Professional Documents
Culture Documents
قسم علماالجتماع
بحث حول:
1
مقدمة
يعترب مفهوم العمل االجتماعي من املفاهيم اليت حظيت بالكثري من النقد والتحليل شأنه يف ذلك
شأن الكثري من مفاهيم العلوم اإلنسانية .وهلذا فإن أدبيات البحوث االجتماعية تفرز العديد من
التعريف ات هلذا املفه وم ال يت وإن اختلفت يف ص ياغتها إال أهنا تتمح ور ح ول ج وهر العم ل
االجتماعي ومضمونه املتمثل يف مقابلة االحتياجات اإلنسانية باملصادر املتوفرة يف اجملتمع اإلنساين
2
المبحث األول :ماهية العمل االجتماعي
العم ل االجتم اعي ه و جمموع ة من العملي ات املقص ودة واملنتظم ة ال يت هتدف بش كل رئيس ي إىل
إح داث التغي ريات املختلف ة يف السياس ات العام ة القائم ة يف ال وقت احلاض ر ،أو فيم ا ينتج عن
ال ربامج واخلط ط ،حيث يق وم ب ه جمموع ة من األف راد املمثلني للش عب ،على ش كل جمموع ات أو
هيئات ختضع للقيادة من قائد أخصائي اجتماعي ،حيث تتحقق العديد من األهداف االجتماعية
املرغوبة ،واليت تنتج عنها تغريات إجيابية واضحة .ميكن تعريف العمل االجتماعي أيض اً على أنه
أحد املهن العصرية العملية اليت تطبق األساليب احلديثة يف العمل االجتماعي واخلدمايت اإلنساين،
حيث ظهرت يف أواخر القرن الثامن عشر ،وأوائل القرن التاسع عشر كنتيجة حتمية عن الثورة
الص ناعية ال يت زادت االنتق ال من األري اف إىل املدن ،وأدت إىل العدي د من اهلج رات الواس عة،
وص احب ذل ك مُج ل ة من التغي ريات االجتماعي ة ،س واء على منط املعيش ة ،أو على الص حة،
والعالقات االجتماعية .وهناك مفهوم ثالث للعمل االجتماعي ،حيث إنه أحد العلوم اإلنسانية
ال يت تق وم على العدي د من املب ادئ والقيم االجتماعي ة ،وعلى رأس ها مب دأ دعم ومس اندة ال ذات
االجتماعي ة ،وميث ل أح د أهم اجلوانب اإلنس انية ال يت هتدف إىل مس اعدة البش ر ،حيث ظه ر بع د
احلرب العاملية الثانية كأحد أبرز الفنون احلديثة يف التعامل مع العنصر البشري.1
1مصطفى العوجي ،الرتبية املدنية كوسيلة للوقاية مـن االحنراف ،املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب ،الرياض،
1985م ،ص2
3
المطلب الثاني :مقومات العمل االجتماعي
إن لك ل مهن ة من املهن مقوم ات أساس ية حتدد هويته ا ومتيزه ا عن املهن األخ رى وتك ون دليالً
ومرشدا للعاملني ،هذه املقومات هي القاعدة املعرفية والدستور األخالقي واملهارات ،واألهداف
واملب ادئ ،مث التص ديق اجملتمعي وس وف يتم تن اول ك ل مق وم من ه ذه املقوم ات بالش رح
والتفصيل .
ترتكز ممارسة العمل االجتماعي على قاعدة عريضة من العلوم واملعارف عن اإلنسان والبيئة اليت
تعيش فيه ا .اخلدم ة االجتماعي ة كغريه ا من املهن ،تس تمد معارفه ا العلمي ة من مص ادر متع ددة،
1
وخالل التطبيق واملمارسة تضيف ممارستها حقائق علمية أخرى تستخلصها من عملياهتا اخلاصة.
الفلس فة يف مفهومه ا الع ام تع ين موقف اً أو تص وراً ش امالً جتاه الك ون واجملتم ع واإلنس ان وتص ور
منطقي للعالقات اليت تربط كل ظاهر باألخرى استناداً إىل منهج خاص وبتطبيق ذلك املنهج على
املاضي واحلاضر يكون استخالص تلك الكليات اليت تكون اإلطار النظري الذي يتحرك خالله
اإلنسان عندما ينزل بالنظرية إىل الواقع ويقيمها بالتجربة واملمارسة
املنهج الذي تتبعه ممارسة اخلدمة االجتماعية هو عبارة عن حلقة متصلة متسقة منظمة من األفعال،
وبالت ايل فه و يعت رب ت دخالً مهني اً من ج انب األخص ائي االجتم اعي إلح داث التغ ري املقص ود من
خالل جمموعة من الطرق واملهارات واألساليب الفنية ويتسم املنهج أثناء املمارسة املهنية باملرونة
واالس تجابة للمواق ف املختلف ة ( ،ي ونس ) 1978 ،من خالل ع دد من الط رق املهني ة وال يت
1درويش ،حيي ،خلق دينامية القوى البشرية للرعاية االجتماعية كلية اخلدمة االجتماعية،1978 ،جامعة حلوان ،ص 39
4
تتض من جمموع ة إج راءات متتابع ة تس ري يف خط وات منطقي ة للوص ول إىل غ رض معني فطريق ة
املمارسة املهنية هي استخدام األخصائي االجتماعي لذاته يف عالقته مع الوحدة اإلنسانية ( فرد -
مجاع ة -تنظيم ) بص ورة تع رب عن اإلحس اس باملس ؤولية االجتماعي ة ،اإلدراك والفهم والس يطرة
عن النفس ،وأثناء هذه العالقة يعمل األخصائي االجتماعي على تسهيل وتسيري عمليات التفاعل
بني الفرد وبيئته االجتماعية ،إىل جانب االهتمام املستمر بالتأثري املتبادل لكل منهما على اآلخر
يوج د الكث ري من جماالت اخلدم ة االجتماعي ة ،حيث ال تنحص ر الدراس ات اإلنس انية
للمجتمعات وليس من املمكن انتهاؤها ،ولكن هناك جماالت تربز أكثر من غريها يف جماالت
اخلدمة االجتماعية ،وأبرز جماالت اخلدمة االجتماعية هي:1
مجال الدراسة :تدرس اخلدمة االجتماعية اجملتمعات لكي ترى مدى فعالية الطرق اليت من
املمكن تقدميها لتطوير جمتمع معني عن جمتمع آخر ،حيث تدرس حيثيات كل جمتمع ملعرفة
الطرق املناسبة للتعامل مع هذا اجملتمع لتطويره.
المج ال المدرس ي :حيث يوج د أخص ائي اجتم اعي يف ك ل مدرس ة لي درس س لوك األف راد
جمتمعني ويك ون ه ذا األخص ائي من ض من الفري ق النفس ي املختص ،ويس اعد األخص ائي
االجتماعي يف املدرسة يف حل املشاكل األسرية كمثال.
المجال اإلصالحي :يوجد هذا اجملال يف مراكز األحداث أو يف السجون ،حيث يقوم على
إعادة تأهيل اجملرمني ودراسة السلوك اإلجرامي وفهم األسباب اليت تدفعهم الرتكاب اجلرائم،
ودراستها ،ملعاجلتهم نفسيًا وتأهيلهم للحياة.
يعم ل العدي د من األخص ائييناالجتماعيني يف خمتل ف املؤسس ات س واء ك انت مؤسس ات عام ة أو
خاص ة ومن بني املؤسس ات العام ة ال يت تع ول الفق راء وكب ار الس ن و أس رهم جند املستش فيات
واجلمعيات اخلريیة ومركز ذوي االحتياجات اخلاصة واملدارس
وهناك وسائل متعددة تستخدم يف أسلوب العمل االجتماعي عند استخدام لعاجل مشكلة ما
ومن بني هذه الوسائل:
-املقابالت
الشكاوي -
املؤمترات -
ــارة املسئولني للوقوف عل ــى املشكلة زي -
احلمالتالعاملية ...اخل -
هذا وجیباإلشارة إىل أن هذه الوسائل جيب أن تكون متفقه مع قيم اجملتمع والقوانني العامة حيث
إن م ا يس تخدم يف جمتم ع م ا ق د ال يص لح جملتم ع آخر1إذجیباإلش ارة أيض ا إىل أن وس ائل العم ل
االجتماعي ختتلف حسب املوقف الذي نواجهه ،هل هو موقف اتفاق وال يوجد اختالفجذري
يف املص احل أم ه و موق ف ص راع .فكلموق ف يتطلب اس تخدام وس ائل معين ة لتحقي ق اهلدف من
1أمحد ،نبيل حممد،،طريقة تنظيم اجملتمع يف اخلدمة االجتماعية :مدخل إسالمي القاهرة :دار الثقافة للطباعة والنشر،1996 .
ص .46
6
املمارسة ويستخدم األخصائياالجتماعي يف إطار ممارسة اخلدمة االجتماعية التنظيمية العديد من
االس رتاتيجيات حبس ب طبيع ة املوق ف أو املش كلة ،وأهم اس رتاتيجيتني يف ذل ك مها
اس رتاتيجيةاإلقناع حيث تس تخدم يف مواق ف االتف اق بني مجاع ات اجملتم ع ،واس رتاتيجية الض غط
حيث تس تخدم يف مواق ف الص راع أو ال نزاع بني بعض مجاع ات اجملتم ع .وذل ك هبدف إح داث
التغيري املطلوب.
*املقابلهوهي اجتماع االخصائي االجتماعي بالعميل وجها لوجه وهي وسيلة يتمكن هبا من احلصول على
املعلومات اليت هتمة يف التشخيص وهي مقابله مهنيه وليست شخصيه وهي وسيلة لفهم املوقف على حقيقته
متهيدا لتوجيه الدوافع اإلنسانية ومساعده الناس على التخلص من العوامل النفسية السلبية كما اهنا احسن
الفرص املتاحة لألخصائي ملالحظه العميل .
*الزيارة املنزلية هي مقابلة يف منزل العميل وتتم بناء على اتفاق مسبق بني االخصائي االجتماعي والعميل
التدخل االجتماعي يتم من خالل ثالث طرق رئيسة هي:
-1دراسة احلالة (خدمة الفرد).
-2العمل مع اجلماعات.
-3التدخل األسري.
وميكن استخدام طريقة أو أكثر مع العميل الواحد وذلك بناء على عدة عوامل من أمهها:
-1نوع املشكلة.
-2خصائص العميل النفسية والعقلية واالجتماعية.
-3قدرات املعاجل االجتماعي.
ومجيع هذه الطرق تعتمد على عمليات (خطوات تدخل) أساسية تتمثل يف:
-1تكوين العالقة املهنية.
-2الدراسة (شخصية العميل والبيئة احمليطة).
-3التشخيص (حتديد أسباب املشكلة وآثارها).
-4وضع اخلطة العالجية (خطة التدخل املقرتحة حلل املشكلة ويفرتض أن تتضمن اخلطة العالجية األهداف
7
واآلليات).
كما أن التدخل املهين يرتكز على جمموعة من القيم واملعايري (أخالقيات العمل) وعلى اجلميع التقيد هبذه القيم
أثناء عملية التدخل.
طبعا هناك تفصيالت كثرية يف املوضوع لكن إذا كانت لك تساؤالت حمددة ميكن أن نساعد يف مناقشتها.
ثانياً :التفكري ،هتيئة الطالبة املتخصصة للتفكري بشخصية أخصائية اجتماعية ،حيث يعتمد العمل املهين
لألخصائي االجتماعي على عنصرين هامني ،مها ،املعرفة العلمية ،واحلضور الذهين ،والذي يتشكل بواسطة
التفكري املستمر بالقضايا اجملتمعية ،وتوطيد العالقة بني املهين املتخصص وكل ماهو جديد من قضايا ومعرفة.
ثالثاً :التساؤالت ،وقد أثبتت الدراسات أن إثارة التساؤالت يف ذهن اإلنسان تعد من احملركات الرئيسية
للفكر كما أهنا من العوامل املهمة اليت تدفعه للبحث عن إجابات هلا وبالتايل اكتساب املعرفة.
التعرف على بعض املفاهيم األساسية واملصطلحات املتداولة يف العمل االجتماعي املتخصص مع األفراد.
امليثاق األخالقي الذي تلتزم به املهنة كما وضعته اجلمعية الوطنية لألخصائيني االجتماعيني
املبادئ املهنية خلدمة الفرد ،والرتكيز على العالقة املهنية يف العمل مع األفراد.
عناصر خدمة الفرد من حيث األخصائي االجتماعي ،العميل ،املشكلة أو املوقف ،املؤسسة االجتماعية،
وأخرياً عملية املساعدة.
املرحلة األول من مراحل التدخل املهين وهي الدراسة ،ومناطقها ،واألسس الرئيسية لبنائها.
8
اخلامتة:
يعت رب العم ل االجتم اعي من أهم وأرقى املهن يف العامل كك ل ويف اجلزائ ر باخلص وص ،لكن
ق د ع رف الكث ري من العراقي ل والص عوبات ال يت واجهت ه .ولكي ي رقى إىل مص ف املهن األخ رى
وجب على اجلميع تقدمي تشخيص موضوعي ودقيق حول أهم املشاكل واملتطلبات اليت تستدعيها
مس ألة تعزیز وتفعي ل السياس ة االجتماعي ة ،ومن ه تض مني مط الب الطبق ات الفق ري ة واملع وزة
واحتياجاهتا.
9
أثـر الثقافة يف دفع الفرد إىل ارتكاب اجلرمية ،املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب، )1
الرياض1984 ،
درويش ،حيي ،خلق دينامية القوى البشرية للرعاية االجتماعية كلية اخلدمة االجتماعية، )2
،1978جامعة حلوان،
مصطفى العوجي ،الرتبية املدنية كوسيلة للوقاية مـن االحنراف ،املركز العريب للدراسات )3
األمنية والتدريب ،الرياض1985 ،م،
أمحد ،نبيل حممد،،طريقة تنظيم اجملتمع يف اخلدمة االجتماعية :مدخل إسالمي القاهرة :دار )4
الثقافة للطباعة والنشر،1996 .
10