You are on page 1of 4

‫المحاضرة الثانية في مادة علم النفس اﻹجتماعي‬

‫أوﻻ‪ :‬أهداف علم النفس اﻹجتماعي‬


‫‪ -1‬الدراسة العلمية‪ :‬توجد الكثير من المداخل لدراسة كيف يفكر ويشعر ويتصرف‬
‫الناس‪ ،‬نحن نعرف الكثير من السلوك اﻹنساني )الروايات‪-‬اﻷفﻼم‪-‬الفلسفة‪-‬‬
‫التاريخ( وهو كذلك علم تطبيق المناهج العلمية )المنهج التجريبي‪ -‬المنهج‬
‫الوصفي‪ -‬المﻼحظة وغيرها من المناهج(‬
‫كيف يمكن أن ندرس هذه الظواهر المختلفة‪ ،‬ك ّما أن لهذا العلم أدوات لقياس‬
‫السلوك اﻹجتماعي وأساليب التفكير في المواقف اﻹجتماعية والعﻼقات‬
‫اﻹجتماعية من خﻼل استخدام أدوات القياس المتنوعة كاﻹستمارة وغيرها‪...‬‬

‫‪ -2‬الطريقة التي يفكر ويشعر وينفعل بها اﻷفراد حيث أن الكثير من العلوم‬
‫اﻹقتصادية واﻷنتروبولوجيا وعلم السياسة وعلم اﻹجتماع جميعها تعتمد على‬
‫إستخدام المناهج العلمية لدراسة السلوك اﻹنساني والفارق الرئيسي بين علم‬
‫النفس اﻹجتماعي وهذه العلوم هو طبيعة الدراسة ومستويات تحليل الفرد‪،‬‬
‫فالعلوم السابقة تدرس العوامل اﻹجتماعية المتعلقة بالسلوك اﻹنساني مثل‬
‫الجنسية‪-‬العنصرية‪-‬الطبقة اﻹجتماعية واﻹقتصادية‪ ،‬بينما علم النفس‬
‫اﻹجتماعي يدرس الفرد ويدرس سلوك الجماعات وسلوك الفرد في إطار‬
‫الجماعة‪ .‬فدراسة علم النفس اﻹجتماعي في تناولها لﻺنسان تتجاوز السطح‬
‫الى عمق العﻼقات مع اﻷخرين مما يؤثر على سلوك الفرد ومشاعره وأفكاره‪،‬‬
‫دراسة مهمة للعﻼقات لرصد مدى تفاعله مع المجتمع‪ ،‬ومدى تعاونه مع‬
‫الجماعة‪ ،‬هل يؤثر أو يتأثر في الجماعة‪.‬‬
‫يفرق بين علم النفس بصفة عامة وبين‬ ‫‪ -3‬المواقف اﻹجتماعية التعريف السابق لم ّ‬
‫علم النفس اﻹجتماعي بصفة خاصة‪ ،‬فكﻼهما يمكن تعريفهم على أنهم الدراسة‬
‫العلمية للسلوك اﻹنساني لكن علم النفس اﻹجتماعي هو فرع من فروع علم‬
‫ي كيف‬ ‫النفس‪ ،‬له خاصيته المميزة ﻷنه يهتم بالسلوك اﻹجتماعي لهذا الفرد ا ّ‬
‫يفكر ويشعر الفرد باﻵخرين‪ ،‬وكيف يرتبط الفرد باﻵخرين ويتأثر بهم ويؤثر‬
‫فيهم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬تعريف علم النفس اﻹجتماعي التطبيقي‬
‫يمكن تعريف علم النفس اﻹجتماعي التطبيقي على أنه تطبيق النظريات والمعرف‬
‫والخبرات الخاصة لعلم النفس اﻹجتماعي‪ ،‬في مجاﻻت الحياة المختلفة واليومية‪:‬‬
‫الصحة‪ ،‬الدعاية واﻹعﻼن‪ ،‬اﻹعﻼم‪ ،‬التجارة‪ ،‬التربية‪ ،‬السياسة والرياضة‪ .‬كذلك في‬
‫مجاﻻت أخرى تغيير اﻹتجاه‪ ،‬تقليل العدوان‪ ،‬زيادة السلوك اﻹيثاري وتقديم المساعداة‬
‫لﻶخرين‪ ،‬إتخاذ القرارت‪ ،‬البحث عن السﻼم )بايرز ‪.(1996‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الفوائد التطبيقية لعلم النفس اﻹجتماعي‬
‫علم النفس اﻹجتماعي في طبيعته هو علم قابل للتطبيق والكثير من موضوعاته هي‬
‫موضوعات قابلة ﻷن يكون لها جانب عملي وتطبيقي )اﻹتصال الفعّال‪،‬اﻹقناع‪ ،‬تغيير‬
‫اﻹتجاهات‪ ،‬تنمية سلوك ‪ ،‬تقديم المساعدة‪ ،‬مواجهة الضغوط النفسية واﻹجتماعية‪.‬‬
‫علم النفس اﻹجتماعي التطبيقي له تطبيقات عملية في مجاﻻت متنوعة مثل السياسة‪،‬‬
‫اﻹقتصاد‪ ،‬التعليم ‪ ،‬الرأي العام والدعاية وغيرها ‪ ...‬وفي مجاﻻت وموضوعات‬
‫السابقة يتم تطبيق مبادئ علم النفس اﻹجتماعي‪ ،‬حيث يتم تطبيقات علمية وواقعية‬
‫تﻼمس واقع الحياة مثال‪ :‬موضوع تغيير اﻹتجاهات كاﻹدمان على التدخين‪ ،‬إقناع‬
‫المدخن بسلبيات التدخين وإقناعه باﻹقﻼع عنه‪.‬‬
‫كما أن اﻹتصال الفعّال يسهم بدوره بالنجاح بكل مجاﻻت الحياة التطبيقية وقد بدأ‬
‫التاريخ الحقيقي لعلم النفس اﻹجتماعي التطبيقي من عام ‪ 1960‬الى عام ‪ 1970‬حين‬
‫أصبح التجريب في علم النفس اﻹجتماعي أكثر منهجية لدرجة أن علماء النفس‬
‫اﻹجتماعيين منهم رينغ ‪ 1967‬حيث كان يتساءل عن جدوى علم النفس اﻹجتماعي‬
‫بدون تطبيقات عملية في الحياة‪ ،‬وقد إستفاد علماء النفس اﻹجتماعيين من العلوم‬
‫النفسية واﻹجتماعية اﻷخرى ومن التيارات والنظريات الحديثة في مجال علم النفس‬
‫اﻹجتماعي‪ ،‬كما استفادو من الثورة التكنولوجية مثال تأثير اﻹنترنت على العﻼقات‬
‫اﻹجتماعية بين البشر‪.‬‬
‫يرى ستيفنسون ‪ 1973‬أن علم النفس اﻹجتماعي التطبيقي هو شكل من أشكال‬
‫الهندسة اﻹجتماعية التي تبدأ بمعطيات عن الواقع وتنتهي بنتائج منطقية قد تصل الى‬
‫حد كبير مع المقدمات ورغم وجود عوامل من الممكن ان تتداخل مع المقدمات إﻻّ أن‬
‫الضبط التجريبي قد يقلل من تأثير هذه العوامل‪.‬‬
‫تمت د تطبيقات علم النفس اﻹجتماعي لمعظم مجاﻻت الحياة‪ ،‬فالطبيب ﻻيحتاج الى علم‬
‫النفس اﻹجتماعي في مهارات اﻹتصال الف ّعال كضرورة للتعامل اﻹنساني مع‬
‫المرضى فيما يعرف بالطب بالعﻼقة بين الطبيب والمريض‪.‬‬
‫كما توجد تطبيقات غير مباشرة لعلم النفس اﻹجتماعي إمكانيات التنبؤ بما قد يحدث‬
‫في المجتمعات في المستقبل )معظم الدراسات التي تنتجها الجامعة وغيرها من‬
‫المراكز ﻻ يتم اﻹستفادة منها بشكل علمي وصحيح حيث ﻻ تهتم برصد التغيرات‬
‫والظواهر التي تنتج (‪.‬‬
‫هكذا أصبح علما ً مستقﻼً وهو عكس ما كان يراه سبنسر من أن التغيير اﻹجتماعي‬
‫بطيء وقد ﻻيمكن التنبؤ به واﻵن في ظل ثورة اﻹتصاﻻت والمعلومات قد أصبح‬
‫التغيير سريعا ً وهناك إمكانية التنبؤ به‪ .‬كما يساعد علم النفس اﻹجتماعي في تحديد‬
‫المشكﻼت اﻷساسية ان كانت سياسية او إقتصادية حيث ان الشقاء اﻹنساني يعود في‬
‫اﻷساس الى إختﻼل النظم اﻹقتصادية والسياسية القائمة على سوء توزيع الجهد‬
‫والثروة مما قد يؤدي الى المشكﻼت السياسية واﻹقتصادية نظراً لشعور البشر بعدم‬
‫العدالة والعجز ضرورة وجود اﻹنماء المتوازن‪-‬حيث ﻻ يوجد توازن في تنفيذ‬
‫المشاريع التنموية‪.‬‬
‫كما يساعد علم النفس اﻹجتماعي في دراسة المشكﻼت‪ :‬العدوان الفردي والجماعي‬
‫وﻻسيما وان العالم يمتلك بذور فنائه المتمثلة باﻷسلحة النووية والبيولوجية وغيرها‪،‬‬
‫كذلك إهتم علم النفس اﻹجتماعي بطرق وأساليب التفاوض وإرساء دعائم السﻼم في‬
‫العالم )دراسة بارون ‪.(1998‬‬

‫رابعا ً‪ :‬أهداف علم النفس اﻹجتماعي‬


‫إتضح لنا مما سبق أن علم النفس اﻹجتماعي يهتم بدراسة الكيفية التي تؤثر بها أفراد‬
‫المجتمع بعضهم ببعض تأثيرا ً من شأنه أن يغير في سلوكهم وتفكيرهم وشعورهم‪.‬‬
‫يهدف علم النفس اﻹجتماعي‪ ،‬كغيره من فروع علم النفس الى‪:‬‬
‫‪ .1‬فهم السلوك اﻹجتماعي وتفسيره ومعرفة أسباب حدوثه والعوامل التي تؤثر‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪ .2‬الت نبؤ بما سيكون عليه السلوك اﻹجتماعي وذلك استنادا ً الى معرفة العﻼقات‬
‫الموجودة بين الظواهر اﻹجتماعية ذات العﻼقة بهذا المجال‪.‬‬
‫‪ .3‬ضبط ال سلوك اﻹجتماعي والتحكم فيه بتعديله وتحديثه الى ماهو مرغوب به‬
‫مثل معرفة أفضل الطرق لتنشئة اﻷطفال وإكتساب اﻷصدقاء والتأثير على‬
‫اﻵخرين وضبط الغضب‪.‬‬
‫‪ .4‬تطبيق المبادئ والنظريات والخبرات والتجارب علم النفس اﻹجتماعي في‬
‫مجاﻻت متنوعة كاﻷسرة‪-‬المدرسة‪-‬القوات المسلّحة‪ -‬اﻹعﻼم والدعاية ‪-‬الصحة‬
‫والتوعية الصحية والجريمة‪.‬‬

You might also like