Professional Documents
Culture Documents
تهتم بمجال محدد من مجاالت العلوم االجتماعية وهو دراسة النظم االجتماعية ووظائف هذه
النظم فى اطار البناء االجتماعى للمجتمع
جذبت المجتمعات البدائية علماء علم االنثربولوجيا االجتماعية المهتمين بدراسة النظم )1
االجتماعية حيث اثارت انتباه فالسفة القرن الثامن عشر
اعتقد العلماء طوال القرن التاسع عشر ان دراسة هذه المجتمعات تقدم لهم شواهد )2
ودالئل تساعدهم فى بحثهم عن اصول النظم االجتماعية
ساد الظن لدى العلماء فى بداية القرن العشرين بان هذه المجتمعات تعرض للنظم )3
االجتماعية فى ابسط صورها .
ادى ظهور االنثربولوجيا الوظيفية ان االعتقاد بان مهمة االنثروبولوجى االجتماعى هى )4
دراسة النظم االجتماعية كاجزاء متعاونة متساندة فى النسق االجتماعى وهذا ال يتوافر
اال فى المجتمعات البدائية التى تمتاز بدرجة عالية من بساطة البناء .
ان هذه التجمعات البدائية تتعرض لتغير اجتماعى وثقافى سريع مما يستوجب المبادرة )5
الى دراستها قبل ان يعصف بها التغيير
تنطوى حياة المجتمعات البدائية على جوانب طريفة من حيث نوع القيم والمعتقدات )6
السائدة
االنثربولوجيا االجتماعية اذن تدرس كل المجتمعات االنسانية وليس المجتمعات البدائية فقط
حتى ولو عند الشعوب االكثر بساطة والواقع انه ال يمكن قيام علم مستقل ومتميز يقصر جهوده
تماما على هذه المجتمعات البسيطة .
ومن هنا كانت اهمية دراسة االنثربولوجيا فى تحديد صفات الكائنات البشرية وايجاد القواسم
المشتركة فيما بينهم بعيدا عن التعصب واالحكام المسبقة التى ال تستند على اى اصول علمية
البحث عن كيفية النشأة ثم كيف تطور اى البحث عن التعاقب الزمنى الذى واكبه تعدد المراحل
االجتماعية معها فأشار العلماء الصول النظام الدينى واصل العائلة مع البحث عن قوانين
التطور فمثال نظام الزواج طرحوا فكرة االباحية ثم الزواج الجماعى ثم تعدد االزواج
والزوجات ثم انتهى بالزواج الفردى .
ومن علماء هذا االتجاه "لويس مورجاه " الذى اشار فى كتابه المجتمع القديم الى ثالث مراحل (
الوحشية ،البربرية ،الحضارة)
يسعى الى الكشف عن وظيفة النظم االجتماعية فمن وجهة نظر هم ان المجتمع االنسانى
عبارة عن نسق اجتماعى يتكون من اجزاء بينهم تفاعل وتساند ومن خالل البحث عن تلك
العالقات وتحديدها يمكن الوصول الى القوانين التى تنظم الحياة االجتماعية .فلكل نظظام
فى المجتمع وظيفة يوديها اما افراد هذا المجتمع فهم يؤدون دورا معينا ليتحقق بذلك
استمرارية هذا المجتمع .
يستند المدخل العلمى فى الدرسات االنسانية كما يقول الدكتور ثروت اسحق الى :
)1الموضوعية :
اى دراسة الظواهر بتجرد بمعنى عدم التفاعل معها بالحب او الكراهية
)2النسبية :
ال توجد احكام مطلقة فى القضايا االنسانية حيث يختلف االنسان من زمان لزمان ومن مكان
الخر
ان الرؤية الشخصية للباحث توثر على تفسيره للظواهر او نفوذه الى نتائج وتفسيرات مختلفة
فالبد فى العلوم االنسانية من وجود منظور محدد يعنى رؤية خاصة لالمور
كذلك تركت لنا شعوب العالم القديم المتعلمة تراثا شعبيا مشابها لهذا النمط ومن هذا ما تتضمنة
القصص االغريقية عن اصل النار واصل الزراعة اال ان االغريق تجاوزو االساطير والقصص
وانجبو مفكرين قامو بدراسات وصفية متميزة .
وظل الحال كذلك حتى جاء القرن الخامس عشر الميالدى تقريبا فبداءت تتراكم المعلومات
االنثربولوجيا التى جمعها وسجلها الرحالة المبشرين والجنود والتجار والمكتشفيون الجغرافيين .
ومع كل هذه التجاوزات فقد ساعدت المادة التى جمعوها فى تاسيس علم االنثربولوجيا .
اوالً :البدائيات االولى لالنثربولوجيا االجتماعية
يبدأ نسب علم االنثربولوجيا االجتماعية واصلة فى فرنسا على ايدى مونتسيكو عام 1689فى
كتابة الشهير روح القوانين ويجمع الكتاب بين الفلسفة والسياسة واالجتماع
وقد ميز مونتسيكو البناء االجتماعى للمجتمع ونظام القيم فى هذا البناء االجتماعى بعد مونتسيكو
الى مفكرين اخرين مثل داليميير وكون دارسيه وتيرجو حتى وصلت الى سان سيمون الذى
اقترح بانشاء علم المجتمع وكان يؤمن بالعلم المتقدم.
اما بدايتها فى بريطانيا فترجع الى فالسفة القرن الثامن عشر االخالقيين امثال دايفيد هيوم وام
سميث وقد نظر الى علم الفالسفة الى المجتمع على انه نسق طبيعى اى ينشاء من الطبيعة
البشرية ذاتها وليس من العقد االجتماعى
والواقع ان الفترة بين 1861الى 1871تمثل فترة نشأة االنثربولوجيا االجتماعية بالفعل حيث
ظهرت الدرسات المنهجية للنظم االجتماعية والتى اجراها الباحثين من انجلترا وفرنسا
وبريطانييا وامريكا وسويسرا
فى انجلترا قدم هنرى مين كتابه عن القانون القديم ويعالج فيه النظام القانون .
ومن سويسرا قدم باخوفن عن حق االم وهى تدخل ضمن النظام العائلى
وفى امريكا قدم موريس مورجان عن انساق روابط الدم والمصاهرة فى العائلة االنسانية
واذا نظرنا الى دراسات االنثربولوجيا االجتماعية فى مرحلة النشأة خالل القرن التاسع عشر
وجدنا انها تتميز باتجاهات جديدة اهمها دراسة النظم االجتماعية من زاوية اجتماعية بحته اى
فى حدود البناء االجتماعى ذاته وليس فى حدود علم النفس الفردى او المسلمات الفلسفية .
ومع كل ذلك فأن علماء االنثربولوجيا االجتماعية فى القرن التاسع عشر لم يعتمدو ا على
انفسهم فى جمع المعلومات االنثوجرافية عن المجتمعات التى يتدارسونها وبالتالى فلم يستخدموا
منهج الدراسة الميدانية وانما اعتمدوا فى بحوثهم وكتابتهم على الرواد الرحالة ورواد الكشوف
الجغرافية .
وقد شهدت هذه الفترة مدرستين المدرسة التطورية واالتجاه التشوقى ولعل السبب فى التداخل
بينهم يرجع الى نوع من االرتباط التقليدى
فقد ركزو على نظامين اجتماعيين هما النظام االسرى والنظام الدينى
فالنظام االسرى
وجدنا وجدنا هنرى مين يرئ االسرة االبوية الكبيرة هى الصورة االولى للحياة االجتماعية
بصفة عامة
النظام الدينى
وهنا نقف عن نظرية تاييلور الذى ذهب الى ان االنسان القديم قد لفتت بعض الظواهر اهتمامه
مثل االحالم والرؤى واليقظة والمرض والنوم والموت واخذ االنسان يتأملها ويفكر فيها
واستطاع ان يتوصل الى مجموعة من العقائد التى تفسرها له والى عدة طقوس مترتبة على
العقائد وبالتالى كانت تلك العقائد والطقوس تمثل عند تايلور الصورة االولى لالديان