You are on page 1of 48

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة زيان عاشور– الجلفة‬

‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫قسم‪ :‬علم االجتماع والديموغرافيا‬

‫مقياس علم اجتماع المؤسسات‬


‫مطبوعة بيداغوجية مح ّكمة موجهة لطلبة السنة ثالثة‬
‫ليسانس علم اجتماع‬

‫إعداد‪:‬‬
‫د‪ .‬بن جدو خضرة فطيمة الزهرة‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪.2021/2020‬‬
‫المحتويات‬

‫‪ /1‬مدخل عام للمؤسسة‪3 ............................................................... :‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم المؤسسة ‪5 ...................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬من علم اجتماع التنظيم إلى علم اجتماع المؤسسة‪7 .................................‬‬

‫‪ /2‬المقاربة السوسيولوجية للمؤسسات‪9 .................................................. :‬‬

‫أوال‪ :‬النظريات الكالسيكية‪9 ............................................................. :‬‬

‫ثانيا‪ :‬النظرية الكالسيكية الجديدة‪18 ..................................................... :‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظرية الحديثة‪20 ................................................................ :‬‬

‫‪ /3‬دراسة المفاهيم األساسية‪26 .......................................................... :‬‬

‫‪ /4‬نماذج من أشكال المؤسسات المجتمعية‪34 ........................................... :‬‬

‫قائمة المراجع ‪45 .........................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫‪/1‬مدخل عام لإلدارة ‪:‬‬

‫كان األفراد في المجتمع البدائي يعيشون منفردين يسعى كل منهم للحصول على قوته من‬
‫الصيد أو الزرع ‪ ،‬وبمرور الوقت ظهرت حاجة األفراد الى التعاون لتحقيق مصالحهم المشتركة‬
‫فتعاونوا للتغلب على ظروف و مشاكل الحياة ‪.‬‬

‫و باستمرار التطور بدأت تظهر على شكل عشائر ‪ ،‬و ضرورة الحاجة الى القائد الذي عليه‬
‫توزيع األعمال ‪ ،‬وفض المنازعات استمر التطور و التجمعات على شكل قرى ومدن ‪ ،‬وبعدها‬
‫بدأت الحاجة لوجود العمليات اإلدارية من قيادة وتوجيه و تنسيق للجهود البشرية نتيجة لشعور‬
‫االنسان بضرورة التعاون مع غيره من البشر لتحقيق أهداف مشتركة ‪.‬‬

‫وعند تتبع تاريخ اإلدارة نجده في الحضارات القديمة‪:‬‬

‫في مصر القديمة ‪ :‬كان المجتمع المصري الفرعوني يمثل تنظيما هرميا على قمته يوجد‬
‫فرعون مصر وتحت هذه القمة كان ينتظم في تسلسل تنازلي آخذا في االتساع أيضا الطبيعة‬
‫الزراعية في مصر ‪ ،‬اعتمادا على مياه النيل و‪ ،‬واستعمل التركيز اإلداري من قبل الملوك ‪،‬‬
‫وذلك لتنظيم توزيع المياه ‪ ،‬ما نجده في جزيرة أسوان بمجرى النيل عند مدينة اسوان ‪ ،‬حيث‬
‫ند نحت بالهيروغليفية مقياس يوضح منسوب المياه ‪ ،‬كانوا يقدرون به مستوى الفيضان ‪،‬‬
‫ويقدرون مساحة األراضي التي ستروى ‪ ،‬وهل سيكون هناك فائض غالل يدخل المخازن أم‬
‫قحط ؟ ‪ ،‬ومن ثم تفتح المخازن لتقديم الغالل المخزونة للشعب أم أن الحال سيبقى على ماهو‬
‫عليه ‪ ،‬وهذه العملية تماثل عملية التخطيط اإلداري في العصر الحديث ‪.‬‬

‫حتى أن مصر القديمة كانت عبارة عن مقاطعات ‪ ،‬لكل مقاطعة حاكم مسؤول أمام فرعون ‪،‬‬
‫وهو ما يتماشى مع النظام اإلداري في الفكر المتقدم من حيث تقسيم السلطة ونظام المركزية‬
‫و الالمركزية ‪.‬‬

‫بل أن بناء األهرام يعتبر دليال على قدرة فائقة لتوحيد جهود األفراد و تنظيمها‪.‬‬

‫ولقد بلغ إعجاب ماكس فيبر بهذه الحقيقة حيث يقول بأن "الجهاز اإلداري المصري القديم‬
‫يصح أن يكون نموذجا تاريخيا لكافة النظم اإلدارية التي تلته ‪"..‬‬
‫‪3‬‬
‫الصين القديمة‪ :‬اهتمام الصينين بالتخطيط الشامل حيث كانت إدارة الدولة تهتم بوضع خطة‬
‫عامة تستهدف توفير حاجيات اإلمبراطورية من الغذاء و التعليم و تسليح الجيش ‪ ،‬حيث‬
‫أصدر األمير "هان " اختيار الموظفين على أساس كفاءتهم‬

‫الحضارات الغربية‪ :‬حاولت تعظيم األفكار اإلدارية القديمة و عملت على ضم البعض منها‬
‫في نظريات جديدة و لقد أثرت في الفكر اإلداري في أوروبا و أمريكا و الفضل في تطوير‬
‫الفكر اإلداري‪ ،‬يعتبر فريديرك تايلور مؤسس حركة اإلدارة العلمية و تاله رواد آخرين ‪.‬‬

‫لم يكن الفكر اإلداري الغربي في بدايته مهتم بالقيم واألخالقيات بقدر اهتمامه بالقيم المادية‬
‫الى سيطرته عل الفكر والحضارة الغربية بوجه عام‪.‬‬

‫ثم ظهر فايول اهتم بالوظائف اإلدارية ثم ظهرت آراء ماكس فيبر في البيروقراطية و يعني بها‬
‫التنظيم األمثل الذي يقوم على أساس من التقييم االدري و التخصص‪.‬‬

‫وبعدها ظهر عصر جديد للعالقات اإلنسانية نتيجة تدخل علماء النفس واالجتماع‪.‬‬

‫ومع بداية األربعينيات اهتم العلماء السلوكيين أمثال هربرت سيمون بالعمل على تحفيز العاملين‬
‫لضمان رفع معنوياتهم‪ ،‬وزيادة اإلنتاج‪ ،‬بتطبيق طرق ونتائج علم النفس وعلم النفس االجتماعي‬
‫وعلم االجتماع والخدمة االجتماعية‪.‬‬

‫إن ظهور الخدمة االجتماعية مع الحرب العالمية والحرب العالمية الثانية حيث كانوا متطوعين‬
‫ومنها بدأت بالتطور نتيجة احتياج المجتمع لمثل هذه الخدمات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ /2‬مدخل عام للمؤسسة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم المؤسسة‬
‫ماهية المؤسسة تشكل عبارة عن مجموعة من القيم والمعايير والممارسات المشتركة‬

‫لمجموعة من األفراد التي تبنى عالقاتها بطريقة منظمة ثابتة ومستقرة‪ ،‬ومن خالل التعريفات‬

‫فإنها تشمل جميع المؤسسات األسرة والمدرسة والمقاولة والمؤسسات االقتصادية‪.‬‬


‫ّ‬

‫تجمع ذات حدود معروفة نسبيا‬


‫تعريف المنظمة ل ـ " ريتشارد هول" هي جماعة أو ّ‬

‫ونظام معياري ومراتب للسلطة ونسق من أنساق االتصال وأنساق من العضوية وهذا التجمع‬

‫يقوم على أساس االستم اررية في البيئة واالندماج مع األنشطة التي تتعلق بالبيئة‪.‬‬

‫تعريف بريفيس‪ :‬المؤسسة ذلك النوع من التعاون بين الناس الذي يؤدي إلى تكوين‬

‫‪1‬‬
‫عالقات اجتماعية نوعية متميزة‪:‬‬

‫تعريف علي محمد عبد الوهاب‪ :‬تستخدم عبارة التنظيم للتعبير عن الجهد اإلنساني‬

‫أن أساس التنظيم هو إشباع حاجات األشخاص‬


‫المبذول من أجل تحقيق األهداف المرغوبة و ّ‬

‫وتحقيق رغباتهم لهذا فالتنظيم هو تحقيق األهداف المرجوة فنقيم التعليم لنشر المعارف‬

‫والمستشفيات للعالج والمصانع إلنتاج الخيرات المادية أي السلع ويمكن النظر إلى التنظيم من‬

‫حيث الشكل ومن حيث المضمون‪ ،‬فالشكل أو هيكل التنظيم يعني الجماعات واإلدا ارت واألقسام‬

‫التي يعمل بها الناس والعالقات التي تنظم أعمالهم بطريقة منظمة ومنسقة ليصلوا إلى هدف‬

‫‪ -‬محمد الجوهري‪ ،‬مقدمة في علم اجتماع‪ ،‬دار الكتب الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1975 ،‬ص‪.221‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬
‫محدد‪ ،‬أما المضمون فهو عملية جمع الناس في منظمة (مؤسسة) وتقسيم العمل فيما بينهم‬

‫وتوزيع األدوار عليهم حسب قدراتهم ورغباتهم والتنسيق بين جهودهم وإنشاء شبكة متناسقة من‬

‫‪1‬‬
‫االتصاالت بينهم حتى يستطيعوا أن يصلوا إلى هدف محدد‪.‬‬

‫تجمع إنساني له قواعد تأسيسية معطاة‬


‫وبالنسبة لـ " ماكس فيبر" فالمؤسسة هي كل ّ‬

‫بنجاح أي ناجحة إلى حد كبير‪ ،‬ويكون ذلك داخل مجال حركي حيوي قابل للتجديد أي خاص‬

‫بجماعة معروفة تعمل أعماال مفهومة وواضحة ومقصودة‪.‬‬

‫إن مفهوم " ماكس فيبر" للمؤسسة هي عبارة عن منظمة مبنية أو مركبة من مجموعة‬
‫ّ‬

‫من الحرفيين أو الفاعلين الذين يملكون سلطة قانونية وعقالنية على مجموعة من األفراد أو‬

‫المجتمع كله‪ ،‬هذه السلطة العقالنية والقانونية يكتسبونها من خالل العالقة الموجودة التي‬

‫‪2‬‬
‫تربطهم مباشرة بوظائفهم‪ ،‬التي تضفي على سيطرتهم الشرعية القانونية واالجتماعية‪.‬‬

‫إبراهيم العسل‪ :‬المؤسسة هي عبارة عن جماعة رسمية أو منظمة تتكون من أجل تحقيق‬

‫هدف معين قد يكون تجاريا أو دينيا‪ ،‬أو رياضيا أو صحيا‪ ،‬أو تربوية ومن أمثلة المؤسسات‪:‬‬

‫الشركات‪ ،‬المصانع‪ ،‬البنوك‪ ،‬المدارس‪ ،‬الجماعات الخيرية‪.‬‬

‫ومن أهم خصائص المؤسسات‪ :‬التنظيم الرسمي المبني على القوانين‪ ،‬واللوائح‬

‫‪3‬‬
‫المنظمة والعالقات االجتماعية القائمة بين أعضائها‪.‬‬

‫‪ -‬رابح كعبش‪ ،‬علم إجتماع التنظيم‪ ،‬مخبر علم إجتماع اإلتصال‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- Beitone Alain et des Autres « lescique de sociologie », OSB , 4 édition italia, 2013, p197.‬‬
‫‪ -‬إبراهيم العسل‪ " ،‬األسس النظرية واألساليب التطبيقية في علم إجتماع‪ ،‬ط‪ ،1‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1997،‬ص‪.34‬‬


‫‪6‬‬
‫يعرف المؤسسة على ّأنها نسق من األنشطة المنسقة شعوريا‪ ،‬أو‬
‫تعريف " ‪ّ "Barnard‬‬

‫ّأنها قوى منظمة بين شخصين أو أكثر تقوم بإنجاز مجموعة من األنشطة من خالل التنسيق‬

‫الهادف المدروس والشعوري‪ ،‬وهذا التعريف يشير إلى عنصر التنسيق بين األنشطة التي يقوم‬

‫بها األفراد داخل المنظمة حيث يبرز االرتباط القوي بين التنسيق ومدى تحقيق األهداف‪.‬‬

‫تعريف " ‪ "Robinis‬المنظمة تكوين اجتماعي منظم بوعي‪ ،‬له حدود واضحة المعالم‬

‫يعمل على أساس دائم لتحقيق أغراض المجتمع بكفاءة وفعالية‪ ،‬وتحقيق السعادة لألعضاء‬

‫العاملين فيها واالهتمام والعناية بالمجتمع‪.‬‬

‫تعريف " الهاشمي لوكيا" المنظمة هي مجموعة من األفراد يجتمعون لتحقيق أهداف‬

‫فإن نجاحها يتوقف‬


‫موجه إلشباع حاجات الجماعة وتلبية حاجاتهم ّ‬
‫إنسانية وبما ّأنها اختراع ّ‬
‫‪1‬‬
‫على نوعية منهاجها وتخطيط هيكلتها للوصول إلى أهدافها‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة لمفهوم المؤسسة فهي وحدة اجتماعية ذات حدود ثابتة‬

‫وقابلة للمعاينة يربطها نظام السلطة وتفاعالت اجتماعية من أجل تحقيق أهداف هذه المنظمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من علم اجتماع التنظيم إلى علم اجتماع المؤسسة‪.‬‬


‫زاد االهتمام بالمؤسسة كموضوع سوسيولوجي في نصف الثاني من القرن ‪20‬م‪ ،‬فقد‬

‫اهتم علماء االجتماع بالعمل في حد ذاته دون ربطه بظواهر أخرى‪ ،‬وكانت عبارة عن مؤسسة‬

‫اقتصادية فقط‪ ،‬وتجاهلوا وجود أفراد داخل هذه التنظيمات التي تؤثر وتتأثر بهذه المنظمات‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬زهير بوجمعة شالبي‪ ،‬الصراع التنظيمي‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2019 ،‬ص‪.29‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫مفهوم المؤسسة في بدايات علم اجتماع‪:‬‬

‫‪ -‬بروز مفهوم المؤسسة بدايات نشأة علم االجتماع كتخصص مستقل بذاته وبالرجوع‬

‫فإن مفهوم المؤسسة يعود إلى المدرسة الدوركايمية‪.‬‬


‫إلى علم اجتماع ّ‬

‫‪ -‬ويرى " تالكوت بارسونز" ّ‬


‫بأنها " مجموعة معقدة من القيم والمعايير التي تشترك فيها‬

‫‪1‬‬
‫مجموعة من األفراد"‪.‬‬

‫المدرسة الوظيفية في علم االجتماع ترى ّ‬


‫بأن العائلة والدين والدولة أكثر المؤسسات‬

‫االجتماعية برو از وتبلورا‪.‬‬

‫و" ماكس فيبر" يرى ّ‬


‫بأن المؤسسة االجتماعية كأساس للحياة االقتصادية‪ ،‬وبدأ مفهوم‬

‫مؤسسة في علم اال جتماع مطلع الخمسينات وذلك التطور الذي شهدته المجتمعات الغربية‬

‫والتطور الصناعي وتطور االتصال الدولي مما برز مؤسسات إنتاجية‪ ،‬أيضا تحليل مفهوم "‬

‫االغتراب في العمل" وحّلل علماء االجتماع أمثال " أالن توارن" القوى االجتماعية التي يشهدها‬

‫ألن النقابة تقّلل من االغتراب وتدافع عن مصالح‬


‫العامل داخل المؤسسة ومتمثلة في النقابة ّ‬

‫العمال وتسوية وضعياتهم ومن خالل بوادر بروز علم اجتماع المؤسسة تحت عوامل منها‬

‫التشغيل مما تحتم الرجوع إلى التفكير في المؤسسة من خالل توفير الشغل ومعدالت اإلنتاج‪،‬‬

‫وفهم البنية الداخلية للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬وتحليل المؤسسة سوسيولوجيا وعالقة المؤسسة‬

‫بالمجتمع الذي ينتمي إليه‪ ،‬والعالقات الداخلية في حد ذاتها باعتبار المؤسسة " كالًّ اجتماعيا"‪.‬‬

‫‪ 1‬معن خليل ‪ ،‬نظريات معاصرة في علم االجتماع ‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،2015 ،‬ص ‪81‬‬
‫‪8‬‬
‫اعتبار المؤسسة نسقا اجتماعي واقتصادي مفتوح يتكون من أفراد تتأثر وتؤثر في‬

‫المحيط‪ ،‬وتجاوز الطرح الكالسيكي الذي يرى ّ‬


‫بأن المؤسسة االقتصادية فقط بال " جسدا‬

‫ا جتماعيا" ومنها برزت في المؤسسة عدة دراسات علمية حديثة وهي ثقافة المؤسسة‪ ،‬السلطة‬

‫التغير االجتماعي بالمؤسسة‪ ،‬ومقاربة المؤسسة‪.‬‬


‫داخل المؤسسة‪ ،‬عالقة المؤسسة بالمحيط‪ّ ،‬‬

‫كنظام اجتماعي متكامل وعالقة بين المؤسسة ومحيطها‪.‬‬

‫‪ /3‬المقاربة السوسيولوجية للمؤسسات‪:‬‬


‫أوال‪ :‬النظريات الكالسيكية‪:‬‬
‫‪ -‬النظرية العلمية لفريديريك تايلور‪:‬‬

‫* عوامل ظهور التايلورية‪:‬‬

‫الواليات المتحدة األمريكية (‪.)1920-1900‬‬

‫* التطورات التي شهدتها الو‪.‬م‪.‬أ‪:‬‬

‫‪ -‬التوسع في الطرق والمواصالت‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة السكان في المدن أكثر من األرياف‪.‬‬

‫‪ -‬توفر الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -‬النزوح الريفي مما أدى إلى نزول الزراعة‪.‬‬

‫‪ -‬ازدهار حركة التصدير‪.‬‬

‫‪ -‬لم يكن اإلنتاج في المستوى مما أدى إلى البحث عن الحلول‪ ،‬مما جعل العلماء من‬

‫بينهم " تايلور" تقديم نظرية تساعد على الزيادة في اإلنتاج‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫تحصل على البكالوريا وهدفه‬
‫تايلور (‪ :)1915-1856‬هو من عائلة ميسورة الحال ّ‬

‫األساسي الدخول إلى إدارة األعمال بدأ كمبتدئ وترّقى إلى أن وصل إلى خبير وأثناء عمله‬

‫تحصل على شهادة مهندس ‪1883‬م ويرى " تايلور" ال يحق للعمال في التعب‬
‫في الشركة ّ‬

‫ويجب إتباع بعض المناهج‪.‬‬

‫وشرحه في كتابه العالقة بين العمال والتقنيات الجديدة للقضاء على نقص اإلنتاجية‪.‬‬

‫بأنه المعرفة المصنفة والمنظمة ويرى ّ‬


‫بأن العمال لهم معارف غير مصنفة‬ ‫ويعرف العلم ّ‬
‫ّ‬

‫وغير منظمة‪.‬‬

‫واستعان بعلم النفس وعلم النفس التقني وقياس الزمن والتعاون بين اإلدارة والعمال‬

‫والزيادة في اإلنتاج واستند إلى ثالث نقاط‪:‬‬

‫‪ -‬اختيار األشخاص‪.‬‬

‫‪ -‬تدريبهم‪.‬‬

‫‪ -‬مكافأة‪.‬‬

‫مبادئ اإلدارة العامة‪:‬‬

‫‪ -‬إحالل العلم‪.‬‬

‫‪ -‬تعاون اإلدارة والعمال‪.‬‬

‫‪ -‬االختيار والتدريب العلمي للعمال‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم المسؤولية بين المدير والعمال‪.‬‬

‫‪ -‬الزيادة في األجور مقابل الزيادة في اإلنتاج‪.‬‬


‫‪10‬‬
‫‪ -‬كمية اإلنتاج تتناسب مع القدرة والحالة الجسدية للعمال‪.‬‬

‫‪ -‬محاسبة العمال لتقديم عمل أكثر‪.‬‬

‫‪ -‬العالوة‪.‬‬

‫‪ -‬المنع من التكاسل وليس من الراحة‪.‬‬

‫‪ -‬إعفاء رؤساء العمال من طبيعة الكتابية‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة الوقت وتنميط العمل وتخصصهم حجز الزاوية في التايلورية‪.‬‬

‫مبدأ اإلدارة‪:‬‬

‫مفصلة من‬
‫‪ -‬اإلدارة تعطي األوامر أما العامل يطبق وأن يحصل المدير على تقارير ّ‬

‫األسفل إلى األعلى‪.‬‬

‫فإن العمل التشاركي بين اإلدارة والعمال ما يجعل العمل‬


‫وفيما يتعلق بالصراع التنظيمي ّ‬

‫بأن العلم قادر على تحقيق الفكرة‪ ،‬فحينما يتم اكتشاف القوانين الطبيعية‬
‫النقابي أقل أهمية ويقول ّ‬

‫ثم وضع جدول األجور على أسس‬


‫التي تحكم العمل واإلنتاج وتحديد الزمن الحقيقي للعمل‪ّ ،‬‬

‫ألن المرء ال يستطيع أن يساوم فيما‬


‫فإن ذلك سوف يقضي على المساومة والنزاع ّ‬
‫موضوعية ّ‬
‫‪1‬‬
‫يتعلق بالحقائق العلمية‪.‬‬

‫‪ -‬محمد علي محمد‪ ،‬علم اجتماع التنظيم‪ ،‬دار المعارف الجامعية‪ ،‬ط‪ ،3‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1986 ،‬ص‪.140‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬نظرية " هنري فايول"‪:‬‬

‫في الوقت الذي كان ينادي فيه " تايلور" باإلدارة العلمية في أمريكا كان " هنري فايول"‬

‫ينادي بمبادئ اإلدارة العلمية في فرنسا وظهرت أفكاره في كتابه المشهور (اإلدارة العامة‬

‫والصناعية) الذي صدر عام ‪1916‬م‪.‬‬

‫بأن النشاط اإلداري مهم ّ‬


‫ألنه يتعلق بالتنبؤ والتنظيم والتنسيق‬ ‫يرى " هنري فايول" ّ‬

‫وإصدار األوامر والرضا للعاملين ويكون بمثابة تشجيع لهم‪.‬‬

‫‪-‬مبادئ اإلدارة عند " هنري فايول"‪:‬‬

‫أن المجتمعات اإلنسانية كلما‬ ‫‪ -‬مبدأ تقسيم العمل‪ :‬يرى ّ‬


‫بأن التخصص أم ار طبيعيا و ّ‬

‫ازدادت رقيا كلما ازداد أعضاؤها وضوحا وتميي از في القدرة على أداء نوع معين من األعمال‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ المسؤولية والسلطة‪ :‬حق إصدار األوامر‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ النظام والطاعة‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ وحدة األمر‪ :‬يتلقى الموظف تعليماته من رئيس واحد‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ وحدة التوجيه‪ :‬يعني رئيس واحد‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ خضوع المصالح الفردية للمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ مكافأة األفراد‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ المركزية‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ تدرج السلطة‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ الترتيب‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬مبدأ المساواة‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ استقرار المستخدمين‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ روح التعاون‪.‬‬

‫نشاطات " فايول" في إدارة األعمال‪:‬‬

‫‪ -‬أنشطة فنية (تصنيع وإنتاج)‪.‬‬

‫‪ -‬أنشطة تجارية (بيع وشراء)‪.‬‬

‫‪ -‬أنشطة مالية (تأمين رأس المال)‪.‬‬

‫‪ -‬أنشطة حماية وأمن (حماية الممتلكات واألشخاص)‪.‬‬

‫‪ -‬أنشطة محاسبية (تقدير وتكاليف)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أنشطة إدارية (تخطيط وتنظيم وإعطاء أوامر)‪.‬‬

‫أن تايلور اهتم باإلنتاج أما فايلور اهتم باإلدارة‬


‫االختالف بين " تايلور" و " فايلور" ّ‬

‫وتعتبر أفكارهما مكملة لبعضهما البعض‪.‬‬

‫‪ -‬إميل دوركايم‪:‬‬

‫يعتبر اهتمام " دوركايم" المستمر بمفهوم التكامل من أهم أفكاره الوظيفية وهي تجسد‬

‫أن التضامن االجتماعي على درجة عالية‬


‫عملية اندماج األفراد في النظام االجتماعي حيث ّ‬

‫من األهمية في المحافظة على التوازن‪ ،‬كما اعتبر كتابه" قواعد المنهج في علم االجتماع" من‬

‫‪ -‬د‪ .‬عمر أحمد وآخرون‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار المناهج للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2013 ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫أهم مساهمته الوظيفية‪ ،‬وحّلل تقسيم العمل ويرى ّ‬
‫بأن األفراد داخل المجتمع ال يمكن أن ينجز‬

‫أن بقاء‬
‫كل المهام لوحده بل كل األفراد في حالة تفاعل مع األجزاء مع بعضها البعض و ّ‬

‫المجتمع يكمن في العالقات المتداخلة‪.‬‬

‫بأن الموضوع األساس بالنسبة لعلم االجتماع هو الحقائق االجتماعية‪،‬‬


‫أكد " دوركايم" ّ‬

‫توسع " دوركايم" فيما بعد في معنى الحقائق االجتماعية واستخدم مصطلح " المؤسسة"‬
‫ولقد ّ‬

‫عرف علم‬
‫ويعني به المعتقدات وأنماط السلوك المؤسسة من قبل المجموعة االجتماعية‪ ،‬كما ّ‬

‫بأنه " ع لم دراسة المؤسسات من حيث‪ ،‬أصولها وآلية عملها" وهكذا نظر " دوركايم"‬
‫االجتماع ّ‬
‫‪1‬‬
‫إلى ظواهر المستوى البنائي بعيد المدى كموضوع مالئم لدراسة علم االجتماع‪.‬‬

‫فإن دوركايم يرى ّ‬


‫بأن المدرسة‬ ‫أن المدرسة تعتبر إحدى المؤسسات االجتماعية ّ‬
‫بما ّ‬

‫فإن ذلك راجع إلى أقوال‬


‫تكتسب شيئا فشيئا األهمية في نشر الثقافة والتمايز االجتماعي ّ‬

‫المؤسسات التقليدية كالدين واألسرة تعني التنشئة االجتماعية التغيير‪ ،‬وعلى المستوى المثالي‬

‫هي تحويل شخص من كائن غير اجتماعي إلى كائن اجتماعي بتلقينه أنساق تفكير ومعتقدات‬

‫وتقاليد وقيم أخالقية مهنية أو طبقية حيث البعض منها غير قابل للمراجعة وأخرى على العكس‬

‫‪2‬‬
‫تتغير تبعا للتجارب المكتسبة والحالة المعيشية للفرد أو األسرة‪.‬‬
‫من ذلك ّ‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد عبد الكريم الحوراني‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،2012 ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬رأفت عبد العزيز وآخرون‪ ،‬أصول التربية المعاصرة‪ ،‬دار العلم واإليمان للنشر‪ ،2018 ،‬ص ‪.444‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫مارسل موس‪:‬‬

‫تتميز بالغ ازرة والتنوع‪ ،‬لقد استطاع‬


‫أن أعمال مارسل موس (‪1950-1872‬م) ّ‬
‫شك ّ‬
‫ال ّ‬

‫عدة بحوث‪ ،‬تنتمي إلى تخصصات مختلفة من األنثروبولوجيا وعلم االجتماع وعلم‬
‫أن ينجز ّ‬

‫النفس‪.‬‬

‫نموذج الهبة‪:‬‬

‫اهتمام مارسل موس بالهبة أو اقتصاد التبادل أملته النزعات االقتصادية النفعية السائدة‬

‫عبر التاريخ ومازالت‪ ،‬والتي سعت إلى تفسير العالقات داخل المجتمع بالمنطق االقتصادي‬

‫كانت مقالة في الهبة‪ ،‬ضد هذه النزعة يقول موس‪" :‬ليس اإلنسان دائما حيوان اقتصادي" على‬

‫هذا األساس‪ ،‬من الضروري أن نلفت االنتباه إلى ما ّ‬


‫سماه جاك غودبو "اإلنسان الواهب" وهو‬

‫إنسان قائم بيننا اآلن‪ ،‬فنحن مازلنا في مجتمع مزدوج‪ ،‬مجتمع ال شخصي‪ ،‬يقوم على السوق‬

‫والعلم واإلدارة ومجتمع بدائي يقوم على عالقة القرابة والجوار والصداقة والشبكات التضامنية‬

‫‪1‬‬
‫والقانون األبوي‪.‬‬

‫بأنها مجموعة من األنشطة الممارسة من طرف أفراد‬


‫عرف مارسل موس المؤسسة ّ‬
‫‪ّ -‬‬

‫والذي يجدون أنفسهم كمجموعة مع بعضهم البعض‪ ،‬نلمس تلك العالقة القائمة (المشترك بين‬

‫ألن لديهم مجموعة من األنشطة يقومون بها‬


‫يكونون مؤسسة ّ‬
‫المؤسسة واألسرة (الزوج والزوجة ّ‬

‫مع بعضهم البعض)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Alain caillé : ouverture Maussienne “Revie du Mauss,N, 2010, p25 p,33.‬‬
‫‪15‬‬
‫ماكس فايبر‪)1920-1864( :‬‬

‫اعتبار النموذج المثالي للبيروقراطية هو النموذج للمجمع الصناعي يكاد يتفق علماء‬

‫ألنها تتّسم باالنسجام والصدق‪.‬‬


‫قدم نظرية منظمة شاملة ّ‬
‫أن فيبر هو ّأول من ّ‬
‫االجتماع على ّ‬

‫ويرى ّ‬
‫بأن البيروقراطية موجودة في المجتمعات القديمة وتطورت في المجتمعات‬

‫الحديثة بشكل سريع ولها ثالث عوامل في سبب تطورها‪:‬‬

‫‪ /1‬نم و االقتصاد النقود‪ :‬حل محل المقايضة النقود‪.‬‬

‫وكل قطاع وله‬


‫‪ /2‬النمو الكمي والكيفي على المهام اإلدارية‪ :‬الكمي يقصد به اإلدارات ّ‬

‫إدارة والكيفي أصبحت هناك وسائل تقنية جديدة‪.‬‬

‫خصائص البيروقراطية طبقا لرأي ماكس فيبر‪:‬‬

‫‪ -‬المكتب‪ :‬تقسيم عمل دقيق بين العاملين‪.‬‬

‫‪ -‬القواعد‪ :‬نظام شكلي من القواعد والترتيبات بحكم الق اررات واألفعال‪.‬‬

‫توجهات غير شخصية للعاملين نحو الزبائن أو يعاملون كحاالت‪.‬‬


‫‪ -‬الالشخصية‪ّ :‬‬

‫‪ -‬الهيراركية‪ :‬بناء هيراركية السلطة مع تعريف واضح لمسؤولية الفرد‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬هيئة متخصصة إداريا تحفظ التنظيم ونسق التواصل الداخلي فيه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المهنية‪ :‬نظام للترقيات يقوم على الجدارة وبالتالي يكون للعاملين عمر مهني طويل‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬كريم محمد حمزة‪ ،‬نظريات علم االجتماع‪ ،‬دار مكتبة البصائر للنشر‪ ،‬ط‪1‬ن جامعة بغداد‪ ،2015 ،‬ص ‪.126‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫وكأنها جمعية يشترك ويتحرك فيها أصحابها في‬
‫إن المؤسسة بالنسبة لماكس فيبر ّ‬
‫ّ‬

‫إطار محدود وحسب قواعد محددة هذا التصور يبعدنا عن تصور دوركايم الذي وضع المؤسسة‬

‫على مستوى أعلى من األفراد الذين هم في مستوى أسفل وتحت رحمة وسلطة وإكراه المؤسسة‪،‬‬

‫رغم التداخل بين المستويين عندما كتب فيبر هناك شيء من الحرية في التحرك بالنسبة لألفراد‬

‫التجمع أو هذه الجمعية لها‬


‫ّ‬ ‫الذين يدخلون ويخرجون من المؤسسة بحرية كبيرة بحكم ّ‬
‫أن هذا‬

‫طابع شبه تعاقدي ويظهر هنا تجربة ماكس فيبر في العلوم السياسية عكس دوركايم الذي لم‬

‫يكن يهتم من قبل بهذه النشاطات القريبة من السياسة فالمؤسسة عند ماكس فيبر ال تشير إلى‬

‫أولوية المستوى العلوي الضاغط وخضوع األفراد إلى هذا الكائن االجتماعي الذي يحتكر‬

‫ويمارس اإلكراه على أتباعه إضافة إلى ّأنها أكثر أدواتية من المؤسسة عند دوركايم التي هي‬

‫‪1‬‬
‫قوة أولية وإكراه‪.‬‬

‫تستند النظرية الكالسيكية للتنظيم على أربع دعائم وهي‪:‬‬

‫‪-‬تقسيم العمل الذي يعتبر دعامة أساسية وحجر الزاوية للعناصر األخرى المكونة للنظرية‬

‫أن تنمية الوضع اإلداري والوظيفي يتطلب التخصص باإلضافة إلى ّ‬


‫أن الهيكل التنظيمي‬ ‫حيث ّ‬

‫يعتمد على التوجيه الذي تحدده األنشطة المتخصصة في التنظيم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- tournay virginie “sociologie des institutions, que sais- je ? label imprimerie, France,2011‬‬
‫‪p17.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬العمليات اإلدارية والوظيفية تنشأ من النمو الرأسي واألفقي للتنظيم على التوالي إذ ّأنها‬

‫أن‬
‫تشير إلى سلسلة األوامر وتفويض السلطة والمسؤولية ووحدة القيادة والتبعية اإلدارية كما ّ‬

‫تقسيم التنظيم إلى أجزاء متخصصة وإعادة تجميعها في وحدات متماثلة هي العمليات الوظيفية‪.‬‬

‫‪ -‬الهيكل اإلداري على اعتبار ّأنه العالقات المنطقية للوظائف في التنظيم والتي يجب‬

‫أن ترتب لتحقيق أهداف بفاعلية‪.‬‬

‫أن مبادئ التنظيم‬


‫وجهت للمدرسة الكالسيكية إالّ ّ‬
‫على الرغم من االنتقادات التي ّ‬
‫‪1‬‬
‫الكالسيكي تقوم بدور غاية في األهمية في الهيكل التنظيمي الذي يعمل بداخله األفراد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النظرية الكالسيكية الجديدة‪:‬‬


‫مدخل ‪:‬‬

‫كرد فعل للنظريات الكالسيكية الثالث وهي‬ ‫ظهرت مدرسة العالقات اإلنسانية سنة ‪1930‬‬
‫البيروقراطية و اإلدارة العلمية ‪ ،‬و التقسيم اإلداري ‪ ،‬و التي افترضت أن الحوافز المادية هي‬
‫ما يهم العاملين وبالتالي اهمالها للعوامل االجتماعية و اإلنسانية وهذا النوع من الفكر اإلداري‬
‫التقليدي ساد خالل مرحلة من مراحل تطور عالقات العمل ‪.‬‬
‫كما سيطر عليها الفكر التنظيمي العلمي الذي يهتم بترشيد األساليب و الطرق الهيكل التنظيمي‬
‫أكثر مما يهتم بالعنصر البشري ‪.‬‬
‫ومن االعتبارات التي ساعدت على ظهور مدرسة العالقات اإلنسانية‪:‬‬
‫‪ -1‬الحركة النقابية وتزايد قوتها أدى الى ظهور مشكالت جديدة في العمل ومن ثم رأى االداريون‬
‫أن قوة الحركة النقابية كانت نتيجة لفشلهم في توفير مناخ مناسب من العالقات اإلنسانية‪،‬‬
‫وحاولوا العمل على تصحيح هذا الوضع ‪.‬‬

‫‪ -‬ماهر أبو المعاطي‪ ،‬اإلتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات االجتماعية‪ ،‬المكتب الجامعي للنشر‪ ،‬جامعة حلوان‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،2010 ،‬ص ‪.283‬‬


‫‪18‬‬
‫‪ -2‬زيادة ثقافة العمال مما جعلهم يدركون مشكالت العمل ويطالبون بقيادة إدارية أفضل‬
‫‪ -3‬كبر حجم المشروعات أدى الى ظهور مشكالت إنسانية جديدة إذ أصبح من العسير على‬
‫اإلداري االتصال الشخصي بمعظم العاملين مما أدى الى ظهور االتصاالت و التنظيمات‬
‫غير الرسمية‪.‬‬
‫‪ -4‬ارتفاع مستوى المعيشة في المجتمع الحديث مما أفسح المجال أمام اإلدارة للتركيز على‬
‫العوامل اإلنسانية و خاصة و أنه قد تم اتباع الحاجات المادية اإلنسانية ‪.‬‬
‫" إلتون مايو" (‪ّ )1949 -1880‬أول من انتقد المدرسة الكالسيكية من ناحية التنظيم‬

‫الهتمامها بالجانب الرسمي وإهمالها الجانب النفسي‪.‬‬

‫أول من أدخل علم االجتماع في اإلدارة وسمى علم االجتماع إدارة وهو ضد الرقابة‪.‬‬

‫عندما كان مدير مؤسسة يالحظ ّأنها تحتوي على كل الظروف المالئمة للعمل إالّ ّ‬
‫أن اإلنتاج‬

‫كان ضعيفا أراد أن يعالج قلة اإلنتاج فلجأ إلى الجامعة أي الباحثين لدراسة المشكل‪.‬‬

‫‪ -‬فترات تجارب إلتون مايو (‪:)1932-1927‬‬

‫التجارب لم تكن تستهدف العوامل النفسية واالجتماعية‪ ،‬و ّإنما استهدفت أثر المتغيرات ما‬

‫على اإلنتاجية مثل (الساعات) فترات الراحة‪.‬‬

‫مما فتحت المجال للتركيز على الجوانب اإلنسانية والسلوكية في إنجاز العمل‪.‬‬

‫أن تحسين‬
‫‪ -‬الحوافز المادية واالقتصادية ال تكفي في تحسين األداء واكتشف مايو ّ‬

‫اإلنتاجية يتحقق عبر‪:‬‬

‫‪ -‬مناخ العمل الجماعي (عالقات اجتماعية طيبة)‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشراف المشترك‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬ساهمت دراسات مايو في ظهور العالقات اإلنسانية كما اهتم بالعالقات الغير‬

‫الرسمية والتنظيمات غير الرسمية والحوافز المعنوية‪.‬‬

‫أن السعادة يمكن أن تتحقق للعاملين أيضا‬


‫كما رأت مدرسة العالقات اإلنسانية ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫عن طريق إعطاءهم فرصة للمشاركة في الق اررات والقيادة السليمة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظرية الحديثة‪:‬‬


‫"آالن توران "‪:‬‬

‫‪ -‬الحركة االجتماعية عند آالن توران يعد موضوع "الحركة االجتماعية" من أهم‬

‫أن ما يقوم به الفاعلون ليس مجرد‬


‫المباحث األساسية التي اشتغل عليها آالن توران وتعني له ّ‬

‫ردود أفعال تجاه تكريس المؤسسات االجتماعية عليهم عن طريق الهيمنة والمنافسة ولكنهم‬

‫ينتجونها ويحددونها بتوجيهاتهم الثقافية وبالصراعات االجتماعية المنخرطين فيها‪.‬‬

‫يقترح آالن توران تأسيس الحركة االجتماعية على ثالث مبادئ يعتبرها أساسية وهي‬

‫كالتالي‪:‬‬

‫عدة‬ ‫أ‪ -‬مبدأ الهوية‪ :‬تحديد الهوية الذاتية مع تحديد هوية الخصم يرى ّ‬
‫بأن كل طبقة تحمل ّ‬

‫أدوار تاريخية وهو محور التحول االجتماعي وقوة مقاومة التغيير‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬ماهر أبو المعاطي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ التعارض‪ :‬يفترض مبدأ التعارض في الحركة االجتماعية عند توران تحديد الخصم‬

‫أي يجب أن يكون الخصم الذي قائمة عليه الحركة واضحا وموضوعيا‪ ،‬وبصيغة أخرى أن‬

‫يكون لسؤال‪ :‬لماذا الحركة العمالية ضد تنظيم العمل‪.‬‬

‫ج‪ -‬مبدأ الكلية‪ :‬ويقصد آالن توران بهذا المبدأ أن تكون الحركة االجتماعية مكونة من وعي‬

‫جمعي وبصيغة جمعية وشمولية ال أقلية وفردية‪ ،‬وذلك من أجل النجاح في التأثير على الرأي‬

‫العام والحصول على الحقوق والمطالب وذلك ّ‬


‫ألن هناك حركة كلية شمولية فمن المستحيل‬

‫‪1‬‬
‫السيطرة عليها‪.‬‬

‫ريمون بودون‪:‬‬

‫أن كّلما كانت األصول‬ ‫إن إسهامات بودون حاولت ّ‬


‫أن تأسس إلى مقاربة تؤكد على ّ‬ ‫ّ‬

‫العائلية للمتمدرس ترتبط بعائلة وضعها االقتصادي سيء‪ ،‬كلما ّأدى ذلك إلى ضعف التحصيل‬

‫إن هذا الطرح قد ال يصمد أمام النتائج التي يحققها بعض أبناء العائالت الفقيرة‬
‫لدى التلميذ‪ّ ،‬‬

‫أل ّن الوضع االقتصادي السيء قد يكون حافز ألبناء الطبقات الفقيرة لفرض أنفسهم‪ ،‬على‬

‫أن أبناء‬
‫أن أكبر العلماء والفالسفة والمفكرين والمبدعين انحدروا من عائالت فقيرة‪ ،‬كما ّ‬
‫اعتبار ّ‬

‫العائالت الميسورة قد يخفقون في مسارهم الدراسي‪.‬‬

‫تظهر المؤسسة كتنظيم عقالني التي تدمج مستخدميها ضمن هذا عن طريق العديد‬

‫من العمليات التي تعتبر بمثابة وسائل للتنشئة المهنية‪ ،‬ولكن لم تستطع نفي الثقافات والتنشيئات‬

‫‪ -‬د‪ .‬عليوة علي‪ ،‬الصراع وإدارة الصراع عند آالن توران وبيار بورديو‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات والبحوث اإلنسانية‪ ،‬مجلد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،02‬العدد ‪ ،09‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص ‪.140‬‬


‫‪21‬‬
‫األولية لألفراد‪ ،‬التي تعتبر المحرك األساسي لفردان يتهم الذاتية‪ ،‬فال يجب حصر المؤسسة‬

‫في بعدها المؤسساتي والتسييري ولكن أيضا كمكان بسيكوسوسيولوجي الذي يقوم ببناء‬

‫‪1‬‬
‫الجماعات االجتماعية المكونة لنفسها بالذات‪.‬‬

‫‪ -‬إذ المؤسسة كفضاء مبني من مختلف اإلنتاجات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬بير بورديون‪:‬‬

‫عالم اجتماع فرنسي معاصر (‪ )2002-1930‬اهتم بالحياة الثقافية والفكرية بفرنسا ولقد‬

‫أثّر تأثي ار بالغا في الدراسات االجتماعية في منتصف الستينات‪.‬‬

‫وتتنوع الممارسة بتنوع البنى االجتماعية وبتنوع البنى العقلية‪ ،‬في المجتمعات القديمة‬

‫كانت الممارسات بسيطة وموضوعية وتفرض نفسها‪ ،‬واالنسجام بين الموضوعية والعقلية يسمى‬

‫بالعقيدة السائدة وفي مجتمعات صناعية تتميز بالتنوع في الممارسات‪ .‬تتنوع البنى الموضوعية‬

‫والبنى العقلية وتتصف بالتعقيد الشديد‪.‬‬

‫ويرى بورديو ّ‬
‫أن هناك صراع بين الطبقات من أجل التميز االقتصادي والثقافي‪.‬‬

‫تطرق إلى مسألة رأس المال االجتماعي يقصد به الصالت أو العالقات‬


‫وأيضا ّ‬

‫االجتماعية للفاعلين ورأس المال الرمزي وهي الشرعية التي ينالها األفراد ونتيجة العتراف‬

‫الفاعلين لهم‪.‬‬

‫‪ -‬دسير طعبي مراد‪ ،‬رسالة دكتوراه علم اجتماع التربية‪ ،‬جامعة خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2018-2017 ،‬ص ‪.182‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫تحصل المنتجون الثقافيون على استقالليتهم ولهم مؤسساتهم‬
‫وفي المجتمعات المعاصرة‪ّ ،‬‬

‫توجه ممارسات كل الطبقات االجتماعية‬


‫التي تساهم في تحديد الثقافة المثقفة كثقافة شرعية ّ‬

‫فإن المؤسسة المدرسية دون غيرها من‬


‫الشك فيه ّ‬
‫ّ‬ ‫حسب منطق مؤسس على التمييز‪ ،‬ومما‬

‫التدرج الثقافي‪.‬‬ ‫المؤسسات األخرى هي التي ّ‬


‫تشرع وتعيد إنتاج السلم و ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪-‬الحقل االجتماعي‪:‬‬

‫يعرف برديون من خالل المجال االجتماعي والمسافات بين المجموعات االجتماعية‬


‫ّ‬

‫ويفسر سياقه ومميزاته ووسائل تطوره حيث يدرج مفهوم الرأسمال االجتماعي كاستثمار داخل‬

‫الحقل االجتماعي تحدث الصراعات والتوافقات االجتماعية بين الطبقات غير ّأنه نظر إليها‬

‫بعيدا عن المفهوم الماركسي التقليدي للصراع التقليدي ويرى ّ‬


‫أن العالقات االجتماعية في‬

‫المجتمعات الحديثة تنقسم إلى حقول أساسها نشاط معين مثال‪ :‬الصحافة‪ ،‬األدب‪ ،‬الطب‪،‬‬

‫بأن الصراع يكون في نفس الطبقة‪.‬‬


‫يتنافس فيها الفاعلون الحتالل مناصب أكثر سيطرة ويرى ّ‬

‫‪-‬مفهوم الشرعية‪:‬‬

‫يفسر بورديون بهذا المفهوم الطريقة التي يشرع بها الحقل االجتماعي سلطته كما ّ‬
‫يفسر‬ ‫ّ‬

‫بها الطريقة التي يحافظ بها األشخاص على مكانتهم االجتماعية كمسيطرين وكذا دور‬

‫المؤسسات االجتماعية التي تشرع سلطة أصحابها عبر األلقاب والشواهد والدبلومات‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الكريم بزاز‪ ،‬علم اجتماع بيار بورديون‪ ،‬شهادة دكتوراه جامعة قسنطينة‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،2007-2006 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.119‬‬
‫‪23‬‬
‫الممارسة‪ :‬تهتم هذه النظرية بإعادة االعتبار للفاعل االجتماعي وهي رد للنظرية البنيوية‬

‫التي أهملت اإلنسان وجعلته خاضعا للبناء االجتماعي‪.‬‬

‫أما بورديون يرى عالقة الفاعل للبناء االجتماعي يقوم الفاعلون بمشاركته في إنتاج‬
‫ّ‬

‫البناء االجتماعي ويرى الممارسة الوضع الذي يحتله الفاعل في الفضاء االجتماعي والذاتية‬

‫المجتمعية‪ ،‬على علم‬


‫ّ‬ ‫التغيرات الكبرى‬
‫ّ‬ ‫تغير وتواكب‬
‫لألفراد تتميز بالحركية الدائمة التي ّ‬

‫االجتماع االهتمام للواقع الضمني للنظام االجتماعي وخصوصيات الفاعلية وطرق تنظيمهم‬

‫‪1‬‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬دوجالس ماكريجور‪:‬‬

‫تأثّر دوغالس بأعمال مايو وماسلو ( ‪ ،)1964-1906‬أّلف كتاب مشهور الجانب‬

‫اإلنساني في المنظمات حيث انتقد من خالل النظرية األولى أفكار الكالسيكية خاصة في‬

‫عبر من خاللها عن‬ ‫نظرتها إلى العنصر البشري وطريقة تعامله معها ّ‬
‫أما نظريته الثانية فقد ّ‬

‫وجهة نظره عن كيفية التعامل الصحيح واإلنساني مع العنصر البشري وكان ّأول من دعا إلى‬

‫إحداث التكامل بين أهداف المنشأة وأهداف الفرد العامل وللتعريف بهذه النظرية نطرح‬

‫افتراضات نظرية ‪:x‬‬

‫‪ -‬اإلنسان يكره ويحاول تجنب االبتعاد عن العمل‪.‬‬

‫‪ -‬نقص الطموح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-RY;OND boudon, individualisme et holisme en science sociales , Ed- paris, 1991, p 56.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬عدم تحمل المسؤولية‪.‬‬

‫‪ -‬يقاومون ّ‬
‫التغير‪.‬‬
‫يفضلون أن يقادوا بدال أن يكونوا هم القادة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يحّفزون ماديا فقط‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية ‪:Y‬‬

‫إن تطبيق هذه النظرية‬


‫رّكز في نظريته ‪ y‬على التكامل بين أهداف الفرد وأهداف المنشأة و ّ‬

‫سيؤدي إلى إرضاء األفراد العاملين وسيعزز النتمائهم وبالتالي فال خوف على مستقبلهم‬

‫الوظيفي ومن أبرز أفكاره‪:‬‬

‫يحبون عملهم‪.‬‬
‫‪ -‬العمال ّ‬
‫‪ -‬مستعدون ّ‬
‫لتحمل المسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬قادرون على ممارسة الرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬مبدعون وذو خيال واسع‪.‬‬

‫بأن أتباعهم يتأثرون بالحوافز المالية ّ‬


‫وبأنهم كسالى وغير‬ ‫إن المدراء الذين يعتقدون ّ‬
‫ّ‬

‫متأثرين وبأن إمكاناتهم ضعيفة يعاملونهم في ضوء ذلك مثل المدراء الذين يميلون العتماد‬

‫بأن أتباعهم يعملون‬


‫فإن المدراء الذين يعتقدون ّ‬
‫األسلوب التوجيهي في قيادة اإلتباع وفي المقابل ّ‬

‫تحمل المسؤولية سيعاملون في ضوء هذه المؤشرات مثل‬


‫بجد ومثابرة ومتعاونين وراغبين في ّ‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫هؤالء المدراء سيعملون النمط المشارك في القيادة‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬إدارة األعمال‪ ،‬جامعة المستنصرية‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬ص ‪.323‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ /3‬دراسة المفاهيم األساسية‪:‬‬
‫سوف نتطرق إلى بعض المفاهيم ذات الصلة المباشرة بمفهوم المؤسسة من أجل‬

‫إعطاء أدوات فهم الظاهرة المؤسساتية‪.‬‬

‫‪ -‬مفهوم اإلدارة‪:‬‬

‫إن اإلدارة هي عملية تحقيق أهداف التنظيم‪ ،‬من خالل األفراد والموارد‪،‬‬
‫تعريف "سيرتو" ّ‬

‫بينما يشير ديل (‪ )Dale‬إلى ّأنه برغم االتفاق السائد حول قيام بعض المديرين في أي منظمة‬

‫أن هناك اختالف ما زال قائما‪ ،‬وهذا ما يمكن إدراكه من اعتبار‬


‫بممارسة وظائف اإلدارة إالّ ّ‬

‫أن اإلدارة هي‪ :‬إدارة الناس وليس األشياء واإلدارة هي اتخاذ الق اررات واإلدارة هي عملية تنظيم‬
‫ّ‬

‫واستخدام الموارد لتحقيق أهداف محددة‪ ،‬ويرى أنصار السلوك اإلنساني‪ّ ،‬‬
‫أن اإلدارة عملية‬

‫سلوكية وإنسانية بالدرجة األولى‪ ،‬فهي فن التعامل مع البشر واستقطاب تعاونهم وتنسيق‬

‫معينة‪ ،‬بينما يرى أصحاب مدرسة النظام االجتماعي ّ‬


‫أن اإلدارة هي‬ ‫جهودهم لتحقيق أهداف ّ‬

‫ذلك النظام االجتماعي الذي يرتكز على ثالث عناصر أساسية‪ :‬مجموعة من الناس يعملون‬

‫معا لتحقيق هدف واحد مشترك‪ ،‬ويرى ستونر (‪ّ )stoner‬‬


‫أن أفضل تعريف لإلدارة ّأنها "عملية‬

‫التخطيط والتنظ يم والقيادة والرقابة على جهود كل األفراد وكذلك استخدام الموارد يلتحق‬

‫باألهداف التنظيمية" ومن خالل هذه التعريفات يمكننا تحديد مالمح اإلدارة بوجه عام‪:‬‬

‫أن اإلدارة تتعامل مع الجماعة وليس الفرد‪.‬‬


‫‪ّ -‬‬

‫‪ -‬وجود الهدف الذي يمّثل أحد المهام األصلية لإلدارة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أهداف المنظمة تتحقق من خالل تعاون المدير مع اآلخرين داخلها‪.‬‬

‫‪ -‬تعريف التنمية اإلدارية‪:‬‬

‫هي تقوية الطاقات اإلدارية من أجل تحقيق النجاح في تنفيذ المشروعات القائمة وتحسين‬

‫قدرات المديرين وتأمين مورد كاف ومنتظم من المديرين األكّفاء لمقابلة احتياجات المستقبل‪.‬‬

‫‪ -‬هو أسلوب لتحسين المقدرة اإلدارية التّخاذ الق اررات وتيسير االتّصال والقيادة‪.‬‬

‫‪ -‬تعريف اإلدارة باألهداف‪:‬‬

‫هي اإلدماج بين الخطط الفردية وحاجات اإلداريين في المستويات المختلفة وتوجيهها‬

‫نحو إنجاز مشترك في فترة زمنية محددة‪.‬‬

‫أيضا هي إستراتيجية التخطيط للوصول إلى النتائج التي ترغبها اإلدارة وفي نفس‬

‫‪2‬‬
‫الوقت تحقيق األهداف ورغبات المشتركين في التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -‬مفهوم السلطة‪:‬‬

‫هي الحق القانوني والرسمي في التأثير في اآلخرين من خالل اتخاذ الق اررات وإصدار‬

‫األوامر والتوجيهات بما فيها الجزاء والعقاب يتم التعامل مع السلطة بناءا على الطاعة‬

‫االختيارية‪ ،‬أو هي القوة الشرعية التي تجعل المرؤوسين يعتقدون بضرورة االمتثال‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬زكريا مطلق‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪.105‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬ماهر أبو العاطي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -11‬ص ‪.28‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪27‬‬
‫لها رؤساء ومرؤوسين أو هي القدرة على ضبط وتحديد سلوك األعضاء ضمن قوانين‬

‫التنظيم وتوجيهها نحو أهدافه تلك العملية التي تستهدف التأثير في اآلخرين وقيادتهم من خالل‬

‫مجموعة من الوسائل منها القدرة والكفاءة والشرعية‪.1‬‬

‫‪ -‬تعرف أيضا" بأنها سلطة شرعية وهذا ومن خالل الوضع الهرمي الذي يمنح الحق في‬

‫‪2‬‬
‫ممارستها بكل اقتناع ويمكن لشاغلها بأن يراقب ويستخدم كل مصادر التنظيم‪.‬‬

‫ونجد أن األفراد لزاما عليهم الطاعة للذين يقبضون على زمام هذه السلطة ألنهم نصبوا‬

‫رسميا ويمارسون سلطتهم بناءا على نصوص قانونية محددة‪ ،‬فالطاعة توجه هنا إلى القاعدة‬

‫القانونية‪ 3‬من خالل هذه المفاهيم يمكن استخالص عناصر تشكل مضمون للسلطة وهي‪:‬‬

‫‪ -‬السلطة هي قوة رسمية تستمد من خالل منصب إداري يعطي الحق في ‪:‬‬
‫‪ -‬الحصول على الطاعة واالمتثال من قبل المرؤوسين‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬اتخاذ الق اررات تكون ملزمة لآلخرين يقوم المرؤوسين بإنجاز العمل كما يريده المدير‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم الشرعية‪:‬‬

‫مدى قبول الشعب بمن يحكمه‪ ،‬وهي عملية سياسية مستمرة‪ ،‬ومعبرة عن طبيعة العالقة‬

‫الرابطة للنظام السياسي مع وسطه المجتمعي وهي محدد أيضا بدرجة الفعالية فكلما زادت‬

‫‪ -‬ناصر قاسمي‪ ،‬دليل مصطلحات علم إجتماع التنظيم‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،2011‬ص ‪.76 ،75‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-STLHEN Robbins- timothy Gudge : smportents organisationnels. Person Edution,‬‬
‫‪france,2006,p 440.‬‬
‫‪ -‬حسن ملحم‪ ،‬التحليل اإلجتماعي للسلطة‪ ،‬منشورات حلب‪ ،‬المطبعة الجزائرية‪ ،‬للمجالت والجرائد ‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.26‬‬
‫‪ -‬قيس محمد العبيدي‪ ،‬المفهوم والنظريات والمبادئ‪ ،‬الجامعة مفتوحة‪ ،‬طرابلس‪ ،1997 ،‬ص ‪.220‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪28‬‬
‫الفعالية زادت المشروعية واتجهت نحو الفائض وكلما قلت الفعالية‪ ،‬فكلما زادت الفعالية‪ ،‬زادت‬

‫المشروعية واتجهت نحو الفائض وكلما قلت الفعالية اتجه النظام نحو الالمشروعية وبالتالي‬

‫الالإستقرار وبالتالي الالتجانس مجتمعي‪.1‬‬

‫تحدث ماكس فيبر عن السيطرة داخل مجال السياسة والدين وذلك في إطار مفهوم‬
‫ّ‬

‫الشرعية بنماذجها الثالثة‪ :‬التقليدية الكاريزمية والعقالنية وهي النماذج التي كانت وراء بروز‬

‫سجالت فكرية واسعة منذ سنوات الخمسينات حيث شكلت آلية مهمة لتمييز أشكال السلطة‬

‫‪2‬‬
‫الشرعية عن غيرها أيضا لتحليل عدد مهم من الظواهر السياسية والدينية‬

‫‪ -‬تعريف القوة والصراع داخل التنظيم‪:‬‬

‫تعرف القوة بصفة عامة بالقدرة والعطاء أو المنع ألشياء ذات قيمة ويتحدد هذا التعريف‬
‫ّ‬

‫بخاصيتين أساسيتين أولهما‪ :‬قابلية القوة للحدوث المتكرر والثاني نفوذ فرد أو جماعة على‬

‫آخرين‪.‬‬

‫ويعرفها سيمون‪ :‬القوة بالقدرة على صنع الق اررات التي تحكم أفعال فرد آخر وتمثل العالقة‬
‫ّ‬

‫بين فردين أحدهما الرئيس والثاني المرؤوس‪ ،‬األول يصدر الق اررات والثاني يقبلها‪.‬‬

‫‪ -‬يسير دراندروف على خطى فيبر في تعريف القوة حيث تشير إلى إمكانية أحد الفاعلين‬

‫في عالقة اجتماعية‪ ،‬فرض إرادته من خالل موقعه‪ ،‬رغم مقاومة اآلخرين وذلك بصرف النظر‬

‫‪ -‬خميس حزام‪ ،‬إشكالية الشرعية في األنظمة السياسية العربية‪ ،‬نقال عن نسيمة عكا‪ ،‬دور الحكم الرشيد في التنمية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 9-8‬أفريل ‪ ،2007‬ص ‪.76‬‬


‫‪ -‬د‪ ،‬إكرام عدني‪ ،‬سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فير‪ ،‬منتدى المعارف للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬مجلد‪ ،1‬السعودية‪،2012 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.141‬‬
‫‪29‬‬
‫عن األسس التي ترتكز عليها هذه اإلمكانية ويرى دراندورف أن الفرق بين القوة والسلطة يتمثل‬

‫في أن القوة ترتبط بالضرورة بشخصية األفراد بينما تتمركز السلطة في المواقع واألدوار التي‬

‫ترتبط بالتوقعات التي تكون مستقلة عن األشخاص يرى دراندروف أن كل منظمة مترابطة‬

‫بالقسر وهناك نوعين من المواقع المحتشدة هي المواقع المسيطرة والخاضعة‬

‫‪ -‬يوصف كل تجمع من خالل مصالح كامنة عامة‪ ،‬وتجمعات األفراد التي تتحقق‬

‫بموجبها تشكل شبه جماعات‪.‬‬

‫‪ -‬تتحول المصالح الكامنة معلنة التي ال تكون مدركة لدى أصحابها إلى مصالح‬

‫معل نة وتتحول شبه الجماعات إلى جماعات مصلحة منظمة من النوع الطبقي‪.‬‬

‫‪ -‬إن تحول جماعات المصلحة المعلنة إلى جماعة صراع فعلية ويمكن أن يكبح بوجود‬

‫‪1‬‬
‫الظروف التقنية والظروف السياسية والظروف االجتماعية والظروف السيكولوجية‪.‬‬

‫‪-‬التنظيم غير الرسمي‪:‬‬

‫تنشأ بصورة تلقائية تنشأ من خالل جماعة الرفقاء وتتشكل هذه الجماعات غير‬

‫الرسمية على المستوى األفقي والرأسي وتنشأ هذه الجماعات بين موظفي اإلدارة من اإلناث‬

‫حيث يلعب متغير النوع دو ار مؤث ار في تشكيل الجماعات‪ :‬مثال ‪ :‬السكرتيرة عبر مستويات‬

‫إدارة التنظيم غير الرسمي ال يأخذ قوانينه وقواعده غير الرسمية من أعلى ألسفل في صورة‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد عبد الكريم‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم اجتماع‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.97‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫أوامر تعسفية بقدر ما تنمو خالل التجربة العملية واالحتكاك والتفاعل المستمر الحادث في‬

‫المؤسسة من األسفل إلى األعلى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التنظيم غير الرسمي قد ال يتفق بالضرورة مع المخطط الرسمي‪.‬‬

‫مفهوم التخطيط اإلداري‪:‬‬

‫يعرف بأنه دراسة وإختيار وسائل التنظيم وتوجيه الموارد البشرية والمادية وتوجيهها‬
‫ّ‬

‫لتحقيق هدف معين في فترة زمنية محددة وهو تدبير مسبق لعمل مستقبلي وتدبر مبني على‬

‫عمل ذهني وموضوعي يتدبر به الفرد حاضره كي يواجه ظروف مستقبله وفق خطوات‬

‫بتشخيص مشكلة واقتراح البدائل وثم التنفيذ والمتابعة وهناك فرق بين التخطيط والخطة‪ ،‬والخطة‬

‫حصيلة التخطيط وهي ليست نهائية حيث تكون مرنة ألية تغيرات مستقبلية‪.‬‬

‫‪ -‬يشمل التخطيط اإلداري مفهوم مجاالت اإلدارة والتنظيم وعملياتها المترابطة ويمكن أن‬

‫ننظر إلى مفهوم التخطيط اإلداري على مستويات عديدة أهمها مستوى المنظمة والمستوى‬

‫القومي حيث إن للتخطيط اإلداري مجاالت عديدة سواء كان ذلك على مستوى المنظمة الواحدة‬

‫‪2‬‬
‫أم على المستوى القومي‪.‬‬

‫‪-‬المركزية والالمركزية‪:‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبوي زيد‪ ،‬مدخل إلى اإلدارة العامة‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪.246‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد الفاتح‪ ،‬التخطيط اإلداري‪ ،‬األكاديمية الحديثة للنشر‪ ،‬ط‪ ،2020 ،1‬ص ‪.161‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬مدوح أحمد وآخرون‪ ،‬المركزية اإلدارية وعالقتها باإلدارة العامة‪ ،‬مجلة حقوق‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪31‬‬
‫مرتبطة ارتباط وثيقا بمسألة تفويض السلطة ومفهوم المركزية تركز السلطة والالمركزية‬

‫تشتيت السلطة وتوزيعها‪.‬‬

‫‪ -‬المركزية نسق إداري مؤسس على االنفراد المطلق في صياغة الق اررات اإلدارية وتعنى‬

‫التوحيد وعدم التجزئة المركزية تركيز الوظيفة اإلدارية في يد الحكومة المركزية مأخوذ بمعناه‬

‫‪1‬‬
‫الواسع يعني وجود السلطة الواحدة‪.‬‬

‫‪-‬تعريف الرقابة اإلدارية‪:‬‬

‫"بأنها عملية قياس النتائج الفعلية باألهداف الموضوعية" وال تعد الرقابة مجرد قياس‪،‬‬

‫التحقق من األعمال تسير ضمن اللوائح واألنظمة واإلجراءات المقررة‪ ،‬إنما التأكد أن األعمال‬

‫تؤدي بأفضل الطرق وال تقتصر على مجرد اكتشاف األخطاء واالنحرافات إنما البحث عن‬

‫األسباب التي أدت إلى وجود األخطاء واالنحرافات وتوصل إلى الوسائل التي يمكن أن تجد‬

‫هذه الحلول‪.‬‬

‫يعني التحقق من أن التنفيذ يتم وفقا للتوجه المحدد مسبقا في خطة العمل‪ ،‬وذلك لتبيان‬

‫جوانب الخطأ والضعف واالنحراف وإيجاد الحلول المناسبة والتأكد من أن نتائج اإلنجاز‬

‫‪2‬‬
‫المقصود أو الذي تم تحديده مسبقا يتحقق بصورة دائمة ومستمرة‪.‬‬

‫‪-‬تعريف االتصال‪:‬‬

‫‪ 1‬مدوح أحمد وآخرون‪ ،‬المركزية اإلدارية وعالقتها باإلدارة العامة‪ ،‬مجلة حقوق‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -‬د‪ ،‬زكريا الدوري‪ ،‬مبادئ ومداخل اإلدارة‪ ،‬دار اليازردي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص ‪.302‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪32‬‬
‫" عملية توصيل المعلومات أو نقل المعلومات والمشاركة في األفكار واآلراء والحقائق‬

‫بشكل يضمن فهم المتلقي لجمع المعلومات المستلمة كما تدور في ذهن المرسل أو بمعنى‬

‫آخر االتصال يكون بين فردين أو أكثر‪ ،‬إما رسائل شفوية أو مكتوبة تعتمد على إشارات أو‬

‫رموز لها دالالتها ويدركها المرسل والمستقبل معا‪.‬‬

‫االتصال العملية التي تنتقل بها المعلومات أو الق اررات أو التوجيهات خالل المنظمات‬

‫االجتماعية والوسائل التي تساعد على تقديم المعرفة واآلراء واالتجاهات وتدعيم االتصال بين‬

‫المشتركين في عملية التخطيط واتخاذ الق اررات وبين القائمين بالتنفيذ إذا االتصال هو عملية‬

‫تستخدمها المنظمة أو المديرون أو األفراد العاملون بها لتوفير المعلومات لباقي األطراف‬

‫‪1‬‬
‫األخرى تساهم في التخطيط واتخاذ الق اررات والتنفيذ بما يحقق أهداف المنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬ظهور اإلدارة في المؤسسات االجتماعية‪:‬‬

‫نجد أن األسرة هي أقدم المؤسسات وكانت الوظيفة األولى لألسرة هي المحافظة‬

‫على الجنس واإلنجاب وتلقين األطفال المبادئ العملية والخلقية إال أنه مع التطور والتقدم‬

‫تخلت األسرة عن بعض وظائفها فهيأ ذلك الفرصة للجماعات المتخصصة (المؤسسات) أن‬

‫تنشأ في المجتمع لتتولى مهمة الرعاية بدال من األسرة الطبيعية ومع التغير في ثقافة المجتمع‬

‫أقبل األفراد على هذه المنظمات فأخذت في االنتشار لتؤدي وظيفتها في التنشئة االجتماعية‬

‫‪ -‬د‪ ،‬ماهر أبو المعاطي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪33‬‬
‫والضبط االجتماعي ‪ ،‬ولمس المجتمع أهميتها فأصبحت ضرورة من ضروراته وأخذ المجتمع‬

‫بالتالي على عاتقه مساندتها وتوفير احتياجاتها المادية والبشرية‪.‬‬

‫إن نشأة مهنة الخدمة االجتماعية‪ ،‬حيث كانت مؤسسات الرعاية االجتماعية تدار‬

‫عن طريق المتطوعين وهم ليسوا مهنيين‪ ،‬كانوا يقومون بهذا العمل بوازع الخير‪.‬‬

‫وبدأ إنشاء مدارس األعمال اإلنسانية عام ‪ ،1954‬اتجه أولئك المدربون إلى االستفادة‬

‫‪1‬‬
‫من أساليب اإلدارة والخبرات اإلدارية والتقدم العلمي‪.‬‬

‫‪ /4‬نماذج من أشكال المؤسسات المجتمعية‪:‬‬


‫‪ -‬المدرسة‪:‬‬

‫مؤسسة اجتماعية يتوقف لفهمنا لطبيعة المؤسسة االجتماعية ووظيفتها‪ ،‬فالمؤسسة‬

‫االجتماعية هي أنماط اجتماعية للسلوك السائد تنظم عالقة األفراد بعضهم مع بعض للقيام‬

‫بالوظائف االجتماعية األساسية بمعنى أن المؤسسة االجتماعية تتكون من مجموعة أفراد‪ ،‬لكل‬

‫فرد أو عدد من األفراد وظائف معي نة تحقق أهداف هذه المؤسسة‪ ،‬وهم في سعيهم إلى القيام‬

‫بتلك الوظائف واألدوار تنشأ عالقات اجتماعية تحدد عمليات التفاعل المتبادلة‪ ،‬بينهم وما ينجم‬

‫‪ -‬د‪ ،‬ماهر أبو المعاطي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪154‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫عن ذلك من تنظيم المظاهر السلوكية والمفاهيم التي تعبر عنها الجماعة‪ ،‬خالل النشاط‬

‫االجتماعي ألفرادها في وحدات وظيفية متكاملة‪ ،‬متبادلة المصالح والمنافع بما يؤدي إلى‬

‫التماسك واالنسجام فيما بينهم‪ ،‬يؤدي إلى سهولة أداء األفراد لوظائفهم وتحقيق أهداف المؤسسة‬

‫التي هي أهداف المجتمع وهنا تنشأ القوانين والتشريعات التي توحد عناصر المؤسسة كوحدة‬

‫في النظام الثقافي العام للمجتمع‪.‬‬

‫والمدرسة هي أحد المؤسسات االجتماعية التي أنشأها المجتمع بقصد القيام بوظيفة‬

‫التربية الشكلية‪ ،‬عندما عجزت أن تؤديها األسرة أو غيرها‪ ،‬وبعد تزايد التطور وتعقد األوضاع‬

‫االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬زادت الحاجة أكثر إلى التربية الشكلية أو المقصودة أو النظامية‬

‫كبيئة (اجتماعية ) لتنشئة أبناء المجتمع وتربيتهم وفق المعارف والخبرات الجديدة وتطبيقاتها‬

‫التكنولوجية‪ ،‬وتنمية قدراتهم العقلية‪ ،‬والجسمية والوجدانية‪ ،‬من مختلف أبعاد حياة المجتمع فكريا‬

‫مهنيا‪ ،‬خلقيا واجتماعيا ‪ ،‬سياسيا واقتصاديا ليكونوا مواطنين متكيفين مع مجتمعهم ومنتجين‬

‫‪1‬‬
‫في شتى قطاعات المجتمع‪.‬‬

‫‪-‬المؤسسات االستشفائية‪:‬‬

‫الخدمة االجتماعية الصحية هي تطبيق للخدمة االجتماعية في المجال الصحي وتبدأ‬

‫هذه الخدمات الصحية بضرورة توفير مستشفيات ومراكز صحية‪ ،‬وعيادات للعالج تتوفر على‬

‫جميع التجهيزات صالحة لالستقبال في جميع األوقات‪،‬‬

‫‪ -‬د‪ ،‬محمد الهادي‪ ،‬أصل التربية‪ ،‬مكتبة األنجلو للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬مجلد ‪ ،1‬مصر‪ ،1978 ،‬ص ‪.167‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪35‬‬
‫تمكين دور األخصائي االجتماعي في الصحة‪:‬‬

‫مساع دة األسرة من الناحية الصحية وذلك بتقديم النصائح وتعليم أفرادها‪ ،‬كيفية اتخاذ‬

‫االحتياطات الالزمة لمنع العدوى‪.‬‬

‫‪ -‬التشخيص بعد دراسة العوامل والظروف االجتماعية التي يمكن أن تقف وراء أي‬

‫مرض لمريض معين‪ ،‬وبالتالي القيام بشرح هذه العوامل االجتماعية للطبيب المعالج وألفراد‬

‫أسرته وللمريض نفسه وتوضيحاتهم‪.‬‬

‫‪ -‬التدخل في بعض الحاالت التي تستدعي اإلقناع‪.‬‬

‫‪ -‬إقناع األسرة بتوفير الظروف المناسبة للمريض إلنجاح خطة العالج وااللت ازم بها‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على تكيف المرضى باألمراض المزمنة مع أمراضهم وظروف حياتهم الجديدة‬

‫وتتبع حاالتهم ونوعية األسرة بتغيير معاملة للفرد المرض‪ ،‬خاصة الطفل من طرف األب واألم‬

‫‪1‬‬
‫مما يجعله يحس بالراحة واالطمئنان واألمن‪.‬‬

‫‪ -‬األسرة‪:‬‬

‫يعرفها القانون االجتماعي على أنها تلك العالقة التي تربط بين رجل وامرأة بروابط‬

‫القرابة أو عالقات وثيقة أخرى بحيث يشعر األفراد البالغين فيها بمسؤوليتهم نحو األطفال سواء‬

‫كان هؤالء األطفال أبناهم الطبيعيين أو أبنائهم بالتبني‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ ،‬بويكد بوخرسية‪ ،‬تسيير وتدبير الموارد البشرية‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪ ،2016 ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪36‬‬
‫ويعرف أوجران تيمكسوف األسرة على أنها رابطة اجتماعية من زوج وزوجة وأطفال‬

‫من خالل تعريفه ركز على الوحدات البنائية لألسرة واعتبرها جماعة بشرية تتصف بقواعد‬

‫التنظيم ويظهر هذا في شكل األدوار الموكلة لكل فرد من أفرادها في حين نجد أن أوغست‬

‫كونت يعرف األسرة على أنها منظومة عالقات وروابط بين األعمار واألجناس‪.1‬‬

‫أن األسرة جماعة من األفراد يتفاعلون مع بعضهم‬


‫كما يشير تعريف "محمد حسن" ّ‬

‫البعض وهي تعتبر الهيئة األساسية التي تقوم بعملية التطبيع االجتماعي للجيل الجديد‪ ،‬أي‬

‫معين إذ يقوم األبوان بغرس العادات أو‬


‫ّأنها تنقل الطفل خالل نموه جوهر الثقافة لمجتمع ّ‬

‫التقاليد أو المها ارت الفنية والغير األخالقية في نفس الطفل وكّلها ضرورية لمساعدة العضو‬

‫الجديد للقيام بدوره االجتماعي والمساهمة في حياة المجتمع‪.‬‬

‫فاألسرة هي المؤسسة األولى التي ينشأ فيها الطفل ومتمثلة في نقل تقاليد المجتمع‬

‫‪2‬‬
‫من عادات وقيم ومهارات إلى الجيل الجديد‪.‬‬

‫‪ -‬المؤسسة االقتصادية‪:‬‬

‫صنف تالكوت بارسونز المنظمات تبعا لنوع الوظيفة التي تقوم بها المنظمة إلى أربعة‬
‫ّ‬

‫أنماط من المنظمات هي‪:‬‬

‫ويضم المنظمات التي تقوم بوظيفة اقتصادية مثل‪ :‬المصانع‪ -‬البنوك‪.‬‬


‫ّ‬ ‫* النمط االقتصادي‪:‬‬

‫‪ -‬إبراهيم مذكور‪ ،‬معجم العلوم اإلجتماعية‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1975 ،‬ص ‪.38‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬العائلة والقرابة والزواج‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1981 ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪37‬‬
‫ويضم المنظمات التي تقوم باألعمال السياسية مثل‪ :‬األحزاب أو‬
‫ّ‬ ‫* النمط السياسي‪:‬‬

‫النقابات‪.‬‬

‫* النمط التكاملي‪ :‬يضم المنظمات المسؤولة عن تهيئة جو التعارف بين المنظمات وأيضا‬

‫مسؤولة عن عملية حل الصراع بينها مثل‪ :‬االتّحادات‪.‬‬

‫* النمط المحافظ‪ :‬المنظمات الدينية والتعليمية والثقافية التي يمكن عن طريقها الحفاظ على‬

‫‪1‬‬
‫الجنس البشري‪ ،‬وهي مسؤولة عن عملية التنشئة االجتماعية مثل‪ :‬المدرسة والمسجد والكنيسة‪.‬‬

‫أن المؤسسة االقتصادية هي مؤسسة انتاجية ومثالها الوحدات االنتاجية‬


‫بما ّ‬

‫االقتصادية الربحية (منظمات اقتصادية) فالمؤسسة االقتصادية نوعا من الفن العلمي‪ .‬ويترتب‬

‫أن ممارسة اإلدارة يتطلب اكتساب العديد من القدرات والمهارات وذلك حتّى يتم ّكن‬
‫على ذلك ّ‬

‫اإلداري من ممارسة مختلف العمليات اإلدارية‪ ،‬وممارسة هذه العمليات تتطّلب قدرات إدارية‬

‫متعددة مثل‪ :‬التخطيط‪ ،‬التنسيق‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوظيف‪ ،‬التوجيه‪ ،‬القيادة‪ ،‬االتصال‪ ،‬المتابعة‪،‬‬

‫أن اكتساب وإجادة هذه القدرات اإلدارية تتأثر بالقدرات الفنية‬


‫التحويل‪ ،‬ووضع الميزانية‪ .‬غير ّ‬

‫أن أخصائيا اجتماعيا قد‬


‫الخاصة بالشخص الذي يتوّلى مسؤولية اإلدارة‪ ،‬ويمكننا أن نفترض ّ‬

‫أن قدراته ومهاراته الفنية ستكون " اجتماعية"‬


‫توّلى إدارة منظمة من المنظمات وهنا‪ .‬سنجد ّ‬

‫أساسا‪ ،‬حيث تدور حول مساعدة جماهير عمالقة على اشباع احتياجاتهم األساسية وحل‬

‫‪2‬‬
‫مشكالتهم‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬ماهر أبو المعاطي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.157-156‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬ماهر أبو المعاطي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫معينة‪ ،‬تمّثل عملية مهمة ومفيدة‬
‫إن االهتمام بالمسؤولية االجتماعية للمؤسسة في حدود ّ‬
‫ّ‬

‫للمؤسسة االقتصادية في عالقتها بمجتمعها لمواجهة االنتقادات والضغوط المفروضة عليها‪،‬‬

‫عدة مزايا منها‪:‬‬


‫وبتطبيق المسؤولية االجتماعية في المؤسسة االقتصادية تحقق ّ‬

‫‪-‬تعزيز والء الموظفين‪ ،‬وروحهم المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬تحسين صورة المؤسسة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬تحسين مناخ العمل‪ ،‬كما تؤدي إلى بعض روح التعاون والترابط بين مختلف األطراف‪.‬‬

‫‪ -‬تمّثل المسؤولية االجتماعية تجاوبا فعاال مع المتغيرات الحاصلة في حاجات المجتمع‪.‬‬

‫المتطور وتحسين ممارسات إدارة‬


‫ّ‬ ‫أن هناك فوائد أخرى تتمّثل في المردود واألداء‬
‫‪ -‬كما ّ‬
‫‪1‬‬
‫جراء تبني هذه المسؤولية‪.‬‬
‫المخاطر من ّ‬

‫إن الخدمة االجتماعية توّفر للعمال إلى االحتفاظ بالحالة الجسمية والمعنوية للعامل‬
‫‪ّ -‬‬

‫حيا ال مجرد وسيلة من وسائل االنتاج‪ ،‬كما تعمل على توفير األحوال‬
‫باعتباره عنص ار ّ‬

‫االجتماعية والفردية المالئمة‪ .‬يرى "لويس بول أوجوال" ّ‬


‫أن الخدمات االجتماعية عمالية ليست‬

‫يجسدها مبدأ العدالة االجتماعية متمثلة في‪ :‬تلبية وإرضاء‬


‫وسيلة فحسب بل ضرورة اجتماعية ّ‬

‫المطالب واالحتياجات اإلنسانية األساسية للعامل وتأمين الحماية القانونية والتشريعية لعقد‬

‫‪2‬‬
‫العمل وتحقيق االستقرار واإلدماج االجتماعي للعمال‪.‬‬

‫‪ -‬عامر حبيبة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬دور المؤسسة االقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة محمد بوضياف مسيلة‪ ،‬قسم‬ ‫‪1‬‬

‫علوم التسيير‪ ،2017-2016 ،‬ص ‪.76‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬عبد العزيز جاهمي‪ ،‬الرعاية االجتماعية العمالية في التنظيمات الصناعية‪ ،‬دار النشر الكتاب األكاديمي‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ط‪ ،2016 ،1‬ص ‪.106‬‬


‫‪39‬‬
‫‪ -‬المؤسسة الدينية‪:‬‬

‫يعد الدين وااللتزام الديني أحد القضايا الهامة التي يحثّها علم االجتماع وحّللها‪ ،‬منطلقا‬
‫ّ‬

‫وتقدمها ودورها في قضايا أخرى‪،‬‬


‫من جذورها وأسبابها ودوافعها وسبب انحسارها ونهوضها ّ‬

‫"بأنه عبادة‬
‫فعرف ّ‬
‫التدين‪ ،‬لدى اإلنسان ّ‬
‫وقد ظهرت آراء نظرية وفلسفية لتفسير الدين أو ّ‬

‫األسالف‪ ،‬أو أرجع إلى أصول سحرية‪ ،‬بينما اعتبر أحيانا أخرى على ّأنه ناتج عن ضعف‬

‫اإلنسان وعجزه أمام القوة الطبيعية الخارقة‪ ،‬فبدأ بعبادة هذه الظواهر الطبيعية خوفا منها وكفا‬

‫لشرها"‪ .‬وانتقل هذا الفهم لمفهوم الدين إلى الفالسفة وعلماء االجتماع وعلماء النفس الذين‬

‫خطو دراسات متنوعة في هذا المجال‪ ،‬كما ظهرت دراسات جاءت لتفسير الظاهرة الدينية من‬

‫ويضمحل حسب التربية والميول‬


‫ّ‬ ‫علماء األديان الذين اعتبروا "و ّأنه أمر فطري إنساني" ينمو‬

‫‪1‬‬
‫والظروف وفقا الختيار اإلنسان‪.‬‬

‫فإنها كانت تتمّثل في المعابد الموجودة‬


‫وتتبع دور المؤسسة الدينية ّ‬
‫عند الرجوع إلى التاريخ ّ‬

‫في أعظم الحضارات مثل حضارة مصر القديمة‪ ،‬وحضارة الصين‪ ،‬وحضارة بالد الرافدين‬

‫ألن دور المعابد كان مرتبط بالتنشئة االجتماعية‬


‫وكانت مرتبطة بمدى تطور هذه الحضارات‪ّ ،‬‬

‫وزرع القيم والمعارف والطاعة والتعاون‪ ،‬فكانت لها دور ايجابي اتّجاه المجتمع‪.‬‬

‫تطور المجتمعات وظهور األديان فكان البد من‬


‫فهي تقوم بالرعاية االجتماعية ومع ّ‬

‫إنشاء المساجد والكنائس والمعابد لتلقين مبادئ هذه األديان السماوية‪ ،‬فكان لها دور كبير‪،‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬صادق عباس‪ ،‬التنشئة االجتماعية واإللتزام الديني‪ ،‬مركز الحضارة لتنمية للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،2017 ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪40‬‬
‫يتوجه إلى المؤسسة الدينية من أجل إدماجه‬
‫أن الطفل ّ‬
‫فهي المؤسسة الثانية بعد األسرة حيث ّ‬

‫في المجتمع‪ ،‬لكن أغلب المؤسسات الدينية كانت مرتبطة بسياسة الدولة‪ ،‬وأبسط مثال أمريكا‬

‫في القرن ‪18‬م حيث ّ‬


‫أن العنصرية كانت موجودة بين البيض والسود‪ ،‬وامتثال السود إلى أوامر‬

‫البيض‪ ،‬حيث يقومون بتلقين أحد األفراد السود تعاليم اإلنجيل ويقوم باجتماع العبيد السود من‬

‫أجل اقناعهم على الطاعة واالمتثال ألوامر البيض‪ ،‬هنا نرى ّ‬


‫بأن الدور الديني امتزج بالسياسة‪.‬‬

‫عدة أدوار منها اجتماعيا وسياسيا من خالل تهيئة األفراد‪ ،‬وترسيخ‬


‫إن المؤسسة الدينية لها ّ‬
‫ّ‬

‫أما سياسيا لعبت دور كبير في أغلب الدول‪.‬‬


‫مبادئ الدين وإدماجهم في المجتمع‪ّ ،‬‬

‫‪ -‬المؤسسة السياسية‪:‬‬

‫إن نجاح المدير ال يتوقف على إلمامه باألصول العلمية لإلدارة أو خبرته‪ ،‬ومدى إتقانه‬
‫ّ‬

‫ولكنه يعتمد كذلك على فهمه واستيعابه لطبيعة العمل‪ ،‬الذي تمارسه‬
‫للمهارات والقدرات اإلدارية ّ‬

‫المؤسسة التي يتوّلى إدارتها‪ ،‬ويترتّب على ذلك ّأنه من الممكن أن يكون الشخص نفسه مدي ار‬

‫‪1‬‬
‫ناجحا في إدارة موقع ما‪ ،‬ومع ذلك فقد ال ينجح في إدارة موقع آخر وهكذا‪.‬‬

‫لذا المؤسسة السياسية مؤسسة اجتماعية بدرجة أولى‪ ،‬فهي تعزز الحياة الكريمة لجميع‬

‫المواطنين‪ ،‬وبناء رأس المال البشري‪ ،‬ودعم الوظيفة وتعزيز التماسك االجتماعي لذلك يجب‬

‫‪ -‬ماهر أبو المعاطي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪41‬‬
‫تحديد احتياجات ومخاطر السكان‪ ،‬باإلضافة إلى آليات (ديناميكيات) سوق العمل ومصادر‬

‫النزاع من أجل تحقيق األهداف ذات األولوية للتنمية االجتماعية‪.‬‬

‫ترتبط العوائق األكثر شيوعا عادة بالصفوة وأصحاب المصالح المكتسبة‪ ،‬يجب أن تناولها‬

‫تعزز المعلومات العامة‪ ،‬والشفافية‪ ،‬وإشراك المجتمع المدني‬


‫في سياق السياسات العامة‪ ،‬التي ّ‬

‫والنشاطات األخرى التي ّ‬


‫تقوي العقد االجتماعي‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫كما تتّضح أهمية تحديد السياسة االجتماعية في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪-1‬تحديد أهداف إستراتيجية بعيدة المدى يسعى المجتمع إلى تحقيقها‪.‬‬

‫التغير االجتماعي التلقائي العشوائي غير المخطط‬


‫تجنب الوقوع في أخطاء نتيجة حدوث ّ‬
‫‪ّ -2‬‬

‫فنية سليمة‬
‫له‪ ،‬أو نتيجة االرتحال في وضع خطط متناقضة متضاربة لم توضع على أسس ّ‬

‫أو نتيجة االعتماد على االجتهادات الشخصية وتجاهل رأي المختصين‪.‬‬

‫‪ -3‬يتحقق بواسطة السياسة االجتماعية نوعا من التنسيق والتكامل لمشكالت المجتمع من‬

‫ناحية‪ ،‬وبين امكانيات وموارد المجتمع البشرية والمادية من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪ -4‬تعاون المخططين في تحديد األولويات عند وضع الخطط االجتماعية للتنفيذ‪.‬‬

‫يضم‪ ،‬مستوى المعيشة‬


‫توجه برامج العمل وفق اإلطار الذي ّ‬
‫إن السياسة االجتماعية ّ‬
‫ّ‬

‫وتتضمن برامج الرعاية االجتماعية مجموعة من البرامج األساسية‪:‬‬


‫ّ‬ ‫المرغوب به ألفراد المجتمع‬

‫‪-‬التأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬إزابيل أوزنير‪ ،‬السياسة االجتماعية‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،2007 ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬المساعدات االجتماعية‪.‬‬

‫المعوقين)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المسنين‪ ،‬رعاية‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الخدمات االجتماعية للمجتمع مثل ( الطفولة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫لكل مواطن‪.‬‬
‫تضمن الدولة الرعاية والرفاهية في ضمان الكم األدنى من الدخل ّ‬

‫البد من‬
‫فالبد من نجاح السياسة ولنجاح السياسة ّ‬
‫‪ -‬من أجل توفير احتياجات المواطن ّ‬

‫نجاح الخدمة االجتماعية إذ ال تستطيع فصل الخدمة االجتماعية عن الخدمة السياسية ومدى‬

‫تطور النشاطات السياسية الموجودة في البالد وأبسط‬


‫تطور الخدمات االجتماعية متوّقف عن ّ‬
‫ّ‬

‫مثال الدول المتقدمة‪.‬‬

‫وتشعب الخدمات االجتماعية عكس الدول النامية‪ ،‬ال يوجد بها خدمات اجتماعية‬
‫ّ‬ ‫تعدد‬
‫* ّ‬

‫متفرعة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -‬مؤسسة السجون‪:‬‬

‫تعتبر مؤسسة السجون من ّ‬


‫أهم المؤسسات التي تحتاج إلى الخدمة االجتماعية‪ ،‬بما ّأنها‬

‫تقوم بإعادة تأهيل األفراد بداخلها‪ ،‬وإدماجهم في المجتمع‪.‬‬

‫تقدم إلى أسر النزالء ال ينبغي أن تقف عند حدود اإلعانة والمساعدة‬
‫فإن الرعاية التي ّ‬
‫ّ‬

‫فحسب بل ينبغي أن تتجاوزها إلى توجيه اجتماعي صحيح يقي أفرادها من االنحراف والعمل‬

‫حل مشاكلهم سواء عن طريق االتّصال بالهيئة والمؤسسات التي لها عالقة بذلك مع‬
‫على ّ‬

‫‪ -‬د‪ .‬سهام القنيدي‪ ،‬السياسة االجتماعية والممارسة للخدمة االجتماعية‪ ،‬المكتبة العصرية للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬مجّلد ‪ ،1‬الكويت‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2013‬ص ‪ -7‬ص ‪.11‬‬


‫‪43‬‬
‫التحاق بعض أفراد األسرة بعمل أو تدريب على بعض األعمال أو الحرف التي تم ّكنه من‬

‫‪1‬‬
‫العيش الشريف وتبعدهم عن الوقوع في دائرة الجريمة‪.‬‬

‫التكيف مع الحياة داخل المؤسسة‬


‫ّ‬ ‫يقصد بالرعاية االجتماعية مساعدة السجين على‬

‫حل مشاكله بسبب حبسه ومنها مشاكله العائلية‪ ،‬وكذلك تأهيله وإعداده‬
‫العقابية وتوجيهه في ّ‬
‫‪2‬‬
‫للعودة إلى المجتمع مواطنا صالحا‪.‬‬

‫إن المؤسسات االجتماعية تشمل جميع المؤسسات النوعية التي نعرفها في عالمنا‬
‫* ّ‬

‫المعاصر‪ ،‬كما تستخدم في كل مؤسسات الخدمات كذلك تستخدم اإلدارة على المستويات‬

‫‪3‬‬
‫المحلية الصغيرة فضال عن استخدامها على مستوى الدولة"‬

‫وتطور اإلدارة‬
‫ّ‬ ‫تتبع تاريخ‬
‫إن اإلدارة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالخدمات االجتماعية وعند ّ‬
‫* ّ‬

‫ثم االهتمام‬
‫بعدة مراحل منها اهتمامها باإلنتاج واهمالها للجانب اإلنساني ّ‬
‫مرت ّ‬
‫فإن اإلدارة ّ‬
‫ّ‬

‫بالجانب اإلنساني وبعدما ظهرت إدارات تهتم بالجانب السلوكي‪ ،‬وال يمكن عزل اإلدارة عن‬

‫الخدمات االجتماعية فهي مرتبطة بكافة األنواع اإلدارية سواء اقتصادية أو سياسية أو تعليمية‬

‫يتكون من مجموعة أفراد تتفاعل فيما بينها‪ ،‬ويتوّقف نجاح‬


‫أو دينية‪...‬إلخ فهي هيكل نظامي ّ‬

‫أي إدارة من الصراعات‪،‬‬


‫اإلدارة على العالقات االجتماعية الطبيعية السائدة فيما بينهم‪ ،‬وال تخلو ّ‬

‫‪ -‬د‪ .‬مخلص عبد السالم‪ ،‬الخدمة االجتماعية في رعاية المساجين‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،2020 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.178‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أحمد عبد االه المراغي‪ ،‬المعاملة العقابية للمسجون‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.144‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬ماهر أبو المعاطي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.114‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪44‬‬
‫ولكن بفضل الخدمات االجتماعية أو المختصين في هذا المجال‪ ،‬يمكنه الحد من هذا الصراع‬

‫مما يتحول إلى صراع إيجابي والنهوض بالمؤسسات‪ ،‬فالدول األوروبية تعطي اهتمام للمختص‬

‫االجتماعي في اإلدارات فال ّبد العمل بها وتوظيف المختصين االجتماعيين في شتى المجاالت‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫أوال ‪ :‬باللغة العربية‬
‫‪ -‬إبراهيم العسل‪ " ،‬األسس النظرية واألساليب التطبيقية في علم إجتماع‪ ،‬ط‪ ،1‬المؤسسة‬
‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1997،‬‬
‫‪ -‬إبراهيم مذكور‪ ،‬معجم العلوم اإلجتماعية‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪،1975 ،‬‬
‫‪ -‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬العائلة والقرابة والزواج‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1981 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد عبد االه المراغي‪ ،‬المعاملة العقابية للمسجون‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪2016 ،‬‬
‫‪ -‬إزابيل أوزنير‪ ،‬السياسة االجتماعية‪ ،‬األمم المتحدة‪2007 ،‬‬
‫‪ -‬إكرام عدني‪ ،‬سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فير‪ ،‬منتدى المعارف للنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫مجلد‪ ،1‬السعودية‪2012 ،‬‬
‫‪ -‬بويكد بوخرسية‪ ،‬تسيير وتدبير الموارد البشرية‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪،2016‬‬
‫‪ -‬حسن ملحم‪ ،‬التحليل االجتماعي للسلطة‪ ،‬منشورات حلب‪ ،‬المطبعة الجزائرية‪ ،‬للمجالت‬
‫والجرائد ‪ ،‬الجزائر‪1993 ،‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬رابح كعبش‪ ،‬علم اجتماع التنظيم‪ ،‬مخبر علم اجتماع االتصال‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪2006 ،‬‬
‫‪ -‬رأفت عبد العزيز وآخرون‪ ،‬أصول التربية المعاصرة‪ ،‬دار العلم واإليمان للنشر‪.،2018 ،‬‬
‫‪ -‬زكريا الدوري‪ ،‬مبادئ ومداخل اإلدارة‪ ،‬دار اليازردي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2010 ،‬‬
‫‪ -‬زكريا مطلق‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪ -‬زهير بوجمعة شالبي‪ ،‬الصراع التنظيمي‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2019 ،‬‬
‫‪ -‬سهام القنيدي‪ ،‬السياسة االجتماعية والممارسة للخدمة االجتماعية‪ ،‬المكتبة العصرية للنشر‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬مجّلد ‪ ،1‬الكويت‪ ،2013 ،‬د‪ .‬مخلص عبد السالم‪ ،‬الخدمة االجتماعية في رعاية‬
‫المساجين‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2020 ،‬‬
‫‪ -‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬إدارة األعمال‪ ،‬جامعة المستنصرية‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫ط‪2010 ،1‬‬
‫‪ -‬صادق عباس‪ ،‬التنشئة االجتماعية واإللتزام الديني‪ ،‬مركز الحضارة لتنمية للنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪2017 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز جاهمي‪ ،‬الرعاية االجتماعية العمالية في التنظيمات الصناعية‪ ،‬دار النشر‬
‫الكتاب األكاديمي‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪2016 ،1‬‬
‫‪ -‬عبوي زيد‪ ،‬مدخل إلى اإلدارة العامة‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2005 ،‬‬
‫‪ -‬عمر أحمد وآخرون‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار المناهج للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬األردن‪2013 ،‬‬
‫‪ -‬قيس محمد العبيدي‪ ،‬المفهوم والنظريات والمبادئ‪ ،‬الجامعة مفتوحة‪ ،‬طرابلس‪1997 ،‬‬
‫‪ -‬كريم محمد حمزة‪ ،‬نظريات علم االجتماع‪ ،‬دار مكتبة البصائر للنشر‪ ،‬ط‪1‬ن جامعة بغداد‪،‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪ -‬ماهر أبو المعاطي‪ ،‬اإلتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات االجتماعية‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫للنشر‪ ،‬جامعة حلوان اإلسكندرية‪،2010 ،‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬محمد الجوهري‪ ،‬مقدمة في علم إجتماع‪ ،‬دار الكتب الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪1975 ،‬‬
‫‪ -‬محمد الفاتح‪ ،‬التخطيط اإلداري‪ ،‬األكاديمية الحديثة للنشر‪ ،‬ط‪،2020 ،1‬‬
‫‪ -‬محمد الهادي‪ ،‬أصل التربية‪ ،‬مكتبة األنجلو للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬مجلد ‪ ،1‬مصر‪1978 ،‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الكريم الحوراني‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬عمان‪2012 ،‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الكريم‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم اجتماع‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫األردن‪2008 ،‬‬
‫‪ -‬محمد علي محمد‪ ،‬علم اجتماع التنظيم‪ ،‬دار المعارف الجامعية‪ ،‬ط‪ ،3‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1986‬‬
‫‪ -‬معن خليل ‪ ،‬نظريات معاصرة في علم االجتماع ‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان ‪،‬‬
‫األردن ‪2015 ،‬‬
‫‪ -‬ناصر قاسمي‪ ،‬دليل مصطلحات علم إجتماع التنظيم‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‬
‫‪،2011‬‬
‫ثانيا ‪ :‬باللغة االجنبية‬
‫‪- Beitone Alain et des Autres « lescique de sociologie », OSB , 4 édition‬‬
‫‪italia, 2013‬‬
‫‪- Alain caillé : ouverture Maussienne “Revie du Mauss,N, 2010,‬‬
‫? ‪- tournay virginie “sociologie des institutions, que sais- je‬‬ ‫‪label‬‬
‫‪imprimerie, France,2011‬‬
‫‪- RY;OND boudon, individualisme et holisme en science sociales , Ed- paris,‬‬
‫‪1991 .‬‬
‫‪- STLHEN Robbins- timothy Gudge : smportents organisationnels. Person‬‬
‫‪Edution, france,2006‬‬

‫ثالثا‪ :‬أطروحات الدكتوراه‬


‫‪ -‬عليوة علي‪ ،‬الصراع وإدارة الصراع عند آالن توران وبيار بورديو‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات‬
‫والبحوث اإلنسانية‪ ،‬مجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،09‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬دسير طعبي مراد‪ ،‬رسالة دكتوراه علم اجتماع التربية‪ ،‬جامعة خيضر‪ ،‬بسكرة‪-2017 ،‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪ -‬عبد الكريم بزاز‪ ،‬علم اجتماع بيار بورديون‪ ،‬شهادة دكتوراه جامعة قسنطينة‪ ،‬قسم علم‬
‫االجتماع‪2007-2006 ،‬‬
‫‪ -‬عامر حبيبة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬دور المؤسسة االقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضياف مسيلة‪ ،‬قسم علوم التسيير‪،2017-2016 ،‬‬

‫رابعا ‪ :‬المجالت‬
‫‪ -‬مدوح أحمد وآخرون‪ ،‬المركزية اإلدارية وعالقتها باإلدارة العامة‪ ،‬مجلة حقوق‪ ،‬جامعة زيان‬
‫عاشور‪،‬‬
‫‪ -‬خميس حزام‪ ،‬إشكالية الشرعية في األنظمة السياسية العربية‪ ،‬نقال عن نسيمة عكا‪ ،‬دور‬
‫الحكم الرشيد في التنمية‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 9-8‬أفريل ‪2007‬‬

‫‪48‬‬

You might also like