You are on page 1of 50

‫اتجاهات تكنولوجيا‬

‫المعلومات‬
‫‪ :‬إعداد‬
‫د‪ .‬عبد المالك بن السبتي‬
‫رئيس قسم علم المكتبات‬
‫جامعة منتوري قسنطينة‬
‫• يوحي إلينا تاريخ نقل وتحويل المعارف اإلنسانية أن‬
‫الكائنات البشرية في فجر التاريخ كانت تستخدم‬
‫اإلشارات بمختلف أشكالها فيما بينها للتعبير عن‬
‫األفكار والمشاهد‪ ،‬وإصدار األوامر ‪.‬‬
‫• هذا الوضع شهد تطور وانقالب تدريجي نتيجة‬
‫لالكتشافات واالختراعات المتتالية التي توصل إليها‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫• وصل هذا التطور إلى أن منتصف الوظائف اليوم في البلدان‬
‫المتقدمة مادتها األولية هي المعلومات‪ ،‬التي تتشكل من‬
‫حشد مركب ومعقد من الرموز واإلشارات ‪.‬‬
‫• أصبحت هذه الوظائف تتطلب آالت وأدوات واستثمارات‬
‫تتناسب مع نوعية هذه الوظائف‬
‫• نتيجة لهذا فقد حدث هناك انتقال من المعلومات الشفهية‬
‫التي هي بشكل عام مجانية إلى المعلومات المدفوعة (ذات‬
‫القيم االستعمالية)‬
‫• ومن المعلومات العامة التي هي في متناول جميع الفئات‬
‫االجتماعية إلى المعلومات الخاصة باستخدامات معينة أو‬
‫الخاصة بفئات معينة‪ ،‬التي تجعل من الضروري األخذ بعين‬
‫االعتبار الثروة القصوى من المعلومات المتاحة حاليا‪،‬‬
‫وتعقدها الشامل والمتنامي‪ ،‬ذلك أن المعلومات في تجدد‬
‫مستمر‬
‫• بمعنى أن نسبة تقادم المعلومات في ارتفاع مستمر حتى‬
‫على مستوى العلوم التي كانت تتميز بحركية بطيئة في‬
‫التجديد‪ ،‬بسبب ظهور تخصصات فرعية أكثر ديناميكية ‪.‬‬
‫وهذا االتساع الملحوظ في دائرة المعارف والعلوم إال دليل‬
‫عن وفرة المعلومات وتنوعها ‪.‬‬
‫• إذا حاولنا إلقاء نظرة عن تطور أنظمة نقل وتحويل‬
‫المعلومات في العالم وبشكل خاص ببلدان الشمال نجدها‬
‫حتى القرن الثامن عشر تقليدية‪ ،‬بحيث كان يقتصر األمر‬
‫على الوراقات والمكتبات التي كانت موجودة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مكاتب البريد‪ ،‬وبعض الورشات الطباعية التي تطبع فيها‬
‫الكتب والدوريات المحدودة العدد والتخصص ‪.‬‬
‫• أما في نهاية القرن التاسع عشر فقد تميز بشكل خاص‬
‫باستخدام الهاتف والتلغراف في نقل وتحويل المعلومات‪،‬‬
‫كما ظهرت اآللة الكاتبة التي أعطت نوعية جيدة للنصوص‬
‫المطبوعة مع إمكانية تدعيمها بصور توضيحية‪ ،‬الشيء‬
‫الذي حرك عملية النشر مما استدعى إصدار أدلة للتعريف‬
‫بالوثائق المطبوعة وتسويقها تجاه المكتبات والوراقات‬
‫• نتيجة للتطور االقتصادي ظهرت مؤسسات إشهارية للتعريف‬
‫بالمنتجات والخدمات‪ ،‬كما اعتمدت براءات االختراع كوثائق‬
‫لالعتراف باالكتشافات واالختراعات وإسنادها ألصحابها ‪.‬‬
‫• من جهة أخرى أصبح للصحافة دور مهم مما أدى إلى ظهور‬
‫وكاالت صحافية لتسيير شؤون هذا القطاع المعلوماتي‪ ،‬ونقل‬
‫األخبار والمعلومات‬
‫• أما في الوقت الراهن فقد حدث تطور جذري في جميع‬
‫المستويات‪ ،‬نتج بالدرجة األولى عن تكنولوجيا اإلعالم اآللي‬
‫وتكنولوجيا االتصال ‪.‬‬
‫• األولى عملت على تزويد المؤسسات المعلوماتية بالتجهيزات‬
‫اإللكترونية من حوا سيب وملحقاتها وكذلك بالبرمجيات‬
‫المتطورة‪ ،‬مما أدى إلى تحكم أكثر في المعلومات من حيث‬
‫التجميع والمعالجة والتخزين‪ ،‬وقد سخرت لهذا الغرض قدرات‬
‫هائلة سواء على مستوى منصب العمل ( الطاقات التخزينية‬
‫للذاكرات المركزية للحواسيب )‪ ،‬أو الذاكرات الطرفية المتمثلة‬
‫بشكل خاص في الوسائط الحديثة بمختلف أنواعها ‪.‬‬
‫• أما الثانية أي تكنولوجيا االتصال فقد مكنت من استغالل‬
‫منتجات تكنولوجيا المعلومات من خالل تحويلها بالسرعة‬
‫والكيفية المطلوبتين إلى المستفيدين أين ما وجدوا‪ ،‬وقد‬
‫وظفت لهذا الغرض أدوات اتصالية جد متطورة منها ما هو‬
‫خاص باإلرسال‪ ،‬ومنها ما يتعلق باالستقبال‪ ،‬دون إهمال‬
‫قناة االتصال التي شهدت تطورات جد سريعة والتي مكنت‬
‫المستفيدين من االرتباط السهل والسريع بقواعد وبنوك‬
‫المعلومات أو بنظرائهم من خالل الحوار على الخط ‪.‬‬
‫‪:‬بشكل عام فإن هذه التطورات مرت بعدة مراحل‬
‫• في سنة ‪ 1930‬ظهرت وسائل الثقافة الشعبية أو ما يسمى باالتصال‬
‫الجماعي‪ ،‬إلى جانب الراديو ووسائل الثقافة الفردية ( االتصال‬
‫الفردي ) باستثناء الكتب‪ ،‬كما ظهر الهاتف والبوادر األولى‬
‫للتلفزيون‪.‬‬
‫• في سنة ‪ 1950‬ظهرت األنواع األولى من الحواسيب ( ‪marc-1 ،‬‬
‫‪ )... eniac‬وأصبحت متداولة في األسواق األمريكية والبريطانية‪،‬‬
‫ويتوقف استخدامها على المؤسسات العسكرية والشركات الحكومية‬
‫الكبرى ‪ .‬وقد تميزت هذه الحواسيب بضخامة حجمها وتعقد عمليات‬
‫تشغيلها وعدم تكامل الوحدات المشكلة لها فيما بينها مما يتطلب‬
‫تدخل المشغل بين كل مرحلة وأخرى ‪ .‬إال أن هذه الحواسيب شهدت‬
‫تطورات ملموسة فيما بعد أثرت إيجابيا على قدرات المعالجة‬
‫والتخزين‪ ،‬كما قلصت بشكل كبير في أحجامها‪.‬‬
‫• في سنة ‪ 1980‬ظهرت الحواسيب بأشكالها وأنواعها المختلفة‬
‫( صغيرة ‪ ،‬متوسطة ‪ ،‬كبيرة )‪ ،‬وأصبحت متواجدة في كل مكان‬
‫الستخدامها بشكل مباشر أو عن بعد بفضل تقنيات االتصال التي‬
‫مكنت من توفير خدمات االستنساخ عن بعد‪ ،‬والتلفزة العالمية‪،‬‬
‫والثليماتيك ‪.‬‬
‫• بحلول سنة ‪ 1990‬اتسع استخدام شبكات المعلومات وأصبحت تغطي‬
‫كل المعمورة تقريبا‪ ،‬إذ وفرت استخدامات وخدمات كبيرة‪ ،‬وعن‬
‫طريقها ظهر ما يسمى بالعمل عن بعد وبخاصة مع صغر أحجام‬
‫الحواسيب‪ ،‬بحيث أصبح وزن الحاسوب ال يتعدى بعض الكيلو‬
‫غرامات‪ ،‬مما مكن االرتباط بواسطتها من البيوت والسيارات‬
‫والقطارات والطائرات بمختلف نقاط العالم المتمثلة سواء كانت في‬
‫شكل قواعد وبنوك المعلومات‪ ،‬أو عمالء بمختلف أشكالهم (مستفيدين‪،‬‬
‫زمالء‪ ،‬تجار‪ ،‬صناعيين‪... ،‬الخ)‪.‬‬
‫• لقد انتقلنا من مجتمعات متجانسة ذات تقاليد شفوية‪ ،‬وتحويل‬
‫رأسي للمعرفة‪ ،‬على طراز أب‪/‬إبن‪ ،‬معلم ‪ /‬تلميذ‪ ،‬أو شفهي‬
‫ونظري على الميدان أو في الورشات والمعامل ‪ .‬إلى‬
‫مجتمعات ذات تركيبات شبكية‪ ،‬مبنية على أساس سمعي ـ‬
‫كتابي ـ بصري‪ ،‬مع الزيادة المستمرة في التعقيد‪ ،‬بحيث لم‬
‫تبق المعلومات حكرا على فئات أو جهات معينة كاألستاذ‬
‫والمعلم والمدرسة والجامعة مثال‪ ،‬بل أصبحت المعلومات‬
‫متاحة للجميع من خالل تكنولوجيات المعلومات وتكنولوجيات‬
‫االتصال التي أوجدت الشبكات العالمية والجهوية والوطنية‬
‫للمعلومات ‪.‬‬
‫• من ناحية طبيعة المعلومات فقد ترجم ذلك من خالل االنتقال‬
‫التدريجي من وسائل الثقافة العمومية ( المجالت‪ ،‬الراديو‪،‬‬
‫التلفزيون ) إلى وسائل الثقافة الشخصية أو الفردية المتمثلة‬
‫في السيل العارم من المعلومات التي اكتسحت مجتمعات‬
‫البلدان المتقدمة ( التلفزيون الفردي‪ ،‬الراديو الفردي‪،‬‬
‫اإلشهار‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬المعلقات الجدارية‪ ... ،‬التي تتوفر في‬
‫كل األماكن العمومية والخاصة ) إلى جانب األسطوانات‬
‫بمختلف أشكالها‪ ،‬والصور‪ ،‬والفيديو‪ ،‬وأجهزة التسجيل‬
‫والعرض‪ ،‬والحواسيب الفردية ‪.‬‬
‫• إن الزيادة المضطردة في شبكات االتصال مكنت من البحث‬
‫عن كل أشكال المعلومات أو تقديمها ‪ :‬عناوين‪ ،‬إعالنات‪،‬‬
‫أسعارالبورصات‪ ،‬البيبليوغرافيات‪ ،‬الوثائق‪ ،‬إلى جانب‬
‫الصورة والصوت في االتجاهين ( بحيث يمكن قراءة البرقية‬
‫المرسلة على المرسل إليه بدال من كتابتها ) ‪ .‬إال أن‬
‫الثليماتيك ال يسمح إطالقا بمنع اللقاءات العلمية والتردد على‬
‫المؤسسات التوثيقية للنهل من المعارف والعلوم‪.‬‬
‫• في ضوء هذه المعطيات أصبحت المعلومات هي المادة‬
‫األولية الهامة ألغلبية النشاطات بدءا بالمالية‪ ،‬فاالقتصاد‪،‬‬
‫فالبحث‪ ،‬فالصناعة فالتجارة ‪ .‬كما أصبحت تنال اهتمام جميع‬
‫الشعوب و في كافة البلدان و بشكل خاص البلدان المتقدمة‬
‫حيث تحوز على ‪ 80%‬تقريبا من وقت عملهم ‪ .‬و لم يعد‬
‫المعلم و المكون و المدرس كما قلنا مالك للمعلومات إنما‬
‫أصبح موجه و مساعد للوصول إلى المعلومات نتيجة لتضخم‬
‫حجمها بشكل كبير جدا‪ ،‬وتعدد مصادرها بشكل غير‬
‫محدود ‪.‬‬
‫• إن المكتبات ومراكز التوثيق ودور األرشيف لم تبق مجرد‬
‫مؤسسات توثيقية يتوقف دورها على الخدمات التقليدية التي‬
‫تتمثل أساسا في اقتناء المعلومات والوثائق الحتياجات تعليمية‬
‫أو بحثية أو مهنية أو ترفيهية‪ ،‬بل أصبحت مراكز للتكوين‬
‫الموجه أو التكوين الذاتي للمستفيدين اعتمادا على الوسائل‬
‫الحديثة التي زودت بها‪ ،‬من تجهيزات وإطارات وغيرها ‪.‬‬
‫• لكن هذا التحول لم يكن شامال حتى على مستوى البلدان‬
‫المتقدمة نفسها‪ ،‬ذلك أن المراكز المتعددة الوسائل‬
‫واالستخدامات موجودة فقط في بعض العواصم األوربية‬
‫واألمريكية‪ ،‬لكن المفروض أن تنتشر هذه المراكز في جميع‬
‫المدن وبالقرب من المستفيدين نظرا ألهميتها ‪.‬‬
‫• هذا النقص الزالت تعاني منه بعض البلدان المتقدمة‪ ،‬وجميع‬
‫البلدان النامية‪ ،‬لذلك البد من استغالل التكنولوجيا الجديدة‬
‫للمعلومات واالتصال في االستفادة من الثروات المعرفية‬
‫مهما كانت مصادرها آخذين بعين االعتبار عاملي سرعة‬
‫الوصول إلى المعلومات من خالل الوسائل الموجودة وكلفة‬
‫هذه والمعلومات جراء التفضيل بين االختيارات الموجودة‬
‫للحصول عليها ‪.‬‬
‫• في الوقت الراهن نرى البلدان المتقدمة تعيش مرحلة انتقالية‬
‫وهي تسعى جاهدة للتحكم فيها وحسن تسييرها‪ ،‬بهدف تخطي‬
‫جميع العقبات المحتملة والوصول إلى مجتمع المعلومات بأقل‬
‫التكاليف وأقصر السبل ‪ .‬بينما نرى البلدان النامية بل البعض‬
‫منها بدأ يشق طريقه في هذا االتجاه‪ ،‬وبالتالي فهذه البلدان‬
‫مطالبة بوضع سياسة حكيمة لتثبيت الدعائم القوية وتحقيق‬
‫االنطالقة الصحيحة للحاق بالركب أو على األقل تخفيف‬
‫الهوة الموجودة بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب‬
‫التطورات الحاصلة في أنظمة المعلومات‬
‫واالتصال‬
‫• لقد شهدت تكنولوجيا المعلومات العديد من التحوالت قبل أن‬
‫تصل إلى المستوى الرائع الذي حققته‪ ،‬فقد ظهرت حاسبات‬
‫كبيرة ومتوسطة بقدرات وأنواع متباينة في سنوات ما قبل‬
‫السبعينات‪.‬‬
‫• أما العشرية األخيرة فقد تميزت باختراع الحواسيب الشخصية‬
‫ذات التجهيزات المتطورة جدا التي يمكن حملها بسهولة‬
‫لصغر حجمها وبالتالي تشغيلها دون التقيد بمنصب عمل‬
‫ثابت‪ ،‬كما تميز هذا النوع من الحواسيب بتنوع االستخدامات‬
‫نتيجة لطاقة ذاكرته القوية‪ ،‬ولحداثة البرامج المشغلة له ‪.‬‬
‫• بالتالي فإن هذا التحول لم يقتصر على التجهيزات فقط فقد‬
‫صاحبه تطور للبرمجيات من حيث سعتها وتعدد وظائفها‪،‬‬
‫ذلك أن البرمجيات الحديثة أصبحت ال تتطلب سوى مساحات‬
‫ضيقة على ذاكرة الحاسوب في حين تمتاز بكثرة وتنوع‬
‫الوظائف التي تؤديها ‪.‬‬
‫• إن هذا التطور لم ينته فقط عند التجهيزات والبرمجيات بل‬
‫تعدى ذلك إلى ظهور مستفيدين جدد من المعلومات‪،‬‬
‫فالمعلومات لم تبق حكرا على فئات الباحثين والمكونين‬
‫والدارسين بل أصبح هناك اهتمام بها ألغراض تجارية‪،‬‬
‫صناعية‪ ،‬خدمية‪ ،‬ترفيهية‪ ... ،‬الخ ‪.‬‬
‫• من جهة أخرى فإن هذا التطور قد مكن من انضمام وتجمع‬
‫األدوات والوسائل التكنولوجية في شكل مزاوجات وتوليفات‬
‫تقنية مختلفة عوضت االنفرادية والخصوصية للوسائل‬
‫والتجهيزات المبتكرة ‪ ،‬وقد نتج عن هذا حدوث تهجين بين‬
‫تجهيزات اإلعالم اآللي والهاتف والثليماتيك والتلفزيون‬
‫وغيرها من الوسائل التي لها عالقة بتخزين وتوزيع‬
‫المعلومات ‪.‬‬
‫• هذه التجهيزات خضعت إلى تطوير مستمر والزالت تظهر من حين إلى آخر في‬
‫صور وأشكال جد حديثة ‪ .‬وكل هذا التحول الحاصل في تكنولوجيا المعلومات‬
‫يقودنا إلى القول بأن المنتجات المعلوماتية المستقبلية ستكون خيالية من حيث‬
‫قيمتها العلمية وحداثتها وحجمها بحكم ما سخر لها من األدوات والوسائل الضخمة‬
‫الموظفة في معالجتها وحفظها وتخزينها ‪.‬‬
‫• هذه المعلومات ستكون أقرب ما يكون إلى المستفيدين عن طريق وسائل االتصال‬
‫الجد متطورة المستخدمة في هذا الشان من كوابل محورية‪ ،‬وألياف بصرية‪،‬‬
‫وأقمار صناعية ‪ .‬كما أن هذه التجهيزات خضعت إلى تطوير مستمر والزالت‬
‫تظهر من حين إلى آخر في صور وأشكال جد حديثة ‪ .‬وكل هذا التحول الحاصل‬
‫في تكنولوجيا المعلومات يقودنا إلى القول بأن المنتجات المعلوماتية المستقبلية‬
‫ستكون خيالية من حيث قيمتها العلمية وحداثتها وحجمها بحكم ما سخر لها من‬
‫األدوات والوسائل الضخمة الموظفة في معالجتها وحفظها وتخزينها ‪.‬‬
‫• هذه المعلومات ستكون أقرب ما يكون إلى المستفيدين عن طريق وسائل االتصال‬
‫الجد متطورة المستخدمة في هذا الشان من كوابل محورية‪ ،‬وألياف بصرية‪،‬‬
‫وأقمار صناعية ‪.‬‬
‫• إن هذا التفكير سيقودنا إلى القول بأن المعلومات المستقبلية ستكون‬
‫بأسعار تنافسية لما حظيت به من عناية و تطوير مستمر في أدوات‬
‫تجهيزها وتوزيعها‪ ،‬مما يحقق إنتاجية وفيرة لها من خالل تضاعف‬
‫المؤسسات المنتجة لها من ناحية‪ ،‬والنخفاض أسعار التجهيزات‬
‫المستخدمة في حد ذاتها بسبب المنافسة الكبيرة بين الدول المصنعة لها‬
‫• إن التطور الحاصل في الوسائل التكنولوجية للمعلومات يمكن تشبيهه‬
‫بالتطور الذي مرت به وسائل االتصال‪ ،‬ابتداء من العربة التي تجرها‬
‫الخيول‪ ،‬إلى العربة ذات المحرك‪ ،‬إلى القطار البخاري‪ ،‬إلى السيارة‬
‫المتوسطة‪... ،‬إلى السيارات الحديثة‪ ،‬إلى القطارات السريعة‪ ،‬إلى‬
‫الطائرات‪ ،‬و هذه الوسائل الزالت خاضعة إلى التطوير المستمر ‪ .‬إلى‬
‫جانب التغير المستمر الحاصل في إجراءات الحيازة و قوانين‬
‫االستعمال و غيرها ‪.‬‬
‫• إن انشغال المختصين بالثليماتيك و ما نتج عنها من تأثير‬
‫قوي وفعال في النهوض بقطاع المعلومات‪ ،‬و إحداث ثورة‬
‫على الوضع القديم لهذا القطاع‪ ،‬جعل البعض منهم يجزم بأن‬
‫هذه الظاهرة هي بمثابة ثورة صناعية ثانية‪ ،‬وال غرابة في‬
‫ذلك إذا كانت الثورة الصناعية األولى خاصة بقطاعات‬
‫إنتاجية معينة كالنسيج والغذاء والبناء ‪ ...‬و غيرها‬
‫• فإن ثورة الثليماتيك تغطي قطاع المعلومات الذي له عالقة‬
‫مباشرة بكافة القطاعات األخرى دون استثناء‪ ،‬لحاجتها‬
‫الماسة إلى المعلومات العلمية والتقنية والفنية التي لها دور‬
‫في تطوير منتجاتها‪ ،‬و تسويقها‪ ،‬و تحديث التجهيزات‬
‫الخاصة بها‪ ،‬واإلعالن واإلشهار عنها ‪...‬الخ‪.‬‬
‫• كما يتجه البعض اآلخر من المختصين إلى تصوير المجتمع‬
‫المعلوماتي المستقبلي‪ ،‬بأنه مجتمع خيالي‪ ،‬تكون فيه‬
‫المعلومة‪ ،‬ونقلها‪ ،‬وتحويلها‪ ،‬وتخزينها في شكل تلعب فيه‬
‫الدور الريادي على جميع األصعدة االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫والثقافية ‪.‬‬
‫• في هذا اإلطار رأى أحد هؤالء المختصين « ‪George‬‬
‫‪ » Anderl‬في مقال له نشر سنة ‪ 1973‬بأن الوسائط‬
‫التقليدية للمعلومات ستكون استثنائية بعد سنة‪ . 1990‬والواقع‬
‫نحن اآلن على مشارف األلفية الثالثة ولم يتحقق مثل هذا‬
‫االعتقاد‪ ،‬صحيح أن الوسائط الحديثة تتضاعف باستمرار‬
‫وتوفر قدرات هائلة للتخزين وتلقى اهتمام واستخدام كبيرين‬
‫من جانب المستفيدين ‪.‬‬
‫• هذا لم يمنع أبدا من استمرار وجود الوسائط التقليدية‬
‫للمعلومات كالكتب‪ ،‬والدوريات‪ ،‬وغيرها ‪ .‬بل حتى األنظمة‬
‫المؤتمتة ( المبنية على الحاسوب ) هي األخرى الزالت‬
‫تصدر أوعية ورقية ‪.‬‬
‫• ألن استرجاع المعلومات بالطريقتين ال يوفر نفس‬
‫اإليجابيات والسلبيات‪ ،‬فقراءة الوسائط التقليدية تعطي القارئ‬
‫حرية اختيار المكان والوقت دون التقيد بروابط وضوابط‬
‫أخرى كالتغذية الكهربائية وحرارة الهاتف وغيرها ‪.‬‬
‫• بينما القراءة اإللكترونية توفر للمستعمل مجاال واسعا‬
‫لإلطالع وانتقاء المعلومات التي يريدها في وقت قياسي‪ ،‬بما‬
‫يؤدي إلى تقليص التكاليف وربح الوقت ‪.‬‬
‫• على العموم يمكن إرجاع هذا أيضا إلى نفسيات المستفيدين ‪،‬‬
‫وأن التفضيل بين وعاء وآخر ال يتم إال من خالل تطبيقات‬
‫جد محددة ‪.‬‬
‫• إن االتجاه الواسع نحو استخدام اإلعالم اآللي اليوم في جميع‬
‫مناحي الحياة ناتج عما تمليه التطورات المستقبلية في تقدير‬
‫االحتماالت التطبيقية لهذه الوسيلة‪ ،‬آخذين بعين االعتبار‬
‫اإلمكانيات التقنية والتكنولوجية المستقبلية ‪.‬‬
‫• تتعلق هذه التطبيقات أساسا في تنظيم وتحضير المعطيات من‬
‫اجل استخدامها السهل في تنفيذ البرمجيات وأنظمة التشغيل‬
‫بالشكل الجيد أو جمعها مع معلومات أخرى ‪.‬‬
‫• كذلك األخذ بعين االعتبار منتجات المعلومات الممكنة على‬
‫وسائط جديدة‪ ،‬مع ضرورة وضع التجهيزات المناسبة ‪.‬‬
‫تطور التجهيزات‬
‫• إن التطورات الحاصلة في التجهيزات تتجه بأكثر ح‬
‫• ساسية نحو تجهيزات اإلعالم اآللي المصغرة ( المكروية )‪،‬‬
‫نظرا لالحتياجات المتزايدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫إليها‪ ،‬لنقص تكاليفها من جهة‪ ،‬ولكونها تتناسب مع حجم‬
‫العمل الموجود بهذه المؤسسات‪.‬‬
‫• لكن هذا التطور لم يقص اآلالت والتجهيزات الكبيرة‪ ،‬فهناك‬
‫مؤسسات إنتاجية أو بحثية أو معلوماتية كبرى تتطلب‬
‫عمليات تسييرها استخدام حواسيب ذات طاقات كبيرة جدا‪،‬‬
‫كالشركات الصناعية والتجارية الكبرى‪ ،‬والشبكات‬
‫المعلوماتية الدولية‪ ،‬ومراكز البحوث الضخمة ‪.‬‬
‫• على هذا األساس فإن تطور تجهيزات اإلعالم اآللي سوف‬
‫يسير بشكل متكامل مهما كان نوع التجهيزات وحجمها‪،‬‬
‫للطلب المستمر من جانب المؤسسات االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والعلمية ‪ .‬وسوف يؤدي هذا التطور حتما إلى إلغاء‬
‫الحدود و الحواجز الموجودة بين مختلف التجهيزات بحيث‬
‫تصير متكاملة فيما بينها سواء كانت حواسيب كبيرة أم‬
‫صغيرة لتأدية العمل ضمن شبكات متناسقة و مترابطة ‪.‬‬
‫• من خالل المعطيات الحالية لصناعة تجهيزات اإلعالم اآللي‬
‫يتبين لنا بأن االتجاهات المستقبلية ترمي إلى انتشار‬
‫الحواسيب الصغيرة الخاصة بالمكاتب الحالية ( الحواسيب‬
‫الشخصية )‪ ،‬النخفاض أسعارها‪ ،‬ولسهولة ارتباطها‬
‫بالشبكات المعلوماتية‪ ،‬كما أنها ستشهد تطور في أحجامها‬
‫بحيث ستتقلص أكثر لتصبح قابلة للحمل أو النقل ‪.‬‬
‫• بنفس المفهوم ستتحول الحواسيب المحمولة الحالية إلى آالت‬
‫أو أدوات لالتصال بحكم وظائفها المتنوعة ‪.‬‬
‫• أما الحواسيب الشخصية الحالية فستشهد ارتفاع في طاقتها‬
‫بشكل ينافس الحواسيب المتوسطة‪ ،‬التي ستصبح هي بدورها‬
‫متعددة االستخدامات من جانب قاعدة عريضة من المستفيدين‬
‫‪ ،‬بشكل يمكن أن تعوض الحواسيب الكبرى ‪ ،‬دون االستغناء‬
‫طبعا عن الحواسيب العمالقة التي البد من االستمرار في‬
‫صناعتها لتغطية احتياجات المؤسسات الضخمة ‪.‬‬
‫• إن هذه التطورات المتعلقة بالتجهيزات ستفسح المجال أمام‬
‫قواعد العمل للظهور بوجه جديد من خالل حصولها على‬
‫األدوات والوسائل التي تفيد في تحقيق األعمال المختلفة من‬
‫خدمات وإشهار وغيرها ‪.‬‬
‫• إن الحواسيب الفردية المستقبلية ستكون أكثر فعالية نتيجة الوسائل‬
‫الحديثة التي ستزود بها‪ ،‬أو التي سيعمل على تطويرها‪ ،‬من شاشات‬
‫بيانية‪ ،‬وذاكرات مركزية ذات طاقات عالية‪ ،‬وذاكرات طرفية متعددة‬
‫األنواع‪ ،‬ستصبح جميع الحواسيب مجهزة بقارئات األقراص الليزرية‬
‫و الفيديوديسك‪ ،‬وستلعب دور الذاكرات الشعبية ‪.‬‬
‫• كما ستضاف إلى قاعدة العمل أنظمة متطورة للقراءة الضوئية ونقل‬
‫محتويات الوثائق‪ ،‬وأنظمة حديثة لالرتباط بقواعد وبنوك المعلومات‪،‬‬
‫والحواسيب المجاورة والبعيدة لتبادل المعلومات والمعطيات في شكلها‬
‫النصي أو في أشكال أخرى ‪ .‬ونفس هذا التطور ستشهده التجهيزات‬
‫الطرفية لقاعدة العمل‪ ،‬بحيث يمكن أن تقوم الناسخات عن بعد بدور‬
‫التصوير المحلي وكذلك دور الطرفيات إلدخال المعلومات إلى‬
‫النظام ‪.‬‬
‫• هذه التكنولوجيا الجديدة هي في حركة دائمة‪ ،‬فما لم يتحقق اليوم‬
‫يمكن تحقيقه غدا‪ ،‬والذي ال يقبل اليوم سوى نوع واحد من الوسائط‬
‫سيقبل مستقبال أنواعا مختلفة وبمقاييس متنوعة‪ ،‬والذي لم يتمكن من‬
‫الحصول على تجهيزات إلكترونية سيتحصل مستقبال على تجهيزات‬
‫جد متطورة أكثر قدرة وفاعلية ‪ .‬هذه التكنولوجيا الجديدة هي في‬
‫حركة دائمة‪ ،‬فما لم يتحقق اليوم يمكن تحقيقه غدا‪ ،‬والذي ال يقبل‬
‫اليوم سوى نوع واحد من الوسائط سيقبل مستقبال أنواعا مختلفة‬
‫وبمقاييس متنوعة‪ ،‬والذي لم يتمكن من الحصول على تجهيزات‬
‫إلكترونية سيتحصل مستقبال على تجهيزات جد متطورة أكثر قدرة‬
‫وفاعلية ‪.‬‬
‫تطور البرمجيات‬

‫• إن مختلف أنواع البرمجيات سوف تتطور إلى اتصال‬


‫شفاف ‪ ،‬فالمعطيات يمكن تبادلها بين البرمجيات ذات‬
‫الوظائف المتباينة ( التسيير ‪ ،‬معالجة النصوص ‪ ،‬استغالل‬
‫بنوك المعلومات ‪ ،‬النشر ‪ ...‬الخ ) ‪.‬‬
‫عن طريق أنظمة معلومات متطورة يمكن االرتباط بحواسيب •‬
‫‪ .‬جد متباعدة من دون أي تعقيدات في اإليعازات واألوامر‬
‫• على قدر نمو وفعالية االيعازات واألوامر يمكن تخصيص‬
‫بعض منها لتحويل عدد معتبر من المعلومات النصية أو‬
‫الصورية عن طريق األقمار الصناعية ‪.‬‬
‫• أما فيما يتعلق بالعالقة ما بين الحاسوب واإلنسان فقد تطورت‬
‫هي األخرى بفضل الدراسة النظامية ‪ ،‬حيث أن البرامج‬
‫البينية سهلت الحوار بين اإلنسان واآللة‪ ،‬وقد أدى هذا إلى‬
‫إلغاء أساليب الترميز التي كانت تعقد عملية االتصال‬
‫بالحاسوب والتي تتطلب تكوينا طويال‬
‫• باإلضافة إلى هذا فقد تم تعيين أشكال هندسية معينة للتعبير‬
‫عن وظائف أو ملفات في الحاسوب لتسهيل العمل ‪ ،‬كما توجد‬
‫أدلة مفصلة بالنظام تمكن المستعمل من توضيح بعض‬
‫اإلشكاليات و نجد هذا بشكل واسع في التكوين بواسطة‬
‫الحاسوب للحصول على معارف إضافية ‪.‬‬
‫• من جهة أخرى فقد ساعد الذكاء اإلصطناعي في إعادة هيكلة‬
‫أنظمة الحواسيب مما مكنها من إعطاء تشكيالت قريبة جدا‬
‫من اللغة الطبيعية ‪ ،‬مما جعل استخدام الحواسيب في متناول‬
‫فئات عريضة من المجتمع و المثقفين و لم تبق اإلستفادة منه‬
‫مقتصرة على المختصين في اإلعالم اآللي فقط ‪.‬‬
‫• من جهة أخرى فقد عملت أنظمة التشغيل من نوع النصوص‬
‫الفائقة ‪ Hypertexte‬على إعداد شبكة متعددة االرتباطات‬
‫ما بين الوثائق بمختلف أشكالها‪ ،‬وهذا له دور كبير في ترقية‬
‫وتطوير قواعد المعلومات ‪ .‬باإلضافة إلى اإلجراءات السابقة‬
‫الذكر نالحظ اآلن شيوع استخدام أنظمة الترجمة المباشرة‬
‫بواسطة الحاسوب‪ ،‬أو األنظمة اللسانية المختلفة األنواع‬
‫بهدف تيسير تطبيقات استعمال أية لغة من اللغات ‪.‬‬
‫• إن تطور البرمجيات ينتج عنه تنوع في التطبيقات‪ ،‬التي‬
‫تؤدي إلى حدوث تداخل فيما بينها‪ ،‬مما يؤدي كذلك إلى زوال‬
‫الحدود الموجودة بين تطبيقات اإلعالم اآللي التوثيقي التقليدي‬
‫و باقي العالم المؤتمت للمؤسسة‪ ،‬أي الجانب الذي يستخدم‬
‫اإلعالم اآللي في المؤسسة ‪.‬‬
‫• هذا التقارب الوثائقي سيمتد إلى إدارة الملفات‪ ،‬والبريد‪،‬‬
‫واألرشيف‪ ،‬وإلى الولوج لبنوك وقواعد المعلومات المختلفة‬
‫المتواجدة في المؤسسة التوثيقية ‪ .‬وبشكل عام فإن اإلجراءات‬
‫البينية المتطورة التي تستخدم اإلعالم اآللي في المؤسسة‬
‫سوف تعمم لتغطي األدوات والوسائل التوثيقية والمكتبية ‪.‬‬
‫تطور الخدمات المعلوماتية‬
‫• سيمتد التطور الحاصل في التجهيزات والبرمجيات إلى الخدمات‬
‫المعلوماتية وأول مظاهر هذا التطور سيكون على مستوى الوثائق‪،‬‬
‫بحيث سوف تتحسن خطوطها‪ ،‬وأشكالها‪ ،‬وصورها ‪.‬‬
‫• سوف تظهر الوثائق المستقبلية بوجه جميل بعامل اإلخراج واأللوان‬
‫وجودة الورق‪ ،‬التي تتحكم فيها جميعها تكنولوجيا التجهيزات‬
‫والبرمجيات ‪.‬‬
‫• كما أن هذا التطور التكنولوجي سيكون له دور هام في سرعة صدور‬
‫الوثائق األولية في مناطق مختلفة من العالم في الوقت نفسه وبالكيفية‬
‫والنوعية المطلوبتان‪ ،‬مما يؤدي إلى تعميم استخدام هذه الوثائق‬
‫ودورانها بشكل مماثل على جميع المستفيدين أينما وجدوا ‪.‬‬
‫• في هذا النسق نرى صورة ترتسم في األفق لشبكة متصلة‬
‫تربط منتج المعلومات مباشرة بالمستفيد ومن دون أية واسطة‬
‫باستثناء الشبكات اإللكترونية والحواسيب‬
‫• من جهة أخرى إن تطوير وتنمية أنظمة القيادة المحققة من‬
‫خالل منصب العمل ستمكن أكثر المستفيدين بالمرور مباشرة‬
‫إلى المعلومات عبر وسائل االتصال اإللكترونية‪ ،‬و بهذه‬
‫الصفة ستكون المعلومات متاحة بشكل فوري من خالل‬
‫المواقع الموجودة بها‪ ،‬بعد التقيد بشروط الولوج وإجراءات‬
‫استرجاع المعلومات المطلوبة ‪.‬‬
‫• إن اتصاالت المستفيدين واستفساراتهم ومالحظاتهم ستساهم في البناء‬
‫التدريجي للروابط ما بين الوثائق والمعارف‪ ،‬بحيث أن نظام‬
‫المعلومات يقوم بتسجيل هذه المالحظات دوريا‪ ،‬وهذا يساعد في إعادة‬
‫هيكلة المعلومات على مستوى قواعد و بنوك المعلومات‪ ،‬مما يحقق‬
‫االستغالل األمثل من قبل المستفيدين اآلخرين ‪.‬‬
‫• إن تطور البرمجيات والتجهيزات سيعمل أيضا على تنمية األنظمة‬
‫الخبيرة التي تعتمد على المعلومات والمعارف المخزنة والقواعد‬
‫المتخصصة المنتجة من قبل الخبراء والباحثين‪ ،‬والتي تفيد في‬
‫مواجهة بعض المشاكل الطارئة التي تواجه المستفيدين في أعمالهم‬
‫(الباحثين في مخابرهم ‪ ،‬واألطباء في قاعات الجراحة والعالج‪،‬‬
‫والطيارين‪ ،‬والمهنيين‪... ،‬الخ ) بحيث تقدم لهم اإلجابات الدقيقة‬
‫لمواجهة هذه المشاكل وفي بعض األحيان االختيارات الممكنة لذلك ‪.‬‬
‫تطور المهن المعلوماتية‬
‫• إن التطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات ال يمكن أن يتم‬
‫من دون التأثير على مهنة المكتبيين والوثائقيين واألرشيفيين‪،‬‬
‫إن المؤسسات التوثيقية مهما كان موقعها ستستفيد من هذا‬
‫المد التكنولوجي الذي يكتسح العالم تدريجيا وبشكل خاص‬
‫العالم الغربي‪ ،‬وهي اآلن تعيش هذا التغيير بمستويات‬
‫مختلفة من خالل أوعية المعلومات الحديثة التي تصلها والتي‬
‫تتطلب أدوات تكنولوجية لإلطالع على محتوياتها‪ ،‬أو من‬
‫خالل االتصال بشبكات المعلومات التي ال يجوز أن تبقى‬
‫بمنأى عنها وهي أيضا تحتاج إلى وسائل وتجهيزات‬
‫تكنولوجية لتحقيق االرتباط على الخط ‪.‬‬
‫• أمام هذا االنتقال الذي هو في الحقيقة مفروض على هذه‬
‫المؤسسات فمن الالزم أن يكون مهنيي المعلومات واعون‬
‫بهذه القضية وذلك عن طريق المبادرة بتكوين المتخصصين‬
‫العاملين بالمكتبات ومراكز المعلومات ودور األرشيف‪،‬‬
‫وإعادة تكوينهم بكل ما له عالقة بتكنولوجيا المعلومات ‪.‬‬
‫• في الوقت نفسه ضرورة العمل على تجديد برامج التكوين‬
‫بأقسام المكتبات والمعلومات بما يكفل إدخال مواد جديدة‬
‫تتناسب مع التطور الحاصل في تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال‪ ،‬انطالقا من إعطاء مفاهيم في اإلعالم اآللي ثم‬
‫دراسة اإلعالم اآللي التوثيقي وتكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصال‬
‫• مع ضرورة إعادة هيكلة المواد األخرى بشكل يتماشى مع‬
‫التغيرات التكنولوجية كالبحث البيبليوغرافي واللغات التوثيقية‬
‫ولسانيات التوثيق والتحليل الوثائقي وغيرها ‪.‬‬
‫• أن يكون هذا التكوين مدعم بتطبيقات ميدانية على هذه‬
‫األدوات والوسائل بوجود مخابر حديثة ومجهزة بكل ما‬
‫يتطلبه هذا التكوين ‪.‬‬
‫• كما ال يجوز أن يتم هذا التطور الحاصل في تكنولوجيا‬
‫المعلومات من دون إعطاء األهمية لفئات المستفيدين من‬
‫خدمات المعلومات‪ ،‬إذ يقتضي األمر إحاطتهم بهذه المعرفة‬
‫للوسائل التكنولوجية الحديثة‬
‫• بتنظيم دورات تدريبية ضمن المنهج الدراسي أو مفتوحة‬
‫بهدف تزويدهم بالمبادئ العامة عن تكنولوجيا المعلومات‪،‬‬
‫مما يفسح لهم المجال للتعامل مع األدوات التكنولوجية شيئا‬
‫فشيئا بمساعدة منتجي المعلومات والعاملين في المؤسسات‬
‫التوثيقية الذين على عاتقهم دور أساسي في هذه المرحلة‬
‫لمساعدة المستفيدين على التكيف مع التقنيات الجديدة‪،‬‬
‫والوصول إلى المعلومات واستخدامها‪ ،‬والوصول فيما بعد‬
‫إلى التعميم الشامل للطرفيات وقواعد العمل األخرى ‪.‬‬
‫• ستتضاعف مهمة المكتبي هنا الذي يصبح كمستشار‬
‫للمعلومات‪ ،‬إذ يتوجب عليه متابعة كل المستجدات في قطاع‬
‫المعلومات من جهة‪ ،‬واإلطالع على احتياجات المستفيدين من‬
‫جهة أخرى ثم محاولة الربط بينهما من خالل توجيههم‬
‫التوجيه الصحيح الذي يكفل لهم إشباع رغباتهم في أسرع‬
‫وقت و بأقل التكاليف ‪.‬‬
‫• رغم الصعوبات المالية للبلدان النامية و التأخر الملحوظ‬
‫مقارنة بالبلدان المصنعة على مستوى التجهيزات واليد‬
‫العاملة المؤهلة ‪ ،‬فإنه من غير المنطقي أن تبقى بعيدة عن‬
‫التطورات الحاصلة في الميدان التكنولوجي ‪ ،‬وال يمكن كذلك‬
‫أن تكون عبارة عن سوق للتجهيزات والبرمجيات المنتجة‬
‫بالدول الغربية ‪.‬‬
‫• بدأت فعال بعض هذه البلدان بالتواجد كطرف فاعل في صناعة‬
‫المعلومات ‪ ،‬من خالل إنتاج بعض المواد والوسائل المستخدمة في‬
‫هذا المجال ‪ ،‬كما أن أغلبية البلدان النامية فتحت األبواب على‬
‫مصراعيها أمام تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬التي تنتشر بشكل تدريجي‪،‬‬
‫وبشكل متفاوت من بلد إلى آخر‪ ،‬بعد أن أدركت بأن أية تنمية ال تمر‬
‫إال من خالل تطور قطاع المعلومات ‪.‬‬
‫• لكن الذي حدث فعال في هذه البلدان هو وجود اختالل بين الذين‬
‫حالفهم الحظ في الحصول على التجهيزات ‪ ،‬أو الذين يحسنون‬
‫استخدامها واآلخرين الذين الزالوا متخوفين منها‪ ،‬والزال ذلك الحاجز‬
‫الفاصل بين اإلنسان المستعمل للطرق التقليدية في أعماله العلمية‬
‫والثقافية واالجتماعية‪ ،‬وبين تكنولوجيا المعلومات وإمكانياتها‬
‫المختلفة‪ ،‬هذه اإلمكانيات التي لن تكون في متناول الجميع باختالف‬
‫قدراتهم المادية و العلمية ‪.‬‬
‫• إن اإلشكالية المطروحة بالبلدان النامية يمكن تصورها بمنظور آخر‪،‬‬
‫بحيث يوجد هناك اختالل آخر على مستوى مراكز القرار‪ ،‬ذلك أن‬
‫هناك فئتان ‪ :‬فئة تبحث عن الفعالية بتطبيق التكنولوجيا أو بدونها‪،‬‬
‫وفئة أخرى تبحث عن الحلول الجاهزة مهما توفرت لديها اإلمكانيات‬
‫التكنولوجية وتفضل كل ما أنتج بالعالم الغربي مهما كانت نتائجه‬
‫السلبية‪.‬‬
‫• إذن فالمشكل ليس له عالقة بالطبيعة التكنولوجية وضرورة شموليتها‬
‫لكل النسيج العلمي واالجتماعي والثقافي بالمستوى الذي هو عليه‬
‫بالبلدان المتطورة‪ ،‬إنما يكمن في الوعي الصحيح بمتطلبات تطبيق‬
‫التكنولوجيا الحديثة في قطاع المعلومات‪ ،‬والمعرفة الدقيقة والفهم‬
‫التفصيلي لالحتياجات الفعلية من هذه التكنولوجيا ‪ .‬إن اإلشكالية‬
‫المطروحة بالبلدان النامية يمكن تصورها بمنظور آخر‪ ،‬بحيث يوجد‬
‫هناك اختالل آخر على مستوى مراكز القرار‪ ،‬ذلك أن هناك فئتان ‪:‬‬
‫فئة تبحث عن الفعالية بتطبيق التكنولوجيا أو بدونها‪ ،‬وفئة أخرى‬
‫تبحث عن الحلول الجاهزة مهما توفرت لديها اإلمكانيات التكنولوجية‬
‫وتفضل كل ما أنتج بالعالم الغربي مهما كانت نتائجه السلبية‪.‬‬
‫• إذن فالمشكل ليس له عالقة بالطبيعة التكنولوجية‬
‫وضرورة شموليتها لكل النسيج العلمي‬
‫واالجتماعي والثقافي بالمستوى الذي هو عليه‬
‫بالبلدان المتطورة‪ ،‬إنما يكمن في الوعي الصحيح‬
‫بمتطلبات تطبيق التكنولوجيا الحديثة في قطاع‬
‫المعلومات‪ ،‬والمعرفة الدقيقة والفهم التفصيلي‬
‫لالحتياجات الفعلية من هذه التكنولوجيا ‪.‬‬
‫• البد من اإلدراك بأن اإلعالم اآللي وما يتعلق به من تقنيات‬
‫ما هو إال مجرد وسائل ينبغي حسن استخدامها واإلفادة بها‬
‫في مجاالت التكوين‪ ،‬والبحث‪ ،‬والتسيير‪ ،‬والخدمات ‪.‬‬
‫• هذا ليس معناه عدم االهتمام بهذا العلم‪ ،‬بل من الضروري‬
‫تعليمه وتلقينه لكل طالب العلم بمختلف المستويات و حتى‬
‫لغير المتمدرسين‪ ،‬وضرورة متابعة جميع التغيرات‬
‫والمستجدات التي يعرفها هذا التخصص من جانب‬
‫التجهيزات أو البرمجيات ‪.‬‬
‫• إن ما نقصده من قولنا هذا هو االستخدام العقالني لإلعالم اآللي‪ ،‬أي‬
‫االعتماد على مبررات جد دقيقة‪ ،‬واحتياجات جد ملحة‪ ،‬من دون أن‬
‫يكون هذا االستخدام ألغراض المباهاة والمظاهر البراقة‪ ،‬ومن دون‬
‫الوقوع كفريسة سهلة في أيدي موردي تجهيزات وبرمجيات اإلعالم‬
‫اآللي ‪.‬‬
‫• إذن فمن المتطلبات األساسية للمختصين في علوم المكتبات‬
‫والمعلومات في عصرنا الحالي‪ ،‬هو الحصول على معرفة عامة في‬
‫اإلعالم اآللي‪ ،‬ووسائط حفظ المعلومات الحديثة‪ ،‬وأدوات االتصال ‪،‬‬
‫والعالقة التي تربطها ببعضها من أجل تأدية العمل الوثائقي بالكيفية‬
‫الجيدة تماشيا مع المتغيرات التي شهدتها أدوات التوثيق‪ ،‬لذلك فقد‬
‫أفردنا مبحثا لتناول هذه الجزئيات بالدراسة بما يخدم تخصص علوم‬
‫المكتبات والمعلومات ‪.‬‬

You might also like