‫مدخل إلى علوم التربية‬

‫سياق نشأة وتطور علوم التربية‬

‫منتصف القرن التاسع عشر ؤاوائل القرن العشرين كان حاسما في اتجاه العلوم‬
‫اإلنسانية‬ ‫حديد موضوع دراستها‪ ،‬وتحديد منهج دراستها‬
‫‪.‬ظهر علم موضوعه التربية حيث ٔان هذا العلم يتخذ مظاهر عدة‪ ،‬فقد اتخذ صيغة الجمع في علومه نظرا لتنوع جوانب تناوله‬

‫التربية » بمختلف ٔابعادها‪ ،‬البيولوجية والسيكولوجية والسيكوسوسيولوجيةّ والسوسيولوجية والفلسفية واالقتصادية وغيرها «‬

‫تتكون علوم التربية من جميع التخصصات التي تدرس ظروف الوجود واألداء ‪Gaston Mialaret،‬جاستون مياالري‬
‫وتطور املواقف والحقائق التعليمية‪ .‬ووفقا لهذا‪ ،‬فإن هناك عدة عوامل تتداخل في الظاهرة التربوية وتحتاج‬
‫‪.‬استخدام العديد من التخصصات العلمية‪ :‬علم اجتماع التعليم‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والديموغرافيا‪ ،‬واقتصاديات التعليم‬
 ‫ظروف نشأة علوم التربية‬

‫مه‪ll‬دت ف‪ll‬روع عدي‪ll‬دة من ف‪ll‬روع العل‪ll‬وم االنس‪ll‬انية لظه‪ll‬ور عل‪ll‬وم التربي‪ll‬ة وتبلوره‪ll‬ا في فئ‪ll‬ة متم‪ll‬يزة عن غيرها‬
‫مؤسس‪l‬يا وٕابس‪l‬تمولوجيا‪ ،‬ومس‪l‬تقلة ٔايض‪l‬ا عنه‪l‬ا تنظيم‪l‬ا وتنظ‪l‬يرا من جه‪l‬ة‪ ،‬في التواص‪l‬ل بين الف‪l‬روع ال‪l‬تي تلتقي‬
‫‪ .‬باهتماماتها حول التربية‪ ،‬وتكون مواضيعها قريبة‪ ،‬لتشكل وحدة ٔاكاديمية وعلمية من جهة ثانية‬
‫تعت‪ll‬بر عل‪ll‬وم التربي‪ll‬ة مجموعة العل‪ll‬وم ال‪ll‬تي تأخ‪ll‬ذ بعين االعتب‪ll‬ار الظ‪ll‬اهرة التربوية املتع‪ll‬ددة لج‪ll‬وانب كموضوع‬
‫بحث‪ ،‬معتم‪l‬دة على من‪l‬اهج البحث املتوخاة في ه‪l‬ذه العل‪l‬وم ‪ .‬ويمكن ٔان نق‪l‬ول إن عل‪l‬وم التربي‪l‬ة به‪l‬ذه التس‪l‬مية‬
‫ليس‪ll‬ت من الظ‪ll‬واهر التربوية القديم‪ll‬ة ب‪ll‬ل هي من الظ‪ll‬واهر الحديث‪ll‬ة‪ ،‬حيث اس‪ll‬تخدم مص‪ll‬طلح عل‪ll‬وم التربي‪ll‬ة‬
‫‪ .‬بشكل رسمي في الجامعات بداية الستينات‬
 ‫مجاالت علوم التربية‬

‫بالتأكي‪l‬د‪ ،‬تجلب العل‪l‬وم التربوية‪ ،‬كل في مجال‪l‬ه‪ ،‬حص‪l‬ادا من الحق‪l‬ائق يمكن التحق‪l‬ق منه‪l‬ا‪ .‬و البي‪l‬داغوجيا ليس‪l‬ت بعي‪l‬دة «‬
‫عن علم التريي‪ll‬ة‪ٕ .‬انه‪ll‬ا ممارسة للق‪l‬رار املتعل‪ll‬ق به‪ll‬ذه االخ‪ll‬يرة‪ .‬ل‪ll‬ذلك ف‪ll‬إن ع‪ll‬دم اليقين ه‪ll‬و نص‪ll‬يبها‪ .‬وهو ع‪ll‬دم يقين س‪ll‬ياقي‬
‫وظرفي‪ ،‬ي‪ll‬زداد بسبب التغ‪ll‬يرات املذهل‪ll‬ة في بعض األحي‪ll‬ان للمع‪ll‬الم املعاص‪ll‬رة‪ ،‬وعدم ثباته‪ll‬ا ي‪ll‬اتي عن‪ll‬دما يتم الجم‪ll‬ع بين‬
‫‪» .‬املعرفة والعمل بين النظرية واملمارسة‬
‫‪Daniel Hameline et Jacques Piveteau Préface à l'ouvrage de Neil Postman, Enseigner, c'est résister‬‬
‫)‪(Le Centurion, Paris, 1981, p. 6‬‬
‫تتعدد مواضيع ومجاالت الظاهرة التربوية وينتج عن ذلك تعدد زوايا تناولها‬

‫‪:‬وفق كاستون مياالري‬

‫…زاوية تعتمد دراسة الوثائق والنصوص والمخطوطات والرسوم والموسيقى واالثار ‪1-‬‬
‫‪.‬ومنها يتم إصدار تفسيرات وتحليالت للظاهرة التربوية‬
‫زاوية تعتمد المعاينة واالستقصاء عن طريق المشاركين في المنظومة التربوية من متعلمين ومسؤولين او عن طريق نصوص ومذكرات ‪2-‬‬
‫‪.‬يمكن من خاللها إجراء تحليل مباشر (تحليل مخطط دراسي‪ ،‬مناقشة وتحليل التوجهات)‬
‫‪.‬زاوية تحلل مايجري صفيا من جانب مشارك او مالحظ( البحث التدخلي) ‪3-‬‬

‫‪،les méthodes de recherhe en sciences de l’éducation Gaston Mialaret‬طرق البحث في علوم التربية‬
‫‪ .‬ترجمة شفيق محسن‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتحدة‪ ،‬لبنان‪،2008 ،‬ص‪11‬و‪12‬‬
 ‫‪:‬يجمع الكثير من الدارسين على مجاالت عدة لعلوم التربية يمكن إجرائيا الحديث عنها كالتالي‬

‫‪:‬سوسيولوجيا التربية‬

‫تهتم سوسيولوجيا التربية بمقاربة الظاهرة التربوية مقاربة تعتمد على القواعد املنهجية للسوسيولوجيا‪ ،‬من خالل تأطير الظاهرة التربوية‬
‫‪:‬وتحليلها اجتماعيا‪ ،‬موظفة االليات السوسيوميترية وتركيزها على موضوعات محددة مثل‬
‫‪.‬دراسة األنظمة التعليمية وتحليلها‬
‫‪.‬التنظيم املدرسي وعالقته بسوق الشغل ‪-‬‬
‫‪.‬البحث في األصل االجتماعي للمتعلم وعالقته بتحصيله الدراسي ‪-‬‬
‫‪.‬الفشل الدراسي ‪-‬‬
‫اهتمت سوسيولوجيا التربية في دراسة موضوع التربية عن طريق املقاربة االجتماعية كالتدخل السياسي واالجتماعي‬
‫‪:‬وااليديولوجي في املجال التربوي‪ ،‬ومن القضايا التي عالجتها سوسولوجية التربية‬
‫‪.‬التربية غير حيادية‪ ،‬فهي ليست مجرد تلقين املعارف واملهارات‪ ،‬ولكن تهيئة الفرد اجتماعيا وسياسيا‬
‫‪.‬الفشل الدراسي وعدم تكافؤ الفرص مسؤولية املجتمع ومؤسساته‬
‫‪.‬التربية مشروع مجتمعي‬
‫‪.‬دراسة املؤسسات املدرسية ملعرفة مدى تأثيرها على التربية‬
‫‪.‬ديمقراطية التعليم‪ ،‬مرتبط بأهمية التغيير االجتماعي‬
‫‪.‬التربية استثمار تنموي يخدم الفرد واملجتمع‬
 ‫سيكولوجيا‬
‫التربية‬

‫فيزيولوجيا التربية‬

‫فلسفة‬
‫اقتصاد‬ ‫ان‘‪0‬وبولوجيا‬
‫ال‪0/‬بية‬
‫ال‪0/‬بية‬ ‫ال‪0/‬بية‬