You are on page 1of 62

‫خصائص وأبعاد مجتمع المعلومات‬

‫أحدث ثورة المعلومات تغييرا كبيرا في حياة اإلنسان‪ ،‬حيث أصبحت هذه المعلومات موردًا إستراتيجيًا حيويًا اليقل أهميًة عن الموارد األخرى حتى بات قطاع المعلومات يشكل‬
‫‪.‬مصدرًا رئيسًا للدخل القومي والعمل والتحول البنائي‪ ،‬أوفيما يلي مالمح التغيير التي أحدثتها ثورة المعلومات التي أفرزت خصائص اتسم بها المجتمع المعلوماتي‬

‫‪:‬ومن أهمها‬

‫والنظم المتطورة له‪ ..‬إلخ‬ ‫تكنولوجيا المعلومات‬ ‫انفجار المعلومات ـ نمو المجتمعات والمنظمات المعتمدة على المعلومات ـ بزوغ‬

‫شهد العالم عبر تاريخه الطويل تطورات متالحقة وتحوالت كبيرة في طرق وأساليب الحياة والمعيشة وقد استجدت لديه احتياجات عديدة بعد أن كان يعتمد على الزراعة لمدة من‬
‫الزمن حتى حدثت الثورة الصناعية لتلبي له احتياجاته المستجدة وتغير بشكل جوهري أنماط حياته‪ ،‬ثم ما لبثت المجتمعات وخاصة المتطورة اقتصاديًا أن تطوى صفحة العصر‬
‫الصناعي لتفتح صفحة جديدة لعصر المعلومات الذي تعيشه اليوم وقد أحدثت هذه الثورة نقلة هائلة في حياة اإلنسان وغيرت الكثير من مفاهيمه االقتصادية والسياسية واالجتماعية‬
‫ومازالت هذه الثورة منتشرة وقوية بعد أن أخذ المجتمع الصناعي يتخلى عن مكانه لمجتمع جديد يعمل غالبية أفراده في المعلومات وليس في إنتاج السلع والضائع‬

‫‪:‬المعلومات مورد إستراتيجي‬

‫أدركت الدول المتقدمة أهمية المعلومات كمورد إستراتيجي حيوي ال يقل أهمية عن الموارد األخرى ولكونها عنصرًا الغنى عنه في الحياة اليومية وفي اتخاذ القرارات وفي‬
‫نشاطات البحث العلمي والركيزة األساسية للتقدم العلمي والحضاري والتنمية• فمن يمتلك المعلومات ويستثمرها بشكل أفضل‪ ،‬ومن يمتلك نظم معلومات متطورة‪ ،‬هو األقوى ألن‬
‫قدرة اإلنسان على استثمار الموارد المادية والبشرية رهينة بقدرته على استثمار المعلومات واستثمار هذا المورد الحيوي هو المعيار الذي يعتمد عليه اآلن في التمييز بين‬
‫•المجتمعات المتقدمة ومجتمعات الدول النامية‬

‫لقد أصبح التطور الكبير للمعلومات إنتاجًا وتوزيعًا واستخدامًا في العقدين األخيرين جليًا بعد استثمار التكنولوجيا الحديثة وبخاصة التطور في تكنولوجيا الحواسيب واالتصال من‬
‫‪.‬بعد وتكنولوجيا المصغرات الفيلمية والليزرية‪ ،‬مما أدى إلى أن تصبح المعلومات أكبر الصناعات في الدول المتقدمة‬

‫ونظرًا ألهمية هذه الموارد في االقتصاد فقد اختار االقتصادي الشهير (آدم سميث) عنوانًا لكتابه الرئيس >ثروة األمم<نظرًا لما لهذه الموارد والثروات من دور فاعل في تطور حياة‬
‫الدول وتنظيمها السياسي واالقتصادي وقد حصل هذا التحول في البنية االقتصادية في الدول المتقدمة في مجال المعلوماتية نتيجة لثورة المعلوماتية وتكنولوجيا االتصال وأبرز مثال‬
‫على ذلك التطور الذي شهدته الواليات المتحدة األمريكية من صناعة الحواسيب إلى صناعة معالجة المعلومات من ‪ 1791‬حتى ‪ 1891‬إذ نالحظ أن حجم صناعة الحواسيب قد‬
‫ارتفع من (‪ )71‬بليونًا عام ‪ 1791‬إلى (‪ )96‬بليونًا لعام ‪ 1891‬أي بنسبة أربعة أضعاف أما حجم صناعة المعلومات ككل فبلغ ‪ 031‬بليون دوالر‪ ،‬كما بلغت عائدات الشركات‬
‫‪.‬المنتجة لهذه الصناعات ‪( 8025‬بليون دوالر) مقابل ‪( 6052‬بليون) لعام ‪)1(7791‬‬

‫وفي فرنسا التي تمتلك أكبر شركات الخدمات في أوروبا حدث تطور اليقل أهمية على صعيد المعلوماتية وفي ميدان التنظير المعلوماتي بهدف تطوير األفكار حول الطرق المؤدية‬
‫إلى إدخال المجتمع في الحيز المعلوماتي‬
‫يشكل قطاع المعلومات المصدر الرئيس للدخل القومي والعمل والتحول البنائي‪ ،‬وتظهر اقتصاديات الدول المتقدمة في أوروبا أن حوالى ‪ %04‬من دخلها القومي قد نتج من أنشطة‬
‫المعلومات في منتصف السبعينات‪ ،‬ومن خالل هذا االهتمام المتزايد لقطاع المعلومات ظهر في السنوات األخيرة العديد من المصطلحات المرتبطة به وتؤكد أهميته وفاعليته على‬
‫‪:‬نطاق واسع ومنها‬

‫قطاع المعلومات‪ ،‬وسيط المعلومات‪ ،‬شركات المعلومات‪ ،‬بنوك المعلومات‪ ،‬مديرو المعلومات‪ ،‬تسويق المعلومات‪ ،‬وسواها ومن ناحية أخرى أدت هذه السرعة والتطورات المتالحقة‬
‫في تكنولوجيا المعلومات إلى اهتمام الدول وحاجتها إلى مايسّمى بمحو األمية التكنولوجية للمعلومات في مجتمعنا المعاصر‪ ،‬وهي في أوسع معانيها المعرفة التي تسمح‬
‫للفرد القيام بعمله بكفاءة وفعالية في أي ظرف يجد فيه نفسه في المجتمع التكنولوجي‪ ،‬ويختلف هذا من شخص إلى آخر وفقًا لتخصصه واهتماماته‪ ،‬وبذلك فقد أصبحت هناك قناعة‬
‫واضحة وإدراك كبير للدور الجوهري الذي يمكن أن يؤديه توظيف المعلومات وتكنولوجياتها المتطورة في التقدم وتشكيل فكر وثقافة المستقبل‪ ،‬كما أن التربية والتعليم يمثالن‬
‫العاملين الجوهريين في تنمية موارد المعرفة واإلبداع والخلق‪ ،‬وسوف يعتمد عالم الغد على التحوالت السريعة في اإلنتاج وجودته في بيئة تنافسية‪ ،‬وسوف تظهر فيه التكتالت‬
‫االقتصادية القوية وتتغير هياكل العمالة والتوظيف‪ ،‬ويرتبط بالتقدم السريع في العلم والتكنولوجيا وتبادل ونقل المعلومات والتوصل السريع إلى استرجاعها في حل الكثير من‬
‫‪.‬المشكالت ويسهم في تحقيق النقلة الحضارية والتقدم والتنمية المطلوبة‬

‫‪:‬ثورة المعلومات ومالمح التغيير‬

‫يعد العالم اليوم في مفترق طرق ألن التطورات الهائلة في التكنولوجيا تؤدي إلى تغيير اقتصادي سريع‪ ،‬فثورة المعلومات المعاصرة وماتحدثه من تغيير تشبه بالثورة الصناعية التي‬
‫بدأت في إنجلترا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر‪ ،‬إذ ستتولى الحواسيب واإلنسان اآللي بصفة متزايدة األعمال الرتيبة‪ ،‬وستخلق ثورة المعلومات عددًا متزايدًا من الوظائف‬
‫•المرتبطة بالمعلومات‪ ،‬وستتولد صراعات اجتماعية نتيجة بعض الوظائف في مختلف القطاعات‬

‫لقد بات واضحًا أن عجز اإلنسان في التغلب على أية مشكلة يرجع إلى عدم توافر المعلومات الضرورية لمعالجة المشكلة وإيجاد الحلول على أسس علمية‪ ،‬وبما أن المعلومات على‬
‫هذا الجانب الكبير من األهمية فال بد من العمل على جمعها وتنظيمها وتبويبها وتسهيل مهمة استرجاعها لمعالجة المشكالت العلمية والصناعية والزراعية‪ ،‬وقد أصبحت التقنية اليوم‬
‫‪.‬من ضروريات إقامة نظم المعلومات الحديثة الهادفة إلى تخزين المعلومات بشكل منظم ثم استرجاعها عند الحاجة‬

‫‪:‬فالتقنية جزء اليتجزأ من خدمات المعلومات الحديثة وإقامة نظمها لتحقيق أهداف عديدة منها‬
‫‪.‬ـ ايصال المعلومات للباحثين وفقًا لحاجاتهم الموضوعية ومشكالتهم العلمية لوضع الحلول المناسبة لها‪1‬‬
‫‪.‬ـ توفير المعلومات للمواطنين لرفع مستوياتهم الثقافية والمهنية والعلمية ومن ثم خلق مجتمع أفضل متطور على األصعدة والمستويات جميعها‪2‬‬
‫‪.‬ـ تأمين قنوات في المجتمع بهدف توصيلها للباحثين لدراستها ونقدها وتنميتها إلبداع معلومات جديدة قد تفتح آفاقًا جديدة في سبيل الرقي والتقدم‪3‬‬

‫‪:‬خصائص المجتمع المعلومات‬


‫يمكن القول إن مجتمع المعلومات هو البديل (للمجتمع الصناعي) بعد أن حصلت التطورات الهائلة في حجم المعلومات ونوعيتها وأصبحت تغطي مختلف مجاالت الحياة لإلفادة منها‬
‫في التحديث وبرامج التنمية وتطور المجتمع‪ ،‬ثم حصلت القفزة الكبرى في ظهور التكنولوجيا المتقدمة لمختلف أنواع الحواسيب للتحكم في المعلومات وتجميعها وتخزينها ومعالجتها‬
‫واسترجاعها واستخدامها‪ ،‬ودخلت تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات اإلنتاجية والخدمية ومنظمات األعمال الستثمار هذه التكنولوجيا في إنجاز مهامها ونشاطاتها وزيادة‬
‫‪:‬اإلنتاج‪ ،‬ثم حصل التزاوج بين تكنولوجيا الحواسيب واالتصاالت الحديثة وأدى إلى ظهور مجتمع المعلومات المعاصر الذي يمكن إجمال أهم خصائصه باآلتي‬

‫‪:‬انفجار المعلومات ‪1-‬‬


‫أصبحت المجتمعات المعاصرة ومؤسساتها العلمية والثقافية واإلنتاجية تواجه تدفقًا هائًال في المعلومات التي أخذت تنمو بمعدالت كبيرة نتيجة للتطورات العلمية والتقنية الحديثة‬
‫‪:‬وظهور التخصصات الجديدة‪ ،‬وتحول إنتاج المعلومات إلى صناعة‪ ،‬وتتخذ هذه المشكلة في تفجر المعلومات مظاهر عديدة وهي‬

‫‪:‬أ ـ النمو الكبير في حجم النتاج الفكري‬


‫فهناك من يرى أن معدل النمو السنوي للنتاج الفكري كان يتراوح بين ‪ ،%8-4‬وأصبحت كمية المعلومات تتضاعف كل اثنتي عشرة سنة‪ ،‬فلو أخذنا على سبيل المثال شكًال من‬
‫أشكال النثر كالدوريات فسنجد تطورًا كبيرًا في حجم النتاج الفكري‪ ،‬فبعد أن كان يبلغ حوالى مئة دورية عام ‪ ،0081‬أصبح يزيد على ‪ 07‬ألف دورية في عقد الثمانينيات وتشير‬
‫اإلحصائيات أيضًا إلى أن النتاج الفكري السنوي مقدرًا بعدد الوثائق المنشورة يصل مابين ‪ 41-21‬مليون وثيقة‪ ،‬ويبلغ رصيد الدوريات على المستوى الدولي مايقارب من مليون‬
‫‪.‬دورية يضاف لها مايقارب ‪ 51‬ألف دورية جديدة في كل عام‪ ،‬أما الكتب فقد بلغ اإلنتاج الدولي منها حوالى ‪ 006‬ألف كتاب(‪)1‬‬

‫‪:‬ب ـ تشتت النتاج الفكري‬


‫كان للتخصصات العلمية في مختلف الموضوعات والتداخل في صنوف المعرفة أثره في ظهور فروع جديدة مثل الهندسة الطبية‪ ،‬والكيمياء الحيوية وموضوعات أخرى ضيقة‬
‫ودقيقة• وكلما زاد الباحثون تخصصًا وتضخم حجم النتاج الفكري قلت فعالية الدوريات التي تغطي قطاعات عريضة‪ ،‬ومن ثم يكون من الصعب متابعة كل النتاج الفكري واإلحاطة‬
‫•به من قبل الباحثين والدارسين‬

‫ج ـ تنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالها‬


‫تتنوع مصادر المعلومات المنثورة وتتعدد لغاتها أيضًا‪ ،‬فباإلضافة إلى الكتب والدوريات والرسائل الجامعية والتقارير العلمية وبراءات االختراع والمعايير الموحدة والمواصفات‬
‫واألوعية الفائقة أو )‪ (Multi-Media‬والوسائط المتعددة )‪ (CD-ROM‬القياسية‪ ،‬هناك المصغرات والمواد السمعية والبصرية وأوعية المعلومات اإللكترونية كاألقراص المتراصة‬
‫‪.‬وسواها )‪ (Hypermedia‬الهيبرميديا‬

‫‪2-‬‬ ‫‪:‬زيادة أهمية المعلومات كمورد حيوي إستراتيجي‬

‫اليمكن االستغناء عن المعلومات في حياة األفراد والجماعات في مختلف النشاطات التي يمارسها اإلنسان‪ ،‬فقد حلت محل األرض والعمالة ورأس المال والمواد الخام والطاقة‪،‬‬
‫‪.‬وأصبحت لها أهميتها في االقتصاد القومي ومجاالت وخطط التنمية الوطنية والقومية واتخاذ القرارات وحل المشكالت‬

‫‪3-‬‬ ‫‪:‬نمو المجتمعات والمنظمات المعتمدة على المعلومات‬

‫تزايدت المؤسسات والمنظمات التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على المعلومات واستثمارها بالشكل األمثل في معالجة نشاطاتها وأعمالها‪ ،‬كما هو الحال في المؤسسات الصحفية واإلعالمية‬
‫والبنوك وشركات التأمين والمؤسسات الحكومية األخرى وأخذت تعتمد على استخدام نظم معلومات حديثة لغرض التحكم في معالجة المعلومات وتحقيق الدقة والسرعة في إنجاز‬
‫‪.‬أعمالها ونشاطاتها‪ ،‬وكذلك تحسين ورفع كفاءة إنتاجها‬

‫‪4-‬‬ ‫‪:‬بزوغ تكنولوجيا المعلومات والنظم المتطورة‬

‫حصلت تطورات كبيرة خالل اآلونة األخيرة في تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬فبعد أن كانت التقنيات المتاحة لتخزين وإرسال وعرض المعلومات تتمثل بالصور الفوتوغرافية واألفالم‬
‫والمذياع والتلفاز والهاتف أصبحت في الوقت الحاضر تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الحواسيب بأنواعها المختلفة في اختزان ومعالجة المعلومات واستخدامها وتقديمها للمستفيدين‬
‫وقد بدأت بالظهور نظم معالجة المعلومات البشرية واآللية التي تعتمد على اإلنسان واآللة‪ ،‬وتم التوصل إلى نظم الخبرة والمعرفة لالستخدام األرقى في حل المعضالت واتخاذ‬
‫القرارات‬
‫وقد تنامى االعتماد على استخدام الحواسيب في مجاالت التجارة والصناعة وتبادل المعلومات واستمر التقدم في تكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬مما أدى إلى ظهور خدمات عديدة لنقل‬
‫المعلومات مثل البريد اإللكتروني وخدمات التليتكست والفيديوتكس والمؤتمرات من بعد‪ ،‬ثم ظهرت التطورات المذهلة في الشبكات ومنها شبكة اإلنترنيت التي تخطت الحواجز‬
‫‪.‬اإلقليمية والمحلية وجعلت العالم قرية كونية صغيرة‬

‫‪5-‬‬ ‫تعدد فئات المستفيدين‬

‫يتميز مجتمع المعلومات بوجود فئات متعددة تتعامل مع المعلومات واإلفادة منها في خططها وبرامجها وبحوثها ودراساتها وأنشطتها المختلفة وفقًا لتخصصاتها ومستوياتها وطبيعة‬
‫أعمالها‪ ،‬وهناك فئة صغيرة تضم العلماء والفنانين والمصممين ممن يعملون على خلق وإنتاج المعلومات‪ ،‬وفئة تعمل في إيصال المعلومات وتضم العاملين في البريد والهاتف‬
‫والصحفيين واإلعالميين‪ ،‬وهناك فئة المهنيين كالمحامين واألطباء والمهندسين‪ ،‬وهناك الفئة العاملة في تخزين المعلومات واسترجاعها وفئة الطلبة‪ ،‬وفئة المديرين من أصحاب‬
‫‪.‬الخبرات الذين يعملون في القضايا المالية والتخطيطية والتسويقية واإلدارية‬

‫‪6-‬‬ ‫‪:‬تنامي النشر اإللكتروني‬

‫يعرف النشر اإللكتروني بأنه إنتاج المعلومات ونقلها بوساطة الحواسيب واالتصاالت من بعد من المؤلف أو الناشر إلي المستفيد النهائي مباشرة أو من خالل شبكة اتصاالت‪،‬‬
‫وكذلك يقصد بالنشر اإللكتروني أو مصادر المعلومات اإللكترونية مصادر المعلومات الورقية وغير الورقية كمخزون إلكتروني على وسائط ممغنطة أو مليزرة‪ ،‬أو تلك الوسائط‬
‫غير الورقية والمخزونة أيضًا إلكترونيًا حال إنتاجها من قبل مصدريها أو ناشريها (مؤلفين وناشرين) في ملفات قواعد بيانات متاحة عن طريق االتصال المباشر أو عن طريق‬
‫‪.‬نظام األقراص المتراصة‬
‫‪ :‬وقد ساعد النشر اإللكتروني على تحقيق الفوائد اآلتية للمكتبات ومراكز المعلومات‬

‫ـ سرعة الحصول على المعلومات والوصول إليها‪ ،‬ألنه قلل من المدة بين إنتاج المعلومات وظهورها بشكل نشر إلكتروني‪1‬‬
‫ـ المحافظة على المعلومات من عوامل التلف والفناء التي تعاني منها المطبوعات الورقية ‪2‬‬
‫ـ التغلب على مشكلة الحيز الذي تعاني منها المكتبات ومراكز المعلومات نتيجة لتراكم المصادر الورقية فيها‪3‬‬
‫ـ انخفاض تكلفة الحصول على المعلومات مقارنة بالنشر الورقي الذي يعاني بشكل كبير من ارتفاع سعر الورق وكلفة األيدي العاملة ومعدات الطباعة ومستلزماتها‪4‬‬
‫ـ توفير الكلفة الكبيرة التي تحتاج إليها العمليات الفنية في المكتبات ومراكز المعلومات كالتزويد والفهرسة والتصنيف والتجليد والصيانة والتعشيب وسواها‪5‬‬

‫وقد تزايدت كميات المعلومات المنتجة على أوعية غير ورقية كاألشرطة واألقراص الممغنطة وأسطوانات الفيديو واألقراص الضوئية‪ ،‬ويتنبأ الكثيرون أن المكتبات ومراكز‬
‫المعلومات سوف تصبح مستقبًال مكتبات إلكترونية‪ ،‬فمكتبة المستقبل سوف تعمل على اختزان الفهارس والكشافات والمستخلصات ونصوص المراجع والدوريات كاملة بأوعية‬
‫إلكترونية مما يسهم في التخلص من أميال من الرفوف المخصصة للمطبوعات والملفات التقليدية‪ ،‬وستشهد السنوات القادمة نموًا في حجم المنشورات اإللكترونية واستخدامها بالنسبة‬
‫للكتب المرجعية والكشافات والمستخلصات خاصة‪ ،‬وانتفاعًا أكثر بإمكانات تكنولوجيا النصوص الفائقة والوسائط المتعددة‪ ،‬وأن المستقبل سيكون لمصادر المعلومات اإللكترونية‬
‫‪.‬خالل السنوات القادمة مع بقاء مصادر المعلومات الورقية والسمعية البصرية والمصغرات ولكن باستخدام أكثر محدودية‬

‫•‪7‬‬ ‫تقلص سلطات المدير‬

‫نظرًا لتنامي حجم تكنولوجيا المعلومات واستخدامها في المكتبات ومراكز المعلومات فإن المسؤوليات وسلطات المدراء والعاملين سوق تتقلص ولن يحتفظ المديرون أو‬
‫المشرفون على هذه المؤسسات بالسلطات التي يفترض أن تتاح لهم فيما يتعلق بتخصيص الموارد وتقرير خدمات جديدة للعاملين وغيرها من المحددات والتأثيرات التي تنعكس على‬
‫‪.‬إدارة هذه المؤسسات‬

‫ظهور التوقعات المتغيرة لمستخدمي المعلومات ‪8-‬‬


‫وفرت تقنيات المعلومات واالتصاالت تسهيالت علمية وفنية وغزارة في كمية المعلومات المقدمة للمستفيدين• وأصبح بإمكان المستفيد التحاور مع نظام المعلومات واستخدام‬
‫مايناسبه بالشكل والصيغة التي يحتاجها من الخدمات والبرامج الثقافية والعلمية فضًال عن البرامج التعليمية والتدريبية الخاصة به لجعله أكثر معرفة بنظم وبرامج المكتبة وخدماتها‬
‫‪.‬الجديدة التي تناسب اهتماماته ومجاالت عمله‬
‫وأصبح العديد من مستخدمي المعلومات يعتمدون على خدمات المعلومات في المكتبات ومراكز المعلومات التي تتواجد في منظماتهم وبيئاتهم ألنها تلبي طلباتهم واحتياجاتهم كوسائط‬
‫للحصول على المعلومات التي يرغبون في الحصول عليها ولم تقتصر هذه الظاهرة على مستخدمي المكتبات ومراكز المعلومات في المكتبات الكبيرة والمتخصصة‪ ،‬بل امتدت إلي‬
‫غيرها من المكتبات العامة و المدرسية‪ ،‬وأصبحنا نشاهد فئات متعددة من الشباب والعمال والموظفين والطلبة تستخدم هذه المكتبات إلعداد التقارير والمذكرات والبحوث والدراسات‬
‫‪.‬في مختلف الموضوعات التي يرغبون في الكتابة عنها‬

‫‪9-‬‬ ‫تزايد حجم القوى في قطاع المعلومات‬

‫أصبحت القوى العاملة في قطاع المعلومات في بعض الدول المتقدمة تنمو بشكل سريع فعلى سبيل المثال كان هناك ‪ %71‬ممن يعملون في المهن المعلوماتية في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية عام ‪ ،0591‬أما اآلن فقد ارتفعت نسبهم إلى أكثر من ‪( %06‬مبرمجون‪ ،‬أساتذة‪ ،‬محررون‪ ،‬محاسبون‪ ،‬مصرفيون‪ ،‬أمناء مكتبات) ومن منتصف السبعينات كانت معظم‬
‫القوى العاملة مرتبطة بمعالجة المعلومات وتجهيزها‪ ،‬وعدد الذين يعملون في تطويع المعلومات أكثر من العدد الذي يعمل في التعدين والزراعة والصناعة والخدمات الشخصية‬
‫مجتمعة كما يذهب إلى ذلك كبير االقتصاديين في الوكالة األمريكية لحماية البيئة وهو روبرت هامرين‪ ،‬في حين يشير العالم ستراسمان إلى أن أكثر من ‪ %36‬من أيام العمل الفعلية‬
‫كلها في االقتصاد األمريكي عام ‪ 2891‬كانت مرسخة لعمل المعلومات‪ ،‬وأن متوسط عدد ساعات العمل األسبوعية المقدمة من قبل العاملين في حقل المعلومات أكبر بنسبة ‪-01‬‬
‫‪ %02‬من فئات المهن األخرى‪ ،‬وأن عدد ساعات العمل في المعلوماتية تصل إلى ‪ %07‬من عدد الساعات الكلية المسجلة وأن هناك على األقل ‪ %76‬من تكاليف العمل تستهلك في‬
‫‪.‬عمل المعلومات(‪)1‬‬
‫وتمثل اليابان مثاًال جوهريًا على استثمار المعلومات وكثرة تطبيقاتها ونشرها بين أبناء المجتمع‪ ،‬وكانت معجزة في الرقي والتقدم من خالل إقامة نظام معلوماتها المعروف "بمجتمع‬
‫المعلومات" وتعد اليابان من الدول الرائدة بالنسبةالقتصاديات المعلومات ألن قوة العمل المعلوماتية قد نمت بمعدل سريع خالل السبعينيات والثمانينيات وليست ثورة الروبورت‪،‬‬
‫واألتمتة‪ ،‬ومنافسة الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬والدول األوربية في صناعات معلوماتية كأشباه الموصالت والحواسيب واالتصاالت إال إحدى عالمات هذا العصر المعلوماتي الجديد‬

‫بمتوسط معدل سنوي ‪ %3،01‬بين عامي ‪ ،7791 ،2691‬وفي عام ‪ 7991‬كان إجمالي الناتج القومي الياباني ثاني أكبر إجمالي في العالم‪ (GNP) ،‬وقد نما إجمالي الناتج القومي‬
‫‪.‬أي بعد الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وطبقًا لتقديرات البنك الدولي لعام ‪ 5891‬فقد كان إجمالي الناتج القومي لكل فرد (‪ )003011‬دوالر أمريكي وفق متوسط أسعار عامي ‪3891‬ـ‪ 5891‬وهذا المستوى يقارن‬
‫‪،‬بمستويات الدول الصناعية في غرب أوربا(‪)2‬‬
‫وقد كانت الخدمات تشكل في مطلع الثمانينيات في اليابان ‪ %33‬من االقتصاد‪ ،‬ويقدر لها أن ترتفع في مطلع القرن المقبل إلى ‪ %05‬كما يتوقع أن يكون كل واحد من اثنين من‬
‫الموظفين عامًال في الخدمات‪ ،‬ومثل هذا االهتمام بنظم المعلومات وتقنيات المعلومات في هذا البلد يشير إلى مدى رقي ذلك النظام تقنيًا ومهنيًا وثرائه العلمي المتمثل بماليين‬
‫‪.‬مصادر المعلومات التي تخزن فيه كل عام‪ ،‬واستثمار ذلك لخدمة المجتمع وحركة البحث العلمي ودعم الموسسات الوطنية وصناعاتها‬

‫ومن خالل ذلك يتضح تغيير تركيبة المجتمع في عصر المعلومات‪ ،‬إذ يشهد المجتمع مابعد الصناعي في الدول الغربية المتقدمة والباحثون أن ذلك سيؤدي إلى تغيير في التركيب‬
‫االجتماعي نفسه‪ ،‬فيصبح هناك أصحاب الغنى في المعلومات‪ ،‬وأصحاب الفقر في المعلومات‪ ،‬والمستويات االجتماعية الدنيا هي التي ال تملك المهارات الضرورية للتعامل مع‬
‫‪.‬التكنولوجيا الجديدة‬

‫‪10-‬‬ ‫‪:‬االغتراب والتحديث في مجتمع المعلومات‬


‫يرى العديد من الباحثين أن انتشار تطبيق تكنولوجيا المعلومات سيؤدي إلى اغتراب اإلنسان في مجتمع المعلومات وعزوفه عن المشاركة اإليجابية في المجتمع• وقد يصل‬
‫األمر إلي التعبير عن ذلك بالرفض األيجابي الظاهر أو السلبي الصامت• وتتجدد شواهد هذا االغتراب في فقدان الثقة بالنفس والقلق على تعطل خبرات اإلنسان ألن الحواسيب قد‬
‫‪.‬حولت العديد من الموظفين والعاملين إلى مجرد ضاغطين على األزراز وبالتالي أصبح رصيد الخبرات المكتبية لهم بال قيمة أمام هذا التحدي الجديد القادم‬
‫ويقابل هذه الظاهرة ظاهرة أخرى هي التحديث من خالل ظهور الشخصيات والجماعات التي تقبل التغيير والتحديث اعتمادًا على التوسع في االتصاالت اإلنسانية سواء عن طريق‬
‫االنتقال أو السفر أو عن طريق وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬وإن عملية التحديث هذه يمكن أن تتم في المجتمعات المتنامية والتقليدية‪ ،‬مع اهتمام هذه المجتمعات بالتعليم العصري‪،‬‬
‫وتحمل وسائل اإلعالم ومؤسسات المعلومات مسؤوليتها في تحريض أكثر عدد من أبناء المجتمع التقليدي لاللتحام المباشر مع الجديد‪ ،‬ومن ثم إتاحة الفرصة اإليجابية لالستمتاع‬
‫‪.‬بإنجاز مجتمع المعلومات‬
‫‪:‬األبعاد الجديدة للخصوصية •‪11‬‬
‫أضافت التكنولوجيا الجديدة أبعادًا جديدة للخصوصية تتعلق باختزان واسترجاع المعلومات عن الناس وإمكانيات الوصول لهذه المعلومات عن طريق شبكات االتصال• وبذلك فإن‬
‫مقدرة الحواسيب على إنشاء وتطويع بنوك المعلومات الضخمة من شأنه أن يجعل خصوصية األفراد في معلوماتهم الشخصية محفوفة بالخطر على الرغم من التشريعات أو الهيئات‬
‫‪.‬المراقبة‬

‫•‪21‬‬ ‫فوضى االتصال وتهديد السيادة الوطنية من خالل السيطرة على تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والتحكم في مستوى‬
‫‪.‬االتصال‬

‫‪:‬أبعاد المجتمع المعلوماتي‬

‫‪:‬يمكن تلخيص أبعاد مجتمع المعلومات بالنقاط اآلتية‬


‫‪.‬أـ إن مجتمع المعلومات هو حقيقة اقتصادية وليس تجريدًا فكريًا‪ ،‬وهذا يعني إمكانية قياس اقتصاديات المعلومات بصورة واضحة مثل أي نتاج محسوس‬

‫ب ـ إن االبتكارات الجديدة في حقل االتصاالت وتكنولوجيا الحواسيب هي التي تعكس قنوات االتصال بين أفراد المجتمع في المستقبل‪ ،‬وسوف تؤدي إلى تنامي سرعة التحول عن‬
‫‪.‬طريق انهيار مايسميه >تسبيت< عوامة المعلومات التي تعرف بأنها الوقت الذي تستغرقه المعلومات في قناة االتصال‬

‫‪:‬ج ـ إن التطور التكنولوجي يمر بثالث مراحل تحقق هضمه واستيعابه وهي‬
‫•أوًال‪ :‬إن التكنولوجيا الجديدة تتبع خط المقاومة الدنيا‬
‫•ثانيًا‪ :‬يجري استخدام التكنولوجي لتحصيل تكنولوجيا سابقة‬
‫•ثالثًا‪ :‬تبدأ اتجاهات واستخدامات جديدة بالظهور نتيجة للتكنولوجيا‬

‫•د ـ إن النظام التربوي القائم يخرج أجياًال متدنية في مستوياتها التعليمية في الوقت الذي يتطلب المجتمع اآلن تركيزًا على المعرفة والخبرة واكتساب المهارات‬

‫ويرى العديد من الباحثين أن هذه الثورة التقنية المعلوماتية ماهي في جوهرها إال ثورة تربوية بالدرجة األساس ذلك ألنه مع بروز المعرفة تصبح تنمية الموارد البشرية هي العامل‬
‫الحاسم في تحديد وزن الدول والمجتمعات المعاصرة والمستقبلية‪ ،‬ومن ثم أصبحت التربية هي المشكلة وهي الحل‪ ،‬ألن الفشل في إعداد القوى البشرية القادرة على مسايرة مقومات‬
‫‪.‬التغيير في عصر المعلومات ومواجهة التحديات المتوقعة سيؤدي إلى فشل جهود التنمية حتى لو توافرت الموارد الطبيعية والمادية‬
‫فوظيفة التربية لدى أصحاب النظرة الثورية هي تنشئة األفراد على درجة من الوعي والقدرة والكفاءة في تغيير واقع المجتمع والتصدي لسلبياته من أجل الوصول إلى حياة أفضل‪،‬‬
‫•وخير مثال على ذلك اليابان التي أعلنت في عام ‪ 6791‬عن خطتها التجديدية الشاملة للوصول إلى المعلومات عام ‪ 0002‬وركيزتها في ذلك النظام التعليمي‬
‫هـ ـ إن تكنولوجيا العصر المعلوماتي ليست قطاعًا يبحث في المطلق‪ ،‬أي ليس معزوًال عن تأثيرات قطاعات أخرى بل أن نجاحها أو فشلها مرتبطان بطريقة استجابتنا لها‪،‬‬
‫•وسواء أكان أحدنا يعمل في مجال يتطلب الحاسوب أم ال فإن عليه استيعاب هذه التقنية العامة لها في ظل التطور العلمي والتقني الذي تشهده حياتنا المعاصرة‬

‫إن المجتمع مابعد الصناعي ومجتمع المعلومات المعاصر هو الذي يعتمد في تطوره بشكل رئيس على المعلومات والحواسيب وشبكات االتصال المختلفة‪ ،‬وسيتحول االقتصاد‬
‫العالمي المبني على الطاقة والمادة إلى اقتصاد يعتمد على المعلومات والمعرفة وأن هذا القطاع يشمل المهن والوظائف التي يقوم أصحابها بإنتاج أو خلق أو تجهير أو معالجة‬
‫وتوزيع وبث المعلومات كما يرى العالم ماكلوب‪ ،‬خمسة أقسام رئيسة لصناعة المعرفة وهي (التعليم‪ ،‬البحوث والتنمية‪ ،‬وسائل اإلعالم واالتصال‪ ،‬آالت المعلومات‪ ،‬خدمات‬
‫المعلومات)‪ ،‬فضًال عن ذلك فإن التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات الجديدة التي تعتمد على اإللكترونيات الدقيقة والموجهة نجو الربط بين مختلف الحواسيب واالتصاالت سيؤدي‬
‫إلي التسريع في تطور اقتصاديات المعلومات‪ ،‬وسيظل قطاع المعلومات هو البارز في المجتمعات الصناعية المتقدمة‪ ،‬وستبقى هذه الدول هي المتحكمة في صناعة المعلومات‬
‫وتشغيلها واختزانها واسترجاعها وبثها للمستفيدين‪ ،‬وتحقيق االستثمار األمثل لها بعد أن أصبحت صناعة المعلومات صناعة قائمة بذاتها في مثل هذه الدول‪ ،‬فهي صناعة الـ ‪52‬‬
‫بليون دوالر في الواليات المتحدة األمريكية في السبعينيات‪ ،‬والخمسين بليونًا في العقود التالية‪ ،‬وبذلك ستزداد الهوة بين إمكانات الدول النامية والدول الصناعية في إنتاج المعلومات‬
‫ونشرها لفقر الدولة النامية بالمعلومات‪ ،‬وضعف البنى الوطنية للمعلومات‪ ،‬وافتقارها إلى الطاقات البشرية المؤهلة في التعامل مع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫‪.‬الحديثة‪ ،‬وعدم وجود نظم معلومات وطنية وقومية كفؤة وفعالة تحقق اإلفادة القصوى من هذه الثروة الحيوية واستثمارها لصالح التطور الحضاري والتنمية الشاملة في هذه البلدان‬

‫‪:‬المصادر‬
‫•ـ بدر‪ ،‬أحمد أنور• علم المعلومات والمكتبات‪ :‬دراسة في النظرية واالرتباطات الموضوعية •ـ القاهرة‪ :‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ‪ •6991‬من ‪119-09‬‬
‫•ـ بطرس‪ ،‬أنطوان المعلوماتية على مشارف القرن الحادي والعشرين •ـ بيروت‪ :‬مكتبة لبنان‪28791 ،‬‬
‫•ـ السامرائي‪ ،‬إيمان فاضل• مصادر المعلوماتية اإللكترونية وتأثيرها على المكتبات •ـ ‪/‬المجلة العربية للمعلومات‪ /‬مج ‪ ،41‬ع‪3)3991( 1‬‬
‫•ـ مكاوي‪ ،‬حسن عماد • تكنولوجيا االتصال الحديثة في عصر المعلومات •ـ القاهرة‪ :‬الدار المصرية اللبنانية‪47991 ،‬‬
‫•ـ الصباغ‪ ،‬عماد عبد الوهاب • علم المعلومات •ـ عمان‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪58991 ،‬‬
‫•ـ همشري‪ ،‬عمر أحمد• ربحي مصطفى عليان • المرجع في علم المكتبات والمعلومات •ـ عمان‪ :‬دار الشروق‪67991 ،‬‬
‫ـ عبد الهادي‪ ،‬محمد فتحي • المكتبات والمعلومات‪ :‬دراسات في اإلعداد المهني والببليوغرافيا والمعلومات •ـ ط‪ •3‬مزيدة ومنقحة •ـ القاهرة مكتبة الدار العربية للكتاب‪7،‬‬
‫•‪8991‬‬
‫•ـ عبد الهادي‪ ،‬محمد فتحي • المكتبات والمعلومات العربية بين الواقع والمستقبل •ـ القاهرة‪ :‬مكتبة الدار العربية للكتاب‪88991 ،‬‬
‫ـ الهادي‪ ،‬محمد محمد • تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها في مراكز المعلومات والتوثيق والمكتبات •ـ ‪/‬مجلة المكتبات والمعلومات العربية‪ /‬ع‪( 3‬يونيو‪• )8991‬ـ ص‪9‬‬
‫•‪95-92‬‬
‫•ـ الهادي‪ ،‬محمد محمد • نحو توظيف تكنولوجيا المعلومات لتطوير التعليم في مصر •ـ القاهرة‪ :‬المكتبة األكاديمية‪015991 ،‬‬
‫•ـ متولي‪ ،‬ناريمان إسماعيل • اقتصاديات المعلومات‪ :‬دراسة لألسس النظرية وتطبيقاتها العملية على مصر وبعض الدول األخرى •ـ القاهرة المكتبة األكاديمية• ‪115991‬‬
‫ـ عزيز‪ ،‬يونس • التقنية وإدارة المعلومات •ـ بنغازي‪ :‬جامعة قاريونس‪214991 ،‬‬
‫مقدمة‬
‫مفاهيم عامة ‪1-‬‬
‫تعريف البيانات ‪1-1‬‬
‫تعريف المعلومات ‪1-2‬‬
‫تعريف المعرفة ‪1-3‬‬
‫الفرق بين المعلومات المعرفة ‪1-4‬‬
‫ماهية مجتمع المعلومات ‪2-‬‬
‫تعريف مجتمع المعلومات‪2-1‬‬
‫أصل تسمية مجتمع المعلومات ‪2-2‬‬
‫األسباب التي أدت إلى ظهور مجتمع المعلومات ‪2-3‬‬
‫خصائص مجتمع المعلومات ‪2-4‬‬
‫قطاعات مجتمع المعلومات ‪2-5‬‬
‫توجهاته ‪3-‬‬ ‫منظورات مجتمع المعلومات و‬
‫منظورات مجتمع المعلومات ‪3-1‬‬
‫قياسات مجتمع المعلومات ‪3-2‬‬
‫مؤشر مجتمع المعلومات ‪3-3‬‬
‫توجهات مجتمع المعلومات ‪3-4‬‬
‫دور المكتبات في مجتمع المعلومات ‪3-5‬‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪:‬مقدمة]‪[center‬‬

‫]‪[/center‬‬

‫شهد العالم عبر تاريخه الطويل تطورات متالحقة وتحوالت كبيرة فيطرق وأساليب الحياة والمعيشة‪،‬وقد استجدت لديه احتياجات عديدة بعد أن كان يعتمد على الزراعة لمدة من الزمن‬
‫حتى حدثت الثورة الصناعية لتلبي له احتياجاته المستجدة وتغير بشكل جوهري أنماط حياته‪ ،‬ثم ما لبثت المجتمعات وخاصة المتطورة اقتصاديًا أن تطوى صفحة العصر الصناعي لتفتح‬
‫صفحة جديدة لعصر المعلومات الذي تعيشه اليوم‪ ،‬وقد أحدثت هذه الثورة نقلة هائلة في حياة اإلنسان وغيرت الكثير من مفاهيمه االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬ومازالت هذه الثورة‬
‫منتشرة وقوية بعد أن أخذ المجتمع الصناعي يتخلى عن مكانه لمجتمع جديد يعمل غالبية أفراده في المعلومات وليس في إنتاج السلع والبضائع ‪ ،‬أال و هو مجتمع المعلومات ‪.‬فما المقصود‬
‫بمجتمع المعلومات؟وما هي خصائصه؟‬

‫عامة ‪1-1‬‬ ‫‪:‬مفاهيم‬


‫لقد اختلط مصطلح المعلومات بمفاهيم وكلمات أخرى كالبيانات والمعرفة‪ ،‬وهذا ال يعنى عدم وجود عالقة بين هذه المصطلحات‪ ،‬إنما توجد عالقة وعالقة وثيقة وطيدة‪ ،‬الن هذه‬
‫‪.‬المصطلحات كًال منها يكمل اآلخر فالبيانات تنتج لنا المعلومات‪ ،‬والمعلومات بدورها تنتج لنا المعرفة‬

‫‪Data:‬تعريف البيانات ‪1-1‬‬


‫‪.‬البيانات هي مجموعة األرقام أو الحروف أو الرموز أو الكلمات القابلة للمعالجة بواسطة الحاسب اآللي بعبارة أخرى البيانات هي المادة الخام التي تستقى منها المعلومات*‬
‫‪:‬تعريف آخر‬
‫هى الحقائق أو المشاهدات أو القياسات التي قد تكون على صورة أرقام أو حروف أو رموز أو أي أشكال خاصة وتصف فكرة أو موضوع أو حدث أو هدف أو أية حقائق أخرى ـ*‬
‫كمواد خام غير مرتبة أو مقومة أو مفسرة أو غير معدة لالستخدام إذا ما قومت وفسرت ونظمت ورتبت (أي عولجت وتم تشغيلها أو تناولها أو معالجتها)‬
‫‪.‬أصبح لها مضمون ذا معنى يؤثر في االتجاه ورد الفعل والسلوك ‪ ..‬أي أنها في هذه الحالة تصبح معلومات‬
‫‪:Information‬تعريف المعلومات ‪1-2‬‬
‫جملة البيانات والدالالت والمعارف والمضامين التي تتصل بالشيء أو الموضوع‪ ،‬وتساعد المهتمين بالتعرف عليه والعلم به‪ .‬فالمعلومات إذن توضح مفهوم الشيء وتعطيه قدره ‪*،‬‬
‫(وتوضح سماته وخصائصه وتبين استخداماته ووظائفه) اليافي‪،‬شادن‪،.2001‬ص‪20.‬‬
‫‪:‬تعريف دكتور ‪ /‬حشمت قاسم*‬
‫‪.‬هو ذلك الشيء الذي يغير من الحالة المعرفية للمتلقي (القارئ أو المشاهد أو المستمع‪ ،‬أو أيًا كانت الحاسة التي يتم بها التلقي) في موضوع ما‬
‫‪ :‬تعريف المعلومات وفقا للمعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات*‬
‫ـ هي البيانات التي تمت معالجتها لتحقيق هدف معين أو الستعمال محدد‪ ،‬ألغراض اتخاذ‬
‫القرارات‪ ،‬أي البيانات التي أصبح لها قيمة بعد تحليلها‪ ،‬أو تفسيرها‪ ،‬أو تجميعها في شكل ذي معنى والتي يمكن تداولها وتسجيلها ونشرها وتوزيعها في صورة رسمية أو غير رسمية‬
‫‪.‬وفى أي شكل‬
‫‪:KNOWLEDGE‬المعرفة ‪1-3‬‬
‫هى أساسًا مجموعة المعاني والمعتقدات واألحكام والمفاهيم والتصورات الفكرية التي تتكون لدى اإلنسان نتيجة لمحاوالت متكررة لفهم الظواهر واألشياء المحيطة به ‪ ،‬تمثل حصيلة أو*‬
‫‪.‬رصيد خبرة ومعلومات ودراسة طويلة يملكها شخص ما في وقت معين‬
‫)‪(http://madarat.com /‬‬
‫‪:‬تعريف الدكتور ‪ /‬حشمت قاسم*‬
‫المعرفة هى حصيلة مفردات المعلومات التي تجمعت وتكاملت فيما بينها لتشكل بنية متماسكة منظمة‪.‬و من هذا نستنتج أنه بعد جمع البيانات نصل إلى المعلومات و بعد جمع المعلومات‬
‫‪.‬نرتقي إلى المعرفة‬
‫‪:‬الفرق بين المعلومات و المعرفة ‪1-4‬‬
‫يرى أكسفورد أن المعرفة هي عملية تمثيل للحقائق فالمعرفة أمر شخصي بالنسبة لإلنسان فهي تتجسد في شخصيته يستعملها فهي مسألة شخصية خصوصية أما المعلومات فهي على‬
‫(العكس من ذلك عامة و يمكن الحصول عليها‪) .‬هيل‪،‬مايكل ‪،2004.‬ص‪57.‬‬
‫المعلومة أكثر أساسية من المعرفة لكنها ليست أكثر منها أهمية‪ ،‬أي بال معلومة يستحيل تصور معرفة لكن العكس بال معرفة يمكن تصور معلومة‪ .‬المعرفة = المعلومات‪+‬المحاكمة‬
‫‪.‬العقلية‬
‫‪:‬ماهية مجتمع المعلومات‪2-‬‬
‫‪:‬تعريف مجتمع المعلومات ‪2- 1‬‬
‫مصطلح جديد ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين وواقع بدأت كثير من الدول تعيشه و أمل تسعى إليه كثير من الدول لالنتفاع به ولتتحول له ومفهوم مجتمع المعلومات ال يزال‬
‫‪:‬غير واضح المعالم بشكل تام‪.‬لذا فهناك العديد من التعريفات لمجتمع المعلومات نذكر منها‬
‫هو ذلك المجتمع الذي أعتمد أساسا على المعلومات وتقنيات المعلومات والتكنولوجيا الحديثة وأصبحت المعلومات فيه الزمة لكل فرد وتعاظم دورها في كافة المجاالت االقتصادية *‬
‫‪.‬والسياسية والعلمية واالجتماعية‬
‫هو المجتمع الذي يعتمد أساسا على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة إستراتيجية وكخدمة كما أنها أيضا مصدر للدخل القومي ومجال للقوة العاملة‪) .‬قاسم‪،‬حشمت‪ .‬د *‬
‫( ت‪.‬ص‪75.‬‬
‫تعريف ورد ذكره في الموسوعة العربية للمجتمع المعلوماتي‪» :‬هو مجتمع تتاح فيه االتصاالت العالمية‪،‬وتنتج فيه المعلومات بكميات ضخمة‪ ،‬كما توزع توزيعا واسعا ‪ ،‬والتي تصبح*‬
‫« فيه المعلومات لها تأثير على االقتصاد‬
‫و تعرفه د‪ .‬ناريمان متولي‪ :‬أنه المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات و الحاسبات اآللية و شبكات االتصال أي أنه يعتمد على التكنولوجيا الفكرية ‪،‬تلك الذي تظم*‬
‫سلعا و خدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوة العاملة للمعلوماتية التي تقوم بإنجاز و تجهيز و معالجة و نشر و توزيع و تسويق هذه السلع و الخدمات ‪ .‬ومما سبق يتضح لنا انه يوجد‬
‫أكثر من تعريف لمجتمع المعلومات وجميعها تدور حول أن المعلومات هي أساس لهذا المجتمع و البد من تواجدها في المجتمع ووجود من يستطيع التعامل معها سواء كان منتجا لها أو‬
‫‪.‬مستهلكا‬

‫المعلومات ‪2-2‬‬ ‫‪:‬أصل تسمية مجتمع‬


‫‪.‬قد جاء كنتيجة للصفة التي على العصر الذي نعيشه و هو عصر المعلومات ‪ information society‬رأى بعض الباحثين أن مجتمع المعلومات*‬
‫و من ناحية أخرى رخص بعض الباحثين إطالق مصطلح ‪-‬مجتمع المعلومات‪ -‬على الحقبة الحالية من منطلق أن صناعة المعلومات هي ما يميز هذه الحقبة أي أننا ما نزال نعيش*‬
‫‪.‬مرحلة المجتمع الصناعي‬
‫‪.‬أما عالم االجتماع فرانك ويبستر الحظ أنه بالرغم من أهمية المعلومات في الحياة المعاصرة فهي ليست أكثر من أي ظاهرة مثل السيارات *‬
‫‪.‬و يرى أحد الكتاب السياسيين أن مصطلح مجتمع المعلومات أرقى من مصطلح مجتمع المعلومات الذي بدأ في السبعينيات فهو مصطلح غامض أما المعرفة فهي ذات داللة *‬
‫و في األخير رأى مجموعة من الباحثين أن مصطلح المعلومات هو أكثر المصطلحات قوال في المرحلة التي نعيشها كما أن القمة العالمية للمعلومات المنعقدة بجنيف في ديسمبر*‬
‫( ‪2004‬استخدمت مصطلح مجتمع المعلومات كتسمية نهائية‪).‬عبد الهادي‪،‬محمد فتحي‪.‬ص‪105.‬‬

‫المعلومات‪[right]2-3‬‬ ‫‪:‬األسباب التي أدت إلى ظهور مجتمع‬


‫‪:‬ترجع أصول مجتمع المعلومات إلى تطوريين مرتبطين ببعضهما البعض هما‬
‫‪.‬التطور االقتصادي طويل األجل*‬
‫التغيير التكنولوجي‪[(.‬ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]*‬
‫التطور األول‪ :‬اعتمد كل مجتمع على مقومات ثابتة و أساسية مثال‪:‬اعتمد المجتمع الزراعي على األرض والحيوانات والماء‪...‬الخ واعتمد المجتمع الصناعي على رأس المال والمواد‬
‫‪.‬الخام والطاقة جاء بعد ذلك دور المعلومات وشبكات الحاسبات ونقل البيانات ونظم االتصاالت والبرمجيات‪...‬الخ لتكون أول أسباب أو دعائم مجتمع المعلومات‬
‫التطور الثاني‪ :‬فقد ساهم في عملية التنمية االقتصادية بشكل واضح‪ ،‬فإن تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت لها تأثيرها الواضح في النمو االقتصادي‪.‬و يالحظ أنه يمكن تطبيقها على‬
‫نطاق واسع في ظروف مختلفة‪ ،‬كما أن إمكانياتها في تزايد مستمر‪ ،‬وفضال عن هذا فإن تكاليفها تتجه نحو االنخفاض بصورة واضحة و قد دعا هذا بعض االقتصاديين مثل كريس‬
‫‪.‬فريمان على القول بأن التكنولوجيا واضحة المعلومات و االتصاالت سوف تحدث موجة طويلة جديدة من النمو االقتصادي لنشأة و تطور مجتمع المعلومات‬

‫‪:‬خصائص مجتمع المعلومات ‪2-4‬‬


‫‪:‬هناك ثالث خصائص رئيسة أساسية تتحَكم في مجتمع المعلومات‬
‫الخاصية األولى ‪ :‬استخدام المعلومات كمورد اقتصادي حيث تعمل المؤسسات والشركات على استغالل‬
‫المعلومات واالنتفاع بها في زيادة كفاءتها وهناك اتجاه متزايد نحو شركات المعلومات لتعمل على تحسين‬
‫لمعاينة هذا الرابط]‬ ‫االقتصاد الكلي للدولة ‪[ (.‬ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك‬
‫الخاصية الثانية ‪ :‬هي االستخدام المتنامي للمعلومات بين الجمهور العام‪ .‬يستخدم الناس المعلومات بشكل مكّثف في أنشطتهم كمستهلكين وهم يستخدمون المعلومات أيًضا كمواطنين‬
‫لممارسة حقوقهم ومسؤولياتهم ‪،‬فضًال عن إنشاء نظم المعلومات التي توسع من إتاحة التعليم والثقافة ألفراد المجتمع كافة‪،‬وبهذا فإن المعلومات عنصر ال غنى عنه في الحياة اليومية ألي‬
‫فرد‪ ). .‬عبد الهادي‪،‬محمد فتحي‪.‬ص‪116( .‬‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬هي ظهور قطاع المعلومات‪ ،‬كقطاع مهم من قطاعات االقتصاد‪ .‬إذ كان االقتصاديون يقسمون النشاط االقتصادي تقليدًيا إلى ثالثة قطاعات هي‪:‬الزراعة‪ ،‬الصناعة‪،‬‬
‫‪.‬الخدمات‬
‫وعلماء االقتصاد والمعلومات ُيضيفون إليها منذ الستينيات من القرن الماضي قطاًعا رابًعا وهو قطاع‬
‫‪.‬المعلومات‪ ,‬حيث أصبح إنتاج المعلومات‪ ,‬وتجهيزها وتوزيعها (معالجتها) نشاًطا اقتصادًيا رئيسًيا في العديد من الدول‬

‫‪:‬قطاعات مجتمع المعلومات ‪2-5‬‬


‫‪:‬يمكن تقسيم قطاع المعلومات إلى ثالث قطاعات رئيسية على النحو التالي‬
‫‪ information –*******:‬القسم األول‪:‬صناعة المحتوىالمعلوماتي*‬
‫تتم هذه الصناعة عن طريق المؤسسات في القطاعين العام والخاص التي تنتج الملكية الفكرية عن طريق الكتاب والملحنين‪ ،‬والفنانين والمصورين بمساعدة المحررين والمخرجين‪.‬و‬
‫‪.‬هؤالء يبيعون عملهم للناشرين واإلذاعات و الموزعين وشركات اإلنتاج التي تأخذ الملكية الفكرية الخام وتجهزها بطرق مختلفة ثم توزعها وتبيعها لمستهلكي المعلومات‬
‫وباإلضافة إلى عملية إبداع المعلومات هناك جزءا كبيرا من هذا القسم ال يركز على أبدع المعلومات وإنما يهتم بجمع المعلومات مثل جمع األعمال المرجعية وقواعد البيانات والسالسل‬
‫‪.‬اإلحصائية‬
‫‪ information-delivery:‬القسم الثاني صناعة و تسليم أو بث المعلومات*‬
‫إن القسم الثاني من صناعة المعلومات هو المعني بالتسليم ‪،‬أي إنشاء وإدارة شركات االتصال والبث التي يتم من خاللها توصيل المعلومات ‪،‬وهي تشمل شركات االتصال بعيدة‬
‫المدى ‪،‬والشركات التي تدير شبكات التلفزيون الكابلي وشركات البث باألقمار الصناعية ومحطات الراديو والتلفزيون ‪.‬وهناك مجموعة أخرى من المؤسسات التي تتولى استخدام هذه‬
‫القنوات وغيرها لتوزيع المحتوى ‪،‬وهذا مثل بائعي الكتب والمكتبات وشركات اإلذاعة‪[( .‬ندعوكللتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]‬
‫‪ information-processing:‬القسم الثالث‪:‬صناعة و معالجة المعلومات*‬
‫تقوم هذه الصناعة على منتجي األجهزة ومنتجي البرمجيات ‪.‬ويتولى منتجي األجهزة تصميم وصناعة وتسويق الحواسيب وتجهيزات االتصاالت بعيدة المدى وااللكترونيات‪.‬وهم‬
‫كما تقدم لنا نظم حزم التطبيقات مثل معالجة الكلمات ‪ Unix .Dos. Windows‬يتمركزون في الواليات المتحدة وشرق أسيا‪.‬أما فئة منتجي البرمجيات فهي تقدم لنا نظام التشغيل‬
‫‪.‬وألعاب الحاسوب‬
‫‪:‬منظورات مجتمع المعلومات و مؤشراته ‪3-‬‬

‫المعلومات ‪3-1‬‬ ‫‪:‬منظورات مجتمع‬


‫المنظور االقتصادي‪:‬إن جوهر هذا النموذج هو أن المعلومات ينظر إليها على أنها سلعة فهي مادة *‬
‫‪ .‬للتجارة و ذلك من خالل الشكل المادي الذي تتاح فيه المعلومات مثال الكتاب أو المجلة‬

‫يرى أن قطاع المعلومات هو قطاع صناعات المعرفة والتي ‪ Machlup‬رأي خاص بالعالم ما كلوب‬
‫تضم األقسام التالية‬

‫‪.‬التعليم البحوث والتنمية االتصاالت آالت العمل خدمات المعلومات‬

‫المنظور التكنولوجي‪ :‬لقد ارتبط نمو بعض المجاالت المهمة في قطاع المعلومات بفضل أجهزة *‬

‫التخزين و التحليل و التوصيل التكنولوجية للمعلومات فظهور الحاسبات االلكترونية التي أدت أعمالها‬

‫بسرعة و أهمها الحاسب الشخصي ثم انتشار اإلنترنيت التي أصبحت في متناول الجميع‪ ،‬فالتغير‬

‫التكنولوجي ال يمكن إنكاره في تطور مجتمع المعلومات و ذلك من خالل حاجة هذا األخير إلى‬

‫‪.‬تكنولوجيا حديثة للمعلومات‬

‫يرى الكاتب الياباني مسودا‪ :‬أن التطور التكنولوجي هو القائد األساسي للتغير االجتماعي و يرى أن‬

‫‪.‬مجتمع المعلومات مرتبط أساسا بتكنولوجيا المعلومات‬

‫المنظور السوسيولوجي‪:‬يرى أن المجتمع يتغير بصفة أساسية تحت تأثير استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت حيث أشار عالم االجتماع بيل الى نشأة نظام اجتماعي و قسمها *‬
‫‪:‬الى‬

‫‪.‬القوى العاملة في المعلومات في المجتمع ما بعد الصناعي ‪-‬‬

‫‪.‬تدفق المعلومات ‪-‬‬

‫‪.‬الحاسبات و ثورة المعلومات ‪-‬‬

‫المنظور متعدد األبعاد‪:‬يشير هذا النموذج إلى أنه ال يوجد تفسير واحد متفق عليه فقربنا الشديد من الظاهرة هو مسألة صعبة نحاول فهمها فإذا كان المجتمع متعدد األوجه فالمعلومات *‬
‫أيضا فالظاهرة يجب أن تدرس بنظرية متعددة األبعاد فال يمكن اعتبار التكنولوجيا القائد الوحيد للتغير فالمجتمع المعلوماتي ظاهرة اجتماعية أيضا‪ ) .‬عبد الهادي‪،‬محمد فتحي‪.‬ص ص‪.‬‬
‫‪132(،130‬‬

‫المعلومات ‪3-2‬‬ ‫‪:‬قياسات مجتمع‬


‫الجاهزية‪ :‬وهي تمثل مجموعة المتطلبات األساسية لدعم بناء مجتمع المعلومات *‬
‫تقيس مدى جاهزية المجتمع نفسه لمثل هذا االنتقال واالستفادة من تقنية المعلومات‬
‫(واالتصاالت) عبد الهادي‪،‬محمد فتحي‪.‬ص‪136.‬‬
‫الكثافة‪ :‬تصف المدى والهدف الذي تستخدم فيه هذه التقنية في قطاعات مختلفة مثل*‬
‫األعمال أو التعليم وغيرها‪ .‬وهذه المؤشرات أساسية في مجتمع المعلومات وتقدم األساس‬
‫‪.‬لقياس أداء مجتمع ما في بناء مجتمع المعلومات‬
‫‪:‬األثر‪:‬يتعلق أساسا بالتغيرات التنظيمية(لألعمال الحكومية مثال) التي تصف*‬
‫‪.‬الطرق الجديدة في تنظيم العمل فيما يتعلق بالعالقة بين األفراد والمؤسسات‪-‬‬
‫‪.‬الطرق الجديدة لإلنتاج فيما يتعلق بالعالقات داخل منشآت اإلنتاج وفيما بينها‪-‬‬
‫‪.‬االستثمارات البشرية ورأس المال البشري باعتباره قاعدة معرفية‪-‬‬
‫‪.‬القدرة على الحركة بين المجتمعات والتنافس‪-‬‬
‫االبتكار والبحث والتطوير باعتبار أساس المستقبل‪[(.‬ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]‪-‬‬
‫النتيجة‪:‬هي النتيجة الختامية لما حدث على مستوى منشآت اإلنتاج فيما يخص اإلنتاجية*‬
‫‪:‬واألثر االجتماعي‪.‬ومؤشرات المحصلة ترتبط أساسا بالمستوى االجتماعي وتصف‬
‫‪.‬اإلنتاجية والتنافس‪-‬‬
‫‪.‬التوظيف وسوق العمل‪-‬‬
‫قاسم‪،‬حشمت‪ .‬د ت‪ )social inclusion120( ..‬التجانس عدم االستبعاد االجتماعي‪-‬‬
‫المعلومات ‪3-3‬‬ ‫‪:‬مؤشر مجتمع‬
‫يمكن النظر إلى تكوين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات ومدى نضوج هذه البنية كمؤشر على كون المجتمع مجتمع معلومات‪ .‬ومن أساليب القياس التي يمكن استخدامها‪ :‬عدد‬
‫‪ .‬الحواسيب‪ ،‬وعدد الخادمات لإلنترنت‪ ،‬وعدد المشتركين‪ ،‬وأمية الحاسوب‪ ،‬ونسبة مساهمة المعلومات في إجمالي الدخل القومي‪ ،‬ونسبة العمالة في مجال تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وغيرها‬
‫‪.‬قام بإعداد هذا المؤشر الخبرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات‬
‫(عبد الهادي‪،‬محمد فتحي‪.‬ص‪) 136.‬‬
‫‪Information-I-‬‬

‫‪Society -S-‬‬

‫‪Index- I-‬‬

‫و هو مؤشر مركب انقسم إلى ‪ 4‬مجموعات‬

‫يهتم بالبنية التحتية الحاسوبية و يتكون من ‪ 7‬مقاييس‪ )1( .‬المجموعة ‪:‬‬

‫‪.‬عدد الحواسيب لكل ‪ 1000000‬نسمة ‪-‬‬


‫‪.‬عدد الحواسيب لكل‪ 100000‬أسرة ‪-‬‬

‫‪.‬عدد الحواسيب في قطاعي الحكومة و التجارة لكل ‪ 100000‬من اليد العاملة غير الزراعية ‪-‬‬

‫‪.‬عدد الحواسيب لكل ‪ 1000‬أستاذ ‪-‬‬

‫‪.‬عدد الحواسيب لكل ‪ 10000‬طالب ‪-‬‬

‫‪.‬نسبة الحواسيب المرتبطة بالشبكات داخل المجتمع خارج المحيط األسري ‪-‬‬

‫‪.‬نسبة النفقات الخاصة بالبرمجيات بالمقارنة للنفقات الخاصة بالعتاد ‪-‬‬

‫تتشكل من ‪ 8‬مقاييس تعتني كلها بالبنية المعلوماتية‪ )2( .‬المجموعة ‪:‬‬

‫‪.‬عدد مشتركي الكوابل لكل ‪ 1000‬نسمة ‪-‬‬

‫‪.‬عدد مشتركي التليفون المحمول لكل ‪ 1000‬نسمة ‪-‬‬

‫‪.‬متوسط تكلفة دقيقة واحدة من المكالمات الهاتفية ‪-‬‬

‫‪.‬عدد مشتركي الفاكس لكل ‪ 1000‬نسمة ‪-‬‬

‫‪.‬عدد مالكي جهاز الراديو لكل ‪ 1000‬نسمة ‪-‬‬

‫‪.‬نسبة الخلل لكل خط هاتفي ‪-‬‬

‫‪.‬متوسط عدد الخطوط الهاتفية لكل أسرة ‪-‬‬

‫‪.‬عدد مالكي جهاز تلفزيون لكل ‪ 1000‬نسمة ‪-‬‬

‫تهتم بالبنية التحتية لشبكة االنترنيت‪ )3(.‬المجموعة ‪:‬‬

‫‪.‬عدد مستعملي االنترنيت ضمن اليد العاملة غير الزراعية ‪-‬‬

‫‪.‬عدد مستعملي االنترنيت لكل أسرة ‪-‬‬

‫‪.‬عدد مستعملي االنترنيت لكل ‪ 10000‬طالب ‪-‬‬

‫‪.‬عدد مستعملي االنترنيت لكل ‪ 1000‬أستاذ ‪-‬‬

‫‪.‬جملة نفقات تطبيقات التجارة االلكترونية على العدد اإلجمالي لمستهلكي االنترنيت ‪-‬‬

‫المجموعة(‪: )4‬يهتم بالجانب االجتماعي وقد وقع تطبيق هذا المؤشر على ‪ 55‬دولة سنة ‪2001‬‬
‫‪.‬الحريات الفردية ‪-‬‬
‫‪.‬عدد قراء الصحف لكل ‪ 100000‬نسمة ‪-‬‬
‫‪.‬حرية الصحافة ‪-‬‬
‫‪.‬نسبة الطلبة الداخلين إلى المرحلة الثانوية ‪-‬‬
‫‪.‬نسبة الطلبة على مستوى التعليم العالي ‪-‬‬
‫‪:‬توجهات مجتمع المعلومات ‪3-4‬‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية‪:‬تعتبر في مقدمة الدول المتجهة نحو مجتمع المعلومات و ذلك من خالل البيئة المالئمة لإلبداع و الجهود التنافسية لدعم ازدهار قطاع تكنولوجيا *‬
‫‪.‬المعلومات حيث تميزت بانتشار االنترنيت بشكل كبيرو أصبحت توفر المعلومات و الخدمات للمواطنين من خالل التراخيص و الشراء‬
‫‪:‬االتحاد األوروبي‪ :‬إن إستراتيجيته هو االهتمام بنمو و قدرة المنافسة في مجال المعلومات حيث وافق المجلس األوربي على خطة العمل لمجتمع المعلومات و قد نصت على*‬
‫تحسين بيئة العمل و االهتمام بالتجارة االلكترونية‬
‫االستثمار في المستقبل من العمل الدراسي‬
‫وضع قواعد عالمية كعنصر أساسي لمجتمع المعلومات‬
‫‪.‬كما تبنى االتحاد األوربي بأن االنترنيت هي محور النمو االقتصادي‬
‫في آسيا‪ :‬إن اليابان أول دولة في العالم اهتمت بوضع خطة وطنية للمعلومات و ذلك عام ‪ 1972‬و كانت تحت عنوان خطة مجتمع المعلومات و اتخذت ماليزيا جدول أعمال رؤية*‬
‫‪ 2020.‬حيت تصبح دولة غنية بالمعلومات‬
‫‪.‬كما وضعت الحكومة الهندية مقولة بناء الهند بأيدي الهنود و ذلك من خالل عبارة تكنولوجيا المعلومات للجميع‬
‫في إفريقيا‪ :‬أصدرت منظمة الوحدة اإلفريقية في ‪ 3/5/1993‬بإثيوبيا إعالنها بدعم تأسيس و إنشاء البنيات األساسية للمعلومات تحت عنوان بناء طريق المعلومات اإلفريقي كما *‬
‫‪.‬اقترحت مجموعة من البرامج و الحصص التي يجب أن تؤخذ بعين االعتبار‬
‫‪:‬في العالم العربي‪ :‬لقد وضعت إستراتيجية عربية للمعلومات و التي تشير إلى توجه العرب للدخول مجتمع المعلومات حيث حددت عدة أهداف من بينها*‬
‫‪.‬الحفاظ على تدفق المعلومات من خالل بعض المبادرات ‪-‬‬
‫‪.‬ربط المجتمع العربي بشبكات اتصال و معلومات ‪-‬‬
‫(نشر الثقافة العربية عبر شبكات المعلومات الدولية )عبد الهادي‪،‬محمد فتحي‪.‬ص ص‪- 146،148‬‬
‫‪.‬خلق جيل جديد يستخدم و ينتج تطبيقات تكنولوجيا المعلومات ‪-‬‬
‫‪:‬دور المكتبات في مجتمع المعلومات ‪3-5‬‬

‫تؤدي المكتبات دورا مهما في بناء مجتمع المعلومات و دعمه و يظهر ذلك من خالل أنها تمثل نقطة الربط بين الباحث عن المعلومات و من هنا تأتي أهمية المكتبات و كمثال على ذلك‬
‫‪:‬المكتبة العامة التي تظم األهداف التالية‬
‫(قدرة الجميع إلى النفاذ إلى المعلومات و المعرفة باعتبارها مفتوحة للجميع بصرف النظر عن الجنس أو المستوى‪ ).‬اليافي‪،‬شادن‪،.2001‬ص‪- 40.‬‬
‫‪.‬تؤدي دورا أساسيا في التعلم و التعليم بجميع مستوياته و ذلك من أجل اكتساب المهارات و المعارف الالزمة لفهم المجتمع ‪-‬‬

‫‪.‬هي المركز التعليمي الذاتي لجميع األفراد مدى الحياة باعتبارها مفتوحة للجميع ‪-‬‬

‫‪.‬تلعب دور في أمن المعلومات و حماية الملكية الفكرية و هي ال تسمح بانتهاك الحقوق الشخصية الخاصة بأفراد المجتمع ‪-‬‬

‫‪.‬تشجع على الحوار بين الثقافات و تأكد على تنوعه من خالل فهم و إدراك مختلف المعتقدات ‪-‬‬

‫‪.‬تعمل على إتاحة المعلومات بجميع أشكالها لجميع المواطنين ‪-‬‬

‫‪.‬مركز وصول عام يحتوي على منافذ وصول عامة للمواطنين ‪-‬‬

‫]‪[/right‬‬
‫‪:‬الخاتمة]‪[center‬‬

‫]‪[/center‬‬

‫انطالقا مما تقدم ولكي يكون وطننا العربي ضمن أسرة مجتمع المعلومات ولغرض مواكبة التقدم في مجال المعلومات واللحاق بركب الدول التي حققت قفزات كبرى في هذا المجال‬
‫ينبغي إعطاء أهمية أكبر للوعي بقيمة المعلومات واالهتمام بإدخال تقنيات المعلومات في مؤسساتنا ومراكزنا العلمية والبحثية ‪ .‬على اعتبارها بأنها تمثل أهم عناصر اإلنتاج في الوقت‬
‫الحاضر‪،‬وال بد من إدراك الفوائد التي يترتب عليها استخدام تقنيات المعلومات واالتصاالت ‪.‬إذ يتمثل االستخدام األمثل للمعلومات عبر شبكة ونظم المعلومات الحديثة والمتطورة إلى‬
‫‪.‬تخفيضات كبيرة في كلفة العديد من الخدمات التي تقدمها إليهم في مختلف المجاالت التعليمية و الصحية والثقافية والرعاية االجتماعية وغيرها‬

‫المراجع]‪[center‬‬ ‫‪:‬قائمة‬

‫]‪[/center‬‬

‫‪.‬قاسم‪،‬حشمت‪:‬علم المعلومات بين النظرية و التطبيق ‪،‬دار غربي للطباعة‪.‬القاهرة‪،‬د ت*‪1‬‬


‫‪.‬هيل‪،‬مايكل‪:‬أثر المعلومات في المجتمع ‪:‬دراسة لطبيعتها وقيمتها و استعمالها ‪،‬مركز اإلمارات للدراسات و البحوث‪.‬أبو ظبي ‪2*2004،‬‬
‫عبد الهادي‪،‬محمد فتحي‪ :‬مجتمع المعلومات بين النظرية و التطبيق ‪،‬الدار المصرية اللبنانية‪.‬القاهرة‪3*2007 ،‬‬
‫اليافي‪،‬شادن‪:‬اإلنسان و المعرفة في عصر المعلومات ‪،‬دارالعبيكان‪.‬الرياض‪4*2001،‬‬
‫العولمة ومجتمع المعلومات‬
‫‪ -1‬العولمة و المعلوماتية‬
‫هناك من ال يرى في العولمة أي جديد ‪ ،‬وهناك من‬
‫يراها ظاهرة إنسانية جديدة تماما لم تعهد البشرية مثيالتها من قبل ‪ ،‬فهي بذلك تكون‬
‫إيديولوجية تطرح حدودا أخرى غير مرئية ترسمها الشبكات العالمية بقصد الهيمنة على‬
‫السوق واألذواق والفكر والسلوك أطلق عليها أنها رأسمالية تكنولوجية معلوماتية ‪ .‬ومن‬
‫منظور معلوماتي فإن العولمة يمكن أن ترى من خالل ثنائية الوجود الزمن ‪ /‬المكان ‪ ،‬في‬
‫البداية كانت العولمة على خط غرينتش واليوم العولمة تمتد على طول تكنولوجيا‬
‫اإلتصاالت والشبكات المختلفة للمعلومات واأللياف الضوئية لتدخل المكان في إطار‬
‫العولمة ‪ ،‬لتصبح العولمة المعلوماتية أحداثا تنتشر في إطار زمان محدد لتنتشر عبر مكان‬
‫معين دون األخذ في عين االعتبار الفوارق المكانية والحدود الجغرافية (‪ )23‬بحيث تبدو‬
‫العولمة المعلوماتية في المحرك األساسي ‪ :‬االبتكار التكنولوجي في مجال تكنولوجيات‬
‫المعلومات ‪ .‬وعلى الرغم أن العولمة أخذت شكال إقتصاديا في بداية ظهورها إلى أن‬
‫التطورات التكنولوجية العالمية قد نحت بها إلى طرح قضية العولمة في أنساق أخرى‬
‫كالمعلوماتية والتجارة اإللكترونية ‪ ،‬بحيث صار بوسع المستفيدين الحصول على‬
‫المعلومات من أي مكان في العالم عبر إستثمار تكنولوجيا االتصال الحديثة من خالل شبكة‬
‫األنترنت والتي أصبحت تمثل نموذجا عالميا مثاليا للعولمة المعلوماتية يتاح لألفراد‬
‫التواصل دون أي عوائق بينهم مما يسمح بالتداول الحر للمعلومات ومن هنا تبدأ األهمية‬
‫ولذا يمكن القول أن العولمة المعلوماتية هي ذلك‬ ‫الحقيقية للعولمة المعلوماتية ‪.‬‬
‫الشكل من أشكال التواصل اإلنساني عن طريق توظيف تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‬
‫إن العولمة المعلوماتية تعتبر إحدى أهم النقاط‬ ‫في إلغاء حدود الزمن والمكان ‪.‬‬
‫السلبية التي تنجر عن االنخراط في ركب مجتمعات المعلومات ‪ ،‬وذلك لسبب بسيط هو أن‬
‫حرية الولوج التي ينادي بها هذا المجتمع قد تتحول إلى جانب غاية في السلبية في حالة‬
‫ما إذا جلب المد المعلوماتي فيما جلب معه عولمة معلوماتية تقود جوانب الحياة وتعو لم‬
‫أنماط التفكير مع المعلومات ‪ ،‬بل وتفرض تحديات جديدة على األخصائيين في ميدان‬
‫المعلومات ‪ -2 .‬أبعاد العولمة على الجانب المعلوماتي ‪ :‬للعولمة المعلوماتية أبعاد متعددة‬
‫وأهمها على اإلطالق ما ارتبط بالجانب المعلوماتي في حد ذاته ‪ ،‬ولربما يطرح السؤال‬
‫حول العالقة بين العولمة وأبعادها المعلوماتية المختلفة والتي تتجلى كشكل أساسي في‬
‫الفجوة المعلوماتية ‪ ،‬هذه األخيرة التي تعتبر من بين أهم إفرازات ثورة التكنولوجيا‬
‫والتعدد الرقمي ‪ ،‬والسر هنا يكمن في أن الطريق إلى تحقيق العولمة البد أن يمر من باب‬
‫اسمه المعلومات ‪ ،‬والدول الغربية ومن أجل ضمان رعاية مصالحها ‪ ،‬ستكون مجبرة على‬
‫الحفاظ على الوضع الحالي والمتردي للدول النامية وإبقاؤه على ما هو عليه لعقود أخرى‬
‫إلى األمام ‪ ،‬بحيث تحافظ على موقعها الريادي واالستراتيجي في العالم الحديث ‪ ،‬والفجوة‬
‫الرقمية هي الحل …*الفجوة الرقمية ‪ :‬الفجوة المعلوماتية هي ذلك الفاصل الذي يقف بين‬
‫دول العالم المتقدم ودول العالم المتخلف في مجاالت متنوعة أهمها المجال المعلوماتي ‪،‬‬
‫ويمكن القول أن الفجوة الرقمية تعد إحدى أهم المشكالت التي يعاني منها عالمنا المعاصر‬
‫ليس فقط ألن قضية التطوير والتنمية المعلوماتية تعتبر األكثر أهمية لدول العالم ‪ ،‬بل ألن‬
‫هذه الفجوة تتسع يوما بعد يوم ‪ ،‬ويصبح المشكل أكثر تعقيدا إذا تذكرنا أن الدول المتخلفة‬
‫اليوم هي التي دخلت عالم الثورة الصناعية متأخرة ( وكثير منها لم يدخلها بعد ) ‪،‬‬
‫والدول المتخلفة غدا هي بالتأكيد تلك التي ستدخل الثورة المعلوماتية متأخرة مرة‬
‫أخرى ‪،‬وتزداد القضية جدال كلما تم ربطها أكثر بظاهرة العولمة التي تعتبر أحد أهم‬
‫العناصر التي تزيد من حدة الوضع بفرضها ألنماط اقتصادية وثقافية تساهم بدل االرتفاع‬
‫بالدول النامية إلى االنخفاض بها ‪،‬فالعولمة تكرس فقط للقوى االقتصادية الكبرى التي‬
‫يمكنها أن تستفيد من مزايا االنفتاح العالمي ألغراض التطوير العلمي واالقتصادي أما‬
‫الكيانات الصغيرة األخرى فمصيرها سيكون بالتأكيد التخلف عن سير مجتمعات المعلومات‬
‫‪ ،‬وقد حذرت اليوم منظمة األغذية والزراعة ” فاو ” من أن ثورة المعلومات قد أهملت‬
‫تماما نحو مليار شخص ‪ ،‬األمر الذي أدى إلى خلق فجوة رقمية تعوق عملية التنمية ‪.‬‬
‫وذكرت المنظمة أن هناك ما يقدر بمليار شخص لم يستفيدوا من التحول في نظم‬
‫المعلومات العالمية واستنادا إلى مدير المكتبة والنظم التوثيقية لدى المنظمة أنطون‬
‫مانغستل ‪ ،‬فهناك ” فجوة رقمية ريفية ينبغي معالجتها ” ‪* )24( .‬العولمة المعلوماتية‬
‫واألمية المعلوماتية ‪ :‬يعتبر مصطلح األمية من المصطلحات الرحبة الفضفاضة ‪ ،‬فليست‬
‫األمية هي فقط عدم القدرة القرائية أو الكتابية بل هناك العديد من القراءات التي توضح‬
‫هذا المفهوم ‪ .‬ففي ظل هذه الطفرة المعلوماتية التي تحيط بالكيان المعرفي ‪ ،‬قد نشأت‬
‫والتي توضح عدم قدرة بعض ) ‪ ( computer illiteracy‬األمية الحاسوبية‬
‫‪ ( information‬المتعلمين على التعامل مع الحاسب ‪ ،‬كما أن هناك األمية المعلوماتية‬
‫والتي تشير بشكل أو بأخر إلى عدم قدرة المتعلمين أو حتى مستخدمي ) ‪illiteracy‬‬
‫الحاسب اآللي عن الوصول إلى معلوماتهم أو حتى التعامل مع مصادر المعلومات في ظل‬
‫عمل المعلومات المعقد ‪ ،‬وهذان المفهومان متناوبان بالتداخل ‪ ،‬واألمية المعلوماتية هي‬
‫مشكلة معاصرة عانت وتعاني منها مختلف دول العالم ‪ ،‬ولكنها أكثر انتشارا في الدول‬
‫النامية ‪ ،‬ومنها أقطارها العربية وهي ظاهرة جديدة وخطيرة ‪ ،‬ظهرت نتيجة لثورة‬
‫المعلومات وما رافقها من ظهور مستمر لتكنولوجيات متعددة األوجه والمسميات ‪ .‬والبد‬
‫من االعتراف أن العديد من الدول النامية كانت وال تزال ‪ ،‬وإلى حد ما ‪ ،‬هي نفسها السبب‬
‫في التخلف عن ركب الدول المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا ‪ .‬واألمية التكنولوجية تعني ‪،‬‬
‫مثلما تعني األنواع األخرى من األمية ‪ ،‬جهل عدد غير قليل من أفراد وشرائح المجتمع‬
‫بالتطورات التكنولوجية الحديثة وعدم معرفتهم التعامل معها واستخدامها ‪ ،‬وفي مقدمة‬
‫ذلك الحواسيب اإللكترونية ‪ .‬واألمية المعلوماتية تعتبر واحدة من أدق األبعاد الخفية‬
‫للعولمة المعلوماتية ‪ ،‬هذه األخيرة التي ليست كما يعتقد الكثيرون عملية تعميم‬
‫المعلومات تحمل صبغة أخرى غير تلك التي تظهر بها ‪ ،‬فهي أيضا تعمل على ترسيخ‬
‫األمية المعلوماتية في الدول النامية ‪ ،‬وقد سبق القول أن الهدف الحقيقي من إشاعة‬
‫قوانين حقوق التأليف ليس هو صيانة الحقوق بقدر ما هو عملية تعميم لألمية المعلوماتية‬
‫في الدول النامية التي تعجز عن دفع المستحقات الضخمة التي تنتج عن حقوق التأليف ‪،‬‬
‫والتي ليس بوسعها إن هي التزمت بهذه الحقوق إال أن تنتظر زوالها بالتقادم ‪ ،‬وعندها‬
‫سيكون األوان قد فات على استخدام التكنولوجيات الموعودة بل سيكون الغرب ليس فقط‬
‫قد خطى بل قفز عقودا إلى األمام ‪ -3 )25( .‬تحديات العولمة وأخصائي المكتبات‬
‫والمعلومات ‪ :‬إن التحديات التي تفرضها العولمة اليوم على اختصاص المكتبات بشكل عام‬
‫والمختصين فيه بشكل خاص أصبحت من األمور المهمة التي يجري تداولها في الساحة‬
‫العلمية والمعلوماتية ‪،‬كون أن ظاهرة العولمة وسرعة التحول التي أتت بها والتي أدت‬
‫إلى ازدياد استغالل وسائل مختلفة لصالح هذه األخيرة قد أدى إلى إحداث ضغط كبير على‬
‫أخصائي المكتبات والمعلومات الرتباطهم بالمجال المعلوماتي والمجاالت األخرى األكثر‬
‫صلة واألشد ارتباطا والتي تؤكد حتمية التطوير والتدريب الذاتي لالستعداد لتحمل التبعات‬
‫الكثيرة التي ستلقى على عاتقهم ‪* .‬تحدي اإلنترنت ‪:‬يسيطر العالم األنجلوساكسوني على‬
‫نسبة كبيرة جدا من نشاط شبكة اإلنترنت إذ يقدر بأن ‪ % 78‬من المواقع على الشبكة هي‬
‫باللغة اإلنجليزية ‪ ،‬بينما تشكل مواقع التجارة اإللكترونية باللغة اإلنجليزية ‪.‬على اإلنترنت‬
‫نسبة ‪ %96‬من مجموع مواقع التجار اإللكترونية ‪ .‬وفوق كل ذلك فإن ما يقرب من‬
‫‪ % 70‬من مجموع المواقع القائمة على الشبكة إنما هي مواقع وضعت في الواليات‬
‫المتحدة ‪ ،‬وللفجوة الرقمية مظهران أو مستويان مختلفان ‪ ،‬فهي تفصل أوال بين من‬
‫يملكون إمكانيات االتصال بهذه الوسائل والتقنيات داخل المجتمعات الغربية نفسها ( بين‬
‫البيض والسود ) ‪ .‬وبين األغنياء المتعلمين والفقراء الجاهلين في تلك المجتمعات ‪،‬‬
‫وهناك فجوة أخرى تفصل بين الدول واألمم ( كالهوة الفاصلة بين أوروبا وأفريقيا مثال )‬
‫ومن العوامل الرئيسية التي تؤثر على وجود وتفاقم هذه الهوة الرقمية بكل أشكالها‬
‫ومستوياتها عدم وجود بنى تحتية مناسبة ألغراض االتصال بالشبكة في الكثير من بلدان‬
‫العالم الثالث ‪ .‬كما أن غياب أو ضعف هذه البنى يؤدي إلى ارتفاع أسعار خدمات‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬بحيث يصبح هذا االرتفاع عامال معوقا بدوره فمثال تتجاوز تكاليف االرتباط‬
‫بشبكة األنترنت في بعض دول أفريقيا مستوى الدخل الشهري لشريحة واسعة من سكان‬
‫تلك البلدان ؟ وبالتالي فمن غير الممكن توقع انتشار استخدام الشبكة بشكل معقول هناك ‪.‬‬
‫(‪ *)26‬تحدي الثورة التكنولوجية والتكوين المستمر ‪ :‬إن العنصر البشري يعتبر حجر‬
‫الزاوية في عمليات البناء والتشييد في شتى الميادين ‪ ،‬ومن البديهي جدا أن يكون عنصرا‬
‫هاما ومؤثرا وفعاال في كافة التحوالت التي يشهدها مجتمع اليوم ‪،‬وفي مقدمته مجتمع‬
‫المعلومات ‪ ،‬وهو ما ينطبق بصفة خاصة جدا على المكتبيين وأخصائي المعلومات في ظل‬
‫التطورات الحديثة وما أفرزته من تطورات جديدة ‪ ،‬بحيث تبرز كفاءة المتخصص في‬
‫قدرته على االستجابة السريعة الحتياجات عصره ‪،‬واحتياجات المتكونين على حد سواء ‪.‬‬
‫(‪ )27‬إن حجم المعرفة العلمية قد تضاعف مئات المرات عما كان عليه في السابق ‪ .‬أمام‬
‫هذا الكم الهائل من المعلومات والمعرفة اإلنسانية العلمية التي تزداد تخصصاتها واللغات‬
‫التي تنشر بها أصبح عليه أن يقوم بها بوظيفة جهاز المعلومات الذي ينتقي من هذا‬
‫الفيض ما يخدم احتياجات المستفيدين ‪ .‬فالتأهيل المستمر في ظل العولمة أمر ضروري‬
‫لجميع العاملين في قطاع المكتبات في ظل التطور في التقنيات والمعارف بسرعة ‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي يحتاج إلى جهد فردي متواصل واستعداد ذهني ‪ ،‬وأخصائي المكتبات‬
‫والمعلومات عليه أن يتذكر دائما أن تعليمه المهني ال يتوقف بمجرد حصوله على المؤهل‬
‫ولكنه يبدأ بعده ‪ ،‬وإذا كانت هذه الحقيقة تنطبق على كل التخصصات إال أنها تنطبق‬
‫بدرجة عالية على أخصائي المكتبات الذين يخدمون في األغلب كل التخصصات األخرى ‪،‬‬
‫فالتدريب هو مخزن أسلحة علمية في أيدي المكتبي توجهه نحو طرق عمل منهجي ‪ ،‬إن‬
‫انعدام التدريب هو ثغرة غير مسموح بها إطالقا ألن عواقبه ستكون وخيمة جدا إذ أن قوة‬
‫األدوات المعلوماتية والتكوينية تتحقق في قدرتها على التحكم الثقافي باألخر ‪-4 .‬‬
‫تتنوع مواقف جمعيات المكتبات بحسب‬ ‫جمعيات المكتبات ومواقفها من العولمة‪:‬‬
‫درجة وضوح أهدافها نحو العولمة وعلى مدى اندراجها في التيار الرأسمالي ‪،‬ولكنها‬
‫مهما اختلفت إال أنها تجتمع جمعيا على التوجه نحو الحفاظ على قطاع المكتبات قطاعا‬
‫عاما تابعا للدولة وعدم عرضه للخوصصة ‪ ،‬كون أن هدا األمر سيؤدي بالمكتبات في‬
‫القطاع العام إلى منافسة لن تستطيع في األغلب مجاراتها‪،‬كما سيقودها إلى مستلزمات‬
‫اقتصادية كدفع الضرائب وغير ذلك وهو ما سيهدد الدور الحالي للمكتبات‬
‫والمعلومات‪ -1-4 :‬الجمعية األمريكية للمكتبات‪:‬لم تخرج الجمعية األمريكية للمكتبات في‬
‫الواليات المتحدة نحو العولمة عن الموقف العام لإلفال وصرحت في بيانها الختامي عقب‬
‫قمة سياتل أن الموقف الواضح لإلفال وباقي الجمعيات العالمية والمحلية األخرى يعزز‬
‫موقفها بالرفض المطلق لمنح القطاع الخاص الحرية في االستثمار في ميدان المكتبات ‪،‬‬
‫على الرغم من موقعها داخل الو م أ ‪ ،‬فهي تعتبر أن الموقف العام ألي جمعية مكتبات في‬
‫العالم إزاء اإلتفاقيات التي من شأنها تعزيز دور القطاع العام في مجال المكتبات يجب أن‬
‫ال يخرج عن موقف اإلفال الرافض لعولمة المكتبات مع ضرورة عولمة المعلومات أي‬
‫السماح بالتدفق الحر لها ‪ -2-4 )28( .‬الجمعية البريطانية للمكتبات ‪:‬أعلنت هده الجمعية‬
‫كغيرها من الجمعيات تحت عنوان ‪ :‬تخيل العالم بدون مكتبات مخاوفها من ما يمكن‬
‫اعتباره انعكاسات سلبية لتوسيع اتفاقية التجارة الحرة العالمية على قطاع المكتبات بحيث‬
‫تصبح السيادة األولى واألخيرة للمعلومات هي لمن يدفع أكثر وتصبح المعلومة بذلك رهنا‬
‫لعمليات التجارة والبيع والشراء وتصبح المعلومة الثقافية رهنا لشركات متعددة الجنسيات‬
‫ال تخضع لضوابط أخالقية ما دام التحرر من أي عقيدة ثقافية أو سياسية هو أول ميزانها‬
‫والسمة األساسية التي يتركز عليها بناءها ‪ -3-4 )29( .‬الجمعية الكندية للمكتبات‪:‬أعلنت‬
‫الجمعية الكندية للمكتبات في أكثر من مناسبة تضامنها مع بقية جمعيات مكتبات العالم‬
‫في الرد على إتفاقيات منظمة التجارة العالمية بالرفض القاطع ‪ ،‬وأعلنت من خالل بيانها‬
‫سنة ‪ 1999‬على أن المكتبات مؤسسات اجتماعية مكرسة لتقديم مجال واسع من‬
‫المعلومات واألفكار العامة بغض النظر عن الفوارق اإلجتماعية والعرقية ‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي يتوافق تماما مع بيان اليونسكو للمكتبات العامة وبيات اإلفال حول التجارة الحرة ‪( .‬‬
‫‪ -5 )30‬البيان الصادر عن اإلتحاد الدولي للمكتبات والمعلومات حول العولمة وموقف‬
‫‪ :‬اإلفال منه‬
‫بعد التطور الملحوظ في سلسلة مناقشات إتفاقيات الغات رأت المكتبات ومراكز‬
‫المعلومات مجسدة في اإلتحاد الدولي للمكتبات والمعلومات أن الوقت حان لمناقشة‬
‫األخطار التوسعية لالتفاقيات الدولية والتي تهدد الدور الحقيقي للمكتبات ومراكز‬
‫‪ :the ifla position on WTO‬المعلومات وصدر بذلك بيان اإلفال بعنوان‬
‫‪nagotiations .‬‬
‫وتبدأ باإلشارة إلى إجتماع منظمة التجارة العالمية والدي عقد في سياتل سنة‪1999‬‬
‫وأهميته تنبع من األهمية التي تواجه بها مصير المكتبات ومراكز المعلومات ‪ ،‬من أجل‬
‫المحافظة على حق الوصول إلى المعلومات ‪،‬وذلك من خلفية أن اتفاقيات التجارة الحرة‬
‫ستؤدي إلى األضرار بمصالح المكتبات المتمثلة في حق الوصول المجاني للمعلومات‬
‫بسيطرة القطاع الخاص عليها والذي يعتمد على مبدأ الربحية قبل كل شيء وهو األمر‬
‫الذي سيؤدي إلى تقليص دور المكتبة في الحياة العامة أكثر ما هو عليه اآلن خاصة في‬
‫الدول النامية والدول العربية التي تعرف فيها انخفاضا فيها نسبة المقروئية انخفاضا عاليا‬
‫‪· .:‬وبذلك يمكن تحديد موقف اإلفال من عولمة المكتبات (‪)31‬‬
‫دعم المعارضة العالمية ألهداف منظمة التجارة العالمية التي ليست فقط تهدد القطاع‬
‫العام في العالم ولكن تؤدي إلى إلغاء وجوده نهائيا من الحياة االقتصادية والسياسية ومن‬
‫ثمة فصل سلطة الدولة حتى عن المكتبات ومراكز المعلومات ‪ ،‬هده األخيرة التي تعتمد‬
‫سياستها الحالية على الدعم الحكومي خاصة فيما يتعلق بمجانية الخدمات المقدمة في‬
‫‪ .‬غالبها وحرية الولوج إلى المعلومات‬
‫رفض خوصصة المكتبات ألن هدا القطاع يتميز بأنه غير تجاري ‪ ،‬وخصصته ستؤدي *‬
‫‪ .‬إلى فصله عن القطاع الثقافي الذي ينتمي أصال إليه‬
‫السعي للتواصل مع المنظمات الثقافية المحلية عبر العالم سواء تعلق األمر بتلك *‬
‫الناشطة في مجال الثقافة أو مجال المكتبات من أجل خلق نوع من التحالفات اإلستراتجية‬
‫‪ .‬للتصدي لمحاوالت الخصخصة التي تنادي بها التجارة الحرة والعولمة بقيادة الو م أ‬
‫تعترض اإلفال على أي نوع من أنواع العراقيل التي يمكن أن تتسبب في حجب حرية *‬
‫تنقل المعلومات المنتجة في إطار قانوني سواء كانت المطبوعة أو اإللكترونية ‪ .‬وخالصة‬
‫توجه اإلفال نحو العولمة متجسدة في إتفاقيات تحرير التجارة العالمية الغات أن هده‬
‫العولمة التي تنادي بتوحيد المضامين الثقافية في العالم مرفوضة شكال ومضمونا خاصة‬
‫إدا تضمنت أي توسع في إتفاقيات الغات التي تتضمن حماية المنتجات الثقافية المحلية‬
‫التي تعتبر األساس في بناء الوجود الفعلي لكيان المكتبات ومراكز المعلومات ‪ -5.‬آراء‬
‫المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات حول العولمة ‪ :‬إن آراء المتخصصين في‬
‫المكتبات والمعلومات كما سيبدو فيما بعد لم تخرج كثيرا عن أطر آراء غير المتخصصين‬
‫ربما بحكم التخصص في المجال والرغبة في تطوير التخصص الذي ما زال في الدول‬
‫العربية يعاني الكثير جراء غياب الوعي والمصادر وهذه آراء بعض المتخصصين في مجا‬
‫المكتبات والمعلومات‪·:‬يرى الدكتور أحمد بدر أن األهمية الفعلية لمهنة المكتبات‬
‫والمعلومات في ظل العولمة إنما تبدأ من حجم اإلهتمام العالمي بالمعلومات وإطالق‬
‫ومصطلح ‪ world libraianship‬مبادرات ومصطلحات من قبيل المكتبات العالمية‬
‫التي تشير إلى الدور العالمي للمكتبات ‪ libraianship global‬المكتبات الكونية‬
‫والمهنيين في مجالها على حد سواء وكل هذا بالتأكيد إنما تجلى في العولمة ‪·.‬ترى د‪.‬‬
‫ناريمان متولي أن العولمة كاتجاه عالمي في تكوين وتعليم علوم المكتبات والمعلومات ال‬
‫يتجاوز كونه إحدى عناصر التطور العلمي والعالمي المنطقي بحيث يجب إعتبار العولمة‬
‫‪ .‬المعلوماتية مجرد تطور وتحصيل حاصل على المكتبات والمعلومات‬
‫·ي~~رى د‪ .‬طاش~~كندي أن اله~~دف األساس~~ي ال~~ذي يهم أمن~~اء المكتب~~ات والمعلوم~~ات‬
‫والمتخصصين في المجال هو ليس العولمة االقتص~~ادية أو الثقافي~~ة أو السياس~~ية ب~~ل‬
‫هو أدوات المعلومات وشبكة اإلنترنت وتقنية المعلومات ووسائل االتصال ‪.‬‬
‫فكل هذه اآلراء ال تتجاوز نقطة أن العولمة إنما هي باألساس تتركز على أدوات العولمة‬
‫المعلوماتية واالتصالية والمكتبات ال بد في هذه الحالة أن تقوم بدور اإليجابي على‬
‫المستوى الساحة العالمية وتستمد بذلك دورها من أهمية المعلومات في حد ذاتها في‬
‫إرساء قواعد المعرفة ومجتمع المعلومات ‪ .‬ولكن السؤال الذي ال يمكن أن التغاضي عنه‬
‫كذلك هو على أي مدى يمكن للمكتبات ومراكز المعلومات أن تنخرط في سير العولمة‬
‫االقتصادية والثقافية بالضبط ‪ ،‬هل يمكن إطالق حرية الخوصصة للمكتبات وتسليم التراث‬
‫الثقافي الذي تختزنه هذه األخيرة إلى أيدي أجنبية يمكن أن تعبث به ‪،‬ما دام المدخل‬
‫الثقافي الخلفي للعولمة يمكن أن يكون المكتبات لتحقيق ربما ما تعجز عنه الوسائل‬
‫األخرى ‪ ،‬أم أن حسم قضية كل شيء أو الشيء بالنسبة للمكتبات والمعلومات يجعل من‬
‫قضية التنازل أمرا ال مفر منه ؟إن المتتبع لهذا العرض سيالحظ دون شك أن للعولمة‬
‫ومجتمعات المعلومات خصائص ال يمكن تجاهلها ‪ ،‬ولالثنين سلبيات وإيجابيات ‪ ،‬ولهما‬
‫من األثر المشترك في حياة ومصير الماليين من البشر ما يقرر ويؤكد أهميتها في‬
‫صياغتها المستقبل ‪ ،‬إما الزدهار أو الندثار مجتمعات العالم الحديثة ‪ ،‬وألن هذا الترابط‬
‫فيما بين هذين االثنين كان هو السمة المميزة لهذا العرض فقد كان من الضروري معرفة‬
‫مدى التكامل والتنافر بينهما ‪ ،‬ومعرفة أي األبعاد المؤثرة في مجتمعات المعلومات من‬
‫تداعيات العولمة هي األكثر تأثيرا في مجتمعات المعلومات ‪ .‬والعولمة بنظر أخصائي‬
‫المكتبات والمعلومات هي انتصار حقيقي للقيم األمريكية ولذا فالترقب هو الوسيلة األفضل‬
‫لإلفادة من العولمة بحيث أن الرفض المطلق أو القبول المطلق في الوضع الحالي كالهما‬
‫سيجر من الخسائر أكثر بكثير في حالة التقدم نحو العولمة من دون اإلدراك الحقيقي‬
‫‪ .‬ألبعادها ‪ ،‬وهو األمر الذي يحتاج إلى فترة زمنية كافية حتى تنجلي معالمه‬
‫ثبت المراجع ‪ – 23‬نبيل ‪ ،‬علي ‪ .‬الثقافة العربية وعصر المعلومات ‪ :‬رؤية لمستقبل‬
‫الخطاب الثقافي العربي ‪ .‬الكويت ‪ :‬عالم المعرفة ‪ . 2001،‬ص‪ -24 . 39 .‬بوطورة ‪،‬‬
‫أكرم ‪ .‬مجتمع المعلومات وتحديات العولمة ‪ :‬بين ثقافة التقييم وتقييم الثقافة ‪ :‬دراسة‬
‫ميدانية على أخصائي المكتبات والمعلومات بالشرق الجزائري ‪ .‬رسالة ماجستير ‪:‬‬
‫قسنطينة ‪ :‬علم المكتبات ‪.2006،‬ص‪ -25 . 190.‬بوطورة ‪ ،‬أكرم ‪ .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫ص‪ .‬ص‪ -26 . 196 – 195 .‬المرجع نفسه ‪ .‬ص‪ -27 . 197 .‬بودربان ‪ ،‬عز الدين ‪.‬‬
‫البحث الوثائقي في مجتمع المعلومات ‪ :‬دراسة ميدانية في المؤسسات التربوية الجزائرية‬
‫‪ ،‬قسنطينة نموذجا ‪ .‬أطروحة دكتوراه ‪ :‬قسم المكتبات ‪ :‬قسنطينة ‪ . 2005 ،‬ص ‪167 .‬‬
‫‪1. 168 –- Americana library association and the‬‬
‫‪globalization effects ( on line) . 20/2/2007 . disponible sur‬‬
‫‪web : http://www . library 4 all.net /library /coole/14=44-‬‬
‫بوطورة ‪ ،‬أكرم ‪ .‬المرجع السابق ‪.‬ص‪net /nation .openien.doc[1] 28- .‬‬
‫‪ -29 . 213‬الوجع نفسه ‪ .‬ص‪ -30 . 214 .‬شاهين ‪ ،‬شريف كامل ‪ .‬االتفاقية العامة‬
‫للتجارة في الخدمات وانعكساتها على المكتبات ‪ :‬ردود فعل عالمية وغموض في الموقف‬
‫العربي دراسة استكشافية آلراء المتخصصين العرب ‪ .‬وقائع المؤتمر العربي لإلتحاد‬
‫العربي للمكتبات والمعلومات ‪ :‬المكتبات العربية في مطلع األلفية الثالثة بنى وكفاءات‬
‫متطورة ‪ ،‬الشارقة ‪ 8 – 5‬نوفمبر ‪ . 2001‬ص‪ -31 . 412 – 410 .‬شاهين ‪ ،‬شريف‬
‫‪ .‬كامل ‪ .‬المرجع السابق ‪ .‬ص‪404 – 401 .‬‬

‫‪By youlem‬‬
‫‪2‬‬

‫أب ري ل ‪302007‬‬

‫مجتمع المعلومات‬
‫ألن المجتمعات ظلت على مدار الزمن في حركية دائمة ‪-‬‬ ‫مفهوم مجتمع المعلومات‬
‫‪ ،‬وألنها كانت تسعى دائما إلى التطوير والتحسين من مستوى الحياة والرقي إلى‬
‫األفضل ‪ ،‬فقد تمكنت وبفضل ما قدمته من تضحيات وأبحاث على مستويات عالية من‬
‫التحليل أن تصل إلى تحسينات جديدة ‪ ،‬كانت أهمها على اإلطالق ” مجتمع المعلومات”‬
‫وألنها ال تزال حديثة عن تطبيقات الفكر اإلنساني تطرح أسئلة كثيرة عن ماهيتها وكيفية‬
‫تطورها وخصائصها التي أهلتها ألن تصبح الهدف المنشود الذي تسعى إلى تحقيقه كل‬
‫دول العالم على إختالف توجهاتها ‪ ،‬والتي كثيرا ما تثار األسئلة حول مقوماتها وأهدافها ‪.‬‬
‫إن مجتمع المعلومات يعتبر وإلى حد كبير مفهوما جديدا لم تتبلور معالمه بعد في المفهوم‬
‫العالمي للباحثين في مختلف القارات ‪،‬وذلك ليس غريبا ألن مالمحه غير واضحة بالقدر‬
‫الكافي حتى بالنسبة للمواطنين العاديين الذين يتعاملون معه في حياتهم اليومية من خالل‬
‫بعض مظاهره كشبكة اإلنترنيت مثال ‪ ،‬بغير إدراك لألبعاد النظرية له وللنتائج العلمية‬
‫‪ .‬والسياسية والثقافية‬
‫وقد أدى النمو اإلقتصادي العالمي المتزايد ممزوجا بالتطور التكنولوجي إلى توظيف “‬
‫المعلومات كمحرك أساسي للتغير االجتماعي ‪،‬مما أدى إلى ظهور مصطلح ”مجتمع‬
‫المعلومات ” في بداية الثمانينات للداللة على المرحلة الجديدة التي تمتدد عبر تاريخ‬
‫البشرية ‪ ،‬وتتميز بأنها تعتمد أساسا على قاعدة متينة من المعلومات تشكل موردا أساسيا‬
‫القتصاديات ترتكز على هياكل قاعدية تكنولوجية ‪)14( ”.‬‬
‫عرف مجتمع المعلومات مسميات عديدة كالمجتمع مابعد الصناعي ومجتمع ما بعد‬
‫الحداثة ‪ ،‬المجتمع الرقمي ‪،‬المجتمع الشبكي ‪،‬المجتمع الالسلكي ‪ ،‬المجتمع الكوني ‪،‬‬
‫المجتمع المعلوماتي ‪ ،‬مجتمع الموئسات ‪ -1-1.‬التعريف الذي تبناه مؤتمر القمة العالمي‬
‫لمجتمع المعلومات جنيف ‪ ” : 2003‬مجتمع يستطيع كل فرد فيه إستحداث المعلومات‬
‫والمعارف والنفاذ إليها وإستخدامها وتقاسمها بحيث يمكن األفراد والمجتمعات والشعوب‬
‫من تسخير كامل إمكانياتهم في النهوض بتنميتهم المستدامة وفي تحسين نوعية حياتهم‬
‫‪ -2-1)15( .” .‬التعريف الذي تبناه تقرير التنمية اإلنسانية العربية ‪2003‬‬
‫المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع ”‬
‫مجاالت النشاط المجتمعي من اإلقتصاد والمجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة‬
‫وصوال لألرتقاء بالحالة اإلنسانية باطراد أي إقامة التنمية اإلنسانية ” ‪-3-1)16( .‬‬
‫التعريف الذي تبناه محمد فتحي عبد الهادي ‪ ”:‬المجتمع الذي يعتمد إعتمادا أساسيا على‬
‫المعلومات الوفيرة كمورد إستثماري وكسلعة إستراتجية وكخدمة وكمصدر للدخل القومي‬
‫وكمجال للقوى العاملة مستغال في ذلك كافة إمكانيات تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‬
‫وبما يبين إستخدام المعلومات بشكل واضح في كافة أوجه الحياة االقتصادية واإلجتماعية‬
‫والسياسية بغرض تحقيق التنمية والرفاهية ”‪)17( .‬إذن هو مجتمع جامع ومنصف‬
‫قوامه اإلنسان يتاح فيه لكل فرد حرية إنشاء المعلومات والمعرفة والنفاذ إليهما‬
‫واإلستفادة منهما وتقاسمهما ونشرهما لتمكين األفراد والمجتمعات والشعوب من تحسين‬
‫نوعية الحياة وتحقيق ذواتهم الكاملة ‪ ،‬وهي مجتمعات تؤسس على مبادئ العدالة‬
‫اإلجتماعية والسياسية واإلقتصادية وعلى المشاركة الكاملة للشعوب‬
‫رغم تعدد المسميات التي أطلقت على هذا المجتمع الحديث إال أن األساس الذي‬
‫تنطلق منه واحد ‪ ،‬والذي يرتكز على حرية تداول المعلومات دونما قيد أو شرط وتحقيق‬
‫التنمية الشاملة والمستدامة عن طريق اإلتاحة المباشرة لها ‪ -2 .‬األهمية المعرفية‬
‫لمجتمع المعلومات ‪ :‬يمكن القول أن أهمية هذا المجتمع تستمد قيمتها من قيمة مبدأ تداول‬
‫أن المعلومات تقوم على مبدأ‬ ‫المعلومات في حد ذاتها والتي تجمل في ‪· :‬‬
‫التراكمية والتجميع واإلستخدام فهي قابلة لإلستهالك غير قابلة للنفاذ ‪ ،‬بل وتتزايد‬
‫وتتضاعف بالمشاركة على عكس موارد الحياة األخرى كالطاقة‬
‫أن قيمة المعلومات تقوم على تنمية القدرات اإلنسانية إلى‬ ‫والغذاء ‪·.‬‬
‫أن سر وقع تكنولوجيا المعلومات أنها‬ ‫خيار أكثر القرارات فاعلية ‪· .‬‬
‫تقوم على تطوير النسق اإلجتماعي والتجديد من صياغة النسق ‪ .‬ويستمد مجتمع‬
‫المعلومات أهميته من حجم األهمية التي أفرزها عصره عصر المعلومات(‬
‫المزيد من المعلومات تؤدي على المزيد من اإلمكانيات‬ ‫‪·:)18‬‬
‫التسارع في الحصول على‬ ‫المعرفية وزيادة األعمال المعلوماتية ‪·.‬‬
‫المعلومات مما يتطلب المزيد من الكفاءة في أعمال التحري الدقيق ‪·.‬‬
‫المزيد من عمليات اإلتصال عبر المسافات الطويلة سواء تلك التي تتم على مستوى‬
‫جماعي أو من نقطة إلى نقطة ‪ -3‬خصائص مجتمع المعلومات حسب التقرير الدولي عن‬
‫المعلومات الذي أصدرته اليونسكو عن ‪: 97/1998‬إن اإلطار الذي ينطوي عليه مجتمع‬
‫المعلومات هو إطار معلوماتي قبل كل شيء ولكنه رغم ذلك يستند أيضا إلى مجموعة من‬
‫اإلعتبارات تمس بالدرجة األولى الحياة العامة ومختلف الزوايا األساسية فيها كالمنفعة‬
‫المعلوماتية من خالل إنشاء بنية تحتية للمعلومات تقوم على أساس الحواسب اآللية‬
‫ترتكز على شبكات المعلومات المحلية والعالمية وقواعد وبنوك المعلومات التي تصبح‬
‫بمثابة رمز للمجتمع ‪ .‬ويتميز مجتمع المعلومات حسب التقرير الدولي عن المعلومات‬
‫الذي أصدرته اليونسكو عن العام ‪ 97/1998‬بعدد من الخصائص والمالمح يوجزها‬
‫إسخدام المعلومات كمورد‬ ‫التقرير في ثالث خواص أساسية هي (‪.1 : )19‬‬
‫إقتصادي مهم ‪ ،‬وذلك على إعتبار إمكان اإلستفادة منها في اإلرتفاع بمستوى كفاءة‬
‫المنظمات والهيئات والمؤسسات المختلفة وتشجيع اإلبتكار وزيادة القدرة على التنافس‬
‫هي إنتشار إستخدام المعلومات بين أفراد‬ ‫من خالل تحسين نوعية اإلنتاج ‪.2.‬‬
‫الجمهور العام بحيث يمكنهم اإلعتماد عليها في أداء مختلف أوجه النشاط اليومي‬
‫واإلستعانة بها في تحديد إختباراتهم والتعرف بفضل هذه المعلومات على حقوقهم المدنية‬
‫فهي إمكان تطوير قطاع‬ ‫وإدراك حدود مسئولياتهم اإلجتماعية والسياسية ‪.3 .‬‬
‫معلوماتي داخل النسق اإلقتصادي تكون مهمته تقديم التسهيالت والخدمات المعلوماتية‬
‫لألفراد والمؤسسات وتطوير الصناعات المستخدمة في توفير المعلومات والحصول عليها‬
‫من خالل شبكات المعلومات العالمية ‪ -4 .‬مالمح مجتمعات المعلومات ‪:‬إن مجتمعات‬
‫المعلومات بخالف كل أنظمة المجتمعات التقليدية تتوفر على مالمح خاصة يمكن من‬
‫خاللها تقييم أداء هذه األخيرة إما باإليجاب أو بالسلب ‪ ،‬ويمكن القول هنا أن المالمح‬
‫األساسية لمجتمعات المعلومات تنطلق من عدة عناصر أساسية ‪ ،‬وهي على إختالفها‬
‫نوعان ‪ :‬اإليجابية والسلبية ‪ -1-4 .‬المالمح اإليجابية لمجتمعات المعلومات ‪:‬هي تلك‬
‫المالمح التي من خاللها يمكن لمجتمع ما أن يرتقي إلى درجة عالية من المعلوماتية وهي‬
‫الهدف المنشود من خالل اإلرتقاء بأي مجتمع إلى مجتمع المعلومات وهي عناصر مختلفة‬
‫إتاحة المعلومات ‪:‬‬ ‫يمكن تحديد خصائصها من خالل النقاط التالية ‪.1:‬‬
‫يوفر مجتمع المعلومات سوق عالمية للمعلومات يستطيع فيه‬ ‫السرعة ‪ /‬الدقة ‪·:‬‬
‫الناس من خالل التكنولوجيا المتضمنة في الحواسيب اآللية أن يقوموا بعملية التجارة في‬
‫المعلومات من خالل البيع والشراء والمشاركة في الوصول إليها ‪ ،‬مما يؤدي إلى التنوع‬
‫في إستخدام هذه المعلومات في مجاالت التجارة والصحة والتعليم واإلدارة واألنشطة‬
‫إن سرعة التطور في‬ ‫الحكومية وِيؤثر على األنشطة والمجتمع والتاريخ ‪·.‬‬
‫التكنولوجيات المعلومات واإلتصاالت في مجتمعات المعلومات من شأنها أن تتحدى العقل‬
‫اإلنساني لكي يفكر بطريقة أفضل وأسرع ولكي يصبح أكثر معرفة وفعالية‬
‫إن أقدر الناس على التخطيط والتعامل مع األشياء هو من يمتلك‬ ‫وإنتاجية ‪· .‬‬
‫المعلومات بشتى صورها وأشكالها ‪ ،‬فبقدر ما يحوزه األشخاص أو الدول من معلومات‬
‫بقدر ما يكونوا في مواقع أكثر قوة وأقدر على التصرف ‪ ،‬إن أي نشاط بشري نمارسه‬
‫سواء أكان صناعيا أم تجاريا أم غير ذلك يعتمد في أساسه على المعلومات ‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫ثورة التكنولوجيات‬ ‫التي يعتبر مجتمع المعلومات الراعي األول لها ‪.2.‬‬
‫تقدم شبكات عالمية وخاصة شبكة اإلنترنت إمكانية إبداع ثقافات‬ ‫والشبكات ‪· :‬‬
‫عالمية تسهم في عملية التواصل وإشاعة الديمقراطية والتواصل الحضاري عن طريق‬
‫المجتمعات اإلفتراضية التي تتصل مع بعضها البعض فقط من خالل حاسوب ومودم وخط‬
‫إتصال مع شبكة اإلنترنت ‪ ،‬مما سيسهم من دون شك في عملية تشاطر‬
‫تساعد مجتمعات المعلومات على تطوير الثورة‬ ‫المعرفة ‪· .‬‬
‫إن‬ ‫المعلوماتية الهامة والتي تتمثل في تطوير تكنولوجيا المعلومات ‪·.‬‬
‫تكنولوجيات المعلومات واإلتصاالت ستسرع من السيطرة على المعرفة ‪ ،‬ذلك أن الثروة‬
‫المعرفية الكونية من خالل هذه التكنولوجيات تحمل في طياتها الوعد بالقضاء على العزلة‬
‫في العالم بفضل توافر المعلومات وغزارتها ‪ ،‬ومن شأنها أن تجعل الدول النامية تحرق‬
‫المراحل المكلفة من عملية التنمية وتركز مشكالت العقل اإلنساني لحل المشكالت‬
‫تقضي التكنولوجيا التي توفرها مجتمعات المعلومات إلى‬ ‫الحادة ‪·.‬‬
‫القضاء على عنصري الزمن والمكان مما يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في مستويات‬
‫التغيير اإلجتماعي واإلرتقاء نحو األفضل في مستويات المعيشة والوعي الحضاري‬
‫المالمح السلبية لمجتمعات المعلومات ‪:‬رغم كل الصورة المشرقة‬ ‫والثقافي ‪-2-4.‬‬
‫التي تعد بها مجتمعات المعلومات لمستقبل أفضل ‪ ،‬إال أن الواقع يرسم مالمح أخرى‬
‫مغايرة لما يتم الترويج له ‪ ،‬وال يفهم من هذا أننا قد نرفض هذا المجتمع ‪ ،‬بل نركز على‬
‫أنه البد من السعي إلى تجاوز سلبياته المركزة في نقطتين أساسيتين ‪ -1 .‬المشكالت‬
‫األخالقية ‪:‬تطرح التكنولوجيا الحديثة العديد من المشكالت األخالقية متجسدة في ‪·:‬إنتهاك‬
‫الخصوصية الفردية عن طريق التجسس والقرصنة وعمليات كالنصب واإلحتيال والتزوير‬
‫باإلضافة إلى التخريب العمدي للشبكات ‪·.‬إشكالية إنحسار القيم األخالقية أمام المد‬
‫المعلوماتي الهائل ‪ ،‬وبذلك تتحول إنصهار العالم في بوتقة واحدة إلى أكبر معضلة تواجه‬
‫دول العالم ليس الثالث فقط ولكن كل المجتمعات التي ال تزال محافظة على ثقافتها المحلية‬
‫والتي يؤدي التشارك المعرفي إلى إختراقها بطريقة هي األقرب إلى اإلنتهاك منها إلى‬
‫اإلستهالك ‪ ،‬خاصة مع اإلنتشار الواسع للمواقع اإلباحية وظواهر أخرى أكثر خطورة‬
‫كممارسة الدعارة عبر الشبكة والترويج لمواد أخرى ممنوعة ‪ -2 .‬المشكالت‬
‫القانونية ‪ :‬إن من أهم مبادئ مجتمعات المعلومات صيانة الحق في اإلبتكار ‪ ،‬أي حماية‬
‫الملكية الفكرية وما يتصل بها ‪ ،‬وهذا ما يتجلى في كل اإلتفاقات الدولية التي توقع تحت‬
‫طائلة منظمة التجارة العالمية أو شروط صندوق النقد الدولي أو إتفاقيات الشراكة‬
‫المختلفة ‪ ،‬وعلى الرغم أن الصورة العامة قد ترسم مستقبال مشرقا حول حماية حقوق‬
‫الملكية الفكرية ‪ ،‬إال أن الهدف الحقيقي للترويج لقوانين الحماية ليس هو صيانة هذا‬
‫الحق المشروع بقدر ما هو عملية تقنين ومنع إلنتشار التكنولوجيا ووصولها إلى دول‬
‫العالم الثالث ‪ ،‬التي ستضطرها القوانين المتشددة في هذا اإلطار إما إلى اإلمتناع عن‬
‫إستيراد هذه التكنولوجيا على اإلطالق والبقاء متخلفة إلى األبد ‪ ،‬أو اللجوء إلى إستيرادها‬
‫مع تحمل التكلفة العالية التي ستضطر إلى دفعها نظير إستغالل براءات اإلختراع وحقوق‬
‫التأليف والملكية الفكرية ‪ ،‬أو اإلعتماد على الحل الثاني واألخير وهو اللجوء إلى‬
‫القرصنة ‪ ،‬مما يطرح مشكالت جسمية للمنتجين والمستهلكين للتكنولوجيا على حد‬
‫سواء ‪ .‬ومن الواضح أن تطبيق القوانين ال يتعدى الدولة التي صكتها ‪ ،‬وفي نهاية‬
‫األمر ‪ ،‬يحتاج تنفيذ القانون إلى جانب القوة التي توفر له الحماية والشرعية ‪ ،‬ويرى عدد‬
‫أنه ما من فرص لبقاء حق المؤلف في البيئة المتشابكة ‪ Barlow ،‬من الخبراء أمثال‬
‫فرغم إنتشار عمليات اإلنتحال والقرصنة في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬إال أن القضايا إنتحال‬
‫حق التأليف المنظورة أمام المحاكم ال تزال قليلة خاصة معظم المشكالت التطبيقية‬
‫مرتبطة بالتحكم في مصادر اإلنترنت ‪ .‬وتطرق المشرع الجزائري في إطار تحضيير‬
‫الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة إلى ‪ :‬مجال اإليداع القانوني بموجب المرسوم‬
‫‪ 93/10‬الملكية الفكرية بموجب األمر رقم ‪ 03/05‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة الذي ألغى القانون السابق المتمثل في األمر ‪. 97/10‬تطرقا هذان القانونان‬
‫ألول مرة إلى برامج الحاسوب وقواعد البيانات ‪ .‬دائما في مجال الملكية الفكرية وبالضبط‬
‫بخصوص الملكية الصناعية ‪ ،‬تم تبني قانون خاص بالدوائر المتكاملة في شهر جويلية‬
‫من سنة ‪ 2003‬أما بخصوص مكافحة جرائم اإلعالم اآللي تبقى هاته المحاوالت مشروع‬
‫لم يتم تبنيه من قبل المجلس الشعبي الوطني ‪ -5 )20( .‬الجزائر ومجتمعات‬
‫المعلومات ‪ :‬إن الجزائر كغيرها من مجتمعات العالم تسعى للوصول إلى تحقيق تطور‬
‫وتنمية على مدى السنوات القادمة ولكن هذا بالتأكيد لن يتأتى إال من خالل مجموعة من‬
‫العناصر ‪ .‬وتعتبر الجزائر إحدى دول العالم النامي وينطبق عليها ما ينطبق على الدول‬
‫النامية من التبعية اإلقتصادية والمعلوماتية لدول العالم المتقدم ‪ ،‬ولهذا فإن خطواتها‬
‫األولى نحو مجتمع المعلومات ال تزال تتعثر في بدايتها وتبقى عاجزة عن مواكبة التطور‬
‫العلمي والثقافي على مستوى المغرب العربي – فضال عن دول العالم المتقدم – مقارنة‬
‫مع دول أخرى مثل المغرب‪ ،‬التي وضعت خطة إستراتجية لإلندماج في مجتمعات‬
‫المعلومات منذ سنة ‪ )21( . 1990‬وتتوفر الجزائر على مؤهالت تسمح لها باالنسياق‬
‫ضمن الدينامكية العالمية لبناء مجتمع للمعلومات ‪ .‬هاته المؤهالت يجب تدعيمها ببعض‬
‫اإلجراءات التنظيمية والقانونية بمساندة اإلرادة السياسية للسلطات العليا للبالد ‪ .‬هذا‬
‫اإلستراتيجي قد تم اإلعالن عنه بوضوح من طرف رئيس الجمهورية إبتداءا من سنة‬
‫‪ . 2000‬رغم هذا ‪ ،‬من المعروف أن الجزائر كغيرها من البلدان العربية تشكو عدة‬
‫نقائص في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كما تبينه المؤشرات التالية (‬
‫نسبة ضئيلة من العائالت تملك الكمبيوتر‬ ‫‪·:)22‬‬
‫الثمن الباهض للكمبيوتر بالمقارنة مع الدخل المتوسط‬ ‫الشخصي ‪·.‬‬
‫غياب مصالح عامة تقدم خدمات للحصول على‬ ‫لألشخاص ‪·.‬‬
‫أقل من ‪ 20‬موزع لخدمات اإلنترنت عملي‬ ‫معلومات متخصصة ‪· .‬‬
‫اإلحتكار الواقعي لتكنولوجيات المعلومات‬ ‫ضمن ‪ 95‬موزع معتمد ‪· .‬‬
‫من قبل قطاع اإلتصاالت ‪ .‬إضافة إلى هذا وإلى بعض العوامل المادية األخرى ‪ ،‬يجب‬
‫اإلشارة إلى العجز الثقافي في مجال إستعمال التكنولوجيات والمعلومات في النشاطات‬
‫المهنية وحتى المتعلقة بالحياة الخاصة لألفراد ‪ -14 .‬أعراب ‪ ،‬عبد الحميد ‪ .‬مفهوم‬
‫مجتمع المعلومات من خالل التجارب العالمية الرائدة ‪ .‬ورقة مقدمة إلى المؤتمر العربي‬
‫الخامس عشر” المكتبات ومرافق المعلومات ودورها في إرساء مجتمع المعرفة ” ‪.‬‬
‫تونس ‪ 5 -2‬مارس ‪ . 2005‬اإلتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ‪ -15 .‬عصر‬
‫المعلومات ‪ ( .‬على الخط المباشر ) ‪ .‬تمت الزيارة يوم ‪ . 22/2/2007 :‬متاح على‬
‫‪ :http://www.afkaronline.org‬األنترنيت‬
‫المرجع نفسه ‪ -17 .‬عصر – ‪/arabic/articles/information.html16‬‬
‫المعلومات ‪ .‬المرجع السابق ‪ -18‬ثابت ‪ ،‬أحمد ‪ .‬العولمة والخيارات المستقلة ‪ .‬المستقبل‬
‫العربي ‪ ،1999 ،‬ع ‪ .240‬ص ‪ -19 .11 .‬أبو زيد ‪ ،‬أ حمد ‪ .‬مستقبليات …ثورة‬
‫المعلومات ومجتمع المستقبل ‪ .‬مجلة العربي ‪ 1 .‬أكتوبر ‪ ، 2003‬ع‪ . 539 .‬ص‪.‬‬
‫‪ -20 . .87‬خالدي عبد القادر ‪ ،‬كويسي سليمة ‪ .‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال قي‬
‫الجزائر ‪ :‬وضعية وآفاق ‪ :‬اجتماع الخبراء اإلقليمي حول معيقات النفاذ الشامل لتكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال في الدول العربية ‪ (.‬على الخط المباشر ) ‪ .‬تمت الزيارة يوم ‪:‬‬
‫‪ . 25/2/2007 : http// isesco.org./ma /act‬متاح على اإلنترنت‬
‫علوي ‪ ،‬هند ‪ .‬أخالقيات مجتمع المعلومات ‪ :‬من وجهة ‪/culture/86/11.doc 21-‬‬
‫نظر األساتذة الباحثين بجامعة منتوري ‪ .‬رسالة ماجستير ‪ :‬قسنطينة ‪ :‬علم المكتبات ‪،‬‬
‫‪. 2004 .‬ص‪ -22 . 68.‬خالدي عبد القادر ‪ ،‬كويسي سليمة ‪ .‬المرجع السابق ‪.‬ص‪23.‬‬

‫‪By youlem‬‬
‫‪1‬‬

‫أب ري ل ‪302007‬‬

‫ما هي المعلومات؟‬

‫المعلومات‪Information Notion[1] .‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم‬


‫تشريح لغوي‪:‬‬
‫المعلومات مشتق من مادة ” ع ل م” وتدور مشتقاتها في نطاق العقل ووظائفه‪.‬وهي المقابــل‬
‫األشمل واألدق لألصل األجنبي‪ ،INFORMATION‬والمفرد “المعلوم‪aaaa‬ة” جائز في حاالت‬
‫معينة ‪ ،‬و”اإلعالم” حالة خاصة من حاالت التعبير عن أحد معاني الكلمة األصلية‪ ،‬وليس عنهــا‬
‫جميعا بصورة شاملة ‪.‬‬
‫المعلوماتي‪aa‬ة ‪ INFORMATIC‬خطأ لغــوي ألنهــا تصــيغ المفــردة المعــبرة عن هــذا االتجــاه‬
‫التقني انطالقا من الجمع (المعلوم‪aa‬ات) هذا غير مألوف في العربيــة…و هــو خطــأ شــائع… أمــا‬
‫األصح لغويا فهو ( المعلومية) من معلومة أو يمكن استخدام مصطلح (معلومي‪aaa‬اء) وهو على مقاس‬
‫اشتقاق عدة كلمات من هذا القبيل في اللغة العربية عن التعبير عن توجه عام‪.‬‬
‫مجتمع المعلومات ‪ Information society‬تعبير صــحيح وكــذا (المجتم‪aa‬ع المعل‪aa‬ومي) خطــأ لغــوي ألن الصــفة – بيــاء‬
‫التعريف – أتت من الجمع وهذا غير مقبول في اللغة العربية‪ .‬وكذلك (مجتمع المعلومة) غير محبذ فكريا وليس لغويا ألن التعبير عن مجتمــع‬
‫كامل بمواصفات أساسية معينة ال يالئمه الحديث عن المعلومـة بـالمفرد‪ .‬بـل يلـزم وصـفه باسـتخدام كلمـة الجمـع أمـا (المجتم‪aa‬ع المعل‪aa‬ومي)‬
‫فالمصطلح صحيحة فكريا ولغويا‪.‬‬
‫إصطالحا‪:‬‬
‫استخدمت كلمة معلومات استخداما متباينا بتباين المجاالت‪ .‬حــتى كــادت تفقــد معناهــا بــدون‬
‫ربطها بموضوعات علمية أو اجتماعية أو غيرها وقد أشـار البــاحث ‪ YUEXIAO‬في مقـال‬
‫لــه على أن هنــاك أكــثر من أربعمائــة تعريــف للمعلومــات قــامت بوضــعها متخصصــون في‬
‫مختلف المجاالت والثقافات والبيئات وأوضح بأن المستوى الفلسفي هو أكثرها شــمولية بينمــا‬
‫قـــام ‪ SHARDER‬في كتابـــه ” ‪In Search Of A NameInformation Science‬‬
‫‪ ”and Its Conceptual Antecedents.1984‬بحصــــر حــــوالي ‪ 18‬تعريفــــا لطبيعــــة‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫وسنورد هنا بعض هذه التعريفات‪.‬‬
‫أولها لـ‪ BUCKLAND .M 1991 :‬في كتابه ‪Information As Thing‬‬
‫إذ ينظر للمعلومات على أساس أن لها ثالثة استخدامات رئيسية هي‬
‫‪ -1‬المعلومات عملية أي أنها فعل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬المعلومات كمعرفة وذلك للداللة على ما تم إدراكه في المعلومات كعملية ‪.‬‬
‫‪ -3‬المعلومات كشيء ويشرح ما يدعو إليه بأن الصفة المفتاحية للمعلومات كمعرفة هي أنها غير ملموسة إي أنه ال يستطيع أحــد أن يلمســها‬
‫إذا فال بد عند توصيلها من التعبير عنها ووصفها أو تمثيلها بطريقة مادية‪ :‬كإشارات أو نصوص أو اتصال مما سيشكل المعلومات كشيء‪.‬‬
‫أمــا ‪ TOM STONIER‬في كتابــه ” ‪Information and the InternalStructure‬‬
‫‪ ”of the Universe Cited,1990‬يــرى أن المعلومــات هي إحــدى الخصــائص األساســية‬
‫للكون‪ ،‬شأنها شأن المادة والطاقة‪ ،‬فهي ليست مقصورة على الكائنــات الحيــة لكنهــا جــزء من‬
‫أي نظام يعرض عملية التنظيم‪ .‬فإنه إذا كانت الكتلـة هي التعبـير عن المـادة وقـوة الـدافع هي‬
‫التعبير عن الطاقة الميكانيكية فإن التنظيم هو التعبير عن المعلومات ‪.‬‬
‫وفي تخصص علم المكتبــات والمعلومــات فهي تغــير الحالــة المعرفيــة للمتلقي وهي مرحلــة‬
‫وسطى بين البيانات‪ DATA‬والمعرفة‪ knowledge‬أي تكامل المعلومات المنظمة واستخدامها في شيء مفيد‪.‬‬
‫والمعلومات هي المعطيـات الناتجـة عن معالجـة البيانـات يـدويا أو حاسـوبيا أو بالحـالتين معـا ويكـون لهـا سـياق محـدد ومسـتوى عـال من‬
‫الموثوقية‪.‬‬
‫وتختلف المعلومات عن البيانات في أن المعلومات تعطي الفرصة التخاذ القرارات بما يتوفر لديهم من تحليل كامل للبيانات ومن نتــائج لهــذا‬
‫التحليل‪ .‬غير أن البيانات تبقى مجرد معطيات غامضة ومجردة ال يمكن االستفادة منها إال بعد معالجتها يدويا باستخدام الحاسوب‪.‬‬
‫وفي ضوء ذلك يمكننا القول بأن المعلومات حالة ذهنية ‪ ,‬ومن ثم فأنها المورد الذي بدونه ال‬
‫يمكن لإلنسان استثمار أي مورد آخر ‪ ,‬وعليه فان مفهوم كلمة ( معلومات ) وبما يتوافق مع (‬
‫عصر المعلومات ) الذي نعيشه اليوم ينص على (أن المعلومات ســلعة يتم في العــادة إنتاجهــا‬
‫أو تعبئتها بأشكال متفق عليهـا وبالتـالي يمكن االسـتفادة منهـا تحت ظـروف معينـة في التعليم‬
‫واألعالم والتسلية أو لتوفير محفز مفيد وغني التخاذ قرارات في مجاالت عمل معينة‪.‬‬
‫المعلومات‪.‬‬ ‫‪ .2‬خصائص‬
‫‪ -1‬خاصية التميع والسيولة ‪ ,‬فالمعلومات ذات قدرة هائلة على التشكيل ( إعادة الصياغة ) ‪,‬‬
‫فعلى سبيل المثال يمكن تمثيل المعلومات نفسها في صــورة قــوائم او أشــكال بيانيــة أو رســوم‬
‫متحركة أو أصوات ناطقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬قابلية نقلها عبر مسارات محددة ( االنتقال الموجه ) أو بثها على المشاع لمن يــرغب في‬
‫استقبالها‪.‬‬
‫‪ -3‬قابلية االندماج العالية للعناصر المعلوماتية‪ ,‬فيمكن بسهولة تامة ضم عدة قوائم في قائمــة‬
‫أو تكوين نص جديد من فقرات يتم استخالصها من نصوص سابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬بينمــا اتســمت العناصــر الماديــة بالنــدرة وهــو أســاس اقتصــادياتها ‪ ,‬تتمــيز المعلومــات‬
‫بالوفرة ‪ ,‬لذا يسعى منتجوها إلى وضع القيود على انسيابها لخلق نوع من ( الندرة المصطنعة‬
‫) حتى تصــبح المعلومــة ســلعة تخضــع لقــوانين العــرض والطلب ‪ ,‬وهكــذا ظهــر للمعلومــات‬
‫أغنياؤها وفقراؤها وأباطرتها وخدامها وسماسرتها ولصوصها ‪.‬‬
‫‪-5‬خالفا للموارد المادية التي تنفذ مع االستهالك ال تتأثر موارد المعلومــات باالســتهالك بــل‬
‫على العكس فهي عادة ما تنمو مع زيادة استهالكها لهذا السبب فهناك ارتباط وثيق بين معــدل‬
‫استهالك المجتمعات للمعلومات وقدرتها على توليد المعارف الجديدة‪.‬‬
‫‪ -6‬سهولة النسخ‪ ,‬حيث يستطيع مستقبل المعلومة نسخ ما يتلقاه من معلومات بوسائل يســيرة‬
‫للغاية ويشكل ذلك عقبة كبيرة أمام تشريعات الملكية الخاصة للمعلومات‪.‬‬
‫‪ -7‬إمكان استنتاج معلومــات صــحيحة من معلومــات غــير صــحيحة أو مشوشـة ‪ ,‬وذلــك من‬
‫خالل تتبع مسارات عدم االتساق والتعويض عن نقص المعلومات غــير المكتملــة وتخليصــها‬
‫من الضوضاء ‪.‬‬
‫‪ -8‬يشوب معظم المعلومات درجة من عدم اليقين‪ ,‬إذ ال يمكن الحكم إال على قدر ضئيل منها‬
‫بأنه قاطع بصفة نهائية‪.‬‬
‫‪.‬علم المعلومات ‪3.‬‬ ‫]‪Information Science[2‬‬
‫إن قضية وضع تعريف لعلم المعلومات هي مشكلة مزمنة صاحبت هذا العلم منذ بداياته وما‬
‫تزال حتى اليوم تحظى بنقاش كبير وجدل واسع‪ ،‬وتلك ظــاهرة طيبــة‪ ،‬تــدل على حيويــة هــذا‬
‫العلم وتجــدده وتطــوره المتنــامي المســتجيب للتقــدم العلمي الــذي تشــهده ميادينــه النظريــة‬
‫والتطبيقية والحقول العلمية األخرى المرتبط بها علميًا أو عمليًا فالعلم ال يتحجر وإنما يتطــور‬
‫كل يوم بالنماذج الجديدة‪ ،‬ومن اليقبل هذا التطور فليس هو بعــالم ويســعى علمــاء المعلومــات‬
‫في أنحاء العالم إلى وضع نظرية شاملة لعلم المعلومات وبناء قوانينه العلمية وإنجــاز تعريفــه‬
‫الموحد‪.‬‬
‫فهو من العلوم الحديثة النشأة ولم يتجاوز عمره النصف قرن‪ .‬وإن البحث في قضــية تعريفــه‬
‫مسألة طبيعية‪ ،‬لن تعيق تطـوره‪ ،‬فعلم كاالتصـال مثًال لم يتم االتفـاق على تعريـف جـامع لـه‪،‬‬
‫وليس ذلك عيبًا في علم االتصال إذ إن مشكلة صياغة التعريفات مشكلة شائعة في كل العلــوم‬
‫والســيما الحديثــة منهــا على وجــه الخصــوص‪ .‬لقــد وضــع الــرواد األوائــل ومن جــاء بعــدهم‬
‫تعريفــات متعــددة لعلم المعلومــات‪ ،‬وأن اختلفت هــذه التعريفــات في صــياغاتها اللغويــة أو‬
‫تفصيالتها الجزئية‪ ،‬فإنها تتفق في معانيها الشاملة وفي أطرها العامة‪ ،‬وقد عبرت في مجملها‬
‫عن قضية واحدة ولكن من وجهات نظر متعددة•‬
‫والتعريف الذي صدر عن مؤتمري معهد جورجيا للتكنولوجيــا‪ ،‬المعقــودين عــامي ‪ 1961‬و‬
‫‪ 1962‬كان أكمل وأشمل التعريفــات‪ ،‬وأن بــاقي التعريفــات وإن زادت عليــه أونقصــت عنــه‪،‬‬
‫فإنها تصدر منه وترد إليه‪ ،‬فضًال عن كونه أول وأقدم هذه التعريفات وله قوة اإلجماع العلمي‬
‫لصــدوره عن مــؤتمر ترعــاه مؤسســة علميــة ســعت من خاللــه إلى وضــع بــرامج دراســية‬
‫ألخصائيي المعلومات‪ ،‬لذلك فقد تم اعتماده أساسًا لمناقشة التعريفات األخرى ومقارنتها به•‬
‫عرف مؤتمر معهد جورجيا علم المعلومات بأنــه‪ ” :‬العلم الــذي يــدرس خــواص المعلومــات‬
‫وسلوكها والعوامل التي تحكم تدفقها‪ ،‬ووسائل تجهيزهــا لتيسـير اإلفـادة منهــا إلى أقصــى حـد‬
‫ممكن‪ ،‬وتشــمل أنشــطة التجهــيز‪ ،‬إنتــاج المعلومــات وبثهــا وتجميعهــا وتنظيمهــا واختزانهــا‬
‫واسترجاعها وتفســيرها واســتخدامها والمجــال مشــتق من أو متصــل بالرياضــيات‪ ،‬المنطــق‪،‬‬
‫اللغويات‪ ،‬علم النفس‪ ،‬تكنولوجيا الحاســوب اإللكــتروني‪ ،‬بحــوث العمليــات‪ ،‬االتصــاالت‪،‬علم‬
‫المكتبات‪ ،‬اإلدارة‪ .‬وبعض المجاالت األخرى”‬
‫إن هذا التعريف يحدد ثالث مواصفات أساسية لعلم المعلومات هي‪:‬‬
‫• إنه يدرس ظاهرة ” المعلومات” خواصا وسلوكًا وتدفقًا وتجهيزًا لغرض اإلفادة‪.‬‬
‫• له جانبان أحدهما علمي نظري‪ ،‬واآلخر عملي تطبيقي‪.‬‬
‫• له ارتباطات وتداخالت موضوعية أساسية مع حقول علمية متعددة‪.‬‬
‫ويالحــظ أن “علم المكتبــات” يــرد في التعريــف عنــد آخــر قائمــة العلــوم المتصــلة بعلم‬
‫المعلومــات‪ ،‬وهــو العلم األكــثر عطــاء لهــذا العلم الجديــد‪ ،‬حيث قــدم لــه األدوات واألســاليب‬
‫المهنية األساسية للعمل المعلوماتي‪.‬‬
‫المعلومات‪]3[.‬‬ ‫‪ .4‬انفجار‬
‫أصبحت المجتمعات المعاصرة ومؤسساتها العلمية والثقافية واإلنتاجية تواجه تدفقًا هائًال في‬
‫المعلومات التي أخذت تنمو بمعدالت كبيرة نتيجة للتطورات العلمية والتقنية الحديثة وظهــور‬
‫التخصصات الجديدة‪ ،‬وتحول إنتاج المعلومــات إلى صــناعة• وتتخــذ هــذه المشــكلة في تفجــر‬
‫المعلومات مظاهر عديدة وهي‪:‬‬
‫أ ـ النمو الكبير في حجم النتاج الفكري‬
‫فهناك من يرى أن معدل النمو السنوي للنتاج الفكــري كــان يــتراوح بين ‪ ،%8-4‬وأصــبحت‬
‫كمية المعلومات تتضاعف كل اثنتي عشرة سنة‪ .‬فلو أخذنا على سبيل المثال شكًال من أشــكال‬
‫النثر كالدوريات فسنجد تطورًا كبيرًا في حجم النتاج الفكري‪ ،‬فبعد أن كــان يبلــغ حــوالي مئــة‬
‫دورية عام ‪ ،1800‬أصبح يزيد على ‪ 70‬ألف دورية في عقد الثمانينيات وتشير اإلحصــائيات‬
‫أيضًا إلى أن النتاج الفكري السنوي مقدرًا بعدد الوثائق المنشورة يصل مابين ‪ 14-12‬مليــون‬
‫وثيقة‪ .‬ويبلغ رصيد الدوريات على المستوى الدولي ما يقارب من مليون دورية يضاف لها ما‬
‫يقارب ‪ 15‬ألف دورية جديدة في كل عام‪ .‬أما الكتب فقد بلغ اإلنتاج الدولي منها حــوالي ‪600‬‬
‫ألف كتاب‪.‬‬
‫ب ـ تشتت النتاج الفكري‬
‫كان للتخصصات العلمية في مختلف الموضوعات والتــداخل في صــنوف المعرفــة أثــره في‬
‫ظهور فــروع جديــدة مثــل الهندســة الطبيــة‪ ،‬والكيميــاء الحيويــة وموضــوعات أخــرى ضــيقة‬
‫ودقيقة• وكلما زاد الباحثون تخصصًا وتضخم حجم النتاج الفكري قلت فعالية الدوريات الــتي‬
‫تغطي قطاعات عريضة‪ ،‬ومن ثم يكون من الصعب متابعة كل النتــاج الفكــري واإلحاطــة بــه‬
‫من قبل الباحثين والدارسين•‬
‫جـ ـ تنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالها‬
‫تتنوع مصادر المعلومات المنثورة وتتعــدد لغاتهــا أيض ـًا• فباإلضــافة إلى الكتب والــدوريات‬
‫والرسائل الجامعية والتقارير العلميــة وبــراءات االخــتراع والمعــايير الموحــدة والمواصــفات‬
‫القياســية• هنــاك المصــغرات والمــواد الســمعية والبصــرية وأوعيــة المعلومــات اإللكترونيــة‬
‫كاألقراص المتراصة (‪ )CD-ROM‬والوسائط المتعددة (‪ )Multi-Media‬واألوعية الفائقة‬
‫أو الهيبرميديا ( ‪ )Hypermedia‬وسواها•‬

‫‪ .5‬نظرية المعلومات‪Information Theory[4].‬‬


‫إن بؤرة االهتمام العلمي المشــترك لعلم المعلومــات تــتركز حــول فكــرة المعلومــات‪ .‬وبــذلك‬
‫تشكل ما يمكن تسميته بالنظرية العامة للمعلومات التي تمثل نظريه شانون وويفر((‪Weaver and‬‬
‫‪ Shannon‬لالتصال إحدى حاالتها الخاصة‪ . 1‬والتي يراد بها النظرية الرياضية للمعلومات‪.‬‬
‫ونظريــة المعلومــات تطــورت بمــوجب مــا أتاحتــه ثالثيــة التقــدم الجديــدة (المعلومــات‪،‬‬
‫والحاســبات‪ ،‬واالتصــاالت) وتحويــل البيانــات إلى معلومــات ونقــل المعلومــات من جانبهــا‬
‫النظري التطبيقي وتحويلها إلى خبرة وتخزينها واسترجاعها بشــكل أســي ‪exponential 101 ,‬‬
‫‪ ……… 102 ,103 …… 106‬اعتبر فيها وحدة المعلومات هي الحــرف وجــزء المعلومــة‬
‫هو الحد األدنى الذي يساند عملية اتخاذ القــرار بين بــديلين‪ .‬كمــا إن تفــوق الحاســب على كــل‬
‫وسائط وقنوات المعرفة عبر التاريخ كله كان له أبعاده في هذا المجال على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪.1‬فيما يخص عصر اللغة المنطوقة كانت وحدة التعامل ‪ 102‬وحدة ثنائية يعالجها اإلنسان‪.‬‬
‫‪.2‬خالل عصر اللغة المنطوقة أصبحت ‪ 107‬وحدة ثنائية‪.‬‬
‫‪.3‬في حين بلغت في عصر الطباعة ما يزيد عن ‪ 1017‬وحدة ثنائية‪.‬‬
‫‪.4‬في حين بلغت في عصر الحاسبات ‪ 1025‬وحدة ثنائية‪.‬‬
‫ولكي يتضح مغزى ما توصل إليه العلماء نفترض أن هناك إنسانا يقرأ بسرعة ‪ 1000‬كلمــة‬
‫في الدقيقة لمدة ‪ 6‬ساعات يوميا على مدى ‪ 70‬سنه فانه لن يقرأ أكثر من ‪ 2×1010‬المعلومــة‪.‬‬
‫وهى نفس القدر من المعلومات التي يستطيع أن يقرأها الحاسب في عشرة دقائق‬
‫أما التطور اآلخر الذي صاحب هذه النظرية فهو النمو الكوني لألفكــار أي (نمــوذج األفكــار‬
‫الكوني) الذي اعتمد على ‪ 5‬طبقات وهذه الطبقات الخمسة هي‪:‬‬
‫‪Transport Layer .1‬‬
‫‪Network Layer .2‬‬
‫‪Information Layer .3‬‬
‫‪Action or Application Layer .4‬‬
‫‪Management Layer .5‬‬
‫على إن الطبقــتين األوليــتين أعاله نضــمن فيهمــا مــا يلي‪ :‬ســرعة نقــل البيانــات‪ ،‬وتنــوع‬
‫المعلومات وتكاملها‪ ،‬وضبط الشبكات‪.‬‬
‫‪ Information Literacy‬ثقافة المعلومات‪6. ]5[.‬‬
‫لعل من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة هو كيفية التعامــل مــع هــذا الفيض‬
‫الهائل من المعلومات في كافة اشكالها و صورها‪ .‬و يبرز مصطلح ثقافة المعلومــات كواحــد‬
‫من أهم المصــطلحات الــتي تم تــداولها في اإلنتــاج الفكــري المتخصــص في المجــال خالل‬
‫السنوات القليلة الماضية‪ .‬و قد تبلورت عدة تعريفات للثقافة المعلوماتية‪ ،‬لعل أهمها هــو أنهــا‬
‫مجموعــة القــدرات المطلوبــة الــتي تمكن األفــراد من تحديــد احتياجــاتهم من المعلومــات‬
‫‪ Information needs‬في الوقت المناسب‪ ،‬و الوصول إلى هذه المعلومات و تقييمهـا و من‬
‫ثم استخدامها بالكفاءة المطلوبة‪ .‬و قد ازدادت أهمية ثقافــة المعلومــات في ظــل الثــورة التقنيــة‬
‫الهائلة التي تشهدها المجتمعات في الوقت الراهن‪ .‬و نظــرا لتعقــد البيئــة المعلوماتيــة الحاليــة‪،‬‬
‫يواجه األفراد بدائل و خيارات متعــددة تتعلــق بحصــولهم على المعلومــات ســواء في مراحــل‬
‫دراستهم الجامعية أو في عملهم و حتى فيما يتعلق بحياتهم الشخصية‪ .‬و نظــرا للتنــوع الكبــير‬
‫في أشكال مصادر المعلومات و توافر معلومات تفتقر إلى الدقة و المصداقية ‪ ،‬خاصة عندما‬
‫يتعلق األمر بالمعلومات المتاحة في شكل إلكتروني‪ ،‬فلقد فرضت ذلك تحــديات جديــدة تمثلت‬
‫في ضــرورة إلمــام األفـراد بهــذه المهــارات لمسـاعدتهم على تحديــد اختيــاراتهم المناسـبة من‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫و تعرف اليونسكو ثقافــة المعلومــات بأنهــا ” تهتم بتــدريس و تعلم كافــة أشــكال و مصــادر‬
‫المعلومات‪ ،‬و لكي يكون الشخص ملما بثقافــة المعلومــات فيلزمــه أن يحــدد‪ :‬لمــاذا و مــتى و‬
‫كيف يستخدم كل هذه األدوات ‪ ،‬و يفكر بطريقة ناقدة في المعلومــات الــتي توفرهــا” ‪ .‬وتمثــل‬
‫الثقافة المعلوماتية أساسا ال غنى عنه للتعلم مدى الحياة‪ ،‬فهي ضرورية لكل التخصصات في‬
‫كل بيئات التعلم و كافة مستويات التعليم ‪ .‬و يمكن تحديد سمات الشــخص المثقــف معلوماتيــا‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬
‫القدرة على تعريف مدى المعلومات المطلوبة‬
‫الوصول للمعلومات المطلوبة بسرعة و بكفاءة‬
‫التقييم الناقد لمصادر المعلومات‬
‫استخدام المعلومات بكفاءة إلنجاز المهام المطلوبة‬
‫اإللمــام بالقضــايا االقتصــادية و القانونيــة و االجتماعيــة المرتبطــة باســتخدام المعلومــات و‬
‫مصادرها‬
‫استخدام المعلومات بطريقة قانونية و أخالقي‪.‬‬
‫‪ InformationTechnology‬تكنولوجيا المعلومات‪7. ]6[.‬‬
‫مجموعة من األدوات تسـاعدك على العمـل مـع المعلومـات‪ ،‬و إجـراء مهـام تتعلـق بتجهـيز‬
‫المعلومات و معالجتها‪ .‬وتتضمن تلك المجموعة سبعة عناصر رئيسية تشكل البنيــة األساســية‬
‫لتكنولوجيـــا المعلومـــات‪ ،‬وهـــذه العناصـــر الســـبعة يطلـــق عليهـــا تكنولوجيـــا المعلومـــات‬
‫‪ InformationTechnology‬وهي كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أدوات وأجهزة المدخالت والمخرجات ‪Input and Output Devices‬الــتي تســتخدمها‬
‫إلدخال المعلومات واألوامر وإستقبال نتائج طلباتك (عن طريق السماعة أو الرؤية)‪.‬و أدوات‬
‫وأجهزة المدخالت والمخرجات تشتمل الماوس ولوحة المفاتيح وشاشة العرض والطابعة…‬
‫‪ -2‬البرمجيـــات‪ Software‬أو مجموعـــة التعليمـــات المســـتخدمة ألداء مهمـــة معينـــة لـــك‬
‫والبرمجيات تشــتمل‪ :‬أنظمــة التشــغيل‪ .‬برمجيــات لمعالجــة الكلمــات‪ ،‬والميزانيــة‪ ،‬واألجــور‪،‬‬
‫واالتصاالت‪… ،‬‬
‫‪ .3‬أدوات وأجهـــزة االتصـــاالت وهي تشــمل المودمـــات ‪ Modems‬واألقمـــار الصـــناعية‬
‫‪ Satellites‬و الكابالت المحورية …‪.‬‬
‫‪ .4‬وحدة المعالجة وتحتوي على مكونين وحدة المعالجــة المركزيــة ‪Central Processing‬‬
‫‪ Unite‬والــذاكرة الداخليــة ‪. Internal Memory‬فوحــدة المعالجــة المركزيــة تقــوم بتنفيــذ‬
‫البرمجيات لتأدية مهمة معينة‪ ،‬بينما تقوم الذاكرة بالعمل كمنطقة التخزين المؤقت للبرمجيات‬
‫والمعلومات ‪.‬‬
‫‪ -5‬المعلومــات الــتي تتعامــل معهــا واليــوم يمكنــك أن تتعامــل مــع المعلومــات في أشــكال متنوعــة نصــوص مقــروءة و مســموعة و مرئيــة‬
‫ومتحركة…‬
‫‪ -6‬أدوات وأجهــزة التخــزين الــتي تحفــظ المعلومــات والبرمجيــات ومن أدوات وأجهــزة‬
‫االختزان األقراص المدمجة ‪ CD-ROM‬واألشرطة واألقراص‪.‬‬
‫‪ -7‬واألخير واألهم الناس أو العنصر البشري‪..‬‬
‫]‪ Informatics[7‬المعلوماتية ‪8.‬‬
‫نظرا الرتباط المعلوماتية بمجاالت وأنشطة تطبيقية مختلفة‪ ،‬األمر الــذي يلــزم التميــيز أوال‬
‫ما بين المصطلحات والمفاهيم األساسية التي تربط بكل من المعلوماتية فهي أوسـع من كونهـا‬
‫حوسبة للمعلومات او بتعبير آخر اســتخدام الحاســوب إلنتــاج المعلومــات فقــط‪ .‬كمــا ان إدارة‬
‫المعرفة كمصطلح مفاهيمي ال يوجد تعريفـًا محـددًا لهـا على الـرغم من إنهـا تـأتي في المقـام‬
‫األول نظرا لفوائد توظيفها‬
‫يمكن االتفاق على ان المعلوماتية في نقطة تطورها الراهنة والالنهائيــة هي ذلــك اإلطــار‬
‫الــذي يشــتمل على علــوم الحاســوب وأنظمــة المعلومــات وشــبكات االتصــال وتطبيقاتهــا في‬
‫مختلف مجاالت العمل اإلنساني المنظم وفي مقدمتها إدارة األعمال ويرتبط بحقل المعلومــات‬
‫تخصصات وحقول مهمــة مثــل الرياضــيات‪ ،‬بحــوث العمليــات‪ ،‬علم المعلومــات والمكتبــات‪،‬‬
‫اإلدارة‪ ،‬االقتصــاد‪ ،‬اللســانيات‪ ،‬علم النفس وعلم االجتمــاع…الخ‪ ،‬وبطبيعــة الحــال تتبــاين‬
‫مساهمة كل حقل من هذه الحقول تبعــا لتطــور التخصــص نفسـه ودرجـة تالقيــه وتكاملــه مــع‬
‫المعلوماتية‪ ،‬التي تتجدد اليوم باألنظمة التي تستند الى تقنيات المعرفة الذكية‪.‬‬
‫لذا فان جوهر المعلوماتية هو تقنيات المعلومات من عتاد وحواســيب وبرمجيــات والشــبكات‬
‫ومزودات قواعد البيانات ومحطات اتصال‪ ،‬باإلضافة الى العنصــر األهم في هــذه المنظومــة‬
‫المتكاملة وهو اإلنسان صانع المعرفــة “الرأســمال الفكــري” من حيث صــيرورتها وتشــكيلها‬
‫وأساليب استخدامها‪ ،‬وبمعنى أدق أنها منظومة تتكــون من ثالثــة أبعــاد رئيســية (المعلومــات‪،‬‬
‫الحواسب‪ ،‬واالتصاالت) وتنطلق من المعالجة اآللية للبيانات والتي يســتخدم فيهــا الحواســيب‬
‫بجانب تقنيات االتصاالت المستخدمة في نقل المعلومات‪ ،‬ويعد ُبعد المعلومات المولد للمعرفة‬
‫هو األساس باعتباره أثر ويؤثر في تطور الحواسيب واالتصاالت‪.‬‬
‫تضم المعلوماتية كل من تكنولوجيا المعلومات وأنظمة المعلومــات مــع ضــرورة التميــيز‬
‫بين تكنولوجيا المعلومات التي تمثل كل العتاد والبرمجيات المستخدمة في أنظمــة المعلومــات‬
‫باعتبارها أعمال من نوع خاص تستخدم للحصول على البيانات للقيام بأنشطة النقل والتخزين‬
‫واالسترجاع والمعالجة وتجهيز المعلومات وذلك من اجل دعم ومساندة نظم مؤسسية ‪.‬‬
‫أمــا من ناحيــة المفاهيميــه فــان مصــطلح المعلوماتيــة يــدور في فضــاء واســع من الحقــول‬
‫والتخصصات المتنوعة ويرتبط بأبعاد وعالقات ومداخل متباينة منهــا مــا هــو مــرئي واضــح‬
‫وملموس ومنها ما هو غير مـرئي مـؤثر وحيـوي‪ ،‬وهـذا مـا يجعـل مفهـوم المعلوماتيـة غـير‬
‫واضح تماما وغير محدد باإلطالق ألسباب تتعلق باتساع نطاق تطبيق واستخدام المعلوماتيــة‬
‫من جهة وللتفنن اللغوي في إطالق مصطلحات مرادفة للمعلوماتية أيضا‪ ،‬إن النظرة التحليلية‬
‫للمصــطلح تولــد للوهلــة األولى انطباعــا ســريعا مفــاده أن المعلوماتيــة تعــني المعلومــات أو‬
‫الحوسـبة (‪ )Information and computing‬إال انــه ال يمكن تجاهــل اعتبــار المعلوماتيــة‬
‫كحوســبة إلكترونيــة للمعلومــات أو خلــق آلي لهــا إن لم نقــل أن المعلوماتيــة هي إنتــاج لقيمــة‬
‫مضافة عن طريق حوسبة البيانات في حاالت والمعلومات في حاالت أخرى‪.‬‬
‫‪Technology Illiteracy‬‬ ‫‪ .9‬األمية التكنولوجية‬
‫ظهرت الكتابة فبدأ التأريخ ‪ ..‬و حين بدأ التاريخ قسم الناس إلى من يقرؤون و يكتبون إلى من‬
‫ال يقرؤون و ال يكتبون ‪ ..‬إنهم األمّيون إنها أمية القلم ‪ ..‬األمية األولى‪.‬‬
‫في نهايــة األلفيــة الثانيــة اكتســح عــالم المعلوماتيــة عــالم النــاس و أمســى الكمــبيوتر خطــاط‬
‫الــديوان و كــاتب الرســائل و وســيط االتصــال‪ ..‬فأمســى تعلم اســتخدامه و إتقــان لغوياتــه و‬
‫برمجياته ضرورة ملحــة ال يمكن االســتغناء عنهــا خاصــة في مجــال العمــل المؤسســاتي ‪ ..‬و‬
‫أمســت األميــةتارة أخــرى أميــة القلم اآللي ‪ ..‬فاألميــة الثانيــة هي عــدم القــدرة على اســتخدام‬
‫القلم اآللي‪.‬‬
‫كغيرها من األميات هي الجهل بالتطورات التكنولوجية الحديثة وعدم معرفتهم التعامل وعها‬
‫وإستخدامها‪.‬‬
‫‪ .10‬نظام المعلومات‪Information System[8].‬‬
‫النظام ُيعرف بأنه مجموعة من العناصر‪ ،‬يرتبط بعضها بعضًا بشكل عالقات منظمة تســعى‬
‫إلى تنفيذ مجموعة من األهداف‪ .‬وُيعـرف النظـام بأنـه مجموعـة من العناصـر المترابطـة (أو‬
‫األجزاء المتفاعلة) التي تعمل معًا بشكل توافقي لتحقيق بعض األهــداف المرســومة والغايــات‬
‫المدروسة• ونستطيع أن نفهم من هذا التعريـف أنـه ال بـد من أن تكـون أجـزاء النظـام متآلفـة‬
‫ومترابطة ومتناسقة حتى يتمكن النظام من تحقيق أهدافه بشكل سليم‪.‬‬
‫وُيمكن تعريف نظام الحاسوب على يد أحد محللي النظم بأنــه مجموعــة المكونــات الماديــة (‬
‫‪ )Hardware‬والبرمجيات (‪ )Software‬واإلنسان (‪ ،)Human‬بينما يعرفه محلل آخر بأنه‬
‫مجموعــة من وحــدات اإلدخــال (‪ )Input‬ووحــدة المعالجــة المركزيــة (‪ )CPU‬ووحــدات‬
‫اإلخراج (‪.)Output‬‬
‫وُيسمى النظام الذي يعالج البيانات (‪ )Data‬ويحولها إلى معلومات (‪ )Information‬ويزود‬
‫بها المستفيدين “نظام معلومات”‪.‬‬
‫وُيعَّرف نظام المعلومات بأنه‪ :‬مجموعة العناصــر البشــرية واآلليــة الالزمــة لجمــع وتشــغيل‬
‫البيانات لغرض تحويلها إلى معلومات تســاعد في اتخــاذ القــرارات‪ .‬ويقــوم نظــام المعلومــات‬
‫باستقبال البيانات األولية (المدخالت) ومعالجتها وتحويلها إلى معلومات (مخرجات) نســتطيع‬
‫اإلفادة منها•وتستخدم مخرجات النظــام وهي المعلومــات التخــاذ القــرارات وعمليــات التنظيم‬
‫والتحُّك م (‪ )Control‬داخل المؤسسة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يمكننا تصـور نظـام المعلومـات على أنـه مكـون من اإلنسـان والحاسـوب والبيانـات‬
‫والبرمجيات المستخدمة في معالجتهــا بهــدف إمــداد المؤسســة بالمعلومــات الالزمــة لهــا عنــد‬
‫الحاجة• ويتصوره آخرون على أنه مكون مما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ المدخالت ‪ Input‬وهي البيانات‪.‬‬
‫‪2‬ـ المعالجــة (العمليــات) ‪ Processing‬وتتكــون من جهــاز الحاســوب نفســه والبرمجيــات‬
‫المستخدمة في معالجة البيانات والملفات واألشخاص‪.‬‬
‫‪3‬ـ المخرجات ‪ Output‬وهي المعلومات ‪. Information‬‬
‫إن نظام المعلومات تنظيٌم ُيؤمن نقل المعلومات والســيطرة عليهــا من مصــادرها ومنتجيهــا‪،‬‬
‫إلى المســتفيدين منهــا والمســتهلكين لهــا بهــدف اســتثمارها في أعمــالهم ومشــاريعهم اليوميــة‬
‫والمستقبلية•‬
‫تتكون المكتبة أو مركــز المعلومــات عــادًة من أجــزاء منفصــلة من الناحيــة الشــكلية إال أنهــا‬
‫متصلة وظيفيًا تعرف بالُنُظم‪ .‬ويختلف النظام المكتــبي التقليــدي عن النظــام المحوســب في أن‬
‫النظام التقليدي يعتمد اعتمادًا كامًال على العمل اليدوي الذي يقوم به األفــراد‪ ،‬أمــا إذا اس ـُتخِد م‬
‫الحاســوب في تنفيــذ بعض أو كــل العمليــات المكتبيــة فُيعــرف النظــام بأنــه نظــام مبــني على‬
‫الحاسوب‪.‬‬
‫وقد يشتمل كل نظام مكتبي كبير على عدد من النظم الصغيرة تعرف باســم النظم الفرعيــة (‬
‫‪ .)Sub – Systems‬فقــد تشــتمل المكتبــة على نظم فرعيــة للتزويــد والفهرســة والمراجــع‬
‫واإلعارة والدوريات‪ ،‬ويقسم كل نظام فرعي من األنظمة السابقة إلى نظم أخرى صغيرة‪ ،‬فقد‬
‫يشتمل نظام اإلعارة مثًال على نظم صغرى مثل نظام اإلعارة الخارجية ونظام إرجاع الكتب‬
‫ونظام إحصاءات اإلعارة‪ .‬وينتج عن هذا التقسيم مستوًى آخر من النظم يقسم بعضــها بــدوره‬
‫إلى أقســام صــغرى‪ .‬فعلى ســبيل المثــال‪ ،‬قــد يشــتمل نظــام إعــارة الكتب الخــارجي على نظم‬
‫فرعية خاصة باإلعارة العادية واإلعارة الخاصـة والغرامـات‪ .‬وتسـتمر عمليـة تقسـيم النظـام‬
‫الكبير إلى ُنُظم صغيرة حسب الحاجة وكلما أمكن ذلك‪.‬‬
‫‪ .11‬إدارة المعلومات‪Information Management [9] .‬‬
‫إدارة المعلومات هي ببساطة‪ ،‬حقل علمي في طريقــه إلى أن يصــبح أكــثر شــيوعًا وتنظيم ـًا‪.‬‬
‫ويهتم هذا الفــرع العلمي بضــمان المــداخل الــتي توصــل إلى المعلومــات‪ ،‬و توفــير األمــان و‬
‫الســرية للمعلومــات‪ ،‬و نقــل المعلومــات و إيصــالها إلى من يحتاجهــا‪ ،‬و خــزن المعلومــات و‬
‫اســترجاعها عنــد الطلب‪ .‬و إدارة المعلومــات هي العمليــة الــتي تتضــمن إســتخدام أدوات‬
‫تكنولوجيا المعلومات لتوفير إستخدام أكثر فاعلية و كفاءة لكــل المعلومــات المتاحــة لمســاعدة‬
‫المجتمع‪ ،‬أو المنظمة‪ ،‬أو األفراد في تحقيق أهدافهم‪ .‬و تتعامل إدارة المعلومات بشكل عام مع‬
‫الوثائق‪ ،‬و برمجيات الحاسوب‪ ،‬و المعلومات الصوتية و الصورية‪ ،‬و ما إلى ذلك‪ .‬و يتمركز‬
‫إهتمام إدارة المعلومات حول فاعلية المعلومــات‪ ،‬و حــداثتها‪ ،‬و دقتهــا‪ ،‬وســرعة تجهيزهــا‪ ،‬و‬
‫كلفتها‪ ،‬و خزنها و إسترجاعها‪ .‬في حين أن خلق المعلومات‪ ،‬ودراستها‪ ،‬و تعلمها‪ ،‬و معناهــا‪،‬‬
‫و فهمها هي ليست الموضوعات المركزية لهذا الفرع العلمي التطبيقي‪.‬‬
‫ومن الواضح أن إلدارة المعلومات الجيدة دورًا مهمًا تلعبه في فعاليات المعرفة المختلفــة في‬
‫المجتمعات من خالل مساهمتها في خلق قواعد بيانات المعرفة‪ ،‬و جمع المعرفــة و تصــنيفها‪،‬‬
‫و تطوير مراكز المعرفة و ضمان انسياب المعرفة فيها‪ ،‬و ما إلى ذلك‪.‬‬
‫وإدارة المعلومات‪ ،‬كمصطلح علمي‪ ،‬إنتشر استخدامه في األدبيات المختلفة لعلم المعلومات‪،‬‬
‫و إدارة األعمال‪ ،‬و غيرهما من التخصصات العلمية‪ .‬أما في الجانب األكاديمي‪ ،‬فقــد ظهــرت‬
‫العديـــد من الـــبرامج األكاديميـــة في هـــذه الجامعـــة أو تلـــك و الـــتي تمنح درجـــات علميـــة‬
‫(بكالوريوس‪ ،‬و ماجستير‪ ،‬و دكتوراه) في إدارة المعلومات‪ .‬و كما هو معروف‪ ،‬فــإن ظهــور‬
‫برامج أكاديمية في أي تخصص من التخصصات يؤدي بالضــرورة إلى تطــور التخصــص و‬
‫تنامي معارفــه لمــا يرافــق هــذه الــبرامج من بحــوث علميــة و اكتشــافات متنوعــة‪ .‬و تتمحــور‬
‫المقررات الدراسية التي يتوجب على طلبة إدارة المعلومات دراستها حــول نظم المعلومــات‪،‬‬
‫و تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬و الجوانب البيئية و اإلجتماعية و األخالقية للمعلومات‪.‬‬
‫و في الجانب التطبيقي‪ ،‬تتعلــق عمليــة “إدارة المعلومــات” في الــوقت الحاضــر أساسـًا بنظم‬
‫المعلومــات و إســتخدامها في إنتــاج و بث و إيصــال المعلومــات‪ .‬كمــا يتعلــق بدراســة و تفهم‬
‫إستخدام عدد من التكنولوجيات ذات العالقة بمعالجة البيانـات و إنتـاج المعلومـات‪ .‬و في هـذا‬
‫السياق‪ ،‬هناك عدد من المصطلحات الفرعية‪ ،‬مثل‪ ،‬إدارة الوثائق‪ ،‬و إدارة األرشيف‪ ،‬و إدارة‬
‫المجموعات و مصادر المعلومات‪ ،‬و ما إلى ذلك التي تشكل جوانب اإلهتمام التطبيقي إلدارة‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫]‪Information Marketing[10‬‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫‪ .12‬تسويق‬
‫على الرغم من األهمية البالغة لتسويق المعلومات كواحد من المجاالت الحيوية الواعدة ذات‬
‫التــأثير بالنســبة لمســتقبل المكتبــات والعــاملين بهــا إذا مــا حققت نجاحــات في زيــادة معــدالت‬
‫وكفاءة استخدام تلك المكتبات وتقديمها لخدمات المعلومات التي تلــبى احتياجــات مجتمعاتهــا‪،‬‬
‫فإن مجال تسويق المعلومات في الواقع ال يزال مجاًال قفرًا مجهــوًال بالنســبة لمعظم المكتبــيين‬
‫العــرب‪ ،‬وبــرامج إعــداد المكتبــيين‪ ،‬واألدبيــات المهنيــة بالعربيــة‪ ،‬وإذا كــانت الدراســات في‬
‫الواليــات المتحــدة وبريطانيــا قــد أظهــرت أن نســبة من ال يســتخدمون المكتبــات العامــة من‬
‫مجموع السكان في الواليات المتحــدة األمريكيــة هي ‪ ،%34‬وفى بريطانيــا ‪ ،%24‬فعلينــا أن‬
‫نتساءل عن نسبة من يستخدمون المكتبات في بلداننا؟ في ظل الحقائق واإلحصاءات اإلقليمية‬
‫كمعــدالت أميــة القــراءة والكتابــة‪ ،‬ومعــدالت أميــة المهــارات المعلوماتيــة‪ ،‬وحقــائق عالميــة‬
‫ملموســة‪ ،‬من أهمهــا التضــخم المعلومــاتى الهائــل في إنتــاج نشــر المعلومــات وخصوصــًا‬
‫اإللكترونية على المستويات العالمية‪ ،‬حيث قدر حجم المعلومات المختزنة على مستوى العالم‬
‫بنحــو من ‪ 5‬اكســابايت‪ exabytes‬في عــام ‪( 2002‬حيث يســاوى االكســابايت نحــو بليــون‬
‫جيجابايت ‪ )gigabytes‬وهو حجم هائل من المعلومــات يكفى الحتــواء جميــع الكلمــات الــتي‬
‫نطقها البشر بمختلــف لغــاتهم منــذ مهــد البشــرية‪ ،‬ويعــادل نصــف مليــون مكتبــة بحجم مكتبــة‬
‫الكونجرس األمــريكي الــتي تضــم نحــو ‪ 19‬مليــون من الكتب والمــواد المطبوعــة الــتي يمكن‬
‫اختزانها رقميًا بحجم ‪ 10‬تيرابايت ‪.terabytes‬‬
‫وتتعــدد العوامــل الــتي تلقى بأعبائهــا الكبــيرة على المكتبــات اليــوم وتــدفعها إلى اللجــوء إلى‬
‫تسويق خـدماتها في صـراع للبقـاء كواحـدة من المؤسسـات الـتي تقـدم المعلومـات وخـدماتها‬
‫وتسعى لالستمرار في هذا المجال‪ ،‬فمن تلك العوامل تقلص المــوارد والميزانيــات‪ ،‬والتنــافس‬
‫بين األطراف التي تسعى الجتذاب المستفيدين من المعلومات وتقديم خدمات المعلومــات لهم‪،‬‬
‫وهى منافسة تدخل فيها اليوم مع المكتبات العديد من المؤسسات بل والجماعات واألفــراد من‬
‫المنتجين والمسوقين للمعلومــات‪ ،‬ممن يعملــون على اجتــذاب المســتفيدين من المعلومــات من‬
‫أفــراد مجتمعــاتهم في منافســة مفتوحــة يســرها الواقــع الجديــد للعــالم كقريــة عالميــة ‪global‬‬
‫‪ village‬بمــا أصــبح يتــوافر اليــوم من إمكانــات لالتصــال والبحث في مصــادر المعلومــات‬
‫ومواقع اإلنترنت وقواعد البيانات والفهارس اآللية المباشرة للمكتبات والتكنولوجيات الحديثة‬
‫المتطورة باستمرار لنقل المعلومات واختزانها واإلفــادة منهــا‪ ،‬ومن خالل مواكبــة مســتجداته‬
‫بالعلم والتخطيط والمنافسة‪.‬‬
‫الجهود واالتجاهات العالمية للتسويق في المعلومات والمكتبات‬
‫أدركت الجمعيــات المهنيــة العالميــة في مجــال المعلومــات أهميــة التســويق في هــذا المجــال‬
‫فبادرت إلى تشكيل أقسام خاصة بالتسويق تكون تابعة لها‪ ،‬كما نرى في قسم تسويق المكتبات‬
‫العامـة ‪ Marketing Libraries Section‬الـذي تم تأسيسـه في عـام ‪ 1989‬ليتبـع جمعيـة‬
‫المكتبات العامة (األمريكية) ‪ ،PLA‬وقسم اإلدارة والتسويق ‪Section on Management‬‬
‫‪ and Marketing‬الذي أسسه االتحاد الـدولي لجمعيـات ومؤسسـات المكتبـات ‪ IFLA‬في عــام ‪ 1997‬نظــرًا لتزايـد االهتمــام‬
‫الدولي بالتسويق في مجال المعلومات والمكتبات‪.‬‬
‫وكنتيجـــة الســـتمرار الجهـــود الـــتي ينســـقها االتحـــاد الـــدولي لجمعيـــات ومؤسســـات‬
‫المكتبات ‪ IFLA‬فقد انطلقت حملة عالمية للتسويق في مجال المكتبــات في أغســطس من عــام‬
‫‪ 2001‬تحت شــعار (حملــة مكتبــة العــالم) أو“‪The Campaign for the World’s‬‬
‫‪ ”Liberaries‬أثنــاء انعقــاد مــؤتمر االتحــاد الـدولي المـذكور المنعقـد في بوسـطن بالواليـات المتحـدة‬
‫األمريكية‪ ،‬وهو استمرار للجهود التي بذلتها جمعية المكتبــات األمريكيــة‪ ALA‬ونتجت عنهــا‬
‫حملة أمريكية انطلقت في العام نفسه تحت شعار (حملة المكتبات األمريكية) أو “‪Campaign for‬‬
‫‪.”America’s Libraries‬‬
‫وتهدف تلك الحمالت لزيادة الوغى بقيمة المكتبات والمكتبيين في القرن الحادي والعشــرين‪،‬‬
‫وزيــادة اســتخدام المكتبــات بأنواعهــا‪ ،‬والتمويــل المتــاح لهــا‪ ،‬وزيــادة مشــاركة المكتبــيين في‬
‫القضايا العامة‪ ،‬وزيادة الدعم لمهنة المكتبات بشكل عـام‪ ،‬وهى حملـة تسـتهدف الـرأي العـام‪،‬‬
‫والمعلمين‪ ،‬واإلدارة العليا في المؤسسات الحكومية‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬والجهــات الممولــة للمكتبــات‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وقد صممت جمعية المكتبات األمريكية ‪ ALA‬شعارًا خاصًا كماركة مسجلة لتوحيد الجهــود‬
‫للمكتبات حول العالم هــو‪ ،“Your Library TM@“ :‬وقــد تمت ترجمــة الشــعار إلى‬
‫عشرين لغة منها اللغة العربية التي اعتمد فيها على النحو التالي‪:‬‬
‫@ مكتبتك ‪ ،TM‬ويمكن نسـخ هــذا الشـعار بصــورة إلكترونيــة من موقـع خصــص لهــذا‬
‫الغــــرض لجمعيــــة المكتبــــات األمريكيــــة على شــــبكة اإلنــــترنت فى العنــــوان التــــالي‪:‬‬
‫‪ ،https://cs.ala.org/@yourlibrary/download.cfm‬وتقــترح الحملــة اســتخدام الشــعار المــذكور على‬
‫المكتبات‪ ،‬والرسائل اإلعالمية المختلفة‪ ،‬والجداريات (البوسترات)‪ ،‬والمطويات وغيرهــا من‬
‫المطبوعات‪ ،‬والبطاقات الشخصية للناشطين فى تلك الحملة‪ ،‬بل وبطاقات اإلعارة للمكتبــات‪،‬‬
‫وغيره‪.‬‬
‫‪ .13‬مجتمع المعلومات‪Information Society .‬‬
‫ألن المجتمعات ظلت على مـدار الـزمن في حركيـة دائمـة ‪ ،‬وألنهـا كـانت تسـعى دائمـا إلى‬
‫التطوير والتحسين من مستوى الحياة والرقي إلى األفضل ‪ ،‬فقد تمكنت وبفضل ما قدمتــه من‬
‫تضحيات وأبحـاث على مسـتويات عاليـة من التحليـل أن تصـل إلى تحسـينات جديـدة‪ ،‬كـانت‬
‫أهمها على اإلطالق ” مجتمع المعلومات” وألنها ال تزال حديثة عن تطبيقات الفكر اإلنســاني‬
‫تطرح أسئلة كثيرة عن ماهيتها وكيفية تطورها وخصائصها الــتي أهلتهــا ألن تصــبح الهــدف‬
‫المنشود الذي تسعى إلى تحقيقه كل دول العالم على إختالف توجهاتها‪ ،‬والـتي كثـيرا مـا تثـار‬
‫األسئلة حول مقوماتها وأهدافها ‪.‬‬
‫إن مجتمع المعلومات يعتبر وإلى حد كبير مفهوما جديــدا لم تتبلــور معالمــه بعــد في المفهــوم‬
‫العالمي للباحثين في مختلف القــارات ‪،‬وذلــك ليس غريبــا ألن مالمحــه غــير واضــحة بالقــدر‬
‫الكافي حتى بالنسـبة للمواطـنين العـاديين الـذين يتعـاملون معـه في حيـاتهم اليوميـة من خالل‬
‫بعض مظــاهره كشــبكة اإلنــترنيت مثال ‪ ،‬بغــير إدراك لألبعــاد النظريــة لــه وللنتــائج العلميــة‬
‫والسياسية والثقافية ‪.‬‬
‫“وقد أدى النمــو اإلقتصــادي العــالمي المتزايــد ممزوجــا بــالتطور التكنولــوجي إلى توظيــف‬
‫المعلومــات كمحــرك أساســي للتغــير االجتمــاعي ‪،‬ممــا أدى إلى ظهــور مصــطلح ”مجتمــع‬
‫المعلومات ” في بداية الثمانينات للداللة على المرحلة الجديدة التي تمتدد عبر تاريخ البشرية‪،‬‬
‫وتتميز بأنها تعتمد أساسا على قاعدة متينة من المعلومات تشــكل مــوردا أساســيا القتصــاديات‬
‫ترتكز على هياكل قاعدية تكنولوجية ‪]11[”.‬‬
‫عرف مجتمع المعلومات مسميات عديدة كالمجتمع مابعد الصناعي ومجتمع ما بعد الحداثة‪،‬‬
‫المجتمــع الــرقمي‪ ،‬المجتمــع الشــبكي‪ ،‬المجتمــع الالســلكي‪ ،‬المجتمــع الكــوني‪ ،‬المجتمــع‬
‫المعلوماتي‪ ،‬مجتمع الموئسات‪.‬‬
‫‪v‬التعريف الذي تبناه مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات جنيف ‪2003‬‬
‫” مجتمع يستطيع كل فرد فيــه إســتحداث المعلومــات والمعــارف والنفــاذ إليهــا وإســتخدامها‬
‫وتقاسمها بحيث يمكن األفراد والمجتمعات والشعوب من تسخير كامل إمكانياتهم في النهوض‬
‫بتنميتهم المستدامة وفي تحسين نوعية حياتهم ”‪]12[.‬‬
‫‪v‬التعريف الذي تبناه تقرير التنمية اإلنسـانية العربيــة ‪ ” . 2003‬المجتمــع الــذي يقــوم أساسـا‬
‫على نشــر المعرفــة وإنتاجهــا وتوظيفهــا بكفــاءة في جميــع مجــاالت النشــاط المجتمعي من‬
‫اإلقتصاد والمجتمـع المـدني والسياسـة والحيـاة الخاصـة وصـوال لألرتقـاء بالحالـة اإلنسـانية‬
‫باطراد أي إقامة التنمية اإلنسانية”‪]13[.‬‬
‫التعريف الذي تبناه محمــد فتحي عبــد الهــادي‪ ”:‬المجتمــع الــذي يعتمــد اعتمــادا أساســيا على‬
‫المعلومات الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة إســتراتجية وكخدمــة وكمصــدر للــدخل القــومي‬
‫وكمجال للقوى العاملة مستغال في ذلك كافة إمكانيات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وبما‬
‫يــبين اســتخدام المعلومــات بشــكل واضــح في كافــة أوجــه الحيــاة االقتصــادية واالجتماعيــة‬
‫والسياسية بغرض تحقيق التنمية والرفاهية”‪]14[.‬‬
‫إذن هو مجتمع جامع ومنصف قوامه اإلنسـان يتــاح فيــه لكــل فـرد حريــة إنشـاء المعلومــات‬
‫والمعرفة والنفاذ إليهما واالســتفادة منهمــا وتقاسـمهما ونشـرهما لتمكين األفـراد والمجتمعــات‬
‫والشعوب من تحســين نوعيــة الحيــاة وتحقيــق ذواتهم الكاملــة ‪ ،‬وهي مجتمعــات تؤســس على‬
‫مبادئ العدالــة االجتماعيــة والسياسـية واالقتصــادية وعلى المشـاركة الكاملــة للشـعوب‪ ،‬رغم‬
‫تعدد المسميات التي أطلقت على هذا المجتمع الحديث إال أن األساس الذي تنطلق منه واحــد ‪،‬‬
‫والــذي يرتكــز على حريــة تــداول المعلومــات دونمــا قيــد أو شــرط وتحقيــق التنميــة الشــاملة‬
‫والمستدامة عن طريق اإلتاحة المباشرة لها‪.‬‬
‫مجتمع المعلومات هو المجتمع الذي تستخدم فيه المعلومات بكثافة كوجه للحيــاة االقتصــادية‬
‫والثقافية والسياسية …وهناك عدة معايير أو مؤشرات يمكن من خاللها وصــف مجتمــع بأنــه‬
‫معلوماتي‪ .‬ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ .1‬المعيار التكنولوجي‪ :‬تصبح تكنولوجيا المعلومات مصدر القوة األساسية ويحــدث انتشــار‬
‫واسع لتطبيقات المعلومات في المكاتب والمصانع والتعليم والمنزل ‪.‬‬
‫‪ .2‬المعيار االجتماعي ‪ :‬يتأكد دور المعلومات كوســيلة لالرتقــاء بمســتوى المعيشــة وينتشــر‬
‫وعي الكمبيوتر والمعلومات ويتاح للعامة والخاصة معلومات على مستوى عال من الجودة ‪.‬‬
‫‪ .3‬المعيار االقتصادي ‪ :‬تبرز المعلومات كعامل اقتصادي أساسي ســواء كمــورد اقتصــادي‬
‫أو كخدمة أو سلعة وكمصدر للقيمة المضافة وكمصدر لخلق فرص جديدة للعمالة ‪.‬‬
‫ثبت المراجع‬
‫متولي‪ ،‬ناريمان إسماعيل‪ .‬اقتصاديات المعلومات‪ :‬دراسة لألسس النظرية وتطبيقاتها العملية على مصر وبعض البالد األخرى‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫‪.‬المكتبة األكاديمية‪.1995.‬ص‪.‬ص‪69-65 .‬‬
‫[‪ ]2‬الزبيدي‪ ،‬محمد عبود حسن‪.‬عـلـــم المـعـلـومات‪:‬نشأته وتعريفاته‪[.‬على الخط] ‪.‬العربية ‪.3000‬ع‪[ .2001 .3.‬‬
‫‪http://www.arabcin.net/arabiaall/3-2001/21.html‬‬ ‫‪ .]2006.08.26‬متاح على‪:‬‬
‫[‪ ]3‬المالكي‪ ،‬مجبل الزم‪ .‬خصائص وأبعاد مجتمع المعلومات‪[.‬على الخط] ‪.‬العربية ‪.3000‬ع‪ .]2006.08.26[ .2000 .1.‬متاح‬
‫على‪:‬‬
‫‪http://www.arabcin.net/arabiaall/1-2000.html‬‬
‫[‪ ]4‬الشهربلى‪ ،‬إنعام على توفيق‪.‬قيمة المعلومات في التفاعل االلكتروني‪:‬من منظور النظرية الرياضية للمعلومات‪ :‬نموذج براغماتى‪.‬‬
‫[على الخط] ‪.‬العربية ‪.3000‬ع‪[ .2005 .2.‬تاريخ الزيارة‪ .]2006.11.26 :‬متاح على‪:‬‬
‫‪http://www.arabcin.net/arabiaall/2-2005/5.html‬‬
‫[‪ ]5‬عزمي‪ ،‬هشام‪ .‬ثقافة المعلومات في القرن الحادي والعشرين ‪[.‬على الخط] ‪ -. cybrarians journal‬ع ‪( 8‬مارس‬
‫‪ .]2006.08.26[. )2006‬متاح في ‪:‬‬
‫‪http://www.cybrarians.info/journal/no8/open.htm‬‬

‫[‪ ]6‬الشامي أحمد محمد‪ .‬حسب هللا السيد‪ .‬الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات والمعلومات والحاسبات ‪ :‬انجليزي‬
‫عربي‪.‬القاهرة ‪:‬المكتبة األكاديمية ‪.2001،‬مج‪.2 .‬ص‪1300 .‬‬
‫[‪ ]7‬بيزان‪ ،‬حنان الصادق‪ .‬نحو إدارة عربية للموارد المعلوماتية‪ :‬رؤية مستقبلية‪[. 1 .‬على‬
‫الخط] ‪ . cybrarians journal .‬ع ‪( 8‬مارس ‪ .]2006.08.26[. )2006‬متاح في‪:‬‬
‫‪http://www.cybrarians.info/journal/no8/info.htm‬‬
‫[‪ ]8‬عليان‪.‬ربحي مصطفى ‪ .‬نظم وشبكات المعلومات اإلنترنت نموذجا‪[.‬على الخط] ‪.‬العربية ‪.3000‬ع‪[ .2000 .1.‬‬
‫‪ .]2006.08.26‬متاح على‪:‬‬
‫‪http://www.arabcin.net/arabiaall/2000/16.html‬‬
‫[‪ ]9‬الصباغ‪ ،‬عماد‪ .‬إدارة المعرفة ودورها في إرساء مجتمع المعلومات[على الخط]‪.]2006.05.02[.‬متاح على‪:‬‬
‫‪http://doc.abhatoo.net.ma/article.php3?id_article=492‬‬
‫[‪ ]10‬لشر‪ ،‬تريسا‪ .‬تسويق المعلومات فى مواجهة معلوماتية تتنافس وموارد تتناقص‪[.‬على الخط] ‪.‬العربية ‪.3000‬ع‪.2.‬‬
‫‪ .]2006.11.26[ .2005‬متاح على‪:‬‬
‫‪http://www.arabcin.net/arabiaall/2-2005/3.html‬‬
‫[‪ ]11‬أعراب ‪ ،‬عبد الحميد ‪ .‬مفهوم مجتمع المعلومات من خالل التجارب العالمية الرائدة ‪ .‬ورقة مقدمة إلى المؤتمر العربي‬
‫الخامس عشر” المكتبات ومرافق المعلومات ودورها في إرساء مجتمع المعرفة ” ‪ .‬تونس ‪ 5 -2‬مارس‬
‫‪ . 2005‬اإلتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ‪.‬‬
‫[‪ ]12‬عصر المعلومات ‪[ .‬على الخط المباشر]‪ . ]22/2/2007[.‬متاح على األنترنيت ‪:‬‬
‫‪http://www.afkaronline.org /arabic/articles/information.html‬‬
‫[‪ ]13‬المرجع نفسه ‪.‬‬

‫تكنولوجيا إدارة المكتبات اإللكترونية‬

‫يشهد العصر الحالي تطورات تقنية ضخمة ومتسارعة‪ ،‬في مجاالت مختلفة‪ ،‬ومنها مجاالت االتصاالت وتقنية المعلومات‪،‬‬
‫مما جعل العالم وحدة واحدة تتأثر وتتفاع‪aa‬ل م‪aa‬ع األح‪aa‬داث‪ ،‬فأص‪aa‬بح لزام‪aa‬ا على من يري‪aa‬د الس‪aa‬ير في ه‪aa‬ذا ال‪aa‬ركب الحض‪aa‬اري‬
‫مواكبة االنفجار المعرفي الحاصل‪ ،‬والتقدم العلمي المتسارع‪ .‬وهذا يتطلب بذل كل جهد وتسخير كل اإلمكانات ونقل تقنيات‬
‫ومعلومات تقود إلى إحداث نهضة علمية وتقنية شاملة‪.‬‬
‫لقد لعب التطور التقني دورًا كبيرًا في بناء الحضارة اإلنسانية الحديثة وكان الس‪aa‬بب في ك‪aa‬ل التح‪aa‬والت الجذري‪aa‬ة في جمي‪aa‬ع‬
‫مجاالت اإلنتاج الذي هو األساس الحاوي للحياة في المجتمع‪ .‬كما أدت التقني‪a‬ة إلى تغي‪a‬ير المجتمع‪a‬ات التقليدي‪a‬ة في الدول‪a‬ة‬
‫الصناعية الحديثة إلى مجتمعات تقنية أثرت بدورها على السلوك اإلنساني لألفراد وعلى اإلدارة وعلى المجتمع‪.‬‬
‫"وبينما يصف البعض عصرنا الحاضر بعصر ما بعد الثورة الصناعية‪ ،‬يصفه البعض اآلخر بعصر ثورة المعلومات‪ .‬فمم‪aa‬ا‬
‫ال شك فيه أن المعلومات من المصادر األساسية ذات الت‪aa‬أثير الواض‪aa‬ح على جمي‪aa‬ع مج‪aa‬االت النش‪aa‬اط في الع‪aa‬الم‪ .‬كم‪aa‬ا ت‪aa‬ؤدي‬
‫التطورات المتالحقة في تقنية المعلومات إلى تحويل المجتمع الصناعي إلى مجتمع يدور في فلك المعلومات‪ ،‬ومن ثم ف‪aa‬إن‬
‫التنظيم المنهجي للمعرفة النظرية سوف يكون هو المصدر األساسي لتوجيه وتشكيل بنية المجتمع في المستقبل‪.‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات‬

‫الصورة المعاصرة لتقنية المعلومات "تتكون من ثالثة عناصر أساسية‪ ،‬وهي الحاسبات اإللكترونية بق‪a‬درتها الهائل‪a‬ة على‬
‫االخ‪aa‬تزان وس‪aa‬رعتها الفائق‪aa‬ة في التجه‪aa‬يز واالس‪aa‬ترجاع‪ ،‬وتقني‪aa‬ات االتص‪aa‬االت بعي‪aa‬دة الم‪aa‬دى بق‪aa‬درتها الهائل‪aa‬ة على تخطي‬
‫الحواجز الجغرافية والمصغرات بك‪aa‬ل أش‪aa‬كالها من فيلمي‪a‬ة وض‪a‬وئية‪ ،‬وبق‪a‬درتها الهائل‪aa‬ة على توف‪a‬ير الح‪a‬يز الالزم الخ‪a‬تزان‬
‫الوثائق‪ ،‬فضًال عن سهولة التداول واالستنساخ واالسترجاع‪.‬‬
‫لقد حقق اإلنسان على مدى العصور الماض‪aa‬ية تط‪aa‬ورًا ه‪aa‬ائًال في مج‪aa‬ال تقني‪aa‬ة المعلوم‪aa‬ات واالتص‪aa‬االت‪ ،‬وفى وج‪aa‬ود البيئ‪aa‬ة‬
‫اإللكترونية للمعلومات وال‪aa‬تي ازدادت كم‪ًa‬ا وكيف‪ًa‬ا بوج‪a‬ود ش‪aa‬بكة اإلن‪a‬ترنت انبث‪a‬ق منه‪aa‬ا ع‪a‬دة مص‪a‬طلحات جدي‪a‬دة في جمي‪a‬ع‬
‫المجاالت الحياتية‪ ،‬ومن بين المؤسسات التي استفادت من هذا التطور التقني الهائل المكتب‪aa‬ات ومراك‪aa‬ز المعلوم‪aa‬ات‪ ،‬ونتج‬
‫عنه ظهور مسميات جديدة للمكتبة مثل المكتب‪aa‬ة اإللكتروني‪aa‬ة ‪ ،Electronic Library‬والمكتب‪aa‬ة االفتراض‪aa‬ية ‪Virtual‬‬
‫‪ ،Library‬والمكتبة ب‪aa‬دون ج‪aa‬دران ‪ ،Library without walls‬إال أن جمعي‪aa‬ة مكتب‪aa‬ات البحث األمريكي‪aa‬ة أش‪aa‬ارت في‬
‫تعريفها للمكتبات الرقمية إلى أن تلك المصطلحات هي مرادفات للمكتبة الرقمية ]‪ ،Digital Librsries[3‬وقد س‪aa‬اد ك‪aa‬ل‬
‫منها في فترة من فترات التطور التي شهدتها المكتبات بإدخال تقنية الحواس‪aa‬يب في المكتب‪aa‬ات‪ ،‬واس‪aa‬تخدمت بش‪aa‬كل تب‪aa‬ادلي‬
‫لكي تصف المفهوم الواسع للمكتبة الرقمية‪.‬‬
‫‪:-‬تحول المكتبة‬
‫مع التحول الذي يشهده العالم المتقدم وانتقاله من المجتم‪aa‬ع الص‪aa‬ناعي إلى مجتم‪aa‬ع المعلوم‪aa‬ات‪ ،‬ظه‪aa‬رت حتمي‪aa‬ة التحكم في‬
‫إنتاج المعلومات‪ ،‬ومعالجتها‪ ،‬ومحاولة االستفادة منها‪ .‬فوقفت المكتبات بشتى أنواعها عاجزة عن توفير كل م‪aa‬ا ينش‪aa‬ر في‬
‫اختصاصات الباحثين واإللمام بمستجدات بحوثهم العلمية‪ .‬ومع ظهور تكنولوجيا البث واالتصال‪ ،‬استخدمت طريقة البحث‬
‫على الخط المباشر‪ .‬وبظهور الوسائط الضوئية‪ ،‬والمغناطيسية‪ ،‬واإللكترونية‪ ،‬فقد اس‪aa‬تخدمت تقني‪a‬ات حديث‪a‬ة في المعالج‪a‬ة‬
‫وبث المعلومات‪ ،‬ناهيك عن توفيرها للصورة والصوت‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه أن هذه الثورة في المعلومات قد بدأت تهدد األرصدة الورقية أو المطبوعة‪ ،‬حيث أص‪aa‬بحت ال تمث‪aa‬ل س‪aa‬وى‬
‫نسبة ضئيلة من اإلنتاج الفكري المنشور‪ ،‬وذلك نظرا لما توفره من س‪aa‬رعة في الحص‪aa‬ول على المعلوم‪aa‬ات ب‪aa‬أدق الكيفي‪aa‬ات‬
‫وبأقل التكـاليف‪.‬ويقـول النقاد إن ثورة المعلومات سوف لن تلغي المكتوب و إنما تغير في ش‪a‬كله‪ ،‬فالن‪a‬اس لن تق‪a‬رأ جري‪a‬دة‬
‫مصنوعة من الورق‪ ،‬وال كتابا وال قاموسا مصنوعا بالورق‪ ،‬بعدما اصبح كل ذلك عبارة عن صفحات إلكترونية تقرأ على‬
‫الشاشة بفضل تقنيات الكمبيوتر واألقراص المضغوطة‪.‬‬
‫وفي هذا الص‪a‬دد يق‪a‬ول وان‪a‬دوب كريس‪a‬تين ‪ ،Christian Wandendope‬عض‪a‬و في جمعي‪a‬ة الح‪a‬دود اإللكتروني‪a‬ة‪" :‬إن‬
‫النصوص الموجهة للقراءات الجارية ستكون على وسائط رقمية كما هو الحال في البري‪aa‬د اإللك‪aa‬تروني ونش‪aa‬اطات الق‪aa‬راءة‬
‫على صفحات الويب (‪ ،)WEB‬والكتاب اإللكتروني س‪aa‬يعجل في التغي‪aa‬ير من ال‪aa‬ورقي إلى ال‪aa‬رقمي‪ ]4["،‬وب‪aa‬دون ش‪aa‬ك ف‪aa‬إن‬
‫حصة الورق في نش‪aa‬اطاتنا القرائي‪aa‬ة اليومي‪aa‬ة س‪aa‬تنخفض عم‪aa‬ا ك‪aa‬انت علي‪aa‬ه ب‪aa‬األمس‪ ،‬األم‪aa‬ر ال‪aa‬ذي يتطلب من الق‪aa‬ائمين على‬
‫المكتبات التنبه إلى ذلك مع أهمية الحفاظ على الكتاب الورقي وتطويره‪.‬‬
‫الكتاب أو عصر األوعية الورقية إلى أين؟‬
‫في عام ‪ 1982‬توقع "األستاذ الدكتور سعد الهجرسي" بأن عصر األوعي‪aa‬ة الورقي‪aa‬ة ال يمكن أن يس‪aa‬تمر إلى م‪aa‬ا ال نهاي‪aa‬ة‪،‬‬
‫وفي عام ‪ 1990‬أكد للم‪a‬رة الثاني‪a‬ة تل‪a‬ك التوقع‪a‬ات[‪ ،]5‬واألس‪a‬باب ال‪a‬تي دفعت‪a‬ه إلى التص‪a‬ريح به‪a‬ذه الرؤي‪a‬ة‪ ،‬هي‪ :‬االرتف‪a‬اع‬
‫المستمر في تكاليف األوعية الورقية‪ ،‬مقابل االنخفاض المستمر في أسعار األوعية غير التقليدية – الحيز والف‪aa‬راغ الكب‪aa‬ير‬
‫الذي تتطلبه األوعية التقليدية عند االخ‪a‬تزان – التل‪a‬ف ال‪a‬ذي يلح‪a‬ق األوعي‪a‬ة الورقي‪a‬ة بس‪a‬بب نس‪a‬بة الحموض‪a‬ة في ص‪a‬ناعة‬
‫ومنتجات األوراق الحديثة – التطور الهائل المذهل والمتواصل في تكنولوجيا األوعية غير التقليدية – كما يفي‪aa‬د "ال‪aa‬دكتور‬
‫الهجرسي" ب‪a‬أن التنب‪a‬ؤ المت‪a‬وازن بالنس‪aa‬بة له‪aa‬ذه القض‪a‬ية يتلخص في أن بن‪a‬وك المعلوم‪a‬ات‪ ،‬وم‪a‬ا تمثل‪aa‬ه من أنم‪a‬اط حديث‪a‬ة‬
‫لالختزان واإلتاحة‪ ،‬ستشارك الكتب وما تمثله من األنماط المطبوعة‪ ،‬بدرجات متفاوتة بحسب التق‪aa‬دم الحض‪aa‬اري الع‪aa‬ام في‬
‫المجتمع‪ ،‬وبحسب الوظيفة القرائية للوعاء الذي يتم تحويله‪ ،‬فيزداد نصيب بنوك المعلومات في المجتمعات المتقدمة وفي‬
‫األوعية المرجعية‪.‬‬
‫"يؤكد كيست ‪ Kist‬بدوره‪ ،‬أن األعمال المطبوعة تتمتع بقوة متأصلة بها‪ ،‬تمكنها أن تؤمن دورها على مسرح النش‪aa‬ر في‬
‫المستقبل ولعقود قادمة"[‪ ،]6‬فالكتب والدوريات وغيرها من المطبوعات تتوافر فيها الصفات والسمات اآلتية‪ :‬محمول‪aa‬ة‪،‬‬
‫حافظة‪ ،‬آمنة‪ ،‬محسوسة‪ ،‬سهل التكيف معها‪ ،‬لها هويتها الخاصة وشخصيتها المميزة‪ ،‬االنفراد بشكل وهيئة متميزة‪.‬‬
‫حاليًا تتفوق كفة أوعية الوسائط المتعددة على كف‪aa‬ة األوعي‪aa‬ة المطبوع‪aa‬ة في م‪aa‬يزان وس‪aa‬ائل االتص‪aa‬ال‪ ،‬إن أوعي‪aa‬ة الوس‪aa‬ائط‬
‫المتعددة تتوافر فيها كافة عناصر إنتاج وسائل االتصال مثل‪-:‬‬
‫الرموز اللفظية‪ :‬الرموز الكتابية وأنماطها وأشكالها المتطورة‪.‬‬
‫الرموز التصويرية‪ :‬النقوش والرسوم واألساليب المماثلة‪ ،‬وتتضمن أيضًا الصورة الصوتية في تسجيل الحدث‪.‬‬
‫اللون‪ :‬الذي يلقي الضوء على الرموز اللفظية‪ ،‬ويبرز المظاهر الحية في رسمها‪.‬‬
‫الصوت‪ :‬نسخ وانتقال األصوات والموسيقى‪.‬‬
‫الحركة‪ :‬بث الصور والرسوم المتحركة‪ ،‬أو حركة األشخاص‪.‬‬
‫بل أن الوسائط المتعددة تضيف ميزة أخرى بأنها تعمل على الحاسوب‪ ،‬الذي يمكن استغالله في أغ‪aa‬راض أخ‪aa‬رى‬
‫متعددة‪.‬‬
‫وهكذا فإن المكتبات بدأت تتغير وأصبح لها دور حيوي في هذا العصر اإللك‪aa‬تروني ورس‪aa‬التها في اختي‪aa‬ار وتخ‪aa‬زين وتنظيم‬
‫ونشر المعلومات أصبحت ذات أهمية كبيرة‪ ،‬لذا فإن طريقة تنفيذ هذه الرسالة أو المهم‪a‬ة يجب أن تتغ‪a‬ير بص‪a‬ورة فاعلي‪a‬ة‪،‬‬
‫فيما إذا أريد لهذه المكتبات مواصلة الحياة[‪.]7‬‬
‫ولقد أوجدت المؤسسات الكبرى ذات األعمال الواسعة في التجارة والصناعة والمصارف والنف‪aa‬ط وغيره‪aa‬ا مكتب‪aa‬ة العم‪aa‬ل (‬
‫‪ ) Business Library‬وسخرتها لخدمة أعمالها وفقًا لتخصصها العام وحققت منها فوائد عديدة‪.‬‬
‫نظرة مستقبلية‬
‫إن طموحات مشغلي نظم المعلومات في الع‪a‬الم تتمث‪a‬ل في تحوي‪a‬ل المعلوم‪a‬ات المتاح‪a‬ة ل‪a‬ديها – األوعي‪a‬ة التقليدي‪a‬ة من كتب‬
‫ومراج‪aa‬ع ودوري‪aa‬ات ‪ -‬إلى الش‪aa‬كل الالزم‪ ،‬ليتم اس‪aa‬ترجاعها من خالل ش‪aa‬بكة المعلوم‪aa‬ات الدولي‪aa‬ة (‪ ،)Web‬ونش‪aa‬رها ع‪aa‬بر‬
‫االنترنت‪.‬‬
‫وفي دراسات عديدة حول اتس‪aa‬اع اس‪aa‬تخدام الوس‪aa‬ائط المتع‪aa‬ددة‪ ،‬وتفض‪aa‬يل المس‪aa‬تخدمين له‪aa‬ا بس‪aa‬ب ميزاته‪aa‬ا وقص‪aa‬ور بعض‬
‫الطرق المستخدمة مسبقًا‪ ،‬برزت عدة أسباب منها‪-:‬‬
‫اتساع دائرة انتشار الندوات الفيدوية بفضل تراجع أسعار معدات هذه الندوات‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عدم تحقق اآلمال المعلقة على توزيع برامج الفيديو واأللعاب عبر الشبكات بسبب تعدد األنظمة وعدم توافقيتها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫فشل تجربة التلفزيون التفاعلي‪ ،‬لتميز الحاسوب التفاعلي‪ ،‬وذلك بالنظر إلى الطبيعة الخاصة ألجهزة التلفزيون المصممة‪ ،‬لتكون وسيلة للمشاهدة وحسب‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫انتشار الصحف اإللكترونية التي تنشر عبر شبكة االنترنت‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تعريف المكتبة الرقمية‬

‫من أبرز تعريفات المكتبة الرقمية ما قدمه مجلس المكتبات وموارد المعلومات ]‪" ،CLIR[8‬وهي عب‪aa‬ارة عن مؤسس‪aa‬ات‬
‫ت‪aa‬وفر الم‪aa‬وارد المعلوماتي‪aa‬ة ال‪aa‬تي تش‪aa‬مل الك‪aa‬ادر المتخص‪aa‬ص‪ ،‬الختي‪aa‬ار وبن‪aa‬اء المجموع‪aa‬ات الرقمي‪aa‬ة ومعالجته‪aa‬ا وتوزيعه‪aa‬ا‬
‫وحفظها‪ ،‬وضمان استمراريتها وانسيابها وتوفيرها بطريقة سهلة واقتصادية لجمهور من المستفيدين" [‪.]9‬‬
‫ويعرف محمد فتحي عبد الهادي المكتبة الرقمية بأنها ‪ " :‬تلك المكتبة التي تقتني مصادر معلومات رقمية‪ ،‬سواء المنتجة‬
‫أصًال في شكل رقمي أو التي تم تحويلها إلى الشكل ال‪aa‬رقمي‪ ،‬وتج‪aa‬ري عملي‪aa‬ات ض‪aa‬بطها ببليوجرافي‪aa‬ا باس‪aa‬تخدام نظ‪aa‬ام آلي‪،‬‬
‫ويتاح الولوج إليها عن طريق شبكة حواسيب سواء كانت محلية أو موسعة أو عبر شبكة اإلنترنت" [‪.]10‬‬

‫‪ - 1.6‬وهناك أربع سمات تميز المكتبة الرقمية وهي‪-:‬‬


‫‪ -1‬إدارة مصادر المعلومات آليًا‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم الخدمة للباحث من خالل قنوات إلكترونية‪.‬‬
‫‪ -3‬قدرة العاملين بالمكتبة الرقمية على التدخل في التعامل اإللكتروني في حالة طلب المستفيد‪.‬‬
‫‪ -4‬القدرة على اختزان وتنظيم ونقل المعلومات إلى الباحث منها من خالل قنوات إلكترونية[‪.]11‬‬

‫ومن خالل تعريف المكتبة الرقمية وعرض سماتها نستنتج أن اإلنترنت تعد هي البيئة المثالي‪a‬ة الحتض‪a‬ان وإتاح‪a‬ة ال‪aa‬دخول‬
‫إلى المكتبات الرقمية التي تقوم بتوفير أوعية ومصادر المعلومات على وسائط رقمية مخزنة في قواعد معلومات مرتبط‪aa‬ة‬
‫بشبكة اإلنترنت‪ ،‬بحيث تتيح للمستفيدين االطالع والحصول على ه‪aa‬ذه األوعي‪aa‬ة من خالل نهاي‪aa‬ات طرفي‪aa‬ة مرتبط‪aa‬ة بقواع‪aa‬د‬
‫المعلومات الخاصة بالمكتبة‪ ،‬وبهذه الطريقة تتيح للمستفيدين االطالع والحصول على أوعية ومص‪aa‬ادر المعلوم‪aa‬ات في أي‬
‫وقت‪ ،‬ومن أي مكان تتوفر فيه نهايات طرفية مرتبطة بتلك القواعد المعلوماتية[‪.]12‬‬
‫ومن أهم العوام‪aaa‬ل الرئيس‪aaa‬ية ال‪aaa‬تي تس‪aaa‬اهم في إيص‪aaa‬ال خ‪aaa‬دمات المكتب‪aaa‬ات الرقمي‪aaa‬ة إلى قط‪aaa‬اع واس‪aaa‬ع من المس‪aaa‬تفيدين‬
‫إنشاء وتصميم موقع للمكتبة على شبكة اإلنترنت بقالب تفاعلي جذاب يقبل عليه طالبو المعرفة‪ ،‬وبشكل تحفيزي‪.‬‬
‫‪ -2.6‬وتتمثل خدمات المكتبة الرقمية في ثالثة بنود رئيسية وهي‪-:‬‬
‫‪ -‬فهرس المكتبة العام‪ ،‬واالتصال بخدماته كطلبات اإلعارة‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة المحتويات الرقمية مثل قواعد المعلومات والكتب والمجالت الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬الخدمات التفاعلية مثل الدعم الفني واإلجابة على االستفسارات واإلحاطة الجارية واألخبار وغيره‪.‬‬

‫‪ -3.6‬ومن أهم شروط الولوج للمكتبة الرقمية والتمتع بخدماتها توفر ما يلي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬إمكانية النفاذ إلى حاسوب ووجود خط هاتف ومحول مودم‪.‬‬
‫‪ -2‬االرتباط بشبكة اإلنترنت‪ ،‬أي وجود مزودين لخدمات اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة مواقع المكتبات الرقمية وعناوينها وأرصدتها[‪.]13‬‬

‫‪ -4.6‬متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية‪-:‬‬


‫ليتم إنشاء مكتبة رقمية البد من المرور بعدة مراحل من أهمها إدخال المعلوماتية في الوظائف الرئيسية للمكتبة التقليدية‪،‬‬
‫وتش‪aa‬مل التزوي‪aa‬د والفهرس‪aa‬ة واإلع‪aa‬ارة وغ‪aa‬يره‪ ،‬وحوس‪aa‬بة أغلب إجراءاته‪aa‬ا ثم رقمن‪aa‬ة ( ( ‪ Digitalization‬محتوي‪aa‬ات‬
‫المجموعات النصية وتحويلها إلى أشكال جذابة وصور متحركة‪ ،‬ومن أهم متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬احتياجات قانونية وتنظيمية إذ يتعين على المكتبة عند تحويل موادها النصية من تقارير وبحوث ومقاالت وغيره‪aa‬ا إلى‬
‫أشكال يمكن قراءتها أليًا الحصول على إذن خاص من صاحب الحق عمًال بقوانين حقوق الطبع والملكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -2‬أجهزة خاصة لربط المكتبة بشبكة اتصاالت داخلية وشبكة اإلنترنت العالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬أجهزة تقنية خاصة بتحويل مجموعات المكتبة من تقليدية إلى رقمية‪ ،‬وأجهزة حاسوب وملحقاته المختلف‪a‬ة‪ ،‬وطابع‪a‬ات‬
‫ليزرية متطورة‪ ،‬وماسحات ضوئية‪ ،‬وأجهزة تصوير‪.‬‬
‫‪ -4‬برمجيات ( ‪ ) Software‬وبروتوكوالت لربط نظم استرجاع المعلومات على الخط‪.‬‬
‫‪ -5‬االشتراك في الدوريات اإللكترونية‪ ،‬حيث يتم ربط المكتبة بالناشر أو مقدم الخدمة برقم النطاق ( ‪.) IP Address‬‬
‫‪ -6‬الربط بين موقع الدوريات اإللكترونية والدوريات ال‪aa‬تي يحتويه‪aa‬ا نظ‪aa‬ام الفه‪aa‬رس اآللي في المكتب‪aa‬ة‪ ،‬وكتاب‪aa‬ة الحواش‪aa‬ي‬
‫الخاصة بموقع الدوريات اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -7‬كوادر بشرية فنية مؤهلة وقادرة على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة‪.‬‬
‫‪ -8‬الدعم المالي القوي الذي يساعد على تنفيذ المشروع وتشغيله‪.‬‬

‫‪ -5.6‬مشاكل التحول إلى المكتبة الرقمية وسبل تذليلها‪-:‬‬


‫إن التحول من الشكل التقليدي للمكتبة إلى الشكل اإللكتروني يواجه العديد من المشاكل المتعلقة باألمور التقنية والقانونية‬
‫والمادية‪ ،‬ومن أهم تلك العقبات والمشاكل ما يلي ‪:‬‬
‫التكاليف المادية المرتفعة لمصادر المعلومات الرقمية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التكاليف الباهظة للتجهيزات التقنية الالزمة للتحول الرقمي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الص‪a‬ياغة القانوني‪a‬ة للعق‪a‬ود م‪a‬ع م‪a‬زودي المعلوم‪a‬ات‪ ،‬عن‪a‬د اقتن‪a‬اء قواع‪a‬د البيان‪a‬ات أو مص‪a‬ادر المعلوم‪a‬ات‬ ‫‪.3‬‬
‫الرقمية‪.‬‬
‫حماية حقوق النشر والملكية الفكرية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫عدم الوعي لدى المستفيدين بأهمية االستفادة من التقنية الحديثة[‪.]14‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وبرغم من هذه المشاكل إال أنه يمكن تفادي بعضها‪ ،‬وذلك بدراس‪a‬ة تج‪a‬ارب بعض المكتب‪a‬ات العام‪a‬ة والمتخصص‪a‬ة العربي‪a‬ة‬
‫والدولية في مجال التحول الرقمي‪ ،‬واالستفادة من الخبرات في المج‪aa‬ال‪ ،‬للتع‪aa‬رف على كيفي‪aa‬ة التغلب على تل‪aa‬ك الص‪aa‬عوبات‬
‫التي واجهتهم‪.‬‬
‫ومن حيث عدم الوعي الكافي بمكاسب التحول ال‪aa‬رقمي ال‪aa‬تي س‪aa‬تعود على المس‪aa‬تفيدين أنفس‪aa‬هم‪ ،‬هن‪aa‬ا يتطلب األم‪aa‬ر ت‪aa‬دريب‬
‫المس‪aa‬تخدم أو الب‪a‬احث على كيفي‪a‬ة اس‪aa‬تخدام مص‪a‬ادر المعلوم‪a‬ات المتاح‪a‬ة في المكتب‪a‬ة للوص‪a‬ول إلى المعلوم‪a‬ات المطلوب‪a‬ة‪،‬‬
‫ولتحقيق ذلك يتطلب األمر التركيز على األجيال الناشئة من خالل المؤسسات التعليمية لتعليمهم كيفية اس‪aa‬تخدام الحاس‪aa‬وب‬
‫وتطبيقاته‪ ،‬والتعامل مع شبكة اإلنترنت وبرامج التصفح المختلفة[‪.]15‬‬
‫المقترحات‬

‫فكرة المقترح هي امتداد إلى ما نسميه المكتبات الرقمية التي بدأت مع فكرة ‪ Vannenar Bush‬لنظام ‪ Memex‬عام‬
‫‪ ،1945‬واستمرت في التطور مع كل تقدم في تكنولوجيا المعلومات‪ .‬حيث تركز المفهوم م‪a‬ع اس‪aa‬تخدام الحاس‪aa‬بات في بن‪a‬اء‬
‫قواعد البيانات الببليوجرافية الكبيرة‪ ،‬اآلن يع‪a‬رف بأنظم‪a‬ة اإلتاح‪a‬ة العام‪a‬ة واالس‪a‬ترجاع على الخ‪a‬ط المباش‪a‬ر وال‪a‬تي تك‪a‬ون‬
‫جزءًا من أي مكتبة معاصرة‪ .‬عندما اتصلت الحاسبات بشبكات كبيرة تشكلت اإلن‪aa‬ترنت‪ ،‬ف‪aa‬إن المفه‪aa‬وم تتط‪aa‬ور م‪aa‬رة ثاني‪aa‬ة‪،‬‬
‫والبحث تحول إلى خلق مكتبات من معلوم‪aa‬ات رقمي‪aa‬ة وال‪aa‬تي يمكن أن تت‪aa‬اح إلى أي ش‪aa‬خص من أي مك‪aa‬ان في الع‪aa‬الم‪]16[.‬‬
‫للحصول على المعلومات أو االنخراط في التدريب التفاعلي‪.‬‬

‫قطاع المعلومات كما بينه العالم "ماكلوب – ‪ ،"Machlup‬يضم خمسة أقسام رئيسية لص‪aa‬ناعات المعرف‪aa‬ة وهي (التعليم‪،‬‬
‫البحوث‪ ،‬التنمية‪ ،‬وسائل اإلعالم واالتصال‪ ،‬آالت المعلومات وخدمات المعلومات)‪،‬‬

‫تنادي الورقة بتأسيس المكتبة الرقمية ‪ ،‬مسخرة كل الطاقات البشرية والخبرات في قطاع التعليم وقطاعات البحث العلمي‬
‫والتنمية والتطوير‪ ،‬تكون هذه المكتبة وفروعها بيئة لتقديم الخدمات التالية ‪:‬‬
‫منبرًا للتعليم المتواصل‪،‬‬
‫التدريب الفعال‬
‫تلبية احتياجات المستفيدين من المعلومات التي يبحثون عنها‪،‬‬
‫تقديم برامج التدريب التفاعلي كلما أمكن ذلك‪ ،‬من مساكنهم أو أماكن عملهم‬
‫ربط المستفيد بالخدمات حيثما وجدت‪ ،‬عن طريق شبكات االنترنت‪ - ،‬حيث تحتسب الورقة المكتبة هي الوع‪aa‬ائي الرئيس‪aa‬ي‬
‫للمعلومات والبيئة هي االنترنت والوسط أو الوعاء هو الوسائط المتعددة ‪.-Multimedia‬‬
‫نجد أن المكتبات العامة تلعب دورها الهام في نشر الوعي الثقافي بين أف‪aa‬راد المجتم‪aa‬ع‪ ،‬إض‪aa‬افة لل‪aa‬دور ال‪aa‬ذي تقدم‪aa‬ه مكتب‪aa‬ة‬
‫المؤسسة التعليمية والتدريبية‪ ،‬بذلك تتناول المكتبة الرقمية تل‪a‬ك الفئ‪a‬ة ال‪a‬تي تتواج‪a‬د خ‪a‬ارج ح‪a‬دود المؤسس‪a‬ات التعليمي‪a‬ة‪،‬‬
‫والمراكز التدريبية‪.‬‬

‫‪ -1.7‬هيكلية ومكونات المكتبة الرقمية‪-:‬‬


‫‪ .1‬المكتبة االفتراضية ‪ -‬الرقمية[‪ ،]17‬بحيث تشمل الوحدات التالية‪-:‬‬
‫وح‪aa‬دة إنت‪aa‬اج ال‪aa‬دروس (الع‪aa‬رض الم‪aa‬رئي – ‪ )Video courses‬خدم‪aa‬ة مش‪aa‬روع إنت‪aa‬اج الكت‪aa‬اب‬ ‫‪-‬‬
‫اإللك‪aaa‬تروني‪(( .‬هن‪aa‬اك مق‪aa‬ترح بالخص‪aa‬وص مق‪aa‬دم من األخت م‪ .‬فهيم‪aa‬ة اله‪aaa‬ادي الشكش‪aaa‬وكي‬
‫بخصوص مشروع انتاج الكتاب اإللكتروني معتمد ‪ ،‬التقرير التفصيلي تحت اإلعداد))‬
‫وحدة المكتبة اإللكترونية (التوثيق اإللكتروني واالسترجاع)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحدة طباعة الدروس التعليمية‪ ،‬والتدريبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحدة دروس العرض المرئي ‪Video courses‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحدة دروس العرض المباشر ‪Visio conference courses‬‬ ‫‪-‬‬

‫والتي تعتمد على تقنيات الحاسوب واإلنترنت‪ ،‬وتشمل ‪-:‬‬


‫مكتبة المطبوعات ( المراجع‪ ،‬الموسوعات‪ ،‬الوثائق‪ ،‬الخرائط)‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ .2‬مكتبة الوسائط‪ ،‬األشرطة المرئية‪ ،‬االسطوانات المكتنزة‪ ،‬وتسجيالت الحلقات الدراس‪aa‬ية المنقول‪aa‬ة ( ‪Video‬‬
‫‪)courses , CD…. Videotape‬‬
‫مكتبة الشبكة‪-:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫للقيام بعرض الدروس التفاعلية‪ ،‬والدورات التدريبية عن طريق ‪:‬‬
‫وحدة إدارة الدروس الموثقة‪.‬‬ ‫·‬
‫اإلنترانيت ‪ /‬االيترنت‪ (.‬الشبكة الداخلية للمعلومات)‬ ‫·‬
‫اإلنترنت ( الشبكة العالمية للمعلومات)‬ ‫·‬

‫‪ -2.7‬إعداد وتأهيل القوى العاملة إلدارة المكتبة الرقمية‪-:‬‬


‫إلدارة المكتبة الرقمية يتطلب تأهيل كوادر فني‪aa‬ة متخصص‪aa‬ة في مج‪aa‬ال المكتب‪aa‬ات وعلم المعلوم‪aa‬ات والتوثي‪aa‬ق‪ ،‬ق‪aa‬ادرة على‬
‫تطبيق القواعد واألنظمة المتبعة المعمول بها عالميًا‪ ،‬قادرة على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديث‪aa‬ة في ه‪aa‬ذا المج‪aa‬ال‪،‬‬
‫وإيجاد آلية من شأنها أن تمكن المختصين في مجال المكتبات والمعلومات من مواكبة التطورات العملية والتقنية في تقديم‬
‫الخدمات المعلوماتية‪.‬‬

‫‪ -1.2.7‬دور ومواصفات أخصائي المكتبة الرقمية‪-:‬‬


‫لقد أصبح هناك مؤشران يوضحان دور األخص‪a‬ائي (ب‪a‬احث المكتب‪a‬ات) المؤش‪a‬ر األول يش‪a‬ير إلى تض‪a‬اؤل أو محدودي‪a‬ة دور‬
‫أمين المكتبة في ظل تأثير التقنيات الحديثة المتراكمة ويشير المؤشر الث‪aa‬اني إلى تأيي‪aa‬د دور ب‪aa‬احثي المكتب‪aa‬ات والمعلوم‪aa‬ات‬
‫واستمرارية الدور المنوط به‪.‬‬
‫المؤشر األول‪ :‬الخاص بتضاؤل دور المكتبي" األخصائي يس‪aa‬تند إلى التقني‪aa‬ات الحديث‪aa‬ة باعتباره‪aa‬ا أض‪aa‬افت متغ‪aa‬يرًا جدي‪aa‬دًا‬
‫وبعدًا آخر للبنية أو التوسط المعلوماتى (‪ )Information MEDITATING‬فالمعلومات على الخ‪aa‬ط المباش‪aa‬ر وعلى‬
‫الش‪aa‬بكة العنكبوتي‪a‬ة‪ ،‬أص‪a‬بحت داخ‪a‬ل وخ‪a‬ارج المكتب‪a‬ة وباس‪aa‬تطاعة المتص‪a‬فح على الحاس‪aa‬ب أن يكس‪aa‬ر ح‪a‬اجز الوص‪a‬ول إلى‬
‫المعلومات‪ ،‬عن طريق النفاذ أو الوصول إلى شبكات المعلومات البعيدة بل والقدرة على اقتناء ه‪aa‬ذه المعلوم‪aa‬ات باس‪aa‬تخدام‬
‫الوسائط اإللكترونية‪ ،‬ويتناقص دور المكتبي أمام تناقص "األمية المعلوماتية"‬
‫المؤشر الثاني‪ :‬يؤيد استمرارية احتفاظ المهني بدوره ومكانته مشيًر ا إلى أن الدور المنوط بالمكتبي يمثل حلقة وصل بين‬
‫المستفيدين وبين المعلومات‪ .‬لقد تغيرت مه‪aa‬ام ووظ‪aa‬ائف أمين المكتب‪aa‬ة اإللكتروني‪aa‬ة من أداء الوظ‪aa‬ائف التقليدي‪aa‬ة إلى مه‪aa‬ام‬
‫استشاري معلومات‪ ،‬ومدير معلومات‪ ،‬وموجه أبح‪a‬اث‪ ،‬ووس‪a‬يط معلوم‪a‬ات للقي‪a‬ام بعملي‪a‬ات معالج‪a‬ة المعلوم‪a‬ات وتفس‪a‬يرها‬
‫وترجمتها وتحليلها‪ ،‬وإتقان مهارات االتصال لإلجابة عن أِس ئلة المستفيدين‪ ،‬وكذلك االرتب‪a‬اط ببن‪a‬وك وش‪a‬بكات المعلوم‪a‬ات‬
‫وممارسة تدريب المستفيدين على استخدام النظم والشبكات المتطورة‪ ،‬وتسهيل مهمات الباحثين‪.‬‬

‫وكذلك ترى الورقة أن المكتبة ستزيد الطلب على اختصاصي المعلومات ذي الخ‪aa‬برة والمعرف‪aa‬ة‪ .‬وال‪aa‬دور المن‪aa‬اط ب‪aa‬ه يتمث‪aa‬ل‬
‫في‪-:‬‬
‫‪ -1‬استشاري معلومات يعمل على مساعدة المستفيدين وتوجيههم إلى بنوك ومصادر معلومات أكثر استجابة‬
‫الحتياجاتهم‪.‬‬
‫تدريب المستفيدين على استخدام المصادر والنظم اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تحليل المعلومات وتقديمها للمستفيدين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إنشاء ملفات بحث وتقديمها عند الطلب للباحثين والدارسين‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إنشاء ملفات معلومات شخصية وتقديمها عند الحاجة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫البحث في مصادر غير معروفة للمستفيد وتقديم نتائج البحث‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫مساعدة المستفيد في استثمار شبكة اإلنترنت وقدراتها الضخمة في الحصول على المعلومات‪ ،‬والوصول‬ ‫‪-7‬‬
‫إلى مراكز التدريب اإللكترونية‪.‬‬

‫ومثل هذه المهام تتطلب إعدادًا خاصًا الكتساب مه‪a‬ارات معين‪a‬ة في مواجه‪a‬ة التط‪a‬ورات الس‪a‬ريعة والمذهل‪a‬ة في تكنولوجي‪a‬ا‬
‫المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وتقديم خدمات شاملة ومتجددة تتماشى مع روح العص‪aa‬ر وث‪aa‬ورة المعلوم‪aa‬ات‪ .‬ولكي تق‪aa‬وم المكتب‪aa‬ة‬
‫الرقمية بوظائفها ال بد أن يعمل بها أمناء مكتبات متفرغون حيث يتم اختيارهم وانتقاؤهم حس‪aa‬ب المواص‪aa‬فات والم‪aa‬ؤهالت‬
‫المطلوب‪a‬ة‪ .‬م‪a‬ع الح‪a‬رص على وض‪a‬ع ب‪a‬رامج تعليم وت‪a‬دريب له‪a‬ؤالء األمن‪a‬اء بحيث يتم ت‪a‬أهيلهم فني‪a‬ا وتربوي‪a‬ا للتعام‪a‬ل م‪a‬ع‬
‫المستفيدين الذين يترددون على المكتبة الرقمية‪.‬‬
‫يتطلب من تم اختياره أو توجيهه للعمل في المكتبة الرقمية ( الرئيسية أو الفرعية)‪ ،‬كموظف مختص أو ما يلي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬الموظ‪aaa‬ف المختص‪ :‬يجب أن يك‪aaa‬ون حاص‪ًaaa‬ال على ش‪aaa‬هادة في المكتب‪aaa‬ات والمعلوم‪aaa‬ات س‪aaa‬واء (الدراس‪aaa‬ات العلي‪aaa‬ا أو‬
‫البكالوريوس أو الدبلوم العالي في المكتبات)‪.‬‬
‫ب – الموظف المعاون‪ :‬إن من يتم اختي‪aa‬اره م‪aa‬ع ع‪aa‬دم ت‪aa‬وفر الش‪aa‬رط الس‪aa‬ابق يجب أن يك‪aa‬ون على األق‪aa‬ل حاص‪ًa‬ال على دورة‬
‫تدريبية في المكتبات وضرورة أن يكون حاصًال على بكالوريوس ويفضل أن يكون في مجال اإلدارة‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬يتطلب أن يحسن كل من الموظف المختص‪ ،‬والموظف المعاون‪ ،‬استخدام الحاسب اآللي‪.‬‬
‫د ‪ -‬أن يتحليا بالصفات الحميدة واألخالق الفاضلة‪ .‬السيما كونهما يستقبالن جمهورا مختلف الطباع‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬أن يكونا قادرين على بناء عالقات إنسانية مع اآلخرين‪.‬‬
‫و ‪ -‬أن يكونا محبي لالطالع ومثقفين‪ ،‬ليقدما المساعدة لمن يطلبها‪.‬‬

‫‪ -2.2.7‬جانب من المسميات الوظيفية للعاملين بالمكتبة الرقمية‪-:‬‬


‫مفهرس مواقع‬ ‫‪-1‬‬
‫مدير موقع المكتبة‬ ‫‪-2‬‬
‫أخصائي خدمات رقمية‬ ‫‪-3‬‬
‫أخصائي دليل بحث المكتبة‬ ‫‪-4‬‬
‫مرشد تدريبي‬ ‫‪-5‬‬
‫محلل معلومات‬ ‫‪-6‬‬

‫‪ -3.7‬محتويات المكتبة بنوعيها الورقي واإللكتروني‪-:‬‬

‫أوَال ‪ -:‬الكتب ( الورقية منها واإللكترونية)‪-:‬‬


‫دوائر المعارف والموسوعات ‪ ،Encyclopedias‬بنوعيها العام والخاص‬ ‫·‬
‫المعاجم اللغوية ‪Dictionaries :‬‬ ‫·‬
‫معاجم التراجم ‪Biographical Dictionaries :‬‬ ‫·‬
‫األطالس ومعاجم البلدان ‪Atlases and Gazetteers :‬‬ ‫·‬
‫الكتب السنوية ( الحوليات) ‪Year book‬‬ ‫·‬
‫اإلحصائيات ‪Statistics :‬‬ ‫·‬
‫األدلة ‪Directories :‬‬ ‫·‬
‫الخرائط‬ ‫·‬
‫المراجع الورقية واإللكترونية‬
‫الببليوجرافيات‬ ‫‪‬‬
‫الكشافات‬ ‫‪‬‬
‫المستخلصات‬ ‫‪‬‬
‫الدوريات ‪Periodicals -:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Book lets and pamphlets‬‬ ‫الكتيبات والنشرات‬ ‫‪‬‬
‫الرسائل ووقائع المؤتمرات‬ ‫‪‬‬
‫‪Clippings or‬‬ ‫القصاصات ‪cuttings :‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانيًا ‪ -:‬المصادر غير المطبوعة‪.‬‬
‫أ‪ /‬المصادر البصرية ‪Visual media :‬‬
‫الشرائح ‪ ،Slides‬الشرائح الفيلمية ‪ ،Filmstrips‬الشفافيات ‪.Transparencies‬‬
‫ب‪ /‬المواد السمعية‪ :‬األقراص ( األسطوانات ‪ ،) Discs, Records‬األشرطة الصوتية ( ‪)Sound taps‬‬
‫ج‪ /‬المواد السمعية البصرية ‪Audio visual Media‬‬

‫‪ -4.7‬العمليات‪-:‬‬
‫العمليات الفنية والخدمات‬
‫‪ -1‬الفهرسة ‪-:‬‬
‫فهرسة عبر برامج آلية‬ ‫·‬
‫فهرسة آلية عبر التدخل البشرى‬ ‫·‬
‫الفهرسة اآللية عبر النسخ‬ ‫·‬
‫‪ -2‬الخدمات‪-:‬‬
‫إعارة إلكترونية محددة المدة‬ ‫·‬
‫تحميل ‪Downloading‬‬ ‫·‬
‫نسخ ‪Copying‬‬ ‫·‬
‫قراءة مباشرة ‪Online Reading‬‬ ‫·‬
‫‪ -3‬التعليم* والتدريب (المجاني والمدفوع) ‪-:‬‬
‫التعليم التفاعلي المفتوح‬ ‫·‬
‫التعليم المستمر‬ ‫·‬
‫التدريب التفاعلي‬ ‫·‬
‫"*وهناك عدة جهات متخصصة تنتج برمجيات لتص‪aa‬ميم نظم خاص‪aa‬ة للبرمج‪aa‬ة التلقائي‪aa‬ة في حق‪aa‬ل التعليم بحيث يس‪aa‬هل‬
‫على معلمي المدارس والكلي‪a‬ات إع‪a‬داد وتق‪a‬ديم دروس مختلف‪a‬ة لطالبهم‪ ،‬ومن ه‪a‬ذه ال‪a‬دروس الت‪a‬دريب أو ع‪a‬رض م‪a‬ادة‬
‫جديدة أو إجراء اختبار‪ ،‬أو محاكاة لواقع محدد أو غير ذلك من األنشطة القائمة داخل الفصل‪ ،‬مما يسهل ويساعد على‬
‫استخدام وانتشار الحاسوب في المدارس‪ .‬ويستخدم لهذا الغ‪aa‬رض ب‪aa‬رامج تس‪aa‬مى‪COMPUTER ASSISTED :‬‬
‫‪ ،INSTRUCTION , CAI‬أو‪COMPUTER BASED INSTRUCTION , CBI"[20] ،‬‬
‫‪ -4‬خدمات التجارة اإللكترونية ‪-:‬‬
‫عضوية أفراد‪.‬‬ ‫·‬
‫عضوية مؤسسات‪.‬‬ ‫·‬
‫عضوية محددة المدة‪.‬‬ ‫·‬
‫المصدر‪ :‬فهيمة الهادي الشكشوكي‪ -‬مركز المعلومات والتوثيق ‪ /‬اللجنة الشعبية العامة للتعليم‬

‫منذ تسعينات القرن الماضي يشهد العالم مناقشات خصبة وجادة حول الطريقة األمثل للتعامل مع ثورة‬
‫تكنولوجيا االتصال والمعلومات‪ ،‬خاصة وأّن التطورات الجارية تبّش ر بمستقبل جديد على مستوى اإلنجاز‬
‫المادي والتقدم التكنولوجي‪ ،‬ومراكز البث اإللكتروني‪ ،‬وبرامج التنفيذ في مجاالت اإلدارة والعمل الوظيفي‬
‫‪ .‬وكان من نتيجة تلك التطورات أن انتشرت مصطلحات جديدة ‪ " :‬مجتمع المعرفة " و " مجتمع‬
‫المعلومات " و " مجتمع االستهالك " و " ما بعد الحداثـة " و " ما بعد المجتمع الصناعي " ‪.‬‬
‫إّن ثورة المعلومات‪ ،‬التي أصبحت هي الميزة الرئيسية للقرن الحادي والعشرين‪ ،‬تأثرت أو تداخلت مع‬
‫ثورة أخرى وهي ثورة وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬وكل هذا أدى إلى انفجار معلوماتي كبير جدا بحيث‬
‫أصبح من العسير على اإلنسان استيعاب كل المعلومات المتوفرة ودراستها واستغاللها كما ينبغي ‪ .‬وهذه‬
‫الصعوبة تحتم على األفراد والمجتمعات تطوير تقنيات وأساليب تجميع وتخزين ومعالجة المعلومات‬
‫بطريقة رشيدة وذكية وعقالنية ‪.‬‬
‫وفي العالم العربي نشر الصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي‬
‫( ‪ )U N D P‬تقرير التنمية اإلنسانية العربية للعام ‪ " 2003‬نحو إقامة مجتمع المعرفة " الذي يتركز‬
‫حول سبل تجاوز المعوق الرئيسي الثالث الذي يعترض طريق التنمية اإلنسانية العربية وهو نقص‬
‫المعرفة ‪ .‬وألّن مجتمع المعرفة مرتبط أشد االرتبـــــاط بـ " اقتصاديات المعرفة " كمصدر هام لثروات األمم‬
‫اليوم‪ ،‬فإّن تنمية الرأسمال البشري يعتبر مطمح األمم الحية ‪ .‬لذلك تعد رعاية اإلبداع وترقيته من بين‬
‫المتطلبات الحالية للمجتمعات المتطورة‪ ،‬نظرا لما لهذا األمر من أثر إيجابي على المستويين االقتصادي‬
‫– االجتماعي والثقافي – الحضاري ‪.‬‬
‫ما هو مجتمع المعرفة ؟‬
‫أصبح مصطلح ثورة المعلومات وغيره من المفاهيم‪ ،‬كالمجتمع المعلوماتي ومجتمع المعرفة ومجتمع‬
‫الحاسوب ومجتمع ما بعد الصناعة ومجتمع ما بعد الحداثة‪ ،‬ومجتمع اقتصاد المعرفة والمجتمع الرقمي‬
‫وغيرها من المصطلحات‪ ،‬المميز الرئيسي لحقبة تاريخية هامة من تاريخ البشرية ‪ .‬ومجتمع المعرفة هو‬
‫ذلك المجتمع الذي يحسن استعمال المعرفة في تسيير أموره وفي اتخاذ القرارات السليمة والرشيدة‪،‬‬
‫وكذلك هو ذلك المجتمع الذي ينتج المعلومة لمعرفة خلفيات وأبعاد األمور بمختلف أنواعها‪ ،‬ليس في‬
‫بلده فقط بل في أرجاء العالم كله ‪ .‬لقد أفضت الثورة المعرفية إلى مجتمع المعرفة الذي أصبح يعتمد –‬
‫أساسا – على المعارف كثروة أساسية‪ ،‬أي على خبرة الموارد البشرية وكفاءتها ومعارفها ومهاراتها‬
‫كأساس للتنمية البشرية الشاملة‪ ،‬أي أّن من هذه الموارد المعرفية يمكن إنتاج الكسب واستغالل الطاقات‬
‫اإلنتاجية بصفة أفضل من ذي قبل ‪.‬‬
‫إّن مجتمع المعرفة‪ ،‬بوضعه المعرفة في قلب المعادالت على اختالف أنواعها " يشكل فرصة تاريخية‬
‫نادرة ونقلة نوعية فريدة تجعل من المعرفة أساس السلطان والكسب والجاه "‪ ،‬كما أّن مجتمع المعرفة "‬
‫يضع اإلنسان كفاعل أساسي‪ ،‬إذ هو معين اإلبداع الفكري والمعرفي والمادي‪ ،‬كما أنه الغاية المرجوة من‬
‫التنمية البشرية كعضو فاعل يؤثر ويتأثر ويبدع لنفسه ولغيره " من خالل شبكات التبادل والتخاطب‬
‫والتفاعل ‪ .‬وهكذا يتبين أّن المعادلة االقتصادية الجديدة " ال تعتمد أساسا على وفرة الموارد الطبيعية وال‬
‫على وفرة الموارد المالية ‪ ،‬بل على المعرفة والكفاءات والمهارات‪ ،‬أي على العلم واالبتكار والتجديد " ‪.‬‬
‫األبعاد المختلفة لمجتمع المعرفة في العالم العربي‬
‫أصبح لمجتمع المعرفة أبعاد مختلفة ومتشابكة يجب استغاللها كما ينبغي حتى ال نبقى نعيش على هامش‬
‫المجتمع الدولي‪ ،‬ومن أهم هذه األبعاد ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ - ) 1‬البعد االقتصادي‪ ،‬إذ تعتبر المعلومة في مجتمع المعرفة هي السلعة أو الخدمة الرئيسية والمصدر‬
‫األساسي للقيمة المضافة وخلق فرص العمل وترشيد االقتصاد‪ ،‬وهذا يعني أّن المجتمع الذي ينتج‬
‫المعلومة ويستعملها في مختلف شرايين اقتصاده ونشاطاته المختلفة هو المجتمع الذي يستطيع أن‬
‫ينافس ويفرض نفسه ‪.‬‬
‫(‪ - )2‬البعد التكنولوجي‪ ،‬إذ أّن مجتمع المعرفة يعني انتشار وسيادة تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها في‬
‫مختلف مجاالت الحياة في المصنع أو المزرعة والمكتب والمدرسة والبيت‪ ...‬الـخ ‪ .‬وهذا يعني كذلك‬
‫ضرورة االهتمام بالوسائط اإلعالمية والمعلوماتية وتكييفها وتطويعها حسب الظروف الموضوعية لكل‬
‫مجتمع سواء فيما يتعلق بالعتاد أو البرمجيات ‪ .‬كما يعني البعد التكنولوجي لثورة المعلومات توفير‬
‫البنية الالزمة من وسائل اتصال وتكنولوجيا االتصاالت وجعلها في متناول الجميع ‪.‬‬
‫(‪ - ) 3‬البعد االجتماعي‪ ،‬إذ يعني مجتمع المعرفة سيادة درجة معينة من الثقافة المعلوماتية في المجتمع‬
‫وزيادة مستوى الوعي بتكنولوجيا المعلومات وأهمية المعلومة ودورها في الحياة اليومية لإلنسان ‪.‬‬
‫والمجتمع هنا مطالب بتوفير الوسائط والمعلومات الضرورية من حيث الكم والكيف ومعدل التجدد‬
‫وسرعة التطوير للفرد‪ ،‬خاصة إذا علمنا أّن التغيير سيطال أسس العمل نفسها‪ ،‬ذلك أّن العمل في أي‬
‫حقل كان سيتوقف على إدارة المعلومات والتصرف بها عبر األدمغة االصطناعية ووسائل اإلعالمية ‪.‬‬
‫ولذا سنشهد والدة فاعل بشري جديد هو اإلنسان العددي الذي ينتمي إلى عمال المعرفة ( ذوي الياقات‬
‫البيضاء ) الذين يردمون الهوة بين العمل الذهني والعمل اليدوي‪ ،‬إذ ال فاعلية في العمل من غير معرفة‬
‫قوامها االختصاص والقدرة على قراءة رموز الشاشات‪ ،‬مما سيطرح إطارا مفهوميا جديدا هو " العمالة‬
‫المعرفيــة " ‪.‬‬

‫(‪ - ) 4‬البعد الثقافي‪ ،‬إذ يعني مجتمع المعرفة إعطاء أهمية معتبرة للمعلومة والمعرفة واالهتمام‬
‫بالقدرات اإلبداعية لألشخاص وتوفير إمكانية حرية التفكير واإلبداع والعدالة في توزيع العلم والمعرفة‬
‫والخدمات بين الطبقات المختلفة في المجتمع‪ ،‬كما يعني نشر الوعي والثقافة في الحياة اليومية للفرد‬
‫والمؤسسة والمجتمع ككل‪.‬‬
‫(‪ - ) 5‬البعد السياسي‪ ،‬إذ يعني مجتمع المعرفة إشراك الجماهير في اتخاذ القرارات بطريقة رشيدة‬
‫وعقالنية أي مبنية على استعمال المعلومة‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال ال يحدث إال بتوسيع حرية تداول‬
‫المعلومات وتوفير مناخ سياسي مبني على الديمقراطية والعدالة والمساواة وإ قحام الجماهير في عملية‬
‫اتخاذ القرار والمشاركة السياسية الفعالة ‪.‬‬
‫إّن مجتمع المعرفة ال يقتصر على إنتاج المعلومة وتداولها‪ ،‬وإ نما يحتاج إلى ثقافة تقّيم وتحترم من ينتج‬
‫هذه المعلومة ويستغلها في المجال الصحيح‪ ،‬مما يتطلب إيجاد محيط ثقافي واجتماعي وسياسي يؤمن‬
‫بالمعرفة ودورها في الحياة اليومية للمجتمع ‪.‬‬
‫ومهما كان أمر الحركات الفكرية المختلفة‪ ،‬بما فيها حركة ما بعد الحداثة التي قد ال تعنينا كثيرا في‬
‫العالم العربي على اعتبار أننا لم ننخرط في عمق الحداثة أصال‪ ،‬فمن المؤكد أّن تنمية منظومة تكنولوجيا‬
‫المعلومات ودمجها العضوي في مؤسساتنا التعليمية ومجتمعاتنا تشكل حاجة ملحة في عصر مجتمع‬
‫المعرفة ‪ .‬مع العلم أّن هذه المنظومة تحمل في طياتها قيما معرفية وثقافية هامة‪ ،‬إنها القيم المتصلة‬
‫بالحاضر والمستقبل‪ ،‬إنها الروح الوثابة والمنهج النقدي الذي يستفز ركوننا إلى المسلمات الموجودة‪،‬‬
‫ويحثنا على مراجعتها وإ عادة النظر فيها‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يكاد سؤال الهوية يكون الهاجس الوحيد الثابت في أية مقاربة لسيرورة مجتمع‬
‫المعرفة‪ ،‬خاصة أنها أدخلت العالم في تفاعالت لم يعرفها من قبل‪ ،‬بسبب إسقاطها المستمر لحدود الزمان‬
‫والمكان ‪ .‬لذلك أصبحت الشعوب والدول والثقافات أكثر حاجة للبحث عن شروط ومواصفات تؤكد‬
‫اختالفها وتمايزها ووحدتها في آن واحد‪ ،‬بقصد تكوين عالقة واضحة بين األنا واآلخر‪.‬‬
‫إّن أشَّد ما يقلق البعض في القضايا التي يثيرها مجتمع المعرفة هو ما لها من آثار على الهوية‬
‫والخصوصيات الثقافية‪ ،‬وهو قلق له ما يبرره في ظل ما نراه من محاوالت قوى الهيمنة االقتصادية‬
‫تنميط سلوكيات البشر وثقافتهم في المجتمعات كافة وإ خضاعها لنظام قيم وأنماط سلوك سائدة في‬
‫مجتمعات استهالكية‪ ،‬إذ يحمل فيض األفكار والمعلومات والصور والقيم القادمة إلى كثير من المجتمعات‬
‫إمكانية تفّج ر أزمة الهوية‪ ،‬التي أصبحت من المسائل الرئيسية التي تواجه التفكير اإلنساني على‬
‫المستوى العالمي ‪ .‬وفي سياق هذه األزمة تنبعث العصبيات القبلية والطائفية والمذهبية والقومية‬
‫الضيقة‪ ،‬وتزداد الرغبة في البحث عن الجذور وحماية الخصوصية ‪.‬‬
‫ويبدو أّن هاجس الخصوصية الثقافية هو نفسه هاجس األصالة والمعاصرة معا‪ ،‬إذ يخطئ من يعتقد أّن‬
‫حماية الذات الثقافية تكمن في عزلها عن العالم الخارجي وحمايتها من مؤثرات الثقافة الكونية ‪ .‬فغني‬
‫عن التوكيد أّن الذات الثقافية المطلوب حمايتها من االغتراب هي ثقافة التغيير الشامل وليست ثقافة‬
‫الجمود واالحتماء بالسلف الصالح‪ ،‬ثقافة الوحدة القومية بأفقها اإلنساني الحضاري ال ثقافة األجزاء‬
‫المفككة التي يعتبر كل منها أنه بديل لألمة ‪.‬‬
‫على أّن بعض الدراسات تحاول التركيز على تاريخية ونسبية الهوية وعدم اإلقرار بثباتها‪ ،‬مما يجعلها‬
‫مرنة قد تتعايش أو تقتبس من ثقافات أخرى‪ ،‬بل قد تساعدها عوامل التقارب وسقوط الحواجز على‬
‫تفاعل إيجابي وخالق مع مجتمع المعرفة ‪ .‬لذلك‪ ،‬قد يكون السؤال ليس كيف نقاوم ثقافة مجتمع المعرفة‬
‫ونحمي أنفسنا منها‪ ،‬ولكن كيف نعيش عالمنا الراهن بواقعية ودون تناقضات وتأزم وبال إحساس بعقدة‬
‫نقص أو خوف ؟ ‪ .‬كما أّن بعض المقاربات ترى أّن هذه الثقافة ال تهدد الهوية بالفناء أو التذويب‪ ،‬بل‬
‫تعيد تشكيلها أو حتى تطويرها لتتكّي ف مع الحاضر‪ ،‬فاإلنسان يتجه نحو إمكانية أن يعيش بهويات متعددة‬
‫‪ ،‬دون أن يفقد أصالته القومية ‪.‬‬
‫إّن الثقافات اإلنسانية‪ ،‬مهما أغرقت في تفّر دها وأصالتها‪ ،‬هي ثقافات موَّلدة‪ ،‬وهي حصيلة تالقح وتفاعل‬
‫مع اآلخر أكثر مما هي ناجمة عن عبقرية خالصة صافية ‪ .‬ومعنى هذا أّن أحدا ال يستطيع أن يزعم‬
‫اليوم أّن ثقافة ما‪ ،‬مهما كانت منزلتها في نظر أصحابها‪ ،‬تستطيع أن تّد عي لنفسها مكانة متميزة تستأثر‬
‫بها دون سائر الثقافات‪ ،‬أو أن تنظر إلى نفسها نظرة السيد وتنظر إلى غيرها نظرة العبد ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬علينا أن ندعو إلى شراكة معرفية بين منتجي المعرفة والعلم في الشرق والغرب‬
‫معا‪ ،‬في الجنوب والشمال معا‪ ،‬وفي كل أرجاء العالم‪ ،‬وأن ندعو بالمقدار نفسه إلى توظيف حصيلة هذه‬
‫الشراكة وما تنتجه من معرفة وعلم في خدمة اإلنسان‪ ،‬بصرف النظر عن جنسه ولونه ولغته ودينه‪،‬‬
‫وأن نرفض مبدأ احتكار المعرفة تحت أية مظلة يحتمي ‪.‬‬
‫وال يفارق الوعي بهذه النزعة منطق المساءلة الذي يضع لوازم ثقافة مجتمع المعرفة موضع البحث‪،‬‬
‫كاشفا عن إمكاناتها واحتماالتها المتعارضة‪ ،‬ال من المنظور الذي يرى بعدا واحدا من الظاهرة‪ ،‬وإ نما من‬
‫المنظور الذي يلمح التناقض داخل الظاهرة نفسها‪ ،‬ومن ثم يكشف عن إمكانات أن تنقلب بعض الوسائل‬
‫على غاياتها األولية‪ ،‬فتؤدي وظائف مغايرة ومناقضة في حاالت دالة ‪ .‬فال شك في أّن ثورة المعلومات‬
‫وتقدم تقنيات االتصال‪ ،‬المالزمة لمجتمع المعرفة‪ ،‬يمكن أن تؤدي إلى نقيض الهيمنة لو تَّم توظيفها بعيدا‬
‫عن االستغالل‪ ،‬ومن ثم إدراكها وإ خضاعها لشروط مغايرة من عالقات االعتماد المتبادل للتنوع البشري‬
‫الخالق ‪.‬‬
‫إّن الثقافة المواكبة لمجتمع المعرفة هي تلك التي تجعل من نفسها صدى للثورة المعرفية والتكنولوجية‬
‫واستجابة لمتطلباتها‪ ،‬مما يفتح لها أفقا لتركب مركبة التاريخ وال تتقهقر أو ُتهّم ش‪ ،‬ولتستوعب قيم‬
‫التجديد الحضاري‪ ،‬ولتبلور حداثة حقيقية ‪.‬‬
‫ففي اقتصاد ومجتمع المعرفة سيكون المحتوى هو األساس‪ ،‬فهو أهم المقومات بال منازع‪ ،‬وذلك نظرا‬
‫لألسباب الرئيسية التالية ‪:‬‬
‫(‪ - ) 1‬التنوع الواسع لمحتوى المعلومات‪ ،‬فهو يشمل نتاج صناعات النشر الورقي والنشر اإللكتروني‬
‫والبرمجيات على اختالف أنواعها ومستوياتها ومجاالتها ‪.‬‬
‫(‪ - ) 2‬حدة التشعب والتداخل‪ ،‬نتيجة لالندماج الشديد بين العوامل العلمية والتكنولوجية والسياسية‬
‫واالقتصادية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬عالوة على الجوانب التشريعية والتنظيمية والقانونية ‪.‬‬
‫(‪ - )3‬الدينامية الهادرة‪ ،‬نتيجة لتسارع المتغّي رات التكنولوجية ونقالتها النوعية‪ ،‬وقد تشابكت هذه‬
‫المتغّيرات مع متغّي رات عديدة أخرى ال تقل عنها حدة‪ ,‬على الصعيدين السياسي واالقتصادي ‪.‬‬
‫(‪ - )4‬جدة المشاكل وابتكارية حلولها‪ ،‬إذ أّن معظم القضايا التي تطرحها إشكالية المحتوى هي من قبيل‬
‫األمور المستحدثة التي لم يعهدها العالم العربي من قبل‪ ،‬والتي تتطلب رؤى وحلوال مبتكرة لم يتطرق لها‬
‫الفكر اإلنساني بعد ‪.‬‬
‫وأمام الثورة العلمية والتكنولوجية الهائلة التي تصاحب مجتمع المعرفة البد من توّفر نظام تعليمي يحقق‬
‫الجودة ويمنح الفرصة للحصول علي خبرات تعليمية تلبي االحتياجات اآلنية والمستقبلية لدفع عجلة‬
‫التنمية الشاملة في العالم العربي ‪ .‬فلم يعد كافيا أن يعتمد التعليم على نقل الخبرة من المعلمين إلى‬
‫األجيال القادمة ألّن المستقبل يحمل الكثير من التحديات‪ ،‬لذلك من الضروري أن نسلح أبناءنا بالقدرات‬
‫التي تمكنهم من التعامل مع مشاكل وسيناريوهات لم نعاصرها ولم نتعامل معها ولم نتخيل إمكانية‬
‫حدوثها ‪.‬‬
‫لقد تغّير مفهوم التعليم تغّي را جذريا وشامال في هذه الحقبة الزمنية التي تظللها ثقافة مجتمع المعرفة‬
‫وتسيطر عليها آثار الثورة التكنولوجية والمعلوماتية ‪ .‬حيث أصبحت المعرفة الكلية بديال عن االختزال‪،‬‬
‫وأصبح التعليم ال يرتبط بالمدرسة وفترة التلمذة فحسب‪ ،‬ولكنه تعليم مستمر يسمح بحق االختيار وحرية‬
‫االختالف ‪ .‬وحيث أصبح التعليم هو المحرك األساسي لمنظومة التنمية االجتماعية الشاملة‪ ،‬وهو الوسيلة‬
‫الفاعلة لتمكين اإلنسان من الخبرات والقدرات وإليجاد فرص العمل المتاحة في اإلنتاج كثيف المعرفة ‪.‬‬
‫كما تسببت ثورة المعلومات في تضاعف المعرفة اإلنسانية وفي مقدمتها المعرفة العلمية والتكنولوجية‪،‬‬
‫وكان من نتيجة ذلك تحول االقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة العلمية‪ ،‬وأصبحت قدرة أية‬
‫دولة تتمثل في رصيدها المعرفي‪ ،‬حيث تقدر المعرفة العلمية والتكنولوجية في بعض الدول بنحو‪80%‬‬
‫من اقتصادها ‪ .‬وإ ن كان هذا يعني شيئا فإنه يعني أّن مجتمع المعرفة يرتبط بمفهوم مجتمع التعليم الذي‬
‫يتيح كل شيء فيه فرصا للفرد ليتعلم كي يعرف‪ ،‬ويتعلم كي يعمل‪ ،‬ويتعلم كي يعيش مع اآلخرين‪ ،‬ويتعلم‬
‫كي يحقق ذاته ‪ .‬وكل ذلك يتطلب ضرورة وجود شريحة عريضة من المجتمع من قوى عاملة على‬
‫مستوى تعليمي عاٍل ومتطور وقادر على اإلبداع واالبتكار‪ ،‬وهذا يمثل تحديا لنظم التعليم في العالم‬
‫العربي‪ ،‬ويلقي عليها مسؤولية سرعة تطوير نفسها بحيث تصبح مجتمعات منتجة للمعرفة ‪.‬‬

‫تونس في ‪4/2/2004‬‬

‫المكتبات و المعلومات في مجتمع المعرفة‬


‫"مجتمع المعلومات ‪ ،‬مصادر المعلومات‪ ،‬االنترنت‪ ،‬خدمات المعلومات"‬
‫مستخلص الدراسة‬
‫تعد مصادر المعلومات بأوعيتها المختلفة ينابيع المعارف اإلنسانية ألنها تمد القراء والباحثين بما يحتاجونه من حقائق ومعلومات أساسية عامة ومتخصصة وهى تواكب احدث‬
‫التطورات العلمية والتكنولوجية المتالحقة في ميادين الخزن واالسترجاع داخل مجتمع المعلومات الذي اعتمد أساسا على المعلومات وتقنيات المعلومات والتكنولوجيا الحديثة‬
‫‪.‬وأصبحت المعلومات فيه الزمة لكل فرد وتعاظم دورها في كافة المجاالت االقتصادية والسياسية والعلمية واالجتماعية‬
‫حيث وجدنا أنفسنا في هذا المجتمع إمام تغيرات اجتماعية وتكنولوجية كبيرة بسبب ما يسمى " بالثورة المعلوماتية أو االنفجار المعلوماتي"‪ .‬فنستخدم افضل السبل وانجح‬
‫‪.‬الوسائل في تقديم المعلومات إلى المستفيدين بأقصر الطرق و أكثرها يسرا وتركيزا‬
‫ومن خالل هذا التيسير ينبع مفهوم خدمات المكتبات والمعلومات ولهذا يعرفها "هاورد" " بأنها كافة التسهيالت التي تقدمها المكتبات ومراكز المعلومات من اجل استخدام‬
‫مصادرها ومقتنياتها افضل استخدام" وبشكل عام يمكن القول بان خدمات المكتبات والمعلومات تعنى باألنشطة والعمليات والوظائف واإلجراءات والتسهيالت التي تقوم بها‬
‫المكتبات ومراكز المعلومات‪ ،‬ممثلة في العاملين لديها من اجل خلق الظروف المناسبة لوصول الباحث أو المستفيد إلى مصادر المعلومات التي يحتاجها بأسرع الطرق أيسرها‬
‫‪.‬من اجل تخفيف وإشباع ما لديه من حاجات للمعلومات‬

‫‪:‬من خالل العرض السابق قمنا بتحديد مجال الدراسة التي نقدمها من خالل أربعة فصول نوضحهما كالتالي‬

‫الفصل األول منهم مجتمع المعلومات و تقديم التعريفات الخاصة به من خالل عرض اكثر من وجهة نظرللتعريفات الخاصة بهذا المجتمع ثم نوضح األسباب التي آدت إلى‬
‫‪ .‬ظهور هذا المجتمع الجديد و خصائص مجتمع المعلومات و نوضح أيضا في هذا الفصل نظام المعلومات و مكوناته‬
‫ثم نوضح في الفصل الثاني مصادر المعلومات و أشكالها و تنمية المقتنيات و سياسات التزويد و الجرد و الصيانة لمصادر المعلومات و طرق التقييم الخاصة بمصادر‬
‫‪.‬المعلومات‬
‫و في الفصل الثالث من الدراسة نركز على خدمات المعلومات ( خدمة اإلعارة ‪ ,‬الخدمات المرجعية ‪ ,‬خدمة اإلحاطة الجارية ‪ ,‬خدمة البحث باالتصال المباشر ‪,‬خدمة البث‬
‫‪ .‬االنتقائي ‪ ,‬خدمة تدريب المستفيدين ‪ ,‬خدمة التصوير ‪,‬الببليوغرافيا وخدماتها ‪,‬التكشيف وخدماته ‪ ,‬االستخالص وخدماته )‬
‫وختامًا نرجو أن ينال هذا العمل المتواضع االهتمام من جانب األخصائيين المهتمين بمجال المكتبات والمعلومات لما فيه أهمية كبيرة من اجل مواكبة التطور المستمر في الدلو‬
‫‪.‬المتقدمة‬

‫مقدمة‬

‫ال جدال لدينا أن البحث المثمر في أي علم هو من مظاهر قوة هذا العلم و ذلك ألهمية البحث العلمي النه من أهم قواعد ترسيخ العلم و‬
‫يعد علم المكتبات و المعلومات هو أحد العلوم الموجودة في عصرنا الحالي ‪ ,‬و ذلك النه يخدم كل العلوم من خالل خدمات المعلومات‬
‫‪ .‬التي هى أحد أجزاء علم المكتبات و المعلومات‬
‫و في وقتنا الحالي و مع التطور التكنولوجي الهائل اآلن كان مما ال يدع مجاال للشك تأثير لذلك على علم المكتبات‬
‫‪ :-‬و المعلومات و نجد هذا التأثير واضح جدا من خالل ثالث محاور أساسية‬
‫‪ .‬المحور األول ‪ :‬ظهور مجتمع المعرفة أو مجتمع المعلومات و تأثير ه على علم المكتبات و المعلومات ‪1.‬‬
‫‪ .‬المحور الثاني ‪ :‬تأثير ذلك على مصادر المعلومات و ظهور أشكال لم تكن موجودة من قبل ‪2.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬تطور و تغير كبير حدث في خدمات المعلومات سواء الخدمات التقليدية أو استحداث خدمات معلومات لم تكن ‪3.‬‬
‫‪ .‬موجودة من قبل‬

‫و في بحثنا هذا المقدم إلى مؤتمر " المكتبات و المعلومات في مجتمع المعرفة ‪ ....‬الحاضر و المستقبل " نحاول دراسة المحور األول‬
‫‪ " .‬من محاور المؤتمر و هو المحور الخاص بــ " مصادر المعلومات طرق اكتساب المعرفة و إنتاجها‬
‫و ذلك إلحساسنا األكيد أن البداية إلى أي تقدم علمي أو النهوض بأي علم أو مجتمع يرجع في المقام األول إلى كيفية اكتساب المعرفة‬
‫في هذا المجتمع من خالل المصادر المختلفة للمعلومات ثم إنتاج جديد للمعلومات لم تكن موجودة من قبل تصدر في أشكال من مصادر‬
‫‪ .‬المعلومات سواء كتب ‪ ,‬مقاالت دوريات ‪ ,‬ببليوجرافيات ‪ .......‬الخ‬

‫‪ :‬أهمية الدراسة‬
‫تعريف مجتمع المعلومات أو مجتمع المعرفة ‪1-‬‬
‫خطوات مصر نحو مجتمع المعرفة و المعوقات المطلوب التغلب عليها ‪2-‬‬
‫سرد لمصادر المعلومات التقليدية و غير التقليدية ‪3-‬‬
‫توضيح لخدمات المعلومات غير التقليدية المقدمة عن طريق االنترنت ‪4-‬‬

‫‪ :‬مشكلة الدراسة‬

‫‪ :‬تكمن مشكلة الدراسة هنا في اإلجابة على بعض التساؤالت اآلتية‬


‫مجتمع المعرفة ‪ .....‬هل اصبح واقع ملموس ؟ – ‪1‬‬
‫هل مجتمع المعرفة حقيقة واقعة في مصر أم ال ؟ – ‪2‬‬
‫هل مصادر المعلومات الموجودة حاليا في معظم مكتبات مصر كافية للنهوض بالبحث العلمي ؟ – ‪3‬‬
‫ما مدى معرفتنا بخدمات المعلومات المقدمة عن طريق اإلنترنت ؟ – ‪4‬‬

‫‪ :‬حدود الدراسة‬

‫الحدود الموضوعية ‪ -:‬تركز الدراسة هنا على ثالث موضوعات‬


‫مجتمع المعرفة – مجتمع المعلومات ‪-‬‬
‫مصادر المعلومات ‪-‬‬
‫خدمات المعلومات ‪-‬‬

‫‪ :‬الحدود اللغوية‬
‫‪ .‬اعتمدنا في دراستنا على ما صدر باللغة العربية من كتب و أبحاث تتعلق بموضوعات الدراسة‬

‫‪ :‬منهج الدراسة‬
‫اعتمدنا على المراجعة النظرية لإلنتاج الفكري المصري و العربي و ذلك إليضاح مفهوم مجتمع‬
‫المعرفة و تناول أشكال مصادر المعلومات و أنواع خدمات المعلومات مع التركيز على خدمات‬
‫‪ .‬المعلومات المقدمة عن طريق اإلنترنت‬
‫‪ Information‬مجتمع المعلومات‬ ‫‪Society‬‬

‫مصطلح جديد ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين وواقع بدأت كثير من الدول تعيشه و أمل‬
‫تسعى إليه كثير من الدول لالنتفاع به و لتتحول له وقد مرت الحياة اإلنسانية بأكثر من مجتمع كان‬
‫‪:‬أولها‬
‫‪:-‬المجتمع الزراعي‬
‫ذلك المجتمع الذي كان قوامه األساسي األرض وظل قرون عديدة إلى أن ظهر مجتمع آخر مرتبط‬
‫‪ .‬بالثروة الصناعية‬
‫‪:-‬المجتمع الصناعي‬
‫ذلك المجتمع الذي كان قوامه رأس المال والدول التي ال يتواجد بها رأس مال الزم للصناعة ال يمكن‬
‫‪ .‬أن يوجد بها هذا المجتمع‬
‫‪ :-‬ثم ظهر لنا مجتمع المعلومات‬
‫ذلك المجتمع الذي أعتمد أساسا على المعلومات وتقنيات المعلومات والتكنولوجيا الحديثة و أصبحت *‬
‫المعلومات فيه الزمة لكل فرد وتعاظم دورها في كافة المجاالت االقتصادية والسياسية والعلمية‬
‫‪ .‬واالجتماعية‬
‫ووجدنا أنفسنا في هذا المجتمع أمام تغيرات اجتماعية وتكنولوجية كبيرة بسبب ما يسمى " بالثورة‬
‫المعلوماتية أو االنفجار المعلوماتي" و أصبحت صناعة المعلومات من أهم الصناعات في اقتصاد‬
‫‪:‬األمم المتقدمة ذلك أن لم تكن أهمها على اإلطالق والثورة المعلوماتية هذه كان لها ظواهر عديدة منها‬
‫‪.‬تحول أشكال أوعية المعلومات من شكل المطبوع ألي الشكل الرقمي ·‬
‫‪ Floppy‬ظهور أشكال جديدة ألوعية المعلومات ذات طاقة إختزانية هائلة مثل األقراص المرنة ·‬
‫‪ Hard Disk .‬واألقراص الصلبة )المليزرات ( ‪ CD-ROM‬واألقراص المدمجة ‪Disk‬‬
‫ظهور شبكة المعلومات الدولية ( الشبكة العنكبوتية) اإلنترنت تلك الشبكة التي سمحت بتبادل ·‬
‫المعلومات السريع والكبير واصبح لها فوائد علمية وثقافية وترفيهية وتجارية ‪.............‬الخ‬

‫‪ :-‬مفاهيم وتعريفات لمجتمع المعلومات *‬


‫‪ :‬مجتمع المعلومات ‪-‬‬
‫هو المجتمع الذي يعتمد أساسا على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة استراتيجية "‬
‫‪" .‬وكخدمة كما أنها أيضا مصدر للدخل القومي ومجال للقوة العاملة‬
‫‪ .‬ونرى من التعريف السابق أن هذا المجتمع يعتمد على المعلومات في كل شيء في مجاالت حياته‬

‫وهناك تعريف آخر لمجتمع المعلومات‪:‬ورد ذكره في الموسوعة العربية للمجتمع المعلوماتي‬
‫هو مجتمع تتاح فيه االتصاالت العالمية ‪،‬وتنتج فيه المعلومات بكميات ضخمة‪ ،‬كما توزع توزيعا "‬
‫‪" .‬واسعا ‪ ،‬والتي تصبح فيه المعلومات لها تأثير على االقتصاد‬

‫وهناك تعريف ثالث لمجتمع المعلومات‪:‬وهذا التعريف للدكتورة ‪ /‬نار يمان متولي‬
‫هو المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات والحاسبات اآللية وشبكات "‬
‫‪".‬االتصال‬

‫ومما سبق يتضح لنا انه يوجد اكثر من تعريف لمجتمع المعلومات وجميعها تدور حول أن المعلومات‬
‫هي أساس لهذا المجتمع و البد من تواجدها في المجتمع ووجود من يستطيع التعامل معها سواء كان‬
‫‪ ،‬منتجا لها أو مستهلكا‬
‫وفكرة مجتمع المعلومات نفسها ليست وليدة هذه األيام بل هى موجود منذ ثالثين عاما أو اكثر قليال‬
‫‪.‬ولكن الجديد هو االعتراف المتزايد بإبعاد هذه المجتمع‬
‫‪ :-‬األسباب التي أدت إلى ظهور مجتمع المعلومات *‬

‫هناك تطورين أساسيين كانا سبب قيام مجتمع المعلومات و هما ‪ü‬‬
‫‪:-‬التطور االقتصادي طويل األجل‬
‫حيث اعتمد كل مجتمع على مقومات ثابتة و أساسية مثل اعتمدت المجتمع الزراعي على األرض‬
‫والحيوانات والماء‪.......‬الخ واعتمد المجتمع الصناعي على رأس المال والمواد الخام‬
‫‪.‬والطاقة‪.........................‬الخ‬
‫جاء بعد ذلك دور المعلومات وشبكات الحاسبات ونقل البيانات ونظم االتصاالت والبرمجيات‪.....‬الخ‬
‫‪ .‬لتكون أول أسباب أو دعائم مجتمع المعلومات‬

‫‪:‬التطور التكنولوجي‬
‫يتضح لنا أن لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تأثير كبير على النمو االقتصادي وان للصناعات‬
‫المعتمدة على المعلومات مثل صناعة الحاسبات اآللية والبرمجيات ونظم االتصاالت واألقمار‬
‫‪.‬الصناعية‪..................‬الخ‪ ,‬دور كبير وفعال على المجتمع والمتواجدين فيه‬

‫‪ :-‬خصائص مجتمع المعلومات *‬


‫استخدام المعلومات كمورد اقتصادي تعمل فيه معظم المؤسسات والشركات على استخدام ‪1-‬‬
‫المعلومات لزيادة الكفاءة اإلنتاجية في العمل وتنمية التجديد واالبتكار وهناك اآلن اتجاه نحو إنشاء‬
‫‪.‬شركات معلومات لتحسين اقتصاد الدولة‬
‫استخدام معظم أفراد المجتمع للمعلومات بشكل مكثف سواء كانوا منتجين أو مستهلكين للمعلومات ‪2-‬‬
‫‪.‬وإنشاء مراكز نظم المعلومات التي توفر فرص افضل للتعليم‬
‫ظهور قطاع المعلومات كقطاع مهم من قطاعات االقتصاد‪ .‬هناك كثير من الدول اصبح فيه قطاع ‪3-‬‬
‫‪.‬إنتاج المعلومات وتجهيزها وتوزيعها نشاط اقتصاد رئيسي‬

‫قطاع المعلومات ومكوناته *‬


‫اختلف اآلراء حول مكونات مجتمع المعلومات وذلك يرجع حسب تخصص كل صاحب رأي ومن أهم‬
‫هذه اآلراء‬
‫يرى أن قطاع المعلومات هو قطاع صناعات المعرفة‪ Machlup‬رأي خاص بالعالم ما كلوب ‪1-‬‬
‫‪:‬والتي تضم األقسام التالية‬
‫التعليم البحوث والتنمية االتصاالت آالت العمل خدمات المعلومات‬
‫أن قطاع المعلومات يتكون من المؤسسات التي تنتج ‪ Moor.‬رأي أخر خاص بالعالم نيك مور‪-‬‬
‫المحتوى المعلوماتي أو أصحاب الملكية الفكرية والمؤسسات التي تقوم بتسليم المعلومات للمستهلكين‬
‫‪،‬والمؤسسات التي تنتج األجهزة والبرامج بتجهيز ومعالجة البيانات‬
‫وهناك وجهات نظر أخرى قامت على الدمج بين الرأيين السابقين للدكتور‪ /‬محمد فتحي عبد الهادي أن‬
‫‪ :-‬قطاع المعلومات يتكون من‬
‫‪ Information – Content‬صناعة المحتوى المعلوماتي ·‬
‫وذلك عن طريق المؤسسات الموجودة في كال من القطاع العام والقاع الخاص والمسئولة عن إنتاج‬
‫الملكية الفكرية لألفراد ثم شركات اإلنتاج التي تأخذ الملكية الفكرية الخام وتقوم بتجهيزها وتوزيعها‬
‫‪.‬وبيعها لمستهلكي المعلومات ويضاف لهذه الفئة المهتمين بجمع المعلومات‬
‫‪ Information - Delivery‬صناعة تسليم أو بث المعلومات ·‬
‫وهم المسئولون هنا عن تسليم المعلومات وذلك عن طريق شركات االتصاالت بعيدة المدى وشبكات‬
‫‪.‬التليفزيون واألقمار الصناعية ومحطات الراديو والتليفزيون يضاف لهم أيضا بائعي الكتب والمكتبات‬
‫‪ Information – Processing‬صناعة معالجة المعلومات ·‬
‫تقوم هذه الصناعة على منتجي األجهزة ومنتجي البرمجيات‪ .‬حيث يتولى منتجوا األجهزة تصميم‬
‫وصناعة وتسويق الحاسبات وأجهزة االتصاالت واإللكترونيات وتكمل هذه الفئة فئة أخرى هى المعنية‬
‫‪ UNIX, Windows .‬بإنتاج البرمجيات ونظم التشغيل مثل‬

‫ومن هذا العرض السابق اتضح لنا الكثير عن مجتمع المعلومات بشكل عام وأساسي و نبدأ اآلن في‬
‫‪ .‬معرفة خطوات مصر نحو مجتمع المعلومات المصري‬

‫‪ :-‬خطوات مصر نحو المجتمع المعلوماتي *‬

‫اتخذت مصر كثير من الخطوات للدخول ألي عصر مجتمع المعلومات أو مجتمع المعرفة و هذه‬
‫الخطوات ليست جديدة بل منها ما يمتد إلى اكثر من خمسة عشر عاما سابقا و لم يكن عام ‪1999‬‬
‫‪ :-‬البداية كما يظن البعض و نسرد اآلن أهم الخطوات التي اتخذتها مصر‬
‫عام ‪ ENSTINTET 1984‬إنشاء الشبكة القومية للمعلومات التابعة لألكاديمية البحث العلمي ‪1-‬‬
‫‪ .‬بدعم من الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪.‬إنشاء مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء ‪2- 1985‬‬
‫التابعة للمجلس األعلى للجامعات والتي تربط جامعات ‪ EUN‬إنشاء شبكة الجامعات المصرية ‪3-‬‬
‫‪.‬مصر ببعضها عن طريق الحاسبات اآللية عام ‪1987‬‬
‫‪ RITSEC‬إنشاء المركز اإلقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج ‪4-‬‬
‫‪ .‬إدخال تعليم الحاسب اآللي في ‪ 20‬ألف مدرسة ‪5-‬‬
‫‪ .‬أقامت الدولة شبكة اتصاالت قادرة على التعامل مع اإلنترنت ‪6-‬‬
‫شجعت الحكومة على إنشاء ‪ 1400‬مركزا للمعلومات ‪.‬؟ ‪7-‬‬
‫‪ .‬اصبح لمصر ‪ 400‬شركة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات تحقق ‪ %23‬نموا سنويا ‪8-‬‬
‫‪ Nile Sat) .‬نيل سات ( إطالق مصر لألقمار الصناعية لخدمات التعليم والثقافة والترفيه ‪9-‬‬
‫تدريب شباب الخريجين على استخدام الحاسبات اآللية وتطبيقاتها ووجود جمعيات تتولى مسئولية ‪10-‬‬
‫‪.‬ذلك مثل جمعية جيل المستقبل‬
‫تقديم خدمة اإلنترنت المجاني مما ساعد على زيادة مستخدمي اإلنترنت في مصر حيث كانت ‪11-‬‬
‫التكلفة العالية إحدى معوقات استخدامه في مصر ( وفي إحدى التصريحات للدكتور‪ /‬أحمد نظيف‬
‫وزير االتصاالت والمعلومات السابق أعلن عن عدد مستخدمي شبكة اإلنترنت في مصر في شهر‬
‫يونيو ‪ 2003‬سيصل إلى ‪ 1.6‬مليون مستخدم في حين كان عدد المستخدمين عام ‪1999‬م ‪ 300‬ألف‬
‫‪ .‬مستخدم فقط )‬
‫ظهور الشركة المصرية لالتصاالت والذي ساعدت على تطوير شبكة االتصاالت وزيادة عدد ‪12-‬‬
‫‪.‬الخطوط ليصل إلى ‪ 6‬ماليين خط مما يدعم من عمل شبكات المعلومات‬
‫ظهور مصطلح جديد في مصر هو " وديان التكنولوجيا والقرية الذكية" هذا المشروع الذي ‪13-‬‬
‫هدفت من إنشائه إلى تحقيق هدف تصديري لصناعات التكنولوجيا والمعلومات مقداره مليار دوالر‬
‫عام ‪ 2002‬و ‪ 25‬مليار عام ‪2020‬م وتم إنشاء‬
‫وادي التكنولوجيا المصري ‪ -:‬الذي يقع في الجزء الشمالي الغربي من شبه جزيرة سيناء ( القنطرة –‬
‫‪.‬شرق) وعلى بعد حوالي ‪10‬كم شرق قناة السويس على مساحة ‪ 17.000‬فدان‬
‫وادي التكنولوجيا بمحافظة قنا ‪ -:‬الذي يبعد ‪ 25‬كم عن مطار األقصر وحوالي ‪ 120‬كم عن مينائي‬
‫‪ .‬التصدير بسفاجا والقصير وعلى مساحة ‪ 500‬فدان‬
‫قرية ‪ 6‬أكتوبر الذكية‪ -:‬على مساحة ‪ 320‬فدان و التي تم افتتاحها في اآلونة األخيرة و أصبحت موطنا‬
‫‪.‬لكبرى الشركات المشتغلة بالمعلومات و كل ما يتعلق بها من تكنولوجيا‬
‫‪ .‬قرية ذكية في اإلسكندرية‪ -:‬على بعد ‪ 21‬كم من الساحل الشمالي‬
‫‪ .‬قرية ذكية بالقاهرة الجديدة‪ -:‬بجوار الجامعة األمريكية‬
‫قرية ذكية باإلسماعيلية ‪ -:‬في مدينة الشروق‬
‫وادي التكنولوجيا بالجيزة‬
‫‪:-‬وتهدف كل هذه المشاريع إلى‬
‫تطوير البرمجيات ‪ü‬‬
‫تطوير أجهزة الحاسبات اآللية ‪ü‬‬
‫‪ .‬تطوير أجهزة االتصاالت وشبكات االتصاالت ‪ü‬‬
‫فكرة الحكومة اإللكترونية التي تتبناها الدولة اآلن وترصد لها ميزانية خاصة وذلك للنهوض – ‪14‬‬
‫‪.‬بمصر ومحاوالتها لعمل مركز معلومات ودعم اتخاذ قرار في كل وزارة وهيئة حكومية‬
‫كذلك إدخال الحاسب اآللي واستخداماته والتعامل معه لرفع كفاءة أعمال الحكومة وتدريب العاملين في‬
‫مؤسسات الدولة على استخدامه والتعالم معه لرفع كفاءة العمل وذلك إلحساسهم بأهمية الحاسب اآللي‬
‫في العمل ومميزاته من حيث السرعة والدقة في إنجاز العمل مما قد يعود على الدول بتوفير بعض‬
‫‪.‬النفقات على المدى البعيد‬
‫االهتمام بالمكتبات باختالف أنواعها سواء مكتبات عامة أو جامعية أو – ‪15‬‬
‫متخصصة ‪.............‬الخ‪ .‬وإدخال الحاسب اآللي في كل أعمالها واالعتماد على برامج آلية تسهل من‬
‫عمليات البحث واالسترجاع واألمثلة كثيرة في مصر مثل التجديد الذي شهده في الفترة األخيرة " دار‬
‫الكتب والوثائق القومية" بمحاولة ميكنة العمل به باعتباره ذاكرة مصر األولى و المحاوالت المستمرة‬
‫إلدخال الحاسب اآللي واستخداماته للمكتبات الجامعية وكذلك االهتمام بزيادة عدد المكتبات في مصر‬
‫‪:-‬وافتتاح اكثر من مكتب في الفترة األخيرة مثل‬
‫مكتبة المعادي العامة‪ -:‬التي تم افتتاحها في ‪ 30/6/2002‬والتي تعتبر من اكبر مكتبات مصر االن من‬
‫‪.‬حيث المساحة وعدد المجموعات‬
‫مكتبة اإلسكندرية‪ -:‬أهم المكتبات المصرية لما لها من مكانة عالمية كذلك حجم المجموعات بها وندرة‬
‫بعضها أيضا والتي تم افتتاحها في ‪16/10/2002‬م‬
‫المشروعات الجديدة التي تتبنى فكرة انتشار الحاسب الشخصي في مصر وكثرة عدد مستخدميه – ‪16‬‬
‫مثل ما قامت به وزارة التربية والتعليم اآلن في مصر وتوزيع أجهزة الحاسب الشخصي على الطلبة‬
‫بهدف توسيع قاعدة مستخدمي الحاسب في مصر ‪ ،‬ونظير ذلك أيضا ما قامت به الشركة المصرية‬
‫‪.‬لالتصاالت من بيع أجهزة الحاسب الشخصي لمالكي الخطوط التليفونية وذلك لنفس الهدف‬
‫وكل ذلك نابع من اإلدراك الصحيح ألهمية الحاسب الشخصي وتأثيره على المجتمع وضرورة ظهور‬
‫جيل جديد يستطيع التعامل مع لغة العصر اآلن وليكون حجر األساس للمجتمع المصري الجديد الذي‬
‫تأمل مصر الوصول إليه‪ .‬وبذلك نر أن مصر قد سارت خطوات ليست بقليلة تجاه مجتمع المعلومات‪،‬‬
‫‪.‬وتسعى إلى تطوير خططها المعلوماتية لتصل لمستوى افضل‬
‫وهناك مؤسسات مصرية قد شغلها ذلك مصرية قد شغلها ذلك الموضوع أخذت على عاتقها مهمة تنفيذ‬
‫‪:-‬ذلك ووضع الخطط وهذه المؤسسات هي‬
‫مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء ‪1-‬‬
‫المجالس القومية المتخصصة ‪2-‬‬
‫اللجنة القومية للمعلومات التابعة ألكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ‪3-‬‬
‫وهناك إطار عام تم وضعه للخطة القومية للمعلومات في مصر يتكون من عدة محاور البد من تحقيقها‬
‫‪:-‬ونوقشت في ندوة عام ‪ 2001‬وهذه المحاور هي‬
‫االهتمام بالتعليم والتدريب حيث تم تحديد حجم القوى البشرية المطلوبة للعمل في صناعة ‪1.‬‬
‫‪:-‬المعلومات كآالتي‬
‫ماال يقل عن ‪ 20‬ألف من الخبراء في مجاالت مختلفة بحيث يكونوا كآالتي ‪ü‬‬
‫‪.‬من هذا الرقم محللي ومصممي نظم ‪Ø 25%‬‬
‫‪.‬مخططي برامج ‪Ø 50%‬‬
‫في مجاالت معلوماتية أخرى ‪Ø 25%‬‬
‫‪.‬بناء شبكة اتصاالت حديثة خاصة بالتعليم والبحوث والتطوير – ‪2‬‬
‫االهتمام بالبحوث والتطوير في صناعة المعلومات وتطوير برامج المشروعات الخاصة بصناعة – ‪3‬‬
‫‪.‬المعلومات‬
‫‪.‬االهتمام بتطوير المصادر البشرية التى تنتج البرامج لمختلف التطبيقات المتقدمة – ‪4‬‬
‫إنشاء شركات مشتركة تضم الخبرة السابقة في صناعة المعلومات ورأس المعلومات الوطني – ‪5‬‬
‫‪.‬واالهتمام بتعريب الحاسبات وإجراء الدراسات والبحوث الالزمة لذلك‬
‫االهتمام بتطوير شبكات نقل البيانات وإنشاء شبكات جديدة تجمع طرق اإلرسال المتقدمة تيسير ‪5-‬‬
‫‪.‬الحصول على البيانات لكي يستفيد منها الباحثين والمهتمين بمجال المعلومات‬

‫مما سبق ذكره يتضح لنا أن لدى مصر الكثير من الخطط واألهداف التي البد عليها من تحقيقها ‪Ø‬‬
‫للوصول للمجتمع المعلوماتي الذي تنشده والذي وصلت إليه دول قد تكون اقل من مصر في‬
‫اإلمكانيات المتاحة‬

‫معوقات وصول مصر إلى المجتمع المعلوماتي *‬


‫زيادة نسبة األمية في مصر وخاصة في الريف والصعيد وخصوصا بالنسبة للفتيات التى تزيد ‪1-‬‬
‫‪:-‬نسبتهم في محافظات عديدة في مصر مثل‬
‫المحـافظـة‬
‫نسبة األمية من الفتيات‬
‫المنيا‬
‫‪24.5%‬‬
‫بنى سويف‬
‫‪23.5%‬‬
‫الفيوم‬
‫‪17%‬‬
‫أسيوط‬
‫‪15%‬‬
‫الجيزة‬
‫‪12%‬‬

‫إذا كيف نستطيع التقدم ونحن مازلنا نعيش في عصور األمية ولدينا نسبة ال تقل عن ‪ %40‬من تعداد‬
‫مصر مازالوا ال يستطيعوا القراءة والكتابة وهناك شعوب أخرى أصبحت تعتبر من ليس لديه قدرة‬
‫على التعامل مع الحاسب اآللي وتطبيقاته واإلنترنت وما تشتمل عليه من معلومات في شتى المجاالت‬
‫‪.‬آمين مثل اليابان‬
‫وتحاول مصر اآلن جاهدة في تقليل نسبة األمية بها كخطوة من خطوات التقدم ومحاولة للوصول إلى‬
‫‪.‬مجتمع المعلومات وذلك من خالل الحملة القومية لمحو األمية‬
‫أصبحت برنامج لعمل شباب الخريجين‪ .‬يعملون فيه ويحصلون على اجر في مقابل تعليمهم لمجموعة‬
‫‪.‬من األميين‬
‫‪.‬إذن فأول عقبة من وجهة نظر أمام مصر للوصول إلى المجتمع المعلوماتي هي محو األمية‬
‫حجم صناعة اإللكترونيات وصناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر صغير بالنسبة لعدد كبير من ‪2-‬‬
‫‪ .‬الدول‬
‫ففي أحد تقارير مجلس الشعب المصري عام ‪ 2000‬حدد لنا هذا التقرير ان حجم صناعة اإللكترونيات‬
‫في مصر ‪ 400‬مليون دوالر‬
‫وهو مبلغ يحتاج للزيادة وزيادة أيضا في نسبة العاملون بهذه الصناعات التي تعتبر احد الخطوات‬
‫األساسية تجاه مجتمع المعلومات حيث ال يزال النسبة ضعيفة جدا وهي ‪ %0.13‬من إجمالي العاملين‬
‫في مصر‬
‫فكيف لنا ونحن لم نكمل حتى ‪ %1‬من مجموع العاملين‪ .‬وأيضا حدد هذا التقرير ان معدل الصادرات‬
‫التكنولوجية في مصر سنويا ‪ 15‬مليون دوالر من حيث أن واردتنا التكنولوجية تساوي ‪ 1000‬مليون‬
‫دوالر سنويا أي اننا نستورد ربما يساوي ‪ 66.7‬ضعف واردتنا‪ .‬وذلك يرجع إلى قلة حجم هذه‬
‫الصناعة في مصر وقة عدد المصانع مقارنة بالصناعات األخرى فهي تمثل ‪ %2.4‬فقط إجمالي‬
‫‪.‬الصناعات الوطنية‬
‫قلة عدد أجهزة الحاسب اآللي الشخصي في مصر عن كثير من الدول المتقدمة حيث تبلغ النسبة ‪3-‬‬
‫هو األساس الستخدام الحاسب و تلك ‪ 9.1 pc‬جهاز لكل ‪ 10‬ألف نسمة حيث يعتبر الحاسب الشخصي‬
‫النسبة في مصر قليلة جدا ال تتمشى مع ما تطمح له مصر من االرتقاء و النمو‬
‫كذلك نسبة استخدام اإلنترنت في مصر ما زالت ضعيفة حيث اصبحت نسبة مستخدمي اإلنترنت في‬
‫‪.‬مصر في يناير ‪ 2000‬حوالي ‪ % 73.‬من كل ‪ 10‬االف نسمة‬

‫مصــــــادر المعلومـــــات**‬

‫مصادر المعلومات هي الركيزة األساسية لجوانب الخدمة المختلفة في مركز مصادر التعلم ويتحدد‬
‫نجاح المركز في تقديم خدماته على تنوع مصادره وشمولها لفروع المعرفة اإلنسانية وتقسم مصادر‬
‫التعلم إلى ثالثة أقسام ‪ -1:‬المصادر المطبوعة ‪ -02‬المصادر غير المطبوعة ‪ -03‬المصادر المتعددة أو‬
‫الرزم التعليمية ‪ ****0‬أوال ‪ :‬المصادر المطبوعة ‪:‬المصادر المطبوعة هي أساس الخدمة المكتبية ‪،‬‬
‫وتتمثل في األنواع التالية ‪ -1:‬الكتب ‪ -02‬الدوريات ‪ -03‬الكتيبات والنشرات ‪ -04‬القصاصات ‪0‬‬
‫الكتب ) ‪( 1‬‬
‫يعتبر الكتاب من أكثر مصادر التعلم انتشارًا ألسباب كثيرة أهمها قدرته على ضم المعرفة بكل أبعادها‬
‫الزمانية والمكانية بين دفتيه باإلضافة إلى رخص ثمنه وسهولة حمله وتداوله مقارنة بمصادر التعلم‬
‫األخرى ‪0‬أنـــواع الكتــــب ‪ -1:‬الكتب الدراسية ‪:‬وترتبط هذه الكتب بالمقررات الدراسية وتشتمل على‬
‫الحقائق األساسية والمعلومات العامة والنظريات التي استقرت في مجالها ‪ 0‬والكتب الدراسية تعتبر‬
‫العامل الحاسم في العملية التربوية ‪ ،‬فمن خاللها يتم الحكم على نجاح التربية أو فشلها ‪ -02‬الكتب‬
‫أحادية الموضوع ‪:‬والكتاب أحادي الموضوع هو العمل الذي يكرس لدراسة موضوع معين دراسة‬
‫وافية شاملة وهو يشبه الموسوعة المتخصصة في أنه يلم مختلف جوانب الموضوع ‪0‬وتكرس هذه‬
‫الكتب اهتمامها على المعلومات الحديثة ‪ ،‬وال تعطي للجوانب التاريخية أو الخلفية األساسية للموضوع‬
‫أي اهتمام يذكر ‪0‬‬
‫األعمال الجماعية ‪:‬وتجمع هذه األعمال وفقا إلطار منطقي معين قد تكون عددا من البحوث التي ‪3-‬‬
‫سبق نشرها غالبًا لمؤلف واحد أو لمجموعة من المؤلفين إال أنها ال يمكن أن تغطي الموضوع تغطية‬
‫شاملة ‪ -04‬المراجع ‪:‬المرجع هو كتاب ال يقرأ من أوله إلى آخره ‪ ،‬وإنما يرجع إليه الستشارته فقط ‪0‬‬
‫وتتميز الكتب المرجعية بالشمول واإليجاز والتنظيم الوظيفي ‪0‬أنواع المراجــع ‪:‬تقسم المواد المرجعية‬
‫إلى ‪ -1:‬دوائر المعارف ( الموسوعات ) ‪:‬الموسوعة كلمة يونانية تعني ‪ :‬حلقة كاملة من المعرفة ‪،‬‬
‫وهي أداة سريعة للحصول على المعلومات ‪ ،‬حيث أنها تعرف بأنها كتاب مرجعي يضم موضوعات‬
‫المعرفة البشرة ومرتبة هجائيا ‪ ،‬وتقسم الموسوعات حسب الموضوع الذي تغطيه إلى ‪:‬أ ‪ -‬الموسوعات‬
‫العامة ‪ :‬وهي تبحث في كل فروع المعرفة اإلنسانية في ترتيب هجائي يسهل على القارئ الوصول‬
‫إليها ‪0‬ومن أمثلتها باللغة العربية ‪ -:‬دائرة معارف القرن العشرين ‪ - 0‬الموسوعة العربية الميسرة‬
‫‪0 :‬ومن دوائر المعارف األجنبية‬
‫الموسوعة البريطانية ‪ -‬الموسوعة األمريكية ب ‪ -‬الموسوعات المتخصصة ‪ :‬وهي التي تعالج‬
‫موضوعا محددا أو عدة موضوعات مترابطة وذات عالقة في ترتيب هجائي ‪ ،‬ومن أمثلتها باللغة‬
‫العربية ‪ -:‬دائرة المعارف اإلسالمية ‪ -0‬الموسوعة الغذائية ‪ -0‬الموسوعة الطبية ‪0‬ومن أمثلتها باللغة‬
‫‪ :- Encyclopedia Of Education- Encyclopedia Of Library And‬اإلنجليزية‬
‫القواميس أو المعاجم ‪:‬ومعنى القاموس لغويا ‪ :‬هو البحر ‪ ،‬وقيل وسط ‪Information Science2-‬‬
‫البحر ومعظمه ‪ ،‬والقاموس كتاب يضم مفردات لغة معينة أو عدة لغات يجمعها ويرتبها هجائيا مع‬
‫‪ :‬الشرح والتفسير وتوضيح لكيفية نطقها ومعانيها واستعماالتها مع األمثلة ‪0‬وتقسم إلى األنواع التالية‬
‫أ‪ -‬قواميس اللغة ‪ )‌1:‬القواميس الوطنية ‪ :‬التي تبحث في لغة بلد معين أو عدة بلدان من قومية واحدة‬
‫‪ )02‬القواميس ثنائية اللغة ‪ :‬وهي قواميس تعطينا قائمة بالكلمات في لغة من اللغات ‪ ،‬وتعطينا أيضا‬
‫المعنى أو المرادف في لغة أخرى ‪ 0‬ومن أمثلتها " المورد " ‪0‬ب‪ -‬القواميس المتخصصة ‪:‬وهي‬
‫القواميس التي تعطينا مصطلحات موضوع معين أو عدة موضوعات ذات عالقة ومن أمثلتها في‬
‫المعاجم العربية معجم المصطلحات العلمية والفنية والهندسية ‪0‬ج‪ -‬قواميس التراجم والسير ‪ :‬وهي‬
‫تهتم بالتأريخ لحياة األعالم البارزين من األشخاص ‪ -03‬الكتب السنوية والتقاويم ‪ :‬الكتاب السنوي ‪:‬‬
‫هو كتاب مرجعي يصدر غالبا عن المؤسسات وتبين فيه إنجازاتها ونشاطاتها السنوية ‪0‬أما التقاويم ‪:‬‬
‫وهي تعطي معلومات عن األيام والتواريخ ذات األهمية الخاصة خالل سنة معينة ‪ -04‬األدلـــة ‪:‬الدليل‬
‫قائمة ترتب وفق نهج معين إما هجائيا أو موضوعيا ‪ ،‬قد تكون أسماء أشخاص أو منظمات أو مهن أو‬
‫صناعات أو أعمال تجارية أو أماكن جغرافية وسياحية أو أدلة الرسائل الجامعية وغيرها ‪0‬أنواع‬
‫األدلة ‪ -:‬األدلة المحلية ‪ -0‬األدلة المهنية ‪ -0‬األدلة التجارية ‪ -0‬أدلة الهاتف ‪ - 0‬المصورات كاألطالس‬
‫والخرائط والرسوم البيانية ‪:‬األطالس ‪ :‬وهي عبارة عن مجموعة من الخرائط مجلدة معا ‪ 0‬ولألطالس‬
‫أهمية كبيرة في دراسة التاريخ والجغرافيا وبعض فروع العلوم االجتماعية وتزداد أهميتها لكونها‬
‫مراجع عامة ‪0‬الخرائط ‪ :‬وهي عبارة عن تمثيل لكل جزء من األرض وهي مسطحة عادة وقد تمثل‬
‫جرما سماويا ‪0‬وتأتي الخرائط على ثالثة أشكال ‪:‬أ‌‪ -‬الخرائط المسطحة ‪0‬ب‌‪ -‬الخرائط المجسمة ‪0‬جـ‬
‫الكرات األرضية والنماذج الجغرافية والتاريخية ‪0‬الرسوم البيانية ‪ :‬وتستعمل عندما يراد توضيح فكرة‬
‫معينة أو عالقات عددية أو كمية وإحصائية ‪ ،‬ويمكن توضيح فكرة الرسوم البيانية بطرق كثيرة مثل‬
‫األعمدة ‪ ،‬الدوائر ‪ ،‬الخطوط ‪ ،‬المضلع والمدرج ‪ -06‬قوائم الكتب والببليوجرافيات ‪:‬وهي عبارة عن‬
‫قوائم تعني بحصر اإلنتاج الفكري من كتب ومخطوطات ووسائل سمعية وبصرية وغيرها من مصادر‬
‫المعلومات ‪ ،‬وتعين الباحث للتعرف على ما نشر أو صدر من مؤلفات على المستوى المحلي أو‬
‫الوطني أو اإلقليمي أو العالمي ‪0‬ومن أنواع الببليوجرافيات ‪ -:‬الببليوجرافيات الشاملة ‪:‬وهي تشتمل‬
‫على جميع المطبوعات التي تتناول الموضوعات كافة وهذه األخرى تقسم إلى ‪:‬أ) الببليوجرافيات‬
‫القومية ‪ :‬وتقوم بها المكتبات القومية أو الوطنية وتهدف إلى حصر اإلنتاج الفكري في الدولة سنويا‬
‫‪0‬ب) الببليوجرافيات التجارية ‪ :‬والغرض منها ترويج الكتب وزيادة مبيعاتها وتعد عن طريق تجميع‬
‫محتويات قوائم الناشرين ‪ -0‬الببليوجرافيات المتخصصة ‪:‬وهي تشتمل على المواد التي تعالج‬
‫موضوعا معينا أو عدة موضوعات مترابطة مع بعضها ‪ -0‬الببليوجرافيات النوعية ‪:‬وهي تهتم بشكل‬
‫المادة مثل الكتب ‪ ،‬واألفالم التعليمية والشرائح وما إلى ذلك من أشكال أوعية المعلومات التقليدية‬
‫وغير التقليدية ‪ -07‬الكشافــات ‪:‬ويعرف الكشاف بأنه دليل منهجي موضوعي منظم للمواد واألفكار‬
‫التي تشتمل عليها الكتب والدوريات والصحف وغيرها من مصادر المعلومات ‪ 0‬وتكون هذه األفكار‬
‫ممثلة بواسطة مداخل رئيسة وفرعية مرتبة وفق ترتيب معين وذلك تسهيال للباحث للوصول إلى‬
‫المحتويات في أسرع وقت وبأقل جهد ‪ -08‬المستخلصــات ‪:‬المستخلص هو ملخص للمطبوع أو المقال‬
‫مصحوب بوصف ببليوجرافي كاف يمكن بواسطته تتبع المطبوع أو المقال ‪ 0‬ويتم تلخيص األجزاء‬
‫المهمة من المطبوع ‪ ،‬أما األجزاء غير الهامة فتحذف ‪ -09‬الكتب اإلرشادية ‪:‬تتضمن توجيهات‬
‫وإرشادات ألداء عمل أو نشاط معين ومن أمثلتها كتب الطبخ أو كتب إصالح السيارات واألجهزة‬
‫األخرى ‪ -010‬كتب الحقائــق ‪:‬يلجأ إليها الباحث للحصول على معلومة محددة أو حقيقة معينة وتشتمل‬
‫كتب الحقائق على البيانات والحقائق األساسية المتعلقة بموضوع ما وهي أكثر شيوعا في العلوم البحتة‬
‫والعلوم التطبيقية ‪ -011‬المخطوطات ‪:‬هي كتب كتبت قديما بخط اليد لعدم وجود الطباعة وقت‬
‫تأليفها ‪ ،‬وتمثل أهمية خاصة لدارسي التاريخ واألدب والفلسفة والعلوم اإلنسانية ‪ -012‬الكتب‬
‫اإلحصائية ‪:‬وهي كتب تهتم بتجميع وتبويب وتحليل وتفسير األرقام والبيانات عن نشاط معين أو‬
‫موضوع محدد أو عدة موضوعات ‪ -013‬الحوليــات ‪:‬وهي دراسات نقدية تقييمية تحصر وتزن‬
‫وتقيس أحداث العام في مجال معين أو موضوع معين ‪ -014‬الرسائل الجامعية ‪:‬وتعتبر الرسائل‬
‫الجامعية على مستوى الماجستير والدكتوراه من مصادر المعلومات المهمة التي تقتنيها مراكز مصادر‬
‫المعلومات بالمدارس والمكتبات بأنواعها المختلفة ‪ -15.‬بحوث المؤتمرات ‪:‬وهي وثائق تشتمل على‬
‫دراسات وبحوث عرضت ونوقشت في مؤتمر أو ندوة أو اجتماع أو حلقة دراسية أو لقاء علمي وتعالج‬
‫موضوعا أو موضوعات حديثة ومتخصصة ‪ -016‬تقارير البحوث ‪:‬وتهتم بتسجيل نتائج مشاريع‬
‫البحوث في الموضوعات المختلفة وتعد هذه البحوث عادة بتكليف من هيئة معينة وبدعم مالي منها ‪،‬‬
‫وتظهر المعلومات الخاصة بهذه البحوث في شكل تقرير يشتمل على قصة البحث كاملة ‪-017-‬‬
‫براءات االختراع ‪:‬هي عبارة عن اتفاقية بين الدولة والمخترع ‪ ،‬تضمن الدولة بمقتضاها للمخترع حقه‬
‫الكامل في استغالل اختراعه لمدة محدودة ‪ ،‬وذلك حماية للمخترع من تقليد اختراعه أو سرقته ‪ 0‬وهي‬
‫تقدم وصفا دقيقا لالختراع وعرضا مفصال ألسسه النظرية وتطبيقاته العملية ‪0‬وهي مصدر مهم‬
‫للمعلومات العلمية والفنية تمكن المرء من تتبع تاريخ أي اختراع أو اكتشاف والحصول على صورة‬
‫واضحة عن الوضع الحالي الراهن لحقل معين ‪ -018‬المطبوعات الرسمية ‪:‬هي المطبوعات أو‬
‫الوثائق التي تصدر عن هيئة أو مؤسسة حكومية تنفيذية أو تشريعية أو قضائية وتشتمل على معلومات‬
‫تتصل بنشاط الهيئة أو المؤسسة المسئولة عن هذه المعلومات ‪ -019‬التقاريــر ‪:‬تعتبر التقارير من أهم‬
‫أوعية المعلومات التي تهتم مراكز مصادر التعلم باقتنائها الشتمالها على معلومات مفصلة عن‬
‫المواضيع التي تغطيها ‪0‬‬
‫‪ :‬الدوريات ) ‪( 2‬‬
‫وهي المطبوعات التي تحمل عناوين متميزة وتظهر عادة غير مجلدة ‪ ،‬وتكون أعدادا أو أجزاء متتالية‬
‫تصدر في فترات محددة ومنظمة ‪0‬أهمية الدوريــات ‪:‬وللدوريات أهمية بالغة كمصدر للمعلومات ألنها‬
‫تصدر في فترات متقاربة وبذلك فهي أكثر متابعة لألحداث وخصوصا الدوريات المتخصصة‬
‫واألكاديمية التي تتجدد معلوماتها بشكل يعجز الكتاب عن مواكبته ‪ ،‬وفي مركز مصادر التعلم‬
‫بالمدرسة يجد فيها التلميذ آخر التطورات في مختلف الميادين الثقافية واالجتماعية والترفيهية ‪0‬ومن‬
‫أشهر الدوريات المتخصصة في المملكة مجلة العلوم والتقنية ‪0‬أنواع الدوريات ‪:‬قسمت اليونسكو‬
‫الدوريات إلى ‪:‬أ ) الصحف والجرائد اليومية وغير اليومية ‪0‬ب ) المجالت على اختالف أنواعها‬
‫‪0‬ويمكن تقسم الدوريات حسب الموضوع ‪ -:‬الدوريات العامة ‪ -0‬الدوريات المتخصصة ‪0‬مميزات‬
‫الدوريات ‪ -:‬تحتوي على معلومات حديثة ‪ -0‬تعدد المواضيع التي تتناولها ‪ -0‬تمتاز بعض مواضيعها‬
‫باإليجاز ‪ -0‬تفسح مجاال واسعا للحوار العلمي وتبادل اآلراء ‪ -0‬ينشر فيها أبحاثا علمية متخصصة‬
‫واكتشافات علمية ‪0‬‬
‫‪ :‬الكتيبات والنشرات ) ‪( 3‬‬
‫يقصد بالكتيب أو النشرة كل مطبوع غير دوري يقل حجمه عن الكتاب وليس مجلدا بصفة دائمة ‪،‬‬
‫ويعرف بأنه مطبوع غير دوري ال تزيد عدد صفحاته عن ( ‪ ) 48‬صفحة وال تقل عن خمس صفحات‬
‫بخالف الغالف والعنوان ‪0‬ونصدر والجمعيات والمؤسسات مجموعة من الكتيبات والنشرات وتوزعها‬
‫على سبيل اإلهداء ‪0‬وتعامل الكتيبات والنشرات معاملة الكتب من حيث عمليات التسجيل والجرد‬
‫والصيانة والتعشيب ‪ ،‬فيستبعد القديم منها وغير المفيد ‪ ،‬ويبقى مركز مصادر التعلم على الكتيبات ذات‬
‫الفائدة العلمية للباحثين ‪0‬ويمكن لمركز مصادر التعلم بالمدرسة تكوين زاوية مخصصة لهذه الكتيبات‬
‫والنشرات ‪0‬‬
‫‪ :‬القصاصــات ) ‪( 4‬‬
‫وتعتبر القصاصات من مصادر المعلومات القيمة ويتولى اختصاصي مركز مصادر التعلم اختيار‬
‫القصاصات وتنظيمها وينتقيها من النشرات التي يستغني عنها المركز أو من النسخ المكررة للصحف‬
‫والمجالت وتفيد القصاصات في إنشاء أرشيف للمعلومات في مركز مصادر التعلم بالمدرسة ‪0‬‬
‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬المواد غير المطبوعــة ****‬
‫وتقسم إلــى ‪:‬أ ‪ -‬المواد السمعية والبصرية ‪ :‬وتقسم إلى ‪ -1:‬المواد السمعية وهي التي تعتمد على حاسة‬
‫السمع في استقبالها مثل األشرطة واالسطوانات والتسجيالت الصوتية المختلفة ‪ -02‬المواد البصرية ‪،‬‬
‫ويعتمد على حاسة البصر في استقبالها كالصور والرسومات والمجسمات والعينات والنماذج والشرائح‬
‫‪ 00‬الخ ‪ -03‬المواد السمعية والبصرية ‪ ،‬ويعتمد على كال الحاستين في استقبالها مثل أشرطة الفيديو‬
‫واألفالم الناطقة والشرائح الفيلمية المصحوبة بتسجيالت صوتية وغيرها ‪0‬ب ‪ :‬المصغرات الفيلمية ‪:‬‬
‫‪ :‬وتقسم إلى‬
‫الميكروفيلم ‪1-‬‬
‫الميكروفيش‪2-‬‬
‫الميكرو أوبيك ‪ -04‬الميكرو كارد ‪3-‬‬
‫الفيلموركس –‪5‬‬
‫البطاقة ذات الثقوب أوال ‪ :‬المواد السمعية ‪ -1:‬أشرطة التسجيالت الصوتية ‪ -02‬االسطوانات ‪6 -‬‬
‫‪0‬ثانيا ‪ :‬المواد البصرية ‪:‬أ ) الشفافيات ‪ :‬وهي عبارة عن ألواح رقيقة من البالستيك الشفاف تحمل‬
‫معلومات يمكن عرضها على شاشة العرض ‪0‬ب ) الصور الفوتوغرافية ‪:‬هي الصور التي تستخدم آلة‬
‫التصوير اللتقاطها وتصور الطبيعة والحقائق وتشمل الصور التي يتم الحصول عليها من المجالت‬
‫والصحف والصور السياحية وكتالوجات الشركات والمؤسسات والهيئات وكذلك الصور الموجودة‬
‫بالكتب والمراجع ‪0‬جـ ) الرسومات ‪:‬هي تلك المواد البصرية التي توضح الحقائق واألفكار بالرسم‬
‫وكتابة التعليق اللفظي المناسب لها ‪ 0‬وتوجد هذه الرسومات بكثرة في كتب األطفال أو لوحدها وتشمل‬
‫عدة أنواع منها ‪ -1:‬الرسوم التخطيطية‬
‫المصورات‪2-‬‬
‫الملصقات‪3-‬‬
‫الرسوم البيانية ‪4-‬‬
‫الخرائطد ) اللوحــات ‪:‬ونظرا لسهولة إعدادها ووفرتها ورخصها وقدرتها على جذب انتباه التالميذ ‪5-‬‬
‫وتوضيح العالقات بين الحقائق الرئيسة بترتيب منطقي فإنها من الوسائل كثيرة االستخدام في المدرسة‬
‫هـ ) المجسمات ‪:‬تعتبر المجسمات من مصادر التعلم ذات التأثير الفعال ألن أبعادها الثالثة تتيح للتلميذ‬
‫فرصة الدراسة العميقة وتقرب الواقع بالنسبة له ‪ ،‬كما أن قدرتها على تمثيل األشياء الكبيرة بتصغيرها‬
‫واألشياء الصغيرة بتكبيرها تترك أثرا على المشاهدين ‪0‬العينــات ‪:‬العينات هي جزء من كل ‪ ،‬وقد‬
‫يكون الكل وحدة مستقلة أو مجموعة أو فصيلة أو جنسا عاما ‪ ،‬وهناك أسباب تدعو الستخدام العينات‬
‫و هي ‪ -1:‬عدم توفر المادة أو الوسيلة عند الحاجة إليها ‪ -02‬خطورة المادة الواقعية على التالميذ ‪-03‬‬
‫عدم إمكانية توفير أو إحضار المادة أو الوسيلة بالكامل كما هو الحال مع المعادن والصخور ‪-04‬‬
‫انقطاع المادة أو الوسيلة من الحياة نهائيا مثل الديناصورات فيستعان ببقاياها ‪0‬ويجب أن يكون بمركز‬
‫مصادر التعلم بالمدرسة عدد من العينات مثل الحيوانات المحنطة ومجموعة صخور وعينات من‬
‫التربة وأنواع مختلفة من المعادن ‪0‬منضدة الرمل ‪":‬وهي عبارة عن حوض من الخشب أو الكرتون‬
‫توضع عليه نماذج لألشجار أو األشخاص مثبتا على أرضية من الرمل ويمكننا أن نستخدم منضدة‬
‫الرمل في توضيح المعارك الحربية أو تعليم قواعد المرور "‪0‬النمــاذج ‪:‬وتصنع النماذج من مواد‬
‫متنوعة مثل األسمنت والخشب والبالستيك والكرتون وغيرها من المواد وهناك أسباب عدة دعت إلى‬
‫استخدامها مثل ‪ :‬صعوبة إحضار الشيء الذي تدل عليه إلى غرفة الدراسة لكبر حجمه أو خطورته أو‬
‫ألنه من المستحيل إحضاره إلى غرفة الصف في صورته المعتادة ‪0‬‬
‫الشرائــح ‪:‬هي صور شفافة ثابتة على شريحة فلمية ومثبتة داخل إطار وتأتي بأحكام مختلفة وتقسم‬
‫الشرائح إلى ‪ )1:‬الشرائح الفيلمية ( األفالم الثابتة ) ‪:‬وهي صور شفافة تصور عادة على فيلم مقاس‬
‫‪ 35‬مم‪ )02‬الشرائح المجهرية ‪:‬وهي عبارة عن عينات دقيقة للنبات أو الحيوان أو الحشرات أو‬
‫الصخور والبلورات وتحفظ في شرائح زجاجية خاصة ويستخدم معها المجهر لتكبيرها كذلك يمكن‬
‫عرضها عن طريق جهاز عرض األفالم الثابتة والشرائح ليرها الطالب دفعة واحدة مكبرة على شاشة‬
‫العرض ‪ )03‬المصغرات الفيلميةوالمصغرات الفيلمية اصطالح عام يطلق على كافة أشكال التسجيل‬
‫أو النسخ المصغر ‪ 0‬والمسجل المصغر عبارة عن صورة مصغرة للوثيقة بطريقة يصعب على العين‬
‫المجردة قراءتها وتحتاج إعادة القراءة إلى مكبر لتصبح مقروءة ‪ ****0‬ثالثا ‪ :‬المواد السمعية‬
‫‪ :‬والبصرية‬
‫أشرطة الفيديو ‪:‬تتوافر بأحكام وأشكال مختلفة وتعتبر من المصادر المهمة لمركز مصادر التعلم ) أ (‬
‫‪ 0‬وهي عبارة عن تسجيل البرامج ( الصوت والصورة ) بطريقة آلية على شريط ممغنط ويعاد‬
‫استرجاعها أو بثها من خالل جهازي الفيديو والتلفزيون ‪ (0‬ب ) األفالم الناطقة ‪:‬الفيلم السينمائي هو‬
‫عبارة عن سلسلة متتابعة من الصور مرتبة ترتيبا رأسيا على شريط فيلم شفاف به ثقوب على أحد‬
‫جانبيه أو على الجانبين معا وتظهر الصور متحركة عند عرضه على الشاشة بالسرعة الصحيحة ‪،‬‬
‫وتتناول موضوعات علمية أو تعليمية ‪ (0‬جـ ) الشرائح الفيلمية المصحوبة بتسجيالت صوتية ‪:‬يمكن‬
‫استخدام الشرائح الفيلمية لموضوع معين وتسجيل صوتي يضم معلومات عن هذه الشرائح بحيث يكون‬
‫التسجيل الصوتي مقسم إلى فقرات وكل فقرة تصاحب الشريحة عند عرضها ‪ (0‬د ) المواد اإللكترونية‬
‫أو مصادر المعلومات المحسبة ‪:‬يعتبر استخدام الحاسب في مراكز مصادر التعلم جانبا مهما في خزن‬
‫المعلومات ومعالجتها واسترجاعها وبثها ‪ ،‬ويعد تطورا إيجابيا في توفير المعلومة المناسبة والشاملة‬
‫والدقيقة للمتعلمين والباحثين ‪ ،‬وتنقسم المواد اإللكترونية إلى ‪ -1:‬القرص المرن ‪:‬وهو عبارة عن‬
‫قرص ممغنط يمكن قراءة ملفات الحاسب منه ‪ ،‬أو كتابتها عليه ‪ -02‬القرص الضوئي ‪ :‬وهو قرص‬
‫متحرك غير مرن يستعمل لخزن البيانات في شكل ضوئي وتستخدم فيه أشعة الليزر في تخزين‬
‫ويمتاز بإمكاناته التخزينية الفائقة ‪ ،‬وسرعته ‪ : CD-ROM‬المعلومات واسترجاعها ومن أمثلته‬
‫الكبيرة في استرجاع المعلومات ‪ -03‬القرص الصلب ‪ :‬وهو قرص ممغنط غير مرن ويكون عادة‬
‫مثبتا داخل الجهاز ‪ ،‬أو يكون متحركا ويستخدم لقراءة البرامج وكتابة المعلومات ‪0‬‬
‫‪ :‬رابعا ‪ :‬الحقائب التعليمية ****‬
‫وتتكون من مزيج من أوعية المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة مثل الكتب والنشرات وقصاصات‬
‫الصحف والصور واألفالم والنماذج والعينات ‪ 00‬الخ ‪ 0‬وترتب بشكل يسمح باستخدامها بيسر وسهولة‬
‫‪ 0‬وفي مراكز مصادر التعلم بالمدارس فإن المعلمين بالتعاون مع التالميذ يقومون بتجميع عدة مواد‬
‫تعليمية وبأشكال تتناسب مع محتوى المنهج وتحفظ في حقيبة ويلصق عليها بطاقة يسجل فيها موضوع‬
‫الحقيبة والمواد التي تشتمل عليها والصف الدراسي الذي يمكنه االستفادة منها والمستوى التعليمي الذي‬
‫تقدم له ‪0‬والفلسفة التربوية للحقائب التعليمية مستمدة من تفريد التعليم ومراعاة للفروق الفردية بين‬
‫المتعلمين بحيث يستطيع المتعلم استخدام الحقيبة التعليمية متى ما شاء وفي الوقت المناسب له ‪،‬‬
‫وبطريقته الخاصة حتى يصل في النهاية إلى إتقان الكفايات المقررة للمنهج الدراسي ‪ *0‬العوامل التي‬
‫أثرت في تطور المواد غير المطبوعة ‪ -1:‬العوامل التربوية ‪ :‬لقد أبرزت النظريات التربوية الحديثة‬
‫أهمية تعدد مصادر التعلم وعدم االقتصار على الكتاب المقرر ‪ ،‬كما ركزت على تفريد التعليم‬
‫ومساعدة الطالب على تطوير نفسه حسب قدرته وبطريقته الخاصة ‪ 0‬ولتسهيل ذلك وجدت أشكال‬
‫مختلفة واستراتيجيات متنوعة منها المشاريع الفردية والتعليم المبرمج ‪ ،‬التعلم التعاوني ‪0‬وقد تطلب‬
‫توفير هذه التقنيات توفير مصادر للتعلم يعتمد عليها أكثر من الكتاب المدرسي المقرر ‪ 0‬وبرزت‬
‫المواد غير المطبوعة لتلبي حاجات التعلم الحديثة للمعلم والمتعلم ‪0‬وتمكن هذه المواد المعلم من أن‬
‫يقدم المعلومات بطريقة أكثر فاعلية ويعزز محاضراته بالشفافيات أو الشرائح المعبرة عن الموضوع‬
‫أو المجسمات والنماذج والعينات التي تعطي صورة حية لموضوع الدرس مما يجعل أثر التعلم باقيا‬
‫لفترة أطول ‪ -02‬العوامل االجتماعية ‪ :‬لم يقتصر استخدام مواد غير الكتب في مجال التربية بل تعداه‬
‫إلى عدة مواقع في المجتمع ‪ ،‬فالتلفزيون والراديو يلعبان دورا مسيطرا في حياة األفراد سواء في نشر‬
‫المعلومات العامة مثل إذاعة األخبار أو البرامج التربوية ‪ 00‬الخ ‪ 00‬وشمل استعمال مواد غير الكتب‬
‫جميع فئات المجتمع ‪0‬ونتيجة لذلك أصبحت مراكز مصادر التعلم تدرك أهمية ازدياد نسبة مواد غير‬
‫الكتب في مجتمعاتها ‪ -03‬العوامل المهنية ‪ :‬لقد احتلت مواد غير الكتب مكانها في مراكز مصادر‬
‫التعلم حيث أن الكثير منها يطبق تكنولوجيا التربية وتدريب التالميذ والمعلمين على استخدام الحاسب‬
‫اآللي واستخدام خدمات مركز مصادر التعلم التي تعرض عن طريق الشريط والشريحة والفيلم‬
‫والتسجيل التلفزيوني ‪ 0‬وكذلك تستخدم مواد غير الكتب بكثرة للمستفيدين من األطفال وخصوصا عند‬
‫سرد القصص عليهم ‪0‬أهمية المواد غير المطبوعة في التعليماستخدمت المواد غير المطبوعة في‬
‫التعليم لتوفير أكبر قدر ممكن من الخبرات المتنوعة التي تحقق األغراض التالية ‪ --:‬المساعدة في‬
‫اإلسراع بعملية التعليم وتوفير الوقت والجهد والمال ‪ -‬تزويد المتعلم بخبرات تعليمية تتناسب مع‬
‫استعداداته وقدراته وميوله ‪ -0‬إبقاء أثر التعليم وجعله أكثر ثباتا في ذهن المتعلم ‪ -0‬المساعدة في‬
‫تسلسل األفكار والخبرات وترابطها خالل الموقف التعليمي ‪ -0‬زيادة فعالية المتعلم ونشاطه الذاتي‬
‫ودوره اإليجابي في العملية التعليمية‬

‫خدمات المعلومات على اإلنترنت كأحد طرق إنتاج المعرفة **‬

‫تعد المعلومات من أهم مقومات الحياة ومن أبرز ركائز التقدم الحضاري ‪ ،‬ولها ارتباط وثيق بجميع‬
‫ميادين النشاط البشري ‪ ،‬وهي تشكل جزًء ا ال يتجزأ من هذا النشاط ‪ .‬فاإلنسان يعتمد على المعلومات‬
‫في جميع نواحي حياته الخاصة والعامة وفي كل خطوة يخطوها‪ ،‬وهكذا كانت المعلومات وما زالت‬
‫من الظواهر التي صاحبت اإلنسان منذ نشوء المجتمعات البشرية عندما وجد اإلنسان على وجه‬
‫األرض وأحس بحاجته الطبيعية للتعايش والتواصل مع أخيه اإلنسان ‪ .‬ومن هنا حرص اإلنسان على‬
‫‪ .‬تبادل المعلومات وتناقلها من جيل آلخر ليفيد ويستفيد‬
‫وقد اتخذت هذه العملية أشكاًال مختلفة ووظفت لها وسائط متنوعة حسب اإلمكانات المتاحة لإلنسان في‬
‫كل مرحلة من مراحل التاريخ البشري ‪ .‬كما أن هذه األشكال والوسائط قد مرت بمراحل تطور متعاقبة‬
‫بحسب تطور الحضارات اإلنسانية على مر العصور ‪ .‬فمن األشكال والوسائل الرمزية والشفاهيـة‬
‫والرقم الطينية وجلود الحيوانات في العصور القديمة ‪ ،‬ومن المخطوطات في العصور الوسطى‬
‫تطورت عملية تبادل المعلومات ونشرها إلى‬
‫األشكال والوسائل المطبوعة الورقية والالورقية كالكتب والمجالت والموسوعات واألقراص الليزرية‬
‫وشاشات طرفيات الحاسبات‪ ،‬واألقمار الصناعية وما سواها من وسائط ونظم نشر المعلومات واقتنائها‬
‫‪.‬وخزنها واسترجاعها وبثها‬
‫وفي هذا العصر ظهر اهتمام متزايد بالمعلومات كونها ثـروة وطنية تلعب دوًرا استراتيجيًـا حيوًيا في‬
‫ميادين أنشطة المجتمع ‪ ،‬وقد دفع هـذا االهتمام الدول والمؤسسات واألفراد إلى بـذل جهـود حثيثة‬
‫في مجاالت السيطرة والتحكم بمورد المعلومات على المستويات الوطنية واإلقليمية والدولية‪ .‬وقد نتج‬
‫عن هذه الجهود العديد من نظم وشبكات المعلومات التعاونية‪ .‬وتأتي اإلنترنت‪ ,‬شبكة الشبكات‪ ,‬في‬
‫‪.‬مقدمة هذه كلها‬
‫يأتي هذا البحث بهدف تحديد خدمات المعلومات على اإلنترنت ومردودات هذه الخدمات على المكتبات‬
‫‪ .‬من خالل دراسة وتحليل وظائف اإلنترنت األساسية‬
‫اإلنترنت‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬شبكة الشبكات ‪،‬هي أبرز ثمرة نتجت عن تالحم ثالث ثورات كونية هي ثورة المعلومات ‪،‬‬
‫وثورة االتصاالت ‪ ،‬وثورة الحاسبات‪ .‬كما أنها – أي اإلنترنت‪ -‬تمثل أبرز النماذج العالمية في‬
‫واإلنترنت شبكة ‪ (Integrated Digital Network).‬االستفادة من خدمات الشبكة الرقمية المتكاملة‬
‫معلومات عالمية تربط اآلالف من شبكات الحاسباتالمنتشرة في بقاع العالم بعضها ببعض ‪ ،‬ويستخدمها‬
‫‪.‬الماليين من البشر‬
‫وهي شبكة معلومات أنشأتها وزارة الدفاع )‪ ( Arpanet‬تعود قصة شبكة اإلنترنت إلى شبكة األربانت‬
‫األمريكية في نهاية الستينات لدعم المشاريع والبحوث العلمية في مجال الدفاع والشؤون العسكرية‪.‬‬
‫وظلت األربانت مقتصرة على استخدام وزارة الدفاع حتى عام ‪1986‬م حيث فتح المجال أمام الباحثين‬
‫واألكاديميين الستخدام هذه الشبكة على نطاق أوسع وارتبطت معها شبكات أكاديمية عديدة وبذلك‬
‫تحولت األربانت إلى اإلنترنت(‪ )1‬ومنذ ذلك الحين وهي تنمو بسرعة هائلة بحيث ال يمكن ألحد أن‬
‫يعرف بالضبط ما هو حجم اإلنترنت اليوم ‪ ،‬أو كيف سيصبح غًدا إال أن التقديـرات تشير إلى أن عدد‬
‫المرتبطة بالشبكة (‪ )2‬قد بلغ ‪ 6.6‬مليون(‪ )3‬بينما يقدر عدد ) ‪ ( Host Computers‬الحاسباتالمضيفة‬
‫مستخدمي الشبكة بحوالي ‪ 345‬مليون ‪ ،‬ومن المتوقع أن يصل عدد المستخدمين في عام ‪2005‬م إلى‬
‫أكثر من مليار مستخدم (‪ . )4‬وفي كل يوم تؤمن الشبكة ارتباط ماليين المستفيدين في أكثر من ‪150‬‬
‫بلًدا (‪ .)5‬واإلنترنت ال يملكها شخص أو مؤسسة أو حكومة‪ ،‬وليس لها رئيس أو مجلس إدارة ‪ ،‬فهي‬
‫تعود إلى جميع من يستخدمها وتشغلهم وتصاد من قبلهم ‪ ،‬والسلطة الوحيدة لإلنتـرنت تتمثل في‬
‫وهي هيئة اختيارية العضوية تهدف إلى االرتقاء بالتبادل )‪ (Internet Societ‬جمعيـة اإلنتـرنت‬
‫الدولي للمعلومات من خالل تقنية اإلنترنت (‪ )6‬ويستطيع أي شخص يمتلك حاسـوًبا شخصًيا يحتـوي‬
‫والبرامجيات الالزمة ويرغب في دفع أجور الخدمات أن يشترك في )‪ (modem‬على مراسـل‬
‫‪.‬اإلنترنت‬
‫‪ :‬أما مكونات اإلنترنت فهي‬
‫‪.‬مجتمع المستفيدين من اإلنترنت من األفراد والمؤسسات ‪1 -‬‬
‫‪.‬التكنولوجيا ‪ ،‬والتي تضم األجهزة والبرمجيات التي تربط أقسام اإلنترنت والمستفيدين ‪2 -‬‬
‫إدارة اإلنترنت ‪ ،‬والتي ترتكز على مجموعة اتفاقيات عالمية ومشاورات بين المهندسين ‪ ،‬والتنفيذ ‪3 -‬‬
‫بواسطة الهيئات العامة والجهات الخاصة التي تقوم مجتمعة بتخصيص العناوين وصيانة الممرات‬
‫‪( Routes) .‬‬
‫تجارة الوصول إلى اإلنترنت ‪ ،‬والتي تبدأ بمجهزي الخدمة في القطاعين العام والخاص وتوفر ‪4 -‬‬
‫‪ .‬الوصول إلى اإلنترنت بواسطة الخطوط التلفونية والحاسبات لشخصية‬
‫‪ :‬وسائل اإلنترنت‬
‫هناك العديد من الوسائل المتوفرة على اإلنترنت والتي تساعد المستفيدين على استخدامها واالستفادة‬
‫‪ :‬من تسهيالتها ‪ .‬وأهم هذه الوسائل هي‬
‫‪ E. Mail :‬البريد اإللكتروني ‪1-‬‬
‫البريد اإللكتروني هو وسيلة تسهل عملية االتصال بماليين الناس من خالل اإلنترنت ويعد من أكثر‬
‫وسائل اإلنترنت استخداًم ا ‪ .‬إن عملية البريد اإللكتروني تشبه عملية البريد التقليدي‪ ،‬ففي كلتا الحالتين‬
‫تكتب الرسالة من شخص إلى آخر‪ ,‬وُتعنون‪ ،‬وترسل بالبريد الذي يقوم بتوزيع الرسائل إلى األشخاص‬
‫المرسلة إليهم‪ .‬في البريد اإللكتروني يتم خزن الرسائل في صناديق بريد إلكترونية بانتظار قراءتها‪.‬‬
‫وبعد القراءة يستطيع المستلم رميها ‪ ،‬أو االحتفاظ بها ‪ ،‬أو تحويلها إلى شخص آخر‪ ،‬أو طباعتها‪.‬‬
‫‪ .‬ويذكر أن أول خطوة يمر بها المستفيدون من اإلنترنت هي البريد اإللكتروني(‪)7‬‬
‫‪ Telnet :‬التلنت ‪2 -‬‬
‫التلنت وسيلة تسمح للمستفيدين من اإلنترنت بالدخول مباشرة إلى الحاسبات ألخرى المرتبطة بالشبكة‬
‫والقيام باالستفادة من الخدمات والعمليات المتوفرة لهم على اإلنترنت مثل تشغيل البرامج ‪ ،‬االطالع‬
‫على الملفات ‪ ،‬البحث في قواعد البيانات‪ ،‬القيام بالعمليات األخرى المتوفرة على تلك الحاسبات ما لو‬
‫كانت تلك الحاسبات ي مكتب المستفيد نفسه أو منزله‪ .‬ويسلتزم استخدام التلنت وجود ترخيص لدى‬
‫‪.‬المستفيد (‪)8‬‬
‫‪ File Transfer Protocol :‬بروتوكول نقل الملفات ‪3 -‬‬
‫هذا البروتوكول هو وسيلة تسمح للمستفيدين من اإلنترنت الوصول إلى الحاسبات لموجودة في أية‬
‫أو )‪ ( downloading‬بقعة من بقاع العالـم والقيـام أمـا بنقل ملفات منهـا إلى حاسباتهم الشخصية‬
‫)‪ ( servers‬تتوفـر مئـات خوادم ‪ ( uploading).‬تحميل ملفات من حاسباتهم على الحاسبات ألخرى‬
‫بروتوكول نقل الملفات منتشرة في أنحاء العالم وتحتوي على آالف الملفات‪ .‬وفي هذا الجانب يستطيع‬
‫ونظًرا لوجود عالم من المعلومات ‪ (Archi , Gopher, Wais ).‬المستفيـد االستعانـة باآلليات مثل‬
‫على اإلنترنت على شكل نصوص‪ ،‬وصوت ‪ ،‬وصور متحركة‪ ،‬وبرمجيات‪ ،‬فإن الكثير منها يمكن‬
‫الحصول عليه مجاًنا‪ .‬كما أن ليس جميع الحاسبات على إنترنت تسمـح ألي واحـد بالدخول إليها وأخذ‬
‫والمشتركة )‪ ( Freeware‬الملفات منها (‪ . )9‬أما البرمجيات فإنها على ثالثة أنواع ‪ :‬المجانية‬
‫) ‪ ( Commercial‬التـي يمكن نقلهـا لتجريبهــا قـبـل دفـع قيمتـهـا ‪ ،‬والتجـاري )‪( Shareware‬‬
‫‪ .‬وهي التي تنقل بعد دفع ثمنها (‪)10‬‬
‫‪ World Wide Web :‬الويب ‪4 -‬‬
‫هي مجموعة من الصفحات المخزنة على الحاسباتالمنتشرة في أنحاء العالم مرتبطة )‪ ( www‬الويب‬
‫بوصالت تسهل الوصول إلى مواقع الويب المختلفة‪ .‬تشكل الويب نسبة كبيرة من اإلنترنت‪ ،‬وهي‬
‫األكثر غنى بصفحات المعلومات التي تغطي موضوعات شتى تحتوي على نصوص‪ ،‬وصور ‪،‬‬
‫ورسومات ‪ ،‬وصوت ‪ ،‬وأفالم‪ ،‬موزعة على مساحات اإلنترنت الواسعة ‪ ،‬ومبوبة بشكل يسهل‬
‫‪ .‬الوصول إليها‬
‫وتترابط مجموعات المعلومات على الويب بوصالت تسهل على المستفيد التنقل من معلومة متوفرة‬
‫على حاسوب في لندن إلى معلومة أخرى مترابطة معها متوفرة على حاسوب في طوكيو‪ ،‬على سبيل‬
‫‪.‬المثال‬
‫ويتم البحث عن المعلومة في الويب بواسطة كلمات مفتاحية يتم البحث عنها في الملفات من خالل‬
‫برامج معتمدة في اإلنترنت ‪ ،‬وبعد ظهور النتائج على شكل قوائم يختار المستفيد منها ما يريد‪ .‬وعلى‬
‫ويذكر أن ‪ ٪70‬من البحث عن المعلومات )‪ (Home Pages‬والصفحات )‪ (Sites‬الويب تنشأ المواقع‬
‫في اإلنترنت يتم من خالل الويب‪ .‬وأهم ما يسهل العمل على الويب هو بروتوكول نقل النصوص‬
‫‪ (Lycos ,Alta‬أما آليات البحث في الويب فهي ‪ ( Hypertext Transfer Protocol ) .‬المترابطة‬
‫‪Vista, Yahoo, Excite , Open Text , Magellan , Sindbad ,Hotbot ) (11) .‬‬
‫‪ :‬التسهيالت العامة على اإلنترنت‬
‫من خالل تحليل ما تقدم‪ .‬نستطيع أن نجمل التسهيالت التي تقدمها اإلنترنت إلى المستفيدين منها باآلتي‬
‫‪:‬‬
‫‪.‬الخدمات البريدية ‪1 -‬‬
‫‪.‬نقل المعلومات والبيانات والبرمجيات من حاسب إلى آخر ‪2 -‬‬
‫‪.‬االتصال بمراكز البحوث والمعلومات ‪3 -‬‬
‫‪ .‬البحث عن أية معلومة أو خبر عن أي موضوع معين ‪4 -‬‬
‫‪.‬الوقوف على أحدث المستجدات العلمية والتقنية والثقافية ‪5 -‬‬
‫‪.‬مزاولة األنشطة التجارية واالستثمارية ( التبضع وعقد الصفقات التجارية) ‪6 -‬‬
‫‪.‬التعامل مع البنوك ( إيداع – سحب – تحويل) ‪7 -‬‬
‫‪.‬الدخول إلى قـواعد البيـانـات الببليـوغـرافيـة ‪8 -‬‬
‫‪.‬التعليم والتدريس عن بعد ‪9 -‬‬
‫‪ .‬خدمات الطب عن بعد (مثل تقديم استشارات طبية) ‪10-‬‬
‫‪.‬نشر وبث أية معلومة من المعلومات ‪11-‬‬
‫ممارسة العمل عن بعد (مثل مهندس معماري يرسل تصاميمه الهندسية لشركته عبر اإلنترنت ‪12-‬‬
‫‪ .‬وهو في منزله)‬
‫‪.‬االستماع إلى الراديو والموسيقى ومشاهدة األفالم حسب الطلب ‪13-‬‬
‫‪.‬الحوار مع اآلخرين حول موضوع أو قضية معينة عن طريق ما يسمى بمجاميع النقاش ‪14-‬‬
‫‪.‬النشر اإللكتروني ‪15-‬‬
‫‪ .‬متابعة الصحف والمجالت ‪16-‬‬
‫‪ .‬شراء الكتب من الناشرين أو الموزعين ‪17-‬‬
‫عقد االجتماعات عن بعد (مؤتمرات‪ ،‬ندوات ‪ ،‬حلقات نقاشية) ‪18-‬‬
‫‪ .‬اإلعالن عن السلع والخدمات من قبل األفراد والمؤسسات ‪19-‬‬
‫‪ .‬االطالع على ثقافات المجتمعات التي لها مواقع على اإلنترنت ‪20-‬‬
‫‪ :‬خدمات المعلومات على اإلنترنت‬
‫بما أن اإلنترنت هي شبكة كونية توفر إمكانات هائلة في مجاالت بث المعلومات وتبادلها على نطاق‬
‫العالم ‪ ،‬فإن هناك العديد من خدمات المعلومات التي يستطيع رواد المكتبات اإلفادة منها عبر‬
‫‪ :‬اإلنترنت ‪ .‬ونستطيع إجمال هذه الخدمات باآلتي‬

‫‪ :‬البحث في فهارس المكتبات ‪1-‬‬


‫أن أول ما يحتاجه المستفيد من المكتبة هو المصادر المتوفرة في اختصاصه‪ ،‬فينطلق ليبحث في‬
‫فهارسها‪ .‬وفي هذا المجال توفر اإلنترنت ومن خالل الويب تسهيالت الوصول إلى عدد كبير من‬
‫فهارس المكتبات في العالم مثل مكتبة الكونجرس األمريكية‪ ،‬والمكتبة البريطانية‪ ،‬ومكتبة جامعة‬
‫شيكاغو ‪ ،‬وجامعة كاليفورنيا‪ ،‬ويذكر أن هناك حوالي ‪ 1000‬موقع لفهارس المكتبات الوطنية‬
‫والجامعية المشهورة في العالم (‪ .)12‬ويمكن ألي شخص له إلمام باستخدام الحاسب إجراء البحوث في‬
‫‪.‬هذه الفهارس‬
‫‪ :‬الخدمات المرجعية ‪2-‬‬
‫الخدمات المرجعية هي عبارة عن مساعدة المستفيد في الحصول على معلومة أو معلومات أو بيانات‬
‫معينة‪ .‬أما المدى الذي تشمله هذه الخدمات فيتراوح بين الرد على االستفسارات إلى تزويد المستفيد‬
‫بقائمة ببليوغرافية عن موضوع معين‪ .‬وللبحث عن معلومة أو معلومات مرجعية يمكن االستفـادة مما‬
‫توفره الويب حيث يستطيع المستفيد أن يجد معلومات تقريًبا عن أي موضوع‪ .‬يقوم المستفيـد بطبع‬
‫أو أحد األدلة )‪ (Infoseek, Excite, Lycos,‬الكلمات المفتاحية باستخدام إحدى آليات البحث مثل‬
‫حيث إن كل واحدة من هذه اآلليات واألدلة تحتوي على مواضيعها )‪ (Yahoo, Magellan‬مثل‬
‫الخاصة‪ .‬كما يمكن استخدام البريد اإللكتروني لإلجابة عن االستفسارات وذلك بإرسال رسالة إلى جهة‬
‫معينة أو شخص معين وطرح السؤال ثم تلقي اإلجابة بالطريقة نفسها (‪ .)12‬وكمثال على قواعد‬
‫‪ (Higher Education‬البيانات التي توفر خدمات مرجعية على اإلنترنت نشير إلى قاعدة‬
‫التي توفر معلومات حول الجامعات‪ ،‬والمؤتمرات ‪ ،‬شروط )‪Resources and Opportunities‬‬
‫)‪ (Geography Server‬القبول‪ ،‬المنح‪ ،‬والزماالت التي طالما يحتاجها الطلبة‪ .‬كما أن هناك قاعدة‬
‫التي توفر معلومات عن المدن ‪ ،‬واألقطار‪ ،‬واألقاليم ‪ ،‬والقارات‪ .‬باإلضافة إلى آالف الهيئات‬
‫والمؤسسات المستعدة لإلجابة عن األسئلة وإعطاء المعلومات حول موضوعات متعددة في العلوم‬
‫‪ (The National Referral Central Master File ) .‬والتكنولوجيا والعلوم االجتماعية مثل‬
‫‪ :‬خدمات الدوريات ‪3-‬‬
‫تتوافر على اإلنترنت مئات الدوريات من المجالت والنشرات اإلخبارية في مواضيع متعددة‪ .‬وتشبه‬
‫هذه الدوريات نظيراتها الورقية من حيث انتظام الصدور وهيئات التحرير ‪ ،‬والمراجعة‪ .‬كما أنها تقوم‬
‫بنشر بحوث أصلية على غرار الدوريات الورقية ‪ .‬ومن األمثلة على هذه الدوريات مجلة سباركس‬
‫)‪ (Mindgate‬وهي مجلة روايات وشعر واهتمامات أدبية متنوعة‪ ،‬ومجلة بوابة الفكر )‪( Sparks‬‬
‫) ‪(Roots world‬المتخصصة بنشر القصص والشعر والصور الفوتوغرافية ‪ ،‬ومجلة عالم الجذور‬
‫‪ (Electrinic Visual Arts Journal ) .‬والمجلة اإللكترونية للفنون المرئية‬
‫ويمكن الحصول على قائمة متكاملة بعناوين الدوريات المتوفرة على اإلنترنت من خالل موقع‬
‫‪.‬الذي يضم أرشيفه حوالي ‪ 4817‬عنواًنا(‪(News Jour) )14‬‬
‫إن عدد الدوريات على اإلنترنت يتزايد بشكل كبير بحيث أصبحت بعض هذه الدوريات ال تتوافر إال‬
‫بالشكل اإللكتروني‪ .‬ومن جانب المستفيد فإنه يستطيع قراءة ما يشاء من الدوريات اإللكترونية المتاحة‬
‫على اإلنترنت ويدفع فقط تكاليف ما يقرأ وهذا بعكس الدورية الورقية حيث إن المستفيد يدفع قيمتها‬
‫كاملة سواء قرأ جزًء ا منها أو كلها وفي هذا توفير للمستفيد في الكلفة ‪ .‬كما يستطيع المستفيد الحصول‬
‫‪ .‬على نسخ ورقية مما يريد من هذه الدورية اإللكترونية أو تلك‬
‫‪ :‬خدمات االستخالص والتكشيف ‪4-‬‬
‫لغرض سد حاجة المستفيدين السريعة إلى المعلومات فقد توافرت على اإلنترنت قواعد عديدة‬
‫للكشافات والمستخلصات أعدت لتساعد المستفيد على تلبية تلك االحتياجات‪ .‬وألن الكشافـات‬
‫والمستخلصات أصبحت أكثر شيوًعا واستخـداًم ا في العالم كجسور سريعة للوصول إلى المعلومات‪،‬‬
‫فقد أخذ عدد قواعد المستخلصات والكشافـات يـزداد باطراد خاصة بعد أن انتقلـت خـدمات البحـث‬
‫باالتصال المباشـر إلى اإلنترنت وتقـدم مجـاًنا‪ .‬وكمثـال على القواعد التي تقدم خدمات التكشيف‬
‫في المملكة المتحدة وتغطي البحوث )‪ (Bath‬التي أنشأتهـا جامعة باث )‪ (BIDS‬واالستخالص قاعـدة‬
‫المنشورة في االختصاصات العلمية واإلنسانية واالجتماعية والفنية منذ ‪1981‬م‪ ،‬عام وتشمـل‬
‫المعلومات التي توفرها القاعدة اسم البحث ‪ /‬الباحث وعنوانه‪ ،‬وتفاصيل الدوريات التي نشر فيها‬
‫البحث ‪ ،‬ومنذ ‪1991‬م شملت المعلومات مستخلًصا للبحث والمصادر المذكورة فيـه(‪ . )15‬أضـف إلـى‬
‫التي توفر الوصول إلى مستخلصات ‪ (IDEAL) 184‬وقاعدة ‪ (Medline ) ،‬ذلـك القاعـدة الطبيـة‬
‫‪ ( ERIC) ،‬وقاعدة ‪ NTIS Database)) ،‬مجلة علمية وقائمـة بمحتوياتها (‪ ، )16‬وقاعـدة‬
‫‪(Agricola) ،‬و‬
‫‪ .‬وغيرها ) ‪(Aerospace Databse‬و‬

‫‪ :‬خدمات اإلحاطة الجارية ‪5-‬‬


‫توفر هذه الخدمة أمام المستفيدين فرص االطالع بصورة مستمرة على ما يبذله غيرهم من جهود وما‬
‫توصلوا إليه من نتائج في موضوع اختصاصاتهم واهتماماتهم‪ .‬يتم تقديم هذه الخدمة بمجرد تقديم‬
‫السؤال ألول مرة ثم إجراء اإلحاطة على فترات زمنية بمجرد إعادة طرح السؤال أو الطلب على‬
‫القاعدة أو القواعد المراد بحثها بطريقة تلقائية من خالل الحاسب على فترات زمنية محددة حسبما‬
‫يريدها المستفيد ويتم إخطاره بالنتائج في كل مرة مهما كانت المعدالت الزمنية متقاربة(‪ ، )17‬وكمثال‬
‫وهي قاعدة بيانات لمحتويات ‪ (Swet Scan) 14000‬على القواعد التي تقدم مثل هذه الخدمات قاعدة‬
‫‪.‬مجلة في جميع المواضيع تحّد ث أسبوعًيا (‪)18‬‬
‫وتشمل هذه الخدمة كذلك خدمة البث االنتقائي للمعلومات التي تعد صيغة متطورة لخدمات اإلحاطة‬
‫‪.‬الجارية‬
‫خدمات اإلعارة بين المكتبات ‪6 -‬‬
‫يستطيع المستفيد وضع طلب اإلعارة من خارج المكتبة من منزله أو من قسمه العلمي في الكلية أو‬
‫الجامعة أو في المكتبة التي تخدمه ‪ ،‬أو من محل عمله‪ ،‬وتقوم الشبكة بتوحيد طلبات اإلعارة ثم يقوم‬
‫المكتبي المسؤول عن ذلك بتنفيذ الطلبات ‪ .‬وفي هذه المجال تضع كل مكتبة موجوداتها من مصادر‬
‫المعلومات تحت تصرف المستفيدين للمكتبيين أو المكتبات المرتبطة باتفاق تعاوني ‪ ،‬مثل شبكة‬
‫مكتبات مارموث التي تضم ‪ 23‬مكتبة (‪)19‬‬
‫‪ :‬خدمات التوزيع اإللكتروني للوثائق ‪7-‬‬
‫يستطيع المستفيد الحصول على أصول الوثائق (بحوث ومقاالت) من خالل هذه الخدمة ‪ .‬ويتم ذلك‬
‫بقيام المستفيد بتسجيل البيانات الببليوغرافية للوثيقة التي يطلبها على استمارة معدة لهذه الغرض ‪،‬‬
‫وتقوم الجهة المقدمة للخدمة بتلقي الطلبات وتنفيذها من خالل اإلنترنت ‪ ،‬وإرسال الفواتير إلى المستفيد‬
‫الذي يقوم بدفعها من خالل بطاقات االئتمان المصرفية ‪ .‬وكمثال على هذه الخدمات ما يقدمه المعهد‬
‫الذي يقوم بتجهيز أصول الوثائق إلى زبائنه اإلكترونًيا )‪ (CISTI‬الكندي للمعلومات العلمية والتقنية‬
‫والجدير بالذكر أن هناك دليًال لخدمات التوزيع اإللكتروني ‪ (www . Cisti) (20).‬من خالل الويب‬
‫يمكن من خالله معرفة الجهات التي تقدم )‪ (Guide to Document Delivery Services‬للوثائق‬
‫‪.‬هذه الخدمات‬
‫‪ :‬خدمات المطالعة ‪8-‬‬
‫تتيح اإلنترنت أمام المستفيدين إمكانية مطالعة الكتب التي قامت مكتبات عديدة بتحميلها على اإلنترنت‬
‫وإتاحتها للمطالعة بشكلها اإللكتروني مجاًنا‪ .‬وتشمل هذه الكتب كتب التراث والثقافة والسياحة ‪ .‬كما‬
‫‪.‬يستطيع المستفيد كذلك تصفح العديد من الصحف التي تنشر إلكترونًيا عبر اإلنترنت‬
‫‪ :‬خدمات تدريب المستفيدين ‪9-‬‬
‫توجد على اإلنترنت مواقع لمكتبات عديدة تقدم فرًصا تدريبية للمستفيدين عن كيفية استخدام هذه‬
‫الشبكة وكيفية الوصول إلى المعلومات المتوافرة عليها‪ .‬وكمثال على ذلك تقدم المكتبة الطبية الوطنية‬
‫فرًصا تدريبية للمتخصصين في المهن الطبية والصحية في مجال البحث في المعلومات الطبية ‪ .‬كما‬
‫أن هناك دورات تدريبية في موضوع الوصول اإللكتروني للنتاج الفكري من إعداد اتحاد دار الكتب‬
‫‪.‬اإلسكندنافية والمدرسة الملكية لعلم المكتبات في العاصمة الدنماركية (‪)21‬‬
‫‪ :‬المردودات‬
‫إن خدمات المعلومات والتسهيالت األخرى التي تقدمها اإلنترنت لها مردودات إيجابية عديدة على‬
‫‪ :‬المكتبات ‪ ،‬نستطيع تحديدها بما يأتي‬
‫تسهيل عمليات االختيار والتزويد من خالل االتصال عبر اإلنترنت بالناشرين والموزعين للكتب ‪1 -‬‬
‫والدوريات والمنتجات األخرى الورقية واإللكترونية ‪ .‬وتستطيع المكتبات من خالل ذلك أن تحدد‬
‫‪.‬طلباتها من الكتب أو االشتراك بالدوريات ‪ .‬وفي هذا اقتصاد كبير في الوقت والجهد‬
‫التقليل من التكرار في اإلجراءات والعمليات وخاصة فيما يتعلق بالفهرسة والتصنيف لكثير من ‪2 -‬‬
‫‪.‬المطبوعات الموجودة على اإلنترنت والتي ربما قد اقتنتها المكتبة سابقا أو ستقتنيها‬
‫إغناء مجموعات المكتبة من مصادر المعلومات حيث إن االرتباط باإلنترنت يجعل ما توافر عليها ‪3 -‬‬
‫من مصادر المعلومات في متناول المكتبة ومستفيديها وكأنها جزء من مجموعات تلك المكتبة‪ .‬إن‬
‫‪.‬المردود األكبر في هذا المجال يتحقق للمكتبات التي تعاني من نقص في مصادر المعلومات‬
‫‪ .‬المساعدة على التوحيد في النظم والمعايير المستخدمة في المكتبات ‪4 -‬‬
‫زيادة إنتاجية المكتبات وتحسين مستوى أدائها من خالل تقديم خدمات ال تستطيع تقديمها دون ‪5 -‬‬
‫‪.‬االرتباط باإلنترنت‬
‫‪ .‬االقتصاد بالنفقات قياًسا بالخدمات التي تقدمها المكتبات إلى مستفيديها من خالل اإلنترنت ‪6 -‬‬
‫‪.‬تسهيل عمليات اإلعارة بين المكتبات وزيادة حجم المعلومات المتبادلة ‪7 -‬‬
‫تسهيل إجراءات التبادل واإلهداء بين المكتبات باستخدام البريد اإللكتروني وإمكاناته الواسعة في ‪8 -‬‬
‫‪.‬نشر قوائم المطبوعات المعدة للتبادل واإلهداء‬
‫تسهيل االتصال المهني بين العاملين في المكتبات في بلدان مختلفة لتبادل الخبرات واآلراء حول ‪9 -‬‬
‫‪.‬العمليات والخدمات واألجهزة والنظم‬
‫‪.‬التقليل من الورق في االتصاالت وتغيير نمطها وزيادة سرعتها ‪10 -‬‬
‫‪.‬تشجيع المكتبات على المشابكة وجرها إلى عالم المكتبات اإللكترونية ‪11 -‬‬
‫إكساب المستفيدين من المكتبات مهارات االستقصاء الذاتي عن المعلومات دون الرجوع إلى ‪12 -‬‬
‫‪.‬موظفي المكتبة‪ ،‬وبالتالي توفير في جهد موظفي المكتبة ووقتهم‬
‫‪ :‬االستنتاجات‬
‫من خالل ما تقدم من عرض وتحليل لتسهيالت اإلنترنت وخدمات المعلومات على هذه الشبكة‬
‫‪ :‬ومردوداتها على المكتبات توصل الباحث إلى االستنتاجات اآلتية‬
‫إن المنتجات العلمية والتقنية والثقافية المتسارعة تحتم توافر وسائل أسرع وأكفأ إليصال هذه ‪1 -‬‬
‫المنتجات إلى من يحتاجها ألي غرض من األغراض‪ .‬وفي هذا تعتبر اإلنترنت بديًال لكل وسائل‬
‫العصر الناقلة للمعلومات بأشكالها المختلفة (النص‪ ،‬الصور‪ ،‬الصوت‪ ،‬الرسم‪ ،‬الرقم)‪ .‬وعليه فإن‬
‫ارتباط المكتبات باإلنترنت لم يعد ترًفا بل ضرورة العصر الذي نعيش فيه‪ .‬إن المكتبات التي ال تعرف‬
‫طبيعة هذا العصر واالستفادة من معطياته كاإلنترنت ستبقى بعيدة عن مجريات العصر ‪ ،‬وبدًال من أن‬
‫‪ .‬تسير نحو التطور ستتراجع إلى الخلف‬
‫بالرغم من المردودات اإليجابية والقيمة التي يمكن أن تتحقق للمكتبات عن طريق االرتباط ‪2 -‬‬
‫باإلنترنت ‪ ،‬فإن هناك عدًدا من المشكالت التي ربما تواجهها هذه المكتبات والتي نستطيع حصرها‬
‫‪ :‬باآلتي‬
‫أ ‪ -‬مقاومة التغيير‪ ،‬حيث إن العديد من المستفيدين ومن العاملين في المكتبات ربما ال يحبذون االرتباط‬
‫‪.‬باإلنترنت وخاصة أولئك الذين لم يتعاملوا في حياتهم مع الحاسباتوليست لديهم مهارات التعامل معها‬
‫ب ‪ -‬االختناقات في المعلومات والتوقفات المؤقتة في النظام‪ ،‬والتي تحدث نتيجة تدفق المستفيدين من‬
‫‪.‬اإلنترنت بأعداد كبيرة‬
‫ج ‪ -‬الحاجز اللغوي ‪ ،‬حيث إن المستفيد الذي ال يجيد اللغة اإلنكليزية يواجه قيوًدا في االستفادة من‬
‫‪ .‬خدمات اإلنترنت‬
‫د‪ -‬عطل الخطوط الهاتفية ‪ ،‬أو كون هذه الخطوط ليست بالمستوى الذي يتناسب مع متطلبات اإلنترنت‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬هـ‪ -‬االنقطاعات الكهربائية التي تؤدي إلى توقف في تقديم الخدمات‬
‫و‪ -‬توفير قطع الغيار للحواسيب في البلدان المستوردة لهذه األجهزة مما يؤدي إلى توقف تقديم خدمات‬
‫‪.‬اإلنترنت عند حدوث عطل في هذه األجهزة والحاجة إلى قطع الغيار إلصالح العطل‬
‫ز‪ -‬التأخير في دفع الفواتير المترتبة على المكتبة ربما يؤدي إلى قطع االتصال من قبل مجهز الخدمة‬
‫‪.‬وبالتالي تعطيل خدمة اإلنترنت‬
‫ح‪ -‬تدفق المستفيدين بأعداد كبيرة الستخدام اإلنترنت ربما يفوق إمكانات المكتبة المتاحة لذلك مما‬
‫يؤدي إلى عجز المكتبة عن‬
‫‪.‬تقديم الخدمات إلى هذه األعداد الكبيرة من المستفيدين والذين سيصيبهم اإلحباط جراء ذلك‬

‫قائمة المراجع‬
‫محمد فتحي عبد الهادي‪ ،‬المعلومات وتكنولوجيا المعلومات على أعتاب قرن جديد‪ _.‬القاهرة‪1- :‬‬
‫مكتبة الدار العربية للكتاب‪_.2000 ،‬ص‪18‬‬
‫أحمد محمد الشامي‪ ،‬سيد حسب هللا‪ ،‬الموسوعة العربية لمصطلحات المكتبات والمعلومات ‪2-‬‬
‫والحاسبات‪ :‬إنجليزي عربي ‪ _.‬ط‪ _.1‬الرياض‪ :‬المكتبة األكاديمية‪_./2001 ،‬مج‪ ، 2‬ص‪1297‬‬
‫العولمة وتحديات العصر وانعكاساتها على المجتمع المصري‪ _.‬القاهرة‪ _.‬ص ص‪3- 112 ،111‬‬
‫اجالل بهجت ‪ ،‬وديان التكنولوجيا فى مصر‪ _.‬المعلوماتي‪319 _.2000 ،‬ص ‪4-‬‬
‫االخبار‪ _.‬ط ‪ 1‬ع ‪ 2 ،1584‬فبراير ‪ _.2003‬ص‪5- 12‬‬
‫عبد الوهاب أبو النور‪ ،‬دراسات في علم المكتبات والتوثيق والببليوجرافيا‪ _.‬القاهرة‪ _.‬عالم ‪6-‬‬
‫الكتب‪1996 _.‬‬
‫شعبان عبد العزيز خليفة‪ ،‬المحاورات في مناهج البحث فى علم المكتبات والمعلومات‪ _.‬الدار ‪7-‬‬
‫المصرية اللبنانية‪1997 _.‬‬
‫عمر أحمد همشري‪ ،‬ربحى مصطفى عليان‪ ،‬المرجع في علم المكتبات والمعلومات ‪ _.‬دار ‪8-‬‬
‫الشروق‪1997 _.‬‬
‫أحمد أنور بدر‪ ،‬علم المعلومات والمكتبات " دراسات في النظرية واالرتباطات الموضوعية"‪9- _.‬‬
‫دار غريب‪1996 _.‬‬
‫عبد هللا محمد الشريف‪ ،‬ط‪ ، 3‬جامعة الفاتح‪10- 1999_.‬‬
‫محمد عوض العايدي‪ ،‬المواد السمعية البصرية والمصغرات الفيلمية في المكتبات ومراكز ‪11-‬‬
‫المعلومات‪ _.‬ط‪ _.2‬مركز الكتاب للنشر‪1997 _.‬‬
‫حشمت قاسم‪ ،‬مدخل لدراسة المكتبات والمعلومات‪ _.‬دار غريب‪12- 1995 _.‬‬
‫شذى سلمان الدركزلي‪ ،‬االنترنت " ثورة المعلومات والثقافة والتعليم"‪ ،‬آفاق الثقافة والتراث‪13- _.‬‬
‫العدد ‪1997 _.66‬‬
‫فضل كليب‪ ،‬االنترنت ودورها التنموي فى المكتبات والمعلومات‪ _.‬رسالة المكتبة‪ _.‬المجلد ‪14- ،33‬‬
‫العدد ‪1998 _.1‬‬
‫‪15 – http:// www.geocities.com/athens/4610/page18.htm._ 1998‬‬

You might also like