You are on page 1of 50

‫المجتمع الريفي‬

‫‪Rural Sociology‬‬

‫مدرس المادة‬

‫ا‪.‬م‪ .‬احمد صكر عبداهلل‬


‫مفهوم علم االجتماع‬
‫علم االجتماع‬
‫فروع علم االجتماع‬
‫فوائد دراسة علم االجتماع‬

‫مفهوم علم االجتماع ‪Sociology Science‬‬

‫يعد علم االجتماع أحد العلوم االجتماعية التي تعنى بدراسة السلوك اإلنساني ‪ ،‬ويختص بدراسة الظواهر‬
‫والعالق ات االجتماعي ة ال تي توج د بين األف راد والمجموع ات ال تي ينتم ون إليه ا وبين المجموع ات بعض ها‬
‫البعض‪.‬‬

‫في اللغ ة اإلنكليزي ة علم االجتم اع ‪ ،‬وه ذا المص طلح يتك ون من مقطعين هم ا ‪ Sociology‬تع ني كلم ة‬
‫مجتمع ‪ Socio‬و تعني علم ‪logy‬‬

‫إي إن المقطعين معا أو الكلمة الواحدة بعد تركيبها تعني علم المجتمع ‪ ،‬علم المجتمع هو العلم الذي يختص‬
‫بكل ما يتعلق باإلنسان من الناحية االجتماعية وكل ما يتعلق بالمجتمع من الناحية اإلنسانية ‪ ،‬ويتناول علم‬
‫االجتم اع في دراس ته وتحليل ه للمجموع ات المختلف ة ال تي تنش ا عن التجم ع والتعاش ر اإلنس اني في ع دد من‬
‫النواحي من الظواهر االجتماعية ‪ ،‬فهو يقوم بدراسة وتحليل العالقات االجتماعية لألفراد والمجموعات التي‬
‫ينتمون إليها ‪ ،‬كما يعنى بدراسة هذه المجموعات والمجتمعات وتركيبها أو خصائصها من جهة وتطورها‬
‫ووظائفه ا االجتماعي ة من جه ة أخ رى مس تخدما األس لوب العلمي للبحث ‪ .‬وهن اك ع دد من التع اريف لعلم‬
‫االجتماع وفيما يأتي استعراض لبعضها‪:‬‬

‫* عرفه كل من لستروارد وهنري جيدنجز‪ :‬أنه العلم الذي يدرس المجتمع ‪.‬‬

‫* عرفه أدواردروس‪ :‬أنه العلم الذي يدرس الظواهر االجتماعية ‪.‬‬

‫* عرفه روبرت ماكيفير‪ :‬أنه العلم الذي يتناول دراسة العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫* عرفه فيرتشيلد‪ :‬أنه العلم الذي يدرس اإلنسان وبيئته في عالقتهما وتأثيرهما ببعض‪.‬‬

‫مم ا تق دم يمكن تعري ف علم االجتم اع أن ه ‪ :‬أح د العل وم االجتماعي ة وه و عب ارة عن مجموع ة المعلوم ات‬
‫المنطقية المنظمة التي يتوصل إليها العلماء االجتماعيين عند دراسة وتحليل العالقات والظواهر االجتماعية‬
‫التي توج د بين األفراد والمجموعات التي ينتمون إليها وبين المجوع ات في مختلف صورها ‪ ،‬وذل ك على‬
‫أساس البحث العلمي المنظم‪.‬‬

‫فروع علم االجتماع‬

‫هن اك ف روع متع ددة ومتنوع ة لعلم االجتم اع ي درس من خالله ا الظ واهر االجتماعي ة ومن أهم ف روع علم‬
‫االجتماع‪:‬‬

‫‪ .1‬المورفولوجيا االجتماعية‪ :‬تهتم بدراسة البنيان االجتماعي وتركيبه وطبقاته وقيام المدن وتخطيطها‪.‬‬

‫‪ .٢‬ال‪++‬ديموجرافيا االجتماعي‪++‬ة‪ :‬تهتم بدراس ة الس كان من الناحي ة الثابت ة والمتغ يرة ‪ ،‬والظ واهر الس كانية‬
‫بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ .3‬علم االجتماع االقتصادي‪ :‬يهتم بدراسة النظم االقتصادية والظواهر المرتبطة بها في المجتمع ‪.‬‬

‫‪ .4‬علم االجتماع األسري‪ :‬يهتم بدراسة النظم االسرية والظواهر المرتبطة بها في المجتمع‪.‬‬

‫‪ .5‬علم االجتماع الديني‪ :‬يهتم بدراسة النظم الدينية والظواهر المرتبطة بها في المجتمع ‪.‬‬

‫‪ .6‬علم االجتماع التربوي‪ :‬يهتم بدراسة النظم التربوية والتعليمية والظواهر المرتبطة بها ‪.‬‬

‫‪ .7‬علم االجتماع األخالقي‪ :‬يهتم بدراسة النظم األخالقية وظواهرها وأثارها‪.‬‬

‫‪ .8‬علم االجتماع الجمالي ‪ :‬يهتم بدراسة النظم الجمالية والتنسيقية وظواهرها واثارها في المجتمع ‪.‬‬

‫‪ .9‬علم االجتماع الصناعي‪ :‬يهتم بدراسة مشكالت التصنيع والعمالة في التجمعات الصناعية ‪.‬‬

‫‪ .10‬علم االجتماع السياسي ‪ :‬يهتم بدراسة النظم السياسية والسلطة وبناء القوة والظواهر المتصلة به‬
‫في المجتمع ‪.‬‬

‫‪ .۱۱‬علم اجتم‪++‬اع التنمي‪++‬ة ‪ :‬يهتم بدراس ة العوام ل الم ؤثرة في نم و وتق دم المجتمع ات ومعوق ات التنمي ة‬
‫ونظرياتها والظواهر المرتبطة بها ‪.‬‬

‫‪ .۱۲‬علم اجتم ‪++‬اع االدارة ‪ :‬يهتم بدراس ة النظم والتنظيم ات االداري ة وعالق ة الرؤس اء بالمرؤوس ين‬
‫والعكس والظواهر المتعلقة بها في التنظيم ‪.‬‬
‫‪ .۱3‬علم اجتماع الثقافة ‪ :‬يهتم بدراسة انتشار الثقافة وعوامل التخلف الثقافي والصراعات الثقافية‬

‫‪ .14‬علم االجتم‪++ +‬اع الحض‪++ +‬ري ‪ :‬يهتم بدراس ة المن اطق الحض رية ونموه ا وتطوره ا ومش كالتها ‪.‬‬
‫‪ .15‬علم االجتماع الريفي ‪ :‬هو موضوع دراستنا وسنتعرض لذلك بالتفصيل ‪.‬‬

‫فوائد دراسة علم االجتماع‬

‫لهذا العلم فوائد جمة على كل من الفرد والمجموعة والمجتمع ويمكن تلخيص الفوائد باألتي ‪:‬‬

‫‪ .1‬يساعد علم االجتماع على دراسة أجزاء المجتمع ووظيفتها وموارده الحيوية والطبيعة واالقتصادية‬
‫وعناصر حضارته السائدة ‪ ،‬وبين األسباب التي دعت إلى تكوينها وتطورها من وقت آلخر ومقارنتها‬
‫في مجتمعات مختلفة حتى يتعرف عليها األفراد والجماعات ‪.‬‬

‫‪ .2‬تفيد دراسة علم االجتماع الفرد في أن يفهم حقيقة نفسه وحدود تصرفاته ومداها مع اآلخرين كما‬
‫تعرفه سلوك اآلخرين نحوه ‪.‬‬

‫‪ .3‬تمكن دراسة ه ذا العلم من أن يعمم النتائج والقوانين التي تجمعت لديه على ح االت أخرى مماثل ة‬
‫لدراستها ‪ ،‬كما يمكنه التنبؤ باتجاه وطبيعة بعض المشاكل أو الظواهر االجتماعية على درجة احتمال‬
‫معينة ‪.‬‬

‫‪ .4‬تمكن الب احث من دراس ة بعض المش اكل االجتماعي ة في الحي اة وال تي تس اعد دراس تها على ح ل‬
‫بعض المشكالت الكبرى االجتماعية التي توجد في بعض المجتمعات ‪.‬‬

‫‪ .5‬يتعلم الف رد كي ف يتعام ل م ع غ يره من األف راد والمجموع ات والمجتمع ات بعض ها م ع بعض ‪،‬‬
‫ويساعد في هذا الشأن االلمام بنواحي ديناميكية الجماعة وتنظيم المجتمع والعمل االجتماعي‪.‬‬

‫مفهوم علم االجتماع الريفي ‪Concept of rural sociology‬‬


‫عرف ساندرس علم االجتماع الريفي‪ :‬أن ه علم الحي اة في البيئ ة الريفي ة ‪ ،‬ويتض من ذل ك الوص ف ال دقيق‬
‫للتجمع ات البش رية والعالق ات المختلف ة لتل ك التجمع ات والعوام ل الم ؤثرة في عم ل وتق دم ووظيفي ة ه ذه‬
‫المجتمع ات الريفي ة‪ .‬كم ا عرف ه ت ايلر‪ :‬أن ه العلم ال ذي ي درس الس كان ال ريفين ‪ ،‬إذ تتطلب أي دراس ة علمي ة‬
‫للحياة الريفية استعمال الطرائق نفسها والنظريات التي تستعمل في الدراسات االجتماعية ‪ ،‬أي أن الدراسة‬
‫تقوم حسب القواعد العلمية التي يستمدها الباحث من علم االجتماع العام ‪.‬‬
‫المجتمعات الريفي الفرق بين علم االجتماع العام واالجتماع الريفي‬
‫يتناول علم االجتم اع العام دراسة كاف ة الظواهر االجتماعية بصفة عامة بغض النظ ر عن كونها ريفيه أو‬
‫حضرية ‪ ،‬كما أنه ال يس تهدف من وراء دراساته الوصول بالضرورة إلى حلول لمشاكل معين ة ‪ .‬أما علم‬
‫اإلجتماع الريفي فأنه يقوم بما يقوم به علم االجتماع العام من الدراسات ولكن بالنسبة للظواهر االجتماعية‬
‫الريفي ة ‪ ،‬فض ال عن أن ه يق وم بدراس ة المش اكل االجتماعي ة القائم ة فعال به دف الوص ول إلى الحق ائق ال تي‬
‫يهتدي بها في وضع الحلول السليمة لها ‪.‬‬

‫مجاالت علم االجتماع الريفي ‪Field of Rural Sociology‬‬


‫مج االت علم االجتم اع ال ريفي إن ه ذا العلم في محاولت ه دراس ة الظ واهر والمش كالت االجتماعي ة في‬
‫المجتمعات الريفية لتحسين مستوى معيشة أهلها يتضمن عدة نواحي رئيسة يمكن أن بعد كل منها مبحث‬
‫مس تقل عن غ يره له ذا العلم ال ذي يطب ق في دراس اته طرائ ق البحث العلمي الحديث ة ‪ ،‬ويمكن تقس يم علم‬
‫االجتماع الريفي إلى المباحث الرئيسة اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .1‬دراسة البيئة االجتماعية الريفية‬
‫يتض من ذل ك التع رف على طبيع ة العالق ات االجتماعي ة ال تي تح دث بين األف راد والجماع ات وبين‬
‫الجماع ات وبعض ها البعض ‪ ،‬وعلى الثقاف ة الس ائدة بالمن اطق الريفي ة من حيث خصائص ها وعناص رها‬
‫ومركباتها وغير ذلك من المواضيع المتصلة ‪ ،‬وعلى التغير االجتماعي الذي يحدث بالمجتمعات الريفي ة‬
‫من وقت إلى آخر‪.‬‬

‫‪ .۲‬دراسة السكان الريفين‬


‫يشمل هذا المبحث دراسة السكان من ناحيتين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الناحي ة الثابت ة ‪ :‬أي دراس ة خصائص هم الثابت ة من حيث ع ددهم وت وزيعهم على المن اطق المختلف ة‬
‫الحضرية والريفية ‪ ،‬وعلى فئات العمر المختلفة وعلى المهن أو الحرف المختلفة وفئات الدخل واألديان‬
‫والحالة االجتماعية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الناحي ة المتغ يرة ‪ :‬أي تغ ير ع ددهم من وقت الس اخر أو من مك ان إلى مك ان ‪ ،‬ويتض من ذل ك انتق ال‬
‫الس كان والهج رة وأنواعه ا وحجمه ا والعوام ل ال تي تعيقه ا أو تش جعها ‪ ،‬وقربه ا إلى المن اطق األص ل‬
‫والمناطق الجديدة التي يه اجر إليه ا األفراد وصفات األفراد المهاجرين من وإ لى المناطق الريفي ة وطريق ة‬
‫تأقلمهم في المناطق الجديدة التي يهاجرون إليها وغير ذلك من المواضيع المتصلة‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة النظم والمؤسسات االجتماعية‬
‫يهتم بالنظم والمؤسسات الموجودة في الريف مثل النظام االسري والنظم االقتصادية السائدة به وما يتصل‬
‫به ا من مش اكل اقتص ادية واجتماعي ة والنظ ام التعليمي والنظ ام ال ديني والنظ ام ال ترفيهي والنظ ام الحك ومي‬
‫وغيره ا من النظم ال تي توج د في المجتمع ات الريفي ة ‪ ،‬وت درس ع ادة ه ذه النظم من ناحي ة تركيبه ا‬
‫وخصائصها كما تد ا تدرس من ناحية وظيفتها وأهمية الدور الذي تؤديه في المجتمع الريفي ‪ ،‬بمعنى آخر‬
‫يدرس المجتمع الريفي دراسة شاملة من حيث تركيبه االجتماعي ووظائفه االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ .4‬دراسة األسرة الريفية‬
‫ذل ك من جمي ع الن واحي من حيث تركيبه ا وص فاتها وأنواعه ا وعالق ة األف راد ببعض هم ‪ ،‬والتق ارب بين‬
‫الزوجين والسعادة الزوجية والعوامل المؤثرة فيها إلى غير ذلك من المسائل التي ترتبط بموضوع األسرة‬
‫ومشاكلها االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .5‬تنمية المجتمع وتنظيمه‬
‫يتض من ذل ك التع رف على طريق ة االنتف اع ب الموارد الطبيعي ة والمادي ة واالجتماعي ة ب المجتمع للنه وض ب ه‬
‫ورفع مستوى معيشة كافة أفراده ‪ ،‬ويتم هذا غالبا في اطار محدد وخطوات منظمة بواسطة األهالي أنفسهم‬
‫م ع اش راك وتع اون البيئ ات والمؤسس ات المختلف ة ب المجتمع عن د وض ع وتنفي ذ ال برامج ال تي توض ع له ذا‬
‫الغرض ‪.‬‬
‫‪ .6‬االرشاد الزراعي‬
‫يش مل دراس ة انتش ار األفك ار واألس اليب الجدي دة بين أف راد المجتمع ات الريفي ة من حيث عملي ة االنتش ار‬
‫ومراحله ا والطرائ ق والوس ائل المتبع ة في االرش اد والعقب ات ال تي تواج ه المرش دين وأنجح الوس ائل ال تي‬
‫يمكن اتباعها للتغلب على ذلك ‪ .‬كما يتضمن هذا الموضوع القيادة المحلية والدور الذي تؤديه في االرشاد‬
‫وغير ذلك من المواضيع المتعلقة بهذه الناحية العلمية ‪.‬‬
‫عالقة علم االجتماع الريفي بالعلوم اإلخرى‬
‫أوال‪ -‬علم االجتماع الريفي وعلم االجتماع الحضري‬
‫إن المجتمعين الريفي والحضري متناقضان من حيث شكل البناء االجتماعي والنظم االجتماعية والعادات‬
‫والتقاليد والحياة االقتصادية والدراسية والدينية ‪ ،‬وغير هذا فإن هذا التناقض بينهما ال يعني انفصاال ‪ ،‬بل‬
‫عل العكس فإن تناقضهما هذا يفيدهما معا إذ يستفيد كل منهما بما يصل إليه اآلخر من معلومات فضال عن‬
‫أن ص ورة أي منهم ا ال تب دو واض حة تمام ا إال بوض عها بج انب اآلخ ر ومقارنته ا به ا ‪ ،‬ف إذا ك ان علم‬
‫االجتم اع ال ريفي يهتم أساس ا ب المجتمع الق روي البس يط في تركيب ه المعق د في عالقات ه ‪ ،‬ف ان علم االجتم اع‬
‫الحضري يهتم بالحياة المدينة والمجتمع المتحضر المعقد في تركيبه وبنياته االجتماعي المتشابك في عالقته‬
‫‪ .‬إن المجتمعين مت داخالن في بعض هما لح د كب ير ‪ ،‬ورس م الح دود بدق ة ليس من األم ور الس هلة وعلى ه ذا‬
‫األساس فكما يتداخل المجتمعان تتداخل أعمال المهتمين بهما أساسا بحيث ينتهي األمر بالضرورة بنوع من‬
‫االلتق اء والتع اون األكي د بينهم ا ‪ ،‬ف إذا ك ان علم االجتم اع ال ريفي في دراس ته لمجتم ع القري ة أض طر إلى‬
‫الزح ف إلى المن اطق المج اورة ( النص ف ريفي ة ) ص احبة الت أثير على حي اة الري ف ف إن علم االجتم اع‬
‫الحضري بدأ زحفه أيضا على المجتمعات الريفية لیری مدى تأثير الحياة والتيارات المدينة في حياة الريف‬
‫‪ ،‬لذا إن كال منهما يزحف اتجاه األخر حتى يصالن في النهاية إلى نقطة التقاء ‪ ،‬وهو أمر واضح ومؤكد‬
‫في دراسات المتخصصين في الفرعين في كثير من الدول المتطورة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬علم االجتماع الريفي واالرشاد الزراعي‬
‫يمكن تلخيص االرتباط والعالقة بين االرشاد واالجتماع الريفي باألتي‪:‬‬
‫‪ .1‬تعين الظ واهر االجتماعي ة ال تي هي حص يلة علم االجتم اع ال ريفي ‪ ،‬المرش د ال زراعي على أداء عمل ه‬
‫االرش ادي من حيث التع رف على طبيع ة الجمه ور واختي ار ال برامج والطرائ ق االرش ادية المناس بة وه ذا‬
‫يستوجب على العاملين باإلرشاد الزراعي دراسة مقررات علم االجتماع الريفي ‪.‬‬
‫‪ .۲‬ي ؤدي االرش اد ال زراعي إلى إح داث تع ديالت جوهري ة في كث ير من الظ واهر االجتماعي ة واألنم اط‬
‫السلوكية ومن ثم إلى تغيرات أساسية في ثقافة المجتمع ‪.‬‬
‫‪ .3‬يؤدي االرشاد الزراعي بأحداثه لهذه التغيرات السلوكية إلى نتائج اقتصادية واجتماعية تستلزم االلمام‬
‫بمبادئ قياس الظواهر والتغيرات االجتماعية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬علم االقتصاد وعلم االجتماع الريفي‬
‫من الواضح أن السلوك االقتصادي ألفراد أي جماعة يؤثر في النهاية على شكل الحياة كلها ‪ ،‬كما يوجد‬
‫تداخل وثيق بين الجوانب االقتصادية واالجتماعية كثير ما يصعب فصلها ‪ .‬إن البناء االقتصادي للمجتمع‬
‫إذا م ا تمت دراس ته بدق ة وبش كل علمي ب التعرف على ش كل التوزي ع لل ثروة بين أف راد المجتم ع وعالقتهم‬
‫ببعض بناء هذا الشكل من التوزيع يمكن أن تساهم دراسته بشكل فعال في دراسة جوانب اجتماعية اخرى‬
‫في الريف مثل التركيب الطبقي االجتماعي والعمليات االجتماعية االخرى‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬علم االجتماع الريفي وعلم السكان‬
‫أما عن صلة االجتماع الريفي بعلم السكان فهي الشك صلة قوية واضحة فإذا كان علم السكان هو ذلك‬
‫العلم ال ذي يبحث في الس كان من حيث ت ركيبهم وتحليلهم ‪ ،‬وال ذي من خالل دراس ته نس تطيع أن نق ف على‬
‫فئات النوع والسن ومتوسطات األعمار وكذلك توزيعهم ونشاطهم فضال عن تقديم االحصاءات المختلفة عن‬
‫تعداد السكان والكثافة السكانية في المناطق المختلفة ‪ ،‬وكذلك مقارنة هذه التعدادات والكثافات حتى يمكن أن‬
‫تع د الع دة لم ا تتطلب ه ه ذه الزي ادة الس كانية في المس تقبل الق ريب والبعي د على الس واء ‪ ،‬فض ال عن دراس ته‬
‫للحرك ة والثب ات والتنق ل واالس تقرار أو الهج رة والالهج رة الس كانية وأس بابها ونتائجه ا وم ا يتع رض ل ه‬
‫المجتمع من جراء هذه الحركة االجتماعية ‪ ،‬وإ ذا كان يتعرض في دراسته كذلك إلى مثل الطالق والمواليد‬
‫وما شابه ذلك وتعلق به ‪ ،‬فإن كل هذا ال يجعل من علم السكان مجرد علم مفيد معاون لعلم االجتماع وعلم‬
‫االجتماع الريفي فقط ‪ ،‬بل يمكن القول أنه قد يتداخل معا في بعض األمور السيما تلك التي تتعلق باألسرة‬
‫وال زواج والطالق وأن ك ان الف رق بين العلمين يب دو في معالج ة علم الس كان له ا احص ائيا وتن اول علم‬
‫االجتماع واالجتماع الريفي لها اجتماعيا ‪.‬‬
‫المفاهيم األساسية في دراسة علم االجتماع الريفي‬
‫اوال‪ -‬الثقافة‬
‫الخصائص العامة للثقافة‬
‫مكونات الثقافة‬

‫المفاهيم األساسية في دراسة علم االجتماع الريفي‬


‫أوال‪ -‬الثقافة‬
‫يمكن القول أن الثقافة نتاج التفاعل بين اإلنسان الفرد ومجتمعه إذ يمثل الفرد ثقافة مجتمعه الذي نشأ‬
‫في ه ويعيش وتنم و شخص يته نم وا متس قا ومتوافق ا م ع متطلب ات ذل ك المجتم ع ‪ ،‬وأن تعري ف الثقاف ة ه و‬
‫ذل ك الم ركب الكلي ال ذي يش مل على المعرف ة والمعتق دات والفن واألدب واألخالق والق انون والع رف‬
‫والتقاليد والقدرات والعادات األخرى التي يكتسبها اإلنسان بوصفه عضوا في المجتمع ‪ ،‬وأن اإلنسان‬
‫يكتسب الكثير من هذه المحتويات الثقافية خالل مروره بعمليتي التربية والتنشئة االجتماعية ‪ ،‬وبواسطة‬
‫هذه العمليات يتم نقل ثقافة المجتمع من جيل إلى جيل ‪ ،‬وتتضمن الثقافة جانبان هما ‪:‬‬

‫‪ .1‬الج‪++++‬انب الم‪++++‬ادي ‪ :‬المتمث ل في االبتك ارات واالختراع ات والفن ون ووس ائل النق ل واإلنت اج‬
‫والمواصالت وأدوات المعيشة المختلفة ‪.‬‬

‫‪ .2‬الجانب المعنوي ‪ :‬الذي يشمل القيم واألخالق والدين والعرف والتقاليد واألدب والروحانيات على‬
‫اختالف أنواعه ا ‪ ،‬ومن المؤك د أن اإلنس ان في حاج ة إلى كال الن وعين من الثقاف ة مع ا ح تى يتمكن أن‬
‫يتحول من كائن حیواني إلى كائن إنساني مجتمعي حضاري ‪.‬‬

‫الخصائص العامة للثقافة‬

‫‪ .1‬إنه ا تح دد أس لوب حي اة المجتم ع وأس لوب مواجه ة المش كالت االجتماعي ة واس تغالل االمكاني ات‬
‫المادية ‪ ،‬ألنها مجموعة من الخبرات التي صنعها اإلنسان ‪.‬‬

‫‪ .٢‬إنها تنظم حياة األفراد في المجتمع واشباع حاجاتهم المتنوعة ‪.‬‬

‫‪ .3‬اللغ ة وس يلتها الهام ة وك ل ثقاف ة ألي مجتم ع تميزه ا اللغ ة الس ائدة في ه ذا المجتم ع وهي ال تي تق وم‬
‫بنقل الخبرات من جيل إلى جيل ‪.‬‬

‫‪ .4‬الثقافة متغيرة فهي تنتقل من جيل إلى جيل فتكتسب خبرات جديدة ويزيد من محصولها اللغوي ‪.‬‬
‫‪ . 5‬التنشئة االجتماعية وهي أنسب األساليب المتبعة الكتساب الفرد الجديد ثقافة المجتمع عن طريق‬
‫التعليم والتعلم والمعيشة والتعامل واللغة والعادات والتقاليد ‪.‬‬

‫اما الثقافة الريفية ‪Rural Culture‬‬

‫أم ا الثقاف ة الريفي ة هي ذل ك الم ركب ال ذي يش مل على المعرف ة والمعتق دات والفن واألدب واألخالق‬
‫والق انون والع رف والتقالي د والع ادات األخ رى ال تي يكتس بها اإلنس ان بوص فه عض وا في مجتم ع ق روي‬
‫( ريفي ) يتم يز بقي ام غالبي ة س كانه بمهن ة الزراع ة وم ا يتعل ق به ا من ش ؤن وأعم ال ‪ ،‬ويس نه أن اس‬
‫يعرفون بعضهم البعض في الغالب وعالقاتهم فيما بينهم عالقات مباشرة ويمتازون بالبساطة ‪.‬‬
‫مكونات الثقافة‬
‫‪ .1‬القيم والمعايير‬
‫‪ :‬القيم ‪Values‬‬
‫هي تلك المستويات العامة أو تلك المبادئ العامة أو القواعد العامة التي تحدد الطرائق المناسبة لألفراد‬
‫في المواق ف االجتماعي ة المختلف ة ‪ .‬كم ا يمكن أن تع رف على أنه ا يمكن أن تك ون معب ودات ديني ة في‬
‫بعض الجماعات البشرية أو يمكن أن تكون أهداف سياسية عليا أو قد تكون قيما عليا متمثلة في المال‬
‫والبعض اآلخ ر تتمث ل في الفض ائل األخالقي ة والبعض الث الث تتمث ل في المع ارف العلمي ة والراب ع في‬
‫اآلث ار الفني ة والخ امس في الص حة أو الش رف ‪ ...‬الخ ‪ ،‬وهك ذا تك ون القيم عام ل ذي أهمي ة ك برى في‬
‫سلوك الفرد القيم في المجتمع الريفي‪.‬‬

‫‪ .1‬التضامن العائلي ‪.‬‬

‫‪ .۲‬االرتباط بالبيت ‪.‬‬

‫‪ .3‬الزواج المبكر ‪.‬‬

‫‪ .4‬ارتفاع معدل المواليد ‪.‬‬

‫‪ . 5‬تحكم كبار السن ‪.‬‬

‫‪ .6‬انخفاض أو غياب التخصص ‪.‬‬

‫اما المعايير ‪Norms‬‬


‫فهي القواعد التي تحدد ماذا يجب على الفرد ‪ ،‬وتحدد أيضا ما ال يجب على الفرد أن يفكر فيه أو يفعله‬
‫أو يقوله في المواقف االجتماعية المختلفة ‪ ،‬وتتميز المعايير باألتي ‪:‬‬

‫‪ .1‬تبثق من الجماعة خالل ممارستها لوظائفها أو محاولتها تحقيق أهدافها ‪.‬‬

‫‪ .٢‬تنبثق من جيل إلى جيل عن طريق التعلم السيما خالل عمليات التنشئة االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ .3‬السلوك المتمثل للمعايير يتخذ طابعا ثابتا من خالل عمليتي الثواب والعقاب ‪.‬‬

‫‪ .4‬تصبح المعايير بمرور الزمن جزءا من الشخصية ‪.‬‬

‫‪ . 5‬تختل ف المع ايير بعض ها عن اآلخ ر في مبل غ أهميته ا ‪ ،‬وتق اس ه ذه األهمي ة بم دى ش دة العق اب‬
‫المقابل لالنحراف عنها ‪.‬‬

‫‪ . 6‬يمكن التعرف على المعايير ومبلغ أهميتها في المجتمع الحديث اليومي للناس السيما في اشارتهم‬
‫لما ينبغي أن يكون ‪.‬‬

‫‪ .7‬تعكس المعايير قيم المجتمع األساسية وثقافته ‪.‬‬

‫‪ .2‬العادات والتقاليد‬

‫الع‪++‬ادات ‪ :‬هي طرائ ق معين ة للس لوك في مواق ف مح ددة ال توج ه ب رد فع ل س لبي من الجماع ة مث ل‬
‫االستيقاظ المبكر والقيام بالعاب رياضية والذهاب إلى مقهى معين وارتداء نمط معين من الثياب ‪ ،‬وال‬
‫يتبع مخالفة العادات ج زاءات س لبية على الرغم من أن الس لوك المتط ابق م ع العادات ينال التق دير من‬
‫الجماعه دائما ‪ ،‬وهناك نوعين من العادات هي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬العادات الفردية ‪ :‬مثل عادات األكل واستعمال العطور واالستيقاظ المبكر من النوم ‪.‬‬

‫ب الع ادات االجتماعي ة ‪ :‬هي ال تي تظه ر ب المجتمع نتيج ة لتفاع ل أف راده وجماعات ه ‪ ،‬ومن أمثلته ا ‪:‬‬
‫التحي ة وطرائ ق المحادث ة وآداب المائ دة والمجامل ة في المناس بات المختلف ة وطرائ ق الخطب ة وال زواج‬
‫وأساليب التنشئة وتربية الصغار ‪ ،‬وترجع أهمية العادات االجتماعية إلى أنها تمثل الدعائم األولى التي‬
‫يق وم عليه ا ال تراث الثق افي في ك ل بيئ ة اجتماعي ة ‪ .‬كم ا أنه ا تع د الق وى الموجه ة ألعم ال األف راد‬
‫وحياتهم ‪ ،‬ولكل مجتمع ومنها المجتمع الريفي عاداته المميزة عن غيره من المجتمعات ‪.‬‬
‫التقاليد ‪ :‬تشير المصطلحات " تقاليد وتقليد وتقليدي " إلى القدم ومضى الزمن ‪ ،‬وإ ذا اتصف سلوك ما‬
‫أن ه تقلي دي أي أن مزاولت ه دامت حقب ة طويل ة ‪ ،‬أي أن التقالي د ‪ :‬هي طرائ ق معين ة من الس لوك ال تي‬
‫تربطه ا الجماع ة بقيم مح ددة وتس تدعي مخالفته ا ج زاءات س لبية ‪ ،‬ومن التقالي د الش ائعة في الري ف‬
‫مساعدة العاجز واحترام كبار السن ومراعاة األصول في التعامل والذوق مع اآلخرين والكرم وحسن‬
‫الضيافة الغرباء عن القرية وتقديس رجال الدين ‪.‬‬

‫‪ .3‬المعتقدات‬

‫هي الوس ائل ال تي تلج أ إليه ا الجماع ات لمس اندة تقالي دها وم ا تتض منه ه ذه التقالي د من قيم تع تز به ا ‪،‬‬
‫والمعتقدات الشعبية تساعد األفراد على الوصول إلى الوسائل الفعالة التي تعينهم على التحكم في البيئة‬
‫والتصرف في مصائرهم واالستعداد لمواجهة بعض األحداث الطارئة‪. .‬‬

‫يمكن القول أن مالمح الثقافة الريفية تتسم بالعالقات الشخصية الوثيقة والعميقة واعتمادها على أدوات‬
‫الضبط االجتماعي غير الرسمي الذي يتمثل في العادات والتقاليد والعرف والسلوك الجمعي والمعتقدات‬
‫التي ترجع إلى األصول الدينية والتراث المتوارث عن األجداد واألباء ‪ ،‬ويقوم الريفي بجميع نواحي‬
‫عمله من زرع واري وحصاد وتسويق ‪ ،‬كما يقوم بصناعة مالبسه وصناعة الخبز والزبدة ‪ ،‬أي يكون‬
‫مكتفي ا ذاتي ا ‪ .‬ك ذلك هن اك س مة يتس م به ا المجتم ع ال ريفي تتض ح من نظرتن ا إلى طريق ة المعيش ة في‬
‫أدوات الزراعة والري والحصاد التي تدلنا على مدى بطئ التغير في الريف ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التنشئة االجتماعية‬

‫أهداف التنشئة االجتماعية‬


‫ثالثا‪ -‬الضبط االجتماعي‬

‫أساليب ووسائل الضبط االجتماعي‬

‫ثانيا‪ -‬التنشئة االجتماعية‬

‫هي العمليات التي يصبح بها الفرد واعيا ومستجيبا للمؤثرات االجتماعية وما تشمل عليه هذه المؤثرات‬
‫من ض غوط وم ا تفرض ه من واجب ات على الف رد ح تى يتعلم كي ف يعيش م ع اآلخ رين ويس لك معهم‬
‫مس لكهم في الحي اة ‪ ،‬وهي في معناه ا الخ اص نت اج العملي ات ال تي يتح ول به ا الف رد من مج رد ك ائن‬
‫عض وي إلى ش خص اجتم اعي ‪ ،‬وتص ل تل ك التنش ئة إلى اقص اها في الطفول ة لكنه ا ال تق ف عن دها ب ل‬
‫تمت د بامت داد الحي اة وخالل مراحله ا المتعاقب ة ‪ ،‬إذ تنتق ل من خالله ا ثقاف ة المجتم ع ولغات ه ومعتقدات ه‬
‫وتقاليده وقيمه وقوانينه ‪ ،‬ومن المفاهيم التي تدل على التنشئة االجتماعية هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬التثق ف ‪ :‬ب دل على العملي ات ال تي يتعلم به ا الطف ل األنم اط الس لوكية ال تي تم يز ثقاف ة مجتمع ه عن‬
‫ثقافة المجتمعات األخرى‪.‬‬

‫‪ .۲‬االن دماج االجتم اعي ‪ :‬ي دل على احت واء الش خص ألفك ار وممارس ات ومع ايير وقيم المجتم ع ال ذي‬
‫يعيش في اطاره‪.‬‬

‫أهداف التنشئة االجتماعية‬

‫‪ .1‬تلقين الفرد القواعد االجتماعية األساسية للجماعة التي يعيش فيها ‪.‬‬

‫‪ .۲‬غرس الطموح لدى األفراد كالرغبة في أن تكون أباء أو أمهات مثاليين ‪.‬‬

‫‪ .3‬تعليم األدوار االجتماعي ة لألف راد وم ا يتب ع ذل ك من اتجاه ات مث ل القي ام ب دور األب أو األم أو‬
‫المدرس أو الطبيب ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫‪ .4‬تعليم المهارات االجتماعية التي تعد اإلنسان ليكون مواطنا صالحا في مجتمعه ويمارس عند كبره‬
‫نشاط الكبار‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الضبط االجتماعي‬


‫هو الرقابة التي تفرضها النظم والمنظمات في المجتمع على أفرادها ومحاولة ضبط سلوكهم على وفق‬
‫األسس التي يضعها المجتمع ويتوقع من أفراده االلتزام بها ‪ ،‬أي هي األدوات والوسائل التي بحاول بها‬
‫المجتمع ضبط سلوك أفراده – منعا النحرافهم حتى تستطيع الجماعة الوصول إلى أهدافها محافظة على‬
‫وحدتها ‪.‬‬

‫أساليب ووسائل الضبط االجتماعي‬

‫‪ .1‬الضمير ‪ :‬هو القوة الداخلية التي يمتلكها األفراد التي تمنعهم من االنحراف عن المتعارف عليه في‬
‫المجتمع ‪ ،‬والضمير هو نتيجة تراكمات دينية وثقافية لهوالء األفراد ‪.‬‬

‫‪ .2‬األسرة ‪ :‬األسرة بكل تكوينها وأشكالها لها سلطات ضبط على سلوك أفرادها مثل تحكم األخ األكبر‬
‫في أخوته الصغار أو تحكم أفراد العائلة الذكور في اإلناث أمام أي انحراف يمس كيان األسرة ‪.‬‬

‫‪ .3‬الجماعة ‪ :‬تتمثل سلطات ضبطها عندما تحاول فرض قواعد سلوك بعينها على األفراد فيها وتعاقب‬
‫من يتعداها ‪ ،‬فقد تعزل الجماعة فرد الستهجان سلوكه بطرائق سلبية أو إيجابية بالوقوف ضده صراحة‬
‫أو ضمنا ‪.‬‬

‫‪ .4‬الحكومة أو السلطات ‪ :‬هي عامل الضبط الرسمي والقوي في العصر الحديث ويتمثل في المنظمات‬
‫الحكومية ورجالها كرجال الشرطة والقضاء والمحاكم والمشايخ بالقرية ‪.‬‬

‫‪ . 5‬تعاليم الدين ورجاله ‪ :‬يمثلون عامال هاما من عوامل ضبط السلوك وتوجيهه السيما في المجتمعات‬
‫التي مازالت متمسكة بتعاليم الدين‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬التكيف االجتماعي‬


‫وسائل التكيف االجتماعي‬

‫خامسا‪ -‬التفاعل االجتماعي‬

‫مستويات التفاعل االجتماعي‬

‫مكونات التفاعل االجتماعي‬

‫رابعا‪ -‬التكيف االجتماعي‬

‫هي عملية تدريب الفرد على قبول التغيرات التي تطرأ على التنظيم االجتماعي الذي يفرضه المجتمع‬
‫ح تى تص بح عناص ره ج زءا من مقوم ات شخص ية الف رد ‪ ،‬وب ذلك يتح ول إلى عنص ر منس جم م ع ب اقي‬
‫أفراد المجتمع ‪.‬‬

‫وسائل التكيف االجتماعي‬

‫‪ .1‬التلقائية ‪ :‬كان تنتشر الفكرة الجديدة ببطء ‪ ،‬ويأخذ بها الناس بالتدريج وتنتشر انتشارا تلقائيا من‬
‫غير أي دافع خارجي ‪.‬‬

‫‪ .۲‬وس يلة االقن اع ‪ :‬بتغ ير أفك ار أص حاب األراء المخالف ة لتتف ق م ع األفك ار الجدي دة مث ل فك رة تحدي د‬
‫النس ل‪ .3 .‬وس يلة التراض ي ‪ :‬هي أن ي نزل كال الف ريقين عن ج زء من رأي ه ‪ ،‬وهن ا ت أتي فك رة " الح ل‬
‫الوسط " وكثيرا ما تلجأ إلى هذه الطريقة عندما يقوم الخالف بين العمال وأصحاب العمل ‪.‬‬

‫‪ .4‬التوفي ق والتس امح ‪ :‬غالب ا م ا يح دث أزاء مش كالت العم ال وأص حاب رؤوس األم وال ح تى يق وم‬
‫التعاون بينهما وتقضى على الخالفات ‪.‬‬

‫‪ .5‬وسيلة العنف ‪ :‬هي وسيلة القوة الرغام بعض الجماعات أو األفراد لقبول رأي معين أو نظام جديد‬
‫مثل تشريعات القوانين الصارمة ‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬التفاعل االجتماعي‬


‫يتع ذر ح دوث تفاع ل اجتم اعي دون ح دوث اتص ال ‪ ،‬وهي عملي ة تب ادل األفك ار والمش اعر ‪ ،‬ف إذا لم‬
‫تتوافر أس س االتص ال ال يمكن ح دوث تفاع ل ‪ ،‬وأن االتص ال أهم أس اليب التفاع ل االجتم اعي ‪ ،‬أي أن‬
‫وج ود المجتم ع ال يس تمر ب التوارث ولكن باالتص ال ‪ ،‬أو بمع نى أخ ر أن المجتم ع ه و الت وارث‬
‫واالتص ال ‪ ،‬وعن دما يتفاع ل شخص ان فإنهم ا يتب ادالن اش ارات ذات مع نى س واء ك ان ذل ك في ص ور‬
‫كلمات وألفاظ أو ابتسامات أو اشارات ويقوم كل منهما بتفسير هذه الرموز في ضوء مفاهيمه قبل أن‬
‫يستجيب لهذه االشارات ‪ ،‬أي أن كل شخص يقرأ هذه الرموز ويفهمها ثم يستجيب لها ‪ ،‬وخالل عملية‬
‫التفاعل االجتماعي يكيف الشخص سلوكه وفق التوقعات االجتماعية ‪ ،‬وعملية التفاعل االجتماعي عملية‬
‫ديناميكية مستمرة ‪ ،‬ذلك أن المعاني الرمزية التي يعبر بها األشخاص عن رغباتهم ومشاعرهم عملية‬
‫مستمرة تقتضي من الطرف الثاني االستمرار في تعديل سلوكه على وفق تلك المعاني ‪ ،‬أي أن التفاعل‬
‫االجتم اعي يح دث عن دما يس لك ش خص م ا س لوكا متوقف ا على س لوك ش خص آخ ر ‪ ،‬وفي ال وقت نفس ه‬
‫يتصرف الشخص الثاني في ضوء تصرف الشخص األول ‪ ،‬فعندما يتكلم فردان مع بعضهما فإن كل‬
‫منهما يتعرف بالنسبة لتصرفات الشخص الثاني وما يتوقعه منه ‪ ،‬وعلى ذلك فان الشخص ( أ ) يتفاعل‬
‫مع ( ب ) على أساس التصرف الذي يتوقعه مع ( ب ) هذا ‪ ،‬وفي الوقت نفسه يتصرف ( ب ) على‬
‫أس اس تص رفات الش خص ( أ ) ‪ ،‬يع ني ذل ك أن التفاع ل االجتم اعي عملي ة اجتماعي ة وليس ت عملي ة‬
‫شخص ية ألن ه ال يمكن أن يح دث تفاع ل اجتم اعي دون ت وفر ط رفين ‪ ،‬وأن ك ل دراس ة للمجتم ع‬
‫وخصائص ه تنب ع من دراس ة طبيع ة ه ذا التفاع ل ‪ .‬يع‪++‬رف التفاع‪++‬ل االجتم‪++‬اعي ‪ :‬ه و عملي ة مس تمرة‬
‫ومتبادل ة من مح اوالت الت أثير بين م ؤدين أو أك ثر به دف توجي ه النش اط الجم اعي نح و اش باع حاج ات‬
‫أطراف عملية التفاعل ‪ ،‬والتفاعل االجتماعي عملية ذات وجهين هما‪:‬‬

‫‪ .1‬االستجابة الى ‪Response‬‬

‫‪ .2‬السيطرة على ‪ Dominance‬البيئة االجتماعية التي تشمل الفرد وغيره ‪.‬‬

‫لذلك فإننا نقوم بتعديل سلوكنا باستمرار ليتالئم مع العالقات االجتماعية المتغيرة ‪.‬‬

‫مستويات التفاعل االجتماعي‬


‫هناك ثالثة مستويات لعملية التفاعل االجتماعي هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬التفاعل االجتماعي بين األفراد مثل التفاعل بين صديقين أو بين فردين في الحياة العادية ‪.‬‬

‫‪ .2‬التفاعل االجتماعي بين الفرد والجماعة ‪ ،‬ويقصد بالجماعة هنا فردين أو أكثر تتفاعل مع بعضها‬
‫خالل مدة زمنية معينة نحو هدف محدد ‪ ،‬ويتم تفاعل الفرد مع الجماعة كجماعة وليس كأفراد بمعنى‬
‫أن يؤثر فرد في جماعة ويتأثر بها مثال ذلك المرشد فهو يؤثر في والفالحين كمجموعة ويتأثر بها فهو‬
‫ال يوجه حديثه إلى فرد معين ‪.‬‬

‫‪ .3‬التفاعل االجتماعي بين الفرد والحضارة ‪ ،‬ويقصد بالحضارة هنا العادات والتقاليد وأنماط السلوك‬
‫والتفكير والعمل والعالقات السائدة في مجتمع ما ‪.‬‬

‫مكونات التفاعل االجتماعي‬

‫يشتمل التفاعل االجتماعي على خمسة مكونات أساسية هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬التنافس ‪Competition‬‬

‫هي أحد عمليات التفاعل االجتماعي التي تتسم بوجود تعارض بين مصالح األفراد أو الجماعات التي‬
‫تسعى كل منها على حدة لتحقيق هدف واحد ويستمر هذا التعارض لحين تحقيق هذا الهدف وقد يكون‬
‫التنافس عملية مقصودة مثل المنافسة على بيع أو شراء سلعة معينة وقد يكون غير مقصود مثل التنافس‬
‫للحصول على أعلى درجة ‪.‬‬

‫‪ .2‬النزاع ‪Conflict‬‬

‫يقصد به حالة متطرفة من التنافس إذ يحاول أحد األطراف القضاء على الطرف أو األطراف المتنازعة‬
‫األخرى وقد يترتب على ذلك تماسك مادي بين األطراف كما في حالة الحروب أو الشجار ‪.‬‬

‫‪ .3‬التعاون‪Cooperation:‬‬
‫يقصد به تجمع مجموعة من األفراد على أساس تبادل المنفعة ‪ ،‬ويمكن أن نميز نوعين من التعاون ‪:‬‬
‫األول‪ -‬التعاون المقصود ‪ :‬هو التعاون الذي يقوم بين أفراد الجماعة بغرض تحقيق هدف مشترك عن‬
‫طريق خدمة أنفسهم مثل الجمعيات التعاونية التي تخدم المزارعين بتقديم الخدمات لهم‬

‫الثاني‪ -‬التعاون غير المقصود ‪ :‬هو التعاون الذي يتم نتيجة وجود منظمات اجتماعية مختلفة وتقسيم‬
‫العمل بحيث تتيسر حياة أفراد المجتمع نتيجة هذا التعاون مثل تعاون المزارع وصاحب المطحنة إلنت اج‬
‫الخبز مثال ‪.‬‬

‫‪ .4‬التراضي أو التوافق ‪ :‬يقصد به قيام األطراف المتنازعة بالموافقة لتخفيف شدة التنافس أو الصراع‬
‫بينهما وقد يكون هذا التراضي مؤقتا أو مستديما وفيها يعدل كل طرف من سلوكه نحو الطرف األخر‬
‫حتى ال تصطدم وجهات نظرهم وتخف حدة الشعور العدائي بين األطراف المتنازعة حسب ما حدث‬
‫من تقريب وجهات النظر ‪ ،‬أما إذا حدث التراضي بالقوة فإنه يسعى التراضي االجباري وفيه يرضي‬
‫الطرف المهزوم بالشروط التي يمليها الطرف اآلخر ‪.‬‬

‫‪ . 5‬االمتص اص والتمثي ل ‪ :‬يقص د ب ه قب ول قيم ومب ادئ الجماع ة والتص رف بمقتض اها ‪ ،‬فمثال عن دما‬
‫يه اجر ش خص إلى بيئ ة جدي دة فإن ه يب دأ في امتص اص الخص ائص األساس ية للبيئ ة الجدي دة ال تي يقب ل‬
‫مبادئها ويكيف سلوكه بمقتضاها حتى تصبح جزء متمما لكيانه وبذلك يقبله المجتمع الجديد ويعد فرد‬
‫منه مثل الهجرة من الريف إلى الحضر‬

‫المجتمع الريفي‬

‫عناصر تكوين المجتمع الريفي‬

‫الخصائص العامة للمجتمع الريفي‬

‫المجتمع الريفي‬

‫المجتم ع ال ريفي ه و الموض وع األساس ي لدراس ة علم االجتم اع ال ريفي ‪ ،‬ل ذا يحت اج األم ر إلى تحدي د‬
‫اطار مادي للبيئة االجتماعية التي يتناولها دراسة هذا العلم ‪ .‬لذا اختلفت التعاريف من مكان آلخر ومن‬
‫وقت آلخر بحسب الغرض الذي يراد من أجله استخدامها ‪ ،‬وهناك بعض المعايير التي استخدمت في‬
‫ص ياغة تع اريف مح ددة للمجتم ع ال ريفي منه ا كثاف ة الس كان وحجم المجتم ع المحلي والمهن ة الس ائدة‬
‫والتقسيمات االدارية ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬التعريف االحصائي بدأ تحديد المناطق الحضرية باعتبارها تلك المناطق المكتضة بالسكان من‬
‫ثم أصبح تعريف المجتمع الريفي هو ذلك المجتمع ذو الكثافة السكانية القليلة ‪ ،‬على أن ذلك التعريف‬
‫أيضا أدى إلى مشكالت كثيرة في تميز المناطق الريفية والحضرية ‪ ،‬لذا استخدم المعيار االحصائي في‬
‫تمييز المناطق الحضرية عن الريفية باعتبار المجتمع الحضري هو ذلك المجتمع الذي يزيد عدد سكانه‬
‫عن ‪ ٢٥٠٠‬نسمة ‪ ،‬وأصبح المجتمع الريفي هو ذلك المجتمع الذي يقل عدد سكانه عن ‪ ٢٥٠٠‬نسمة ‪.‬‬

‫ثاني ا‪ -‬التعري ف المه ني الحظن ا في التعري ف االحص ائي أن ه ال يمكن االعتم اد على حجم المجتم ع‬
‫المحلي كمعي ار وحي د للتفرق ة بين المن اطق الحض رية والريفي ة ‪ ،‬مم ا أدى إلى اس تخدام المهن ة م ع ع دد‬
‫السكان كمعيار مزدوج للتميز ‪ ،‬أي أن المجتمع الذي يعمل بالزراعة كصناعة أولية وكذلك الرعي أو‬
‫الص يد أو الص ناعات االس تخراجية يع د مجتمع ا ريقي ا ويتص ف بص غر الحجم في أغلب األحي ان ‪ ،‬أم ا‬
‫المجتمع الذي يعمل بالصناعات الثانوية والتحويلية وكذلك الحرف األخرى والمهن الحرة فأنه غالبا ما‬
‫يحتاج إلى عدد أكبر من التكامل ويكون أيضا حجمه كبيرا وهو بعد مجتمعا حضريا‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬التعريف االداري كان مجتمعنا العربي يأخذ بالتعاريف المهنية إلى عهد قريب في التمييز بين‬
‫المناطق الحضرية والريفية ‪ ،‬إال أنه مؤخرا استخدم التقسيم االداري معيارا للتفرقة بحيث عد المجتمع‬
‫ال ريفي ه و أي مجتم ع ليس عاص مة لمحافظ ة أو مرك ز من المراك ز االداري ة ‪ .‬إن ه ذا التعري ف ك ان‬
‫يمكن أن ي ؤدي للخل ط ل وال التقس يمات االداري ة ال تي تأخ ذ في االعتب ار حجم المجتم ع وأع داد الس كان ‪،‬‬
‫وبن اء على ه ذا التقس يم نج د مجتمع ات محلي ة تع د ريفي ة تب دو فيه ا الس مات ومن التقس يمات االداري ة ‪:‬‬
‫محافظة – قضاء ‪ -‬ناحية ـ قرية ‪.‬‬

‫لذا فالمجتمع الريفي ‪ :‬هو عبارة عن جماعة من الناس تربطهم عالقات اجتماعية بعشون على مس احة‬
‫من األرض توج د فيه ا م زارعهم المتن اثرة وتتمرك ز فيه ا أنش طتهم المش تركة ‪ ،‬ويوج د بينهم تف اعالت‬
‫اجتماعية قائمة بين الناس ومؤسساتهم لتحقيق أهداف مشتركة ‪.‬‬

‫عناصر تكوين المجتمع الريفي‬


‫‪ .1‬الناس ‪ :‬يشمل المجتمع مجموعة من األفراد لهم خواصهم العمرية والجنسية والزواجية والتعليمية‬
‫والمهني ة واالقتص ادية وطبق اتهم االجتماعي ة ‪ ،‬وه ذه الص فات والخ واص جميعه ا له ا اثاره ا على نش اط‬
‫المجتمع وحيويته وأنظمته االجتماعية وامكانيات التغير اإلجتماعي فيه ‪.‬‬

‫‪ .٢‬البيئة الطبيعية ‪ :‬توصف البيئة الطبيعية في المجتمع الريفي بمساحة األرض وخصوبتها وظروفها‬
‫الجوية وأنواع اإلنتاج الزراعي وموقعها وطرق مواصالتها ومواردها المختلفة ‪.‬‬

‫‪ .3‬العالق ات اإلنس انية ‪ :‬العالق ات في المن اطق الريفي ة شخص ية وقوي ة قياس ا بالعالق ات في المن اطق‬
‫الحضرية ‪ ،‬وترجع قوة العالقات في المناطق الريفية إلى ‪:‬‬

‫أ‪ -‬انخفاض كثافة السكان ‪.‬‬

‫ب ظهور التعاون عند األزمات ‪.‬‬

‫ت الضبط االجتماعي العالي غير الرسمي ‪.‬‬

‫فالخروج عن التقاليد والعادات في المجتمعات الريفية يمثل مشكلة كبيرة ‪ ،‬فالضبط االجتماعي بعد قوة‬
‫رادعة أشد وأقصى من القانون ‪.‬‬

‫‪ .4‬المؤسس ات والمنظم ات ‪ :‬تت وفر في المجتم ع ع دد من المؤسس ات االجتماعي ة ( كاألس رة واألنظم ة‬


‫االقتص ادية والتعليمي ة والديني ة واالداري ة ) ووج ود ه ذه المؤسس ات ض روري لتحقي ق أه داف المجتم ع‬
‫الريفي وكاالتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬األسرة ‪ :‬توفر حفظ النوع والتربية االجتماعية ‪.‬‬

‫ب المؤسسة االقتصادية ‪ :‬توفر السلع األساسية واحتياجات األفراد منها ‪.‬‬

‫ت المؤسسة التعليمية ‪ :‬تقوم بتلقين األفراد الخبرات والمهارات ونقلها بين األجيال ‪.‬‬

‫ث المؤسسة االدارية ‪ :‬توفر األمن وتحقق العدالة بين أفراد المجتمع ‪.‬‬

‫ج‪ -‬المؤسسة الدينية ‪ :‬توفر الطمانينة والمثل العليا التي تربط بين األفراد في المجتمع وتوجههم الوجهة‬
‫الصالحة‪.‬‬
‫‪ 5‬األه داف والرغب ات واألم ال المش تركة ‪ :‬األه داف والرغب ات المش تركة تك ون ج زءا هام ا في بني ان‬
‫المجتمع المحلي ‪.‬‬

‫‪ .6‬شبه االكتفاء الذاتي ‪ :‬ال يوجد مجتمع ريقي أو حضري مكتفيا ذاتيا ‪ ،‬فالمجتمع الريفي مهما توفرت‬
‫به الخدمات المختلفة سيظل معتمدا على المجتمعات المحلية األخرى والمناطق الحضرية في الحصول‬
‫على بعض الخدمات والسلع التي تشبع احتياجات ورغبات سكانه اقتصاديا واجتماعيا ونسبيا ‪.‬‬

‫الخصائص العامة للمجتمع الريفي‬

‫تتصف المجتمعات الريفية عموما بخصائص معينة تميزها عن المجتمعات الحضرية وفيما يلي عرض‬
‫مختصر ألهم خصائص المجتمع الريفي‪:‬‬

‫‪ .1‬حجم المجتمع ‪:‬يعد المجتمع المحلي الريقي صغيرا نسبيا إذا ما قورن بالمجتمع الحضري فالقرية‬
‫في مس احتها أص غر من المدين ة كم ا أن مبانيه ا ومنش ئاتها العام ة أق ل ع ددا وأص غر حجم ا من مثيالتها‬
‫بالمناطق الحضرية ‪.‬‬

‫‪ .٢‬البيئة الطبيعية ‪:‬تنصف المباني والمنشئات في القرى الريفية بالبساطة وعدم التعقيد وقلة تكاليف‬
‫االنشاء بينما يالحظ العكس في المناطق الحضرية ‪.‬‬

‫‪ .3‬السكان ‪:‬عدد السكان في المجتمع الريفي أقل من عدد السكان بالمدينة كما أن الكثافة السكانية ( عدد‬
‫األفراد في الكيلو متر المربع أو الميل المربع ) أقل من الريف عنها في المدينة ‪.‬‬

‫‪ .4‬المهن‪++‬ة‪ :‬المهن ة الس ائدة في المجتمع ات الريفي ة هي الزراع ة ال تي تش مل اإلنت اج النب اتي واإلنت اج‬
‫الحيواني وتربية النحل ومازال التنظيم الزراعي يرتكز على األسرة الريفية في كثير من أجزاء العالم ‪،‬‬
‫ألن الزراع ة مهن ة عائلي ة تش ترك فيه ا جمي ع أف راد العائل ة وه ذا االش تراك في العم ل يزي د من تراب ط‬
‫وتماس ك أفراد األس رة الريفي ة ‪ ،‬بينم ا المهن في المجتم ع الحضري مختلف ة ومتع ددة إذ تش مل الصناعة‬
‫والتجارة واالدارة والعمل وهذه المهن يغلب عليها صفة التخصص ‪ ،‬وتحتاج معظمها إلى مهارات فنية‬
‫وعلمية ال يمكن للفرد العادي الذي يتدرب أو يتأهل لها أن بوديها ‪.‬‬

‫‪ . 5‬العمل والبطالة ‪ :‬تعد ظاهرة الموسمية من أهم عناصر ظواهر تكيف الطبيعة للنشاط االقتصادي‬
‫الزراعي ‪ ،‬فإنتاج أنواع مختلفة من المحاصيل وتتابعها في الدورة الزراعية يحدد ضرورة زراعته ا في‬
‫مواس م مح ددة ل ذا ك ان الطلب على العم ل متغ یر موس مي حس ب ت وقيت القي ام بك ل عملي ة من العملي ات‬
‫الزراعية على مدى مواسم السنة المحددة ‪ ،‬ويوثر تقلب الطلب في مستوى األجور الزراعية على مدى‬
‫مواس م الس نة الزراعي ة وب ذلك تتح دد كث ير من الق درات االقتص ادية واالجتماعي ة للعم ال الزراع يين‬
‫بموس مية اإلنت اج ال زراعي ‪ ،‬وعلى العكس من ذل ك في ن واحي النش اط االقتص ادي غ ير ال زراعي ف إن‬
‫اإلنتاج فيها يستمر غالبا بمعدل ثابت طوال العام وبذا يستمر الطلب على العمال وتستقر اجورهم إلى‬
‫ح د كب ير بالنس بة ألج ور العم ال ال زراعين فض ال عن أن ه ال يوج د تحدي د األوق ات العم ل ال زراعي ‪،‬‬
‫فالمزارع يعمل في أرضه في الوقت الذي يحل فيه الموعد المناسب الجراء العملية الزراعية حتى ولو‬
‫كان في عطلة رسمية بينما يوجد تحديد واضح ألوقات العمل في المهن األخرى غير الزراعية إذ يعمل‬
‫العامل في أوقات معينة خالل النهار كما يأخذ اجازات في أيام العطلة األسبوعية ‪.‬‬

‫وأنواع البطالة في العمل الزراعي‪:‬‬

‫أ‪ -‬البطالة الموسمية ‪ :‬هي البطالة الناشئة عن عدم انتظام العمل الزراعي بصورة متساوية على مدار‬
‫الس نة فمثال يش تد الطلب على العم ل ال زراعي في موس م الص يف لش دة الحاج ة إلي ه التم ام حص اد‬
‫المحاص يل الش توية ال تي لم يتم حص ادها بع د والع داد األرض لزراع ة المحاص يل الص يفية ‪ ،‬بينم ا يق ل‬
‫الطلب علي ه بدرج ة كب يرة في الخري ف بع د زراع ة المحاص يل الش توية وب ذلك ترتف ع نس بة البطال ة‬
‫الموسمية بين العمال الزراعين ‪.‬‬

‫ب البطال ة المقنع ة ‪ :‬المقص ود به ا أن العم ل ال زراعي يق وم ب ه ع دد من العم ال ال زراعين أك ثر مم ا‬


‫يتطلب ه ذل ك العم ل ‪ ،‬وال تي ي ترتب عليه ا قل ة الكفاي ة االنتاجي ة للعام ل ال زراعي ‪ ،‬أم ا بالنس بة للمجتم ع‬
‫الحض ري فالبطال ة الش ائعة من الن وع الع ادي وهي أم ا يعم ل العام ل أو ال يعم ل ‪ ،‬مث ل مص انع المي اه‬
‫الغازي ة ال تي يك ثر فيه ا اإلنت اج في الص يف فيس تخدم أك بر ع دد من العم ال ويح دث العكس في الش تاء‬
‫نتيجة لقلة اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ .6‬مستوى المعيشة‬

‫يع د مس توى المعيش ة في المدين ة أعلى من الري ف على وج ه العم وم إذ أن مس توى األج ور في العم ل‬
‫غ ير ال زراعي أعلى من مس تواه في العم ل ال زراعي ‪ ،‬كم ا أن بكس ب رأس الم ال المس تغل في ن واحي‬
‫النشاط غير الزراعي بالمدن أعلى منه في الزراعة بالمناطق الريفية فضال عن أن المدينة يتوفر فيها‬
‫ألوان الرفاهية والخدمات العامة بصورة أحسن من الريف ‪ ،‬فهناك وسائل المواصالت السهلة النظيفة‬
‫والطرق النظيفة والمستشفيات وعيادات األطباء واألخصائيين والنوادي والكهرباء والمؤسسات التعليمية‬
‫في مختلف مستوياتها‪.‬‬

‫‪.7‬البيئة االجتماعية‬

‫يتم يز المجتم ع ال ريفي بالعالق ة الشخص ية القوي ة بين األف راد ألن ع ددهم مح دد وتس ود بينهم عالق ة‬
‫الوجه للوجه وتربطهم صالت القربي أو النسب والصداقة بينما العالقات االجتماعية ضعيفة في المدينة‬
‫إذ تسود العالقات غير الشخصية والرسمية بين األفراد وتغلب الفردية على الحياة العائلية ‪ ،‬وبذلك يعد‬
‫التماس ك اإلجتم اعي ميك انيكي في المجتمع ات الريفي ة ‪ ،‬وهن اك اختالف رئيس بين س كان الحض ر من‬
‫حيث قوة الرابطة التي تميز بها سكان الريف عن الحضر ‪ ،‬ففي المجتمع الريفي يوجد وحدة مبنية على‬
‫أس اس التش ابه بين الن اس نتيج ة وج ود ص فات مش تركة وأه داف وخ برات واح دة بينم ا في المجتم ع‬
‫الحض ري الوح دة القائم ة على أس اس االختالف ات الناجم ة عن تقس يم العم ل والتخص ص واالعتم اد‬
‫المتبادل بين األفراد ‪.‬‬

‫‪ . 8‬العادات والتقاليد‬

‫تع د الع ادات الش عبية والع رف هي الق وانين الس لوكية الس ائدة في الري ف وال تي يعم ل بمقتض اها أهل ه ‪،‬‬
‫فالريفيون يعيشون في حياتهم الخاصة متأثرين بصفة خاصة بالقواعد السلوكية غير الرسمية فيتطقون‬
‫بعاداتهم وتقاليدهم ويحافظون عليها بشدة ولكل من يخالف التقاليد الشعبية عقوبة تختلف حسب اختالف‬
‫قوة التقاليد أو العادة المتبعة ومدى المخالفة التي حدثت بين الفرد بينما األمر عكس ذلك في المدينة إذ‬
‫تحل عناصر الحضارة الحديثة القوانين الرسمية محل العرف والتقاليد الشعبية وعادة ال يصحب مخالفة‬
‫العادات الشعبية شعورا حادا وقوي من باقي أعضاء المجتمع بالنسبة للشخص المخالف وبذا ال تفرض‬
‫عليه عقوبات أو يمارس قبله ضغط اجتماعي يذكر ‪.‬‬

‫‪ .9‬الدين‬

‫إن المجتم ع ال ريفي أك ثر ت دينا من المجتم ع الحض ري إذ أن طبيع ة عم ل س كان الري ف في الزراع ة‬
‫تجعلهم أكثر قربا من الشعور بقوة اهلل سبحانه وتعالى ألن نمو النبات وما يصاحبه من تأثر الظواهر‬
‫الطبيعي ة ال تي ال يس تطيع اإلنس ان التحكم فيه ا ت ذكر الم زارع دائم ا بق درة اهلل س بحانه وتع الى ‪ ،‬فكمي ة‬
‫اإلنت اج ال زراعي تت أثر بعوام ل طبيعي ة ك المطر والص قيع والري اح واالف ات وه ذه خارج ة عن ارادة‬
‫الم زارع ال ذي يش عر بحاجت ه بس بب ذل ك إلى مس اعدة اهلل في عمل ه ‪ ،‬بينم ا المنتج في ن واحي النش اط‬
‫الصناعي يتحكم في كمية اإلنتاج إلى درجة كبيرة عن طريق التحكم في كمية عوامل اإلنتاج المستعملة‬
‫فضال عن أن مظاهر الحضارة المادية تشغل معظم سكانها عن التدين في أغلب األحوال ‪.‬‬

‫‪ .10‬الفوارق االجتماعية والتركيب الطبقي‬

‫تعد الفوارق بين الطبقات االجتماعية في الريف كبيرة السيما بين الطبقة العليا الفنية والدنيا الفقيرة ‪،‬‬
‫ويرجع ذلك أساسا إلى عدم انتظام توزيع الدخل الفردي من جهة ‪ ،‬واالهتمام بالمكانات المبنية لألفراد‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬وعلى ذلك تكون الطبقات االجتماعية في المناطق الريفية غير متداخلة وتوجد فوارق‬
‫اجتماعي ة كب يرة بعكس الح ال في المن اطق الحض رية ال تي يص عب تمي يز الطبق ات االجتماعي ة فيه ا‬
‫بوضوح وتقل الفوارق بينها نظراً لكثرة عدد السكان واالهتمام بالمكانات االجتماعية المكتسبة فضال‬
‫عن وج ود مرون ة اجتماعي ة أك بر في الطبق ات االجتماعي ة في الم دن إذا م ا ق ورنت بالمن اطق الريفي ة‬
‫لتوفير الفرص بين السكان الحضريين في زيادة مكانتهم االجتماعية المكتسبة ‪ ،‬وعلى العموم يقل من‬
‫ح دة الفوارق االجتماعي ة في الريف ش عور األفراد باالنتم اء إلى مجتمعهم واالنتس اب إلي ه بدرج ة قوي ة‬
‫كم ا يس اهم في ذل ك اس تمرار المس اعدات المتبادل ة ال تي تتطلبه ا طبيع ة العم ل ال زراعي بين األق ارب‬
‫والجيران ‪.‬‬

‫مبادئ التمايز الطبقي ( الحراك الطبقي ) بين المجتمع الريفي والحضري‬

‫‪ .1‬عدد الطبقات االجتماعية أقل من الريف منها في الحضر ‪.‬‬

‫‪ .2‬قمة الهرم ال تبتعد كثيرا عن القاعدة في المجتمع الريفي عنه في المجتمع الحضري ‪.‬‬

‫‪ .3‬الطبقات االجتماعية في الريف يغلب عليها الطبقة المتوسطة أو باألحرى الدنيا المتوسطة ‪.‬‬

‫‪ .4‬الحركة من طبقة إلى أخرى أسهل في المجتمع الحضري عن المجتمع الريفي ‪.‬‬

‫العوامل‪ +‬المسؤولة الحراك الطبقي‬

‫‪ .1‬المدارس والجامعات والمراكز الدينية والسياسية واالقتصادية والصناعية والتجارية كلها مركزة في‬
‫المدينة ‪ ،‬وتعمل كوسيلة الرتقاء أو هبوط السلم االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ .2‬التركيب الطبقي في الريف ثابت إلى حد كبير لالنتقال من طبقة إلى طبقة اجتماعية أخرى ‪.‬‬
‫‪ .3‬تنخفض درج ة الخص وبة في الطبق ات العلي ا عنه ا في الطبق ات ال دنيا في ك ل من الري ف والحض ر‬
‫ولكون هذا التفاوت أكبر بكثير في الحضر عن الريف فإن ذلك يخدم في ترك مجال أو فراغ في قمة‬
‫الهرم االجتماعي الحضري يسهل من عملية ارتقائه ‪.‬‬

‫‪ .4‬التغيرات االجتماعية والثقافية والبيئية تؤثر في الحراك الرأسي ومثل هذه التغيرات تكون أكبر في‬
‫حالة المجتمعات الحضرية ‪.‬‬

‫‪ .11‬التعاون المتبادل والتفاعل االجتماعي‬

‫يعتمد التنظيم الزراعي في معظم أنحاء العالم على األسرة الريفية لذلك نجد أن الحياة العائلية سائدة في‬
‫المجتم ع ال ريفي وتتم يز العالق ات االجتماعي ة في الري ف أنه ا قوي ة بين األف راد ألنه ا تق وم على أس اس‬
‫صالت القرابة والنسب أو الصداقة والمعرفة الوثيقة وهم يعاونون بعضهم بعضا في مختلف المناسبات‬
‫الزراعية واالجتماعية التي تتطلب زيادة االيدي العاملة ‪ .‬أما العالقات االجتماعية في المدينة فهي على‬
‫العكس أض عف منه ا في الري ف ألن المنفع ة الشخص ية وتحقي ق األه داف هي أس اس قي ام العالق ة بين‬
‫األفراد في أغلب األحوال وبذلك كانت المساعدات المتبادلة أقل بين األفراد وال تتعدى حدود األقارب‬
‫والجيران واألصدقاء ‪.‬‬

‫‪ .۱۲‬التغير االجتماعي‬

‫بعد التغير االجتماعي في المناطق الريفية بطيئا نسبيا إذا ما قورن بالتغير االجتماعي في الحضر ألن‬
‫أه ل الري ف يح افظون بط بيعتهم وال يقبل ون الجدي د من أس اليب الحي اة بس هولة ‪ ،‬وال يمس ك األف راد‬
‫الحض ريون بعناص ر الثقاف ة الس ائدة بينهم ب ل ين دمجون ويتكيف ون بس هولة أك بر على اتب اع العناص ر‬
‫الثقافي ة الجدي دة ‪ .‬االس تيطان أنم اط االس تيطان أقس ام أنم اط االس تيطان أش كال االس تيطان في المن اطق‬
‫الريفية الجديدة‪.‬‬

‫الشروط الواجب توفرها في المجتمع لكي يكون المجتمع محلياً‪:‬‬

‫‪ .1‬وجود مجموعة من األفراد (السكان)‬

‫‪ .2‬المكان المحدد النطاق والمعالم‪ ,‬أي‪ :‬البقعة الجغرافية المحدودة (البيئة)‪.‬‬


‫‪ .3‬االشتراك الفعلي في أوجه النشاط االجتماعي والقتصادي والصحي والتعليمي والروحي والترويحي‬
‫والسياس ي والفني واألس ري‪ ,‬لذلك يمت از المجتم ع المحلي بتعاون أفراده واعتم اد بعضهم على البعض‪,‬‬
‫وظهور مبدأ تقسيم العمل وتنوع الوظائف‪.‬‬

‫‪ .4‬يجب أن يكون للمجتمع المحلي كيان متميز يتمثل في قواعد تنظيم السلوك وتطوير العادات والتقاليد‬
‫والهيئات والمؤسسات االجتماعية التي تعمل لخدمة الفرد والمجتمع المحلي نفسه‪.‬‬

‫‪ .5‬الشعور المشترك والوالء للمجتمع المحلي من قبل أعضائه‪.‬‬

‫‪ .6‬عالق ات الف رد االجتماعي ة معظمه ا تحص ل داخ ل المجتم ع المحلي ال ذي ينتمي إلي ه‪ .‬أي أن هن اك‬
‫اعتماد متبادل بين المجتمعات المحلية وهذا يعتمد على مدى تطور المجتمع المحلي‪.‬‬

‫‪ .7‬يتعاونون ويعتمدون بعضهم على البعض اآلخر‪.‬‬

‫‪ .8‬يسعون لتحقيق مصالح وأهداف مشتركة في مجاالت مختلفة‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫االستيطان‬
‫انماط االستيطان‬

‫اقسام انماط االستيطان‬

‫اشكال االستيطان في المناطق الريفية‬

‫االستيطان‬

‫هو عملية اجتماعية النتقال السكان من منطقة إلى منطقة أخرى ‪ ،‬وهذه العملية قد تكون مطلة أو طوعية‬
‫من قب ل األف راد به دف الم الي أو قص ري نتيج ة للح روب أو الك وارث البيئي ة ‪ ،‬ونتيج ة له ذا الت وطين تنش أ‬
‫مجتمعات الهدف منها تحسين حالة الناس ‪ ،‬أما إذا كانت غير مخططة فسوف ينتج عنها بعض الكوارث‬
‫االجتماعية ‪ .‬أنماط االستيطان هناك مجموعة من أنماط االستيطان هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬النم ط االس تيطاني ه و ت وطين الش كان وربطهم ببقع ة جغرافي ة معين ة بحيث يش كل ه ذا الرب ط عنص را‬
‫جديدا في حياتهم ومثال ذلك المجتمعات المحلية الريفية التي اقيمت للبدو الرحل ‪ ،‬ويهدف هذا النمط إلى‬
‫تنمية وتطوير الموارد البشرية المتمثلة في طاقات جماعات البدو وتحسين ظروفهم المعيشية وفي سبيل ذلك‬
‫يتم تغيير نظام حياتهم من الترحال إلى االستقرار بما يتطلبه ذلك من تغيير شامل في ظروفهم االجتماعية‬
‫والثقافية والبيئية ‪.‬‬

‫‪ .2‬النم ط التهج يري يتض من نق ل المجتم ع المحلي ال ريقي بأكمل ه نقال كمي ا من بقع ة إلى أخ رى لظ روف‬
‫تقتضي هذا الشيء ومثال ذلك إقامة المجتمعات المحلية الريفية ‪ ،‬وفي هذه الحالة يتخذ المجتمع الجديد كافة‬
‫األبعاد االجتماعية والثقافية للمجتمع المحلي األصلي ‪ ،‬إذ يخطط المجتمع المحلي الجديد لمقابلة احتياجات‬
‫الس كان المع روفين مس بقا وال يمن ع ذل ك من ادخ ال التحس ينات التخطيطي ة والخدمي ة الض رورية لبن اء‬
‫المجتمع ‪ .3 .‬النمط التهجيري االستيطاني يقوم على أساس اختيار أفراد يتمتعون بصفات معينة محددة سلفا‬
‫من بين سكان مجتمعات محلية ريقية مستقرة ونقلهم إلى المجتمعات المحلية الريفية الجديدة ‪ ،‬ويتطلب هذا‬
‫االنتقال بعض التغيرات في النشاط اليومي وفي الظروف االجتماعية ‪.‬‬

‫أقسام أنماط االستيطان‬


‫بناء على ما سبق يمكن تقسيم أنماط االستيطان إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬االستيطان التلقائي‬

‫هو أحد أنواع االستيطان الذي يتم بصورة فردية ثم ما يلبث أن يأخذ طابعا جماعيا أو شبه جماعي كما هو‬
‫الح ال في ال دول النقطي ة ‪ ،‬إذا اجت ذبت مناطق النف ط العمال ة ال تي تواف دت عليه ا ثم م ا لبثت أن تحولت إلى‬
‫صورة جماعية واستوطنوا أو استقروا في الموطن الجديد برغبتهم وبقناعة كاملة بموطنهم الجديد ‪ ،‬وكذلك‬
‫الح ال في الم دن التجاري ة ال تي اجت ذبت أع دادا كب يرة من الب دو الرح ل واس تقروا فيه ا ت اركين حي اة الب داوة‬
‫عاملين بالتجارة وغيرها من األنشطة ‪.‬‬

‫‪ .2‬االستيطان المخطط له ( الموجه ) هو االستيطان الذي يتم على وفق خطة مدروسة تضع في اعتبارها‬
‫كاف ة الج وانب ال تي من الممكن أن ت ؤثر في عملي ة الت وطين بغ رض تحقي ق أه داف اقتص ادية واجتماعي ة‬
‫مح ددة ‪ .‬أش كال االس تيطان في المن اطق الريفي ة هن اك أش كال متع ددة لالس تيطان ال ريفي تبع ا لطبيع ة موق ع‬
‫القرية التي تعد ( القرية ) بمثابة شكل االستيطان السائد في ريفنا العربي وفي معظم أنحاء آسيا وأفريقيا‬
‫وأوروب ا ‪ ،‬وفي ه ذا الش كل يعيش الن اس في من ازلهم المتج اورة في ق ريتهم ويخرج ون إلى الحق ول في‬
‫الصباح للعمل ويعودون إلى منازلهم في المساء بعد انتهاء العمل ‪ ،‬بمعنى آخر فإن القرية ( مكان السكن )‬
‫تبع د عن الحق ول وق د تبع د بعض الق رى عن م زارع البعض مس افات طويل ة تبل غ أحيان ا ع دة كيلوم ترات ‪،‬‬
‫وتنقسم القرى إلى قسمين رئسيين هما ‪:‬‬

‫‪ .1‬الق رى المنعزل ة أو المنتش رة تش به ه ذه الق رى إلى ح د كب ير المزرع ة وم ا يتوس طها من م نزل الفالح‬
‫وتوابع ه كحض يرة الحيوان ات والمخ زن ‪ ،‬وه ذه الم زارع المنتش رة المبع ثرة بم ا يتوس طها من من ازل تم يز‬
‫الري ف األم ريكي إذ ع رف باس م الم زارع كم ا يوج د ه ذا الن وع من االس تقرار البش ري في أس تراليا‬
‫ونيوزلندا ‪ ،‬من حيث مراعي الضان الواسعة ‪ ،‬وفي مناطق بحر البلطيق من حيث البقع الصالحة للزراعة‬
‫قليلة ومبعثرة ‪ ،‬كما يوجد هذا النوع من االستقرار في المناطق الجبلية عامة ‪ ،‬إذ أن األرض الزراعية في‬
‫هذه المناطق صغيرة المساحة يستطيع الفالح أن يشيد فيها مدرجاته التي يزرعها ‪ ،‬وتعتمد القرى الصغيرة‬
‫المنتش رة على ع دد من الق رى الكب يرة ال تي تع د مراك ز اجتماعي ة حقيقي ة له ا من حيث الكن ائس والمس اجد‬
‫وحيث يسكن المختار أو القائممقام وحيث المدارس ومكتب البريد والمستوصف ‪ ...‬الخ ‪ ،‬ولهذا الشكل من‬
‫االستقرار أو االستيطان فوائد ومزايا كما أن له مضار وعيوب ‪.‬‬

‫الفوائد والمزايا‬
‫أ‪ -‬إن المزارع يعيش وسط مزرعته بحيث يشرف عليها بشكل دائم ومباشر ‪.‬‬

‫ب‪ -‬نظ را لوج ود منش أت المزرع ة على أرض ها ف إن مص اريف النق ل نق ل في ه ذا الش كل من أش كال‬
‫االستيطان بدرجة كبيرة ‪ ،‬فضال عن أنه يوفر على الفالح مشقة الرحيل | على الفالح مشقة الرحيل اليومي‬
‫إلى حقل ه في ح ال أن ه يعيش في قري ة بعي دة ‪ .‬أم ا من الناحي ة االجتماعي ة ف الفالح المنع زل ال يش عر أن ل ه‬
‫جيرا ة ف الفالح المتعزل ال يشعر أن له جيران ا عليه نحوهم حقوق وه و في الوقت نفس ه يعاني الكثير في‬
‫سبيل تربية أطفاله وتنشئتهم كمواطنين ينتمون إلى وطن أكبر ولهذا تتولد عند هؤالء النزعة االنفرادية وال‬
‫يهتمون كثيرا بالمشاريع الجماعية ‪.‬‬

‫العيوب‬

‫أ‪ -‬العزلة ‪ :‬حيث يعانون من عزلتهم وبعدهم عن متعة االجتماع واالتصال باآلخرين ‪.‬‬

‫ب ارتفاع نفقات المرافق ‪ :‬تزداد نفقات المرافق العامة كالكهرباء والماء ‪.‬‬

‫ت ‪ .‬ارتفاع الخدمات العامة ‪ :‬حيث تواجه الدولة صعوبة في نشر الخدمات العامة لتباعد السكان والناس‬
‫عن بعضهم ‪ .‬ان هذا الشكل من االستيطان أقرب ما يكون لما يعرف في ريفنا العربي بالعزبة أو الضيعة‬
‫إذ نجد فيها منزل المالك ومنشآت المزرعة ومنازل العمال جميعها مقامة على أرض المالك نفسه ‪.‬‬

‫‪ .2‬القرى المتكتلة أو المتجمعة‬

‫تعترف الحض ارات الزراعي ة بظهور الق رى فهي ب الواقع أول مظهر من مظاهر تعاون جماعة بشرية في‬
‫العمل وفي الحياة االجتماعية ‪ ،‬وقد كانت قرى مصر من أوائل القرى التي ظهرت في العالم كما في وادي‬
‫دجلة والفرات والسند ‪.‬‬

‫العوامل المساعدة في اختيار القرى‬

‫أ‪ -‬ت وفر م وارد المي اه ‪ :‬ه ذا العام ل ل ه أهمي ة في األق اليم الجاف ة أو ش به الجاف ة ‪ ،‬والم اء في الغ الب يك ون‬
‫باطنيا كالعيون واآلبار ‪ ،‬والقرى تكون موزعة على طول خطوط الماء ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوديان واألنهار ‪ :‬يراعي في اختبار القرى وجود األنهار الكبيرة وأن ال يطغى عليها النهر في فصل‬
‫الفيضان ‪ ،‬لذا شيدت القرى بحيث تكون في مستوى الفيضان الذي كان يغرق أرض القرى ‪.‬‬

‫اقسام القرى المتكتلة‬


‫‪ .1‬البلدة الصغيرة ‪ :‬هي مركز التسوق وسط القرى المبعثرة ‪.‬‬

‫‪ .2‬القرى ذات المواقع االستراتيجية ‪.‬‬

‫‪ .3‬الق رى ذات الصبغة االجتماعي ة ‪ :‬حيث ال تكون القري ة مجرد عدد من المن ازل يسكنها المزراعين وال‬
‫تربطهم إال روابط سطحية بل أنها تكون مجتمعا صغيرا متألقا متأزرا ويظهر بين سكانها التعاون الوثيق‬
‫في العم ل خالل أخط ار الفيض انات واآلف ات الزراعي ة ‪ ،‬وق د ك انت ه ذه الق رى س ابقا وح دة اقتص ادية‬
‫واجتماعية تنتج إنتاجا محليا وتكفي نفسها بنفسها ‪.‬‬

‫أشكال القرى المتكتلة أو المتجمعة‬

‫القري ة ع بر الطريق ‪ ،‬في ه ذا الش كل من أش كال االس تيطان ال ريفي يعم د المزارع ون إلى بن اء من ازلهم‬
‫ومنش اتهم على أرض هم في المك ان ال ذي تلتقي في ه م ع أمالك غ يرهم من الج يران فيتجم ع ب ذلك ع دد من‬
‫المنازل في مجتمع متقارب وهذا يخفف من دون شك قسوة الوحدة ويزيد من متعة االجتماع باآلخرين كما‬
‫يقلل من نفقات المحافظة على األمن ومن نفقات ادخال بعض التسهيالت المنزلية الكهرباء والماء ‪ ،‬ولهذا‬
‫االستيطان مزاياه وعيوبه ‪.‬‬

‫مزايا االستقرار في القرى المتجمعة‬

‫‪ .1‬التمتع بالحياة االجتماعية واالتصال مع اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ .2‬انخفاض تكاليف التسهيالت المنزلية مثل انشاء المرافق العامة كالماء واالضاءة ‪.‬‬

‫‪ .3‬انخفاض تكاليف تقديم الخدمات العامة كالمدراس والمستوصفات والمحافظة على األمن ‪.‬‬

‫العيوب‬

‫‪ .1‬بعد المزارع عن مزرعته مما ال يتيح له اشرافا دائما على عمله ‪.‬‬

‫‪ .2‬ارتفاع تكاليف النقل لبعد المزرعة عن المنشآت والمخازن ‪ .‬هذا وتعد القرية الخطية من أقدم أشكال‬
‫االستيطان الريفي ‪ ،‬إذ كانت القرى تبنى على طريق مواصالت هامة كاألنهار فتأخذ شكال خطيا ‪ ،‬وعاد‬
‫هذا الشكل للظهور بعد انتشار طرق المواصالت في أنحاء العالم فعمد المزارعون إلى بناء منازلهم على‬
‫أرضهم قريبا من طرق المواصالت ‪.‬‬
‫هناك تصنيف آخر ألشكال االستيطان وكاآلتي ‪:‬‬

‫الشكل األول‪ -‬المزرعة المنفردة‬

‫يب ني المزارع منزل ه على أرض مزرعت ه ويك ون ح ول الم نزل بعض المنش ات األخ رى ال تي يحت اج إليه ا‬
‫مث ل المخ ازن والحض ائر ‪ ،‬وينتش ر ه ذا الش كل في بعض ال دول ال تي تك ون مس احة الملكي ة به ا كب يرة مث ل‬
‫أمريكا الشمالية والجنوبية إذ يعيش المزارع وسط مزرعته ويتباعد نسبيا عن جيرانه ‪.‬‬

‫الش كل الث اني ‪ -‬القري ة ع بر الطري ق‪ :‬ه و ش كل يتس م بمزاي ا المزرع ة المنف ردة ‪ ،‬وفي ه يب ني المزارع ون‬
‫المس اكن والمنش آت على األرض بالمك ان ال ذي تلتقي في ه م ع أمالك غ يرهم من الج يران أو على الطري ق‬
‫فيجتمع بذلك عدد من المزارعين في مجتمع متقارب على الطريق ‪.‬‬

‫الشكل الثالث ‪ .‬القرية الخطية ‪ :‬هي من أقدم األشكال ‪ ،‬فقد كانت القرية تبنى على طريق المواصالت أو‬
‫على األنهار فتأخذ شكال خطيا وهو يأخذ شكل شرائط طولية ‪.‬‬

‫الش كل الراب ع ‪ -‬القري ة التقليدي ة ‪ :‬تجتم ع من ازل القري ة في ه ذا الش كل في منطق ة س كنية معين ة وع ادة ال‬
‫تكون مخططة وتكون هالمية أو عشوائية الشكل والبناء ‪ ،‬وهو واالستيطان السائد في معظم الدول العربية‬
‫وآس يا وأفريقي ا إذ يجتم ع المزارع ون تلقائي ا بج وار حق ولهم ويتخ ذون مكان ا وس طا لبن اء من ازلهم ويعيش ون‬
‫معيشة اجتماعية مشتركة ‪.‬‬

‫الشكل الخامس ‪ -‬القرية الحديثة ‪ :‬من أمثلتها المجتمعات الريفية الجديدة في المناطق الجديدة القائمة على‬
‫تخطي ط الش وارع والمب اني الحديث ة والس كن ال دائم أو م ا يع رف بالقري ة الثابت ة ‪ ،‬ويجم ع أهله ا بين زراع ة‬
‫األرض ورعي الحيوان ات وال تلعب التج ارة أو الص ناعة إال دورا ثانوي ا في حي اة س كانها ‪ ،‬وأن لالس تقرار‬
‫في القرى المجتمعة مزايا عديدة منها التمتع بالحياة االجتماعية واالتصال مع اآلخرين وانخفاض تكاليف‬
‫التسهيالت المنزلية مثل انشاء المرافق العامة كالماء واالضاءة فضال عن انخفاض تكاليف تقديم الخدمات‬
‫العامة كالمدراس والمستوصفات ‪.‬‬

‫التطور التاريخي للدراسات السكانية‬

‫تعريف علم السكان‬

‫العوامل المؤثرة في السكان‬


‫مراحل النمو السكاني‬

‫التطور التاريخي للدراسات السكانية‬

‫ان سكان أي دولة هم ثروتها البشرية وأهم عواملها اإلنتاجية ‪ ،‬إذ ال يمكن استغالل موارد الثروة المادية‬
‫والطبيعة األخرى في أي مجتمع إال إذا توفر العامل البشري بالكيفية التي تحقق التوازن األمثل بين عنصر‬
‫العم ل كم ا وكيفي ا وبين العناص ر جميع ا ‪ ،‬وأن ع دد الس كان ليس ه و العام ل المح دد ل ذلك إنم ا ال تركيب‬
‫العمري والنوعي يؤثران تأثيرا مباشرا في كمية العمل وكفاءته ‪.‬‬

‫لقد بدأ اهتمام العالم بالسكان منذ زمن بعيد ألغراض حربية واقتصادية ‪ ،‬وتهتم حكومات مختلف الدول‬
‫حالي ا بالدراس ات الس كانية للتع رف على المش اكل الس كانية ‪ ،‬يمكن التوص ل الى حل ول لتل ك المش اكل ‪ ،‬وم ا‬
‫يرتبط بها من مشاكل اقتصادية واجتماعية ‪ ،‬ومحور هذا اإلهتمام هو أن دراسة الموضوعات السكانية لها‬
‫اتصالها المباشر بامكانيات المجتمعات على تطوير حياتها ومستويات معيشتها ‪ ،‬وهي الجوانب التي تهدف‬
‫الشعوب جميعا إلى و تحسينها واالرتقاء بها دون الوقوف عند حد معين ‪.‬‬

‫تعريف علم السكان‬

‫هو العلم الذي يهتم بدراسة أعداد السكان وتركيبهم بصفة عامة وتوزيعهم الجغرافي ‪ ،‬كالتغيرات الحيوية (‬
‫موالي د ووفي ات ) واالجتماعي ة واالقتص ادية ال تي تط رأ عليهم والتق الهم من منطق ة ألخ رى داخ ل البالد‬
‫وخارجها ‪ ،‬وفي دراستنا لتطور علم السكان تجد أن قدماء المصريين والروم ان واليونان كانوا من أوائل‬
‫من أهتم به ذا العلم ‪ ،‬وك ان " ابن خل دون " في " الق رن الراب ع عش ر " من أوائ ل من كتب عن الس كان‬
‫والمجتمعات ‪ ،‬إذ أنه تناول في مقدمته المشهورة انتقال السكان من الريف إلى الحضر " التحضر " ‪ ،‬وفي‬
‫القرن الثامن عشر كتب " وليم جرائت " مالحظاته على التقارير التي كانت تكتب عن المواليد والوفيات ‪،‬‬
‫ونشر تحليله هذا على البرلمان وبمقتضاه صار تعديل القوانين واللوائح الصحية ‪ ،‬وجاء " وليم بتي " وربط‬
‫التحلي ل االحص ائي للموالي د والوفي ات بالمش اكل االقتص ادية وتع اون م ع " ج رائت " في التعم ق في تحلي ل‬
‫الوفيات ‪ ،‬ثم ظهر " مالتس " الذي طفر بعلم السكان ( وكان من االقتصاديين ) إذ اهتم بمشكلة السكان على‬
‫أساس ا مش كلة ‪ ،‬وك ان " م التس " من المدرس ة االقتص ادية المتش ائمة ‪ ،‬وك انت ل ه نظريت ه الخاص ة في ه ذا‬
‫الشأن والتي بناها على أساس تكاثر السكان يسبق تكاثر الموارد الطبيعية بما يترتب عليه انخفاض وخلل‬
‫في نص يب األف راد من ث روة المجتم ع ومن ثم نش وء مش كلة الفاق ة والج وع ‪ ،‬وفي ه ذا المج ال يق ول ‪" :‬‬
‫السكان يزيدون بمعدالت أعلى من معدالت زيادة الموارد الطبيعية " إذ يرى أن السكان يزيدون على وفق‬
‫متوالية هندسية بينما تزيد الموارد على وفق متوالية عددية‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة في السكان‬

‫قسم مالتس العوامل التي تؤثر في السكان إلى ‪:‬‬

‫‪ .1‬عوامل إيجابية ‪ :‬تتلخص في الحروب والمجاعات واألوبئة أو ما يرفع الوفيات ويقصر من طول عمر‬
‫الحياة ‪.‬‬

‫‪ .2‬عوام ‪++‬ل س ‪++‬لبية وقائي ‪++‬ة ‪ :‬تتلخص في ت أخير من ال زواج أو ع دم االق دام علي ه وأي عام ل يخفض من‬
‫الخص وبة ‪ .‬وم ا يؤخ ذ على نظري ة " م التس " أن ه لم يلتفت إلى التق دم التكنول وجي والص ناعي وال زراعي‬
‫فضال عن أنه أغفل وجود أماكن جديدة في العالم يمكن الهجرة إليها ‪ ،‬ويعد " مالتس " أول من أثار مشكلة‬
‫الس كان ووج ه األنظ ار إلى ض رورة وض ع حل ول لتل ك المش كلة ‪ ،‬ومن ذ ذل ك الحين اهتمت ال دول المتقدم ة‬
‫وبعض ال دول النامي ة بالدراس ات الس كانية ‪ ،‬فأص درت كث ير من الق وانين والتش ريعات لوض ع حل ول له ذه‬
‫المشكلة ‪.‬‬

‫عناصر التغير السكاني‬

‫يح دث نم و الس كان ‪ ،‬أي التغ ير في أع دادهم زي ادة أو نقص انا كمحص لة للتفاع ل بين ثالث متغ يرات هام ة‬
‫هي ‪ :‬الموالي د والوفي ات وص افي الهج رة ‪ ،‬وعلي ه ف إن ظ اهرة التغ ير والنم و الس كاني ال تتح دد بأح د‬
‫المتغيرات السابقة بمفردها ‪ ،‬فالعالقة بينهم تتضح من المعادالت اآلتية ‪:‬‬

‫ع دد الس كان = ع دد الس كان في نقط ة زمني ة س ابقة ‪ +‬النم و الس كاني في الم دة بين النقط ة الزمني ة الس ابقة‬
‫ووقت تقدير عدد السكان الحالي‬

‫النمو السكاني = ( المواليد ‪ -‬الوفيات ) ‪ ( +‬الهجرة الوافدة ‪ -‬الهجرة النازحة )‬

‫أي = الزيادة الطبيعية ‪ +‬صافي الهجرة‬

‫يقص د ب الهجرة الواف دة ع دد األف راد المه اجرين إلى داخ ل مك ان معين ‪ ،‬أم ا الهج رة النازح ة فيقص د بهم‬
‫األفراد المهاجرون إلى خارج هذا المكان ‪ ،‬والنمو السكاني ظاهرة يتعرض لها كل مجتمع إنساني منذ بدء‬
‫الخليق ة إلى أن ي رث اهلل األرض وم ا عليه ا ‪ ،‬ل ذا فهي ظ اهرة عالمي ة ويتذب ذب نم و الس كان في الع الم بين‬
‫الزيادة والنقصان ‪ ،‬وأن كان قد استقر اإلتجاه حاليا في اتجاه الزيادة المستمرة ‪ ،‬فالنمو السريع لعدد سكان‬
‫العالم منذ عام ‪ 1950‬الذين كان عددهم نحو ‪ 500‬مليون وصل بهذا العدد نحو ‪ 5.3‬بليون نسمة حاليا ‪،‬‬
‫بينما يتوقع أن يصل النمو إلى ‪ 6.2‬بليون ( مليار نسمة ) مع نهاية هذا القرن ‪.‬‬

‫مراحل النمو السكاني‬

‫قسم الديموجرافيون تطورات النمو السكاني في المجتمع إلى ثالث مراحل لكل منها خصائصها وطبائعها ‪.‬‬
‫المرحلة األولى‬

‫تتم يز بنم و غ ير مس تقر رغم ارتف اع نس بة الموالي د فيه ا ‪ ،‬وذل ك النخف اض المس توى الص حي في البيئ ة ‪،‬‬
‫وعدم استتباب األمن والتخلف االقتصادي والتي تؤدي جميعها إلى ارتفاع معدل الوفيات رغم تذبذيه كما‬
‫ه و الح ال في المجتمع ات البدائي ة ‪ ،‬وي ترتب على م ا س بق من ارتف اع مع دلي الموالي د والوفي ات وانخف اض‬
‫معدل الزيادة الطبيعية ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‬

‫تع رف بالمرحل ة االنتقالي ة وتتم يز بنم و س ريع في الس كان بس بب ارتف اع نس بة الموالي د م ع االنخف اض‬
‫المضطرد في نسبة الوفيات نتيجة اتباع وسائل الصحة العامة واالستقرار السياسي والتقدم االقتصادي وهذه‬
‫هي المرحلة التي يمر بها السكان في الدول النامية ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‬

‫تعقب المرحل ة االنتقالي ة ويتم يز المجتم ع في ه ذه المرحل ة بالرخ اء واالزده ار إذ تت وفر مقوم ات التق دم‬
‫الصحي واالقتصادي والثقافي ‪ ،‬ويظل مستوى المعيشة في ارتفاع مدة طويلة ‪ ،‬لذلك فإن نسبة المواليد تأخذ‬
‫في االنخف اض ت دريجيا إلى أن يص بح الف رق بين الموالي د والوفي ات ض ئيال ‪ ،‬فال يس مح بزي ادة س ريعة في‬
‫الس كان ويرج ع ذل ك إلى تفهم األف راد ألهمي ة االس تمتاع بحي اة أفض ل ‪ ،‬وتوف ير الرفاهي ة والرخ اء لألجي ال‬
‫القادم ة ‪ ،‬مم ا ي دفعهم إلى التحكم في النس ل وتحدي د ع دد م ا ينتجون ه من أطف ال ‪ ،‬إلى ج انب نقص ع دد‬
‫الوفي ات ‪ ،‬وق د ظه رت في ال دول المتط ورة مرحل ة رابع ة للنم و الس كاني يتس اوي فيه ا مع دلي الموالي د‬
‫والوفيات أو يزيد فيها معدل الوفيات عن معدل المواليد وزيادة طفيفة ألسباب خاصة ‪.‬‬

‫الهجرة‬
‫أنواع الهجرة‬

‫اسباب الهجرة‬

‫العوامل المعرقلة للهجرة‬

‫الهجرة‬

‫إن ظاهرة انتقال السكان من مكان إلى آخر بأشكال متعددة تختلف فيها مسافة االنتقال ومدة البقاء فقد تشمل‬
‫حرك ة االنتق ال من وإ لى مك ان العم ل أو الزي ارات أو الس فرات ‪ ،‬لكن ه ذا الن وع من التنق ل يختل ف عن‬
‫الحركة التي تبغي االستقرار الدائم في مكان الوصول ‪ ،‬وهذا النوع من الحركة يقصد به الهجرة ‪ .‬لذا فإن‬
‫العنصر األساسي للهجرة يشمل التغيير في مكان السكن أو مكان االقامة االعتيادي إلى مكان جديد ومختلف‬
‫‪.‬‬

‫أنواع الهجرة‬

‫‪ .1‬هجرة خارجية ‪ :‬يعبر عنها بكل حركة عبر الحدود ماعدا الحركات السياسية ‪.‬‬

‫‪ .2‬هجرة داخلي ة فيه ا ينتق ل الش خص من مجتم ع محلي إلى آخ ر ‪ ،‬مجت ازا الحدود االداري ة بين المجتمعين‬
‫مع بقائه في حدود الدولة ‪.‬‬

‫للتعرف على حالة الهجرة الداخلية البد من وجود حدود واضحة معترف بها بين المجتمعات المحلية ‪ ،‬ف إذا‬
‫اجتاز الشخص الحدود بين مجتمعين تاركا المجتمع األول وعازما االنتقال إلى مجتمع ثاني بقصد االقامة‬
‫لمدة ال تقل عن تسعة أشهر أو سنة سميت هذه الحالة بالهجرة الداخلية ‪ ،‬وتقسم الهجرة الداخلية إلى ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الهجرة من أقليم القليم مثل الهجرة بين المحافظات ‪.‬‬

‫ب الهجرة من الريف إلى المدينة ‪.‬‬

‫أسباب الهجرة‬

‫يمكن تقسيم أسباب الهجرة إلى عوامل طاردة وأخرى جاذبة وكاالتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬األسباب الطاردة ‪ :‬وتتلخص فيما يأتي ‪:‬‬

‫‪ . 1‬شدة تأخر الريف وفقره ‪.‬‬

‫‪ .2‬البطالة المنتشرة بين سكانه بأنواعها المقنعة والكاملة ‪.‬‬

‫‪ .3‬قلة فرص العمل المتاحة ‪.‬‬

‫‪ .4‬انخفاض األجور النسبي ‪.‬‬

‫‪ . 5‬انخفاض مستويات المعيشة والخدمات األساسية المتاحة ‪.‬‬

‫هذا وتؤدي نظم الميراث وتفتت الملكية وما يترتب عليها إلى هجرة أهل الريف عندما تضيق بهم أسباب‬
‫الحياة ‪.‬‬

‫ب ‪ .‬األسباب الجاذبة ‪:‬‬

‫وتتلخص فيما يأتي ‪:‬‬

‫‪ .1‬ظهور مصادر جديدة للرزق في بعض المناطق كانشاء بعض المصانع في بعض المدن ‪.‬‬

‫‪ .2‬وجود الجامعات والمدارس بالمدن ‪.‬‬

‫‪ .3‬فرص العمل في مختلف الوظائف أكثر توافرا في المدينة عن القرية ‪.‬‬

‫‪ .4‬مباهج الحياة في المدينة وارتفاع مستوى الحياة بها الذي يدفع البعض إلى هجرة الريف سعيا وراء تلك‬
‫المباهج وتحقيقا لمستوى عال من الرفاهية ‪.‬‬

‫للهجرة آثارها على كل من البلد المرسل والمستقبل فبالنسبة للبلد المرسل نجد أن العمالة قد تتأثر فيه بشكل‬
‫ملح وظ ‪ ،‬ألن الهج رة تس بب نقص في األي دي العامل ة فض ال عن حرم ان القري ة من بعض ش بابها المثق ف‬
‫العام ل ب ل وحرمانه ا من ال ثروات ال تي ينقله ا المه اجرون إلى المدين ة بعي دا عن موطنه ا األص لي في ق رى‬
‫الريف ‪ ,‬أما بالنسبة للبلد المستقبل فقد تعمل الهجرة على تخفيض األجور كما تستفيد من قوة الشباب العامل‬
‫المثق ف المنتق ل إليه ا من القري ة وفي الج انب اآلخ ر ق د تت أثر المدين ة بالمه اجرين إليه ا من الري ف فيخت ل‬
‫ال تركيب الس كاني به ا ‪ ،‬فق د تزي د نس بة ال ذكور على االن اث فض ال عن المش اكل الناتج ة عن ع دم التكي ف‬
‫الس ريع للمه اجرين وال تي ق د ينتج عنه ا االنح راف والجريم ة فض ال عن ض غط المه اجرين على المراف ق‬
‫المختلفة ومزاحمة أهل المدينة األصليين فيما يقدم إليهم من خدمات ‪.‬‬

‫العوامل‪ +‬المعرقلة للهجرة‬

‫‪ .1‬األعباء االقتصادية المطلوب تحملها للهجرة ‪.‬‬

‫‪ .٢‬الملكية التي تربط العامل بقريته وإ ذا هاجر فإنه يعود لالطمئنان عليها ‪.‬‬

‫‪ .3‬عدم التأكد من القدرة على المعيشة في المناطق الجديدة ‪.‬‬

‫‪ .4‬وجود روابط اجتماعية في القرية ‪.‬‬

‫المؤسسات االجتماعية‬
‫المؤسسات الريفية‬
‫أوال‪ -‬األسرة كمؤسسة‪ +‬اجتماعية‬
‫ثانيا‪ -‬المؤسسة التعليمية‪+‬‬
‫ثالثا‪ -‬المؤسسة‪ +‬الصحية‬
‫رابعا‪ -‬المؤسسة االقتصادية‬
‫خامسا‪ -‬المؤسسة‪ +‬السياسية‬
‫المؤسسات االجتماعية‬
‫تعريف المؤسسات االجتماعية‬

‫هي أنماط من العالقات ذات خصائص كمية ونوعية معينة تعد أكثر تقدما وواقعية تعمل في قطاع أساسي‬
‫معين من المجتمع تنظمه وتطوره ويقوم اإلنسان بتفاعله مع غيره بالدور الرئيس لتلك األعمال ‪ ،‬كما تمثل‬
‫رغباته وحاجاته األهداف األساسية والكبرى التي وجد النظام من أجل تحقيقه ‪ ،‬فإن المؤسسات االجتماعية‬
‫ال تي نش أت وال تي تنش أ في أي مجتم ع يك ون دائم ا وراءه ا أه داف تمث ل رغب ات المش تركين في تل ك‬
‫المؤسسات ‪ ،‬وهذه د المؤسسات قد تعمل ضمن ثقافة المجتمع وبذلك تميل إلى المحافظة على أوضاع معينة‬
‫أو أشباع رغبات الناس الضرورية ‪ ،‬وقد تتخطى نطاق تلك الثقافة فتعمل على تطوير األهداف بما يشبع‬
‫رغبات الناس األقل ضرورة وبما يسد المتطلبات الحضارية الحديثة ‪.‬‬

‫المؤسسات الريفية‬

‫أوال‪ -‬األسرة كمؤسسة‪ +‬اجتماعية‬

‫تعد األسرة هي األساس أو النواة التي حولها وداخلها تدور حياة الفرد من مولده إلى مماته ‪ ،‬وال يوجد أي‬
‫نظ ام اجتم اعي من اظر ألهمي ة نظ ام األس رة باعتباره ا هي ال تي يتم عن طريقه ا خلق الشخص يات وت دريب‬
‫أعضاؤها ليصبحوا أعضاء عاملين بالمجتمع ومن المعروف أن األسرة تعد أول نظام اجتماعي عرفه الناس‬
‫في ش تى بق اع الع الم ‪ ،‬إذ يتم من خالله ا إنت اج التطلع ات والتوقع ات والمف اهيم االجتماعي ة ‪ ،‬وتق وم األس رة‬
‫بأربع وظائف هامة من هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬عملية التكاثر بإنتاج أفراد جدد للمجتمع ‪.‬‬

‫‪ .2‬تغذية ورعاية األطفال الصغار والمحافظة عليهم ‪.‬‬


‫‪ .3‬عملية التطبيع االجتماعي ‪ ،‬أي تمد الفرد الناشئ بالمواقف والخبرات وصالت الحب والحنان التي تشبع‬
‫لديه الحاجات والرغبات ‪.‬‬

‫‪ .4‬تحديد الوضع االجتماعي للشخص الناشئ بالمجتمع محددة بذلك مركزه في األسرة ومكانه في المجتمع‬
‫األكبر ‪.‬‬

‫‪ . 5‬توفير األمن االقتصادي والعاطفي لألفراد ‪ .‬فضال عن وظائف أخرى ثانوية مثل اإلنتاج االقتصادي‬
‫والعناية بالمسنين من بين أعضاؤها وحماية أعضاؤها من األخطار ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬المؤسسة التعليمية‬

‫هي ت ركيب م رتب للعالق ات االجتماعي ة المتبادل ة ال تي ته دف إلى نق ل المع ارف والمف اهيم والمه ارات من‬
‫أش خاص يمتلكونه ا ( المعلم ون ) إلى أش خاص آخ رين هم بحاج ة لألس تزادة منه ا وتنمي ة قابلي اتهم فيه ا‬
‫( المتعلمون ) ‪ ،‬وفي المجتمعات الريفية تهدف إلى تعليم الزراع وتدريسهم على الطرائق الحديثة والمحسنة‬
‫ال تي ترف ع من إنت اجهم ال زراعي ومس توى تعليمهم الثق افي واالجتم اعي ومن أهمه ا الم دارس والمؤسس ات‬
‫الثقافية ‪ .‬أنواع التعليم‬

‫‪ .1‬التعليم النظ امي ‪ :‬يش مل التعليم المدرس ي بمراحل ه المختلف ة ( التمهي دي واالبت دائي والث انوي والج امعي‬
‫بم ا في ه الدراس ات العلي ا ) وال ذي يمت از بثب ات نس بي بمناهج ه وطرائق ه ووس ائله ويتج انس المتعلمين في ه ‪،‬‬
‫والذي يحصل فيه المتعلم على شهادة تؤهله الدخول إلى المرحلة الالحقة ‪.‬‬

‫‪ .٢‬التعليم الالنظامي أو الالمدرسي ‪ :‬هذا النوع من التعليم يمتاز بمرونة في خططه ووسائله من أجل أن‬
‫تنس جم برامج ه وأهداف ه م ع احتياج ات ورغب ات المتعلمين المختلف ة مث ل مراك ز مح و األمي ة والجمعي ات‬
‫الفالحية التعاونية ومؤسسة ال الثقافة العمالية والمؤسسة العامة للتثقيف الفالحي ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬المؤسسة الصحية‬

‫يمكن تعريفها أنها الكل المتفاعل من العالقات والتركيبات االجتماعية التي تعنى بصحة أفراد المجتمع ‪،‬‬
‫ومفهوم الصحة هنا يعني الكمال الجسمي والعقلي والنفسي لإلنسان ‪ ،‬وهي التي تهتم بصحة المواطنين في‬
‫المناطق الريفية ‪ ،‬وتضم األقسام الصحية بالمراكز االجتماعية والوحدات المجمعة فضال عن المجموعات‬
‫الص حية والوح دات الص حية الريفي ة ووح دات العالج الش امل ‪ ،‬وتتمث ل ه ذه الوح دات ال تي تق دم خ دمات‬
‫صحية للمواطنين باآلتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الخدمات الوقائية والسيما مقاومة األوبئة واألمراض المتوطنة ‪.‬‬

‫‪ .2‬الخدمات الطالبية ‪.‬‬

‫‪ .3‬األمومة والطفولة ‪.‬‬

‫‪ .4‬االرشادات الصحية لألسر الريفية ‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬المؤسسة االقتصادية‬

‫هي نظام المعايير والقيم والتنظيمات واآلليات بل والمشاعر والدوافع المحددة للسلوك االجتماعي في مجال‬
‫اإلنتاج والتوزيع واالستهالك ‪ ،‬وتتمثل أهم وظائف هذه المؤسسة باآلتي ‪:‬‬

‫‪ .۱‬توف ير أس اليب اإلنت اج للس لع والخ دمات في مج ال االحتياج ات األساس ية لإلنس ان كالغ ذاء والكس اء‬
‫واإليواء والماء والدواء ‪.‬‬

‫‪ .۲‬توفير أساليب توزيع السلع والخدمات ‪.‬‬

‫‪ .3‬تمكين أعضاء المجتمع من استهالك السلع والخدمات المنتجة ‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬المؤسسة السياسية‬

‫هي نظ ام من العقائ د والفلس فات المتعلق ة ب الحكم ‪ ،‬المتمث ل بالس لوك السياس ي لحكم الن اس وادارة أعم ال‬
‫الدولة ‪ ،‬وأهم وظائفها ‪:‬‬

‫‪ .1‬تأسيس المعايير ووضع القوانين ‪.‬‬


‫‪ .2‬تنفيذ القوانين ‪.‬‬
‫‪ .3‬حل النزاع والقضاء ‪.‬‬
‫‪ .4‬توفير الحماية الكريمة ألعضاء المجتمع ‪.‬‬
‫‪ . 5‬حماية المجتمع من التهديد الخارجي‬

‫دور اإلرشاد الزراعي في تنمية المجتمع الريفي‬


‫تلقى برامج تنمية المجتمع الريفي اهتمام اً كبيراً لدى حكومات الدول النامية لكون غالبية سكان هذه الدول‬
‫يعيش ون في الري ف‪ .‬وأن اقتص ادها يعتم د بالدرج ة األولى على الزراع ة‪ .‬وق د س اهم اإلرش اد ال زراعي‬
‫مس اهمة فعال ة وكب يرة في ب رامج تنمي ة المجتم ع ال ريفي في معظم بل دان الع الم‪ ،‬ويع د أح د أجه زة التنمي ة‬
‫الريفية وأهمها‪.‬‬
‫وتع ني بالتنمي ة الريفي ة مجموع ة ال برامج والمش روعات والعملي ات ال تي تنف ذ إلح داث تغي ير ريفي مرغ وب‬
‫في ه نتيج ة لتط وير وتنظيم بيئ ة المجتم ع ال ريفي وم وارده المتاح ة وتنميته ا إلى أقص ى ح د ممكن باالعتم اد‬
‫على الجهود المحلية والحكومية ‪ .‬وقد عرفت المنظمة العربية للثقافة والعلوم التنمية الريفية بأنها التنمية‬
‫االجتماعي ة االقتص ادية الش مولية للري ف‪ ,‬أي عملي ة إح داث تغي يرات ربحي ة ومهامي ة في المجتم ع ال ريفي‬
‫بهدف زيادة الرفاه االقتصادي والرفاه االجتماعي والرضا النفسي لسكان المجتمع الريفي على مر الزمن‪.‬‬
‫وتركز التنمية الريفية على تنمية العنصر البشري الريفي باعتباره العنصر الحاسم أو الهام لهذه العملية عن‬
‫طريق تغيير األنماط السلوكية وكذلك تركز على ضرورة المشاركة الفعالة لألهالي في هذه العملية‪.‬‬
‫ويساهم اإلرشاد الزراعي بقسط كبير في تحقيق التنمية الريفية لكونه يسعى من خالل نشاطه التعليمي غير‬
‫الرس مي إلى إح داث التغ يرات المرغ وب فيه ا في مع ارف ومه ارات واتجاه ات أه ل الري ف ال ذين يع دون‬
‫العنص ر األساس ي في التنمي ة الريفي ة‪ .‬حيث يق وم اإلرش اد ال زراعي وعن طري ق برامج ه التنفيذي ة بالمه ام‬
‫األساسية التالية‪:‬‬
‫نش ر األفك ار واألس اليب المس تحدثة في الزراع ة بين ص فوف الفالحين ومس اعدتهم على تبنيه ا‬ ‫‪.1‬‬
‫وتطبيقها‪.‬‬
‫تحس ين مس توى مه ارات وأداء الفالحين لألعم ال الزراعي ة من خالل ال دورات التدريبي ة‬ ‫‪.2‬‬
‫واإليضاحات‪.‬‬
‫مساعدة الريفيين في استثمار مواردهم وأوقات فراغهم بما يعود عليهم بالمنفعة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تحفيز أهل الريف على المشاركة الفعالة في برامج التنمية الريفية وتنظيم مشاركتهم فيها سواء تلك‬ ‫‪.4‬‬
‫البرامج التي يقوم فيها اإلرشاد الزراعي أو بقية األجهزة التنموية‪.‬‬
‫تطوير القيادات الريفية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المساهمة في زيادة اإلنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫التغير االجتماعي‬
‫هناك مصطلحان مترادفان‪:‬‬
‫التغير‪:‬‬ ‫•‬
‫التح ول ال ذي يحص ل في المجتمع ات نتيج ة حركته ا الدائم ة وت أثير ب الظروف الموض وعية في اتج اه ه ذه‬
‫الحركة وبالتالي خضوعها لقوانين تطور المجتمعات‪ ,‬وعادة ما يسمى بالتغير التلقائي‪ .‬مثال على هذا النوع‬
‫من التغير المراحل التاريخية للبشرية‪ .‬نظام مشاع – رق – اإلقطاع – الرأسمالية – االشتراكية ‪-‬؟‬
‫التغيير‪:‬‬ ‫•‬
‫هو التحول الذي يكون نتيجة برنامج مخطط وضع من اجل نقل ظاهرة معينة من مرحلة إلى أخرى‪ .‬أي‬
‫أن التغيير يكون نتيجة تشخيص دقيق لواقع يراد تحويله إلى واقع آخر باستخدام برامج تبحث في األطر‬
‫النظرية التي تستهدف تفسير ظاهرة تحول المجتمعات ووضع األسس والقواعد العامة التي تسير بموجبها‬
‫عملي ة التغ ير‪ .‬ففي المجتمع ات الحالي ة لم يع د الن اس يقبل ون بم ا ي أتي في ه التغ ير التلق ائي أو البق اء وانتظ ار‬
‫النت ائج‪ ,‬ب ل أص بحوا يفرض ون م ا يرغبون ه من االتجاه ات على مج رى التغي ير ح تى يك ون منس جماً م ع‬
‫أفكارهم‪ ،‬وهكذا ظهر بما يعرف بالتخطيط االجتماعي حيث استطاع اإلنسان أن يتدخل بإرادته في عملية‬
‫التغ ير بالش كل ال ذي يحق ق أهداف ه‪ .‬ولكن وض ع األس س والقواع د العام ة لظ اهرة التغ ير االجتم اعي ليس ت‬
‫س هلة‪ ,‬وك ذلك لم تص ل إلى الدق ة والوض وح وذل ك بس بب تش ابه الظ واهر االجتماعي ة م ع ظ واهر أخ رى‬
‫والتفاعل المشترك بينها‪ .‬وبالتالي فان التغير االجتماعي يشير إلى التحوالت الملحوظة التي تطرأ على بنية‬
‫أو وظائف عناصر النظام االجتماعي والتي تنعكس على نمط أو أسلوب العالقات االجتماعية في المجتمع‪,‬‬
‫ولكي يكون التحول تغيراً اجتماعياً ال بد له أن يكون راسخاً ومستمراً‪.‬‬
‫عوامل التغير االجتماعي‬
‫العامل االيدولوجي‪ :‬علم األفكار‬ ‫‪.1‬‬
‫العامل البيئي (الفيزيقي‪ :‬تأثير البيئة في اإلنسان والمجتمع)‬ ‫‪.2‬‬
‫العامل البيولوجي‪ :‬الجنس‪ ,‬العنصر والوراثة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫العامل الديموغرافي (السكاني‪ :‬علم السكان)‬ ‫‪.4‬‬
‫العامل التكنولوجي‬ ‫‪.5‬‬
‫العامل السيكولوجي أو التغيرات التي تحدث في مجال الشخصية‬ ‫‪.6‬‬
‫العامل االيدولوجي (علم األفكار)‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يساعد في تكوين الوعي لدى الناس ويساعد على تقبل الجديد والمتغير‪ ,‬ومشاركتهم باألفكار التي يمتلكونه ا‪.‬‬
‫في دعي الكث ير ب ان الجه ل وع دم اإلقن اع هي أح د أهم عوائ ق التغ ير‪ ،‬فاألفك ار له ا ت أثير واض ح في التغ ير‬
‫االجتم اعي وله ا قوته ا في تحدي د م ا يري د الن اس تغي يره وم ا ه و المس تقبل‪ .‬ففي بعض البل دان مث ل نيجيريا‬
‫اعتبر السكان أن التلقيح ضد شلل األطفال محرم ويقف ضد إرادة الخالق وعقيدة القضاء والقدر مما وسع‬
‫انتشار هذا المرض والكثير من األوبئة مما دعا الحاجة إلى تدخل علماء التنمية االجتماعية والريفية لتغيير‬
‫هذا الوضع حتى تم إقناع السكان والتقليل من األمراض‪.‬‬
‫ع ادة م ا تتح ول ه ذه األفك ار أو االي دولوجيات إلى حرك ة سياس ية‪ .‬فهن اك الكث ير من الحرك ات السياس ية‬
‫والتنظيمات االجتماعية كانت سبباً في كثير من التغيرات االجتماعية الجذرية‪ .‬مثل االشتراكية وغيرها من‬
‫الحركات‪.‬‬
‫العامل البيئي (الفيزيقي ‪ /‬االيكولوجي)‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يع ني ت أثير البيئ ة في اإلنس ان والمجتم ع وكي ف للبيئ ة الطبيعي ة أن ت ترك أثاره ا على النظم االجتماعي ة‬
‫والثقافية‪ .‬فالكثير ممن يعرفون باسم االيكولوجيين يعتبرون أن البيئة هي العامل الحاسم في إحداث التغيرات‬
‫والتغييرات في المجتمع ‪ .‬فالعامل الطبيعي الذي يتكون من عناصر طبيعية جغرافية يفترض أنه ذا أثر في‬
‫حي اة المجتم ع وفي التغ ير االجتم اعي‪ .‬مثال‪ :‬أث ر التض اريس األرض ية والموق ع الجغ رافي في حي اة أف راد‬
‫المجتمع كالمناطق الصحراوية‪ ,‬الجبلية أو السهول أو المناخ من حرارة أو برودة‪...‬الخ‪.‬‬
‫فقد أشار ابن خلدون إلى هذا العامل في مقدمته تأثير المناخ في العمران‪ ,‬أو تأثير الهواء في ألوان البشر‪.‬‬
‫فالبعض يعتبرون أن العوامل الطبيعية وبالذات المناخ والتربة هي التي تحدد روح الشعب ونفسيته وعاداته‬
‫وتقاليده‬
‫العامل البيولوجي‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫هي العوامل أو المؤثرات التي تكون سبباً في إحداث التغير وأهمها الجنس أو العنصر الوراثي وقوانينها‪.‬‬
‫يقول أصحاب هذا الرأي أن التغير االجتماعي يعود إلى طبيعة األجناس البشرية ودورها في إحداث التغير‬
‫أو التقدم من عدمه واختالف األجناس يفسر اختالف التقدم‪ .‬فالكثير من األمم لم تستطع أن تحافظ على نقاء‬
‫الدم بسبب االختالط وبالتالي لم يستطع العرق أن يحافظ على ميزاته‪.‬‬
‫ومن علماء االجتماع من يقسم األجناس إلى‪:‬‬
‫العليا‪ :‬وهي القادرة على تحقيق التقدم‬ ‫•‬
‫الدنيا‪ :‬وهي العاجزة عن تحقيق شيء مفيد‬ ‫•‬

‫العامل الديموغرافي (السكاني‪ :‬علم السكان)‪:‬‬ ‫‪.4‬‬


‫يعتبر هذا العامل مهم في دراسة المجتمع وحركته وله آثر في التغير االجتماعي‪ .‬فهناك الكثير من األمور‬
‫ترتبط بعلم السكان مثل‪:‬‬
‫نمو السكان ‪ -2‬الزيادة والنقصان ‪ -3‬عناصر السكان ‪ -4‬التركيب العمري والجنسي لهم‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -7‬حرك ة الس كان ‪ - 8‬من اطق التجمع ات‬ ‫كثاف ة الس كان ‪ -6‬نس بة الع املين إلى الع اطلين‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ -9‬الهجرات الداخلية والخارجية وأنواعها ‪ -10‬حالة المواليد والوفيات‪.‬‬
‫ق ام الع الم م الثوس ( ‪ )Malthus‬برب ط العام ل الس كاني م ع التغ ير االجتم اعي‪ .‬حيث ذكر ب أن ع دد الس كان‬
‫يزداد بشكل متوالية هندسية ( ‪ )...،8 ،4 ،2 ،1‬في حين يزداد اإلنتاج في شكل متوالية حسابية (‪،2 ،1‬‬
‫‪ )... ،4 ،3‬مما يولد ضغط كبير على الموارد الطبيعية‪ ،‬ومن العيوب على هذه النظرية عدم أخذ عملية‬
‫الت وازن بين ع دد الس كان واإلنت اج باالعتب ار ال ذي يحص ل من خالل الح روب والمجاع ات والك وارث ال تي‬
‫ت ؤدي إلى تقلي ل ع دد الس كان‪ .‬كم ا أنه ا لم تأخ ذ العلم والتط ور التكنول وجي بعين االعتب ار‪ ،‬وك ذلك الم وارد‬
‫الموجودة في البحار أو الغابات وغيرها‪.‬‬
‫بل أنه توجد صلة بين زيادة السكان وظهور أنماط حياة جديدة ومتغيرة منها نشأة المدن والتحضر‪ .‬والزيادة‬
‫السكانية تؤدي إلى خلق أفكار جديدة لخلق مجاالت عمل أكثر (التصنيع بدل الزراعة)‬
‫العامل التكنولوجي‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫تعامل اإلنسان مع التقنية منذ بدء التاريخ فقام بصناعة اآلالت واألدوات التي تتالءم مع متطلباته وحاجاته‬
‫في وقتها‪.‬‬
‫فهناك صلة بين العلم والتكنولوجيا‪:‬‬
‫العلم‪ :‬هو معرفة قوانين الطبيعة‪.‬‬ ‫•‬
‫التكنولوجي ا‪ :‬هي العلم في حال ة التط بيق وتحويل ه إلى اآلالت وأنظم ة ووس ائل االتص ال والس يطرة‬ ‫•‬
‫ونقل المعلومة وغيرها‪.‬‬
‫أي أنه ا مجم وع المكتش فات واالختراع ات حيث ي بين االكتش اف الوص ول إلى ش يء جدي د‪ ,‬واالخ تراع ه و‬
‫التأليف بين مواد موجودة مسبقاً لصنع شيء جديد‪.‬‬
‫يعتقد الكثير أن استخدام اآللة والطاقة هي شرط أساسي لحدوث التغير والتقدم الحضاري‪ .‬ويسلى وايت‬
‫‪ .2‬االجتماعية ‪ .3‬االيدولوجية‪.‬‬ ‫(‪ )White‬اعتقد أن للحضارة ثالثة أنظمة‪ .1 :‬التكنولوجية‬
‫ولكن العام ل التكنول وجي ه و المق رر لتط وير ك ل من النظ ام االجتم اعي واالي دولوجي وبالت الي تط وير‬
‫الحضاري ككل‪.‬‬ ‫النظام‬
‫عاداً التغير يحدث في الجانب المادي والتكنولوجي ثم تضطر باقي العناصر إلى التكيف معه‪ .‬أصبح التغير‬
‫المادي سريع وواضح‪ ,‬في حين الجوانب الثقافية غير المادية فتغيرها بطيء ويظهر هنا ما يسمى بالفجوة‬
‫الثقافي ة ‪ Cultural Lag‬ف التغير حس ب ه ذه الظ اهرة يع ني أن التغ ير في الن واحي التكنولوجي ة أس رع من‬
‫التغيرات التي تحدث في المعتقدات والعادات‪.‬‬

‫التغيرات السيكولوجية التي تحدث في مجال الشخصية‪:‬‬ ‫‪.6‬‬


‫توجد عالقة متبادلة بين الشخصية واإلنسان‪ .‬فكل تغير في المظاهر السيكولوجية (النفسية ) قد يؤدي إلى‬
‫إحداث تغيرات اجتماعية تنعكس في نوعية وفاعلية األدوار التي كان يؤديها الفرد في المجتمع ومن سيقوم‬
‫ب أداء ه ذه األدوار عن ه ب دال أن يص بح ع اجزاً عن أدائه ا‪ .‬وهك ذا يك ون تحري ك للت وازن االجتم اعي وال ذي‬
‫يؤدي بالنتيجة إلى التغير االجتماعي سواء في الوظائف أو المراكز االجتماعية ألعضاء النظام االجتماعي‪.‬‬
‫أنواع التغير االجتماعي‬
‫أهم جوانب التغير االجتماعي‪:‬‬
‫التغير في النظام الكلي للبناء االجتماعي (الثقافة االجتماعية) ‪:Cultural‬‬ ‫•‬
‫ويقسم التراث االجتماعي إلى قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬مادي يرتبط باألشياء المادية للمجتمع‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الث اني‪ :‬غ ير م ادي يرتب ط باألش ياء غ ير المادي ة بم ا فيه ا من فن ون وثقاف ة وتنظيم اجتم اعي‬ ‫‪.2‬‬
‫واديان‪.....‬الخ‪.‬‬
‫التغير في العالقات ‪: Relationship‬‬ ‫•‬
‫يرى البعض أن التغير ال يعني تغير عناصر السلوك وسمات الثقافة إنما العالقات االجتماعية والتي تؤثر‬
‫في البناء االجتماعي ووحدته وتماسكه‪ .‬فالتغيرات التي تطرأ على العالقات األساسية بين األفراد تؤدي إلى‬
‫تغير في مقومات المجتمع األساسي‪.‬‬
‫التغير في القيم االجتماعية ‪: Social Values‬‬ ‫•‬
‫أك ثر التغ يرات ح دوثاً في القيم االجتماعي ة ال تي ت ؤثر مباش رة في مض مون األدوار االجتماعي ة والتفاع ل‬
‫االجتماعي كانتقال المجتمع من النمط اإلقطاعي إلى النمط الصناعي‪ .‬هذا النوع يحتاج إلى فترة طويلة من‬
‫الزمن‪.‬‬
‫التغير في مراكز األشخاص ‪Role and Status‬‬ ‫•‬
‫التغ ير في مراك ز األش خاص ممن يقوم ون ب ادوار مهم ة في المجتم ع ي ؤدي إلى تغ يرات ملموس ة في بني ة‬
‫المجتمع سواء في القيمة أو العالقات االجتماعية واإلنتاجية‪.‬‬
‫طرق قياس التغير االجتماعي ‪:‬‬
‫دراسة التغير في النظم االجتماعية في المجتمع في مراحل زمنية متالحقة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫دراسة التغير بين مجتمعين في مرحلة زمنية واحدة (الريف والمدينة)‬ ‫‪.2‬‬
‫دراسة بعض النظم االجتماعية للمجتمع‪ :‬تشمل دراسة التغير في نظام اجتماعي واحد خالل مراحل‬ ‫‪.3‬‬
‫زمنية متوالية‪.‬‬

‫عوائق التغير االجتماعي‬


‫‪Barriers of Social Change‬‬

‫أوالً‪ :‬العوائق الثقافية ‪Cultural Barriers‬‬


‫ال بد من ذكر العوائق الثقافية المتنوعة فيها كثير من التداخل ولكن المجدي محاولة دراستها‪:‬‬
‫القيم واالتجاهات ‪Values and Attitudes‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التقاليد ‪Traditions‬‬ ‫•‬
‫في المجتمع ات الص ناعية األفك ار واالختراع ات والوس ائل الجدي دة تلقى اهتمام اً خاص اً ويج ذب الن اس إلي ه‪،‬‬
‫ذلك عكس الدول النامية التي تتحفظ أكثر ولديهم شكوكاً أكثر‪.‬‬
‫االعتقاد في الحظ والنصيب ‪Fatalism‬‬ ‫•‬
‫ومرتب ط ه ذا ب القوى التقليدي ة‪ ,‬فالمجتمع ات المتقدم ة ل ديها ق درة أعلى على الس يطرة ب الظروف االجتماعي ة‬
‫والطبيعي ة بحيث قللت من المخ اطر والمش اكل المترتب ة فيه ا‪ .‬أم ا ال دول المتخلف ة ف ان الس يطرة على ه ذه‬
‫الظروف محدودة وبالتالي ال يمكن إال التسليم فيها والقول بالحظ والنصيب‪.‬‬
‫التعصب الثقافي ‪Cultural Ethnics‬‬ ‫•‬
‫الكث ير من المجتمع ات يعتق دون ب ان نظ ام حي اتهم الطبيعي ة ه و األفض ل‪ .‬وه ذا يح د من تط ور الس لوك‬
‫االجتماعي لألفراد (اتجاهات سلوكية ‪ ,‬أشكال اجتماعية ‪ ,‬عقائد دينية)‪.‬‬

‫االعتداد بالنفس (العزة والكرامة) ‪: Pride & Dignity‬‬ ‫•‬


‫الكثير من المجتمعات التقليدية تولي أهمية خاصة لما يعتبرونه مساساً بعزتهم وكرامتهم وصلة ذلك بثقافتهم‬
‫وهويتهم مثل التعليم (محو األمية)‪ ,‬أو العمل (ثقافة العيب)‪.‬‬
‫معايير التواضع ‪Norms of Modesty‬‬ ‫•‬
‫الكثير من الثقافات يوجد فيها عنصر الخشوع والتواضع مثال ذلك برامج األمومة والطفولة في كثير من‬
‫المجتمع ات التي تعتم د على األطب اء اإلن اث فق ط‪ .‬أو االعتداد ب النفس نتيج ة إلنج اب األطف ال داخ ل المنزل‬
‫بدالً عن المستشفى‪.‬‬
‫القيم النسبية ‪Relation Values‬‬ ‫•‬
‫لكل مجتمع تقاليده وقيمه وثقافته المميزة‪ ,‬وعندما يكون هناك سوء فهم للقيم السائدة في المجتمع تكون نهاية‬
‫جهود التنمية الفشل‪ .‬ف رفض المزارعين في احد من اطق أمريكا الالتينية (المكس يك) نوع من تقاوي الذرة‬
‫الهجين والتي تعطي إنتاج يقدر بثالث أضعاف اإلنتاج الطبيعي لهم‪ ,‬الن نوع وطعم الطحين الناتج عن هذا‬
‫الصنف يختلف عن سابقه‪.‬‬
‫‪ .2‬البنيان الثقافي ‪Cultural Structure‬‬
‫عدم التوافق المنطقي (التناغم) بين العناصر الثقافية (تنوع الثقافات)‪:‬‬ ‫•‬
‫صعوبة التغير في المجتمعات التي تتباين فيها الثقافات‪ ,‬أي عدم وجود التنسيق االجتماعي‪ .‬مثل المجتمع‬
‫الهن دي ال ذي يحت وي على الكث ير من ال ديانات والطوائ ف – الهن دوس‪ ,‬المس يح‪ ,‬المس لمين وغ يرهم‪ .‬تربي ة‬
‫األبقار _ معارضة هندوسية‪ ,‬مبيدات حشرية _ معارضة بوذية‪.‬‬
‫عواقب غير مرئية (غير محسوسة) للمبتكرات المقدمة‪:‬‬ ‫•‬
‫عند إدخال أية مبتكرات ال بد من األخذ باالعتبار النتائج الثانوية لها والتي في بعض األحيان تكون غير‬
‫ظاهرة وعندما تظهر تكون غير مقبولة لدى المجتمع بسبب االعتقاد ‪ .‬ففي القرى الهندية األسلوب التقليدي‬
‫الس تخدام الوق ود للمواق د يس اعد على تص اعد ال دخان وبالت الي ي ؤدي إلى قت ل الس وس في األخش اب ويمن ع‬
‫سقوط السقف‪ .‬أما فكرة إدخال المواقد المحسنة فكانت مرفوضة مما أدى إلى فشل المشروع‪.‬‬
‫األنماط الحركية واألوضاع الجسمية المضادة ‪Customary‬‬ ‫•‬
‫تع د األنم اط الحركي ة ‪ , Motor Patterns‬واألوض اع الجس مية ‪ Body Positions‬طريق ة للتعب ير عن‬
‫أنفس نا نتعلمه ا من ذ الص غر‪ .‬ك ذلك الحرك ات واألوض اع الحركي ة للجس م‪ ,‬فالثقاف ة تق رر ن وع الحرك ات‬
‫المستخدمة‪ .‬مثال‪ :‬ظهور مشكلة إدخال المراحيض المحسنة في مجتمعنا العربي حيث أن الجيل القديم قد‬
‫تعود على نوع معين منها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬العوائق االجتماعية‬
‫تماسك الجماعة ‪Group Solidarity‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عاداً ما يتمسك الناس في المجتمعات الريفية التقليدية بأفكار معينة فهناك التزام متبادل داخل إطار الجماعة‬
‫ومن ينحرف عن هذه األفكار يلقى النقد من الجميع‪.‬‬
‫االلتزام المتبادل داخل األسرة ‪:‬‬ ‫•‬
‫االلتزامات داخل األسرة بالمجتمعات الريفية ال تعتبر اختيارية بل هي مسلمات اجتماعية ال بد من العمل‬
‫فيها وخصوصاً أوقات الشدة والضيق أو حالة الوفاة أو الرجوع إلى رأي الكبير في العائلة‪.‬‬
‫ديناميكية الجماعة الصغيرة ‪:‬‬ ‫•‬
‫اإلحساس باالنتماء الشخصي إلى الجماعات الصغيرة عادة يكون أمر ضرورياً وذلك لتوفير األمان‪ .‬وكثير‬
‫ما تعتبر الجماعة الصغيرة من أصدقاء أو غيرها من وحدات الترابط قوية جداً‪ .‬فهناك من يضحي بالكثير‬
‫من أجل اإلبقاء على هذه الصداقات‪ .‬ومقاومة ما يمكن التأثير عليها (الديوان سابقا في المجتمعات الريفية)‪.‬‬
‫الرأي العام ‪Public Opinion‬‬ ‫•‬
‫إن الرأي العام كثيراً ما يكون ذو تأثير قوي في سلوك األفراد داخل الجماعات‪ .‬كان يبدأ أحد األفراد بإنشاء‬
‫مشروع تنموي معين وهو مرفوض من الرأي العام في المجتمع فيؤدي إلى فشل المشروع‪.‬‬

‫الصراعات أو التنازعات ‪Conflicts‬‬ ‫•‬


‫فم ع وج ود التماس ك االجتم اعي في المجتمع ات الريفي ة‪ ،‬إال أن ه ذه المجتمع ات ال تخل و من الخالف ات‬
‫والتحزبات‪.‬‬
‫التحزبات ‪Factionalism‬‬ ‫•‬
‫عند ظهور أفكار جديدة في المجتمعات الريفية تكثر عادة اآلراء ويغلبها التحزب أكثر من المنطقية وبالتالي‬
‫تنعكس سلباً على الموضوع (تحزب األسرة إلى بعضها البعض حتى لو كان على خطأ)‪.‬‬
‫ذوي المصالح الخاصة ‪Vested Interest‬‬ ‫•‬
‫عادة ما تكون التغيرات االجتماعية واالقتصادية تهدد جماعة مستفيدة من الوضع القائم بالتالي يحاولون قدر‬
‫اإلمكان من ترويج اإلشاعات وغيرها لوقف هذه التغيرات‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مواقع السلطة‬


‫السلطة عادة ما تكون في البدء أشخاص مثل قادة الرأي في المجتمعات المحلية‪ ,‬وقد يكون أيض اً أنواع من‬
‫السلطة خارج المجتمع الريفي وتفوق تلك في الريف وتؤثر فيه‪.‬‬
‫السلطة داخل نطاق األسرة‪:‬‬ ‫•‬
‫مثال عملي ة اتخ اذ الق رار داخ ل األس رة‪ .‬من ه و ص احب الق رار النه ائي في األس رة؟‪ .‬اس تخدام األس اليب‬
‫القديمة وعدم التحديد قد يكون لصاحب القرار النهائي وبالتالي ال تغير قد يحصل‪.‬‬
‫السلطة داخل البنيان السياسي‪:‬‬ ‫•‬
‫أي المؤسسات الموجودة داخل المجتمعات الريفية التقليدية ذات الطابع السياسي‪ ،‬ولها نوع من السلطة على‬
‫اتخاذ القرار وعادة ما تختلف عن تلك التي داخل األسرة أو العشيرة وبالتالي لهم التأثير المباشر على أفراد‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫سلطة الشخص الفريد (المتميز)‬ ‫•‬
‫الناس الموهوبون قد يحتلون مركزاً مميزاً داخل مجتمعهم ويلعبون دوراً مهماً في التغير أو دعم التغير‬
‫رابعا ‪ :‬العوائق السيكولوجية (النفسية)‪:‬‬
‫التباين التصوري واإلدراكي بين الثقافات‬ ‫‪.1‬‬
‫الن اس ذوي الثقاف ات المختلف ة ع اداً م ا يتص ورون نفس الظ اهرة بط رق مختلف ة‪ ،‬فم ا أراه ايجابي ا ق د ي راه‬
‫غيري سلبي‪.‬‬

‫االتجاه نحو العاملين في الحكومة‬ ‫•‬


‫عاداً ما يقوم على برامج التنمية إما مؤسسات حكومية أو هيئات غير حكومية‪ ،‬وفي العادة نجد أن المجتمع‬
‫الريفي متشكك من دوافع الحكومة والذين يمثلونهم خوفاً من أمور قد تكون موجودة في نفس األفراد‪.‬‬
‫النظرة نحو المنح العينية‬ ‫•‬
‫في بعض ال دول نج د أن بعض المجتمع ات ينظ رون إلى المنح العيني ة بص ورة س لبية وذل ك بس بب التص ور‬
‫أنهم فقراء‪ ,‬أو ألن هذه المنح ال فائدة منها ولذلك بعثوها لنا‪ .‬وعكس ذلك نجده في كثير من المجتمعات ال‬
‫تتعاون مع مشاريع التنمية إذا لم يكن فيها حوافز عينية أو مادية‪ .‬مثال على ذلك عندما قامت وزارة التربي ة‬
‫والتعليم األردني ة بتوزي ع الفيتامين ات على الطالب في الم دارس‪ ،‬تش كك الكث ير من أس ر الطالب ب أن ه ذه‬
‫الفيتامينات أرسلت لنا من األعداء لزرع األمراض والحد من النسل‪.‬‬
‫التباين التصوري لألدوار‬ ‫•‬
‫في كل المجتمعات يتعلم الناس ما يقصد بالسلوك الجيد والصحيح وبالتالي فأنهم يتوقعون من غيرهم نفس‬
‫السلوك‪ ,‬فاختالف هذه التصورات والمهام السلوكية بين الناس ينتج عنها مشاكل ال تساعد في التغير‪.‬‬
‫اختالف النظرة إلى الغرض الحقيقي‬ ‫•‬
‫قد تختل ف نظ رة المخط ط والمنف ذ إلى األه داف الحقيقي ة ل برامج التنمي ة أو المش اريع عن الن اس المشتركين‬
‫فيها‪ ،‬وهذا ما يعتبر معوقاً لكثير من البرامج‪ .‬فقد نجد أن الناس فقدت رغبتها باالستمرار في المشروع أو‬
‫البرن امج التنموي ة بس بب أن م ا ق د تحق ق ه و ال ذي يهم الن اس وبالت الي يكتف ون ب ه‪ .‬وفي بعض األري اف‬
‫األردني ة ك ان المواطن ون يج دون في المش اريع التنموي ة فرص ة لكس ب الهب ات النقدي ة‪ ،‬وص احب الح ظ ه و‬
‫الذي يستطيع أخذ أكبر قدر ممكن من هذه الهبات‪ ،‬وإ ذا كانت هذه المشاريع التنموية غير مباشرة وبعيدة‬
‫المدى يحجم الكثير عن المشاركة فيها‪.‬‬
‫مشاكل اتصالية‬ ‫‪.2‬‬
‫عندما تكون الثقافة واللغة مشتركة في مجتمع ما فإن عملية االتصال تكون أسهل‪ .‬والعكس يعتبر مشكلة‪.‬‬
‫المشاكل اللغوية واللهجات‪:‬‬ ‫•‬
‫إن اختالف اللغة أو اللهجة بين خبراء التنمية أو المرشدين الزراعيين‪..‬الخ والمجتمع المحلي قد يكون عائق اً‬
‫لتوصيل المعلومات المهمة‪ .‬ولذلك ال بد من التناسق في هذا الموضوع بحيث يفهم الجماعة المستهدفة اللغة‬
‫واللهجة التي يتكلم فيها الخبير‪.‬‬
‫المشاكل اإليضاحية‪:‬‬ ‫•‬
‫في كثير من المجتمعات الريفية نجد أن الوسائل اإليضاحية والشرائح والنشرات قد تكون مشوشة ألفك ارهم‪,‬‬
‫فعدم إدراك الهدف أو األهداف من عرض فلم ثقافي قد يؤدي إلى نتائج عكسية فعادة ما يفقد الناس الثقة في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫مشاكل التعليم‪:‬‬ ‫•‬
‫أي طرق إيصال المعلومة إلى اآلخرين‪ ,‬والتي ال بد أن تكون سهلة وواضحة في ذهنه أو في ممارستها‪.‬‬
‫وال ب د أن تكون طريق ة فعال ة لدى المجتم ع أي أن يتقبله ا أفراد المجتم ع وتص لهم المعلوم ة بش كل واض ح‪.‬‬
‫فعادة ما يذكر الخبراء بأن األمور سهلة وال تحتاج صعوبة‪ ,‬ولكنه ال ينتبه إلى قدرات المجتمع المحلي‪.‬‬

You might also like