Professional Documents
Culture Documents
.الفقرة األولى :أهمية علم االجتماع على المستوى المجتمعي ،المؤسسي ،الدولي واألعمال
علم االجتماع هو عـلـم اإلنـسـان والمجتمع .وأنـه فـي تناوله لهذا اإلنسان وذلك المجتمع يهتم بما هو
.اجتماعي وما هو عـام وما هو ضروري
وإذا كان الموضوع العام لعلم االجتماع يتحـدد بهذا التعريف وهذا التوجه فإن موضوع النظرية
السوسيولوجية من المفروض أن يحافظ على كل هذا ألن نظرية علم االجتماع هي إطاره الفكري وبؤرة
موضوعه وتصوراته ،وألن صوغها العلمي والسوسيولوجي هما اللذان يكسبان العلم بجانب النهج العلمي
مالمحه وطابعه النـوعـي وغـيـره مـن العلوم .وتجدر اإلشارة هنا إلى أن العالقـة بين العلوم االجتماعية
والمعرفة العلمية لـيـسـت عالقة أحادية الجانب ،ولكن العالقة بيـنـهـمـا جـدلـيـة مـن نـاحـيـة ،كـمـا أن
العالقة بينهما ومرتبطة بالسياق االجتماعي واالقتصادي المحـيـط ،فـي مـرحـلـة تاريخية بعينها ،عالقة
جدلية أيضا .فالفكر السوسيولوجي ليس استثـنـاء لقاعدة تأثر الفكر بواقعه ،وتأثيره فيه .وإذا كنـا بـقـصـد
الـتـحـلـيـل نـحـاول توضيح موضوع نظرية علم االجتماع ،بعد إن حاولنا توضيح موضوع المعرفة العلمية
ووظائفها ،فإن هذه المحاولة البد وإن تبدأ باستجالء ما غمض من جوانـب عند تحديد موضوع العلم
والمعرفة والمجتمع .وهـي مـحـاولـة تـقـتـضـي طـرح .الـتـسـاؤل األساسي التالي :ماهي اهمية العلوم
االجتماعية في بناء المعرفة العلمية؟
.القسم األول :مفهوم العلوم االجتماعية ،أهميتها ،أنواعها ومستقبلها
يشير مصطلح العلوم االجتماعّي ة إلى أي فرع من فروع العلوم الذي يتعّلق بالسلوك اإلنساني والذي يشمل
جوانبه االجتماعّي ة والثقافّي ة ،ويستخدم أحيانًا لإلشارة إلى علم النفس ،وعلم االجتماع ،وعلم السياسة،
وعلم االقتصاد ،والتاريخ ،والقانون ،وغالبًا يضم الجغرافيا االجتماعّي ة واالقتصادّي ة .تعود العلوم
االجتماعّي ة إلى األصول اإلغريقّي ة واليونانّي ة القديمة ،وتعتبر تراثًا قوّي ًا في تاريخ الفكر االجتماعي بسبب
استفساراتهم العقالنّي ة عن الطبيعة البشرّي ة والدولة واألخالق ،مع العلم أّن ه كان هناك فترات زمنّي ة طويلة
التي كانت تفتقر إلى العلوم االجتماعّي ة ،إاّل أنها أصبحت فيما بعد جوهر عصر النهضة والتطوير في
.التاريخ األوروبي الحديث ،بحيث اسُت عيد هذا االتجاه من خالل نصوص الفالسفة الكالسيكيين العظماء
يستخدم علماء االجتماع النظرية الوضعية والتي تشبه العلوم الطبيعية كأدوات لفهم المجتمع وبالتالي
تعريف العلم بمعناه الضيق الحديث .أما علماء االجتماع المناهضون للفلسفة الوضعية فهم على العكس
ربما يستخدمون النقد االجتماعي أو التفسير الرمزي وليس النظريات البنائية التجريبية القابلة للخطأ،
وتتناول العلم بمعناه الواسع .وفي الممارسة األكاديمية الحديثة غالًب ا ما يكون الباحثون انتقائيين،
ويستخدمون منهجيات متعددة (على سبيل المثال الجمع بين التقنيات الكمية والنوعية) .كما اكتسب
مصطلح البحث االجتماعي درجة من االستقاللية حيث يتقاسم المشتركون من مختلف التخصصات في
..األهداف والوسائل
تعتبر العلوم االجتماعّي ة ذات أهمّي ة كبيرة في جميع مجاالت الحياة ،وخاصًة في مجاالت الرعاية
االجتماعّي ة والرعاية األولّي ة ،ونظام العدالة ،واألعمال التجارّي ة ،وغير ذلك ،فكما يتم تقديم دعم الحكومة
والجامعات واالستثمارات لكل من علوم التكنولوجيا والهندسة والرياضّي ات ،ال بد االهتمام بالعلوم
االجتماعّي ة أيضًا ومعالجة الخلل التعليمي فيها وتقديم الدعم الاّل زم لها .ال يقتصر العلم االجتماعّي على
األخّص ائيين االجتماعيين أو المعلمين فقط ،فهو علم واسع يرّك ز على عّد ة جوانب وفروع مثل علم النفس
واالجتماع والتاريخ والقانون وغير ذلك من الفروع ،وأيضًا يدرس العالقة بين األفراد في المجتمع ،لذلك
فهي تعتبر (علم العلوم) لقدرتها على تقديم النظرة الثاقبة حول كيفّي ة عمل كل من العلوم األخرى
واالبتكارات وتزويد علماء االجتماع بكل من المهارات التحليلّي ة والتواصلّي ة الاّل زمة في الصناعات
والمنّظ مات ،وتساعدهم في حل أكبر القضايا في العالم التي لها آثار جسيمة على المجتمع مثل جرائم
العنف والطاقة البديلة واألمن السيبراني ،فما يميز علماء االجتماع أنهم يمتلكون المهارات الاّل زمة لرؤية
.العالم بشكل مختلف ،باإلضافة إلى قدرتهم في العثور على المعلومات التي قد يفّو تها اآلخرون
لعبت العلوم االجتماعّي ة دورًا مهّم ًا في مكافحة انتشار الكثير من األمراض المعدية ،ومن األمثلة على ذلك
مرض األيبوال الذي انتشر مؤخّر ًا في أفريقيا ،والتي كانت جزءًا في حل أزمة هذا المرض باعتمادها على
تطوير فهم العوامل المؤّد ية لهذا المرض وزيادة استثمار العقاقير المستخدمة في العالج ،وإيجاد عدد من
المتخّص صين في الموارد البشرّي ة والقيادة وإدارة األسواق وتسعير األدوية ،فضرورة وجود العلوم
االجتماعّي ة كان واضحًا ،بحيث حاول عدد من األطّب اء فهم مواقف الّن اس نحو السلوكيات الصحّي ة وطرح
العديد من األسئلة المجتمعّي ة والبحث في أسباب فشل بعض الدول في مكافحة المرض والطريقة التي يمكن
إعادة بنائها وتعزيزها .أما من الناحّي ة االقتصادّي ة فإنها تساعد األفراد والمجتمع في فهم السياسات
االقتصادّي ة األكثر فاعلّي ة والتوّس ع فيها ،وإدارة األموال بحكمة ،واختيار االستثمارات المناسبة في عالم
.األعمال
.فهم القوى االجتماعية التي تؤّث ر في حياة األفراد ليكونوا قادرين على التعامل معها بفعالية -
.جعل األفراد مواطنين أكثر وعيًا ،ونشاطًا ،وقدرًة على التأثير في السياسات المجتمعّي ة -
.توفير خلفّي ة قوّي ة لمتابعة مجموعة من الوظائف في مختلف المجاالت ،منها ما يأتي -
وظائف الخدمة االجتماعّي ة كالعمل االجتماعي في مجال االستشارات واإلدارة ،والعمل في
مراكز إعادة التأهيل من تعاطي المخدرات ،واإلدارة الصحّي ة ،وخدمات األسرة ،وخدمات
.اإلعاقة
وظائف تعليمّي ة :كأن يكون الفرد أستاذًا جامعّي ًا ،أو مدير كلّي ة ،أو مدير مدرسة ،أو يعمل في
.تقديم خدمات لطالب الجامعة أو التدريس في مجال العلوم االجتماعّي ة
تنمية مهارات األفراد ومنها :مهارات التسويق والمهارات االجتماعّي ة؛ كمهارات االتصال ،والمهارات
.التحليلية ،ومهارات التفكير اإلحصائي ،ومهارات البحث ،وغيرها الكثير
الفقرة األولى :أهمية علم االجتماع على المستوى المجتمعي ،المؤسسي ،الدولي واألعمال
تحليل أسباب مشكالت المجتمع واقتراح أساليب مناسبة لعالجها و النظر بموضوعّي ة إلى المجتمع - ،
.وإلى المجتمعات األخرى الذي يعيش فيه الفرد
توفير األدوات والمهارات الالزمة إلنشاء المجموعات والمؤسسات االجتماعّي ة ،والمشاركة فيها -
.بشكٍل فّع ال ،وإدارتها ،والنهوض بها
ُي ساهم علم االجتماع في رفع مستوى األعمال التي تخضع لدراساته ،وذلك من خالل اآلتي
-مساهمتِه في مجال العالقات العاّم ة الذي يعّد أساسًا في أّي شركة أعمال توُّقع احتياجات العمالء
توضيح دوافع وأسباب البحث عن العمل ألفراد المجتمعات والمناطق المختلفة ،من حيث ظروف -
هذه المناطق ،وتعداد ونوعية سكانها ،والظروف المكانية ،والحياتية ،والزمانية التي يعيشونها
التعامل مع الموظفين بطريقة أفضل ،فعندما يكون القائد أو المدير ُم َط ّلعًا على الجوانب الثقافية -
.واالجتماعية لموظفيه ،فإّن ه يتجّن ب تنفير موظفيه أو اإلضرار بوالئهم للشركة
يقوم األشخاص الذيَن يعملون في علم االجتماع بعدد من المهّم ات من أبرزها ما يأتي
. -إنشاء نماذج نظرّي ة لألوساط األكاديمّي ة ،والسياسة العامة ،ومجموعات الشركات
. -إجراء استطالعات الرأي العام للجماعات السياسّي ة ،والمؤسسات اإلعالمّي ة ،والشركات الخاصة
بما أن للعلوم االجتماعّي ة أهمّي ة كبيرة في جميع أنحاء العالم ،فإنها تواجه العديد من التحدّي ات ،لذا يتعّي ن
عليها القيام الكثير من األعمال وذلك لزيادة الدعم التي تتلّق اه لمواجهة هذه التحدّي ات .هناك العديد من
البرامج المهّم ة التي من شأنها ان تدافع عن العلوم االجتماعّي ة مثل (حملة العلوم االجتماعّي ة) وغير ذلك،
والتي من شأنها إبالغ السياسة العامة ،وبناء التحالفات ،وزيادة المعرفة العامة ،وتأمين زيادة التمويل
.والمشاركة في الدعوة التي تدعم العلوم االجتماعّي ة
هناك بعض بلدان العالم مثل الواليات المّت حدة التي تدّر س العلوم االجتماعّي ة في التعليم الرسمي لها،
بحيث يبدأ التدريس بها مبّك رًا منذ المرحلة االبتدائية مع تقّد مها في المرحلة المتوّس طة والثانوّي ة ،وتقوم
بالتركيز على بعض الفروع األساسّي ة فيها مثل علم االقتصاد ،والسياسة والتاريخ ،ويتم التوّس ع في
.التخّص صات أكثر عند الوصول إلى المستوى الجامعي
علم االجتماع2-
علم االجتماع يعني دراسة المجتمع ،فهو علم واسع لمن يهتم بالعمل االجتماعي ويتطّلع الستخدام تفكيره
الناقد ومهاراته التحليلّي ة في المواضيع االجتماعّي ة ،ويمكن لعلم االجتماع أن يدخل في المجاالت الحكومّي ة
والسياسّي ة وكذلك الجمعيات الخيرّي ة ،ومن األمثلة عليها :المجتمع والثقافة ،والحياة االجتماعّي ة ،وعلم
.االجتماع العام ،والثقافة الشعبّي ة ،والتنشئة االجتماعّي ة للشباب
علم اّللغويات3-
علم الّلغويات يعني دراسة الّلغة من حيث طبيعتها وبنيتها وتنّو عها ،ويشمل على الصوتيات وعلم الداللة،
.وعلم الّلغويات االجتماعّي ة
علم األنثروبولوجيا4-
علم األنثروبولوجيا يعني دراسة أصل اإلنسان وسلوكه ،والتطّو رات الفيزيائّي ة واالجتماعّي ة والثقافّي ة التي
يخضع لها ،من أجل فهم أصوله والمعتقدات المختلفة التي يؤمن بها ،وكذلك العادات االجتماعّي ة المحيطة
.به
علم التواصل5-
إّن علم التواصل يعني االتصال باآلخر لتبادل المعلومات واألخبار باستخدام الكتابة ،أو الحوار ،أو حتى
.اإليماءات الجسدّي ة بما فيها من تعابير الوجه ولغة الجسد
علم الجريمة6-
علم الجريمة يعني دراسة الجريمة والبحث عن األسباب المؤدّي ة لها ،والمعرفة المتعّم قة لتاريخ الجريمة
والنظريات الكامنة وراءها ،ومن األمثلة عليها :الطب الشرعي والتحاليل الجنائّي ة والجرائم االلكترونّي ة
.وغير ذلك
يختلُط مفهوما العلم والمعرفة على الكثيرين ،بل وقد تعتقُد أنهما كلمتان مترادفتان وتعطيان المعنى نفسه،
والحقيقة أن الفارق بينهما يكمُن في أن العلم يشير غالًب ا لفرع معين من المعارف ،كعلم الفيزياء أو علم
األحياء أو علم الكيمياء وما يماثلها من علوم أخرى ،إال أن مفهوم المعرفة أكثر شمولية ،فهي تعني بحر
المعارف كافة التي تستظل العلوم بظلها ،فقد يكتسب الشخص المعرفة حول العديد من المجاالت أو
المواضيع ،لكن العلم يعني أن تختار تخصًص ا بحد ذاته وتتوسع في دراسته ،كما أن العلم يتعامل مع مبادئ
علمية قابلة للقياس أو تخضع لقوانين الطبيعية األساسية أو المعايير المنهجية ،وبكلمات موجزة فإن
.المعرفة مطلقة وال حدود لها ،وأما العلم فمحدد وخاص
.العلوم الطبيعية :التي تشمل علم األحياء (البيولوجيا) ،وعلوم الفضاء ،وعلم الفيزياء وغيرها -
.العلوم االجتماعية :التي تتضمن دراسة المجتمع واإلنسان (اإلنثروبولوجيا) ،وعلم النفس ومثيالتها -
العلوم التطبيقية :التي تعتمد على العلوم لتطوير تطبيقات جديدة مثل؛ الهندسة والطب والذكاء -
.االصطناعي
عند حديث صموئيل جونسون عن المعرفة ومعناها؛ أورد في قاموس المعاني والتعريفات أن المعرفة
:نوعان
يكتسب اإلنسان المعرفة ويحصل عليها من خالل عدة طرق ،من أبرزها؛ الغريزة والعقل والحدس،
ويختلف مقدار ما يحصل عليه من معرفة باختالف العمر والخلفية الثقافية ومستوى التعليم ،فمثاًل يكتسب
الشخص الكثير من المعرفة الشخصية لمجرد تواجده بجوار والديه ،وستتضاعف كمية ما سيتعلمه إذا كان
رصيدهما في المعرفة جيًد ا ،كما أن التواجد في بيئة تعليمية تعني نيل قدر أكبر من المعرفة بالمقارنة مع
شخص لم يتلقى من التعليم الكثير ،دون أن ُن غفل دور الخلفية الثقافية والتي تعتمد على الفرد نفسه
ورغبته في تعلم اللغات وقراءة الكتب وخوض تجارب ومغامرات جديدة ،والتواجد في التجمعات الكتساب
.ما أمكن من خبرات
:المعرفة الحقيقية
والتي تعني المصطلحات والتفاصيل المحددة والعناصر األساسية في كل مجال من العلوم ،وتعتمد قوتها
.وجودتها على الذاكرة والمقدرة على تخزين الحقائق واستعادتها عند الحاجة
:المعرفة المفاهيمية
وتعني معرفة العالقات المتبادلة من مبادئ ونماذج ونظريات ،وُت نظم الحقائق من خاللها للوصول إلى
.هدف أو مغزى معين
:المعرفة اإلجرائية
وتعني اإللمام بالمهارات والتقنيات واألساليب الخاصة بموضوع معين من أجل تحقيقه ،إذ ُيستخدم فيها
.الجسد والحواس والعقل الكتساب المعلومات
:المعرفة ما وراء المعرفية
وهي نوع االستراتيجيات التي يراها البعض غير مريحة ،ألنها تتعلق باكتساب معارف قد تكون مبهمة
.وغير واضحة بشكل مباشر ،وإنما تتطلب الثقة بالحدس
الخالصة
العلم والمعرفة مصطلحان يشيران إلى مقدار ما يكتسبه الفرد من معلومات ،والفارق بينهما أن المعرفة
مفهوم أشمل وأوسع ،فهي تنقسم إلى أربعة أقسام حقيقية ومفاهيمية وإجرائية وما وراء معرفية ،وأما
العلم فهو يعني التخصص في مجال بعينه ،يتوسع فيه العاِلم بالبحث والدراسة والتحليل وله مجاالت عدة
أبرزها؛ العلوم الطبيعية واالجتماعية والرسمية والتطبيقية ،وللمعرفة العلمية خصائص معينة ال تستقيم من
دونها وهي؛ الموضوعية في البحث ،والحياد األخالقي ،واالستكشاف المنهجي ،والموثوقية في المعلومة،
والدقة في تحريها ،والتحديد بناًء على استنتاجات صحيحة ،والتجرد الكامل إال من الواقع ،والقدرة على
التنبؤ بما هو آت.
هنالك مجموعة من الخصائص التي يجب أن تتوافر في المعرفة كي نتمكن من تسميتها بالعملية ،وفيما
:يأتي أبرز هذه الخصائص
:الموضوعية
تعني المقدرة على قبول الحقائق كما هي بشكل محايد دون تزييف أو تغيير ،إذ يجب أن يحترس العاِلم من
.رغباته وتحيزاته وما يفضله ُم لغًي ا كافة االعتبارات الذاتية واألحكام المسبقة
:إمكانية التحقق
إذ يعتمد الِع لم على المعلومات التي يمكن الحصول عليها عبر الحواس بشكل ملموس؛ كالشم والبصر
.والنطق واللمس ،ويمكن للعاِلم وزن الظواهر والتحقق من صحتها على أكمل وجه
:الحياد األخالقي
إذ يجب أن يكون الهدف األوحد لدى العاِلم هو المعرفة مع الحفاظ على قيمه األصيلة ،فمثاًل ال يجب أن
.يصمم العلماء القنابل من أجل شن الحروب وأذية البشرية
:االستكشاف المنهجي
فالبحوث العلمية تتبنى إجراًء تسلسلًي ا معيًن ا أو خطة منظمة لجمع وتحليل الحقائق وترميزها وتصنيفها،
.وذلك باتباع مجموعة من الخطوات األساسية
:الموثوقية
وتعني أن تكون النتائج العلمية التي ثم التوصل لها موثوقة كونها تستند إلى استنتاجات دقيقة وبطابع
.صادق تبًع ا لمختلف الظروف في أي زمان ومكان
:الدقة
فالكتابات العلمية ليست كتابات أدبية كالرواية والقصة ،وال تعتمد على الخيال واالبتكار ،بل على الحقائق
.والدالئل واإلحصاءات الدقيقة ال العشوائية
:التحديد
فال يكتفي العاِلم بالصورة العامة غير المحددة لما يتوصل إليه من استنتاجات ،بل يصف األشياء
.بمسمياتها الصحيحة دون القفز الستنتاجات غير مبررة
.التجريد :مبدأ العلم مبدأ تجريدي في األصل ،ال يهتم بالصورة الواقعية بقدر اهتمامه بحقيقتها
فال يكتفي العلماء بوصف الظواهر ودراستها ،وإنما يحاولون توقع ما سيحدث تالًي ا بناًء على تسلسل
.علمي منهجي مدعم بالقرائن
ماذا يدرس علم االجتماع؟ وما الفائدة والقيمة العلمية من دراسته؟ وهل هو علم؟ لماذا نسال دائما أسئلة
عن المجتمع؟
في حياتنا اليومية نجد انفسنا في وسط هائل من التساؤالت واالستفسارات حول ما نراه او نسمعه او
نشاهده يوميا من اشياء وظواهر من اخبار وشائعات ودعايات قد تثير دهشتنا لعدم معرفة مسببتها وعوامل
حدوثها .ولكن نقف حائرين وبحاجة الى اجوبة شافية بخصوص تلك االستفسارات والتساؤالت .ومن هنا
تظهر اهمية دراسة موضوع علم االجتماع وفروعه المتعددة.
ومن اهتمامات هذا العلم:
• جاء هذا العلم من اجل دراسة الظواهر االجتماعية .
• من اجل دراسة المجتمع.
• يكثر هذا العلم من طرح االسئلة من اجل التوصل الى الحقيقة.
• ومن اهدافه السامية اجراء االبحاث العلمية ومن خاللها يمكن التوصل ال المعرفة االجتماعية.
• دراسة الجامعات االجتماعية نظمها وبنيتها.
• دراسة السلوك االجتماعي والتطور االجتماعي للجماعات .االقتصادية ،االنتفاضة الفلسطينية.
• يحاول ويسعى هذا العلم لفهم الفعل والسلوك االنساني والعمليات االجتماعية وتحليلها بشكل منطقي،
موضوعي وعقالني.
هناك عدة تعاريف لعلماء االجتماع في هذا السياق ،سنذكر بعضها بإيجاز:
• حسب رأي العلماء :ادوارد روس ،اوجوست كونت ،هربرت سبنسر وايميل دوركهايم:
"هو علم الظواهر االجتماعية"
• حسب لستر وورد إن علم االجتماع هو ":علم المجتمع ألن اعتبار المجتمع هو عبارة عن سلوك أي
جماعة تحيا حياة معا بتفاعل وعالقات متبادلة" • .وحسب هنري جدينغز إن علم االجتماع هو ":الدراسة
العلمية للمجتمع" • .حسب سمول إن علم االجتماع هو ":هو علم العمليات االجتماعية".
• عرفا كل من اجبرن ونيمكوف علم االجتماع بانه ":العلم الذي يهتم بدراسة الحياة االجتماعية لإلنسان
وعالقتها بعوامل اربعه هي الثقافة ،البيئة الطبيعية والوراثة والجماعة ".
• وحسب جونسون إن علم االجتماع ":يتناول بالدراسة الجماعات االجتماعية" .هو العلم ":العلم الذي
يهتم بدراسة المجتمع ".
• وحسب ماكس فيبر هو ":العلم الشامل الذي يحاول الوصول الى فهم تفسيري للفعل االجتماعي "
• وحسب اميل دوركهايم ,هو ":العلم الذي يهتم بدراسة البناء االجتماعي وما به من مؤسسات ".
الخاتمة
تأثر علم االجتماع كغيره من العلوم األخرى بالعديد من المؤّث رات ،كان أحدها ظاهرة التخّص ص التي تجّلت بشكل واضح مع
توّس ع الثورة الصناعّي ة وتقّد م البحث العلمّي ،فزادت اهتماماته وكُث رت ميادينه ،واختّص كٌّل منها بوجٍه من أوجه الحياة
االجتماعّي ةُ .ي مكن تقسيم ميادين علم االجتماع إلى عدة أقسام ،يعُّد علُم االجتماع من أهِّم العلوم اإلنسانَّية
ذات الِّص َلة بالحياة اإلنسانَّية وأنشطتها اليومية؛ فقيمته العلمَّية والعملية َتنطلق من
مدى مساهمته الفاِع لة في الوقوف على أهِّم المشكالت االجتماعَّية التي تعترض أَّي
مجتمع من المجتمعات ،مَّم ا َيستلزُم وضع الخطط وتبِّني االستراتيجيات العلمَّية ،التي
من شأنها إحداث حاَلٍة من االستقرار واَألمن االجتماعي داخل المجتمع .فصياغُة
المفهوم جزٌء من فهم الموضوع ،لكن ال بَّد أن يتباَدر إلى أذهاننا تساؤٌل :لماذا نحن
بحاجة لعلم االجتماع؟ منذ خمسينيات القرن الماضي وجميُع اإلدارات األمريكَّية
ومؤسساتها ومراكزها البحثَّية -ال َتخلو من وحدة للبحث االجتماعي أو اِّتصاٍل بمركز
للبحث االجتماعي ،وهذا يدُّل على َنجاعة العلم وأهمَّيته الشمولَّية في حياة تلك
المجتمعات ،سواء في َر سم السياسات االجتماعَّية ،أو صناعة القرارات ،أو بناء مفاهيم
.اجتماعَّية َترتقي بالواقع االجتماعي والثقافي
أَّم ا مجتمعاتنا العربَّية ،فإَّن أهمَّية العلم ليست جديدة؛ بل هي قديمة َتعود في تاريخها
إلى المؤِّس س ابن خلدون المؤِّرخ العربي في ِبناء علم العمران البشري ،مَّم ا حدا بأحد
.علماء الغرب أن ُيطِلق عليه مصطلح الفيزياء االجتماعية
إَّن أهمية علم االجتماع في واقعنا العربِّي المعيش يمِّثُل نقطَة تحوٍل في بناء منظومٍة
.اجتماعية قادرٍة على فهم الواقع االجتماعي بكِّليته النظرَّية والعملية
فمجتمعاتنا العربَّية لديها مشكالت اجتماعية كأِّي مجتمع من المجتمعات؛ مَّم ا َيستلزُم
وضع الخطط االجتماعَّية ،والتصورات النظرَّية ،والرؤى العملَّية ،لحل أِّي معضلة تواجهه،
خاَّصًة وأن مجتمعاتنا اليوم تمُّر بأزمٍة ثقافيٍة وفكرَّية ،وما َينجم عنها من نتائج عكسَّية
تتطَّلُب جهًدا اجتماعًّيا ذا طابٍع عالجي ،يكون جُّل هِّم ه َضبط الواقع االجتماعي بشكٍل
َ.يضمن عدم انهيار المنظومة االجتماعَّية بكاملها
المراجع:
.
.