Professional Documents
Culture Documents
ملخص :هندف من خالل هذه املسامهة العلمية إىل تقدمي عرض حتليلي للنظرية البيئية يف تفسري االحنراف و اجلرمية
،من خالل عرض للسياق الفكري واالجتماعي للنظرية ،وأهم املبادئى االساسية وكذا الدراسات املنجزة يف جمال
االحنراف و اجلرمية و إرجاعها إىل العوامل البيئية و اجلغرافية ،مث خنتم يف االخري بعرض أهم االنتقادات املوجهة
هلذه النظرية ,و هذا بغية تبيان اإلضافة اليت قدمتها هذه النظرية اىل حقل السوسولوجيا بصفة عامة و ميدان
االحنراف و اجلرمية بصفة خاصة و مدى اإلرهاصات اليت تركتها لدى املنشغلني يف هذا اجملال اذ تعد نظرية البيئية
من النظرايت االكثر انتشارا حبكم تبنيها من كثري من املختصني يف ميدان علم االجتماع اجلرمية و االحنراف و اختاذها
سبيال لتفسري الكثري من الظواهر اإلجرامية و إرجاعها اىل عوامل بيئية مكانية مرتبطة ابالفراد .
الكلمات املفتاحية :النظرية البيئية ،االنحراف ،الجريمة.
Abstract:
The aim of this scientific contribution is to provide an in-depth analysis of the ecological
theory in explaining deviance and crime. This will be achieved through an examination of the
theoretical and social context of the theory, a presentation of its core principles, and an
overview of studies conducted in the field of deviance and crime, linking them to
environmental and geographical factors. In conclusion, the most significant criticisms directed
toward the theory will be presented, in order to highlight its impact on the field of sociology
in general and criminology in particular. The ecological theory is among the most widely
adopted theories, as it has been embraced by many experts in the field of criminal sociology
who have employed it to interpret numerous criminal phenomena and associate them with
localized environmental factors tied to individuals.
5
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
مقدمة
لقد شكلت النظرية اإليكولوجية (البيئية) إحدى أهم احملاوالت العملية يف تفسري السلوكيات املنحرفة
واالجرامية يف الوالايت املتحدة األمريكية يف بداية القرن العشرين.
كما ارتبط اسم هذه النظرية مبدرسة شيكاغو " "l'école de Chicagoوذلك ملا هلذه املدرسة من
وزن يف الساحة العلمية واإلقدام على الدراسات األمربيقية بكل أنواعها يف أمريكا وذلك من خالل اختاذها ملدينة
شيكاغو خمربا حيا لنشاطاهتا حول العديد من القضااي واملشكالت اليت كانت تعيشها هذه املدينة والنامجة عن التغري
االجتماعي السريع والعنيف يف آن واحد .ابإلضافة إىل إفرازات كل من اهلجرة الوافدة على مدينة شيكاغو والتصنيع.
كما شهدت هذه املدينة والدة أول قسم لعلم االجتماع وهذا ما زاد يف االهتمام يف دراسة املشكالت
االجتماعية اليت انتشرت بسرعة يف هذه املنطقة من امريكا مثل :جنوح األحداث ،اإلدمان أبنواعه املختلفة ،منو
وانتشار العصاابت االجرامية ،السرقة ،البغاء ،اجلرمية ،النزوح ،الصراعات االثنية والثقافية بني املهاجرين الوافدين من
أوراب ومن أمريكا الالتينية ،وآسيا وحىت إفريقيا.
ويف ظل هذه البيئة الناشطة ظهرت مدرسة تسمى ابملدرسة البيئية أو اإليكولوجية االجتماعية Ecologie
،Socialeواليت حاول أصحاهبا من أمثال إيزا ابرك ،Ezra Parkأرنست بريجس E. Burgessوليام
إسحاق توماس William Isaac Thomasوغريهم من الباحثني السوسيولوجيني ،فهم هذه املشكالت يف
إطار مقاربة جديدة ،أال وهي املقاربة البيئية .مبتعدين بذلك عن التفسريات البيولوجية والنفسية اليت كانت سائدة.
ومتخذين من املدينة والبيئة االجتماعية عامال حامسا يف تفسري هذه املشكالت.
ويف هذا الفصل سوف نسلط الضوء على إسهامات هذه النظرية يف تفسري السلوك املنحرف واالجرامي
مع إظهار جماالت تدخل هذه النظرية وحدودها.
1-1مدخل عام:
الكالم عن النظرية البيئية االجتماعية أو اإليكولوجية جيران إىل القيام حبفرايت يف ثنااي الرتاث النظري
االجتماعي -الفكر االجتماعي -وإسهامات احلضارات القدمية يف جمال الثنائية البيئة االجتماعية /سلوكيات األفراد
وطبائعهم.
6
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
تنطلق الكتاابت اخلاصة ابلنظرية البيئية االجتماعية على أن هذه النظرية حديثة العهد ،وأهنا مل تعرف من
قبل ،وأن أول من اندى هبا هم أنصار أو مؤسسوا مدرسة شيكاغو االمريكية.
حنن ال ننكر الدور اهلام واحلاسم ملدرسة شيكاغو يف وضع األسس العلمية والنزعة املوضوعية هلذه النظرية
يف حماولة منها تفسري املشكالت اليت كانت تتخبط فيها أمريكا عامة ومدينة شيكاغو خاصة ،إال أن هذا ال يعين
أبن التفسري اإليكولوجي أو البيئي مل يكن معروفامن قبل .بل هناك العديد من األعمال واحملاوالت اجلادة اليت سعى
أصحاهبا سواء عند الغربيني قدميا أو العرب واملسلمينمن خالهلا االعتماد على العامل البيئي يف تفسري الظواهر
االجتماعية .حيث نشري إىل أنه مثال قد وجدان أن ابن خلدون قد اعتمد على عامل البيئة يف تفسري طبائع األفراد،
كما قام بتحليل عالقة الفرد ابلبيئة والتأثريات املتبادلة وتعد رؤيته هذه توفيقية حيث مل ينطلق من التفسري املطلق
للعوامل البيئية يف التأثري على سلوكيات األفراد كما وجدانه مثال عند كل من مجاعة اخوان الصفا يف كتاهبم الرسائل
أو عند العامل والقاضي والفقيه صاعد األندلسي يف كتابه "طبقات األمم" والذي ابلغ فيه فيما خيص أتثري العوامل
البيئية يف مزاج وخصائص األفراد وحىت يف الذكاء وهذا عندما ربط الغباء واجلهل ابحلرارة ،دون ان ننسى العامل واملؤرخ
والفقيه تقي الدين املقريزي صاحب كتاب "إغاثة األمة يف كشف الغمة" واملخطوطات املقريزية ،حيث أعطى دورا
حامسا للبيئة االجتماعية والطبيعية يف صقل سلوكيات األفراد.
كما نشري أن االهتمام ابلعامل البيئي مل يقتصر فقط على املفكرين والعلماء املسلمني والعرب ،بل امتد إىل
العديد من األجناس وخاصة الغربيني ،ومنهم نذكر اسهامات العامل مونتيسكيو صاحب كتاب "روح القوانني"
L'esprit des Loisوكذلك كتاب "الرسائل الفارسية " "Les Lettres persanesدون أن ننسى كذلك
املفكر السياسي الكبري ماكيافيلي صاحب كتاب "األمري" La princeوغريهم من املفكرين والعلماء التابعني
للتيار التنويري واملوسوعي.
لقد ساهم هؤالء يف فهم دور البيئة يف انتشار العمران والنظم االجتماعية والسياسة املختلفة ،وكيف تساهم
هذه األخرية يف النهوض االجتماعي والثقايف ،وتكون عامال مسامها يف انتشار األمراض االجتماعية على حد تعبري
عامل االجتماع الفرنسي اميلدوركاميDurkheim
7
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
8
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
االحنرافية ويربطان منو االحنراف والفوضى مبفهوم اختالل النظام االجتماعي ،أو ما ميكن ترمجته بفساد النظام
االجتماعي.Desorganisation Sociale
)( Sophie Body - Grendrot , 2002, http//journals. Openedition. org/remi/2647.
لقد استطاع كل من كليفورد وزميله ماك كي حتديد العالقة الوطيدة بني كل من االحنراف واجلرمية واملدينة
من حيث بنيتها الفيزيقية واملتمثلة يف الوضع املتدهور من حيث نوعية السكان ،اخلدمات وانعدام املرافق الضرورية
للحياة ،ابإلضافة إىل اهلجرة وما ينتج عنها من صراع ثقايف وعرقي والتفكك بكل أنواعه سواء على مستوى األسرة
أو ابقي املؤسسات األخرى .وعليه أصبحت املدينة تفرخ االحنراف واجلرمية ،ويشري "شو" إىل أن معدل اجلرمية يرتفع
يف املناطق اليت هجرها سكاهنا األصليون تدرجييا وحل حملهم فيها أانس هامشيون يكادون يعيشون على احلد
الكفاف كالسود واملهاجرين( " .أحمد مصطفى عبد هللا أبو عبيلة وآخرون ،1965،ص)148 .
وابلتايل فإن الظروف االجتماعية غري املواتية -يف منطق النظرية اإليكولوجية أو البيئية -من اخنفاض مستوى
املعيشة واجلهل واالزدحام والسكن غري الصاحل ال تفسر بذاهتا الظاهرة االجرامية ،وإمنا تبدو كإفراز أو أعراض لنظام
(أحمد مصطفى عبد هللا أبو عبيلة اجتماعي متفسخ تغيب عنه مقومات وخصائص التنظيم االجتماعي السليم." .
وآخرون ،1965،ص)148 .
ترتكز نظرية اإليكولوجيا االجتماعية -البشرية-على فكرة أساسية وهي أن هناك ارتباط وثيق وعضوي بني
كل من األفراد والبيئة اليت يعيشون يف كنفها ،وعليه يوجد أتثري واضح وقوي على األفراد وحياهتم االجتماعية .وهذا
ما أشران إليه وقلنا أبن الثنائية البيئة والبشر يعدان من املواضيع القدمية واليت انشغل هبا الباحثون وعلماء االجتماع
ابخلصوص .وقد يكون أتثري البيئة على األفراد أكثر عمق وقوة يف اجملتمعات البسيطة مقارنة ابجملتمعات املتطورة
واملعقدة من حيث التقدم التكنولوجي واحلضاري ،إال أن البيئة االجتماعية هي املهيمنة من حيث الفعالية واحلضور
يف حياة األفراد بداخل اجملتمعات املتطورة .وعليه نقول أبن التأثري للبيئة الطبيعية أقوى يف اجملتمعات البسيطة وأقل
يف اجملتمعات املتطورة والنامية ،بينما البيئة االجتماعية يكون أتثريها على احلياة االجتماعية لألفراد أقوى يف اجملتمعات
املتطورة واملعقدة مقارنة ابجملتمعات البسيطة.
كما تزداد اجلرائم ومظاهر االحنراف يف اجملتمعات املتطورة واملعقدة أين يكون أتثري البيئة االجتماعية أقوى.
9
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
إذ تعترب نظرية منوذج النطاق الدائري لربجس Burgessمن النظرايت الرائدة اليت انبثقت عن هذا
االجتاه يف تفسري السلوك االجرامي واملنحرف وذلك من خالل تطبيقها على مدينة شيكاغو ،فلقد وجد "برجس"
ان املناطق املتامخةملركز املدينة التجاري يرتفع فيها معدالت اجلرمية واالحنراف ،بينما تنخفض تلك املعدالت يف
املناطق البعيدة عن املركز ،وقد علل "برجس" ذلك بسوء الظروف السكنية والفقر وكثرة األجانب وعوامل التغري
السكاين تتميز هبا األحياء املتامخة ملركز املدينة واليت أطلق عليها "برجس" اسماألحياء االنتقالية( .ناجي محمد هالل،،
تعد نظرية منوذج النطاق الدائري لربجس من النظرايت األساسية للنظرية اإليكولوجية ،كما أن العامل أرنيست
برجس رائد املدرسة البيئية وأحد مؤسسي مدرسة شيكاغو قد حاول من خالل دراسته عن املدينة فهم كيف هذه
البيئة مبقدورها أن تؤثر يف سلوكيات وتصرفات األفراد ،وقد توصل إىل أن االحنراف واجلرمية مها نتاج للعديد من
املشكالت أو األسباب منها خاصة :ظروف السكن وطبيعته ،حيث وجد أن املنحرفني واجملرمني يقيمون يف سكنات
هشة ومتدهورة وال تليق لإلقامة وذلك النعدامها على أدىن شروط السكن ،ابإلضافة إىل هذا طبيعة اجملتمع والذي
يتميز ابحلركية والالاستقرار من حيث التنقل الدائم للسكان وكذلك تنوع األجناس والعرقية مما ينتج عنه الصراعات
الثقافية والتكتالت على شكل جيتوهات ) ،(Ghettoابإلضافة إىل الفقر املدقع واحلرمان بكل أنواعه ،هذه
العوامل تكون مساعدة على انتشار اجلرمية بكل أنواعها.
إال ان هذه النظرية -نظرية البيئة -تبلورت بشكل أدق وأكثر نضجا على يد ''شو'' و ''مكاي''
حىت أن اسم هذه النظرية قد ارتبط ابمسهما مؤخرا ولقد انتهيا من دراستهم االيكولوجية املتعددة عن االحنراف إىل
(ناجي محمد هالل ،2002 ،،ص)267- 266 . صياغة نظرية عرفت ابسم مناطق اجلناح.
وفيما خيص مضمون النظرية املسماة بنظرية "مناطق اجلناح" هو" :نسبة اجلنوح تتفاوت ابختالف بعد
املنطقة أو قرهبا عن قلب املدينة وعن املركز الصناعي للمدينة ،وقد وجد شو أن نسبة اجلنوح تقل تدرجييا كلما
ابتعدان عن قلب املدينة متجهني حنو ضواحيها ،ولعلى نسبة اجلناح هي تلك املناطق اليت حتيط ابملراكز الصناعية
كمنطقة املعامل واملراكز التجارية ومستودع البضائع وهو يرى أن هذه املنطقة برتكيبها املادي والثقايف اخلاص تظهر
لنا أعلى نسبة جلنوح األحداث من جهة ،وأعلى نسبة للعود إىل اجلرمية من جهة أخرى .ويعلل "شو" هذه الظاهرة
مبا يدعوه بظاهرة اجلنوح اجلماعية وهي ظاهرة اجتماعية تصاحب التغريات البنائية اليت تشهدها وتتميز هبا املدن
10
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
الكبرية كالتحضر والتصنيع والتعقد االجتماعي وطبيعة العالقات االجتماعية وحجم السكان وكثافتهم وخصائصهم
العرقية ،حيث أن سرعة التحضر وتعقد العالقات االجتماعية واحلراك االجتماعي والتباين العرقي للسكان له أمهية
(عدنان الدوري،1984 ، ابلغة يف إفراز التفكك االجتماعي الذي بدوره حيدث ارتفاع يف معدالت االحنراف واجلناح
ص.)98- 96 .
كما ان األنشطة الروتينية أبعدت الكثري من أفراد اجملتمع عن منازهلم وأسرهم وممتلكاهتم ،مما أدى إىل غياب
احلماية الالزمة عنها ،وهو ما ينطبق على املوظف الذي يتطلب عمله الذهاب بعيدا عن منزله ويف ساعات متأخرة
من الليل مبنطقة غري آمنة ،فهذا النشاط الروتيين يعرض صاحبه لالعتداء أكثر من املوظف الذي يبدأ عمله يف
(حميد بن ناصر الحجري نقل عن الساعة السابعة والنصف صباحا وينتهي يف الساعة الثانية والنصف بعد الظهر.
الموقع https: //www. rop. gov. com :تاريخ تصفح المقال ).2019/08/12 :
نشري هنا أن النشاطات الروتينية اليت ميارسها الفرد يف حياته اليومية ميكن أن تساهم يف أن يكون ضحية
كما رأينا مع د .محيد بن انصر احلجري ،حيث االنتقال للعمل مثال بعيدا ويف أوقات مظلمة والعودة يف أوقات
متأخرة للبيت قد تساهم يف تعرض ممتلكات هذا الفرد إىل السرقة واالعتداء ،وحىت هو قد يتعرض لالعتداءات نظرا
لكونه يغادر البيت يف أوقات جد مبكرة لاللتحاق ابلعمل أو العودة يف الليل بعد االنتهاء من العمل .ومن جهة
أخرى ميكن أن تساهم هذه النشاطات الروتينية يف إقبال أصحاهبا على املمارسات االجرامية كوهنم جمرد أجانب يف
بيئات جديدة ال يعرفهم الناس فيها وابلتايل هذا يسهل عليهم االنتقال إىل األفعال اإلجرامية.
نقول أبن هذه النظرية الفرعية اليت اندى هبا العديد من علماء مدرسة شيكاغو ومن أنصار التفسري
اإليكولوجي البشري ،تعد من النظرايت الصغرى) (Microميكن اعتمدها يف تفسري اجلرائم النفعية وابخلصوص
واليت تنتشر بقوة يف األحياء السكنية ،خاصة يف أوقات معينة من النهار وفصل الصيف (العطل) أين يرتك الكثري
من السكان مساكنهم لقضاء عطلهم بعيدا عن البيت ،أضف إىل ذلك انعدام الرقابة وعدم تدخل اجلريان أمام
األفعال اإلجرامية واالعتدائية.
ومن بني الصياغات أيضا املرتبطة بنظرية األنشطة الروتينية ما قدمه " كوهني" و "ماركوس فيلسون" ،فاجلرمية
يف رأيهما تظهر حيث تتطابق عناصر ثالثة يف الزمان واملكان وهي:
-1وجود اجملرم املتحفز أو املدفوع الرتكاب اجلرمية.
11
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
12
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
2-3دراسة ''برجس'':من الدراسات اليت تتقصى أسباب اجلرمية من خالل دراسة البيئة (أو إيكولوجية
اجلرمية) ،الدراسة اليت أجراها برجس على مدينة شيكاغو مشريا أبنه ميكن تطبيق نتائجها ،ليس على مدينة شيكاغو
فحسب ،بل على أية مدينة أخرى تشاهبها يف املعطيات الطبيعية.
وقد أطلق برجس على نظريته هذه اسم"نظرية اجملتمع يف منطقة املركز" ووجد من خالهلا أن املنطقة الدائرية
امللتصقة مبنطقة املركز مباشرة ،إمنا هي منطقة حتول (انتقالية) ابملدينة ،حيث تزحف حنوها مراكز التجارة واالقتصاد،
ويكون من نتائج ذلك أن تصبح مناطق املركز ابملدينة ،حيث تتواجد أقدم وأهم االحياء السكنية ،تتميز ابحتوائها
على أقدم املباين السكنية وأقلها تناسبا ومتطلبات السكن احلديث ،مما يؤدي إىل هجرها من قبل سكاهنا األصليني
الذين ميكنهم توفري مساكن الئقة ألنفسهم تتوفر فيها متطلبات احلياة العصرية ،وإبخالء هذه املناطق من قبل
الفئات السكنية ذات املدخول املتوسط فما فوق ،تصبح جاهزة الستقبال الفئات األقل منها دخال ،وهي الفئات
املتنقلة وعرب القارة ،عالوة على ذلك فإن هذه الفئات ترحل وتنتقل حيث تتواجد فرص جديدة للعمل وكسب
الرزق ،وحيث أصبحت هذه املناطق تشكل عصب التجارة واالقتصاد يف املدينة ،وكنتيجة لقدمها ،فإن خمططاهتا
تصبح غري مناسبة ملا تتطلب من طرق ونظام مواصالت وخدمات ،وبذلك تصاب املنطقة بتغريات شاملة يف طرقها
ومبانيها ،مع ما يتطلب ذلك من هدم وإخالء تصب املنطقة من جرائه الفوضى وعدم االستقرار بسبب نزوح بعض
السكان وقدوم غريهم ،وابلتايل انقطاع العالقات والصالت اليت كانت تربط الفرد ابلفرد اآلخر ،مما يؤدي إىل وهن
(مصطفى عبد المجيد كارده ،1985 ، ،ص .ص)285 ،284 . جهاز الضبط االجتماعي التقليدي.
فعال لقد رأينا مثال أنه يف مدينة البليدة ومع التوسع العمراين ،وانتشار التجارة البازارية -احملالت الكربى-
واضطرار السكان األصليني مغادرة وسط املدينة وشراء األراضي خارجي املدينة يف مناطق كبوعرفة وقرواو ،وغريها
من املناطق األخرى ،وبيع أوكراء مساكنهم يف وسط املدينة ،وألفراد جاءوا من خارج املدينة حبثا عن العمل وضمان
لقمة العيش ،مع اإلقامة يف مساكن السكان األصليني يف االحياء العريقة والقدمية للمدينة ،خاصة يف أحياء مثل
"زنقة ستة" وهو حي قدمي وحي "شارع اجلزائر"
الذي يطلق عليه "روداجلي" Rue d'Algerوغريها من األحياء األخرى ،نالحظ أن معدالت اجلرمية قفزت يف
هذه املناطق القدمية ،القاطنة من طرف سكان وافدين على املنطقة من أجل العمل ،وتعد ابلنسبة للكثري من السكان
اجلدد هذه املناطق مبثابة مناطق عبور.
13
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
14
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
ففي الشارع يتعلم األطفال أجبدايت االحنراف واجلرمية ،كما الحظنا كذلك يف ساحات هذه األحياء –
أي اخلاصة ابلعمارات – تكثر الفوضى واالعتداءات وخاصة سرقة بعض لوازم السيارات وغريها من مظاهر العنف
واالحنراف.
ويف هذا السياق جند الدكتور جالل ثروت يقول" :واملعروف أن شخصية الفرد تتكون من دورين هامني:
األول :هو دور الفرد يف احلي الذي يعيش فيه ،والثاين :هو مكانة احلي بني األحياء األخرى ،والدور الذي يلعبه
احلي يف اجملتمع الكبري الذي حيتويه ،فاحلي الذي تتوافق قيمه مع قيم اجملتمع الكبري يكون حيا سواي ،يهيئ للطفل
جوا يكسبه الشعور ابحرتام النظافة والقانون.
وحني خيرج احلي يف قيمه االجتماعية على ما هو متعارف عليه يف اجملتمع الكبري فإن هذا احلي يصبح
مصدرا لتكوين بعض االجتاهات اخلاطئة ،ويفشل عندئذ يف توجيه قيم أفراده ،وضبط سلوكهم ،وبذلك قد يضع
الطفل يف بعض مواقف وظروف تقوده إىل االحنراف واجلرمية( .جالل ثروت ،1983 ، ،ص)135 .
-4املنهجية املعتمدة من طرف رواد هذه النظرية (اإليكولوجيا):
اعتمد علماء االجتماع التابعني ملدرسة شيكاغو على مناهج وتقنيات مسحت هلم جبمع العديد من البياانت
واملعلومات اخلاصة مبواضيع متنوعة تدور يف فلك االحنراف واجلرمية ،فقد استطاعوا أن يوفقوا بني كل من املنهج
الكيفي واملنهج الكمي.
جند أن هناك تطبيق مكثف عند الرواد األوائل (اجليل األول) واملتكون من "ألبيون مسول" Albion
،Smallو"وليام إسحاق توماس" ،W. I. Thomasوالبولوين " فلوراين تزانيسكي" و "إزرا ابرك" Ezra
،Parkو"أرنست برجس" E. Burgessللمنهج الكيفي ،حيث جندهم قد اعتمدوا علىدراسات احلالة وعلى
املالحظة ابملشاركة ،وتقنية قصة احلياة والسري الذاتية واملقابالت ،ابإلضافة إىل االعتماد املكثف على املالحظة
البسيطة وذلك لتسجيل املعطيات.
إال أن هذا مل مينعهم من االعتماد على االحصائيات الرمسية ،خاصة تلك املتوفرة لدى أقسام الشرطة.
جند مثال يف الدراسة الرائدة "الفالح البولوين ،قصة رحلة مهاجر" اليت أجنزها "وليام إسحاق توماس"
والبولوين "فلوراين تزانيسكي" االعتماد على الرسائل اليت كان يبعث هبا واليت يتلقاها املهاجرين البولونيني من ذويهم.
15
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
حيث جاء يف مقدمة هذه الدراسة على لسان "توماس"" :تعود بداية اهتمامي ابلواثئق الشخصية إىل
رسالة طويلة التقطتها يف يوم ماطر ،يف ممر خلف منزلنا :هي رسالة كتبتها شابة كانت تتابع دراستها يف املشفى،
موجهة إىل ولدها .خيص حمتواها العالقات واملناقشات ضمن العائلة" .
ها حنن يف بداية العقد الثاين من القرن العشرين يف شيكاغو ،والرجل الذي اكتشف هذه الرسالة ضمن كيس مرمي
من انفذة أحد املنازل هو وليام توماس ( ،)1947 – 1863مدرس السوسيولوجيا يف جامعة شيكاغو .كان
توماس يهتم يف تلك الفرتة حتديدا بنمط حياة اجلاليات املهاجرة يف شيكاغو .وقد حصل على اعتمادات من مؤسسة
فيليب كابان وجان فرانسوا دورتيه ، ،ترجمة إياس حسن، ، خاصة للشروع ببحثه حول مصري املهاجرين البولونيني( .
دمشق ،سوريا ،2010 ،ص)93 .
لإلشارة هنا إىل أنه ال ميكن ألي أحد من علماء االجتماع أن يهتم ويتفطن للقيمة اليت حتملها هذه الرسالة
وغريها من الرسائل األخرى اليت سوف يشرتيها من أصحاهبا هبدف دراسة وضعية املهاجرين البولونيني ومدى
اندماجهم يف اجملتمع األمريكي.
كانت شيكاغو آنذاك منوذجا أوليا Prototypeللحواضر األمريكية الناشئة .فقد منت كالفطور على
مدى نصف قرن ،وزاد .سكاهنا من 300ألف عام 1870إىل ما يزيد عن مليون عام ،1890مث إىل 2مليون
عام ،1910كي يصل إىل تعدادها إىل 3,4مليون عام !1930املدينة تتألق بنزعتها احلداثية :انطحات سحاب،
( فيليب كابان وجان فرانسوا دورتيه ، ،ترجمة صناعات ،ـ خمازن كبرية ،مناطق جتارية ،متاحف ،مشايف ،جامعة....
إياس حسن ، ،دمشق ،سوريا ،2010 ،ص)93 .
لكن املدينة كانت جتذب أيضا موجات من املهاجرين الباحثني عن العمل ،فهي مكان ترتكز فيها جيوب
الفقر ،حيث ختيم اجلرمية والتسول والكحول والبغاء .وكبقية املدن األمريكية الكربى ،تعترب شيكاغو مدينة عديدة
اإلثنيات ،وبنيت من خالل أحياء هلذه اإلثنيات .يف البداية وصل اإليرلنديون واألملان واالسكندينافيون ،وبعدها
وصل اإليطاليون واليوانن ويهود أورواب وسود اجلنوب .أما البولونيون فيشكلون إحدى اجلاليات األحدث وصوالت
واألكثر أمهية ( .فيليب كابان وجان فرانسوا دورتيه ، ،ترجمة إياس حسن ، ،دمشق ،سوريا ،2010 ،ص ،ص)94 ،93، .
سوف نرى كيف استطاع جمموعة من علماء االجتماع أن حيولوا مدينة كاملة حبجم شيكاغو إىل خمرب
للدراسات التطبيقية ،كما جعلوا من علم االجتماع أداة للتغري وتقدمي اخلدمة السوسيولوجية للمسؤولني حىت يتسىن
16
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
هلم التدخل من أجل إصالح األوضاع املعيشية للسكان والعمل على التصدي للتفكك االجتماعي الذي أصاب
اجملتمع بسبب التغري االجتماعي والثقايف السريع وما أفرزه من مشكالت اجتماعية كاالحنراف واجلرمية.
إن مصادفة اكتشاف ابقة الرسائل هي نعمة ابلنسبة لتوماس ،فهذه الرسائل اليت كتبتها فتاة شابة ومهاجرة
إىل أهلها ،حتكي عن ظروف حياهتا وعملها واحلوادث اليومية ومشاكلها وآماهلا...إهنا يف نظر عامل االجتماع مادة
ال يغين عنها شيء ( فيليب كابان وجان فرانسوا دورتيه ، ،ترجمة إياس حسن ، ،دمشق ،سوريا ،2010 ،ص )94 ،
ولكي يقود حبثه بنجاح ،طلب توماس مساعدة شخص بولوين ،هو فلوراين تزانييكي (،)1959 – 1881
وهو فيلسوف حتول إىل السوسيولوجيا .وكان يدير مجعية من أجل املهاجرين القادمني من فرصوفيا .قرر االثنان نشر
إعالن يف جريدة بولونية هيDziennikChicagostiبغيةمجع رسائل املهاجرين ،وسرعان ما مجعا كمية هامة
من الرسائل والواثئق ،ستشكل مادة كتاب ضخم من 5جملدات ،هو :الفالح البولوين يف أوراب وأمريكا ،الذي ظهر
فيليب كابان وجان فرانسوا دورتيه ، ،ترجمة إياس حسن ، ،دمشق ،سوريا ،2010 ،ص جملده األول عام 1918م( .
)94
خمطط جممل الكتاب واضح ،وهو وصف مسار زمرة اجتماعية .خصصت اجمللدات االوىل للحالة البدائية:
العائلة الفالحية ،النظام االجتماعي ،احلياة االقتصادية يف بولونيا .والثاين يصف "خلل التنظيم عند اجلماعات
األولية" (العائلةـ ،جاليات العمل) الذي قاد البعض إىل ترك بلدهم (اجلزء الرابع) .وأخريا أييت دور االستقرار يف
أمريكا ،الذي يتصف إبعادة تشكيل اجلالية وابضطراب تنظيمها :فساد األخالق واضطراب االستقرار العائلي ،مث
فيليب كابان وجان فرانسوا اجلنوح خبصوص بعضها .وهذا هو موضوع اجمللد األخري الذي ظهر عام 1920م (
دورتيه ، ،ترجمة إياس حسن ، ،دمشق ،سوريا ،2010 ،ص ،ص)95 ،94، .
لقد استطاع "توماس" بفضل مساعدة "فلوراين تزانييكي" احلصول على العديد من الرسائل وذلك كما
أشران عن طريق شرائها من عند بعض املهاجرين البولونيني مث القيام بتحليل حمتواها وفقا للمنهجية واألهداف
املسطرة.حيث كانت دراسة وصفية حتليلية ،مسحت مبعرفة من هو املهاجر البولوين ،ما هي قصة حياته،مساره املهين
يف بولونيا ،ظروفهاملعيشية يف البلد االم ،وصوله إىل أمريكا ،مسألة االندماج يف اجملتمع اجلديد ،االغرتاب من جديد
والتفكك الذي أصابه وكيف حتول البعض إىل منحرفني وجمرمني ،إهنا فعال دراسة مؤسسة للدراسات السوسيوجلية
الكيفية.
17
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
لإلشارة فقد اعتمدت الدراسات اإليكولوجية على العديد من املناهج والتقنيات ،منها الكمية واألخرى
كيفية ويف بعض احلاالت املزج بني االثنني .كما ال ننسى استخدامات املنهج األنثروبولوجي من طرف الرواد األوائل
وعلى رأسهم إزرا ابرك ،والذي يعد األول من جلأ إىل توظيف املالحظةابملشاركة يف الدراسات اجلنائية واحلضرية.
-5أهم األفكار اليت اندت هبا هذه النظرية:
ظهر ألول مرة مصطلح اإليكولوجيا Ecologieيف ،1869وهذا من خالل استخدامه من طرف عامل
األحياء األملاين "أرنست هيكل") (Ernest Haeckelاملولد سنة 1834واملتويف يف ،1919والذي كان له
الفصل يف التعريف بنظرية التطور لشارل داروين ) (Darwinيف أملانيا .نشري كذلك أنه ابإلضافة إىل ختصصه يف
البيولوجيا كان فيلسوفا ومفكرا حرا.
لقد ساهم يف إدخال بعض املصطلحات البيولوجيا احلديثةكالشعبة وعلم البيئة وقد وصف السياسة
ابلبيولوجيا التطبيقية ،كما عرف "هيكل" اإليكولوجيا البيولوجية ابلعلم الذي يدرس التشابه املتبادل بني كل من
النبااتت واحليواانت اليت تعيش معا يف مناطق طبيعية ،مطبقا بذلك النظرية التطورية الداروينية.
يف عام 1915نشر عامل االجتماع األمريكي روبرت برك R. Parkوهو من العلماء املؤسسني ملدرسة
شيكاغو أبمريكا ،مقاال حتت عنوان "املدينة" .وبعد انضمامه إىل مدرسة شيكاغو بفضل األستاذ الكبري "توماس"
،Thomasأصبحت أعماله من أهم األعمال حول اإليكولوجيا واجلرمية رفقة كل من "برجس" و"شو" و"ماكي"
وغريهم من العلماء اآلخرين.
كما وظف كل من العامل "إزرا ابرك" وزميله "أرنست برجيس" مصطلح "اإليكولوجيا البشرية" يف كتاهبما
املسمى "مقدمة يف علم االجتماع".
أما العامل "أرنست Ernest Burgessفنجده يف سنة 1923ينشر مقاله الشهري حول الطرح
اإليكولوجي والنمو حتت عنوان "منو املدينة" ويعد هذا العمل من األعمال املؤسسة لإليكولوجيا احلضرية .يرى
برجيس أن املدينة تنمو على شكل دوائر مركزية تدور حول مركز (قلب) املدينة والذي ميثل املنطقة التجارية ،ويف
الدوائر احمليطة بذلك املركز جند دوائر أخرى على اجلهة املشكلة احلافة اخلارجية للمدينة.
وحسب برجيس جند املناطق التالية:
18
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
-1املنطقة التجارية :هي مبثابة مركز للنشاطات التجارية ،وتتكون من املتاجر واملصانع ويقطنها نسبة قليلة من
السكان مقارنة ابملناطق األخرى.
-2مناطق التحول :وأتيت هذه املناطق مباشرة بعد قلب املدينة ويقطنها عدد كبري من العمال (تتشكل من الطبقة
العاملة) وتضم البناءات واملساكن القدمية واليت تنعدم فيها شروط احلياة الكرمية ،من حيث السكن ،صرف
املياه...إخل ،إهنا مناطق رخيصة يقطنها املهاجرون نظرا لثمن الكراء الرخيص وقرهبا من املصانع وأماكن العمل ،إهنا
مناطق ال تصلح للسكن ،وهي مبثابة مناطق حتول أو عبور يرتكها هؤالء العمال واملهاجرين عند حتسن ظروفهم
املادية للتوجه إىل املنطقة الثالثة.
-3مناطق إقامة الطبقة العاملة :جند فيها عمال الصناعة وهم من ذوي الدخل احملدود ويسكن فيها العمال لقرهبا
من أماكن عملهم وكذا التخلص من نفقات (مصاريف) االنتقال واإلجيارات املرتفعة .إال أهنا أحسن بكثري مقارنة
من مناطق التحول.
-4مناطق سكنية أفضل وفيها مساكن فردية أي خاصة بكل أسرة ،وجند فيها كذلك الفيالت (البناايت الفاخرة)
والعمارات ،ويسكنها أصحاب الدخول املرتفعة.
-5مناطقهامشية :تقع هذه املناطق منفصلة على املنطقة املبنية احلضرية الرئيسية للمدينة ،معظم سكاهنا هم من
يقومون برحلة يومية من أجل العمل.
وتدعيما لدراسات برجيس ،أجريت العديد من الدراسات نذكر:
الدراسة اليت قام هبا "كليفورد شو" Shawمنذ عام 1930واليت أثبت من خالهلا أن معدل اإلجرام يرتفع يف
وسط مدينة شيكاغو ويهبط تدرجييا كلما بعدت املسافة عن ذلك الوسط ،أي يف ضواحي املدينة واملناطق الصناعية
هبا .والحظ أيضا أن أعلى معدالت اجلرمية ومناطق متركز العصاابت اإلجرامية توجد يف األماكن املكتظة ابلسكان
واملفككة اجتماعيا والواقعة ابلقرب من مراكز األعمال .فقد الحظ أن تلك املناطق اليت أمساها مناطق
اجلنوح-Delinquency Areaمعاانهتا من عدم كفاءة السكن ،وعدم وجود أماكن ملمارسة األنشطة الرايضية،
وزايدة نسبة تشغيل األطفال ،وكثرة اهلروب من املدارس ،وعدم جتانس العنصر البشري نتيجة كثرة املهاجرين.
كما بينت العديد من الدراسات السوسيولوجية وخاصة تلك اليت قام هبا أنصار مدخل "النوافذ املكسرة"
أو "التسامح صفر" ،Tolérance Zéroوكذلك الدراسات اليت اجراها العامل "كليفورد شو" ،أن معدالت
19
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
اجلرمية ترتفع يف املناطق اليت هجرها سكاهنا األصليون تدرجييا ،وحل حملهم فيها أانس هامشيون
) ،(Marginalisésفقراء ،منعدمي الدخل ،يتشكلون ابخلصوص من السود واملهاجرين ،ابإلضافة إىل كوهنم
ينتمون إىل ثقافات غري متجانسة ،مما يؤدي إىل انتشار الصراعات الثقافية والعرقية فيما بينهم .ابإلضافة غلى انتشار
صور التفكك االجتماعي وانعدام التماسك والتالحم االجتماعي فيما بينهم .كل هذا يزيد يف انتشار صور االحنراف
واجلرمية فيما بينهم.
-لقد شجعت معادلة اإلنسان والبيئة يف ظهور اإليكولوجيا البشرية اليت هتتم بدراسة العالقات املكانية والزمنية بني
البشر وأتثريها مبا يف البيئة من قوى توافقية توزيعية انتقائية ،وأن ما يقوم به الكائن البشري من عالقات مكانية هو
يف احلقيقة نتيجة مباشرة لعمليات التنافس واالنتقاء أو االنتخاب ،ومبا أن العالقات املكانية يف حالة تغري مستمر
كلما طرأت عوامل جديدة ،فإهنا تعمل على تشويش العالقات اإلنسانية مع الطبيعة البشرية يف عالقات مكانية
معينة حبيث أنه كلما تغريت تغري ،وابلتايل األساس الفيزيقي الذي تستند عليه العالقات االجتماعية الذي يؤدي إىل
حدوث املشكالت االجتماعية والسياسة يف اجملتمع ( .السيد عبد العاطي ،أبو بكر أحمد باقادر1409 ، ،ه ،ص)82 .
-فظهرت تطبيقات مدرسة شيكاغو لتوضيح هذه العالقات من خالل النموذج الذي اقرتحه بريجس ،والذي
وصف آلية التغري يف مدينة شيكاغو ،والذي تقوم فكرته على تعاقب النطاقات املركزية من قلب املدينة التجاري
حىت األطراف مبسافات فاصلةـ فاملدينة إذا منت وتوسعت من حوهلا تشكلت يف سياق هذا النمو اجملموعات
االجتماعية وحركة تنقالهتا يف كل نطاق ،وتعكس األنشطة فيها حمصلة القوى االقتصادية وسهولة الوصول ملركز أو
قلب املدينة التجاري( .فؤاد بن غضبان ،2011 ،ص)30 .
كما ركز بريجس على أمهية االنتقال يف العالقات االجتماعية ،غري أن دراسة ورث Wirthسنة 1939
عن احلضرية كأساس للحياة االجتماعية انتقدت مفاهيم بريجس معتربا أهنا تقود إىل التفكك االجتماعي ممثال يف
أشكال اجلرمية والفساد واحنراف األحداث ونتشرد األطفال يف منطقة االنتقال( .فؤاد بن غضبان ،2011 ،ص)30 .
وقد شهدت العشرينيات والثالثينات من القرن العشرين تطورا يف الدراسات اإليكولوجية املكانية للجرمية
أمريكا من طرف شو Shawومكاي Mc kayواللذان طبقا لنموذج بريجس على دراستهما على جنوح
األحداث يف شيكاغو .وقد حددت هذه الدراسة مكان املنحرفني من األحداث ابستخدام خرائط نقطية إلظهار
التباين املكاين يف حتليلهما خلمس وسبعني ( )75جمتمعا حمليا ،وطباقا استنتاج النموذج املكاين يف اجتاه منطه العام
20
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
املنتظم ،فاجلرمية تقل كلما اجتهنا من املركز حنو األطرافواستندت النتائج على عدد من املتغريات أمهيها :الفقر،
وتدين مستوى السكن ،ـ واالنتقال ،وعدد املواليد بني السكان الغرابء ،وبناء عليهما مت حتديد أربع ( )04أشكال
رئيسية لالحنراف هي جنوح األحداث ،جرائم البالغني ،العودة يف اجلرمية ،واجملرمون الفارون أو اهلاربون من العقاب،
مث مت التثبت فيهما صحة النتائج اليت توصال إليها( .فؤاد بن غضبان ،2011 ،ص.ص) 31 ، 30،
ويف سنة 1969م أعاد الباحثان دراستهما ،وأكدت النتائج استمرارية اجتاه النمط العام للجرمية حنو
األطراف بشكل مواز حلركة االنتقال( .فؤاد بن غضبان ،2011 ،ص)31 .
وفيما خيص دور العوامل اخلارجية يف تفريخ السلوك املنحرف واإلجرامي مثل :مجاعة الرفاق ،أصدقاء
املدرسة ،األسرة ،احلي الذي يقطن فيه املنحرف أو اجملرم ،نوعية السكن...إخل.
جند أنه ابلنسبة للحي والذي يقصد به هؤالء الباحثون (اإليكولوجيون) املنطقة )(Zoneواليت يقطن فيها
الفرد ويتفاعل فيها مع سكاهنا ،أي اجلريان .وجد هؤالء الباحثون أن السلوك املنحرف واإلجرامي هو نتيجة طبيعة
للتفاعل الطويل والعميق بني كل من الفرد وهؤالء السكان (اجلريان) وابقي الظروف اخلارجية اليت يتميز هبا هذا احلي
أو املنطقة.
-ومثال عن هذا نشري إىل دراسة العامل "شو" Shawواليت تناول فيها ابلدراسة مخسة إخوة أشقاء ،عرفوا بتارخيهم
اإلجرامي وكيف أن هذا احلي الذي يقطنون فيه لعب دورا مهما يف سلوكهم املنحرف واإلجرامي ،وقد وصف "شو"
هذا احلي ابحلي الفاسد والذي تكثر فيه الفوضى وانعدام التنظيم االجتماعي.
-ومن ميزات احلي الفاسد كما بينته البحوث اإليكولوجية نذكر:
-1االزدحام السكاين.
-2تنتشر فيه صور الفقر املدقع.
-3انتشار صور الرذيلة والفساد األخالقي.
-4كثرة املدمنني على الكحول واملخدرات وابقي املنشطات االخرى.
-5انتشار السرقة واجلرائم البسيطة واليت تعد جزءا من احلياة اليومية يف احلي.
-6احلي يتميز ابلفوارق االجتماعية بني قاطنيه.
-7تقطن فيه األقليات العرقية واملهاجرين ،حيث ميتاز بعدم التجانس.
21
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
22
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
-6ففي دراسة حلسن الساعايت للحصول على رسالة الدكتوراه يف سنة 1946يبني أن األحياء املتخلفة يف القاهرة
مثل ابب الشعرية وبوالق تنخفض فيها نسبة من يتم القبض عليهم ،وهذا يعزي إىل أن األحداث املنحرفني ينزحون
إىل األحياء القريبة املتقدمة اقتصاداي للقيام بنشاطهم حيث يتم القبض عليهم .وقد مسى املناطق األوىل مبناطق التفريخ
(سعد جالل ،دون سنة ،ص،ص،226 . أو الطرد ،ومسى املناطق األخرى مبناطق اجلذب كحي عابدين واملوسكى.
.)227
-7ويف حبث الدكتور للسيد عويس حاول تطبيق مفهوم مناطق االحنراف على جمتمع غري غريب (يف مصر) ويف رأيه
أن مفهوم "منطقة االحنراف" يبدو أن له فائدته على الرغم من االنتقادات اليت توجه إليه ،غري أنه حيذر من استخدام
املفهوم لتبسيط مشكلة االحنراف واجلرمية ،ويبني أن املفهوم قد يكون له فائدته يف البحوث اجلنائية إذا ما أدخلت
(سعد جالل ،دون سنة ،ص،ص.)227 ،226 . عليه التنقيحات الالزمة.
-8فعال هناك ما يسمى ابخلصوصية الثقافية ،وان كل نظرية هي وليدة بيئة اجتماعية ثقافية معينة ،ال ميكن تطبيقها
آليا على ابقي اجملتمعات األخرى .وهلذا جيب مراعاة مبدأ اخلصوصية ،إال أننا نرى أبن هذه النظرية ميكن االستفادة
منها خاصة ابلنسبة للدول السائرة يف طريق النمو ،مثل الدول العربية عامة ،واليت تعرف حركة حضرية وصناعية ال
يستهان هبا ،وابلتايل هذا يرتتب عنه العديد من الظواهر االجتماعية مع نشأة املدن اجلديدة ،وكذلك مصري املدن
واألحياء القدمية ،وهذا ما الحظناه مثال يف اجلزائر يف األحياء اجلديدة مثل أحياء "عدل" ) (A. D. Lوغريها من
األحياء اجلديدة.
-9وحنن بدوران نشاطر الدكتور سعد جالل عندما يصرح قائال ...." :أنه وإن كان مفهوم مناطق االحنراف مفهوما
يصلح كنقطة بداية لدراسة اجلرمية واالحنراف إال أنه جيب أال ينظر إىل هذه املناطق على أهنا السبب يف وجود
(سعد جالل ،دون سنة ،ص،ص.)227 ،226 . االحنراف" .
بل جيب البحث يف عوامل أو أسباب أخرى وراء انتشار االحنراف واجلرمية بدال من الوقوف عند عامل
"مناطق االحنراف" ،على أساس أنه العامل الوحيد يف تفريخ االحنراف واجلرمية ،وهذا خطأ يف نظر املقارابت التفسريية
اجلديدة للمشكالت االجتماعية.
-10ومن بني االنتقادات اليت نضيفها هناهو ان هذه النظرية ذات توجه عنصري ،كوهنا الصقت االحنراف واجلرمية
ابلفئات االجتماعية الدنيا املسحوقة اجتماعيا واقتصاداي وثقافيا .حيث اهنا تذهب اىل القول ابنكل من االحنراف
23
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
و اجلرمية مها من ميزات امل(سعد جالل ،دون سنة ،ص،ص.)227 ،226 .انطق السكنية املتدهورة و الفقرية و اليت تنعدم
فيها شروط احلياة الكرمية و هذا حكقاسي و نوع من أنواع الوصم الذي فندته العديد من النظرايت النفسية و
االجتماعية و نذكر ابخلصوص كل من النظرية االشرتاكية ،و نظرية اخلالطة الفارقة او التفاضلية ،حيث على سبيل
املثال قد بني العامل ''ادوين سوزرالند'' ان األغنياء يرتكبون اجلرائم مبعدالت ال يستهان هبا و اهنم بفضل مكانتهم و
أمواهلم يستطيعون شراء القضاء و ضمان الدفاع هلم و ألبنائهم و هذا ما ال يستطيعفعله الفقراء و أبناء الطبقات
الدنيا.
-11كما أن هذه النظرية أمهلت طبيعة الفرد وتركيبته النفسية والعضوية ودرجة القابلية للتأثر ابحمليط (البيئة) ،حيث
األفراد ليسوا متشاهبني أو الواحد نسخة مطابقة لآلخر ،بل خيتلفون من حيث اجلانب النفسي والعضوي وهذا ما
جيعلهم يتأثرون بدرجات متباينة وغري متشاهبة مع املؤثرات اخلارجية.
-12لقد عيب على النظرية اإليكولوجية ،أهنا مل تعط تفسريا شامال لكل صور السلوك االجرامي ،وإمنا أنصب
www. اهتمامها يف دائرة جرائم األموال ،وعلى األخص اليت تقع يف نطاق عصاابت األحداث اإلجرامية( .
elbassair. comموقع تم تصفحه بتاريخ)2020/06/07 :
هذا ما سبق اإلشارة إليه ،وهو أن هذه النظرية شأهنا شأن العديد من النظرايت االخرى ،اهتمت بنوع
معني من السلوك املنحرف واإلجرامي وأمهلت ابقي السلوك االحنرافية واإلجرامية األخرى .كما اهنا تبقى نظرية
أحادية طرح ،أي أهنا امهلت العديد من العوامل االجتماعية والنفسية يف تفسريها لالحنراف واجلرمية وركزت فقط
على العامل البيئي
خامتة:
لقد عرضنا أهم ما جاء يف الكتاابت اخلاصة ابلنظرية البيئية أو املسماة ابإليكولوجيا البشرية وكيفية تناوهلا
لظاهرة اجلرمية واالحنراف وتبني لنا أن هذه النظرية هي من املداخل الكربى ) (Macroوحتتوي أو تشمل على
العديد من النظرايت الصغرى .أي ان هناك العديد من النظرايت ذات البعد التفسريي االيكولوجي يف ثنااي ما
يسمى ابملدخل االيكولوجي او االيكولوجية البشرية ،ابإلضافة اىل وجود اختالفات عميقة بني هذه احملاوالت النظرية
البيئية.
24
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
وكذلك متيزت هذه النظرية خبصوبة وتنوع الدراسات امليدانية واحلقلية اليت أجريت يف أمريكا وابخلصوص
يف مدينة شيكاغو ،املدينة املسماة ابملخرب)(Ville Laboratoire
ارتبطت ابسم هذه املدينة -شيكاغو-وخاصة بنشأة وتطور قسم علم االجتماع جبامعة شيكاغو .إذ ال
ميكن الفصل بني هنضة هذا القسم وهذه النظرية ،كون رواد هذه املدرسة والقسم هم مؤسسوا املدخل النظري البيئي.
لقد حاولت هذه النظرية تفسري ظاهرة االحنراف واجلرمية انطالقا من العامل البيئي
) (Environnementابإلضافة إىل اهتمامها بكل من مشكلة اهلجرة والصراعات الثقافية واألثنية.
هذا وقد سامهت هذه النظرية يف تقدمي العديد من اخلدمات العملية للجهات املسؤولة ،حىت تتدخل من
أجل احلد من انتشار املظاهر االحنرافية واإلجرامية اليت كانت تنخر جسم اجملتمع األمريكي يف مرحلة حامسة من
مراحل اترخيه احلديث.
قائمة املراجع
أمحد مصطفى عبد هللا أبو عبيلة وآخرون ،مدخل علم اجلرمية ،دار البريوين للنشر والتوزيع ،عمان، .1
اململكة األردنية اهلامشية.2015 ،
جالل الدين عبد اخلالق ،السيد رمضان ،اجلرمية واالحنراف من منظور اخلدمة االجتماعية ،املكتب .2
اجلامعي احلديث ،االسكندرية ،مصر ،2001
جالل ثروت ،الظاهرة االجرامية" ،دراسة يف علم اإلجرام وعلم العقاب" ،مؤسسة الثقافة اجلامعية، .3
االسكندرية ،مصر،1983 ،
حسني الساعايت :النظرايت االجتماعية لتفسري السلوك االجرامي ،ورقة مقدمة ألحباث الندوة العلمية .4
السادسة -اخلطة املنية الوقائية العربية األوىل -املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب ابلرايض ،الرايض،
العربية السعودية ،1987 ،ص .ص. .
محيد بن انصر احلجري نقل عن املوقع https: //www. rop. gov. com :اتريخ تصفح .5
املقال .2019/08/12 :
-سعد جالل ،أسس علم النفس اجلنائي ،دار املعارف ،القاهرة ،مصر. .6
السيد عبد العاطي ،أبو بكر أمحد ابقادر ،املدينة :أتليف :روبرت ابرك وارنست بريجس وروبرت .7
ماكنزي ،وكالة ترب لإلعالن والنشر1409 ،ه
25
جــــامعـــة علي لونيسي البليدة2
مخبر الجريمة واالنحراف بين الثقافة والتمثالت االجتماعية
مجلة سوسيولوجيا الجريمة
للبحوث والدراسات العلمية يف الظواهر االجرامية
.8عبد هللا حسني خليفة" ،احملددات االجتماعية لتوزيع اجلرمية على أحياء مدينة الرايض" ،الكتاب السنوي،
مركز أحباث مكافحة اجلرمية ،الرايض ،اململكة العربية السعودية،1994 ،
.9عدانن الدوري ،أسباب اجلرمية وطبيعة السلوك االجرامي ،منشورات ذات السالسل ،الكويت
،.1984،
فؤاد بن غضبان ،مدخل إىل اجلغرافية االجتماعية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان، .10
األردن2011 ،
فيليب كاابن وجان فرانسوا دورتيه ،علم االجتماع من النظرايت الكربى إىل الشؤون اليومية، .11
أعالم وتواريخ وتيارات ،ترمجة إايس حسن ،دار الفرقد ،دمشق ،سوراي،
مصطفى عبد اجمليد كارده ،مقدمة يف االحنراف االجتماعي ،معهد اإلمناء العريب ،بريوت، .12
،1985
انجي حممد هالل" :االجتاهات النظرية واملنهجية احلديثة يف دراسة االحنراف االجتماعي" ،اجمللة .13
العربية للدراسات األمنية والتدريب ،اجمللد ،17العدد ،33جامعة انيف للعلوم األمنية ،اململكة العربية
السعودية.2002 ،
1
موقع تم تصفحه بتاريخwww. elbassair. com 2020/06/07 :
-Sophie Body - Grendrot : les recherches sur les "lieux sensibles aux Etats-Unis" in Revue
Européenne de Migrations internationales, vol 18, No3, université de Poitier France, 2002,
http//journals. Openedition. org/remi/2647.
26