You are on page 1of 1

‫علم االجتماع التربوي‬ ‫أما روني أوبير ‪ René Hubert‬فقد عرف سوسيولوجيا التربية على‬

‫‪ -1‬التسمية‪:‬‬ ‫أنها "الدراسة المقارنة لشروط عمل مختلف األنظمة المدرسية وأشكال‬
‫تكيفها مع الظروف العامة للبيئة االجتماعية وأوجه إسهامها في الحفاظ‬
‫هناك مصطلحان متداوالن في هذا اإلطار‪" :‬علم االجتماع التربوي"‬
‫على هذه البيئة االجتماعية أو في تغييرها"‬
‫و"علم اجتماع التربية"‪ .‬لكن بعض الدارسين يميزون بين المصطلحين‪:‬‬
‫فاألول يهتم أساسا بالقضايا التي تستمد من التربية‪ .‬بينما تستمد قضايا‬ ‫‪Sociology‬‬ ‫‪of‬‬ ‫كتابه‬ ‫يعرف ‪ Edward Ezewu‬في‬
‫وموضوعات علم اجتماع التربية من ميدان علم االجتماع؛ أي أن محور‬ ‫‪Education‬علم االجتماع التربوي بأنه‪:‬‬
‫اهتمام علم اجتماع التربية هو البحث عن جوانب السسيولوجية للظاهرة‬ ‫”دراسة علمية للسلوك اإلنساني ضمن مجموعات متعاقدة على عدد من‬
‫التربوية والعالقة بين النظام التربوي والنظم االجتماعية األخرى‬ ‫أشكال التنظيم والتي على أساسها تحدد طبيعة تصرفات األفراد‪ ،‬ومن‬
‫بالمجتمع كذلك مشكالت االجتماعية‪ ،‬التربوية ذات طابع االجتماعي‪.‬‬ ‫خاللها تستنبط مختلف النظريات التي تصف أنماط السلوكات المالحظة‬
‫وسنحتفظ هنا بالمصطلح األول‪ .‬وهو علم يدرس التأثيرات االجتماعية التي‬ ‫داخل البيئات التعليمية"‪.‬‬
‫تؤثر في المستقبل الدراسي لألفراد؛ كما هو الشأن بالنسبة لتنظيم المنظومة‬ ‫وعليه يمكن تقديم تعريف لعلم االجتماع التربية باعتباره واحد من فروع‬
‫المدرسية‪ ،‬وميكانيزمات التوجيه‪ ،‬والمستوى السوسيوثقافي ألسر المتمدرسين‪.‬‬ ‫علم االجتماع يتخذ من النظرية والمعرفة السسيولوجية مدخال يهتم بتحليل‬
‫وتوقعات المدرسين واآلباء‪ ،‬وإدماج المعايير والقيم االجتماعية من طرف‬
‫نظم ومؤسسات التربية وهو في اهتمامه هذا يهتم بتحليل العمليات‬
‫التالميذ‪ ،‬ومخرجات األنظمة التربوية‪...‬‬
‫االجتماعية التي تتم داخل النسق التربوي‪ ،‬والتي من خاللها يحصل الفرد‬
‫ويمكن تحديد موضوع سوسيولوجيا التربية في التساؤل العلمي حول نوعية‬ ‫على خبراته ومعارفه وينظمها كما انه يهتم بصفة خاصة بالعالقة‬
‫الروابط القائمة بين المؤسسات التربوية المختلفة وبين باقي البنيات واألطر‬
‫الوظيفية بين التربية وبقية النظم االجتماعية األخرى في المجتمع‪.‬‬
‫االجتماعية األخرى‪ :‬ما هي الوظيفة التي تقوم بها المؤسسات داخل المجتمعما؛‬
‫وما مدى مساهمتها في تنشئة األفراد؟ وإلى أي حد تحدث تعديالت في الهرمية‬
‫القائمة (الحركة االجتماعية)‪ ،‬وما مدى تأثيرها في البنيات الثقافية وما عالقتها‬ ‫‪ -3‬النشأة والتطور‪:‬‬
‫بالبنيات المهنية والثقافية الموجودة؟‪..‬إلخ‪ .‬تلك أهم التساؤالت التي تطمح‬
‫سوسيولوجيا التربية لإلجابة عنها‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار االختالفات القائمة بين‬ ‫‪ -‬مرحلة التأسيس‪:‬‬
‫المجتمعات المتنوعة‪.‬‬ ‫يعتقد بعض الدارسين أن مالمح علم االجتماع التربوي ظهرت مبكرا عند جون‬
‫‪ -2‬التعريف‪:‬‬ ‫ديوي؛ وذلك من خالل كتابه الذي نشره سنة ‪1899‬م‪ ،‬بعنوان‪" :‬المدرسة‬
‫والمجتمع"‪ .‬وتتجلى مالمح المقاربة االجتماعية في الكتاب في عدة مظاهر‪ :‬منها‬
‫هذا العلم حقل من حقول علم االجتماع وهو علم مهم‪ .‬وقد أورد له‬ ‫ربط المدرسة بالمجتمع‪ ،‬واإلقرار بأن التربية عملية يعيشها الفرد‪ ،‬وليست عملية‬
‫الدارسون مجموعة من التعاريف‪ ،‬نذكر بعضها كاآلتي‪:‬‬ ‫إعداد للمستقبل‪ .‬كما يبحث في الكتاب عن العالقة بين الديموقراطية والتربية‪.‬‬
‫‪ -‬يعرفه سميث بأنه "العلم الذي يستخدم نواته علم االجتماع وطرائقه‬ ‫أيضا يهتم في الكتاب بالقضايا المهنية في المجتمع‪.‬‬
‫ومبادئه في دراسة قضايا التربة ونظرياتها"‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫يمكن اعتبار إميل دوركايم هو المؤسس الفعلي لعلم االجتماع التربوي؛ وذلك في‬ ‫ومناهج البحث التي تؤسس لعلم االجتماع المدرسي‪ .‬وهناك آالف مؤلفة من‬
‫أواخر القرن التاسع وبداية القرن العشرين‪ .‬ومن كتبه في هذا اإلطار نذكر كتاب‬ ‫الكتب والدراسات واألبحاث المكثفة التي عالجت جوانب الحياة المدرسية‬
‫"التربية األخالقية" الذي تناول فيه موضوعات من قبيل "االنضباط المدرسي"‪،‬‬ ‫بتفاعالتها وأنظمتها الداخلية وقضاياها التربوية واالجتماعية"‪.‬‬
‫و"سيكولوجيا المتعلم"‪ ،‬و"العقوبة المدرسية"‪ ،‬و"الطفل والغير"‪ ،‬و"تأثيرات‬
‫الوسط التربوي"‪ ،‬و"تدريس العلوم والثقافة الجمالية"‪..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -4‬الموضوعات‪:‬‬
‫في سنة ‪ 1922‬أصدر دوركايم كتابا آخر بعنوان‪" :‬التربية وعلم االجتماع"؛‬
‫وقد قدم فيه تعريفات للتربية من منظور سوسيولوجي‪ ،‬منها هذا التعريف‪ ،‬الذي‬ ‫من مجاالت علم االجتماع التربوي اآلتي‪:‬‬
‫سبقت اإلشارة إليه‪" :‬إنها العملية التي تمارسها األجيال الراشدة على األجيال التي‬
‫لم تنضج بعد لتعيش الحياة االجتماعية‪ ،‬وموضوعها هو إثارة عدد من الحاالت‬ ‫‪ -‬تأثير المؤسسات االجتماعية في النظام التعليمي‪.‬‬
‫الجسمية والفكرية واألخالقية التي يتطلبها منه المجتمع السياسي برمته‪ ،‬والوسط‬
‫‪ -‬تتبع أثر األنماط الثقافية السائدة في األنظمة التعليمية‪.‬‬
‫االجتماعي الذي سيعيش فيه الطفل"‪.‬‬
‫كما ركز في كتابه على دور الدولة في مجال التربية‪ ،‬وقام باستجالء طبيعة‬ ‫‪ -‬تحليل دور النظام التعليمي في الحراك االجتماعي‪.‬‬
‫الطرق البيداغوجية ومناهجها‪ ،‬والعالقة بين البيداغوجيا والسوسيولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل االجتماعي لبنية النظام المدرسي والعالقات السائدة فيه‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1938‬صدر لدوركايم كتابا آخر عنوانه‪" :‬التطور البيداغوجي في‬ ‫‪ -‬تحليل دور النظام المدرسي بصفته أداة للسيطرة االجتماعية‪ ،‬وإعادة‬
‫فرنسا"‪ ،‬وقد اهتم فيه بتطور الممارسة البيداغوجية في عالقتها بالبنية المجتمعية‬ ‫إنتاج العالقات االقتصادية واالجتماعية السائدة‪.‬‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الطبقات االجتماعية التي تستفيد من النظام التعليمي؛ مما يجعلها‬
‫‪ -‬مرحلة االزدهار‪:‬‬ ‫تطبعه بخصائصها اإليديواوجية‪.‬‬
‫ظهر في السنوات الستين من القرن العشرين مجموعة من العلماء الذين عملوا‬ ‫‪ -‬إبراز مهام التربية في عمليات التحديث االجتماعي‪.‬‬
‫على تطوير علم االجتماع التربوي‪ ،‬خاصة على مستوى المنهج‪ .‬نذكر من بينهم‬
‫"بيير بورديو" و"كلود باسرون" في كتابيهما "الورثة"‪ ،‬و"إعادة اإلنتاج"‪،‬‬ ‫‪ -‬البحث في الوسائل التربوية التي تؤدي إلى نمو أفضل للشخصية؛‬
‫و"ريمون بودون" في كتابه "الحظوظ الالمتساوية"‪ ،‬و"بازيل بيرنشتاين" في‬ ‫باعتبار التربية عملية تنشئة اجتماعية‪ .‬من هنا يبحث علم االجتماع‬
‫كتابه "اللغة والطبقات االجتماعية"‪ .‬وقد بينت هذه الدراسات أن النظام التعليمي‬ ‫التربوي في وسائل تطبيع األفراد بحضارة مجتمعهم‪.‬‬
‫السائد يعيد بناء العالقات اإلنتاجية القائمة على تعزيز السيطرة االقتصادية‬
‫‪ -‬اعتبار التربية ظاهرة اجتماعية‪ ،‬تدرس في ضوء تأثيرها في الظواهر‬
‫للطبقات السائدة‪.‬‬
‫االجتماعية األخرى؛ السياسية واالقتصادية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬والتشريعية‪،‬‬
‫"وعلى امتداد القرن العشرين تفجرت ينابيع البحث السوسيولوجي في مجال‬ ‫وتأثيرها في المتغيرات االجتماعية األخرى من خالل عمليات التفاعل‬
‫المدرسة والمؤسسات األخرى التربوية‪ ،‬وجاء حصاد هذه األعمال بلورة لعلم‬ ‫االجتماعي‪.‬‬
‫االجتماع التربوي بوصفه النواة الحقيقية لعلم االجتماع التربوي‪ .‬لقد تقاطرت‬
‫الدراسات واألبحاث السوسيولوجية في ميدان المدرسة والمؤسسات المدرسية‬
‫‪ -‬البحث في العالقات بين جماعات التعلم؛ خاصة جماعات األقران‪،‬‬
‫وشكلت نتائجها نظاما متماسكا من المقوالت والمفاهيم والنظريات السوسيولوجية‬
‫والعالقات بين أفراد تلك الجماعات‪.‬‬
‫دور التربية في إعداد الناشئة لسوق العمل‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

You might also like