You are on page 1of 5

‫‪ -‬الهدف من الدرس‬

‫بعد اإلطالع على الدرس يكون الطالب قادرا على‬


‫‪ -‬التمييز بين مختلف الخصائص االجتماعية للجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أهم الخصائص السوسيولوجية للجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز مميزات ك ّل خاصية‪.‬‬

‫عناصر الدرس‬
‫‪-‬مقدمة‬
‫‪-‬الخصائص االجتماعية للجمهور‬
‫‪-‬خاتمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫نستعرض فيما يلي الخصائص السوسيولوجية التي يمكن أن تحدد إطارا أكثر‬
‫دقة لجمهور وسائل اإلعالم‪،‬لقد بات واضحا من خالل الدروس التي تطرقنا إليها‪،‬أن‬
‫األمر يتعلق أوال بالزاوية التي ينظر منها إلى جمهور وسائل اإلعالم‪:‬كحصيلة‬
‫عددية لمجموعة من األفرادأو كجماعة اجتماعية‪.‬فبعض أشكال التجمعات التي‬
‫تطرقنا إليها تتوفر فيها خصائص الجماعة ولكن بعضها اآلخر ال يعدو أن يشكل‬
‫مجرد تجمع عدد معلوم أو غير معلوم من األفراد‪.‬لذا ينبغي اللجوء إلى األدبيات‬
‫المتداولة في مجال الدراسات السوسيولوجية خاصة النظريات والبحوث المتعلقة‬
‫باالتصال الجماهيري‪،‬لمحاولة تحديد مفهوم الجمهور الذي نحن بصدد الحديث عنه‪.‬‬

‫الخصائص االجتماعية للجمهور‪:‬‬


‫وضع الباحث األمريكي إينيس في بداية الستينات ثالث جوانب رأى أنها‬
‫حاسمة في تحديد الطابع االجتماعي لسلوك الجماعة ع ّممها بعده باحثون إعالميون‬
‫على جمهور وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫‪-1‬التمايز االجتماعي‪:‬‬
‫في هذه المرحلة من النقاش يجب التمييز بين نوعين من المعطيات التي‬
‫تتدخل في فهمنا ومعارفنا المكتسبة حول جمهور وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫معطيات تتعلق بالعوامل الظاهرية‪:‬والتي تطرقنا إليها بمناسبة الحديث عن مفهوم‬
‫الجماهير‪،‬كشكل من أشكال التجمعات تمثيال لما يقصد بجمهور وسائل‬
‫اإلعالم‪،‬والتي ل ّخصها بلومر(‪)1939‬وميلز(‪)1956‬وآخرونفي‪:‬الحجم الواسع‪،‬عدم‬
‫التجانس‪،‬والتباعد‪،‬وغياب التنظيم االجتماعي‪.‬‬
‫معطيات تخص العوامل الداخلية‪:‬والتي سماها اينيس بخصوصيات البنية الداخلية‬
‫لذلك ينبغي التمييز عند التفكير في مسألة التمايز االجتماعي بين أعضاء‬
‫الجماعة‪،‬وبين مفهوم إشباع الحاجات كما وضعها كل من كاتزو الزرسفيلد ‪ .‬وبين‬
‫التمايز االجتماعي عند إينيس‪.‬‬
‫المفهوم األول‪:‬يتعلق بدراسة الجمهور للكشف عن حاجياته‪،‬التي يتعين على وسائل‬
‫اإلعالم إشباعها‪.‬‬
‫المفهوم الثاني‪ :‬فيخص اختالف االحتياجات عند مختلف فئات الجمهور‪،‬وعند أفراد‬
‫الفئة الواحدة‪.‬‬
‫فعند كل جمهور يوجد اختالفات في المصالح واالهتمامات ودرجة اإلدراك‬
‫وفي االستجابة للرسائل اإلعالمية‪،‬أي في درجة التأثير‪.‬وبالتالي سلوك جمهور ما‬
‫تحكمه العوامل التي تتدخل في تشكيل السلوك االجتماعي للجماعات االجتماعية‪.‬‬
‫فالدراسات واألبحاث التي أجريت على جمهور وسائل اإلعالم أثبتت وجود‬
‫اختالفات شكلية وجوهرية عند جماهير وسائل اإلعالم المختلفة‪،‬وعند الجمهور‬
‫الواحد للوسيلة اإلعالمية الواحدة‪.‬وتتمثل هذه االختالفات فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1-1‬اختالف المصالح واالهتمامات‪:‬‬
‫مصالح الجمهور ليست متجانسة وال متطابقة‪،‬وهذا ما يفسر جزئيا تنوع‬
‫الرسائل والوسائل اإلعالمية‪،‬وتنوع الدوافع والحوافز التي تدفع الجمهور إلى اقتناء‬
‫رسالة أو وسيلة إعالمية دون أخرى‪.‬وهنا ينبغي التمييز بين إشباع الرغبات‬
‫والتمايز االجتماعي‪.‬‬
‫‪-2-1‬اختالف درجات اإلدراك‪:‬‬
‫يظهر التمايز االجتماعي أيضا في مستوى اإلدراك العقلي والحسي الذي‬
‫يتوقف على التربية والتعليم والثقافة المكتسبة‪.‬فمستوى اإلدراك الذي يحدد بدوره‬
‫الموقف اتجاه الرسائل اإلعالمية وفهمها وتفسيرها‪.‬وقد أدى هذا التمايز االجتماعي‬
‫لجمهور وسائل اإلعالم إلى ظهور مفهوم قادة الرأي ونظرية التدفق اإلعالمي على‬
‫مرحلتين‪.‬وهذا ما سنراه الحقا في الدروس القادمة المتعلقة باالتجاهات السيكولوجية‬
‫لدراسات الجمهور‪.‬‬
‫‪-3-1‬اختالف مدة التأثير‪:‬‬
‫لوحظ أن االستجابة لمضمون الرسائل اإلعالمية يختلف من فئة جمهور إلى‬
‫أخرى‪،‬ويختلف لدى أفراد الجمهور الواحد‪،‬نتيجة لجملة من العوامل تتعلق بالجمهور‬
‫ذاته وبالرسالة والوسيلة والبيئة االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫وبصفة عامة‪،‬فإن التمايز االجتماعي لجماهير وسائل اإلعالم ليس نتيجة‬
‫الستعمال تلك الوسائل‪.‬فمثل هذه االختالفات توجد عند ك ّل جماعة قبل التعرض إلى‬
‫وسائل اإلعالم‪.‬إال أن وسائل اإلعالم يبرز هذه االختالفات وأحيانا يدعمها‪.‬‬
‫‪-2‬التفاعل االجتماعي‪:‬‬
‫تستدعي هذه الخاصية إقحام ‪ 4‬عناصر تتداخل بشكل بارز في توضيح‬
‫التفاعل االجتماعي لسلوك جمهور وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫‪-1-2‬الطابع االجتماعي‪:‬‬
‫أو‬ ‫الرسالة‬ ‫لطبيعة‬ ‫تبعا‬ ‫الجمهور‬ ‫سلوك‬ ‫يختلف‬
‫الوسيط‪.‬ففريدسون‪freidson‬يرى أن وسائل اإلعالم أدخلت نشاطات جديدة في‬
‫الحياة اجتماعية‪.‬مثال‪:‬الذهاب إلى السنيما‪،‬الذي يدخل ضمن السلوكات الفردية‪.‬‬
‫مثال آخر‪:‬التلفزيون الذي يشاهد في جمع من أفراد العائلة يعرض رسائل‬
‫إعالمية يتفاعل معها أفراد ويتفاعلون مع بعضهم البعض‪.‬إذ يوفر لهم موضوع‬
‫للحديث وتبادل اآلراء‪،‬وربما اتخاذ مواقف ‪.‬‬
‫‪-2-2‬االستعماالت االجتماعية‪:‬‬
‫استعمال وسائل اإلعالم هو عمل اجتماعي‪،‬فقد أصبح هذا األمر متداول‬
‫بكثافة في الدراسات اإلعالمية‪.‬فجيمس لول ‪ James Lull‬أنجز بحثا عن‬
‫مشاركة أفراد عائلة في استعمال وسائل اإلعالم وتوصل إلى استنساخ إطار تتجلى‬
‫من خالله اجتماعية وسائل اإلعالم‪،‬وقد سمي هذا اإلطار تصنيفية اإلطار‬
‫االجتماعي‪،‬ويتضمن الجوانب البنيوية‪،‬والعالقاتية‪،‬واالنضمام والتجنب‪،‬والتعلم‬
‫االجتماعي‪،‬و أخيرا الكفاءة والهيمنة‪.‬‬
‫العالقات البنيوية‪:‬توفر خلفية مشتركة لبناء عالقات الصحبة مثال‪.‬وتنظيم النشاطات‬
‫وتوفير مواضيع للحديث وتكوين رأي مشترك‪،‬األمر الذي يضفي عادة إلى إقامة‬
‫عالقات اجتماعية‪،‬التي من خاللها نتبنى األفكار أو نرفضها‪ ،‬حسب قناعاتنا الفردية‬
‫أو الجماعية‪.‬‬
‫التعلم‪:‬ينصرف التفكير هنا إلى التنشئة االجتماعية وتعلم قواعد السلوك‬
‫االجتماعي‪،‬فاستعمال وسائل اإلعالم يسهم إلى حد بعيد في االنسجام االجتماعي‪.‬‬
‫الكفاءة‪/‬الهيمنة‪:‬يقول المختصون أن استعمال وسائل اإلعالم يعمل على توفير‬
‫المعلومات اآلنية التي تمكن بعض األفراد‪،‬بحكم تمايزهم االجتماعي‪،‬من اكتساب‬
‫كفاءات ومهارات جديدة يسمح استعمالها من هيمنة هذه الفئة من األشخاص على‬
‫آخرين‪.‬‬
‫‪-3-2‬العزلة االجتماعية‪:‬‬
‫تعني هذه الزاوية باستعمال وسائل اإلعالم بمعزل عن اآلخرين‪،‬وقد ت ّم تفسير‬
‫هذه الظاهرة من الجانب السيكولوجي‪،‬على أنها شكل من أشكال العزلة‬
‫أو الهروب من الواقع‪.‬‬ ‫الذاتية‪،‬نتيجة الحرمان‬
‫وقد دعّم التلفزيون االستعمال الفردي‪،‬وتتجلى هذه الظاهرة خاصة لدى‬
‫األوساط المهمشة اجتماعيا أو الفقيرة أو لدى العاطلين عن العمل‪.‬‬
‫وقد طرحت في هذا الشأن قضيتان تبدوان متعارضتين‪:‬‬
‫*هل وسائل اإلعالم تعمل في اتجاه مناقض لالنسجام االجتماعي وتحسين العالقات‬
‫االجتماعية؟‬
‫*أم أن الظروف االجتماعية المتدنية التي تدفع إلى استعمال وسائل اإلعالم هي التي‬
‫تدعم العزلة االجتماعية؟‬
‫إال أن الدراسات الحديثة أثبتت أن االستعمال المكثف لوسائل اإلعالم يعمل‬
‫على تحسين التواصل االجتماعي وتطويره‪،‬وأن الظروف االجتماعية المتدنية تحرم‬
‫الناس من استعمال وسائل اإلعالم للتخفيف من حدّة التوتر النفسي التي يتعرض لها‬
‫هؤالء المعوزين‪.‬‬
‫‪-4-2‬عالقة الجمهور‪/‬المرسل‪:‬‬
‫ينظر إلى العالقة الممكن إقامتها أو المحافظة عليها بين المرسل والجمهور‬
‫من خالل وسائل اإلعالم‪،‬من مستويين إثنين‪:‬‬
‫*عندما يحاول المرسل االتصال بمستقبله عن طريق رسالة إعالمية‪.‬‬
‫*عندما يحاول كل من المصدر والمتلقي بلوغ نفس الهدف‪.‬‬
‫و يمكن النظر إلى هذه العالقة أيضا من خالل عالقات وهمية يقيمها‬
‫الجمهور مع شخصيات أو نجوم إعالمية أو فنية أو رياضية‪.‬وقد سمي هذا النوع من‬
‫العالقات ب شبه التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫إن هذه الظاهرة تزداد انتشارا من خالل األوهام التي تخلقها لدى فئات من‬
‫الجمهور المسلسالت الصابونية واألفالم الخيالية ونجوم الموسيقى والرياضة‪.‬حيث‬
‫يتحدث المستقبلين عن نوع من العالقات بكيفية يصعب في أغلب األحيان الفصل‬
‫بين الوهم والواقع‪.‬‬
‫‪-3‬ضبط األنساق المعيارية‪:‬‬
‫تنتظر الجماهير من وسائل إعالمها أن توفر لها اإلعالم والتعليم والثقافة‬
‫والترفيه والتسلية وذلك في تطابق تام‪:‬‬
‫*مع قواعد الذوق الرفيع‪.‬‬
‫*مع وسائل اإلعالم التي تعمل في ظل المبادئ والممارسات الليبرالية‪.‬تعتبر هذه‬
‫المطالب خرقا لحريتها وتعديا على مبادئ السوق الحرة لألفكار‪.‬‬
‫على العمو م فإن ضوابط وسائل اإلعالم تتوقف على البيئة االجتماعية‬
‫والثقافية لكل جمهور‪،‬وهي تتبع أصال من األحكام التقليدية والثقافية السائدة‬
‫والمستمدة من المنظومة التربوية والدينية واألخالقية للمجتمع‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إن مختلف هذه السمات التي تتدخل في إضفاء السلوك االجتماعي على‬
‫جمهور وسائل اإلعالم لعبت والزلت تلعب دورا حاسما في توجيه الدراسات‬
‫السيكو‪-‬سوسيولوجية باعتبار أن الجمهور يتكون أصال من أفراد لهم شخصيات‬
‫فردية تؤثر وتتأثر بالروح الجماعية التي تسود الجماعات‪،‬وهذا يقودنا إلى مقاربة‬
‫تشكيل وتكوين جمهور وسائل اإلعالم ثم االتجاهات الكبرى السائدة في دراسات‬
‫الجمهور‪.‬‬

You might also like