Professional Documents
Culture Documents
العنوان :
خطـــة البحـــــث
.Iمقدمة
.Vخاتمة
تتعلق بحياة المجتمع ظلت تشغل عقول المفكرين منذ أزمنة بعيدة ،هناك الكثير من الباحثين
السوسيولوجي من يرجع الدراسات االجتماعية إلى أصول تاريخية ،فمنهم حتى من الغرب خالفا على
العرب الذين يهتمون بتاريخ علم االجتماع يرجعونه للعالمة ابن خلدون ،الذي عرف بعلم االجتماع
البشري أو العمران البشري ،و آخرون يرون أن العالم االيطالي فيكو هو األب الحقيقي لعلم االجتماع،
إلى أن كونت فرض نفسه أيضا باعتباره هو من أطلق المصطلح الحديث على هذا العلم
( السوسيولوجي) لذالك وجب علينا أن نقف على حقيقة هذا العلم و أيضا اإلجابة على األسئلة التالية :ما
علم االجتماع ؟ و ما موضوعاته ؟ و من هم رواده؟ و ما هي األسس المرجعية التي يستند إليها هذا العلم
الفصل األول :ماهية علم االجتماع
التعريف اللغوي :سوسيولوجي كلمة مركبة من مقطعين :األول التيني سوسيو و يعني اجتماع -1
أو رفقة و الثاني يوناني لوقوس وتعني دراسة أو علم بذلك يتكون لدينا علم االجتماع .
اصطالح :هو الدراسة العلمية للمجتمعات التي تعتمد على المالحظة و تقرير الواقع ثم المقارنة -2
و التفسير.
تعريفات إعالم الفكر االجتماعي : -3
د -هو العلم الذي يعني بدراسة خصائص الجماعات البشرية و العالقات بين افراد هذه الجماعات
هـ" -و هو أيضا ذلك العلم التحليلي الذي يتناول الوقائع و النظم االجتماعية بالدراسة و التحليل ثم
يستخلص النتائج بشكل علمي"
أ -هو العلم الذي يدرس المشكالت االجتماعية المستعصية مثل مشكالت األسرة و البطالة و االنحراف
ب -دراسة النظم االجتماعية التي تنشأ عن حياة اإلنسان داخل المجتمع و تحديد العالقة بين النظم .
أ -دراسة تستهدف كل الظواهر االجتماعية و الكشف عن الحقائق التي تربط الظواهر االجتماعية بعضها
البعض و الوصول إلى قوانين عامة تحكمها.
ب -إعطاء اإلنسان القدرة على التحكم في الظواهر و ظروف الحياة ال تزانه الشخصي و التكيف
الجماعي.
ت -السعي إلى تحقيق حياة أفضل و المساهمة الجماعية في بناء النظام الحضاري و الصرح المعرفي.
نشأ علم االجتماع :ارتبط ظهور علم االجتماع و تطوره بظروف موضوعية و فكرية من أهمها قيام و
تطور مجتمع الدولة فقد كان علم اإلنسان قد اختص بدراسة المجتمعات البسيطة فجاء علم االجتماع
مركزا على المجتمعات الحديثة أي مجتمعات ما بعد الثورات السياسية و الصناعية و عمليات
التحضير .
ظهور علم االجتماع في أوروبا و خاصة في فرنسا في القرن 19و ذلك نتيجة في إحداث مهمة و هي :
-الثورات السياسية االجتماعية و أهمها الثورة الفرنسية التي اسهمت في احداث تغيرات في البنية
االجتماعية
-الثورة العلمية حيث حل العلم تدريجيا مكان الفكر الديني فتبدلت مصادر المعرفة.
لقد كانت نشأة علم االجتماع في الغرب مستقلة عن نشأته في الشرق حيث كانت النشاة الغربي على يد
اجست كونت مرتبطة بظروف التحول االقتصادي و االجتماعي و السياسي التي مر بها المجتمع
األوربي في ذلك الوقت
لقد تم االعتراف بهذا العلم بعد 1980و ذلك اصبح فرع علمي يدرس في الجامعات مثل الفروع العلمية
األخرى.
كان لماركس دوركايم و فيبر و ماركس تأثير معه و مستمر على علم االجتماع و كان هؤالء الثالثة
ضمن أول من نظروا في المجتمع بطريقة أصبحنا نعلق عليها الطريقة السوسيولوجية تمز القرن 19
بأنه كان فترة تغير سريع و ضخم على غرار ما يحدث اليوم فقد أدت الثورات الصناعية و السياسية أو
ما يعرف بالثورات الثنائية الى تفكك المجتمع و جنته و نجد مجموعة من المفكرين أمثال فوكوه و
بودريار و ليوتار اهتموا بالدراسة المجتمع دراسة جديدة مع بقاء جزهر المتطور السوسيولوجي كما هو
دون المساس به .
يعتبر علم االجتماع بمثابة محاولة لفهم المجتمع و احد طرائف فهم موضوع هذا العلم ننظر في بعض
المسائل الرئيسية التي نثيرها و ال تزال المسائل و المشكالت التي أثارها مؤسسو علم االجتماع اليوم و
نناقش في عجالة اففكار هؤالء المؤسس بغرفة إعطاء فكرة عن إطار علم االجتماع و مجاله ثم ننظر في
بعض المشائل الرئيسية لهذا العلم هذا يمهد الطريق السعراض أهم المنظورات األساسية في علم
االجتماع و نختم ذلك بمناقشة االتجاهات المعاصرة في علم االجتماع
أ -ابن خلدون )1406-1332( :مؤرخ و فيلسوف و رجل دولة و سياسي عربي ،درس المنطق و
الفلسفة و الفقه و التاريخ ،عين واليا " ( وزيرا)" للكاتبة ثم سفيرا " ثم رحل مصر في مرحلة ثالثة و
درس في األزهر ،و تولى قضاء المالكية فيه حتى توفي ،و قام ابن خلدون بدراسة تحليلية لتاريخ
العرب و الدول اإلسالمية ،و عرض محتويات األحداث التاريخية على معيار العقل حتى تسلم من
الكذب و النزييف ،فكان بذلك مجددا في علم التاريخ عمل ابن خلدون دراسة تحليلية و بخصوص
المجتمع و العصبية و الدولة ،يقول ابن خلدون في الباب الثالث من مقدمته
اعلم أن العمر لألشخاص على ما زعم األطباء و المنجمون أربعون سنة ،و الدولة في الغالب ى تعدو
اعمار ثالثة اجيال ،و الجيل هو عمر شخص واحد من العمر المتوسط فيكون أربعين هو انتهاء النمو و
النشوء إلى غايته ،و يقول ابن خلدون و أنا عمر الدولة ال يعدو في الغالب ثالثة أجيال :الن الجيل األول
لم يزل على خلق البدواة و خشونتها ووحشها من شظف العيش و البسلة و االفتراسو االشتراك في
المجد ،فال تزال بذلك صورة العصبية محفوظة فيهم ،و الجل الثاني :تجول حلهم من البداوة الى
الحضارة ،ومن االشتراك في المجد الى االنفراد الواحد به و كسل الباقين عن السعي فيه و من عز
االستطالة الى ذل االستكانة ،فتنكسر صورة العصبية بعض الشيء و تونس منهم المهانة و الخضوع ،و
أما الجيل الثالث :فينسون عهد البداوة و كأنها لم تكن ،و يفقدون حالوة العز و العصبية بما فيهم من
ملكة القهر ،و يبلغ فيهم الترف غايته بما تقننوه من النعيم و غضارة العيش ،و تسقط العصبية بالجملة ،
و ينسون الحماية و المدافعة و المطالبة ،فيحتاج صاحب الدولة حينئذ إلى االستظهار بسواهم من أهل
الخبرة ،و يستكثر بالموالي و يصطنع من يغني عن الدولة بعض الغناء ،حتى ياذن هللا بانقراضها،
فتذهب الدولة بما حملت يفترض ابن خلدون ان االجتماع اإلنساني ظاهرة طبيعية منتظمة لها أسسها و
قوانينها ،كما يقول بتغير هذه المجتمعات من حالة البادوة للحضر ،و بهذا يصنف المجتمعات االنساينة
على أساس التباين في العيش فالبدواة ترتبط باالعتماد الكلي على الحيوان كمصدر اساسي للعيش ،و بهذا
النمط في العيش بناءا " اجتماعي قبلي متنقل ،و قيام قيم و معايير سلوكية أساسها الصالة القرابية ،و
ما تفرزه من عصبية ترابطية ،و ثم تؤدي الحاجات إلى ضبط العالقات داخل الجماعة ،و تؤدي الى
ظهور نوع من السلطة ،تقوم شرعيتها على تقاليد و أعراف الجماعة ،و قد تمثلت إلى ظهور نوع من
السلطة ،تقوم شرعيتها على تقاليد و أعراف الجماعة ،و قد تمثلت هذه السلطة في السلطة مجالس الكبار
و ظهور الرياسة ممثلة في شيخ القبيلة ،و ال تكون السلطة هنا إال في إطار العصبية القرابية ،و مع
التطور دخلة الزراعة ،و بدأـ أوجه االستقرار ،و إمكانية الفائض في اإلنتاج مما يفسح المجال لتقسيم
العمل و التخصص و تنجلي هذه التغيرات بوضوح بدخول الصنائع و التجارة ،األمر الذي يترتب عليه
تحول المجتمع إلى مجتمع حضري و يترتب هذا بظهور الدولة .
ب -اوجست كونيت :ولد ( كونت ) بمدينة ( مونبليه) الفرنسية لوالدين كاثوليكيين ،التحق بمدرسة
الفنون التطبيقية بباريس عام 1813م ،و في عام 1816م تزعم حركة عصيان قام بها الطالب ،فصل
عقبها من المدرسة ،و أصل دراسته إلى أن عين معيدا في مدرسة الهندسة ،ثم عمل سكرتيرا للكاتب
االشتراكي المعرف ( سان سيمون ) و في عام 1825م تزوج كارلين ماسان ...بدا في عام 1826م
القاء سلسلة من المحاضرات العامة في الفلسفة الوضعية ،ثم أصيب بمرض عقلي جعله ينقطع عن
مواصلة محاضراته ،و أقضى به الى محاولة االنتحار غرقا في نهر السين ،ثم عاد ما بين ،1830
1843م إلى إلقاء محاضراته التي كان انقطع عنه ،و فيها قدم تصوراته للمعرفة و العلوم و حاول من
خاللها وضع أسس علمه الجديد الذي أطلق عليه في بادئ األمر ( الفيزياء االجتماعية ) ثم عاد تجنبا
لتكرار هذا االسم الذي سبقه اليه ( كتيلييه) فوسم العلم الجديد باسم ( علم االجتماع )،
و يعد ( كونت) ابن عصر التنوير ،جرى على تقليد و تراث فالسفة التقدم في أواخر القرن الثامن عشر،
من امثاال تيرجوو كوندرسيه ،و لقد فزع كونت من االضطرابات التي عانى منها النظام االجتماعي ،و
من ثم جد في طلب النظام و التضامن ،و يهمنا هنا التنويه بانه كان ليبراليا و تاثر بادم سميث و كانطو
اما عن النسق المجتمعي العام ،الذي عاش خالله ( كونت) و تحرك فيه ،و جمع منه مالحظاته ،و كون
توجهاته فباالمكان القول بانه ولد في اوقات الثورة الفرنسية ،و قبل التمهيد لدكتاتورية حكم الفرد ،و
ادرك سنوات الصبا و الشباب في فترة نمت فيها االمبراطويرة الفرنسية 1815-1804م ،و عاصر
االزمات التي واجهت هذه االمبراطورية و التي انتهت بغو فرنسا 1814-1812م و بين هذه السنوات
عايش أيضا ما وصفه المؤرخون باإلرهاب األبيض ،بعد عودة الملك إلى باريس سنة 1815م ،حيث
قتل كثرين من رجال الثورة القدامى و من أنصار ( بونابرت) و لم تتردد وقتها حكومة الملك العائد في
االنتقام من رجال العهد الماضي ،خاصة أولئك الذين حنثوا في يمين الوالء للملك لويس الثامن عشر و
اللذين انظموا الى نابليون و في وسط أمواج اإلرهاب العاتية تم في اغسطس1815م انتخاب المجلس
الوطني األول ،الذي سمحت الظروف بدخول عدد كبير من مؤيدي المكلية العائدة إليه ،و هم الذين
عرفوا باسم الملكيين المتطرفين ،و بلغوا في حماستهم للملكية حدا جعل يطلق على مجلسهم اسم
( المجلس المنقطع النظير) و ما بين 1818-1816م كانت الساحة السياسية تجمع ثالثة أحزاب
أساسية :حزب اليمين و يضم الملكين المتطرفين و اللذين رفعوا شعار ( الحرب ضد الثورة ) و حزب
الوسط من الملكيين المعتلين اللذين حاولوا التوفيق بين الملكية و الثورة ،و أخيرا حزب اليسار من
األحرار و كان أكثر هذه األحزاب سطوة حزب اليمين الذي كان برنامج عمله يتوجه بقوة نحو إحياء
النظام القديم ،مع بعض التعديالت التي تتواءم مع مصالح النبالء و إلشراف .وكان من بين أساليب
الحزب في تدعيم هذا التوجيه إعادة الكنسية الكاثوليكية الى سابق سطوتها ،وعقد حلف وثيق بينها و بين
الدولة ،أتاح للكنيسة أن تستعيد أمالكها السابقة و إشرافها على التعليم .
ومع كل هذا و إضافة إليه قدر ( لكونت) أن يعايش ثورتي 1830-1848و هما من الثورات الهامة في
تاريخ فرنسا الحديث ،بغض النظر عن جوانب اإلخفاق أو النجاح فيهما
ت -ايميل دوركايم :موضوع علم االجتماع عند دور كايم هو الوقائع االجتماعية ،الممثلة في راية بالنظم
االجتماعية و ليس األفراد أو ما يرتبط بهم من حوافز و دوافع ،ان منهج دور كايم مستند على الناحية
الوظيفية التي تحافظ على النظام االجتماعي و استقراره ،هذا باإلضافة إلى استخدام البحث االجتماعي
اإلحصائي في دراسته المتعميقة عن االنتحار في مختلف فئات الشعوب ،مؤكدا " أن االنتحار ظاهرة
فردية ترجع إلى الفروق الفردية لألفراد و التي تنجم عن القوى و الخصائص االجتماعية التي تؤثر على
وعي السلوك و تصرفات و قيم مواقف األفراد ،لذلك فان ظاهرة االنتحار بالرغم من أنها فردية إال أنها
مسألة اجتماعية تفسرها التصورات الجمعية ،ان عوامل التغير االجتماعي :كان دور كايم يغزو التطور
االجتماعي الى ثالثة عوامل :كثافة السكان ،تطور وسائل الموصالت ،و الوعي االجتماعي ،و يتميز
كل مجتمع بالتضامن االجتماعي ،و قد كان التضامن في المجتمع البدائي تضامنا" ((آليا))" إذ كان يقوم
التضامن على روابط الدم ،و يتميز هذا النوع بأنه بسيط غير معقد التركيب ،و غير مميز الوظائف ،و
كما أن الدين هو أقوى مظاهر الحياة الجمعية في هذا الشكل من المجتمعات و يغلب على هذه المجتمعات
سيادة العرف و التقاليد و الخضوع لسلطات العادات االجتماعية و يسمى دور كايم هذه المجتمعات
((بالبدانية )).
و إما المجتمع الحديث فالتضامن (( عضوي)) ،اذ يقوم على تقسيم العمل ،اي على التعاون الطبقي
لكسب ضروات الحياة ،و تتصف هذه المجتمعات بأنها معقدة التكوين حيث تتوزع فيها الوظائف و
األعمال و تزيد درجات التخصص و يصبح الفرد أداة من أدوات النتاج و عنصرا" من العناصر
االجتماعية و يغلب على هذه المجتمعات سلطة القانون و هو عالم اجتماع و فيلسوف وضعي فرنسي
تلميذ لكونت ،و كان أستاذا " في جامعة السوربون ،و كان يعتقد انه يتعين على علم االجتماع أن يدرس
المجتمع كنوع خاص من الواقع الروحي ،و تختلف قوانينه عن قوانين علم النفس الفردي ،و عنده أن كل
مجتمع يقوم على األفكار الجماعية المتفق عليها اتفقا مشتركا " و يعتبر اميل دور كيم مؤسس علم
االجتماع الحديث و الممهد لنقل النظرية االجتماعية الغربية من وضعية كونت إلى أعتاب الوضعية بذل
اميل دور كايم جهدا" لتحديد علم االجتماع و من مؤلفاته الرئيسية (( :حول تقسيم االجتماعي ))1893
(( قواعد المنهج في علم االجتماع (( ، ))1895اإلشكال األولية للحياة الدينية ((1912
ث -ماكس فيبر ( 1920-1864م) :ولد ماكس فيبر في الثاني و العشرين من شهر نيسان /ابريل عام
1864في مدينة ايرفورث ( والية تورينغن) ) و ترعرع في عائلة محافظة ،و بعد أن أنهى دراسته،
التحق عالم المستقبل بجامعات عديدة في بلرين و هايدلرع و درس علوم الحقوق و الفلسفة و التاريخ و
االقتصادي القومي ،و عند بلوغه سن الثالثين دعى فيبر للعمل كبروفيسور في كلية االقتصاد القومي في
جامعة فرايبورغ ( جنوب المانيا ) و بعد ذلك انتقل الى جامعة هايدليبغ ،و لكنه بعد انتقاله إلى هذه
الجامعة العريقة أصيب بمرض نفسي اجبره على مزاولة عمله على مدى سبع سنوات بشكل منقطع،
وكان عام 1904بمثابة والدة جيدة لفيبر ،فقد بدا من جديد بنشر أعماله كان أهمية كبيرة في مجال
علوم االجتماع و الفلسفة و االقتصاد ،وفي عام 1909شارك فيبر في تأسيس الجمعية األلمانية لعلوم
االجتماع ،و من ثم بدا فيبر عام 1913بكاتبة احد أهم أعماله و هو " االقتصاد و المجتمع" و الذي
نشر ألول مرة عام ،1922أي بعد وفاته ،و بدأت تظهر اهتمامات فيبر باألمور السياسية الراهنة عام
،1915هذا و يعتبر فيبر احد المؤسسين للحزب الديمقراطي االلماني عام ،1919وفي نفس العام كتب
عملين مهمين هما " العلم كمهنة " و " السياسة كمهنة" صحيح أن رائد علم االجتماع ألف أعماال كثيرة،
و لكن ابرز هذه األعمال و أكثرها تأثيرا في الفكر االجتماعي كان كتاب " األخالق البروتستانتية و روح
الرأسمالية" و بحسب المؤرخين فان هذا الكتاب كان قراءة لدور القيم الدينية في ظهور قيم و أخالق
العمل في المجتمعات الصناعية الجديدة التي كانت أساس ظهور النظام الرأسمالي ،و تأتي أهمية
دراسات و أطروحات فيبر من اهتمامه منقطع النظير بفلصفة العلوم االجتماعية و مناهجها ،و في هذا
الخصوص استطاع العالم تطوير المفاهيم و الجوانب التي أصبحت بعد وفاته من ركائز علم االجتماع
الحديث ،ومن أهم المصطلحات التي أثرى بها علم االجتماع و تعتبر جزءا مهما منه ومرجعا كبيرا
للمهتمين بهذا العلم اإلنساني هي " العقالنية " و" الكاريزما" و " الفهم " و" أخالق العمل"
التكيف السياسي مع المجتمع هو صيرورة ترسيخ المعتقدات و المتمثالت المتعلقة بالسلطة و بمجموعة
االنتماء ،فليس هناك من مجتمع سياسي يكون قابال باستمرار للحياة من دون استبطان حد أدنى من
المعتقدات المشتركة المتعلقة في ان واحد بشرعية الحكومة التي تحكم ،بصحة التماثل بين األفراد و
المجموعات المتضامنة ،يهم قليال ان تكون هذه المعتقدات ثابتة أوال في حجتها ،إذ يكفي أن تنزع
االنتماء( ،)16فدراسة التكيف السياسي مع المجتمع يجب أن ينظر لها من مظهر مزدوج كيف يمكن
بمساعدة تصورات مالئمة عرض هذه المعتقدات و المواقف و اآلراء المشتركة بين كل أعضاء
المجموعة أو جزء منها ؟ و كيف التعرف على صيروات الترسيخ التي بفضلها يجري عمل التمثل و
االستبطان؟
و من هنا نجد أن علم االجتماع يهتم بدراسة كافة جوانب المجتمع بينما علم السياسة يكرس معظم
اهتماماته لدراسة القوة المتجسدة في التنظيمات الرسمية ،فاالول يولى اهتماما كبيرا بالعالقات المتبادلة
بين مجموعة النظم ( بما في ذلك الحكومة) بينما يهتم بالعمليات الداخلية كالتلي تحدث داخل الحكومة
مثال ،و قد عبر ليبست () lipsetعن ذلك بقوله " يهتم علم السياسة باإلدارة العامة ،أي كيفية جعل
التنظيمات الحكومية فعالة ،اما علم االجتماع السياسي فيعني البيروقراطية ،و على األخص مشكالتها
الداخلية" و مع ذلك فان علم االجتماع السياسي يشترك مع علم السياسة في كثير من الموضوعات بل أن
بعض العلماء السياسيين بدازايولون اهتماما خاصا بالدراسات السلوكية و يمزجون بين التحليل السياسي
و التحليل السوسيولوجي .
-عالقته بعلم التاريخ :أن تتبع التاريخ لألحداث التي رقعت :هو في حد ذاته ترتيب و تضيق للسلوك
عبر الزمن ،بينما يولى المؤرخون اهتماماتهم نحو دراسة الماضي و يتجنبون البحث عن اكتشاف
األسباب ( باستثناء فالسفة التاريخ ) فان علماء االجتماع يهتمون بالبحث عن العالقات المتبادلة بين
األحداث التي وقعت و أسبابها ،و يذهب علم االجتماع بعيدا في دراسة ما هو حقيقي بالنسبة لتاريخ عدد
كبير من الشعوب و ال يهتم بما هو حقيقي بالنسبة لشعب معين ،و المؤرخون ال يهتموا كثيرا باألحداث
العادية التي تتخذ شكال نظاميا كالملكية أو العالقات االجتماعية داخل األسرة كالعالقة بين الرجل و
المرأة مثال ،بينما هو محور اهتمامات علم االجتماع ،إال أن هذه االختالفات لم تمنع بعض المؤرخين
أمثال روستو فتزيف ( ) Rostovtevو كولتن ( ) coultonو بوركهات ( ) burkhardtمن أن يكتبوا
تاريخا اجتماعيا يعالج األنماط االجتماعية و السنن و األعراف و النظم االجتماعية الهامة ،و لقد كان
ابن خلدون واضحا في تعريفه لعلم التاريخ عنمدا ربط الحاضر و الماضي بطبيعة " العمران و األحوال
في االجتماع اإلنساني" و جعل منه علما " شريف الغاية ،اذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من األمم
في أخالقهم ".
يعرف علم النفس بأنه علم دراسة العقل أو العمليات العقلية و بالتالي فهو يتناول قدرات العقل على إدراك
األحاسيس و منحها معاني معينة ثم االستجابة لهذه األحاسيس العقلية كاإلدراك و التعرف و التعلم ،كما
يهتم بدراسة المشاعر و العواطف و الدوافع و الحوافز و دورها في تحديد نمطا الشخصية ،و بينما يعد
مفهوم " المجتمع" او النسق االجتماعي محور علماء االجتماع فان مفهوم " الشخصية" محور علماء
النفس اللذين يعنون بالجوانب السيكولوجية أكثر من عنايتهم بالجوانب الفسيولوجية ،و بهذا فان علم
النفس يحاول تفسير السلوك كما يبتدي في شخصية الفرد من خالل وظائف أعضائه و جهازه النفسي و
خيراته الشخصية ،و على العكس يحول علم اجتماع فهم السلوك كما يبتدي في شخصية الفرد من خالل
وظائف أعضائه و جهازه النفسي و خبراته الشخصية ،و على العكس يحاول علم االجتماع فهم السلوك
كما يبتدئ في المجتمع و كما يتحدد من خالل بعش العوامل مثل عدد السكان و الثقافة و التنظيم
االجتماعي ،و يلتقي علمي النفس و االجتماعي في علم النفس االجتماعي الذي يهتم من الواجهة
السيكولوجية الخالصة بتناول الوسائل التي من خاللها تخضع الشخصية أو السلوك للخصائص
االجتماعية او الوضع االجتماعي الذي يشغله و من الوجهة السوسيولوجي في توضيح مدى تأثير
الخصائص السيكولوجية لكل فرد او مجموعة معينة من األفراد على طابع العملية االجتماعية ،و يؤكد
هومانز ( )homansفي كتابه عن السلوك االجتماعي أهمية الدوافع النفسية المفروضة الجماعات في
تفسير بناء الجماعة ،ويضمن ذلك النشاط و التفاعل و المعايير و العواطف التي تنشا عما هو اجتماعي و
هو بذلك يركز على أشكال السلوك االجتماعي التي تختلف باختالف المجتمعات و الثقافات .
يهتم علماء االجتماع الريفي بدراسة العالقات االجتماعية القائمة في الجماعة اإلنسانية التي تعيش في
بينة ريفية و يدرسها من حيث طبيعتها اذتواجه الجماعة الريف وجها لوجه ،انه يبحث في خصائص
المجتمعات الريفية من حيث نمطا المعيشة أو نظام اإلنتاج السائد بوصفه أكثر بدانية ،كما يعنى بتحليل
العالقات االجتماعية األولية ،و الرباط العائلي ( رباط الدم او الزواج الداخلي ) ،و يحدد السمات و
المميزات التي تميز المجتمعات الريفية من المجتمعات الحضرية ،ان هذه السمات كانت منطلقا لعلماء
االجتماع في دراستهم حين حددوا موضوع علم االجتماع الريفي ،و ابرز الصفات المحلية لهذا المجتمع
من عوامل و تفاعالت اجتماعية ،و يتقبل بعضها التقدم و يرفضه بعضها اآلخر و يعوقه ،ومع انه ،من
ناحية النظرية ،يدرس أسس البنيان االجتماعي الريفي ،إال انه من الناحية التطبيقية ،يستخدم المعلومات
التي جمعت عن سكان الريفيين لتحديد المشكالت التي تعوق نموهم و تقدمهم إليجاد الوسائل الكفيلة بحل
مجمل المشكالت التي يعانون منها و لتحسين مستوى الحياة االجتماعية الريفية ،و أخيرا الرسم سياسة
اجتماعية تعمل على رفع اسهام الريف بينه و سكانا في الفعاليات االجتماعية و االقتصادية و غير ذلك.
يهتم علم االجتماع السياسي بأثر المتغيرات االجتماعية في تكوين بنية السلطة السياسية و تطور أنظمة
الحكم في المجتمع ،فالنظم االجتماعية من وجهة نظر علم االجتماع السياسي ليست إال عوامل متغيرة
( أو متحوالت) أو عوامل مسببة ،وما أمور السياسة و شؤونها غير عوامل تابعة ،تتأثر بالعوامل
االجتماعية و تتغير بتغيرها و على هذا فان أي فهم دقيق للنظم و المؤسسات السياسة يتطلب تحليال
لمركزاتها االجتماعية ورصد العناصر التغير في المجتمع .
يعني علم االجتماع الصناعي بالبناء االجتماعي للتنظيمات الصناعية من جهة و بالعالقات و التفاعالت
الحادثة بين هذه التنظيمات و البناء االجتماعي الكلي من جهة أخرى ،ويهتم علم االجتماع الصناعي
بكيفية ارتباط نسق اجتماعي فرعي( أي النظم االجتماعية األخرى) و يهتم علم االجتماع الصناعي كذلك
بالكيفية التي يبنى بها النسق االجتماعي الفرعي ،كما يهتم كذلك بالكيفية التي يصبح بها األشخاص
مناسبين لألدوار التي يقمون بها ،و يشمل النسق االجتماعي في هذه الحالة على االنساق االجتماعية
الفرعية ،األسرية و السياسية و الدينية و التربوية و الطبقية و القيمة و غيراها من االنساق الفرعية
األخرى التي ترتبط بالنسق االجتماعي االقتصادي الصناعي الفرعي.
يبحث علم االجتماع المعرفة في صحة التراكيب الفكرية السائدة في المجتمع ،مع اهتمام خاص بتفسيرها
و ربطها بالمعلومات التي توصل إليها علماء االجتماع بطريق التجريب /،و على أساس ربطها
بالظروف و المتغيرات االجتماعية .
يهتم هذا الميدان من علم االجتماع يبحث الوسائل التربوية التي تؤدي إلى نمو أفضل للشخصية ،
الن األساس في هذا الميدان هو أن التربية عملية تنشئة اجتماعية ،لذا فان علم االجتماع التربوي
يبحث في وسائل تطبيع األفراد بحضارة مجتمعهم و التربية أساسا ظاهرة اجتماعية ،يجب أن تدرس
في ضوء تأثيرها في الظواهر االجتماعية األخرى من سياسة و اقتصادية و بينية و تشريعية،
وتأثيرها في المتغيرات االجتماعية األخرى من خالل عمليات التفاعل االجتماعي ،من هنا أكد
االجتماعيون ضرورة تحليل الدور الذي يقوم به النظام التربوي في عالقته بأجزاء البناء االجتماعي
الديموغرافية أو االقتصادية أو السياسية ،و عالقته بمثالية المجتمع أو نظراته العامة و
االيديولوجيات التي تفعل فيه
الخــــاتمــــة
إن علم االجتماع اليوم له له أهمية بالغة في الحياة اليومية و المعرفية ،لذلك يشهد هذا العلم تعداد في
فروعه و ميادين دراسته و ذلك لتعقد الحياة و نتيجة التقدم الهائل الذي تشهده البشرية في شتى العلوم و
كذا االنفجار الهائل في المعلومات و التقدم التكنولوجي لإلنسان المعاصر ،أما بالنسبة لنا كعرب و
مسلمين فبدأنا نسمع عن فكرة " نحو علم اجتماع عربي" أو إسالمي الن اإلسالم يرى إن الظواهر
االجتماعية لها تأصيل رباني و روحي و كذا أن اإلنسان ال يستطيع العيش دون دينه وواجبه اإلسالمي،
يقول تعالى ( قل إن صالتي و نسكي و محياتي و مماتي هلل رب العالمين وحده ال شريك له بذالك أمرت
و أنا أول المسلمين ) .فبالنسبة للظاهرة االجتماعية عند الغرب ،فان علم االجتماع عاجز عن إيجاد
الحلول لها لتعقدها و تغيرها الدائم ،لذلك ال نجد نظرية عامة و مححدة تحكمها ،إما اإلسالم فنجده دائم
االستجابة و القدرة على التكيف في مختلف العصور و عبر مختلف الزمان و المكان ،أن اإلسالم ال
يعترف بالحدود و الزمان و المكان فهو دوما قادر على حل المشكالت و المعضالت التي تشهدها
البشرية.
قـــــائمة المــــراجــــع
غريب عبد السميع غريب :علم االجتماع مفهومات -موضوعات-درسات ،مؤسسة شباب -1