You are on page 1of 20

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم والبحث العلمي‬


‫المركز الجامعي الشهيد سي الحواس بريكة‬

‫مقياس ‪:‬مدارس ومناهج‬

‫عنوان البحث‪:‬‬

‫المدرسة الماركسية المحدثة‬

‫خبرارة‬ ‫تحت اشراف االستاذة‪:‬‬ ‫عزيل براءة‬ ‫من اعداد الطالبات ‪:‬‬
‫بن زاطة عبير‬
‫ليشاني هارون‬
‫خطة البحث‪ :‬المدرسة الماركسية المحدثة‬
‫المبحث األول ‪ :‬مدخل إلى المدرسة الماركسية‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف المدرسة الماركسية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نبذة عن حياة كارل ماركس‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬عوامل ظهور المدرسة الماركسية وتطورها‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الماركسية المحدثة‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف المدرسة الماركسية المحدثة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عوامل ظهور المدرسة الماركسية المحدثة‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬بعض رواد المدرسة الماركسية المحدثة‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬رالف داهرندروف و الصراع في مجتمع ما بعد‬
‫الرأسمالية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬فرانك باركن و القيم و الصراع في المجتمعات‬
‫الحديثة‬
‫الفرع الثالث ‪ - :‬دافيد لوكود و النسق و الطبقة في المجتمع‬
‫الحديث‬
‫المطلب الثالث ‪:‬تقييم المدرسة الماركسية المحدثة‬


‫الخاتمة‬


‫المراجع‬


‫المقدمة ‪:‬‬
‫ظهرت الماركسية كمذهب و تيار فكري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر‬
‫في شرق أوربا‪،‬و سميت كذلك نسبة لمؤسسها كارل ماركس‪ ،‬حيث استوحى‬
‫نظريته من التراث الفكري آنذاك والذي عاصر فيه الفلسفة الكالسيكية األلمانية‪،‬‬
‫االقتصاد السياسي الكالسيكي االنجليزي و االشتراكية الفرنسية‪ ،‬حيث كانت‬
‫نظريته مادية بحتة بعيدة عن الميتافيزيقة و المثالية تدور حول ملكية األفراد‬
‫لوسائل اإلنتاج و التي تملكها الطبقة الرأسمالية و طبقة البروليتاريا الكادحة و‬
‫تطور المجتمع من طبقة إلى أخرى حيث ال يتم هذا التحول إال بوجود الصراع بين‬
‫هذه الطبقات كما وضع قوانين جدلية و تاريخية و اتخذها كمنهج لنظريته‪ ،‬حيث‬
‫كان يطمح إلى قيام مجتمع شيوعي إال أن هذا الطموح اصطدم بواقع الرأسمالية‬
‫المتعصب و لم تضمحل الرأسمالية لتحل محلها االشتراكية و من ثم الشيوعية‪،‬‬
‫هذا ما أدى ببعض المفكرين لنقد نظريته و نعتها بالناقصة‪ ،‬ليأتي من بعده تالمذته‬
‫و مفكرين معجبين بنظريته و اتبعوا خطاه و درسوا الواقع المعاش بتطبيق‬
‫النظرية الماركسيةالكالسيكية عليه فوجدوها تحوي على نقائص‪ ،‬مما اضطرهم‬
‫إلى تحديث النظرية التقليدية و اكتشاف طبقة وسطى في المجتمع و إضافة‬
‫بعض المفاهيم التي كانت غائبة عن كارل ماركس مع حفاظهم على األساس و لب‬
‫النظرية الكالسيكسة‪ .‬فيا ترى هل استطاع كارل ماركس و الجيل الذي بعده من‬
‫خالل النظرية دراسة المجتمع دراسة علمية بعيدة عن الميتافيزيقة و التأثير فيه؟‬
‫هذا ما سنلحظه من خالل تقديمنا لعرض النظرية المحدثة‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المدرسة الماركسية‬

‫تعريف المدرسة الماركسية ‪:‬‬


‫تعود المدرسة الماركسية إلىى الفيلسوف األلماني "كارل ماركس" ( ‪)1883 -1818‬‬
‫الذي أسس مبادئها‪ ،‬وأرسى قواعدها مع زميله "فريدريك انجلز"‪ ،‬وتعرف‬
‫باإلشتراكية العلمية في مقابل اإلشتراكية الخيالية التي نظر لها "سان سيمون" في‬
‫فرنسا‪ ،‬والرأسمالية التي طغت في أوروبا‪ ،‬والتي تحكمت في وسائل اإلنتاج‪،‬‬
‫وقسمت المجتمع إلى طبقات تتميز باالمساواة بين األفراد والجماعات‪ ،‬كما تعتبر‬
‫الماركسية من أهم النظريات التي اهتمت باالنسان‪ ،‬ووضعت في اعتبارها الظروف‬
‫اإلجتماعية والتاريخية‪ ،‬بما فيها من أوضاع طبقية وإقتصادية تالزمه وتحدد‬
‫أخالقه‪ ،‬وأهدافه العليا‪.‬‬
‫فالماركسية إذن نظرية اجتماعية وممارسة سياسية مبنية على فكار " كارل ماركس‬
‫يعتبر مذهب "ماركس" خير وريث لما أبدعته اإلنسانية في القرن ‪ ،19‬من‬
‫فلسفة ألمانية‪ ،‬وإقتصاد إنجليزي‪ ،‬وإشتراكية فرنسية‪ ،‬وهذا يوضح إرتكاز‬
‫المدرسة الماركسية على هذه المحاور الثالث‪:‬‬

‫‪ -1‬الفلسفة األلمانية‪:‬‬
‫لقد كان ماركس تلميذا مخلصا لفلسفة "هيجل" رغم انتقاده لجوانب عديدة فيها‪،‬‬
‫حيث دفع بالفلسفة إلى أهم القضايا التي اكتسبتها الفلسفة الكالسيكية‪ ،‬وال سيما‬
‫مكتسبات مذهب "هيجل" وأهمها مفهوم الجدل أو "الدياليكتيك"‪.‬‬

‫‪ – 2‬الدراسات اإلقتصادية اإلنجليزية‪:‬‬


‫لقد أخذ "ماركس" من علماء اإلقتصاد االنجليز فكرة أن القوانين اإلقتصادية هي التي‬
‫تتحكم في حياة المجتمعات‪ ،‬وأنها مستقلة عن كل اعتبار أخالقي‪ ،‬فكان تكّو ن‬
‫اإلقتصاد السياسي الكالسيكي قبل "ماركس" في انجلترا خصوصا عند "آدم سميث"‪،‬‬
‫و"دافيد ريكاردو" اللذان ذهبا إلى تقرير نظرية فائض القيمة‪ ،‬وواصل ماركس عملهما‪،‬‬
‫وطور هذه النظرية بصورة علمية متكاملة‪ ،‬بحيث أصبحت تشكل حجر الزاوية في‬
‫نظرية "ماركس" اإلقتصادية‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ - 1‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬عدنان سليمان األحمد‪ ،‬المدخل إلى علم اإلجتماع‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األرن‪.2005 ،‬‬

‫‪ - 2‬إبراهيم عثمان‪ ،‬مقدمة في علم اإلجتماع‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1999،‬‬


‫‪ -3‬اإلشتراكية الفرنسية‪:‬‬
‫لقد أخذ ماركس من ىاإلشتراكية الفرنسية الفكرة القائلة بأننا نعيش في فترة ثورية‪،‬‬
‫يبذل الشعب المضطهد فيها جهده لكي يحطم القيود‪ ،‬فالعمل الخالد الذي ينبغي أن‬
‫يقوم به اإلنسان هو الثورة‪ ،‬حيث قامت الثورات العاصفة في كل مكان من أوروبا‪،‬‬
‫وخاصة في فرنسا موضحة أن النظال الطبقي هو أساس كل تطور‪ ،‬وقوته المحركة‬
‫في سبيل إقامة مجتمع اشتراكي تقوم على رأسه الطبقة العاملة‪ ،‬أو البروليتاريا‪.‬‬

‫المراجع‬
‫‪.‬جورج غوريفتش‪ ،‬دراسات في الطبقات اإلجتماعية‪ ،‬ت أحمد رضا‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪1973 ،‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نبذة عن حياة كارل ماركس‬

‫نبذة عن حياة كارل ماركس (‪:)1883-1818‬‬

‫ولد كارل ماركس في الخامس من ماي سنة ‪ 1818‬في تريف الروسية‪ ،‬كان والده‬
‫محاميا يهوديا إعتنق البروتستنتية سنة ‪ ، 1824‬ينحدر من عائلة مثقفة ميسورة‬
‫الحال‪ ،‬درس الحقوق في جامعة بون ثم جامعة برلين و اهتم بالفلسفة و التاريخ‪ ،‬و‬
‫في سنة ‪ 1841‬قدم أطروحته الجامعية حول فلسفة أبيقور‪ ،‬و كانت مفاهيمه‬
‫هيجيلية بحتة‪ ،‬وبعد تخرجه أقام في بون أمال الحصول على منصب أستاذ جامعي‬
‫لكن السياسة الرجعية القائمة حالت دون ذلك حيث أقالت األستاذ فيورباخ من منصبه‬
‫و منعت األستاذ برونو باور من تقديم المحاضرات‪ ،‬في ذلك الوقت كان فيورباخ ينتقد‬
‫علم الالهوت و يتجه نحو لمادية و التي كانت لها الغلبة سنة ‪ 1841‬كما كان سياسيا و‬
‫صحفيا و منظر اجتماعي‪ ،‬حيث تأثر ماركس بكل من االقتصاد االنجليزي الذي ساد‬
‫انجلترا بعد االنقالب الصناعي‪ ،‬والذي أسسه ادم سميث و دافيد ريكاردو اللذان أثارا‬
‫نظرية القيمة في العمل وتأثر ماركس كذلك بالمذهب االشتراكي الفرنسي في حينه‬
‫لقد كان ماكس فيلسوفا ومفكرا ماديًا ‪ ،‬وألف مع زميله فردريك انلجز‪ ،‬مجموعة من‬
‫الكتب شرحا فيها أفكارهما و يعدان أول المؤسسين للشيوعية الحديثة التي بدأت من‬
‫ألمانيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر‪ ،‬ثم تابعها في نفس االتجاه‪.‬‬

‫لينين وغيره من مفكري المادية أو الماركسية أو الشيوعية الحديثة في القرن‬


‫العشرين‪ ،‬وهو صاحب مقولة الدين هو أفيون الشعوب ألن الدين ال يشجع الفكر الحر‬
‫الذي ينتج بل يبقيهم كالمخدرين دون طموح للتقدم والتغيير‬

‫• من اهم اعمال كارل ماركس ‪:‬‬


‫’’‪ -1‬البيان الشيوعي‪:‬‬
‫في عام ‪ 1845‬ماركس كان قد أجبر على مغادرة فرنسا بسبب نشاطاته الثورية وكان‬
‫قد استقر في بروكسل ولحقته زوجته وأطفالها إلى هناك و ساعده صديقه انغلس‬
‫الذي كان أبوه برجوازيا على شراء منزل والذي تحول فيما بعد إلى مركز لإلتصال‬
‫واالجتماع بالشبكات العمالية الثورية‪.‬‬

‫المراجع والمصادر‬
‫‪ htm‬كارل ماركس\كارل ماركس ‪ -‬ويكيبيديا‪ ،‬الموسوعة الحرة‬
‫‪ -2‬عصبة الشيوعيين‪:‬‬
‫في عام ‪ 1847‬اجتمع الشيوعيون ليؤسسوا عصبتهم وفوض ماركس وانجلز‬
‫ليشكلوا مبادىء هذه العصبة وبرنامجها المتبع وكان هذا البرنامج قد عرف فيما‬
‫بعد ب بيان الشيوعية حيث وضع فيه ماركس جوهر أفكاره وأسس العمل على‬
‫تحقيقها‪ ،‬وكانت عصبة الشيوعيون قد قامت على أنقاض جماعة رابطة العادلين‬
‫في فرنسا والتي كانت ال تؤمن بضرورة الثورة واالستيالء على السلطة وكان‬
‫شعارها‪ :‬الناس كلهم أخوة طبعا أقنع ماركس أعضائها بأنهم يحلمون بعالم وردي‬
‫واستبدل الشعار إلى أن صار يا عمال العالم اتحدوا البيان الشيوعي كان يمهد‬
‫لعقيدة االشتراكية العلمية ويجسد المادية التاريخية بعيدا عن الكنيسة أو الدين‬
‫باعتقاد ماركس‪.‬‬

‫‪ -3‬رأس المال‪:‬‬
‫جمعت مؤلفات كارل ماركس في مجلد رأس المال‪ ،‬حيث ربط تكون رأس المال‬
‫بالقيمة المضافة الناتجة عن عالقات اإلنتاج ولم يجعله يقتصر على حالة تراكمية‬
‫جامدة‪.‬‬
‫‪ -4‬العائلة المقدسة عام ‪1845‬‬
‫‪ -5‬اإليديولوجية األلمانية عام ‪1846‬‬
‫وفي ‪ 14‬مارس ‪ ،1883‬توفى كارل ماركس بعد مصارعته لمرض الكبد و داء النزلة‬
‫الشعبية‪ ،‬ودفن في مقبرة هاي غيت (‪ )Highgate Cemetery‬بلندن‪،،.‬‬

‫‪ htm‬كارل ماركس\كارل ماركس ‪ -‬ويكيبيديا‪ ،‬الموسوعة الحرة‬

‫كتاب كارل ماركس او فكر العالم مؤلف جاك اتالي‬


‫المطلب الثالث‪:‬عوامل ظهورالمدرسة الماركسية‬

‫يمكننا القول بأن الظروف التي أعانت كارل ماركس على وضع نظريته كانت‬
‫ظروفًا سياسية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وفكرية‪ ،‬سادت في عصره وعاشها في‬
‫بداية حياته مثل‪:‬‬
‫‪ -‬التناقضات التي جاء بها تطور النظام الرأسمالي في أوروبا خالل القرن التاسع‬
‫عشر بين طبقة المالك الرأسماليين وطبقة العمال الكادحين‪.‬‬
‫‪ -‬التطور الكبير الذي قطعه علم الطبيعة خالل القرن التاسع عشر‪ ،‬فقد كف‬
‫هذا العلم (الطبيعة) عن دراسة األشياء والوقائع منفصلة عن بعضها البعض‪،‬‬
‫وتحول إلى علم نظري يسعى إلى تفسير هذه الوقائع‪ ،‬وإيضاح الصلة بينها‬
‫على أساس ديالكتيكي ‪ ،‬وقد ساعدت النظريات واالكتشافات الكبرى في‬
‫علم الطبيعة إبان القرن التاسع عشر على تشكيل النظرة المادية الجدلية‬
‫إلى الطبيعية‪ ،‬كاكتشاف بقاء الطاقة وتحولها‪ ،‬ونظرية تركيب الكائنات‬
‫الحية من خاليا‪ ،‬ونظرية داروين التطورية الفقر المذقع و االوضاع المزرية‬
‫التي كان يعيشها عامة الناس ماعدا قلة منهم‪.‬‬

‫‪ -‬االضطهاد الكنسي الذي كان يمارس شتى الضغوط على المجتمع األوروبي‬
‫نظرية كارل ماركس حول الصراع الطبقي‪ :‬يعد كارل ماركس مؤسس اتجاه‬
‫الصراع الذي هو أحد االتجاهات األساسية في النظرية االجتماعية و السبب‬
‫في هذا الصراع هو صراع قائم على المصالح بين الطبقات االجتماعية حيث‬
‫التي اعتبرها ماركس تناقضات داخلية تظهر في المجتمع و تنسجم أساسا من‬
‫تأثير عالقات اإلنتاج على حياة الناس و التي تؤثر على طريقة تفاعلها‪،‬‬
‫فالطبقات المالكة لوسائل اإلنتاج تكون قادرة على استغالل الطبقات األخرى‬
‫لصالحها و من جهة أخرى أن الطبقات التي يقع على كاهلها نتائج االستغالل‬
‫مهتمة بإحداث تغييرات أساسية في هذا النظام‪ ،‬لتضح حدا الستغالله إذا‬
‫أصبح لدى تلك الطبقات وعي كافي تصبح الثورة ال مفر منها و من نتائج هذه‬
‫الثورة المزيد من التقدم التكنولوجي الذي لم يكن من قبل‪.‬‬
‫اهم نظريات المدرسة الماركسية التقليدية ‪:‬‬
‫قام تحليل ماركس على أساس الظروف المادية بعيدا عن القوى الروحية و من ثم‬
‫من أسس نظريته االجتماعية على‬
‫‪ -1‬المادية الجدلية أو الديالكتيكية‪:‬‬
‫هي تلك النظرية التي تقرر بأن المادة هي كل الوجود‪ ،‬وان مظاهر الوجود على‬
‫اختالفها ما هي إال نتيجة تطور متصل للقوى المادية ‪،‬وان ما هو عقلي يتطور عما‬
‫هو مادي والبد أن يفسر على أساس طبيعي‪ ،‬أول من وضع مبادئ المادية الجدلية‪،‬‬
‫هو الفيلسوف األلماني الجنسية كارل ماركس الذي أسسها مع صديق عمره فردريك‬
‫انجلز ‪ ،1895 -1820‬ولكن الذي دعى إليها ونشرها هو لينين ‪ ،1934 -1870‬ويطلق‬
‫على هذه الفلسفة اسم المادية الجدلية ‪.‬‬

‫‪ 2‬قانون االنتقال من التغير الكمي على التغير الكيفي‪:‬‬


‫يوضح هذا القانون كيف يسير التطور‪ ،‬فالتغير الكمي يحدث من ناحية المقدار أما‬
‫التغير الكيفي فيحدث من التحول في الكيف أو الصفات‪.‬‬

‫‪ -3‬قانون نفي النفي‪:‬‬


‫وهذا القانون يكشف عن االتجاه العام للتطور في العالم المادي‪ ،‬فتاريخ المجتمع‬
‫اإلنساني يتألف من حلقات نفي النظم الجديدة للنظم القديمة‪ ،‬فقد قضى مجتمع‬
‫الرقيق على المشاعية البدائية‪ ،‬وقضى مجتمع اإلقطاع على مجتمع الرقيق‪ ،‬وقضت‬
‫الرأسمالية على مجتمع اإلقطاع ثم قضى المجتمع االشتراكي على مجتمع الرأسمالية‬

‫‪ -1‬عبد الله محمد عبد الرحمان‪ ،‬النظرية في علم االجتماع (الكالسيكية)‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،2003 ،‬االسكندرية‪.‬‬

‫‪ -2‬عبد الله محمد عبد الرحمان‪ ،‬النظرية في علم االجتماع (المعاصرة)‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬دط‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المدرسة الماركسية المحدثة‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المدرسة الماركسية المحدثة‬

‫تعريف ‪:‬‬
‫هي تلك النظريات واآلراء التي ظهرت بعد الماركسية الكالسيكية و كان هدفها‬
‫الحفاظ على اإلرث الماركسي الذي بدأ في التالشي نتيجة لسقوط المعسكر‬
‫الشرقي وفقدانه للعديد من دويالت التي كانت تحت سيطرة االتحاد السوفيتي‬
‫هذا من جهة ‪ ،‬أما األمر الثاني عدم تحقق نبؤه كارل ماركس بسقوط الرأسمالية‬
‫التي سيحل محلها االشتراكية ثم الشيوعية ‪.‬بل أعقب ذلك انتشار سريع للرأسمالية‬
‫في شتى أصقاع المعمورة‪.‬‬

‫الماركسية المحدثة حافظة على مضمون الماركسية التقليدية مع تعديل طفيف في‬
‫معنى الصراع الذي كان يقصد به ماركس انقالب الطبقة الكادحة على أرباب العمل‬
‫اواصحاب السلطة الذين يمتلكون وسائل اإلنتاج من اجل ان تصبح هذه لوسائل ملكا‬
‫لجميع اإلفراد‪ .‬أما الماركسيون المحدثون يرون ان الصراع في طياته يحمل مضمون‬
‫احترام للنظام و السلطة واعتبار الصراع أداة للتغير والتحديث في ‪.‬‬
‫‪ -1‬تحديث أفكار الماركسية الكالسيكية التصويرية التي اتخذت من الصراع مدخال‬
‫وظيفيا للعديد من الظواهر االجتماعية و الثقافية و االقتصادية المتغيرة‬
‫‪ -2‬ظهور عدد من العلماء الشبان الغربيين الذين انبهروا بنظرية الصراع لكنهم‬
‫إعتبروها أداة للتغير و التحديث ال كما نظر إليها ماركس ألن الصراع في داخله يحمل‬
‫احترام للنظام والسلطة مثل االنسجام‪.‬‬

‫‪ -3‬أراد أنصار الماركسية أن يقوم علم االجتماع و يطور ذاته عن طريق دراسته‬
‫لعناصر الصراع و التغير مركزين على التوفيق بين الماركسية التقليدية التي تركز‬
‫على الصراع‪ ،‬و الوظيفية البنائية التي تركز على التوازن النسقي‪.‬‬
‫‪ -4‬حرص أنصار الماركسية على تطبيق نظرية الصراع و تصنيفها إلى اتجاهين هما‪:‬‬

‫* اتجاه ينظر إلى المجتمع على أنه نسق معياري و يركز على العوامل االجتماعية‪.‬‬

‫* اتجاه طبيعي يسعى لتفسير الصراع باالهتمام باألسباب االجتماعية و الثقافية‬


‫الكامنة التي بسببها يظهر الصراع‪.‬‬

‫شاد غنيم و أخرون‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،2008 ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عوامل ظهور المدرسة الماركسية المحدثة‬

‫عوامل ظهور الماركسية المحدثة‪:‬‬

‫تحديث أفكار الماركسية الكالسيكية التصويرية التي اتخذت من الصراع مدخال‬


‫وظيفيا للعديد من الظواهر االجتماعية و الثقافية و االقتصادية المتغيرة‪.‬‬


‫‪ -‬ظهور من العلماء الشبان الغربيين الذين انبهروا بنظرية الصراع لكنهم إعتروها أداة‬
‫للتغير و التحديث ال كما نظر إليها ماركس لكن الصراع في داخله يحمل احترام‬
‫للنظام و السلطة مثل االنسجام‪.‬‬
‫‪-‬أراد أنصار الماركسية أن يقوم علم االجتماع و يطور ذاته عن طريق دراسته لعناصر‬
‫الصراع و التغير‪.‬‬

‫‪-‬ركزوا على التوفيق بين الماركسية التقليدية التي تركز على الصراع‪ ،‬و الوظيفية‬
‫البنائية التي تركز على التوازن النسقي‪.‬‬

‫‪ -‬حرص أنصار الماركسية على تطبيق نظرية الصراع و تصنيفها إلى اتجاهين هما‪:‬‬

‫اتجاه ينظر إلى المجتمع على أنه نسق معياري و يركز على العوامل االجتماعية و‬
‫اتجاه طبيعي يسعى لتفسير الصراع باالهتمام باألسباب االجتماعية و الثقافية الكامنة‬
‫التي بسببها يظهر الصراع‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬بعض رواد المدرسة الماركسية المحدثة‬

‫الفرع األول ‪ :‬رالف داهرندروف و الصراع في مجتمع ما بعد الحداثة‬

‫لقد تأثر رالف داهرندوف كثيرا باالفكاروالمبادئ التي جاء بها كارل ماركس سواء‬
‫االجتماعية منها أو االقتصادية‪ ،‬وبالخصوص تلك التي تتحدث عن الطبقات والصراع‬
‫الطبقي‪ .‬ومع ذلك فتأثره لم يكن كليا وإنما بدرجة نسبية‪ ،‬ويظهر ذلك في عدم اتفاقه‬
‫معه على أن الصراع ليس محصورا بين العمال ومالكي وسائل االنتاج فقط‪ ،‬وإنما هناك‬
‫أنواع أخرى من الصراع من بينها الذي يحدث بين ذوي البشرة البيضاء والبشرة‬
‫السوداء(التمييزالعنصري)‪ ،‬وأيضا بين االباء واالبناء داخل االسرة‪ ،‬وبين المدرسين‬
‫والطالب في المدارس والجامعات ‪ ...‬وغيره‪.‬كما يرى أن بعض أفكاره لم تعد تتاالئم مع‬
‫طبيعة المجتمعات الحديثة التي عرفت تطورا كبيرا مقارنة بالوقت الذي كتب فيه‬
‫ماركس أفكاره‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال لم يعد ذلك المفهوم العام عن الطبقة العاملة ذات التوجه الواحد‬
‫واألهداف الواحدة‪ ،‬بل أصبحت هناك مصالح مختلفة ومكانات متعددة ألفراد الطبقة‬
‫الواحدة‪ .‬كما أن نظام الملكية لم يعد كما كان في السابق‪ ،‬بل أصبح هناك انفصال‬
‫للملكية عن االدارة‪ُ ،‬و أخرج امالك من عملية االنتاج وبالتالي القضاء على سلطتهم‬
‫االستغاللية‪ .‬وهذا ما سمح بتحسن ظروف الطبقة العاملة االقتصادية وارتفاع مكانتهم‪.‬‬

‫االجتماعية‪ .‬اال ان هذا ليس معناه أن الصراع لم يعد موجود أو ليس له قيمة‪ ،‬بل‬
‫بالعكس فالواقع يثبت أن الصراع لم يغب يوما عن الحياة االجتماعية والسياسية‬
‫والثقافية واالقتصادية‪ .‬هذا ويشير داهرندواف إلى أنه بالرغم من التغيرات‬
‫والتحديثات التي طرأت على النظام الرأسمالي‪ ،‬والطبقة الرأسمالية‪ ،‬وظهور المجتمع‬
‫ما بعد الرأسمالي‪ ،‬ونمو الطبقة الوسطى‪ .‬إال أنه كنظام بقي محافظ على قوته ومحكما‬
‫لسيطرته على مصادر الثروة والقوة وأمور الحكم في المجتمع ‪.‬‬

‫زايد‪ .‬أحمد‪ .‬علم ااالجتماع‪ .‬دار الكتب المصرية ص ‪184‬‬


‫ويظهر ذلك في وجود حاكم ومحكوم وآمر ومأمور داخل المجتمع‪ ،‬فكما هو‬
‫معروف أينما وجدت القوة والسيطرة ُوجد الخضوع واالستغالل ان هذه السيطرة‬
‫والقهر ما يجعل من التنظيمات االجتماعية متسقة‪ ،‬كما أنه هو أيضا الذي يدفع‬
‫للتمرد والتغيير واالجتماعي إعادة تقسيم القوة وتمركز السلطة‪ ،‬فالصراع دائما ما‬
‫ينشأ بين مواقع السيطرة ومواقع الخضوع‪ .‬وعليه فالصراع في املجتمع الصناعي‬
‫يتولد من عالقات السلطة‪ ،‬ال من عالقات االنتاج كما قال ماركس‪.‬‬
‫فإذا كان الصراع عند ماركس اقتصاديا ماديا‪ ،‬فإنه عند داهرندوف سياسي بدرجة‬
‫أكثر‪ .‬انطاالقا من مفهوم السلطة الذي يعني "احتمال طاعة أشخاص معينين لقائد‬
‫جماعة معينة يبين داهرندوف نظريته االجتماعية‪ ،‬فشير إلى أن المجتمع في الغالب‬
‫يتألف من جماعتين متضادتين‪ :‬إحداها مسيطرة‪ ،‬وأخرى خاضعة‪ .‬يحدث عادة صراع‬
‫بينهما نتيجة لوجود حاالت من عدم الرض ى حول كيفية تقسيم الموارد مثل‪ :‬السلطة‬
‫والدخل والملكية‪ .‬وأيضا لوجود "ما يسمى بـ "الرموز الثقافية" وهو نوع من اسباب‬
‫التي تؤدي إلى انسجام بين البشر أوإلى خصام‪ .‬والخصام في هذا السياق قد يتجلى‬
‫في االختالف على مفهوم السلطة ‪ .‬فمن له الحق في السلطة وتملكها؟‬

‫ولماذا هو سؤال يسمح بنشوب صراع‪ .‬أما من وجهة نظر ماركسية فإن قضية العدالة‬
‫االجتماعية تعد متغيرا بنيويا في إثارة الصراعات االجتماعية طالما أن هناك توزيع‬
‫غيرعادل للثروة‬

‫تتجلى مالمح نظرية الصراع عند داهرندوف بوضوح أكثر في النقاط التالية‪:‬‬

‫_ كل مجتمع عرضة لعمليات التغيير‪.‬‬


‫_ كل مجتمع يتضمن الصراع واالتفاق وهي عملية شمولية‪.‬‬
‫‪-‬كل مجتمع يسهم في عدم التكامل داخل النسق ويؤدي إلى التغيير‪.‬‬
‫_ كل مجتمع يرتكز على قهر بعض أعضائه للبعض االخر‬

‫طلعت‪ .‬ابراهيم لطفي‪ ،‬الزيات‪ .‬كمال عبد الحميد‪ .‬النظرية املعاصرة في علم االجتماع‪ .‬ص ‪1000‬‬

‫الحوارني ‪ .‬محمد عبد الكريم‪ 2008 .‬النظرية املعاصرة في علم االجتماع ص ‪192‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬فرانـك باركــن و القيم و الصراع في المجتمعات الحديثة‬

‫*جاءت أفكار فرانك باركن حول القيم و الصراع في أحد مؤلفاته الهامة عن‬
‫الالمساواة و الطبقية و النظام السياسي و التدرج االجتماعي في المجتمعات‬
‫الرأسماليـــة و الشيوعية كمحاولة للعودة إلى أفكـــــار و تصورات ماركس األصلية ‪.‬‬

‫* حاول تحليل المصادر االجتماعية المؤدية لالستقـرار في المجتمعات الحديثة معتبرا‬


‫أن سبب الصراع راجع إلى اإلمتيازات التي تتمتع بها فئة دون أخرى‪ ،‬و إلى االختالفات‬
‫في القيم و في الوعي بين الطبقات في المجتمع مما يولد حراكا اجتماعيا‬

‫* ميز بين ثالثة أساليب أو أنساق يتم عن طريقها تنظيم القيم وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن الجماعات المسيطرة في المجتمع لديها أيضا قيم مسيطرة يتم عن طريقها تأسيس‬
‫اإلطار األخالقي و األفكار و المسلمات العامة فـــي المجتمــــــــــــــع‪.‬‬

‫‪ -2‬إن نسق القيم الخاضعة في المجتمع غالبا ما تنتج جماعات خاضعة و تزود أصحابها‬
‫بأساليب االمتثال و التكيف و غيرها من الحقائق غير المرغوب فيها حول الالمساواة و‬
‫المكافآت المتوقعة بغض النظر على تقبلها‪.‬‬

‫‪ -3‬أن النسق القيمي الراديكالي يطرح اإلطار األخالقي البديل في المجتمع و يقدم إطارا‬
‫أو إشارة ضمنية إلعادة تنظيم المجتمع‪.‬‬
‫سعى باركين لتوضيح أفكاره النظرية حول العالقة المتبادلة بين القيم و الصراع في‬
‫المجتمعات الحديثة بتحليله لبعض الشواهد الواقعية التي استخدم فيها أبحاثا‬
‫ميدانية اعتمدت على البيانات اإلحصائية‪ ،‬قام بتجميعها في عدد من المجتمعات‬
‫الغربية الحديثة كبريطانيا‪،‬و خلص إلى أن تلك المصادر التي قام بتجميعها لم تظهر‬
‫وجود أي متغيرات أساسية في الطبيعة الطبقية لالمساواة التي توجـد بيـن الطبقــات‬

‫رشاد غنيم و أخرون‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،2008 ،‬االسكندرية‬
‫ستخلص باركن من خالل أرائه حول العالقة المتبادلة بين القيم و الصراع في‬
‫المجتمعات الشيوعية و النظام االشتراكي و محاولة مقارنتها بما هو موجود بالفعل‬
‫في المجتمعات الرأسمالية الغربية نتيجة هامة مفادها أن النظام االشتراكي‬
‫للمجتمعات يكون أكثر انفتاحا عن المجتمعات الرأسمالية حاول باركن استخدام‬
‫اإلطار الماركسي لعقد نوع من المقارنة بين الطبقات العاملة في المجتمعات‬
‫الرأسمالية و االشتراكية إلثبات العالقة المتبادلة بين النسق القيمي و نسق الصــــــــراع‬
‫في المجتمع‬

‫رشاد غنيم و أخرون‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،2008 ،‬االسكندرية‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬دافيد لوكود والنسق والطبقة في المجتمع الحديث‬

‫دافيد لوكود و النسق و الطبقية في المجتمع الحديث‪:‬‬

‫جاءت إسهامات دافيد لوكود حول النسق و الطبقة في المجتمع الحديث من‬
‫خالل تقديمه لرؤى ماركسية محدثة لطبيعة العناصر البنائية و االجتماعية و‬
‫االقتصادية و السياسية التي ترتبط بالطبقة من ناحية و النسق االجتماعي من‬
‫ناحية أخرى كما جاءت اهتمامات لوكود التي ترتبط بدراسات النسق االجتماعي‬
‫و خاصة على تركيزه على نقد نظرية النسق لبارسونز عن طرق تبنيه لمنظور أو‬
‫مدخل الصراع‪ ،‬و الذي أهمل فيها جانب المصالح المتعارضة و التي أطلق عليها‬
‫مفهوم أخر أال و هو المستوى لتحتي للنسق االجتماعي‪.‬‬

‫ارتبطت تحليالت لوكود حول الطبقية االجتماعية و ذلك باالشتراك مع‬


‫مجموعة من زمالئه و نظرا ألهمية إسهامات لوكود في مجال تطوير‬
‫النظرية الماركسية المحدثة سعى حاليا لعرض هذه اإلسهامات فيما يلي‪:‬‬

‫الطبقة االجتماعية‪:‬‬
‫حيث جاءت إسهامات لوكود حول الطبقة االجتماعية بمشاركة بالت و جولد‬
‫ثروب عن دراستهم للعامل المترف‪ ،‬ففي دراسته عن العامل ذو السترة الداكنة‬
‫حاول فيها أن يفسر العالقة بين المظاهر الحقيقية الموضوعية و عن المظاهر‬
‫الغائية للطبقة‪ ،‬و ذلك عن طريق مناقشته لنظرية ماركس حيث رأى أن الموظفين‬
‫أو العمال ذوي السترات السوداء‪ ،‬يعبرون جزءا من أعضاء الطبقة العمالية و هي‬
‫البروليتاريا ألنهم ال يعتبرون من الطبقة الرأسمالية التي تملك وسائل اإلنتاج و‬
‫لكن حتى الوقت الحاضر نجد أن معظم هذه الفئة من العمال ال يعتبرون أنفسهم‬
‫مختلفين تماما بل هم أسمى و من هنا يتساءل لوكود ‪-‬هل هذا يعتبر نوعا من‬
‫الشعور أو الوعي الطبقي الزائف؟ و هل لدى هذه الفئة اإلدراك لطبقتهم الحقيقة؟‬

‫سعى لوكود إلى إعطاء إجابات للتساؤالت السابقة إعنمادا على تفسيرات ماركس‬
‫للطبقة و ذلك من خالل مناقشته لموقفين أساسين و هما‪:‬‬

‫رشاد غنيم و أخرون‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،2008 ،‬االسكندرية‬
‫أوال‪ /‬موقف السوق‪:‬‬


‫رأى لوكود أن فئة الموظفين ال تمتلك وسائل اإلنتاج ألنهم فقط يقومون ببيع قيمة‬
‫أعمالهم في السوق المفتوح و لذا يمكن أن ننظر إليهم على جزء من الطبقة العمالية‬
‫الكبرى (البروليتاريا)‪ ،‬و ال سيما إذا ما نظرنا إلى طبيعة دخول فئة الموظفين خالل‬
‫الخمسين سنة الماضية نجد أنهم ال يحصلون فقط إال على متوسط أجير دخل العمال‬
‫البروليتاريين أو العاديين‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬موقف العمل‪:‬‬

‫لقد توصل لوكود إلى وجود تمايز واضح بين الموظفين و العمال العاديين‪ ،‬و ال سيما‬
‫أن الفئة األولى تتمتع بمميزات أعلى مثل عملهم في ظروف عمل أفضل و معدالت‬
‫أعلى من المعاشات‪ ،‬العمل يعكس مدى وجود الفوارق الكبيرة في األجور بين أفراد‬
‫هذه الفئة و إلى إمكاناتهم المهنية أو الوظيفة التي يحصل عليها البعض دون األخر‪ ،‬و‬
‫عموما إن فئة الموظفين ارتبطت بكثير من الجوانب اإلدارية هذا باإلضافة إلى‬
‫قيامهم بأداء أعمالهم بصورة فعالة‪.‬‬

‫كذلك أكد لوكود على وجود نوع من التمايز و االختالف بين فئة الموظفين و العمال‬
‫العاديين و ذلك من خالل موقف العمل ‪ ،‬هذا ما جعلهم يشعرون بنوع من االتجاهات‬
‫المختلفة حول طبيعة إدراكهم لحقيقة لبناء االجتماعي الذي ينتمون إليه‪ ،‬و هكذا‬
‫حسب تحليالت لوكود فإن فئة الموظفين أو العمال ليس لديهم رغبة بظهور وعي‬
‫خاص بينهم ينتمي إلى الطبقة العمالية على اإلطالق و السبب يرجع إلى سعي هذه‬
‫الفئة كذلك أكد لوكود على وجود نوع من التمايز و االختالف بين فئة الموظفين و‬
‫العمال العاديين و ذلك من خالل موقف العمل ‪ ،‬هذا ما جعلهم يشعرون بنوع من‬
‫االتجاهات المختلفة حول طبيعة إدراكهم لحقيقة البناء االجتماعي الذي ينتمون إليه‪،‬‬
‫و هكذا حسب تحليالت لوكود فإن فئة الموظفين أو العمال ليس لديهم رغبة بظهور‬
‫وعي خاص بينهم ينتمي إلى الطبقة العمالية على اإلطالق و السبب يرجع إلى سعي‬
‫هذه الفئة دائما إلى الربط بين موقف عملهم و العالم االجتماعي الخارجي الذي‬
‫يعيشون فيه و الذي يختلف بالطبع عن موقف عمل العمال اليدويين و هذا ما يترجم‬
‫عموما األسباب التي تؤدي إلى نوع من الوعي الزائف لدى الفئة األولى‪.‬‬

‫رشاد غنيم و أخرون‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،2008 ،‬االسكندرية‬
‫و من هذا المنطلق حرص لوكود على ضرورة تفسير الوعي الزائف لدى العمال أو‬
‫الموظفين من خالل تفسيره بين الجوانب الموضوعية و الذاتية للطبقة‪ ،‬وال سيما أن‬
‫الجوانب الموضوعية تظهر في عالقات أو موقف العمل‪.‬‬

‫أما في دراسته الثانية حول العمال الميسورين بالتعاون مع زمالئه أمثال بالت و جولد‬
‫ثروب‪ ،‬قاموا بإجراء دراسة على عمال شركة اإلنتاج السيارات الذين يحصلون على‬
‫مميزات كبيرة و أجور عالية جدا‪ ،‬أطلق عليهم اسم العمال األثرياء و يتساءل عن مدى‬
‫تغير االتجاهات الطبقية و السياسية و الصناعية‪ ،‬حيث سعوا على تحليل ثالث مظاهر‬
‫للطبقة العمالية و هي‪ :‬المظاهر االقتصادية‪ ،‬المعيارية و العقالنية‪ ،‬و ذلك عن طريق‬
‫تحليل موقف السوق و مكاسب العمال العالية بالرغم من تدني وضعهم االجتماعي و‬
‫المهني العام بالنسبة للفئات المهنية المتوسطة‪ ،‬أما المظاهر أما المظاهر العقالنية تتمثل‬
‫في قلة مشاركة العمال في المناسبات االجتماعية أو االلتحاق بالنوادي الترفيهية أو‬
‫إقامة ندوات اجتماعية‪ ،‬و أما الظهر المعياري يتضمن مجموعة من القيم‬

‫عبد الزهرة فيصل يونس‪ ،‬مرجعيات الفكر التنموي و امتداداتها المعاصرة‪ ،‬دار الوفاء للطباعة و النشر‪ ،‬دط‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫المطلب الثالث تقييم النظرية الماركسية المحدثة‬

‫تعد النظرية المحدثة نقطة انطالق للعديد من النظريات السوسيولوجية المعاصرة و‬


‫هذا ما ظهر في النظرية البنيوية أو نظريات ما بعد البنيوية‪ ،‬كانت كذلك محور اهتمام‬
‫المنظرين االجتماعيين أمثال النظرية النقدية‪ ،‬كذلك فسحت المجال أمام العديد من‬
‫روادها لتحديث اإلطار المرجعي الذي يجب أن تقوم عليه النظرية السوسيولوجية‬
‫العامة مثل تحليالت داهرندروف في دراسته لقضايا اجتماعية معاصرة‪.‬‬
‫والنظرية الماركسية المحدثة اهتمت بالمحتوى االجتماعي للظواهر ومعالجة‬
‫مشاكل االسكان في عالقة مع استهالك الجمعي واعادة ادماج المسالة الحضارية‬
‫في سياقها التاريخي وفي عالقتها بنمط التنظيم االجتماعي في عالقته مع نظام‬
‫الليبرالي ‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫على الرغم من االنتشار الواسع للرأسمالية أو ما يسمى اليوم باإلمبريالية في العالم‬


‫و سيطرتها على دول العالم الثالث‪ ،‬و الذي تولد عليه األزمة المالية الحديثة و ما‬
‫خلفته من مشاكل‪ ،‬حيث وقفت الرأسمالية حاجز أمام تطور المجتمعات‪ ،‬و أن‬
‫مظاهر الرأسمالية ال تزال واضحة جلية في المجتمعات و مظاهر القهر و االستغالل‬
‫االجتماعي و لسياسي و االقتصادي للعمال ال تزال موجودة‪ ،‬و على الرغم من انهيار‬
‫اإلتحاد السوفياتي سابقا إال أنه كذلك النظرية الماركسية سواء الكالسيكية أو‬
‫المحدثة استطاعت أن تترك بصمتها و تراثها ال يزال يتجدد و ال سيما في أكبر دولة‬
‫في العالم و هي الصين‪ ،‬حيث تركت إسهامات كارل ماركس و أنصاره أثرا كبيرا في‬
‫الفكر اإلنساني و دراسته للمشاكل الواقعية في العصر الحديث و كذا ساهم في‬
‫تطور النظرية السوسيولوجية عامة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الله محمد عبد الرحمان‪ ،‬النظرية في علم االجتماع (الكالسيكية)‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،2003 ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫المراجع والمصادر‪:‬‬

‫قائمة المراجـــــــع‬

‫‪ -1‬عبد الله محمد عبد الرحمان‪ ،‬النظرية في علم االجتماع (الكالسيكية)‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،2003 ،‬االسكندرية‪.‬‬

‫‪ -2‬عبد الله محمد عبد الرحمان‪ ،‬النظرية في علم االجتماع (المعاصرة)‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪،‬دط‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬

‫‪ -3‬رشاد غنيم و أخرون‪ ،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫‪ ،2008‬االسكندرية‪.‬‬

‫‪ -4‬عبد الزهرة فيصل يونس‪ ،‬مرجعيات الفكر التنموي و امتداداتها المعاصرة‪ ،‬دار الوفاء‬
‫للطباعة و النشر‪ ،‬دط‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬

‫‪ -5‬صالح مصطفى الفوال‪ ،‬معالم الفكر السوسيولوجي المعاصر‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ،‬دط‪ ،‬د بلد‪.‬‬

‫‪ -6‬صالح الدين شروخ‪ ،‬مدخل في علم االجتماع‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬دط‪،‬‬

‫‪ -7‬عدناني رزيقة‪ ،‬الكافي في الفلسفة‪ ،‬دار الريحانة للكتب‪ ،‬ط ‪ ،3‬الجزائر‬

You might also like