You are on page 1of 14

‫‪République algérienne démocratique et populaire‬‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫الفوج ‪ :‬رقم‬ ‫املقياس ‪ :‬مدخل االقتصاد‬


‫‪07‬‬

‫رقم تسجيل الطالب ‪191933023515 :‬‬

‫العنوان ‪:‬‬

‫من إعداد الطالب‬

‫تحت إشراف األستاذ (ة)‬


‫‪2020/2021‬‬

‫خطـــة البحـــــث‬
‫‪ .I‬مقدمة‬

‫‪ .II‬الفصل األول‪ :‬ماهية علم االجتماع‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف علم االجتماع‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة علم االجتماع‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬موضوع علم االجتماع‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬أهداف علم االجتماع‬ ‫‪‬‬

‫‪ .III‬الفصل الثاني ‪ :‬أهم الرواد األوائل و نظرياتهم‬

‫المبحث األول ‪ :‬ابن خلدون و علم االجتماع‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اوجست كونت و علم االجتماع‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬دور كايم و علم االجتماع‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬ماكس فيبر و علم االجتماع‬ ‫‪‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬مجاالت علم االجتماع‬ ‫‪.IV‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬عالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ميادين علم االجتماع‬ ‫‪‬‬

‫‪ .V‬خاتمة‬

‫قائمة المراجع و المصادر‬ ‫‪.VI‬‬


‫مقدمــة‬
‫بالرغم من أن التفكير العلمي بالنسبة للظواهر االجتماعية ال يرجع إلى عهد بعيد‪ ،‬فان المسائل التي‬

‫تتعلق بحياة المجتمع ظلت تشغل عقول المفكرين منذ أزمنة بعيدة‪ ،‬هناك الكثير من الباحثين‬

‫السوسيولوجي من يرجع الدراسات االجتماعية إلى أصول تاريخية ‪ ،‬فمنهم حتى من الغرب خالفا على‬

‫العرب الذين يهتمون بتاريخ علم االجتماع يرجعونه للعالمة ابن خلدون ‪ ،‬الذي عرف بعلم االجتماع‬

‫البشري أو العمران البشري ‪ ،‬و آخرون يرون أن العالم االيطالي فيكو هو األب الحقيقي لعلم االجتماع‪،‬‬

‫إلى أن كونت فرض نفسه أيضا باعتباره هو من أطلق المصطلح الحديث على هذا العلم‬

‫( السوسيولوجي) لذالك وجب علينا أن نقف على حقيقة هذا العلم و أيضا اإلجابة على األسئلة التالية ‪ :‬ما‬

‫علم االجتماع ؟ و ما موضوعاته ؟ و من هم رواده؟ و ما هي األسس المرجعية التي يستند إليها هذا العلم‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية علم االجتماع‬
‫التعريف اللغوي‪ :‬سوسيولوجي كلمة مركبة من مقطعين ‪ :‬األول التيني سوسيو و يعني اجتماع‬ ‫‪-1‬‬
‫أو رفقة و الثاني يوناني لوقوس وتعني دراسة أو علم بذلك يتكون لدينا علم االجتماع ‪.‬‬
‫اصطالح ‪ :‬هو الدراسة العلمية للمجتمعات التي تعتمد على المالحظة و تقرير الواقع ثم المقارنة‬ ‫‪-2‬‬
‫و التفسير‪.‬‬
‫تعريفات إعالم الفكر االجتماعي ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أ‪ "-‬هو علم دراسة المجتمع ‪ ،‬هنري جيدنر"‬

‫ب‪" -‬هو علم المجتمع لستروارد"‬

‫ت‪" -‬العلم الذي يحاول فهم الفعل االجتماعي ماكس فيبر"‬

‫ث‪ -‬علم الظواهر االجتماعية دوارد‬

‫ج‪ -‬العلم الذي يدرس التفاعالت االجتماعية و العالقات االنسانية‬

‫د‪ -‬هو العلم الذي يعني بدراسة خصائص الجماعات البشرية و العالقات بين افراد هذه الجماعات‬

‫هـ‪" -‬و هو أيضا ذلك العلم التحليلي الذي يتناول الوقائع و النظم االجتماعية بالدراسة و التحليل ثم‬
‫يستخلص النتائج بشكل علمي"‬

‫ثانيا ‪ :‬موضوع علم االجتماع ‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬هو العلم الذي يدرس المشكالت االجتماعية المستعصية مثل مشكالت األسرة و البطالة و االنحراف‬

‫ب‌‪ -‬دراسة النظم االجتماعية التي تنشأ عن حياة اإلنسان داخل المجتمع و تحديد العالقة بين النظم ‪.‬‬

‫ت‌‪ -‬دراسة العمليات االجتماعية‪.‬‬

‫ث‌‪ -‬دراسة التراث االجتماعي الثقافي للمجتمعات‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أهداف علم االجتماع ‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬دراسة تستهدف كل الظواهر االجتماعية و الكشف عن الحقائق التي تربط الظواهر االجتماعية بعضها‬
‫البعض و الوصول إلى قوانين عامة تحكمها‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬إعطاء اإلنسان القدرة على التحكم في الظواهر و ظروف الحياة ال تزانه الشخصي و التكيف‬
‫الجماعي‪.‬‬

‫ت‌‪ -‬السعي إلى تحقيق حياة أفضل و المساهمة الجماعية في بناء النظام الحضاري و الصرح المعرفي‪.‬‬

‫ث‌‪ -‬معرفة التغيرات المؤقتة و الدائمة للظاهرة االجتماعية المدروسة‬


‫ج‌‪ -‬معرفة التغيرات و التطورات من وفيات و مواليد و الزيادات الديموغرافية ‪.‬‬

‫نشأ علم االجتماع ‪ :‬ارتبط ظهور علم االجتماع و تطوره بظروف موضوعية و فكرية من أهمها قيام و‬
‫تطور مجتمع الدولة فقد كان علم اإلنسان قد اختص بدراسة المجتمعات البسيطة فجاء علم االجتماع‬
‫مركزا على المجتمعات الحديثة أي مجتمعات ما بعد الثورات السياسية و الصناعية و عمليات‬
‫التحضير ‪.‬‬

‫ظهور علم االجتماع في أوروبا و خاصة في فرنسا في القرن ‪ 19‬و ذلك نتيجة في إحداث مهمة و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬الثورات السياسية االجتماعية و أهمها الثورة الفرنسية التي اسهمت في احداث تغيرات في البنية‬
‫االجتماعية‬

‫‪ -‬الثورة الصناعية و الحضرية و التي نقلت المجتمع من االقطاع الى الرأسمالي‬

‫‪ -‬الثورة العلمية حيث حل العلم تدريجيا مكان الفكر الديني فتبدلت مصادر المعرفة‪.‬‬

‫لقد كانت نشأة علم االجتماع في الغرب مستقلة عن نشأته في الشرق حيث كانت النشاة الغربي على يد‬
‫اجست كونت مرتبطة بظروف التحول االقتصادي و االجتماعي و السياسي التي مر بها المجتمع‬
‫األوربي في ذلك الوقت‬

‫لقد تم االعتراف بهذا العلم بعد ‪ 1980‬و ذلك اصبح فرع علمي يدرس في الجامعات مثل الفروع العلمية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫كان لماركس دوركايم و فيبر و ماركس تأثير معه و مستمر على علم االجتماع و كان هؤالء الثالثة‬
‫ضمن أول من نظروا في المجتمع بطريقة أصبحنا نعلق عليها الطريقة السوسيولوجية تمز القرن ‪19‬‬
‫بأنه كان فترة تغير سريع و ضخم على غرار ما يحدث اليوم فقد أدت الثورات الصناعية و السياسية أو‬
‫ما يعرف بالثورات الثنائية الى تفكك المجتمع و جنته و نجد مجموعة من المفكرين أمثال فوكوه و‬
‫بودريار و ليوتار اهتموا بالدراسة المجتمع دراسة جديدة مع بقاء جزهر المتطور السوسيولوجي كما هو‬
‫دون المساس به ‪.‬‬

‫يعتبر علم االجتماع بمثابة محاولة لفهم المجتمع و احد طرائف فهم موضوع هذا العلم ننظر في بعض‬
‫المسائل الرئيسية التي نثيرها و ال تزال المسائل و المشكالت التي أثارها مؤسسو علم االجتماع اليوم و‬
‫نناقش في عجالة اففكار هؤالء المؤسس بغرفة إعطاء فكرة عن إطار علم االجتماع و مجاله ثم ننظر في‬
‫بعض المشائل الرئيسية لهذا العلم هذا يمهد الطريق السعراض أهم المنظورات األساسية في علم‬
‫االجتماع و نختم ذلك بمناقشة االتجاهات المعاصرة في علم االجتماع‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬أهم الرواد األوائل و نظرياتهم‬


‫أوال ‪ :‬الرواد األوائل ‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬ابن خلدون ‪ )1406-1332( :‬مؤرخ و فيلسوف و رجل دولة و سياسي عربي‪ ،‬درس المنطق و‬
‫الفلسفة و الفقه و التاريخ‪ ،‬عين واليا " ( وزيرا)" للكاتبة ثم سفيرا " ثم رحل مصر في مرحلة ثالثة و‬
‫درس في األزهر ‪ ،‬و تولى قضاء المالكية فيه حتى توفي‪ ،‬و قام ابن خلدون بدراسة تحليلية لتاريخ‬
‫العرب و الدول اإلسالمية ‪ ،‬و عرض محتويات األحداث التاريخية على معيار العقل حتى تسلم من‬
‫الكذب و النزييف‪ ،‬فكان بذلك مجددا في علم التاريخ عمل ابن خلدون دراسة تحليلية و بخصوص‬
‫المجتمع و العصبية و الدولة ‪ ،‬يقول ابن خلدون في الباب الثالث من مقدمته‬

‫اعلم أن العمر لألشخاص على ما زعم األطباء و المنجمون أربعون سنة ‪ ،‬و الدولة في الغالب ى تعدو‬
‫اعمار ثالثة اجيال‪ ،‬و الجيل هو عمر شخص واحد من العمر المتوسط فيكون أربعين هو انتهاء النمو و‬
‫النشوء إلى غايته‪ ،‬و يقول ابن خلدون و أنا عمر الدولة ال يعدو في الغالب ثالثة أجيال ‪ :‬الن الجيل األول‬
‫لم يزل على خلق البدواة و خشونتها ووحشها من شظف العيش و البسلة و االفتراسو االشتراك في‬
‫المجد‪ ،‬فال تزال بذلك صورة العصبية محفوظة فيهم‪ ،‬و الجل الثاني ‪ :‬تجول حلهم من البداوة الى‬
‫الحضارة‪ ،‬ومن االشتراك في المجد الى االنفراد الواحد به و كسل الباقين عن السعي فيه و من عز‬
‫االستطالة الى ذل االستكانة‪ ،‬فتنكسر صورة العصبية بعض الشيء و تونس منهم المهانة و الخضوع‪ ،‬و‬
‫أما الجيل الثالث ‪ :‬فينسون عهد البداوة و كأنها لم تكن‪ ،‬و يفقدون حالوة العز و العصبية بما فيهم من‬
‫ملكة القهر‪ ،‬و يبلغ فيهم الترف غايته بما تقننوه من النعيم و غضارة العيش‪ ،‬و تسقط العصبية بالجملة ‪،‬‬
‫و ينسون الحماية و المدافعة و المطالبة‪ ،‬فيحتاج صاحب الدولة حينئذ إلى االستظهار بسواهم من أهل‬
‫الخبرة‪ ،‬و يستكثر بالموالي و يصطنع من يغني عن الدولة بعض الغناء‪ ،‬حتى ياذن هللا بانقراضها‪،‬‬
‫فتذهب الدولة بما حملت يفترض ابن خلدون ان االجتماع اإلنساني ظاهرة طبيعية منتظمة لها أسسها و‬
‫قوانينها‪ ،‬كما يقول بتغير هذه المجتمعات من حالة البادوة للحضر ‪ ،‬و بهذا يصنف المجتمعات االنساينة‬
‫على أساس التباين في العيش فالبدواة ترتبط باالعتماد الكلي على الحيوان كمصدر اساسي للعيش‪ ،‬و بهذا‬
‫النمط في العيش بناءا " اجتماعي قبلي متنقل ‪ ،‬و قيام قيم و معايير سلوكية أساسها الصالة القرابية ‪ ،‬و‬
‫ما تفرزه من عصبية ترابطية‪ ،‬و ثم تؤدي الحاجات إلى ضبط العالقات داخل الجماعة‪ ،‬و تؤدي الى‬
‫ظهور نوع من السلطة ‪ ،‬تقوم شرعيتها على تقاليد و أعراف الجماعة ‪ ،‬و قد تمثلت إلى ظهور نوع من‬
‫السلطة‪ ،‬تقوم شرعيتها على تقاليد و أعراف الجماعة ‪ ،‬و قد تمثلت هذه السلطة في السلطة مجالس الكبار‬
‫و ظهور الرياسة ممثلة في شيخ القبيلة ‪ ،‬و ال تكون السلطة هنا إال في إطار العصبية القرابية‪ ،‬و مع‬
‫التطور دخلة الزراعة ‪ ،‬و بدأـ أوجه االستقرار‪ ،‬و إمكانية الفائض في اإلنتاج مما يفسح المجال لتقسيم‬
‫العمل و التخصص و تنجلي هذه التغيرات بوضوح بدخول الصنائع و التجارة‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه‬
‫تحول المجتمع إلى مجتمع حضري و يترتب هذا بظهور الدولة ‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬اوجست كونيت ‪ :‬ولد ( كونت ) بمدينة ( مونبليه) الفرنسية لوالدين كاثوليكيين‪ ،‬التحق بمدرسة‬
‫الفنون التطبيقية بباريس عام ‪ 1813‬م‪ ،‬و في عام ‪ 1816‬م تزعم حركة عصيان قام بها الطالب‪ ،‬فصل‬
‫عقبها من المدرسة‪ ،‬و أصل دراسته إلى أن عين معيدا في مدرسة الهندسة‪ ،‬ثم عمل سكرتيرا للكاتب‬
‫االشتراكي المعرف ( سان سيمون ) و في عام ‪ 1825‬م تزوج كارلين ماسان ‪ ...‬بدا في عام ‪1826‬م‬
‫القاء سلسلة من المحاضرات العامة في الفلسفة الوضعية‪ ،‬ثم أصيب بمرض عقلي جعله ينقطع عن‬
‫مواصلة محاضراته‪ ،‬و أقضى به الى محاولة االنتحار غرقا في نهر السين ‪ ،‬ثم عاد ما بين ‪،1830‬‬
‫‪1843‬م إلى إلقاء محاضراته التي كان انقطع عنه‪ ،‬و فيها قدم تصوراته للمعرفة و العلوم و حاول من‬
‫خاللها وضع أسس علمه الجديد الذي أطلق عليه في بادئ األمر ( الفيزياء االجتماعية ) ثم عاد تجنبا‬
‫لتكرار هذا االسم الذي سبقه اليه ( كتيلييه) فوسم العلم الجديد باسم ( علم االجتماع )‪،‬‬
‫و يعد ( كونت) ابن عصر التنوير‪ ،‬جرى على تقليد و تراث فالسفة التقدم في أواخر القرن الثامن عشر‪،‬‬
‫من امثاال تيرجوو كوندرسيه‪ ،‬و لقد فزع كونت من االضطرابات التي عانى منها النظام االجتماعي‪ ،‬و‬
‫من ثم جد في طلب النظام و التضامن‪ ،‬و يهمنا هنا التنويه بانه كان ليبراليا و تاثر بادم سميث و كانطو‬
‫اما عن النسق المجتمعي العام‪ ،‬الذي عاش خالله ( كونت) و تحرك فيه‪ ،‬و جمع منه مالحظاته‪ ،‬و كون‬
‫توجهاته فباالمكان القول بانه ولد في اوقات الثورة الفرنسية‪ ،‬و قبل التمهيد لدكتاتورية حكم الفرد‪ ،‬و‬
‫ادرك سنوات الصبا و الشباب في فترة نمت فيها االمبراطويرة الفرنسية ‪ 1815-1804‬م ‪ ،‬و عاصر‬
‫االزمات التي واجهت هذه االمبراطورية و التي انتهت بغو فرنسا ‪1814-1812‬م و بين هذه السنوات‬
‫عايش أيضا ما وصفه المؤرخون باإلرهاب األبيض‪ ،‬بعد عودة الملك إلى باريس سنة ‪1815‬م‪ ،‬حيث‬
‫قتل كثرين من رجال الثورة القدامى و من أنصار ( بونابرت) و لم تتردد وقتها حكومة الملك العائد في‬
‫االنتقام من رجال العهد الماضي‪ ،‬خاصة أولئك الذين حنثوا في يمين الوالء للملك لويس الثامن عشر و‬
‫اللذين انظموا الى نابليون و في وسط أمواج اإلرهاب العاتية تم في اغسطس‪1815‬م انتخاب المجلس‬
‫الوطني األول‪ ،‬الذي سمحت الظروف بدخول عدد كبير من مؤيدي المكلية العائدة إليه‪ ،‬و هم الذين‬
‫عرفوا باسم الملكيين المتطرفين‪ ،‬و بلغوا في حماستهم للملكية حدا جعل يطلق على مجلسهم اسم‬
‫( المجلس المنقطع النظير) و ما بين ‪1818-1816‬م كانت الساحة السياسية تجمع ثالثة أحزاب‬
‫أساسية ‪ :‬حزب اليمين و يضم الملكين المتطرفين و اللذين رفعوا شعار ( الحرب ضد الثورة ) و حزب‬
‫الوسط من الملكيين المعتلين اللذين حاولوا التوفيق بين الملكية و الثورة‪ ،‬و أخيرا حزب اليسار من‬
‫األحرار و كان أكثر هذه األحزاب سطوة حزب اليمين الذي كان برنامج عمله يتوجه بقوة نحو إحياء‬
‫النظام القديم‪ ،‬مع بعض التعديالت التي تتواءم مع مصالح النبالء و إلشراف‪ .‬وكان من بين أساليب‬
‫الحزب في تدعيم هذا التوجيه إعادة الكنسية الكاثوليكية الى سابق سطوتها ‪ ،‬وعقد حلف وثيق بينها و بين‬
‫الدولة ‪ ،‬أتاح للكنيسة أن تستعيد أمالكها السابقة و إشرافها على التعليم ‪.‬‬

‫ومع كل هذا و إضافة إليه قدر ( لكونت) أن يعايش ثورتي ‪ 1830-1848‬و هما من الثورات الهامة في‬
‫تاريخ فرنسا الحديث‪ ،‬بغض النظر عن جوانب اإلخفاق أو النجاح فيهما‬

‫ت‌‪ -‬ايميل دوركايم ‪ :‬موضوع علم االجتماع عند دور كايم هو الوقائع االجتماعية‪ ،‬الممثلة في راية بالنظم‬
‫االجتماعية و ليس األفراد أو ما يرتبط بهم من حوافز و دوافع ‪ ،‬ان منهج دور كايم مستند على الناحية‬
‫الوظيفية التي تحافظ على النظام االجتماعي و استقراره‪ ،‬هذا باإلضافة إلى استخدام البحث االجتماعي‬
‫اإلحصائي في دراسته المتعميقة عن االنتحار في مختلف فئات الشعوب‪ ،‬مؤكدا " أن االنتحار ظاهرة‬
‫فردية ترجع إلى الفروق الفردية لألفراد و التي تنجم عن القوى و الخصائص االجتماعية التي تؤثر على‬
‫وعي السلوك و تصرفات و قيم مواقف األفراد‪ ،‬لذلك فان ظاهرة االنتحار بالرغم من أنها فردية إال أنها‬
‫مسألة اجتماعية تفسرها التصورات الجمعية ‪ ،‬ان عوامل التغير االجتماعي ‪ :‬كان دور كايم يغزو التطور‬
‫االجتماعي الى ثالثة عوامل ‪ :‬كثافة السكان ‪ ،‬تطور وسائل الموصالت ‪ ،‬و الوعي االجتماعي‪ ،‬و يتميز‬
‫كل مجتمع بالتضامن االجتماعي‪ ،‬و قد كان التضامن في المجتمع البدائي تضامنا" ((آليا))" إذ كان يقوم‬
‫التضامن على روابط الدم‪ ،‬و يتميز هذا النوع بأنه بسيط غير معقد التركيب‪ ،‬و غير مميز الوظائف‪ ،‬و‬
‫كما أن الدين هو أقوى مظاهر الحياة الجمعية في هذا الشكل من المجتمعات و يغلب على هذه المجتمعات‬
‫سيادة العرف و التقاليد و الخضوع لسلطات العادات االجتماعية و يسمى دور كايم هذه المجتمعات‬
‫((بالبدانية ))‪.‬‬
‫و إما المجتمع الحديث فالتضامن (( عضوي))‪ ،‬اذ يقوم على تقسيم العمل ‪ ،‬اي على التعاون الطبقي‬
‫لكسب ضروات الحياة ‪ ،‬و تتصف هذه المجتمعات بأنها معقدة التكوين حيث تتوزع فيها الوظائف و‬
‫األعمال و تزيد درجات التخصص و يصبح الفرد أداة من أدوات النتاج و عنصرا" من العناصر‬
‫االجتماعية و يغلب على هذه المجتمعات سلطة القانون و هو عالم اجتماع و فيلسوف وضعي فرنسي‬
‫تلميذ لكونت‪ ،‬و كان أستاذا " في جامعة السوربون‪ ،‬و كان يعتقد انه يتعين على علم االجتماع أن يدرس‬
‫المجتمع كنوع خاص من الواقع الروحي‪ ،‬و تختلف قوانينه عن قوانين علم النفس الفردي‪ ،‬و عنده أن كل‬
‫مجتمع يقوم على األفكار الجماعية المتفق عليها اتفقا مشتركا " و يعتبر اميل دور كيم مؤسس علم‬
‫االجتماع الحديث و الممهد لنقل النظرية االجتماعية الغربية من وضعية كونت إلى أعتاب الوضعية بذل‬
‫اميل دور كايم جهدا" لتحديد علم االجتماع و من مؤلفاته الرئيسية ‪ (( :‬حول تقسيم االجتماعي ‪))1893‬‬
‫(( قواعد المنهج في علم االجتماع ‪ (( ، ))1895‬اإلشكال األولية للحياة الدينية ‪((1912‬‬

‫ث‌‪ -‬ماكس فيبر ( ‪1920-1864‬م) ‪ :‬ولد ماكس فيبر في الثاني و العشرين من شهر نيسان‪ /‬ابريل عام‬
‫‪ 1864‬في مدينة ايرفورث ( والية تورينغن) ) و ترعرع في عائلة محافظة ‪ ،‬و بعد أن أنهى دراسته‪،‬‬
‫التحق عالم المستقبل بجامعات عديدة في بلرين و هايدلرع و درس علوم الحقوق و الفلسفة و التاريخ و‬
‫االقتصادي القومي‪ ،‬و عند بلوغه سن الثالثين دعى فيبر للعمل كبروفيسور في كلية االقتصاد القومي في‬
‫جامعة فرايبورغ ( جنوب المانيا ) و بعد ذلك انتقل الى جامعة هايدليبغ‪ ،‬و لكنه بعد انتقاله إلى هذه‬
‫الجامعة العريقة أصيب بمرض نفسي اجبره على مزاولة عمله على مدى سبع سنوات بشكل منقطع‪،‬‬
‫وكان عام ‪ 1904‬بمثابة والدة جيدة لفيبر ‪ ،‬فقد بدا من جديد بنشر أعماله كان أهمية كبيرة في مجال‬
‫علوم االجتماع و الفلسفة و االقتصاد ‪ ،‬وفي عام ‪ 1909‬شارك فيبر في تأسيس الجمعية األلمانية لعلوم‬
‫االجتماع ‪ ،‬و من ثم بدا فيبر عام ‪ 1913‬بكاتبة احد أهم أعماله و هو " االقتصاد و المجتمع" و الذي‬
‫نشر ألول مرة عام ‪ ،1922‬أي بعد وفاته‪ ،‬و بدأت تظهر اهتمامات فيبر باألمور السياسية الراهنة عام‬
‫‪ ،1915‬هذا و يعتبر فيبر احد المؤسسين للحزب الديمقراطي االلماني عام ‪ ،1919‬وفي نفس العام كتب‬
‫عملين مهمين هما " العلم كمهنة " و " السياسة كمهنة" صحيح أن رائد علم االجتماع ألف أعماال كثيرة‪،‬‬
‫و لكن ابرز هذه األعمال و أكثرها تأثيرا في الفكر االجتماعي كان كتاب " األخالق البروتستانتية و روح‬
‫الرأسمالية" و بحسب المؤرخين فان هذا الكتاب كان قراءة لدور القيم الدينية في ظهور قيم و أخالق‬
‫العمل في المجتمعات الصناعية الجديدة التي كانت أساس ظهور النظام الرأسمالي ‪ ،‬و تأتي أهمية‬
‫دراسات و أطروحات فيبر من اهتمامه منقطع النظير بفلصفة العلوم االجتماعية و مناهجها‪ ،‬و في هذا‬
‫الخصوص استطاع العالم تطوير المفاهيم و الجوانب التي أصبحت بعد وفاته من ركائز علم االجتماع‬
‫الحديث‪ ،‬ومن أهم المصطلحات التي أثرى بها علم االجتماع و تعتبر جزءا مهما منه ومرجعا كبيرا‬
‫للمهتمين بهذا العلم اإلنساني هي " العقالنية " و" الكاريزما" و " الفهم " و" أخالق العمل"‬

‫‌ الفصل الثالث ‪ :‬مجاالت علم االجتماع‬


‫أوال ‪ :‬عالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى‬
‫أ‌‪ -‬عالقة بعلم االقتصاد‪ :‬يعتبر اإلنتاج و التوزيع في مقدمة اهتمامات علم االقتصاد علم االقتصاد لذلك‬
‫يصب اهتمامه على عالقات و متغيرات اقتصادية خالصة كالعالقة بين العرض و الطب و ارتفاع‬
‫األسعار و هبوطها‪...‬الخ و لكن بالرغم من تضيق مجال علم االقتصاد إال ذلك أعطاه قدرة على معالجة‬
‫ظواهر بطريقة منظمة و حدد مصلحاته و مقاييسه و مبادئه األساسية بدقة متناهية‪ ،‬بل ان قدرة هذا العلم‬
‫على تحويل النظرية االقتصادية الى التطبيق العملي جعله مساهما في رسم السياسات العامة و بالرغم‬
‫من ذلك التشابه بين علمي االقتصاد و االجتماع نجده في طابع التفكير‪ ،‬فاالقتصادي كاالجتماعي يهنم‬
‫بالعالقات بين األجزاء و السيطرة و التبادل و التغيرات بالطرق الرياضية في تحليل بياناته ‪.‬‬

‫‪ -‬عالقته بعلم السياسة ‪:‬‬

‫التكيف السياسي مع المجتمع هو صيرورة ترسيخ المعتقدات و المتمثالت المتعلقة بالسلطة و بمجموعة‬
‫االنتماء‪ ،‬فليس هناك من مجتمع سياسي يكون قابال باستمرار للحياة من دون استبطان حد أدنى من‬
‫المعتقدات المشتركة المتعلقة في ان واحد بشرعية الحكومة التي تحكم‪ ،‬بصحة التماثل بين األفراد و‬
‫المجموعات المتضامنة‪ ،‬يهم قليال ان تكون هذه المعتقدات ثابتة أوال في حجتها‪ ،‬إذ يكفي أن تنزع‬
‫االنتماء(‪ ،)16‬فدراسة التكيف السياسي مع المجتمع يجب أن ينظر لها من مظهر مزدوج كيف يمكن‬
‫بمساعدة تصورات مالئمة عرض هذه المعتقدات و المواقف و اآلراء المشتركة بين كل أعضاء‬
‫المجموعة أو جزء منها ؟ و كيف التعرف على صيروات الترسيخ التي بفضلها يجري عمل التمثل و‬
‫االستبطان؟‬

‫و من هنا نجد أن علم االجتماع يهتم بدراسة كافة جوانب المجتمع بينما علم السياسة يكرس معظم‬
‫اهتماماته لدراسة القوة المتجسدة في التنظيمات الرسمية‪ ،‬فاالول يولى اهتماما كبيرا بالعالقات المتبادلة‬
‫بين مجموعة النظم ( بما في ذلك الحكومة) بينما يهتم بالعمليات الداخلية كالتلي تحدث داخل الحكومة‬
‫مثال‪ ،‬و قد عبر ليبست (‪) lipset‬عن ذلك بقوله " يهتم علم السياسة باإلدارة العامة‪ ،‬أي كيفية جعل‬
‫التنظيمات الحكومية فعالة‪ ،‬اما علم االجتماع السياسي فيعني البيروقراطية‪ ،‬و على األخص مشكالتها‬
‫الداخلية" و مع ذلك فان علم االجتماع السياسي يشترك مع علم السياسة في كثير من الموضوعات بل أن‬
‫بعض العلماء السياسيين بدازايولون اهتماما خاصا بالدراسات السلوكية و يمزجون بين التحليل السياسي‬
‫و التحليل السوسيولوجي ‪.‬‬

‫‪ -‬عالقته بعلم التاريخ ‪ :‬أن تتبع التاريخ لألحداث التي رقعت‪ :‬هو في حد ذاته ترتيب و تضيق للسلوك‬
‫عبر الزمن ‪ ،‬بينما يولى المؤرخون اهتماماتهم نحو دراسة الماضي و يتجنبون البحث عن اكتشاف‬
‫األسباب ( باستثناء فالسفة التاريخ ) فان علماء االجتماع يهتمون بالبحث عن العالقات المتبادلة بين‬
‫األحداث التي وقعت و أسبابها‪ ،‬و يذهب علم االجتماع بعيدا في دراسة ما هو حقيقي بالنسبة لتاريخ عدد‬
‫كبير من الشعوب و ال يهتم بما هو حقيقي بالنسبة لشعب معين‪ ،‬و المؤرخون ال يهتموا كثيرا باألحداث‬
‫العادية التي تتخذ شكال نظاميا كالملكية أو العالقات االجتماعية داخل األسرة كالعالقة بين الرجل و‬
‫المرأة مثال ‪ ،‬بينما هو محور اهتمامات علم االجتماع ‪ ،‬إال أن هذه االختالفات لم تمنع بعض المؤرخين‬
‫أمثال روستو فتزيف (‪ ) Rostovtev‬و كولتن ( ‪ ) coulton‬و بوركهات ( ‪) burkhardt‬من أن يكتبوا‬
‫تاريخا اجتماعيا يعالج األنماط االجتماعية و السنن و األعراف و النظم االجتماعية الهامة ‪ ،‬و لقد كان‬
‫ابن خلدون واضحا في تعريفه لعلم التاريخ عنمدا ربط الحاضر و الماضي بطبيعة " العمران و األحوال‬
‫في االجتماع اإلنساني" و جعل منه علما " شريف الغاية ‪ ،‬اذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من األمم‬
‫في أخالقهم "‪.‬‬

‫‪ -‬عالقته بعلم النفس‬

‫يعرف علم النفس بأنه علم دراسة العقل أو العمليات العقلية و بالتالي فهو يتناول قدرات العقل على إدراك‬
‫األحاسيس و منحها معاني معينة ثم االستجابة لهذه األحاسيس العقلية كاإلدراك و التعرف و التعلم‪ ،‬كما‬
‫يهتم بدراسة المشاعر و العواطف و الدوافع و الحوافز و دورها في تحديد نمطا الشخصية‪ ،‬و بينما يعد‬
‫مفهوم " المجتمع" او النسق االجتماعي محور علماء االجتماع فان مفهوم " الشخصية" محور علماء‬
‫النفس اللذين يعنون بالجوانب السيكولوجية أكثر من عنايتهم بالجوانب الفسيولوجية‪ ،‬و بهذا فان علم‬
‫النفس يحاول تفسير السلوك كما يبتدي في شخصية الفرد من خالل وظائف أعضائه و جهازه النفسي و‬
‫خيراته الشخصية‪ ،‬و على العكس يحول علم اجتماع فهم السلوك كما يبتدي في شخصية الفرد من خالل‬
‫وظائف أعضائه و جهازه النفسي و خبراته الشخصية‪ ،‬و على العكس يحاول علم االجتماع فهم السلوك‬
‫كما يبتدئ في المجتمع و كما يتحدد من خالل بعش العوامل مثل عدد السكان و الثقافة و التنظيم‬
‫االجتماعي ‪ ،‬و يلتقي علمي النفس و االجتماعي في علم النفس االجتماعي الذي يهتم من الواجهة‬
‫السيكولوجية الخالصة بتناول الوسائل التي من خاللها تخضع الشخصية أو السلوك للخصائص‬
‫االجتماعية او الوضع االجتماعي الذي يشغله و من الوجهة السوسيولوجي في توضيح مدى تأثير‬
‫الخصائص السيكولوجية لكل فرد او مجموعة معينة من األفراد على طابع العملية االجتماعية‪ ،‬و يؤكد‬
‫هومانز (‪ )homans‬في كتابه عن السلوك االجتماعي أهمية الدوافع النفسية المفروضة الجماعات في‬
‫تفسير بناء الجماعة‪ ،‬ويضمن ذلك النشاط و التفاعل و المعايير و العواطف التي تنشا عما هو اجتماعي و‬
‫هو بذلك يركز على أشكال السلوك االجتماعي التي تختلف باختالف المجتمعات و الثقافات ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ميادين علم االجتماع ‪:‬‬

‫علم االجتماع الديني‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫يتناول علم االجتماع الديني بالتقصي و التحليل النظم و التيارات الدينية الساندة في المجتمعات‬
‫اإلنسانية على اختالف العصور‪ ،‬و اختالف البيئة االجتماعية لمجتمع ما في نمط معيشته أو في‬
‫طبيعة العالقات االجتماعية فيه على السواء‪ ،‬و الن علم االجتماع الديني ريى في المجتمع‬
‫العوامل التي تحدد شكل االديان ووظائفها ‪ ،‬لذا فانه يعني تباين اثر العوامل االجتماعية‪ ،‬و‬
‫ارتباطها مع الدين بصفته ظاهرة ال يخلو منها أي مجتمع‪.‬‬
‫علم االجتماع الريفي ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يهتم علماء االجتماع الريفي بدراسة العالقات االجتماعية القائمة في الجماعة اإلنسانية التي تعيش في‬
‫بينة ريفية و يدرسها من حيث طبيعتها اذتواجه الجماعة الريف وجها لوجه‪ ،‬انه يبحث في خصائص‬
‫المجتمعات الريفية من حيث نمطا المعيشة أو نظام اإلنتاج السائد بوصفه أكثر بدانية‪ ،‬كما يعنى بتحليل‬
‫العالقات االجتماعية األولية‪ ،‬و الرباط العائلي ( رباط الدم او الزواج الداخلي )‪ ،‬و يحدد السمات و‬
‫المميزات التي تميز المجتمعات الريفية من المجتمعات الحضرية‪ ،‬ان هذه السمات كانت منطلقا لعلماء‬
‫االجتماع في دراستهم حين حددوا موضوع علم االجتماع الريفي‪ ،‬و ابرز الصفات المحلية لهذا المجتمع‬
‫من عوامل و تفاعالت اجتماعية ‪ ،‬و يتقبل بعضها التقدم و يرفضه بعضها اآلخر و يعوقه‪ ،‬ومع انه ‪ ،‬من‬
‫ناحية النظرية‪ ،‬يدرس أسس البنيان االجتماعي الريفي‪ ،‬إال انه من الناحية التطبيقية ‪ ،‬يستخدم المعلومات‬
‫التي جمعت عن سكان الريفيين لتحديد المشكالت التي تعوق نموهم و تقدمهم إليجاد الوسائل الكفيلة بحل‬
‫مجمل المشكالت التي يعانون منها و لتحسين مستوى الحياة االجتماعية الريفية‪ ،‬و أخيرا الرسم سياسة‬
‫اجتماعية تعمل على رفع اسهام الريف بينه و سكانا في الفعاليات االجتماعية و االقتصادية و غير ذلك‪.‬‬

‫علم االجتماعي السياسي‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫يهتم علم االجتماع السياسي بأثر المتغيرات االجتماعية في تكوين بنية السلطة السياسية و تطور أنظمة‬
‫الحكم في المجتمع‪ ،‬فالنظم االجتماعية من وجهة نظر علم االجتماع السياسي ليست إال عوامل متغيرة‬
‫( أو متحوالت) أو عوامل مسببة‪ ،‬وما أمور السياسة و شؤونها غير عوامل تابعة ‪ ،‬تتأثر بالعوامل‬
‫االجتماعية و تتغير بتغيرها و على هذا فان أي فهم دقيق للنظم و المؤسسات السياسة يتطلب تحليال‬
‫لمركزاتها االجتماعية ورصد العناصر التغير في المجتمع ‪.‬‬

‫علم االجتماع الصناعي‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫يعني علم االجتماع الصناعي بالبناء االجتماعي للتنظيمات الصناعية من جهة و بالعالقات و التفاعالت‬
‫الحادثة بين هذه التنظيمات و البناء االجتماعي الكلي من جهة أخرى‪ ،‬ويهتم علم االجتماع الصناعي‬
‫بكيفية ارتباط نسق اجتماعي فرعي( أي النظم االجتماعية األخرى) و يهتم علم االجتماع الصناعي كذلك‬
‫بالكيفية التي يبنى بها النسق االجتماعي الفرعي‪ ،‬كما يهتم كذلك بالكيفية التي يصبح بها األشخاص‬
‫مناسبين لألدوار التي يقمون بها‪ ،‬و يشمل النسق االجتماعي في هذه الحالة على االنساق االجتماعية‬
‫الفرعية‪ ،‬األسرية و السياسية و الدينية و التربوية و الطبقية و القيمة و غيراها من االنساق الفرعية‬
‫األخرى التي ترتبط بالنسق االجتماعي االقتصادي الصناعي الفرعي‪.‬‬

‫علم اجتماع العائلة ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬


‫يتناول علم اجتماع العائلة بالدراسة و التحليل و التعليل خصائص االسرة ‪ ،‬و الوظائف التي‬
‫تؤديها و العوامل التي تتاثر بها و تؤثر فيها‪ ،‬كما يوجه عناية خاصة الى دور الذي تقوم به‬
‫العائلة في تنظيم عالقات األفراد في المحيط األسري‪ ،‬و يبحث في النظم االجتماعية و‬
‫االقتصادية و السياسية التي تساعد استمرار تركيب العائلة و تطويرها ‪.‬‬
‫علم االجتماع القانوني ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫يعنى علم االجتماع القانوني و النظم القانونية من جهة تركيبها االجتماعي و يهتم بوصف الكثير‬
‫من االتجاهات المعنية بالعالقات الموجودة بين القانون نصا و المجتمع حيوية ( التحرك‬
‫االجتماعي) كما يصف الحياة القانونية و السياسية بغية فهم مضامينها االجتماعية العلمية‪ ،‬و هو‬
‫بالتعريف ذلك الفرع من علم االجتماع الذي يدرس الحقيقية الكلية للقانون مبتدنأ باوجه التغير التي‬
‫يمكن االحساس بها و مالحطتها و تعرف مداها و اثارها المادية في السلوك الجسمي ‪ ،‬و يرمي‬
‫الى تفسير هذا السلوك ‪ ،‬و تلك المظاهر المادية للقانون تبعا لما تنطوي عليه من معان خفية‪ ،‬بغية‬
‫الكشف عن الحقيقة الكاملة للقانون في عالقته بالمتغيرات االجتماعية التي تعمل على نحو ما في‬
‫صيرورته و في وجوده على هذا النمط‪ ،‬اال ان علم االجتماع القانوني يختلف في كثير من الحدود‬
‫عن التحليل القانوني للمعايير و االعراف ‪ ،‬و كذلك عن فقه القانون و فلسفته ‪ ،‬و ليس ثمة انسجام‬
‫في أسلوب التفكير‪ ،‬او طريقة البحث بين العلماء في ميدان فقه القانون و علم االجتماع ‪ ،‬الن‬
‫القانون يمثل في نظر علماء االجتماع ميدانا عمليا تطبيقيا ‪ ،‬و الن القانونيين يرون علم االجتماع‬
‫ميدانيا نظريا بحثا ‪ ،‬و الحقيقة ان كال من الميدانين مرتبط باآلخر ارتباط وثيقا و ان الواحد منهما‬
‫مكمل للثاني‪ ،‬فيمكن تطبيق علم االجتماع لدراسة النظام القانوني الذي يحفظ النظام العام في‬
‫المجتمع و يمكن ان يدرس رجل القانون‪ -‬الذي يتجه وجهه اجتماعية – القوانين بوصفها ضابطا‬
‫اجتماعيا ذات موصفات خاصة في الدولة ‪.‬‬
‫علم االجتماع المعرفة ‪:‬‬ ‫‪-8‬‬

‫يبحث علم االجتماع المعرفة في صحة التراكيب الفكرية السائدة في المجتمع‪ ،‬مع اهتمام خاص بتفسيرها‬
‫و ربطها بالمعلومات التي توصل إليها علماء االجتماع بطريق التجريب‪ /،‬و على أساس ربطها‬
‫بالظروف و المتغيرات االجتماعية ‪.‬‬

‫علم االجتماع التربوي‪:‬‬ ‫‪-9‬‬

‫يهتم هذا الميدان من علم االجتماع يبحث الوسائل التربوية التي تؤدي إلى نمو أفضل للشخصية ‪،‬‬
‫الن األساس في هذا الميدان هو أن التربية عملية تنشئة اجتماعية‪ ،‬لذا فان علم االجتماع التربوي‬
‫يبحث في وسائل تطبيع األفراد بحضارة مجتمعهم و التربية أساسا ظاهرة اجتماعية‪ ،‬يجب أن تدرس‬
‫في ضوء تأثيرها في الظواهر االجتماعية األخرى من سياسة و اقتصادية و بينية و تشريعية‪،‬‬
‫وتأثيرها في المتغيرات االجتماعية األخرى من خالل عمليات التفاعل االجتماعي‪ ،‬من هنا أكد‬
‫االجتماعيون ضرورة تحليل الدور الذي يقوم به النظام التربوي في عالقته بأجزاء البناء االجتماعي‬
‫الديموغرافية أو االقتصادية أو السياسية‪ ،‬و عالقته بمثالية المجتمع أو نظراته العامة و‬
‫االيديولوجيات التي تفعل فيه‬

‫علم االجتماع البدوي‪:‬‬ ‫‪-10‬‬


‫يدرس هذا الفرع من فروع علم االجتماع النظم االجتماعية السائدة في المجتمعات البدوية أو‬
‫المجتمعات التي تعيش على الرعي و االنتقال وراء الكال‪ ،‬و يعد ابن خلدون أول باحث في علم‬
‫االجتماع البدوي إذا يتحدث فغي مقدمته عن " العمران البدوي و األمم الوحشية" فيصف حية البدو‬
‫بما فيها من خشونة العيش و االقتصار على الضروريات في معيشتهم ‪ ،‬و عجزهم عن تحصيل‬
‫الضروريات‪ ...‬و في جملة ما يقوله " و قد ذكرنا أن البدو هم المقتصرون على الضروري في‬
‫أحوالهم‪ ،‬العاجزون عما فوقه و ا ناهل البدو و إن كانوا مقبلين على الدنيا غال انه في المقدار‬
‫الضروري ال في الترف و ال في شيء من أسباب الشهوات و اللذات و دواعيها ‪...‬و أن البدو اقرب‬
‫إلى الخير من أهل الحضر‪.‬‬

‫الخــــاتمــــة‬
‫إن علم االجتماع اليوم له له أهمية بالغة في الحياة اليومية و المعرفية‪ ،‬لذلك يشهد هذا العلم تعداد في‬

‫فروعه و ميادين دراسته و ذلك لتعقد الحياة و نتيجة التقدم الهائل الذي تشهده البشرية في شتى العلوم و‬

‫كذا االنفجار الهائل في المعلومات و التقدم التكنولوجي لإلنسان المعاصر‪ ،‬أما بالنسبة لنا كعرب و‬

‫مسلمين فبدأنا نسمع عن فكرة " نحو علم اجتماع عربي" أو إسالمي الن اإلسالم يرى إن الظواهر‬

‫االجتماعية لها تأصيل رباني و روحي و كذا أن اإلنسان ال يستطيع العيش دون دينه وواجبه اإلسالمي‪،‬‬

‫يقول تعالى ( قل إن صالتي و نسكي و محياتي و مماتي هلل رب العالمين وحده ال شريك له بذالك أمرت‬

‫و أنا أول المسلمين )‪ .‬فبالنسبة للظاهرة االجتماعية عند الغرب‪ ،‬فان علم االجتماع عاجز عن إيجاد‬

‫الحلول لها لتعقدها و تغيرها الدائم‪ ،‬لذلك ال نجد نظرية عامة و مححدة تحكمها‪ ،‬إما اإلسالم فنجده دائم‬

‫االستجابة و القدرة على التكيف في مختلف العصور و عبر مختلف الزمان و المكان‪ ،‬أن اإلسالم ال‬

‫يعترف بالحدود و الزمان و المكان فهو دوما قادر على حل المشكالت و المعضالت التي تشهدها‬

‫البشرية‪.‬‬

‫قـــــائمة المــــراجــــع‬
‫غريب عبد السميع غريب ‪ :‬علم االجتماع مفهومات‪ -‬موضوعات‪-‬درسات‪ ،‬مؤسسة شباب‬ ‫‪-1‬‬

‫للجامعة االسكندرية ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬

‫ابراهيم عثمان ‪ ،‬مقدمة في علم االجتماع‪ ،‬بدون طبعة‪،‬ص ‪.12-10‬‬ ‫‪-2‬‬


‫غريب سيد احمد ‪ :‬تاريخ الفكر االجتماعي‪ .‬دار المعرفة الجامعية ‪2004‬‬ ‫‪-3‬‬

You might also like