You are on page 1of 4

‫المحاضرة الثانية‬

‫مفهوم االعالم‬

‫أ‪-‬تعريف اإلعالم‪:‬‬
‫لغة‪ ،‬ان كلمة االعالم لم تنشأ في محيط عربي‪ ،‬بل هي من أصل غربي وترجمة لكلمة‬
‫‪ information‬واإلعالم كلمة مشتقة من فعل العلم‪ ،‬تقول العرب استعلمه الخبر فأعلمه‬
‫إياه يعني صار يعرف الخبر بعد أن طلب معرفته‪ ،‬فلغويا يكون معنى االعالم نقل الخبر‪.1‬‬
‫أما اصطالحا يعرفه سامي ذبيان على أنه‪" :‬تلك العملية التي تبدأ بمعرفة الصحافي‬
‫بمعلومات ذات أهمية بمعنى جديرة بالنشر والنقل‪ ،‬يعمل على تجميعها من مصادرها‪،‬‬
‫معالجتها تحريرها ثم نشرها عبر وسيلة إعالمية‪.‬‬
‫وهنا يشترط وجود مستقبل يهتم بالمعلومات‪ ،‬وهي بذلك نقل للمعلومات من مرسل الى‬
‫مستقبل بواسطة الوسائل اإلعالمية"‪ .‬بصيغة أخرى االعالم حسب الباحث سامي ذبيان هو‬
‫تزويد الناس بأكبر قدر من المعلومات الموضوعية الصحيحة والواضحة‪.2‬‬
‫و في ذات السياق‪ ،‬يعرفه عبد اللطيف حمزة‪" :‬على أنه تزويد الناس باألخبار الصحفية‬
‫والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة"‪.3‬‬
‫وحسب الدكتور سمير حسين االعالم هو‪ ":‬كافة أوجه النشاطات االتصالية التي تستهدف‬
‫تزويد الجمهور بكافة الحقائق واألخبار الصحيحة والمعلومات السليمة عن القضايا‬
‫والمشكالت المثارة أو المطروحة"‪.4‬‬
‫ويقول فرنان تيرو‪ :‬اإلعالم هو" نشر الوقائع واآلراء في صيغة مناسبة بواسطة ألفاظ‬
‫وأصوات أو صور وبصفة عامة بواسطة جميع العالمات التي يفهمها الجمهور"‪ ،‬إن هذا‬
‫التعريف ينص على شيئين أساسين في وجود عملية اإلعالم وهما الصيغة وشيوع الخبر‪.‬‬
‫أما الصيغة فهي تنطبع بنوع الوسيلة المستعملة وحسب الحاسة الموجهة إليها من سمع‬
‫وبصر ولمس‪ ،...‬فالصيغة تختلف وتتنوع حسب الحاسة الموجهة إليها‪.‬‬
‫أما شيوع الخبر ونشر الوقائع فهو جعلها معروفة عند عدد كبير من المتلقين عن طريق‬
‫الوسائل الحديثة المعروفة من صحافة مكتوبة‪ ،‬إذاعة‪ ،‬التلفزيون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وانطالقا من ذلك يتجلى لنا أن اإلعالم مفهوم عصري ينطبق خاصة على عملية‬
‫االتصال التي تستعمل الوسائل العصرية المختلفة‪ ،‬ولم يطلق قديمًا كلمة اإلعالم على‬
‫عملية االتصال بل عرف الدين اإلسالمي نوعًا من االتصال سمي بالتبليغ أو بالدعوة وهو‬
‫أقرب إلى المفهوم العصري لإلعالم‪.‬‬
‫واإلعالم بالمعنى المتداول اليوم خالفًا لالتصال‪ ،‬ارتبط بوسائل اإلعالم الحديثة‬
‫كالصحافة والتلفزيون واالذاعة وما تقدمه من معلومات وأخبار للجمهور‪ ،‬وهو أن كان‬
‫يتفق مع االتصال في الصيغة ونقل الخبر فإنه يختلف معه في شيوع الخبر إذًا ليس شرطًا‬
‫في عملية االتصال‪ ،‬كما أن لالتصال مدلول اجتماعي فهو يتولى نقل عادات العمل‬
‫والتفكير من الكبار إلى الناشئين والحياة االجتماعية حين أن لإلعالم مفهوم إعالمي‬
‫اقتصادي‪.5‬‬
‫وتستلزم العملية اإلعالمية ثالثة عناصر وهي‪:‬‬
‫*المرسل الذي يقدم الرسالة اإلعالمية‬
‫*المضمون هو محتوى الرسالة اإلعالمية‬
‫*الجمهور وهو المتلقي لهذه الرسالة‬
‫ب‪-‬خصائص اإلعالم‪:‬‬
‫وانطالقا مما تقدم يمكننا استنتاج مجموعة من الخصائص التي تميز االعالم وهي‪:‬‬
‫‪-1‬اإلعالم نشاط اتصالي‬
‫‪-2‬اإلعالم يأخذ اتجاها واحدا من فوق إلى تحت‪ .‬بمعنى آخر من المرسل (ونقصد هنا‬
‫الوسيلة اإلعالمية على اختالفها) الى المستقبل والمتمثل في الجمهور الواسع غير‬
‫المتجانس‪.‬‬
‫‪-3‬اإلعالم يصف الواقع فال وجود لإلعالم بدون وقائع وحوادث فالخبر الذي يصفه الواقع‬
‫وينقله اإلعالم ليس وليد الخيال‪.‬‬
‫‪-4‬يتسم بالصدق والدقة وعرض الحقائق الثابتة واألخبار الصحيحة‪.‬‬
‫‪-5‬يتسم بالتعبير الموضوعي لكافة األحداث والحقائق التي تطبع الساحة اإلعالمية‪.‬‬
‫‪-6‬يحارب اإلشاعات والخرافات‪ ،‬بمعنى آخر اإلشاعة تنتشر في المجتمعات في غياب‬
‫االعالم الصادق والدقيق والموضوعي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-7‬لإلعالم صيغة اقتصادية‪.‬‬
‫ت‪-‬وظائف اإلعالم ‪:‬‬
‫حدد هارولد الزويل ‪ Harold Lasswell‬عددا من وظائف اإلعالم‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مراقبة البيئة وتعني تقديم المعلومات المستجدة التي تمكن الفرد من الوعي ما يدور‬
‫حوله من أحداث ووقائع الذي يجعله يكيف سلوكه وفقها‪،‬‬
‫ثانيا‪ :‬ربط أجزاء المجتمع ومؤسساته يبعضها البعض‪،‬‬
‫ثالثا‪ :‬نقل التراث االجتماعي من جيل ألخر‪،‬‬
‫رابعا‪ :‬البيع وذلك من خالل اإلشهار المروج لمختلف السلع والخدمات‪،‬‬
‫خامسا‪ :‬الترفيه أي ملئ وقت فراغ االنسان المعاصر بمضامين ليست جدية بفعل أن الفرد‬
‫بفعل أن يتعرض لها في حالة استرخاء بعد يوم شاق‪،‬‬
‫ويضاف إلى هذه الوظائف تلك المرتبطة بدور وسائل اإلعالم في الدول النامية كالمشاركة‬
‫‪6‬‬
‫في التنمية والتعليم وتنظيم الحمالت التوعية الخ ‪...‬‬
‫ث‪-‬نقاط االختالف بين االعالم واالتصال‪:‬‬
‫ليس كل اتصال اعالما‪ ،‬وانما االعالم نشاط اتصالي‪ ،‬فالقصد من االتصال ليس نقل‬
‫المعلومات فحسب‪ ،‬فهو يسعى الى تفاعل الطرف اآلخر بعد مخاطبته‪ ،‬أو إحداث لديه ردة‬
‫فعل‪ ،‬وهذه الغاية غير مرجوة من االعالم الذي يسعى الى إيصال معلومات وأراء دون‬
‫انتظار ردة فعل المتلقين‪ ،‬فالمهم أن تصل المعلومات لمن يطلبها‪ 7‬ومن هنا نفهم ان‬
‫االتصال يعني التفاعل والمشاركة بين أطراف العملية االتصالية‪ ،‬بينما االعالم يعبر على‬
‫االرسال من طرف واحد‪ .‬فعملية االتصال في هذا اإلطار غير متكافئة‪ ،‬ألن وسائل‬
‫االعالم الجماهيرية هي التي تهيمن على وضعية االتصال سواءا كان المرسل واعيا‪ ،‬أو‬
‫غير واع بذلك‪ ،‬ألنه بمجرد أن يختار األفراد المشاركة في العملية االتصالية‪ ،‬لن يبقى لهم‬
‫خيار سوى القبول بالرسائل الموجهة اليه‪ ،‬وحتى في الحالة التي يختار فيها المستقبل‬
‫رسالة دون األخرى فان خيارته تتم في اإلطار الرسائل المقدمة من طرف الوسيلة‪.8‬‬
‫من خالل ما تقدم يمكننا القول إن االعالم مفهوم عصري مرتبط بوسائل االعالم‬
‫واالتصال الحديثة من صحافة مكتوبة وإ ذاعة وتلفزيون وما تنيحه الشبكة العنكبوتية من‬

‫‪3‬‬
‫وسائط‪ ،‬عكس االتصال التي تعددت انواعه واشكاله وهو ظاهرة قديمة صاحبت االنسان‬
‫في جل مراحل تكوين المجتمع البشري‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬بيروت‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الجزءالسادس‪ ،1967،‬ص‪.)871:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫سامي ذبيان‪ ،‬الصحافة اليومية واالعالم‪ :‬الموضوع‪ ،‬التقنية و التنفيذ‪ (،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار‬ ‫‪-2‬‬
‫المسيرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪، 1987،‬ص‪.) 35:‬‬
‫عاطف عدلي العبد‪ ،‬االتصال‪ ،‬الرأي العام‪ ،‬األسس‪ ،‬النظرية و االسهامات العربية‪( ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫دار النشر العربي‪،1993 ،‬ص‪.)15:‬‬
‫سمير محمد حسين‪ ،‬االعالم واالتصال بالجماهير‪( ،‬القاهرة‪،‬عالم الكتب‪ ،1984 ،‬ص‪.)22:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫زهير احدادن‪ ،‬مدخل لعلوم االعالم واالتصال‪( ،‬الجزائر ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-5‬‬
‫الثانية‪ ، 1993،‬ص‪)14:‬‬
‫‪Dennis MacQuail, mass communication theory an introduction, -6‬‬
‫‪.sage publications,2nd edition, London ,1988, p70‬‬
‫‪-‬سامي ذبيان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 36:‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪- 8‬عزيز لعبان‪ ،‬مدخل الى علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬الوسيط في الدراسات الجامعية‪ (،‬الجزائر‪،‬‬
‫دار هومة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ، 2003،‬ص‪.) 03:‬‬

‫‪4‬‬

You might also like