Professional Documents
Culture Documents
المعلومات
:إعداد
د .عبد المالك بن السبتي
رئيس قسم علم المكتبات
جامعة منتوري قسنطينة
• يوحي إلينا تاريخ نقل وتحويل المعارف اإلنسانية أن
الكائنات البشرية في فجر التاريخ كانت تستخدم
اإلشارات بمختلف أشكالها فيما بينها للتعبير عن
األفكار والمشاهد ،وإصدار األوامر .
• هذا الوضع شهد تطور وانقالب تدريجي نتيجة
لالكتشافات واالختراعات المتتالية التي توصل إليها
اإلنسان.
• وصل هذا التطور إلى أن منتصف الوظائف اليوم في البلدان
المتقدمة مادتها األولية هي المعلومات ،التي تتشكل من
حشد مركب ومعقد من الرموز واإلشارات .
• أصبحت هذه الوظائف تتطلب آالت وأدوات واستثمارات
تتناسب مع نوعية هذه الوظائف
• نتيجة لهذا فقد حدث هناك انتقال من المعلومات الشفهية
التي هي بشكل عام مجانية إلى المعلومات المدفوعة (ذات
القيم االستعمالية)
• ومن المعلومات العامة التي هي في متناول جميع الفئات
االجتماعية إلى المعلومات الخاصة باستخدامات معينة أو
الخاصة بفئات معينة ،التي تجعل من الضروري األخذ بعين
االعتبار الثروة القصوى من المعلومات المتاحة حاليا،
وتعقدها الشامل والمتنامي ،ذلك أن المعلومات في تجدد
مستمر
• بمعنى أن نسبة تقادم المعلومات في ارتفاع مستمر حتى
على مستوى العلوم التي كانت تتميز بحركية بطيئة في
التجديد ،بسبب ظهور تخصصات فرعية أكثر ديناميكية .
وهذا االتساع الملحوظ في دائرة المعارف والعلوم إال دليل
عن وفرة المعلومات وتنوعها .
• إذا حاولنا إلقاء نظرة عن تطور أنظمة نقل وتحويل
المعلومات في العالم وبشكل خاص ببلدان الشمال نجدها
حتى القرن الثامن عشر تقليدية ،بحيث كان يقتصر األمر
على الوراقات والمكتبات التي كانت موجودة ،باإلضافة إلى
مكاتب البريد ،وبعض الورشات الطباعية التي تطبع فيها
الكتب والدوريات المحدودة العدد والتخصص .
• أما في نهاية القرن التاسع عشر فقد تميز بشكل خاص
باستخدام الهاتف والتلغراف في نقل وتحويل المعلومات،
كما ظهرت اآللة الكاتبة التي أعطت نوعية جيدة للنصوص
المطبوعة مع إمكانية تدعيمها بصور توضيحية ،الشيء
الذي حرك عملية النشر مما استدعى إصدار أدلة للتعريف
بالوثائق المطبوعة وتسويقها تجاه المكتبات والوراقات
• نتيجة للتطور االقتصادي ظهرت مؤسسات إشهارية للتعريف
بالمنتجات والخدمات ،كما اعتمدت براءات االختراع كوثائق
لالعتراف باالكتشافات واالختراعات وإسنادها ألصحابها .
• من جهة أخرى أصبح للصحافة دور مهم مما أدى إلى ظهور
وكاالت صحافية لتسيير شؤون هذا القطاع المعلوماتي ،ونقل
األخبار والمعلومات
• أما في الوقت الراهن فقد حدث تطور جذري في جميع
المستويات ،نتج بالدرجة األولى عن تكنولوجيا اإلعالم اآللي
وتكنولوجيا االتصال .
• األولى عملت على تزويد المؤسسات المعلوماتية بالتجهيزات
اإللكترونية من حوا سيب وملحقاتها وكذلك بالبرمجيات
المتطورة ،مما أدى إلى تحكم أكثر في المعلومات من حيث
التجميع والمعالجة والتخزين ،وقد سخرت لهذا الغرض قدرات
هائلة سواء على مستوى منصب العمل ( الطاقات التخزينية
للذاكرات المركزية للحواسيب ) ،أو الذاكرات الطرفية المتمثلة
بشكل خاص في الوسائط الحديثة بمختلف أنواعها .
• أما الثانية أي تكنولوجيا االتصال فقد مكنت من استغالل
منتجات تكنولوجيا المعلومات من خالل تحويلها بالسرعة
والكيفية المطلوبتين إلى المستفيدين أين ما وجدوا ،وقد
وظفت لهذا الغرض أدوات اتصالية جد متطورة منها ما هو
خاص باإلرسال ،ومنها ما يتعلق باالستقبال ،دون إهمال
قناة االتصال التي شهدت تطورات جد سريعة والتي مكنت
المستفيدين من االرتباط السهل والسريع بقواعد وبنوك
المعلومات أو بنظرائهم من خالل الحوار على الخط .
:بشكل عام فإن هذه التطورات مرت بعدة مراحل
• في سنة 1930ظهرت وسائل الثقافة الشعبية أو ما يسمى باالتصال
الجماعي ،إلى جانب الراديو ووسائل الثقافة الفردية ( االتصال
الفردي ) باستثناء الكتب ،كما ظهر الهاتف والبوادر األولى
للتلفزيون.
• في سنة 1950ظهرت األنواع األولى من الحواسيب ( marc-1 ،
)... eniacوأصبحت متداولة في األسواق األمريكية والبريطانية،
ويتوقف استخدامها على المؤسسات العسكرية والشركات الحكومية
الكبرى .وقد تميزت هذه الحواسيب بضخامة حجمها وتعقد عمليات
تشغيلها وعدم تكامل الوحدات المشكلة لها فيما بينها مما يتطلب
تدخل المشغل بين كل مرحلة وأخرى .إال أن هذه الحواسيب شهدت
تطورات ملموسة فيما بعد أثرت إيجابيا على قدرات المعالجة
والتخزين ،كما قلصت بشكل كبير في أحجامها.
• في سنة 1980ظهرت الحواسيب بأشكالها وأنواعها المختلفة
( صغيرة ،متوسطة ،كبيرة ) ،وأصبحت متواجدة في كل مكان
الستخدامها بشكل مباشر أو عن بعد بفضل تقنيات االتصال التي
مكنت من توفير خدمات االستنساخ عن بعد ،والتلفزة العالمية،
والثليماتيك .
• بحلول سنة 1990اتسع استخدام شبكات المعلومات وأصبحت تغطي
كل المعمورة تقريبا ،إذ وفرت استخدامات وخدمات كبيرة ،وعن
طريقها ظهر ما يسمى بالعمل عن بعد وبخاصة مع صغر أحجام
الحواسيب ،بحيث أصبح وزن الحاسوب ال يتعدى بعض الكيلو
غرامات ،مما مكن االرتباط بواسطتها من البيوت والسيارات
والقطارات والطائرات بمختلف نقاط العالم المتمثلة سواء كانت في
شكل قواعد وبنوك المعلومات ،أو عمالء بمختلف أشكالهم (مستفيدين،
زمالء ،تجار ،صناعيين... ،الخ).
• لقد انتقلنا من مجتمعات متجانسة ذات تقاليد شفوية ،وتحويل
رأسي للمعرفة ،على طراز أب/إبن ،معلم /تلميذ ،أو شفهي
ونظري على الميدان أو في الورشات والمعامل .إلى
مجتمعات ذات تركيبات شبكية ،مبنية على أساس سمعي ـ
كتابي ـ بصري ،مع الزيادة المستمرة في التعقيد ،بحيث لم
تبق المعلومات حكرا على فئات أو جهات معينة كاألستاذ
والمعلم والمدرسة والجامعة مثال ،بل أصبحت المعلومات
متاحة للجميع من خالل تكنولوجيات المعلومات وتكنولوجيات
االتصال التي أوجدت الشبكات العالمية والجهوية والوطنية
للمعلومات .
• من ناحية طبيعة المعلومات فقد ترجم ذلك من خالل االنتقال
التدريجي من وسائل الثقافة العمومية ( المجالت ،الراديو،
التلفزيون ) إلى وسائل الثقافة الشخصية أو الفردية المتمثلة
في السيل العارم من المعلومات التي اكتسحت مجتمعات
البلدان المتقدمة ( التلفزيون الفردي ،الراديو الفردي،
اإلشهار ،الموسيقى ،المعلقات الجدارية ... ،التي تتوفر في
كل األماكن العمومية والخاصة ) إلى جانب األسطوانات
بمختلف أشكالها ،والصور ،والفيديو ،وأجهزة التسجيل
والعرض ،والحواسيب الفردية .
• إن الزيادة المضطردة في شبكات االتصال مكنت من البحث
عن كل أشكال المعلومات أو تقديمها :عناوين ،إعالنات،
أسعارالبورصات ،البيبليوغرافيات ،الوثائق ،إلى جانب
الصورة والصوت في االتجاهين ( بحيث يمكن قراءة البرقية
المرسلة على المرسل إليه بدال من كتابتها ) .إال أن
الثليماتيك ال يسمح إطالقا بمنع اللقاءات العلمية والتردد على
المؤسسات التوثيقية للنهل من المعارف والعلوم.
• في ضوء هذه المعطيات أصبحت المعلومات هي المادة
األولية الهامة ألغلبية النشاطات بدءا بالمالية ،فاالقتصاد،
فالبحث ،فالصناعة فالتجارة .كما أصبحت تنال اهتمام جميع
الشعوب و في كافة البلدان و بشكل خاص البلدان المتقدمة
حيث تحوز على 80%تقريبا من وقت عملهم .و لم يعد
المعلم و المكون و المدرس كما قلنا مالك للمعلومات إنما
أصبح موجه و مساعد للوصول إلى المعلومات نتيجة لتضخم
حجمها بشكل كبير جدا ،وتعدد مصادرها بشكل غير
محدود .
• إن المكتبات ومراكز التوثيق ودور األرشيف لم تبق مجرد
مؤسسات توثيقية يتوقف دورها على الخدمات التقليدية التي
تتمثل أساسا في اقتناء المعلومات والوثائق الحتياجات تعليمية
أو بحثية أو مهنية أو ترفيهية ،بل أصبحت مراكز للتكوين
الموجه أو التكوين الذاتي للمستفيدين اعتمادا على الوسائل
الحديثة التي زودت بها ،من تجهيزات وإطارات وغيرها .
• لكن هذا التحول لم يكن شامال حتى على مستوى البلدان
المتقدمة نفسها ،ذلك أن المراكز المتعددة الوسائل
واالستخدامات موجودة فقط في بعض العواصم األوربية
واألمريكية ،لكن المفروض أن تنتشر هذه المراكز في جميع
المدن وبالقرب من المستفيدين نظرا ألهميتها .
• هذا النقص الزالت تعاني منه بعض البلدان المتقدمة ،وجميع
البلدان النامية ،لذلك البد من استغالل التكنولوجيا الجديدة
للمعلومات واالتصال في االستفادة من الثروات المعرفية
مهما كانت مصادرها آخذين بعين االعتبار عاملي سرعة
الوصول إلى المعلومات من خالل الوسائل الموجودة وكلفة
هذه والمعلومات جراء التفضيل بين االختيارات الموجودة
للحصول عليها .
• في الوقت الراهن نرى البلدان المتقدمة تعيش مرحلة انتقالية
وهي تسعى جاهدة للتحكم فيها وحسن تسييرها ،بهدف تخطي
جميع العقبات المحتملة والوصول إلى مجتمع المعلومات بأقل
التكاليف وأقصر السبل .بينما نرى البلدان النامية بل البعض
منها بدأ يشق طريقه في هذا االتجاه ،وبالتالي فهذه البلدان
مطالبة بوضع سياسة حكيمة لتثبيت الدعائم القوية وتحقيق
االنطالقة الصحيحة للحاق بالركب أو على األقل تخفيف
الهوة الموجودة بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب
التطورات الحاصلة في أنظمة المعلومات
واالتصال
• لقد شهدت تكنولوجيا المعلومات العديد من التحوالت قبل أن
تصل إلى المستوى الرائع الذي حققته ،فقد ظهرت حاسبات
كبيرة ومتوسطة بقدرات وأنواع متباينة في سنوات ما قبل
السبعينات.
• أما العشرية األخيرة فقد تميزت باختراع الحواسيب الشخصية
ذات التجهيزات المتطورة جدا التي يمكن حملها بسهولة
لصغر حجمها وبالتالي تشغيلها دون التقيد بمنصب عمل
ثابت ،كما تميز هذا النوع من الحواسيب بتنوع االستخدامات
نتيجة لطاقة ذاكرته القوية ،ولحداثة البرامج المشغلة له .
• بالتالي فإن هذا التحول لم يقتصر على التجهيزات فقط فقد
صاحبه تطور للبرمجيات من حيث سعتها وتعدد وظائفها،
ذلك أن البرمجيات الحديثة أصبحت ال تتطلب سوى مساحات
ضيقة على ذاكرة الحاسوب في حين تمتاز بكثرة وتنوع
الوظائف التي تؤديها .
• إن هذا التطور لم ينته فقط عند التجهيزات والبرمجيات بل
تعدى ذلك إلى ظهور مستفيدين جدد من المعلومات،
فالمعلومات لم تبق حكرا على فئات الباحثين والمكونين
والدارسين بل أصبح هناك اهتمام بها ألغراض تجارية،
صناعية ،خدمية ،ترفيهية ... ،الخ .
• من جهة أخرى فإن هذا التطور قد مكن من انضمام وتجمع
األدوات والوسائل التكنولوجية في شكل مزاوجات وتوليفات
تقنية مختلفة عوضت االنفرادية والخصوصية للوسائل
والتجهيزات المبتكرة ،وقد نتج عن هذا حدوث تهجين بين
تجهيزات اإلعالم اآللي والهاتف والثليماتيك والتلفزيون
وغيرها من الوسائل التي لها عالقة بتخزين وتوزيع
المعلومات .
• هذه التجهيزات خضعت إلى تطوير مستمر والزالت تظهر من حين إلى آخر في
صور وأشكال جد حديثة .وكل هذا التحول الحاصل في تكنولوجيا المعلومات
يقودنا إلى القول بأن المنتجات المعلوماتية المستقبلية ستكون خيالية من حيث
قيمتها العلمية وحداثتها وحجمها بحكم ما سخر لها من األدوات والوسائل الضخمة
الموظفة في معالجتها وحفظها وتخزينها .
• هذه المعلومات ستكون أقرب ما يكون إلى المستفيدين عن طريق وسائل االتصال
الجد متطورة المستخدمة في هذا الشان من كوابل محورية ،وألياف بصرية،
وأقمار صناعية .كما أن هذه التجهيزات خضعت إلى تطوير مستمر والزالت
تظهر من حين إلى آخر في صور وأشكال جد حديثة .وكل هذا التحول الحاصل
في تكنولوجيا المعلومات يقودنا إلى القول بأن المنتجات المعلوماتية المستقبلية
ستكون خيالية من حيث قيمتها العلمية وحداثتها وحجمها بحكم ما سخر لها من
األدوات والوسائل الضخمة الموظفة في معالجتها وحفظها وتخزينها .
• هذه المعلومات ستكون أقرب ما يكون إلى المستفيدين عن طريق وسائل االتصال
الجد متطورة المستخدمة في هذا الشان من كوابل محورية ،وألياف بصرية،
وأقمار صناعية .
• إن هذا التفكير سيقودنا إلى القول بأن المعلومات المستقبلية ستكون
بأسعار تنافسية لما حظيت به من عناية و تطوير مستمر في أدوات
تجهيزها وتوزيعها ،مما يحقق إنتاجية وفيرة لها من خالل تضاعف
المؤسسات المنتجة لها من ناحية ،والنخفاض أسعار التجهيزات
المستخدمة في حد ذاتها بسبب المنافسة الكبيرة بين الدول المصنعة لها
• إن التطور الحاصل في الوسائل التكنولوجية للمعلومات يمكن تشبيهه
بالتطور الذي مرت به وسائل االتصال ،ابتداء من العربة التي تجرها
الخيول ،إلى العربة ذات المحرك ،إلى القطار البخاري ،إلى السيارة
المتوسطة... ،إلى السيارات الحديثة ،إلى القطارات السريعة ،إلى
الطائرات ،و هذه الوسائل الزالت خاضعة إلى التطوير المستمر .إلى
جانب التغير المستمر الحاصل في إجراءات الحيازة و قوانين
االستعمال و غيرها .
• إن انشغال المختصين بالثليماتيك و ما نتج عنها من تأثير
قوي وفعال في النهوض بقطاع المعلومات ،و إحداث ثورة
على الوضع القديم لهذا القطاع ،جعل البعض منهم يجزم بأن
هذه الظاهرة هي بمثابة ثورة صناعية ثانية ،وال غرابة في
ذلك إذا كانت الثورة الصناعية األولى خاصة بقطاعات
إنتاجية معينة كالنسيج والغذاء والبناء ...و غيرها
• فإن ثورة الثليماتيك تغطي قطاع المعلومات الذي له عالقة
مباشرة بكافة القطاعات األخرى دون استثناء ،لحاجتها
الماسة إلى المعلومات العلمية والتقنية والفنية التي لها دور
في تطوير منتجاتها ،و تسويقها ،و تحديث التجهيزات
الخاصة بها ،واإلعالن واإلشهار عنها ...الخ.
• كما يتجه البعض اآلخر من المختصين إلى تصوير المجتمع
المعلوماتي المستقبلي ،بأنه مجتمع خيالي ،تكون فيه
المعلومة ،ونقلها ،وتحويلها ،وتخزينها في شكل تلعب فيه
الدور الريادي على جميع األصعدة االقتصادية ،واالجتماعية،
والثقافية .
• في هذا اإلطار رأى أحد هؤالء المختصين « George
» Anderlفي مقال له نشر سنة 1973بأن الوسائط
التقليدية للمعلومات ستكون استثنائية بعد سنة . 1990والواقع
نحن اآلن على مشارف األلفية الثالثة ولم يتحقق مثل هذا
االعتقاد ،صحيح أن الوسائط الحديثة تتضاعف باستمرار
وتوفر قدرات هائلة للتخزين وتلقى اهتمام واستخدام كبيرين
من جانب المستفيدين .
• هذا لم يمنع أبدا من استمرار وجود الوسائط التقليدية
للمعلومات كالكتب ،والدوريات ،وغيرها .بل حتى األنظمة
المؤتمتة ( المبنية على الحاسوب ) هي األخرى الزالت
تصدر أوعية ورقية .
• ألن استرجاع المعلومات بالطريقتين ال يوفر نفس
اإليجابيات والسلبيات ،فقراءة الوسائط التقليدية تعطي القارئ
حرية اختيار المكان والوقت دون التقيد بروابط وضوابط
أخرى كالتغذية الكهربائية وحرارة الهاتف وغيرها .
• بينما القراءة اإللكترونية توفر للمستعمل مجاال واسعا
لإلطالع وانتقاء المعلومات التي يريدها في وقت قياسي ،بما
يؤدي إلى تقليص التكاليف وربح الوقت .
• على العموم يمكن إرجاع هذا أيضا إلى نفسيات المستفيدين ،
وأن التفضيل بين وعاء وآخر ال يتم إال من خالل تطبيقات
جد محددة .
• إن االتجاه الواسع نحو استخدام اإلعالم اآللي اليوم في جميع
مناحي الحياة ناتج عما تمليه التطورات المستقبلية في تقدير
االحتماالت التطبيقية لهذه الوسيلة ،آخذين بعين االعتبار
اإلمكانيات التقنية والتكنولوجية المستقبلية .
• تتعلق هذه التطبيقات أساسا في تنظيم وتحضير المعطيات من
اجل استخدامها السهل في تنفيذ البرمجيات وأنظمة التشغيل
بالشكل الجيد أو جمعها مع معلومات أخرى .
• كذلك األخذ بعين االعتبار منتجات المعلومات الممكنة على
وسائط جديدة ،مع ضرورة وضع التجهيزات المناسبة .
تطور التجهيزات
• إن التطورات الحاصلة في التجهيزات تتجه بأكثر ح
• ساسية نحو تجهيزات اإلعالم اآللي المصغرة ( المكروية )،
نظرا لالحتياجات المتزايدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
إليها ،لنقص تكاليفها من جهة ،ولكونها تتناسب مع حجم
العمل الموجود بهذه المؤسسات.
• لكن هذا التطور لم يقص اآلالت والتجهيزات الكبيرة ،فهناك
مؤسسات إنتاجية أو بحثية أو معلوماتية كبرى تتطلب
عمليات تسييرها استخدام حواسيب ذات طاقات كبيرة جدا،
كالشركات الصناعية والتجارية الكبرى ،والشبكات
المعلوماتية الدولية ،ومراكز البحوث الضخمة .
• على هذا األساس فإن تطور تجهيزات اإلعالم اآللي سوف
يسير بشكل متكامل مهما كان نوع التجهيزات وحجمها،
للطلب المستمر من جانب المؤسسات االقتصادية واالجتماعية
والثقافية والعلمية .وسوف يؤدي هذا التطور حتما إلى إلغاء
الحدود و الحواجز الموجودة بين مختلف التجهيزات بحيث
تصير متكاملة فيما بينها سواء كانت حواسيب كبيرة أم
صغيرة لتأدية العمل ضمن شبكات متناسقة و مترابطة .
• من خالل المعطيات الحالية لصناعة تجهيزات اإلعالم اآللي
يتبين لنا بأن االتجاهات المستقبلية ترمي إلى انتشار
الحواسيب الصغيرة الخاصة بالمكاتب الحالية ( الحواسيب
الشخصية ) ،النخفاض أسعارها ،ولسهولة ارتباطها
بالشبكات المعلوماتية ،كما أنها ستشهد تطور في أحجامها
بحيث ستتقلص أكثر لتصبح قابلة للحمل أو النقل .
• بنفس المفهوم ستتحول الحواسيب المحمولة الحالية إلى آالت
أو أدوات لالتصال بحكم وظائفها المتنوعة .
• أما الحواسيب الشخصية الحالية فستشهد ارتفاع في طاقتها
بشكل ينافس الحواسيب المتوسطة ،التي ستصبح هي بدورها
متعددة االستخدامات من جانب قاعدة عريضة من المستفيدين
،بشكل يمكن أن تعوض الحواسيب الكبرى ،دون االستغناء
طبعا عن الحواسيب العمالقة التي البد من االستمرار في
صناعتها لتغطية احتياجات المؤسسات الضخمة .
• إن هذه التطورات المتعلقة بالتجهيزات ستفسح المجال أمام
قواعد العمل للظهور بوجه جديد من خالل حصولها على
األدوات والوسائل التي تفيد في تحقيق األعمال المختلفة من
خدمات وإشهار وغيرها .
• إن الحواسيب الفردية المستقبلية ستكون أكثر فعالية نتيجة الوسائل
الحديثة التي ستزود بها ،أو التي سيعمل على تطويرها ،من شاشات
بيانية ،وذاكرات مركزية ذات طاقات عالية ،وذاكرات طرفية متعددة
األنواع ،ستصبح جميع الحواسيب مجهزة بقارئات األقراص الليزرية
و الفيديوديسك ،وستلعب دور الذاكرات الشعبية .
• كما ستضاف إلى قاعدة العمل أنظمة متطورة للقراءة الضوئية ونقل
محتويات الوثائق ،وأنظمة حديثة لالرتباط بقواعد وبنوك المعلومات،
والحواسيب المجاورة والبعيدة لتبادل المعلومات والمعطيات في شكلها
النصي أو في أشكال أخرى .ونفس هذا التطور ستشهده التجهيزات
الطرفية لقاعدة العمل ،بحيث يمكن أن تقوم الناسخات عن بعد بدور
التصوير المحلي وكذلك دور الطرفيات إلدخال المعلومات إلى
النظام .
• هذه التكنولوجيا الجديدة هي في حركة دائمة ،فما لم يتحقق اليوم
يمكن تحقيقه غدا ،والذي ال يقبل اليوم سوى نوع واحد من الوسائط
سيقبل مستقبال أنواعا مختلفة وبمقاييس متنوعة ،والذي لم يتمكن من
الحصول على تجهيزات إلكترونية سيتحصل مستقبال على تجهيزات
جد متطورة أكثر قدرة وفاعلية .هذه التكنولوجيا الجديدة هي في
حركة دائمة ،فما لم يتحقق اليوم يمكن تحقيقه غدا ،والذي ال يقبل
اليوم سوى نوع واحد من الوسائط سيقبل مستقبال أنواعا مختلفة
وبمقاييس متنوعة ،والذي لم يتمكن من الحصول على تجهيزات
إلكترونية سيتحصل مستقبال على تجهيزات جد متطورة أكثر قدرة
وفاعلية .
تطور البرمجيات