Professional Documents
Culture Documents
net/publication/334226901
CITATIONS READS
0 4,081
2 authors:
Mohammed El Nadir Abdallah Tani Kaddour Abdallah-Tani ﻗﺪور ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺛﺎﻧﻲ
Université Abdelhamid Ibn Badis Mostaganem University of Oran1 Ahmed BENBELLA -Algeria-
20 PUBLICATIONS 0 CITATIONS 38 PUBLICATIONS 0 CITATIONS
Some of the authors of this publication are also working on these related projects:
Semiotics of the Algerian revolutionary cinema (A study of semiotics comparison between comedy and drama). ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺜﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ )دراﺳﺔ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ
)ﺑﻴﻦ اﻷﻓﻼم اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺔ واﻟﺪراﻣﻴﺔ. View project
All content following this page was uploaded by Kaddour Abdallah-Tani ﻗﺪور ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺛﺎﻧﻲon 04 July 2019.
المل ّخ�ص
برزت الظاهرة االتصالية إلى الوجود مع بداية اإلنسان ممارسته االتصال ،وقد تطور هذا المفهوم عبر التاريخ؛
نتيجة تطور وسائله؛ فبدأ اإلنسان يمارس االتصال عن طريق اإلشارات واإليماءات والرموز ،ثم مر بعد ذلك إلى أن
اخترعت المطبعة التي كانت نقطة انعطاف في تحول تاريخ االتصال من االتصال التقليدي الشخصي إلى االتصال
الجماهيري؛ فالفضل يعود لهذه التقنية التي حولت المجتمع من مجتمع جمعي إلى مجتمع جماهيري.
تجدر اإلشارة إلى أن معالجة المسألة الفكرية والفلسفية ال تتم بصفة تجريدية عن العوامل األخرى ،وفي هذا
اإلطار نعتقد أن أهم مدخل لطرح اإلشكال اإلبستمولوجي في علوم اإلعالم واالتصال هو ذلك الذي ينطلق من الثورة
االتصالية التي شهدتها وسائل اإلعالم واالتصال ،ومن هنا فإننا نحاول في هذه الدراسة طرح عالقة اإلبستمولوجيا
واتجاهاتها بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال .والبداية تكون بمعرفة مكونات الظاهرة اإلعالمية التي تتسم بالتداخل
والتعقيد؛ ذلك أن المتمعن في المشهد اإلعالمي على مر العصور وعبر التاريخ وعلى الصعيد الدولي يالحظ أن
اإلعالم ارتبط تاريخي ًا بالثورة الصناعية وبحركة الرأسمالية التي ازدهرت في القرن التاسع عشر ،وتطور باتجاه العالمية
واالحتكار ويتحكم فيه منطق السوق ،ويقوم على الملكية الفردية والربح والتنافس.كما أن هذا اإلعالم مرتبط بسياق
التكنولوجيا الحديثة التي دفعت االتصال إلى مرحلة عالية من الكثافة والسرعة واالنتشار؛ األمر الذي أدى إلى تسريع
نقل الرسائل وزيادة التفاعل بين المرسل والمتلقي .وهو كذلك مرتبط بالفكر االقتصادي لوسائل اإلعالم من تجارة
وصناعة وتمويل لهذا االتصال.
على كل حال سنعالج في هذه الدراسة موضوع إبستمولوجيا علوم اإلعالم واالتصال؛ بحيث نتطرق فيه إلى
ماهية إبستمولوجيا علوم اإلعالم واالتصال ونتناول فيه ماهية إبستمولوجيا اإلعالم :المفاهيم وأهم فلسفات اإلعالم،
وإبستمولوجيا االتصال وأهم مفاهيم االتصال.
2019
67
37 / 147
-1إبستمولوجيا اإلعالم ( المفاهيم).
-1-1مفهوم إبستمولوجيا اإلعالم.
-1-1-1مفهوم اإلعالم.
اصطالح ًا
يتصل معنى اإلعالم باألخبار واألنباء واحلوادث العارضة ،وال يتضمن في املعنى
ال باألحداثاللغوي أكثر من اإلنباء واإلظهار واإلبراز ؛ فيكون من هذه اجلهة أكثر اتصا ً
وأشد تعلق ًا بالصفة اآلنية العابرة(.)1
ملعرفة املعالم التي متيز املوضوعات ذات الثقافة والنظام املشترك تصوري ،واخلبرة
التي تخص هوية املوضوع ،أدلى في هذا املقام برنارد الميزات LAMIZET Bernardبأن :
"اإلعالم ينشر بني مواضيع التركيبة اإلجتماعية لبناء الروابط اإلجتماعية ومعرفة اآلثار"(.)2
وليس هناك تعريف محدد ملفهوم اإلعالم بسبب اتساع مفهومه وتداخله في كثير من
مجاالت النشاط اإلنساني والعالقات اإلنسانية مبختلف أنواعها ،ولهذا يصعب حتديد مفهوم
لفظة "اإلعالم"؛ بسبب اختالف منهاجه وتعدد أدواره ،وتباين مذاهب الباحثني(.)3
ويستخدم اإلعالم للداللة على عمليتني في وقت واحد تكمل إحداهما األخرى؛
فهو يشير من جهة إلى عملية استقاء املعلومات واستخراجها واحلصول عليها من خالل
الوجود السريع والفوري في مكان احلدث ،أو الغوص في أعماق صاحب املعلومة طو ً
ال
وعرض ًا الستخالص املعلومات.
إن اإلبستمولوجيا -من وجهة نظر ريجيس دوبريه" -هي":تفكير حول العلوم،
تدرس تكوين املعارف الصاحلة؛ فخطابها معياري حول أنظمة من البيانات الوصفية .فهي
تبرز معايير صالحية ،وتعني "العوائق" أمام تطور احلق ،إنها متطلبة ومشككة وتتحرك
في األفق الكالسيكي للفلسفة وكأنها محكمة للمعرفة ،تبحث عن مرتكزات ،وتقوم
2019
بعمل التحقق".
68
37 / 147
علم اإلعالم يقوم بعكس ذلك متام ًا :فهو يهدف إلى وصف البايانات املعيارية.
إن "احلقيقة" ال تهم علماء اإلعالم ،ليس بأكثر مما تهم ميول القلب أطباء القلب .إننا
النطرح هنا أسئلة حول اجلوهر واملرتكزات(.)4
إن علم اإلع�لام العام ال يستطيع أن يجد وجهه النظري إال من خ�لال جتلياته
اإلقليمية .فاملقاربة أو ال��روح اإلعالمي الذي يقوم بإسناد كل مجال للنشاط إلى نظام
من النقل يدعمه ،سيكون له تطبيقات أو فروع بقدر ما لعلم االجتماع والتاريخ ،وهي:
الدين ،العلوم ،املؤسسات ،الثقافات ،احلقوق ،الفن ،إلخ...يعني :كيف يحدث
النقل واالنتشار وال��دوران والتمدد والتعدد،إلخ؟ وعلى أي مرتكز.؟ وماذا يغير هذا
ويركب في اجلسم أجهزة اإلرسال وااللتقاط؟ وبأي توجهات ،وأي مسارات وشبكات
وحتالفات وتالقيات ومنافذ ،إلخ؟( .)5وهذا ما اصطلح عليه ريجيس دوبري في خصوصية
علم اإلعالم بتقاطع علوم عديدة الجتياز احلقول .
إنه من الطبيعي أن تقوم نظرية إعالمية تعطي للدولة – باعتبارها املمثل للمجتمع-
حق التحكم في اآللة اإلعالمية وتوجيهها الوجهة التي تخدم املجتمع وتسهم في حتقيق
غايته .وميكن أن نسمي هذه النظرية أو الفلسفة ( فلسفة اإلعالم املوجه).
وبالطبع لم تخرج التصنيفات التي قدمها الباحثون للخلفيات الفلسفية لإلعالم عن
فلسفة اإلعالم احلر وفلسفة اإلعالم املوجه(.)6
ولكن اختلف الباحثون في مسميات الفلسفات التي تتفرع من هاتني الفلسفتني
الكبيرتني ،وذلك تبع ًا ألشكال السيطرة ودرجاتها ومبرراتها في فلسفة اإلعالم املوجه،
وتبع ًا لتدخل الدولة أو املجتمع في احلد من احلريات الواسعة في فلسفة اإلعالم احلر؛ لذا
ظهر أكثر من مسمى لهذه الفلسفات ،ولكن هذه املسميات ــ على الرغم من تعددها ـــ لم
تخرج في النهاية عن كونها إما " فلسفات إعالم موجه" وإما " فلسفات إعالم حر".
69
37 / 147
الليبرالية ــ املسؤولية االجتماعية ــ االشتراكية ــ التنموية) ،نود تقسيم هذا املطلب إلى
فرعني :اخللفية الفلسفية لنظرية اإلعالم احلر ،واخللفية الفلسفية لنظرية اإلعالم املوجه.
-1األساس الديني
كان أساس حرية التعبير عند ملتون ومعاصريه ــ الذي كتب كتاب ًا كام ً
ال يدافع فيه
عن حرية الصحافة وأسماء ( أربوجيتكيا) في 1644ــ هو أساس ديني ،فالرب ــ وهو
رب طهري ــ يريد أن تكون للناس صحافة حرة حتى يستطيعوا كشف احلقيقة.
-2األساس الطبيعي
وهو األس��اس ال��ذي جنم عن التخلي عن الفكر الديني ال��ذي أفسح مكانه لنظرة
2019
الكوزمولوجيا العلمانية ،وبناء على هذا األساس اعتبرت حرية التعبير حق ًا من احلقوق
70
37 / 147
الطبيعية لإلنسان مثلها مثل باقي احلقوق الطبيعية اللصيقة بالطبيعة اإلنسانية ،وقد وسع
الليبراليون من نطاق مفهوم احلرية ،فبينما نظر إليها ميلتون على أنها مجرد التحرر من
الترخيص احلكومي ،نظر الليبراليون إليها على أنها منع للتدخل احلكومي بأشكاله كافة،
وبينما أنكر ملتون حرية التعبير على أولئك الذين يختلفون حول املسائل األساسية ،كان
الليبراليون على النقيض؛ إذ كانت احلرية بالنسبة إليهم تعني احلث على املعارضة حتى
حول املسائل األساسية ،وحتى شكل احلكم نفسه ينبغي أال يسلم من املعارضة ،وال ينبغي
للدولة أن تتدخل ولو كان ذلك إنقاذ ًا لنفسها.
بينما ك��ان ملتون يؤيد ف��رض القيود على بعض أن��واع املوضوعات مثل اإلحلاد
والتجديف ،فقد سمح الليبراليون بنشر كل شيء تقريب ًا على الرغم من إقرارهم لبعض
قوانني الفنت والعنف والبذاءة (.)8()...
-3األساس النفعي
كان التطور الثالث في ركيزة حرية التعبير على أيدي النفعيني وعلى رأسهم "جون
ستيوات ميل" الذي أيد في كتابه ( عن احلرية) حرية التعبير ال على أساس طبيعي وإمنا
على أساس املنفعة(.)9
وترتكز دعواه حلرية التعبير على أساس نفعي ،على أربع حجج كبرى نوجزها فيما
يأتي :أولها -أننا إذا أسكتنا رأي ًا فقد نخفي حقيقة .وثانيها-أن الرأي اخلاطئ قد يحتوي
بداخله على جزء ولو صغير ًا من احلقيقة ،وال بد من معرفته للوصول إلى احلقيقة كاملة.
وثالثها :أنه حتى لو كان الرأي املتقبل عموم ًا هو كل احلقيقة ،فإن الناس لن يعتنقوه ،على
أسس عقلية ،إمنا كتحيز مالم يضطروا إلى الدفاع عنه .ورابعها :أنه لم تتعرض اآلراء
الشائعة للمناقشة من ،ومن ثم فإنها تفقد حيويتها ،وتأثيرها في السلوك واألخالق(.)10
71
37 / 147
هذا صحيح إلى حد ما؛ ذلك ألن هذا النقد ما كان له أن يثمر فلسفة متكاملة ،لوال تضافر
عدة عوامل أخرى معه أدت إلى ظهور النظرية اجلديدة.
وميكن أن نزعم أن احملرك الفاعل نحو هدم بعض مقوالت الفلسفة اإلعالمية
الليبرالية ــ الذي جعل املناداة بإيجاد فلسفة جديدة أم��ر ًا ملح ًا ــ هو التغير الذي أصاب
الفلسفة االجتماعية الليبرالية والذي كان ال بد أن ميتد إلى الفلسفة اإلعالمية باعتبارها
جزء ًا منها.
وقد كان العامل الفاعل وراء حدوث هذا التحول في الفلسفة االجتماعية الليبرالية
هو ظهور نظريات علمية جديدة زعزعت األسس التي كانت تقوم عليها هذه الفلسفة.
فقد حتدت أفكار التطور ،والفيزياء اجلديدة ،تصور نيوتن للكون كنظام أبدي اليتغير،
كما فرض علم النفس احلديث بنظرية فرويد واملدرسة السلوكية ،حصار ًا حول العقالنية
( وهي من أهم املبادئ التي ارتكزت عليها الليبرالية) ،وأثار علماء االقتصاد واالجتماع
في مراجعتهم للفردية في الفكر الليبرالي ــ الشكوك حول وجود سوق حرة مفتوحة سواء
(للسلع أو األفكار)(.)11
وقد رافق هذه التغيرات الفكرية في الفرضيات األساسية للفلسفة الليبرالية ــ التي
كان انتقالها للفلسفة اإلعالمية الليبرالية أمر ًا حتمي ًا ــ عدة عوامل أخرى ،جعلت من
إدخال تعديالت على الفلسفة اإلعالمية أمر ًا ضروري ًا ،ومن هذه العوامل :
-ازدياد قوة تأثير الصحافة نتيجة لتطورها تكنولوجيا.
-ظهور وسائل إعالمية جديدة ،كالراديو ،والتلفزيون ،والسينما ،ذات فاعلية
وتأثير كبير؛ مما جعل احلاجة إلى وضع ضوابط ومسؤوليات لهذه الوسائل أمر ًا
ضروري ًا.
وعلى الرغم من أن كل هذه اخلطوات التي نبعت من داخل وسائل اإلعالم كانت
خطوات فعالة في سبيل الوصول إلى فكر إعالمي جديد ،فإن هذا الفكر لم ينتظم في
شكل فلسفة جديدة ومتكاملة للصحافة إال في عام 1947م الذي صدر فيه تقرير"جلنة
حرية الصحافة" ،وقد صيغت نظرية املسؤولية االجتماعية في كتاب أعدته اللجنة كاملة
2019
72
37 / 147
بعنوان "صحافة حرة ومسؤولة" ،وفي دراسة أخرى لوليام هوكنغ ــ أحد أعضاء اللجنة
البارزين ــ بعنوان "حرية الصحافة إطار املبدأ" وقد مت شجب تقرير اللجنة على الفور من
قبل جميع الصحف ،إال قلة منها وباستثناءات ن��ادرة ،ووصف احمل��ررون والناشرون
التقرير على أنه كتاب رسمي لقيود احلكومة على الصحافة(.)12
وقد أسهم اإلجنليز أيض ًا في تدشني الفلسفة اجلديدة ،وذلك من خالل التقارير التي
أعدتها" اللجنة امللكية البريطانية لشؤون الصحافة " ،وهي اللجنة التي دعيت إلى البحث
في شؤون الصحافة فاجتمعت لهذه الغاية مرات عديدة ،على فترات تاريخية متقطعة،
وك��ان من الطبيعي أن يطلق على نظرية املسؤولية االجتماعية التي أسهم األمريكيون
واإلجنليز في تشكيل مقوالتها " نظرية أجنلو أمريكية"(.)13
وقد حظيت هذه الفلسفة بالرفض من قبل أغلب املمارسني اإلعالميني ،وحظيت
على اجلانب األكادميي بقبول واسع ،ليس فقط من قبل باحثي اإلعالم الغربيني ،بل من
قبل الباحثني العرب أيض ًا (.)14
73
37 / 147
تستمد فلسفة اإلعالم االشتراكي أساسها النظري من التراث املاركسي اللينيني(،)15
وعلى الرغم من ضآلة ما تتضمنه كتابات ماركس من إش���ارات مباشرة إل��ى اإلعالم
والصحافة فإن اإلضافات التي قدمها لينني من خالل التجرية السوفياتية ساعدت على
تشكيل اإلطار النظري العام للصحافة االشتراكية( )16وعموم ًا ميكن القول إن ما وضعه
لينني من أسس للنظام اإلعالمي االشتراكي يعد النموذج الذي قامت عليه جميع نظم
اإلعالم االشتراكية.
كما ميكننا االنطالق من فكر ماركس ورفيقه أجنلز في فهم األساس الفكري لفلسفة
اإلعالم االشتراكي ،ومن أفكار لينني فيما يتعلق مبقوالت هذه الفلسفة بخصوص احلريات
اإلعالمية ،وملكية وسائل اإلعالم ،ووظائفها :على عاتق وسائل اإلعالم حتقيق الغايات
العليا لالشتراكية.
-2فلسفة اإلعالم التنموي
أشرنا فيما سبق إلى أن النظريات االجتماعية الوضعية التي تتبناها بلدان العالم
الثالث ،مبا فيها الغالبية العظمى من البلدان اإلسالمية ــ سواء كانت نظريات متيل إلى
الليبرالية أم إل��ى االشتراكية أم مت��زج بينهما ،بالشكل ال��ذي يالئم الظروف املجتمعية
والتاريخية لكل بلد منها( )17ــ هي نظريات تدور في فلك الكوزمولوجيا العلمانية ،تنطلق
من مسلماتها ،وتسعى لتحقيق غاياتها ،ولكن الظروف املجتمعية والتاريخية التي متر بها
هذه البلدان ال تسمح لها بالتطلع إلى بلوغ الغايات العليا التي تبشر بها الكوزمولوجيا
العلمانية في الوقت الراهن(.)18
كما تعد وسائل اإلع�لام من األدوات التي تؤدي دور ًا مهم ًا في حتقيق األهداف
التنموية؛ فقد عملت ال��دول النامية على استغاللها في حتقيق هذه األه��داف التنموية،
وألقت الدول النامية على عاتق هذه الوسائل إحداث عملية التنمية .
وهكذا ميكن القول إن��ه":إذا كانت منطلقات التنظير اإلعالمي عند الغرب هي
هاجس تأثيرات وسائل اإلعالم على األفراد وحرياتهم وهموم " الدميقراطية " عموم ًا فإن
منطلقات التنظير اإلعالمي املعياري عند دول العالم النامي هي الدور الذي ميكن أن تؤديه
2019
74
37 / 147
75
37 / 147
وإذا كانت مدرسة التبعية ــ بصفة عامة ــ تعد نتاج ًا ملفكري العالم الثالث ،والسيما
مفكري أمريكا الالتينية فإن مدرسة التبعية الثقافية واإلعالمية قد خرجت الكتابات األولى
لها من قلب املجتمع األمريكي ،وذلك في نهاية ستينيات القرن املاضي ،ومتثل ذلك
في كتاب شيلر" اإلعالم واإلمبراطورية األمريكية" الذي أوضح فيه الهيمنة االتصالية
واإللكترونية للواليات املتحدة األمريكية وماينجم عنها من هيمنة ثقافية ،وبعد ذلك أكمل
الباحثان نورد نسترجن وفارس في عام 1974دراسة بتكليف من منظمة "اليونسكو" حول
تدفق برامج التلفزيون الدولية ،جذبت اهتمام الباحثني ملعاجلة ظاهرة التبعية اإلعالمية،
وتوالت بعد ذلك الدراسات التي ركزت على أبعاد مختلفة ملشكلة التبعية اإلعالمية ،مثل
دراسات بويدباريت وماتلالرت وكتابات أخرى لشلر (.)22
76
37 / 147
نعاصره من جانب آخر؛ ذلك أن املجتمع اإلسالمي الذي يطبق الشريعة اإلسالمية مجتمع
شمولي من حيث العقيدة ،ومتكامل من حيث التنظيم ،واإلع�لام فيه البد أن يعكس
شمول العقيدة وتكامل البناء االجتماعي ،ومن ثم فإن كل شيء فيه إسالمي بدء ًا من املرح
وامل��زاح حتى مواجهة املوت ،واإلع�لام في مثل هذه احلالة إسالمي في صدق إخباره،
وإسالمي في الترويج والتسلية ،وإسالمي في إعالناته ،وإسالمي في تعليمه ،وإسالمي
في شرح األخبار وتفسيرها وهكذا.)25(....
وهناك مفهوم آخر يعرف به اإلعالم اإلسالمي":هو تزويد اجلماهير بحقائق الدين
اإلسالمي ونقل األخبار والوقائع واملعلومات بصورة صحيحة ومنضبطة داخل األمة
اإلسالمية وخارجها"(.)26
وكما أوضح اإلسالم املنهاج الذي ينبغي أن يسير عليه املؤمن فإنه أوضح السبيل
الذي ينبغي أن يهتدي به الكيان االجتماعي املسلم في حتقيق مجتمع االستخالف والعبودية
املطلقة للخالق األعظم.
وفيما يلي نعرض املهام التي ينبغي أن يضطلع بها املجتمع املسلم في سبيل حتقيق
مجتمع االستخالف ،ودور وسائل اإلع�لام في املساهمة في ه��ذه املهام ،ثم نعرض
النعكاسات غايات الفرد املسلم على تفاعله في العملية اإلعالمية.
إذا كان املجتمع العلماني يسعى إلى حتقيق التقدم املطرد املفضي إلى إقامة املجتمع
الفردوسي ،فإن املجتمع املسلم يتخذ من مجتمع االستخالف املفضي إلى سعادة أفراده
في الدارين غاية عليا له .وهو في سبيل حتقيق مجتمع االستخالف يسعى مبؤسساته كافة
( السياسية-االقتصادية-االجتماعية-اإلعالمية...إلخ) ،وفي ضوء املنهج اإللهي ،إلى
حتقيق ثالث مهام كبرى ،هي:
- 1إعمار الكون :وذلك من خالل تسخير الكون والكائنات ملا فيه النفع ....نفع
اإلنسان ،ونفع الكائنات من حوله( .)27ويأتي هذا من خالل الكشف عن احلقائق
والقوانني العلمية التي حتكم عمل األشياء الطبيعية ،ومن خالل الكشف عما حتويه
2019
77
37 / 147
األرض من كنوز وثروات؛ مما يتيح له التقدم املادي وترقية اجلانب املادي من حياة
أعضائه(.)28
- 2إعالء كلمة الله بني أفراده وإقامة شرعه فيهم ،وتوفير املناخ الذي يتيح لهم أن
يعبدوا الله حق عبادته ،وأن يحققوا أعلى ما تسمح به ملكاتهم من السمو املادي
والسمو الروحي اللذين تكتمل بهما سعادتهم(.)29
- 3إعالء كلمة الله في أرضه ،بالدعوة إلى دينه ،بكل السبل املتاحة ،وحتقيق املجتمع
الذي ميثل خير أمة أخرجت للناس.
هذه هي املهام الثالث الكبرى التي يسعى املجتمع املسلم لالضطالع بها على النحو
الذي حددته شريعة اإلسالم للفرد؛ لتحقيق مجتمع االستخالف ،الذي يسعد أفراده في
هذه الدنيا ،ويجعلهم أه ً
ال للسعادة األبدية في اآلخرة.
وال شك أن هذه املهام هي التي حتدد وظائف وسائل اإلعالم في املجتمع املسلم،
والتي ميكن تلخيصها على النحو اآلتي:
-املساهمة في الوظيفة العمرانية ،باحلض على العمل والعمران وتوضيح القيم
اإلسالمية التي حتكم املهمة العمرانية.
-املساهمة في حتقيق مجتمع العبودية اخلالصة لله -سبحانه وتعالى -بترسيخ
عقيدة اإلميان بالله الواحد األحد في نفوس الناس وترسيخ السيادة لشرعه( ،)30وفضح أي
انحراف عنها والدعوة لتصحيحه.
-املساهمة في إع�لاء كلمة الله في أرض��ه بالدعوة إل��ى اإلس�لام في شتى بقاع
األرض ،وبالسبل املتاحة وبذلك يسهم اإلعالم في املهمة الثالثة ملجتمع االستخالف.
ف��ي س��ي��اق فلسفة اإلع�ل�ام اإلس�لام��ي ت��ط��رق املفكر اإلع�لام��ي اجل��زائ��ري عزي
عبدالرحمن* في نظرية احلتمية القيمية إلى إشكالية القيم في اإلعالم ،وانطلق من فكرة
أن ثقافة املجتمع هي التي تصنع محتويات وسائل اإلعالم وليس العكس ،والقيمة هي
دال على مستوى حتضر املجتمع في مضمون الوسيلة ،فالترسندنتالية في روح املجتمعات
التي تبني ثقافتها على الدين هي العامل احلاسم في مسألة ثقافة املجتمعات الدينية ،ومن
2019
78
37 / 147
ثم فإن القيمة مبفهوم الباحث عزي عبد الرحمن"...هي ما يعلو عن الشيء ،ويرتبط
باملعاني الكامنة في الدين"( ،)31على حد هذا القول فإن رسملة القيمة في محتوى الوسيلة
يعزز ثقافة املجتمع ويجعل التكنولوجيا حتمية حاملة ومعززة لهذه القيم التي تخدم ثقافة
املجتمعات الدينية ،ومن خالل هذا الطرح نستوحي شبكة مفاهيمية لها عالقة جدلية
مبفهوم القيم التي تسبح في العالم املعنوي والرمزي للمجتمعات(.)32
-2إبستمولوجيا االتصال
-1-1-2مفهوم االتصال
يعد االتصال إحدى السمات اإلنسانية البارزة ،سواء ذلك في شكل كلمات أو
صور أو موسيقى ،مفيد أو ض��ار ،مقصود أو عشوائي ،فعلي أو مستتر ،إعالمي أو
إقناعي ،واضح أو غامض ،ذاتي أو مع آخرين(.)34
2019
79
37 / 147
ـ االتصال لغة :االتصال في اللغة -كما تشير املعاجم -الوصول إلى الشيء أو
بلوغه واالنتباه إليه( ،)35وتستخدم كلمة "اتصال" في سياقات مختلفة ،وتتضمن تبادل
األفكار communicationمدلوالت عديدة؛ فهي مبعناها املفرد Communications
والرسائل واملعلومات ،وتشير في صيغة اجلمع إلى الرسائل التي حتمل مضمون
االتصال(.)36
االتصال
اصطالح ًا :ظهرت تعريفات عديدة ال ميكن حصرها ملفهوم االتصال من قبل
الباحثني واملتخصصني في علوم اإلعالم واالتصال ،عكست في معظمها أهميته ودوره
في احلياة اإلنسانية واملكونات والعناصر األساسية لعملية االتصال ،ومن هذه التعريفات
ــ على سبيل املثال ال احلصر ــ :
"العملية التي تنقل بها الرسالة من مصدر معني إلى مستقبل واحد أو أكثر وسائل
أخرى بغرض اإلقناع أو التأثير على السلوك"(.)38
وتتبنى "جيهان رشتي" تعريف االتصال بأنه":العملية التي يتفاعل مبقتضاها متلقو
الرسالة ــ كائنات حية أو بشر أو آلة ــ في مضامني اجتماعية معينة ،وفيها يتم نقل األفكار
واملعلومات (منبهات) بني األفراد عن قضية أو معنى أو واقع معني؛ فاالتصال يقوم على
مشاركة املعلومات والصور الذهنية واآلراء ".
2019
80
37 / 147
ويذهب "سمير حسني" إلى أن االتصال" :هو النشاط ال��ذي يستهدف حتقيق
العمومية ،أو الذيوع أو االنتشار أو الشيوع لفكرة أو موضوع أو منشأ أو قضية ،وذلك
عن طريق انتقال املعلومات أو األفكار أو اآلراء أو االجتاهات من شخص أو جماعة إلى
أشخاص أو جماعات باستخدام رموز ذات معنى واحد ومفهوم بالدرجة نفسها لدى
الطرفني.
ويرى "محمود عودة"" :أن مفهوم االتصال يشير إلى العملية أو الطريقة التي
تنتقل بها األفكار أو املعلومات بني الناس داخل نسق اجتماعي معني ،يختل من حيث
احلجم ،ومن حيث العالقات املتضمنة فيه؛ مبعنى أن يكون هذا النسق االجتماعي مجرد
عالقة ثنائية منطية بني شخص أو جماعة صغيرة ،أو مجتمع محلي أو مجتمع قومي أو
حتى املجتمع اإلنساني ككل"(.)40
واالتصال هو "العملية أو الطريقة التي يتم عن طريقها انتقال املعرفة من شخص إلى
آخر حتى تصبح مشاع ًا بينها ،ويؤدي إلى التفاهم بني هذين الشخصني أو أكثر ،وبذلك
يصبح لهذه العملية عناصر ومكونات واجتاه تسير فيه ،وهدف تسعى إلى حتقيقه ،ومجال
تعمل فيه ويؤثر فيها"(.)41
ويشير في ه��ذا الصدد زهير إح���دادن إل��ى أن املعنى القدمي ال��ذي كانت حتمله كلمة
االتصال هو الوصل والبلوغ ،وأما معناه العصري فهو مأخوذ من اإلجنليزية أو الفرنسية وهما
لغتان تستعمالن لفظ ًا واحد ًا للداللة عليه ،وهي كلمة communicationويجب أن نشير إلى
أن هذه الكلمة باللغات األجنبية تؤدي معاني كثيرة نعبر عنها باللغة العربية بكلمات مختلفة
نكتفي بذكر ثالث منها ،وهي" :املواصالت" و"البلوغ" و"االت��ص��ال" ،وقد استعملها
علماء النفس واالجتماع بكثرة وأثروا معناها ونوعوها تنويع ًا؛ فهم يرون ــ بصفة إجمالية ـــ
أن االتصال عملية يتبادل املعاني فيها طرفان :مرسل ومستقبل ،والتبادل ال يتم إال إذا وقع
بني شخصني وعندها يسمونه باالتصال الفردي الشخصي ،وهو اتصال بدائي وإن وقع بني
مرسل وعدد كبير من األشخاص فإنهم يسمونه باالتصال اجلماعي أو اجلمعي أو اجلماهيري
،masse de communicationوهو االتصال املتطور (.)42
2019
81
37 / 147
المطلب الثاني :جذور إبستمولوجيا االتصال
ميتد علم االتصال بجذوره في التاريخ إلى أرسطو الذي وضع أسس ًا علمية لعملية
االتصال لم تزل قائمة حتى اآلن؛ ألن التفاعل بني ( اخلطيب -املرسل) و(اجلمهور -
املستقبل) يقوم على أن يعد املرسل (رسالته-خطبته) بصورة شيقة وجذابة ومقنعة ،حتى
ميكن أن تؤثر في اجلماهير بالصورة املستهدفة؛ وذلك ألنه ال قيمة لالتصال -من وجهة
نظر أرسطو -مالم يكن مقبو ً
ال ومفهوم ًا من ( اجلمهور -املستقبلني).
وهنا يتضح محور العالقة التي أوجدها أرسطو بني املرسل والرسالة واملستقبل؛
حيث قسم املوقف االتصالي إلى ثالث مراحل:
• اخلطيب.
• اخلطبة.
• اجلمهور(.)43
82
37 / 147
83
37 / 147
ويختلفان في الشكل واللفظ ،وأي محاولة للتفريق بينهما ستزيد األمور تعقيدا"(.)46
كما فسر برنارد مياج Miege Bernardفي كتابه اإلعالم واالتصال بوصفهما
وبي أن مسألة وسائل اإلعالم تتطلب من جميع الباحثني واملتخصصنيموضوع معرفة ،نّ
في االتصال أن يعتبروا وسائل اإلع�لام والتكنولوجيات في اإلع�لام واالتصال هي
في قلب أسئلة التحليل واالقتراحات النظرية لدراسة املجتمعات املعاصرة في بنائها
االجتماعي ومستقبلها االقتصادي وخاصة في التنمية السوسيو ثقافية ،ومن ثم ربط
الظاهرة اإلعالمية بالتطور التقاني ،كما ص��رح به عالم االت��ص��ال الكندي مارشال
ماكلوهان .)47( Luhan Mc
Armand et Michèle كما يبني امل��ف��ك��ران الفرنسيان أرم���ان وميشال م��ات�لار
mattelartفي كتاب "التفكير في وسائل اإلع�لام" أن موضوع اإلع�لام واالتصال
غامض إبستمولوجي ًا؛ إذا إنه ينسى بيئة إنتاجه التاريخية واالقتصادية واللسانية وخاصة
إنتاجه الفكري(.)48
84
37 / 147
للنظرية الليبرالية لإلعالم؛ فوفق ًا للنظرية الليبرالية ينبغي أن تكون للصحافة قاعدة كبيرة
من احلرية كي تساعد الناس في بحثهم عن احلقيقة ،ولكي يصل اإلنسان إلى احلقيقة عن
طريق العقل ينبغي أن تتاح له حرية الوصول إلى املعلومات واألفكار ،وهو يستطيع أن مييز
فيما تقدمه له الصحافة بني احلقيقي والزائف باستخدام عقله(.)49
وفي القرن العشرين أصبح املفهوم الفلسفي للحرية في املجتمع الليبرالي يتضمن
مسؤولية وسائل اإلعالم جتاه املجتمع ،وظهرت نظرية املسؤولية االجتماعية التي أكدت
فرضية أن اإلعالم له دور اجتماعي بالدرجة األولى ،وأصبح املفكرون يوجهون النقد
املباشر والعنيف لصحف اإلثارة التي تسعى إلى نشر الفضائح واجلنس واجلرمية (.)...
-2-4النظرية الشمولية
يرى كثير من الباحثني أن أفالطون في جمهوريته قد وضع األساس الفلسفي لنظم
احلكم الشمولية ،وأنه جعل الدولة هي املصلحة العليا ومصلحة الفرد دونها .وأنه صرف
جل اهتمامه إلى الدولة ،وجعل كل القوى مسخرة في سبيلها ،وهو في سبيل ذلك لم
يجد ضمير ًا في التضحية مبصلحة الفرد من أجل مصلحة الدولة.
ثم يجيء بعده هيجل املثالي ثم يعقبه كارل ماركس الفيلسوف املادي ،ولكن النظرية
الشمولية في إطارها الفلسفي املعاصر تعتمد على الفلسفة املادية في البلدان الشيوعية
بصفة عامة ،والشك أن الفلسفة املادية تعني عند أصحابها أيديولوجية شاملة وليست كما
يتهمها مخالفوها بأنها تعني مفهوم االستمتاع احلسي.
-3-4النظرية المختلطة
العالقة بني الفرد واملجتمع كانت ومازالت الشغل الشاغل لإلنسان منذ عصوره
القدمية حتى اليوم ،وعندما ظهرت بلدان العالم الثالث إلى الوجود السياسي والدولي
في القرن العشرين كمجتمعات مستقلة ونامية ،كان أهم ما طرأ على فلسفة وتطبيق
العالقة بني الفرد واملجتمع خالل أحقاب طويلة من التاريخ هو االعتراف بدور الدولة
وتدخلها حتى في املجتمعات الليبرالية ،ثم التقارب والترابط بني الشعوب نتيجة لنمو
2019
85
37 / 147
وسائل االتصال عاملي ًا ( ،)...وإن تعقبنا الدعامة الفلسفية لنظرية اإلعالم املختلطة فإننا
نقف أمام حقيقتني أساسيتني :أولهما أن الفكر املاركسي يرى في جتارب العالم الثالث،
االشتراكية حتريف ًا ،وأن الفكر الليبرالي يرى في جتارب العالم الثالث ،الليبرالية املقيدة
ال لفكرزيف ًا ،أما احلقيقة الثانية ،فإن بعض جتارب العالم الثالث قدمت نظري ًا إطار ًا متكام ً
سياسي جديد يقف على قدميه قرين ًا وندّ ًا للفكر املاركسي وللفكر الليبرالي(.)50
خاتمة
إن احلديث عن املسألة اإلبستمولوجية لعلوم اإلع�لام واالتصال أمر يتطلب التفكير
العميق تاريخيا ًوربط تطور الظاهرة االتصالية بالثورة التكنولوجية لوسائل اإلعالم؛ فالتصنيف
الذي قدمه ريجيس دوبريه لالتصال بداية مبرحلة الصور الذهنية Logosphèreوحتول إلى عصر
الصور البصرية Graphosphèreوإلى الصور املتحركة vidéosphèreبفضل التكنولوجيا
احلديثة لإلعالم واالتصال ،ومن ثم ظهر مفهوم التفاعلية في االتصال بفضل املواقع من اجليل
الثاني . WEB02كل هذا التحول وعلى هذا املستوى يحيلنا إلى نسق فلسفي واحد هو الرجوع
إلى االتصال الذهني الذي يبقى مؤسساً ألشكال اإلعالم واالتصال األخرى.
وفي األخير نخلص إلى أن إبستمولوجيا علوم اإلعالم واالتصال تبقى رهينة تطور
الوسيلة أو الوسيط على تعبير مارشال ماكلوهان؛ فاالجتهادات اإلبستمولوجية في هذا
امليدان راجعة لفلسفة تاريخ اإلعالم في نسق تكنولوجي.
الهوامش والمراجع
دوبريه ،ريجيس :محاضرات في علم اإلعالم العام –امليديولوجيا ،-ترجمة :شاهني فؤاد وجورجيت ()1
ال يرى سيبرت وزمياله أن األصل في قدم كثير من الباحثني تصنيف ًا عام ًا قريب ًا من هذا التصنيف؛ فمث ً ()3
النظريات اإلعالمية هما نظري ًا السلطة واحلرية ،وأن النظرية السوفياتية تطوير لألولى واملسؤولية االجتماعية
تطوير للثانية.
Voir : Siebert F.S, T.Peterson and W.schramm four of the Press Theories, Urbana : ( )4
2019
86
37 / 147
كذلك يقسم كل من جون ميرل ،ورالف لوينشتاين ،النظم اإلعالمية في العالم إلى نظامني؛" نظام مرتبط
بالدولة ،نظام حر "،أو نظم ذات ميول سلطوية ،ونظم ذات ميول ليبرالية.
Voir : Merril ,J.and Lowenstein,R,Media : Message and Men ,New york : Longman ,1979,p154: ( )5
كذلك يرى سامي زبيان أن هناك صنفني من اإلعالم في العالم ،إعالم مرتبط بالدولة وإعالم مستقل عن ()6
الدولة :انظر زبيان ،سامي :الصحافة اليومية واإلعالم ،ط ،2بيروت :دار املسيرة ،1987 ،ص.94-93
الكوزمولوجيا :Cosmologyعلم يبحث في أصل الكون وبنيته العامة وعناصره وقوانينه التي تسيره ،أما ()7
الكوزمولوجيا العلماتية ،وهي تبحث في البيئة التي تتحكم في طبيعة اإلنسان وأهم القوانني الوضعية
وغاياتها.
انظر :ريفرز ،وليام ل .وآخرون :وسائل اإلعالم واملجتمع احلديث ،ترجمة :إمام إبراهيم ،القاهرة :دار ()8
87
37 / 147
( )18السماسيري ،محمود يوسف :فلسفات اإلعالم املعاصرة في ضوء املنظور اإلسالمي ،ط ،1فرجينيا :املعهد
العالي للفكر اإلسالمي ،2008 ،ص .71-70
( )19عبد الرحمن ،عواطف :قضايا التبعية اإلعالمية والثقافية في العالم الثالث ،ط ،1القاهرة ،مصر :دار الفكر
العربي ،1997 ،ص.50
( )20رشتي ،جيهان أحمد :اإلعالم الدولي ،ط ،1القاهرة :دار الفكر العربي.326-325 ،1986 ،
( )21فلسفات اإلعالم املعاصرة في ضوء املنظور اإلسالمي ،ص.75
( )22محمد ،سيد محمد :املسؤولية اإلعالمية في اإلسالم ،ط ،1اجلزائر :املؤسسة الوطنية للكتاب ،1986 ،ص
ص .257-256
( )23املسؤولية اإلعالمية في اإلسالم ،ص ص .44-43
( )24املسؤولية اإلعالمية في اإلسالم ،ص .44
( )25الضاري ،مثنى حارث؛ والزيدي ،طه أحمد :اإلعالم اإلسالمي ــ الواقع والطموح ــ ،ط،1األردن :دار
النفائس للنشر والتوزيع ،2007 ،ص .20
( )26أبو سليمان ،عبد احلميد : أزمة العقل املسلم ،ط ،3القاهرة :دار القارى العربي ،ص .136-135
( )27الشيباني ،عمر التومي :مفهوم اإلنسان في الفكر اإلسالمي ،الكتاب اإلسالمي /الدار اجلماهيرية للنشر
والتوزيع واإلعالن ،يوليو ،1987ص .269-263
( )28الغنوشي ،راشد :احلريات العامة في الدولة اإلسالمية ،ط ،1بيروت :مركز دراسات الوحدة العربية،
،1993ص .327-326
( )29الشنقيطي ،محمد سيد ساداتي :اإلعالم اإلسالمي ،األهداف والوظائف ،سلسلة دراسات في اإلعالم
والرأي العام ،الرياض :دار عالم الكتب ،1991 ،ص .7
( )30عبد الرحمن عزي أكادميي وباحث إعالمي جزائري ،من مواليد 1954بقرية بني ورثيالن(اجلزائر).
( )31عزي ،عبد الرحمن :دراسات في نظرية االتصال –نحو فكر إعالمي متميز ،-ط ،1مركز دراسات الوحدة
العربية،بيروت :لبنان،2001،ص.108
( )32ثاني عبد الله ،النذير محمد :الرأسمال القيمي من منظور عزي ،مداخلة غير منشورة في امللتقى الوطني
،جامعة عبد احلميد 24/25أفريل 2012 األول حول النظريات احلديثة في علوم اإلعالم واالتصال أيام
بن باديس ــ مستغامن .
( )33دليو ،فضيل :االتصال :مفاهيمه ،نظرياته ،وسائله،ط ،1القاهرة :دار الفجر للنشروالتوزيع،
،2003ص.15
( )34عمار ،حسن؛ السيد حسن ،ليلى :االتصال ونظرياته املعاصرة ،ط،2مصر :ال��دار املصرية اللبنانية،
2019
ـ ،2002ص.15
88
37 / 147
( )35ريحي ،مصطفى عليان؛ عبد الديس ،محمد :وسائل االتصال وتكنولوجيا التعليم،ط ،1عمان :دار
الصفا للنشر التوزيع ،1999،ص.25
( )36مكاوي ،حسن عماد؛ السيد ،حسن ،ليلى :االتصال ونظرياته املعاصرة ،ط ،1مصر :ال��دار املصرية
اللبنانية ،2002 ،ص.15
( )37وسائل االتصال وتكنولوجيا التعليم ،ص.24
( )38وسائل االتصال وتكنولوجيا التعليم ،ص.25
( )39دليو ،فضيل :مقدمة في وسائل االتصال للجماهيرية ،ط ،2اجلزائر :ديوان املطبوعات اجلامعية،1998 ،
ص.18
( )40االتصال ونظرياته املعاصرة ،ص.24-25
( )41وسائل االتصال وتكنولوجيا التعليم ،ص.29
( )42إحدادن ،زهير :مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال ،ط ،1اجلزائر :ديوان املطبوعات اجلامعية2002 ،ص .9
( )43الدليمي ،عبد ال��رزاق محمد :اإلع�لام التربوي ،ط ،1عمان :دار املسيرة للنشر والتوزيع،2001 ،
ص.31
(Hubert ,Fondin : La science de l’information : posture épistémologique et spécificité )44
de,2000.p8.
Belgique, p-50--51.
Mattelart, Armand et michèle : Penser les médias,Paris : édition la découvertes ,1986, p58. () 47
( )48محمد ،سيد محمد :صحافة سلطة رابعة كيف؟ ،ط ،1القاهرة :دار الشعب للنشر والتوزيع ،مصر،
،1989ص20.
89
37 / 147
2019
90