Professional Documents
Culture Documents
الفوجG63 :
السؤال :1من خالل اطالعك على المراجع كيف ساهم دوركايم في المدرسة الوظيفية ؟
يرجع الفضل في ظهور الوظيفية الحديثة إلى دوركايم ،حيث يرى أن علم االجتماع هو العلم الذي يدرس
الظواهر االجتماعية بشكل موضوعي ،و حيث ظهرت الوظيفية في الفترة التي تلت قيام الثورة الفرنسية كان
االتجاه العام للفكر التخلي عن األفكار الالهوتية و االتجاه إلى الفكر الوضعي ،و المنهج التجريبي للوصول
إلى قوانين عامة تحكم الظواهر االجتماعية .و يرى دوركايم أن المجتمع كائن حي و لكي نتمكن من تفسير
ظاهرة اجتماعية يجب الوصول إلى علتها الفاعلة و الوظيفة التي تؤديها .و يرى أن الكل يكون ناتجًا عن
أجزائه ،و تفوق هذه األجزاء مكوناته ،و أن هذه المكونات لها حاجات و هذه الحاجات لها اشباعات محددة.
و حري بنا أن نسجل هنا أن دوركايم كان يفضل استخدام كلمة وظيفية و ذلك ألنه يرى أن الظواهر
االجتماعية توجد في األصل لتحقيق أية نتائج مفيدة ،كما يرى أن غاية البحث تتجلى في العالقة بين الظواهر
و الحاجات العامة للكائن الحي .و من أعمال دوركايم في معالم الوظيفية ما يلي:
-رؤية المجتمع على أنه نسق أو وحدة كلية تتألف من مجموعة من الوحدات المرتبطة مع بعضها البعض.
-يسعى المجتمع بشكل عام باعتباره نسقًا إلى إيجاد حالة من التوازن العام.
-ثمة وجود واقعي وتصوري للمجتمع ،و أن ثمة اتفاق عام على القيم والمعايير من جانب أعضاء المجتمع.
-إن االتفاق على القيم و المعايير بين أفراد المجتمع يمثل الهدف النهائي للنظام العام.
-أن تحليل البناء االجتماعي و ما يحوي من نظم و جماعات و فئات اجتماعية ،ينبغي أن يتم في إطار
1
تحقيق استمرارية المجتمع و كذا في إطار نموه التطوري.
-ظواهر إنسانية؛ أي أنها تظهر داخل المجتمعات اإلنسانية و ال تظهر لدى الكائنات األخرى.
-ظاهرة عامة؛ أي أنها تظهر في أغلب أفراد المجتمع ،و تتكرر بشكل يظهر أنها تحدث وفق قانون عام
ويمكن قياسها.
1د .شحاتة صيام ،النظرية اإلجتماعية من المرحلة الكالسيكية إلى ما بعد الحداثة ،مصر العربية للنشر و التوزيع ،القاهرة ،الطبعة األولى .2009 ،ص
48
-اختالف الظواهر االجتماعية من مجتمع إلى آخر؛ حيث تتأثر بالبيئة االجتماعية للمجتمع ،كما تتأثر
بالعوامل التاريخية و السياسية و الجغرافية التي تشكل المجتمع الذي تظهر فيه.
-تحمل الظاهرة االجتماعية معنى اإللزام؛ حيث يشعر أفراد المجتمع بوجوب االلتزام بما تفرضه عليه
الظاهرة االجتماعية من قيود ،و ال يستطيع الخروج عن تلك االلتزامات وإ ال ترتب عليه عقاب ما قد يظهر
في شكل نبذ اجتماعي أو عقاب قانوني أو غيرها من صور العقاب.
-ظاهرة اجتماعية لها بداية و لها نهاية؛ بحيث أنها تظهر لفترات زمنية قد تطول و قد تقصر ثم تختفي
بشكل تدريجي أو نتيجة لحدوث حدث معين.
-تلقائية الظواهر االجتماعية؛ أي أن الظاهرة االجتماعية تظهر في المجتمع بشكل تلقائي ،أي أنها ال تظهر
نتيجة اتفاق
و تعتبر أفكار دوركايم مساهمات فّع الة في بناء و تطور الوظيفية الحديثة ،باإلضافة إلى مساهمات باحثين
آخرين.
يعتبر المنهج العلمي من أهم دعائم العلم و تطوره ،فكانت البشرية منذ نشأتها تسعى لفهم جميع الظواهر
المحاطة بها و تحليلها و تفسيرها للوصول إلى الحقائق بدقة ،و انتشرت األبحاث العلمية في جميع الميادين
االجتماعية و الطبية و غيرها ،و من هنا أخذ المنهج العلمي في البحث بالتطور تدريجيا حتى وصل إلى ما
هو عليه اآلن .و فيمايلي أهم استخدامات للمنهج العلمي قديما:
-في العصور القديمة :لقد أثبت العلماء قديما دورهم في المجاالت العلمية المتعددة كالفلك و الحساب و
غيرها برغم من قلة اإلمكانيات ،حيث استطاع كل شعب من الشعوب القديمة إيجاد طريقة لحفظ معارفهم
للتناقل عبر الزمن؛ فالمصريون دونوا أفكارهم على ورق البردي ،بينما استخدم اليونانيون التأمل للتوصل
إلى الحقائق ،و كان أرسطو أول من استخدم المنهج العلمي في رحلته البحثية معتمدا على القياس و
االستقراء.
-في العصور الوسطى :حيث اعتمدت على طرق مختلفة عن سابقتها منها التجربة و غيرها من أدوات
البحث للوصول إلى هدفها العلمي و المعرفي.
-مرحلة التجربة و احتمالية الخطأ :فهذه المرحلة يعتمد بها الباحث على تجربة المالحظة و المشاهدة لما
حوله من الظواهر و مشاكل تحتاج البحث ليصل بعد ذلك إلى االستنتاجات المرجوة.
-مرحلة التكهن و الجدل و الحوار :أي أصبح اإلنسان ال يقبل أي فكرة أو معلومة أعطيت له ،و إنما يبحث
1
على إثباتات و براهين تؤكدها ،فهو يرفض كل ما يخالف التفكير العلمي المبني على المنطق والعقل.
-أرسطو :فهو لم يعتمد على االستقراء فقط في أبحاثه و إنما كان مقتنعا بالقياس للوصول إلى الحقيقة و
أسباب الظواهر.
-أبيقور :اعتمد أبيقور على المالحظة ،و أهم قواعد المنهج العلمي في المجال الفيزيائي كانت؛
1د .ماهر عبد القادر محمد علي ،المنهج العلمي عند العلماء العرب محاولة في الفهم ،معارف إنسانية ،دولة اإلمارات العربية المتحدة ،الطبعة األولى،
.1990ص.31
القاعدة األولى :المفاهيم األولى مدركة وال تحتاج للتوضيح.
-ابن الهيثم :برز ابن الهيثم أيضا في الفيزياء حيث وضع كتابه “المناظر” معتمدا في رحلته البحثية على
الحدس و التجربة للوصول للحقيقة.
-البيروني :حيث أكد البيروني على ضرورة التجربة و تكرارها محاوال بذلك استبعاد أي خطأ الذي قد ينجم
عن المالحظات البشرية ،حيث بنيت النتائج العلمية التي توصل إليها على أساس التجربة و أخذ قراءات
متعددة لها.
-ابن سينا :حيث اعتمد في أبحاثه على أهمية إجراء التجربة للوصول إلى الحقائق .كما اعتمد في بحثه على
طرح االستفسارات و األسئلة قبل القيام بالتجارب العملية.
-روبرت جروسيتيست :مؤكدا على أهمية التجربة في الوصول للمعرفة ،و تم اعتماد الكثير من قوانينه فيما
1
بعد.
و نستنتج من هذا أهمية المنهج العلمي واستخداماته على مر السنين و األعوام نظرا لما استطاع أن يصل
من تقدم علمي و نقل المجتمع و الفرد من وضع إلى وضع أفضل و على جميع األصعدة العلمية من فيزياء
و كيمياء و طب وعلوم اجتماعية و غيرها.
1
د .ماهر عبد القادر محمد علي ،مرجع سابق .ص.32
نشاط المقطع السابع
السؤال :1من خالل اطالعك على المراجع أبرز الفروق الجوهرية بين الذاتية و الموضوعية في البحث
العلمي؟
إن الفرق بين الذاتية و الموضوعية قائم بشكل أساسي على المفارقة ما بين التعامل مع الحقائق و التعامل
مع اآلراء و الخبرات ،و الذاتية و الموضوعية هما شكالن من أشكال اإلدراك و الفرق الرئيسي بينهما هو
أن وجهة النظر الذاتية تركز على التفسير الشخصي للموضوع ،بينما تستند وجهة النظر الموضوعية إلى
بيانات واقعية.
* الذاتية ؛ يمكن للباحث أن يأثر بمعتقداته أو افتراضاته أو خلفية دراسته ،مما يأثر على كيفية اختيار
الموضوع و منهجية البحث و تحليل البيانات .و لتفادي هذا التأثير يجب على الباحث اتباع نهج موضوعي
في معالجة الموضوع و التعامل مع البيانات.
* الموضوعية ؛ و التي تتعلق بأن يتم اختيار الموضوع بشكل دقيق و يتم استخدام المنهجية الصحيحة ،و أن
يكون النتيجة تحليًال علميًا للبيانات و ليس مجرد افتراضات أو تحليالت سريعة .لذلك يجب على الباحثين
الحرص على العمل بأسس علمية صحيحة و منهج دقيق ،و تقييم البيانات بصورة علمية وموضوعية ،و
فيمايلي االختالفات الرئيسية الثالثة بين الذاتية و الموضوعية:
* الحقائق مقابل المشاعر :تركز القراءة الموضوعية للنص على الحقائق و المعلومات المستندة إلى
البيانات ،في حين تركز الذاتية في القراءة للنص على مشاعر الشخص و تجربته.
* تبني التحيز مقابل رفضه :تشير الذاتية إلى الرأي الشخصي الذي يمتلكه الفرد و يتبنى تحيزات شخصية
في تناول الموضوع ،و أن يكون موضوعًي ا يعني رفض أي تحيز شخصي قد يكون لدى هذا الفرد ،و
التعامل بكل حياد في تناول الموضوع.
* معاني نحوية :تشير الذاتية إلى الباحث أو الفاعل الذي يقوم بعمل ما ،أما الموضوعية فتشير إلى الصفات
أو بيانات ذاك العمل.
و نستنتج إذا أن الذاتية و الموضوعية هما عامالن هامان في تحديد جودة البحث العلمي ،حيث تؤثر
الذاتية في المنهجية و االختيارات التي يقوم بها الباحث في صياغة المشكلة و تدوين النتائج ،و تؤثر
الموضوعية في جودة الدراسة و مستوى التحصيل العلمي و استنتاجات البحث.
نشاط المقطع الثامن
السؤال :1من خالل اطالعك على المراجع أبرز الفروق الجوهرية في األدوات بين المنهج الكمي و الكيفي
مقدما أمثلة.
نستطيع تحديد عدد من الفروق التي ينبغي اإلشارة إليها بين أدوات البحوث الكمية و الكيفية ،و هي:
* منهجية و خطوات البحث :تجري البحوث الكمية وفق خطوات و مخططات محكمة سابقًا يسترشد بها
الباحث في بحثه ،أما البحوث الكيفية تستخدم تصميمًا حضوريًا؛ فالباحث في البحث الكيفي ال يستطيع وضع
فرضية أو فرضيات مسبقة ألن الباحث يعمل على دراسة موضوع من دون تصورات مسبقة عنه ،بل إنه
يدرس جميع العوامل و المؤثرات في موقف معين.
* المعاينة و العينات :عينات البحث الكمي تكون عشوائية في الغالب لتمثل مجتمع الدراسة ،أما عينات
البحث الكيفي تكون مقصودة عددها محدود و لكنها تأمن غزارة وافية في البيانات و المعلومات.
* جمع البيانات :جمع البيانات في البحث الكمي يركز على أداة االستبيان و المقابالت المبنية بناءًا محكمًا
مسبقًا ،أما في البحث الكيفي فتستخدم المقابلة المعمقة و الوثائق الرسمية و الشخصية ذات العالقة ،و قد
تختلف طريقة و أسئلة المقابلة في البحث الكيفي بين فرد و آخر من أفراد مجتمع الدراسة أو العينة ،بخالف
البحث الكمي الذي تكون فيه أسئلة المقابلة و االستبيان نمطية و معدة مسبقًا.
* دور الباحث :يكون دور الباحث في الدراسات الكمية منفصًال عن الدراسة لكي يبتعد عن التحيز ،في حين
ينغمس الباحث في الدراسات الكيفية في موقف أو ظاهرة موضوع الدراسة ،و تكون لديه مرونة التغيير في
خطة البحث وفق مجريات البحث والبيانات المجمعة.
* تصاميم البحث :يكون لدى الباحث في البحوث الكمية نوع من السيطرة على موضوع البحث .و الهدف
من هذا هو دراسة العالقة السببية بين الظروف التي جرى التحكم بها المتغير المستقل على المتغير التابع في
البحث .أما في تصاميم البحوث الكيفية فال يوجد تحكم بالظروف التي يمر بها األشخاص في موضوع
البحث ،و بدًال من ذلك يقوم الباحث بالمالحظة و تسجيل جميع قياسات األشخاص لوصف شيء ما أو حدث
1
ما.
1
عامر إبراهيم قنديلجي و إيمان السامرائي ،البحث العلمي الكمي و النوعي ،دار اليازوري ،عمان .2018 ،ص.37،38
* طريقة البحث :في البحث الكيفي يعمل الباحث على مالحظة الظاهرة ،أما البحث الكمي يتم قياس الظاهرة
و يتم إيجاد العالقات بين كل من األسباب و النتائج و يتم التعبير عن ذلك في صورة مجموعة من األرقام.
* موضوع البحث :يهتم المنهج الكيفي باآلراء و بالخبرات و التجارب السابقة أي بالبيانات الذاتية ،بينما يهتم
المنهج الكمي بالبيانات الموضوعية.
-المالحظة في البحوث الكيفية :كمالحظة الباحث لمستوى استيعاب التالميذ للدرس في القسم.
-اإلستبيان في البحوث الكمية :لقياس مستوى الذكاء و تأثيره على التحصيل الدراسي عند التالميذ.