Professional Documents
Culture Documents
سمير نعموني
درج الب احثون على تقس يم العل وم األكاديمي ة إلى ثالث ة أقس ام رئيس ة-:العل وم
الطبيعية-العلوم االجتماعية ( السلوكية)-العلوم اإلنسانية.
-ف العلوم الطبيعي ة تهتم بالدراس ة العلمي ة للطبيع ة مثال الرياض يات ،البيولوجي ا،
الطب ،الصيدلة ،الكيمياء... ،
-وأم ا العل وم االجتماعي ة فتهتم بالدراس ة العلمي ة للس لوك اإلنس اني مثال :علم
النفس ،علم االجتماع .
-وأما العلوم اإلنسانية فتهتم بدراسة نواتج اإلبداع اإلنساني كالتاريخ و الفنون....
ولكن مم ا يج در التنبي ه علي ه أن ه ذه األقس ام الك برى للمعرف ة اإلنس انية ليس ت
منفص لة انفص اال متباين ا ،فمثال نج د أن جانب ا من الس لوك اإلنس اني ي دخل ض من
دائرة اهتمام الباحثين في البيولوجيا.
-كما أننا نالحظ أن الفروق المنهجية بين أقسام المعرفة الرئيسية هي فروق نسبية
إلى حد ما ،فصحيح أن النتائج التي تتوصل إليها العلوم الطبيعية تبقى األكثر دقة
وأكثر ثباتا من النتائج التي تتوصل إليها العلوم االجتماعية ،وهذا يرجع بالدرجة
األولى إلى خاص ية الطبيع ة اإلنس انية ال تي هي مج ال الدراس ة في العل وم
االجتماعية.1
1
د.سمير نعموني
يح اول الب احثون في العل وم االجتماعي ة تط وير المن اهج العلمي ة لمواجه ة التعق د
الش ديد ال ذي تتم يز ب ه التجرب ة اإلنس انية ،وهم مض طرون إلى تع ديل ك ل م ا
يستشعرونه من العلوم الطبيعية ليالئم المادة التي يدرسونها وهي السلوك اإلنساني
و العالقات اإلنسانية ومع كل هذا فإن مناهج البحث العلمي شهدت تقدما واضحا
في مجالها وفي درجة دقتها.
تعاني العلوم االجتماعية الكثير من العقبات و المشكالت التي تواجه تطبيق المناهج
العلمية في دراسة الظواهر االجتماعية ،نذكر منها:
يمث ل المنهج التجري بي أق وى أدوات المنهج العلمي في حين أن التج ريب داخ ل
المعم ل ال يغطي س وى ج انب مح دد من الس لوك البش ري (إذ ال يمكن إدخ ال
اإلنس ان إلى المخ بر إلج راء التج ارب علي ه ) فمثال العالق ات األس رية ال يمكن
وضعها بين جدران المعمل.
كم ا أن هن اك بعض الس لوكيات ال يري د أص حابها اإلعالن عنه ا ك اإلجرام ،تع اطي
المخ درات ،الش ذوذ الجنس ي ...ويتحتم على الب احث في أغلب األح وال الحص ول
على موافقة عينة البحث على إعطاء المعلومات و البيانات من أجل الدراسة و ال
ش ك أن ه ذا من الص عوبة بمك ان وح تى عن د حص ول الموافق ة من األف راد أو
الجماع ات فكث يرا م ا تك ون غ ير مطلق ة ،فلك ل واح د أس باب عدي دة إلخف اء أفعال ه
ودوافعه عن اآلخرين.
1عبد الكريم غريب،منهج البحث العلمي في علوم التربية و العلوم االنسانية،منشورات عالم التربية،ط ، 2012 .1المغرب ،ص 49-48
2
د.سمير نعموني
ب-تشوه البيانات :أي حدث اجتم اعي يكاد يت أثر ويتغير نتيجة مالحظت ه ،ومن
ثم تتشوه بياناته ،ويكون هذا التشوه ناتج عن:
-أن األف راد موض وع البحث يع دلون س لوكهم س واء عم دا أو غ ير عم د لوج ودهم
تحت المالحظة.
-يتبنى األفراد موضوع البحث مفاهيم وتصورات القائم بالمالحظ ة فمثال :ب احث من
المدين ة ل و س أل بعض الفالحين عن رأيهم في معامل ة الزوج ة وحقوقه ا يلقى منهم
اس تجابة إيجابي ة فيحك ون ل ه م ا يس معون ويش اهدون في وس ائل اإلعالم ويخف ون
معاملتهم الحقيقية وممارستهم خلف جدران بيوتهم.1
ج-مش..كلة الذاتي..ة :من أهم المش اكل ال تي تعي ق تط بيق المنهج العلمي في دراس ة
العل وم االجتماعي ة هي انقس ام الس لوك اإلنس اني إلى ظ اهر وغ ير ظ اهر( محج وب
عن المالحظ ة المباش رة) ،وال س بيل للب احث في دراس ة ه ذه الس لوكيات إال
المعلوم ات والبيان ات التي يق دمها األفراد موض وع البحث ،وكثير من هذه البيان ات
التي يدلون بها غير قابلة للتحقق من صدقها.
-ومن جهة أخرى أن العالم أو الباحث في العلوم االجتماعية شأنه شأن مفردات
بحثه يتدخل باستمرار في النتائج التي يتوصل إليها و قد يتعمد أحيانا لعقيدة يؤمن
به ا أو مي ول معين ،وق د يك ون اإلنحي از من غ ير قص د وه ذا ه و الغ الب ،وه ذه
المشكلة ناشئة عن اعتبار أن الباحث إنما هو إنسان وعضو في مجتمعه مما يكون
لديه بعض الدوافع التي تقلل من موضوعيته لبحثه و دراسته.
من أهم أهداف البحث العلمي دحض المعتقدات الخرافية و األوهام و جميع مظاهر
سوء التفاهم و األحكام الفاسدة و التي في مجموعها معرفة سابقة شائعة غير علمية
عن موضوع ما ،سواء تعلق بعلم النفس أو بعلم االجتماع.2
1
محمد الجوهري ،المدخل الى علم االجتماع ،مرجع سابق ،ص 18
2
محمد الجوهري ،المدخل الى علم االجتماع ،مرجع سابق ،ص 21
3
د.سمير نعموني
4