Professional Documents
Culture Documents
هناك مراحل واضحة تمر بها كل دولة من أجل تنمية وسائل إعالمها الجماهيرية ،والتي
تشمل المطبوعات واإلذاعة والتلفزيون ،فكما هو معروف أن أي شيء قابل للنمو والتطور ال بد
وأن يمر في مراحل قد تطول او تقصر أو تتعدد ،وهذا راجع إلى طبيعة وظروف< ذلك الشيء.
أما بالنسبة لوسائل اإلعالم الجماهيرية ،فإنها تمر بثالث مراحل في تطورها ،اما عن
المدة التي تمكثها الوسيلة في كل مرحلة فهذا راجع على ظروف الدولة التي تملك تلك الوسيلة،
من حيث تطورها ودخلها< وحجمها وموقعها وثقافتها ،وهذه المراحل هي:
وسائل اإلعالم موجودة فقط في العاصمة وبعض المدن الرئيسية الكبرى< .2
ال تخدم وسائل اإلعالم سوى طبقة معينة من السكان هم المتعلمون والمثقفون واألطباء .3
وأصحاب المناصب
الغالبية العظمى من السكان ال يستطيعون القراءة وال يملكون المال الكافي لشراء .4
الصحف وأجهزة الراديو ،وبالطبع أجهزة التلفزيون
معظم السكان لم يتعرضوا ألي مادة إعالمية قامت ببثها أو نشرها< وسيلة إعالمية .5
جماهيرية ،ألنهم يسكنون في القرى التي هي بمعزل عن بعضها البعض.
وبهذا تكون عوائق انتشار وسائل اإلعالم (الجهل والفقر) قد تحطمت نسبيا ،فلهذا نجد ان
هناك نسبة من السكان أصبحت قادرة على شراء الصحف ،ونسبة أخرى منخفضة يمكنها شراء
أجهزة الراديو ،وأن تتحمل عبئ ثمن الكهرباء من أجل استعمل التلفزيون إذا زودت به.
أما بالنسبة للتعليم فإن الغالبية من السكان تحمل درجة بسيطة من التعليم ما يمكنه من
القراءة ،والبقية لديها على األقل الشهادة الثانوية.
إن ارتفاع الدخل وارتفاع< نسبة التعليم يعني ازدياد< عدد المستقبلين للمواد اإلعالمية،
وهذا بدوره يدفع القائمين على هذه الوسائل إلى مجاراة هذه الزيادة ،وتحديدا في نوعية المواد
اإلعالمية التي ترسل يوميا للجمهور.
ويدخل اإلعالن في هذه المرحلة لكي يساهم في تحسين المواد اإلعالمية وتغطية تكلفة
الزيادة في ساعات البث وفي< عدد الصحف.
إن تطور< وسائل اإلعالم الجماهيرية المسموعة والمرئية يتوقف< على ارتفاع الدخل .1
وليس على ارتفاع نسبة التعليم.
إن تطور< وسائل اإلعالم المطبوعة يتوقف على ارتفاع نسبة التعليم أوال ثم الدخل، .2
فالغني الجاهل ال يستفيد من شراء الصحف أو غيرها من الوسائل المطبوعة.
إن مرحلة التخصص هي المرحلة التي تقوم فيها وسائل اإلعالم بخدمة كل فئة
متخصصة من المجتمع (األطباء ،المهندسون ،اإلعالميون ،الزراعيون ،االقتصاديون )... ،وذلك
بتقديم مواد إعالمية موجهة إلى كل فئة من هذه الفئات.
وتخدم هذه الوسائل في الوقت ذاته عامة الشعب ،بتقديم رسائل إعالمية عامة كاألخبار
والبرامج الترفيهية والثقافية وغيرها.
وال تبدأ هذه المرحلة في أي دولة إال إذا توافرت لها المقومات التالية:
وجود وقت فراغ كاف لمعظم السكان ما بين ( )6-4ساعات يوميا< .3
بدأت هذه المرحلة منذ منتصف القرن التاسع عشر باكتشاف الموجات المغناطيسية وما
تبع ذلك من تجارب ومحاوالت< الستغالل هذه الموجات حتى نجح العالم اإليطالي ماركوني في
إرسال إشارات السلكية ومن ثم اختراع الراديو< عام 1906م ،وتوالت بعد ذلك المخترعات
والمكتشفات التي ما لبث أن حققت ثورة اتصالية قلبت كل الموازين ،وشكلت نقله نوعية كبيرة
في وسائل االتصال اإلنساني.
فخالل هذه المرحلة ظهر التلغراف< والتلفون والفونوغراف <،ثم التصوير< الفوتوغرافي<
فالفيلم السينمائي ،ثم اإلذاعة المرئية (التلفزيون) ،والتليكس ،وصوالً إلى األقمار< الصناعية
والفاكس والفيديو< وغير ذلك من وسائل االتصال واإلعالم .لتظهر الحاسبات اإللكترونية وتتطور<
جيال بعد جيل وتدخل كل مجاالت الحياة ومنها المجاالت اإلعالمية.
وأحدثت هذه المرحلة ثورة في نظم االتصال وحولت العالم إلى قرية عالمية إلكترونية
يعرف الفرد فيها بالصوت< وبالصورة وبالكلمة المطبوعة كل ما يحدث وقت وقوعه.
إال أن هذا االنفجار المعلوماتي جعل اإلنسان العادي يعجز عن متابعة ما يحدث في العالم
على مستوى األحداث اليومية العامة ،أو على مستوى< التخصص العلمي أو المهني .
وكان اختراع الورق على يد الصينيين منذ آالف السنين نقلة حضارية كبيرة أدت خدمات
جليلة إلى الجنس البشري ،لعل من أهمها الحفاظ على جزء كبير من التراث البشري< من الضياع،
وقد رسخ اختراع المطبعة مكانة الورق بشكل كبير فقد أصبح الورق< المطبوع الوعاء الرئيسي<
لنقل العلم والمعرفة واألفكار واألحاسيس ،كما أدى الورق دوراً كبيراً في تسيير حياتنا اليومية و
خاصة في مجال المعامالت التجارية و اإلدارية التي تحتاج دائما للتسجيل والتوثيق<.
إال أن الثورة التي شهدها العالم في مجال االتصال خالل القرن العشرين والتي أدت إلى
ظهور أوعية جديدة لنقل وحفظ المعلومات تتسم بدرجة أكبر من المرونة في التعامل معها،
شكلت خطرا ال يمكن تجاهله على المكانة التي كان ينفرد بها الورق ،و بدأت وسائل اإلعالم
المطبوعة في التفكير في أوعية غير ورقية لنشر رسائلها< وخاصة بعد االرتفاع الجنوني في
أسعار الورق ،والذي أدى إلى ارتفاع تكلفة الطباعة بشكل كبير.
وأدركت الصحافة أهمية أن يكون لها موطن قدم على شبكة اإلنترنت منذ البداية وخاصة
بعد االرتفاع المتزايد في أعداد مستخدمي< الشبكة واألرباح الكبيرة لإلعالنات و التجارة عبر
اإلنترنت.
كما أن اإلنترنت أتاحت للصحافة مجموعة من الخدمات الجديدة التي أحدثت ثورة في
مجال العمل الصحفي.
االستفادة منها كأداة مساعدة للتغطية اإلخبارية أو كمصدر من المصادر األساسية لتغطية .1
األحداث العاجلة اإلخبارية وذلك من خالل المواقع اإلخبارية والمواقع التفاعلية
واالجتماعية.
االستفادة منها في إعداد الصفحات التي تضم مواد صحفية متخصصة كالرياضة واألدب .2
والفن والمرأة واالقتصاد حتى صفحات التسلية والفكاهة والكلمات المتقاطعة.
التعرف على الكتب واإلصدارات< الجديدة من خالل المكتبات ونوافذ< عرض الكتب .3
وبيعها.
االستفادة منها كمصدر الستكمال المعلومات والتفاصيل< والخلفيات عن األحداث المهمة .4
وذلك بعد ربطها< بقسم المعلومات وبصالة التحرير ،أو من خالل إنشاء قسم خاص
باإلنترنت مثل صحيفة األهرام القاهرية.
وتبلور< عن هذا ظهور ما أطلق عليه تيار الصحافة المستعينة بالحاسبات اإللكترونية
وهي الصحافة التي تعتمد في تغطيتها الصحفية وأسلوب تحريرها< على المصادر المعتمدة على
الحاسبات اإللكترونية وتطبيقاتها< المختلفة وقد< تكون تلك فورية مثل شبكة اإلنترنت وقواعد
البيانات التجارية المباشرة ،وغير فورية مثل قواعد البيانات غير المباشرة مثل الموجودة على (
.)CD
االستعانة بقواعد البيانات التي تزود ببيانات ثانوية عن الموضوعات والتي تضم تقارير،
مقاالت ،دراسات.
وهي كتب مرجعية مثل القواميس اللغوية والموسوعات واألدلة والقواميس المتخصصة
كالجغرافية وقواميس< الشخصيات وتكون على شكل مراجع افتراضية توجد على اإلنترنت أو
على األقراص المدمجة.