإلنساني في التكوين الذاتي‪:‬‬


‫تصل املؤسسة إلى نتائجها األساسية من خالل العمل اإلنساني بأشكاله املختلفة‪ ،‬أي أنّ‬
‫السلوك اإلنساني هو محور االرتكاز الرئيس ي في توجيه العمل اإلداري الذي يتحقق من خالل‬
‫ثم ف ّ‬
‫إن فهم‬ ‫العمل اإلنساني ‪ ،‬فاملدير مثال يعتمد على أفراد آخرين في تنفيذ األعمال‪ ،‬ومن ّ‬
‫املؤسسة والقدرة على اإلحاطة بها يتطلب ضرورة التعرف على سلوك األفراد داخل املؤسسة‬
‫ومدى قدرته في التكيف مع املنصب‪ ،‬وتحديد تأثير هذا السلوك على األعمال املنتجة‪ ،‬وكذا‬
‫رغبته في أخذ املبادرة دون أمر من رئيس املؤسسة وقدرته على تحقيق النتائج املرغوبة‪ ،‬وهذا‬
‫ما يتمثل في التكوين الذاتي ‪.‬‬
‫أن أنماط السلوك املكتسبة‬ ‫" فاألفراد يختلفون في القد ات واالستعدادات واملها ات‪ ،‬كما ّ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تتباين إلى درجة كبيرة من فرد إلى آخر‪ ،‬ويمكن التعبير عن السلوك اإلنساني محصلة‬
‫التفاعل بين تطلعات الفرد والظروف املحيطة به ‪29".‬‬

‫أن العنصر البشري عامال أساسيا في تحديد نتائج العمل والنشاط في‬ ‫نستنتج من هذا ّ‬
‫مختلف املجاالت اإلدارية وخاصة الخدماتية منها التي تتسم بالتخطيط‪ ،‬اتخاذ القرارات‪،‬‬
‫تنظيم ‪ ،‬تكوين وتنمية القوى العاملة واملتابعة وتقييم األداء‪.‬‬
‫‪ -5‬مساهمة أخصائي املكتبات واملعلومات في إدارة املعرفة‪:‬‬
‫تعد املكتبات وسيط من وسائط نشر املعرفة وجعلها في متناول الرواد‪ ،‬ولقد عرفت‬
‫الجمعية األمريكية لعم املعلومات نشر املعرفة بتعرفها الواسع بأنها تشمل العمليات‬
‫الضرورية إليصال املعلومات من صناعها إلى مستخدميها‪.‬‬
‫‪ -1-5‬إدارة املعرفة‪:‬‬

‫‪ 29‬السكارنة‪ ،‬بالل خلف‪ .‬المهارات االدارية في تطوير الذات‪ .‬ط‪.1.‬عمان‪ :‬الميسرة‪ .2008 ،‬ص‪35.‬‬
‫(بتصرف)‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫" هي النظام البالغ األهمية املتسارع بوتائر عالية يوما بعد يوم‪ ،‬والذي يهدف إلى تحقيق‬
‫اكتشاف وامتالك واملشاركة والتطبيقات املعرفية املنظمة ‪30".‬‬

‫إن أمين املكتبة أحد العوامل املهمة في املجتمع‪ ،‬فهو يستطيع تولي‬‫وهنا يقول بوس بورك " ّ‬
‫مهام التمكن من إدارة املعرفة وحسن ترتيبها وإرسال املعلومات‪ ،‬وهذا يساعد منسق املجتمع‬
‫على التفرع لعمل العالقات وتطوير املمارسة واإلستفادة من املهارات املتخصصة للمكتبة‬
‫ا‬
‫إلدارة املعلومات‪ ،‬وهناك أيضا أمناء مكتبة يتولون مهمة وضع قواعد بيانات ومواقع على‬
‫الشبكة في املجتمع ‪31".‬‬

‫حيث تستطيع إدارة املعرفة من مساعدة العاملين على التعلم واالنطالق نحو املعرفة‬
‫املتجددة في حقولهم وتخصصاتهم املختلفة‪ ،‬بشتى الطرق بما في ذلك الطريقة التي يساهم‬
‫فيها أخصائيي املكتبات واملعلومات إال وهي تجسيد املعرفة؛ أي جعلها متاحة للجميع متبعا‬
‫في ذلك السبل التي تسهل الوصول إلى الكم املعلوماتي املطلوب‪ ،‬ال سيما في املكتبات‬
‫الجامعية نتيجة ما تحتويه من انتاج فكري ومجتمع طالب للعلم للمعرفة بشتى أنواعها‬
‫وتخصصاتها‪ ،‬ويتم تنظيم وترتيب املعرفة بعد انتزاعها والحصول عليها بشكل منطقي‪ ،‬حيث‬
‫ا‬ ‫يتم تسيير املعرفة بطريقة نظامية يمكن من خاللها أن تبنى ا‬
‫بناء وظيفيا يسمح إلى أي فرد في‬
‫املنظمة من استرجاع املعلومات الضرورية منها بشكل سريع وكفؤ ومناسب ‪.‬‬
‫إلى نستطيع القول أن التكوين الذاتي ألخصائي املكتبات واملعلومات ينطلق أوال من‬
‫التكوين األكاديمي الذي هو البنية التحية ألي تخصص كان‪ ،‬وذلك مايقدمه من برامج‬
‫ونظريات وأسس وقواعد عن التخصص بجانبيه النظري والتطبيقي وهذا ما نلحظه في معهد‬
‫علم املكتبات والعلوم الوثائقية بجامعة السانيا من نجاعة في تسير التكوين األكاديمي‪ .‬ثم‬
‫تلي بعد ذلك التكوين املستمر وهو الذي يستفيد منه املوظف بصفة عامة واملكتبي بصفة‬
‫خاصة بعد التوظيف مباشرة‪ ،‬وهذا ما يسمى بتجديد املعلومات أو الرسكلة‪ ،‬ثم يأتي‬
‫التكوين الذي يتخلل املسار الوظيفي‪ ،‬وفي هذه الفترات يستطيع املكتبي أن يكون نفسه‬
‫بنفسه وأن يبدع في مجال عمله‪ ،‬انطالقا من عدة عوامل كظروف العمل املساعدة؛ وبالتالي‬
‫تنمية وتطوير القدرات واملهارات‪ ،‬والتحفيز في مجال العمل‪ ،‬وهو الذي ركز عليه ماسلو في‬
‫نظريته التي تهتم بدوافع اإلنسان ووضع ما يسمى بسلم الحاجات في بداية ‪1935‬م‪ ،‬إذ يوضح‬
‫بأن هناك خمس مجموعات من الحاجات لدى األفراد من الحاجات الدنيا( األساسية) التي‬

‫‪ 30‬العلي‪ ،‬عبد الستار؛ قنديلجي‪ ،‬عامر ابراهيم؛ العمري‪ ،‬غسان‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪. 127.‬‬
‫‪ 31‬بوس‪ ،‬يورك‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 159 .‬بتصرف) ‪.‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫سماها بالحاجات الفسيولوجية إلى الحاجات املتعلقة باألمان ومن الحاجات االجتماعية‬
‫ومنه إلى حاجات التقدير وأخيرا حاجات تأكيد الذات وللتطور والنمو‪32.‬‬

‫أن عملية السلوك قائمة افتراضات أساسية‪،‬‬ ‫يرتبط مفهوم الدافع بالسلوك اإلنساني؛ إذ ّ‬
‫باعتبار السلوك نتيجة‪ ،‬وهو يحفز ويثار بفعل مؤثرات معينة التي تنجم عنها سلوكات‬
‫محددة‪ .‬وبالتالي تحقيق أهداف معينة‪ .‬والسلوك اإلنساني هو مجموعة التصرفات‬
‫والتعبيرات الخارجية والداخلية التي يسعى الفرد عن طريقها إلى تحقيق التكيف والتوفيق‬
‫بين مقومات وجوده ومقتضيات اإلطار االجتماعي الذي يعيش داخله‪ .‬والدافع هو الحاجة و‬
‫الرغبة والتصور الذي يؤدي إلى سلوك محدد للوصول إلى هدف معين‪ .‬حيث أنه إذا تشبعت‬
‫هذه الحاجات ولبيت الرغبات يزيدا استقرار الفرد وتصبح له دافعية أكثر للعمل‪.‬‬
‫‪ -6‬أخصائي املكتبات واملعلومات والتكوين الذاتي في شبكة اإلنترنت‪:‬‬
‫أخصائي املكتبات واملعلومات مساير لكل ما هو جديد في مجال املعلومات‪ ،‬وهذا ما‬
‫يوضحه تكوينه الذاتي في مجال اإلنترنت وظهور عصر التكنولوجيات الذي بات من‬
‫الضروري توفير اإلنترنت في جميع املكتبات الجامعية‪ ،‬فعن طريق التمرين على استخدام‬
‫األنترنت وبتوفير األجهزة واملستلزمات الخاصة الستخدام االنترنت‪ ،‬يقوم املكتبيين بادارة‬
‫العمليات الفنية وانجاز النشاطات‪ ،‬وذلك بامتالكهم القدرة على التعامل مع هذا الفضاء‪.‬‬
‫يمكن تحديد دعم شبكة األنترنت في املكتبات الجامعية في محورين أساسين هما‪33:‬‬

‫‪ -‬تثمين موارد املؤسسة عبر توفير النفاذ عن بعد إلى فهرسها الكامل‪ ،‬التعريف‬
‫باملؤسسة الوثائقية وخدماتها‪...‬إلخ ‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن اعتبار شبكة اإلنترنت نافذة على الخارج باعتبارها توفر أرضية لتطوير الشراكة‬
‫التوثيقية واستغالل املجاميع التوثيقية األجنبية عن بعد‪...‬إلخ ‪.‬‬
‫إن من أبرز املهارات التقنية التي يجب أن تتوفر في أخصائي املكتبات واملعلومات يقول‬ ‫" ّ‬
‫أحد رواد علم املكتبات واملعلومات‪" :‬املهارات التقنية خصوصا في جوانب البرمجة وتصميم‬
‫مواقع الشبكة العاملية والبوابات االلكترونية وإنشاء وإدارة قواعد املعلومات وأنظمة النشر‬
‫االلكترونية واألرشفة االلكترونية وهذه أصبحت ضرورية جدا كما قلت في املتخصص في‬

‫‪ 32‬سهيلة‪ ،‬محمد عباس‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.168.‬‬


‫‪ 33‬دحمان‪ ،‬مجيد‪ .‬مجلة المعلومات العلمية والتقنية‪ .‬الجزء الرابع عشر‪ :‬العدد األول‪ .‬الجزائر‪( :‬د‪.‬ن‪،).‬‬
‫‪ .2004‬ص‪.21.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫مجال املعلومات في هذا الوقت‪ .‬كما أن مهارات االتصال والتعامل مع اآلخرين‬


‫‪Communication Skills‬من املهارات املهمة نظرا ألن الكثير من املختصين في مجال‬
‫املعلومات يتعاملون بشكل قوي مع الجمهور وأفراد املجتمع والبد لهذه الفئة من املختصين‬
‫أن تكون قادرة على التواصل مع اآلخرين ممن يستفيدون من خدماتهم بشكل راقي ومفيد‬
‫وهذا مع األسف جانب أهمل كثيرا والبد من االهتمام به في هذا الوقت ‪34".‬‬

‫إن وضعية املكتبات الجامعية بالجزائر ال تسمح لها باالندماج في املسار الحالي في مجتمع‬
‫املعلومات وتكنولوجيا املعلومات واإلتصال والتطورات املتسارعة التي تعرفها خدمات‬
‫اإلعالم بصفة عامة‪ .‬ومن ثم فإن التحول الحقيق املنتظر لهذه املكتبات ال بد أن يمر عبر‬
‫اإلندماج فيما بينها‪ ،‬وأنه من الضروري أن ينم من خالل دراسات وخطط وأنظمة تسند إلى‬
‫قوانين وموارد مالية ثابتة وصالحيات كافية للمكتبيين‪ ،‬وذلك بعد أن يتم اإلعتماد على املوارد‬
‫ا‬
‫املتاحة وتوظيفها توظيف جيد يسمح باستغاللها اإلستغالل األمثل ويسمح أيضا بدعمها‬
‫وتطويرها‪ ،‬ومع ذلك فإن الشبكة الوطنية للمكتبات الجامعية في الجزائر ومسايرة‬
‫للتطورات الجارية في املجال فهي من الناحية املادية في طور التكوين‪.‬‬
‫يمكن استخدام أخصائي املكتبات واملعلومات لإلنترنت بصفتها أداة مرجعية في مايلي ‪35:‬‬

‫رصيد هائل من املعلومات الحينية‪ -‬الوصول إلى البيانات البيبليوغرافية ملاليين الكتب‪-‬‬
‫انشاء القوائم البيبليوغرافيا‪ -‬اإلجابة على األسئلة املرجعية الصعبة أو املعقدة‪ -‬خزن نتائج‬
‫البحث لدراستها في وقت الحق‪ -‬بحث الفهارس املحوسبة للمكتبات ومراكز املعلومات في‬
‫جميع أنحاء العالم‪ -‬تنمية مصادر املعلومات بفحص العناوين الجديدة وفحصها من‬
‫الناشرين‪ -‬اإلتصال املباشر بالباحثين والعلماء‪ -‬الحصول على األعداد السابقة من املجلة‬
‫اإللكترونية ‪.‬‬
‫فمثال استخدام اإلنترنت في " الخدمة املرجعية التي يقوم فيها أخصائي املكتبات‬
‫واملعلومات طريق استخدام البريد االلكتروني ‪ E-Mail‬في إجراء االتصاالت الشخصية بين‬
‫اختصاص ي املراجع واملعلومات واإلجابة على التساؤالت الرجعية‪ ،‬وكذلك إجراء املراسالت‬

‫بن محمد الشائع‪ ،‬عبدهللا؛ الديحاني‪ ،‬بن محيا سلطان‪ .‬مدى امتالك خريجي أقسام المكتبات للمهارات‬ ‫‪34‬‬

‫والكفايات المهنية الالزمة للعمل في مراكز المعلومات‪ :‬مجلة المعلوماتية‪ .‬متواجد على الخط‪-‬‬
‫‪:http://www.informatics.gov.sa/modules.php‬‬
‫تاريخ التصفح‪2009- 06-15:‬‬
‫‪ 35‬همشري‪ ،‬عمر أحمد؛ عليان‪ ،‬ربحي مصطفى‪ .‬المرجع في علم المكتبات والمعلومات‪ .‬عمان‪ :‬دار‬
‫الشروق‪ .1997 ،‬ص‪-.‬ص‪( 583-582.‬بتصرف) ‪.‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫الخاصة بالتزويد واقتناء الكتب الرجعية وإجراء املراسالت الخاصة باإلعارة املتبادلة وبين‬
‫املكتبات فيما يتعلق بالكتب املرجعية وكذا توصيل الوثائق الكترونيا للمستفيدين وكذا‬
‫الوصول إلى الراجع االلكترونية والدخول إلى فهارس املكتبات العاملية وإعداد نشرات‬
‫اإلحاطة الجارية والبث االنتقائي للمعلومات والدخول إلى بنوك املعلومات البيبليوغرافية‬
‫‪36".‬‬

‫وبهذا فان وظيفة أو مهنة أخصائي املراجع تغيرت إلى استشاري معلومات ‪.‬‬
‫ومع ظهور التكنولوجيات الحديثة وظهور مايسمى باملكتبات الرقمية أو االفتراضية أو مكتبة‬
‫دون جدران وبعدما كانت مؤسسة لها كيانها املعماري‪ ،‬أصبح التعامل مع الكتاب اإللكتروني‬
‫" ‪ 37FONDIN Hubert‬في‬ ‫أمرا مرغوبا بعض القراء إن لم نقل الجميع وهذا ما أكده‬
‫التحول الجذري للمكتبات في فرنسا وخاصة الجامعية ففي القديم كانت تبنى على أساس‬
‫مكتبة موسوعية فقط‪ ،‬و أن املكتبة أصبحت غير واردة في اهتمامات القراء كهيكل مستقل‪،‬‬
‫بل كل اهتماماتهم واقعة على كل ماهو الكتروني من كتاب‪ ،‬موسوعة‪ ،‬قاموس‪ ،‬مجلة‪...‬إلخ‬
‫‪38".‬‬

‫لكن مهما تصل نقطة الجدل بين املكتبة الورقية واإللكترونية أو بين النشر الورقي‬
‫واإللكتروني إال أنه لوال املعلومات التي سجلت على الجدران ونقشت على الحجر وعلى‬
‫الكهوف في أزمنة غابرة ما وصلت البشرية إلى هذا اإلبداع والتطور في شتى املجاالت‪ ،‬وأن هذا‬
‫الكم الهائل من املعرفة لم يأت من العدم لوال املصدر الورقي‪ .‬ويبقى الكتاب املطبوع في‬
‫الصدارة ملا له من إيجابيات في شتى الجوانب ففي عصر املكتبة الرقمية مع إيصال‬
‫املعلومات بالخط املباشر‪ ،‬حيث يكون نقطة الخدمة املكتبية مقطعا من شاشة لديه منافذ‬
‫فإن الفشل في التشخيص‬ ‫(نهايات) في كافة املساحات التي يشملها نطاق عمل الشخص‪ّ ،‬‬
‫يمكن أن تؤدي إلى التهميش‪" ،‬ويقرر كل من هانسن و هاسن ‪)2001(Hansen et Hass‬‬
‫أن أساس سوق املعرفة هو االنتباه‬ ‫وصفهما لتداول الوثائق في شركة استشا ات إدارية ّ‬
‫ر‬
‫وليس املادة‪ ،‬وإذا على الخدمة أن تكون مركزة‪ .‬صالحة مبطنة باملصداقية واملسؤولية‪ .‬وحتى‬

‫‪ 36‬عوض النوايسة‪ ،‬غالب‪ .‬المراجع والخدمة المرجعية في المكتبات ومراكز المعلومات واتجاهاتها الحديثة‪.‬‬
‫ط‪ .1.‬عمان‪ :‬دار صفاء‪ .2003 ،‬ص‪-.‬ص‪( 275-274.‬بتصرف) ‪.‬‬
‫‪ : FONDIN, Hubert 37‬بروفيسور في علوم اإلتصال والمعلومات بجامعة بوردو –فرنسا‪-‬‬
‫‪ 38‬يوم دراسي حول المكتبات الجامعية‪ :‬اشكالية التسيير وتطبيق المعايير‪ .‬تنظيم فسم علم المكتبات والعلوم‬
‫الوثائقية‪ :‬جامعة وهران‪-‬السانيا‪ -‬تحت إشراف الدكتور عبد اإلله عبد القادر‪ .‬يوم ‪. 2009-12-09‬‬

‫‪107‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫يتم ذلك فمن الضروري أن يكون هناك تعاون ليس بين أخصائي املكتبات واملعلومات‬
‫وأخصائي املعرفة بل يتطلب األمر في معظم الحاالت وجود فريق من أخصائي املعرفة‬
‫ومصممي الويب ومعماريي املعلومات ‪39".‬‬

‫" و الحوافز املعلنة من طرف املكتبيين املكونين تهم الرغبة في تجديد نشاطاتهم‪ ،‬الخروج عن‬
‫الروتين اليومي‪ ،‬وقال كريس أرجيريس ‪ ARGYRIS Chris‬هذا يعني القوة واإلرادة في تحليل‬
‫تطبيقاتهم امليدانية الخاصة بهم (املكتبيين) مع األخذ بعين اإلعتبار كفاءتهم املهنية‪ 40".‬وهو‬
‫الذي وصف املؤسسة الناجحة بأنها قادرة على تدريب أو تكوين مهنيين متخصصين ‪.‬‬
‫إذ يجب على أخصائيو املكتبات واملعلومات تطوير أنفسهم بأنفسهم للقيام بمهنتهم‬
‫كمهنة‪ ،‬إضافة إلى الحوافز املادية واملعنوية التي تمنحها املنظمة األم‪ " .‬وبما أن ملهنة‬
‫املكتبات صدة كبير‪ ،‬هادفة إلى تحقيق طموحات وقيم ومشاريع ‪41".‬‬

‫فإنه ال بد من تواجد مكتبيين أكفاء قادرين على تحمل املسؤولية املطروحة على عاتقهم‪،‬‬
‫وذلك بالتكوين والتكوين الذاتي الذي ينمي فيهم روح املبادرة والتحلي بالفطنة والذكاء‪.‬‬
‫إلى هنا نستطيع القول أنه كي ترقى املكتبات الجامعية إلى مستوى عالي يستوفي املعايير‪،‬‬
‫من جهة عن طريق تلبية جميع طلبات الرواد( طلبة‪-‬أساتذة‪-‬باحثين) ومن جهة أخرى املش ي‬
‫قدما في تطوير التعليم العالي؛ يجب أن يكون التكوين الذاتي ضرورة حتمية ألخصائي‬
‫املكتبات واملعلومات في املكتبات الجامعية ‪.‬‬

‫‪ -6‬التحفيزوالرضا الوظيفي و أثرهما على التكوين الذاتي‪:‬‬


‫يختار الفرد مهنته أو يختار لها وفق لقدراته‪ ،‬وميوله‪ ،‬واهتماماته‪ .‬وبمرور الوقت يندرج‬
‫في هذا العمل الذي التحق به من خالل ما يكتسبه من خبرة ومهارة‪ ،‬أو من خالل البرامج‬
‫التكوينية التي يتزود بها‪ .‬سواء كان ذلك داخل املؤسسة أو في خارجها‪ .‬وهذا ما يحتاجه‬
‫اإلنسان في عمله لترقية مستواه وكمية إنتاجه كما يدفعه لهذا التقدم والنجاح وزيادة‬

‫‪ 39‬الشيمي‪ ،‬حسني عبد الحمن ‪ ،‬إدارة المعرفة‪ :‬الرأسمعرفية بديال ‪.‬ط‪ .1.‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫الفجر‪.2009،‬ص‪.119.‬‬
‫‪ : ARGYRIS Chris ‬بروفيسور بجامعة هارفد‪ ،‬كلية إدارة المؤسسات وعلوم التربية ‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪HECCQUARD, Françoise; MIRIBEL, Marielle de. Devenir bibliothécaire-formateur: Organiser‬‬
‫‪(.évaluer. Paris: Editions de la cercle de la libraire, 2003. p. 61‬بتصرف‪animer,,‬‬
‫‪41 s.d.). p. 31. ) Paris: Editions du cercle de la librairie, CALENGE, Bertrand. Bibliothécaire,‬‬

‫?‪quel métier‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫اإلنتاج تلك هي التي تنطبق عليها حوافز العمل وهي اإلجراءات التي تتخذها املؤسسة للرقي‬
‫بهيكلها‪ ،‬وهذا ما يزيد من قيمة التكوين الذاتي لدى العمال عامة واملكتبيين خاصة‪.‬‬

‫‪ -1-6‬الحو افزعند أخصائي املكتبات واملعلومات‪:‬‬


‫" الحوافز هي العوائد التي يحصل عليها الفرد في املنظمة كنتيجة لتميزه في األداء عن أقرانه‬
‫‪ .‬وهو مصطلح يحمل في طياته الحوافز االيجابية القائمة على املنح‪ ،‬والسلبية على املنع ‪42".‬‬

‫ويعرفه ربحي مصطفى عليان بأنها " الوسائل التي يتم من خاللها اشباع الحاجات لدى‬
‫العاملين في املكتبة‪ ،‬وهي مجموعة من الظروف التي يجب أن تتوافر في املكتبة إلشباع رغبات‬
‫العاملين فيها‪ ،‬وجعلهم يعملون بكل فعالية لتحقيق أهداف املكتبة ‪43".‬‬

‫وتنقسم الحوافز إلى نوعين ‪44:‬‬

‫‪-1‬الحو افز املادية‪ :‬تعددت صور وأشكال الحوافز املادية‪ ،‬وتختلف أيضا من مؤسسة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬حيث تتمثل هذه الحوافز في املكافآت املادية؛ ويعتبر النقد املال من أهم طرق‬
‫الحوافز‪ .‬ألن النقود تشبع كل حاجات اإلنسان تقريبا وهي حقيقة واقعية وقابلة للتداول‬
‫بعكس الوسائل األخرى التي تعتبر مجردة وزائلة‪ ،‬وبالتالي فإن هذه الوسائل تشبع حاجاتهم‬
‫الفطرية خارج نطاق عملهم‪.‬‬
‫وهي من أهم الحوافز بالنسبة ألخصائي املكتبات واملعلومات املتمثلة في‪ :‬الزيادة في األجور أو‬
‫الرواتب‪ ،‬املكافآت‪ ،‬التعويضات‪...‬إلخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحو افز املعنوية‪ :‬يوجد اتجاه عام كبير يشير إلى أن البواعث املالية النقدية أو نظام‬
‫ّ‬
‫األجور ال يعتبر إال عامال واحدا ضمن مجموعة كبيرة من العوامل التي تثير كفاءة العامل‬
‫الواحد‪ .‬ذلك أن العمال ال يهتمون بالزيادة في األجور بالدرجة األولى بل يفضلون عليه نواحي‬
‫تتمثل باالطمئنان على املستقبل في عضوية الجماعة والتوحد معها؛ وهي الحوافز املعنوية‬
‫املجدين في لوحات الشرف‪ ،‬وإعطائهم األوسمة‬ ‫والتي تتمثل في املجد والتشجيع ووضع أسماء ّ‬

‫‪ 42‬محمد حافظ مجازي ‪ .‬إدارة الموارد البشرية‪ .Human Resources.:‬ط‪.1.‬االسكندرية‪ :‬دار الوفاء لدنيا‬
‫الطباعة والنشر‪ .2006 ،‬ص‪212 .‬‬
‫‪ 43‬عليان‪ ،‬ربحي مصطفى‪ .‬دراسات في علوم المكتبات والتوثيق والمعلومات‪ .‬ط‪ .1.‬عمان‪ :‬دار الصقاء‪،‬‬
‫‪ 2005‬ص‪. 345 .‬‬
‫‪ 44‬الشامي‪ ،‬لبنان؛ ابراهيم‪ ،‬ماركو‪ .‬مبادىء اإلدارة‪ .‬عمان‪ :‬المركز القومي للنشر‪ .2007 ،‬ص‪(. 244.‬‬
‫بتصرف) ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫واملكافآت كاملدح واإلثراء‪ ،‬التسهيل االجتماعي‪ ،‬التنافس‪ ،‬املكافآت‪ .‬وهي عكس املادية فهي ال‬
‫تعتمد على املكافآت املادية‪ ،‬بل على احترام طموحات العاملين ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن نظرية التدرج الهرمي للحاجات أو هرم ماسلو‪ ‬للحاجات في بداية‬
‫‪1935‬؛ والتي تعد من أكثر النظريات شيوعا في هذا املجال‪ .‬وتقوم النظرية على أن حاجات‬
‫اإلنسان مرتبة بشكل تصاعدي أو هرمي‪ ،‬وأن الحاجات غير املشبعة هي التي تؤثر على‬
‫سلوكهم‪ ،‬وأن من واجب اإلدارة العمل على إشباع حاجات العاملين‪،‬‬
‫وصوال هرمه إلى تحقيق وتأكيد الذات للتطور والنمو‪45.‬‬
‫تحقيق‬
‫الذات‬
‫مم‬
‫نتن‬

‫الذات‬

‫الشعور باحترام الذات وتقديرها‬

‫الحاجات اإلجتماعية‬
‫االنتماء للجماعة‪ -‬العالقات مع اآلخرين‬

‫الحاجة إلى األمن والسالمة‬

‫الحاجات الفبسيولوجية (الجسمية) األساسية (األكل والشرب واللباس والمسكن)‬

‫شكل رقم(‪ )04‬سلـم ماسلو للحاجـات اإلنسـانية‬

‫ا‬
‫إنطالقا من السلم الهرمي لسلم "ماسلو" يجب على املؤسسة أن تستجيب لهذه الحاجات‬
‫مقابل وسائل تحفيزية ؛ كالرواتب والبرامج الصحية وفترات االستراحة‪ ،‬فرق العمل‪،‬‬
‫االستقاللية‪ -‬املسؤولية‪ ،‬املهارات العلمية واملواقع القيادية وكذا الصالحيات واالستقاللية‪.‬‬
‫وحسب نظرية ماسلو‪ ،‬فإن االحتياجات ذات الترتيب املنخفض تأخذ األولوية ويجب تلبيتها‬
‫قبل االحتياجات العليا وقبل تفعيلها‪ ،‬بحيث يتم تلبية اإلحتياجات الفسيولوجية قبل‬
‫احتياجات األمان‪ .‬واحتياجات األمان قبل االحتياجات اإلجتماعية وهكذا‪ ،‬والشخص املعني‬

‫‪ ‬ابراهام ماسلو‪ )1970-1908( :‬عالم نفس أمريكي وواحد من مؤسسي النظريات التي قامت عليها مدرسة‬
‫علم النفس اإلنساني‪ ،‬والذي رتب حاجات اإلنسان في صورة تسلسل هرمي‪.‬‬
‫‪ 45‬سهيلة‪ ،‬محمد عباس‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.168 .‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫باألمان املادي سيكرس وقته لتأمين بيئة آمنة ولن يكون متهما بحاجات االحترام أو حاجات‬
‫تحقيق الذات‪ ،‬وعند تلبية الحاجة فإنها تقل األهمية والحاجة التالية األعلى يتم تفعيلها ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد نادى تايلور " بضرورة تشجيع العاملين على بذل مزيد من الجهود لصالح‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وتحفيز األكفاء منهم على البقاء في العمل‪ ،‬ونقل األقل كفاءة بينهم إلى أعمال أخرى‪،‬‬
‫وبمعنى آخر اختيار العمل املناسب لكل عامل حتى يقوم بآدائه بفاعلية‪ ،‬وضرورة منح اجر‬
‫إضافي للعامل عن كل وحدة ينتجها زيادة عن املعدالت املحددة وبالتالي يربط األجر باإلنتاج‬
‫بطريقة مباشرة ‪46".‬‬

‫تستخدم الحوافز إلثارة همم العاملين حتى بذلوا أقص ى طاقاتهم في العمل واإلنتاج‬
‫فيحققوا أقص ى ما يمكنهم فيه من نجاح وتوفيق‪ " .‬ويعتبر املال الذي يعطي للعامل كأجر أو‬
‫مكافأة تشجيعية من أهم الحوافز األساسية في مجال العمل ‪ 47".‬وبطبيعة الحال فاملال‬
‫ليست له قيمة في حد ذاته‪ ،‬وإنا قيمته تأتي من استخدامه كوسيلة إلشباع حاجات الفرد‬
‫األساسية ‪.‬‬
‫‪ -2-6‬دور الرضا الوظيفي في تنمية القدرات‪:‬‬
‫يعد الرضا للعاملين عامال مهما‪ ،‬تحاول كل منظمة تحقيقه بين عامليها‪ ،‬ألن الرضا‬
‫الوظيفي له تأثير كبير على اتجاهات العاملين وسلوكياتهم اتجاه املنظمة‪ .‬وتسعى املنظمة إلى‬
‫فهم العوامل التي تؤثر على الرضا الوظيفي للعاملين حتى تكون قادرة على التحكم في‬
‫اتجاهات موظفيها وسلوكياتهم‪.‬‬
‫يركز الرضا الوظيفي على البيئة املحددة للمهام والتي يؤدي فيها املوظف مهامه‪ ،‬وهو عبارة‬
‫عن مجموع الرضا عن املرتب والزمالء واملشرف املباشر والترقية والعمل ويمكن تقسيم‬
‫الرضا الوظيفي إلى ثالث أنواع‪48:‬‬

‫‪ -1‬الرضا الداخلي‪ :‬يتم تحقيقه من خالل آداء العمل والشعور باإلنجاز وتحقيق الذات‬
‫واملتعة املحققة من القيام بالعمل ‪.‬‬

‫‪ 46‬جمال الدين‪ ،‬سامي‪ .‬اإلدارة والتنظيم االداري‪ .‬القاهرة‪ .‬مؤسسة حور الدولية‪ ،‬مؤسسة طيبة ‪ .2004 .‬ص‪.‬‬
‫‪(75‬بتصرف) ‪.‬‬
‫‪ 47‬موسوعة علم الفس للتربية والتعليم‪ :‬الجزء التاسع‪ .‬بيروت‪ :‬منشورات كرابس‪( ،‬د‪.‬ت‪ .).‬ص‪. 172 .‬‬
‫‪ 48‬السيد‪ ،‬خلف جاد الرب‪ .‬تنمية القدرات القيادية للعاملين بالجامعات‪ .‬ط‪( .1.‬د‪.‬م‪ :).‬دار العلم واإليمان‪،‬‬
‫‪ .2008‬ص‪. 88.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫‪ -2‬الرضا الخارجي‪ :‬يتم تحقيقه من خالل املكافآت التي تعطى للشخص من قبل مشرفه‬
‫املباشر أو املؤسسة على شكل تقدير واحترام وتعويض مالي وترقية وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬الرضا العام‪ :‬فقد تم وضع مفهومه على أساس أن يتكون من الرضا الداخلي والخارجي‪،‬‬
‫أو على أساس أنه عبارة عن مجموع الرضا عن األوجه املختلفة للوظيفة‪.‬‬
‫والرضا الوظيفي في مجال املكتبات هو الرضا بنوعية الخدمة املكتبية املقدمة أو األداء‬
‫واإلستقرار في العمل‪ ،‬وهذا ما أكدته " بداية الدراسات التي كانت عام ‪1937‬م‪ ،‬حيث درس‬
‫نورس ‪ Nourse ‬العوامل األساسية لعدم الرضا بين املكتبيين عن العمل وتحولهم إلى‬
‫أعمال أخرى ووجد من بين تلك األسباب رتابة العمل الكثير‪ .‬ودراسة هيرك عام ‪1950‬م‬
‫لتحديد العالقة بين الرضا الوظيفي وبيئة العمل في املكتبات‪ .‬وفي عام ‪1970‬م جاءت دراسة‬
‫مارشانت حول املشاركة في عملية صنع القرار في املكتبات الجامعية وإنتاجية العاملين في‬
‫تلك املكتبات‪ ،‬وقد وجد الباحث أن املكتبي الراض ي عن عمله هو ذلك الذي يسهم بشكل‬
‫فاعل في صنع القرار وهو األكثر نجاحا في تحقيق أهداف املكتبة ‪49".‬‬

‫إن الظروف املالئمة املحيطة بالعمل هي التي تحفز األشخاص للقيام بعمل جيد‪ .‬وذلك‬
‫كي يوحي العمل بالرضا والسعادة‪ ،‬وبالتالي إدراكهم بأهمية ما يقومون به بشرط أن تتاح لهم‬
‫الفرصة إلنجاز أكبر قدر ممكن من املهام املولجة إليهم إلتمامها وامللقاة على عاتقهم‪.‬‬
‫فاالضطالع بأعباء العمل يتيح لهم مراقبة أنفسهم ويشعرهم بأنهم يساهمون مساهمة فعالة‬
‫ومجدية في ذلك‪ ،‬فإعطاؤهم الفرصة لتقييم أعمالهم يوفر لهم التشجيع الدائم ملتابعة‬
‫نشاطهم ويلفت انتباههم لتلك األعمال التي عليهم أن يحسنوا آراءهم فيها‪ .‬فعلى قدر تلبية‬
‫الحاجات يتحدد مستوى الرضا لدى الفرد‪ ،‬والحاجة املشبعة ليس دافعا إنما الدافع هو‬
‫الحاجة التي ال يتم إشباعها وهذا ما جعل الحاجة إلى احترام النفس واثبات الذات لدى‬
‫أخصائي املكتبات واملعلومات‪.‬‬
‫التكوين الذاتي وسيلة لرفع الطموحات لدى أخصائي املكتبات واملعلومات لإلرتقاء في‬
‫القيام بمهام عمله املتجددة واملتطورة‪ ،‬سواء كان السبب في ذلك الحوافز التي تزيد من‬
‫مردودية العمل أو الرضا الوظيفي‪ ،‬دون إغفال دور التكوين الرسمي األكاديمي الضروري ملا‬
‫له من أهمية في املؤهل العلمي‪ ،‬فهو يدعو بمستوياته وأنواع أساليبه إلى النمو املنهي املستمر‪،‬‬

‫‪ ‬نورس من الرواد األوائل في مجال الرضا الوظيفي في المكتبات ‪.‬‬


‫‪ 49‬السالم‪ ،‬سالم محمد‪ .‬الرضا الوظيفي للعاملين في المكتبات الجامعية‪ :‬بالمملكة العربية السعودية‪ .‬الرياض‪:‬‬
‫مكتبة الملك فهد الوطنية‪ .1997 ،‬ص‪( 60.‬بتصرف) ‪.‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫سواء كان باإلعتماد على الجهد الذاتي‪ ،‬أو ما توفره الجامعة من برامج تدريبية‪ ،‬حيث أن‬
‫التكوين قبل الخدمة في الجامعة هو بدء طريق النمو املنهي ‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫ان موضوع التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات في ظل التطبيقات التكنولوجية الحديثة‬
‫‪،‬امر ضروري ال محالة ‪،‬ذلك ملا له من اهمية في تطوير القدرات واملهارات ‪،‬املكتسبة واعطاء‬
‫روح االبتكار واالبداع في املعلومات والتحكم فيها‬
‫في هذه الدراسة حاولنا توضيح اذا كان اخصائي املعلومات في املكتبات العامة قادر على‬
‫تكوين نفسه بنفسه‪ ،‬عن طريق املمارسة والتكيف واملشاركة ‪،‬واالتقان في العمل ‪.‬‬
‫ولقد اشارت النتائج من خالل الدراسة امليداني عن كثب ملختلف املكتبات العمومية عن‬
‫وجود ارتباط بين التكوين الذاتي والجامعي الذي اكسبهم قدرة علمية ومهارات عملية‪.‬‬
‫فالتكوين الذاتي لم يمكن ان يتاتى اال بوجود حوافز معنوية بغية االندماج الفعلي في امليدان‬
‫وطرح البدائل العلمية في التخصص في املكتبات العامة‪.‬‬
‫وينبغي تحديد االهداف بوضوح بحيث تتجاوز حدود االحتياجات التأهيل الخاصة‬
‫بالوظائف القائمة من خالل(التدريب والتدريب اثناء الخدمة) لتلبية حاجة املكتبة في‬
‫املستقبل الى العاملين املؤهلين من ذوي القدرات التخطيطية واإلبداعية واملهنية والبد من‬
‫تدبير املوارد املالية واالستعانة بعدد من املتخصصين املتمكنين لوضع الخطط حتى يتسنى‬
‫ملكتبة الجامعة تنفيذ برنامج يتفق واالحتياجات املحلية‪.‬‬
‫لقد توصل البحث الى التوصيات االتية‪:‬‬
‫‪.1‬اعادة النظر في اعداد املتخصصين في مجال املعلومات واملكتبات وفي املجاالت ذات‬
‫التخصصات القريبة منها والتي بحاجة ماسة الى تطوير و تأهيل العاملين فيها فلقد تبين لنا‬
‫بتهميش دور العاملين في املكتبات العامة من قبل املسؤولين وهذا بدوره ادى الى عدم‬
‫الحرص على بذل الجهد واالبتكار والتطوير في عملهم‪.‬‬
‫‪.2‬الغياب شبه الكامل لتقنيات املعلومات في املكتبات ‪،‬فضال عن ذلك تعاني اغلب املكتبات‬
‫العامة نقصا في الخبرات وايجاد الكوادر البشرية املتخصصة في مجال تطوير املكتبات‬

‫‪113‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫وتقنيات املعلومات‪ .‬وبالتالي يجب اعادة انظر في انظمة املعلومات املتعامل بها على مستوى‬
‫بعض املكتبات‬
‫‪ .3‬توفير تخطيط استراتيجي مستمر لتأهيل وتطوير العاملين في املكتبات العامة فكل ادارة‬
‫تعد نفسها هي الوحيدة في اتخاذ القرار حول تأهيل وتدريب العاملين منها‪ ،‬فلقد تبين بان‬
‫اغلب العاملين منها يفتقر الى مجال التطوير املستمر والتأهيل في كيفية البحث عن‬
‫املعلومات ملساعدة املستفيدة‪.‬‬
‫‪.4‬توضيح الرؤيا لدى بعض املكتبات العامة حول اهمية التدريب العاملين في البحث عن‬
‫املعلومات نظرا لحداثة نشاتها ولحاجتها ا الى التدريب العملي للبرامج مع املتدربين لدورة او‬
‫اكثر حتى تصل الى اسلوب مناسب للتصميم في ايجاد خدمة معينة او تطويرها‪.‬‬
‫‪ .5‬توفير كوادر مؤهلة وكافية للقيام بعمليات البحث واالسترجاع في كافة انواع مصادر‬
‫املعلومات التقليدية وااللكترونية‪.‬‬
‫‪.6‬امكانية ادخال العاملين في دورات تأهيلية مستمرة لتغيير نظرة املجتمع نحو تسمية‬
‫اخصائي املكتبات الى اخصائي املعلومات في العصر الرقمي‪.‬‬

‫البيبليوغر افيا ‪:‬‬


‫السالم‪ ،‬سالم محمد‪ .‬الرضا الوظيفي للعاملين في املكتبات الجامعية‪ :‬باململكة العربية السعودية‪ .‬الرياض‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مكتبة امللك فهد الوطنية‪ .1997 ،‬ص‪( 60.‬بتصرف)‪.‬‬
‫موسوعة علم الفس للتربية والتعليم‪ :‬الجزء التاسع‪ .‬بيروت‪ :‬منشورات كرابس‪( ،‬د‪.‬ت‪ .).‬ص‪.172 .‬‬ ‫‪.2‬‬
‫السيد‪ ،‬خلف جاد الرب‪ .‬تنمية القدرات القيادية للعاملين بالجامعات‪ .‬ط‪( .1.‬د‪.‬م‪ :).‬دار العلم واإليمان‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ .2008‬ص‪.88.‬‬
‫نورس من الرواد األوائل في مجال الرضا الوظيفي في املكتبات‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ 1‬جمال الدين‪ ،‬سامي‪ .‬اإلدارة والتنظيم االداري‪ .‬القاهرة‪ .‬مؤسسة حور الدولية‪ ،‬مؤسسة طيبة ‪.2004 .‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ص‪(75 .‬بتصرف) ‪.‬‬
‫الشامي‪ ،‬لبنان؛ ابراهيم‪ ،‬ماركو‪ .‬مبادىء اإلدارة‪ .‬عمان‪ :‬املركز القومي للنشر‪ .2007 ،‬ص‪ . 244.‬بتصرف‬ ‫‪.6‬‬
‫ابراهام ماسلو‪ )1970-1908( :‬عالم نفس أمريكي وواحد من مؤسس ي النظريات التي قامت عليها مدرسة‬ ‫‪.7‬‬
‫علم النفس اإلنساني‪ ،‬والذي رتب حاجات اإلنسان في صورة تسلسل هرمي‪.‬‬
‫محمد حافظ مجازي ‪ .‬إدارة املوارد البشرية ‪:Human Resources..‬ط‪.1.‬االسكندرية‪ :‬دار الوفاء لدنيا‬ ‫‪.8‬‬
‫الطباعة والنشر‪ .2006 ،‬ص‪212 .‬‬
‫عليان‪ ،‬ربحي مصطفى‪ .‬دراسات في علوم املكتبات والتوثيق واملعلومات‪ .‬ط‪ .1.‬عمان‪ :‬دار الصقاء‪2005 ،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫ص‪. 345 .‬‬
‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‪:‬‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

‫يوم دراس ي حول املكتبات الجامعية‪ :‬اشكالية التسيير وتطبيق املعايير‪ .‬تنظيم فسم علم املكتبات والعلوم‬ ‫‪.10‬‬
‫الوثائقية‪ :‬جامعة وهران‪-‬السانيا‪ -‬تحت إشراف الدكتور عبد اإلله عبد القادر‪ .‬يوم ‪.2009-12-09‬‬
‫الشيمي‪ ،‬حسني عبد الحمن ‪ ،‬إدارة املعرفة‪ :‬الرأسمعرفية بديال ‪.‬ط‪ .1.‬القاهرة‪ :‬دار الفجر‪.2009،‬ص‪.119.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫بروفيسور بجامعة هارفد‪ ،‬كلية إدارة املؤسسات وعلوم التربية‬ ‫‪.12‬‬
‫عبد الرحيم محامدة‪ ،‬ندى‪ .‬التعليم املستمر والتثقيف الذاتي‪ .‬عمان‪ :‬دار صفاء‪ .2005 ،‬ص‪. 19.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫املساءلة هنا تعني عملية استراتيجية فعالة للتعرف على الذات وتحقيقها ‪ ،‬والغاية منها هو تحسين األداء أو‬ ‫‪.14‬‬
‫تعديله وتطويره‪.‬‬
‫ّ‬
‫عبد الفتاح‪ ،‬رأفت السيد‪ .‬سيكولوجية التدريب وتنمية املوارد البشرية‪ .‬ط‪ .1.‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫‪ .2001‬ص‪( 150 .‬بتصرف)‪.‬‬
‫عليان‪ ،‬ربحي مصطفى؛ النجداوي‪ ،‬أمين‪ .‬مبادىء وإدارة تنظيم املكتبات ومراكز املعلومات‪ .‬ط‪ .1.‬عمان‪:‬‬ ‫‪.16‬‬
‫دار صفاء‪ .2008 ،‬ص‪. 434.‬‬
‫عليان‪ ،‬ربحي مصطفى‪ .‬دراسات في علوم املكتبات والتوثيق واملعلومات‪ .‬عمان‪ :‬دار صفاء‪ .2005 ،‬ص‪-.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫ص‪( 297-291.‬بتصرف)‪.‬‬
‫كاظم حمود‪ ،‬خضير؛ كاسب الخرشة‪ ،‬ياسين‪ .‬إدارة املوارد البشرية=‪. Human resource management‬‬ ‫‪.18‬‬
‫ط‪.2.‬عمان‪ :‬دار املسيرة‪.2006،‬ص‪-.‬ص‪(141-140.‬بتصرف)‪.‬‬
‫غريس ي‪ ،‬العربي‪ .‬اإلتجاهات الحديثة في تسيير املوارد البشرية في اإلدارات العمومية‪ :‬حالة املركز الجامعي‬ ‫‪.19‬‬
‫ملعسكر‪ :‬رسالة ماجستير‪ .‬اشراف عبد الرحمن للو‪ ..‬وهران‪ :‬معهد العلوم االقتصادية‪ .2000 ،‬ص‪170.‬‬
‫(بتصرف) ‪.‬‬
‫الحلبي‪ ،‬حسن؛ تقديم اسكندر‪ ،‬عدنان‪ .‬تدريب املوظف‪ .‬ط‪ .2.‬بيروت‪ ،‬باريس‪ :‬منشورات عويدات‪،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫(د‪.‬ت‪ .).‬ص‪-‬ص‪( 40-39 .‬بتصرف) ‪.‬‬
‫الصفاح‪ ،‬حبيب‪ .‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪66 .‬‬ ‫‪.21‬‬
‫القيس‪ ،‬نايف‪ .‬املعجم التربوي لعلم النفس‪ :‬أول معجم شامل لكل مصطلحات التربية املتداولة في العلم‬ ‫‪.22‬‬
‫وتعريفاتها ‪.‬ط ‪ .1‬عمان دار أسامة‪ ،‬دار املشرق الثقافي ‪. 2006.‬ص ‪.139.‬‬
‫محمد عباس‪ ،‬سهيلة ‪ .‬إدارة املوارد البشرية‪ :‬مدخل استراتيجي ‪.‬ط‪.2.‬عمان‪:‬دار وائل‪.2003،‬ص‪189.‬‬ ‫‪.23‬‬
‫(بتصرف)‬
‫غياث‪ ،‬بوفلجة‪ .‬األسس النفسية للتكوين‪ .‬وهران‪ :‬دار الغرب‪( ،‬د‪.‬ت‪ ).‬ص‪-.‬ص‪-47.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫أحمد بدر‪ .‬املرجع السابق‪ .‬ص‪.107.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫عبد الهادي‪ ،‬محمد فتحي‪ .‬املكتبات واملعلومات‪ :‬دراسة في اإلعداد املنهي والببليوغرافي واملعلومات‪ .‬ط‪. 1.‬‬ ‫‪.26‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة الدار العربية للكتاب‪[ ،‬د‪.‬ت‪.].‬ص‪-‬ص‪( .21-20.‬يتصرف)‪.‬‬
‫الصفاح‪ ،‬حبيب‪ .‬معجم إدارة املوارد البشرية وشؤون العاملين‪ .‬عربي انجليزي ‪ .‬ط‪ .1.‬بيروت‪ :‬مكتبة لينان‪:‬‬ ‫‪.27‬‬
‫(د‪.‬ت‪ .).‬ص ‪51.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1‬حاج شعيب*‪ ،1‬عمايرية عائشة‪، 2‬طرشاوي زين الدين‬

‫بن أشنهو‪ ،‬مراد؛ ترجمة أديب بامية‪ ،‬عائدة‪ .‬نحو الجامعة الجزائرية‪ :‬تأمالت حول مخطط جامعي‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫الجزائر‪ :‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ .1981 ،‬ص‪.93.‬‬
‫‪.‬همشري‪ ،‬عمر أحمد؛ عليان‪ ،‬ربحي مصطفى‪ .‬املرجع في علم املكتبات واملعلومات‪ .‬عمان‪ :‬دار الشروق‪،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫‪ .1997‬ص‪-.‬ص‪( 583-582.‬بتصرف‪.‬‬
‫عوض النوايسة‪ ،‬غالب‪ .‬املراجع والخدمة املرجعية في املكتبات ومراكز املعلومات واتجاهاتها الحديثة‪.‬‬ ‫‪.30‬‬
‫ط‪ .1.‬عمان‪ :‬دار صفاء‪ .2003 ،‬ص‪-.‬ص‪( 275-274.‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ : FONDIN, Hubert‬بروفيسور في علوم اإلتصال واملعلومات بجامعة بوردو –فرنسا‪-‬‬ ‫‪.31‬‬
‫دحمان‪ ،‬مجيد‪ .‬مجلة املعلومات العلمية والتقنية‪ .‬الجزء الرابع عشر‪ :‬العدد األول‪ .‬الجزائر‪( :‬د‪.‬ن‪.2004 ،).‬‬ ‫‪.32‬‬
‫ص‪.21.‬‬
‫بن محمد الشائع‪ ،‬عبدهللا؛ الديحاني‪ ،‬بن محيا سلطان‪ .‬مدى امتالك خريجي أقسام املكتبات للمهارات‬ ‫‪.33‬‬
‫والكفايات املهنية الالزمة للعمل في مراكز املعلومات‪ :‬مجلة املعلوماتية‪ .‬متواجد على الخط‪-‬‬
‫‪ : http://www.informatics.gov.sa/modules.php‬تاريخ التصفح‪15-06 -2009 :‬‬
‫السكارنة‪ ،‬بالل خلف‪ .‬املهارات االدارية في تطوير الذات‪ .‬ط‪.1.‬عمان‪ :‬امليسرة‪ .2008 ،‬ص‪( 35.‬بتصرف)‪.‬‬ ‫‪.34‬‬
‫العلي‪ ،‬عبد الستار؛ قنديلجي‪ ،‬عامر ابراهيم؛ العمري‪ ،‬غسان‪ .‬املدخل إلى إدارة املعرفة‪ .‬ط‪ .1.‬عمان‪ :‬دار‬ ‫‪.35‬‬
‫املسيرة‪ ،‬ص‪. 345 .‬‬
‫دركر‪ ،‬بيتر؛ ترجمة امليداني‪ ،‬عبد الهادي‪ .‬فن القيادة‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة العبكان‪ .2004 ،‬ص‪344 .‬‬ ‫‪.36‬‬

‫البيبليوغرافيا باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪37. HECCQUARD, Françoise; MIRIBEL, Marielle de. Devenir bibliothécaire-‬‬


‫‪(.,,évaluer. Paris: Editions de la cercle de‬بتصرف‪formateur: Organiser animer‬‬
‫‪la libraire, 2003. p. 61‬‬
‫‪38. CARRE, Joël. Construire une offre d'Autoformation en bibliothèque‬‬
‫‪publique:Mémoire d'études. 2008. sur‬‬ ‫‪,consulté le: 22/08/2009‬‬
‫‪.http://enssib.fr/bibliothèque-numerique/document-1828.pdf le site:‬‬
‫‪39. BRUILLON, Michel. Les professions du livre: Edition-Librairie-‬‬
‫‪Bibliothèque. Paris: Ellipses, 1999. p.43‬‬
‫‪40. MEIGNANT, Alain. La formation, atout stratégique pour l'entreprise. Paris:‬‬
‫(بتصرف)‪Editions d'Organisation, 1986. p.103.‬‬
‫‪41. 03/05/2009 LIC8MAIT/weblearn2002/AUTOFORMATION/ htm. consulté‬‬
‫‪le:/http://educ.univ-paris8.fr.‬‬
‫‪42. s.d.). p. 31 . ). Paris: Editions du cercle de la librairie, CALENGE,‬‬
‫‪Bertrand. Bibliothécaire, quel métier‬‬
‫‪43. Consulté le:‬‬
‫‪20/06/2009http://www.educnet.education.fr/dossier/eformation/modularite2.‬‬
‫‪htm .‬‬
‫‪44.‬‬
‫‪BELKHITER, Soraya. Etudiants en langue française en fin de cursus: entre‬‬
:‫التكوين الذاتي ألخصائي املعلومات يف ظل البيئة الرقمية يف املكتبات العامة‬
‫مكتبات تلمسان منوذجا‬

formation et autoformation: le cas des étudiants d'Oran. Université d'Oran:


2008. p.21.
45. BEAUCENS à Christian. Grand dictionnaire encyclopédique larousse:tome2
. Paris: Libraire Larousse, .(s.d). p 1229
46. CACALY Serge, F.le.COADIC. DOMINIQUE Paul…(Autre). Dictionnaire
de l'information. Paris: Armand COLIN, 2006. p.24

117

You might also like