Professional Documents
Culture Documents
2
أصبح مفهوم االتصال مفهوما بارزا في تراث العلوم االجتماعية في العقود األخيرة نتيجة مؤلفات العديدة واملقاالت
املتنوعة املتخصصة في هذا االصطالح اعتبره الباحث " تشارلز كولي" ذلك امليكانيزم الذي يساعد على وجود
العالقات االجتماعية وتطورها.
أكد كولي في هذا السياق أن اللغة وحدها ال تكفي لصياغة الرموز العقلية بل إن كل املوضوعات واألفعال هي
رموز عقلية واالتصال هو من الوسائل التي بواسطتها يعمل العقل على تطوير العالقات البشرية.
عرف علماء التربية االتصال بأنه العملية التي يمكن بواسطتها نقل األفكار والتغيير الذي يمكن أن يحدث في مكان
معين إلى مكان أخر.
أكد في هذا املجال الباحث " مارتسال ماكلوهان" أن قدرة الفرد محدودة في معرفة املعلومات التي يتلقاها خالل
عملية االتصال إذ يقوم بصياغتها بطريقته الخاصة لكي توضح له الصورة أو الفكرة عن املوضوع وتختلف
إدراكات األفراد في ذلك.
ربط علماء التربية االتصال باالتجاه وعلى هذا فاالتصال هو "تلك العملية التي يعبر فيها اإلنسان عن أفكاره إلى
اآلخرين بهدف التأثير فيهم وتعديل اتجاهاتهم "
يقصد باالتصال في اإلدارة عملية نقل وتبادل املعلومات الخاصة باملنظمة داخلها و خارجها وهو وسيلة تبادل
األفكار والرغبات واآلراء بين األعضاء التنظيم لتحقيق التعاون .
عرف االتصال في مجال اإلعالم بأنه " بث رسائل تتصل بموضوعات معينة على مجموعة من األفراد املستهدفين
املختلفين فيما بينهم اجتماعيا اقتصاديا ،سياسيا ثقافيا وجغرافيا " من أجل ذلك يعتبر االتصال لدى علماء
اإلعالم " عملية رئيسية لتحقيق التفاعل الفكري داخل املجتمع من خالل نشر املعلومات وبمشاركة بين املرسل
واملستقيل عن طريق التغذية العكسية "
كما يعرف االتصال السياس ي عن "مضمون سياس ي مباشر أو غير مباشر يتم من خالل الرسائل الشخصية أو
الجماهيرية الحكومية أو غير الحكومية من أجل خلق اإلقناع واالقتناع مع جمهور معين داخلي ( محلي أو وطني) أو
خارج (إقليمي أو عاملي ).
من هذا املنظور يعبر مضمون االتصال السياس ي عن تلك العملية السياسية التي لها طبيعتها الخاصة واملتميزة
لنقل املعلومات والتوجيهات السياسية وتحقيق التفاعل االجتماعي.
3
املحاضرة الثانية :
تاريخ علم االتصال
أجمع املؤرخون وعلماء االجتماع على أن االتصال اإلنساني بمعناه الواسع قديم قدم الوجود اإلنساني ذاته
فعملية االتصال نشأت مع الجماعة اإلنسانية األولى ثم تطور اإلنسان وقطع أشواطا طويلة في طريق الحضارة
بدءا بالجماعات البسيطة إلى الجماعات الكبيرة إلى املجتمع األكبر ثم إلى الدولة املترابطة وما كان ليحدث ذلك
دون تطور االتصال عبر مراحل مختلفة:
املرحلة األولى مرحلة الكالم (اللغة) :ارتبط االتصال بالبنية الرمزية التي ابتكرها اإلنسان وكان الكالم أحد أهم
عناصر هذه البنية ،ولن يستطع الباحثون التوصل إلى أصول الكالم البشرى بشكل دقيق ،وافترضت أغلب
التأويالت أن البشر كانوا يعيشون في تجمعات صغيره منذ مئات أالف من السنين وأنشأوا تقسيمات بدائية للعمل
تعتمد على تخصيص املهام ولعب االتصال دورا رئيسا في تحديد املهام املتوقعة من األفراد داخل التنظيم
االجتماعي البدائي في نقل الخبرات املتراكبة للجماعة ونقلها إلى الجميل الثاني.
مارس اإلنسان البدائي االتصال من خالل عدد محدود من االصوات التي كان قادر من الناحيتين الجسمية
والطبيعية على إصدارها مثل الزمجرة الصراخ باإلضافة الى لغة الجسد والتي كانت تشمل إشارات األيدي واألرجل
وحركات أخرى أكبر ومن الوسائل االتصالية التي اعتمدت عليها املجتمعات البدائية نذكر:
-1املرأة القوية املالحظة والرجل حاد البصر اللذان كان يعتمد عليهما في اإلبالغ عن املخاطر وتحرك األعداء
ودخول الغرباء.
-2إشارات الدخان :استخدمت إشارات الدخان للتواصل بين الناس الذين تفصلهم املساقات البعيدة وقد
تعددت أسباب استخدامها لتكون وسيلة تعبير عن فرض السيطرة على منطقة معينه أو تعبيرا عن النصر أو
إشارة تحذيرية عن وجود خطر معين فيتم إشعال النيران فوق قمم التالل وامتد استعمال هذه الوسيلة إلى وقت
الحق لدى الشعوب أمريكية األصل.
-3الطبول :استخدمت األصوات املختلفة الصادرة عن الطبول لتكون وسيلة إلرسال إشارات إلى القبائل
والجماعات املتجاورة ،وقد اتسمت األصوات باختالف أنماطها ليعبر كل نمط عن أحداث معينة أو مخاوف يراد
توصيلها للمناطق املجاورة.
-4الصغير :يعتبر الصغير لغة غير لفظية وتعرف كوسيلة للتواصل بين الجماعات البدائية عبر التالل والوديان
بهدف تلبية حاجاتهم.
-5الخطابة :اعتمدت الخطابة فى الحضارات القديمة كوسيلة لالتصال واإلبالغ السياس ي وقد حلل أرسطو ذلك
في كتابه فن البالغة" حيث عرفها كوسيلة اتصال بأنها البحث عن جميع طرق اإلقناع املتوافرة ،وحدد أرسطو
دراسته تحت العناوين األساسية الثالثة .
4
-الشخص الذي يتحدث
-الحديث
-املستمع لهذا الحديث
تتشابه هذه العناصر مع عناصر االتصال كما تطرحها نظريات االتصال الحديثة شهد املجتمع اليونانى كمثال
اعتماد هذه الوسيلة في االتصال السياس ي في املدينة اإلغريقية الصغيرة الحجم حيث كان اإلقناع الشفهي والتأثير
بالكالم املباشر مثل إذاعة األخبار في امليادين العامة على الجماهير املجتمعة فيه وهو ما كان سائدا داخل
اإلمبراطورية الرومانية إذ يتم دعوة الناس إلى امليادين العامة لبث األخبار ومحاولة كسب تأييدهم لخدمة مصالح
اإلمبراطور واملحافظة على مكانته وحماية اإلمبراطورية املمتدة ،كما لعبت االحتفاالت العامة ،الطقوس الدينية،
املراسيم االجتماعية دورا هاما في عملية االتصال ،ومثلت االماكن العامة صورة م مثالية لنقل األخبار ومثالها
االسواق ،كما كان البحارة ،الجنود املسافرون ينقلون األخبار أما األمراء ورجال الدين والصفوة فقد كانوا
يستعنون بأشخاص متخصصين في جمع األخبار واملعلومات بصورة شخصية.
املرحلة الثانية :مرحلة الكتابة :منذ العصور القديمة ،ظهرت حاجة البشر إلى تدوين أفكارهم لتبقى إلى األجيال
الالحقة وبفضل ذلك ظهرت الكتابة التصويرية التي أصبحت واحدة من اكبر أشكال االتصال والتواصل
استخداما وعبرت عن نقل أفكار معينة بقيت مدونة لفترة طويلة من الزمن وانقسمت الكتابة التصويرية إلى:
-الكتابة الرمزية التي تنقل فقط ما هو مرئي مثل صور الحيوانات.
-االيديوغرافية وهي عبارة عن كتابة مصورة تضاف إليها بعض العالمات إلعطاء معلومات إضافية حول الرسم
من خالل الرموز لتعكس املفاهيم واألفكار وليس اإلشارات.
يمكن اعتبار الرسومات واألقوى التى عثر عليها في الكهوف (حوالي 40000سنة قبل امليالد عند الرجل البدائي من
بين طرق التعبير السابقة للكتابة ومنذ العصر الحجري الحديث حوالي 8000الى 4000سنة قبل امليالد وهو
الوقت الذي بدأ فيه اإلنسان في تنظيم نفسه مع اآلخرين في شكل مجتمعات زراعيه ،بدأت الرسوم تتغير تدريجيا
وتأخذ أبعاد أخرى من خالل إضافة بعض اإلشارات لتطور اللغة التصويرية نحو التجريد أي نحو نقل أفكار أكثر
اكتماال تحتاج ملن يفك شفرتها
-عثر على اآلثار األولى للكتابة التصويرية في بالد ما بين النهرين قبل تطور الثقافة السومرية وهي عبارة عن بطاقات
أو رموز تم استخدامها ألغراض تجارية وحسابية قبل أن تتطور بظهور الحضارة السومرية التي عرفت بتطورها
الثقافي الكبير لتظهر الكتابة املسمارية التي توظف فيها عصا القنب الرسم على الطين .
تطورت الكتابة التصويرية في مصرفي عهد الكهنة واملمالك الصغيرة في صعيد مصر وتم توطيف ما يسمى بالكتابة
الهيروغليفية في تزيين األماكن املقدسة وشكلت رسما تخطيط ينقل مفهوما معينا وأهم ما ميزها أنها مليئة بالرموز
التصويرية.
5
عثر على أشكال الكتابة التصويرية في الكثير من البلدان مثل منطقة البلقان ،اليونان وبعض الدول غربية
وكانت مشاهد الصيد أقدم أشكال الكتابة لتسجيل املعلومات واستعملت األحجار وسيطا لذلك ثم تطورت
الكتابة حتى اخترع الفينيقيون الحروف األبجدية أو الكتابة " األلف البائية ،باإلضافة إلى دور الشاميون في سوريا
في الحقبة الواقعة ما بين ( ) 2000 1000سنة قبل امليالد ليكمل اليونانيون ميسرة ة تطوير الكتابة باحترامهم
األبجدية التي تشمل على حروف متحركة وذلك في القرن السادس عشر (ق.م) وقد كانت الكتابة على العظام
والخشب قبل أن يستخدم املصريون ورق البردي حوالي 2500ق ج ثم تمكن الصينيون من اختراع الورق من لحاء
شجر التوت حوالي 105م واستطاع املسلمون الحصول عليه بعدما امتدت فتوحاتهم لتتجاوز الصين شرقا ثم
أنتجوا ورق من ألياف الكتان ثم أول مصنع إنتاج الورق في التاريخ في مدينة سمرقند.
-يرى بعض املؤرخون أن اإلنسان عرف الكتابة قبل 3200ق.م وقد استغرق ذلك فترة طويلة
عرف الرومانيون واليونانيون في هذه املرحلة ما يسمي بالكتابات الحائطية حيث كانت الدولة تنتشر األحداث
العامة واألحداث اليومية وكان القياصرة يشجعون نشر هذا النوع من االخبار ليحول انتباه املواطنين من
املشكالت التي يعانون منها.
-ترمز إلى الكتاب املقدس
-لعب االتصال دورا أساسيا في نشر املسيحية في بدايتها ويتضح ذلك من خالل رسائل القديس بولس التي كانت
من مكان إلى مكان آخر على الرغم من تطبيق سلطات روما الخناق على إتباع الدين الجديد واضطهادهم والتنكيل
بهم وقد كتب هذا القديس أربع عشر رسالة منها الرسائل الخاصة التي وجهت إلى األشخاص ومنها ما سميت
بالرسائل العامة التي وجهت إلى الجماعات املؤمنة وقد كتب رسائله على مدى 16عاما .أما في املجتمع شبه الجزيرة
العرب فقد كانت لكتابة القصيدة دورا إعالميا هاما وقد كان الشعر الجاهلي الوسيلة األكثر تأثير أي االتصال
والدعاية في صدر اإلسالم ساهمت الكتابة في الدعوة إلى نشر الدين اإلسالمي (دعوة الرسول (ص) إذا انتقلنا إلى
العصور الوسطي فقد ساهم األدب القصص ي املتمثل في الروايات والحكايات دورا هاما في الترويج األفكار
السياسة.
املرحلة الثالثة :مرحلة ظهور الطباعة ارتبط تطور االتصال في هذه املرحلة باختراع الطباعة ،ويتفق معظم
املؤرخين على أن "يوحنا جوتنبرج" هو أول من فكر في اختراع الطباعة بالحروف املعدنية املنفصلة في مدينة
ستراسبوع الفرنسية حوالي 1436وتم طبع الكتاب املقدس بالالتينية عام 1455وتم تطوير طباعته عام 1460
وانتقلت الطباعة بعد ذلك إلى معظم الدول العربية ساهمت الطباعة في تطوير االتصال واإلعالم من خالل نشر
الكتب وتطوير اإلعالم الجماهيري ،ازدهرت الطباعة و بدأ معها نشوء وسائل اإلعالم حيث استغلت صحيفة
التايمز بلندن مطبعة تعمالن بالبخار ألول مرة لطبع 1100نسخة في الساعة ثم توالى اختراع املطابع وتطويرها
بأحجام وأشكال مختلفة .
6
واعتبر الباحثون اختراع الطباعة بمثابة الثورة املعلوماتية الثالثة بظهور الصحافة التي ساهمت في دخول أوروبا
بقوة إلى عصر النهضة في القرن ( )15واستمرت إنجازاته فترة طويلة وقد تميزت هذه املرحلة بنمو و انتشار أفكار
الرأسمالية وظل رجال الدين محتفظين بنفوذهم إذا كانت العصور الوسطى في أوروبا قد تميزت بسيادة النظام
الكاثوليكي فإن عصر النهضة اتسم بسيادة النزعة البروتستانتية التي تمجد العمل ،وفي هذه املرحلة اتخذت
االتصاالت شكال وطابعا مهنيا وكانت الصحافة من أهم وسائل االتصال.
املرحلة الرابعة :ظهور تكنولوجيا املعلومات واالتصال ،ظهر االتصال الحديث مع اكتشاف املوجات
الكهرومغناطيسية في عام 1824ومن ثم اختراع التلغراف في 1837والذي أصبح من أهم وسائل اإلعالم واالتصال
-في عام 1876تم اختراع جهاز التليفون لنقل الصوت إلى مسافات بعيدة باستخدام شريحة رقيقة من املعدن
تهتز حينما تصطدم بها املوجات الصوتية عام 1891تم تسجيل اختراع جهاز كتيتو سكوب ملشاهدة األفالم
السينمائية الذي تطور بعد ذلك ليصبح جهازا لعرض األفالم في قاعات السينما في عام 1895
تطورت وسائل اإلعالم واالتصال في القرن املاض ي لتشمل الراديو التلفزيون الصحافة الجماهيرية التي أصبحت
النافذة الرئيسية التي يتابع بها األفراد ما يحدث حول العالم ويحصل منها مصادر املعلومة والخبر.
شهد العالي خالل العقود األخيرة ،تغيرا متسارعا في طرق استعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال فتغيرت املفاهيم
وتطورت األدوات ،وأصبح الفرد يعيش في عالم افتراض ي تحكمه برامج وتطبيقات اتصال جديدة ترتكز على ارتباط
أجهزة الحواسيب املحمولة والهواتف الذكية واللوحات الرقمية املرتبطة بالشبكة العنكوبتية بكل أشكالها ما
أحدث تحوالت عميقة في املجتمع.
عرف النصف الثاني من القرن العشرين ظهور وسائل اتصال حديثة سميت بالتكنولوجيا الجديدة اإلعالم
واالتصال وتمثلت أساسا في استخدام الحاسوب اإللكتروني في تخزين املعلومات ،تحليلها) ،استرجاعها وإتاحتها
بشكل مدقق ما انعكس إيجابا على حياة األفراد الحكومات واملجتمعات من خالل ربح الوقت واملال في التعاطي مع
األحداث خصوصا مع انتشار األنترنات واالتصاالت الرقمية واألقمار الصناعية واأللياف الضوئية إلى أن وصل
األمر إلى حذف كلمة حديثة عن تكنولوجيا اإلعالم واالتصال نظرا للتقدم العلمي املتواصل وبروز وسائل اتصال
جديدة غيرت نظرة األفراد إلى عملية االتصال.
ساهمت تكنولوجيا املعلومات في تقريب املسافات وأثرت على جوانب كثيرة من أهمها الجانب االقتصادي،
االجتماعي ،الثقافي السياس ي وجعلت الفرد واملجموعة في تطور مستمر من امتالك املعرفة الفكرية الالزمة التي
تخول لهما التأقلم مع كل املواقف .
املحاضرة (الثالثة)
أنواع االتصال
تعددت تصنيفات االتصال تبعا للمعيار املعتمد في عملية التقسيم وفيما يلي أهم التصنيفات.
7
-1االتصال حسب معياراللغة املستخدمة :يمكن تقسيم االتصال حسب معيار اللغة املستخدمة إلى قسمين:
-1-1االتصال اللفظي :يقصد به كل أنواع االتصال التي يستخدم فيها اللفظ والكلمة كوسيلة لنقل الرسالة من
املرسل إلى املتلقي ويقسم االتصال اللفظي بدوره إلى:
-االتصال الشفهي :في هذا النوع من أنواع االتصال اللفظي يكون اللفظ املستخدم منطوقا فيدركه املستقبل
بحاسة السمع أي شفهيا من خالل اإلنصات و من خصائصه
*القدرة على توفير الوقت .
*القدرة على املواجهة والحوار.
يتطلب مجموعة من املهارات منها القدرة على الحديث ،القدرة على اإلنصات القدرة على شرح األفكار ،من أمثلة
هذا النوع :إلقاء التحية ،إصدار األوامر و التعليمات اإلدارية ،إجراء املقابالت،االجتماعات.....الخ.
-االتصال الكتابي :في هذا النوع من االتصال تكون األلفاظ مكتوبة وهو ما يسمح بتوصيل املعلومات وتعديلها
ومن أمثلته :الخطابات ،التقارير الكتب املنشورات ...الخ.
1-2االتصال غير اللفظي :وهو االتصال الذي يصاحب االتصال اللفظي كأداة لتوصيل املعاني والعواطف من
مميزاته
* اإلعالم عن العالقات بين األشخاص .
* التعبير عن املشاعر واالنفعاالت.
* صدق الرسائل التي يحملها.
صنف الباحثون االتصال غير اللفظي إلى:
أ -الرموز واإلشارات ،تتراوح اإلشارات غير اللفظية من حركات الجسد مثل تعبيرات الوجه ،حركات العيون وغيرها.
ب -الصمت :يعتبر الصمت جزء ال يتجزأ من االتصال غير اللفظي ،ولهذا األخير مبررات عديدة من بينها:
* الصمت عند الغضب أو اإلحباط
* الصمت أثناء اإلسماع
* صمت امللل ،وهو شكل من أشكال االنسحاب.
* الصمت الذي يحدث عندنا يستطيع الشخص أن يفكر في شيئ يقوله .
* صمت الشخص الذي يفكر في نقطة أثارها املتحدث وهو يختلف عنه.
*الصمت عندما ال يفهم الشخص
* قد يكون الصمت اختياري وهو يدل على التأمل والوقار.
* صوت البلية ،صحت االعتذار صمت الالمباالة ،صمت املذنب ...الخ.
-2االتصال حسب معيار املستوى :يعتمد هذا النوع على نوعية وحجم االتصال فيه نجد:
8
-2 -1االتصال الذاتي :هو العملية االتصالية التي تحدت بين الشخص ونفسه من خالل مخاطبته لذاته ،ويرتبط
هذا املستوى من االتصال بالبناء املعرفي واإلدراك والتعليم وكافة السمات النفسية األخرى ،وفي هذه الحالة
يتحول الشخص تلقائيا إلى مصدر (املرسل) ومتلقي (مستقبل) وفي الوقت نفسه وقد اهتم بدراسة هذا النوع من
االتصال مدرسة التفاعالت الرمزية بقيادة جورج "هربرت ميد" الذي يرى بأننا نتصل مع أنفسنا بنفس الطريقة
التي نتصل بها مع غيرنا ويعتبر فهم عمليه االتصال الذاتي جوهر فهم كل أنواع االتصال الذي يتوقف على ناتج
هذه العملية..
-2-2االتصال الشخص يُ :يعرف االتصال الشخص ي بأنه اتصال يتضمن مواجهة مباشرة بين القائم باتصال
واملتلقي تؤدي إلى التغيير في سلوك املستقبل واتجاهاته من خصائص هذا النوع :
* يتميز االتصال الشخص ي بالتفاعل وتبادل األدوار( االتصال في اتجاهين)
* يتميز االتصال الشخص ي باملرونة حيث يمكن تعديل الرموز أو الرسائل بما يتفق ونتائج التفاعل.
* ازدياد درجة الثقة فاألفراد تزداد ثقتهم فيمن يعرفونهم ويقابلونهم وجها لوجه وبالتالي يكون احتمال تأثير املرسل
أو القائم باالتصال أكبر.
ينقسم االتصال الشخص ي إلى:
-اتصال شخص ي رسمي منتظم ،يتطلب هذا النوع من االتصال تخطيطا مسبقا وتحديد أهداف معينة يسعى
لتحقيقها وكذا تحديد ميعاد محدد.
اتصال شخص ي غير مباشر يتم بالصدفة ودون تخطيط.
االتصال الشخص ي املتجانس .وهو االتصال الذي يقع بين شخصين متماثلين(اجتماعا وثقافيا).
االتصال الشخص ي غير املتجانس :وهو ما يقع بين شخصين يتسع نطاق الفجوة االجتماعية والثقافية بينهما.
-2-3االتصال الجمعي ،يتمثل هذا النوع في وجود مرسل أو أكثر ،ووجود مستقبل أو أكثر ويعكس كبر حجم
املشاركين في االتصال.
يظهر انتقال األثر في هذا النوع من االتصال عن طريق التفاعل وااللتقاء حول مجموعة من األهداف املشتركة،
ويكون رد فعل املستقبل فوريا وعاجال بحيث يحصل املرسل على رجع الصدى والذي يكون فوريا و مباشرا و
مثالها :املحاضرات الندوات االجتماعات الخطب السياسية والدينية في املساجد.
-2-4االتصال الجماهيري :هو تلك العملية التي تتم باستخدام وسائل االتصال الجماهيرية ويتميز هذا النوع
بقدرته على توصيل الرسائل إلى جمهور عريض متباين االتجاهات واملستويات كما ان االفراد غير معروفين لدى
القائم باالتصال تصلهم الرسالة نفسها وفي اللحظة نفسها بأقل جهد وبأسرع وقت ممكن ،وتتم عملية االتصال
9
بشكل علني فاملضمون الذي تنقله متاح لكل فرد ويتم انتشار تلك املضامين بشكل غير منظم نسبيا وبصورة غير
رسمية.
املحاضرة الرابعة
خصائص و أهداف االتصال
10
يتميز االتصال بمجموعة من الخصائص التي تعتمد على املرسل او املستقبل و محتوى الرسالة االتصالية:
-1االتصال ظاهرة اجتماعيه :االتصال ظاهرة إنسانية واجتماعية قديمة ارتبطت بطهور الجماعة وتطور مع
تطور العالقات االجتماعية فاإلنسان كائن اجتماعي في حاجة إلى التواصل مع أفراد آخرين في صور االستفادة من
الدعم املادي ،الدعم االجتماعي املدعم النفس ي كذا الدعم اإلنساني ،وال يستطيع هذا األخير العيش بمعزل عن
اآلخرين ،على هذا األساس فهو دائم التواصل معهم.
-2االتصال ظاهرة عامة قابلة لالنتشار :بما أن االتصال ظاهرة إنسانية واجتماعية فهو ذلك الشكل العام الذي
يخص كافة الفئات االجتماعية دون استثناء فالفرد يتصل مع نفسه (االتصال الذاتي) ويتصل مع غيره من األفراد
بشكل فردي ،جماعي ونجد أيضا االتصال الجماهيري الذي يوظف مختلف الوسائل واألدوات من أجل توصل
الرسالة االتصالية ،بمعنى آخر فاالتصال هو العملية التي تنتشر على نطاق ضيق أو واسع بفعل تطور أساليب و
وسائل االتصال على اختالفها .
-3االتصال عملية تفاعلية :يرتكز االتصال على مبدأ التفاعل بين الطرف املرسل للرسالة (فرد،جماعة ،وسائل
اتصال ) وبين الطرف املستقبل للرسالة (فرد ،جماعة) ،ويعتمد التفاعل حسب الباحث "جورج هوماتر " على
ثالث محددات من :
*التعاون
*التبادل
* املشاركة
بمعنى أن اإلنسان في حاجة إلى التعاون مع اآلخرين ،وتبادل األفكار معهم وكذا مشاركتهم بشتى الصور مما يعكس
أهمية التواجد داخل الجماعة مهما كان نوعها ،طبيعتها وأهدافها فهي املؤثر الرئيس ي على مواقفنا اتجاهاتنا ،
سلوكياتنا ،رغباتنا وكذا حاجاتنا ،ينطلق االتصال القائم على التفاعل من نفس اإلطار املرجعي واملوروث الثقافي
الذي يتبادله األفراد إضافة إلى االهتمام نفسه واملصلحة املشتركة التى يسعون لها ،فيحمل هذا النوع من
االتصال ترابط املجتمع ،تماسكه انسجامه وتقارب أفراده .
-4االتصال عملية مستمرة :االتصال حقيقة اجتماعية وإنسانية مرتبطة بحياة اإلنسان في عالقته باألخر من
أجل ذلك فهو عملية مستمرة ودائمة ما استقرت الحياة ،يتغير بتغير طبيعة املرسل ،املستقبل ،وأداة اإلرسال
فهو العملية التي تسبق التواصل وتؤسس له بناء على رغبة ( املرسل واملتلقي) ويستمر عبر الزمن بدرجة مختلفة
تبعا لعدة مؤشرات مرتبطة بظروف البيئتين الداخلية و الخارجية املحيطة بالعملية االتصالية ويتأثر االتصال
باملكان والزمان اللذان يحددان شكل االستمرارية فقد تنعدم رغبة االستمرارية من أحد طرفي عملية االتصال مثل
:عدم التعارف عدم التعاون ،عدم االنسجام مع هذا تبقى هذه العملية مستمرة بصفة عامة.
11
-5االتصال عملية هادفة :االتصال هو تلك العملية الصادقة التي يسعى من خاللها املرسل أو املتلقي بلوغ هدف
معين آو مجموعة من األهداف على اختالف طبيعة هذه األهداف ومستوياتها فعادة ما يهدف املرسل من خالل
مضمون الرسالة االتصالية إلى بلوغ هدف أو أهداف معينة محددة مسبقا لهذا يراعي مجموعة من الشروط
واإلجراءات مثل تصميم الرسالة إرسالها اختيار أداة اإلرسال ،اإلشراف على وصولها ،وتلقي التغذية العكسية ،في
املقابل لدى املتلقي أيضا مجموعة من األهداف التي يرغب في تحقيقها من خالل مضمون الرسالة االتصالية وقد
تكون األهداف املرجوة من كال الطرفين عامة أو جزئية تبعا ملحتوى الرسالة.
-6االتصال عملية دائرية :االتصال ليس عملية خطية تسري اتجاه واحد من املرسل إلى املستقبل ولكنها عملية
دائرية تبدأ من املرسل لنقل رسالة معينة إلى املستقبل الذي يحدد عن مضمونها في شكل تغذية عكسية إذ
يستقبل هذا األخير الرسالة ويفسرها تبعا ملتغيرات عديدة لتعود من جديد إلى املرسل الذي سيبدأ في نشاط آخر
مثل التعديل ،التغيير اإلضافة تبعا لنتائج التغذية العكسية ،على هذا األساس تتسم عملية االتصال بالحركية
بين املرسل واملستقبل ،يؤثر األول ويتأثر الثاني ،وال يتوقف االتصال عند هذا الحد بل قد يتبادل الطرفان األدوار
فيما بينها ،وبذلك فإن عملية االتصال دائرية ومتغيرة من حيث الزمان واملكان.
-7االتصال عملية متنوعة :يمتاز االتصال بأنه عملية اجتماعية إنسانية متنوعة ال تتوقف عند استخدام اللغه
اللفظية ( الشفهية و املكتوبة) بل تتعداها إلى توظيف اللغة غير اللفظية كاإلشارات ،الحركات وغيرها ،على هذا
األساس تتميز العملية االتصالية بالتنوع تبعا ألهداف ومضمون الرسالة من جهة والضرورة التي تقتضيها عملية
االتصال من جهة أخرى.
-8االتصال عملية مرنة :تتسم عملية االتصال باملرونة فهي قابله للتغير حسب املكان والزمان تبعا للظروف
املحيطة بهذه العملية من جهة واألهداف املتوقعة من الرسالة االتصالية من جهة أخرى ،فال يمكن أن تبقى هذه
العملية ثابتة ولو لفترة قصيرة لوجود العديد من املتغيرات املؤثرة املحيطة بتصميم الرسالة االتصالية ،فقد
تعدل ،أو تغير أو يتم تدعيمها من أجل التكيف مع التغيرات الحاصلة.
ثانيا :أهداف االتصال:
تتعدد أهداف وغايات االتصال تبعا لطبيعة هذه العملية والقيمة املتوقعة منها ويمكن تعداد هذه األهداف على
سيل الحصر ال اإلملام كاألتي:
-1الهدف التوجيهي :يتحقق هذا الهدف حينما يتجه االتصال إلى إكساب املستقبل اتجاهات جديدة او تعديل و
تثبيت اتجاهات قديمة موجودة عنده و مرغوب فيها ،ومن خالل الدراسات التي أجريت في هذا املجال تم التوصل
إلى أن االتصال الشخص ي اقدر على تحقيق هذا الهدف من االتصال الجماهيري
-2الهدف التعليمي :يتجه االتصال نحو إكساب املتلقي خبرات ومهارات ومفاهيم ومعلومات جديدة في مجاالت
مختلفة تنمي قدراته الذاتية والعملية وتعود عليه بالفائدة.
12
-3الهدف التثقيفي :يتحقق هذا الهدف حينما يتجه االتصال نحو توعية املستقبل للرسالة االتصالية بأمور
ومجاالت تهمه وتساعده على زيادة معارفه و معلوماته ملا يدور حوله.
-4هدف ترفيهي :يتحقق هذا الهدف عندما يتجه االتصال إلى إدخال البهجة لدى املستقيل عن طريق إرسال
رسائل تحمل في مضمونها طابعا ترفيهيا تساعد املتلقي على تحمل ضغوط الحياة ومن أمثلة ذلك ،املسرحيات
األفالم املحادثات التي تحمل أسلوبا هزليا أو ساخرا تؤدي إلى التأثير على الجوانب النفسية والسلوكية للمتلقي.
-5هدف اجتماعي :يتحقق هذا الهدف عندما يتيح االتصال الفرصة لزيادة احتكاك األفراد فيما بينهم وهي
العملية التي تساهم في تقوية العالقات االجتماعية واإلنسانية في صور التعاون ،التكافل ،التضامن ...وغيرها.
قسم الباحثون أهداف العملية االتصالية إلى األهداف املتعلقة بالقائم باالتصال ،األهداف املتعلقة بمستقبل
الرسالة االتصالية.
-1األهداف املتعلقة باملرسل :تتلخص في
-زيادة املعلومات املوجودة لدى املستقبل إكسابه الخبرة واملعرفة التي لم تكن لديه من قبل.
-خلق مفاهيم وأراء وأفكار جديدة عن املوضوعات والقضايا التي تهم املستقبل.
-تدعيم االتجاهات املوجودة لدى مستقبل الرسالة والتي لم يكن متأكد من صحتها وأهميتها.
-تغير االتجاهات املوجودة التي ال تتفق مع أغراض و أهداف وميوالت القائم باالتصال.
-2أهداف املستقبل للرسالة االتصالية :تتلخص في:
-فهم األحداث والظواهر التي تحيط به ،من خالل التزود باملعلومات أو املعرفة الالزمتين لتطوير قدراته وتفعيل
التواصل مع اآلخرين بغض النظر عن الفوارق الجغرافية والثقافية.
-زيادة مهارات املتلقي وتعلمه أمور جديدة ال يعرفها .
-اكتساب القدرة على اتخاذ القرارات والتصرف الصحيح في الشؤون الحياة باألخص في املواقف املعقدة.
-استمتاع املتلقي بوقته والهروب من مشاكل الحياة خصوصا إذا كانت الرسالة االتصالية تحمل مضمونا ترفيهيا
يعطي الفرصة للفرد لالستفادة من الراحة.
-3أهداف االتصال بالنسبة للمجتمع :تتلخص في :
-توفير املعلومات عن البيئتين الداخلية والخارجية.
-نقل التراث الثقافي بين األجيال عن طريق التنشئة اإلعالمية.
-مساعدة النظام االجتماعي عن طريق تحقيق االتفاق بين أفراد املجتمع الواحد عن طريق اإلقناع واالتصال
الجماهيري.
13
-الترفيه عن أفراد املجتمع وتخفيف أعباء الحياة عنهم باألخص في أوقات األزمات.
االتصال من كل هذا له مجموعة من األهداف التي يسعى إلى تحقيقها أي أنه ليس مجرد عملية إرسال الرسائل
واستخدام وسائل قنوات مختلفة بل يعتبر في نهاية األمر محاولة للتأثير واإلقناع وإن لم تتحقق األهداف املذكورة
سابقا وغيرها ال يمكن الحديث عن وجود عملية اتصالية فعالة.
املحاضرة الخامسة:
عناصرالعملية االتصالية
14
صنف الباحث األمريكي هارولد السويل عناصر عملية االتصال الى املرسل ،الرسالة ،املستقبل،الوسيلة ،
التغذية العكسية من خالل الصياغة الشهيرة التي قدمها في عام 1948في شكل خمسة أسئلة من؟ يقول ماذا؟
بأي وسيلة؟ ملن؟ وبأي تأثير؟
إن اإلجابات املتعلقة بهذه األسئلة تقدم تعريفا واضحا لعملية االتصال التي يجب توافرها في االتصال مهما كان
شكله ومستوياته
أوال :املرسل ( القائم بالعملية االتصالية) :هو الشخص او الطرف الذي يقوم بإرسال الرسالة االتصالية عن
طريق صياغة أفكاره بشكل مباشرة أو في شكل معان ورموز تعبر عن الهداف املراد إيصاله ،يعتبر الباحث هارولد
السويل أول من تطرق إلى دور املتصل في عناصر العملية االتصالية عندما طرح السؤال االتي :من يتصل؟ وركز
بشكل كبير على هذا الدور الن املتصل (املرسل) هو منش ئ العالقة االتصالية وهو مصدر بداية التفاعل آيا كانت
طبيعة هذا املرسل.
حدد هارولد السويل وغيره من علماء االتصال مجموع من الشروط الواجب توافرها في مرسل الرسالة وتختلف
هذه املهارات تبعا الختالف هوية املرسل وأهداف الرسالة.
-1مهارات االتصال :وتشمل :
-القدرة على صياغة الفكرة (موضوع الرسالة) مثل الكتابة أو الحديث
-القدرة على القراءة وحسن االستماع.
-مهارة التحليل واالستنتاج
-2اتجاهات املرسل وتشمل:
-اتجاهاته نحو ذاته :يرتبط هذا املتغير باتجاهات املرسل نحو ذاته فإذا كانت شخصيته قوية ومتزنة وثقته
بنفسه وبقدراته كبيرة فسيؤثر هنا على الرسالة التي يصنعها ايجابيا والعكس صحيح.
-اتجاهاته نحو املوضوع :ويتمثل في مدى إيمانه واقتناعه بما يعبر عنه.
-اتجاهاته نحو املرسل إليه ،كلما كانت اتجاهات املرسل نحو املرسل إليه ايجابية كلما حقق االتصال هدفه
والعكس صحيح.
-3معارف املرسل :تؤثر املعارف التي يتمتع بها املرسل على محتوى وهدف الرسالة فكلما كانت هذه املعارف
نوعية ودقيقة وموضوعية كلما كانت الرسالة واضحة بالنسبة للمتلقي.
-4النظام االجتماعي والثقافي :يؤثر املستوى الثقافي واالجتماعي للمرسل على سلوكه الشخص ي أثناء إعداد
وصياغة الرسالة االتصالية إذ يحتكم سلوكه في هذا إلى كل املؤثرات الثقافية واالجتماعية التي يعايشها،
فتنعكس على موافقة أثناء صياغة الرسالة فكلما كان إدراكه لهذه املؤثرات انتقائيا كلما كانت الرسالة هادفة
والعكس.
15
ثانيا :الرسالة :واملقصود بها موضوع االتصال وتتضمن املعاني ،األفكار ،اآلراء التي تتعلق بموضوعات معينة
يتم التعبير عنها ،بطرق عديدة ،وعادة ما تتوقف فاعلية االتصال على شكل استخدام الرسالة بما يتفق مع ما
يقصده املرسل من جهة وما يدركه املرسل إليه من جهة أخرى.
ترتبط الرسالة بمجوعة من الشروط:
-يجب أن تكون الرسالة واضحة وال تحتمل التأويل.
-أن تكون معانيها بسيطة وصريحة وال تحمل تفاصيل مملة.
-يجب أن تتضمن الحجج والبراهين والدالئل الواقعية.
-مراعاة األسلوب اللغوي في صياغة الرسالة أي اختيار األلفاظ والكلمات املناسبة في صياغة املحتوى
االتصالي.
-يجب أن تكون الرسالة االتصالية تامة أو كاملة عن طريق تزويد املتلقي باملعلومات الكيفية والكمية التي
تجيب عن جميع استفساراته وتوضيح الهد االتصالي.
-توظيف األسلوب االقناعي املتسلسل.
-توظيف اللغة املناسبة املفهومة بالنسبة للمتلقي.
تصنف الرسالة الى :
الرسالة الشفوية :تنقل بشكل مباشر فردي أو جماعي ومن أمثلتها الرسائل التي تبث عبر وسائل اإلعالم
السمعية.
الرسالة املكتوبة :تنقل للمتلقي عن طريق التحرير الكتابي ومن أمثلتها الصحف الجرائد ،املجالت،
املنشورات ،الكتب.
ثالثا :وسلية االتصال :تسمى األداة وهي القناة التي يتم عن طريقها نقل الرسالة وإيصالها من املرسل إلى
املتلقي ،تختلف الوسيلة املستخدمة تبعا الختالف الحاصل في مستوى االتصال ،ففي االتصال الجماهيري
الصحيفة املحلية ،اإلذاعة أو التلفزيون،وفي االتصال الجمعي نجد املحاضرة ،خطب الجمعة كمثال ،
املؤتمرات ،الندوات ،وقد تكون على شكل مطبوعات أفالم فيديو ،شرائها وغيرها ،اما في االتصال املباشر
فتكون العملية وجها لوجه ،تتوقف فاعلية الوسيلة على نوعيتها وشكل توظيفها باإلضافة إلى اختيار التوقيت
املناسب في اعتمادها لنقل الرسالة االتصالية وقد تطورت هذه األداة عبر فترات متالحقة نتيجة االختراعات
الفنية والتقنية الحاصلة في وسائل االتصال من جهة ،وتطور املستوى العلمي والثقافي لدى متلقي الرسالة
االتصالية من جهة أخرى.
رابعا :املتلقي ( :املرسل إليه) :هو الطرف الذي يستقبل الرسالة اإلعالمية وقد يكون فردا أو جماعة تبعا
ألهداف الرسالة ،يتأثر املتلقي مضمون الرسالة االتصالية ويتفاعل معها تبعا لعدة مؤثرات مرتبطة بإدراكه
الشخص ي من جهة أو إدراكه للظروف واملرتبطة بتلقي الرسالة على هذا األساس فأن خصائص الجمهور تلعب
16
دورا مهما في استيعاب الرسالة من خالل قياس مدى تأثيرها في عقليته أو مواقفه سلبا أو إيجابا وال يمكن في
هذا املجال أن نتوقع أربعة احتماالت من املستقبل للرسالة:
-1فهم الرسالة فهما كامال ،أي أن يقوم املستقبل بمشاركة املرسل في األفكار واألحاسيس التي تنقلها الرسالة.
-2فهم الرسالة فهما ناقصا وغير كامل أي استيعاب أجزاء معينة منها وعدم فهم باقي األجزاء.
-3فهم الرسالة بصورة خاطئة الن املستقبل يفسر الرموز املستخدمة معتمدا على خبراته التي ال تشابه
خبرات املرسل مثل فهم مضمون فيلم أو فيديو معين بصورة غير صحيحة.
-4عدم استيعاب الرسالة بصورة تامة بسبب قيام املرسل باستخدام رموز غير معروفة ،أو غامضة بالنسبة
للمستقبل مثل توظيفه للغة صعبة تفوق املستوى اللغوي والفكري ملستقبل الرسالة.
ولكي تتم عملية االتصال البد أن يتم فهم الرسالة وفك رموزها من جانب املستقبل أي تفسيرها في ضوء
خبرته السابقة وأطر الداللة الخاصة به وهذا يعني وجود االختالف بين املستقبلين في تفسير رموز الرسالة،
كلما كان التفسير قريبا ملا يقصده املرسل فهذا يعني ان عملية االتصال فعالة لذلك يجب على املرسل أن
يأخذ في االعتبار طبيعة املستقبل عند ترميز رسالته.
خامسا :التغذية العكسية :هو األثر املترتب الذي ينتج من وصول الرسالة إلى املستقبل في عملية االتصال هل
الرسالة مقبولة ،أو مرفوضة ،ما مدى تحقيق هدف العملية االتصالية.
يكون رد فعل املستقبل للرسالة مباشرا إذا كانت عملية االتصال مباشرة أي دون الحاجة الى وسائط ،أما إذا
كان االتصال غير مباشر اي بمساعدة وسيلة معينة في مثل هذه الحالة يصعب الحصول على رد الفعل.
تعتبر التغذية العكسية عنصرا هاما في العملية االتصالية وتؤثر تأثيرا مباشرا على املرسل الذي يقوم
باالتصال أو على الرسالة التي ترسل بهدف تحقيق أهداف معينة أو تؤثر على الوسيلة اذا كانت مناسبة او
العكس.
تتم التغذية العكسية في اتجاهين :
-1االتجاه الواحد :ال يسمح هذا الشكل بوجود تغذية عكسية من املرسل إلى املستقبل األمر الذي يؤدي إلى
حدوث تغير بين مضمون الرسالة من قبل املستقبل ،أي أن التغذية العكسية توفر القناة الستجابة
املتلقي التي يستطيع من خاللها املرسل تحديد ما إذا كانت الرسالة قد حققت االستجابة املرغوبة.
-2االتصاالت ذات االتجاهين :في هذه الحالة توفر التغذية العكسية من املستقبل الى مرسل الرسالة عن
طريق االتصال الصاعد.
تأخذ التغذية العكسية شكلين :
الشكل االيجابي :ويعني أن الرسالة قد حققت التأثير املقصود من عملية االتصال.
الشكل السلبي :يعني ان الرسالة لم تحقق التأثير املقصود من عملية االتصال.
17
أكدت معظم الدراسات التي أجريت على مدى التأثير الذي تحدثه التغذية العكسية أن الطريقة التي تحدث بها
معقدة ملبررات عديدة مرتبطة بدور وسائل االتصال من جهة باإلضافة إلى وجود عوامل أخرى من أمثلتها :
شخصية املتلقي ،تأثير الجماعات التي ينتمي إليها تأثير املتغيرات االقتصادية ،الثقافية ،السياسية ،االجتماعية.
يتلقى املرسل إليه الرسالة بالطرق اآلتية:
-يسترجعها على ضوء وعيه الكامل.
-يسترجعها على ضوء الالشعور ( العقل الباطني).
-يسترجعها على ضوء العادات والتقاليد مثل املعتقدات الدينية.
-يقارنها من خالل األفكار املوجودة لديه.
-يقارنها بالرغبات والحاجات التي يريد تحقيقها.
-تتوقف التغذية العكسية على مجموعة من املؤثرات:
-1مؤثرات حسية مرتبطة باألحاسيس الطبيعية مثل الحب ،الكراهية ،الفرح ،الحزن ،التعاسة وغيرها.
-2مؤثرات عقلية تستشير العقل والتفكير ومثالها التصديق ،التكذيب ،االستنكار ،الرفض ،اإلعجاب التأييد.
-3مؤثرات نفسية تخاطب العقل الباطن وتعتمد على الخبرات والتجارب التوافق بين املاض ي والحاضر.
على هذا األساس ترتبط التغذية العكسية على احترام جميع هذه املؤثرات بقدر مناسب مع احترام الظروف
الخاصة بكل مؤثر .
يجب أن نذكر أن عملية تغيير السلوك ومحاولة تعديل االتجاه في مرحلة من مراحل التغذية العكسية ليس
بالعملية البسيطة الن السلوك اإلنساني معقد ومتغير ،على هذا األساس يجب األخذ في عين االعتبار املؤثرات
والدوافع التي تؤدي إلى استثارة سلوك واتجاهات األفراد بالشكل الذي يحقق الهدف املتوقع من العملية
االتصالية.
18
املحاضرة السادسة:
مدراس علم االتصال ( النظريات)
شكلت النظريات االتصالية اإلطار املرجعي لتطور علم االتصال وقد تعددت من باحث إلى أخر وتم أخر وتم
اختيارها وتجربتها في العديد من الدول التي تبنت افتراضاتها لطبيعة أنظمتها السياسية واالجتماعية وحتى الثقافية
واليمكن التعامل مع وسائل االتصال على اختالفها بدون فهم النظريات والنماذج التي تنظم عمل هذه الوسائل
وتحديد طرق التعامل معها وكيفية االستفادة منها ،اخترنا في هذا املجال التطرق الهم النظريات على سبيل
الحصر واإلملام.
أوال :نظرية التأثير املباشرة (هارولد السويل)
تسمى نظرية اآلثار املوحدة أو الرصاصة السحرية على اعتبار الرسائل االتصالية هي طلقات سحرية حسب
هارولد السويل ،بعد انتهاء الحرب العاملية األولى ساد االعتقاد بالقدرة البالغة لوسائل االتصال الجماهيرية على
تشكيل ،تكوين وتغيير الرأي العام نحو الوجهة التي يرغب القائم باالتصال في نقلها ،وكانت الفكرة األساسية التي
اعتمد عليها هذا االعتقاد أن الرسائل اإلعالمية تصل إلى جميع أفراد املجتمع بطريقة متشابهة وان االستجابة
الفورية واملباشرة تأتي نتيجة التعرض لهذه املؤثرات ( الرسائل)
تقوم نظرية السويل على مجموعة من االفتراضات:
-1يتكون الجمهور املستقبل للرسالة االتصالية من ماليين القراء ،املستمعين ،املشاهدين.
-2لدى هذا الجمهور االستعداد دائما الستقبال الرسالة االتصالية.
-3تمثل كل رسالة منبها قويا ومباشرا يدفع املتلقي لالستجابة بالشكل الذي يحقق هدف القائم باالتصال.
-4يستقبل الجمهور الرسالة االتصالية بشكل مباشر.
-5يتم رد الفعل (التغذية العكسية ) تجاه الرسالة االتصالية بشكل فردي أي أن التأثير يحدث بصفة
منفصلة كتجربة فردية وليست جماعية وال تضع في عين االعتبار التأثير املحتمل ألشخاص آخرين.
ثانيا :نظريات التأثيراالنتقائي:
سميت بالنظريات االنتقائية على ضوء الفروق املوجودة بين األفراد تبعا لعدة معايير على هذا األساس
فان عملية االتصال وإدراك الرسالة االتصالية تتم على ضوء االنتقاء ،من أشهر هذه النظريات:
-1نظرية االختالفات الفردية :تفترض هذه النظرية أن األشخاص املختلفون يستجيبون بشكل مختلف
للرسائل اإلعالمية واالتصالية وفقا التجاهاتهم وبنيتهم النفسية وكذا صفاتهم املوروثة أو املكتسبة
على هذا األساس يتم استقبال وتفسير الرسالة االتصالية بشكل انتقائي ،وذلك بسبب اختالف
اإلدراك لدى كل شخص (متلقي الرسالة ) نتيجة التباين في املعتقدات ،القيم ،العادات ،االتجاهات
التي يحملها كل فرد ،والن اإلدراك هو عملية انتقائية فان التذكر واالستجابة هما وظيفتان
انتقائيتان أيضا ،على هذا فان التأثير التي تمارسها وسائل اإلعالم ليس متماثال.
19
-2نظرية الفئات االجتماعية :تفترض هذه النظرية بان الجمهور املستهدف من العملية االتصالية
ينقسم إلى مجموعة من الفئات االجتماعية ويتشابه السلوك االتصالي داخل كل فئة ويؤثر موقع
الفرد داخل كل فئة على استقباله للرسالة االتصالية ،تتحدد معايير الفئة حسب السن ،الجنس،
مستوى الدخل املستوى التعليمي ،املنصب ،االنتماء الديني ،الثقافي ،االجتماعي ،االقتصادي ،وغيرها
من املعايير على هذا األساس تتشابه أنماط االستجابة داخل كل فئة تبعا لدرجات التشابه والتقارب في
املعايير املذكورة سابقا ،لذا فتأثير وسائل األعالم يختلف بتأثير الفئات االجتماعية.
-3نظرية العالقات االجتماعية :تفترض هذه النظرية بان الجمهور وسائل اإلعالم ليسوا مجرد أفراد
منعزلين أو أفراد مجتمعين في فئات اجتماعية ،ولكنهم مرتبطين ببعضهم البعض في اتحادات ،عائالت ،في
نوادي.........هذا ما بينته الدراسات التي أجريت على االنتخابات الرئاسية األمريكية لسنة 1940
فاملنافسات السياسية كان لها اكبر األثر على قرارات الناس أعلى من تأثير وسائل األعالم ،وكلما زاد عدد
الذين يتعرضون لتأثير وسائل األعالم كلما أثروا بدورهم في األول تعرض لهذه الوسائل ،على هذا األساس
تؤثر العالقات االجتماعية بشكل كبير على درجة االستجابة للرسالة االتصالية(مثال حديث املقاهي) ،كما
يتأثر اإلدراك االنتقائي أيضا بالعالقات االجتماعية فقد يفسر اآلباء من لديهم أطفال برنامجا تلفزيونيا
عن العنف بشكل مختلف عن من ليس لديهم أطفال وهكذا فان قاعدة اإلدراك االنتقائي هي ان من لديهم
صفات نفسية متميزة وتوجهات سلوكية خاصة ،فئات اجتماعية محددة سوف يفسرون نفس املضمون
اإلعالمي بأساليب مختلفة.
ثالثا :نظريات التأثيرغيراملباشر:
تعددت نظريات التأثير غير املباشر تبعا للقيم التي تحملها الرسالة االتصالية واألهداف التي تسعى إليها
بالنسبة للمستقبل ،من أشهر هذه النظريات نذكر:
-1نظرية التأثير املعتمد على النموذج :تفترض أن تعرض الفرد لنماذج السلوك التي تعرضها وسائل اإلعالم
تقدم للفرد مصدر من مصادر التعلم االجتماعي مما يدفعه لتبني هذه النماذج في سلوكه اليومي
-2نظرية املعنى :يمكن لوسائل األعالم أن تقدم معان جديدة لكلمات اللغة كما تضيف عناصر جديدة
للمعاني القديمة ،وبما أن اللغة عامل حاسم في اإلدراك والتفسير والقرارات يصبح لوسائل األعالم الدور
الحاسم في تشكيل السلوك بشكل غير مباشر.
-3نموذج الحاجات واالشباعات :يفترض هذا النموذج لنا جزءا هاما من استخدام األفراد لوسائل اإلعالم
موجه لتحقيق أهداف يحددها هؤالء ،فهم يقومون باختيار وسائل إعالم معينة إلشباع احتياجاتهم مثل
االستفادة املعرفية ،النفسية ،االجتماعية ،االقتصادية وغيرها.
رابعا :نظريات االتصال االقناعي:
اعتمدت اغلب هذه النظريات على مجموعة من النماذج النفسية ،االجتماعية ،القائمة على مجموعة من
الشروط الرئيسية في إيصال الرسالة االتصالية وإقناع املتلقي من أشهرها :
20
-1النموذج النفس ي :يقوم على مجموعة من االفتراضات
-مراعاة االختالفات بين األفراد.
-الرسالة الفعالة هي التي تتمكن من تحويل البناء النفس ي للفرد بشكل يجعل االستجابة املعلنة متفقة مع
موضوع الرسالة.
-مهمة الرسالة االتصالية هي تنشيط أو تغيير العمليات النفسية الكامنة وتتبع السلوك الظاهر املرتبط
بالعمليات النفسية.
يقوم هذا النموذج على مجموعة من الخطوات:
-وصول الرسالة إلى الشخص.
-قبوله لها ليفكر فيها.
-تقييمه لألهداف التي يحققها من تنفيذه للسلوك.
-اختيار القيام بالسلوك.
-2النموذج الثقافي االجتماعي :تفترض هذه النظرية أنه من الصعب تفسير سلوك األفراد بناء على املتغيرات
النفسية وحدها ألنهم يتصرفون دوما داخل سياق اجتماعي ،يقوم النموذج على الرسالة االقناعية التي
تحدد أو تعيد تحديد وتشكيل وتغيير معايير السلوك املتفق عليها داخل الجماعة في اتجاه السلوك املعلن
( املتفق عليه) ويجب مراعاة أن هناك مجتمعات ذات نظم ثقافية متشددة او على النقيض متساهلة أو
مرنة ،ويختلف معدل االستجابة للرسالة االتصالية تبعا لتأثير هذه النظم على الفرد.
خامسا :نظرية االتصال الجماهيري :ظهرت في بداية القرن العشرين حيث تغيرت صورة املجتمع الذي كان
سائدا في القرن 19من مجتمع تقليدي يرتبط فيه الناس ارتباطا وثيقا الى مجتمع معقد يتسم أفراده بالحرية
فبعد الحرب العاملية الثالثة ظهرت الرغبة في إنشاء علم مستقل لالتصال عن باقي العلوم األخرى فظهرت
املدرستين االمبريقية ،والنقدية.
املحاضرة السابعة
االتصال السياس ي
21
االتصال السياس ي إحدى ثالت عمليات سياسية متداخلة (القيادة السياسية ،الشخصيات السياسية،
االتصال) وهي العمليات التي تعمل على إحداث التأثيرات السياسية والتفاعل ما بين املؤسسات الحكومية
والسلوك السياس ي لدى املواطنين واالتصال السياس ي بهذا املعنى هو احد أشكال االتصال االجتماعي من جهة
وهو ذلك العلم الذي يشمل مجموعة من النظريات.
أوال :تعريف االتصال السياس ي:
عرف الباحثون االتصال السياس ي بأنه "العملية التي تستهدف نقل رسالة اتصالية يقصد بها التأثير على استخدام
السلطة أو الترويج لها في املجتمع"
كما عرف الباحث "جون ميدو" االتصال السياس ي ،بأنه الطريقة التي تؤثر من خاللها ظروف االتصال على
تشكيل السياسة.
أما أشهر من عرفوا االتصال السياس ي فهو الباحث "ماكنير " MAKNERالذي لخصه في العناصر اآلتية:
-كل أشكال االتصال التي يقوم بها الفاعلون السياسيون لتحقيق أهداف معينة.
-االتصال املوجه إلى السياسيين من غير املنشغلين بالسياسة كالناخبين وكتاب األعمدة الصحفية وغيرهم.
-االتصال الذي يتناول السياسة وأنشطتهم كما تتضمنها التقارير اإلخبارية واالفتتاحيات وغيرها مما تناوله وسائل
اإلعالم السياسية.
يؤكد الباحث بأن تعريفه لالتصال السياس ي يشمل جميع أنواع الخطاب السياس ي آخذا في عين االعتبار الرسائل
الشفهية واملكتوبة وكذلك الظواهر املرئية التي تعطي داللة .
كما يشير اإليصال السياس ي إلى تلك األطراف الفاعلة على مسرح الحياة السياسية وفق أسس اللعبة السياسية
وتلعب وسائل االتصال دورا رئيسا في تحقيق التفاعل السياس ي كمؤثر رئيس ي في تحقيق هدفين رئيسين:
-إحداث التحول واإلصالح.
-بلوغ الديمقراطية
يرتبط االتصال السياس ي السليم بتحقيق الهدفين السابقين.
ثانيا :مستويات االتصال السياس ي
تعددت مستويات االتصال السياس ي ومن أهمها :
-1االتصال الصاعد :يقصد به االتصال الذي يساهم فى نقل الرسالة اإلعالمية من املستويات الدنيا إلى
املستويات العليا ،ويرتبط ذلك بطريقة النظام السياس ي ،يساهم هذا االتصال في توفير قاعدة عريضة من
املعلومات البيانات الضرورية حيال قضية سياسية معينة وعادة ما يطبق في الدول الديمقراطية التي تعتمد على
االتصال اإلعالمي الشخص ي والجمعي والجماهيري التي تقدم تقارير سليمة عن األنظمة السياسية.
22
-2االتصال الهابط ،عبارة عن اتصال الذي يقوم بتقديم البيانات السياسية من املستويات العليا إلى املستويات
السياسية الدنيا حيث يتم نقل املحتويات السياسية من صانعي السياسة إلى املرؤوسين لخدمة السلطة
السياسية يساهم االتصال الهابط في تكوين عالقة ما بين الوسائل اإلعالمية والسلطة السياسية الحاكمة في
الدولة من خالل تزويد الجمهور بكافة األخبار والقرارات السياسية التي يحق لهم التعرف عليها ،باإلضافة إلى
تزويدهم بالحلول الناجمة عن املشكالت السياسية في الدولة.
-3اإليصال الرسمي :من أهم االتصاالت السياسية بسبب ارتباطه بالطابع الرسمي إذ يلعب دورا رئيسا في اتجاه
سريان املعلومات والبيانات السياسية بحيث يساهم في خدمة الوظائف السياسية والوظائف العامة في الدولة
ً
ويتم االعتماد عليها من خالل الوسائل اإلعالمية املعترف بها رسميا في ظل احترامها ملبدأي الشرعيتين السياسية
والقانونية وتتعدد هذه الوسائل من عمومية (حكومية شبه حكومية وخاصة.
-4االتصال غير الرسمي :يقصد به االتصال الذي ال يستند إلى مجموعة من القواعد أو اإلجراءات القانونية
والسياسية ويرتبط باملستويات االجتماعية من خالل اللقاءات املناسبات ،الرحالت وغيرها ،يؤثر هذا النوع بشكل
كبير على صانعي القرارات السياسية ويكون هدفها خدمة املصلحة العامة.
ثالثا :املداخل األساسية لدراسة االتصال السياس ي :تعددت املداخل النظرية لدراسة االتصال السياس ي متأثرة
بعاملين.
-تعقد الظاهرة السياسية وارتباطها القوي بالعديد من األنشطة والظواهر األدنى في املجتمع،
-اختالف املنظور البحثي للظاهرة السياسية بين الباحثين.
-1مدخل العملية :يركز على فكرة التغيير الدائم في سلوك االتصال السياس ي استنادا إلى املفاهيم السائدة عن
العملية ،ينظر أصحاب هذا املدخل إلى االتصال السياس ي باعتباره جزءا من عملية دائمة التغيير يصعب تحديد
بدايتها أو نهايتها حدد هذا املدخل خمسة مفاهيم أساسية أو نهارتها أو تتبع جزئياتها،
-التاريخ يعيد نفسه في تكررات محددة
-ال يتم كل من التاريخ والتغيير السياس ي في دوائر منتظمة عبر الزمن ،بل يتم ذلك عبر دوائر متعاقبة وهذا يعني
أن التاريخ ال يعيد نفسه تماما و أن التغييرات السياسية ليست متطابقة عبر الزمن.
-إن العملية السياسية تؤدى إلى تغيرات نحو األفضل عبر املراحل التاريخية
-عکس عملية تطور حركة التاريخ يمكن مالحظة العمليات السياسية الرئيسية والتعرف عليها ولكن ليس في إطار
نموذج تاريخي تطوري
-إن العملية السياسية عملية عشوائية ال تنتظم في نموذج وال تتبع التطور
23
-2مدخل االستخدامات واإلشباعات :ينتمي هذا املدخل إلى النظرية الوظيفية في علم االجتماع التي ظهرت في
القرن ( )19في فرنسا في مواجهة نظريات املنفعة االقتصادية ،يولي هذا املدخل أهمية خاصة للوظائف التي يؤديها
االتصال السياس ي بالنسبة للجمهور املشارك في عملية االتصال في ضوء ما لديه من دوافع أو توقعات أو
اشباعات ،ترتكز استخدامات هذا املدخل في دراسة االتصال السياس ي في مجالين.
-الكيفية التي ُيدرك بها أفراد املجتمع املوضوعات والقضايا التي تعرضها وسائل اإلعالم على أنها موضوعات
سياسية.
-االهتمام بتحليل التأثيرات الناتجة عن التعرض لوسائل اإلعالم وعالقتها بالسلوك السياس ي في املجتمع.
-3مدخل نشر املعلومات :يهتم هذا املدخل بالكيفية التي تنسب فيها املعلومات السياسية عبر قنوات االتصال في
املجتمع وقد اهتم أصحاب هذا املدخل باإلجابة على عدة تساؤالت من أبرزها:
-هل يؤدي انتشار الرسائل السياسية إلى التأثير سلوك املتلقي ؟
-ما هي النتائج املترتبة عن انتشار املعلومات السياسية ؟
ثالثا :وظائف االتصال السياس ي:
-1الوظيفة اإلخبارية ،تعد من أكثر الوظائف السياسية تأثيرا في املجتمع والنظام السياس ي فهي الوظيفة األولى
التي من أجلها بدأت محاوالت االتصال الجماهيري باستخدام النشر والبث على نطاق واسع حتى وصلت إلى عصر
االتصال الرقمي يهدف اإلتصال السياس ي إلى نشر األخبار و املعلومات السياسية الداخلية والخارجية باإلضافة
إلى البيانات واملؤتمرات والصور والوثائق وغيرها من أجل فهم الظروف السياسية املحيطة
تعد األخبار متحدثا رسميا باسم الحكومة في أي دولة وناقلة للمعلومات السياسية وما يتصل بالسياسات
العامة للدولة واملصالح القومية العليا ،كما أنها تهدف إلى صنع قبول شعبي للحفاظ على قوة الدولة أو تعزيزها
عن طريق املعلومات الجديدة واآلراء املستجدة عن الوضع املحلي والدولي والذي يلعب دورا مهما في تكوين الرأي
العام.
-2وظيفة التنشئة السياسية :وهي عملية تنموية يتم من خاللها اكتساب املعرفة وتكوين املواقف والقيم وتشكيل
الثقافة السياسة واملحافظة عليها أو تغييرها بوساطة وسائل االتصال (مثل اإلذاعة ،التلفزيون االنترنت) وتستمر
هذه العملية عبر مراحل حياة اإلنسان حيث يعي من خاللها هذا األخير خصائص املجتمع ،االتجاهات واألفكار
السياسية السائدة على املستوى الداخلي والخارجي مما يؤدي إلى التكيف مع النظام السياس ي.
-3التسويق السياس ي :وهو علم التأثير في السلوك العام الجماهيري في املواقف التنافسية حيث يتم استخدام
مبادئ وطرق ونظريات التسويق السياس ي في الحمالت السياسية بواسطة مؤسسات أو أشخاص متخصصين ،
وتشمل هذه الطرق التحليل ،التطوير التنفيذ وإدارة الحمالت التي يقوم بها املرشحون أو األحزاب السياسية أو
24
املسؤولون في السلطة أو جماعات الضغط أو املصالح والتي تحاول من خاللها قيادة الرأي العام بنشر أفكارها
الخاصة بتمرير بعض القرارات والقوانين التي تحددها .
تعتمد عملية التسويق السياس ي:
-إجراء األبحاث من أجل معرفة املنافسين ومدى قدرتهم وحصر األفكار واآلراء املناهضة مما يساهم بوضع خطط
مضافة لخطط املنافسين وبناء أساليب للحمالت السياسية.
-استفتاء ودراسة املجموعات الضاغطة مما يساعد على بناء و سير الحملة االنتخابية ورسائلها أيضا ومعرفة
التغيرات التى تجرى لدى الرأي العام.
-التلفزيون يعتبر الوسيلة التي من خاللها يعرض السياس ي نفسه على جمهور عريض ومتنوع .
-البريد املباشر :يستخدم عادة في جمع التبرعات واإلقناع والحث على التفاعل والتشديد على الوالء واملواطنة
واالنتماء لألحزاب.
-استخدام االنترنت وهو أسلوب حديث في الحمالت االنتخابية.
التأثير في اتجاهات الرأي العام بسبب انتشار وسائل االتصال املختلفة في املجتمعات الحديثة أصبح لها أهمية
كبيرة في تشكيل الرأي العام وتزويده باملعلومات التي من خاللها يطلع على الشؤون العامة ويتعرف على
الشخصيات السياسية باإلضافة إلى دورها في املناقشات العامة والعملية االنتخابية ،وعن طريقها يتم بناء
الحقيقة السياسية
تعمل هذه الوسائل على تأكيد الشعور باملواطنة وتحقيق املشاركة السياسية من خالل تقديم معلومات حرة
وصحيحة تتيح للمواطنين التمتع بحقوقهم وتساعدهم على املشاركة السياسية وتكوين آرائهم الداعمة او
الرافضة للنظام السياس ي.
-4الرقابة على الحكومة :يقوم االتصال السياس ي بدور الحارس اليقظ ضد إساءات استخدام السلطة الرسمية
وكمراقب ملصالح املجتمع وصيانته من الفساد من خالل مراقبة وتقويم آراء الحكومة وترويج مبدأ الحق في املعرفة
بما يلفت انتباه السياسيين ويصحح أدائهم.
-5دعم مشروعية النظام السياس ي وإدارة الصراعات السياسية تعمل وسائل االتصال كأداة من أدوات دعم
الشرعية السياسية بمساعدة النظام االجتماعي على تحقيق اإلجماع حول النظام السياس ي من خالل توعية
وإقناع املواطنين بجدوى النظام ،والحرص على تأكيد الشعور بالهوية الوطنية من خالل نقل تراث املجتمع وقيم
التوحيد االجتماعي كما يساهم االتصال السياس ي في مواجهة الصراعات بين السلطة واملواطنين من خالل نشر
املعلومات حول القضايا واألحداث العامة التي تتطلب املعرفة كقوة دافعة التخاذ موقف صائب وتغطية مواقف
الحكومة واملواطنين وتوفير الظروف املواتية لتحقيق االستقرار السياس ي ولنبذ العنف وتقريب الرؤى ملواجهة
األزمات السياسية واملحافظة على التماسك االجتماعي ومواجهة األخطار املحتملة.
25
26