Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
تعترب ضمن املقاربات النظرية للجمهور،حيث مت متييز منذ سبعينيات القرن املاضي تيارين أساسيني:
األول هو أنموذج التأثير الذي قطع الصلة بالنموذج السائد يف األربعينيات بالتخلي عن حتليل التأثري قصري
املدى ،و اهتم بالتأثري اإلدراكي بعيد املدى لوسائل اإلعالم و الثاين هو أنموذج التلقي الذي ظهر يف بداية
الثمانينيات ليهتم بالكيفية اليت يؤول هبا املتلقي الرسائل اإلعالمية بالرتكيز على عملية التلقي.
تدخل نظرية االستخدامات و اإلشباعات ضمن أمنوذج التلقي و هي نتاج املستحدثات التكنولوجية،
اليت حولت حمور الدراسة من عالقة حمتوى الرسالة بالتأثري (ماذا تفعل وسائل اإلعالم باجلمهور) إىل الرتكيز على
مصري الرسالة بعد تلقيها من قبل اجلمهور النشيط و القوي (ماذا يفعل اجلمهور بوسائل اإلعالم) ،فأحدثت
مقاربة اإلشكالية اجلديدة بنموذج االستعمال و اإلشباع لكاتز نقلة نوعية يف مناذج أحباث اجلمهور ،و أصبح
الرتكيز على عالقة الرسالة باملتلقي.
ونظرية االستخدامات واإلشباعات يف االصطالح اإلعالمي مثار اختالف بني الباحثني .وتعين النظرية
باختصار :تعرض اجلمهور ملواد إعالمية إلشباع رغبات كامنة معينة استجابة لدوافع احلاجات الفردية .وأورد
مساعد المحيا تعريفاً اصطالحيا ملفهوم النظرية على أنه"ما حتققه املادة املقدمة عرب وسيلة معينة من استجابة
جزئية أو كلية ملتطلبات حاجات ،ودوافع الفرد الذي يستخدم هذه الوسيلة ويتعرض لتلك املادة " وذكر محمد
عبد الحميد أستاذ اإلعالم جبامعة حلوان أن احلاجة هي" :افتقار الفرد أو شعوره بنقص يف شيء ما حيقق
تواجده حالة من الرضا واإلشباع ،واحلاجة قد تكون فسيولوجية أو نفسية" وذكر أن الدافع هو "حالة فسيولوجية
أو نفسية توجه الفرد إىل االتزان النفسي الذي يساعد على استمرار التواصل مع اليري والتكي مع البيةة" .
-1جذور النظرية:
-كان الظهور الفعلي ملنظور االستخدامات و اإلشباعات عام 1444يف املقال الذي كتبته Hazogبعنوان
" دوافع االستمتاع للمسلسل اليومي و إشباعاته"و توصلت من خالل المقابالت التي أجرتها مع 111من
املستمعات للمسلسل الذي يقدمه الراديو إىل وجود إشباعات بتم حتقيقها من خالل االستماع إىل هذه النوعية
من املسلسالت.
-و قدم هذا املدخل للمرة األوىل عام 1494حينما تحدث عالم االتصال المعروف كاتز عن ضرورة تييري
اخلط الذي تسري فيه حبوث االتصال من خالل ال الذي تسري فيه حبوث االتصال من خالل اإلجابة عن سؤال
ماذا يفعل الجمهور بوسائل اإلعالم؟و اقرتح على الباحثني دراسة المتغيرات اليت تلعب دور الوسيط يف هذا
التأثري.
-ظهرت هذه النظرية ألول مرة يف كتاب استخدام وسائل االتصال الجماهيرية ملؤلفيه إيلهو كاتز و جاي بلومر
اليت تقوم هبا وسائل اإلعالم سنة . 1494و كانت الفكرة األساسية للكتاب تدور حول تصور الوظائ
و حمتواها من جهة،و دوافع الفرد من التعرض إليها من جهة أخرى.
جوهر النظرية:
-هتتم هذه النظرية يف األساس جبمهور الوسيلة اإلعالمية اليت تشبع رغباته و تليب حاجاته الكامنة يف
داخله،و معىن ذلك اجلمهور ليس سلبيا يقبل كل ما تعرض عليه وسائل االعالم.
-اجلمهور طرف فاعل و نشط يف العملية االتصالية،فبمجرد اشرتاكه يف هذه العملية فهو يقوم بدور كطرف يف
هذه العملية يساهم يف حركتها و استمرارها.
-أعضاء اجلمهور هنا هم باحثون عن املضمون الذي يبدو أكثر إشباعا هلم.فكلّما كان املضمون قادر على تلبية
احتياجات الفرد كلّما زادت نسبة اختيارهم له.
على -حسب هذا النموذج أفراد اجملتمع يستخدمون نفس الوسيلة ألهداف خمتلفة.و يعين هذا التأثري يتوق
غايات املتلقي املتعددة.
-كان هدف البحث بالنسبة هلذا النموذج هو إجياد العالقة بني رغبات اجلمهور من جهة،و تأثري وسائل اإلعالم
اجلماهريية من جهة أخرى.
-رغبات اجلمهور يتم تلبيتها عن طريق التعرض إىل وسائل االعالم،فاجلمهور يف إطار هذا النموذج خيتار رسائل
معينة دون أخرى.
-2فروض النظرية:
بعد أن بدأت تتضح املداخل الرئيسة للنظرية عند الباحثني قاموا مبحاولة وضع األسس العلمية
والفرضيات اليت تنطلق النظرية منها ،وشكلت هذه األسس ،والعناصر املداخل العلمية للنظرية .وألن نظرية
االستخدامات واإلشباعات قامت على افرتاض اجلمهور النشط ،على العكس من نظريات التأثري السابقة اليت
أولت االهتمام بتأثري وسائل اإلعالم على اجلمهور مثل نظرية الرصاصة ،فأضفت النظرية بذلك صفة اإلجيابية
على اجلمهور ،فلم يعد اجلمهور من خالل هذا املنظور متلقياً سلبياً بل ينظر إليه على أنه ينتقي بوعي ما يرغب
يف التعرض له من الوسائل واملضامني اليت تليب حاجاته النفسية واالجتماعية .لذا يرى (إليهو كاتز )(Elihu Katz
وزمالؤه أن هذا املنظور قائم على مخسة فروض هي كاآليت:
1-اجلمهور هو مجهور مشارك فاعل يف عملية االتصال اجلماهريي ،ويستخدم الوسيلة اليت حتقق حاجاته.
2-استخدام الوسائل يعرب عن احلاجات اليت يرغب اجلمهور حتقيقها ،وتتحكم يف ذلك أمور ،منها :الفروق
الفردية ،والتفاعل االجتماعي.
3-اجلمهور هو الذي خيتار الوسيلة ،واملضمون الذين يشبعان حاجاته.
4-يستطيع اجلمهور حتديد حاجاته ودوافعها ،ومن مث يلجأ إىل الوسائل واملضامني اليت تشبع حاجاته.
5-ميكن االستدالل على املعايري الثقافية السائدة يف اجملتمع من خالل استخدام اجلمهور لوسائل االتصال وليس
من خالل الرسائل اإلعالمية فقط.
وذكر حممد البشر أن (ليتل جون)) (Little Johnأكد يف هذا املعىن أن هناك ثالثة فروض أساس تنطلق منها
هذه النظرية وهي:
1-أن مجهور وسائل اإلعالم يسعى إىل إشباع حاجة معينة من خالل تعرضه للرسائل اليت تقدمها الوسيلة
اإلعالمية.
2-أن مجهور الوسيلة اإلعالمية هو مجهور مسؤول عن اختيار ما يناسبه من وسائل اإلعالم اليت حتقق حاجاته
ورغباته ،فهو يعرف هذه احلاجات والرغبات ،وحياول إشباعها من خالل استخدام الوسائل اإلعالمية املتعددة.
3-أن وسائل اإلعالم تتنافس مع مصادر أخرى إلشباع حاجات اجلماهري.
ومن خالل الفروض السابقة لكل من (كاتز) و (ليتل جون) يتضح أن هناك تقارباً يف رؤى الباحثني حول
املنطلقات النظرية الرئيسة لنظرية االستخدامات واإلشباعات .
-3عناصر النظرية:
ولشرح أبعاد النظرية سنعرض الباحث عناصر النظرية ،وهي كاآليت:
-1افرتاض اجلمهور النشط.
-2األصول االجتماعية والنفسية الستخدام وسائل اإلعالم.
- 3دوافع اجلمهور وحاجاته من وسائل اإلعالم.
- 4التوقعات من وسائل اإلعالم.
- 5إشباعات وسائل اإلعالم.
وتتسم هذه العناصر بالتداخل الشديد الذي يصعب معه الفصل بينها يف الواقع العملي ،وإمنا يتم الفصل
فيها يف البحث العلمي حىت ميكن شرح هذه العناصر وبيان دور كل منها على حدة.وفيما يلي شرح مفصل هلذه
العناصر:
1-افتراض الجمهور النشط:
-تفرتض بعض نظريات التأثري سلبية املتل قي أمام قوة الرسائل اإلعالمية ،وتأثريها الفاعل .ويعد مفهوم اجلمهور
الفاعل النشط من أهم املفاهيم يف دراسات االستخدام واإلشباع .
-برز مفهوم االستخدام واإلشباع بصفته أحد النماذج النظرية البديلة ،والذي ينظر إىل أفراد اجلمهور على اعتبار
أهنم أعضاء ومشاركون اجيابيون نشطون وفاعلون يف االتصال ويفرتض أن لدى أولةك األفراد العديد من احلاجات
والدوافع املختلفة و املتنوعة ،واليت يسعون بنشاط وفاعلية إلشباعها من خالل االختيار من بني الوسائل املختلفة
واالنتقاء من بني الرسائل املتعددة بطرق وأساليب واعية ،وهادفة ،ومقصودة .
-ويف إطار هذه االفرتاضات أصبح مفهوم اجلمهور الفاعل النشط يشكل منعطفاً مهماً وأساسياً يف دراسة العالقة
التفاعلية املتبادلة بني أفراد اجلمهور ووسائل االتصال اجلماهريي .
-ويرى بلوملر ) (Blumlerأن املقصود بالنشاط عند اجلمهور هو الدافع األساسي للتعرض لوسائل اإلعالم
إضافة إىل االنتقاء بني الوسائل الرسائل اإلعالمية املختلفة اليت ميكن أن حتدث وقت التعرض لوسائل اإلعالم
حب يث إن اإلدراك هو إدراك انتقائي ،فنن اإلنسان يدرك ما خيتاره ،وخيتار ما يدركه ،وتؤثر العوامل الشخصية
والذاتية يف حتديد اإلدراك احلسي تبعا للفروق الفردية و الثقافية ،ومتايز األفراد يف تفضيلهم الشخصي.
-ويرى ليفي وويندال) (Levy and Windallأن نشاط اجلمهور له بعدان مها:
"البعد األول :التوجيه النوعي لألفراد ،وهو على ثالثة مستويات:
1-االنتقائية :وهي االختيار املقصود لواحد أو أكثر من البدائل املتاحة...
2-االنشغال :وهي الدرجة اليت يدرك هبا فرد من اجلمهور العالقة بني حمتوى وسائل اإلعالم ،ودرجة تفاعل
الفرد مع احملتوى أو الوسيلة...
3-المنفعة :وهي استخدام األفراد لوسيلة معينة بقصد حتقيق هدف معني.
البعد الثاني :البعد املؤقت :وهو تقسيم نشاط األفراد على أساس اجلهد املبذول ،وهو على النحو اآليت:
1-االنتقاء قبل التعرض :ويرتبط هذا بتوقع اجلمهور بأن التعرض لوسيلة دون أخرى أو مضمون معني حيقق هلم
اإلشباع املطلوب ،كما أوضحت ذلك دراسة (ليفي) عام 1711م .وأوضحت الدراسة أن البحث عن املضمون
أو الوسيلة عند األفراد يعكس خربات الفرد بوسائل اإلعالم ،وإدراكه ملضامينها...
2-االنتقاء أثناء التعرض :وهلذا عالقة مبا قبله ،فالتعرض ذاته يظل سلوكاً انتقائياً حيوي عدداًكبرياً من اخليارات
للفرد...
3-االنتقاء بعد التعرض :ويرتبط هذا بالتذكر االنتقائي للرسائل اليت تعرض هلا الفرد ،ويعد هذا من نشاط
اجلمهور يف التفاعل مع الرسالة مما يؤدي إىل عدم نسياهنا بالكلية...
4-المنفعة قبل التعرض :حيث حيصل اجلمهور على منافع قبل التعرض من خالل احلديث ،والنقاش
االجتماعي ،وحماولة التنبؤ مبا قد حيصل للرسالة...
5-المنفعة أثناء التعرض :وهي املنفعة اليت تنشأ من تعرض الفرد لوسائل اإلعالم...
6-المنفعة بعد التعرض :ويرتبط هذا بالسلوك الذي ينعكس على الفرد من خالل املعلومات اليت حصل عليها
من الرسالة" .
2-األصول االجتماعية والنفسية الستخدام وسائل اإلعالم:
-جتسد فرتة هناية عقد اخلمسينيات من القرن امليالدي املاضي مرحلة من مراحل تطور حبوث االستخدام واإلشباع
البداية احلقيقية لتحول أنظار الباحثني ،وتوجيه اهتمامهم لدراسة العوامل االجتماعية والنفسية وأثرها يف الدوافع
عن دور هذه واحلاجات و اإلشباعات املرتبطة بوسائل االتصال اجلماهريي ،واستخداماهتا هبدف الكش
املتيريات الوسيطة يف تكوين احلاجات و الدوافع ،واليت تكمن وراء استخدام وسائل االتصال وأمناط التعرض
حملتوى رسائلها ،وذلك من خالل الدراسات العديدة اليت سعت يف ذلك الوقت إىل دراسة بعض املتيريات
لألفراد. االتصايل السلوك بأمناط املرتبطة والنفسية االجتماعية
وتؤدي العوامل النفسية والفروق الفردية دوراً مهماً يف اختالف األفراد يف اختيار الرسائل اإلعالمية ،األمر الذي
الباحثني. لدى االنتقائي اإلدراك مفهوم إىل أدى
-كمـا أثبتـت نتائـج الدراسـة اليت قـام بـها (جون جونسون) ( ( John Johnstonعام 1714م عن املراهقني أن
األفراد ال يتعاملون مع وسائل اإلعالم باعتبارهم أفرادا معزولني عن واقعهم االجتماعي ،وإمنا أعضاء يف مجاعات
اجتماعية منظمة ،وشركاء يف بيةة ثقافية واجتماعية واحدة .وتتفق هذه الرأي مع العديد من باحثي نظرية
االس تخدامات واإلشباعات الذين يعارضون مصطلح احلشد للتمييز بني مجهور وسائل اإلعالم ،وطبقا هلذه الرأي
فنن العديد من االحتياجات املرتبطة باستخدام وسائل اإلعالم ترتبط بوجود الفرد يف بيةة اجتماعية ،وتفاعله مع
هذه البيةة.
& (Frankعام 1791م األدلة على أن استخدام األفراد )Greenberg -وقدم كل من (فرانك و جرينربج)
لوسائل اإلعالم ينسجم مع أساليبهم يف احلياة ،فمع اختالف اجلماعات وتنوع حاجاهتا ،واهتماماهتا يكون لكل
املناسب. احملتوى واختيار اإلعالم، لوسائل التعرض من خمتلفة أمناط مجاعة
-ويؤكد الباحثون يف هذا اجملال على أن اإلنسان ليس حالة سلبية يتأثر بتلقائية ساذجة بكل الرسائل اإلعالمية
اليت يتعرض هلا ،إمنا تأثره تتدخل فيه متيريات كثرية ،بعضها النفسي الذي له عالقة بشخصية الفرد ،ودوافعه
واحتياجاته النفسية ،وبعضها االجتماعي الذي له عالقة بالظروف والعوامل احمليطة بالفرد يف داخل البيةة
االجتماعية ،فالفرد خيتار املضمون الذي يتوافق مع تركيبته الذهنية ،ويتالءم مع استعداده النفسي ،وظروفه
االجتماعية ،ويلتفت إىل الرسالة املتوافقة مع دوافعه ،واحتياجاته ،وخرباته ،وتوقعاته ،وجتاربه النفسية واالجتماعية
(Donohewقاموا عام 1499م مبحاولة )& Plamgreen & Rayburn ( -دونيهو) و(باجملرين) و(ريربن
للوصول إىل تفسري الستخدامات وسائل اإلعالم اجلماهريية،فاهتموا بدراسة العوامل النفسية واالجتماعية مبا فيها
احلاجة إىل النشاط ،وأمناط استخدام وسائل اإلعالم ،فأظهرت نتائج الدراسة اليت قام هبا أن هناك متيريات
عديدة ،اجتماعية ونفسية تؤثر يف استخدامات وسائل اإلعالم اجلماهريي بطرق معقدة ،ومتماسكة يف الوقت
. األفراد عند العوامل هذه الختالف تبعا االستخدام وخيتل نفسه،
وبراون ) (Brownأثر بعض املتيريات Blumler و بلوملر ماكوي)D.Macquial -وقد أكد كل من (دينيس
الشخصية يسعى إىل اهلروب من النفسية يف إجياد حاجات معينة لدى األفراد ،مثل اإلنسان الذي يتسم بضع
اإلعالم. وسائل إىل فيه يعيش الذي اجملتمع
و على هذا ميكن أن تكون أسباب التعرض لوسائل اإلعالم دوافع نفسية ،أو اجتماعية تبحث عن إشباع حلاجة،
. املتعددة اإلعالم وسائل عرب ملشكلة حل أو
(أن االجتاه نفسه يقوم على دوافع خمتلفة بني الناس ،وما مل تعرف احلاجات النفسية اليت Katz -وحدد (كاتز
يف إشباع احلاجات ضعي تدفع الفرد إىل استخدام هذه الوسيلة أو تلك ،يكون القائم باالتصال يف موق
. والدوافع
هذه النظرية من حيث إمكان -ومن خالل ما سبق عرضه ميكن معرفة أمهية هذه النظرية حيث ميكننا توظي
مدى معرفة استخدام طلبة اجلامعات لإلنرتنت الذي يتفق مع أساليب احلياة االجتماعية اليت يعيشوهنا ،وحيكم
تعرض الطلبة لإلنرتنت متيريات اجتماعية ونفسية ،قد يدركها الطالب وقد ال يدركوهنا .وعلى هذا ،فهذه
املتيريات النفسية واالجتماعية هي اليت حتكم استخدام الطلبة لإلنرتنت ،وهكذا فنن طلبة اجلامعات لديهم القدرة
والتمييز على اختيار الوسيلة ،واملضمون املناسبني.
فالحاجات هي " كل ما حيتاج إليه الفرد سواء كان عضويا أو ماديا "
بينما الدوافع هي" حالة مؤقتة من التوتر النفسي أو اجلسمي تنشأ إثر استثارة حلاجة معينة وتوجه
لتحقيق هدف معني " .
ويوضح الباحث الفرق بينهما يف مثال :احلاجة إىل األكل ثابتة ال تنتهي عند اإلنسان؛ ألن تركها يؤدي
إىل املوت ،لكن الدافع إىل األكل هو اجلوع ،فالدافع هو األمر املباشر لتلبية احلاجة ،ومثل ذلك يف
الشرب والعطش واحلاجة إىل املاء ،فاحلاجة ثابتة ال تنتهي ،والدافع أمر عارض ينتهي بنشباع مؤقت ،وقد
أخرى. مرة النشاط يعاود
-ومع فهم الباحثني يف جماالت علم النفس ،واإلعالم ،واالجتماع لتأثري احلاجة ،وحركة الدوافع وعالقتها
بالسلوك اإلنساين ،ظهرت اجتاهات عديدة لتصني احلاجات والدوافع ،ومن أبرزها :
-الدراسات املعاصرة تناولت اإلعالم اجلديد باعتباره قام بنضافة أبعاد جديدة لالتصال و عمد إىل إحداث ٍ
حالة َ
من التييري على املستوى االجتماعي.فاهتم بدراسة اجلمهور النشط يف ضوء البيةة اجلديدة لوسائل االعالم.
و الرتكيز على مضمون وسائل اإلعالم اجلديدة،و ذلك من خالل الربط بني دوافع و إشباعات هذه الوسائل
و سمات هذه المضامين.
مثل:الهواتف -االجتاهات املعاصرة ركزت على دوافع و إشباعات استخدام وسائل االتصال احلديثة
الذكية،شبكة االنترنيت،مواقع التواصل االجتماعي.
يتحكم ،ويسيطر فيما يعرضه من موضوعات -فاالنتقال السريع واملفاجئ -وليس التدرجيي -من إعالم تقليدي َّ
متحوالً
حر يَتعاظَم فيه دور الفرد يف وضع األجندة؛ ِّ وأخبار ومعلومات -للمتلقي واجملتمع بشكل عام ،إىل ٍ
إعالم ٍّ
وموزع -يف نفس الوقت -لألخبار واملعلومات. ِّ
ومتحكم ِّ جمرد مستقبل للمعلومات ،إىل صانِع
من َّ
جمرد مستقبِل للمعلومة -إذن ِمن بني ُّ
التحوالت اإلعالمية اليت أفرزهتا الشبكات االجتماعية،هو حتويل املتلقِّي من َّ
أيضا عمدت إىل انتقال آليَّة البث عرب الوسيلة اإلعالمية ،من
إىل صانع ومتفاعل ،وناشر هلا يف نفس الوقت ،و ً
االجتاهات ،Many to Manyحيث يقوم اجلمهور ببث احملتوى بث متعدِّد ِّ
ِّاجتاه واحد One to Manyإىل ٍّ
إىل مجهوٍر ً
أيضا.
اخلصائص الوافدة -مع عدد من تطبيقات اإلنرتنت اجلديدة -إىل بروز ذلك الشكل اجلديد ُ -وقد َمسحت تلك
لكن بنمعان النظر من اإلعالم ،الذي قد يبدو للناس ِ -من َّأول وهلة -أنَّه تعبري عن ُّ
تطور من الناحية التقنية ،و ْ
يعرب بشكل أكرب عن ِّاجتاه اإلنرتنت ملرحلة جديدة يف عالقة مرتاديها مبحتواها املنشور يف هذا الشكل جند أنَّه ِّ
ِ
مرحلة "ما بَعد التفاعلية" واليت نعيش ْأو َج بتجاوز العمل اإلعالمي حنو
على صفحاهتا ،وقد مسحت هذه املرحلة ُ
عصرها اآلن.
-التطورات اليت شهدهتا شبكة االنرتنيت يف مقدمتها استخدام االتصال الرقمي،أصبح الدخول للشبكة أحد
بدائل االستخدام اليت خيتارها الفرد لتلبية حاجاته،و لذلك برزت حبوث االستخدامات و االشباعات،و ركزت
على وظائف و آثار الوسائل اجلديدة اليت تركتها على الفرد و اجملتمع ككل.و هذا بتطبيق نظريات االصال القدمية
على الوسائل اجلديدة مع مراعاة عدد من النقاط نوجزها فيما يلي:
*منذ ظهور الويب بدأ الباحثون يطرحون أسةلة حول استخدام األفراد للشبكات االجتماعية و وسائل اإلعالم
اجلديدة و اإلشباعات احملققة من االستخدام و ذلك استنادا على مدخل االستخدامات و االشباعات الذي
استخدم من قبل على نطاق واسع مع وسائل االعالم التقليدية.
* إذا كانت فروض النظرية تشري إىل نشاط جمهور وسائل االعالم و االستخدام املوجه لتحقيق أهداف
معينة،فنن اجلمهور يف البيةة اإلعالمية اجلديدة هم مستخدمي الشبكة العنكبوتية،هم أكثر نشاطا و مشاركة يف
العملية االتصالية من خالل التفاعلية اليت يتميز هبا االتصال الرقمي،و هي من أبرز مالمح شبكة الويب العاملية.
أن التفاعلية اليوم تتمثَّل يف الدور الذي حتَ َّول وقد أشار روبار أسكربيت يف نقده للنماذج اخلطيَّة لالتِّصال إىل َّ
الص َدى ِمن املتلَقِّي مبقتضاه إىل فاعل يف "وضع األجندة".فلم يَـعُد يقتصر دور املتلقِّي يف التفاعل على دائرة َر ْج ِع َّ
مارسة ِ
دور مهمٌّ يف املُ َخالل االكتفاء بالتعليق على املوضوعات املنشورة على املواقع اإللكرتونية ،وإمنا أصبح له ٌ
يتعرض له من معلومات ،ويف نفس الوقت التحكم فيما َّاإلعالميَّة املطْلَقة عرب تطبيقات اإلنرتنت اجلديدة ،بل و ُّ
بث احملتوى الذي يُنتِجه لِ َمن يُِريد ،دون قيد أو شرط.
*ال تعترب ش ّدة االستخدام دليل على إشباع احلاجة،فالتحول يف املواق مسة من مسات استخدام الشبكة لذلك
يفضل البحث يف عادات و أنماط االستخدام.و يفرض استخدام شبكة االنرتنيت دراسة مشكالت االستخدام
و قدرة املستخدم على جتاوزها.و تعترب االستخدامات االجتماعية يف الشبكات من أهم االستخدامات،فأغلبية
األشخاص مييلون إىل التعرف على أشخاص جدد و كذا احلفاظ على عالقاهتم السابقة.و من االستخدامات
األخرى التعريف بالذات لتقدمي أنفسهم و تطوير عالقاهتم السابقة.و من بني اإلشباعات احملققةأيضا الحصول
على المعلومات و الترفيه.
* من بني السمات اإلعالمية الفورية يف معرفة األخبار يف احلال و اإلتاحة أي احلصول على األخبار حني احلاجة
إليها.الفورية و اإلتاحة هي عناصر شديدة األمهية بالنسبة للمستخدمني.
تطبيف نظرية االستخدامات و اإلشباعات على اإلعالم الجديد( نتائج دراسات الحديثة):
ظهور الويب يف بداية تسعينات القرن املاضي طرح إنشياالت حبثية أدت لتسليط اهتمام الدراسات حول
استخدام الناس للشبكة العنكبوتية و االشباعات احملققة من ذلك،الذين استعملوا من قبل الوسائل التقليدية على
نطاق واسع.ظهرت جراء ذلك عدة حماوالت لتطبيق النظرية على اإلعالم اجلديد.حيث توصلت إىل نتائج مهمة.
-يعترب احلاسوب كمصدر للرتفيه و التسلية و االسرتخاء و املتعة،يساعدهم على نسيان مشكالت احلياة اليومية.
-فقد أثري تساؤل حول ما إذا كان االنرتنيت وسيلة إعالمية للشباب.حيث كش مسح أجرته مؤسسة جالوب
أن الشباب يستخدمون االنرتنيت بطريقة خمتلفة عن كبار السن،الذين مييلون إىل استخدامها بشكل أكرب
للحصول على األخبار يف حني يستخدمها الشباب للرتفيه و التواصل و الرتويح عن النفس.
-ركزت البحوث األوىل لشبكات التواصل االجتماعي على قضايا:كشف الهوية،الصداقة
االلكترونية،الخصوصية.
وسع الباحثون جمال حبثهم للسؤال عن تأثري استخدام هذه-و يف دراسات شبكات التواصل االجتماعي ّ
الشبكات على رأسمال االجتماعي.و هو مفهوم يشري إىل الفوائد اليت تعود على مستخدم الشبكة نتيجة
العالقات اليت يقيمها مع اآلخرين.فاألشخاص الذين لديهم شبكة اتصاالت واسعة من احملتمل أن يكون لديهم
رأس مال اجتماعي أكرب من األشخاص الذين لديهم شبكة اتصاالت صيرية.
-تشري الدراسات أن شعبية فيسبوك ترجع إىل السهولة اليت يوفرها للمستخدم يف تتبع اآلخرين و احلفاظ على
العالقات االجتماعية مع أعضاء الشبكة غري القربني جيرافيا.و تشمل الدوافع األخرى:تقليل الشعور
بالوحدة،التعبير عن الذات،اكتساب الشهرة،السمعة الطيبة من الرفاق.
خاتمة
من خالل تطرقنا لنظرية االستخدامات و االشباعات،يتنب أنه رغم قدم املدخل و االنتقادات املوجهة له من
اعتماد اجلانب الوظيفي و من صعوبة قياس احلاجات الفردية الطاغية على املنهج كون نتائجه ال تصلح
للتعميم.إال أن جمال البحث يف اإلعالم اجلديد ال يزال يعتمد النظرية القدمية.
المحاضرة الثانية:نظرية األجندة ستينغ/نظرية ترتيب األولويات
مقدمة
يعترب الباحث الصحفي و األمريكي ولتر ليبمان أول من طرح يف كتابه الذي أصدره عام
:1422العالقة بني وسائل االعالم و اجلمهور الذي يتعرض لتلك الوسائل يف حتديد أولويات قضايا
اجملتمع.يرى ليبمان أن وسائل اإلعالم تساعد يف بناء الصورة الذهنية لدى اجلماهري.و يف كثري من
األحيان تقدم هذه الوسائل معلومات مزيفة،حيث تعمل على تكوين الرأي العام من خالل القضايا اليت
تركز عليها.فبمقدور وسائل اإلعالم أن تيري االجتاهات.إال أن يف األربعينيات و اخلمسينيات من القرن
21جتاهلوا هذه النظرية و أحياها بعد 41سنة الباحث برنارد كوهين حيث زعم أن وسائل اإلعالم ال
تنجح دائما يف إبالغ اجلماهري كيف يفكرون لكنها تنجح يف إبالغهم عما جيب أن يفكروا فيه.
رجع الباحثون يف تاريخ وضع األجندة إىل أن أول إشارة مباشرة إىل وظيفة وضع األجندة "ترتيب
األولويات" ظهرت عام 1499يف مقال (لنورتون لونج ، )Norton Longإال أن أفضل تصريح حول هذه
الوظيفة ظهر لدى (برنارد كوهني )Bernard Cohenيف كتابه "الصحافة والسياسة الخارجية" عام 1493
والذي قال بأن الصحافة ميكن أال تكون ناجحة كثريا يف أن تقول للناس مباذا يفكرون ،ولكنها ناجحة إىل حد
كبري يف أن تقول للقراء عن األشياء اليت يفكرون حوهلا.كما سبقت و أن أشارته إليه يف املقدمة.
وهناك نص مباشر مل يلتفت إليه الباحثون من قبل حول وظيفة وضع األجندة حينما اعترب (برنارد
بريلسون )Bernard Berelsonيف مقالته املعنونة "االتصاالت والرأي العام" أن وسائل اإلعالم تعد املسرح
السياسي للمناظرات اجلارية ،ويرى أن هناك بعض الدالئل بان املناقشات اخلاصة حول املسائل السياسية تأخذ
مؤشراهتا من عرض وسائل اإلعالم هلذه املسائل ،إذ أن الناس يتحدثون يف السياسة متماشني يف ذلك مع اخلطوط
اليت ترمسها الصحافة ،وعليه حظيت نظرية وضع األجندة باهتمام عديد الباحثني وتطورت بذلك وأصبح هلا
اجتاهات منهجية حديثة يف عصرنا احلايل.
و بشكل عام شهد العقد السابع من القرن املاضي عرفت فيه حبوث االعالم و االتصال اجلماهريي
و خاصة االعالم و االتصال السياسي نقطة حتول من النموذج اإلقناعي إىل النموذج الصحفي
النموذج اإلقناعي:يسعى لتقييم ممارسات وسائل اإلعالم و االتصال على أساس فعاليتها.
النموذج الصحفي:يسعى إىل التأكيد على دور وسائل اإلعالم كأدوات لتزويد اجلمهور باملعلومات الالزمة
هلم .استلزمت هذه النظرة جيل جديد من الباحثني الذين مجعوا بني اخلربة يف حقل الدراسات االجتماعية النفسية
إىل جانب اخنراطهم يف حقل العمل الصحفي.
تعريف النظرية
تعد نظرية األجندة واحدة من األطر النظرية اليت تبحث يف تأثري وسائل اإلعالم حيث هتتم حبوث
"ترتيب األولويات" بدراسة العالقة التبادلية بني وسائل اإلعالم واجلماهري اليت تتعرض لتلك الوسائل لتحديد
أولويات القضايا السياسية واالجتماعية اليت هتم اجملتمع.
وق د أشارت العديد من الدراسات اإلعالمية أن دراسة العالقة ين اهتمامات وسائل اإلعالم واهتمامات
املثق يعد تطورا يف دراسات وضع األجندة واالتصال السياسي ،وبالرغم من ذلك مل تتكرر هذه الدراسات
حيث ينصب الرتكيز على دراسة العالقة بني أجندة وسائل اإلعالم وأجندة الرأي العام.
إن مقرتب حتديد األجندة يعد األكثر ثراءا من حيث عدد الدراسات واألحباث اليت أجنزت وكذلك عدد
البلدان اليت أعد فيها فرضياته ،وإذا كان البعض ينسبون نظرية وضع األجندة إىل باحثني اثنني ماكسويل كومب
و دونالد شو MC Combs and D. Shawلفضلهما يف ابتكار التسمية وحتليل الظاهرة بأدوات أكثر
دقة ،لكن يف الواقع جذور هذه النظرية تعود إل العشرينيات من القرن املاضي ،وكذلك هناك مرحلتني متيزان هذا
املقرتب :ما قبل الثمانينات من القرن املاضي وما بعده ،وكل مرحلة تعكس السياقات السياسية واالجتماعية
والتكنولوجية اليت سادت آنذ اك ،وأبرز مظاهرها أن دراسات نظرية وضع األجندة متت يف أنظمة سياسية دميقراطية
مفتوحة ويف عهد ما قبل الثورة الرقمية يف قطاع اإلعالم.
قدم الباحثان دليال علميا على صحة التوجه البحثي من خالل الدراسة اليت قاما هبا خالل احلملة
االنتخابية للرئاسيات األمريكية من 1492-1499واليت فتحت اجملال لدراسة ترتيب األولويات اليت تفرض
وجود عالقة قوية بني الطريقة اليت تنقل هبا وسائل االعالم القضايا للجمهور.و هذا معناه أن وسائل االعالم
برتكيزها على قضايا دون أخرى تفرض ترتيبا معينا للقضايا حسب أمهيتها.
وضع األجندة كوظيفة تأثريية لوسائل اإلعالم تتمثل علميا يف كوهنا نصريا أكربا يف صنع الثقافة السياسية
للجمهور ،حبيث أهنا تربط بني تصور إدراك الناس للواقع السياسي وبني الشؤون واالهتمامات السياسية
اليومية ،وميكن أن تلعب وسائل اإلعالم من خالل وظيفة ترتيب األولويات – وضع األجندة – دورا اجتماعيا
بتحقيق االجتماع حول بعض االهتمامات عند اجلمهور اليت ميكن أن ترتجم فيما بعد باعتبارها رأيا عاما.
وقد حدد الباحثان العوامل اليت تؤثر يف وضع األجندة على مستوى الفرد وعلى مستوى وسائل االتصال:
مع الظروف احمليطة ،معدل املناقشات -فعلى مستوى الفرد :هناك حاجة الفرد إىل التوجه السياسي والتكي
الشخصية ،مستوى التعرض لوسائل االتصال مث اجتاهات الفرد املسبقة.
-وعلى مستوى وسائل االتصال :هناك طبيعة النظام السياسي ،طبيعة القضايا املطروحة ،مستوى تيطية وسائل
االتصال مث نوع هذه الوسائل ،هذه املتيريات تؤثر على شروط وضع األجندة واليت من أمهها:
قيام وسائل االتصال بعمليات انتقاء واختيار مستمر للمضمون الذي تقدمه وأيضا حاجات ورغبات اجلمهور
واليت تلعب دورا واضحا يف وضع األجندة.
وبالنسبة لعامل نوع الوسيلة فنن معظم البحوث اليت أجريت يف إطار نظرية وضع األجندة أيدت تفوق الصحافة
املكتوبة على بقية والوسائل.
فرضيات النظرية
ويفرتض هذا املدخل أن وسائل اإلعالم ال تستطيع أن تقدم مجيع املوضوعات والقضايا اليت حتدث يف
اجملتمع ،وإمنا خيتار القائمون على هذه الوسائل بعض املوضوعات اليت يتم الرتكيز عليها بشدة والتحكم يف
طبيعتها وحمتواها ،هذه املوضوعات تثري اهتمام الناس تدرجييا وجتعلهم يدركوهنا ويفكرون فيها ،وبالتايل متثل هذه
املوضوعات لدى اجلماهري أمهية أكرب نسبيا عن املوضوعات اليت ال تطرحها وسائل اإلعالم ،وعملية االنتقاء
اليومي ملوضوعات قائمة أولويات وسائل اإلعالم وأساليب إبراز أو طمس تلك املوضوعات ،وحتريكها صعودا
أو هبوطا ال تستهدف إثارة اهتمام اجلمهور العام فقط ،إمنا هي عملية تستهدف أيضا صانعي القرار السياسي.
-تفرتض أن وسائل اإلعالم ال تستطيع أن تقد مجيع القضايا و املوضوعات املوجودة يف اجملتمع.
-خيتار القائمون على الرسائل بعض املواضيع اليت يتم الرتكيز عليها بشدة و التحكم يف حمتواها و طبيعتها.
-تثري املوضوعات اليت يتم الرتكيز عليها اهتمامات الناس تدرجييا.
انتقادات النظرية
-1انتقد الباحثون العالقة االرتباطية اخلطية اليت ترى أن أجندة وسائل ال أجندة وسائل االعالم تؤثر يف أجندة
اجلمهور دون األخذ يف احلسبان عوامل و متيريات أخرى،و هو ما جيعل من عملية وضع األجندة غير تفاعلية.
-2ليس هناك عالقة نسبية بني األمهية اليت تضفيها وسائل اإلعالم على القضية املثارة و مدى أمهية هذه القضية
بالنسبة للجمهور،مبعىن أنه ليس بالضرورة أن تكون القضية مهمة للجمهور كما تعتقد وسائل اإلعالم.
-3اعتمد الباحثون املؤيدون هلذه النظرية على مكونات سطحية ظاهرية،ففي حتديديهم ألهم القصص اخلربية اليت
يقدمها اإلعالم يف تيطيته،جلأ الباحثون إىل إىل حصر عدد القصص املتناولة لقضية ما و اعتباره مقياسا لتحديد
أجندة وسائل اإلعالم حول القضية.
-4خلص بعض الباحثني أهم مقاييس حتليل احملتوى بشأن بروز القضية اإلخبارية على الشكل التايل:موضوع
القصة،العناوين،الصور،حجم العمود،المثيرات البصرية بالنسبة لإلعالم املرئي.فكل ذلك ال ميثل سوى مثريات
و عالمات ال عالقة هلا باحملتوى اخلربي.
-5تأثريات وسائل اإلعالم على اجلمهور على ضوء نظربة ترتيب األولويات تتم من خالل اختصار احلصيلة
املعرفية للجمهور على مسائل حمددة:البرامج الرياضية،الترفيهية و المواضيع العاطفية.كما أهنا تقدم للجمهور
قدوات مميزة من عناصر اجملتمع اهلامشية و غري املنتجة.
خاتمة
هذه النظرية خاصة بعالقة وسائل االتصال باجلمهور ،وترى أن وسائل االتصال هي اليت حتدد األولويات
اليت تتناوهلا األخبار فهي تعطي أمهية خاصة هلذه املوضوعات مما جيعلها تصبح من األولويات اهلامة لدى
اجلمهور ،وهكذا فنن املوضوعات اليت يراها احملررون ذات أمهية هي اليت يتم نشرها حىت لو كانت غري ذلك يف
احلقيقة ،فنن جمرد النشر يف حد ذاته يعطي أمهية مضاعفة لتلك املوضوعات حبيث يراها اجلمهور ذات أمهية تفوق
غريها من املوضوعات.
وبناءا على ذلك تسهم كثريا يف تشكيل الرأي العام ورؤيته للقضايا اليت توجه للمجتمع ،فمن خالل
الرتكيز على قضية معينة وجتاهل أخرى حتدد وسائل اإلعالم أولويات أفراد اجملتمع يف االهتمام بالقضايا املتعلقة
بقطاعات متنوعة يف اجملتمع.
وضع األجندة عملية تقوم هبا وسائل اإلعالم باختيار ما يوص بأنه أهم القضايا العامة و املختلفة لكن
قيامها هبذه الوظيفة ال يكون بطريقة مباشرة كأن خترب اجلمهور بأن هذه القضية هي األكثر أمهية ،ولكن يكون
ذلك من خالل :تكرار تيطية هذه القضية بشكل أكرب مقارنة بالقضايا األخرى وختصيص حيز زمين ومساحة
أكرب أو بطريقة استعراضية جتعلها أكثر بروزا.
وهذا ما حدد (إيفرت روجرز ودرينج سنة )1799للتمييز بني القضايا واألحداث لبحوث وضع
األجندات اإلعالمية وهذا االختالف ميكن قياسه من ناحية املدة الزمنية ومدى بروز املوضوع واألمهية املمنوحة
له ،فوضع األجندة يف غالب األحيان تقاس من خالل مستوى التكرار.
إفتراضات النظرية
1-يرتاوح تأثري وسائل اإلعالم بني القوة والضع تبعا للظروف احمليطة ،واخلربات السابقة.
2-نظام وسائل اإلعالم جزء من النسق االجتماعي للمجتمع ،وهلذا النظام عالقة باألفراد واجلماعات والنظم
االجتماعية األخرى.
3-استخدام وسائل اإلعالم ال حيدث مبعزل عن تأثريات النظام االجتماعي الذي يكون فيه اجلمهور ووسائل
االتصال.
4-استخدام اجلمهور لوسائل اإلعالم وتفاعله معها يتأثران مبا يتعلمه الفرد من اجملتمع ومن وسائل االتصال
ويتأثر الفرد مبا حيدث نتيجة تعرضه لوسائل االتصال.
ركائزالنظرية
تشرتط النظرية شرطني أساسني حىت يكون هناك اعتماد متبادل بني اجلمهور ،ووسائل اإلعالم مها:
1-إذا قامت وسائل اإلعالم بتحقيق وظائ مهمة للمجتمع زاد اعتماد اجملتمع على وسائل اإلعالم .فنذا
قامت وسائل اإلعالم بعمل الوظائ املناطة هبا ،وأصبح بنمكاهنا إشباع حاجات اجلمهور زاد ذلك من اعتماد
اإلعالم. وسائل على اجلمهور
2-ارتفاع حدة الصراع يف احلروب مثال ،أو التييري السياسي ،أو االقتصادي ،أو االجتماعي يؤثر على درجة
اعتماد الفرد على وسائل اإلعالم نتيجة الظرف الذي أوجده الصراع .مبعىن أن الظرف الذي توجده احلروب
أو التييريات السياسية أو االقتصادية يؤثر على كثافة اعتماد اجلمهور على وسائل اإلعال .وأبرز مثال لذلك هو
حرب اخلليج الثالثة ،أو العمليات اإلرهابية يف اململكة العربية السعودية.
فهناك جماالت عديدة يعتمد ف يها اجلمهور على معلومات وسائل اإلعالم لتلبية احتياجاهتم املعرفية عن العامل وعن
اجملتمع احمليط.
وتتحكم وسائل اإلعالم في ثالثة أمور هي:
1-جمع المعلومات :مبعىن مجع املعلومات من مصادرها أو أماكن حدوثها ،ومن مث إرساهلا إىل املؤسسة
اإلعالمية.
2-تنسيق المعلومات :فنذا استقبلت املؤسسة اإلعالمية هذه املعلومات ،وتكون يف بعض األحايني مستقبلة
من أكثر من مصدر ،مثل املراسلني ،وكاالت األنباء ،اإلنرتنت .تبدأ عملية فرز وتنسيق املعلومات بصورة إعالمية.
3-نشر المعلومات وتوزيعها بصورة جماهيرية :وهذا هو السبب املهم يف مجع املعلومات ،وذلك خلدمة هدف
املؤسسة ،وهو التأثري يف اجلمهور من خالل املعلومات اليت تصل إليه من املؤسسة اإلعالمية.
وبناءً على ما ذكر آنفاً ميكن القول إن نظرية االعتماد تتداخل مع نظرية االستخدامات واإلشباعات يف أن
اجلمهور يعتمد على معلومات وسائل اإلعالم لتحقيق حاجاته ،وللحصول على أهداف معينة ،وتتداخل مع
نظرية اليرس الثقايف يف أن كالً منهما يسعى إىل تكوين اآلراء ،واالجتاهات من خالل مداومة اجلمهور على متابعة
وسائل اإلعالم.
مقدمة
أصبحت املؤسسات اإلعالمية يف القرن احلادي والعشرين شبكات اتصال ضخمة تتصارع داخلها
املصاحل ،كما أن كل مؤسسة هي يف حد ذاهتا نظام معقد للسلطة والنفوذ واملراكز ،وحينما ندرس ما حيدث داخل
الصحيفة أو حمطة اإلذاعة أو حمطة التليفزيون نشعر بالدهشة من مدى تعقد وتشابك أعماهلا .ففي داخل تلك
املؤسسات اإلعالمية تتخذ يومياً ،بل ويف كل دقيقة ،قرارات مهمة وخطرية.ونظراً ألمهية تلك القرارات بالنسبة
للجماهري جيب أن نعرف األسلوب الذي يتم مبقتضاه اختاذ القرارات ،واملراكز أو املناصب اليت تنفذ فعالً تلك
القرارات ،وطبيعة القائم باالتصال ،واألمور اليت تؤثر على اختيار املواد اإلعالمية ،والقيم واملستويات اليت يعتنقها
القائمون باالتصال.
والواقع أنه من الصعب علينا أن نفسر السبب يف إمهال الباحثني حىت وقت قريب لدراسة ما حيدث
داخل املؤسسات اإلعالمية ودراسة القائمني باالتصال .وعلينا أن نعرتف ،عند حتديد تأثري الرسالة اإلعالمية ،بأن
القائم باالتصال ال يقل أمهية من مضمون الرسالة.ليس معىن هذا أن الباحثني مل يكتبوا عن رجال األعالم
القدامى ،فالواقع أن تاريخ الصحافة حافل بتاريخ حياة أعالم الصحافة.كذلك تقوم اجلامعات بتدريس ما حيدث
داخل املؤسسة االعالمية أو أسلوب عملها لطلبة الصحافة.ولكن الذي نقصده هنا القيام بتحليل وسائل األعالم
كمؤسسات هلا وظيفة اجتماعية ودراسة دور ومركز العامل بالصحيفة ،أي الصحفي ،والظروف أو العوامل اليت
تؤثر على اختيار مضمون الصح .فاألخبار هي ما يصنعه الصحفيون ،ولكن كي يصنع أولةك الصحفيون
األخبار ؟! ..وما هي االلتزامات املهنية أو األخالقية اليت يفرضها الصحفي على نفسه ،وما هي طبيعة السيطرة
البريوقراطية اليت تفرض نفسها عليه من قبل املؤسسة اليت يعمل يف إطارها؟
بدايات دراسات القائم باالتصال
والواقع أن أول دراسة تتناول بالشرح قطاعا من القائمني باالتصال باملعىن الذي نقصده ،هي دراسة
روستن اليت ظهرت يف الواليات املتحدة حتت عنوان ((مراسلي واشنطن )) سنة 1731وتعترب دراسة
كالسيكية عن سيكولوجية املراسل الصحفي.ولكن يف سنة 1741نشرت جملة (الصحافة) ربع السنوية
اليت تصدر يف والية أيوا بالواليات املتحدة دراسة مهمة عن العاملني جبريدة ملواكي ،وكان من املمكن
أن تفتح هذه الدراسة الباب إلجراء دراسات مماثلة عن املؤسسات اإلعالمية األخرى،ولكن مضت فرتة
طويلة دون أن تظهر أحباث تتناول بالدراسة القائمني باالتصال ومؤسساهتم ،حىت نشر الباحث األمريكي
ديفيد مانج وايت دراسته ((حارس البوابة وانتقاء األخبار )) اليت أعطت دفعة قوية للبحث يف هذا
. املهم اجملال
ويرجع الفضل إىل عامل النفس النمساوي األصل ،األمريكي اجلنسية (كرت لوين) يف تطوير ما
أصبح يعرف بنظرية (حارس البوابة ) اإلعالمية ،فدراسات لوين تعترب من أفضل الدراسات املنهجية يف
. البوابة حراسة جمال
يقول لوين :أنه على طول الرحلة اليت تقطعها املادة اإلعالمية حىت تصل إىل اجلمهور هناك نقاط
أو (بوابات ) يتم فيها اختاذ قرارات مبا يدخل وما خيرج ،وأنه كلما طالت املراحل اليت تقطعها األخبار
حىت تظهر يف وسيلة اإلعالم ،ازدادت املواقع اليت يصبح فيها متاحاً لسلطة فرد أو عدة أفراد تقرير ما إذا
كانت الرسالة ستنتقل بنفس الشكل أو إدخال بعض التييريات عليها ،هلذا يصبح نفوذ من يديرون هذه
البوابات والقواعد اليت تطبق عليها ،والشخصيات اليت متلك حبكم عملها سلطة التقرير ،يصبح نفوذهم
كبرياً يف انتقال املعلومات .إن دراسة (حارس البوابة) هي يف الواقع دراسة جتريبية ومنتظمة لسلوك أولةك
األفراد الذين يسيطرون يف نقاط خمتلفة ،على مصري القصص اإلخبارية.
يقول لوين أن املعلومات متر مبراحل خمتلفة حىت تظهر على صفحات اجلريدة أو اجمللة أو يف وسائل
األعالم اإللكرتونية ،وقد مسي لوين هذه املراحل ((بوابات)) وقال أن هذه البوابات تقوم بتنظيم كمية
أو قدر املعلومات اليت ستمر من خالهلا ،وقد أشار لوين إىل فهم وظيفة ((البوابة ))يعين فهم املؤثرات
البوابة. حارس يصدرها اليت القرارات يف تتحكم اليت العوامل أو
مبعىن آخر ،هناك جمموعة من حراس البوابة يقفون يف مجيع مراحل السلسلة اليت يتم مبقتضاها نقل
املعلومات ،ويتمتع أولةك احلراس باحلق يف أن يفتحوا البوابة أو ييلقوهنا أمام أي رسالة تأيت إليهم ،كما
أن من حقهم أجراء تعديالت على الرسالة اليت ستمر،على سبيل املثال ،يستطيع أي فرد أن يقرر ما إذا
كان سيكرر أو يردد إشاعة معينة أو ال يرددها ،وحنن نعلم أن اإلشاعات حينما تنتقل من فم إىل فم
تطرأ عليها -يف اليالب -بعض التييريات وتتلون باالهتمامات اخلاصة للفرد الذي يقوم بنقلها
وحينما تطول السلسلة ،جند أن بعض املعلومات اليت خترج من هنايتها ال تشبه املعلومات اليت دخلتها يف
البداية ،إال يف نواح قليلة ،فنذا أخذنا يف االعتبار ما حيدث يف السالسل اليت حتمل األخبار حول
العامل ،وتتبعنا خرباً من األخبار ينتقل ،على سبيل املثال ،من اليابان أو اهلند إىل مدينة يف إحدى واليات
أمريكا ،نالحظ أنه مير مبراحل كثرية..أول حارس بوابة يف هذه احلالة هو الفرد الذي يالحظ احلدث
وقت وقوعه ،ولنفرتض أن الذي حدث كارثة طبيعية ،هذا الفرد ينتقي -بال شعور -أشياء معينة
يالحظها ،وال يالحظ أشياء أخرى ،أي يرى أشياء وييفل أشياء أخرى ،وقد يتحدث ويشري إىل نواحي
ويهمل نواحي أخرى .بعد حارس البوابة األول هذا يأيت حارس البوابة الثاين ،وهو املخرب الصحفي الذي
حيصل على اخلرب من شاهد العيان ،أي الفرد الذي شاهد احلدث نفسه ،وقد يتصل الصحفي بأكثر من
يكون فكرة كاملة عن احلادث ،ويف مجيع احلاالت ،يقوم املخرب هو اآلخر ،بانتقاء شاهد عيان لكي ّ
أو اختيار احلقائق اليت سينقلها ،واحلقائق اليت سيهملها ،فهو الذي سيقرر اجلوانب اليت سيختارها وحيدد
. للحدث سيعطيها اليت األمهية مدى
بعد ذلك يسلم املخرب اخلرب إىل مكتب وكالة األنباء اليت يتبعها ،ويف الوكالة يقوم حمرر آخر باختاذ
قرار معني ،عن تلك القصة اإلخبارية ،فيقرر ما إذا كان سيختارها من مةات األنباء لكي ينقلها تليرافيا
إىل املشرتكني يف الوكالة أم خيتصرها أم يضي إليها أم ييريها أم ينقلها كما هي ،وبعد ذلك يأيت دور
حمرر األخبار اخلارجية الذي يتلقى الربقيات يف اجلريدة ،ويقرر مدى األمهية اليت سيعطيها للقصة
اإلخبارية ،وبالتايل املساحة اليت جيب أن ختصص هلا ،فاملشكلة أن هناك باستمرار أخباراً أكثر مما ميكن
إرساهلا ،وأخباراً أكثر مما ميكن نشرها ،لذلك البد يف النهاية من االختيار بني املواد الكثرية اليت تصل
الوكالة أو الصحيفة أو اإلذاعة ،فهذه الوسائل تصلها أنباء ليس فقط من وكاالت األنباء بل من حمررين
يف مجيع أحناء العامل ،ومن صح أخرى ،ومن حمطات إذاعة وتلفزيون عديدة ،وحراس البوابة يف مجيع
تلك املراحل ،على طول السلسلة ،يسمحون لنسبة حمدودة من آالف املواد اإلعالمية اليت تصلهم،
باالنتقال إىل املراحل التالية ،ويف النهاية خيتار احملرر يف اجلريدة عشرات األخبار فقط لينقلها إىل
قرائه ،فكل قرار يتخذ بتوصيل أو نقل شيء هو قرار كبت أو إخفاء شيء آخر ،وما خيرج أو ُحيجب هو
تقوم وسائل األعالم نتيجة لعديد من الضيوط املتنافسة ،علينا أن حنددها ونوضحها حىت نفهم كي
بعملها .
خاتمة
من الواضح أن حارس البوابة الذي يقول (نعم ) أو (ال) بشأن الرسائل اليت تصله ،على طول
السلسلة ،يلعب دوراً مهماً يف االتصال االجتماعي ،وبعض حراس البوابة أهم من غريهم ،فنجد أن نسبة
كبرية جداً من السالسل تركز الضوء على بعض األفراد يف اجملتمع ،ممن ميكن أن يكون هلم (نفوذ)
أو (قادة الرأي) أو (الص فوة) الذين يتميزون عن اآلخرين بأهنم يقرأون أكثر ويطلعون على وسائل اإلعالم
أكثر ،وهلم اتصاالت شخصية أوسع من اآلخرين ،وهو أمر له أمهية خاصة ألن هؤالء األفراد يتمتعون
بوابة. حراس بدورهم األفراد أولةك كبري،ويعترب باحرتام
ويف السالسل اإلخبارية ،فنن احملرر يف وكالة األنباء واحملرر يف الصخيفة يتلقيان أكرب عدد من الربقيات
اإلخبارية ،ومها مسةوالن عن اختاذ أكرب عدد من القرارات ،وهلذا يصبح ألمانة ذلك احملرر وموضوعيته
ومستوياته اإلخبارية واملهنية ،أمهية خاصة ،كذلك بالنسبة لقادة الرأي ،فنن اتساع معرفتهم وتنمية
قدراهتم هلا أمهية كبرية ،ألن هلم دورا مهماً يف حتديد ما يعرفه الرأي العام .