Professional Documents
Culture Documents
- 1أحمد األصفر ،أديب عقيل ،علم اجتماع التنظيم ومشكالت العمل ،منشورات جامعة دمشق ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية،2003/2002 ،
ص.20
- 2قاسيمي ناصر ،دليل مصطلحات علم اجتماع التنظيم والعمل ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2004 ،ص.92
- 3الموقع االلكتروني ، https://vb.ckfu.org :تاريخ االطالع ، 2018/06/16 :الساعة 23 :سا.
- 4رابح كعباش ،علم اجتماع التنظيم ،مخبر بحث :علم اجتماع االتصال للبحث والترجمة ،جامعة قسنطينة ،2006 ،ص.20
ثانيا /التنظيم والمفاهيم المرتبطة به ( ذات الصلة ) :التنظيم ،المنظمة ،المؤسسة ،الشركة.
/ 1.2التنظيم و المنظمة:
سيتم من خالل هذا العنصر التطرق بنوع من التفصيل إلى مختلف اآلراء والتعاريف المقدمة من قبل كوكبة من العلماء
والباحثين والمتعلقة بالتنظيم والمنظمة.
لقد كان العالم األمريكي '' تشارلز كولي'' أول من استخدم مفهوم الجماعة األولية '' '' Primary groupفي كتابه عن
التنظيم االجتماعي '' '' Social Organizationالذي أصدره عام ، 1909إال أنه لم يقم بصياغة مفهوم الجماعة الثانوية ''
''Secondary groupوقد ذكر القليل حول هذا المفهوم .ومن ثم قام علماء االجتماع بصياغة مفهومات أخرى تناسب طبيعة
1
الجماعة الثانوية ،منها مفهوما '' التنظيم '' ( )Organizationو'' البيروقراطية '' (.)Bureaucracy
ولإلشارة فهناك الكثير من العلماء والباحثين الذين استخدموا مصطلحات مشابهة لمصطلح '' التنظيم '' ،كالمنظمة
والمؤسسة والبيروقراطية ...ولكن على العموم ومن حيث المعنى تبقى كلها متقاربة مع مصطلح التنظيم.
فحسب األستاذ ( أحمد رشوان ) '' فكلمة تنظيم ترجمة لكلمة ( ،)Organizationوتعني الشيء ذو البنية العضوية،
فهناك إذن مجموعة من األعضاء تنتظم معا في تناغم وانسجام محققة بنية متكاملة تنشد هدفا مشتركا ،رغم أهدافها الجزئية
2
''.
نالحظ من خالل هذا الكالم بأنه هناك شروط ضرورية لقيام التنظيم ،وفي حالة غيابها وعدم توفرها ال يمكن أن يتحقق
هذا األخير في الواقع ،ومن بين هذه الشروط أو الركائز األساسية توفر مجموعة من األعضاء تتكامل وتعمل في توافق
وانسجام من أجل تحقيق أهداف مشتركة عامة للتنظيم.
وفي نفس السياق ،وفي الكالم عن التنظيم نجد كل من ( ماكس فيبر وشيستر برنارد) يعتبران من العلماء الكالسيكيين
األوائل اللذين قدموا مساهمة فكرية رائدة فيما يتعلق بالتنظيم وتم اعتباره '' كنسق مغلق ''.
وعلى هذا األساس نجد ( ماكس فيبر) يعرف التنظيم '' بالجماعة المتضامنة التي تتصف بعالقات اجتماعية تقوم على
قواعد منظ مة تحدد شروط العضوية ،كما يتم تقوية النظام الملزم ألفراد الجماعة من خالل الدور الذي يقوم به أفراد معينين
3
في وظائف رئاسية وقيادية ،وقد تجمع هؤالء جهاز معين يتخذ شكل الجهاز اإلداري ''.
4
وتتميز الجماعة المتضامنة عند "ماكس فيبر" بثالث معايير هي:
-1أن لهذه الجماعة حدودا ثابتة ومستقرة نسبيا ،ويعني ذلك أنها ذات قواعد معروفة بين من هم أعضاء في الجماعة ،ومن هم
خارج عضويتهم.
-2تعتمد الجماعة العضوية على مجموعة من القواعد والمعايير والقيم التي تحدد ما ينبغي أن يكون عليه سلوك األعضاء.
-3يتوفر نظام قانو ني يحقق تمايزا في القوة بين المشاركين ،ومثل هذا النظام يحدد مسؤولية كل عضو من أعضاء الجماعة،
ونطاق قوته ،ومقدار قوته على اتخاذ قرارات تتعلق بإنجاز األهداف.
إذن وحسب "ماكس فيبر" ومن أجل اكتساب عضوية التنظيم يجب أن تتوفر جملة من الشروط والمعايير والقواعد
التي تضمن التسيير العقالني والرشيد للتنظيم واألعضاء معا .أما " شيستر برنارد " فيرى بأن التنظيم أو التنظيمات عبارة
عن '' أنساق فرعية تدخل في نطاق ما يعرف بالنسق التعاوني ،ويتكون النسق التعاوني من عناصر مركبة ،وهي فيزيقية،
وبيولوجية ،وشخصية ،واجتماعية ،تنشأ بينها عالقة منظمة من نوع خاص ،كنتيجة للتعاون بين تخصصين أو أكثر من أجل
5
تحقيق هدف واحد على األقل''.
حسب " شيستر برنارد " فالتنظيم عبارة عن مجموعة من أنساق فرعية تعمل بطريقة متعاونة ،بحيث يعتمد كل نسق
على النسق اآلخر( تعاون متبادل) من أجل إنجاز وبلوغ األهداف المسطرة للتنظيم أو للمنظمة.
وهنا يجب التذكير بأن كل من ( فيبر وبرنارد) وآخرين من نفس المدرسة الكالسيكية ينظرون للمنظمة (التنظيم) كنسق
مغلق ،ورغم مجهوداتهم المبذولة في هذا اإلطار والتي ال يمكن التقليل من شأنها وقيمتها العلمية إال أنهم أهملوا بعض
الجوانب األساسية التي في الحقيقة لها تأثيراتها المباشرة وغير مباشرة على المنظمة ،ومن العوامل والمتغيرات األساسية التي
-1طلعت إبراهيم لطفي ،علم اجتماع التنظيم ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،1993 ،ص.22
-2حسين عبد الحميد أحمد رشوان ،علم اجتماع التنظيم ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ،مصر ،2004 ،ص.5
-3اعتماد محمد عالم ،دراسات في علم االجتماع التنظيمي ،مكتبة األنجلو المصرية ،ط ، 1994 ، 1ص.31
-4علي ليلة ،عبد الوهاب جودة ،البيروقراطية والتنظيم -الفرضيات األساسية وتأمالت الواقع ،جامعة عين شمس ،مصر ،2001 ،ص ص -17
.18
- 5حسين عبد الحميد أحمد رشوان ،مرجع سابق ،ص10
لم تأخذ في الحسبان من قبل رواد هذه المدرسة هي البيئة الخارجية أو المحيط الخارجي أو المجتمع الكبير وتأثير ذلك على
األفراد وعلى عالقاتهم االجتماعية داخل المنظمة ،باإلضافة إلى التأثير على مدخالتها ومخرجاتها المادية والبشرية.
أما النظرة الحديثة أو( ما بعد الكالسيكية) فترى بأن المنظمة أو التنظيم عبارة عن '' نسق مفتوح'' ،وقد أثرى هذا التوجه
الجديد العديد من رواد علم االجتماع المحدثين .ويمكن أن نشير إلى بعض هؤالء الرواد من أمثال ( تالكوت بارسونز ،أميتاي
اتزيوني ،دانيال كاتز ،روبرت كان ،روبرت ميرتون ،أرجيريس ،مارش ،سيمون ،ألفن قولدنر ،سكوت.)...
وقد عمل هؤالء العلماء المحدثين على تقديم إضافات علمية أخرى مقارنة مع سابقيهم من الكالسيكيين ،وتم األخذ بعين
االعتبار عدة متغيرات وعوامل جديدة كانت مهملة فيما سبق لها التأثير المتفاوت على المنظمة خالل سيرورة عملية
التفاعالت المتشابكة بين مختلف مكونات ها البشرية والمتمثلة في التفاعالت والعالقات االجتماعية واإلنسانية الناشئة بين األفراد
العاملين (العمال) في مختلف المستويات التنظيمية من جهة وبينهم وبين الرؤساء من جهة ثانية ،وبين كل األعضاء في
المنظمة والمحيط الخارجي من متعاملين أفراد ومنظمات أخرى وكل أفراد المجتمع من جهة ثالثة ،ضف إلى ذلك من جهة
رابعة التأثير الذي ينشأ من خالل اعتماد واستخدام المنظمة اآلالت والتجهيزات والوسائل التكنولوجية الحديثة التي تعرف
تطورات مستمرة وانعكاساتها اإليجابية والسلبية على الجوانب النفسية واالجتماعية واإلنسانية ألعضاء المنظمة.
وفي هذا الصدد نجد عالم االجتماع ( أمتاي اتزيوني – )Amitai Etzioniيعرف التنظيم بأنه '' وحدة اجتماعية يتم
إنشائها من أجل تحقيق هدف معين'' ،أما عالم االجتماع ( تالكوت بارسونز – )Talcott Parsonsفيرى بأن التنظيم أو
1
التنظيمات أو المنظمات عبارة عن ' ' :وحدات اجتماعية تقام وفقا لنموذج بنائي معين لكي تحقق أهداف محددة ''.
فالتعريفين السابقين يتفقان على أن التنظيم أو المنظمة عبارة عن وحدات اجتماعية بالدرجة األولى وجدت ألجل
الوصول لغايات معينة ومحددة ،ونالحظ بأن بارسونز أضاف مفهوم '' النموذج البنائي'' والذي يقصد به شكل معين من البناء
الداخلي للمنظمة.
كما يعرف (بارسونز) أيضا التنظيم بأنه '' عبارة عن نسق اجتماعي ،يتألف من أنساق اجتماعية فرعية مختلفة
كالجماعات واألقسام واإلدارات ،وهو بدوره يعتبر نسقا في النسق االجتماعي األكبر واألشمل وهو المجتمع ،إال أن الشيء
الذي يميز التنظيم عن المجتمع األكبر هو وضوح األهداف وتوافر إجراءات تحقيقها'' 2.حسب هذا التعريف فالتنظيم (
المنظمة) يعتبر نسق اجتماعي فرعي من المجتمع ،باإلضافة إلى ذلك فالتنظيم بدوره كنسق اجتماعي يتكون من مجموعة
أنساق اجتماعية داخلية كالم صالح واألقسام والجماعات ...واالختالف بين التنظيم والمجتمع عموما هو أن التنظيم يمتلك قواعد
وإجراءات واضحة ومتفق عليها بين كل األعضاء تجعل عملية تحقيق األهداف ممكنة مقارنة مع المجتمع كنسق اجتماعي.
مثال /منظمة أو مؤسسة يتكون هيكلها التنظيمي من مجموعة من األقسام أو المصالح ،بحيث يسند لكل قسم من األقسام دور أو
مجموعة من األدوار وكل قسم يعتمد في إنجاز وتنفيذ مهامه على األقسام األخرى بطريقة منسجمة ومتكاملة ،كأن يكون قسم
مكلف بتسيير الموارد البشرية الذي تسند له مهمة استقطاب وتوظيف وتسيير هذا المورد ومتابعة مساره الوظيفي من كل
الجوانب ،وقسم ثاني يكلف بإدارة وتسيير الشؤون المالية للمنظمة(تسديد أجور ومرتبات العمال والموظفين ،تسديد الفواتير
المختلفة ،)...وقسم ثالث يكلف بشراء المواد األولية( المدخالت) وقسم رابع يقوم بتخزينها وقسم خامس يكلف بعملية تحويلها
وإنتاجها ،وقسم سادس يكلف بتسويق هذا المنتوج (المخرجات) للبيئة الخارجية (ألفراد المجتمع أو للمنظمات األخرى)
وهكذا...
إذن يمكن القول بأن كل من األقسام السابقة تعتبر بمثابة أنساق فرعية داخلية (أجزاء) تعمل بانتظام وبأسلوب متكامل
مع بقية األنساق األخرى ،وبعبارة أخرى كل نسق فهو بحاجة ماسة وضرورية جدا لألنساق األخرى ،وال يمكن بأي حال من
األحوال لنسق معين االستغناء أو إهمال أو تجاهل األنساق الفرعية األخرى ،وأي خلل في أحدها يمكن أن يسبب شلل كلي
للمنظمة( حسب روبر ت ميرتون تسمى هذه الوضعية بالخلل الوظيفي ) ،والمنظمة بدورها تعمل ضمن محيط خارجي أو
المجتمع الكبير الذي يتكون من العديد من المنظمات المختلفة االهتمام والتخصص والتي تعتمد كل واحدة منها على األخرى.
ويجب اإلشارة هنا بأنه ما ينطبق على المنظمات أو التنظيمات اإلنتاجية ينطبق على كل المنظمات ذات الطابع الخدماتي مهما
كان مجال نشاطها.
- 1عامر الكبيسي ،التنظيم اإلداري الحكومي بين التقليد والمعاصرة ،الفكر التنظيمي ،دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع ،قطر ،ط،1998 ،1
ص.55
- 2اعتماد محمد عالم ،مرجع سابق ،ص.39
- 3اعتماد محمد عالم ،مرجع سابق ،ص ص( 40 -39السمات من ( )8-1بتصرف).
المخزون اإلضافي من الطاقة االحتياطية من أجل مواجهة الظروف الطارئة وغير متوقعة للمحيط الخارجي ،وكذا المحافظة
على استقرار وتوازن المنظمة.
1
كما يعرف (سكوت) أيضا التنظيم بأنه '' كل وحدة اجتماعية تقام بطريقة مقصودة لتحقيق أهداف محددة ''.
من خالل التعريفين السابقين (سكوت) يتضح بأن التنظيم هو:
-التنظيم عبارة عن نسق اجتماعي.
-التنظيم ال يقوم بطريقة عفوية أو تلقائية ،إنما يقوم بطريق مقصودة.
-التنظيم له حيز مكاني أو جغرافي ويسعى لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف.
-التنظيم يتكون من األفراد ،حيث كل فرد له مكانة ودور تنظيمي ضمن البناء التنظيمي الكلي،
-األفراد في التنظيم تربطهم عالقات اجتماعية وتنظيمية متبادلة ،سعيا منهم لتنفيذ مختلف النشاطات التنظيمية ،مع مراعاة
البيئة الخارجية.
-يمكن للتنظيم تغيير واستبدال ا ألفراد وفقا للمتغيرات والمستجدات الداخلية والخارجية.
/ 2.2المؤسسة والشركة:
* بالنسبة للمؤسسة
يعتبر مصطلح المؤسسة من المصطلحات التي تطرق لها الكثير من العلماء والباحثين بالدراسة والتحليل ،ومن خالل
تتبع هذه األبحاث (البحوث) المتعلقة بمفهوم المؤسسة يصادفنا أحيانا تباين وفي بعض األحيان تطابق وتداخل في وجهات
النظر ،ويعود ذلك إلى العديد من العوامل كالمداخل الدراسية التي يتبناها ويعتمد عليها العلماء والباحثين في الدراسة
والتحليل ،أو طبيعة التخصصات العلمية لهؤالء الباحثين (علم االجتماع ،علم النفس ،علم االقتصاد )...ومن جهة أخرى ،نجد
كذلك بأنه ال يوجد اتفاق مطلق بين المهتمين من حيث االستخدام ،فهناك من يستخدم مصطلح المؤسسة وهناك من يستخدم
المصطلحات ذات الصلة والقريبة منها كالتنظيم والمنظمة والمنشأة والشركة ...وهناك من يستخدم أحد هذه المصطلحات
كمرادف للمؤسسة ،وسوف نحاول من خالل هذا العنصر المساهمة قدر اإلمكان في رفع اللبس أو الغموض في هذا الشأن.
حيث نجد أحد الباحثين 2يقول في هذا الصدد :مصطلح ''مؤسسة'' هو ترجمة لكلمة ( )Institutionباإلنجليزية والفرنسية،
وتعني قانونا مجموعة الهياكل والقواعد الموضوعية إلرضاء المصالح المشتركة ،وباإلنجليزية تعني المؤسسة :جمعية أو
هيئة ذات صفة عامة ،أو ممارسة لقانون أو تقليد حاز على االستقرار.
وقد ورد في موسوعة علم االجتماع '' إلحسان محمد الحسن'' أن ( هربرت سبنسر) يرى في إحدى كتبه المتعلقة بــــ:
3
مبادئ علم االجتماع أن '' :المؤسسة يمكن تشبيهها بالعضو أو الجهاز الذي ينجز وظائف مهمة للمجتمع''.
يتضح من هذا التعريف األخير أن المؤسسة عبارة عن نسق مفتوح ولها دور هام تقدم من خالله خدماتها ومخرجاتها
للمحيط الخارجي وفي نفس الوقت تحقق أهدافها من خالل هذا التفاعل مع المجتمع.
ويعرف (هكس ) Hicksالمنظمة من خالل عملية التفاعل ،فيعرفها بأنها كيان يضم في داخله عناصر متفاعلة لتحقيق
أغراض معينة تستهدف في النهاية تحقيق أهداف المجتمع .وهذا ما دفع (سيمون ومارش) إلى وصف المؤسسة بأنها :تجمعات
4
من الناس متفاعلين.
حسب هذا التعريف نالحظ بأن (هكس) استخدم مصطلح منظمة للداللة على المؤسسة ،ويركز على عملية التفاعل بين
أعضائها كموارد بشرية وبقية الموارد األخرى المادية والمالية ...وذلك من أجل تحقيق مجموع األهداف الداخلية والخارجية
المتعلقة باحتياجات المجتمع .وفي نفس السياق ومن نفس المنطلق نالحظ بأن كل من (سيمون ومارش) ال يبتعدان كثيرا عن
المفهوم األول ،حيث يلخصان المؤسسة في كونها عبارة عن مجموعة من التفاعالت التي تحدث باستمرار بين كافة أفرادها ،
ويمكن أن نفسر هذا الكالم في االتجاه المعاكس ونقول بدون تفاعل بين األعضاء ال يمكن الحديث عن كيان المؤسسة وبالتالي
ال يمكن الحديث عن تحقيق األهداف الداخلية والخارجية ،كما ال يمكن للمجتمع أن يستفيد من خدماتها.
- 1على عبد الرازاق جلبي ،علم إجتماع التنظيم ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،1999 ،ص .16
- 2سيف اإلسالم شوية ،سلوك المستهلك والمؤسسة الخدماتية( ،اقتراح نموذج للتطوير) ،ديوان المطبوعات الجامعية ،المطبعة الجهوية قسنطينة،
الجزائر ،2006 ،ص.4
- 3إحسان محمد الحسن ،موسوعة علم االجتماع ،الدار العربية للموسوعات ،بيروت ،ط ،1999 ،1ص.621
- 4رشاد أحمد عبد المطلب ،تنمية المنظمات االجتماعية (مدخل مهني لطريقة تنظيم المجتمع) ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ،اإلسكندرية،
مصر ،ط ،2007 ،1ص.26
1
أما (بارسونز) فيرى بأن المؤسسة هي '' :نسق اجتماعي منظم أنشأ من تحقيق أهداف محددة ''.
هذا يعني أن بارسونز ينظر للمجتمع الكبير بأنه يتشكل من مجموعة األنساق االجتماعية ،والمؤسسة تعتبر واحدة منها،
وهي بدورها تتكون من أجزاء داخلية تعمل بأسلوب متكامل ومنظم ،ووجدت هذه المؤسسة بطريقة مقصودة وتسعى من خالل
تفاعل أعضائها إلى تحقيق مجموعة من األهداف.
ونجد قاسم القريوتي ينظر للمؤسسة بأنها '' منظمة اقتصادية واجتماعي ة مستقلة نوعا ما ،تؤخذ فيها القرارات حول تركيب
الوسائل البشرية ،المالية ،المادية ،واإلعالمية بغية خلق قيمة مضافة حسب األهداف في نطاق زمكاني''.2
كما يعرف محمد أكرم العدلوني المؤسسة على النحو التالي '' :المؤسسة هي منظمة تجمع بين أشخاص ذوي كفاءات
3
متنوعة تستعمل رؤوس األموال وقدرات من اجل إنتاج سلعة ما ،والتي يمكن أن تباع بسعر أعلى من تكلفته''.
أما أحمد زكي بدوي فيرى بأن المؤسسة هي '':شخص اعتباري ينشأ بتخصيص مال يجمع من الجمهور أو تديره الحكومة
4
أو تشارك فيه لتحقيق أهداف معينة ''.
يعرف( ) brilmanالمؤسسة بأنها '' :منظمة حية متكونة من عاملين منظمين حسب هيكل متميز ومزود بثقافة خاصة
تكمن في مجموعة قيم ،معارف ،عادات وإجراءات متراكمة مع الزمن كما تكتسب هذه المنظمة الحية مميزات بطيئة التقبل
5
للتغير''.
المؤسسة بنيويا ووظيفيا :تتضمن المقاربة البنيوي ة اعتبار المؤسسة القوة التي تعطي لها الديمومة واالستمرار ،أما المقاربة
الوظيفة ففيها يتم البحث عن العالقة بين المؤسسة والحاجات اإلنسانية وارتباطها باألهداف االجتماعية ،أما المقاربة القانونية
فتحلل المؤسسة من خالل القوانين و /أو القواعد التي أبرزتها إلى الو جود وأعطتها سمة االعتبارية .وأخيرا اجتماعيا ،تحلل
6
فيه المؤسسة من خالل األدوار التي يقوم بها الفاعلون االجتماعيون ،على الرغم من تداخل الوظيفة والدور.
مما سبق وحسب التعريفات السالفة الذكر نستخلص بأنه هناك الكثير من المختصين في هذا المجال العلمي لهم أراء
ووجهات نظر تحمل الكثير من القواسم المشتركة ،إذن يمكن القول بأن المؤسسة هي منظمة ،وهذا يدل بأنه هناك وجهات
نظر كثيرة في هذا الشأن التي ترى بأن المصطلحين يحمالن نفس المعنى باستثناء بعض االختالفات البسيطة التي تتعلق
بالجانب اللغوي والميداني التي ال تؤثر كثيرا في ذلك ،بل بالعكس هذه االختالفات البسيطة تمنح الفرصة أكثر للمهتمين في
أغلب الحاالت للعمل بجدية أكثر في مجال البحث العلمي والتقصي من أجل إثراء هذا التخصص الذي ال يزال خصبا ويحتاج
إلى المزيد من الم جهودات لتطويره ،هذا فيما يتعلق بالجانب المفاهيمي لمصطلح المؤسسة والمنظمة ،أما فيما يتعلق بمضمون
التعاريف السابقة فيمكن إيجازها على النحو التالي:
-المؤسسة عبارة عن منظمة اجتماعية واقتصادية.
-المؤسسة عبارة عن مكان يضم مجموعة األفراد ذوي كفاءات مختلفة.
-المؤسسة تعتمد على رؤوس المال المختلفة إلنتاج الخدمات والسلع.
-المؤسسة تسعى دوما إلى تحقيق مجموعة من األهداف ،منها الربح والفائدة ،ومنها المتعلق بتوفير مختلف الخدمات للمحيط
الخارجي وال تهدف إلى تحقيق األرباح.
-المؤسسة تتأثر كثيرا بعامل ا لمكان والزمان( فالمؤسسة في الجزائر ليست كالمؤسسة في اليابان هذا من حيث المكان ،ونفس
المؤسسة في السبعينات ليست كالمؤسسة في السنة الحالية( )2018هذا من حيث الزمان ،ألنه توجد العديد من المتغيرات
البشرية والمادية والتكنولوجية والمجتمع والمحيط الخارجي والعالمية التي من شأنها أن تكون عوامل مساعدة أو تؤثر سلبا
على سيرورتها ومخرجاتها وعلى استمراريتها ،وبالتالي يجب التنبيه هنا لدور المسييرين والقادة والمدراء وضرورة األخذ
بعين االعتبار كل هذه المتغيرات ومراقبتها ووضع فرق متخصصة على مستوى المؤسسة لمتابعتها والتخطيط لها ،واخذ
االحتياطات الالزمة والسبل المالئمة لمواجهة التغيرات الطارئة والمفاجئة والعمل على تجنبها والتكيف المستمر مع البيئة
الخارجية.
- 1السيد الحسيني ،النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم ،دار المعارف ،القاهرة ،1976 ،ص.32
- 2محمد قاسم القريوتي ،اإلدارة المعاصرة بين النظرية والتطبيق ،جمعية المطابع التعاونية ،عمان ،األردن ،1985 ،ص.92
- 3محمد أكرم العدلوني ،العمل المؤسسي ،دار بن حزم ،لبنان ،ط ،2002 ،1ص.14
- 4أحمد زكي بدوي ،معجم مصطلحات الرعاية والتنمية االجتماعية ،دار الكتاب المصري ،القاهرة ،دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،ط،1987 ،1
ص .142
- 5عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط ،2013 ،5ص.34
- 6سيف اإلسالم شوية ،مرجع سابق ،ص .8
-المؤسسة تخصص لها موارد موالية من طرف الدولة أو تجد الطريقة المناسبة لجمعها وتحصيلها من المحيط الخارجي.
-للمؤسسة ثقافتها ا لتنظيمية ( قيم ،معايير ،أعراف )...تساهم في إعطاء صورة واضحة عن مكانتها ودورها وأهدافها
وأساليب تسييرها على المستوى الداخلي ،وسياستها العامة التي تعتمد عليها وتحتكم إليها أثناء مباشرة عالقتها مع كل
األطراف الخارجية.
-المؤسسة تعتمد على بناء تنظيمي خاص بها ي سمح لها بتقسيم العمل على مختلف وحداتها وتوزيع األدوار والواجبات على
أفرادها ،ووضع مجموعة من القواعد واإلجراءات التنظيمية التي تساعد بدورها على ديمومتها واستقرارها.
** أما بالنسبة للشركة
تعرف الشركات في القانون التجاري بأنها '' :منشآت تزاول نشاطا اقتصاديا معينا ،ويمتلك رأسمالها أكثر من شخص واحد
'' حيث تٌنشأ هذه الشركات بمقتضى '' عقد يلتزم فيه شخصان أو أكثر بأن يساهم كل منهم في مشروع مالي بتقديم حصة من
1
رأس المال القتسام ما قد ينشأ عن هذا المشروع من ربح أو خسارة ''.
فمن الواضح أن مصطلح الشركة يعتبر مفهوما اقتصاديا إلى حد كبير ،وذلك من خالل أهدافها التي تسعى بالدرجة األولى
إلى تحقيق الربح والمنفعة المادية لألشخاص المشتركين( هناك شراكة) في هذا المشروع ،بل أكثر من ذلك تقاسم حتى
الخسارة واإلفالس والغلق وما ينجر عن ذلك من تبعات.
كما يجب اإلشارة هنا بأن '' الشركة ''من وجهة نظر الباحث باالعتماد على التراث السوسيولوجي خاصة منه المتعلق
بالجانب التنظيمي ،بأنه يمكن القول بأن الشركة عبارة عن تنظيم اجتماعي ( يتكون من أنساق متعددة تعمل بطريقة متكاملة )،
وعلى الخصوص يضم هذا التنظيم (ال عنصر البشري) أو مجموعة من األفراد العاملين في حيز مكاني معين يتفاعلون فيما
بينهم باستمرار من أجل تحقيق مختلف األهداف المشتركة ،سواء المتعلقة بالمنظمة أو المتعلقة بالعاملين ،مع األخذ بعين
االعتبار كل المتغيرات الداخلية والخارجية ذات العالقة بالمحيط الخارجي في مختلف المجاالت.
/ 3.2خصائص المنظمات:
2
حسب عبد الباسط محمد حسن للمنظمات مجموعة من الخصائص يمكن إيجازها فيما يلي:
-1وجود تقسيم العمل ،ومراكز للسلطة ،ونظام لالتصال بين مختلف أجزاء المنظمة بشرط أن يحدث ذلك وفقا لسياسة
مقصودة ،وتخطيط مرسوم يٌعين على تحقيق أهداف المنظمة.
-2قيام مراكز السلطة بالمنظمة بالعمل على تحقيق األهداف المطلوبة عن طريق توجيه األنشطة القائمة ،وتقويم الجهود
المبذولة ،وإعادة بناء الهيكل التنظيمي إذا وجد به جوانب قصور تحول دون تحقيق األهداف المبتغاة.
-3تجديد القوى البشرية العاملة في المنظمة ،عن طريق استبعاد األشخاص غير الصالحين ،وتعيين أشخاص جدد ،وإعادة
ترتيب األشخاص في المنظمة عن طريق النقل والترقية ،بحيث يساعد ذلك على تحقيق األهداف المرجوة.
وينطبق اصطالح المنظمات على الشركات والمصانع والبنوك والمدارس والمستشفيات والكنائس والسجون ،على حين
أن القبائل والطبقات االجتماعية ،والجماعات العنصرية ،والزمر ال يمكن اعتبارها منظمات حيث ال تتوافر فيها الخصائص
السابقة.
مما سبق يتضح أنه للمنظمات مجموعة من المميزات والخصائص التي تميزها عن غيرها من التجمعات اإلنسانية
األخرى ،لكون أن المنظمات يتم إنشائها بطريقة مقصودة ،وتسعى إلى تحقيق جملة من األهداف ،وأفرادها يتم اختيارهم
وانتقائهم وفق شروط معينة ومحددة ،باإلضافة إلى ذلك االعتماد على تقسيم العمل واألدوار بين هؤالء األعضاء وفق
مؤهالتهم وكفاءتهم وخبرتهم المهنية ،وخضوع المنظمة وأفرادها إلى مجموعة من اإلجراءات والقواعد واألنظمة التي تساعد
على بناء الهيكل التنظيمي وتعديله متى لزم ذلك ،وتحديد طرق االتصال والتنسيق والتكامل ،وكذا مراكز للسلطة بالمنظمة
تسهر على التقييم المستمر ألداء أفرادها ،ونظام خاص بالترقيات والعقوبات واالستغناء في بعض األحيان على األفراد
المقصرين أو العاجزين عن أداء مهامهم.
ثالثا /نشأة وتطور علم اجتماع التنظيم والعمل
سوف يتم التطرق في هذا العنص ر إلى تاريخ نشأة ومختلف المراحل لتطور علم اجتماع التنظيم أو علم اجتماع
التنظيم والعمل أو علم اجتماع المنظمات أو علم اجتماع التنظيمات ،ويجب اإلشارة هنا إلى أن كل المصطلحات لها نفس
اجتماعية وثقافية واقتصادية هيأت المناخ لنمو التنظيمات وازدهارها ،وقبل الفرد التعامل مع التنظيمات المتخصصة التي
تتولى إشباع حاجاته والوفاء بمتطلبات التطور التقني ،وأصبحت الحاجة ماسة لظهور تنظيمات حديثة معقدة تتسم بالعقالنية،
واالنجاز والكفاءة ،وتعتم د على تقسيم العمل ،وتسهم في دفع عمليات التطور والتنمية والتحديث ،وتكون مواكبة لزيادة
الخصوبة والتصنيع والتقدم التكنولوجي ،ووسائل االتصال والمواصالت وكافة مجاالت الحياة اإلنسانية.
وهكذا تحولت المجتمعات إلى تنظيمات كبيرة تتألف من تنظيمات فرعية متخصصة ،تقدم خدماتها في مختلف
مجاالت الحياة اليومية ،وأصبح مفهوم التنظيم يغطي مؤسسات متباينة األهداف :كالمستشفيات ،والمدارس ،والجامعات
- 1حسين عبد الحميد أحمد رشوان ،مرجع سابق ،ص ص .43 -40
والمصانع ،والجيش والشرطة ...سواء كانت تلك التنظيمات رسمية أو تطوعية ،انطبعت التنظيمات الحديثة بخصائص
بيروقراطية ومهنية متخصصة تميزها ع ن غيرها من التنظيمات التقليدية التي شهدتها الحضارات اإلنسانية القديمة.
وقد أدرك " سان سيمون" ( )1760-1857ظهور األنماط التنظيمية الحديثة وأهميتها بالنسبة للمجتمع ،وتعرف على
بعض سماتها ،وألمح "كونت" ( )1798-1857إلى أن " سان سيمون" اعتقد أن الطرق اإلدارية في مجتمع المستقبل ال
تستلزم القوة أو القهر أو اإللزام ،وأن السلطة اإلدارية لن تقوم على المولد أو الخصائص الوراثية ،وإنما تستند اإلدارة الحديثة
على المهارات العلمية والمعرفة الوضعية.
ويضيف كذلك قائال 1:ويعتبر " كارل ماركس" ( )1818-1883أول من قدم تحليالت للتنظيمات البيروقراطية في
ضوء مفاهيمه وتصوراته عن الصراع الطبقي ،وأزمة الرأسمالية ،وحتمية المجتمع الشيوعي.
ويرجع الفضل في ظهور علم االجتماع التنظيمي والذي هو فرع من فروع علم االجتماع إلى "ماكس فيبر" ( - 1864
،)1920وأشار إلى البيروقراطية والسلطة التي بدأت تأخذ مكانتها في ألمانيا ،و اعتبر أن التنظيم البيروقراطي هو شكل أو
نمط من أنماط التنظيم يتصف بالعمومية.
واختصر" ماكس فيبر" ميادين األعمال التي يطبق فيها النموذج من التنظيم في األعمال التي تهدف إلى تحقيق الربح،
أو المشروعات الخاصة التي تخدم أغراضا مادية أو مثالية ،والتنظيمات الخيرية والدينية والسياسية والعسكرية ،وبدأ " ماكس
فيبر" تحليله بصياغة نموذج السلطة الشرعية المعقولة وأوضح أن العوامل الفيزيقية ال تعتبر بمفردها تفسيرات بمفردها كافية
لسلوك العمال ،واعتبر أن الدافعية عامال هاما في تحديد سلوك العمال وممارستهم للعمل ،فبالدافعية يمكن تفسير سلوكهم في
أي مكان عمل حتى في الحاالت التي تسيطر عليها االعتبارات االقتصادية العقالنية.
وينطبق ذلك على حال تفسير سلوك العمال الشبان الذين يغيرون مهنتهم ،ويتم ذلك بتحديد نوعية مهارتهم وقيم سوق
العمل ،وعلى ذلك فإن دافعية العمال تكون ظاهرة اجتماعية معقدة ،يصعب تفسيرها فقط في ضوء االعتبارات البيولوجية،
وينبغي أن نضع في االعتبار أهمية المتغيرات السكانية وحركات الهجرة واستخدامنا لمفهومات التماسك وااللتزام بالتقليد
والتكيف والمالءمة مع االختراعات.
- 1حسين عبد الحميد أحمد رشوان ،مرجع سابق ،ص ص .43 -42
إن هذه األنماط الثالثة من التنظيمات ال توجد دائما مستقلة عن بعضها البعض ،فقد يجمع تنظيم معين بين أكثر من نمط
1
من هذه األنماط التنظيمية السالفة الذكر.
/ 2 -4تنميط التنظيمات على أساس المستفيد األول من األنشطة التنظيمية
قام ( بالو وسكوت) بوضع تنميط للتنظيمات على أساس سؤال بسيط مؤداه '' من المستفيد؟'' أي من المستفيد األول من
2
األنشطة التنظيمية ،وطبقا لإلجابة على هذا السؤال ،تم تصنيف التنظيمات إلى أربعة أنماط من التنظيمات على النحو التالي:
-تنظيمات المنفعة المتبادلة :وقد يكون المستفيد األول من أنشطة التنظيم هم األعضاء ،ومن أمثلة هذه التنظيمات األحزاب
السياسية ،االتحادات ،النوادي ،التنظيمات الدينية ...ونجد المشكلة األساسية التي تواجه مثل هذه التنظيمات هي مشكلة ضبط
سلوك األعضاء داخل هذه التنظيمات التي تعتبر العضوية فيها اختيارية.
-تنظيمات العمل :وفيها يكون المستفيد األول هم المالك ،ومن أمثلة هذه التنظيمات ،المصانع ،البنوك ،شركات التأمين .ونجد
أهم المشكالت التي تواجه مثل هذه التنظيمات تتمثل في كيفية تحقيق األرباح عن طريق الحصول على أكبر عائد ممكن بأقل
تكلفة ممكنة.
-تنظ يمات الخدمة :وفيها يكون المستفيد األول هم العمالء ،ومن أمثلتها ،المستشفيات ،مؤسسات الرعاية االجتماعية،
المدارس ،ومن المشكالت األساسية في هذه التنظيمات مشكلة رفع مستوى الكفاءة المهنية للعاملين فيها حتى يمكنهم االرتفاع
بمستوى الرعاية التي تقدم للعمالء.
-تنظيمات المصلحة العامة :وفيها يكون المستفيد األول من أنشطة التنظيم هو الجمهور بوجه عام ،ومن أمثلتها التنظيمات
العسكرية ،والشرطة واإلطفاء...
ومن أوجه النقد التي يمكن أن يتعرض لها هذا النوع ،أنه قد يكون من الصعب تحديد المستفيد األول أو األساسي من
األنشط ة التي يؤديها التنظيم ،لذلك قد يصعب أحيانا استخدام مثل هذا النوع.
/ 3 -4تنميط التنظيمات على أساس التكنولوجيا
ومن أهم العلماء الذين حاولوا تنميط التنظيمات على أساس التكنولوجيا المستخدمة فيها هم ( جوان وود وارد ،روبرت
بلونر ،جيمس تومبسون).
وعلى سبيل المثال قامت (وود وارد) بدراسة 100مصنع من المصانع البريطانية ،ثم قامت بتنميط هذه التنظيمات على
3
أساس درجة التعقيد في التكنولوجيا المستخدمة فيها إلى ثالثة أنماط على النحو التالي:
-التنظيمات الصناعية التي تستخدم التكنولوجيا البسيطة :وفيها يتم اإلنتاج بالوحدة ،ويكون قليال من حيث الكمية.
-التنظيمات التي تستخدم عمليات اإلنتاج الكبير :ونجد أن مثل هذه التنظيمات تعتمد على خطوط التجميع إلنتاج كميات
ضخمة من الوحدات اإلنتاجية ،التلفزيون والسيارات ،الثالجات...
-التنظيمات الصناعية التي تستخدم العمليات اإلنتاجية بالغة التعقيد :وفي هذه التنظيمات تكون العمليات اإلنتاجية مستمرة،
مثل التنظيمات التي تعمل في صناعة تكرير البترول...
/ 4 -4تنميط التنظيمات على أساس وظائفها
تأثر بعض المهتمين بشؤون التنظيم بالتحليل البنائي الوظيفي وما أطلق عليه (بارسونز) الشروط أو المتطلبات
الوظيفية ،فقد ذهب ( بارسونز) إلى أن هناك أربعة متطلبات وظيفية أساسية يتعين على كل نسق أن يواجهها إذا ما أراد
البقاء ،وهذه المتطلبات هي :الموائمة وت حقيق الهدف ،التكامل ،والكمون أو ضبط أو خفض التوتر ،وعلى التنظيم بوصفه نسقا
اجتماعيا أن يواجه هذه المتطلبات وأن يضمن لها التحقيق إذا ما أراد تحقيق وظائفه )....( .وعليه يمكن تصنيف التنظيمات
على أساس وظائفها إلى أربعة أنماط على النحو التالي:
-التنظيمات التي تهدف إلى تحقيق التكيف :ومن أمثلتها تنظيمات العمل.
-التنظيمات التي تواجه متطلب تحقيق الهدف :ومن أمثلتها التنظيمات العسكرية
-التنظيمات التي تهدف إلى تحقيق التكامل :ومن أمثلتها المستشفيات
-التنظيمات التي تهدف إلى ضبط أو حفظ التوتر :ومن أمثلتها التنظيمات الدينية التي تهدف إلى المحافظة على أنماط القيم
األساسية.
- 1فاروق عبده فليه ،السيد محمد عبد المجيد ،السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليمية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان،
األردن ،ط ،2005 ،1ص ص .88-87
- 2أحمد األصفر ،أديب عقيل ،مرجع سابق ،ص ص .37-36
الظواهر المرتبطة بقضايا اإلنتاج ،والتسويق ،والتخطيط لقوة العمل بالعودة إلى طبيعة البنى االجتماعية والنظم التي تحدد
أشكال التفاعل االجتماعي ضمن التنظيم ،وصيغ العالقات القائمة بين األفراد ،يلجأ الباحثون في العلوم االقتصادية إلى تفسير
المشكالت والقضايا المعنية بالدراسة بالعودة إلى جملة من القوانين ذات الطابع االقتصادي ،والتي تقوم في مجملها على مبدأ
التوازن بين العرض والطلب ،أو بين األجر واإلنتاج ،أو بين الكفاءة واألداء وغير ذلك من االعتبارات .مما يشير إلى أن
االختالف بين علم اجتماع التنظيم والعلوم االقتصادية ال يكمن في الموضوعات المطروحة للدراسة إنما في طريقة المعالجة
وأساليبها ،والمتغيرات المفسرة للمشكالت والقضايا.
-فريدريك تايلور ( :) 1915-1856( )Frederick Taylorعالم أمريكي يعتبر واحد من أبرز المفكرين في مجال اإلداري والتنظيمي ،ومن 4
/3.1.7االتجاه ا لبيروقراطي
يعتبر عالم االجتماع األلماني ''ماكس فيبر'' من الرواد الكالسيكيين األوائل الذين قدموا مصطلح البيروقراطية الذي
يتكون من شقين ( بيرو ،قراطية) ،حيث يعني الجزء األول (المكتب) والجزء الثاني ذو األصل اإلغريقي يعني ( السلطة)،
-1ضرار العتيبي وآخرون ،العملية اإلدارية مبادئ وأصول وعلم وفن ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2007 ،ص ص
.66 -65
1
وقد استمدت نظرية التنظيم اإلنسانية من تجارب " هاوثورن" بعض المبادئ األساسية وأهمها:
-أن التنظيم عبارة عن تلك العالقات التي تنشأ بين مجموعات من األفراد وليس مجرد وجود عدد من األفراد المنعزلين غير
المترابطين.
-أن السلوك التنظيمي يتحدد وفقا لسلوك أفراد التنظيم الذين يتأثرون بدورهم بضغوط اجتماعية ناشئة من التقاليد والعرف
التي تؤمن بها الجماعة وتفرضها على أعضائها.
-أن القيادة اإلدارية تلعب دورا أساسيا في التأثير على تكوين الجماعات وتعديل تقاليدها بما يتناسب مع أهداف التنظيم ،كذلك
فإن القيادة اإلدارية تعمل على تحقيق درجة أكبر من التقارب والتعاون بين التنظيم الرسمي والتنظيم غير الرسمي.
-أن ال سبيل لتحقيق هذا التقارب هو إدماج التنظيم غير الرسمي في التنظيم الرسمي عن طريق إشراك العمال (العاملين بصفة
عامة) في عملية اإلدارة وتحميلهم مسؤولية العمل على تحقيق أهداف التنظيم.
-إن االتصاالت بين أجزاء التنظيم ليست قاصرة على شبكة االتصاالت الرسمية ،بل هناك أيضا شبكة االتصاالت غير
الرسمية ،وأن هذه الشبكة غير الرسمية قد تكون أكثر فاعلية في التأثير على سلوك العاملين ،لذلك ينبغي النظر إلى عملية
االتصاالت وتوفير المعلومات باعتبارها من المتغيرات المؤثرة على السلوك التنظيمي.
/3.7االتجاهات السلوكية في التنظيم
/1.3.7اتجاه الفلسفة اإلدارية ( '' ) X . Yلدوغالس ماك جرجور ''
جاءت هذه النظريات كوصف أجمالي لالتجاهات واألفكار والنظريات التي ظهرت في مجال اإلدارة والتنظيم حتى
الثالثينات أو األربعينات من القرن الماضي ،وتجدر اإلشارة أوال أن النظريتين ( ) Xو( ) Yليستا نظريات بمعنى الكلمة
وإنما هي مجرد افتراضات محددة تتعلق بالسلوك اإلنساني في التنظيمات ويترتب عليها مجموعة من المضامين واالنعكاسات
على الممارسات اإلدارية ،حيث تمثل نظرية ( ) Xالنظرة التقليدية للمنظمة مثل اإلدارة العلمية والمبادئ اإلدارية
والبيروقراطية ،بينما تمثل نظرية ( ) Yاالتجاه اإلنساني االجتماعي للمنظمة 2.وفيما يلي موجز للمميزات األساسية لهاتين
3
النظريتين:
النظرية ( :) X
-أن األفراد العاملين يكرهون في المتوسط العمل ويحاولون تجنبه في المنظمة قدر اإلمكان ،وتنفيذ العملية اإلنتاجية بأقل من
طاقاتهم الحقيقية في األداء.
-نظرا لكراهية العاملين للعمل ،فإنه يجب أن يتم إجبارهم على أدائه ،وينبغي إخضاعهم للرقابة والتوجيه والتهديد المستمر
بالعقاب ،بغية تحقيق أهداف المنظمة ،أي أن دعاة هذا االتجاه التنظيمي يؤكدون على ضرورة ممارسة العنف والقسوة في
ال تعامل مع األفراد وإرشادهم نحو تحقيق األداء اإلنتاجي األعلى ،ويرون أنه من الخطأ التأكيد على أهمية العالقات اإلنسانية
وتراخي دعاتها في معاملة الفرد ،والتساهل الكبير في إطار محاسبة األفراد العاملين ومعاملتهم بشكل يؤثر سلبا في تحقيق
أهداف المنظمة.
-يحاول متوس ط األفراد عادة تجنب المسؤولية ويفضلون التوجيه من قبل أشخاص آخرين ،كما يرغبون في االستقرار
واألمن ،وتقليص الطموحات الذاتية ،لذا فانه البد من وجود إدارة قوية تشرف وتوجه نشاط هؤالء األفراد للوصول إلى
مستوى اإلنتاجية العالية للمنظمة وتحقيق أهدافها.
النظرية ( :) Y
لقد الحظ '' ماك جريجور'' ضرورة إيجاد بديل فكري ونظري يستند إلى انتشال اإلدارة من الضياع الذي سببته
االتجاهات الفكرية التقليدية ( الكالسيكية) القائمة على النظرية ( ،)Xوالبناء البيروقراطي الذي أ ساسه هرمية العالقات بين
األفراد العاملين ،ونظام السيطرة المحكم ،مما جعل '' ماك جريجور'' يطرح بالمقابل سمات نظرية ( ) Yعلى الوجه اآلتي:
-1أن متوسط األفراد العاملين في المنظمة ال يكرهون العمل ،بل يرغبون فيه ،أما الكراهية للعمل فتنجم عن عوامل خارجية
تسببها ظروف العمل ذاتها في المنظمة ،لذا فانه إلدارة المنظمة دور أساسي في التعامل مع األفراد وتوجيههم لحب العمل
واإلبداع فيه.
-2ال تشكل الرقابة الخارجية والتهديد بالعقاب العنصر األهم في التأثير في السلوك اإلنساني ،بل إن الرقابة الذاتية للفرد هي
أكثر تأثيرا في هذا المجال ،فااللتزام باألهداف العامة للمنظمة يرتبط أساسا بمدى الفوائد المتحققة للفرد من االنجاز األفضل،
وأهم ما فيها ما يرتبط بإشباع حاجاته في إطار الرغبة في اإلنجاز ،وتحقيق الذات ،واإلشباع المستمر للحاجات المتنامية.
-3إن متوس ط األفراد يكررون السلوك الذي يؤدي إلى إشباع الحاجات الذاتية ويتجنبون السلوك الفاشل في إشباعها ،ومن هنا
يتضح أن الفرد ال يتهرب من المسؤولية بل يبحث عنها باستمرار إذا ما توافرت سبل إشباع رغباته ،ويتجنبها فقط حينما ال
تحقق أهدافه وطموحاته.
-4إن متوسط األفراد يتمتع بطاقات وقدرات عالية من شأنها أن تحقق التطوير واإلبداع ،وعليه فالفشل في تحقيق بعض
أهداف المنظمة ال يعني قصورا في القدرة الذاتية لألفراد ،بل إلى مدى تحقيق استثمارها باستمرار وبالشكل المطلوب.
/2.3.7تدرج الحاجات اإلنسانية
لقد ساهم المفكر'' إبراهام ماسلو'' بصياغة نظريته شائعة الصيت والتي سميت باسمه ''سلم ماسلو'' ،حيث تمت اإلشارة
من خاللها بأن السلوك اإلنساني يتأثر بالحاجات التي يسعى الفرد إلشباعها وهي تشكل بذاتها محور السلوك اإلنساني
وتوجيهه ،كما أن الحاجات تتفاوت في درجات تأثيرها في السلوك اإلنساني بتفاوت نسبي وفقا ألهميتها النسبية إذ أن قوة تأثير
1
الحاجات بشكل عام تأتي من عاملين أساسيين هما:
-1درجة الحرمان أو مستوى اإلشباع :حيث كلما زادت درجة الحرمان أو عدم اإلشباع فان الفرد يشعر بحاجة أكثر إلحاحا
من غيره ،ويسعى بشكل ح ثيث نحو إشباع حاجته ،إذ أن درجة الحرمان تعد العامل األساسي في توجيه السلوك اإلنساني،
ويتناسب سبل إشباع الحاجات وفقا لهذا االتجاه تناسبا طرديا مع درجة الحرمان.
-2قوة المنبه ( المؤثر) :إن قوة المؤثر أو اإلثارة الخارجية تلعب دورا أساسيا في تحريك الذات اإلنسانية نحو سبل إشباع
الحاجات اإلنسانية غالبا ما تكون كامنة في الذات ،إال إذا توافر بشأنها محركا أو مؤثرا خارجيا ،فان هذا المؤثر غالبا ما
يحرك الدوافع الذاتية نحو الحصول على الحاجة ،ويساهم في تنشيط الرغبة وتحريكها نحو اإلشباع.
والشكل اآلتي يوضح تدرج الحاجات األساسية لإلنسان '' ألبراهام ماسلو'':
تحقيق
الذات
الحاجة للتقدير
الحاجات االجتماعية
األمن والطمأنينة
الحاجات الفسيولوجية
- 1خضير كاظم حمود الفريجات ،موسى سالمة اللوزي ،أنعام الشهابي ،السلوك التنظيمي ( مفاهيم معاصرة) ،مكتبة الجامعة ،الشارقة ،إثراء
للنشر والتوزيع ،األردن ،ط ،2009 ، 1ص ( 68بتصرف).
المصدر :خضير كاظم حمود الفريجات ،موسى سالمة اللوزي ،أنعام الشهابي ،مرجع سابق ،ص. 70
إذا حسب وجهة نظر هذا العالم 1ووفقا لنظريته التي عادة ما تنسب إلى اسمه ( ماسلو) أو سلم الحاجات اإلنسانية ،أو
هرم ماسلو للحاجات اإلنسانية ...التي تصنف (النظرية) ضمن النظريات السلوكية ،حيث يتعلق األمر هنا على الخصوص
بالدافعية لدى اإلنسان وبطبيعة هذه الدوافع التي تجعل اإلنسان يسعى إلى تحقيق مجموعة من الحاجات غير مشبعة سواء
كانت متعلقة بالحياة اليومية في المجتمع أو ضمن المحيط الداخلي للمنظمة التي يعمل بها ،حيث يرى بأن ترتيب مختلف
الحاجات اإلنسانية يكون بطريقة تصاعدية وبطريق متواصلة ومتزايدة ،انطالقا من الحاجات الفسيولوجية ،ثم األمن
والطمأن ينة ،وبعدها الحاجات االجتماعية ،مرورا بالحاجة للتقدير ،وصوال إلى تحقيق الذات.
/3.3.7اتجاه أو نظرية التوقع لـــ '' :فروم فيكتور ''.
تعتبر هذه النظرية خطوة متقدمة في تفسير السلوك القائم على الدافعية لدى العاملين واعتبارهم محصلة ثالثة عوامل
2
هي:
-وجود هدف يحرص الفرد على تحقيقه.
-تفهم وجود صلة مباشرة بين إنجاز تلك األهداف وفرص الحصول على مكافئة.
-إدراك العالقة المباشرة بين بذل المجهود وبين إنجاز األهداف.
إن الموضوع المهم هنا هو إدراك العامل للعالقة بين الهدف والعمل والمكافئة ،ومن ثم الشعور بالرضا ،من هنا ال
يمكن تصور نموذج ثابت إلثارة الدافعية لسبب بسيط هو أن مجرد معرفة العامل باألهداف التي يسعى العامل لتحقيقها ال يعني
أن يرى أن وسيلة تحقيق هذه األ هداف هو العمل ،بل قد يرى أن العمل واإلخالص قد يكون سببا في عدم تحقيق تلك األهداف.
إن مغزى هذه النظرية هو التأكيد على الحوافز والمكافآت التي يعطيها العامل األهمية ،وذلك من خالل محاولة المديرين
مساعدة المرؤوسين على تفهم قدراتهم بشكل واقعي ،وتحديد توقعات إيجابية لدى العاملين ،واإلدراك أن السبيل لتحقيقها هو
بذل مزيد من العمل .إن تشجيع الرؤساء لمرؤوسيهم وبعث الثقة في نفوسهم بأنهم قادرون على تحقيق ما يطمحون إليه يساعد
فعال على تحقيق ذلك التوقع والعكس صحيح.
- 1أبراهام ماسلو( :)Abraham Maslowعالم النفس األمريكي ( 1908بروكلين ،نيويورك 1970 -كاليفورنيا).
- 2محمد قاسم القريوتي ،الوجيز في إدارة الموارد البشرية ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن ،ط ،2010 ،1ص ص.64 -63
- 3ضرار العتيبي وآخرون ،مرجع سابق ،ص .74
/1.4.7اتجاه أو مدخل إدارة النظم( نظرية النظم ) ( -1960إلى الوقت الراهن):
يعتبر هذا االتجاه النظري في التنظيم من أحدث االتجاهات ،حيث تم االعتماد عليه في دراسة التنظيمات وتحليلها منذ
1960فقط ،حيث ينظر إلى المنظمة بأنها عبارة عن نظام ( 1)Systèmeبطريقة متكاملة وكل جزء يعتمد على اآلخر في
أداء وظائفه هذا من جهة ،ومن جهة ثانية يجب األخذ بعين ا العتبار كل العوامل والمتغيرات البيئية التي تحدث وتتغير
باستمرار في المحيط الخارجي والتي تأثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على مدخالت ومخرجات المنظمة.
وفي هذا اإلطار يرى الباحث ''عامر عوض'' 2أن دراسة أي تنظيم البد أن تكون من منطق النظم ،بمعنى تحليل
المتغيرات وتأثيراتها المتبادلة ،فالنظم البشرية تحوي عددا كبيرا من المتغيرات المرتبطة ببعضها ،وبالتالي فنظرية النظم
نقلت منهج التحليل إلى مستوى أعلى مما كان عليه في النظرية الكالسيكية والنظرية السلوكية ،فهي تتصدى لتساؤالت لم
تتصدى لها النظريتين ا لسابقتين ،وتقوم هذه النظرية على أجزاء يتكون منها النظام لها عالقة وثيقة ببعضها البعض ،هذه
األجزاء هي:
-إن الجزء األساسي في النظام هو الفرد(قائدا أو منفذا) ،وبصفة أساسية التركيب السيكولوجي أو هيكل الشخصية الذي
يحضر معه في المنظمة ،لذا فمن أهم األمور التي تعالجها النظرية حوافز الفرد واتجاهاته وافتراضاته عن الناس والعاملين.
-إن الجزء األساسي الثاني في النظام هو الترتيب الرسمي للعمل أو الهيكل التنظيمي وما يتبعه من المناصب.
-إن الجزء األساسي الثالث في النظام هو التنظيم غير الرسمي ،وبصفة خاصة أنماط العالقات بين المجموعات وأنماط
تفاعلهم مع بعضهم ،وعملية تكييف التوقعات المتبادلة.
-الجزء األساسي الرابع في النظام هو تكنولوجيا العمل ومتطلباتها الرسمية ،فاآلالت والعمليات يجب تصميمها بحيث تتماشى
مع التركيب السيكولوجي والفسيولوجي للبشر.
يالحظ أن هذه النظرية لم تركز على متغير واحد على حساب المتغير اآلخر ،فكما أشارت إلى أهمية سلوك األفراد
بالتنظيمين الرسمي وغير الرسمي أشارت كذلك إلى أهمية االهتمام بالتكنولوجيا واآلالت ،فنوع وحجم العاملين مهم ،كما أن
نوع وحجم اآلالت مهم أيضا ،لذا تعد هذه النظرية من احدث وأدق نظريات التنظيم ،إال أن تطبيقها يختلف من منظمة ألخرى،
وذلك حسب ظروف كل منظمة.
محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالفرد:
تتناول محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالفرد مايلي:
-دوافع العمل.
-هيكل القيم الشخصية لدى العاملين.
-ضغوط العمل لدى األفراد والعاملين بالمنظمة.
محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالجماعة:
تتناول محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالجماعة:
-عملية اإلدراك.
-أنماط القيادة.
-طبيعية عملية صنع القرارات في المنظمة.
محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالبيئة:
تتناول محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالبيئة:
-إدارة التكنولوجية وطبيعة الهيكل التنظيمي في المنظمة.
-إدارة عملية التطوير التنظيمي في المنظمة.
1
- le système : Un système est décrit comme un ensemble d’éléments en interaction entre eux et avec
l’environnement. Voir : https://www.afis.fr (Association Française d'Ingénierie Système ), date de vue :
05/10/2018.à 22 h
-2عامر عوض ،السلوك التنظيمي اإلداري ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط ،2001 ،1ص ص(45-44بتصرف).
وفي نفس الشأن نجد الباحث حسين حريم يقول 1:ينبغي اإلشارة هنا إلى أن الكاتب '' شستر بارنارد'' قد اعتبر المنظمة
نظاما اجتماعيا يتكون من أجزاء مترابطة ومنسقة ،حيث استندت هذه النظرية إلى فكرة مفهوم النظام في العلوم التطبيقية،
والنظام هو الكل المنظم أو الوحدة التي تتكون من أجزاء ذات عالقات تفاعلية متبادلة ،تشكل في مجموعها ونتيجة تفاعلها
تركيبا كليا موحدا ،وهكذا فاإلنسان نظام والدائرة/القسم نظام ،والمنظمة نظام ،والقطاع التعليمي نظام والمجتمع نظام .لقد
اعتبرت مدرسة النظم المنظمة نظاما اجتماعيا مفتوحا مصمما لتحقيق أهداف معينة ويشمل النظام المفتوح العناصر اآلتية:
-مدخالت :وتأخذ المنظمة مدخالت من البيئة الخارجية ومن بينها المواد الخام ،الموارد البشرية ،المعلومات والطاقة...الخ.
-عمليات تحويل :وتشمل عمليات التوسع والتسويق والسياسات واألهداف والعمليات ،وغيرها ،لتحويل المدخالت إلى
المخرجات.
-المخرجات :وشمل السلع والخدمات واألرباح ،ورض المستهلكين ورض العاملين ،غيرها والتي توفرها المنظمة للبيئة.
-التغذية الراجعة :وهي رد فعل البنية الخارجية (المستهلكون وغيرهم) وانطباعاتها وتقييمها للسلع والخدمات التي توفرها
المنظمة ،إن كان هذا االنطباع والتقييم إيجابيا أم سلبيا ،وتستخدم المعلومات في تعديل المدخالت أو/وعمليات التحويل.
والشكل رقم : 02يوضح عناصر النظام المفتوح.
التغذية الراجعة
البيئة الخارجية
المصدر :حسين حريم ،مرجع سابق ،ص 70
الفكرية الحديثة في المجال التنظيمي ،ومن خالل التطبيق الميداني لمبادئ هذه النظرية بالمنظمات اليابانية خالل بداية
الثمانينات من القرن الماضي حقق لها المزيد من النجاحات والتفوق في كافة الجوانب التنظيمية ،وانعكس ذلك النجاح على
المجال االقتصادي ل ليابان الذي حقق بدوره قفزة نوعية ونموا متسارعا على المستوى المحلي والقاري والعالمي رغم إمكانياته
الطبيعية والجغرافية المحدودة مقارنة مع الكثير من دول العالم.
يمكن القول بأن نظرية( )Aهي امتداد لنظرية( ،)Xبينما نظرية ( )Zامتداد لنظرية ( ،)Yكما أن جميع هذه النظريات
تمثل مجموعة من االفتراضات حول طبيعة اإلنسان وعالقته بالتنظيم ضمن إطار قيمي محدد .وقد ظهرت نظرية ()Z
كنموذج لإلدارة اليابانية الناجحة في مجال االنجاز الفعال واإلنتاجية المرتفعة واالطمئنان الوظيفي للعاملين .وتستند نظرية
( )Zإلى قيم أساسية هي الثقة والمهارة والمودة ،حيث تتعامل اإلدارة مع العاملين بناء على الثقة واإلخالص واالنفتاح
والتعاون وبالتالي التقبل االيجابي للنقد البناء والتفاعل المثمر من أجل زيادة اإلنتاجية وتحقيق النفع المشترك للعاملين
ومنظمتهم ،أما المهارة فتضمن كفاءة العاملين وتطوير قدراتهم الفنية والسلوكية من أجل تحسين األداء الفردي والتنظيمي ،أما
الخصــــــــــــائـــــــص
مسارات وظيفية فيها درجة متوسطة مسار وظيفي عام مسار وظيفي متخصص
من التخصص.
قرارات يتم اتخاذها باإلجماع اتخاذ القرارات باإلجماع فردية في اتخاذ القرارات
المسؤولية فردية المسؤولية جماعية المسؤولية فردية
عمليات تقييم وفق مقاييس رسمية تقييم غير رسمي وغير متكرر تقييم رسمي متكرر
واضحة وأخرى رسمية ضمنية
ترقيات بطيئة ترقيات بطيئة ترقيات سريعة
اهتمام شامل بالموظفين اهتمام شامل بالموظفين اهتمام جزئي بالموظفين
المصدر :صالح بن نوار ،فعالية التنظيم في المؤسسات االقتصادية ،مخبر علم اجتماع االتصال للبحث والترجمة،
قسنطينة ،2006،ص (. 187نقال عن :محمد قاسم القريوتي ،نظرية المنظمة والتنظيم).
من خالل الجدول السابق نالحظ بأن النظرية ( )Zتتميز بالخصائص األساسية اآلتية:
-توظيف لمدة طويلة.
-مسارات وظيفية فيها درجة متوسطة من التخصص.
-قرارات يتم اتخاذها باإلجماع.
-المسؤولية فردية.
-عمليات تقييم وفق مقاييس رسمية واضحة وأخرى رسمية ضمنية.
-ترقيات بطيئة.
-اهتمام شامل بالموظفين.
والمالحظ أيضا أن جل هذه الخصائص أو المميزات مرجعيتها تعود للنموذج الياباني (نظرية )Jالذي يعتمد بالدرجة
األولى على الجوانب اإلنسانية والعمل الجماعي بروح الفريق ،والحوار والتشاور في كل القضايا المتعلقة بالمنظمة واتخاذ كل
القرارات بطريقة جماعية والتركيز على سياسة التحفيز على البحث والتطوير.
وقد جسدت نظرية ( )Zمعالم الفكر اإلداري وا لتنظيمي الياباني من خالل تأكيدها على ثالث مرتكزات فكرية وفلسفية
تمثلت برؤوس المثلث وهي (الثقة ،المودة ،المهارة) والشكل التالي يوضح ذلك :
الثقة
ومن هنا يتضح بأن نظرية ( ) Zاستمدت مقوماتها الفكرية والفلسفية من التجربة اليابانية ،التي يشكل فيها العنصر البشري
أهم المصادر الفاعلة في تطوير العملية اإلنتاجية ،ولذا فان األبعاد اإلنسانية تشكل لديهم مرتكز التطور المستهدف الذي
تبلورت معالمه من خالل طبيعة ودور البناء الثقافي والتربوي واالجتماعي للشعب الياباني وتعميق روح العائلة في العمل
1
وتقديسه ولذا فان المجتمع الياباني غالبا ما يطلق عليه مجتمع االتفاق واالنسجام.
/4.4.7االتجاه الموقفي أو النظرية الموقفية:
تعتبر هذه النظرية امتدادا لنظرية النظم ،حيث اعتمدت أساس على مفهوم '' النظام المفتوح '' ،وهي تمثل اتجاها حديثا
يقوم على أساس أنه ليست هنالك نظرية أو مدرسة في التنظيم يمكن تطبيقها في مختلف الظروف وفي كل أنواع المنظمات،
وإن ما يجب استخدام النظرية بشكل انتقائي بحيث تتالءم مع الظروف واألوضاع التي تعيشها المنظمة ،أي أن جوهر هذه
2
النظرية هو أن عالقات المنظمة ككل وأنظمتها الفرعية بالمنظمات األخرى وبالبيئة العامة تعتمد على الموقف.
يتضح 3أن نظرية اإلدارة الموقفية ذات صفة عامة وطابع عمومي ،وهي ال ترفض ما قدمته أية مدرسة من مدارس
اإلدارة ،وتعتمد بشكل أساسي على أن المنظمة نظام مفتوح على البيئة الخارجية ،وهي تسعى إلى تطبيق مبدأ السبب والنتيجة،
بمعنى أن لكل ظاهرة أسباب تؤدي إليها .فعندما تواجه المدير مشكلة ما ،عليه عندئذ تحديد وتشخيص األسباب التي أدت إليها
أوال ،ثم يختار الحل المناسب وفق نتائج التشخيص التي توصل إليها.
يتضح مما تقدم أن اإلدارة الموقفية تقوم على أساس عدم الثبات في المجاالت التالية:
-عدم ثبات الشخصية اإلنسانية.
-عدم ثبات السلوك اإلنساني.
-عدم ثبات سلوك الجماعة.
-عدم ثبات العوامل البيئية المحيطة بالمنظمة.
-عدم ثبات تفاعل األنظمة الفرعية ضمن النظام الكلي.
4
ولذا فان المفكرين والباحثين في إطار النظرية الموقفية قد ركزوا على حقيقتين أساسيتين هما:
-1المتغيرات البيئية والتي تتضمن كافة المتغيرات المتعلقة بالبيئة الخارجية كاالقتصادية والسياسية واالجتماعية
والتكنولوجية والحضارية...
-2المتغيرات الهيكلية وتتضمن كافة المتغيرات المتعلقة بالهياكل التنظيمية وحجم المنظمة واختيار التصميم التنظيمي
المناسب وغيرها من المتغيرات المتعلقة بالمنظمة ذاتها.
وعليه يمكن القو ل ،نظرا لعدم توفر درجة الثبات للعديد من المتغيرات التنظيمية والبيئية ،فانه ال توجد نظرية واحدة
صالحة لجميع الظروف والمواقف وكل المنظمات ،بل يجب معالجة كل القضايا التنظيمية واإلشكاليات التنظيمية المطروحة
قائمـــــة المراجـــــع
-1أحمد األصفر ،أديب عقيل ،علم اجتماع التنظيم ومشكالت العمل ،منشورات جامعة دمشق ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية،
.2003/2002
-2أحمد زكي بدوي ،معجم مصطلحات الرعاية والتنمية االجتماعية ،دار الكتاب المصري ،القاهرة ،دار الكتاب اللبناني،
بيروت ،ط.1987 ،1
-3إحسان محمد الحسن ،موسوعة علم االجتماع ،الدار العربية للموسوعات ،بيروت ،ط.1999 ،1
-4اعتماد محمد عالم ،دراسات في علم االجتماع التنظيمي ،مكتبة األنجلو المصرية ،ط.1994 ،1
-5حسين حريم ،إدارة المنظمات– منظور كلي ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،ط .2003 ،1
-6حسين حريم ،مبادئ اإلدارة الحديثة( ،النظريات ،العمليات اإلدارية ،وظائف المنظمة) ،دار الحامد للنشر والتوزيع،
عمان،األردن ط.2006 ،1
-7حسين عبد الحميد أحمد رشوان ،علم اجتماع التنظيم ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ،مصر.2004 ،
-8خضير كاظم حمود الفريجات ،موسى سالمة اللوزي ،أنعام الشهابي ،السلوك التنظيمي ( مفاهيم معاصرة) ،مكتبة
الجامعة ،الشارقة ،إثراء للنشر والتوزيع ،األردن ،ط.2009 ،1
-9رابح كعباش ،علم اجتماع التنظيم ،مخبر بحث :علم اجتماع االتصال للبحث والترجمة ،جامعة قسنطينة.2006 ،
-10رشاد أحمد عبد المطلب ،تنمية المنظمات االجتماعية (مدخل مهني لطريقة تنظيم المجتمع) ،دار الوفاء لدنيا الطباعة
والنشر ،اإلسكندرية ،مصر ،ط.2007 ،1
-11حسان ال جيالني ،التنظيم والجماعات ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط.2008 ،1
-12سيف اإلسالم شوية ،سلوك المستهلك والمؤسسة الخدماتية( ،اقتراح نموذج للتطوير) ،ديوان المطبوعات الجامعية،
المطبعة الجهوية قسنطينة ،الجزائر.2006 ،
-13السيد الحسيني ،النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم ،دار المعارف ،القاهرة.1976 ،
-14طلعت إبراهيم لطفي ،علم اجتماع التنظيم ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة.1993 ،
-15ضرار العتيبي وآخرون ،العملية اإلدارية مبادئ وأصول وعلم وفن ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن.2007 ،
-16عامر عوض ،السلوك التنظيمي اإلداري ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط.2001 ،1
-17عامر الكبيسي ،التنظيم اإلداري الحكومي بين التقليد والمعاصرة ،الفكر التنظيمي ،دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع،
قطر ،ط.1998 ،1
-18عبد الباسط محمد حسن ،علم االجتماع الصناعي ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط ،1دون سنة.
-19عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط .2013 ،5
-20عمر وصفي عقيلي ،االدارة المعاصرة (التخطيط – التنظيم -الرقابة) ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.2007
-21علي السلمي ،تطور الفكر التنظيمي ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،د ط ،د س.
-22على عبد الرازاق جلبي ،علم إجتماع التنظيم ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.1999 ،
-23علي ليلة ،عبد الوهاب جودة ،البيروقراطية والتنظيم -الفرضيات األساسية وتأمالت الواقع ،جامعة عين شمس ،مصر،
.2001
-24فاروق عبده فليه ،السيد محمد عبد المجيد ،السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليمية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع
والطباعة ،عمان ،األردن ،ط.2005 ،1
-25قاسيمي ناصر ،دليل مصطلحات علم اجتماع التنظيم والعمل ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2004 ،
-26محمد أكرم العدلوني ،العمل المؤسسي ،دار بن حزم ،لبنان ،ط.2002 ،1
-27محمد بومخلوف ،التوطين الصناعي وقضاياه المعاصرة ( الفكرية والتنظيمية والعمرانية والتنموية) ،التنظيم الصناعي
والبيئة ،شركة دار األمة ،الجزائر ،ط.2001 ،1
-28محمد قاسم القريوتي ،اإلدارة المعاصرة بين النظرية والتطبيق ،جمعية المطابع التعاونية ،عمان ،األردن.1985 ،
-29محمد قاسم القريوتي ،الوجيز في إدارة الموارد البشرية ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن ،ط.2010 ، 1
-30نائل عبد الحافظ العوالمة ،الهياكل واألساليب في تطوير المنظمات ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2009،
-31نورالدين بشير تاوريريت ،نظرية المنظمة والتنظيم ،عالم الكتب الحديث ،إربد ،األردن ،ط.2015 ،1
-32الموقع االلكترونيdate de ،)Association Française d'Ingénierie Système( https://www.afis.fr :
vue : 05/10/2018.à 22 h
-33الموقع االلكتروني ،https://vb.ckfu.org :تاريخ االطالع ،2018/06/16 :الساعة 23 :سا.