You are on page 1of 9

‫مدخل إلى علم االجتماع العام ثم علم اإلجتماع الرياضي‬ ‫* المحاضرة ‪* 01‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعد علم االجتماع أحد العلوم االجتماعية التي تهدف إلى كشف طبيعة المجتمع البشري‪،‬‬
‫ويهتم بدراسة الظواهر االجتماعية وتحليل العالقات اإلنسانية والسلوكيات المرتبطة بالتماسك بين‬
‫الجماعات وضبط حدود أساليب حياة الفرد‪ ،‬وكأي مجال من مناهج البحث يعتمد علم االجتماع على مداخله‬
‫واتجاهاته التي ترتبط بمفاهيم وتصورات محددة عن الحياة االجتماعية وفهم عناصرها ومكوناتها وإجراء‬
‫دراسات تطبيقية عليها‪ ،‬فإذا كان الكيميائي يهتم بتكوين المركبات الكيميائية والتعادل بين عناصره‪ ،‬فإن علم‬
‫االجتماع يفحص مكونات بناء المجتمع ويوضح العالقة بين مكونات المجتمع وطبقاته وربطها بمختلف‬
‫أنماط السلوك وطرق التفكير‪.‬‬
‫لقد طرح علماء االجتماع إشكالية هامة مفادها هل الظواهر االجتماعية ظواهر عشوائية؟ وهل يمكن‬
‫أن تتحكم فيها قوانين خاصة؟ وهل يمكن تفسيرها؟ بل وهل يمكن التنبؤ بطبيعة تصرفات وأفعال أفراد‬
‫المجتمع؟ ولقد كانت هذه اإلشكالية هي سبب ظهور علم االجتماع بدءا من تفسيرات ابن خلدون في‬
‫القرن الرابع عشر الذي أطلق عليه قانون األطوار الثالثة حيث ظهر علم االجتماع كنسق علمي يدرس‬
‫االجتماع والعمران البشري‪ ،‬إلى أواخر القرن الثامن عشر الذي بدأ انشغال الباحثين بهذا العلم أين‬
‫كانت وجهات النظر حول اإلنسان و المجتمع مع بداية التفكير العلمي المنظم والبحث الفلسفي الذي‬
‫خرج من رحم الفلسفة الوضعية‪ ،‬حيث جاء أوغست كونت ليضع تسمية هذا العلم الجديد بعلم االجتماع‬
‫والذي يهتم بدراسة الظواهر والمشكالت االجتماعية‪ ،‬ثم حدد بعد ذلك إميل دوركهايم الخطوط‬
‫المنهجية والقواعد األساسية التي يسير عليها هذا العلم‪.‬‬
‫‪ -1‬ماهية علم االجتماع‪ :‬يعتبر علم االجتماع كمشروع معنوي معرفي من أهم العلوم االجتماعية كونه‬
‫علم كثير التعقيد والتداخل حيث أن دراسة موضوعاته األساسية هي سلوكياتنا وأفعالنا ككائنات‬
‫اجتماعية‪ ،‬ومن هنا فإن دراسة هذا العلم تتصف بالثراء والتنوع حيث يبدأ من تفاصيل حياتنا اليومية (‬
‫األحاديث والعالقات العابرة بين الناس ) إلى أن نصل بدراسة العالقات االجتماعية الهامة في المجتمع‬
‫(كالعولمة وحوار الثقافات)‪ .‬إن التفكير بطريقة سوسيولوجي يتطلب نظرة ثاقبة تتسم باالتساع والشمولية‬
‫لكافة أبعاد الواقع‪ ،‬فالتفكير السوسيولوجي يعتمد على إعمال الخيال السوسيولوجي الذي ينأى الباحث‬
‫بنفسه عن المجريات الروتينية وأن يرقى الى التفكير بطريقة علمية‪.‬‬
‫إن التنوع الواضح في الدراسات السوسيولوجي (دراسة مجاالت فروع علم االجتماع) يرجع إلى‬
‫التنوع الذي يميز واقع المجتمع فهي تشتمل على الجانب النفسي واالقتصادي والسياسي والثقافي والديني‬
‫ومن دراسات علم االجتماع نذكر‪.:‬والتربوي‪ ،‬التاريخي‪ ،‬العسكري‪...‬الخ‬
‫أ‪ -‬دراسات حول العمل واألجر‪ :‬تهتم دراسة علم اجتماع العمل (التنظيم)‪ ،‬علم اجتماع المهن‪ ،‬علم اجتماع‬
‫الصناعي‪.‬‬
‫ب‪ -‬دراسات حول العالقة الفرد‪/‬المجتمع‪ :‬تهتم دراسة علم اجتماع العائلة‪ ،‬علم اجتماع التربوي‪ ،‬علم‬
‫اجتماع التغير االجتماعي‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪.‬‬
‫ت‪ -‬دراسات حول األفكار والمعتقدات‪ :‬تهتم بدراسة علم القيم‪ ،‬علم اجتماع المعرفة‪ ،‬علم اجتماع الفرق‬
‫الدينية‪.‬‬
‫ث‪ -‬دراسات حول المواطنة‪ :‬تهتم بدراسة علم االجتماع السياسي‪ ،‬علم اجتماع الجمعيات والنقابات‪ ،‬علم‬
‫اجتماع المنظمات‪.‬‬
‫مؤسسي علم اإلجتماع‪ :‬لقد أدى تراكم المعرفة العلمية االنتقال من الفكر االجتماعي الى علم االجتماع ‪-2‬‬
‫الذي يتطلب مواضيع يمكن مالحظتها وقياسها والتجريب عليها على نحو ما يتم في العلوم الطبيعية‪ ،‬كما‬
‫تطلب في دراسة الظواهر االجتماعية تنظيما لمعرفتها وتفسيرها مما يتناسب مع خصوصية هذا العلم‬
‫الجديد الذي هو نتاج تعاون انساني لفكر مجموعة من العلماء والمفكرين أدى الى تحقيق متطلبات تطور‬
‫البشرية ومن رواد هذا العلم نجد‪:‬‬
‫‪-1-2‬عبد الرحمان ابن خلدون (‪1332-1406‬م)‪ :‬يعتبر أول مؤسس لعلم االجتماع والـذي يسميه علم‬
‫العمران البشـري والــذي يعرفه بقـوله‪" :‬علم مستقل بنفسه فإنه ذو موضوع العمران البشري واالجتماع‬
‫اإلنساني وذو مسائل فهو أحوال العمران المختلفة مثل التوحش والتآنس والعصبيات وأصناف التقلبات‬
‫للبشر بعضهم على بعض وما ينشأ على ذلك من الملك والدول ومراتبها وما ينتحله البشر بأعمالهم‬
‫ومساعيهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع‪ ،‬وجميع ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من األحوال‬
‫"‪ .‬ويعتقد إبن خلدون أن اإلنسان اجتماعي بطبعه والسبب في االجتماع اإلنسان هو قدرة الواحد من بني‬
‫البشر قاصرة عن تحقيق حاجته وهو مضطر للتعاون مع اآلخرين والعمل معهم واالجتماع نتاج ذلك‪،‬‬
‫ويرى ان المجتمع ظاهرة طبيعية ويرجع ان العوامل المسئولة عن عيش الناس عيشة سوية في المجتمع‬
‫الى عاملين هامين‬
‫أ‪-‬التكامل االقتصادي‪ :‬الذي يدعمه نظام تقسيم العمل‪ ،‬فالمزارع يحتاج إلى عمل الخياط‪.‬‬ ‫هما‪:‬‬
‫ب‪ -‬الحاجة إلى األمن‪ :‬األفراد يتجمعون في قبائل أو مدن الستطاعة الدفاع عن أنفسهم‪.‬‬
‫لقد كان ابن خلدون رحمه هللا من أتباع فلسفة ابن رشد رحمه هللا حيث نقل واقع اجتماعي عمراني‬
‫مغاربي عربي إسالمي عايش أحداثه عن قرب طبعته األحداث الذي تميز به عصره‪ ،‬حيث ميزه بزوال‬
‫آخر دولة في األندلس وبداية الفوضى في دويالت المغرب وغزو التتار للشرق اإلسالمي‪ ،‬هذه األحداث‬
‫الناجمة عن التدهور السياسي أدى به إلى تأليف كتابه المتميز مقدمة ابن خلدون فهو كتاب ألفه ابن خلدون‬
‫سنة ‪1377‬م كمقدمة لمؤلفه الضخم الموسوم كتاب العبر (االسم الكامل للكتاب هو كتاب العبر‪ ،‬وديوان‬
‫المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر‪ ،‬ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر‪.‬‬
‫‪-2-2‬أوغست كونت (‪1798-1857‬م)‪ :‬عالم اجتماعي وفيلسوف وضعي فرنسي مؤسس الفلسفة الوضعية‪،‬‬
‫وهو من سمى العلم الجديد بعلم االجتماع فكان هو علم دراسة المجتمع وهو دراسة علمية عن طريق منهج‬
‫البحث العلمي وأدواته من مناهج العلوم الدقيقة وهي العلوم التي تعتمد على المالحظة والتجربة والتي‬
‫عرفت تقدما أكثر من العلوم االجتماعية‪ ،‬والتسمية التي فضلها على التسمية الفيزياء االجتماعية والتي‬
‫تتحلى بالطابع الوضعي والعلمي كما أنه يعتبر مؤسس السوسيولوجي الحديثة ويحرر العلم الجديد من‬
‫هيمنت الفلسفة وسيطرة الكنيسة ويرى أن هذا العلم ينقسم الى قسمين رئيسين هما‪:‬‬
‫أ‪-‬االستاتيكا االجتماعية‪ :‬تدرس كيفية تداخل وتفاعل أجزاء المجتمع وشروط البناء االجتماعي‪.‬‬
‫ب‪-‬الديناميكا االجتماعية‪ :‬تركز على دراسة مجتمعات كاملة (تغير المجتمع الريفي ألسلوب حضري)‪.‬‬
‫ومن أهم مؤلفاته أوغست كونت‪" :‬دروس في الفلسفة الوضعية" تم إخراجه في ست مجلدات ‪" ،‬مذهب في‬
‫السياسة الوضعية" تم إصداره في أربع مجلدات‪.‬‬
‫‪-3-2‬إميل دوركهايم (‪1818-1917‬م)‪ :‬عالم اجتماع وفيلسوف فرنسي يرى أن الموضوع الرئيسي لعلم‬
‫االجتماع الظواهر االجتماعية وحدد الظواهر التي تميز الظواهر االجتماعية عن غيرها من الظواهر‬
‫الطبيعية‪ ،‬وأهتم بدراسة الحقائق االجتماعية والبناء االجتماعي وساهم دوركهايم في بناء علم االجتماع‬
‫باعتبار أن علم االجتماع هو علم دراسة المجتمعات وله فروع بقدر أنواع الظواهر االجتماعية حيث يرى‬
‫أن لكل حادثة إنسانية تمكن أن تطلق عليها ظاهرة اجتماعية‪ ،‬وقد حدد دوركهايم خصائص الظاهرة‬
‫يلي‪ :‬االجتماعية فيما‬
‫أ‪-‬الظاهرة االجتماعية البد أن ترتبط ببيئة اجتماعية معينة وتكون ايجابية وملزمة ويعاقب المجتمع كل من‬
‫يخرج عليها وتكون عامة أي ال توجد في مكان دون آخر‪.‬‬
‫ب‪-‬الظاهرة االجتماعية مترابطة يؤثر بعضها ببعض وتكون خارجية ذات خواص سابقة على األفراد‬
‫ومستقلة عنهم (االعتقاد)‪.‬‬
‫ت‪-‬الظاهرة االجتماعية تمتاز بأنها حادثة تاريخية تعبر عن لحظة من لحظات تاريخ البشر‪.‬‬
‫غير أنه يمكن أن تصبح الظاهرة االجتماعية مشكلة اجتماعية إذا بدأت في إنتاج آثار سلبية في المجتمع‬
‫مثل االقتصاد (الرشوة‪ ،‬البطالة‪ ،‬الفساد‪ ،)..‬والصحة (اإلدمان‪ ،‬االيدز‪ ،)...‬والكيـــان االجتمــاعي (التفكك‪،‬‬
‫الطالق‪ ،‬العنوسة‪ ،‬التشرد‪ ،)...‬والنظـــام القانوني (مخــافة قانــــون المرور‪ ،‬مخـــالفة قانون البيئة ‪.)...‬‬
‫ومن أهم مؤلفات دوركهايم " قواعد المنهج"‪" ،‬التصنيف البدائي "‪ "،‬االنتحار " ‪" ،‬األشكال األولية للحياة‬
‫الدينية"‪.‬‬
‫‪-4-2‬كارل ماركس (‪1818-1883‬م)‪ :‬فيلسوف وعالم اجتماعي سياسي‪ ،‬وعالم اقتصاد عايش ميالد‬
‫المجتمع الرأسمالي (الثورة الصناعية) شهد نمو المصانع وتوسع اإلنتاج وما نتج من تفاوت وعدم المساواة‬
‫حيث يرى أن من يملك السيطرة يملك رأس المال ( المال‪ ،‬المصنع‪ ،‬اآلالت‪ )...‬يسيطر ويتحكم في من ال‬
‫يملكه كما يرى ماركس أن اإلنتاج المادي هو أساس وجود المجتمع وهو من المساهمة في بناء المجتمع‬
‫حيث يرى أن األفكار المادية تعتمد على أمرين هامين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوجود االجتماعي‪ :‬ويتمثل في المظاهر المادية الموجودة في المجتمع وهذا إلشباع حاجات الناس‬
‫ويشمل نشاطهم في استغالل أدوات العمل باإلضافة إلى عالقات اإلنتاج مثل العالقات المادية التي تنشأ بين‬
‫األزواج داخل األسرة وبين اآلباء واألبناء‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوعي االجتماعي‪ :‬وهو المظاهر المعنوية الروحية الموجودة في المجتمع وهي األفكار والنظريات‬
‫والمشاعر والتقاليد التي تعكس األفراد من مجتمع الحاضر‪.‬‬
‫مساهمة في نقد االقتصاد السياسي"‪ " ،‬من أهم مؤلفات كارل ماركس "رأس المال" ومن مؤلفاته كذلك‬
‫‪""،‬نظريات فائض القيمة"‪" ،‬بيان الحزب الشيوعي"‪" ،‬بؤس الفلسفة‬
‫‪ -3‬موضوعات علم االجتمـــــــاع ‪:‬‬
‫تفسيرية مقارنة معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬علم االجتماع بأنه‪ " :‬دراسة وصفية يعرف‬
‫إلى قوانين التطور‪ ،‬التي تخضع لها هذه للمجتمعات اإلنسانية‪ ،‬كما تبدو في الزمان والمكان‪ ،‬للتوصل‬
‫وتغيرها "‪ .‬ويحدد علماء االجتماع موضوع علمهم‪ ،‬بالظواهر االجتماعية‪ ،‬المجتمعات اإلنسانية في تقدمها‬
‫متبادلة‪ ،‬وتكوين ما تظهر نتيجة لتجمع الناس معاً‪ ،‬وتفاعلهم مع بعضهم بعضاً‪ ،‬ودخولهم في عالقات التي‬
‫أساليب معينة في التعبير عن أفكارهم‪ .‬كما أنهم يتفقون يطلق عليه الثقافة المشتركة‪ .‬حيث يتفق الناس على‬
‫الظواهر االجتماعية وتبدأ‪.‬وأساليب معينة‪ ،‬في االقتصاد‪ ،‬والحكم‪ ،‬واألخالق‪ ،‬وغيرها على قيم محددة‪،‬‬
‫اجتماعية‪ .‬وحينما تدوم هذه العالقات وتستمر‪ ،‬تشكل بالتفاعل بين شخصين أو أكثر‪ ،‬والدخول في عالقات‬
‫الجماعات االجتماعية من المواضيع األساسية التي يدرسها علم االجتماع‪ ،‬وهناك جماعات اجتماعية‪ .‬وتعد‬
‫والتعاون‪ ،‬والتنافس‪ ،‬موضوع آخر يدرسه علم االجتماع‪ ،‬يتمثل في العمليات االجتماعية‪ ،‬كالصراع‪،‬‬
‫أيضا ً الثقافة التي تعرف بأنها‪" :‬الكل الذي يتألف والتوافق‪ ،‬والترتيب الطبقي‪ ،‬والحراك االجتماعين وهناك‬
‫أحد ميادين والعمل في مجتمع معين "‪ .‬كما أن التغير في الثقافة وفي البناء االجتماعي‪ ،‬من قوالب التفكير‪،‬‬
‫األساليب المقننة والمقررة للسلوك الدراسة في علم االجتماع‪ .‬كما أن هناك النظم االجتماعية‪ ،‬وهي‬
‫العامل الذي يشكل الثقافة ويتشكل من خاللها وتدل المؤلفات التي تؤلف االجتماعي وكذلك الشخصية وهي‬
‫الموضوعات األساسية هي في مادة علم االجتماع وأيضا ً اهتمامات علماء االجتماع البارزين على أن‬
‫‪:‬باختصار كما يلي‬
‫‪ ‬التحليل االجتماعي ويشمل‪:‬الثقافة والمجتمع ‪ -‬ومناهج البحث في العلوم االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬الوحدات األولية للحياة االجتماعية وتشمل‪ :‬األفعال االجتماعية والعالقات االجتماعية * شخصية‬
‫الفرد * *الجماعات * المجتمعات المحلية "الحضرية منها والريفية " * الروابط والتنظيمات *‬
‫السكان * المجتمع*‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسات االجتماعية األساسية وتشمل‪ :‬األسرة‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬السياسة‪ ،‬القانون‪ ،‬الدين‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫الرعاية االجتماعية‪ ،‬المؤسسات التعبيرية والجمالية‪.‬‬
‫‪ ‬العمليات االجتماعية األساسية وتشمل‪:‬التمايز والطبقات‪ ،‬التعاون والتالؤم والتماثل‪ ،‬االتصال‪،‬‬
‫الصراع االجتماعي‪ ،‬الضبط االجتماعي‪ ،‬االنحراف "الجريمة واالنتحار‪ ،" ...‬التكامل االجتماعي‪،‬‬
‫التغير االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -4‬النظريات في علم االجتماع‪:‬‬
‫تزال تؤثر في توجهه علماء االجتماع أن التيارات الفكرية التي صاحبت ظهور هذا العلم ونشأته‪ ،‬ال يذكر‬
‫العلم تصب في اتجاهين أساسيين‪ ،‬يتميز كل النظري حتى اآلن‪ .‬والحقيقة أن مختلف النظريات في هذا‬
‫االجتماعي‪ :‬اتجاه محافظ‪ ،‬واتجاه رافض وثوري‪ .‬والنظريات عبارة عن طرق منهما برؤية خاصة للواقع‬
‫مبادئ وتعريفات مختلفة إلدراك الحقائق االجتماعية وتفسيرها‪ .‬وتعرف النظرية بأنها‪" :‬مجموعة‬
‫مترابطة‪ ،‬تفيد في تنظيم جوانب مختارة من العالم ككل على نحو منسق ومنتظم "‪ ،‬فهي تتكون من قضايا‬
‫للتحقق الواقعي‪ ،‬وتنطوي على دعاوى وبديهيات أساسية‪ .‬وتعد النظرية مسألة مترابطة منطقياًن وقابلة‬
‫نظرية‪ ،‬أو دون اتجاه أساسية في العلم‪ .‬ويرى المطلعون في ميدان النظرية‪ ،‬أن البحث دون سند من‬
‫االجتماع مستمدة أصالً من نتائج دراسة عملية‪ ،‬نظري‪ ،‬ليس إال نوع من العبث‪ ،‬وذلك ألن النظرية في علم‬
‫االجتماع االجتماعي‪ ،‬وليست مستمدة من لنظر العقلي المجرد‪ .‬و تؤدي نظرية علم أجريت فعالً في الواقع‬
‫‪:‬الوظائف التالية‬
‫‪ ‬تصنيف األحداث الواقعية وتنظيمها‪.‬‬
‫‪ ‬تفسير أسباب األحداث التي تقع‪ ،‬والتنبؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل‪ ،‬في إطار شروط معينة‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم فهم علمي شامل بالقوانين التي تحكم حركة األحداث في الواقع االجتماعي‪.‬‬
‫* النظرية العلمية في علم اإلجتماع الرياضي ‪:‬‬
‫هي تفسير لظاهرة معينة يتم التوصل إليها من خالل األدلة التجريبية التي يحصل عليها من نتائج البحوث ‪-‬‬
‫و الدراسات‪.‬‬
‫تنشأ النظرية من خالل‪:‬‬
‫‪ -1‬المالحظة ‪ :‬أي مالحظة الحدث أو الظاهرة مالحظة مركزة غير عابرة (وعادة ما تكون المالحظة‬
‫أكثر من مرة )‬
‫‪ - 2‬التحليل ‪ :‬و يكون ذلك بإخضاع الظاهرة للمجهر العلمي ) بمعنى أن يتم التحكم في الظاهرة بأدوات‬
‫البحث العلمي(‬
‫‪ - 3‬التفسير ‪ :‬بمعنى فك رموز الظاهرة واإلجابة عن التساؤالت المطروحة حولها ثم إيجاد الحلول‬
‫المناسبة سواء لتعزيزها إذا كانت ذات فائدة للفرد والمجتمع أو لمقاومتها و استئصالها إذا كانت ضارة‪.‬‬
‫‪ -‬كيف تعتمد النظرية العلمية في علم اإلجتماع ؟ ‪ :‬تنطلق النظرية العلمية من فكرة أو رأي أو مالحظة‬
‫‪ :‬وصوال إلى التحليل و التفسير ثم تصبح نظرية عندما‬
‫‪ *-‬تتكرر النتائج المتعلقة بموضوع أو ظاهرة ما (إذا توفرت ‪ *-.‬تتكرر االستنتاجات النظرية و التطبيقية‬
‫وسوف نشير فيما يلي إشارة سريعة ومقتضبة إلى أبرز المواقف‪(.‬المؤثرات و إن اختلف المكان و الزمان‬
‫‪:‬النظرية في علم االجتماع‬
‫‪-1-4‬النظرية البنائية الوظيفية‪:‬‬
‫يلخص أحد علماء االجتماع األفكار الرئيسة التي تعتمد عليها هذه النظرية في ست نقاط هي‪:‬‬
‫* ‪ -1‬يمكن النظر إلى أي شيء‪ ،‬سواء كان كائنا ً حياً‪ ،‬أو اجتماعياً‪ ،‬أو سواء كان فرداً‪ ،‬أو مجموعة‬
‫صغيرة‪ ،‬أو تنظيما ً رسمياً‪ ،‬أو مجتمعاً‪ ،‬أو حتى العالم بأسره‪ ،‬على أنه نسق أو نظام‪ ،‬وهذا النسق يتألف من‬
‫عدد من األجزاء المترابطة‪ ،‬فجسم اإلنسان نسق‪ ،‬يتكون من مختلف األعضاء واألجهزة‪ ،‬وكذلك شخصية‬
‫الفرد‪ ،‬والمجتمع‪ ،‬والعالم‪.‬‬
‫*‪ -2‬لكل نسق احتياجات أساسية ال بد من الوفاء بها‪ ،‬وإال فإن النسق سوف يفني‪ ،‬أو يتغير تغيراً جوهرياً‪،‬‬
‫فكل مجتمع مثالً يحتاج أساليب لتنظيم السلوك "القانوني"‪ ،‬ومجموعة لرعاية األطفال "األسرة"‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫*‪ -3‬ال بد أن يكون النسق دائما ً في حالة توازن‪ ،‬ولكي يبقى كذلك فال بد أن تلبي أجزاؤه المختلفة‬
‫احتياجاته‪ ،‬فإذا اختلت وظيفة أحد األجزاء فإن الكل يصبح في حالة عدم اتزان‪.‬‬
‫*‪ -4‬كل جزء من أجزاء النسق قد يكون وظيفياً‪ ،‬أي يسهم في توازن النسق‪ ،‬وقد يكون ضاراً وظيفياً‪ ،‬أي‬
‫يقلل من توازن النسق‪ ،‬وقد يكون غير وطيفي‪ ،‬أي عديم القيمة بالنسبة للنسق‪.‬‬
‫*‪ -5‬يمكن تحقيق كل حاجة من حاجات النسق بواسطة عدة متغيرات أو بدائل‪ ،‬فحاجة المجتمع لرعاية‬
‫األطفال مثالً يمكن أن تقوم بها األسرة‪ ،‬أو دار الحضانة‪ ،‬وحاجة المجتمع إلى التماسك‪ ،‬قد تتحقق عن‬
‫طريق الشعور بالتهديد من عدو خارجي‪.‬‬ ‫طريق التمسك بالتقاليد‪ ،‬أو عن‬
‫*‪ -6‬وحدة التحليل يجب أن تكون األنشطة أو النماذج المتكررة‪ .‬فالتحليل االجتماعي الوظيفي‪ ،‬ال يحاول أن‬
‫يشرح كيف ترعى أسرة معينة أطفالها‪ ،‬ولكنه يهتم بكيفية تحقيق األسرة كنظام لهذا الهدف‪ .‬وهدف التفسير‬
‫الوظيفي‪ ،‬هو الكشف عن كيفية إسهام أجزاء النسق في تحقيق النسق ككل‪ ،‬الستمرار يته‪ ،‬أو في اإلضرار‬
‫بهذه االستمرارية‪ .‬وقد سميت هذه النظرية بالبنائية الوظيفية ألنها تحاول فهم المجتمع في ضوء البنيات‬
‫التي يتكون منها‪ ،‬والوظائف التي تؤديها هذه البنيات‪.‬‬
‫‪ -2-4‬النظرية الماركسية‪:‬‬
‫تقوم الماركسية ‪ -‬بوصفها نظرية في علم االجتماع ‪ -‬على مسلمتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫* ‪ -‬أن العامل االقتصادي هو المحدود األساسي لبناء المجتمع وتطوره‪ ،‬فعالقات اإلنتاج في مجتمع ما‪ ،‬هي‬
‫التي تحكم وتحدد كافة مظاهر الحياة في هذا المجتمع‪ ،‬أي البناء الفوقي من سياسة‪ ،‬وقانون‪ ،‬ودين‪ ،‬وفلسفة‪،‬‬
‫وأدب‪ ،‬وعلم‪ ،‬وأخالق‪.‬‬
‫*‪ -‬النظر إلى العالم بما فيه المجتمع‪ ،‬من خالل اإلطار الجدلي‪ :‬الموضوع ونقيض الموضوع‪ ،‬والمركب‬
‫منها‪ ،‬وهو إطار مستمر ال يتوقف‪ ،‬ويقول تيماشيف‪ " :‬إذا ر ّكبنا المسلمتين األساسيتين لماركس معاً‪،‬‬
‫خرجنا ببعض النتائج‪ ،‬فكل نسق من اإلنتاج يبدأ بحالة إثبات‪ ،‬حيث يكون أكثر النظم الممكنة كفاءة في ذلك‬
‫الوقت‪ ،‬لكنه متى عزز اجتماعيا ً يصبح عقبة أمام تطبيق االختراعات التكنولوجية‪ ،‬واإلفادة من األسواق‬
‫الحديثة‪ ،‬والمواد الخام‪ ،‬وال يمكن للتطور التاريخي أن يقف عند هذه المرحلة‪ ،‬فالنظام المعزز اجتماعيا ً‬
‫ينبغي القضاء عليه بواسطة ثورة اجتماعية‪ ،‬تخلق نظاما ً جديدا إلنتاج‪ ،‬مركب من القديم والجديد‪".‬‬
‫وهذه النظرة تجعل أي مجتمع يتكون من طبقتين أساسيتين متناقضتين المصالح‪ ،‬مما يجعل الصراع‬
‫بينهما حتمياً‪ ،‬فتحدث الثورة االجتماعية التي تؤدي إلى تغيير عالقات اإلنتاج‪ .‬و على هذا فإن الصراع‬
‫الطبقي هو المحرك األساس للتغيير االجتماعي‪ ،‬من أجل الوصول إلى مجتمع بال طبقات‪ ،‬وهو مستمر في‬
‫زعمهم على طور التاريخ‪ ،‬فتاريخ أي مجتمع عند الماركسية هو تاريخ الصراع بين الطبقات المست ِغلة‬
‫والمستغلة‪.‬‬
‫‪-3-4‬نظرية الصراع في المجال الرياضي ‪ :‬ومن أهم فرضياتها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عالقة الرياضة برأس المال و النفوذ السياسي‪.‬‬
‫ب‪ -‬عالقة الرياضيين بأبدانهم الجسم و اآللة ‪ -‬الجسم الرياضي العامل‪....‬الخ‬
‫ت‪ -‬عالقة الرؤساء بالمرؤوسين(الرياضة بين صناع القرار واألعوان‪....‬الخ‬
‫ث‪ -‬عالقة الرياضة باألبعاد القومية و العرقية واالنتماء الجغرافي والتفرقة العنصرية‪...‬الخ‬
‫ج‪ -‬التوزيع الطبقي للرياضة (عدم المساواة أمام الممارسة الرياضية بين الممارسين)‬
‫و من أهم مواطن الضعف في نظرية الصراع يؤخذ على نظرية الصراع أنها‬ ‫‪:‬‬
‫*‪ -‬تركز على العوامل االقتصادية بوصفها المحرك الوحيد للحياة االجتماعية‬ ‫‪.‬‬
‫*‪ -‬تركز على السلبيات فقط دون االيجابيات‬ ‫‪.‬‬
‫‪-4-4‬النظرية النقدية‪:‬‬
‫( تناول المنشطات في الوسط وهي النظرية التي تبحث في المتناقضات الموجودة في مجال الرياضة‬
‫كما ال يمكن فهم أو تحليل الرياضة بدون معرفة الظروف التاريخية والثقافية للمجتمع المعني (الرياضي‬
‫حيث نالحظ هناك تقارب بعض وجهات النظر بين هذه النظرية ونظرية الصراع غير أن هذه ‪.‬بهذا القطاع‬
‫‪.‬النظرية تهتم بإيجابيات و سلبيات الرياضة كظاهرة اجتماعية‬
‫‪ -5-4‬النظرية الهيكلية‪:‬‬
‫تقول هذه النظرية بأن كل قطاع اجتماعي له هيكلة أساسية قد تتطور و تتجدد حسب الظروف واألهداف‬
‫(القوانين الرياضية‪-‬االستعراض الرياضي‪ )...‬مع الحفاظ على روح الهيكلة األصلية (جوهر لعبة كرة القدم‬
‫على سبيل المثال‬

‫‪ -6-4‬نظرية التفاعل الرمزي‪:‬‬


‫تبحث هذه النظرية في‪:‬كيفية نمو المعاني المتعلقة بالرياضة(مثل الروح الرياضية و اللعب النظيف)‪,‬‬
‫معاني الفوز ‪,‬الهزيمة‪,‬األلم وغيرها في حياة الرياضي‪.‬دراسة الخبرات التي يحصل عليها الرياضي خالل‬
‫ممارسته للنشاط الرياضي‪.‬‬
‫وفي األخير وفيما سبق عرضنا ألهم النظريات في علم االجتماع‪ ،‬ومع ذلك فإنهما ال يمثالن إال‬
‫جزءاً بسيطا ً من النظريات في هذا العلم‪ ،‬ويكفي أن نطالع كتاب" نظرية علم االجتماع" للعالم نيكوالي‬
‫تيماشيف أو كتاب سلسلة علم االجتماع المعاصر مثالً‪ ،‬لنعرف مدى سعة وكثرة النظريات وتعددها في هذا‬
‫العلم‪.‬‬
‫‪ -5‬مناهج البحث في علم االجتماع ‪:‬‬
‫هناك مناهج للبحث يستخدمها علماء االجتماع‪ ،‬ويتوقف استخدامها على الباحث‪ ،‬وطبيعة البحث‪،‬‬
‫واإلمكانات المتوفرة‪ ،‬ودرجة الدقة المطلوبة‪ ،‬وأغراض البحث‪ ،‬ولعل من أكثر الطرق المنهجية شيوعا ً في‬
‫الدراسات االجتماعية‪ ،‬المنهج التاريخي المقارن‪ ،‬والتجريبي‪ ،‬والمنهج الوصفي وغيرها‪ ،‬مما قد تقتصر فيه‬
‫النتائج على الوصف‪ ،‬أو تتعدى ذلك إلى التحليل والتفسير وقد ال يكتفي الباحث بأحد هذه المناهج‪ ،‬بل‬
‫يتعدى إلى المزج بينها‪ .‬وسنعطي فيما يلي نبذة عن هذه المناهج‪:‬‬
‫‪1-5‬المنهج التاريخي ‪ :‬يستخدم علماء االجتماع المنهج التاريخي‪ ،‬عند دراستهم للتغير الذي يطرأ على‬
‫شبكة العالقات االجتماعية‪ ،‬وتطور النظم االجتماعية‪ ،‬والتحول في المفاهيم والقيم االجتماعية‪ .‬وعند‬
‫دراستهم ألصول الثقافات‪ ،‬وتطورها‪،‬وانتشارها‪ .‬وعند عقد المقارنات المختلفة بين الثقافات والنظم‪ ،‬بل إن‬
‫معرفة تاريخ المجتمع ضرورية لفهم واقعه‪ .‬وقد صاحب المنهج التاريخي نشأة علم االجتماع‪ ،‬وقد كان في‬
‫البداية تطورياً‪ ،‬يميل إلى وضع المراحل التطورية المختلفة للمجتمعات اإلنسانية‪ ،‬كما هو عند كونت‬
‫وسبنسر‪ .‬ولكن النزعة التطورية بدأت تتالشى‪ ،‬نظراً لعدم موضوعيتها ‪.‬وتعد الوثائق سوا ًء أكانت وثائق‬
‫شخصية‪ ،‬أم رسمية‪ ،‬أم عامة‪ ،‬من أهم مصادر المعرفة االجتماعية‪ ،‬كالتاريخ االقتصادي‪ ،‬والسياسي‪،‬‬
‫والديني‪ ،‬والتربوي‪ ،‬والسكاني وغيرها‪ ،‬ومثل ذلك الدراسات الوصفية المتكاملة لمجتمع ما في فترة‬
‫تاريخية معينة‪ ،‬حيث تحتوي هذه الدراسات عادة على معلومات قيمة تفيد عند التحليل‪ .‬يمكن أن نمثل لهذا‬
‫النوع من الدراسات‪ ،‬بالدراسات الضخمة و مراجعة الذاكرة لذكرى ‪65‬سنة الندالع الثورة التحريرية‬
‫الجزائرية ‪.‬‬
‫‪ -2-5‬المنهج الوصفي ‪ :‬يعد المنهج الوصف من أكثر مناهج البحث االجتماعي مالئمة للواقع االجتماعي‬
‫وخصائصه‪ .‬وهو الخطوة األولى نحو تحقيق الفهم الصحيح لهذا الواقع‪ .‬إذ من خالله نتمكن من اإلحاطة‬
‫بكل أبعاد هذا الواقع‪ ،‬محددة على خريطة‪ ،‬تصف وتصور بكل دقة كافة ظواهره وسماته "‪ .‬وقد واكب‬
‫المنهج الوصفي نشأة علم االجتماع‪ ،‬وقد ارتبطت نشأته بحركة المسح االجتماعي في إنجلترا‪ ،‬أو منهج‬
‫لوبالي في دراسة الحالة‪ ،‬ونشأة الدراسات األنثروبولوجية‪.‬‬
‫والفكرة األساسية التي يقوم عليها المنهج الوصفي هي‪ :‬أن المشكلة التي واجهت الدراسة العلمية للظواهر‬
‫االجتماعية‪ ،‬هي عدم وجود منهج علمي حقيقي‪ ،‬يصلح لتحليل هذه الظواهر‪ .‬فلم تكن المالحظة خاضعة‬
‫لقواعد تنظمها‪ ،‬بحيث نعرف بدقة كيفية المالحظة‪ ،‬وأهمية الظواهر التي تُالحظ‪ ،‬وأكثرها داللة‪ .‬ولذلك فإن‬
‫المنهج الوصفي يعتمد على خطوات هي‪:‬‬
‫‪ ‬اختيار الوحدة االجتماعية األولية واألساس في الموضوع المدروس‪.‬‬
‫‪ ‬اكتشاف الطريقة المالئمة للقياس الكمي لمختلف عناصر مكونات وحدة الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬فحص العوامل المختلفة المؤثرة في تنظيم الظاهرة المدروسة‬
‫كما أن البحوث الوصفية على غالب العموم تتم على مرحلتين‪:‬‬
‫* مرحلة االستكشاف والصياغة و * مرحلة التشخيص والوصف المتعمق‪ .‬وهما مرحلتان‬
‫المسح االجتماعي ودراسة الحالة‪ ،‬والبحوث السكانية التي تصف مرتبطتان يبعضهما‪ .‬ويعد‬
‫ويوفر والوفيات‪ ،‬وتحركات السكان‪ ،‬وتوزيعهم‪ ،‬بحوث وصفية‪ ،‬تمثل المنهج الوصفي‪ ،‬المواليد‪،‬‬
‫بالظواهر‪ ،‬وتنمي البصيرة المنهج الوصفي كثيراً من البيانات والمعلومات التي تزيد المعرفة‬
‫‪.‬بالواقع االجتماعي بكل أبعاده‬
‫‪ -3-5‬المنهج التجريبي ‪ :‬التجريب جزء من المنهج العلمي‪ .‬فالعلم يسعى إلى صياغة النظريات التي تختبر‬
‫الفروض التي تتألف منها‪ ،‬وتتحقق من مدى صحتها‪ ..‬والتجربة ببساطة‪ :‬هي الطريقة التي تختبر بها صحة‬
‫الفرض العلمي ‪ .‬فالتجريب هو القدرة على توفير كافة الظروف‪ ،‬التي من شأنها أن تجعل ظاهرة معينة‬
‫ممكنة الحدوث في اإلطار الذي رسمه الباحث وحده بنفسه‪ .‬والتجريب يبدأ بتساؤل يوجهه الباحث مثل‪ :‬هل‬
‫يرتبط ارتفاع المستوى االقتصادي للفرد بإقباله على التعليم؟ أو هل هناك عالقة بين الدين والسلوك‬
‫االقتصادي؟‪ .‬أو بين التنشئة االجتماعية وانحراف األحداث؟ ومن الواضح أن اإلجابة على هذه التساؤالت‪،‬‬
‫تقتضي إتباع أسلوب منظم لجمع البراهين واألدلة‪ .‬والتحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في‬
‫الظاهرة موضوع البحث‪ ،‬والوصول إلى إدراك للعالقات بين األسباب والنتائج "‪ .‬ويعتمد تصميم البحث‬
‫التجريبي على عدة خطوات كالتالي‪ :‬هي تحديد المشكلة‪ ،‬وصياغة الفروض التي تمس المشكلة‪ ،‬ثم تحديد‬
‫المتغير المستقل‪ ،‬والمتغير التابع‪ ،‬ثم كيفية قياس المتغير التابع‪ ،‬وتحديد الشروط الضرورية للضبط‬
‫والتحكم‪ ،‬والوسائل المتبعة في إجراء التجربة‪ .‬ومع صعوبة تطبيق هذا المهج في العلوم االجتماعية‪ ،‬إال أنه‬
‫طبق فيها‪ ،‬واستطاع أن يغزو علم االجتماع والعلوم االجتماعية‪ ،‬تحت تأثير النجاح الذي حققه في العلوم‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫‪ 4-5‬المنهج المقارن ‪ :‬يمكن القول بأن المنهج المقارن‪ ،‬يطبق في علم االجتماع بكافة فروعه ومجاالت‬
‫دراسته‪ ،‬ذلك أن أي بحث في علم االجتماع ال يخلو من الحاجة إلى عقد مقارنة ما‪ .‬وقد استعان به أغلب‬
‫علماء االجتماع قديما ً وحديثاً‪ ،‬ويمكن ذكر المجاالت الرئيسة في علم االجتماع‪ ،‬التي يمكن أن تخضع‬
‫للبحث المقارن فيما يلي‪:‬‬
‫‪ * -‬دراسة أوجه الشبه واالختالف‪ ،‬بين األنماط الرئيسة للسلوك االجتماعي‪.‬‬
‫‪ * -‬دراسة نمو وتطور أنماط الشخصية‪ ،‬واالتجاهات النفسية واالجتماعية في مجتمعات‪ ،‬وثقافات متعددة‪،‬‬
‫مثل بحوث الثقافة‪ ،‬والشخصية‪ ،‬ودراسات الطابع القومي‪.‬‬
‫‪ * -‬دراسة النماذج المختلفة من التنظيمات‪ ،‬كالتنظيمات السياسية والصناعية‪.‬‬
‫‪ * -‬دراسة النظم االجتماعية في مجتمعات مختلفة‪ ،‬كدراسة معايير الزواج واألسرة والقرابة‪ ،‬أو دراسة‬
‫المعتقدات الدينية‪ * - ،‬كذلك دراسة العمليات والتطورات التي تطرأ على النظم االجتماعية مثل التحضر‬
‫‪ * -‬تحليل مجتمعات كلية و عادة ما تتم المقارنة بين المجتمعات وفقا ً للنمط الرئيسي السائد للنظم ‪.‬‬
‫‪ -6‬تعريف علم االجتماع الرياضي‪:‬‬
‫هو فرع من فروع علم االجتماع العام يركز في بحث العالقة بين الرياضة والمجتمع وفهم طبيعة سلوك‬
‫"أعضاء الجمعية الدولية لعلم االجتماع الرياضي ‪Hennery‬األفراد الممارسين للرياضة‪ ،‬ويعرفه هنري‬
‫ببولندا " بأنه ‪ :‬العالقات االجتماعية المتبادلة بين الجماعات المتنافسة وغير المتنافسة‪ .‬كما يدرس ويحلل‬
‫‪( -‬هناك عالقة متبادلة بين علم االجتماع‬ ‫الرياضة بطبيعتها كظاهرة من ظواهر المجتمع المختلفة‬
‫الرياضي وعلم االجتماع العام)‪.‬‬
‫‪* .‬علم االجتماع بصفة عامة يبحث في السلوك االنسانى المنظم للجماعات‬
‫وتكمن دراسة علم االجتماع ‪ .‬علم االجتماع الرياضي يدرس سلوك األفراد داخل المجتمع الرياضي *‬
‫الرياضي في إعداد الباحث بالمعلومات المرتبطة بطبيعة الجماعة الرياضية وتكوينها وبنائها وتماسكها‬
‫وتفاعلها ودورها في تعديل سلوك أفرادها‪ ،‬وأهم العوامل التي تؤدي الى استمرارها والتعرف على كيفية‬
‫تغير ال جماعة الرياضية مثل تغير الفريق كجماعة وأيضا التعرف على االتجاهات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -7‬تطور علم االجتماع الرياضي‪:‬‬
‫إن دارسة الرياضة كصورة اجتماعية تعمل لنا على إتاحة الفرصة للتعرف على مختلف العالقات‬
‫كيفية تفسير أن األنشطة االجتماع الرياضي المتبادلة بينها وبين األنظمة االجتماعية الثانية‪ ،‬كما يحاول علم‬
‫الرياضة كيف تكون وسيلة من الوسائل الرئيسية‪ ،‬لتعليم األطفال المفاهيم واألفكار واألنظمة والقواعد‬
‫والتوقعات األساسية عن المجتمع ذات العالقة بعلم الرياضة‪،‬فهذا العلم الجديد النشأة يجث أن يسلط عليه‬
‫نظرة حديثة مواكبة مع تاريخ نشأته فعلم االجتماع الرياضي ذكر في العديد من الكتب و األبحاث من بعض‬
‫المؤلفات التي تناولت ظاهرة اللعب أو الرياضة من منظور اجتماعي ويعتقد أن البدايات األولى لالهتمام‬
‫بدراسة اجتماعيات الرياضة كظاهرة اجتماعية نظريا ترجع إلى أفالطون‪ ،‬ثم جاءت أول الدراسات التي‬
‫‪ 1861‬الذي قدم نظرية الطاقة الزائدة لتفسير اللعب‪Spencer ،‬اهتمت في هذا الميدان الفيلسوف سبنسر‬
‫‪ 1861‬الذي ساهم في تفسير هذه النظرية‪ ،‬ثم جاء رواد علم ‪Sheller‬وكذا الفيلسوف األلماني شيلر‬
‫‪ 1920‬ليساهموا مساهمة فعالة في ‪ 1896 Max Webber‬وماكس فيبر ‪Taylor‬االجتماع أمثال تيلور‬
‫هذا الموضوع‪ ،‬وفي خالل العقود الثالثة األولى من القرن ‪ 20‬تم تناول الرياضة كموضوع بحثي اهتم‬
‫بالدراسات االجتماعية الرياضية‪ ،‬ثم تناولت الجهود المشتركة للباحثين األمريكيين في سبيل إرساء أسس‬
‫كنيون لوي نظرية لعلم االجتماع الرياضي كمبحث فرعي لعلوم التربية البدنية والرياضية على أيدي‬
‫عام ‪ ،1965 Boul-loy.1975‬وبول لوي‪Kenyo-loy‬‬
‫‪ -8‬القضايا التي يبحث فيها علم االجتماع الرياضي‪:‬‬
‫دراسة العالقة بين الرياضة كظاهرة اجتماعية والرياضة كحقيقة تدخل في تركيب بناء المجتمع‬ ‫‪‬‬
‫من جميع النواحي االقتصادية والسياسية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬الدينية‪ ،‬أي دراسة الرياضة كنظام اجتماعي‬
‫ودراسة عالقتها بالنظم االجتماعية األخرى كالدولة‪ ،‬الدين‪ ،‬األسرة‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬المدرسة‪. ...‬‬
‫دراسة الرياضة وعالقتها بين المركب البنائي للمجتمع وأشكال التفاعل بين مؤسسات المجتمع‬ ‫‪‬‬
‫(األندية‪ ،‬مراكز الشباب‪ ،‬مؤسسات الرياضة)‪.‬‬
‫دراسة الرياضة وعالقتها بالعمليات األساسية كعالقة الرياضة بالنظام العام وقيم ومبادئ‬ ‫‪‬‬
‫المجتمع وكعالقتها بالتطبيع االجتماعي‪ ،‬وعالقتها باالنحراف والعنف في الوسط الرياضي‪.‬‬
‫دراسة عالقة الرياضة بالعلوم التطبيقية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة عالقة الرياضة باالنثروبولوجيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة عالقة الرياضة بالسياسة الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة عالقة الرياضة بالترويح وأوقات الفراغ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة الميكروسوسيولوجيا الرياضية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة السوسيومترية في الفريق الرياضي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة القياس االجتماعي للفريق الرياضي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة ديناميكية العالقة بين الجماعات الرياضية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة عالقات تماسك الجماعة الرياضية(الفريق الرياضي)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -9‬أهمية دراسة علم االجتماع الرياضي‪ :‬تكمن أهمية دراسة علم االجتماع الرياضي في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬يهتم علم االجتماع الرياضي بدراسة طرق تكوين بناء الجماعات والفرق الرياضية‪ ،‬وديناميكيات‬
‫تلك الجماعات والعوامل التي تؤدي إلى تماسكها‪.‬‬
‫‪ .2‬يهتم بدراسة التغيرات التي تطرأ على الجماعات الرياضية وتقبل هذه التغيرات واستجابتها او‬
‫رفضها ومقاومتها‪.‬‬
‫‪ .3‬يؤكد على االتصال االجتماعي بين األفراد الممارسين لألنشطة الرياضية المختلفة‪.‬‬
‫‪ .4‬يركز على التفاعل االجتماعي والنفسي للمتنافسين الممارسين لألنشطة البدنية والرياضية‪.‬‬
‫‪ .5‬فهم واقع الفرق الرياضية ودراسة العالقات االجتماعية بين الالعبين خالل مواقف اللعب لألنشطة‬
‫الرياضية المختلفة (مهاجم‪ ،‬مدافع‪.)...‬‬
‫‪ -10 :‬خصائص علم االجتماع الرياضي‬
‫أ‪ -‬علم االجتماع الرياضي يؤكد على االتصال االجتماعي بين األفراد الممارسين لألنشطة الرياضية‬
‫المختلفة حيث ان الفرد يتأثر ويؤثر فيما يزاوله من نشاط فردى أو جماعي‪.‬‬
‫ب‪ -‬علم االجتماع الرياضي يركز على التفاعل االجتماعي والنفسي للمتنافس والممارس فهناك كثير من‬
‫السمات النفسية كالصراع والتنافس واالنتماء والقيم ‪.‬نراها فيه‬
‫ت‪ -‬هناك اتصال وثيق بين علم النفس الرياضي وعلم االجتماع الرياضي حيث ان اإلنسان ال يمكن‬
‫فصلة عن مجتمعة الرياضي ‪.‬‬
‫ث‪ -‬يركز على دراسة العالقات بين الالعبين خالل مواقف اللعب بأنواعها(هجوم‪-‬دفاع‪-‬أنشطة فردية‪-‬‬
‫أنشطة جماعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬علم االجتماع الرياضي يتأثر بثقافة المجتمع ونظمه ومفاهيمه وقوانينه ‪.‬‬

You might also like